منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 249041 / تحميل: 5014
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

٢ ـ روى الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله قال : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا تبدأوا اهل الكتاب بالتسليم ، وإذا سلموا عليكم فقولوا : وعليكم »(١) .

٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : « سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن اليهودي ، والنصراني ، والمشرك إذا سلموا على الرجل وهو جالس ، كيف ينبغي أن يرد عليهم : فقال : يقول : عليكم »(٢) .

٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن بريد بن معاوية ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلم عليك اليهودي والنصراني والمشرك فقل : عليك »(٣) .

هذه الروايات الصحيحة صريحة في الاقتصار على « عليك أو عليكم » في الأجابة على تسليم أهل الكتاب. وأما الابتداء به فمنهي كما يأتي في السلام المنهي. ومعنى ذلك أن الذي يضمره اليهودي أو غيره من سوء هو عليه دون غيره من الناس.

وقد تقدم كيفية السلام على المشرك بأن يقول : « السلام على من اتبع الهدى »(٤) وذكرنا هناك أن السلام دعاء السلامة للمسلم عليه ولا ينفع الكافر ، بل والدعاء له لكونه كافراً كفر ، نعم ربما انتفع به إذا كان موضعاُ للأنتفاع ، وقد سبق استغفار إبراهيمعليه‌السلام لآزر الذي حكاه الله بقوله تعالى :( ولما تبين أنه عدو لله تبرَّأ منه ) (٥) .

__________________

١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٨ ـ ٦٤٩ ، الحديث ٢. في هامشه : في جميع النسخ بإثبات الواو ، يعني علينا السلام وعليكم ما تستحقون.

٢ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٩.

٣ ـ المصدر نفسه.

٤ ـ المصدر نفسه وتقدم عقيب ٢٠ ـ الحديث من أحاديث ( ٧ ـ أدب السلام ).

٥ ـ التوبة : ١١٤.

ولكن في صادقي : « تقول في الرد على اليهودي والنصراني سلام » أصول الكافي ٢ | ٦٥٠

١٤١

ولبعض حول التسليم لأهل الكتاب كلام وهو : كان اليهود يسلمون على النبي ، صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم ، فيردعليهم‌السلام حتى كان من بعض سفهائهم تحريف السلام بلفظ ( السام ) ، أي الموت ، فكان النبي ، صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم ، يجيبهم بقوله : « وعليكم » وسمعت عائشة واحداً منهم يقول له : السام عليك. فقالت له وعليك السام واللعنة ، فانتهرها النبي عليه الصلاة والسلام مبيناً لها أن المسلم لا يكون فاحشاً ، ولا سباباً ، وأن الموت علينا وعليهم.

وروي عن بعض الصحابة كابن عباس أنهم كانوا يقولون للذمي : السلام عليك. وعن الشعبي عن أئمة السلف أنه قال لنصراني سلم عليه : وعليك السلام ورحمة الله تعالى. فقيل له في ذلك ؛ فقال : « أليس في رحمة يعيش » وفي حديث البخاري : الأمر بالسلام على من تعرف ومن لا تعرف. وروى ابن المنذر عن الحسن أنه قال :( فحيوا بأحسن منها ) للمسلمين ،( أو ردوها ) لأهل الكتاب. وعليه يقال للكتابي ورد السلام عين ما يقوله ، وإن كان فيه ذكر الرحمة.

هذه لمعة مما روي عن السلف ، ثم جاء الخلف فاختلفوا في السلام على غير المسلم ، فقال كثيرون : إنهم لا يبدأون بالسلام لحديث ورد في ذلك ؛ وحملوا ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما على الحاجة ، أي لا يسلم عليهم ابتداء إلا لحاجة. وأما الرد فقال بعض الفقهاء : إنه واجب كرد السلام ، وقال بعضهم : سنة.

أما ما ورد من حق المسلم على المسلم فلا ينافي حق غيره ، فالسلام حق عام ، ويراد به أمران : مطلق التحية ، وتأمين من تسلم عليه من الغدر والإيذاء ، وكل ما يسيء. وقد روى الطبراني(١) والبيهقي من حديث أبي

__________________

وفي هامشه أي : علينا أو على من يستحقه.

أقول : السلام كاللعنة يطلب أهله كائناً من كان.

١ ـ هو أبو القاسم سليمان بن أحمد أحد حفاظ أهل السنة ، رحل في طلب الحديث من الشام إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، ومصر وغيرها ، وسمع الكثير ، وعدد شيوخه ألف شيخ ، ويقال : له مسند الدنيا ، يروي عنه أبو نعيم الأصبهاني ، وله مصنفات أشهرها المعاجم

١٤٢

أمامة : « إن الله تعالى جعل السلام تحية لأمتنا وأماناً لأهل ذمتنا »

وأكثر الأحاديث التي وردت في السلام عامة ، وذكر في بعضها « المسلم » ، أما جعل تحية الإسلام عامة فعندي أن ذلك مطلوب ، وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن اليهود كانوا يسلمون على المسلمين فيردون عليهم ، فكان من تحريفهم ما كان سبباً لأمر النبي ، صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم ، بأمر المسلمين أن يردوا عليهم بلفظ « وعليكم » ، حتى لا يكونوا مخدوعين للمحرفين. ومن مقتضى القواعد أن الشيء يزول بزوال سببه.

ولم يرد أن أحداً من الصحابة نهى اليهود عن السلام ، لأنهم لم يكونوا ليحظروا على الناس آداب الإسلام ، ولكن خلف من بعدهم خلف أرادوا أن يمنعوا غير المسلم من كل شيء يعمله المسلم ، حتى من النظر في القرآن ، وقراءته الكتب المشتملة على آياته ، وظنوا أن هذا تعظيم للدين. ـ إلى أن قال القائل : ـ هذا ما أفتينا به منذ بعض سنين ، وحديث عائشة المشار إليه في الفتوى رواه الشيخان في صحيحيهما ، ورويا عن أبي هريرة عدم ابتدئنا إياهم بالسلام ، ولعل ذلك كان لأسباب خاصة اقتضاها ما كان بينهم وبين المسلمين من الحروب ، وكانوا هم المعتدين فيها. روى أحمد عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم : « إني راكب غداً إلى يهود فلا تبدأوهم بالسلام ، وإذا سلموا عليكم فقولوا : وعليكم » فيظهر هنا أنه نهى أن يبدأوهم بالسلام ، لأن السلام تأمين ، وما كان يحب أن يأمنهم وهو غير أمين منهم ، لما تكرر من غدرهم ونكثهم للعهد معه ، فكان ترك السلام عليهم تخويفاً لهم ليكونوا أقرب إلى المواتاة(١) .

أقـول : وليس قوله هذا إلا اجتهاداً في مقابل النص الصحيح الصريح من منع الابتداء بالسلام على أهل الكتاب.

__________________

الثلاثة وهي أشهر كتبه ، مولده بطبرية الشام سنة ٢٦٠ ـ أي عام وفاة الإمام أبي محمد العسكريعليه‌السلام ـ وسكن أصبهان إلى أن توفي بها في قع سنة ٣٦٠ الكنى والألقاب ٢ | ٤٤٣.

فعمر مئة سنة وشيوخه ألف ، ومن ثم قيل فيه مسند الدنيا.

١ ـ تفسير المنار ٥ | ٣١٢ ـ ٣١٦.

١٤٣

الناحـية الثـانيـة :

إبلاغ المتحمل للسلام إلى المبلغ له هو من الأمانات التي يجب أداؤها إلى أهلها بعد القبول ، وأنّه وديعة كما في حديث سلمان (١). والمبلغ الرسول الذي على عاتقه الرسالة ، فإن لم يفعل فما بلّغ رسالته ، وقيل : كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسلّم بنفسه على من يواجهه ، ويحمّل السلام لمن يريد السلام عليه من الغائبين عنه ، ويتحمل السلام لمن يبلغه إليه ، وإذا بلّغه أحد السلام عن غيره يردّ عليه وعلى المبلّغ به(٢) .

ونذكر عدداً من احاديث الإبلاغ :

الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال « بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم على جبل من جبال تهامة والمسلمون حوله ، إذ أقبل شيخ وبيده عصاً ، فنظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : مشية الجنّ ونغمتهم وعجبهم ، فأتى فسلّم فردّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فقال له : من أنت؟ فقال : أنا هامة بن الهيم بن لا قيس بن إبليس ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سبحان الله سبحان الله ، ما بينك وبين إبليس إلا أبوان! قال : لا ، قال : كم أتى عليك؟ قال : أكلت الدنيا عمرها إلا القليل ، قال : على ذلك؟ قال : كنت ابن أعوام ، أفهم الكلام ، وآمر بإفساد الطعام الأرحام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بئس العمر والله عمل الشيخ المثلوم(٣) أو المتوسّم. قال : زدني من التعداد ، إنّي ملّيت ممّن شرك في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم ، وكنت مع نوح في مسجده فيمن آمن به ، وعاتبته على دعوته عليهم ، فلم أزل أعاتبه حتى بكى وأبكاني ، وقال : إنّي من النادمين ، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، فقلت : يا نوح إنّني ممّن شرك في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم ، هل تدري

____________

١ ـ أمالي الشيخ الطوسي ١ | ٣٥٦ ـ ٣٥٧.

٢ ـ تفسير المنار ٥ | ٣١٦.

٣ ـ من الثلمة : الانصداع صفة كل من شاخ وكبر.

