منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248645 / تحميل: 4991
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

فاطمةعليها‌السلام وحديث الكساء الشريف

للسيد محمد مهدي القزويني الحلي

روت لنا فاطمة خير النسا

حديث أهل الفضل أصحاب الكسا

تقول : أن سيد الانام

قد جاءني يوما من الايام

فقال لي : اني أرى في بدني

ضعفا اراه اليوم قد أنحلني

قومي عليّ بالكسا اليماني

وفيه غطيني بلا تواني

قالت فجئته وقد لبيته

مشرعة وبالكساء غطيته

وكنت أرنو وجهه كالبدر

في أربع بعد ليال عشر

فما مضى إلاّ يسير من زمن

حتى أتى أبو محمد الحسن

فقال : يا أماه اني اجد

رائحة طيبة أعتقد

بأنها رائحة النبي

أخي الوصي المرتضى علي

قلت : نعم ها هو ذا تحت الكسا

مدثر به ، مغطى واكتسى

فجاء نحوه ابنه مسلما

مستأذنا قال له : ادخل مكرما

فما مضى إلاّ القليل الا

جاء الحسين السبط مستقلا

فقال يا أم أشم عندك

رائحة كأنها المـسك الذكي

وحق من اولاك منه شرفا

أظنها ريح النبي المصطفى

قلت : نعم تحت الكسا هذا

بجنبه أخوك فيه لاذا

فأقبل السبط له مستأذنا

مسلما قال له : ادخل معنا

وما مضى من ساعة إلاّ وقد

جاء أبوهما الغضنفر الاسد

أبو الأئمة الهداة النجبا

المرتضى رابع اصحاب الكسا

فقال يا سيدة النساء

ومن بها زوجت في السماء

اني اشم في حماك رائحة

كأنها الورد الندي فايحة

يحكي شذاها عرف سيد البشر

وخير من لبى وطاف واعتمر

١٨١

قلت نعم : تحت الكساء والتحفا

وضم شبليك وفيه اكتنفا

فجاء يستأذن منه سائلا

منه الدخول قال : فادخل عاجلا

قالت : فجئت نحوهم مسلمة

قال : ادخلي محبوة مكرمة

فعندما بهم أضاء الموضع

وكلهم تحت الكساء اجتمعوا

قال الامين : قلت : يا رب ومن

تحت الكسا ؟ بحقهم لنا أبن

فقال لي : هم فاطمة وبعلها

والمصطفى والحسنان نسلها

قال علي : قلت : يا حبيبي

ما لجلوسنا من النصيب ؟

قال النبي والذي اصطفاني

وخصني بالوحي واجتباني

ما أن جرى ذكرٌ لهذا الخبر

في محفل الاشياع خير معشر

إلاّ وأنزل الاله الرحمة

وفيهم حفت جنود جمة

من الملائك الذين صدقوا

تحرسهم في الدهر ما تفرقوا

كلا وليس فيهم مغموم

إلاّ وعنه كشفت هموم

كلا ولا طالب حاجة يرى

قضاؤها عليه قد تعسرا

إلاّ قضى الله الكريم حاجته

وانزل الرضوان فضلا ساحته

قال علي نحن والاحباب أشياعنا

الذين قدما طابوا

فزنا بما نلنا ورب الكعبة

فليشكرن كل فردٍ ربه

يا عجبا يستأذن الامين

عليهم ويهجم الخؤون

قال سليم قلت : يا سلمان

هل دخلوا ولم يك استئذان

فقال : أي وعزة الجبار

ليس على الزهراء من خمار

لكنها لاذت وراء الباب

رعاية للستر والحجاب

فمذ رأوها عصروها عصرة

كادت بروحي ان تموت حسرة

تصيح : يا فضة اسنديني

فقد وربي قتلوا جنيني

فأسقطت بنت الهدى واحزنا

جنينها ذاك المسمى محسنا

         
١٨٢

حديث الكساء الشريف

عَنْ جابر بن عبد الله الانصاري قال سَمِعتُ فاطِمَةَ عليها‌السلام أنَّها قالت : ( دَخَلَ عَليَّ أبي رَسُولُ الله في بَعضِ الأيّام فقال السَّلامُ عليكِ يا فاطِمَةُ فَقُلتُ عليك السَّلامُ قالَ إني أَجدُ في بَدَني ضُعفاً فقُلتُ له أُعيذكَ باللهِ يا أبتاهُ منَ الضُعفِ فَقالَ يا فاطِمَةُ اتيني بالكِساء اليَماني فَغَطّيني به فأتَيتُهُ بالكساء اليَماني فَغَطّيتُهُ بِهِ وَصِرْتُ أنظُرُ إليه وَإذا وَجْهُهُ يَتَلألَؤُ كأنَّهُ البَدْرُ في لَيلَةِ تَمامِهِ وَكماله فَما كانت إلاّ ساعَةً وإذا بوَلدي الحَسَن قَدْ أقبلَ وقالَ السَّلامُ عليكِ يا أُمّاهُ فَقلتُ وعليكَ السَّلامُ يا ولدي ويا قُرَّةَ عَيني وثَمرَةَ فُؤادي فَقالَ يا أُمّاهُ إنّي أشَمُ عِندَكِ رائحةٌ طيّبَةً كأنَّها رائِحةُ جَدّي رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلتُ نَعَم إنَّ جَدَكَ تحت الكساء فأقبلَ الحَسَنُ نحوَ الكِساء وقالَ السّلامُ عليكَ يا جَدّاه يا رسوُل الله أتأذنُ لي أن أدخُلَ معك تحت الكساء فَقال وعليك السلام يا ولدي وصاحب حوضي قد اذنت لك فدخل معه تحت الكساء فما كانت إلاّ ساعة واذا بولدي الحسين عليه‌السلام قد اقبل وقال السلام عليك يا اماه فقلت وعليك السلام يا ولدي ويا قرة عيني وثمرة فؤادي فقال لي يا اماه اني اشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله فقلت نعم ان جدك واخاك تحت الكساء فدنى الحسين نحو الكساء وقال السلام عليك يا جداه السلام عليك يا من إختاره الله أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء فقال وعليك السلام يا ولدي ويا شافع أُمتي قَدْ أذنت لك فَدَخَلَ مَعَهُمَا تَحْتَ الكساء فأقبَلَ عندَ ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال السلام عليكِ يا بنت رسول الله فقلتُ وعليْكَ السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين فقال يا فاطمة إني أشمُّ عندك رائحة طيبة كأنَها رائحة أخي وابن عَمّي رَسولِ الله فَقُلْتُ نَعَمْ هاهُوَ مَعَ وَلَدَيْكَ تَحْتَ الكساء فَأقْبَلَ عَلِيٌّ نَحْوَ الكساء وقالَ السلام عَلَيْكَ يا رسول الله أتأذَنُ لي أن أكونَ مَعَكُمْ تَحتَ الكساء قالَ وعَلَيْكَ السلام يا أخي وَيا وَصيّي وخَليفَتي وصاحِبَ لِوائي قَد أذِنتُ لَكَ فَدَخَلَ عَليٌّ تَحْتَ الكساء ثُمَّ أتَيْتُ نَحْوَ الكِساء وَقُلْتُ السلام عليك يا أبَتاه يا رَسول الله أتَأذن لي أن أكون مَعَكَمْ تَحْتَ الكساء قَالَ وعَلَيكِ السلام يا بنتي ويا بضعتي قَدْ أذنت لَكِ فَدَخَلتُ تَحْتَ الكساء فَلَما إكتَمَلنا جَميعاً تَحْتَ الكساء أخَذَ أبي رَسول الله بِطَرفي الكساء وأومئ بيده اليمنىٰ إلى السماء وقال

١٨٣

اللهم إنَّ هؤلاء أهلُ بيتي وخاصتي وحامّتي لحمهم لحمي وَدمهم دَمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حربٌ لمن حاربهم وسلمٌ لمن سالمهم وَعَدوٌّ لمن عاداهم ومحب لمن أحَبَهُم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم وأذهب عنهم الرجس وَطَهرهُم تطهيراً فقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مَدحية وَلا قَمَراً منيراً ولا شمساً مضيئة لا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فُلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء فقال الأمين جبرائيل يا رَبِّ ومن تحت الكساء فقال عزّ وجلّ هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها فقال جبرائيل يارب أتأذن لي أن أهبط الى الأرض لأكون معهم سادساً فقال الله نعم قد أذنت لك فهبط الأمين جبرائيل وقال السلام عليك يا رسول الله العلي الأعلىٰ يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك وعزتي وجلالي إني ما خلقتُ سماءً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئةً ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلاّ لأجلكم ومحبتكم وقد أذن لي أن أدخل معكم فهل تأذن لي يا رسول الله فقال رسول الله وعَليك السلام يا أمين وحي الله انه نعم قد أذنت لك فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء فقال لأبي ان الله قد أوحىٰ اليكم يقول إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا فقال علي لأبي يا رسول الله أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عند الله فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي بعثني بالحق نبيا وإصطفاني بالرسالة نجيّا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا الاّ ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة واستغفرت لهم الىٰ أن يتفرقوا فقال علي عليه‌السلام إذاً والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة فقال أبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي والذي بعثني بالحق نبيا وإصطفاني بالرسالة نجيا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمعٌ من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم إلاّ وفرج الله همه ولا مغموم إلاّ وكشف الله غمه ولا طالب حاجة إلاّ وقضىٰ الله حاجته فقال علي عليه‌السلام إذاً والله فزنا وسعدنا وكذلك شيعتنا فازوا وسُعِدُوا في الدُّنيا وَالاخرة ورب الكعبة ) .

١٨٤

البحث السادس

فاطمةعليها‌السلام

وحديث الكساء الشريف

يعتبر حديث الكساء من الأحاديث النورانية الولائية والذي عَبَّر عن مدىٰ ارتباط أهل البيتعليهم‌السلام بالسماء وذلك من خلال المضامين العالية التي وردت في طياته ، فما أدراك ما حديث الكساء وهل أتاك نبأه ! أنه الحديث المتصل بين الأرض والسماء ، فقد وعته كواكب الكون ونجوم السماوات السبع وما زال الإنسان في ريب من أمره ذلك إن الإنسان كان جهولا. لقد وعته قلوب المؤمنين وإفتدتهم قبل أن تعيه أسماعهم لذا سوف نعيش في رحابه ونقف مع حلقاته ونستضيء من نوره ونستجلي حقائقه ونحيا مع بركاته كي نصل الئ شاطي نور العلم والمعرفة تلكم هي معرفة نورانية أهل البيتعليهم‌السلام ، فحديث الكساء الشريف يعتبر مرسوم رباني قد قلده الله تبارك وتعالىٰ لنبيه الشريف محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ولآله الطيبين الطاهرين حيث جاء موضحاً لإرادة رب العالمين التي وسمت قوله تعالىٰ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) كل ذلك حرصاً ومحبتاً من الله تعالىٰ للرسول ولأهل بيتهعليهم‌السلام ولكي لا يُشرقُ الناس أو يغربوا ولا تأخذهم الاهواء والميول والرغبات يميناً وشمالاً وحتىٰ لا يحَرّف المغرضون هذه الآية المباركة العظيمة عن أهلها وأصحابها الحقيقيين الذي أرادهم رب العالمين أطهاراً مطهرين يتولون قيادة الأُمة ويوضحون معالم طريقها بعد رسوله الكريم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله . إن هذا الحديث يستحق منا أن نقف عنده وقفة متأمله لكي ننفذ إلىٰ الأبعاد الانسانية والحقائق العلمية والمسائل العقائدية التي يرمي اليها والنتائج الرائعة التي تترتب عليه فهو ليس مجرد حديث يروىٰ لأجل أن نأخذ معلومة جامدة تتوقف عند حدود الحديث وظاهر الالفاظ بل يجب أن نستشف المرامي الحضارية الكامنة خلف ألفاظه وكلماته ، لا سيما أن الله سبحانه وتعالىٰ

١٨٥

قد ميزنا عن سائر المخلوقات الاخرىٰ بأن وهب لنا عقلاً والهمنا كيف نستخدمه ونوظفه لخدمة المجتمع والانسانية جمعاء لا أن نكون مجرد مخلوقات تأكل وتنام وتضاجع دون أن نعي ما كان ويكون حولها.

