منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248668 / تحميل: 4992
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٩ ـ صفية بنت حيي : تزوّجت مرّتين من أبناء قومها اليهود ، وأُسرت في خيبر ، فتزوّجها إكراماً للأُسارى.

١٠ ـ أُمّ حبيبة بنت أبي سفيان : هاجرت مع زوجها المسلم إلى الحبشة مع من هاجر آنذاك ، وهناك ارتدّ زوجها ، فلم تطاوعه في ارتداده ، بل بقيت على غربتها محافظة على دينها ، فتزّوجها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تقديراً لمواقفها.

١١ ـ ميمونة بنت الحارث : أرملة ، لها من العمر ( ٤٩ ) سنة ، وهبت نفسها للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله طالبة من أن يجعلها إحدى زوجاته.

١٢ ـ مارية القبطية : أُهديت كجارية إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من جانب مقوقس صاحب الإسكندرية ، عندما بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتاباً إليه يدعوه إلى الإسلام ، فتقبّلها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنجبت إبراهيمعليه‌السلام ، وكان هذا سبباً لجعلها من أُمّهات المؤمنين.

١٣ ـ أُمّ شريك : واسمها غُزَية ، كانت متزوّجة من قبل ، ولها ولد يسمّى شريكاً ، ثمّ بعدها وهبت نفسها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لتكون إحدى أُمّهات المؤمنين.

١٤ ـ الجونية : كانت من كندة ، وأهداها أبو أسيد الساعدي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوليت عائشة وحفصة مشطها وإصلاح أمرها ، ثمّ إنّها عندما رأت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تعوّذت بالله منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهذا ما لقّنتاها عائشة وحفصة تدبيراً للخلاص منها ، حتّى لا تصبح شريكة أُخرى في أمرهما ـ فخرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها وأمر بالساعدي أن يلحقها بأهلها(١) .

فكُلّ هذا كان لمصلحة الإسلام لا المصلحة الشخصية كما نرى.

ومنه يظهر حال زوجات الأئمّةعليهم‌السلام مطلقاً ، أو في بعض الحروب ، أو المقاطع الزمنية الخاصّة.

( أحمد البلوشي ـ الكويت ـ )

أسباب ونتائج هجرته :

س : الهجرة النبوية ، أسبابها ونتائجها؟

__________________

١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٨٥.

٣٢١

ج : إنّ السبب الرئيسي لهجرة نبينا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله من مكّة إلى المدينة هو إفشال المؤامرة التي حاكتها قريش لقتلهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالتالي إنهاء دعوته إلى الدين الإسلامي.

فقد أخبر الله تعالى نبيّه بهذه المؤامرة عن طريق الوحي ، ونزل قوله تعالى :( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (١) .

فأمرصلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين علياًعليه‌السلام بالمبيت على فراشه ، بعد أن أخبره بمكر قريش ، ثمّ خرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الليل ، وهو يقرأ هذه الآية :( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) (٢) .

وأمّا من نتائج هذه الهجرة المباركة هو : تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى ، ومن ثمّ دعوة الناس إلى الإسلام ، وأيضاً القيام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وزرع روح المحبّة والإيمان والأُخوّة الإسلامية بين المسلمين.

( مصطفى البحراني ـ عمان ـ ٢٥ سنة ـ طالب ثانوية )

لم يكن جبرائيل أعلم منه :

س : هل الأعلمية تعني الأفضلية؟ ومن كان أعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أم جبرائيلعليه‌السلام ؟ وكيف؟

إنّ مثل هذه الأسئلة تطرح من أناس يريدون أن يثبتوا أنّ خلافة أبي بكر صحيحة لا غبار عليها ، حيث أنّ جبرائيلعليه‌السلام هو من علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خير منه ، فكيف الردّ على مثل هذا الكلام؟

ج : نحن لا نسلّم بأنّ علم جبرائيلعليه‌السلام كان أكثر من علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل غاية ما في الأمر هو أنّ جبرائيلعليه‌السلام كان رسولاً ، وحاملاً للوحي المنزّل على

__________________

١ ـ الأنفال : ٣٠.

٢ ـ يس : ٩.

٣٢٢

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بما أعطاه الله من دورٍ في إيصال كلامه تعالى إلى الأنبياءعليهم‌السلام ، أفهل ترى أنّ هذا بمعنى أعلميّته من الأنبياءعليهم‌السلام ؟ هل هناك قاعدة علمية أو شرعية أو عرفية تدلّ على أعلمية الرسول من المرسل إليه؟ هذا أوّلاً.

وثانياً : تصرّح بعض الروايات : بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتّصل أحياناً مباشرةً ـ وبدون معونة جبرائيلعليه‌السلام ـ بمبدأ الوحي ، وكانت هذه الحالة تعرف عند الأصحاب ، ويميّزونها عن اتّصاله بجبرائيلعليه‌السلام ، وهذا يعني إمكانية أخذهصلى‌الله‌عليه‌وآله العلم من الباري تعالى ، حيث لا يعلم به جبرائيلعليه‌السلام .

وثالثاً : لو أمعنّا النظر في الأخبار التي تدلّ على أفضلية خلقهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جميع المخلوقات ، التي توجد في كتب الفريقين ، نستنتج بأنّ الكون بأسره باستثناء وجود الباري تعالى يستفيض نور وجوده من فيض وجود الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليه هل يبقى توهّم أنّ جبرائيلعليه‌السلام كان أعلم منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

وأخيراً : فإنّ تشبّث بعضهم بهذه الموهومات لإثبات خلافة فلان ، لا ناتج له إلاّ الحرمان من الحقّ ، جعلنا الله وإيّاهم من المتّقين.

( السيّد محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

موقفه من أسرى بدر :

س : ما هو تفسير الآية الشريفة التالية : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ) (١) بالإضافة إلى الردّ الذي نردّ به على من يقول : أنّ عمر بن الخطّاب أصاب في هذه الواقعة ، حيث كان يريد أن يقتل الخصم ، والرسول أراد أن يبقيهم.

ج : إنّ النصوص التاريخية التي نطمئنّ بصحّتها نقلت : بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان رأيه أن يقتل أسرى معركة بدر ـ وهو الأصوب ـ ولكن لأجل إصرار بعض

__________________

١ ـ الأنفال : ٦٧.

٣٢٣

الصحابة ـ كأبي بكر ـ على عدم قتلهم وأخذ الفداء منهم ، قرّرصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ منهم الفداء ، بعد أن أخبر أصحابه بأنّ نتيجة أخذ الفداء هو أن يقتل في العام القابل من المسلمين بعدد الأسرى ، فقبلوا ذلك ، وتحقّق ما أوعدهم بهصلى‌الله‌عليه‌وآله في معركة أُحد.

وممّا يؤيّد هذا ما جاء في بعض النصوص : أنّ جبرائيل نزل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر فقال : « يا محمّد إنّ الله قد كره ما صنع قومك ، من أخذهم الأسارى ، وقد أمرك أن تخيّرهم بين أمرين : أن يقدّموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم ».

فذكرصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك لهم ، فقالوا : يا رسول الله ، عشائرنا وإخواننا ـ وهذه الكلمة تشير إلى أنّ الذين قالوا ذلك هم من المهاجرين ـ لا بل نأخذ فداءهم ، فنقوى به على عدوّنا ، ويستشهد منّا عدّتهم(١) .

فما تقدّم يدلّ على أنّ تخييرهم هذا إنّما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء ، وظهور إصرارهم عليه ، فأباح لهم ذلك.

ولكنّنا نجد روايات أُخرى تقرّر عكس ما ذكر آنفاً وتقول : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مال إلى رأي أبي بكر ـ أي إلى أخذ الفداء ـ ولكن عمر رفض ذلك ، وكان رأيه هو قتلهم ، فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر ، وهذا غير صحيح ، لأنّ بعض علماء السنّة نصّ على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مال إلى القتل(٢) .

وذكر الجاحظ : أنّ الأُسرى قالوا : « لو بعثنا إلى أبي بكر ، فإنّه أوصل قريش لأرحامنا ، ولا نعلم أحداً آثر عند محمّد منه ؛ فبعثوا إلى أبي بكر فأتاهم فقالوا : يا أبا بكر ، إنّ فينا الآباء والأبناء ، والأخوان والعمومة ، وبني العمّ ، وأبعدنا قريب ، فكلّم صاحبك يمن علينا أو يفادينا ، قال : نعم ، لا

__________________

١ ـ جامع البيان ٤ / ٢٢٢ ، زاد المسير ٢ / ٥٢ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٤٣٤ ، الدرّ المنثور ٢ / ٩٣ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ٦١.

٢ ـ الكامل في التاريخ ٢ / ١٣٦.

٣٢٤

آلوكم إن شاء الله خيراً ، ثمّ انصرف إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١) ، وهذا دليل على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يرض بأخذ الفداء ، هذا أوّلاً.

وثانياً : إنّ الالتزام بما ذكروه معناه تكذيب قوله تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٢) .

كما أنّه لا يبقى معنى ـ والحالة هذه ـ لأمر الله تعالى للناس بإطاعة الرسول حيث قال :( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ) (٣) ، حتّى إذا امتثلوا الأمر الإلهي وأطاعوه يؤنّبهم ، ثمّ يتهدّدهم ، لقد كان يجب أن يتوجّه التأنيب والتهديد للرسول ، والمدح والثناء لهم ، لأنّهم عملوا بوظيفتهم.

وثالثاً : إنّ مجرّد الإشارة على الرسول بالفداء لا تستوجب عقاباً ، إذ غاية ما هناك أنّهم قد اختاروا غير الأصلح ، وعليه فلابدّ أن يكون ثمّة أمر آخر قد استحقوا العقاب لمخالفته ، وهو أنّهم حين أصرّوا على أخذ الفداء قد أصرّوا على مخالفة الرسول ، والتعلّق بعرض الحياة الدنيا في مقابل إرادة الله للآخرة ـ كما قال تعالى :( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ ) (٤) ـ بعد بيان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم بصورة صريحة ، إذ لا عقاب قبل البيان ثمّ المخالفة.