١٤٤

عند ربّك من التوبة؟ قال : نعم ، يا هام همّ بخير وافعله قبل الحسرة والندامة ، إنّي وجدت فيما أنزل الله تعالى عليّ : ليس من عبد عمل ذنباّ كائناّ ما كان ، وبالغاّ ما بلغ ، ثم تاب ، إلا تاب الله تعالى عليه فقم الساعة فاغتسل وخرّ لله ساجداً ، ففعلت ما أمرني إذ نادى مناد من السماء : ارفع رأسك قبلت توبتك ، فخررت لله ساجداً حولاً. وكنت مع هود في مسجده ، ومن آمن به من قومه ، وعاتبته على دعوته عليهم ، وكنت زوّاراً ليعقوب بن إسحق بن إبراهيم ، وكنت من يوسف بالمكان الأمين ، وكنت ألقى إلياس في أودية الرّمال وأنا ألقاه الآن ، ولقيت موسى بن عمران فقال لي : إذا لقيت عيسى بن مريم فاقرأه السلام. فلقيت عيسى بن مريم فأقرأته السلام ، فقال لي عيسى بن مريم : إذا لقيت محمداً فاقرأه السلام ، فقد أقرأتك يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عيسى بن مريم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سبحان الله! صلى الله على عيسى ما دامت الدنيا دنيا وسلم(١) يا هام ما أديت الأمانة. فقال هام : هنيئا لك يا رسول الله ، سمعت الأمم السالفة يصلّون عليك ، ويثنون على أمّتك ، فعلّمني يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : وما أعلمك؟ قال : علّمني التورية ، فعلّمه رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، عم يتساءلون ، والنازعات ، والواقعة ، وقال له : يا هام لا تدع زيارتنا وارفع إلينا حوائجك »(٢) .

__________________

١ ـ في الحديث سقط : ( وسلام عليك يا هام بما أدّيت الأمانة ) مستدرك الوسائل. ٨ | ٣٦٩.

٢ ـ الجعفريّات ١٧٥ ـ ١٧٦ ، مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦٩ ، جامع أحاديث الشيعة ١٥ | ٦١٣ ـ ٦١٤.

أقول : قد جاء ذكر هام بن الهيم في حديث تجارة النبي ، صلى الله عليه وآله ، إلى الشام لخديجة عليها السلام حيث أراد أعداؤه هلاكه بثعبان أظهروه في طريق النبي ، فجفلت منه ناقة النبي فزعق بها النبي ، وقال : ويحك كيف تخافين وعليك خاتم الرسل وإمام البشر؟ ثم التفت إلى الثعبان وقال له : ارجع من حيث أتيت ، وإياك أن تتعرض لأحد من الركب. فنطق الثعبان بقدرة الله تعالى وقال : السلام عليك يا محمد ، السلام عليك يا أحمد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : السلام على من اتبع الهدى ، وخشي عواقب الردى ، وأطاع الملك الأعلى ، فعندها قال : يا محمد ما أنا من هوام الأرض ، وإنما أنا ملك من ملوك الجنّ واسمي الهام بن الهيم ، وقد آمنت على يد أبيك إبراهيم الخليل إلى آخرالقصّة. البحار ١٦ | ٣٥ ـ ٣٦.

١٤٥

أقول : على فرض ثبوت القصة ، تدل على أن تحمل إبلاغ السلام من الأمانة ، وأنه لا بد من وصولها إلى أهلها ، وقد فعله هذا المخلوق العجيب هام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس ، وظاهر حاله أنه مقبول التوبة ، وقد أخذ من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم القرآن وبعض سوره.

٢ ـ روى الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي كهمس قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : « عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام. قال : عليك وعليه السلام ، إذا أتيت عبد الله فاقرأه السلام وقل له : إن جعفر بن محمد يقول لك : انظر ما بلغ به عليّعليه‌السلام عند رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فالزمه ؛ فإن عليّاعليه‌السلام إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بصدق الحديث وأداء الأمانة »(١) .

بـيـان :

يبلغ الإمامعليه‌السلام عن غيره السلام ، ثم يبلغه كما بلغه ، وفيه دلالة على تبادل التبليغ السلامي المسبب لمزيد الحب والسكون ، كما وفيه دلالة على إكرام الوسيط أولاً ، ثم المبلغ الغائب ، فخص الإجابة بأبي كهمس الوسيط ، ثم ابن أبي يعفور الغائب بقولهعليه‌السلام : « عليك وعليه السلام » ؛ وربما انعكست الإجابة كما في قصة هامة بن الهيم ، ولعل الشرف أو الضعة سبب للتقديم مرة ، وللتأخير أخرى ، وإلا فهو بالخيار ، وعلى أي تقدير ، لا بد من إكرام الوسيط إذاً لتحمل نوع من التحية التي يجب ردها

__________________

١ ـ أصول الكافي ٢ | ١٠٤ ، باب الصدق وأداء الأمانة ، الحديث ٥ ، الوسائل ١٣ | ٢١٨ ، جامع أحاديث الشيعة ١٥ | ٦١٤ ـ ٦١٥.

ونظيره ما رواه المفيد بإسناده إلى خيثمة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال : دخلت عليه أودعه وأنا أريد الشخوص إلى المدينة ، فقال : أبلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله ، والعمل الصالح ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وليعد غنيهم على فقيرهم ، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، وأن يتفاوضوا علم الدين ؛ فإن في ذلك حياة لأمرنا ، رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، الفصول المختارة ٢٨٧ ، الطبعة الرابعة ، قم ـ إيران ، ١٣٩٦.

فقد دل هذا الحديث كسابقه على إبلاغ السلام ، والأحاديث المروية في ذلك كثيرة.

١٤٦

بالأحسن ، أو المماثل ، وتقديمه يعتبر من الأحسن.

٣ ـ قال ابن الشيخ الطوسي : ( وبهذا الإسناد )(١) عن عباد قال : حدثني عمي عن أبيه ، عن جابر ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله البجلي قال : « سمعت سلمان الفارسي يقول لي وللأشعث بن قيس : إن لي عندكما وديعة. فقلنا : ما نعلمها إلا أن قوماً قالوا لنا : أقرأوا سلمان عنا السلام. قال : فأي شيءٍ أفضل من السلام؟ وهي تحية أهل الجنة »(١) .

بـيـان :

إن دل الحديث على شيءٍ فله دلالة على فضل السلام ، وأنه تحية أهل الجنة المصرح بها في آية( وَتَحِيَّتُهُم فيها سَلامٌ ) (٢) . والتصريح بأن التحمل للسلام من غيره إلى غيره من الودائع والأمانات المردودة إلى أربابها يطالب بها لو أهمل في الوصول ، ومنه يعلم الأهتمام بأمر السلام في الإسلام لا يقوم به إلا من يهمه ذلك.

٤ ـ روى الشيخ الحر عن محمد بن الحسن ، في ( المجالس والأخبار ) ، عن أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ـ إلى قوله : ـ عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إن ملكاً من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد ، فأعطاه ، فليس من أحد من المؤمنين قال : ( صلى الله على محمد وآله وسلم ) إلا قال الملك : وعليك السلام ، ثم قال الملك : يارسول الله إن فلاناً يقرئك السلام ، فيقول رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وعليه السلام »(٣) .

بـيـان :

لا يخص إبلاغ السلام بهذا الملك ، ولله عز وجل ملائكة موكلون

__________________

١ ـ أمالي الشيخ الطوسي ١ | ٣٥٦ ـ ٣٥٧ ، الجزء الثاني عشر.

٢ ـ يونس : ١٠.

أقول : وفي زيارة النبي يقول فيه الزائر « بلغ روح نبيك محمد صلى الله عليه وآله مني السلام ». كامل الزيارات ١٨ ، الباب ٣. وأنه تعالى يبلغه.

٣ ـ الوسائل ٨ | ٤٤٧ ، باب ٤٣ في كيفية رد السلام الحديث ٤.

١٤٧

بإبلاغ السلام على كل من الأئمة الطاهرينعليهم‌السلام ، ولا سيما الإمام ، سيد الشهداء ، الحسين بن علي عليهما صلوات الله وسلامه ، بل نقول بالقياس إلى جميع المؤمنين بعضهم إلى بعض ، فكيف بأئمتهم سادة العالم أجمع ، وأن كل زيارة ، أو دعاء ، أو سلام ، يبلغ ذلك كله النبي والأئمة الهداة صلى الله عليهم وسلم وإليك.

٥ ـ الصادقي : « تأتي قبر رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت : نعم ، فقال : أما أنه يسمعك من قريب ويبلغه عنك إذا كنت نائياً »(١) . يراد من « من قريب » الحرم أو المدينة ، والنائي خارجها.

٦ ـ الصادقي الآخر : عامر بن عبد الله قال : « قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إني زدت جمّالي دينارين أو ثلاث على أن يمر بي إلى المدينة فقال : قد أحسنت ، أما أيسر هذا تأتي قبر رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أما إنه يسمعك من قريب ويبلغه عنك من بعيد »(٢) .

بـيـان :

لم ينص على المبلغ عما يقوله عامر بن عبد الله من زيارة أو سلام أو عمل. وهل هم الملائكة الموكلة على ذلك أو غيرهم من خلق الله؟. وعلى أي تقدير دل الحديثان الأخيران على المطلوب.

٧ ـ إن جبرئيلعليه‌السلام هو رسول الله إلى رسول الله ، مبلغ سلام الله في كل نزول عليه ، ومنه الحديث الصادقي السابق : « لما توفيت خديجة رضي الله عنها جعلت فاطمة صلوات الله عليها تلوذ برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتدور حوله ، وتقول : يا أبة أين أمي؟ قال : فنزل جبرئيلعليه‌السلام فقال له : ربك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام تقول لها إن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب »(٣) .

__________________

١ ـ كامل الزيارات ١٢ ، والمخاطب أبو بكر الحضرمي ، وقد أمره الصادقعليه‌السلام أن يأتي مسجد الرسول ويكثر الصلاة فيه ، وأن يسلم عليه ويزورهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢ ـ كامل الزيارات ١٢.

٣ ـ أمالي الطوسي ٢ | ١٧٨ ـ ١٧٩ ، والحديث الثاني من ( ١ ـ السلام اسم من أسماء الله الحسنى ).

١٤٨

والكل يدري أن إبلاغ السلام من شخص إلى آخر أمر مألوف ، متداول بين الجميع ، العالي منهم والداني ، وربما جاء في القصص من إبلاغ سلام الله(١) ، أو الملائكة ، أو الأنبياء ، والأئمةعليهم‌السلام إلى بعض الناس المرضي عندهم ؛ أما في المكاتيب المتبادلة بين الكاتب والمكتوب إليه فحدث ولا حرج ؛ إذ السلام كالبسملة مما يبدأ به في الكتابة ، ومن ثم جاء النص « رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام ». لدلالة الحديث على مفروغية إبلاغ السلام ورده مشافهة وكتابة.

