منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248247 / تحميل: 4989
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الهادي ومولانا العسكري٨ وخدمهما ، وكاتباه ووقّعا إليه توقيعات كثيرة.

وفيه أيضا : أنّه كان رجلا من وجوه الشيعة وثقاتهم ومقدّما في الكتابة والعلم والأدب والمعرفة ، إلى آخره(١) . فثبت توثيقه مضافا إلى تبجيله.

وربما يعبّر عنه بعلي بن محمّد الصيمري ، فتتبّع(٢) .

٢٠٩٦ ـ علي بن محمّد بن العبّاس :

ابن فسانجس ـ بالسين المهملة بعد الفاء والنون بعد الألف والجيم والسين المهملة ـ أبو الحسنرضي‌الله‌عنه ، كان عالما بالأخبار والشعر والنسب والآثار والسير ، وما رؤي في زمانه مثله ، وكان مجرّدا في مذهب الإماميّة ، وكان قبل ذلك معتزليّا وعاد ، وهو أشهر من أن يشرح أمره ،صه (٣) ،جش إلاّ الترجمة(٤) .

وقالشه : في د بضمّ الفاء وبالسينين المهملتين والنون الساكنة والجيم المضمومة(٥) (٦) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(٧) ، فتأمّل(٨) .

٢٠٩٧ ـ علي بن محمّد بن عبد الله :

أبو الحسن القزويني القاضي ، وجه من أصحابنا ، ثقة في الحديث ،

__________________

(١) مهج الدعوات : ٢٧٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٧ ، وقد ورد بعض نصوصها في النسخة الخطيّة منها.

(٣) الخلاصة : ١٠١ / ٥٦ ، وفيها : ابن فسان ، وفي النسخة الخطيّة منها : فسانجس.

(٤) رجال النجاشي : ٢٦٩ / ٧٠٤.

(٥) رجال ابن داود : ١٤١ / ١٠٨٠.

(٦) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٩.

(٧) الوجيزة : ٢٦٤ / ١٢٧٨.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٨.

٦١

قدم بغداد سنةست وخمسين وثلاثمائة ومعه من كتب العيّاشي قطعة ، وهو أوّل من أوردها إلى بغداد ، ورواها عن أبي

جعفر أحمد بن عيسى العلوي الزاهد عن العيّاشي ، له كتاب ملح الأخبار ، رواه عنه الحسين بن عبيد الله ،جش (١) .

ونحوهصه إلى قوله : عن العيّاشي(٢) .

٢٠٩٨ ـ علي بن محمّد بن عبد الله :

ابن علي بن جعفر بن علي بن محمّد بن الرضا علي بن موسى ، أبو الحسن النقيب بسرّ من رأى ، المعدّل ، له كتاب الأيّام الّتي فيها فضل من السنة ،جش (٣) .

٢٠٩٩ ـ علي بن محمّد بن عبيد :

ابن حفص ، مضى بعنوان(٤) علي بن محمّد بن حفص(٥) ،تعق (٦) .

أقول : كذا بخطّه دام مجده ، والذي سبق : ابن محمّد بن حفص بن عبيد ، فلاحظ.

٢١٠٠ ـ علي بن محمّد العدوي :

الشمشاطي ، أبو الحسن ، من عدي بن(٧) تغلب عدي بن عمرو بن عثمان بن تغلب ، كان شيخنا(٨) بالجزيرة وفاضل أهل زمانه وأديبهم ، له‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٦٧ / ٦٩٣.

(٢) الخلاصة : ١٠١ / ٥١.

(٣) رجال النجاشي : ٢٦٩ / ٧٠٣.

(٤) بعنوان ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) راجع الخلاصة : ١٠٢ / ٦١ ورجال النجاشي : ٢٧٢ / ٧١٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٨.

(٧) في المصدر : بني.

(٨) في المصدر : شيخا.

٦٢

كتب كثيرة ، منها : كتاب الأنوار والثمار ، قال لي سلامة بن ذكاء : إنّ هذا الكتاب ألفان وخمسمائة ورقة. إلى أن قال : وكتاب فضل أبي نؤاس والردّ على الطاعن في شعره.

ثمّ قال : أخبرنا سلامة بن ذكاء أبو الخير الموصليرحمه‌الله بجميع كتبه ، ورأيت في فهرست كتبه بخطّ أبي النصر بن الريّانرحمه‌الله كتبا زائدة على هذه الكتب غير أنّ هذه رواية سلامة ، وكان يذكره(١) بالفضل والعلم والدين والتحقيق(٢) بهذا الأمررحمه‌الله ،جش (٣) .

صه إلى قوله : وأديبهم ، له تصانيف كثيرة ذكرناها في كتابنا الكبير. ثمّ قال : وقالجش : كان سلامة بن زكريّا أبو الحسن الموصلي. إلى آخره.

وفيها : من عدي تغلب(٤) .

وفيتعق : في البلغة : ثقة(٥) . وفي الوجيزة : ممدوح(٦) ، وهو الأظهر(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد العدوي الممدوح ، عنه سلامة بن ذكاء(٨) .

٢١٠١ ـ علي بن محمّد علي :

الطباطبائي ، ابن أبي المعالي الشهير بالصغير ابن أبي المعالي الكبير ، هو السيّد السناد والركن العماد ابن أخت الأستاذ العلاّمة أعلا الله في‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : يذكر.

(٢) في المصدر : والتحقّق.

(٣) رجال النجاشي : ٢٦٣ / ٦٨٩.

(٤) الخلاصة : ١٠١ / ٤٩.

(٥) بلغة المحدّثين : ٣٨٥ / ٣٢.

(٦) الوجيزة : ٢٦٥ / ١٢٨٧.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٨.

(٨) هداية المحدّثين : ٢١٨.

٦٣

الدارين مقامه ومقامه وصهره على ابنته ، تلمّذ عليه وتربّى في حجره ونشأ ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، دام مجده وكبت ضدّه ، ثقة عالم عرّيف وفقيه فاضل غطريف ، جليل القدر وحيد العصر حسن الخلق عظيم الحلم ، حضرت مدّة مجلس إفادته وتطفّلت برهة على تلامذته ، فإن قال لم يترك مقالا لقائل وإن صال لم يدع نصالا لصائل.

له مدّ في بقاه مصنّفات فائقة ومؤلّفات رائقة ، منها : شرحه على المفاتيح ، برز منه كتاب الصلاة ، وهو مجلّد كبير جمع فيه جميع الأقوال. ومنها : شرحه على النافع ، سمّاه برياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل ، وهو في غاية الجودة جدّا ، لم يسبق بمثله ، ذكر فيه جميع ما وصل إليه من الأقوال على نهج عسر على سواه بل استحال. ومنها : رسالة في تثليث التسبيحات الأربع في الأخيرتين ، وكيفيّة ترتيب الصلاة(١) المقضيّة عن الأموات ، سأل بعض أجلاّء النجف عنهما الأستاذ العلاّمة دام علاه وأشار إليه دام ظلّه بالجواب ، وهي عندي بخطّه الشريف. ومنها : رسالة وجيزة في الأصول الخمس ، جيّدة. ومنها : رسالة في الإجماع والاستصحاب. ومنها : شرح ثان على المختصر اختصره من الأوّل ، جيّد لطيف ، سلك في العبادات مسلك الاحتياط ليعمّ نفعه العامي والمبتدئ(٢) والمنتهى والفقيه والمقلّد له ولغيره في أيّام حياته إدامها الله وبعد وفاته.

ومنها : رسالة في تحقيق حجّيّة مفهوم الموافقة. ومنها : رسالة في جواز الاكتفاء بضربة واحدة في التيمّم مطلقا. ومنها : رسالة في اختصاص الخطاب الشفاهي بالحاضر في مجلس الخطاب كما هو عند الشيعة. ومنها : رسالة في تحقيق أنّ منجزات المريض تحسب من الثلث أم من أصل‌

__________________

(١) في نسخة « م » : الصلوات.

(٢) والمبتدئ ، لم ترد في نسخة « م ».

٦٤

التركة. ومنها : رسالة في تحقيق حكم الاستظهار للحائض إذا تجاوز دمها عن العشرة. ومنها : ترجمة رسالة في الأصول الخمس فارسيّة للأستاذ العلاّمة دام علاه بالعربيّة. ومنها : رسالة في بيان أنّ الكفّار مكلّفون بالفروع عند الشيعة بل وغيرهم إلاّ أبا حنيفة. ومنها : رسالة في أصالة براءة ذمّة الزوج عن(١) المهر وأنّ على الزوجة إثبات اشتغال ذمّته به. ومنها : رسالة في حجّيّة الشهرة وفاقا للشهيدرحمه‌الله . ومنها : رسالة في حلّيّة النظر إلى الأجنبيّة في الجملة وإباحة سماع صوتها كذلك. ومنها : حاشية على كتاب معالم الأصول غير مدوّنة ، كتبها بخطّه على حواشي المعالم في صغره وأوائل مباحثته له. ومنها : حواشي متفرّقة على المدارك. ومنها : حواشي متفرّقة على الحدائق الناضرة لشيخنا يوسف البحرانيرحمه‌الله . وأجزاء غير تامّة في شرح مبادئ الأصول لمولانا الإمام العلاّمة. وغير ذلك من حواش ورسائل وفوائد وأجوبة مسائل.

