منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291475 / تحميل: 5560
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وزادجش : له كتاب نوادر ، أخبرنا الحسين ، عن أحمد بن جعفر ، عن حميد ، عنه به(١) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله المسلي الثقة ، عنه أيّوب بن نوح ، وحميد(٢) .

٢٧٢٥ ـ محمّد بن عبد الله بن المطّلب :

الشيباني ، يكنّى أبا المفضل(٣) ، كثير الرواية ، حسن الحفظ ، ضعّفه جماعة من أصحابنا ؛ وقالغض : إنّه وضّاع كثير المناكير. وأرى ترك ما ينفرد به ،صه (٤) .

وفيست إلى أن قال : حسن الحفظ ، غير أنّه ضعّفه جماعة من أصحابنا ، أخبرنا بجميع رواياته(٥) عنه جماعة من أصحابنا(٦) .

وفيلم : كثير الرواية إلاّ أنّه ضعّفه قوم(٧) .

ومرّ : ابن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله(٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٣ / ٩٢٣.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

(٣) في نسخة « ش » : أبا الفضل.

(٤) الخلاصة : ٢٥٢ / ٢٧ ، وفيها بعد المناكير زيادة : رأيت كتبه وفيها الأسانيد من دون المتون والمتون من دون الأسانيد.

(٥) في المصدر : كتبه ورواياته.

(٦) الفهرست : ١٤٠ / ٦١٠.

(٧) رجال الشيخ : ٥١١ / ١١٠ ، وفيه زيادة : أخبرنا عنه جماعة.

(٨) عن رجال النجاشي : ٣٩٦ / ١٠٥٩ والخلاصة : ٢٥٦ / ٥٣.

١٠١

وفيتعق : يأتي بعض ما فيه في الكنى(١) (٢) .

أقول : لا يخفى أنّجش ذكر في ترجمة هذا الرجل أباه ثمّ أجداده على الترتيب(٣) ، والشيخرحمه‌الله ذكر أباه ثمّ جدّه الأعلى وهو المطّلب(٤) ، فظنّ العلاّمةقدس‌سره تعدّده فجعل له ترجمتين(٥) ، وقد سبقهب في الكنى(٦) ، فتأمّل.

٢٧٢٦ ـ محمّد بن عبد الله المكّي :

له نوادر ، رويناها بهذا الإسناد ، عن حميد ، عنه ،ست (٧) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل(٨) . والظاهر أنّ هذا هو المسلي المتقدّم(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله المكّي ، عنه حميد(١٠) .

__________________

(١) وفيه ترحّم النجاشي عليه كما في ترجمة علي بن الحسين بن علي المسعودي : ٢٥٤ / ٦٦٥ ، وإكثار الثقة الجليل علي بن محمّد الخزّاز من الرواية عنه وترحّمه عليه ، كفاية الأثر : ٢٣ و ٣٥ و ٥٦ و ٦٢.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

(٣) رجال النجاشي : ٣٩٦ / ١٠٥٩ ، حيث ذكره قائلاً : محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن البهلول بن همّام بن المطّلب. إلى آخره.

(٤) كما تقدّم آنفاً عن الفهرست والرجال.

(٥) الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٣ ، ٢٥٢ / ٢٧.

(٦) معالم العلماء : ١٤١ / ٩٩٢ ، ١٤٢ / ٩٩٣.

(٧) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦٩ ، وفيه بدل المكّي : المسلي.

(٨) الفهرست : ١٥١ / ٦٦٠.

(٩) ذكر الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهمعليهم‌السلام ٤٩٩ / ٥٣ محمّد بن عبد الله المكّي روى عنه حميد نوادر ، مات سنة ستّ وستّين ومائتين وصلّى عليه ابنه. إلاّ أنّ القهبائي في مجمع الرجال : ٥ / ٢٤٩ نقل عن الشيخ في كتابيه بدل المكّي : المسلي.