منها : طلب زائر قبر النبي ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أن يبلغه الله سلامه ، كما في زيارته التي علمها أبو الحسنعليه‌السلام إبراهيم بن أبي البلاد وفي آخرها : « بلغ روح نبيك محمد ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مني السلام »(٢) .

ومنها : ما قاله الحر : ( ١٤ ـ باب استحباب إبلاغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سلام الإخوان من المؤمنين ) في صحيح كاظمي قال : « فإذا أتيت قبر النبي ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقضيت ما يجب عليك ، فصل ركعتين ، ثم قف عند رأس النبي ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قل : السلام عليك يا نبي الله من أبي ، وأمي ، وولدي ، وخاصيَّتي ، وجميع أهل بلدي ، حرهم ، وعبدهم ، وأبيضهم ، وأسودهم ، فلا تشاء أن تقول للرجل : قد أقرأت رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عنك السلام إلا كنت صادقاً »(٣) .

بـيـان :

إنّ كلّ كلّي انطباقه على أفراده انطباق قهري ، فمن عمم في الدعاء وقال : ( اللهم اغفر للمؤمنين ) فمن كان مؤمناً حقاً شمله ، وطبق على

__________________

١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٧٠ ، باب التكاتب.

٢ ـ كامل الزيارات ١٨ ، الباب ٣.

٣ ـ الوسائل ١٠ | ٢٨٠.

أقول : ومن مواضع طلب الزائر من الله إبلاغ السلام ، ما جاء في دعاء ركعتي الزيارة : « وأبلغهم عني أفضل التحية والسلام ، واردد عليّ منهم التحية والسلام » البحار ١٠١ | ٣٦١.

١٤٩

مصداقه الدعاء ، فكذا الطائف حول البيت الحرام بالأسبوع الناوي بطوافه الناس جميعاً. فالحديث هو سند لصحة النية الشاملة في كل أمر مرضي عند الله تعالى.

٨ ـ روى العياشي عن زرارة ، وحُمران بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : حدّث أبو سعيد الخدري أن رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « إنّ جبرئيل أتاني ليلة أُسري بي فحين رجعت قلت : يا جبرئيل هل لك من حاجة؟ قال حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام ، وحدثنا عند ذلك أنها قالت حين لقيها نبي الله عليه وآله السلام ، فقال لها الذي قال جبرئيل ، فقالت : إن الله هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه السلام ، وعلى جبرئيل السلام »(١) .

٩ ـ في حديث المعراج المطول إلى أن قال جبرئيلعليه‌السلام : « يا أحمد العزيز يقرأ عليك السلام ، قال : فقلت : هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام »(٢) .

بـيان :

كان من الأجدر ذكر الحديثين في أول الفصول العشرة ، ولكن الذي كنا بصدده من إبلاغ السلام أوجب ذكرهما هنا ، وسيأتي في الخاتمة ، في حديث المعراج ، ما يتبين به الغرض من سلام الله تعالى ، وسلام جبرئيل ، وجواب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

١٠ ـ حديث دردائيل وقد لقي جبرئيل يهبط إلى الأرض ليهنّأ محمداً بمولود له اسمه الحسين : « إذا هبطت إلى محمد فاقرأه مني السلام ، وقل له : بحق هذا المولود عليك إلا سألت ربك أن يرضى عني »(٤) .

١١ ـ روى الصدوق بإسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قدم

__________________

١ ـ البحار ١٦ | ٧ ، و ٨ | ٣٨٥ ، الحديث ٩٠ من باب المعراج.

٢ ـ البحار ١٨ | ٣١٣.

٣ ـ في الأمر الأول من الأمور الثلاثة في الخاتمة.

٤ ـ كمال الدين ١ | ٢٨٣.

١٥٠

أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاماً فباعه ، فلما فرغ قال له يوسف : أين منزلك؟ قال له : بموضع كذا وكذا ، قال : فقال له : فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فنادِ : يا يعقوب! يا يعقوب! فإنه سيخرج إليك رجل عظيم جميل جسيم وسيم ، فقل له : لقيت رجلاً بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك : إن وديعتك عند الله عزّ وجلّ لن تضيع ، قال : فمضى الأعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه : احفظوا عليّ الإبل ثم نادى : يا يعقوب! يايعقوب! فخرج إليه رجل أعمى ، طويل ، جسيم ، جميل ، يتقي الحائط بيده ، حتى أقبل فقال له الرجل : أنت يعقوب؟ قال : نعم ، فأبلغه ما قال له يوسف ، قال : فسقط مغشياً عليه ، ثم أفاق فقال : يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عزّ وجلّ؟ فقال له : نعم إني رجل كثير المال ولي ابنة عم ليس يولد لي منها ، وأحب أن تدعو الله أن يرزقني ولداً ، قال : فتوضأ يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا الله عزّ وجلّ ، فرزق أربعة أبطن ، أو قال : ستة أبطن في بطن أثنان(١) .

بـيان :

دعاء الأنبياءعليهم‌السلام لا يرد ، وقد حظي الأعرابي بالأوفر من الحظوظ ، بأن تحمل رسالة نبيّ إلى نبيّ ، فكان موضع الرضا منهما على أنه رزق عدداً من أولاد(٢) .

١٢ ـ إبلاغ جابر الأنصاري عن الرسول إلى الباقر السلام : « فرسول الله يا مولاي يقرئ عليك السلام ، فقال أبو جعفر : يا جابر على رسول الله

__________________

١ ـ كمال الدين ١ | ١٤١ ـ ١٤٢.

٢ ـ ببركة دعاء يعقوبعليه‌السلام كما وهب الله لعلي بن بابويه القمي ولده الصدوق رحمهما الله بدعاء الإمام المهديعليه‌السلام . ولكن أين الثريا من الثرى وأين الصدوق طاب ثراه من الأعرابي. وقولنا : أين الثريا من الثرى من الأمثال ، أمثال وحكم ١ | ٣٣٠ ، وفيه : أين الثرى من الثريا ، وقد جاء ذكره في القصيدة الجلجلية لعمرو بن العاص يخاطب بها معاوية بن أبي سفيان ، والمقارنة بينه وبين عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام في جملة منها إلى أن قال :

فإن قيل بينكما نسبة

فأين الحسام من المنجل

وأين الثريا وأين الثرى

وأين معاوية من علي

الأبيات ، الأنوار النعمانية ١ | ١٢١ ـ ١٢٢ للسيد نعمة الجزائري ولأدنى علاقة جئنا بهذه النبذة.

١٥١

السلام وعليك يا جابر »(١) .

١٣ ـ قال الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقنديرضي‌الله‌عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه ، قال : حدثنا محمد بن نصر [ نصير ] عن الحسين بن موسى الخشاب قال : حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام ، عن عمران بن قرة ، عن أبي محمد المدني ، عن ابن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، قال : حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال : « سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول : ما نزلت على رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، آية من القرآن إلا أقرأنيها ، وأملاها عليّ ، وكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها ، وتفسيرها ، وناسخها ، ومنسوخها ، ومحكمها ، ومتشابهها ، ودعا الله عزّ وجلّ لي أن يعلمني فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله ، ولا علماً أملاه عليّ فكتبته ، وما ترك شيئاً علمه الله عزّ وجلّ من حلال ، ولا حرام ، ولا أمر ، ولا نهي ، وما كان ، أو يكون ، من طاعة ، أو معصية ، إلا علمنيه وحفظته ، ولم أنس منه حرفاً واحداً ، ثم وضع يده على صدري ودعا الله عزّ وجلّ أن يملأ قلبي فهماً وحكمةً ونوراً ، لم أنس من ذلك شيئاً ، ولم يفتني شيء لم أكتبه ، فقلت : يا رسول الله أتتخوف علي النسيان فيما بعد؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لست أتخوف عليك نسياناً ، ولا جهلاً ، وقد أخبرني ربّي جلّ جلاله أنه قد استجاب لي فيك ، وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : يا رسول الله من شركائي من بعدي؟ قال : الذين قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي ، فقال :( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولىِ الأمر منكم ) الآية(٢) ، فقلت : يا رسول الله ومن هم؟ قال : الأوصياء مني ، إلى أن يردوا عليّ الحوض ، كلهم هادٍ مهتدٍ ، لا يضرَّهم من خذلهم ، هم مع القرآن ، والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه ، بهم تنصر أمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع عنهم البلاء ، ويستجاب دعاؤهم. قلت : يا رسول الله سمهم لي. فقال : ابني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسن ـ ثم ابني هذا ـ ووضع يده

__________________

١ ـ كمال الدين ١ | ٢٥٤ ، والحديث مطول اختصرناه لضيق المجال.

٢ ـ النساء : ٥٩.

١٥٢

على رأس الحسينعليهما‌السلام ـ ثم ابن له يقال له : عليّ وسيولد في حياتك فاقرئه مني السلام ، ثم تكمله اثني عشر ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمهم لي [ رجلاً فرجلاً ] ، فسماهم رجلاً رجلاً ، فيهم والله يا أخا بني هلال مهديّ أمّتي محمد ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، والله إني لأعرف من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم »(١) .

١٤ ـ ما رواه الصدوق ، في الكاظمي في سبب إسلام سلمان الفارسي ، نقلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وكان من أهل شيراز ، واسمه روزبه ، والقصة طويلة ، إلى نزوله على راهب ، فلما حضرته الوفاة قال : إني ميت ، فقلت له : فعلى من تخلفني؟ فقال : لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلا راهباً بأنطاكية ، فإذا لقيته فاقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، وناولني لوحاً فلما مات غسلته(٢)

١٥ ـ « ثم إن آدم لما مرض ، المرضة التي قبض فيها ، أرسل إلى هبة الله فقال له : إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فاقرئه مني السلام »(٣) .