ولكن الله تكرّم وتفضّل عليهم ، وغفر لهم هذه المخالفة ، وأباح لهم أخذ الفداء تأليفاً لهم ، على ما فيه من عواقب وخيمة ، وقد بلغ من حبّهم لعرض الدنيا أنّهم قبلوا بهذه العواقب أيضاً.

بل يمكن أن يكون إصرار بعض المهاجرين على أخذ الفداء ، يرجع إلى أنّهم قد صعب عليهم قتل صناديد قريش ، حيث كانت تربطهم بهم صداقات ومصالح ووشائج رحم ، وقد استهوى موقفهم هذا جماعة من البسطاء والسذّج من سائر المسلمين الحاضرين.

__________________

١ ـ العثمانية : ٦٧.

٢ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٣ ـ النساء : ٥٩.

٤ ـ الأنفال : ٦٧.

٣٢٥

فهذا التعاطف مع المشركين من قبل البعض ، ثمّ حبّ الحصول على المال ، قد جعلهم يستحقّون العذاب العظيم ، الذي إنّما يترتّب على سوء النيّات ، وعلى الإصرار على مخالفة الرسول ، والنفاق في المواقف والأقوال والحركات ، لاسيّما مع وجود رأي يطالب بقتل بني هاشم ، الذين أخرجهم المشركون كُرهاً ، ونهى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتلهم ، مع ملاحظة : أنّه لم يشترك من قوم عمر أحد في حرب بدر.

( فاضل ـ السعودية ـ )

كونه أُمّياً لا يعدّ منقصة :

س : إنّنا نعتقد بعصمة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونعتبره أكمل خلق الله ، والمعروف عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه كان أُمّياً لا يقرأ ولا يكتب ، فهل تعتبر هذه منقصة في كمال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ عدم القراءة لدى الإنسان العادي لعلّها تعدّ نقصاً ، إذ أنّ القراءة والكتابة الرافد الثقافي الطبيعي لدينا نحن ، أمّا علم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلم المعصومينعليهم‌السلام فهو علم حضوري لدنّي لا علاقة له بالاكتساب العلمي ، وليس للقراءة والكتابة من أثر في ذلك ، هذا من جهة.

ومن جهة أُخرى : لعلّ الحكمة من كونهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، لكي لا يتاح للمشركين من إثارة تهمهم وشبهاتهم حول القرآن ، وأنّه من صنع البشر ، وأنّ محمّداً هو الذي كتبه وألّفه ، فإذا علموا أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، علموا أنّ ذلك إيحاء أو إعجازاً ، وليس ليد البشر من دخل.

على أنّ البعض نفوا كون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، أي لا يقرأ ولا يكتب ، وأنّه سيحتاج إلى من يكتب له ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الخلق فلا يحتاج إلى مَن هو دونه ، وفسّروا أنّ الأُمّي نسبةً إلى أُمّ القرى ، أي مكّة.

٣٢٦

( نصر الله ـ السعودية ـ )

هو والأئمّة سواء في رتبة الإمامة :

س : سؤالي هو : هل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام في مرتبة واحدة؟ وهل يجوز أن نساوي بين النبيّ وأحد من الخلق؟

وما معنى قوله تعالى :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) ، هذه بعض الأسئلة احتاج الردّ عليها لو سمحتم ، وشكراً.

ج : إنّ نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله له مقامان : مقام النبوّة ، من حيث رسالته ونزول الوحي عليه كان له مرتبة النبوّة ، ومقام الإمامة ، من حيث قيادته للأُمّة.

وأمّا باقي الأئمّة المعصومينعليهم‌السلام فلهم مرتبة الإمامة ، بما أنّهم قد جاء النصّ بخلافتهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن ليسوا أنبياء لأنّهم لم يأتوا بدين جديد ، ولم يأتهم الوحي برسالة أُخرى.

فمجمل الكلام : أنّهم ـ النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام ـ سواء في الإمامة ، ويمتاز عنهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بمقام النبوّة والرسالة ، نعم ، هم يتساوون أيضاً في مرتبة العصمة ، بما أنّها صفة ملحوظة في كلا الرتبتين.

وأمّا بالنسبة إلى الآية ، فإنّها تشير وتؤيّد الأخلاق الحسنة والممتازة عند الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما سجّل ذلك سيرته وحياته وتحمّله للمتاعب والمصاعب في سبيل تبليغ رسالته ، فكان خُلُقه العظيم في كُلّ ذلك ، هو الذي دعا الناس أن يحوموا حوله( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) (٢) .

( ـ ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : كيف نوفّق بين كلامكم هذا ، وبين أنّ دعاء النبيّ مستجاب حتماً؟

__________________

١ ـ القلم : ٤.

٢ ـ آل عمران : ١٥٩.

٣٢٧

أنّ دأب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يسعى لما فيه صلاح أُمّته وهدايتهم ، فهو يبذل لهم النُصح والموعظة الحسنة ، ومن ثمّ يدعو لهم بالهداية ، راجياً أن يهتدوا وأن لا يضلّوا ، وهذا من خُلقه الكريم ، فهو يأمل أن يهتدي بعضهم إلى الحقّ ، لذا فقوله : « اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون »(١) ، لا يعني أنّ الله قد غفر لهم ، فقد بقوا على كفرهم وضلالهم ، بل أراد أن يترفّع الدعاء عليهم وإصابتهم بالسوء فلعلّهم يرجعون ، حتّى أنّ الله تعالى مدحه على كريم أدبه وحسن خُلقه فقال :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٢) .

وهذا دأب الأنبياء ، كذلك فإنّ إبراهيم حاول هداية قومه وأن لا يصيبهم السوء ، وكان يحلم عنهم ، حتّى وصفه الله تعالى :( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ) (٣) ، فهو يتأسّف على قومه لما سيصيبهم من سوء بسبب جهلهم وغيّهم ، هذا هو خُلق الأنبياء ، وقد مثّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أروع أدبهم ، وكريم أخلاقهم ، وأمل في هداية قومه إلقاءً للحجّة عليهم ، وهذا لا يعني أنّهم سوف يهتدون فعلاً ، بل فيهم من بقي على كفره ، ومنهم من زاغ إلى النفاق والضلال.

أمّا دعاؤه لأهل عمان فلا نعلم مصدر ذلك ، وإن صحّ فإنّ نفس الكلام يأتي في أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتنزّه عن الدعاء على قومه ، ويدأب في صلاحهم.

كلامكم جميل ، ولكن كيف نوفّق بين هذا وبين أنّ دعاء النبيّ مستجاب حتماً؟

ج : إنّ دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مستجاب حتماً ، والتوفيق يكون بأنّ المراد ليس جميع القوم أو جميع أهل عمان ، بل ما يصدق أن يسمّى قوماً ، فإنّ الكلام تارة يراد منه الجميع ، وأُخرى يراد المجموع ، والفرق بينهما أنّ في الأوّل لا يتحقّق إلاّ بشموله لجميع الأفراد ، وفي الثاني يتحقّق ببعضهم ، ممّا يصدق عليه اسم القوم أو جماعة من أهل عمان.

__________________

١ ـ الطرائف : ٥٠٥.

٢ ـ القلم : ٤.

٣ ـ التوبة : ١١٤.

٣٢٨

ويمكن أن يقال : بأنّ كُلّ فرد يحبّ الخير والهداية لجميع البشرية ، فكيف برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فإنّه قطعاً يحبّ الهداية للجميع ، وهذا الحبّ ظهر على صيغة الدعاء ، فليس المراد منه الطلب الحقيقي ، بل المراد منه إظهار هذا الحبّ لجميع البشرية.

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

كان يرقص بأكمامه في روايات أهل السنّة :

س : أودّ أن أسأل : هل توجد رواية في كتب الحديث لدى العامّة تقول : بأنّ رسول الله يرقص بأكمامه حين دخوله للمدينة ، وحين غناء النساء والصبيان بـ « طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع »؟ ودمتم سالمين.

ج : قد جاءت عبارة الرقص بالأكمام في نقل العلاّمة الحلّي عن أهل السنّة(١) .

والذي يؤيّد هذا الموضوع في المقام : هو أنّ الفضل بن روزبهان ـ وهو من أعلام العامّة ـ وفي مجال نقضه كلام العلاّمة لم يردّ هذا المطلب ، الأمر الذي يورث الاطمئنان في النفس بأنّ الحديث كان موجوداً في بعض مصادر أهل السنّة ، وإن حذفته بعض الأيادي الأثيمة دفاعاً عن مذهبهم.

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

لم يكن خائفاً عند نزول الوحي عليه :

س : كيف نردّ على روايات العامّة في بدء نزول الوحي؟ التي تصوّر النبيّ بأنّه خائف ، وأنّ جبرائيل عصره ثلاث مرّات ، وأنّ ورقة بن نوفل أو نسطور أو بحيرا أو عداس أو خديجة ـ حسب الروايات ـ نبّأوه بنبوّته؟

مع العلم أنّ بعض العامّة يبرّرون عصر جبرائيل لمحمّد كان بدافع إعطائه قوّة إيمانية وجسدية ، أو أنّه يريد إخباره بأنّه في يقظة لا في منام.

__________________

١ ـ دلائل الصدق ١ / ٦٣١.

٣٢٩

ج : الأخبار والأقوال التي ذكرتها معظمها ضعيفة السند والدلالة ، أمّا سنداً فيجب أن يراجع في كُلّ مورد حتّى يتبيّن وهن الأسانيد التي يعتمدون عليها.

وأمّا من جهة الدلالة ، فلا تنطبق على الموازين العقلية والنقلية القطعية ، ولا تنسجم مع أُصول العقيدة ، إذ كيف يكون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خائفاً من أمر إيجابي ، وكأنّه لم يعرّف بالوحي ، بل أتاه دفعةً ومن غير مقدّمة؟ أو هل يعقل أن لا يعرف النبيّ الوحي بنفسه؟ وساعده الآخرون في تعريفه؟ وكأنّما الآخرون كانوا أولى منه في معرفة الوحي ، نعوذ بالله ، هذه هي تساؤلات ونقوض لابدّ من اعتبارها على رأي هؤلاء.