كان ميلاده الشريف في مشهد الكاظمين٨ (٢) على مشرّفه صلوات الخافقين ، في أشرف الأيّام وهو الثاني عشر من شهر ولد فيه أشرف الأنام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام في السنة الحادية والستّين بعد المائة والألف.

واشتغل أوّلا على ولد الأستاذ العلاّمة أدام الله أيّامهما وأيّامه فقرنه سلّمه الله في الدرس مع شركاء أكبر منه في السّن وأقدم في التحصيل بكثير ، وفي أيّام قلائل فاقهم طرّا وسبقهم كلاّ ، ثمّ بعد قليل ترقّى فاشتغل عند خاله الأستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه وأيّامه ، وبعد مدّة قليلة اشتغل بالتصنيف والتدريس والتأليف.

__________________

(١) في نسخة « ش » : من.

(٢) التحيّة لم ترد في نسخة « م ».

٦٥

وكان جدّه الأعلى السيّد أبو المعالي الكبير صهر مولانا المقدّس الصالح المازندراني ، وخلّف ثلاثة أولاد ذكور وهم السيّد أبو طالب والسيّد علي والسيّد أبو المعالي وهو أصغرهم ، وعدّة بنات ، والسيّد أبو المعالي خلّف السيّد محمّد علي لا غير ، وهوقدس‌سره والده سلّمه الله ، وواحدة من البنات كانت زوجة المولى محمّد رفيع الجيلاني القاطن في المشهد المقدّس الرضوي حيّا وميّتا.

٢١٠٢ ـ علي بن محمّد بن علي :

الخزّاز ، ثقة من أصحابنا ، أبو القاسم ، وكان فقيها وجها ، له كتاب الإيضاح في أصول الدين على مذهب أهل البيتعليهما‌السلام ،جش (١) ،صه إلى قوله : وجها. مع الترجمة(٢) .

وفيتعق : فيب إنّه قمّي رازي ، له كتب ، منها الإيضاح ، وكتاب الأحكام الدينيّة على مذهب الإمامية ، وكتاب الكفاية في النصوص(٣) .

أقول : وقد رأيت هذا الكتاب وهو كتاب جيّد مبسوط ، جميعه نصوص على كون الأئمّة اثني عشر ، يظهر منه كونه من تلامذة الصدوقرحمه‌الله (٤) وأبي المفضّل الشيباني(٥) ومن في طبقتهما. وعن بعضهم نسبة هذا الكتاب إلى الصدوق ، وعن خالي نسبته إلى المفيد(٦) . ونسبا إلى الوهم لما‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٧٠٠.

(٢) الخلاصة : ١٠١ / ٥٣.

(٣) معالم العلماء : ٧١ / ٤٧٨ ، وفيه بدل وكتاب الأحكام الدينيّة. : وكتاب الأحكام الشرعيّة.

(٤) كفاية الأثر : ١٠ ، ٢٣ ، ٤٩ ، ١٣٩.

(٥) كفاية الأثر : ١١ ، ٢٣ ، ٣٥ ، ٦٢.

(٦) صرّح العلاّمة المجلسي في البحار : ١ / ١٠ و ٢٩ بكون الكتاب المذكور للخزّاز.

٦٦

ذكره ابن شهرآشوب ، وكذا ذكر السيّد الجليل عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري(١) والعلاّمة في إجازته لأولاد زهرة(٢) والشيخ الحرّ في الوسائل(٣) .

وعن الشيخ محمّد بن علي الجرجاني جدّ المقداد بن عبد الله السوراوي أنّه لبعض القمّيّين من أصحابنا(٤) .

٢١٠٣ ـ علي بن محمّد بن علي :

ابن عمر بن رباح بن قيس بن سالم مولى عمر بن سعد بن أبي وقّاص أبو الحسن السوّاق ، ويقال : القلاّء ، وروى عمر بن رباح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ويقال في الحديث : عمر بن رباح القلاّء ، وقيل في كنيته : أبو القاسم ، كان ثقة في الحديث ، واقفا في المذهب ، صحيح الرواية ، ثبتا معتمدا على ما يرويه ، وله كتب ، عبيد الله بن أحمد الأنباري عنه بها ،جش (٥) .

وقريب منهصه إلى قوله : على ما يرويه(٦) .

٢١٠٤ ـ علي بن محمّد بن فيروزان :

القمّي ، كثير الرواية ، يكنّى أبا الحسن ، كان مقيما بكش ، لم(٧) .

__________________

(١) فرحة الغري : ١٣٤ و ١٣٥.

(٢) البحار : ١٠٧ / ١١٥.

(٣) وسائل الشيعة ٣٠ : ١٥٦ / ٢٩ ، وكذا في إجازته للشيخ محمّد فاضل المشهدي ، البحار : ١١٠ / ١١٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٨.

(٥) رجال النجاشي : ٢٥٩ / ٦٧٩.

(٦) الخلاصة : ١٠٠ / ٤٤.

(٧) رجال الشيخ : ٤٧٨ / ٧.

٦٧

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(١) ، فتأمّل(٢) .

٢١٠٥ ـ علي بن محمّد القاساني :

مرّ في علي بن محمّد بن شيرة.

٢١٠٦ ـ علي بن محمّد بن قتيبة :

النيسابوري ، عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال ، أبو الحسن ، صاحب الفضل بن شاذان وراوية كتبه ، له كتب ، أحمد بن إدريس عنه بكتابه ،جش (٣) .

وفيصه : ابن محمّد بن قتيبة يعرف بالقتيبي النيسابوري ، أبو الحسن ، تلميذ الفضل بن شاذان ، فاضل ، عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال(٤) .

وفيلم : علي بن محمّد القتيبي تلميذ الفضل بن شاذان ، نيسابوري ، فاضل(٥) .

أقول : جعل له في النقد عنوانين وذكر ما فيجش في واحد وما في لم في الآخر(٦) ، وكأنّه ظنّ التعدّد ، وهو فاسد. ويأتي ذكره في محمّد بن إسماعيل النيسابوري.

وقال في المدارك بعد ما مرّ عنه في عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس من مدحه : لكن في طريق هذه الرواية علي بن محمّد بن قتيبة وهو غير‌

__________________

(١) الوجيزة : ٢٦٥ / ١٢٨٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٨.

(٣) رجال النجاشي : ٢٥٩ / ٦٧٨.

(٤) الخلاصة : ٩٤ / ١٦.

(٥) رجال الشيخ : ٤٧٨ / ٢.

(٦) نقد الرجال : ٢٤٣ / ٢٢٥.

٦٨

موثّق ، بل ولا ممدوح مدحا يعتدّ به(١) .

وقال شيخنا يوسف البحراني بعد نقل ذلك عنه : المفهوم منكش في كتاب الرجال أنّه من مشايخه الّذين أكثر النقل عنهم(٢) . ثمّ نقل عن بعض مشايخه المعاصرين تصحيح العلاّمةرحمه‌الله طريقين في ترجمة يونس بن عبد الرحمن هو فيهما(٣) ، وإكثاركش من الرواية عنه وأنّه من مشايخه المعتبرين ، وأنّ الفرق بينه وبين عبد الواحد تحكّم ، بل هذا أولى بالاعتماد ، لإيراد العلاّمة له في القسم الأوّل وتصحيحه حديثه في ترجمة يونس ، انتهى.

وفي الوجيزة : ممدوح(٤) . وذكره في الحاوي في قسم الثقات مع ما عرف من طريقته(٥) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن قتيبة الثقة ، عنه أحمد بن إدريس ، وعبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار(٦) .

٢١٠٧ ـ علي بن محمّد الكرخي :

أبو الحسن ، كان فقيها متكلّما من وجوه أصحابنا ،صه (٧) .

وزادجش : ذكر لي بعض أصحابنا أنّ له كتابا في الإمامة(٨) .

__________________

(١) مدارك الأحكام : ٦ / ٨٤.

(٢) الحدائق الناضرة : ١٣ / ٢٢١.

(٣) الخلاصة : ١٨٤ / ١.

(٤) الوجيزة : ٢٦٥ / ١٢٨٣.

(٥) حاوي الأقوال : ١٠٣ / ٣٧٦.

(٦) هداية المحدّثين : ٢١٨.

(٧) الخلاصة : ١٠١ / ٥٤.

(٨) رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٧٠١.