(١٠) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

١٠٢

٢٧٢٧ ـ محمّد بن عبد الله بن مملك :

الأصبهاني ، أصله جرجان وسكن أصبهان ، أبو عبد الله ، جليل في أصحابنا عظيم القدر والمنزلة ، كان معتزليّاً ورجع على يد عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويهرحمه‌الله ،صه (١) .

وزادجش : له كتب(٢) .

وفيتعق : يأتي عنست في باب المصدّر بالابن(٣) (٤) .

٢٧٢٨ ـ محمّد بن عبد الله بن مهران :

أبو جعفر الكرخي ، من أبناء الأعاجم ، غال ، كذّاب ، فاسد المذهب والحديث مشهور بذلك ، عنه(٥) البرقي ،جش (٦) .

ونحوهصه إلاّ : عنه(٧) البرقي(٨) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به(٩) جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(١٠) .

وفيج : ضعيف(١١) . وزاددي : يرمى بالغلو(١٢) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٦١ / ١٥٣. وفي نسخة « ش » بدل مملك : ملك.

(٢) رجال النجاشي : ٣٨٠ / ١٠٣٣.

(٣) أي : ابن مملك ، الفهرست : ١٩٣ / ٩٠٤.

(٤) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٥) في نسخة « ش » : عن.

(٦) رجال النجاشي : ٣٥٠ / ٩٤٢.

(٧) في نسخة « ش » : عن.

(٨) الخلاصة : ٢٥٢ / ٢١.

(٩) به ، لم ترد في نسخة « م ».

(١٠) الفهرست : ١٥٤ / ٦٨٨.

(١١) رجال الشيخ : ٤٠٦ / ١٥.

(١٢) رجال الشيخ : ٤٢٣ / ٢٦.

١٠٣

وفيلم : محمّد بن يحيى المعاذي ومحمّد بن علي الهمداني ومحمّد ابن هارون وممويه ومحمّد بن عبد الله بن مهران ضعفاء روى عنهم محمّد ابن أحمد بن يحيى(١) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : محمّد بن عبد الله بن مهران متّهم وهو غال(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن مهران ، عنه البرقي(٣) .

٢٧٢٩ ـ محمّد بن عبد الله بن نجيح :

أبو عبد الله المعروف بالشخير بالشين المعجمة والخاء المعجمة رجل من أصحابنا قليل الحديث ،صه (٤) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب نوادر ، يروي عن الحسن بن محبوب وسليمان الديلمي ، عنه ابن ثابت(٥) .

أقول : ظهر ممّا مرّ كونه من مصنّفي الإماميّة ويكفيه حسناً ، ولذا ذكره فيد وصه في القسم الأوّل(٦) ، وجعله في الوجيزة(٧) ممدوحاً(٨) .

وفيضح : المعروف بالشخّير : بالشين المعجمة والخاء المشدّدة والراء بعد الياء المثنّاة من تحت(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٩٣ / ١٣ ١٧.

(٢) رجال الكشّي : ٥٧١ / ١٠٨١.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

(٤) الخلاصة : ١٥٦ / ١٠٨ ، وفيها وفي رجال النجاشي بعد أبو عبد الله زيادة : الكوفي.

(٥) رجال النجاشي : ٣٤٩ / ٩٤١.

(٦) رجال ابن داود : ١٧٧ / ١٤٣٧.

(٧) في نسخة « م » : وفي الوجيزة.

(٨) الوجيزة : ٣٠٧ / ١٧٠٦.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٢٧٧ / ٦١٧.

١٠٤

وفيمشكا : ابن عبد الله بن نجيح ، عنه ابن ثابت. وهو عن الحسن ابن محبوب ، وسليمان الديلمي(١) .

٢٧٣٠ ـ محمّد بن عبد الله الهاشمي :

له كتاب يرويه القمّيّون ، عنه الحسن بن محبوب ،جش (٢) .