وأمّا الحلّ ، فيجب علينا أن نعتقد أنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الذي هو أشرف الكائنات ـ لا يحتاج في معرفة شؤون الوحي وأطواره ، وكيفية نزوله إلى أيّ شخص وجهة تعينه ، وإلاّ لتوقّفت مصداقية نبوّته على الآخرين ، وحتّى في موارد توسيط جبرائيلعليه‌السلام يعتقد المحققّون : بأنّ النبيّ كان بإمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعدّدة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ـ ولكن نزول جبرائيل كان من باب إظهار عظمة الوحي ، كما ورد في تنزيل بعض السور والآيات من السماء بمعية الآلاف من الملائكة ، لبيان جلالتها وعظمتها.

وأخيراً : كم هو الفرق بين هذه الأقوال غير الصحيحة في كتب العامّة ، وبين ما ورد في هذا المجال عند الشيعة ، فمثلاً : جاء عن زرارة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف لم يخف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك ممّا ينزغ به الشيطان؟

قال : فقالعليه‌السلام : «إنّ الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار ، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه »(١) .

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي ٢ / ٢٠١.

٣٣٠

( السيّد عدنان ـ البحرين ـ )

هو الصادر الأوّل :

س : عندما يقال بأنّ نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الصادر الأوّل ، فالسؤال المنطقي يقول : لماذا كان هو دون غيره؟ فيقال : بأنّ قابليته هي التي أهلّته لذلك المقام ، فالسؤال هو : أليس هو لم يكن شيئاً قبل ذلك؟

فالعبارة هذه يُفهم منها أنّه كان موجوداً قبل الخلقة ، فنرجو منكم توضيح هذا المطلب ، ولكم خالص الشكر.

ج : يجاب على سؤالكم بنحوين كُلّ منهما يصلح أن يكون جواباً مستقلاً في المقام :

الأوّل : إنّ الله تعالى ـ ومن منطلق علمه الذاتي والأزلي ـ كان يعلم بأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله سيصل بجدّه وجهده في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات ، بعد إعطائه الخيار والاختيار من جانب الباري تعالى ، فعلم الله تعالى وإن كان مقدّماً ولكن التطبيق كان متأخّراً.

وبعبارة واضحة : إنّ الله تعالى كان يعلم بوفاء نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله في عالم الوجود بكافّة المتطلّبات التي تؤهّله لهذا المنصب الإلهي ، وعليه فأعطاه تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء ، فالنتيجة : أنّ كافّة المواهب المعطاة هي ناتجة ومكافئة على سلوك وسيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا ، وإن أُعطيت من قبل.

ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد بنصوص روائية ، وعلى سبيل المثال ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا : « اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت

٣٣١

عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية ، وزخرفها وزبرجها ، فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء به ، فقبلتهم وقرّبتهم »(١) .

وملخّص الكلام : إنّ الفضائل والميزات التكوينية والتشريعية للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على ضوء هذا القول ـ بأجمعها هي حصيلة الجهود والمتاعب التي تحمّلها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في سبيل نشر الدين والعقيدة ، وتبليغ الوحي وزعامة الأُمّة ، وغيرها.

الثاني : عند بدء الخلق وفي أوانه ، عندما تعلّقت الإرادة التكوينية لله تعالى بإنشاء الممكنات ، جاء النور الأوّل ـ أو بعبارة أُخرى الصادر الأوّل ـ كأوّل مخلوق له سمة الخلافة عن الخالق في عالم الخلق ، وهذا هو الفيض الأوّل الصادر إلى عالم الوجود ـ وهنا لابأس بالإشارة إلى أنّ العلاقة بين الممكن والواجب أمر ضروري عقلاً ونقلاً ، فيجب أن تكون رابطة الفيض مستمرة بين الخالق والمخلوق بنحو تام ـ.

ثمّ على ضوء ما ذكرنا ، فإنّ المخلوق الأوّل يجب أن تتوفّر فيه الميزات العالية التكوينية والتشريعية لنيل هذه الرتبة السامية ـ أي الاستخلاف والنيابة عن الله تعالى في دائرة الوجود ـ لأنّ الحكمة الإلهية كانت تقتضي ولا تزال بأن يصدّر الأفضل حتّى تكون متابعة الآخرين له ينسجم مع القواعد العقلية في طريق الكمال والرقي ، وهذا النور الأوّل والمخلوق الممتاز قد سمّي وتعيّن بأنّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا أنّ نبيّنا قد حصل على هذه المكانة في أوّل الخلق ، بل أنّ الصادر الأوّل المميّز قد لقّب وتعنون بأنّه هو الرسول الأعظم أشرف الكائنات محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وممّا ذكرنا يظهر جواب التوهّم المذكور ، إذ لم يكن يوجد أيّ ممكن عند نقطة بدء الخلق حتّى يتوهّم الانحياز والتمييز لمخلوق دون آخر ، بل أنّ

__________________

١ ـ إقبال الأعمال ١ / ٥٠٤.

٣٣٢

الوجود الأوّل قد تعنون وسمّي بأنّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن الملاحظ أنّه عند خلقه لم يكن هناك مخلوق آخر يوازيه ، حتّى يفرض أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أعطي ما كان بالإمكان أن يعطي غيره.

وبعبارة دقيقة وواضحة : إنّ المرتبة العليا والوحيدة لعالم الممكنات خلق وسمّي محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا أنّ التسمية والتعنون سبق إعطاء هذه المكانة السامية ، وفي الواقع أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو رمز المُثل والقيم الإلهية بشكل مجسّم في عالم الخلق ، والنموذج الحيّ الوحيد لكافّة الايجابيات في عالم الكون.

وهذا الرأي أيضاً قابل للتأييد بنصوص روائية كثيرة موجودة في مجامعنا الحديثة.

ثمّ لا يخفى أنّ النظريتين لا تتعارضان فيما بينهما ، بل نتمكّن من الجمع بينهما كما هو واضح بأدنى تأمّل.

( حسين أحمد مطر ـ البحرين ـ )

علماء السنّة القائلين بعدم نزول( عَبَسَ ) فيه :

س : لديّ سؤال وهو : أنّ علماء أهل السنّة يفسّرون الآيات الأُولى من سورة( عَبَسَ ) في الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقولون : إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي عبس بوجهه وولّى عن ابن أُمّ مكتوم إلى نهاية الحادثة التي يروونها.

أمّا مرادي من حضرتكم الغالية : هل جميع أهل السنّة يقولون بهذا القول؟ وإذا وجد من يقول بخلاف هذا القول ، الرجاء منكم إرشادي إلى المصدر إن أمكن ، هذا ودمتم مسدّدين إن شاء الله لكُلّ خير.

ج : إنّ هناك جملة من كبار علماء السنّة ومفسّريهم ، لا يسلّم أنّ خطاب( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) متوجّه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه ليس من صفات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله العبوسة ، من هؤلاء :

٣٣٣

١ ـ الإمام الفخر الرازي ـ المتوفّى ٦٠٦ هـ ـ في كتابه عصمة الأنبياء(١) .

٢ ـ القاضي عياض اليحصبي ـ المتوفّى ٥٤٤ هـ ـ في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى(٢) .

٣ ـ الزركشي ـ المتوفّى ٧٩٤ هـ ـ في كتابه البرهان في علوم القرآن(٣) .

٤ ـ الصالحي الشامي ـ المتوفّى ٩٤٢ هـ ـ في كتابه سبل الهدى والرشاد(٤) .

( يوسف البيومي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة )

بحث مفصّل في شأن نزول( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) :

س : لقد قرأت جوابكم الكريم عن مسألة آية ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) ، وقد دخلت في مناقشة مع أحد المشايخ السنّة ، وطلب منّي شيئاً تفصيلاً عن الموضوع ، فهل تستطيعون أن تساعدوني على هذا ، ولكم الأجر والثواب.

ج : لقد بحث هذه المسألة بشكل مفصّل المحقّق السيّد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ننقل لكم نصّه :

ويذكر المؤرّخون بعد قضية الغرانيق ، القضية التي نزلت لأجلها سورة عبس وتولّى المكّية ، والتي نزلت بعد سورة النجم.

وملخص هذه القضية : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتكلّم مع بعض زعماء قريش ، ذوي الجاه والمال ، فجاءه عبد الله بن أُمّ مكتوم ـ وكان أعمى ـ فجعل يستقرئ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله آية من القرآن قال : يا رسول الله ، علّمني ممّا علّمك الله.

فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعبس في وجهه وتولّى ، وكره كلامه ، وأقبل على أُولئك الذين كانصلى‌الله‌عليه‌وآله قد طمع في إسلامهم ، فأنزل الله تعالى :( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ

__________________

١ ـ عصمة الأنبياء : ١٠٨.

٢ ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢ / ١٦١.

٣ ـ البرهان في علوم القرآن ٢ / ٢٤٣.

٤ ـ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٧٤.

٣٣٤

الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) (١) .

وفي رواية : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كره مجيء ابن أُمّ مكتوم ، وقال في نفسه : يقول هذا القرشي : إنّما أتباعه العميان والسفلة والعبيد ، فعبسصلى‌الله‌عليه‌وآله إلخ.

وكأنّ ذلك الزعيم لم يكن يعلم بذلك!! وكأنّ قريشاً لم تكن قد صرّحت بذلك وأعلنته!!

وعن الحكم : « ما رؤي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد هذه الآية متصدّياً لغني ، ولا معرضاً عن فقير »(٢) .

وعن ابن زيد : « لو أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كتم شيئاً من الوحي ، كتم هذا عن نفسه »(٣) .

وأيّ تفسير قرآن آخر لغير الشيعة ؛ فإنّك تجد فيه الروايات المختلفة التي تصبّ في هذا الاتجاه.

فابن زيد يؤكّد بكلامه هذا على مدى قبح هذا الأمر ، وعلى مدى صراحة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى إنّه لم يكتم هذا الأمر ، رغم شدّة قبحه وشناعته!

لقد أجمع المفسّرون ، وأهل الحديث ، باستثناء شيعة أهل البيتعليهم‌السلام على أصل القضية المشار إليها.

ونحن نرى : أنّها قضية مفتعلة ، لا يمكن أن تصحّ ، وذلك أوّلاً : لضعف أسانيدها ، لأنّها تنتهي إلى عائشة ، وأنس ، وابن عباس من الصحابة ، وهؤلاء لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً ، لأنّه إمّا كان حينها طفلاً ، أو لم يكن ولد(٤) .