٦٩

أقول : ذكره في الحاوي في القسم الرابع(١) مع أنّ كلا من الأوصاف الثلاثة كاف في إدراجه في قسم الحسان إن لم نقل الثقات كما هو عند الأستاذ العلاّمة بل وغيره ، فتدبّر.

٢١٠٨ ـ علي بن محمّد بن محمّد :

ابن عقبة الشيباني الكوفي ، يكنّى أبا الحسن ، سمع منه التلعكبري بالكوفة وببغداد وله منه إجازة ، لم(٢) .

٢١٠٩ ـ علي بن محمّد المدائني :

عامي المذهب ،صه (٣) .

وزادست : له كتب كثيرة حسنة في السير ، وله كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام ، عنه الحارث بن أبي أسامة(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد المدائني ، عنه الحارث بن أبي أسامة(٥) .

٢١١٠ ـ علي بن محمّد المنقري :

دي (٦) . وزادصه : كوفي ثقة(٧) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، محمّد بن علي بن محبوب عنه به(٨) .

وفيست : الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢٨٤ / ١٦٤٢.

(٢) رجال الشيخ : ٤٨١ / ٣٠. و: ابن عقبة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) الخلاصة : ٢٣٣ / ١١.

(٤) الفهرست : ٩٥ / ٤٠٥.

(٥) هداية المحدّثين : ٢١٩.

(٦) رجال الشيخ : ٤١٩ / ٣٠.

(٧) الخلاصة : ١٠٠ / ٤٢ ، وفيها : المقري ، وفي النسخة الخطيّة منها : المنقري.

(٨) رجال النجاشي : ٢٥٧ / ٦٧٤.

٧٠

أبيه ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه(١) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد المنقري الثقة ، عنه محمّد بن علي بن محبوب(٢) .

٢١١١ ـ علي بن محمّد الورّاق :

هو علي بن محمّد بن عبد الله الورّاق ، ومرّ بعنوان : ابن عبد الله الورّاق ،تعق (٣) .

٢١١٢ ـ علي بن محمّد بن يعقوب :

ابن إسحاق بن عمّار الصيرفي الكسائي الكوفي العجلي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، لم(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن يعقوب ، عنه التلعكبري(٥) .

٢١١٣ ـ علي بن محمّد بن يوسف :

ابن مهجور ، أبو الحسن الفارسي المعروف بابن خالويه ـ بالخاء المعجمة ـ ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، سمع الحديث وأكثر ،صه (٦) .

وزادجش : أخبرنا عنه عدّة من أصحابنا(٧) .

__________________

(١) الفهرست : ٩٧ / ٤٢١.

(٢) هداية المحدّثين : ٢١٩.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٩.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨١ / ٢٥.

(٥) هداية المحدّثين : ٢١٩.

(٦) الخلاصة : ١٠١ / ٥٢.

(٧) رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٦٩٩.

٧١

٢١١٤ ـ علي بن المسيّب :

عربي ، من أهل همدان ، ثقة ،ضا (١) .

وزادصه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (٢) .

٢١١٥ ـ علي بن مطر :

للصدوق طريق إليه(٣) ، ويروي عنه صفوان بن يحيى(٤) في الصحيح ، وهو دليل الوثاقة ، ويؤيّدها رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه(٥) ،تعق (٦) .

٢١١٦ ـ علي بن معبد :

بغدادي ،دي (٧) .

وفيجش : له كتاب ، موسى بن جعفر عنه به(٨) .

وفيست : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٨٢ / ٢٧.

(٢) الخلاصة : ٩٣ / ٨.

(٣) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٢٧.

(٤) التهذيب ٦ : ٢٣٦ / ٥٨٢ و ٣٨٥ / ١١٤٥.

(٥) التهذيب ١ : ١٩٠ / ٥٤٩ ، وفيه : أحمد بن محمّد.

وقال السيّد الخويي قدس‌سره في المعجم : ١٢ / ١٨١ بعد أن أشار لما ذكرناه : من المحتمل أنّ المراد به أحمد بن محمّد بن خالد.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٩.

(٧) رجال الشيخ : ٤١٧ / ٧ ، وفيه زيادة : له كتاب.

(٨) رجال النجاشي : ٢٧٣ / ٧١٦.

(٩) الفهرست : ٨٨ / ٣٧٨ ، وفيه : علي بن سعيد ، وفي مجمع الرجال : ٤ / ٢٢٤ نقلا عنه : علي بن معبد.

٧٢

٢١١٧ ـ علي بن المغيرة الزبيدي :

الأزرق ، كوفي ،ق (١) .

وفيتعق : في الوجيزة : كأنّه ابن أبي المغيرة المتقدّم(٢) (٣) .

أقول : وكذا قال في النقد(٤) .

وفي الوجيزة : ثقة ، كأنّه ابن أبي المغيرة المتقدّم ، انتهى فتأمّل.

٢١١٨ ـ علي بن منصور :

أبو الحسن ، كوفي ، سكن بغداد ، متكلّم من أصحاب هشام ، له كتب ، منها : كتاب التدبير في التوحيد والإمامة ،جش (٥) .

وفيتعق : في ترجمة هشام أنّ الكتاب له جمعه علي بن منصور(٦) (٧) .

٢١١٩ ـ علي بن موسى بن جعفر :

ابن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد(٨) الطاووسي العلوي الحسني رضيّ الدينقدس‌سره ، من أجلاّء هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر عظيم المنزلة كثير الحفظ نقيّ الكلام ، حاله في العبادة‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٦٨ / ٧٤٠ ، وفيه : علي بن أبي المغيرة. ، وفي مجمع الرجال : ٤ / ٢٢٥ نقلا عنه : علي بن المغيرة.

(٢) الوجيزة : ٢٦٦ / ١٢٩٢.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٩.

(٤) نقد الرجال : ٢٤٤ / ٢٣٨.

(٥) رجال النجاشي : ٢٥٠ / ٦٥٨.

(٦) نقلا عن رجال النجاشي : ٤٣٣ / ١١٦٤.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٩.

(٨) ابن محمّد الثانية ، لم ترد في نسخة « ش ».

٧٣

والزهد أشهر من أن يذكر ، له كتب حسنةرضي‌الله‌عنه ، نقد(١) .

ويأتي الإشارة إليه في باب المصدّر بابن(٢) ،تعق (٣) .

أقول : وأشرنا إلى بعض ما فيه في أحمد أخيه(٤) .

٢١٢٠ ـ علي بن مهزيار الأهوازي :

أبو الحسن ، دورقي الأصل ، مولى ، كان أبوه نصرانيّا وأسلم ، وقد قيل : إنّ عليّا أيضا أسلم وهو صغير ومنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر وتفقّه ، وروى عن الرضا وأبي جعفر٨ ، واختصّ بأبي جعفر الثانيعليه‌السلام وتوكّل له وعظم محلّه منه ، وكذلك أبو الحسن الثالثعليه‌السلام ، وتوكّل لهم في بعض النواحي ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير ، وكان ثقة في روايته لا يطعن عليه صحيحا اعتقاده ،جش (٥) .

وكذاصه ، وزاد : قال حمدويه بن نصير : لمّا مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه(٦) .

وزاد الأوّل على ما مرّ عنه : وصنّف الكتب المشهورة ، محمّد بن الحسن بن علي عن أبيه عن جدّه بكتبه جميعا ، وروى كتبه أيضا أخوه‌

__________________

(١) نقد الرجال : ٢٤٤ / ٢٤١.

(٢) في ابن طاوس نقلا عن بلغة المحدّثين : ٤٤٤ / ١ ، أنّه ذي الكرامات والمقامات ، ليس في أصحابنا أعبد منه ولا أورع.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٩.

(٤) وفيه نقلا عن البحار : ١٠٧ / ٦٣ : وفي إجازة العلاّمة الكبيرة المشهورة عند ذكر من أجازه هكذا : ومن جميع ما صنّفه السيّدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابنا موسى بن طاوس الحسنيّان قدّس الله روحهما ، وروياه وقرآه وأجيز لهما روايته ، عنّي عنهما ، وهذان السيّدان زاهدان عابدان ورعان ، وكان رضي الدين عليرحمه‌الله صاحب كرامات حكى لي بعضها وروى لي والديرحمه‌الله عنه البعض الآخر.

(٥) رجال النجاشي : ٢٥٣ / ٦٦٤.

(٦) الخلاصة : ٩٢ / ٦.

٧٤

إبراهيم والعبّاس بن معروف.

وفيست : جليل القدر واسع الرواية ثقة ، له ثلاثة وثلاثون كتابا ، أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن العبّاس بن معروف ، عنه(١) .

وفيج : علي بن مهزيار الأهوازي(٢) . وزاددي : ثقة(٣) . وزادضا : صحيح(٤) .