ومنها : إبلاغ سلام الكاظمعليه‌السلام لشطيطة :

روى الشيخ المجلسي ، طاب ثراه ، عن شهر آشوب قال أبو علي بن راشد وغيره في خبر طويل : إنه اجتمعت عصابة الشيعة بنيسابور ، واختاروا محمد بن علي النيسابوري ، فدفعوا إليه ثلاثين ألف دينار وخمسين ألف درهم وشقة من الثياب ، وأتت شطيطة بدرهم صحيح وشقة خام من غزل يدها ، تساوي أربعة دراهم ، فقالت : إن الله لا يستحي من الله(٤) .

قال : فثنيت درهمها وجاؤوا بجزءٍ فيه مسائل ملء سبعين ورقة ، في كل

__________________

١ ـ كمال الدين ١ | ٢٨٤ ـ ٢٨٥.

٢ ـ كمال الدين ١ | ١٦١ ـ ١٦٦.

٣ ـ كمال الدين ١ | ٢١٤.

٤ ـ اقتباس من قوله تعالى( والله لا يستحيى من الحق ) الأحزاب : ٥٣.

١٥٣

ورقة مسألة ، وباقي الورق بياض ، ليكتب الجواب تحتها ، وقد حزمت كل ورقتين بثلاث حزم ، وختم عليها بثلاث خواتيم ، على كل حزام خاتم ، وقالوا : أدفع إلى الإمام ليلة وخذ منه في غدٍ ، فإن وجدت الجزء صحيح الخواتيم فاكسر منها خمسة ، وانظر هل أجاب عن المسائل ، فإن لم تنكسر الخواتيم فهو الإمام المستحق للمال فادفع إليه ، وإلا فرد إلينا أموالنا.

فدخل على الأفطح عبد الله بن جعفر وجربه وخرج عنه قائلاً : رب اهدني إلى سواء الصراط ، قال : فبينما أنا واقف إذا أنا بغلام يقول : أجب مَن تريد ، فأتى بي دار جعفر بن جعفر ، فلمّا رآني قال لي : ولِمَ تقنط يا أبا جعفر؟ ـ كنية محمد بن علي النيسابوري ـ ولِمَ تفزع إلى اليهود والنصارى؟ إلي فأنا حجّةالله ووليه ، ألَمْ يعرفك أبو حمزة على باب مسجد جدي؟ وقد أجبتك عما في الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس ، فجئني به وبدرهم شطيطة الذي وزنه درهم ودانقان ، الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوازوري(١) ، والشقة التي في رزمة الأخوين البلخيين.

قال : فطار عقلي من مقاله ، وأتيت بما أمرني ووضعت ذلك قِبَله، فإخذ درهم شطيطة وإزارها ، ثم استقبلني وقال : إن الله لا يستحيي من الحق(٢) ، يا أبا جعفر أبلغ شطيطة سلامي ، واعطها هذه الصرة ، وكانت أربعين درهماً ، ثم قال : وأهديت لها شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيدا ، قرية فاطمةعليها‌السلام ، وغزل أختي حليمة ـ ابنة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام ـ ثم قال : وقل لها : ستعيشين تسعة عشر يوماً من وصول أبي جعفر، ووصول الشقة والدراهم ، فأنفقي على نفسك منها ستة عشر درهماً ، وأجعلي أربعة وعشرين صدقة عنك وما يلزم عنك ، وأنا أتولى الصلاة عليك ، فإذا رأيتني يا أبا جعفر فاكتم عليّ ؛ فإنه أبقى لنفسك ، ثم قال : واردد الأموال إلى أصحابها ، وافكك هذه الخواتيم عن الجزء ، وانظر هل أجبناك عن المسائل أم لا من قبل أن تجيئنا بالجزء؟.

__________________

١ ـ كذا.

٢ ـ محاكاة لما قالته شطيطة عند دفع الحقوق إلى أبي جعفر النيسابوري البريد ، وإعلام بعلمهعليه‌السلام بما قالت.

١٥٤

فوجدت الخواتيم صحيحة ، ففتحت منها واحداً من وسطها فوجدت فيه مكتوباً : ما يقول العالمعليه‌السلام في رجل قال : نذرت لله لأعتقن كل مملوك كان في رقّي قديماً ، وكان له جماعة من العبيد؟.

الجواب بخطه :(١) .

بـيان :

لم نكمل الحديث لطوله ، ولا شاهد لنا منه سوى قولهعليه‌السلام « أبلغ شطيطة سلامي وأعطها هذه الصرة » وقد بلغه أبو جعفر إياها وأدى ماحمّل من الرسالة ، فجزاه الله عن إمامه خيراً.

الناحية الثالثة : نذكر فيها بعض فروع صيغ السلام ، وبيان رد المماثل في الصلاة.

أما بعض الفروع فقد جاء النص على لزوم صيغة الجمع في مواضع ثلاثة :

١ ـ روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة وإن كان وحداً : عند العطاس يقال: يرحمكم الله وإن لم يكن معه غيره. الرجل يسلّم على الرجل فيقول : السلام عليكم. والرجل يدعو للرجل فيقول : عافاكم الله وإن كان واحداً ؛ فإن معه غيره »(٢) .

بـيان :

قولهعليه‌السلام آخر الحديث : « فإن معه غيره » دليل صالح للثلاثة ، لأن العاطس معه الملكان ، والكرام الكاتبون ، لا ينفكون عنه في ليل أو نهار ، وهكذا المسلّم عليه ، والمدعوّ له بالعافية. فالحكم معلل وبلفظ أوضح : أنه منصوص العلة لذكرها فيه على أن المؤمن كالكعبة ، وأنه عند

__________________

١ ـ البحار ٤٨ | ٧٣ ـ ٧٥ ، والمناقب ٤ | ٢٩١ ـ ٢٩٢.

٢ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٥ ، الوسائل ٨ | ٤٤٦.

١٥٥

الله عزّ وجلّ عظيم ، واجب الاحترام ، ومن حرمته عنده تعالى أنّه سمّاه باسمه عزّ اسمه( السلام المؤمن المهيمن ) (١) وله فضائل لا يعدها إلا الله تعالى.

٢ ـ من فروع السلام أنّ المسلّم يجب عليه أن يجهر ، فقد روى الكليني عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول : سلّمت فلم يردّوا عليّ ، ولعله يكون قد سلّم ولم يسمعهم ، فإذا ردّ أحدكم فليجهر بردّه ، ولا يقول المسلّم : سلّمت فلم يردّوا عليّ ، ثم قال : كان عليّ »(٢) .

٣ ـ من فروع السلام إذا سلّم واحد من الجماعة بقوم أجزأهم ، وإذا ردَّ واحد من الجماعة أجزأ عنهم ، كما عنونه في الكافي بنفس العنوان ، روى الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن أسباط ، عن ابن بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله قال : « إذا مرت الجماعة يقوم أجزأهم أن يسلم واحد منهم ، وإذا سلم على القوم وهم جماعة أجزأهم أن يرد واحد منهم »(٣) .

٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : « إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم ». ولاشك أن عبد الرحمن بن الحجاج لا يقول ذلك إلا عن إمامه الصادقعليه‌السلام (٤) .

٥ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم ، وإذا رد واحد أجزأ عنهم »(٥) .

__________________

١ ـ الحشر : ٢٣.

٢ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٥ ، الوسائل ٨ | ٤٤٣.

٣ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٧ ، الوسائل ٨ | ٤٥٠.

٤ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٧ ، الوسائل ٨ | ٤٥٠.

٥ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٧ ، الوسائل ٨ | ٤٥٠.

١٥٦

بـيان :

الوحدة الإيمانية بين أفراد الناس تعتبرهم كفرد، وكجسد واحد فيه روح واحدة ، فإذا سلّم واحد من الجماعة كأنهم كلّهم قد سلّموا ، كما لو أجاب فرد من الجماعة على المسلّم فهو بمنزلة إجابة الجماعة نفسها ، وهذا المعنى ثابت في العرف العام أيضاً ، وليس الإجزاء أمراً مخترعاً ، بل ممّا عليه الناس إذا كانت بينهم مؤاصرة ومؤاخاة يضمهم تعامل روحي ، أو ماديّ ، وإن لم يكونوا مؤمنين موحّدين.

بقي من فروع السلام فرع هام ، وهو الإجابة بالمماثل ، إذا كان الإنسان في الصلاة وقد سلّم عليه والحكم بردّ المِثل مشهور بين الأصحاب ، لنصوص نذكرها أوّلاً ثم بيان ما كان منها :

١ ـ روى الشيخ الحرّ عن محمد بن الحسن ، بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم ، قال « دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام وهو في الصلاة فقلت : السلام عليك ، فقال : السلام عليك ، فقلت كيف أصبحت؟ فسكت ، فلما انصرف قلت : أيردّ السلام وهو في الصلاة؟ قال : نعم مِثل ما قيل له »(١) .

٢ ـ روى الشيخ الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « سألته عن الرجل يسلّم عليه وهو في الصلاة ، قال : يردّ سلام عليكم ولا يقول : وعليكم السلام ، فإن رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان قائماً يصلي فمرَّ به عمّار بن ياسر ، فسلّم عليه عمّار ، فردّ عليه النبيّ ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هكذا »(٢) .

٣ ـ روى الحرّ عن الشيخ الطوسي ، بإسناده عن سعد ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن

__________________

١ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٥ ، الباب ١٦ من أبواب قواطع الصلاة ، الحديث ١.

٢ ـ الكافي ٣ | ٣٦٦ ، باب التسليم على المصلي الحديث ١ ، الوسائل ٤ | ١٢٦٥.

١٥٧

منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلّم عليك الرجل وأنت تصلّي ، قال : تردّ عليه خفيًّا كما قال »(١) .

٤ ـ وعنه عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « سألته عن السلام على المصلّي؟ فقال : إذا سلم عليك رجل من المسلمين وأنت في الصلاة ، فرد عليه فيما بينك وبين نفسك ، ولا ترفع صوتك »(٢) .

٥ ـ وبإسناده عن محمد بن مسلم ، أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن الرجل يسلم على القوم في الصلاة ، فقال : « إذا سلم عليك مسلم وأنت في الصلاة ، فسلم عليه ، تقول : السلام عليك وأشر بأصبعك »(٣) .

٦ ـ قال الصدوق : وقال أبو جعفرعليه‌السلام : « سلّم عمّار على رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو في الصلاة فردّ عليه ، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن السلام اسم من أسماء الله عزّ وجلّ »(٤) .