أقول : في رواية القمّيّين كتابه مع ما عرف من سلوكهم مع الرواة دلالة تامّة على جلالته ، مضافاً إلى رواية الحسن بن محبوب عنه.

٢٧٣١ ـ محمّد بن عبد المؤمن المؤدّب :

قمّي ، ثقة ، له كتاب ،صه (٣) .

وزادجش : أخبرنا الحسين بن أحمد بن موسى ، عن جعفر بن محمّد ، عنه به(٤) .

٢٧٣٢ ـ محمّد بن عبد الملك الأنصاري :

كوفي ، نزل بغداد ، أسند عنه ، ضعيف ،ق (٥) .

وزادصه بعد الأنصاري : من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

٢٧٣٣ ـ محمّد بن عبد الملك الدقيقي :

في ترجمة سعد بن عبد الله ما يشير إلى حسن حاله(٧) ،تعق (٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

(٢) رجال النجاشي : ٣٥٦ / ٩٥٤ ، وفيه أنّ الراوي لكتابة محمّد بن عبد الله بن هلال. والحسن بن محبوب هو راوي كتاب محمّد بن عبد الله بن رباط المذكور في رجال النجاشي بعد هذا ، وهذا الخطأ صدر من الميرزا في المنهج : ٣٠٤ وتبعه المصنّف.

(٣) الخلاصة : ١٦١ / ١٥٠.

(٤) رجال النجاشي : ٣٧٨ / ١٠٢٨.

(٥) رجال الشيخ : ٢٩٤ / ٢٢٣.

(٦) الخلاصة : ٢٥٠ / ٦.

(٧) عن رجال النجاشي : ١٧٧ / ٤٦٧ ، وفيه أنّه من وجوه العامّة.

(٨) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

١٠٥

أقول : يظهر منها كونه من محدّثي العامّة ، فلاحظ وتأمّل.

٢٧٣٤ ـ محمّد بن عبد الملك بن محمّد :

التبان بالتاء المثنّاة من فوق ثمّ الموحّدة والنون بعد الألف يكنّى أبا عبد الله ، كان معتزليّاً ثمّ أظهر الانتقال ولم يكن ساكناً ،صه (١) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : وقد ضَمِنّا أنْ نذكر كلّ مصنِّف ينتمي إلى هذه الطائفة ، له كتاب في تكليف من علم الله أنّه يكفر ، وله كتاب في المعدوم ، مات لثلاث بقين من ذي القعدة سنة تسع عشرة وأربعمائة(٢) (٣) .

٢٧٣٥ ـ محمّد بن عبيد بن صاعد :

واقف ، يكنّى أبا عبد الله ،جش (٤) ؛ ومثلهصه (٥) .

ثمّ زادجش : روى عن القاسم بن إسماعيل ، له كتاب نوادر ، وقال الحسين بن أحمد بن إلياس : حدّثني خالي.

أقول : فيمشكا : ابن عبيد بن صاعد ، عنه الحسين بن أحمد بن إلياس. وهو عن القاسم بن إسماعيل(٦) .

٢٧٣٦ ـ محمّد بن عبيد الكاتب :

وجه من الكوفيّين ، ثقة ، عين ،صه (٧) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٦٤ / ١٧٨.

(٢) رجال النجاشي : ٤٠٣ / ١٠٦٩.

(٣) لم يرد ذكر لهذه الترجمة في نسخة « ش ».

(٤) رجال النجاشي : ٣٤٣ / ٩٢٤ ، وفيه وفي الخلاصة بعد صاعد زيادة : كوفي‌

(٥) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤٦.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٤٣.

(٧) الخلاصة : ١٥٤ / ٨٥.

١٠٦

وزادجش : له كتاب ، عنه محمّد بن عبيد العقيقي الكندي(١) .

أقول : فيمشكا : ابن عبيد الكاتب الثقة ، عنه محمّد بن عبيد العقيقي(٢) .

٢٧٣٧ ـ محمّد بن عبيد بن نسطاس :

المدني أسند عنه ،ق (٣) ) .