وسيكون حديثنا حول هذا الحديث المبارك في ثلاث وقفات :

الوقفة الأولىٰ : ارتباط هذا الحديث بآية التطهير.

الوقفةالثانية : سند هذا الحديث الشريف.

الوقفة الثالثة : مضامين هذا الحديث المختلفة.

الوقفة الأولى

« حديث الكساء وآية التطهير »

ارتبط حديث الكساء الشريف بنزول آية التطهير ارتباطاً وثيقاً حيث جاءت هذه الآية المباركة( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) لتؤكد على مسألة عصمة أهل البيتعليهم‌السلام جميعاً بما فيهم فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، والذي يهمنا في المقام هو عصمة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، أمّا مسألة البحث حول هذه الآية المباركة ودلالتها على عصمة أهل البيتعليهم‌السلام فهذا موكول إلى الكتب الكلامية الخاصة بهذا الموضوع ، أمّا دلالة هذه الآية على عصمة فاطمة الزهراءعليها‌السلام فهذا ما تجده من خلال الروايات التي بينت من هم أهل البيت الذين عنتهم الآية المباركة وكيفية اشتراك الزهراء مع أهل البيت في طهارتهم وعصمتهم ، أمّا الروايات فسنذكر بعضها بعدما أن نقف مع مفهوم أهل البيت ، ومن المراد بهم فلربما يقول قائل إنّنا لا نؤمن بالروايات أو لا نقبل هذه الروايات فنقول له تعال معنا لنقف سوية على مفهوم أهل البيت ومن المراد بهم ؟. إن التعرف على مفهوم أهل البيت لغة والمقصود منه في هذه الآية المباركة يعد من الأبحاث الضرورية في فهم مفاد هذه الآية فلقد ضلَّ

١٨٦

الكثير في تفسير هذه الآية والمراد فيها من أهل البيت ولأجل ذلك نبحث اولا وقبل كل شيء هذا المفهوم لغة علىٰ وجه يرفع الستار عن وجه الحقيقة.

مفهوم أهل البيت عند أهل اللغة

قد ورد لفظ أهل البيت في القرآن الكريم مرتين احداهما في هذه الآية المرتبطة بحديث الكساء الشريف والأخرىٰ في قوله تعالى( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (1) . ويمكن تحديد مفهوم الأهل من موارد استعماله فيقال :

1 ـ أهل الأمر والنهىٰ.

2 ـ أهل الانجيل.

3 ـ أهل الكتاب.

4 ـ أهل الاسلام.

5 ـ أهل الرجل.

6 ـ أهل الماء.

وهذه الموارد توقفنا علىٰ أن كلمة أهل تستعمل مضافاً فيمن كان له علاقة قوية بمن أضيف إليه ، فأهل الأمر والنهىٰ هم الذين يمارسون الحكم والبعث والزجر ، وأهل الانجيل هم الذين لهم اعتقاد به كأهل الكتاب وأهل الإسلام.

وقد اتفقت كلمة أهل اللغة علىٰ أن الأهل والآل كلمتان بمعنىٰ واحد قال ابن منظور : آل الرجل : أهله وآل الله وآل رسوله : أولياؤه ، أصلها أهل ثم بدلت الهاء همزة فصارت في التقدير أأل فلما توالت الهمزمان أبدلوا الثانية ألفاً. كما قالوا : آدم وآخر ، وفي الفعل آمن وآزر. وقد انشأ عبد المطلب عند هجوم ابرهة على مكة المكرمة وقد أخذ حلقة باب الكعبة وقال :

وانصر على آل الصليب

وعابديه اليوم آلك

وعلىٰ ما ذكرنا فهذا اللفظ إذا أضيف الىٰ شيء يقصد منه المضاف الذي له علاقة

__________________

(1) هود : آية 73.

١٨٧

خاصة بالمضاف إليه ، فأهل الرجل مثلاً أخص الناس به ، وأهل المسجد المترددون كثيراً إليه ، وأهل الغابة القاطنون فيها فإذا لاحظنا موارد استعمال هذه الكلمة لا نتردد في شمولها للزوجة والأولاد وبل غيرهم ممن تربطهم رابطة خاصة بالبيت من غير فرق بين الأولاد والأزواج ولأجل ذلك ترىٰ أنّه سبحانه يطلقه علىٰ زوجة إبراهيم كما عرفت في الآية هذا هو حق الكلام في تحديد مفهوم هذه الكلمة ولنأتي ببعض نصوص أئمة اللغة.

قال ابن منظور : أهل البيت سكانه وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت أزواجه وبناته وصهره أعني علياًعليه‌السلام ، وقيل نساء النبي والرجال الذين هم أهله(1) .

فلقد أحسن الرجل في تحديد المفهوم ، أولاً ، وتوضيح معناه في القرآن الكريم كما أشار بقوله : قيل : الىٰ ضعف القول الآخر لأنه نسبه الىٰ القيل.

وقال ابن فارس ناقلاً عن الخليل ابن أحمد : أهل الرجل زوجه والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت سكانه وأهل الاسلام من يدين به(2) .

وعلى ما ذكرنا فهذا اللفظ إذا أضيف الىٰ شيء يقصد منه المضاف الذي له علاقة خاصة بالمضاف إليه فأهل الرجل مثلاً أخص الناس به فاذا لاحظنا موارد استعمال هذه الكلمة لا نتردد في شمولها للزوجة والأولاد بل وغيرهم ممن تربطهم رابطة خاصة بالبيت من غير فرق بين الأولاد والأزواج.

اذن هذه الكلمات ونظائرها بين أعلام اللغة كلها تعرب عن أن مفهوم أهل البيت في اللغة هم الذين لهم صلة وطيدة بالبيت وأهل الرجل من له صلة به بنسب أو سبب أو غيرهما ، وهناك إشكال من بعض المفسرين الذين قالوا ان لفظ أهل البيت يطلق فقط علىٰ الزوجة ويستعمل في الأولاد والأقارب تجوزاً أي يكون استعماله حقيقة في الزوجة ومجازاً في الأولاد والأقارب وقد استدل هذا الذي أثار هذا الإشكال علىٰ ذلك عن طريق اثباته ذلك من القرآن الكريم كما وردت هذه اللفظة ـ أهل البيت ـ في قصة إبراهيم بالبشرىٰ حيث قال الله تعالى( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا

__________________

(1) لسان العرب : 11 / 29 « أهل ».

(2) معجم مقاييس اللغة : 1 / 150.

١٨٨

بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ *قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ *قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (1) . وفي قصة موسىٰعليه‌السلام أيضاً :( فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ) (2) . فالمستشكل قال : إن الله استعمل هذه اللفظة على لسان ملائكته في زوجة إبراهيمعليه‌السلام لا غيركما في الآية الأولىٰ الخاصة بالبشرىٰ واستعمل الأهل في زوجة موسىٰعليه‌السلام وهي بنت شعيب كما في الآية ، إذن فالمستشكل قال إن الأهل تطلق علىٰ الزوجة حقيقة ، وهذا مردود من عدة جهات :

أولاً : تقدم علىٰ لسان أهل اللغة أن لفظة أهل تطلق علىٰ أخص الناس بالزوج وهم الأولاد.

ثانياً : ان كلامه غير صحيح من كون الأهل تطلق حقيقة علىٰ الزوجة ومجازاً علىٰ الأولاد فنحن نقول له من أين إستظهرت هذا ، فاذا قلت من آية البشرىٰ وآية موسىٰ فإنه مردود لأنه الاطلاق هنا علىٰ كلمة الأهل ليس دليلاً على الانحصار ـ أي إنحصار اللفظة علىٰ الزوجة فقط

ثالثاً : إنَّ الآية في قصة إبراهيم قالت عليكم أهل البيت ولم تقول الآية المباركة عليكِ لتكون ظاهرة في زوجته فقط كلمة أهل.

أمّا السؤال المهم في هذا المقام هو هل أنَّ مفهوم ولفظ أهل البيت يطلق علىٰ الزوجة أو علىٰ الزوجة والأولاد ؟ وفيما نحن فيه هل هناك قرائن في آية التطهير أو قبلها أو بعدها تصرف هذا اللفظ خاصة الىٰ أهل البيت الذين يقصد بهم علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، أم لا توجد قرائن ؟ والجواب علىٰ ذلك : إن بعض من وقف مع هذه الآية المباركة ومدلولاتها قال ان المراد من أهل البيت هم أزواجه ونسائهصلى‌الله‌عليه‌وآله والبعض الآخر قال إنَّ لفظ أهل البيت خاصة يطلق علىٰ بنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وصهره وولداهما الحسن والحسينعليهم‌السلام .

__________________

(1) هود : آية 73.

(2) القصص : آية 30.

١٨٩

والحق مع من ذهب الىٰ القول الثاني ـ علي وفاطمة والحسن والحسين ـ بدلالة عدة شواهد وقرائن حفت بالآية المباركة سواء كانت قرائن حالية أو مقامية وإليك هذه القرائن.

1 ـ القرينة الأولىٰ اللام في أهل البيت للعهد وبيان ذلك : إنَّ اللام قد يراد منها الجنس المدخول عليه مثل قوله تعالىٰ( إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) ، وقد يراد من اللام الإستغراق مثل قوله تعالىٰ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) وقد يراد منها باعتبار معهودية مدخولها بين المتكلم والمخاطب ، أمّا الأول والثاني من الأقوال لا يمكن أن نحمل اللام عليهما أما القول الثالث فهو الحق لأنّ الله تعالى إنما يريد إذهاب الرجس عن أهل بيت معهودين بين المتكلم والمخاطب ، وفمن هم هؤلاء أهل البيت ؟!!

2 ـ القرينة الثانية علىٰ أن المراد من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين هو تذكير الضمائر في الآية خلاف الضمائر الاخرىٰ التي وردة في الآية المباركة حيث جاءت مؤنثة مثل وقلن ، اتقيتن. فلا تخضعن الخ.