__________________

١ ـ عبس : ١ ـ ١٠.

٢ ـ الدرّ المنثور ٦ / ٣١٥.

٣ ـ جامع البيان ٣٠ / ٦٦ ، الدرّ المنثور ٦ / ٣١٥.

٤ ـ أُنظر : الهدى إلى دين المصطفى ١ / ١٥٨.

٣٣٥

أو إلى أبي مالك ـ الظاهر أنّ المراد به أبا مالك الأشجعي ، المشهور بالرواية وتفسير القرآن ، وهو تابعي ـ والحكم ، وابن زيد ، والضحّاك ، ومجاهد ، وقتادة ، وهؤلاء جميعاً من التابعين ، فالرواية مقطوعة لا تقوم بها حجّة.

وثانياً : تناقض نصوصها حتّى ما ورد منها عن راوٍ واحد ، فعن عائشة في رواية : إنّه كان عنده رجل من عظماء المشركين ، وفي أُخرى عنها : عتبة وشيبة ، وفي ثالثة عنها : في مجلس فيه ناس من وجوه قريش ، منهم أبو جهل ، وعتبة بن ربيعة.

وفي رواية عن ابن عباس : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يناجي عتبة ، وعمّه العباس ، وأبا جهل.

وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس : إنّهم العباس ، وأُمية بن خلف ، وصفوان بن أُمية.

وعن قتادة : أُمية بن خلف ، وفي أُخرى عنه : أُبي بن خلف.

وعن مجاهد : صنديد من صناديد قريش ، وفي أُخرى عنه : عتبة بن ربيعة ، وأُمية بن خلف.

هذا ، عدا عن تناقض الروايات مع بعضها البعض في ذلك ، وفي نقل ما جرى ، وفي نصّ كلام الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونصّ كلام ابن أُمّ مكتوم.

ونحن نكتفي بهذا القدر ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة والمقارنة.

وثالثاً : إنّ ظاهر الآيات المدّعى نزولها في هذه المناسبة ، هو أنّه كان من عادة هذا الشخص وطبعه وسجيّته وخُلقه أن يتصدّى للغني ويهتم به ، ولو كان كافراً ، ويتلهّى عن الفقير ولا يبالي به أن يتزكّى ، ولو كان مسلماً.

وكُلّنا يعلم : أنّ هذا لم يكن من صفات وسجايا نبيّنا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا من طبعه وخُلقه.

٣٣٦

كما أنّ العبوس في وجه الفقير ، والإعراض عنه ، لم يكن من صفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى مع أعدائه ، فكيف بالمؤمنين من أصحابه وأودّائه ، وهو الذي وصفه الله تعالى بأنّه :( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (١) .

بل لقد كان من عادتهصلى‌الله‌عليه‌وآله مجالسة الفقراء ، والاهتمام بهم ، حتّى ساء ذلك أهل الشرف والجاه ، وشقّ عليهم ، وطالبه الملأ من قريش بأن يبعد هؤلاء عنه ليتّبعوه ، وأشار عليه عمر بطردهم ، فنزل قوله تعالى :( وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) (٢) .

ويظهر : أنّ الآية قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة لوجود ابن مسعود في الرواية ، أو حين بلوغهم أمر الهدنة ، ورجوعهم إلى مكّة.

ولكن يبقى إشكال أن ذكر عمر في هذا المقام في غير محلّه ، لأنّه لم يكن قد أسلم حينئذٍ ، لأنّه إنّما أسلم قبل الهجرة إلى المدينة بيسير.

كما أنّ الله تعالى قد وصف نبيّه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس وتولّى بأنّه على خُلق عظيم ، فإذا كان كذلك ، فكيف يصدر عنه هذا الأمر المنافي للأخلاق ، والموجب للعتاب واللوم منه تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهل كان الله ـ والعياذ بالله ـ جاهلاً بحقيقة أخلاق نبيّه؟ أم أنّه يعلم بذلك لكنّه قال هذا لحكمة ولمصلحة اقتضت ذلك؟ نعوذ بالله من الغواية ، عن طريق الحقّ والهداية.

ورابعاً : إنّ الله تعالى يقول في الآيات :( وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى ) (٣) ، وهذا لا يناسب أن يخاطب به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم.

وكيف لا يكون ذلك عليه مع أنّه هو مهمّته الأُولى والأخيرة ، ولا شيء غيره ، ألم يقل الله تعالى :( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ

__________________

١ ـ التوبة : ١٢٨.

٢ ـ الأنعام : ٥٢ ، وأُنظر : الدرّ المنثور ٣ / ١٢.

٣ ـ عبس : ٧.

٣٣٧

آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (١) ، فكيف يغريه بترك الحرص على تزكية قومه.

خامساً : لقد نزلت آية الإنذار :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) ، قبل سورة عبس بسنتين ، فهل نسيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه مأمور بخفض الجناح لمن اتبعه؟ وإذا كان نسي ، فما الذي يؤمّننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضاً؟ وإذا لم يكن قد نسي ، فلماذا يتعمّد أن يعصي هذا الأمر الصريح؟!

سادساً : إنّه ليس في الآية ما يدلّ على أنّها خطاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنّه :( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى ) ، ثمّ التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه وخاطبه بقوله :( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) إلخ.

سابعاً : لقد ذكر العلاّمة الطباطبائي : « أنّ الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر ، وإنّما هو الأعمال الصالحة ، والسجايا الحسنة ، والفضائل الرفيعة ، وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف ، فكيف جاز لهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخالف ذلك ، ويميّز الكافر لما له من وجاهة على المؤمن »(٣) ؟

والقول : بأنّه إنّما فعل ذلك لأنّه يرجو إسلامه ، وعلى أمل أن يتقوّى به الدين ، وهذا أمر حسن ، لأنّه في طريق الدين وفي سبيله ، لا يصحّ لأنّه يخالف صريح الآيات التي تنصّ على أنّ الذمّ له كان لأجل أنّه يتصدّى لذاك الغني لغناه ، ويتلهّى عن الفقير لفقره ، ولو صحّ هذا ، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه وإطرائه على غيرته لدينه ، وتحمّسه لرسالته ؛ فلماذا هذا الذمّ والتقريع إذن.

ونشير أخيراً : إلى أنّ البعض قد ذكر : أنّه يمكن القول بأنّ الآية خطاب كُلّي مفادها : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا رأى فقيراً تأذّى وأعرض عنه.

__________________

١ ـ الجمعة : ٢.

٢ ـ الشعراء : ٢١٣ ـ ٢١٤.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ٢٠ / ٣٠٣.

٣٣٨

والجواب أوّلاً : إنّ هذا يخالف القصّة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرّر.

وثانياً : إذا كان المقصود هو الإعراض عن مطلق الفقير ؛ فلماذا جاء التنصيص على الأعمى؟!

وثالثاً : هل صحيح أنّه قد كان من عادة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك؟!

المذنب رجل آخر :

فيتّضح ممّا تقدّم : أنّ المقصود بالآيات شخص آخر غير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويؤيّد ذلك : ما روي عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أُمّ مكتوم قال : مرحباً مرحباً ، والله لا يعاتبني الله فيك أبداً ، وكان يصنع به من اللطف حتّى يكف عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا كان يفعل به »(١) .

فهذه الرواية تشير إلى أنّ الله تعالى لم يعاتب نبيّه في شأن ابن أُمّ مكتوم ، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حقّ ابن أُمّ مكتوم تلك المخالفة ، إن لم نقل : إنّه يستفاد من الرواية نفي قاطع حتّى لإمكان صدور مثل ذلك عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحيث يستحقّ العتاب والتوبيخ ؛ إذ لا معنى لهذا النفي لو كان الله تعالى قد عاتبه فعلاً.

هذا ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرّفت هذه الكلمة ؛ فادعت أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول : «مرحباً بمن عاتبني فيه ربّي » ، فلتراجع كتب التفسير ، كالدرّ المنثور وغيره ، والصحيح هو ما تقدّم.

سؤال وجوابه :

ولعلّك تقول : إنّه إذا كان المقصود بالآيات شخصاً آخر ؛ فما معنى قوله تعالى :( فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ) ، وقوله :( فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) ، فإنّ ظاهره : أنّ هذا التصدّي والتلهّي من قبل من يهمّه هذا الدين ؛ فيتصدّى لهذا ، ويتلهّى عن ذاك.

__________________

١ ـ مجمع البيان ١٠ / ٢٦٦.

٣٣٩

فالجواب : أنّه ليس في الآيات ما يدلّ على أنّ التصدّي كان لأجل الدعوة إلى الله أو لغيرها.

فلعلّ التصدّي كان لأهداف أُخرى دنيوية ، ككسب الصداقة أو الجاه ، أو نحو ذلك.

وقوله تعالى :( لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) ليس فيه أنّه يزكّى على يد المخاطب ، بل هو أعم من ذلك ، فيشمل التزكّي على يد غيره ممّن هم في المجلس ، كالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو غيره.

ثمّ لنفرض : أنّه كان التصدّي لأجل الدعوة ، فإنّ ذلك ليس محصوراً بهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فهم يقولون : إنّ غيره كان يتصدّى لذلك أيضاً ، وأسلم البعض على يديه لو صحّ ذلك!

الرواية الصحيحة : وبعد ما تقدّم ، فإنّ الظاهر هو أنّ الرواية الصحيحة ، هي ما جاء عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «أنّها نزلت في رجل من بني أُمية كان عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فجاءه ابن أُمّ مكتوم ، فلمّا رآه تقذّر منه ، وجمع نفسه ، وعبس في وجهه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك ، وأنكره عليه »(١) .

ويلاحظ : أنّ الخطاب في الآيات لم يوجّه أوّلاً إلى ذلك الرجل ؛ بل تكلّم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب : إنّه عبس وتولّى ، أن جاءه الأعمى.

ثمّ التفت إليه بالخطاب ، فقال له مباشرة : وما يدريك ، ويمكن أن يكون الخطاب في الآيات أوّلاً للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من باب : إيّاك أعني واسمعي يا جارة ، والأوّل أقرب ، وألطف ذوقاً.