٧ ـ عبد الله بن جعفر الحميري في ( قرب الإسناد ) عن عبد الله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ، عن أخيه ، قال : « سألته عن الرجل يكون في الصلاة فيسلم عليه الرجل ، هل يصلح له أن يردّ؟ قال : نعم ، يقول : السلام عليك فيشير إليه بأصبعه »(٥) .

بـيان :

قال الشيخ المجلسي : ردّ السلام واجب على الكفاية في الصلاة وغيرها ، إجماعاً كما في التذكرة ، وتدل على وجوب الرد في الصلاة صريحاً ، أخبار كثيرة ، وقد قطع الأصحاب بأنه يجب الردّ في الصلاة بالمثل ، وجوز جماعة من المحقيقن الردّ بالأحسن أيضاً لعموم الآية(٦) .

__________________

١ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٥ ، الحديث ٣ من الباب ١٦ من القواطع.

٢ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦.

٣ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦ ، الحديث ٥.

٤ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦ ، الحديث ٦.

٥ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦ ، الحديث ٧.

٦ ـ مرآة العقول ١٥ | ٢٤٠.

١٥٨

وحصر الردّ على الإشارة بالأصبع أو غيره تردّه هذه الأخبار الصريحة في الردّ بالقول : نعم خبران منها : أضافا الإشارة بالأصبع ، وليس فيهما دلالة على الحصر بعد قولهعليه‌السلام : « تقول : السلام عليك وأشر بأصبعك »(١) . أو « يقول : السلام عليك فيشير إليه بأصبعه »(٢) .

وقال طاب ثراه : وهل يجب إسماع المسلّم تحقيقاً أو تقديراً؟ قولان ، ويتحقق الامتثال برد واحد ممن يجب عليه الردّ ، وفي الاكتفاء بردّ الصبيّ المميّز وجهان ، ولو كان المسلّم صبيّاً مميّزاً فالأظهر وجوب الردّ ، وهل يجوز للمصلّي الردّ بعد قيام غيره به؟ قولان ، ولو ترك الردّ فهل تبطل صلاته؟ احتمالات ، ثالثها البطلان إن أتى بشيءٍ من الأذكار وقت توجّه الخطاب بالردّ ، وذكر جمع من الأصحاب أنه لا يكره السلام على المصلّي ، ويمكن القول بالكراهة ، لما رواه الحميري في قرب الإسناد عن الصادقعليه‌السلام إذ قال : « كنت أسمع أبي يقول : إذا دخلت المسجد(٣) والقوم يصلّون ، فلا تسلّم عليهم وصل(٤) على النبي وآله ، ثم أقبل على صلاتك »(٥) .

ويمكن حمل أخبار المنع على التقية ، لكون أكثرها مشتملة على رجال العامّة واشتهاره بينهم(٦) .

أقـول :

تقدمت نصوص الردّ في الصلاة وهي تدلّ بأجمعها على الوجوب ، لأن قولهعليه‌السلام : « تردّ عليه ، أو تقول » ظاهره الوجوب. وأما حديث الباقرعليه‌السلام : « ولا على المصلي ، وذلك لأنّ المصلّي لا يستطيع أن يردّ السلام » فسيأتي(٧) بيانه قريباً بما يوافق النصوص.

__________________

١ ـ كما في الحديث رقم ٥ ـ

٢ ـ حديث الحميري رقم ٧.

٣ ـ في الوسائل ٤ | ١٢٦٧ ، الباب ١٧ قواطع الصلاة ، الحديث ٢ « المسجد الحرام ».

٤ ـ في المصدر نفسه « وسلّم ».

٥ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٧.

٦ ـ مرآة العقول ١٥ | ٢٤٠ ـ ٢٤١.

٧ ـ سادس أحاديث ( ٩ ـ السلام المنهي عنه ).

١٥٩
١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

لكن في بعض النسخ ابن بشير بالياء ، والله يعلم.

وفي د : ابن بشر السوسنجردي بالسين المهملة قبل الواو والنون والجيم والراء والدال المهملتين ، ومن أصحابنا من قال عوض النون التاء المثنّاة فوق وعوض الراء الزاي ، وهو وهم(١) .

أقول : الظاهر أنّه يعني العلاّمةرحمه‌الله ، لكنّهرحمه‌الله لم يقل بالتاء كما سبق.

وفيضح : السوسنجردي : بالنون بعد السين الثانية والجيم(٢) . ولم يقل غير ذلك ، فتدبّر.

وقولجش : تقدّم ذكره ، يعني في محمّد بن عبد الرحمن بن قبة(٣) كما يأتي إن شاء الله ، وقولصه : كان من عيون أصحابنا وصالحيهم متكلّم ، أخذه من هناك ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن بشر الحمدوني الثقة ، عنه محمّد بن أحمد بن رجاء(٤) .

٢٥٠٩ ـ محمّد بن بشير :

وأخوه علي ثقتان رواة للحديث ، مات بقم ، له نوادر ، أحمد بن محمّد ابن خالد عنه بكتابه ،جش (٥) .

وفيصه ذكره ثمّ قال : وقد ذكرنا في القسم الثاني أنّ محمّد بن بشير ضعيف(٦) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٦٦ / ١٣٢١.

(٢) إيضاح الاشتباه : ٢٨٨ / ٦٦٦.

(٣) رجال النجاشي : ٣٧٥ / ١٠٢٣.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٢٩.

(٥) رجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٧ ، وفيه بعد للحديث زيادة : كوفي.

(٦) الخلاصة : ١٥٥ / ٩٩ ، وذكره في القسم الثاني : ٢٥٠ / ١١ محمّد بن بشير من أصحاب الكاظمعليه‌السلام غال ملعون. إلى آخره.

٣٨١

وعنشه : ذاك غال وهذا ثقة ، ولا مائز بينهما حيث يطلقان ، فهو من قبيل المشترك(١) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(٢) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة. إلى آخره(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن بشير مشترك بين الملعون من أصحاب الكاظمعليه‌السلام والهمداني من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ، انتهى.

والهمداني مجهول لم نذكره(٥) ، وابن بشير هذا كان أولى بالذكر وأحرى بمعرفة المائز بينه وبين الملعون.

٢٥١٠ ـ محمّد بن بشير :

غال ملعون ،ظم (٦) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٧) .

وفيكش أحاديث كثيرة في ذمّه وخبثه ولعنه وقوله بالتناسخ وإباحة وطء الذكور ، ودعاء الإمامعليه‌السلام عليه بالقتل وأنّه قتل أسوأ قتلة بعد أن عذّب بأنواع العذاب(٨) .

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٧٤.

(٢) الفهرست : ١٥٣ / ٦٨٧.

(٣) الفهرست : ١٥٣ / ٦٨٥.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٣٠ ، وفيها : المشترك بين ملعون واقفي. إلى آخره.

(٥) ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادقعليه‌السلام : ٢٨٣ / ٤٥.

(٦) رجال الشيخ : ٣٦١ / ٣٨ ، وفيه : ابن بشر ، ابن بشير ( خ ل ).

(٧) الخلاصة : ٢٥٠ / ١١.

(٨) انظر رجال الكشّي : ٣٠٢ / ٥٤٤ ، ٤٧٧ / ٩٠٦ ـ ٩٠٩.

٣٨٢

ويأتي في الألقاب ذكره مع العلياويّة(١) .

٢٥١١ ـ محمّد بن بكر الأزدي :

له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد ، عن حميد ، عن أبي إسحاق إبراهيم ابن سليمان بن حيّان الخزّاز ، عنه ،ست (٢) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل(٣) .

وفيتعق : لعلّه ابن بكر بن محمّد الأزدي لتكنّيه بأبي محمّد ، وهو من بيت جليل بالكوفة كما مرّ في بكر(٤) . واحتمل في النقد اتّحاده مع السابق والآتي بعيده(٥) . يقرّبه اتّحاد الطبقة في الكلّ ، وكون بكر بن جناح مولى الأزد كما مرّ(٦) (٧) .

أقول : السابق بكر بن جناح له كتاب(٨) ، والطبقة هي المذكورة هنا عنست إلاّ الاسم الأخير ، فإنّ بدله أحمد بن ميثم.

٢٥١٢ ـ محمّد بن بكر بن جناح :

أبو عبد الله ، كوفي ، مولى ، ثقة ،صه (٩) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، أخبرنا ابن شاذان ، عن علي بن حاتم ، عن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٧٨ / ٩٠٧ ، وفيه ما يظهر منه أنّه واقفي غال.

(٢) الفهرست : ١٥٣ / ٦٨٢ و ٦٨٤.

(٣) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦٠.

(٤) تقدّمت ترجمة بكر بن محمّد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي أبو محمّد وأنّه من بيت جليل بالكوفة ، عن رجال النجاشي : ١٠٨ / ٢٧٣.

(٥) نقد الرجال : ٢٩٥ / ١٥٧.

(٦) تقدّم استظهار الوحيد كون بكر بن جناح مولى الأزد ، انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٦.

(٨) بل السابق هو محمّد بن بكر له روايات أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل عن حميد عن أحمد بن ميثم ، ست. نقد الرجال : ٢٩٥ / ١٥٦.

(٩) الخلاصة : ١٥٦ / ١٠٢.

٣٨٣

ابن ثابت ، عنه.

وقال حميد : مات سنة ثلاث وستّين ومائتين وصلّى عليه الحسن بن سماعة(١) .

وفيظم : ابن بكر بن جناح واقفي(٢) .

لكن فيصه نقله ابن بكران(٣) ، ويأتي.

وفيد : بعض أصحابنا أثبته ابن بكران ، والحق الأوّل(٤) .

وفيتعق : لعلّه الذي مرّ عنكش وظم بعنوان بكر بن محمّد بن جناح وأنّه واقفي(٥) ، وجش عنده أنه محمّد بن بكر ، ويكون ما فيكش من أغلاط النسخة ، والشيخ متوقّف فذكرهما معا ثبتا للرجال كما هو دأبه ، وحكمهما بوقفه لعلّه لمثل حكاية صلاة الحسن عليه ، وجش لم يثبت الوقف بمثلها عنده(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن بكر بن جناح الثقة ، عنه ابن ثابت(٧) .