3 ـ القرينة الثالثة : ـ هي ان الإرادة وكما أثبتتها الكتب الكلامية هي الارادة التكوينية إنما يريد الله ـ لا التشريعية فلا يصح حمل مفهوم أهل البيت على نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ لم يدع أحد من المسلمين كونهن معصومات من الذنب مطهرات من الزلل فلا مناص من تطبيقه علىٰ جماعة خاصه من المنتمين إلىٰ البيت النبوي الذين تحقق فيهم تعلقهم بالاسباب والمقتضيات التي تنتهي بصاحبها إلىٰ العصمة ولا ينطبق هذا إلا علىٰ الإمام علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

وأضف الىٰ ذلك الىٰ أن المراد من أهل البيتعليهم‌السلام هم أصحاب الكساء الخمسة هو وقوف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ستة أشهر علىٰ باب فاطمة ويناديهم بقوله تعالى ـ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ) ليوقضهم للصلاة وليؤكد على حرمة أهل هذا البيتعليهم‌السلام ، وكذلك نزول آية التطهير في بيت فاطمةعليها‌السلام حيث قالت دخل علي أبي وفيه دلالة علىٰ أن حديث الكساء كان في بيت فاطمةعليها‌السلام خلاف ما يدعيه البعض أن حديث الكساء كان في بيت أُم سلمة وكما سيأتينا هذا البحث.

١٩٠

إذن كان للنبي العناية الوافرة بتعريف أهل البيت لم يرَ مثلها إلا في أقل الموارد حيث قام بتعريفهم بطرق مختلفة كما كان المحدثين والمفسرين وأهل السّيَر والتأريخ لهم العناية الكاملة بتعريف أهل البيتعليهم‌السلام في مواضع مختلفة وحسب المناسبات التي تقتضي طرح هذه المسألة وكذلك الشعراء المخلصين الاسلاميين الذين كان لهم العناية البارزة ببيان فضائل أهل البيت وتعريفهم للناس والتصريح بأسمائهم علىٰ وجه يظهر من الجميع اتفاقهم علىٰ نزول الآية في حق العترة الطاهرة.

أما الروايات الواردة في بيان من هم أهل البيتعليهم‌السلام فنروي لك شاهدين الشاهد الأول : ما روي عن أُم سلمة انها قالت : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بيتي فاستدعى علياً وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ؛ وجللهم بعباءةٍ خيبرية ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فقالت أُم سلمة : قلت يا رسول الله أنا من أهل بيتك ؟ قال لا : ولكنك إلىٰ خير(1) .

أما الشاهد الثاني : ما روي عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام في إحتجاجه علىٰ أبي بكر حيث قال له أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أفينا نزلت أو في غيرنا نزلت ؟ قال : فيكم : فأخبرني لو أنّ شاهدين من المسلمين شهداً على فاطمةعليها‌السلام بفاحشة ما كنت صانعاً ؟ قال :

كنت أقيم عليها الحد كما أقيم علىٰ نساء المسلمين !! قال الإمامعليه‌السلام كنتَ إذنْ عند الله من الكافرين قال : ولِمَ ؟ قال : لأنك رددت شهادة الله وتقبل شهادة غير لأنَّ الله عز وجل قد شهد لها بالطهارة فاذا رددت شهادتها وقبلتَ شهادةَ غيرها كنت عند الله من الكافرين قال : فبكىٰ الناس وتفرقوا ودمدموا(2) .

وعلى هذا يكون الشاهدين فيهما دلالة علىٰ أن فاطمة كانت من أهل بيت العصمة فهي معصومة من الزلل والخطأ والعصمة هنا لها هي العصمة الذاتية وليس الفعلية ، ومما يؤكد العصمة فيها كذلك الأقوال والأحاديث الواردة من خلال استقراء كتب الحديث حيث روت لنا هذه الكتب إن الرسول كان دائماً يقول : فاطمة بضعة مني

__________________

(1) التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي : 8 / 339.

(2) علل الشرائع : 191 باب 151.

١٩١

يغضبني من أغضبها ويسرني من أسرها وإن الله ليغضب لغضبها ويرضىٰ لرضاها.

فان هذا كاشف عن إناطة رضاها بما فيه مرضاة الرب جلَّ شأنه وغضبه بغضبها حتىٰ إنها لو غضبت أو رضيت علىٰ أمر مباح لابد أن تكون له جهة شرعية تدخله في الراجحات لم تكن حالة الرضا والغضب فيها منبعثة عن جهة نفسانية وهذا مثل العصمة الثابتة لهاعليها‌السلام (1) وقد قال الشيخ المفيد طاب ثراه(2) في إثبات الحكم بكون فاطمة معصومة من الزلل والخطأ ما نصه : قد ثبت عصمة فاطمةعليها‌السلام بإجماع الأمة على ذلك فتياً مطلقة ، وإجماعهم علىٰ إنّه لو شهد شهود بما يوجب إقامة الحد من الفعل المنافي للعصمة ، لكان الشهود مبطلين في شهادتهم ، ووجب علىٰ الأمة تكذيبهم وعلىٰ السلطان عقوبتهم ، فإنّ الله تعالىٰ قد دل علىٰ ذلك بقوله :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

ولا خلاف بين نقلة الآثار إن فاطمةعليها‌السلام كانت من أهل هذه الآية ، وقد بيّنا فيما سلف إنَّ ذهاب الرجس عن أهل البيت الذين عنوا بالخطاب يوجب عصمتهم ولاجماع الأمة ايضاً علىٰ قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من آذىٰ فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذىٰ الله عز وجل ». فلولا أنّ فاطمةعليها‌السلام كانت معصومة من الخطأ ، مبرأة من الزلل ، لجاز منها وقوع ما يجب آذاها بالأدب والعقوبة ولو وجب ذلك لوجب آذاها ولو جاز وجوب آذاها لجاز آذىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأذىٰ لله عز وجل فلمّا بطل ذلك دلَّ علىٰ أنهاعليها‌السلام كانت معصومة حسب ما ذكرناه ، وإذا ثبت عصمة فاطمةعليها‌السلام وجب القطع بقولها ، واستغنت عن الشهود في دعواها ـ في قضية فدك ـ لأن المدعي إنمّا افتقر للشهود لارتفاع العصمة عنه وجواز ادعائه الباطل فيستظهر بالشهود وعلى قوله لئلا يطمع كثير من الناس في أموال غيرهم ، وجحد الحقوق الواجبة عليهم وإذا كانت العصمة مغنية عن الشهادة وجب القطع علىٰ قول فاطمةعليها‌السلام وعلىٰ ظلم مانعها فدكاً ومطالبتها بالبينة عليها.

ويكشف عن صحة ما ذكرناه أن الشاهدين إنما يقبل قولهما على الظاهر مع جواز

__________________

(1) وفاة الصديقة الزهراء : 55 للمقرم.

(2) الفصول المختارة من العيون المحاسن : 88.

١٩٢

أن يكونا مبطلين كاذبين فيما شهدا به ، وليس يصح الإستظهار علىٰ قول من قد أمن من الكذب بقول من لا يؤمن عليه ، ذلك كيما لا يصح الاستظهار علىٰ قول المؤمن بقول الكافر ، وعلىٰ قول العدل البر بقول الفاسق الفاجر. ويدل أيضاً على ذلك : إنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله استشهد علىٰ قوله فشهد خزيمة بن ثابت في ناقة نازعه فيها منازع ؛ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أين علمت يا خزيمة ، أنَّ هذه الناقة لي ؟ أشهدت شرائي لها ؟ فقال : لا ولكني علمت أنَّها لك من حيث إنَّك رسول الله ، فأجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شهادته كشهادة رجلين وحكم بقوله فلو لا أن العصمة دليل الصدق وتغني عن الاستشهاد ، لما حكم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بقول خزيمة من ثابت وحده وصوّبه في الشهادة له على ما لم يره ولم يحضره ، باستدلاله عليه بدليل نبوته وصدقه علىٰ الله سبحانه فيما أداه الىٰ بريته ، وإذا وجب قبول قول فاطمةعليها‌السلام بدلائل صدقها ، واستغنت عن الشهود لها ثبت ان من قطع حقها وأوجب الشهود علىٰ صحة قولها ، قد جار في حكمه وظلم في فعله ، وآذىٰ الله تعالىٰ ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بايذائه لفاطمةعليها‌السلام وقد قال الله عزّ وجلّ :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (1) . اذن لا شك في عصمة فاطمةعليها‌السلام ، أمّا عندنا فللإجماع القطعي المتواتر والأخبار المتواترة في فضائلها ومناقبها.

وأمّا الحجة علىٰ المخالفين :

1 ـ فبآية التطهير الدالة علىٰ عصمتها ، وكما بيّنا في إثبات نزول هذه الآية في جماعة كانت داخلة فيهم بل هي قطب الرحىٰ الذي يدور فيه أهل البيتعليهم‌السلام .

2 ـ وبالأخبار المتواترة الدالّة علىٰ أنّ إيذائها إيذاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّ الله تعالىٰ يغضب لغضبها ويرضىٰ لرضاها : ووجه الإستدلال بالروايات علىٰ عصمتها صلوات الله عليها : أنّه كانت فاطمةعليها‌السلام ممن تقارق الذنوب وترتكبها ، لجاز إيذاؤها ، بل إقامة الحد عليها ، لو فعلت معصية ، وارتكبت ما يوجب حداً ، لم يكن رضاها رضىٰ الله

____________

(1) الأحزاب : آية 57.

١٩٣

سبحانه إذا رضيت بالمعصية ، ولا من سرها في معصية ساراً لله سبحانه ، ومن أغضبها بمنعها عن ارتكابها مغضباً له جل شأنه ، فإن قيل : لعل المراد ، من آذاها ظلماً فقد آذاني ، ومن سرّها في طاعة الله فقد سرّني ، وأمثال ذلك ، لشيوع التخصيص في العمومات قلنا :

أولاً : التخصيص خلاف الأصل ، ولا يصار إليه إلا بدليل فمن أراد التخصيص فعليه إقامة الدليل.

ثانياً : إن فاطمة صلوات الله عليها تكون حينئذ كسائر المسلمين ، لم تثبت لها خصوصية ومزية في تلك الأخبار ، ولا كان لها فيها تشريف ومدحة ؛ وذلك باطل بوجوه :

1 ـ إنّه لا معنىٰ حينئذ لتفريع كون إيذائها إيذاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على كونها بضعة منه كما يصرح بذلك صحيح البخاري ومسلم في رواياته.

2 ـ إنّ كثيراً من الأخبار السالفة المتضمنة لانكارهصلى‌الله‌عليه‌وآله علىٰ بني هاشم ، في أن ينكحوا إبنتهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أو انكاح بنت أبي جهل ، ليس من المشتركات بين المسلمين فإنَّ ذلك النكاح كان مما أباحه الله سبحانه ، بل ممّا رغّب فيه وحث عليه لولا كان كونه إيذاء لسيدة النساء ، وقد علل رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عدم الإذن بكونها بضعة منه يؤذيها ما آذاها ويريبه ما يريبها تظهر بطلان القول بعموم الحكم لكافة المسلمين ، علىٰ إنه لو ثبت هذا القول بأن عليعليه‌السلام ربما أو أراد أن يتزوج من المتقدمي الذكر.