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : حدّثني أبو يعقوب يوسف بن السخت البصري قال : كان علي بن مهزيار نصرانيّا فهداه الله ، كان من أهل هندوان(٥) قرية من قرى فارس ثمّ سكن الأهواز فأقام بها ، كان إذا طلعت الشمس سجد فكان لا يرفع رأسه حتّى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه ، وكان على جبهته سجادة مثل ركبة البعير.

قال حمدويه بن نصير : لمّا مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه(٦) .

وفيه أيضا أحاديث كثيرة في نهاية فضله وجلالته وزيادة محبّتهمعليهما‌السلام له وعلوّ منزلته عندهمعليهما‌السلام (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن مهزيار الثقة ، الحسن بن علي بن عبد الله بن‌

__________________

(١) الفهرست : ٨٨ / ٣٧٩.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٣ / ٨.

(٣) رجال الشيخ : ٤١٧ / ٣.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨١ / ٢٢.

(٥) في المصدر : هندكان.

(٦) رجال الكشّي : ٥٤٨ / ١٠٣٨.

(٧) رجال الكشّي : ٥٤٩ / ١٠٣٩ و ١٠٤٠.

٧٥

المغيرة عن أبيه عنه.

وفي حجّ التهذيب روايته عنه بغير واسطة أبيه(١) .

وعنه إبراهيم بن مهزيار أخوه ، والعبّاس بن معروف ، وأحمد بن محمّد ابن عيسى ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، وعبد الله ابن محمّد بن عيسى ، وعبد الله بن عامر ، وسهل بن زياد ، والحسين بن إسحاق التاجر ، وعلي بن الحسن بن فضّال ، وأبو داود ، ومحمّد بن عيسى(٢) .

٢١٢١ ـ علي بن ميمون الصائغ :

أبو الحسن ، لقبه أبو الأكراد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن٨ ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، عنه عبيس بن هشام ،جش (٣) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(٤) .

وفيصه : قالكش : عن محمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير قال : حدّثني محمّد بن إسحاق(٥) ، عن جعفر بن بشير ، عن علي بن ميمون الصائغ قال : دخلت عليه ـ يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام ـ اسأله فقلت له : إنّي أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادكعليهما‌السلام فادع الله أن يثبّتني ، فقال : رحمك الله رحمك الله.

قالغض : حديثه يعرف وينكر ويجوز أن يخرج شاهدا ، روى عن أبي‌

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٨٦ / ٢٨٦ ، وفيه : الحسن بن علي بن عبد الله.

(٢) هداية المحدّثين : ١١٩.

(٣) رجال النجاشي : ٢٧٢ / ٧١٢.

(٤) الفهرست : ٩٤ / ٣٩٩.

(٥) محمّد بن الحسن ( خ ل ).

٧٦

عبد الله وأبي الحسن موسى٨ . والأقرب عندي قبول روايته لعدم طعن الشيخ ابن الغضائري فيه صريحا مع دعاء الصادقعليه‌السلام له(١) .

وعنشه على قوله : إسحاق : في بعض النسخ : الحسن ، وكذلك في كتابكش ـ الذي هو أصل الرواية ـ بخطّ ابن طاوس.

وعلى قوله : الأقرب عندي. إلى آخره : لا يخفى عدم دلالة الدعاء على قبول الرواية ولو سلم سنده ، فإنّ محمّد بن إسحاق مشترك بين الثقة وغيره ـ وكذلك محمّد بن الحسن على بعض النسخ ـ وكلام غض ظاهر في الطعن عليه ، مع أنّه شهادة لنفسه كما لا يخفى(٢) ، انتهى.

وفيكش فيما رأيت من نسخه : محمّد بن الحسن ، ولم يزد على ما ذكر شيئا(٣) .

وفيتعق على قولشه : لا يخفى عدم دلالة الدعاء : لا يخفى دلالته ، إذ لو كان كاذبا وضّاعا لما كانعليه‌السلام يدعو له ، مع أنّ الظاهر من سؤاله تديّنه ، ودعاؤهعليه‌السلام ظاهر فيه ، فلا يضرّ كونه الحاكي. والسند معتبر لما مرّ في الفوائد ، مع أنّ المطلق ينصرف إلى الكامل.

وفي قوله : يرويه عنه جماعة ، أيضا إشعار بالاعتماد عليه(٤) .

أقول : وكذا قولست : أخبرنا به جماعة.

وفي النقد بعد قول العلاّمة : والأقرب عندي. إلى آخره : وهذا لا يدلّ على قبول روايته ، وإلاّ جاء الدور(٥) .

__________________

(١) الخلاصة : ٩٦ / ٢٧.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٦.

(٣) رجال الكشّي : ٣٦٦ / ٦٨٠.

(٤) لم يرد هذا النصّ في نسختين لنا من التعليقة ، وورد مكانه نصّ آخر ، التعليقة : ٢٤٠.

(٥) نقد الرجال : ٢٤٥ / ٢٤٨.

٧٧

وربما يقال : إنّ حكم العلاّمة بقبول روايته وإن كان لدعاء الإمامعليه‌السلام له إلاّ أنّ اعتماده على صحّة الدعاء ليس لكونه الراوي له ، بل لما ظهر له من القرائن على صحّته ، فتأمّل.

وصرّح في الوجيزة بممدوحيّته(١) ، وفي التحرير ذكر الرواية ولم يقدح فيها أصلا.

هذا ، والّذي في نسختي من الاختيار والتحرير محمّد بن الحسن(٢) لا غير ، وكذا نقل في النقد عنكش ، فلعلّ الاشتباه فيصه فقط ، فتتبّع.

وفيمشكا : ابن ميمون ، عنه جعفر بن بشير ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، وعبيس بن هشام(٣) .

٢١٢٢ ـ علي بن النعمان :

الأعلم النخعي ، أبو الحسن ، مولاهم ، كوفي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، وأخوه داود أعلى منه ، وابنه الحسن بن عليّ وابنه أحمد رويا الحديث ، وكان علي ثقة وجها ثبتا صحيحا واضح الطريقة ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب ، ابن أبي الخطّاب عنه به(٥) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن النعمان الأعلم النخعي الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وأحمد بن محمّد بن‌

__________________

(١) الوجيزة : ٢٦٦ / ١٢٩٦.

(٢) التحرير الطاووسي : ٣٤٩ / ٢٤٣.

(٣) هداية المحدّثين : ١١٩.

(٤) الخلاصة : ٩٥ / ٢٥.

(٥) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٩.

(٦) الفهرست : ٩٦ / ٤١٥.

٧٨

عيسى ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وعبد الله بن عامر ، وسهل بن زياد.

وقد وقع في الكافي والتهذيب : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ ابن حديد ، عن عليّ بن النعمان(١) . وصوابه : وعليّ ـ بالواو(٢) ـ.

٢١٢٣ ـ علي بن نعيم :

ثقة ،صه (٣) ، د(٤) .

قيل : وفيجش في أخيه الحسين ما قد يستفاد منه توثيقه(٥) ، فراجع وتأمّل ، فإنّ الاعتماد على مثله مشكل.

وفيتعق : وكذا توثيق الأخ الآخر ، مع أنّصه ود لم يوثّقاه(٦) ، فلاحظ(٧) .

أقول : كلامجش في أخيه هكذا : الحسين بن نعيم الصحّاف مولى بني أسد ثقة وأخواه علي ومحمّد رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وفي النقد : هذا الكلام ليس نصّا في توثيق أخويه وإن احتمل(٨) . وفي الوجيزة أيضا تنظّر فيه(٩) ، لكن قال والدهرحمه‌الله : بل هو ظاهر في التوثيق وإلاّ لقال : رويا ، لا رووا كما فهما(١٠) ، انتهى. ويعني بالضمير العلاّمة وابن‌

__________________

(١) الكافي ٤ : ٤٣٢ / ٥ والتهذيب ٥ : ١٤٧ / ٤٨٢ ، وفيهما : أحمد بن محمّد.

(٢) هداية المحدّثين : ١١٩.

(٣) الخلاصة : ١٠٣ / ٧٠.

(٤) رجال ابن داود : ١٤٢ / ١٠٩٦.

(٥) رجال النجاشي : ٥٣ / ١٢٠.

(٦) بل لم يترجماه.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٤٠.

(٨) نقد الرجال : ٢٤٥ / ٢٥١.

(٩) الوجيزة : ٢٦٧ / ١٢٩٨.

(١٠) تعليقة التقي المجلسي على النقد : ١٥٨.

٧٩

داود.

ولعلّ الظاهر عدم الدلالة على التوثيق وإلاّ لذكر أخويه ولقال : ثقات.

وقولهرحمه‌الله : لقال رويا ، ليس كذلك ، إذ المراد بيان رواية الثلاثة عنهعليه‌السلام لا خصوص الأخوين.