٢٧٣٨ ـ محمّد بن عبيد الله :

أبو عبد الله الملقّب بماجيلويه ، تقدّم بعنوان ابن عبد الله ،تعق (٥) .

٢٧٣٩ ـ محمّد بن عبيد الله بن أحمد :

ابن محمّد ، وهو ابن أبي غالب ، شيخنا ،صه (٦) .

جش إلى قوله : ابن محمّد ؛ وزاد : ابن سليمان بن الحسن بن الجهم ابن بكير بن أعين أبو طاهر الزراري ، كان أديباً وسمع ، وهو ابن أبي غالب(٧) ، شيخنا ، له كتاب فضل الكوفة على البصرة(٨) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٩) .

ويظهر من رسالة جدّه أبي غالب إليه فضله وجلالته ، فلاحظ.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٩ / ٩٠٨.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٣.

(٣) ق ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الشيخ : ٢٩٤ / ٢٢٩.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

(٦) الخلاصة : ١٦٤ / ١٧٥.

(٧) في نسختين لنا من المصدر : وهو ابن ابن أبي غالب.

(٨) رجال النجاشي : ٣٩٨ / ١٠٦٤.

(٩) الوجيزة : ٣٠٧ / ١٧١٥.

١٠٧

٢٧٤٠ ـ محمّد بن عثمان بن الحسن :

يأتي بعنوان ابن عثمان القاضي ؛ وهو غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان.

٢٧٤١ ـ محمّد بن عثمان أخو حمّاد :

قال ابن عقدة عن علي بن الحسين بن فضّال : إنّه ثقة ،صه (١) .

٢٧٤٢ ـ محمّد بن عثمان الخدري :

روى عنه صفوان في الصحيح(٢) ،تعق (٣) .

٢٧٤٣ ـ محمّد بن عثمان بن زيد :

الجهني الكوفي أبو عمارة ، أسند عنه ،ق (٤) .

٢٧٤٤ ـ محمّد بن عثمان بن سعيد :

العمري ، يكنّى أبا جعفر ، وأبوه يكنّى أبا عمرو ، جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمانعليه‌السلام ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة ،لم (٥) .

ومثلهصه مع زيادة(٦) .

وفيتعق : حالهما في العظمة والجلالة والثقة(٧) أظهر من أن يحتاج إلى بيان ، ويأتي إن شاء الله في آخر الكتاب وفي الألقاب ذكرهما(٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٦٥ / ١٨٨.

(٢) الكافي ٤ : ٨١ / ٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن العبّاس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عنه.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

(٤) رجال الشيخ : ٢٩٥ / ٢٤١.

(٥) رجال الشيخ : ٥٠٩ / ١٠١.

(٦) الخلاصة : ١٤٩ / ٥٧ ، وفيها بعد العمري زيادة : الأسدي.

(٧) في نسخة « ش » : والفقه.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

١٠٨

أقول : فيمشكا : ابن عثمان بن سعيد العمري صاحب المنزلة الجليلة ، عنه عبد الله بن محمّد الجعفري(١) ، ويعرف أيضاً بمقارنة من يروي عن الصاحبعليه‌السلام حيث إنّه وكيل(٢) .

٢٧٤٥ ـ محمّد بن عثمان القاضي :

الظاهر أنّه من المشايخ وشيخ النجاشي(٣) ، ومضى في فارس بن سليمان ، وفي ترجمة محمّد بن يوسف الصنعاني وصفه بالمعدّل ،تعق (٤) .

٢٧٤٦ ـ محمّد بن عثيم الكوفي :

أسند عنه ،ق (٥) .

٢٧٤٧ ـ محمّد بن عذافر :

بالعين المضمومة المهملة والذال المعجمة والفاء والراء ، ابن عيسى الصيرفي المدايني ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام وعمّر إلى أيّام الرضاعليه‌السلام ،صه (٦) .