3 ـ إنّ القول بذلك يوجب إلقاء كلامهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخلوّه من الفائدة ، إذ مدلوله حينئذ أنّ بضعته كسائر المسلمين ولا يقول ذلك من أوتي حظاً من الفهم والفطانة ، أو اتصف بشيء من الانصاف والأمانة ، وقد أطبق محدثوهم على إيراد تلك الروايات في باب مناقبها صلوات الله عليها.

فإن قيل : أقصىٰ ما تدل عليه الأخبار ، هو أنَّ إيذاؤها إيذاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن جوّز صدور الذنب عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يأبىٰ عن إيذائه إذا فعل ما يستحق به الإيذاء.

قلنا : بعد ما مر من الدلائل علىٰ عصمة الأنبياءعليهم‌السلام ، قال الله تعالى( وَالَّذِينَ

١٩٤

يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (1) . وقال سبحانه :( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ ) (2) . وقال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (3) . فالقول بجواز ايذائهصلى‌الله‌عليه‌وآله ردّ لصريح القرآن ، ولا يرضىٰ به أحد من أهل الإيمان ، فإن قيل : إنّما دلّت الأخبار علىٰ عدم جواز إيذائها ، وهو إنما ينافي صدور الذنب منها يمكن للناس الاطلاع عليه ، حتىٰ يؤذيها نهياً عن المنكر ، ولا ينافي صدور معصية عنها خفيّة فلا يدل علىٰ عصمتها مطلقاً.

قلنا : نتمسك في دفع هذا الاحتمال بالإجماع المركب أن ما جرى في قصة فدك وصدر عنها من الانكار علىٰ أبي بكر ومجاهرتها بالحكم بكفره وكفر طائفة من الصحابة وفسقهم تصريحاً وتلويحاً ، وتظلمها وغضبها علىٰ أبي بكر ، وهجرتها وترك كلامها حتىٰ ماتت ، لو كانت معصية لكانت من المعاصي الظاهرة التي قد أُعلنت بها علىٰ رؤوس الأشهاد ، وأي ذنب أظهر وأفحش من مثل هذا الردّ والانكار علىٰ الخليفة المفترض الطاعة علىٰ العالمين ؟ بزعمهم فلا محيص لهم عن القول ببطلان خلافة خليفتهم العظمىٰ تحرزاً عن إسناد هذه المعصية الكبرىٰ إلىٰ سيدة النساء.

3 ـ ونحتج أيضاً في عصمتهاعليها‌السلام بالاخبار الدالة علىٰ وجوب التمسك بأهل البيتعليهم‌السلام وعدم جواز التخلف عنهم ، وما يقرّب هذا المعنىٰ ، ولا ريب في أن ذلك لا يكون ثابتاً لأحد ، إلاّ إذا كان معصوماً إذ لو كان ممّن يصدر عنه الذنوب لما جاز إتباعه عند إرتكابها ، بل يجب ردعه ومنعه وايذاؤه واقامة الحد عليه وإنكاره بالقلب واللسان وكل ذلك ينافي ما حث عليه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصىٰ به الأمة في شأنهم ، ويكفي في ذلك ما رواه المخالفون لنا عن الترمذي عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا ، أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّىٰ يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فلا يهولنَّك ما يقرع سمعك من الطنين آخذاً

__________________

(1) التوبة : آية 61.

(2) الأحزاب : آية 53.

(3) الأحزاب : آية 57.

١٩٥

من الميول والأهواء المردية بأن العصمة الثابتة لمن شاركها في الكساء لأجل تحملهم الحجية من رسالة أو إمامة ، وقد تخلت الزهراءعليها‌السلام عنها ـ النبوة والإمامة ـ فلا تجب عصمتها ، الجواب إنّا لم نقل بتحقق العصمة فيهمعليهم‌السلام لاجل تبليغ الاحكام حتىٰ يقال بعدم عصمة الصديقة لعدم توقف التبليغ عليها ، وإنما تمسّكنا بعصمتهم بعد نص الكتاب العزيز بإقتضاء الطبيعة المتكونة من النور الالهي المستحيل فيمن اشتقت منه مقارفة إثم أو تلوث بما لا يلائم ذلك النور الأرفع حتىٰ في ترك الاولىٰ(1) .

وإلى ذلك يشير المرحوم الشيخ الاصفهاني في ارجوزته :

تبتلت عن دنس الطبيعة

فيا لها من رتبة رفيعة

مرفوعة الهمة والعزيمة

عن نشأة الزخارف الذميمة

في افق المجد هي الزهراء

للشمس من زهرتها الضياء

بل هي نور عالم الأنوار

ومطلع الشموس والاقمار

رضيعة الوحي من الجليل

حليفة لمحكم التنزيل

مفطومة من زلل الأهواء

معصومة من وصمة الخطاء

إذن في النتيجة النهائية نصل إلى أن حديث الكساء إرتبط إرتباط وثيق بنزول آية التطهير والتي تمثل الأساس المتين لإثبات عصمة أهل البيتعليهم‌السلام وبما فيهم فاطمة الزهراءعليها‌السلام ولذلك جاءت الآية المباركة للتطهير لتكون نور من أنوار حديث الكساء حيث كلما ذكرت ذكر حديث الكساء ليكون من الأهمية البارزة في حياتنا العقائدية والروحانية والدُعائية ، ونختم الكلام في عصمة فاطمةعليها‌السلام فيما قاله الأستاذ العلامة حسن زاده آملي حيث يقول : ـ كانت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ذات عصمة بلا دغدغة ووسوسة ، وقد نص كبار العلماء كالمفيد والمرتضى وغيرهما بعصمتهاعليها‌السلام بالآيات والروايات والحق معهم والمكابر محجوج مفلوج ، وكانتعليها‌السلام جوهره قدسية في تعين إنسيّ ، فهي إنسية حوراء وعصمة الله الكبرىٰ وحقيقة العصمة أنها قوة نوريّة ملكوتية تعصم صاحبها عن كل ما يشينه من رجس الذنوب

__________________

(1) وفاة الصديقة الزهراء : 54.

١٩٦

والأدناس والسهو والنسيان ونحوها من الرذائل النفسانية فاعلم أن العترة وفاطمة منهم معصومة كما نص به الوصي الإمام عليعليه‌السلام في النهج : « وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق وأعلام الدين والسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطشان ».

ونطق ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه بالصواب حيث قال : « فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن تحته سرٌّ عظيم وذلك أنه أمر المكلفين بأن يجرو العترة في إجلالها وإعظامها والإنقياد لها والطاعة لأوامرها مجرىٰ القرآن ».

ثم قال : « فإن قلت : فهذا القول منه يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم ـ يعني القائلين بمذهب الإعتزال ـ في ذلك ؟

قلت : نصّ أبو محمّد بن متويه في كتاب الكفاية علىٰ ان علياًعليه‌السلام معصوم وأدلّة النصوص قد دلّت على عصمته والقطع على باطنه ومغيبه وأن ذلك أمر إختص هو به دون غيره من الصحابة » فتدبَّر.

وإذا دريت أن بقية النبوة وعقيلة الرسالة ووديعة المصطفىٰ وزوجة ولي الله وكلمة الله التامة فاطمةعليها‌السلام ذات عصمة فلا بأس بأن تشهد في فصول الاذان والإقامة بعصمتها وتقول مثلاً : « أشهد أن فاطمة بنت رسول الله عصمة الله الكبرىٰ » أو نحوها(1) .

الوقفة الثانية

سند هذا الحديث

أما سند حديث الكساء الشريف فهو في غاية المتانة والصحة بل يُعتبر من الأحاديث المتواترة وليس المشهورة بل هو المتواتر القطعي ، ويكفي في ذلك إنّ روايات جمة تزيد علىٰ سبعين رواية من طرق أهل السنة تروي هذا الحديث المبارك ،

__________________

(1) فص حكمة عصمتية في كلمة فاطمية 14.

١٩٧

هذا فضلاً عن الطرق الخاصة لاهل المذهب الحق الشيعة الامامية ، هذا من جهة ومن جهة أُخرىٰ فيكفي في رواية هذا الحديث من ناحية السند جابر بن عبد الله الأنصاري الذي روىٰ الحديث بسند معتبر عن لسان فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، حيث يعتبر هذا الصحابي الجليل ـ جابر الانصاري ـ من الذين حملوا سلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلىٰ حفيده الإمام محمد الباقرعليه‌السلام ، حيث تروي لنا كتب الرجال أن هذا الصحابي يكفي في وثاقته أنه عاصر الرسول والإمام علي والحسن والحسين وعلي بن الحسينعليهم‌السلام حتى أدرك الإمام الباقرعليه‌السلام . فلقد روىٰ لنا التأريخ كيف دخل جابر الانصاري علىٰ الإمام الباقرعليه‌السلام قائلاً له : إن جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرك السلام والتحية والاكرام وقال لي يا جابر ستدرك واحد من أبنائي : إسمه اسمي يبقر العلم بقرا فأبلغه عني السلام.

فتعتبر هذه من الكرامات والمعجزات التي تثبت مدىٰ صدق دعوة النبي وإنه ما ينطق عن الهوىٰ إن هو إلاّ وحي يوحىٰ وأن له شأن مع الله تعالىٰ. اذن حديث الكساء من الاحاديث المؤكده وسنده صحيح معتبر وانه من الأحاديث المستفيضة عند العامة والخاصة.

الوقفة الثالثة

مضامين هذا الحديث المختلفة

قبل كل شيء لابد من التأكيد علىٰ مسألة مهمة ألا وهي مسألة عرض أي موضوع يطرح في عالم الإمكان علىٰ القرآن والسنة النبوية الشريفة الصحيحة فما كان موافقاً للقرآن الكريم فإنّا نأخذ به وما كان مخالف للقرآن الكريم نضرب به عرض الحائط وهذا ما أكدته الكثير من الروايات في هذا المقام ، وعلىٰ ضوء هذا الأساس سيكون استقراءنا لهذا الحديث المبارك واستجلاء حقائقه على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة وهذا لا يعني أننّا لابد من ذكر كل الأمور القرآنية التي توافق هذا

١٩٨

الحديث فان هذا سوف يكون بحاجة الىٰ كتاب مستقل في هذا الموضوع وأنما يكون الأمر علىٰ ضوء التمعن والتأمل علىٰ ضوء المرتكزات القرآنية لدىٰ الإنسان المؤمن.

* فالحديث علىٰ كل حال قد رواه المسلمون كافة وبصورة مختلفة وهيئات متعددة ولكن جوهر الحديث واحد : هو أنَّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع أهل بيته وألقى عليهم رداءً وقال : « اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني مايؤلمهم ».

* إنّ حديث الكساء ذو مصداقية كبيرة من خلال توافقه الكبير مع القرآن الكريم وهذا ما نجده أثناء تطبيق حقائقه التي يدعو إليها سواء العقائدية أو العلمية أو الروحانية أو المادية مع القرآن الكريم ومضمونه وحقائقه وعليه بعد إثبات ذلك ـ وكما هو مثبوت في محله ـ فإننّا لابدَّ من الأخذ به والوقوف معه الوقفة الجلية لنستظهر حقائقه المعصومية.