٢١٢٤ ـ علي بن وصيف :

أبو الحسن الناشئ ، الشاعر ، المتكلّم ، ذكر شيخنارضي‌الله‌عنه أنّ له كتابا في الإمامة ،جش (١) على ما يحضرني من نسخه.

وفيست : أبو الحسين. وبعد الناشئ : كان متكلّما شاعرا مجودا ، وله كتب ، وكان يتكلّم على مذهب أهل الظاهر في الفقه ، أخبرني عنه الشيخ المفيد أبو عبد اللهرحمه‌الله (٢) .

وصه كست إلاّ قوله : وله كتب ، وقوله(٣) : أخبرني. إلى آخره(٤) . وكصه د(٥) .

وفيتعق : في حاشية البلغة : هو أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن وصيف الناشئ الأصغر.

قال ابن خلّكان في تاريخه : إنّه من الشعراء المخبتين ، وله في أهل البيت قصائد كثيرة ، وكان متكلّما بارعا ، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلّم ، وكان من كبار الشيعة ، وله تصانيف‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٧١ / ٧٠٩ ، وفيه : أبو الحسين.

(٢) الفهرست : ٨٩ / ٣٨٣.

(٣) وقوله ، لم ترد في نسخة « م ».

(٤) الخلاصة : ٢٣٣ / ٩.

(٥) رجال ابن داود : ٢٦٣ / ٣٥٧ ، وفيه : أبو الحسن.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

لم يكن جيش فرعون مانعا من العذاب الإلهي ، ولم تكن سعة مملكتهم وأموالهم وثراؤهم سببا لرفع هذا العذاب ، ففي النهاية أغرقوا في أمواج النيل المتلاطمة إذ أنّهم كانوا يتباهون بالنيل ، فبماذا تفكرون لأنفسكم وأنتم أقل عدّة وعددا من فرعون وأتباعه وأضعف؟! وكيف تغترون بأموالكم وأعدادكم القليلة؟!

«الوبيل» : من (الوبل) ويراد به المطر الشديد والثقيل ، وكذا يطلق على كل ما هو شديد وثقيل بالخصوص في العقوبات ، والآية تشير إلى شدّة العذاب النازل كالمطر.

ثمّ وجه الحديث إلى كفّار عصر بنيّ الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويحذرهم بقوله :( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) (١) (٢) .

بلى إنّ عذاب ذلك اليوم من الشدّة والثقيل بحيث يجعل الولدان شيبا ، وهذه كناية عن شدّة ذلك اليوم.

هذا بالنسبة لعذاب الآخرة ، وهناك من يقول : إنّ الإنسان يقع أحيانا في شدائد العذاب في الدنيا بحيث يشيب منها الرأس في لحظة واحدة.

على أي حال فإنّ الآية تشير إلى أنّكم على فرض أنّ العذاب الدنيوي لا ينزل عليكم كما حدث للفراعنة؟ فكيف بكم وعذاب يوم القيامة؟

في الآية الاخرى يبيّن وصفا أدقّ لذلك اليوم المهول فيضيف :( السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً ) .

إنّ الكثير من الآيات الخاصّة بالقيامة وأشراط الساعة تتحدث عن

__________________

(١) يوما مفعول به لتتقون ، و «تتقون» ذلك اليوم يراد به تتقون عذاب ذلك اليوم ، وقيل (يوم) ظرف لـ (تتقون) أو مفعول به لـ (كفرتم) والاثنان بعيدان.

(٢) «شيب» جمع (أشيب) ويراد به المسن ، وهي من أصل مادة شيب ـ على وزن عيب ـ والمشيب يعني تغير لون الشعر إلى البياض.

١٤١

انفجارات عظيمة وزلازل شديدة ومتغيرات سريعة ، والآية أعلاه تشير إلى جانب منها.

فما حيلة الإنسان الضعيف العاجز عند ما يرى تفطر السموات بعظمتها لشدّة ذلك اليوم؟!(١)

وفي النّهاية يشير القرآن إلى جميع التحذيرات والإنذارات السابقة فيقول تعالى :( إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ ) .

إنّكم مخيرون في اختيار السبيل ، فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا ، ولا فضيلة في اتّخاذ الطريق إلى الله بالإجبار والإكراه ، بل الفضيلة أن يختار الإنسان السبيل بنفسه وبمحض إرادته.

والخلاصة أنّ الله تعالى هدى الإنسان إلى النجدين ، وجعلهما واضحين كالشمس المضيئة في وضح النهار ، وترك الإختيار للإنسان نفسه حتى يدخل في طاعته سبحانه بمحض إرادته ، وقد احتملت احتمالات متعددة في سبب الإشارة إلى التذكرة ، فقد قيل أنّها إشارة إلى المواعظ التي وردت في الآيات السابقة ، وقيل هي إشارة إلى السورة بكاملها ، أو إشارة إلى القرآن المجيد.

ولعلها إشارة إلى إقامة الصلاة وقيام الليل كما جاء في الآيات من السورة ، والمخاطب هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والآية تدل على توسعة الخطاب وتعميمه لسائر المسلمين ، ولهذا فإنّ المراد من «السبيل» في الآية هو صلاة الليل ، والتي تعتبر سبيل خاصّ ومهمّة تهدي إلى الله تعالى ، كما ذكرت في الآية (٢٦) من سورة الدهر بعد أن أشير إلى صلاة الليل بقوله تعالى :( وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) .

ويقول بعد فاصلة قصيرة :( إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً )

__________________

(١) «المنفطر» : من الانفطار بمعنى الإنشقاق ، والضمير (به) يعود لليوم ، والمعنى السماء منشقة بسبب ذلك اليوم والسماء جائزة للوجهين أي أنّه تذكر وتؤنث.

١٤٢

وهي بعينها الآية التي نحن بصدد البحث فيها(١) .

وبالطبع هذا التّفسير مناسب ، والأنسب منه أن تكون الآية ذات مفهوم أوسع حيث تستوعب هذه السورة جميع مناهج صنع الإنسان وتربيته كما أشرنا إلى ذلك سابقا.

* * *

ملاحظة

المراحل الأربع للعذاب الإلهي

الآيات السابقة تهدد المكذبين المغرورين بأربعة أنواع من العذاب الأليم : النكال ، الجحيم ، الطعام ذو الغصّة ، والعذاب الأليم ، هذه العقوبات في الحقيقة هي تقع في مقابل أحوالهم في هذه الحياة الدنيا.

فمن جهة كانوا يتمتعون بالحرية المطلقة.

الحياة المرفهة ثانيا.

لما لهم من الأطعمة السائغة من جهة ثالثة.

والجهة الرابعة لما لهم من وسائل الراحة ، وهكذا سوف يجزون بهذه العقوبات لما قابلوا هذه النعم بالظلم وسلب الحقوق والكبر والغرور والغفلة عن الله تعالى.

* * *

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ١٤٧.

١٤٣

الآية

( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠) )

التّفسير

فاقرؤوا ما تيسر من القرآن :

هذه الآية هي من أطول آيات هذه السورة وتشتمل على مسائل كثيرة ، وهي مكملة لمحتوى الآيات السابقة ، وهناك أقوال كثيرة للمفسّرين حول ما إذا كانت

١٤٤

هذه الآية ناسخة لحكم صدر السورة أم لا ، وكذلك في مكّيتها أو مدنيتها ، ويتّضح لنا جواب هذه الأسئلة بعد تفسير الآية.

فيقول تعالى :( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ) (١) .

الآية تشير إلى نفس الحكم الذي أمر به الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صدر السورة من قيام الليل والصلاة فيه ، وما أضيف في هذه الآية هو اشتراك المؤمنين في العبادة مع النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (بصيغة حكم استحبابي أو باحتمال حكم وجوبي لأنّ ظروف صدر الإسلام كانت تتجاوب مع بناء ذواتهم والاستعداد للتبليغ والدفاع عنه بالدروس العقائدية المقتبسة من القرآن المجيد ، وكذا بالعمل والأخلاق وقيام الليل ، ولكن يستفاد من بعض الرّوايات أنّ المؤمنين كانوا قد وقعوا في إشكالات ضبط الوقت للمدة المذكورة (الثلث والنصف والثلثين) ولذا كانوا يحتاطون في ذلك ، وكان ذلك يستدعي استيقاظهم طول الليل والقيام حتى تتورم أقدامهم ، ولذا بني هذا الحكم على التخفيف ، فقال :( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) .

«لن تحصوه» : من (الإحصاء) وهو عد الشيء ، أي علم أنّكم لا تستطيعون إحصاء مقدار الليل الذي أمرتم بقيامه والإحاطة بالمقادير الثلاثة.

وقال البعض : إنّ معنى الآية أنّكم لا تتمكنون من المداومة على هذا العمل طيلة أيّام السنة ، ولا يتيسر لعامّة المكلّفين إحصاء ذلك لاختلاف الليالي طولا وقصرا ، مع وجود الوسائل التي توقظ الإنسان.