اتهام عثمان :

وبعض الروايات تتّهم عثمان بهذه القضية ، وأنّه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أُمّ مكتوم(٢) .

__________________

١ ـ نفس المصدر السابق.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٤٠٥.

٣٤٠

أقول : الظاهر تعدّد الاسمين وتغاير الشخصين وفاقا لظاهر الميرزا(١) والنقد(٢) والوجيزة(٣) ، ويدلّ على ذلك مضافا إلى ما مرّ من تغاير اسمي أبويهما أنّ ابن أحمد جدّه شاذان بن الخليل كما مرّ في ترجمة الفضل بن شاذان(٤) ويعرف بأبي عبد الله الشاذاني ، وابن شاذان الوكيل جدّه نعيم كما رأيت(٥) ، ويعرف بابن شاذان النعيمي(٦) ، وأيضا الأوّل كر(٧) ولم يظهر بقاؤه لوكالة الناحية(٨) ، والثاني بالعكس ، مع أنّه لا داعي للقول بالاتّحاد إلاّ ذكركش ابن أحمد في العنوان ثمّ الإتيان بالرواية الواردة في ابن شاذان ، وكم من مثله وقع من قلمهرحمه‌الله ، فتتبّع.

٢٤٧٥ ـ محمّد بن أحمد النهدي :

هو ابن أحمد بن خاقان.

٢٤٧٦ ـ محمّد بن أحمد بن يحيى :

ابن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمّي أبو جعفر ، كان ثقة في الحديث ، جليل القدر ، كثير الرواية ، إلاّ أنّ أصحابنا قالوا : إنّه‌

__________________

(١) حيث عنون كلا على حدّة.

(٢) نقد الرجال : ٢٩٠ / ١٠١ و ٣١٢ / ٤١١.

(٣) الوجيزة : ٢٩٢ / ١٥٦١ و ٣٠٤ / ١٦٧٣.

(٤) نقلا عن رجال النجاشي : ٣٠٦ / ٨٤٠ والخلاصة : ١٣٢ / ٢.

(٥) كما رأيت ، وردت في نسخة « ش » بعد قوله : النعيمي.

(٦) لم أجد من صرّح بكون النعيمي لقب محمّد بن شاذان بن نعيم ، نعم صرّح بكونه لقب محمّد بن أحمد الشاذاني أبو عبد الله ، القهبائي في مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٧) رجال الشيخ : ٤٣٦ / ١٣.

(٨) ذكر الوحيد في ترجمة محمّد بن شاذان النيشابوري قائلا : ذكر الصدوق عن محمّد بن أبي عبد الله الأسدي أنّ من وكلاء الصاحبعليه‌السلام الّذين رأوه ووقفوا على معجزته من أهل نيسابور محمّد بن شاذان ، ويحتمل أن يكون هذا هو محمّد بن أحمد بن نعيم أبو عبد الله الشاذاني المعروف ، فلاحظ.

٣٤١

كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولا يبالي عمّن أخذ ، وما عليه في نفسه طعن في شي‌ء ، صه(١) .

جش إلاّ قوله : جليل القدر كثير الرواية ، وفيه الطعن باللام(٢) ، وزاد : وكان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن محمّد بن موسى الهمداني ، وما رواه عن رجل ، أو يقول : بعض أصحابنا ، أو عن محمّد بن يحيى المعاذي ، أو عن أبي عبد الله الرازي الجاموراني ، أو عن أبي عبد الله السيّاري ، أو عن يوسف بن السخت ، أو عن وهب بن منبّه ، أو عن أبي علي النيسابوري ، أو عن أبي يحيى الواسطي ، أو عن محمّد بن علي أبي(٣) سمينة ، أو يقول : في حديث أو كتاب ولم أروه ، أو عن سهل بن زياد الآدمي ، أو عن محمّد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع ، أو عن أحمد بن هلال ، أو عن محمّد بن علي الهمداني ، أو عن عبد الله بن محمّد الشامي ، أو عبد الله بن أحمد الرازي ، أو أحمد بن الحسين بن سعيد ، أو أحمد بن بشير الرقّي ، أو عن محمّد بن هارون ، أو عن ممويه بن معروف ، أو عن محمّد بن عبد الله بن مهران ، أو ما يتفرّد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، وما يروي(٤) عن جعفر بن محمّد بن مالك ، أو يوسف بن الحارث ، أو عبد الله بن محمّد الدمشقي.

قال أبو العبّاس بن نوح : وقد أصاب شيخنا أبو جعفررحمه‌الله (٥) في ذلك كلّه وتبعه أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله على ذلك إلاّ في محمّد بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٤٦ / ٤٠.

(٢) كذا في النسخ ، والصواب « بالميم » أي : مطعن.

(٣) في النسخ : أبو.

(٤) في المصدر : وما يرويه.

(٥) في المصدر بدلرحمه‌الله : محمّد بن الحسن بن الوليد.

٣٤٢

عيسى بن عبيد ، فلا أدري ما رأيه(١) فيه ، لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة؟! ولمحمّد بن أحمد بن يحيى كتب ، منها كتاب نوادر الحكمة وهو كتاب حسن(٢) يعرّفه القمّيّون بدبّة شبيب ، قال : وشبيب فامي كان بقم له دبّة ذات بيوت يعطي منها ما يطلب منه(٣) ، فشبّهوا هذا الكتاب بذلك.

محمّد بن جعفر الرزّاز عنه به ، وأحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه بسائر كتبه(٤) .

وفيست : جليل القدر كثير الرواية(٥) ، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني ، عن أبي جعفر محمّد بن بطّة ، عنه.

وأخبرنا الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد ، عن أحمد ابنه ، عنه.

وأخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى ، عنه.

وقال محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه : إلاّ ما كان فيها من تخليط(٦) ، وهو الذي يكون في طريقه. ثمّ ذكر الجماعة المذكورة وزاد : أو يقول وروي ، أو عن الهيثم بن عدي ، أو جعفر بن محمّد الكوفي(٧) .

__________________

(١) في المصدر : ما رابه.

(٢) في المصدر زيادة : كبير.

(٣) في المصدر زيادة : من دهن.

(٤) رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٥) في المصدر : الروايات.

(٦) في المصدر : غلو أو تخليط.

(٧) الفهرست : ١٤٤ / ٦٢٢.

٣٤٣

وفيلم : روى عنه سعد ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس(١) .

ثمّ فيه أيضا : محمّد بن يحيى المعاذي ، ومحمّد بن علي الهمداني ، ومحمّد بن هارون ، وممويه بن معروف(٢) ، ومحمّد بن عبد الله بن مهران ، ضعفاء روى عنهم محمّد بن أحمد بن يحيى(٣) .

وفيتعق : ربما يتأمّل في إفادة هذا الاستثناء القدح في نفس الرجل المستثنى ، ولا يبعد أن يكون في موضعه لما مرّ في الفوائد(٤) ويأتي في محمّد بن عيسى ، بل التأمّل في نفس ما ارتكبوه أيضا ، ويؤيّده أنّجش وغيره وثّقوا بعض هؤلاء(٥) ، وابن الوليد وابن بابويه وغيرهما رووا عن بعض.

هذا ، وفي حكاية استثنائهم وخصوص ما ذكره ابن نوح دلالة على أنهم كانوا يلاحظون العدالة في الراوي ، ففيهما شهادة على عدالة من رووا عنه سيّما من روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ولم تستثن روايته(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري(٧) الثقة ، أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه ، عنه ، وعنه محمّد بن يحيى العطّار ، وأحمد بن إدريس ، ومحمّد بن بطّة القمّي ، وسعد ، وعلي بن إسماعيل.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٩٣ / ١٢.

(٢) ابن معروف ، لم ترد في المصدر.

(٣) رجال الشيخ : ٤٩٣ / ١٣ ـ ١٧.

(٤) انظر المقدّمة الخامسة من الكتاب.

(٥) وثّق النجاشي الحسن بن الحسين اللؤلؤي : ٤٠ / ٨٣ ، والشيخ في رجاله وثّق جعفر بن محمّد بن مالك : ٤٥٨ / ٤.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٣.

(٧) الأشعري ، لم ترد في المصدر.

٣٤٤

وهو عن أيّوب بن نوح ، ويعقوب بن يزيد ، ومحمّد بن عبد الحميد(١) .

٢٤٧٧ ـ محمّد بن أحمر العجلي :

الكوفي ، أبو عمارة ، أسند عنه ، مات سنة ثلاث وسبعين ومائة وله إحدى وثمانون سنة ،ق (٢) .

٢٤٧٨ ـ محمّد بن إدريس الحنظلي :

يكنّى أبا حاتم ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عنه ،ست (٣) .

وفيد : لمجخ عامي المذهب(٤) .

وفيقب : أحد الحفّاظ ، من الحادية عشرة ، مات سنة سبع وسبعين(٥) . أي : بعد المائتين.

وفيلم : محمّد بن إدريس الحنظلي أبو حاتم ، روى عنه عبد الله بن جعفر الحميري(٦) .

أقول : لا أدري من أين أخذ د عاميّته؟! ولم يذكر المأخذ ، وفي قوله :لم جخ ، إيماء إلى أخذه من لم ، وليس فيه ذلك أصلا.

وفيب : محمّد بن إدريس الحنظلي له كتاب(٧) .

ولم يذكره في الوجيزة أصلا.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٢٧.

(٢) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٣٤ ، وفيه : ابن أحمد ، ابن أحمر ( خ ل ).

(٣) الفهرست : ١٤٧ / ٦٢٨.

(٤) رجال ابن داود : ٢٦٩ / ٤٢٥.

(٥) تقريب التهذيب ٢ : ١٤٣ / ٣٢.

(٦) رجال الشيخ : ٥١٢ / ١١٥.

(٧) معالم العلماء : ١٠٤ / ٦٩٢.

٣٤٥

ومرّ في المقدّمة الرابعة ما فيه(١) .

٢٤٧٩ ـ محمّد بن إدريس العجلي :

الحلّي ، كان شيخ الفقهاء بالحلّة ، متقنا في العلوم(٢) ، كثير التصانيف ، د(٣) .