* هناك مسألة قد أثيرت حول هذا الحديث الشريف وهي هل أنَّ هذا الحديث وقضيته والتي كان من مضمونها ـ ان الرسول تغطىٰ بكساء ـ كانت في بيت أم سلمة كما روىٰ ذلك مجموعة من العامة أم في بيت فاطمةعليها‌السلام ؟

والجواب علىٰ ذلك : إن قضية حديث الكساء وما له من الأهمية الكبرىٰ كان في بيت فاطمةعليها‌السلام وبدلالة الحديث نفسه حيث اننا سلمنا بصحة سند الحديث واستفاضته أيضا فعليه نقول : إنَّ هناك قرينة واضحة ومتصلة لا منفصلة في نفس الحديث تؤكد علىٰ كون الحديث كان في بيت فاطمة والقرينة هي إنّ الحديث يبدأ بقوله علىٰ لسان فاطمةعليها‌السلام « عن فاطمة الزهراءعليها‌السلام بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت دخل عليَّ أبي رسول الله في بعض الأيام ».

فقولهاعليها‌السلام دخل عليَّ أبي رسول الله فيه دلالة واضحة على كون دخولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيتها لا في بيت ام سلمة أضف الىٰ ذلك دخول الحسن والحسين وأبيهما الامام عليعليه‌السلام في بيت أم سلمة لا معنى له ، ثم ما هي الثمرة العملية على هذه المسألة فلربّما يقول قائل سواء كان الحديث في بيت أم سلمة أم في بيت فاطمةعليها‌السلام مالفائدة في ذلك ؟ فنقول إنّ الفائدة تظهر إنه لو كان في بيت أم سلمة لكان البعض ممن يقول بهذا

١٩٩

القول إنّ العصمة والطهارة والإرادة التكوينية تخص نساء النبي بدلالة بيت أم سلمة ، وان كان عندنا إنَّه لا ملازمة فيه فتأمل.

* وفي معرض الكلام حول أم سلمة هناك إشارة لطيفة لمن تمعّن فيها وتأمل حيث تظهر من خلال حديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وعدم قبوله أم سلمة بالدخول تحت الكساء وعدم إعطائها الإذن في ذلك حيث الإشارة تدل علىٰ الرسول قال لها إنّك علىٰ خير ولم يطردها ولم يأذن لها بالدخول تحت الكساء ، وهذا فيه دلالة واضحة من خلال استظهار كلمة ـ إنَّك علىٰ خير ـ إنّها سوف تكون عاقبة أمرها إلى خير وإنَّك الآن فعلاً علىٰ خير وإنه سوف يكون مآل حياتك الىٰ العاقبة الحسنة وهذا بخلاف ما نجده في بعض نساء النبي اللواتي خرجن علىٰ إمام زمانهنّ.

*« دخل عليَّ أبي في بعض الأيام فقال » في الحديث أنَّ فاطمة هي الملجأ لأبيها فاذا شعر بضعف أو ألم أسرع إلىٰ فاطمة حيث يجد عندها الراحة والطمأنينة والهدوء لأن النظر الىٰ فاطمة يمسح الهموم والأحزان من قلب النبي كما كان الإمام عليعليه‌السلام يقول : إذا نظرت الىٰ فاطمة إنجلت عني الهموم والأحزان وإلاّ لماذا لم يذهب النبي الىٰ إحدى زوجاته علما بأن الرجل يشعر بالسكن لدىٰ زوجته حيث يقول القرآن الكريم( خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ، ويقول الله تعالى :( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) ، فلماذا لم يذهب النبي الىٰ واحدة من زوجاته وإنّما ذهب الىٰ الزهراء ؟ والجواب أنَّ فاطمة كانت أم أبيها وكان يشعر بالدفء والراحة عندما يزور الزهراء ، بل يتزود بالطاقة والحنين حيث يرىٰ فاطمةعليها‌السلام ولذلك نجد أن التأريخ الإسلامي يروي لنا أنَّ آخر من يودع النبي في غزواته وسفره هي فاطمة وأول من يمرّ عليه بعد رجوعه من سفره خارج المدينة هو بيت فاطمةعليها‌السلام .

*« إني أجد في بدني ضُعْفاً فقلت له أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف » ، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هذا القول ولم يقل أني أجد في روحي ضعفاً أو فكري وهذا خلاف ما إتهمه بعض المشركين بأنَّه شاعر مجنون إنّما هو ضعف بدني أصابه نتيجة الاجهاد والمثابرة علىٰ العمل فهو يقول لها : أني لأجد في بدني ضعفاً وهي تقول له : أعيذك بالله

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وفيتعق : قد أشرنا في حمدان النقّاش إلى أنّ الظاهر أنّه هو(١) .

ويظهر من الكافي في باب الفرق بين من يطلّق على غير السنّة كونه من فقهاء الشيعة(٢) .

ويظهر من ترجمة أيّوب بن نوح(٣) وجميل بن دراج(٤) وغيرهما اعتماد المشايخ عليه واستنادهم إليه(٥) .

أقول : حكم في الوجيزة بضعفه(٦) ، وكأنّه لتقديم الجرح على التعديل ، مضافا إلى تعدد الجارح واتّحاد المعدّل ، وربما يقال : إنّ تقديم الجرح غير معلوم ، وتضعيف غض ضعيف ، وكلامجش ليس نصّا في تضعيفه ، فلا يعارض تصريح محمّد بن مسعود بوثاقته ، مع الإغماض عن كون محمّد بن مسعود أخبر بحاله والشاهد يرى ما لا يراه الغائب ، مضافا إلى ما ذكره فيتعق ، فتأمّل.

وما مرّ عنصه من نقله عن النضر فقد سبقه طس(٧) ، وذكرنا في علي ابن عبد الله بن مروان ما ينبغي أن يلاحظ(٨) .

ويأتي في نوح بن درّاج ذكرصه كلامه مسندا إيّاه إلى نفسه(٩) ، فتدبّر.

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٥.

(٢) الكافي ٦ : ٩٢ / ١.

(٣) نقلا عن رجال الكشّي : ٥٧٢ / ١٠٨٣.

(٤) نقلا عن رجال الكشّي : ٢٥١ / ٤٦٨.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٩.

(٦) الوجيزة : ٢٩٠ / ١٥٤٩.

(٧) التحرير الطاووسي : ٥٢٩ / ٣٩١.

(٨) فيه أنّ العلاّمة ونتيجة لاعتماده على ابن طاوس وحسن ظنّه به حيث إنّه في الغالب ينقل عبارة الكشّي منه من دون مراجعة الاختيار حصل له مثل هذه الأوهام ، فإنّ غالب الأوهام الواقعة في كتابه المنقولة عن الكشّي مطابقة لما هو موجود في التحرير.

(٩) الخلاصة : ١٧٥ / ٣ حيث نقل كلامه المذكور في رجال الكشّي : ٢٥١ / ٤٦٨.

٣٢١

وفيمشكا : ابن أحمد بن خاقان الثقة ، أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عنه(١) .

٢٤٤٣ ـ محمّد بن أحمد بن داود :

ابن علي ، أبو الحسن ، شيخ هذه الطائفة وعالمها ، وشيخ القمّيّين في وقته وفقيههم ، حكى أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله أنّه لم ير أحدا أحفظ منه ولا أفقه ولا أعرف بالحديث ،صه (٢) ،جش (٣) .

ثمّ فيهما : مات أبو الحسن بن داود سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، ودفن بمقابر قريش.

وفيست : له كتب ، منها كتاب المزار كبير حسن ، وكتاب الذخائر الذي جمعه كتاب حسن ، وكتاب الممدوحين والمذمومين ، وغير ذلك ، أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة ، منهم محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين ابن عبيد الله وأحمد بن عبدون كلّهم عنه(٤) .

واعلم أنّ الشيخ في كتابي(٥) الحديث لم يبيّن طريقه إليه ، ويمكن تصحيحه من هنا ، قيل : وكذا من تصحيحهم طريق الشيخ إلى أبيه(٦) حيث هو فيه(٧) ، وفيه نظر.

أقول : وإن تنظّر فيه هنا إلاّ أنّه حكم به في الوسيط(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٢٥.

(٢) الخلاصة : ١٦٢ / ١٦١.

(٣) رجال النجاشي : ٣٨٤ / ١٠٤٥.

(٤) الفهرست : ١٣٦ / ٦٠٢.

(٥) في نسخة « ش » : كتاب.

(٦) كما في مجمع الرجال : ٧ / ٢٠٨.

(٧) التهذيب ـ المشيخة ـ : ١٠ / ٧٨ والاستبصار : ٤ / ٣٣٢.

(٨) الوسيط : ٢٠١ ، وفيه : والشيخ في كتابي الحديث لم يبيّن طريقه إليه ، وربما أمكن تصحيح من هنا ـ أي من طريق الفهرست ـ وكذا من تصحيحهم لطريق الشيخ إلى أبيه ،

٣٢٢

وذكره في الحاوي في الثّقات(١) . وفي الوجيزة : ثقة(٢) .

وقال والده في حواشي النقد : وثّقه ابن طاوس علي بن موسى في الإقبال(٣) (٤) .

وفيمشكا : ابن أحمد بن داود شيخ الطائفة وفقيههم ، عنه المفيد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون(٥) .

٢٤٤٤ ـ محمّد بن أحمد بن زيارة :

يأتي بعنوان ابن أحمد بن محمّد بن زيارة. وهو غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان.

٢٤٤٥ ـ محمّد بن أحمد السنائي :

هو ابن أحمد بن محمّد بن سنان كما يأتي ، روى عنه أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله (٦) .

أقول : يذكره الصدوقرحمه‌الله مترضّيا(٧) ، وذكره المقدّس التقي في حواشي النقد أيضا مترضّيا وقال : هو من مشايخ الصدوق(٨) ، وذكر في أحمد بن محمّد السناني أيضا كذلك(٩) ، فتأمّل.

__________________

حيث هو فيه ، فتدبر.

(١) حاوي الأقوال : ١٣٠ / ٤٩٢.

(٢) الوجيزة : ٢٩١ / ١٥٥٠.

(٣) قبال الأعمال : ٤٢١ ، وفيه : شيخ القمّيين وفقيههم وعالمهم. وفي ٤٦٨ : الشيخ الموثوق بروايته. وفي ٦٥٧ : الشيخ المعظم.

(٤) حاشية المقدّس التقي على النقد : ١٨٦.

(٥) هدية المحدّثين : ٢٢٥.

(٦) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٨٨ / ١ والفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٥.

(٧) التوحيد : ١٨٣ / ٢٠ و ٤٠٦ / ٥.

(٨) حاشية المقدّس التقي على النقد : ١٨٦.

(٩) حاشية المقدّس التقي على النقد : ٢٣.

٣٢٣

ولعلّ السناني بالنون نسبة إلى جدّه سنان.

وفيمشكا : ابن أحمد السنائي ، عنه أبو جعفر بن بابويه(١) .

٢٤٤٦ ـ محمّد بن أحمد الشيباني :

روى عن الصدوق مترحّما(٢) ، ويحتمل كونه السنائي(٣) ،تعق (٤) .