وزادجش : له كتاب تختلف الرواة عنه ، عمرو بن عثمان عنه به(٧) .

__________________

(١) في المصدر : عبد الله بن جعفر الحميري.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٣.

(٣) انظر : رجال النجاشي ترجمة الحسين بن خالويه : ٦٧ / ١٦١ وترجمة حريز بن عبد الله : ١٤٤ / ٣٧٥ وترجمة حذيفة بن منصور : ١٤٧ / ٣٨٣ ، وغير ذلك.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٥ ، إلاّ أنّ الّذي فيها : ومرّ في فارس بن سليمان أنّه أبو الحسن محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي والظاهر أنّه وهم من الناسخ ، وسيجي‌ء في محمّد بن يوسف الصنعاني وصف النجاشي إيّاه بالمعدّل ، انتهى.

أقول : وهذا هو الصواب كما مرّ ذلك عن رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٤٩ ويأتي عنه أيضاً : ٣٥٧ / ٩٥٦ ، فلاحظ.

(٥) رجال الشيخ : ٢٩٧ / ٢٧٠.

(٦) الخلاصة : ١٣٨ / ٩ ، وفيها زيادة : ومات وله ثلاث وتسعون سنة.

(٧) رجال النجاشي : ٣٥٩ / ٩٦٦.

١٠٩

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عنه(١) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد(٢) .

وفيظم : له كتاب ، ثقة(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن عذافر الثقة ، عنه عمرو بن عثمان الثقة الثقفي ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، ومحمّد بن عمر بن يزيد ، وإبراهيم بن هاشم ، وعبد الغفّار بن القاسم ، وموسى بن القاسم في عدّة مواضع.

قال في المنتقى : الغالب توسّط محمّد بن عمر بن يزيد بين موسى بن القاسم ومحمّد بن عذافر ، ويوجد في عدّة مواضع ترك الواسطة ، لكن يكثر وقوع خلل النقصان في إيراد الشيخ للأخبار خصوصاً في روايات موسى(٤) ، انتهى(٥) .

٢٧٤٨ ـ محمّد بن عطيّة :

ثقة ،صه (٦) .

ومرّ عنجش توثيقه في أخيه الحسن(٧) .

__________________

(١) الفهرست : ١٤٨ / ٦٣٦.

(٢) الفهرست : ١٤٨ / ٦٣٥ ، والإسناد الوارد فيه : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد. إلى آخره.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٩ / ١٤.

(٤) منتقى الجمان : ٣ / ١١٥.

(٥) هداية المحدّثين : ١٤٣.

(٦) الخلاصة : ١٦٤ / ١٨٢.

(٧) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٣ ، وفيه : الحسن بن عطيّة الحنّاط كوفي مولى ثقة ، وأخواه أيضاً محمّد وعلي [ و ] كلّهم رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وسيأتي من المصنّف في الّذي بعيده التأمّل في عبارة النجاشي بإفادتها التوثيق بالنسبة إلى محمّد.

١١٠

أقول : هذا هو الآتي بعيدة كما سيصرّح به الميرزا.

٢٧٤٩ ـ محمّد بن عطيّة الحنّاط :

بالحاء المهملة ، أخو الحسن وجعفر ، كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو ضعيف ،صه (١) .

جش ، وفيه بدل ضعيف : صغير ؛ وزاد : له كتاب عنه ابن أبي عمير(٢) .

ود كصه (٣) ، وكأنّهما صحّفا كلمة صغير بضعيف. وهذا هو المذكور قبيله ، فلاحظ.

وفيتعق : كذا أيضاً قال في النقد ، وقال : وهو أربع نسخ عندي(٤) ، انتهى. ولا ريب فيما ذكراه(٥) (٦) .

أقول : لا ريب فيما ذكروه من تصحيف صغير بضعيف ، وفي نسختين منجش عندي أيضاً : صغير ، لكن ينبغي التأمّل في إفادة كلامجش في أخيه توثيقه مع عدم توثيقه إيّاه في بابه ، إلاّ أنّ في رواية ابن أبي عمير عنه دلالة على جلالته.