٢٥١٣ ـ محمّد بن بكر بن عبد الرحمن :

أبو عبد الله الأرحبي الكوفي ، مات سنة إحدى وسبعين ومائة وله سبع وسبعون سنة ،ق (٨) .

وفيتعق : مرّ في زياد بن المنذر ما يشير إلى كونه معتمدا عند‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٦ / ٩٣٤.

(٢) رجال الشيخ : ٣٦٢ / ٤٥.

(٣) الخلاصة : ٢٥١ / ١٥.

(٤) رجال ابن داود : ٢٧٠ / ٤٣٤.

(٥) رجال الكشّي : ٤٦٧ / ٨٨٩ ، رجال الشيخ : ٣٤٥ / ٤.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٦.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٣٠.

(٨) رجال الشيخ : ٢٨٣ / ٤٢.

٣٨٤

أصحابنا القدماء(١) (٢) .

٢٥١٤ ـ محمّد بن بكران بن جناح :

من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي ،صه (٣) .

والذي فيظم ابن بكر كما مرّ(٤) .

٢٥١٥ ـ محمّد بن بكران بن حمدان :

المعروف بالنقّاش ، من أهل قم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وله منه إجازة ، لم(٥) .

وفيتعق : يروي عنه الصدوق مترضّيا(٦) مترحّما(٧) ، وهو من مشايخه أيضا. والمعروف بالنقّاش هو جدّه حمدان القلانسي كما مرّ في ترجمته(٨) . وجش ذكر هنا عمران(٩) وفي ترجمة محمّد بن أحمد بن خاقان حمران(١٠) ، والظاهر أنّهما سهو من قلمه(١١) .

__________________

(١) نقلا عن الخلاصة : ٢٢٣ / ١ قال ابن الغضائري : وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان عنه ، ويعتمدون ما رواه محمّد بن بكر الأرجني.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٦.

(٣) الخلاصة : ٢٥١ / ١٥.

(٤) رجال الشيخ : ٣٦٢ / ٤٥.

(٥) رجال الشيخ : ٥٠٤ / ٧٣.

(٦) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٢٩ / ٢٦.

(٧) معاني الأخبار : ٤٣ / ١ و ٣٢١ / ١.

(٨) أي : ترجمة حمدان النقّاش ، انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٥. هذا مضافا لما ذكره النجاشي في ترجمة أيّوب بن نوح : ١٠٢ / ٢٥٤ من قوله : عن حمدان النقّاش قال.

إلى آخره.

(٩) مراده المذكور بعيد هذا بعنوان : محمّد بن بكران بن عمران.

(١٠) رجال النجاشي : ٣٤١ / ٩١٤ ، وفيه : حمدان.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٦.

٣٨٥

أقول : ظاهر كلامه سلّمه الله اتّحاده مع الآتي بعيدة ، ولم أعرف له وجها أصلا.

٢٥١٦ ـ محمّد بن بكران بن عمران :

أبو جعفر الرازي ، سكن الكوفة وجاور بقيّة عمره ، عين ، مسكون إلى روايته ، له كتاب الكوفة ، وكتاب موضع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكتاب شرف التربة ،جش (١) .

د نقلا عنه إلى قوله : عين ، من الأعيان مسكون إليه(٢) .

وفيه أيضا وفيصه : ابن بدران ، إلى قوله : بقيّة عمره ، يسكن إلى روايته ، وهو عين(٣) .

أقول : نقل في الحاوي أيضا عنجش بدران(٤) ، إلاّ أنّ في نسختين عندي منجش بكران.

٢٥١٧ ـ محمّد بن بلال :

من أصحاب العسكريعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٥) ، كر(٦) .

٢٥١٨ ـ محمّد بن بندار بن عاصم :

الذهلي ، أبو جعفر القمّي ، ثقة ، عين ،صه (٧) ،جش (٨) .

وفيست بعد ابن عاصم : المعروف بالذهلي ، له كتاب المثالب ،

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٩٤ / ١٠٥٢.

(٢) رجال ابن داود : ١٦٦ / ١٣٢٣.

(٣) رجال ابن داود : ١٦٥ / ١٣١٩ ، الخلاصة : ١٦٣ / ١٦٥.

(٤) حاوي الأقوال : ١٨٩ / ٩٥٢.

(٥) الخلاصة : ١٤٣ / ٢٧.

(٦) رجال الشيخ : ٤٣٥ / ٦.

(٧) الخلاصة : ١٥٤ / ٨٨.

(٨) رجال النجاشي : ٣٤٠ / ٩١٢.

٣٨٦

أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عنه(١) .

وفي لم : روى عنه الحسين بن محمّد بن عامر الذي روى عنه ابن الوليد(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن بندار الثقة ، عنه الحسين بن محمّد بن عامر(٣) .

٢٥١٩ ـ محمّد بن بندار :

الملقّب بماجيلويه ، مضى بعنوان ابن أبي القاسم ،تعق (٤) .

٢٥٢٠ ـ محمّد بن تسنيم :

الظاهر أنّه من المشايخ المعروفين(٥) ، ويقع في سند روايات كتب الشيعة(٦) ،تعق (٧) .

أقول : هذا ابن أبي يونس المذكور سابقا(٨) ، وكأنّه سلّمه الله غفل عن التصريح به في ترجمته ، فراجع.

__________________

(١) الفهرست : ١٤٠ / ٦٠٩.

(٢) رجال الشيخ : ٤٩٤ / ١٩.

(٣) هداية المحدّثين : ١٤٠.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٦.

(٥) تقدّم في ترجمة الحسن بن محمّد بن أحمد الصفّار نقلا عن رجال النجاشي : ٤٨ / ١٠١ أنّه شيخ من أصحابنا ثقة روى عن الحسن بن سماعة ومحمّد بن تسنيم.

(٦) جاء ذلك نقلا عن رجال النجاشي : ٢٨٢ / ٧٥٠ في طريق عبّاس بن زيد ، قال : حدّثنا علي ابن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا محمّد بن تسنيم قال : حدّثنا يزيد بن إسحاق قال : حدّثنا عبّاس بن زيد عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام بنسخة.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٨.

(٨) عن رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٢ والخلاصة : ١٥٣ / ٨٠.

٣٨٧

٢٥٢١ ـ محمّد بن ثابت :

ابن أبي صفيّة ، مضى بعنوان ابن أبي حمزة ،تعق (١) .

٢٥٢٢ ـ محمّد يلقّب ثوابا :

كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (٢) .

وزادجش : إبراهيم بن سليمان عنه بكتابه(٣) .

أقول : فيمشكا : محمّد الثقة الملقّب بثوابا(٤) ، عنه إبراهيم بن سليمان(٥) .

٢٥٢٣ ـ محمّد بن جابر :

اليماني ، أسند عنه ،ق (٦) .

٢٥٢٤ ـ محمّد بن جبير بن مطعم :

قال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسينعليه‌السلام في أوّل الأمر إلاّ خمسة ، ذكر من جملتهم محمّد بن جبير ،صه (٧) .

ومرّ ذلك في سعيد بن المسيّب(٨) .

٢٥٢٥ ـ محمّد بن جرير :

أبو جعفر الطبري ، عامّي ، له كتاب الردّ على الحرقوصيّة ، ذكر طرق‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٨.

(٢) الخلاصة : ١٥٩ / ١٢٨.

(٣) رجال النجاشي : ٣٦٣ / ٩٧٨.

(٤) في نسخة « ش » : ثوابا.

(٥) هداية المحدّثين : ١٤٠.

(٦) رجال الشيخ : ٢٨٣ / ٥٣.

(٧) الخلاصة : ١٣٩ / ١٢.

(٨) نقلا عن رجال الكشّي : ١١٥ / ١٨٤.

٣٨٨

خبر(١) يوم الغدير ، أخبرنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد عن أبيه عنه ،جش (٢) .

وفيست : ابن جرير أبو جعفر صاحب التأريخ ، عامّي المذهب ، له كتاب خبر غدير خمّ ، أحمد بن عبدون ، عن الدوري ، عن ابن كامل ، عنه(٣) .

وفيصه : ابن جرير ـ بالجيم والراء قبل الياء وبعدها ـ الطبري ، صاحب التأريخ ، عاميّ المذهب(٤) .

وفيتعق : هو ابن جرير بن غالب(٥) .

أقول : الذي فيب : محمّد بن جرير بن يزيد الطبري ، صاحب التأريخ ، عامّي ، له كتاب غدير خمّ وشرح أمره سمّاه كتاب الولاية(٦) .

وفي الحاوي : ذكر الشيخ في بعض كتبه أنّ اسم صاحب التأريخ محمّد بن رستم بن جرير ، وكأنّه نسب إلى جدّه(٧) ، انتهى.

ويأتي في الذي بعيده ابن جرير بن رستم ، فتدبّر ، فإنّ الظاهر أنّ في كلامه وهمين ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن جرير أبو جعفر الطبري العامّي صاحب التأريخ والتفسير ، إبراهيم بن محمّد عن أبيه عنه ، وابن كامل عنه(٨) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : خبر طرق.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٧٩.

(٣) الفهرست : ١٥٠ / ٦٥٠ ، وفيه : له كتاب غدير خمّ وشرح أمره.

(٤) الخلاصة : ٢٥٤ / ٣١.

(٥) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٦) معالم العلماء : ١٠٦ / ٧١٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٣١٨ / ١٩٤٦.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٣٠.

٣٨٩

٢٥٢٦ ـ محمّد بن جرير :

بالجيم قبل الراء ، ابن رستم الطبري الآملي ، أبو جعفر ، جليل من أصحابنا ، كثير العلم ، حسن الكلام ، ثقة في الحديث ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب المسترشد في الإمامة ، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح ، عن الحسن بن حمزة الطبري ، عن محمّد بن جرير بن رستم(٢) .

وفيست : ابن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنّى أبا جعفر ، ديّن فاضل ، وليس هو صاحب التأريخ فإنّه عامّي المذهب(٣) .