٢٤٤٧ ـ محمّد بن أحمد بن شاذان :

هو ابن أحمد بن نعيم ،تعق (٥) .

٢٤٤٨ ـ الشيخ محمّد بن أحمد :

ابن شهريار الخازن بمشهد الغري ، فقيه صالح ، عه(٦) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

٢٤٤٩ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله :

أبو عبد الله البصري الملقّب بالمفجّع ، جليل من وجوه أهل اللغة والأدب والأحاديث ، وكان صحيح المذهب حسن الاعتقاد ، وله شعر كثير في أهل البيتعليهما‌السلام ، ويذكر فيه أسماء الأئمّةعليهما‌السلام ويتفجّع(٧) على قتلهم حتّى سمّي المفجّع ،صه (٨) .

وزادجش : عنه أبو عبد الله الحسين بن خالويه وأبو القاسم الحسن‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٢٦ ، وفيها : السناني.

(٢) التوحيد : ٢٠ / ٧ و ٩٦ / ٢ و ٤٠٣ / ١٠ ، معاني الأخبار : ١٣١ / ١ و ١٣٩ / ١ ، وفي الجميع مترضّيا.

(٣) في نسخة « ش » : السناني.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٠.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٠.

(٦) فهرست منتجب الدين : ١٧٢ / ٤٢٠.

(٧) في الخلاصة : يتوجّع.

(٨) الخلاصة : ١٦٠ / ١٤٦ ، ولم يرد فيها ذكر الكنية.

٣٢٤

ابن بشير بن يحيى(١) .

وفيست : أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عنه(٢) .

٢٤٥٠ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله :

ابن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال ، مولى بني أسد ، أبو عبد الله ، شيخ الطائفة ، ثقة فقيه فاضل ، وكانت له منزلة من(٣) السلطان ، كان أصلها أنّه ناظر قاضي الموصل في الإمامة بين يدي ابن حمدان ، فانتهى القول بينهما إلى أن قال للقاضي : تباهلني؟ فوعده إلى غد ، ثمّ حضروا فباهله وجعل كفّه في كفّه ، ثمّ قاما من المجلس.

وكان القاضي يحضر دار الأمير ابن حمدان في كلّ يوم ، فتأخّر ذلك اليوم ومن غده ، فقال الأمير : اعرفوا خبر القاضي؟ فعاد الرسول فقال : إنّه منذ قام من موضع المباهلة حمّ وانتفخ الكفّ الذي مدّه للمباهلة وقد اسودّت ، ثمّ مات من الغد ، فانتشر لأبي عبد الله الصفواني بهذا ذكر عند الملوك وحظي منهم ، وكانت له منزلة.

وله كتب ، أخبرني بجميع كتبه شيخي أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح عنه ،جش (٤) .

ومثلهصه إلى قوله : كانت له منزلة ، إلاّ : ابن عبد الله(٥) ، والظاهر أنّها وقعت من نسختي ، إذ نقلها غيري(٦) ، والله العالم.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٧٤ / ١٠٢١ ، وفيه بدل بشير : بشر.

(٢) الفهرست : ١٥٠ / ٦٤٩.

(٣) في نسخة « ش » : عند.

(٤) رجال النجاشي : ٣٩٣ / ١٠٥٠.

(٥) الخلاصة : ١٤٤ / ٣٣.

(٦) منهم الأردبيلي في جامع الرواة : ٢ / ٦١.

٣٢٥

وفيست : كان حفظة كثير العلم جيّد اللسان ، وقيل : إنّه كان أميّا ، وله كتب أملاها من ظهر قلبه ، أخبرنا عنه جماعة ، منهم الشريف أبو محمّد الحسن بن القاسم المحمّدي والشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان(١) .

وفيلم : يروي عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، روى عنه التلعكبري(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن عبد الله بن قضاعة الثقة المعروف بالصفواني ، عنه أحمد بن علي بن نوح ، والتلعكبري ، والمفيد ، والحسن بن القاسم العلوي(٣) .

٢٤٥١ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله :

المفجّع ، هو ابن أحمد بن عبد الله البصري.

٢٤٥٢ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله :

ابن مهران بن خانبة الكرخي أبو جعفر ، لوالده أحمد بن عبد الله مكاتبة إلى الرضاعليه‌السلام ، وهم بيت من أصحابنا كبير ، روى الحميري عن محمّد بن إسحاق بن خانبة عن عمّه محمّد بن عبد الله بن خانبة عن إبراهيم ابن زياد الكرخي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان محمّد ثقة سليما.

له كتب ، أخبرنا أبو العبّاس بن نوح قال : حدّثنا الصفواني قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن الوجناء أبو محمّد النصيبي قال : كتبنا إلى أبي محمّدعليه‌السلام نسأله أن يكتب أو يخرج إلينا كتابا نعمل به ، فأخرج إلينا كتاب عمل ، قال الصفواني : نسخته ، فقابل به كتاب ابن خانبة زيادة حروف أو‌

__________________

(١) الفهرست : ١٣٣ / ٥٩٨.

(٢) رجال الشيخ : ٥٠٢ / ٦٨.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

٣٢٦

نقصان حروف يسيرة ،جش (١) .

وفيصه : لوالده مكاتبة إلى الرضاعليه‌السلام ، وهم بيت من أصحابنا كبير ، وكان ثقة سليما(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن عبد الله بن مهران الثقة ، عنه محمّد ابن إسحاق بن خانبة(٣) .

٢٤٥٣ ـ محمّد بن أحمد بن عبيد الله :

ابن أحمد بن عيسى بن المنصور ، عبّاسي هاشمي ، روى عنه التلعكبري ، يكنّى أبا الحسن ، يروي عن عمّه أبي موسى عيسى بن أحمد ابن عيسى بن المنصور عن أبي محمّد صاحب العسكرعليه‌السلام معجزات ودلائل ،لم (٤) ،د (٥) .

وفي كتاب الغيبة للشيخرحمه‌الله ما يقتضي كونه وعمّه من العامّة ، إذ روى عن التلعكبري عنهما عن أبي محمّد(٦) عليه‌السلام وجعل الرواية عامّية(٧) .

أقول : ليس في نسختي من د : روى عنه التلعكبري ، وبعد أبا الحسن : لم جخ ، فتنبّه.

ثمّ إنّ ما في الغيبة لا يقتضي كونه أيضا من العامّة ، فلعلّه عمّه فقط.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٦ / ٩٣٥.

(٢) الخلاصة : ١٥٦ / ١٠٣.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

(٤) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٥٩.

(٥) رجال ابن داود : ١٦٣ / ١٢٩٧ ، ولم يرد فيه : روى عنه التلعكبري. وسينبّه عليه المصنّف.

(٦) في المصدر : أبو الحسن علي بن محمّد العسكري.

(٧) الغيبة : ١٣٦ / ١٠٠ ، وفيها : محمّد بن أحمد بن عبد الله الهاشمي. وقد قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله في ١٢٧ : فممّا روي في ذلك من جهة مخالفي الشيعة.

٣٢٧

وقد أكثر المفيد طاب ثراه من الرواية عنه على ما في أمالي الشيخ أبي علي(١) ، وفي موضع منه : أخبرني إجازة(٢) ، ويكفيه ذلك مدحا ، ويظهر منه أنّه من مشايخه كما قيل ، وناهيك فضلا وجلالة ، فتدبّر.

وقد أكثر الشيخ أبو علي في الكتاب المزبور من الرواية عن أبيهرحمه‌الله عن بعض مشايخه عنه ، وفي رواياته ما ينافي العامّيّة أيضا(٣) ، فلاحظ. فلعلّه(٤) لذا ذكره د في القسم الأوّل ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى ، عنه التلعكبري. وهو عن عمّه عيسى بن أحمد بن عيسى(٥) .

٢٤٥٤ ـ محمّد بن أحمد العلوي :

روى عنه أحمد بن إدريس ،لم (٦) .

وفيتعق : هو الذي يروي عن العمركي كتابه(٧) ، ويروي عنه الأجلّة كمحمّد بن علي بن محبوب(٨) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى(٩) ولم تستثن روايته ، ويصحّح العلاّمة حديثه.

وفي البلغة : صحّح العلاّمة الروايات التي هو في طريقها في‌

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي : ١٥٥ / ٢٥٨.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ١٥٥ / ٢٥٧.

(٣) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٧٤ / ٥٢٣ ، ٥٢٨ ـ ٥٣٣.

(٤) في نسخة « م » : فلعلّ. ومن قوله : فلعلّه عمّه فقط إلى هنا لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

(٦) رجال الشيخ : ٥٠٦ / ٨٣.

(٧) عن رجال النجاشي : ٣٠٣ / ٨٢٨.

(٨) التهذيب ٨ : ٢٧٧ / ١٠٠٧.

(٩) الاستبصار ١ : ٤٤٠ / ١٦٩٧.

٣٢٨

المختلف(١) والمنتهى(٢) كما نبّه عليه في المنتقى(٣) ، واقتفاه صاحب المدارك في مباحث الحجّ(٤) ، انتهى(٥) .

وربما يقال بتصحيح حديثه لأنّه مأخوذ من الأصل المعروف ، وفيه ما مرّ في الفوائد(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد العلوي ، عنه أحمد بن إدريس ، ومحمّد ابن علي بن محبوب(٧) .

٢٤٥٥ ـ محمّد بن أحمد بن علي :

ابن الحسن بن شاذان الفامي(٨) أبو الحسن ، جعل في أبيه الجليل معرّفا له(٩) ، وترحّم عليه النجاشي(١٠) . وعثرت على مصنّف له في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام يظهر منه فضله ،تعق (١١) .

أقول : فيمل : فاضل جليل ، له كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌

__________________

(١) مختلف الشيعة : ١ / ١٨٢ ، التهذيب ١ : ٤١٢ / ١٢٩٩.

(٢) منتهى المطلب : ١ / ٥٢ ، التهذيب ١ : ٤١٢ / ١٢٩٩.

(٣) منتقى الجمان : ١ / ٤٧٣.

(٤) مدارك الأحكام : ٨ / ٥٩ ، التهذيب ٤ : ٣١٥ / ٩٥٧.

(٥) بلغة المحدّثين : ٤٠٣ هامش رقم ٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٠.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

(٨) في نسخة « ش » : العامّي.

(٩) قال الميرزا في المنهج : ٣٩ في ترجمة والده أحمد بن علي بن الحسن : وفي بعض نسخ لم : ابن علي بن الحسن بن شاذان القمّي الفامي أبو العبّاس ، والد أبي الحسن محمّد ابن أحمد ، انتهى. وليس له ذكر في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ.

(١٠) رجال النجاشي : ٨٤ / ٢٠٤ في ترجمة أبيه أحمد بن علي بن الحسن عند ذكر كتابيه قال : أخبرنا بهما ابنه أبو الحسن رحمهما الله.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٠. ومن قوله : وعثرت على مصنّف. إلى هنا لم يرد فيها.

٣٢٩

السلام مائة منقبة من طريق العامّة ، يروي عنه الكراجكي(١) ، ويروي هو عن ابن بابويه(٢) ، وكتابه المذكور عندنا(٣) ، انتهى.