والمراد بـ( فَتابَ عَلَيْكُمْ ) خفف عليكم التكاليف ، وليس التوبة من الذنب ، ويحتمل أنّه في حال رفع الحكم الوجوبي لا يوجد ذنب من الأساس ، والنتيجة

__________________

(١) يجب الالتفات إلى أنّ (نصفه) و (ثلثه) معطوف على أدنى وليس على (ثلثي الليل) فيكون المعنى أنّه يعلم أنّك تقوم بعض الليالي أدنى من ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه ،. كذا الالتفات إلى أن أدنى تقال لما يقرب من الشيء ، وهنا إشارة إلى الزمن التقريبي.

١٤٥

تكون مثل المغفرة الإلهية.

وأمّا عن معنى الآية :( فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) فقد قيل في تفسيرها أقوال ، فقال بعضهم : إنّها تعني صلاة الليل التي تتخللها قراءة الآيات القرآنية ، وقال الآخرون : إنّ المراد منها قراءة القرآن ، وإن لم تكن في أثناء الصلاة ، وفسّرها البعض بخمسين آية ، وقيل مائة آية ، وقيل مائتان ، ولا دليل على ذلك ، بل إنّ مفهوم الآية هو قراءة ما يتمكن عليه الإنسان.

وبديهي أنّ المراد من قراءة القرآن هو تعلم الدروس لبناء الذات وتقوية الإيمان والتقوى.

ثمّ يبيّن دليلا آخرا للتخفيف فيضيف تعالى :( عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ) ، وهذا تخفيف آخر كما قلنا في الحكم ، ولذا يكرر قوله «فاقرؤوا ما تيسر منه» ، والواضح أنّ المرض والأسفار والجهاد في سبيل الله ذكرت بعنوان ثلاثة أمثلة للأعذار الموجهة ولا تعني الحصر ، والمعنى هو أنّ الله يعلم أنّكم سوف تلاقون ، كثيرا من المحن والمشاكل الحياتية ، وبالتالي تؤدي إلى قطع المنهج الذي أمرتم به ، فلذا خفف عليكم الحكم.

وهنا يطرح هذا السؤال ، وهو : هل أنّ هذا الحكم ناسخ للحكم الذي ورد في صدر السورة ، أم هو حكم استثنائي؟ طاهر الآيات يدل على النسخ ، وفي الحقيقة أنّ الغرض من الحكم الأوّل في صدر السورة هو إقامة المنهج العبادي ، وهذا ما حصل لمدّة معينة ثمّ نسخ بعد ذلك بهذه الآية ، وأصبح أخف من ذي قبل ، لأنّ ظاهر الآية يدل على وجود معذورين ، فلذا حفف الحكم على الجميع ، وليس للمعذورين فحسب ، ولذا لا يمكن أن يكون حكما استثنائيا بل هو حكم ناسخ.

ويرد سؤال آخر ، هو : هل أنّ الحكم المذكور بقراءة ما تيسّر من القرآن واجب أم مستحب؟ إنّه مستحب ، واحتمل البعض الآخر الوجوب ، لأنّ قراءة القرآن تبعث على معرفة دلائل التوحيد ، وإرسال الرسل ، وواجبات الدين ، وعلى

١٤٦

هذا الأساس تكون القراءة واجبة.

ولكن يجب الالتفات إلى أنّ الإنسان لا يلزم بقراءة القرآن ليلا أثناء صلاة الليل ، بل يجب على المكلّف أن يقرأ بمقدار ما يحتاجه للتعليم والتربية لمعرفة اصول وفروع الإسلام وحفظه وإيصاله إلى الأجيال المقبلة ، ولا يختص ذلك بزمان ومكان معينين ، والحقّ هو وجوب القراءة لما في ظاهر الأمر (فاقرؤا كما هو مبيّن في اصول الفقه) إلّا أن يقال بقيام الإجماع على عدم الوجوب ، فيكون حينها مستحبا ، والنتيجة هي وجوب القراءة في صدر الإسلام لوجود الظروف الخاصّة لذلك ، واعطي التخفيف بالنسبة للمقدار والحكم ، وظهر الاستحباب بالنسبة للمقدار الميسّر ، ولكن صلاة الليل بقيت واجبة على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيلة حياته (بقرينة سائر الآيات والرّوايات).

ونقرأ في حديث ورد عن الإمام الباقرعليه‌السلام حيث يقول : «... متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الآية( فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) واعلموا أنّه لم يأت نبيّ قط إلّا خلا بصلاة الليل ، ولا جاء نبي قط صلاة الليل في أوّل الليل»(١) .

والملاحظ في الآية ذكر ثلاثة نماذج من الأعذار ، أحدها يتعلق بالجسم (المرض) ، والآخر بالمال (السفر) ، والثالث بالدين (الجهاد في سبيل الله) ، ولذا قال البعض : إنّ المستفاد من الآية هو السعي للعيش بمثابة الجهاد في سبيل الله! وقالوا : إنّ هذه الآية مدنيّة بدليل سياقها في وجوب الجهاد ، إلّا أنّ الجهاد لم يكن في مكّة ، ولكن بالالتفات إلى قوله :( سَيَكُونُ ) يمكن أن تكون الآية مخبرة على تشريع الجهاد في المستقبل ، أي بسبب ما لديكم من الأعذار وما سيكون من الأعذار ، لم يكن هذا الحكم دائميا ، وبهذا الصورة يمكن أن تكون الآية مكّية ولا منافاة في ذلك.

ثمّ يشير إلى أربعة أحكام اخرى ، وبهذه الطريقة يكمل البناء الروحي للإنسان فيقول:( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ٤٥١.

١٤٧

تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

هذه الأوامر الأربعة (الصلاة ، الزكاة ، القروض المستحبة ، الاستغفار) مع الأمر بالقراءة والتدبر في القران الذي ورد من قبل تشكّل بمجموعها منهجا للبناء الروحي ، وهذا مهم للغاية بالخصوص لمن كان في عصر صدر الإسلام.

والمراد من «الصلاة» هنا الصلوات الخمس المفروضة ، والمراد من «الزكاة» الزكاة المفروضة ومن إقراض الله تعالى هو إقراض الناس ، وهذه من أعظم العبارات المتصورة في هذا الباب ، فإنّ مالك الملك يستقرض بمن لا يملك لنفسه شيئا ، ليرغبهم بهذه الطريقة للإنفاق والإيثار واكتساب الفضائل منها وليتربى ويتكامل بهذه الطريقة.

وذكر «الاستغفار» في آخر هذه الأوامر يمكن أن يكون إشارة إلى هذا المعنى وإيّاكم والغرور إذا ما أنجزتم هذه الطاعات ، وبأنّ تتصوروا بأنّ لكم حقّا على الله ، بل اعتبروا أنفسكم مقصرين على الدوام واعتذروا لله.

ويرى البعض أنّ التأكيد على هذه الأوامر هو لئلا يتصور المسلّم أنّ التخفيف سار على جميع المناهج والأوامر الدينية كما هو الحال في التخفيف الذي امر به النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه في قيام وقراءة القرآن ، بل إنّ المناهج والأوامر الدينية باقية على متانتها وقوّتها(١) .

وقيل إنّ ذكر الزكاة المفروضة في هذه الآية هو دليل آخر على مدنيّة هذه الآية ، لأنّ حكم الزكاة نزل بالمدينة وليس في مكّة ، ولكن البعض قال : إنّ حكم الزكاة نزل في مكّة من غير تعيين نصاب ومقدار لها ، والذي فرض بالمدينة تعيين الأنصاب والمقادير.

* * *

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ١٥٦.

١٤٨

ملاحظات

١ ـ ضرورة الاستعداد العقائدي والثقافي

لغرض إيجاد ثورة واسعة في جميع الشؤون الحياتية أو إنجاز عمل اجتماعي ذي أهمية لا بدّ من وجود قوّة عزم بشرية قبل كل شيء ، وذلك مع الإعتقاد الراسخ ، والمعرفة الكاملة ، والتوجيه والفكري والثقافي الضروري والتربوي ، والتربية الأخلاقية ، وهذا ما قام به النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مكّة في السنوات الاولى للبعثة ، بل في مدّة حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولوجود هذا الأساس المتين للبناء أخذ الإسلام بالنمو السريع والرشد الواسع من جميع الجهات.