أقول : فيضح كما مرّ عنصه ، وزاد : وجدت بخطّ السيّد السعيد صفيّ الدين ابن معد قال : ليس هذا صاحب التأريخ ، ذلك عامّي وذا إمامي(٤) ، انتهى.

وفي الوجيزة : ابن جرير الطبري اثنان أحدهما عامّي والآخر ثقة(٥) ، انتهى.

ومضى في الذي قبله ما يجب ملاحظته.

وفيمشكا : أبو جعفر الطبري الآملي الثقة صاحب كتاب الإيضاح وغيره في الإمامة ، الحسن بن حمزة الطبري عنه(٦) .

٢٥٢٧ ـ محمّد بن جزك :

بالجيم والزاي والكاف ، الجمّال ، من أصحاب الهاديعليه‌السلام ،

__________________

(١) الخلاصة : ١٦١ / ١٤٨.

(٢) رجال النجاشي : ٣٧٦ / ١٠٢٤.

(٣) الفهرست : ١٥٨ / ٧٠٦.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٢٨٦ / ٦٦١.

(٥) الوجيزة : ٢٩٥ / ١٥٩٠ و ١٥٩١.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٣٠.

٣٩٠

ثقة ،صه (١) ،دي (٢) .

أقول : فيمشكا : ابن جزك ، عنه عبد الله(٣) بن جعفر الحميري.

وفي الفقيه بدل جزك : شريف(٤) ، ومحمّد بن شريف غير مذكور(٥) .

٢٥٢٨ ـ محمّد بن جعفر بن أبي طالب :

رضي‌الله‌عنه ، عداده في المدنيّين ، قدم على عليعليه‌السلام الكوفة ،ل (٦) .

وفي ي بعد أبي طالب : قليل الرواية(٧) .

وفي د : قتل بكربلاء(٨) . وهو اشتباه بمحمّد بن عبد الله بن جعفر.

وعلى هامش كتابشه لكن لا بخطّه : الصحيح بصفّين.

وفيكش ما مرّ في محمّد بن أبي بكررضي‌الله‌عنه (٩) .

٢٥٢٩ ـ محمّد بن جعفر بن أبي كثير :

المدني ، أسند عنه ،ق (١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٤١ / ٢١.

(٢) رجال الشيخ : ٤٢٢ / ٧.

(٣) في المصدر : عبيد الله.

(٤) الفقيه ١ : ٢٨٢ / ١٢٨٠ ، وفيه : جزك. قال السيّد الخوييقدس‌سره في المعجم ١٥ / ١٤٩ : كذا في هذه الطبعة ، ولكن في الطبعة القديمة المطبوعة ببمبي : محمّد بن شرف ، وهو الموجود في الوسائل أيضا ، ولا شكّ في أنّه تحريف والصحيح ما في هذه الطبعة الموافق للكافي الجزء ٣. إلى آخره. انظر الوسائل : ٨ / ٤٨٩.

(٥) هداية المحدّثين : ١٤٠.

(٦) رجال الشيخ : ٢٨ / ٣١.

(٧) رجال الشيخ : ٥٨ / ٢.

(٨) رجال ابن داود : ١٦٧ / ١٣٣٣.

(٩) رجال الكشّي : ٧٠ / ١٢٥ ، وفيه قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ المحامدة تأبى أن يعصى الله عزّ وجلّ وعدّ منهم محمّد بن جعفر.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٨٣ / ٥١ ، وفي نسخة « ش » : محمّد بن جعفر بن كثير.

٣٩١

٢٥٣٠ ـ محمّد بن جعفر بن أحمد :

ابن بطّة المؤدّب ، أبو جعفر القمّي ، كان كبير المنزلة بقم(١) ، كثير الأدب والعلم والفضل ، يتساهل في الحديث(٢) ويعلّق الأسانيد بالإجازات ، وفي فهرست ما رواه غلط كثير.

قال ابن الوليد : كان محمّد بن جعفر بن بطّة ضعيفا مخلّطا فيما يسنده ،صه (٣) .

وزادجش : له كتب ، منها كتاب تفسير أسماء الله تعالى وما يدعى به ، وصفه أبو العباس بن نوح وقال : هو كتاب حسن كثير الغريب سديد ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن نوح قال : حدّثنا الحسن بن حمزة(٤) الطبري عنه بكتبه.

وقال أبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن المطّلب : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة وقرأنا عليه وأجازنا ببغداد النوبختيّة وقد سكنها(٥) .

وفيتعق : اعترض علىصه إيراده في القسم الأوّل مع جرح ابن الوليد وعدم ثبوت التعديل من كثرة الأدب والعلم(٦) والفضل ، مع أنّ الجرح مقدّم ، وفيه أنّ اصطلاح القدماء في الضعف ليس فسق الراوي ، مع أنّ الظاهر أنّ تضعيف ابن الوليد ونسبته إلى التخليط لما أشار إليهجش وست(٧) ـ والظاهر‌

__________________

(١) كان كبير المنزلة بقم ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) في نسخة « م » : الأحاديث.

(٣) الخلاصة : ١٦٠ / ١٤٤.

(٤) في المصدر زيادة : العلوي.

(٥) رجال النجاشي : ٣٧٢ / ١٠١٩.

(٦) في نسخة « م » : العلم والأدب.

(٧) أقول : لم يذكره الشيخ في الرجال ولا الفهرست ، ولذلك ذكر السيّد الخويي في المعجم : ١٥ / ١٥٧ أنّ هذا غريب ، لأنّه وقع في طريق كثير من اسناد الشيخقدس‌سره إلى أرباب

٣٩٢

أنّ ذلك كان اجتهادا منه أنّه لا ضرر فيه ـ وأنّ تساهله هو تعليق الأسانيد ، وأنّ الغلط الكثير هو ما أشار إليهجش أو صدر وهما.

وبالجملة : الظاهر أنّ ذلك عن عدم فسق وقلّة مبالاة بالدّين ، إذ مثل هذا الشخص لا يصير كبير المنزلة بقم ولا يمدح بذلك وبكثرة العلم والفضل ولا يصير شيخ الإجازة ولا يروي عنه الأجلّة ، فتأمّل جدّا(١) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن أحمد بن بطّة الثقة ، عنه الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، ومحمّد بن عبد الله بن المطّلب(٢) .

٢٥٣١ ـ محمّد بن جعفر الأسدي :

أبو الحسين الرازي ، كان أحد الأبواب ، لم(٣) .

وفيست : له كتاب الردّ على أهل الاستطاعة ، أخبرنا جماعة ، عن التلعكبري ، عنه(٤) .

ولا يبعد كون هذا ابن جعفر بن محمّد بن عون الآتي ، ويأتي في آخر الكتاب عن كتاب الغيبة ذكره(٥) .

وفيتعق : لا يخفى أنّه هو ، وسنذكر بعض ما فيه(٦) .

__________________

الكتب والأصول في الفهرست ، ثمّ قال : ولعلّ في ذلك إيماء إلى عدم اعتداده بما نقله.

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٨.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٣١.

(٣) رجال الشيخ : ٤٩٦ / ٢٨.

(٤) الفهرست : ١٥١ / ٦٥٦.

(٥) الغيبة : ٤١٥ ، وفيه أنّه كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديرحمه‌الله .

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٨.

٣٩٣

٢٥٣٢ ـ محمّد بن جعفر الحسني :

يأتي بعنوان ابن جعفر بن محمّد ، ولم ينبّه عليه الميرزا.

٢٥٣٣ ـ محمّد بن جعفر الرزّاز :

بالمعجمتين بعد المهملة ، خال والد أبي غالب الزراري.

في المعراج : في رسالة أبي غالب إلى ابن ابنه : وأخوها يعني ـ أخا جدّته ـ أبو العباس محمّد بن جعفر الرزّاز ، وهو أحد رواة الحديث ومشايخ الشيعة ، وكان مولد محمّد بن جعفر سنةست وثلاثين ومائتين ومات سنة إحدى وثلاثمائة(١) ، وكان من محلّه في الشيعة أنّه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة إلى آخر كلامهرحمه‌الله (٢) .

وفي البلغة : إنّه من أجلاّء الشيعة ومشايخ الكلينيرحمه‌الله ، بيّناه في المعراج(٣) .

وفي النقد : روى عن محمّد بن عبد الحميد(٤) وأيّوب بن نوح(٥) ، روى عنه محمّد بن يعقوب ، كذا في كتب الأخبار(٦) ، انتهى.

ويأتي في ميّاح عنجش ما يشير إلى اعتماده(٧) عليه(٨) ،تعق (٩) .

__________________

(١) في المصدر : ومات سنة ستّ عشرة وثلاثمائة.

(٢) معراج أهل الكمال : ١٥٣.

(٣) بلغة المحدّثين : ٤٠٥ ، هامش رقم (١).

(٤) الكافي ٥ : ٢٣٦ / ١٨.

(٥) الكافي ٦ : ٦٣ / ٤.

(٦) نقد الرجال : ٢٩٧ / ١٨٩.

(٧) في نسخة « ش » : اعتماد.

(٨) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٤٠ ، حيث وقع في طريقه إلى كتاب ميّاح مع تضعيفه هذا الطريق بمحمّد بن سنان ولم يضعّفه من جهته.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٨.

٣٩٤

٢٥٣٤ ـ محمّد بن جعفر بن عنبسة :

بالنون بعد العين المفتوحة والباء الموحّدة ، الأهوازي ، يعرف بابن ريذويه ـ بالراء المكسورة والياء المثنّاة من تحت بعدها قبل الذال المعجمة وبعد الواو ـ يكنّى أبا عبد الله ، مختلط الأمر ،صه (١) .

وفيجش : ابن عنبسة الأهوازي الحدّاد يعرف بابن رويذه(٢) ، مولى لبني(٣) هاشم ، يكنّى أبا عبد الله ، مختلط الأمر ، عنه علي ابنه(٤) .

وفيد : ابن ريذويه كما فيصه (٥) ، إلاّ أنّ فيضح : ابن رويذة : بضمّ الراء والواو المفتوحة والباء الموحّدة الساكنة والذال المعجمة(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن عنبسة ، عنه علي بن محمّد بن جعفر ابنه(٧) .