وفيب : محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان الفامي(٤) ، له إيضاح دفائن النواصب ، كتاب ردّ الشمس على أمير المؤمنينعليه‌السلام (٥) .

٢٤٥٦ ـ محمّد بن أحمد بن علي :

ابن الصلت. في أوّل كمال الدين : كان أبيرضي‌الله‌عنه يروي عنه قدّس الله روحه ويصف علمه وفضله وزهده وعبادته(٦) ، انتهى. وهو الذي يروي والده عنه كثيرا(٧) ،تعق (٨) .

أقول : في الوجيزة : هو الذي يقع كثيرا في سند الشيخ بعد علي بن الحسينرحمه‌الله (٩) .

وقال والده التقيرحمه‌الله بعد نقل ما في كمال الدين فيه : كثيرا ما‌

__________________

(١) قال الكراجكي في كنز الفوائد : ١ / ١٤٨ : وحدّثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمّي بمكّة في المسجد الحرام محاذي المستجار سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

وقال الشيخ الطهراني في الطبقات ـ القرن الخامس ـ : ١٥٠ : وإنّه قرأ عليه أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي المائة منقبة في المسجد الحرام سنة ٤١٢.

(٢) كما جاء ذلك في كتابه مائة منقبة : ٩٩ المنقبة الثانية والأربعون.

(٣) أمل الآمل ٢ : ٢٤١ / ٧١٢.

(٤) في نسخة « ش » العامّي.

(٥) معالم العلماء : ١١٧ / ٧٧٨ ، وفيه بدل الفامي : القمّي.

(٦) كمال الدين : ٣.

(٧) معاني الأخبار : ٣٢ / ٢ و ٢٩٧ / ٣ والأمالي : ٦٩ / ٧.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٠.

(٩) الوجيزة : ٢٩١ / ١٥٥٣.

٣٣٠

يروي الشيخ عن علي بن بابويه عن محمّد بن أحمد بن علي ، فتوهّم بعض الأصحاب أنّه ابن قتادة ، وذكر بعضهم أنّه مجهول لما لم يكن له في كتب الرجال ذكر(١) ، انتهى.

٢٤٥٧ ـ محمّد بن أحمد بن علي :

الفتّال(٢) النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي ، لم جخ ، متكلّم ، جليل القدر ، فقيه عالم زاهد ورع ، قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقّب بشهاب الإسلام لعنه الله ، د(٣) .

وفيتعق : في النقد : لم أجده في كتب الرجال(٤) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٥) . والظاهر أنّه من د(٦) .

أقول : فيعه : الشيخ الشهيد محمّد بن أحمد الفارسي صاحب كتاب روضة الواعظين(٧) . فلاحظ وتأمّل.

٢٤٥٨ ـ محمّد بن أحمد بن قيس :

ابن غيلان ، مولى ، كوفي ، له كتاب ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٨) .

ضا إلاّ : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) روضة المتّقين : ١٤ / ٢١٥.

(٢) في نسخة « ش » : ابن الفتال.

(٣) رجال ابن داود : ١٦٣ / ١٢٩٨.

(٤) نقد الرجال : ٢٨٩ / ٨٧.

(٥) الوجيزة : ٢٩١ / ١٥٥٤.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٠.

(٧) فهرست منتجب الدين : ١٩١ / ٥١١.

(٨) الخلاصة : ١٤١ / ١٨.

(٩) رجال الشيخ : ٣٩٠ / ٤٢.

٣٣١

٢٤٥٩ ـ محمّد بن أحمد الكوفي :

الملقّب بحمدان ، هو ابن أحمد بن خاقان.

وهو غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان.

٢٤٦٠ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد :

أبو جعفر الجريري ـ بالجيم والراء قبل الياء وبعدها ـ المعروف بابن البصري ـ بالباء ـ رجل من أصحابنا ،صه (١) .

وزادجش بعد حذف الترجمة : له رواية ، له كتاب عمل شهر رمضان(٢) .

٢٤٦١ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحارث :

الخطيب بساوة ، أبو الحسن المعروف بالحارثي ، وجه من أصحابنا ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : عنه علي بن حاتم وابن بطّة(٤) .

وفيست : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عنه(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن محمّد بن الحارث الثقة ، عنه علي بن حاتم ، وابن بطّة(٦) .

٢٤٦٢ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد الحسيني :

غير مذكور في الكتابين.

__________________

(١) الخلاصة : ١٦٤ / ١٧٤.

(٢) رجال النجاشي : ٣٩٧ / ١٠٦٣.

(٣) الخلاصة : ١٦٢ / ١٥٧.

(٤) رجال النجاشي : ٣٨٢ / ١٠٣٨.

(٥) الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٦.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

٣٣٢

وفيعه : السيّد الجليل محمّد بن أحمد بن محمّد الحسيني ، صاحب كتاب الرضا صلوات الله عليه ، فاضل ثقة(١) .

٢٤٦٣ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين :

ابن إسحاق بن جعفر الصادقعليه‌السلام ، غير مذكور في الكتابين.

وروى عنه المفيدرحمه‌الله كثيرا على ما في أمالي الشيخ أبي علي ، ووصفه بالشريف الفقيه(٢) .

٢٤٦٤ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن زيارة :

ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن(٣) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، ذكره في كمال الدين بهذا النسب ووصفه بالشريف الدّين الصدوق(٤) .

وفي الحاوي : يظهر منه توثيقه(٥) .

قلت : بل حسنه ، والتوثيق أمر آخر.

ويأتي عنتعق بعنوان ابن أحمد بن محمّد العلوي(٦) .

٢٤٦٥ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن سنان :

الزاهري ، يكنّى أبا عيسى ، نزيل الري ، يروي عن أبيه عن جدّه محمّد بن سنان ، روى عنه ابن نوح وأبو المفضّل ، لم(٧) .

__________________

(١) فهرست منتجب الدين : ١٧١ / ٤١٢.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٢٦ / ٣٩٤.

(٣) في المصدر : الحسين.

(٤) كمال الدين : ٢٣٩ / ٦٠.

(٥) حاوي الأقوال : ١٧٢ / ٧١٢.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨١.

(٧) رجال الشيخ : ٥١٠ / ١٠٢.

٣٣٣

وفيد عنغض : حديثه ونسبه مضطرب(١) .

وفيتعق : أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(٢) مترحّما(٣) ، والظاهر حسن حاله ، ولا يضرّ كلام غض ، وقوله : ونسبه ، لعلّه إشارة إلى الاضطراب الواقع في نسب جدّه على ما يظهر من غض في ترجمته(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن محمّد بن سنان ، عنه ابن نوح ، وأبو المفضّل. وهو عن أبيه عن جدّه محمّد بن سنان(٥) .

٢٤٦٦ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن سعيد :

ابن عقدة ، يكنّى أبا نعيم ، جليل القدر عظيم الحفظ ، روى عنه التلعكبري وسمع منه في حياة أبيه ، وكان يروي عن حميد ،صه (٦) .

وزادلم بعد عقدة : الهمداني ، وبعد أبا نعيم : كان(٧) .

وفي حواشيشه علىصه : هذا هو ابن أبي العباس بن عقدة الحافظ الجليل الزيدي ، ويأتي ذكره في الضعفاء(٨) ، وذكر ولده هنا يشعر بكونه إماميّارحمه‌الله (٩) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٢٦٩ / ٤٢٢.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١١٧ / ٧ والتوحيد : ١٨٣ / ٢٠ والخصال : ١٨٨ / ٢٥٩.

(٣) الأمالي : ٢٣ / ٧ والتوحيد : ٢٤١ / ١ ، وفي جميع الموارد المذكورة في الهامشين وغيرها ورد بعنوان محمّد بن أحمد السناني.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨١.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

(٦) الخلاصة : ١٤٨ / ٥٤.

(٧) رجال الشيخ : ٥٠٢ / ٦٧.

(٨) الخلاصة : ٢٠٣ / ١٣.

(٩) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٧٠.

٣٣٤

أقول : في الوجيزة : ممدوح(١) ، وذكره في الحاوي في الضعفاء(٢) ، وهو كما ترى.

وفيمشكا : ابن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عنه التلعكبري(٣) .

٢٤٦٧ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله :

ابن إسماعيل الكاتب ، أبو بكر ، ويعرف بابن أبي الثلج ، وأبو الثلج هو عبد الله بن إسماعيل ، ثقة ، عين ، كثير الحديث ،صه (٤) .

وزادجش : سلامة بن محمّد الأرزني عنه(٥) .

وفيلم : بغدادي خاصّي. سمع منه التلعكبري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وما بعدها إلى سنة خمس وعشرين وفيها مات وله منه إجازة(٦) .

وسبق بعنوان ابن أبي الثلج(٧) .

٢٤٦٨ ـ محمّد بن أحمد بن محمّد العلوي :

روى عنه الصدوق ووصفه بالشريف الديّن الصدوق وكنّاه بأبي علي ، ويروي عن علي بن محمّد بن قتيبة(٨) ،تعق (٩) .

__________________

(١) الوجيزة : ٢٩١ / ١٥٥٦.

(٢) حاوي الأقوال : ٣١٥ / ١٩٢٧.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

(٤) الخلاصة : ١٦١ / ١٥٥.

(٥) رجال النجاشي : ٣٨١ / ١٠٣٧.

(٦) رجال الشيخ : ٥٠٢ / ٦٤.

(٧) نقلا عن الفهرست : ١٥١ / ٦٥٨ والرجال : ٥١٣ / ١١٩.

(٨) كمال الدين : ٢٣٩ / ٦٠ والتوحيد : ٣٥٦ / ٣ وقد تقدّمت ترجمته بعنوان : محمّد بن أحمد ابن محمّد بن زيارة.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨١.

٣٣٥

قلت : في حاشية المدارك له سلّمه الله : لم يستثن من رجال نوادر الحكمة مع أنّه يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(١) ، وفيه شهادة على الوثاقة. والعلاّمة صحّح رواياته في المنتهى(٢) والمختلف(٣) ، ويظهر من ترجمة العمركي أنّه من شيوخ أصحابنا(٤) ، مع أنّه يروي عنه الأجلّة(٥) ، انتهى.

أقول : الظاهر أنّ الذي في ترجمة العمركي غيره ، فلاحظ.

والظاهر أنّ هذا هو الذي ذكرناه بعنوان ابن أحمد بن محمّد بن زيارة.

٢٤٦٩ ـ محمّد بن أحمد بن مخزوم :

المقرئ ، يكنّى أبا الحسين ، مولى بني هاشم ، بغدادي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثلاثين وثلاثمائة وفيما بعدها وله منه إجازة ، لم(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن مخزوم ، عنه التلعكبري(٧) .

__________________

(١) التهذيب ٤ : ٣١٥ / ٩٥٧ و ٥ : ١٧٥ / ٥٨٦ ، الاستبصار ٢ : ٢٨١ / ٩٩٩ وفي الجميع رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن أحمد العلوي عن العمركي.