أقول : لم أجده في نسختي من د ، وهو المنقول عن كثير من نسخه أيضا ، وما وجد فيه ففي القسم الثاني في الضعفاء ، وفيه بعد ما ذكر : لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت بالكلّيّة.

ولا يخفى ما فيه من الجزاف وعدم سلوك سبيل الإنصاف ، فإنّ الطعن في هذا الفاضل الجليل سيّما والاعتذار بهذا التعليل العليل فيه ما فيه ، أمّا أوّلا فلأنّ عمله بأكثر كثير من الأخبار ممّا لا يقبل الاستتار سيّما ما استطرفه في أواخر السرائر من أصول القدماء رضي الله عنهم ، وأمّا ثانيا فلأنّ عدم العمل بأخبار الآحاد ليس من متفرّداته ، بل ذهب إليه جملة من جلّة الأصحاب كعلم الهدى وابن زهرة وابن قبة وغيرهم ، فلو كان ذلك موجبا للتضعيف لوجب تضعيفهم أجمع ، وفيه ما فيه.

هذا ، وقد ذكره الشهيد طاب ثراه في إجازته فقال : وعن ابن نما والسيّد فخار مصنّفات الإمام العلاّمة شيخ العلماء رئيس المذهب فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريسرضي‌الله‌عنه إلى آخره(٤) .

__________________

(١) الظاهر أنّ نظره من قوله : ومرّ في المقدّمة. إلى آخره ، إلى أنّ ذكر الشيخ أحدا في الفهرست وكذا ابن شهرآشوب من غير قدح وإلى إشارة إلى مخالفة في المذهب فهو دليل على كونه إماميّا عندهما.

(٢) في نسخة « ش » : بالعلوم.

(٣) رجال ابن داود : ٢٦٩ / ٤٢٦ ذكره في قسم الضعفاء مع زيادة ، كما سينبّه عليه المصنّف.

(٤) البحار : ١٠٧ / ١٩٧.

٣٤٦

وفي إجازة الشهيد الثاني : ومرويّات الشيخ الإمام العلاّمة فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس العجلي(١) .

وفي إجازة المحقّق الثانيرحمه‌الله : ومنها جميع مصنّفات ومرويات الشيخ الإمام السعيد المحقّق حبر العلماء والفقهاء فخر الملّة والحقّ والدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي الربعي برد الله مضجعه وشكر له سعيه إلى آخره(٢) .

وقال شيخنا يوسف البحراني في إجازته الكبيرة عند ذكره : وهذا الشيخ كان فقيها أصوليا بحتا ومجتهدا صرفا. وقال بعد أسطر : والتحقيق أنّ فضل الرجل المذكور وعلوّ منزلته في هذه الطائفة ممّا لا ينكر ، وغلطه في مسألة من مسائل الفن لا يستلزم الطعن عليه(٣) ، انتهى.

ثمّ إنّه ممّا اشتهر في هذه الأزمنة أنّهقدس‌سره توفّي شابا لم يبلغ خمسا وعشرين سنة ، وربما يقولون : إنّه طاب ثراه لإساءته الأدب في عبائره بالنسبة إلى شيخ الطائفةقدس‌سره بتر عمره(٤) .

__________________

(١) البحار : ١٠٨ / ١٥٨.

(٢) البحار : ١٠٨ / ٧٣.

(٣) لؤلؤة : ٢٧٦ / ٩٧.

(٤) الظاهر من كلام ابن إدريس المذكور في السرائر هو تعظيمه لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي دون العكس فقال في المقدّمة : ١ / ٥٢ في طعن المتمسكين بأخبار الآحاد : فقد قال الشيخ السعيد الصدوق أبو جعفر الطوسيرضي‌الله‌عنه وتغمده الله برحمته.

ومنها ما قاله في باب صلاة الجمعة من السرائر : ١ / ٢٩٦ بعد نقله لكلام السيّد المرتضى حكاية عن الشيخ الطوسي : لم أجد للسيّد المرتضى تصنيفا ولا مسطورا بما حكاه شيخنا عنه. إلى أن قال : ولعلّ شيخنا أبو جعفر سمعه من المرتضى في الدرس وعرفه منه مشافهة دون المسطور ، وهذا هو العذر البيّن ، فإنّ الشيخ ما يحكي بحمد الله تعالى إلاّ الحقّ اليقين ، فإنّه أجلّ قدرا وأكثر ديانة من أن يحكي عنه ما لم يسمعه ويحقّقه منه.

وقال أيضا في قسم المستطرفات من الكتاب المذكور : ٣ / ٦٠ : ومن ذلك ما استطرفناه من كتاب نوادر المصنّف. إلى أن قال : وهذا الكتاب بخطّ شيخنا أبي جعفر الطوسي رحمه‌الله مصنّف كتاب النهاية ، فنقلت هذه الأحاديث من خطّه [ رحمه‌الله ] في الكتاب المشار إليه.

وقال أيضا في صفحة : ٦٢٨ : ومن ذلك ما استطرفناه

٣٤٧

والذي رأيته في البحار من خطّ الشهيدرحمه‌الله هكذا : قال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمّد بن إدريس الإمامي العجليرحمه‌الله : بلغت الحلم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وتوفّي إلى رحمة الله ورضوانه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة(١) ، انتهى. وعلى هذا يكون عمره خمسا وثلاثين سنة.

بل في الرسالة المشهورة للكفعميرحمه‌الله في وفيات العلماء رضي الله عنهم بعد ذكر تاريخ بلوغه كما ذكر قال : وجد بخطّ ولده صالح : توفّي والدي محمّد بن إدريسرحمه‌الله يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، فيكون عمره تقريبا خمسة وخمسين سنة ، انتهى فتتبّع.

٢٤٨٠ ـ محمّد بن أرومة القمّي :

ضا (٢) . ويأتي ابن أورمة.

٢٤٨١ ـ محمّد بن إسحاق :

من رجال العامّة ،صه مع ابن المنكدر(٣) .

وفيكش مع جماعة ثمّ قال : وهؤلاء من رجال العامّة ، إلاّ أنّ لهم ميلا ومحبّة شديدة(٤) .

__________________

من كتاب تهذيب الأحكام تصنيف شيخنا أبي جعفر الطوسي ;.

(١) البحار : ١٠٧ / ١٩ ، فائدة ٣.

(٢) رجال الشيخ : ٣٩٢ / ٧٥ ، وفيه : ابن أورمة.

(٣) الخلاصة : ٢٥٤ / ٣٨.

(٤) رجال الكشّي : ٣٩٠ / ٧٣٣.

٣٤٨

٢٤٨٢ ـ محمّد بن إسحاق :

صاحب المغازي ، هو ابن إسحاق بن يسار ،تعق (١) .

٢٤٨٣ ـ محمّد بن إسحاق :

ظم (٢) . وزادضا : ابن عمّار الصيرفي(٣) .

وزادصه قبل الصيرفي : ابن حيّان التغلبي ، وبعده : ثقة عين روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قاله جش. وقال أبو جعفر بن بابويه : إنّه واقفي. فأنا في روايته من المتوقّفين(٤) .

وزادجش عمّا نقله : له كتاب كثير الرواية ، محمّد بن بكر بن جناح عنه به(٥) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد(٦) ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه.

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. إلى آخره(٧) .

ثمّ فيه : له كتاب بهذا الإسناد ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ،

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٢.

(٢) رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٣٠.

(٣) رجال الشيخ : ٣٨٨ / ٢٣ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٤) الخلاصة : ١٥٨ / ١٢٣.

(٥) رجال النجاشي : ٣٦١ / ٩٦٨ ، وفيه بدل كثير الرواية : كثير الرواة.

(٦) في نسخة « ش » زيادة : الأوّل.

(٧) ورد هذا الطريق في الفهرست إلى كتاب محمّد بن مارد ، أمّا محمّد بن إسحاق فالطريق إليه كما يلي : رويناه بهذا الإسناد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عنه. والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة. إلى آخره. الفهرست : ١٤٨ / ٦٣٦ و ٦٤٣.

٣٤٩

عنه(١) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل. إلى آخره(٢) .

وفي الإرشاد : إنّه من خاصّته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته(٣) .

وفيتعق : في الكافي روى عنه النصّ على الرضاعليه‌السلام عن أبيهعليه‌السلام (٤) ، وهذا مع ظاهرجش وصريح المفيد ، وروايته عن الرضاعليه‌السلام (٥) يدلّ على عدم كونه واقفيّا.

وفي كتاب المكاسب من التهذيب : عن إسحاق بن عمّار قال : دخلت على الصادقعليه‌السلام فخبّرته أنّه ولد لي غلام ، فقال : ألا سمّيته محمّدا ،قلت : قد فعلت ، قال : فلا تضربه(٦) ولا تشتمه جعله الله قرّة عين لك في حياتك وخلف صدق(٧) بعدك(٨) .

هذا ، وفي العيون عن أبي مسروق قال : دخل على الرضاعليه‌السلام جماعة من الواقفية(٩) منهم محمّد(١٠) ابن أبي حمزة البطائني ومحمّد بن‌

__________________

(١) الفهرست : ١٥٣ / ٦٧٧.

(٢) الفهرست : ١٥١ / ٦٦٠.

(٣) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

(٤) الكافي ١ : ٢٤٩ / ٤.

(٥) التهذيب ٧ : ٥٣ / ٢٢٨.

(٦) في المصدر : فلا تضرب محمّدا.

(٧) في المصدر زيادة : من.

(٨) التهذيب ٦ : ٣٦١ / ١٠٣٧.

(٩) في المصدر : الواقفة.

(١٠) في المصدر : علي.

٣٥٠

إسحاق بن عمّار والحسين بن مهران. الحديث(١) ، فتأمّل(٢) .