وفيمشكا : ابن عطّية الحنّاط ، عنه ابن أبي عمير(٧) .

٢٧٥٠ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

ابن محمّد الهمذاني بالذال المعجمة روى عن أبيه عن جدّه عن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٥٦ / ٩٥٢.

(٣) رجال ابن داود : ٢٧٤ / ٤٦٧.

(٤) نقد الرجال : ٣٢٠ / ٥٥٣.

(٥) في نسخة « م » : ذكرناه.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٥.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

١١١

الرضاعليه‌السلام ، وكان محمّد وكيل الناحية ( وأبوه علي أيضاً وكيل الناحية ، وجدّه إبراهيم بن محمّد وكيل الناحية )(١) وكان لمحمّد بن علي ولد سمّي القاسم كان وكيل الناحية أيضاً ،صه (٢) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد بعد عن الرضاعليه‌السلام : وروى إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن محمّد الهمداني عن الرضاعليه‌السلام ، أخبرني أبو العبّاس أحمد ابن علي بن نوح قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا القاسم ابن محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الّذي تقدّم ذكره وكيل الناحية ، وأبوه وكيل الناحية ، وجدّه علي وكيل الناحية ، وجدّ أبيه إبراهيم بن محمّد وكيل.

قال : وكان في وقت القاسم بهمدان معه أبو علي بسطام بن علي والعزيز(٣) بن زهير وهو أحد بنى كشمرد وثلاثتهم وكلاء في موضع واحد بهمدان ، وكانوا يرجعون في هذا إلى أبي محمّد الحسن بن هارون بن عمران الهمذاني وعن رأيه يصدرون ، ومن قبله عن(٤) رأي أبيه أبي عبد الله بن(٥) هارون ، وكان أبو عبد الله وابنه أبو محمّد وكيلين.

ولمحمّد بن علي نوادر كبيرة(٦) ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد بن علي ، عن أبيه(٧) .

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) الخلاصة : ١٥٥ / ١٠٠.

(٣) في المصدر : والعُزير.

(٤) في نسخة « ش » : من.

(٥) ابن ، لم ترد في المصدر.

(٦) في نسخة « ش » : كثيرة.

(٧) رجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٨.

١١٢

ويأتي ابن علي بن إبراهيم مقدوحاً(١) ، فلا تغفل.

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن محمّد وكيل الناحية ، عنه القاسم بن محمّد بن إبراهيم ابنه(٢) .

٢٧٥١ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

ابن موسى أبو جعفر القرشي ، مولاهم ، صيرفي ، ابن أُخت خلاّد المقرئ وهو خلاّد بن عيسى ، وكان محمّد بن علي يلقّب أبا سُمينة بضمّ السين المهملة والنون بعد المثنّاة من تحت ضعيف جدّاً فاسد الاعتقاد لا يعتمد في شي‌ء ،صه (٣) .

وزادجش : عنه محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه(٤) . ويأتي : ابن علي الصيرفي(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن موسى المكنّى بأبي سُمينة الكذّاب الضعيف ، عنه محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، وجعفر بن عبد الله‌

__________________

(١) عن الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٧.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

(٣) الخلاصة : ٢٥٣ / ٢٩ بزيادة : وكان قد ورد قم واشتهر بالكذب ونزل على أحمد بن محمّد بن عيسى مدّة ، ثمّ اشتهر بالغلو فجفي ، وأخرجه أحمد بن محمّد بن عيسى من قم ، وكان كذّاباً شهيراً في الارتفاع لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه ، روى المفيد كتبه إلاّ ما كان فيها من تخليط أو غلو أو تدليس أو ينفرد به ولا يعرف من غير طريقه. ذكر علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان أنّه قال : كدت أن أقنت على أبي سمينة محمّد بن علي الصيرفي ، قال : فقلت له : ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟ قال : لأني أعرف منه ما لا تعرفه. وقال الفضل في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد بن الصائغ ومحمّد ابن سنان ، أبو سمينة أشهرهم.