٢٥٣٥ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

أبو الفتح الهمذاني ـ بالذال المعجمة ـ الوادعي المعروف بالمراغي ، كان وجها في النحو واللغة ببغداد ، حسن الحفظ ، صحيح الرواية فيما نعلمه ، وكان يتعاطى الكلام ، وكان أبو الحسن السمسمي أحد غلمانه ،صه (٨) ،جش إلاّ الترجمة(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٥ / ٥٢.

(٢) في المصدر : رويدة.

(٣) في المصدر : بني.

(٤) رجال النجاشي : ٣٧٦ / ١٠٢٥.

(٥) رجال ابن داود : ٢٧١ / ٤٣٨.

(٦) إيضاح الاشتباه : ٢٨٧ / ٦٦٢ ، وفيه : بضمّ الراء والواو المفتوحة والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٣١.

(٨) الخلاصة : ١٦٣ / ١٦٦.

(٩) رجال النجاشي : ٣٩٤ / ١٠٥٣ ، وفيه : الهمداني.

٣٩٥

٢٥٣٦ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام المعروف بأبي قيراط ، روى عنه التلعكبري ، يكنّى أبا الحسن ، وسمع منه سنة ثمان(١) وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، لم(٢) .

وفيتعق : في ترجمة الكليني ما يشير إلى حسن حاله أيضا(٣) ، وهو والد جعفر بن محمّد بن جعفر ، ومضى في ترجمته أيضا ما يشير إليه(٤) (٥) .

أقول : هو ابن جعفر المذكور لا والده كما مرّ هناك ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن ، عنه التلعكبري(٦) .

٢٥٣٧ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن عبد الله النحوي ، أبو بكر المؤدّب ، حسن العلم بالعربيّة والمعرفة بالحديث ، له كتاب الموازنة لمن استبصر في إمامة الاثني عشرعليهما‌السلام ،صه (٧) .

وزادجش : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن جلّين الدوري ، عنه(٨) .

__________________

(١) في نسخة « م » : سبع.

(٢) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٥٧.

(٣) نقلا عن النجاشي : ٣٧٧ / ١٠٢٦ ، وفيه أنّه المصلّي على الكلينيرحمه‌الله .

(٤) أي ما يشير إلى حسن حاله ، نقلا عن رجال النجاشي : ١٢٢ / ٣١٤ حيث عرّفه بأنّه والد أبي قيراط. فيكون كلام الوحيد وهو والد جعفر ، الصحيح « ابن » كما سينبّه عليه المصنّف.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٨.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٣١.

(٧) الخلاصة : ١٦٣ / ١٦٧.

(٨) رجال النجاشي : ٣٩٤ / ١٠٥٤.

٣٩٦

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن عبد الله المؤدّب ، عنه أحمد ابن عبد الله بن جلّين(١) .

٢٥٣٨ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، يلقّب ديباجة ، له نسخة يرويها عن أبيه ،جش (٢) .

وفيق : ولدهعليه‌السلام ، أسند عنه ، يلقّب ديباجة(٣) ، انتهى.

قيل : إنّما لقّب بديباجة لحسن وجهه كما في كتب النسب(٤) .

وفي الإرشاد : كان محمّد بن جعفر شيخا شجاعا(٥) ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، ويرى رأي الزيديّة في الخروج بالسيف ، وخرج على المأمون سنة تسع وتسعين ومائة بمكّة واتّبعته الزيديّة الجاروديّة ، فخرج لقتاله عيسى الجلودي ، ففرّق جمعه وأخذه فأنفذه إلى المأمون ، ولمّا وصل إليه أكرمه المأمون وأدنى مجلسه ووصله وأحسن جائزته ، وكان مقيما معه في خراسان يركب إليه في موكب مع(٦) بني عمّه ، وكان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيّته(٧) .

وفيتعق : في العيون عند ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع أهل الملل أنّه أشفق عليهعليه‌السلام فقالعليه‌السلام : حفظ الله عمّي ما‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٣١.

(٢) رجال النجاشي : ٣٦٧ / ٩٩٣.

(٣) رجال الشيخ : ٢٧٩ / ٣.

(٤) راجع أنساب الأشراف : ٥ / ٤٣٥ و ٤٣٦ وقد نسب هناك إلى بعض العلماء معنا آخر للديباج وهو صنعته وبيعه وشرائه ، فتتبّع.

(٥) في المصدر : شجاعا سخيّا.

(٦) مع ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) الإرشاد : ٢ / ٢١١.

٣٩٧

عرفني لم كره ذلك(١) ؟!

وفيه أيضا في أوّل باب دلالات الرضاعليه‌السلام خبر فيه ينبغي ملاحظته(٢) (٣) .

٢٥٣٩ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن عون الأسدي ، أبو الحسين الكوفي ، ساكن الري ، يقال له : محمّد بن أبي عبد الله ، كان ثقة صحيح الحديث إلاّ أنّه روى عن الضعفاء ، وكان يقول بالجبر والتشبيه ، وكان أبوه وجها ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ،جش (٤) .

وزادصه قبل وكان(٥) : فأنا في روايته من المتوقّفين(٦) .

ثمّ زادجش : له كتاب الجبر والاستطاعة ، أخبرنا أبو العباس بن نوح قال : حدّثنا الحسن بن حمزة قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي بجميع كتبه ، انتهى.

وهذا هو ابن جعفر الأسدي المذكور ، فلا تغفل.

وفيتعق : ذكر الصدوق عنه أنّه من وكلاء الصاحبعليه‌السلام

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٧٨ / ١.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٠٤ / ١ بسنده عن عمير بن يزيد ( عمر بن زياد خ ل ) قال : كنت عند أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، فذكر محمّد بن جعفر بن محمّد٨ فقال : إني جعلت على نفسي أن لا يظلني وإيّاه سقف بيت. فقلت في نفسي : هذا يأمرنا بالبرّ والصلة ويقول هذا لعمّه ، فنظر إليّ فقال : هذا من البرّ والصلة ، إنّه متى يأتيني ويدخل عليّ فيقول في يصدقه الناس ، وإذا لم يدخل عليّ ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٨.

(٤) رجال النجاشي : ٣٧٣ / ١٠٢٠.

(٥) أي : قبل : وكان أبوه.

(٦) الخلاصة : ١٦٠ / ١٤٥.

٣٩٨

الّذين رأوه ووقفوا على معجزته الأسدي ، قال : يعني نفسه(١) .

وأمّا الشيخ فيأتي في آخر الكتاب تبجيله إيّاه وترحّمه عليه وأنّه مات على العدالة ولم يطعن عليه(٢) ، مع أنّه ذكر أنّه له كتابا في الردّ على أهل الاستطاعة(٣) ، فالظاهر(٤) عدم دلالة كتابه على القول بالجبر والتشبيه أيضا ولذا قال فيه ما قال(٥) .

وأمّا التلعكبري وابن حمزة فقد رويا كتبه جميعا كما رأيت(٦) ، بل الظاهر من الشيخ أنّه لم يطعن عليه أحد بوجه ، ويدلّ عليه أيضا كونه من وكلائهم وأبوابهمعليهما‌السلام وورود التوقيعات المعروفة(٧) ، فالظاهر أنّ حكمجش بما حكم توهّم من كتبه كما نشاهد في أمثال زماننا من رمي الفضلاء بالعقائد الفاسدة بالتوهّم ، ومرّ في أحمد بن محمّد بن نوح(٨) ويأتي في هارون بن مسلم(٩) ما له دخل ، فلاحظ.

__________________

(١) أي : الراوي للحديث ، حيث إنّ راوي الحديث أبو علي الأسدي ، عن أبيه ( عن خ ل ) محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٦. ومحمّد بن أبي عبد الله هو محمّد ابن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي ، كما يظهر من عبارة النجاشي هنا وعليه جماعة من المحقّقين.

(٢) عن كتاب الغيبة : ٤١٥ ـ ٤١٧.

(٣) كما في الفهرست : ١٥١ / ٦٥٥.

(٤) في نسخة « م » : والظاهر.

(٥) في نسخة « ش » : وكذا فيه ما قال.

(٦) رواية ابن حمزة عنه كما تقدّم عن النجاشي ، والتلعكبري كما في طريق الشيخ إليه في الفهرست : ١٥١ / ٦٥٥.

(٧) في التعليقة زيادة : عليه. قال في كتاب الغيبة : ٤١٥ : وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل.

ثمّ ذكر أوّلهم : أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي رحمه‌الله .

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٧.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٧.

٣٩٩

وفي الوجيزة : ثقة(١) . وتأمّل في البلغة لقولجش المذكور ثمّ قال : وبعض مشايخنا توهّم اتّحاده مع الرزّاز ، والتوهّم سخيف(٢) (٣) .

أقول : ما ذكره عن الصدوق فقد مرّ في المقدّمة الثانية(٤) .

والعلاّمة مع حكمه بالتوقّف في روايته ذكره في القسم الأوّل ، والفاضل عبد النبي الجزائري أيضا ذكره في قسم الثقات(٥) ، وصرّح بوثاقته في الخاتمة(٦) ، وكذا الميرزارحمه‌الله (٧) ، وهو أجلّ من أن يذكر فضلا من أن يغمز عليه(٨) .

وفيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن عون الثقة ، عنه الحسن بن حمزة ، وأحمد بن محمّد بن عيسى.

وهو عن محمّد بن إسماعيل البرمكي كما ذكره في الفقيه في باب علّة وجوب الزكاة(٩) .

وفيه أيضا روى ابن مسكان عن محمّد بن جعفر قال : قلت لأبي الحسنعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) الوجيزة : ٢٩٦ / ١٥٩٧.

(٢) بلغة المحدّثين : ٤٠٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٩.

(٤) في نسخة « م » : الاولى.

(٥) حاوي الأقوال : ١٣٤ / ٥٠٧.

(٦) في الحاوي في التنبيه العاشر من الخاتمة : قال العلاّمة : قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل منهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي.

(٧) منهج المقال : ٤٠٦ ، الخاتمة ، الفائدة السابعة.

(٨) في نسخة « ش » : فضيلة من يغمز عليه.

(٩) الفقيه ٢ : ٤ / ٦.

(١٠) الفقيه ٢ : ٩٥ / ٤٢٤.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423