أقول : ظاهر الشيخرحمه‌الله أيضا فيست وكذاب حيث ذكره وقال : له كتاب(٣) ، ولم يتعرّض للوقف عدم الوقف أيضا. ولم يتعرّض أيّده الله لدفع ما نقله عن العيون ، ولا يبعد أن يكون حكم الصدوقرحمه‌الله بوقفه لذلك ، ولا يخفى أنّ في سنده جهالة تمنع عن الركون إليه ، فلاحظ باب دلالات الرضاعليه‌السلام ، وما ذكره عن التهذيب سنده معتبر بل صحيح ، ودعاؤهعليه‌السلام بجعل الله إيّاه خلف صدق لأبيه يستلزم ملازمته لطريقة الحقّ ، مضافا إلى ما مرّ من شهادة العدول بوثاقته.

فما في الوجيزة من أنّه ثقة غير إمامي(٤) لا يخلو من شي‌ء.

وفيمشكا : ابن إسحاق بن عمّار الثقة ، عنه محمّد بن بكر بن جناح ، والحسن بن محبوب ، والقاسم بن إسماعيل(٥) .

٢٤٨٤ ـ محمّد بن إسحاق :

أبي يعقوب النديم ، يكنّى أبا الفرج ، مضى في بندار بن محمّد وغيره من التراجم معروفيته ونباهة شأنه وأنّه صاحب فهرست(٦) ، ويأتي أيضا في محمّد بن الحسن بن زياد(٧) وغيره ، ويأتي في الكنى.

وفي النقد : هو المشهور بابن النديم كما يظهر من آخرست عند‌

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢١٣ / ٢٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٢.

(٣) معالم العلماء : ١٠٩ / ٧٣٩.

(٤) الوجيزة : ٢٩٣ / ١٥٦٩.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٢٧.

(٦) انظر رجال النجاشي : ١١٤ / ٢٩٤ والفهرست : ٦٨ / ٢٨٣ ترجمة داود بن أبي زيد.

(٧) عن الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٧.

٣٥١

ترجمة أبي الحسين بن معمر(١) وغيره(٢) ، انتهى(٣) ،تعق (٤) .

٢٤٨٥ ـ محمّد بن إسحاق القمّي :

ج (٥) . وفيتعق : ذكر الصدوق أنّ من وكلاء الصاحبعليه‌السلام الّذين رأوه ووقفوا على معجزته من أهل قم محمّد بن(٦) إسحاق بن يعقوب(٧) .

وفي النقد كما في الكتاب ، وزاد : محمّد بن إسحاق القمّي ، روى عنه أحمد بن أبي عبد الله ، لم ، ويحتمل أن يكونا واحدا(٨) ، انتهى. وظهور الاتّحاد غير خفي(٩) .

أقول : ما ذكره الصدوق مرّ في المقدّمة الثانية(١٠) ومرّ أنّه من غير الوكلاء ، مع أنّ في كونه المذكور في ج تأمّل ، فتأمّل.

وما نقله سلّمه الله عن النقد عن لم فقد ذكره النقد عن د(١١) ثمّ احتمل الاتّحاد ، ولم أجده في نسختي من د ولا ذكر له في لم أصلا ، نعم فيه :

__________________

(١) الفهرست : ١٨٩ / ٨٦٩.

(٢) كما في ترجمة أبي خالد الواسطي وأبي عبد الله الحسني ، الفهرست : ١٨٩ / ٨٦٨ و ٨٧٠.

(٣) نقد الرجال : ٢٩٢ / ١١٨.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨١.

(٥) لم يرد له ذكر في نسختنا من رجال الشيخ ، نعم ذكره القهبائي في مجمع الرجال : ٥ / ١٤٨ نقلا عنه.

(٦) محمّد بن ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) كمال الدين : ٤٤٢ / ١٦ ، وفيه أنّه من غير الوكلاء ، وسينبّه عليه المصنّف.

(٨) نقد الرجال : ٢٩٢ / ١١٧.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٢.

(١٠) في نسخة « م » : الأولى.

(١١) في نسختنا من النقد ذكر ذلك عن لم كما نقل الوحيد.

٣٥٢

محمّد بن أبي إسحاق القمّي(١) . وقد مرّ.

٢٤٨٦ ـ محمّد بن إسحاق المدني :

صاحب السير ، من أصحاب الباقرعليه‌السلام ، عامّي ،صه (٢) ، قر(٣) . والظاهر أنّه المذكور عنصه وكش (٤) .

وفيتعق : مرّ عنشه في عبد السلام أنّه شيعي(٥) ، فلاحظ. والظاهر اتحاده مع صاحب المغازي الآتي.

وفي الوجيزة : ضعيف ، وقيل : ممدوح(٦) (٧) .

أقول : واحتمل الاتحاد في النقد(٨) ، وحكم به في الوسيط(٩) .

٢٤٨٧ ـ محمّد بن إسحاق الهاشمي :

مولاهم المدني قدم الكوفة ،ق (١٠) . وكأنّه صاحب السير.

وفيتعق : بعيد(١١) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٥١٣ / ١٢٢ ، وفيه : محمّد بن إسحاق القمّي.

(٢) الخلاصة : ٢٥٠ / ٣.

(٣) رجال الشيخ : ١٣٥ / ٦.

(٤) الخلاصة : ٢٥٤ / ٣٨ ، رجال الكشّي : ٣٩٠ / ٧٣٣ ، وفيهما : محمّد بن إسحاق من رجال العامّة.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥٦ ، ترجمة عبد السلام بن صالح الهروي.

(٦) الوجيزة : ٢٩٢ / ١٥٦٧.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٢.

(٨) نقد الرجال : ٢٩٢ / ١١١.

(٩) الوسيط : ٢٠٤ ، قال بعد نقله كلام الخلاصة : ورجال الشيخ : الظاهر أنّه ابن إسحاق المذكور أوّلا الّذي قال فيه كش : من رجال العامّة إلاّ أنّ له ميلا ومحبّة شديدة. وقد قيل أيضا إنّه ابن إسحاق بن يسار المدني ، وهو كذلك. ويحتمل اتّحاده مع الهاشمي أيضا.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٢٩.

(١١) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

٣٥٣

٢٤٨٨ ـ محمّد بن إسحاق بن يسار :

المدني ، مولى فاطمة بنت عتبة ، أسند عنه ، يكنّى أبا بكر ، صاحب المغازي ، من سبي عين التمر ، وهو أوّل سبي دخل المدينة ، وقيل : كنيته أبو عبد الله ، روى عنهما(١) ، مات سنة إحدى وخمسين ومائة ،ق (٢) .

وفيقب : أبو بكر المطلبي مولاهم المدني ، نزيل العراق ، إمام المغازي ، صدوق يدلّس ، ورمي بالتشيّع والقدر ، من صغار الخامسة(٣) .

وفيتعق : ما في الكنى أبو عبد الله المغازي عندي (٤) ، فهو غير هذا(٥) .

٢٤٨٩ ـ محمّد بن أسلم الطبري :

الجبلي ، أبو جعفر ، أصله كوفي ، كان يتّجر إلى طبرستان ، يقال إنّه كان غاليا فاسد الحديث ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، محمّد بن علي عنه بكتابه ،جش (٦) .

وزادصه بعد الجبلي : بالباء الموحّدة قبل اللام ، وغض جعل الباء بعد اللام(٧) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد(٨) والحميري ومحمّد بن‌

__________________

(١) في المصدر زيادة :٨ .

(٢) رجال الشيخ : ٢٨١ / ٢٢.

(٣) تقريب التهذيب ٢ : ١٤٤ / ٤٠.

(٤) رجال الشيخ : ٤٢٦ / ٢.

(٥) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٦) رجال النجاشي : ٣٦٨ / ٩٩٩.

(٧) الخلاصة : ٢٥٥ / ٥١.

(٨) في نسخة « م » : سعيد.

٣٥٤

يحيى وأحمد بن إدريس ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه(١) .

وفي قر : محمّد بن أسلم الجبلي(٢) . وزادضا : الطبري أصله كوفي(٣) .

ولا يبعد أن يكون ذكره في قر من اشتباه أبي جعفر الثاني بالأوّل.

وفيتعق : الجبلي أي من بلاد الجبل(٤) ، وهي من بغداد إلى أذربيجان(٥) ، والطبري أي من طبرستان ، وهي بلاد جيلان ومازندران(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن أسلم الجبلي ، عنه محمّد بن علي ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(٨) .

٢٤٩٠ ـ محمّد بن أسلم بن العلاء :

الخارقي الهمداني الكوفي ، أسند عنه ،ق (٩) .

٢٤٩١ ـ محمّد بن إسماعيل :

مؤلّف هذا الكتاب ، كنيته أبو علي ، يأتي إن شاء الله في الكنى.

__________________

(١) الفهرست : ١٣٠ / ٥٨٦.

(٢) رجال الشيخ : ١٣٦ / ٣٢.

(٣) رجال الشيخ : ٣٨٧ / ١٤.

(٤) في نسخة « ش » : جبل.

(٥) القاموس المحيط : ٣ / ٣٤٤.

(٦) معجم البلدان : ٤ / ١٣.

(٧) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٢٧.

(٩) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٣١ ، وفيه بعد ابن العلاء زيادة : أبو العلاء.

٣٥٥

٢٤٩٢ ـ محمّد بن إسماعيل :

يكنّى أبا الحسن ، نيسابوري ، يدعى بندفر(١) ، لم(٢) .

وفيتعق : قال المحقّق الداماد : هو أحد أشياخ الكليني ، وهو الذي يروي عن الفضل ويروي عنه الكليني ، وقد حقّقنا حاله وصحّة الحديث من جهته في الرواشح(٣) وفي حواشينا على الاستبصار وفي مواضع عديدة(٤) .

أقول : الذي استقرّ عليه رأي الكلّ في أمثال زماننا أنّه الواسطة بينهما كما ذكره ، ويشير إليه المصنّف في الخاتمة(٥) ، ومرّ في الفضل ما يومئ إليه ، وأيضاكش كثيرا ما يروي عنه بغير واسطة وهو عن الفضل(٦) كالكليني ، ومرتبتهما واحدة ، ويروي عنه مصرّحا بنيسابوريّته(٧) ، ويومئ إليه كونه نيسابوريا ، وربما قيل : إنّه تلميذه.

وتوهّم بعض كونه ابن بزيع(٨) ، لأنّ الإطلاق ينصرف إليه ووجود التصريح به في بعض الاسناد ، وهو فاسد لما مرّ في ترجمة الفضل أنّه يروي عن ابن بزيع(٩) ، والظاهر منها كونه من مشايخه ـ وهو الحقّ بشهادة التتبّع وملاحظة الطبقة وترجمة ابن بزيع ـ فكيف يكون الراوي عن الفضل سيّما‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : بندفرو.