وما جاء في هذه السورة هو نموذج حي ومنطقي لهذا المنهج المدروس ، فقد خلّف القيام لثلثي الليل أو ثلثه وقراءة القرآن والتمعن فيه أثرا بالغا في أرواح المؤمنين ، وهيأهم لقبول القول الثقيل والسبح الطويل ، وتطبيق هذه الأوامر التي هي أشدّ وطأ وأقوم قيلا كما يعبّر عنه القرآن ، هي التي أعطتهم هذه الموفقية ، وجهزت هذه المجموعة المؤمنة القليلة ، والمستضعفة والمحرومة بحيث أهلتهم لإدارة مناطق واسعة من العالم ، وإذا ما أردنا نحن المسلمين إعادة هذه العظمة والقدرة القديمة علينا أن نسلك هذا الطريق وهذا المنهج ، ولا يجب علينا إزالة حكومة الصهاينة بالاعتماد على أناس عاجزين وضعفاء لم يحصلوا على ثقافة أخلاقية.

٢ ـ قراءة القرآن والتفكر

يستفاد من الرّوايات الإسلامية أنّ فضائل قراءة القرآن ليس بكثرة القراءة ، بل في حسن القراءة والتدبر والتفكر فيها ، ومن الطريف أنّ هناك رواية

وردت عن الإمام الرضاعليه‌السلام في تفسير ذيل الآية :( فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ) رواها عن

١٤٩

جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما تيسّر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر»(١) ، لم لا يكون كذلك والهدف الأساس للقراءة هو التعليم والتربية.

والرّوايات في هذا المعنى كثيرة.

٣ ـ السعي للعيش كالجهاد في سبيل الله

كما عرفنا من الآية السابقة فإنّ السعي لطلب الرزق جعل مرادفا للجهاد في سبيل الله ، وهذا يشير إلى أنّ الإسلام يعير أهمية بالغه لهذا الأمر ، ولم لا يكون كذلك فلأمّة الفقيرة والجائعة المحتاجة للأجنبي لا يمكن لها أن تحصل على الاستقلال والرفاه ، والمعروف أنّ الجهاد الاقتصادي هو قسم من الجهاد مع الأعداء ، وقد نقل في هذا الصدد قول عن الصحابي المشهور عبد الله بن مسعود : «أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله بمنزلة الشهداء» ثمّ قرأ :( وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ) (٢) .

اللهم! وفقنا للجهاد بكلّ أبعاده.

ربّنا! وفقنا لقيام الليل وقراءة القرآن الكريم وتهذيب أنفسنا بواسطة هذا النور السماوي.

ربّنا! منّ على مجتمعنا الإسلامي بمقام الرفعة والعظمة بالإلهام من هذه السورة العظيمة.

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة المزّمل

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٨٢.

(٢) مجمع البيان ، وتفسير أبي الفتوح ، وتفسير القرطبي ، ذيل الآية مورد البحث وقد نقل القرطبي حديثا عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشابه هذه الحديث ، فيستفاد من ذلك أنّ عبد الله بن مسعود قد ذكر الحديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليس هو من قوله.

١٥٠
١٥١

سورة

المدّثّر

مكيّة

وعدد آياتها ستّ وخمسون آية

١٥٢

«سورة المدّثّر»

محتوى السورة :

لا شك أنّ هذه السورة هي من السور المكّية ولكن هناك تساؤل عن أنّ هذه السورة هل هي الاولى النازلة على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم نزلت بعد سورة العلق؟

يتّضح من التمعن في محتوى سورة العلق والمدثر أنّ سورة العلق نزلت في بدء الدعوة ، وأنّ سورة المدثر نزلت في زمن قد امر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه بالدعوة العلنية ، وانتهاء فترة الدعوة السرّية ، لذا قال البعض أنّ سورة العلق هي أوّل سورة نزلت في صدر البعثة ، والمدثر هي السورة الاولى التي نزلت بعد الدعوة العلنية ، وهذا الجمع هو الصحيح.

ومهما يكن فإنّ سياق السور المكّية التي تشير إلى الدعوة وإلى المبدأ والمعاد ومقارعة الشرك وتهديد المخالفين وإنذارهم بالعذاب الإلهي واضح الوضوح في هذه السورة.

يدور البحث في هذه السورة حول سبعة محاور وهي :

١ ـ يأمر الله تعالى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإعلان الدعوة العلنية ، ويأمر أن ينذر المشركين ، وتمسك بالصبر والاستقامة في هذا الطريق والاستعداد الكامل لخوض هذا الطريق.

٢ ـ تشير إلى المعاد وأوصاف أهل النّار الذين واجهوا القرآن بالتكذيب والإعراض عنه.

١٥٣

٣ ـ الإشارة إلى بعض خصوصيات النّار مع إنذار الكافرين.

٤ ـ التأكيد على المعاد بالأقسام المكررة.

٥ ـ ارتباط عاقبة الإنسان بعمله ، ونفي كل أنواع التفكر غير المنطقي في هذا الإطار.

٦ ـ الإشارة إلى قسم من خصوصيات أهل النّار وأهل الجنّة وعواقبهما.

٧ ـ كيفية فرار الجهلة والمغرورين من الحقّ.

فضيلة السورة :

ورد في حديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من قرأ سورة المدثر اعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمّد وكذب به بمكّة»(١) .

وورد في حديث آخر عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال : «من قرأ في الفريضة سورة المدثر كان حقّا على الله أن يجعله مع مجمّد في درجته ، ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبدا»(٢)

وبديهي أنّ هذه النتائج العظيمة لا تتحقق بمجرّد قراءة الألفاظ فحسب ، بل لا بدّ من التمعن في معانيها وتطبيقها حرفيا.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٨٣.

(٢) المصدر السابق.

١٥٤

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠) )

التّفسير

قم وانذر النّاس :

لا شك من أنّ المخاطب في هذه الآيات هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن لم يصرح باسمه ، ولكن القرائن تشير إلى ذلك ، فيقول أوّلا :( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ) فلقد ولى زمن النوم الاستراحة ، وحان زمن النهوض والتبليغ ، وورد التصريح هنا بالإنذار مع أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مبشر ونذير ، لأنّ الإنذار له أثره العميق في إيقاظ الأرواح النائمة خصوصا في بداية العمل.

وأورد المفسّرون احتمالات كثيرة عن سبب تدثرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعوته إلى القيام والنهوض.

١ ـ اجتمع المشركون من قريش في موسم الحج وتشاور الرؤساء منهم

١٥٥

كأبي جهل وأبي سفيان والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وغيرهم في ما يجيبون به عن أسئلة القادمين من خارج مكّة وهم يناقشون أمر النّبي الذي قد ظهر بمكّة ، وفكروا في وأن يسمّي كلّ واحد منهم النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسم ، ليصدوا الناس عنه ، لكنّهم رأوا في ذلك فساد الأمر لتشتت أقوالهم ، فاتفقوا في أن يسمّوه ساحرا ، لأنّ أحد آثار السحرة الظاهرة هي التفريق بين الحبيب وحبيبه ، وكانت دعوة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أثّرت هذا الأثر بين الناس! فبلغ ذلك النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتأثر واغتم لذلك ، فأمر بالدثار وتدثر ، فأتاه جبرئيل بهذه الآيات ودعاه إلى النهوض ومقابلة الأعداء.

٢ ـ إنّ هذه الآيات هي الآيات الأولى التي نزلت على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما نقله جابر بن عبد الله قال : جاوزت بحراء فلمّا قضيت جواري نوديت يا محمّد ، أنت رسول الله ، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ، ونظرت خلفي فلم أر شيئا ، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فملئت منه رعبا ، فرجعت إلى خديجة وقلت : «دثروني دثروني ، واسكبوا عليّ الماء البارد» ، فنزل جبرئيل بسورة :( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) .

ولكن بلحاظ أن آيات هذه السورة نظرت للدعوة العلنية ، فمن المؤكّد أنّها نزلت بعد ثلاث سنوات من الدعوة الخفية ، وهذا لا ينسجم والروية المذكورة ، إلّا أن يقال بأنّ بعض الآيات التي في صدر السورة قد نزلت في بدء الدعوة ، والآيات الأخرى مرتبطة بالسنوات التي تلت الدعوة.

٣ ـ إنّ النّبي كان نائما وهو متدثر بثيابه فنزل عليه جبرائيلعليه‌السلام موقظا إيّاه ، ثمّ قرأ عليه الآيات أن قم واترك النوم واستعد لإبلاغ الرسالة.

٤ ـ ليس المراد بالتدثر التدثر بالثياب الظاهرية ، بل تلبسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوّة والرسالة كما قيل في لباس التقوى.

١٥٦

٥ ـ المراد به اعتزالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانزواؤه واستعد لإنذار الخلق وهداية العباد(١) والمعني الأوّل هو الأنسب ظاهرا.

ومن الملاحظ أنّ جملة (فانذر) لم يتعين فيها الموضوع الذي ينذر فيه ، وهذا يدل على العمومية ، يعني إنذار الناس من الشرك وعبادة الأصنام والكفر والظلم والفساد ، وحول العذاب الإلهي والحساب المحشر إلخ (ويصطلح على ذلك بأن حذف المتعلق يدل على العموم). ويشمل ضمن ذلك العذاب الدنيوي والعذاب الاخروي والنتائج السيئة لأعمال الإنسان التي سيبتلى بها في المستقبل.