وهو غير المعنون قطعا ، لأنّ المعنون من مشايخ الصدوق ، وهذا يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى الّذي يروي عنه الصدوق بواسطتين كما في مشيخة الفقيه : ٤ / ٧٥. فهذا هو محمّد بن أحمد العلوي المتقدم ذكره.

(٢) منتهى المطلب : ١ / ٥٢ ، صحّح الرواية المروية في التهذيب ١ : ٤١٢ / ١٢٩٩ ، وفيها محمّد بن أحمد العلوي وأنّه يروي عن العمركي.

(٣) مختلف الشيعة : ١ / ١٨٢ ، نفس الرواية المتقدّمة.

(٤) رجال النجاشي : ٣٠٣ / ٨٢٨ ، حيث قال في حقّه : روى عنه شيوخ أصحابنا ، إلاّ أنّ الراوي لكتابة هو محمّد بن أحمد بن إسماعيل العلوي.

(٥) حاشية الوحيد على المدارك : ١٥٥ في باب مباحث القبلة.

نقول : ذكر الوحيد هذا الكلام في حقّ محمّد بن أحمد العلوي المتقدّم الذكر ، ولا ربط له بالمترجم هنا.

(٦) رجال الشيخ : ٥٠٢ / ٦٦.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٢٦.

٣٣٦

٢٤٧٠ ـ محمّد بن أحمد بن مطهّر :

دي (١) . وزادصه (٢) وكر(٣) : بغدادي يونسي.

٢٤٧١ ـ محمّد بن أحمد بن المفجّع :

هو ابن أحمد بن عبد الله(٤) .

٢٤٧٢ ـ محمّد بن أحمد النطنزي :

بالنون المفتوحة والطاء المهملة الساكنة والنون المفتوحة والزاي ، عاميّ المذهب ،صه (٥) .

وفيد : بالنونين والطاء المهملة(٦) والزاي ، لم ، عامّي(٧) .

أقول : صرّح بعاميّته أيضا فيب حيث قال : محمّد بن أحمد النطنزي عاميّ ، له الخصائص العلوية على سائر البريّة والمآثر العليّة لسيّد البريّة(٨) ، انتهى(٩) .

ولم أجده في نسختين من الوجيزة ، فلاحظ.

هذا ، والمعروف في نطنز(١٠) فتح الطاء وسكون النون الثانية ، وهو من قرى أصفهان(١١) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٢٢ / ١٣.

(٢) الخلاصة : ١٦٥ / ١٨٩.

(٣) رجال الشيخ : ٤٣٥ / ١.

(٤) نقلا عن رجال النجاشي : ٣٧٤ / ١٠٢١ والفهرست : ١٥٠ / ٦٤٩.

(٥) الخلاصة : ٢٥٧ / ٦٣.

(٦) في المصدر زيادة : بينهما.

(٧) رجال ابن داود : ٢٦٩ / ٤٢٤.

(٨) في المصدر : المآثر العلويّة لسيّد الذريّة.

(٩) معالم العلماء : ١١٩ / ٧٩٠.

(١٠) في نطنز ، لم ترد في نسخة « ش ».

(١١) معجم البلدان : ٥ / ٢٩٢ ومراصد الاطّلاع : ٣ / ١٣٧٧.

٣٣٧

وعن الأنساب للسمعاني : النطنزي : بفتح النون والطاء المهملة وسكون النون الأخرى وفي آخرها الزاي ، هذه النسبة إلى نطنز ، وهي(١) بليدة بنواحي أصبهان ، ظنّي أنّ بينهما قريبا من عشرين فرسخا(٢) ، انتهى.

فما فيصه من سكون الطاء وفتح النون الثانية غير معروف ، فتتبّع.

٢٤٧٣ ـ محمّد بن أحمد النعيمي :

بضمّ النون وفتح العين المهملة قبل الياء ، أبو المظفّر ، رجل من أصحابنا ، إخباري ، سمع الحديث والأخبار وأكثر ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب في فرق الشيعة وأخبار آل أبي طالب ، سمّاه كتاب البهجة(٤) .

وفيتعق : في البلغة أنّه ممدوح(٥) ، وهو الظاهر(٦) .

٢٤٧٤ ـ محمّد بن أحمد بن نعيم :

الشاذاني ، أبو عبد الله. روىكش عن آدم بن محمّد قال : سمعت محمّد بن شاذان بن نعيم يقول : جمع عندي مال الغريم ، فأنفذت به إليه وألقيت فيه شيئا من صلب مالي.

قال : فورد في الجواب : قد وصل إليّ ما أنفذت من خاصّة مالك فيها كذا وكذا ، تقبّل الله منك ،صه (٧) .

وفيكش : في أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن نعيم الشاذاني : آدم‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : وهذه.

(٢) الأنساب للسمعاني ١٣ : ١٣٦ / ٥٠٢٤.

(٣) الخلاصة : ١٦٣ / ١٦٨.

(٤) رجال النجاشي : ٣٩٥ / ١٠٥٦.

(٥) بلغة المحدّثين : ٤٠٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨١.

(٧) الخلاصة : ١٥٣ / ٧٦.

٣٣٨

ابن محمّد قال إلى آخره(١) .

وفيكر : محمّد بن أحمد بن نعيم أبو عبد الله الشاذاني ، نيسابوري(٢) .

وفيتعق : أحمد هذا ابن أخ الفضل بن شاذان(٣) ، ومحمّد ابنه من الرواة عن الفضل بن شاذان(٤) ، ويظهر منكش الاعتماد عليه ، منه في نوح ابن شعيب(٥) ومحمّد بن سنان(٦) ، وأكثر مشايخ الرجال من الرواية عنه على سبيل الاعتماد حتّى على ما وجد بخطّه ، ومرّ في حيدر بن شعيب ما يظهر منه أنّه من مشايخ الإجازة(٧) ، والظاهر أنّ ما فيه نسبة إلى الجدّ ، ويأتي في الكنى(٨) .

ثمّ إنّ ما فيكش من قوله : سمعت محمدا. إلى آخره في كونه أبا عبد الله الشاذاني إشكال ، ويأتي : محمّد بن شاذان النيسابوري ، والظاهر تعدّدهما(٩) . لكن يأتي عنكش في يونس بن عبد الرحمن : محمّد بن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٣٣ / ١٠١٧.

(٢) رجال الشيخ : ٤٣٦ / ١٣.

(٣) هذا هو الظاهر من التراجم ، إلاّ أنّ الشيخ الطوسيرحمه‌الله في كتابه الرجال : ٤٦٧ / ٣١ في ترجمة حيدر بن شعيب الطالقاني قال : روى كتب الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله محمّد بن نعيم بن شاذان المعروف بالشاذاني ابن أخي الفضل.

(٤) كما في رجال الكشّي : ٥٥٨ / ١٠٥٦ و ١٠٥٨ و ٥٩١ / ١١٠٥ وغيرها.

(٥) رجال الكشّي : ٥٥٨ / ١٠٥٦.

(٦) رجال الكشّي : ٥٠٨ / ٩٨١.

(٧) نقلا عن رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣١ قائلا : روى كتب الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله محمّد بن نعيم بن شاذان المعروف بالشاذاني ابن أخي الفضل وله منه إجازة.

(٨) منهج المقال : ٣٩٠.

(٩) ذكرت هذه الرواية بأساليب ومتون مختلفة ولكن المضمون واحد وعنوان الشخص مختلف ففي رجال الكشّي : ٥٣٣ / ١٠١٧ سمعت محمّد بن شاذان بن نعيم ، وذكر الرواية الشيخ

٣٣٩

شاذان بن نعيم(١) ، ويحتمل أن يكون شاذان لقب أحمد ، لكن في المغيرة ابن سعيد عن كش : كتب إليّ محمّد بن أحمد بن شاذان قال : حدّثني الفضل(٢) ، وفي جعفر بن نعيم ما ينبغي أن يلاحظ(٣) (٤) .

__________________

الكليني في الكافي ١ : ٤٣٩ / ٢٣ وفيها : محمّد بن علي بن شاذان النيسابوري ، وذكرها الشيخ الصدوق في كمال الدين : ٤٨٥ / ٥ باسم : محمّد بن شاذان بن نعيم النيسابوري ، وذكرها مرة ثانية في : ٥٠٩ / ٣٨ باسم محمّد بن شاذان بن نعيم الشاذاني ، ووردت في الإرشاد : ٢ / ٣٦٥ بعنوان محمّد بن شاذان النيسابوري ، وجاء في غيبة الشيخ : ٤١٦ / ٣٩٤ بعنوان محمّد بن شاذان النيسابوري ، وفي دلائل الإمامة : ٢٨٦ : حدّثني محمّد بن شاذان بن نعيم بنيشابور ، وفي الخرائج والجرائح ٢ : ٦٩٧ / ١٤ : وحدّثنا محمّد ابن شاذان بالتنعيم ، والظاهر أنّه مصحّف من : ابن نعيم. والظاهر أنّ هذه التعابير كلّها تعبّر عن شخص واحد ولكن لم يعبّر عنه في أي مصدر من هذه المصادر بأبي عبد الله الشاذاني وأنّه ابن أحمد ، نعم فقط في الرواية الثانية المنقولة عن إكمال الدين ورد لقب الشاذاني.

إلاّ أنّ ظاهر الكشّي اتّحاد الرجل ، لما ورد في العنوان أوّلا ، وثانيا اختلاف التعابير عنه والظاهر منها أنّه شخص واحد ، فقال في ٣٩ / ٨٢ : وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني ، وفي ٥٩١ / ١١٠٥ : وجدت بخطّ أبي عبد الله الشاذاني ، و ١١٠٦ : وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطّه ، وفي ٤١١ / ٧٧٤ : محمّد بن مسعود قال : كتب إليّ أبو عبد الله يذكر عن الفضل ، وفي ٢٢٨ / ٤٠٨ : كتب إليّ محمّد بن أحمد بن شاذان ، وفي ٨٧ / ١٤١ : وجدت في كتاب محمّد بن شاذان بن نعيم بخطّه ، وفي ٤٨٥ / ٩١٧ : وجدت بخطّ محمّد بن شاذان بن نعيم في كتابه ، وفي ٥٠٨ / ٩٨١ : وجدت بخطّ أبي عبد الله الشاذاني ، وفي ٥٩٤ / ١١١٠ : وجدت بخطّ أبي عبد الله محمّد بن شاذان ، وفي ٢٠٣ / ٣٥٧ : وجدت بخطّ أبي عبد الله محمّد بن نعيم الشاذاني ، وفي ٥١١ / ٩٨٧ : وجدت بخطّ أبي عبد الله الشاذاني في كتابه ، وفي ٩٨٨ : ذكر أبو عبد الله الشاذاني ممّا قد وجدت في كتابه بخطّه ، انتهى.

(١) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٧.

(٢) رجال الكشّي : ٢٢٨ / ٤٠٨.

(٣) نقل فيه رواية عن العيون ٢ : ٩٩ / ١ ، وفيها : أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان عن عمّه أبي عبد الله محمّد بن شاذان عن الفضل بن شاذان ، فقال الوحيد : الظاهر أنّ أبا عبد الله هذا هو محمّد بن أحمد بن نعيم ، فيكون الفضل عمّا لعمّ جعفر.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨١.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423