(٢) رجال الشيخ : ٤٩٦ / ٣٠.

(٣) الرواشح السماويّة : ٧٠ الراشحة التاسعة عشر.

(٤) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : ١ / ٣٨.

(٥) منهج المقال : ٤٠١ الفائدة الثالثة.

(٦) رجال الكشّي : ٨ / ١٧ و ١٨ ، ٢٠٢ / ٣٥٦.

(٧) رجال الكشّي : ٥٣٢ / ١٠١٦ ، ٥٣٨ / ١٠٢٤.

(٨) انظر رجال ابن داود : ٣٠٦ تنبيه رقم ١.

(٩) نقلا عن رجال الكشّي : ٥٤٣ / ١٠٢٩.

٣٥٦

بتلك الكثرة؟! مع أنّ درك الكليني إيّاه مقطوع بفساده لما ذكر في ترجمته(١) ، وروىكش عن العطّار الذي هو شيخ الكليني عن محمّد بن أحمد أنّه زار قبره(٢) ، وصرّح في المنتقى أنّه توفّي في زمن الجوادعليه‌السلام (٣) ، مع أنّ الكليني يروي عنه بواسطتين أو أكثر كما هو الملاحظ(٤) ، وكون روايته عنه من باب التعليق مع إكثاره هذا الإكثار ، وعدم وجود موضع يظهر منه كونه ابن بزيع ، وعدم وجدان الواسطة أصلا ، وعدم ذكره إيّاها في موضع مع أنّ ديدنه في التعليق الذكر ، فيه ما فيه ، مع أنّ غيره أيضا لم يشر إليها ، والكشّي أيضا ديدنه الرواية عنه بلا واسطة ولم يوجد منه غيره.

وفي المعراج أنّ الصدوق في كتاب التوحيد في باب أنّه عزّ وجلّ لا يعرف إلاّ به روى هكذا : حدّثنا علي بن أحمد الدقّاق قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل عن الفضل(٥) ، وهذا يدلّ دلالة قاطعة على سماعه منه ولقائه إيّاه ، انتهى.

وأمّا التصريح بابن بزيع في بعض الاسناد فقد قال المحقّق الشيخ محمّد : وجدت كلاما لبعض المتأخّرين وهو أنّ محمّد بن إسماعيل هذا ابن بزيع ، وقد صرّح به في التهذيب.

وأمّا نظر ابن داود في لقاء الكليني له فهو جيّد لكن طريق(٦) الرواية لا‌

__________________

(١) حيث إنّه من أصحاب الإمام الكاظم والرضا٨ وبقي إلى زمان الجوادعليه‌السلام .

(٢) رجال الكشّي : ٥٦٤ / ١٠٦٦.

(٣) منتقى الجمان : ١ / ٤٤ الفائدة الثانية عشر.

(٤) الكافي ٣ : ٥ / ١ و ٢ ، ٣٢٠ / ٥ و ٥ : ٣٩٤ / ٩ ، ٤٦٩ / ٨.

(٥) التوحيد : ٢٨٥ / ١.

(٦) في نسخة « م » شطب على كلمة « طريق » وورد مكانها : الاستدلال به على الإرسال وعدم الصحّة استدلال بنفي الخاص على نفي العام فأنّ طريق التحمل و.

٣٥٧

ينحصر في الملاقاة ( حتّى يلزم الإرسال وعدم الصحّة(١) (٢) ، فلا يعدل عن ظاهر الكليني فإنّه يروي عنه أكثر من أن يعد ويبعد عن العدل مثله ، وفي(٣) صورة الإرسال وهو معدود من التدليس لا يكاد يظنّ بمثله ، انتهى.

واعترض(٤) بأنّ ما ذكره من تصريح التهذيب لم أقف عليه. والذي فهمته من الوالدرحمه‌الله أنّه سهو من قلم الشيخرحمه‌الله ، لأنّ ابن شاذان يروي عنه لا العكس ، نعم في الروضة التصريح بابن بزيع ، والوالدرحمه‌الله قال : إنّه وهم من الناسخ ، لأنّ صورة السند : محمّد بن يعقوب عن علي ابن إبراهيم عن أبيه عن علي بن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن محمّد بن سنان. الحديث(٥) ، وعطف محمّد بن إسماعيل على ابن فضّال له قرب إلى آخره.

ولا يخفى أن الأمر كما ذكرهرحمه‌الله بلا شبهة.

وربما توهّم كونه البرمكي ، ولا يخفى ما فيه أيضا لما ذكرنا ، ولأنّ(٦) الكليني يروي عنه بواسطة محمّد بن جعفر الأسدي(٧) ، وكش الذي في طبقة الكليني يروي عنه بواسطة حمدويه وإبراهيم ويعبّر عنه بمحمّد بن إسماعيل‌

__________________

(١) وذلك لأنّ ابن داود هكذا ذكر : إذا وردت رواية عن محمّد بن يعقوب عن محمّد بن إسماعيل بلا واسطة ففي صحّتها قول : لأنّ في لقائه له إشكالا ، فتقف الرواية لجهالة الواسطة بينهما ، رجال ابن داود : ٣٠٦.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م » وورد بدله كلمة « وحينئذ ».

(٣) في نسخة « م » : في.

(٤) في نسخة « ش » والتعليقة : فاعترض.

(٥) الكافي ٨ : ٢ / ١.

(٦) في نسخة « م » والتعليقة : لأنّ.

(٧) الكافي ١ : ٦١ / ٣ باب إثبات المحدث.

٣٥٨

الرازي(١) .

وقال الكليني في باب إثبات المحدث : حدّثني محمّد بن جعفر الأسدي عن محمّد بن إسماعيل البرمكي الرازي(٢) .

واحتمال كونه البلخي والصيمري أيضا بعيد بشهادة الطبقة ، لأنّهمادي (٣) .

وممّا ذكر ظهر ما في تأييد الفاضل التستري كونه ابن بزيع بأنّه في مرتبة الفضل لأنّ إبراهيم بن هاشم روى عنهما بلا واسطة ، قال : وذكرجش في ترجمة ابن بزيع أنّه أدرك الجوادعليه‌السلام (٤) ، وقال في الفضل : إنّه يروي عن الجوادعليه‌السلام (٥) ، ولا(٦) يبعد اجتماعهما ورواية أحدهما عن الآخر ، مع أنّجش نقل عن ابن عقدة أنّ ابن بزيع سمع منصور بن يونس ويونس بن عبد الرحمن وحمّاد بن عيسى وهذه الطبقة كلّها(٧) ، وممّا ذكرنا ظهر أنّ الفضل في هذه الطبقة ، انتهى.

ولا يخفى على المتتبّع المتأمّل أنّ الفضل ليس في الطبقة التي أرادها جش.

وبالجملة : الظاهر أنّه النيسابوري كما ذكرنا.

وأمّا حاله فالمشهور صحّة حديثه كما اختاره الدامادرحمه‌الله ، وفي‌

__________________

(١) رجال الكشي : ٣ / ٤ و ٣١٢ / ٥٦٤.

(٢) الكافي ١ : ٦١ / ٣.

(٣) رجال الشيخ : ٤٢٤ / ٣٣ و ٣٦.

(٤) رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ نقل ذلك عن محمّد بن عمر الكشّي.

(٥) رجال النجاشي : ٣٠٦ / ٨٤٠.

(٦) في نسخة « ش » : فلا.

(٧) رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣.

٣٥٩

المنتقى : عليه جماعة من الأصحاب أوّلهم العلاّمةرحمه‌الله (١) ، انتهى.

وربما يعدّ من الحسان ، لعدم التوثيق وإكثار الكليني من الرواية عنه وكون رواياته متلقّاة بالقبول ، إلى غير ذلك ممّا مرّ في الفوائد وهو فيه ، وكذا اعتمادكش عليه ، وفي علي بن محمّد القتيبي عنجش : فاضل عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في كتابه الرجال(٢) ، فتدبّر.

بل ربما يظهر كونه من مشايخ الكليني والكشّي وتلميذ الفضل بن شاذان كما أشير إليه(٣) .

وممّا ذكر ظهر ضعف عدّه من المجهول كما زعمه بعض(٤) ، بل الظاهر صحّة حديثه لما مرّ في الفوائد.

وقال الشيخ محمّد : لا أرى فرقا بين روايته ورواية أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ونظائره ، إذ شيخيّة الإجازة وتصحيح العلاّمة مشتركان بينه‌

__________________

(١) منتقى الجمان : ١ / ٤٥.

(٢) رجال النجاشي : ٢٥٩ / ٦٧٨.

(٣) قال المقدّس الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان : ١١ / ٣٨٠ بعد نقله رواية عن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا مات الرجل فلأكبر ولده : سيفه ومصحفه وخاتمه ودرعه. وفي صحّتها إشكال من جهة توقفها على توثيق محمّد بن إسماعيل الّذي ينقل عنه محمّد بن يعقوب وينقل هو عن الفضل بن شاذان ، لأنّه إن كان ابن بزيع الثقة ففي ملاقاته بعد ، وإن كان غيره فغير ظاهر ، ولكن صرّحوا بصحّة مثل هذا الخبر ، وهو كثير جدّا ، وبخصوص هذه أيضا من غير توقّف ، فتأمّل.

(٤) قال العلاّمة المجلسي في الوجيزة : ٢٩٣ / ١٥٧٥ : محمّد بن إسماعيل البندقي النيشابوري مجهول ، وهذا هو الّذي يروي الكليني عن الفضل بن شاذان بتوسّطه ، واشتبه على القوم وظنّوه ابن بزيع ، ولا يضرّ جهالته لكونه من مشايخ الإجازة.

وقال الماحوزي في بلغة المحدّثين : ٤٠٤ : وأمّا محمّد بن إسماعيل الّذي يروي عن الفضل بن شاذان ويروي عنه محمّد بن يعقوب فهو البندقي : مجهول ، إلاّ أنّ الظاهر جلالته ، لكونه من مشايخ الإجازة.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423