ثم يعطي للنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسة أوامر مهمّة بعد الدعوة إلى القيام والإنذار ، تعتبر منهاجا يحتذي به الآخرون ، والأمر الأوّل هو في التوحيد ، فيقول :( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ) (٢) .

ذلك الربّ الذي هو مالكك مربيك ، وجميع ما عندك فمنه تعالى ، فعليك أن تضع غيره في زاوية النسيان وتشجب على كلّ الآلهة المصطنعة ، وامح كلّ آثار الشرك وعبادة الأصنام.

ذكر كلمة (ربّ) وتقديمها على (كبّر) الذي هو يدل على الحصر ، فليس المراد من جملة «فكبر» هو (الله أكبر) فقط ، مع أنّ هذا القول هو من مصاديق التكبير كما ورد من الرّوايات ، بل المراد منه أنسب ربّك إلى الكبرياء والعظمة اعتقادا وعملا ، قولا فعلا وهو تنزيهه تعالى من كلّ نقص وعيب ، ووصفه

__________________

(١) أورد الفخر الرازي هذه التفاسير الخمسة بالإضافة إلى احتمالات أخرى في تفسيره الكبير ، واقتبس منه البعض الآخر من المفسّرين (تفسير الفخر الرازي ، ج ٣٠ ، ص ١٨٩ ـ ١٩٠).

(٢) الفاء من (فكبر) زائدة للتأكيد بقول البعض ، وقيل لمعنى الشرط ، والمعنى هو : لا تدع التكبير عند كلّ حادثة تقع ، (يتعلق هذا القول بالآيات الاخرى الآتية أيضا).

١٥٧

بأوصاف الجمال ، بل هو أكبر من أن يوصف ، ولذا ورد في الرّوايات عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام في معنى الله أكبر : «الله أكبر من أن يوصف» ، ولذا فإنّ التكبير له مفهوم أوسع من التسبيح الذي هو تنزيهه من كل عيب ونقص.

ثمّ صدر الأمر الثّاني بعد مسألة التوحيد ، ويدور حول الطهارة من الدنس فيضيف :( وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ) ، التعبير بالثوب قد يكون كناية عن عمل الإنسان ، لأنّ عمل الإنسان بمنزلة لباسه ، وظاهره مبين لباطنه ، وقيل المراد منه القلب والروح ، أي طهر قلبك وروحك من كلّ الأدران ، فإذا وجب تطهير الثوب فصاحبه اولى بالتطهير.

وقيل هو اللباس الظاهر ، لأنّ نظافة اللباس دليل على حسن التربية والثقافة ، خصوصا في عصر الجاهلية حيث كان الاجتناب من النجاسة قليلا وإن ملابسهم وسخة غالبا ، وكان الشائع عندهم تطويل أطراف الملابس (كما هو شائع في هذا العصر أيضا) بحيث كان يسحل على الأرض ، وما ورد عن الإمام الصّادقعليه‌السلام في معنى أنّه : «ثيابك فقصر»(١) ، ناظر إلى هذا المعنى.

وقيل المراد بها الأزواج لقوله تعالى :( هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ ) (٢) ، والجمع بين هذه المعاني ممكن ، والحقيقة أنّ الآية تشير إلى أنّ القادة الإلهيين يمكنهم إبلاغ الرسالة عند طهارة جوانبهم من الأدران وسلامة تقواهم ، ولذا يستتبع أمر إبلاغ الرسالة ولقيام بها أمر آخر ، هو النقاء والطهارة.

ويبيّن تعالى الأمر الثّالث بقوله :( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) المفهوم الواسع للرجز كان سببا لأن تذكر في تفسيره أقوال مختلفة ، فقيل : هو الأصنام ، وقيل : المعاصي ، وقيل : الأخلاق الرّذيلة الذميمة ، وقيل : حبّ الدنيا الذي هو رأس كلّ خطيئة ، وقيل هو العذاب الإلهي النازل بسبب الترك والمعصية ، وقيل : كل ما يلهي

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٨٥.

(٢) البقرة ، ١٨٧.

١٥٨

عن ذكر الله.

والأصل أنّ معنى «الرجز» يطلق على الاضطراب والتزلزل(١) ثمّ اطلق على كل أنواع الشرك ، عبادة الأصنام ، والوساوس الشيطانية والأخلاق الذميمة والعذاب الإلهي التي تسبب اضطراب الإنسان ، فسّره البعض بالعذاب(٢) ، وقد اطلق على الشرك والمعصية والأخلاق السيئة وحبّ الدّنيا تجلبه من العذاب.

وما تجدر الإشارة إليه أنّ القرآن الكريم غالبا ما استعمل لفظ «الرجز» بمعنى العذاب(٣) ، ويعتقد البعض أنّ كلمتي الرجز والرجس مرادفان(٤) .

وهذه المعاني الثلاثة ، وإن كانت متفاوتة ، ولكنّها مرتبطة بعضها بالآخر ، وبالتالي فإنّ للآية مفهوما جامعا ، وهو الانحراف والعمل السيء ، وتشمل الأعمال التي لا ترضي اللهعزوجل ، والباعثة على سخر الله في الدنيا والآخرة ، ومن المؤكّد أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد هجر واتقى ذلك حتى قبل البعثة ، وتاريخه الذي يعترف به العدو والصديق شاهد على ذلك ، وقد جاء هذا الأمر هنا ليكون العنوان الأساس في مسير الدعوة إلى الله ، وليكون للناس أسوة حسنة.

ويقول تعالى في الأمر الرّابع :( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) .

هنا التعلق محذوف أيضا ، ويدل على سعة المفهوم كليته ، ويشمل المنّة على الله والخلائق ، أي فلا تمنن على الله بسعيك واجتهادك ، لأنّ الله تعالى هو الذي منّ عليك بهذا المقام المنيع.

ولا تستكثر عبادتك وطاعتك وأعمالك الصالحة ، بل عليك أن تعتبر نفسك مقصرا وقاصرا ، واستعظم ما وفقت إليه من العبادة.

__________________

(١) مفردات الراغب.

(٢) الميزان ، في ظلال القرآن.

(٣) راجع الآيات ، ١٣٤ ـ ١٣٥ من سورة الأعراف ، والآية ٥ من سورة سبأ ، والآية ١١ من سورة الجاثية ، والآية ٥٩ من سورة البقرة ، والآية ١٦٢ من سورة الأعراف ، والآية ٣٤ من سورة العنكبوت.

(٤) وذكر ذلك في تفسير الفخر الرازي بصورة احتمال ، ج ٣٠ ، ص ١٩٣.

١٥٩

وبعبارة أخرى : لا تمنن على الله بقيامك بالإنذار ودعوتك إلى التوحيد وتعظيمك لله وتطهيرك ثيابك وهجرك الرجز ، ولا تستعظم كل ذلك ، بل أعلم أنّه لو قدمت خدمة للناس سواء في الجوانب المعنوية كالإرشاد والهداية ، أم في الجوانب المادية كالإنفاق والعطاء فلا ينبغي أن تقدمها مقابل منّة ، أو توقع عوض أكبر ممّا أعطيت ، لأنّ المنّة تحبط الأعمال الصالحة :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) (١) .

«لا تمنن» من مادة «المنّة» وتعني في هذه الموارد الحديث عن تبيان أهمية النعم المعطاة للغير ، وهنا يتّضح لنا العلاقة بينه وبين الاستكثار ، لأنّ من يستصغر عمله لا ينتظر المكافأة ، فكيف إذن بالاستكثار ، فإنّ الامتنان يؤدي دائما إلى الاستكثار ، وهذا ممّا يزيل قيمة النعم ، وما جاء من الرّوايات يشير لهذا المعنى : «لا تعط تلتمس أكثر منها»(٢) كما جاء في حديث آخر عن الإمام الصادقعليه‌السلام في تفسير الآية : «لا تستكثر ما عملت من خير لله»(٣) وهذا فرع من ذلك المفهوم.

ويشير في الآية الأخرى إلى الأمر الأخير في هذا المجال فيقول :( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) ، ونواجه هنا مفهوما واسعا عن الصبر الذي يشمل كلّ شيء ، أي اصبر في طريق أداء الرسالة ، واصبر على أذى المشركين الجهلاء ، واستقم في طريق عبودية الله وطاعته ، واصبر في جهاد النفس وميدان الحرب مع الأعداء.

ومن المؤكّد أنّ الصبر هو ضمان لإجراء المناهج السابقة ، والمعروف أنّ الصبر هو الثروة الحقيقية لطريق الإبلاغ والهداية ، وهذا ما اعتمده القرآن الكريم

__________________

(١) البقرة ، ٢٦٤.

(٢) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٤٥٤ ، وتفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٠٠.

(٣) المصدر السابق.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423