(٤) رجال النجاشي : ٣٣٢ / ٨٩٤.

(٥) عن الفهرست : ١٤٦ / ٦٢٤ ورجال الكشّي : ٥٤٥ / ١٠٣٢ و ١٠٣٣.

١١٣

المحمّدي(٣) .

٢٧٥٢ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

ابن موسى بن جعفر ، في الإرشاد ما يدلّ على أنّه كان واقفاً(٤) .

وفيتعق : وكذا أيضاً ذكر في الكافي(٥) (٦) .

٢٧٥٣ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

الهمذاني بالذال المعجمة أبو جعفر ، قالغض : كانت لأبيه وصلة بأبي الحسنعليه‌السلام ، وحديثه يعرف وينكر ويروي عن الضعفاء كثيراً ويعتمد المراسيل ،صه (١) .

ويحتمل كونه أبا سُمينة(٢) .

وفيتعق : بل هو الوكيل الجليل المذكور ، وكلامغض ليس بشي‌ء(٨) .

٢٧٥٤ ـ محمّد بن علي بن أبي شعبة :

الحلبي أبو جعفر ، وجه أصحابنا وفقيههم ، والثقة الذي لا يطعن عليه ، هو وإخوته عبيد الله وعمران وعبد الأعلى ، له كتاب ،صه (٩) .

__________________

(٣) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

(٤) الإرشاد : ٢ / ٣٢٧.

(٥) الكافي ١ : ٤٢٤ / ٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٦.

(١) الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٧.

(٢) وذلك لما ذكره الشيخ في الفهرست : ١٤٣ / ٦١٨ في ترجمة محمّد بن علي الهمداني نقلاً عن ابن بطّة قوله : هو أبو سمينة.

(٨) تعليقه الوحيد البهبهاني : ٣٠٦.

(٩) الخلاصة : ١٤٣ / ٣٠.

١١٤

وزادجش : التفسير ، عنه صفوان وابن مسكان(١) .

وفيست : له كتاب ، وهو ثقة ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن أبي شعبة الحلبي الثقة ، عنه عبد الله بن مسكان ، ومنصور بن حازم ، والحسن بن محبوب ، وصفوان ابن يحيى ، وأبو جميلة المفضّل بن صالح ، وأبان بن عثمان ، وحمّاد بن عثمان.

وفي إسناد الشيخ : الحسين بن عثمان عن محمّد الحلبي(٣) . والظاهر أنّه سهو ، والغالب توسّط ابن مسكان بين الحسين والحلبي.

وفي التهذيب : الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله ، عن الحلبي(٤) . فعبد الله هو ابن مسكان ، والحلبي هو محمّد(٥) .

٢٧٥٥ ـ محمّد بن علي الأسترآبادي‌

يروي عنه الصدوق مترضّياً مترحّماً(٦) ،تعق (٧) .

٢٧٥٦ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

الأسترآباديقدس‌سره صاحب كتاب الرجال ، ذكره فيتعق بعنوان : ابن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٢٥ / ٨٨٥.

(٢) الفهرست : ١٣٠ / ٥٨٥.

(٣) التهذيب ٢ : ٣١٦ / ١٢٩٣ ، وفيه الحلبي فقط.

(٤) التهذيب ٨ : ٧٣ / ٢٤٥.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

(٦) أمالي الصدوق : ١٤٧ / ١ ، ولم يرد فيه الترضّي.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

١١٥

علي بن كبل(١) ، ونذكره هناك تبعاً له دام ظلّه.

٢٧٥٧ ـ محمّد بن علي الأسود :

أبو جعفر ، روى عنه الصدوق مترضّياً(٢) ،تعق (٣) .

٢٧٥٨ ـ محمّد بن علي بن بشّار :

يروي عنه الصدوق مترضّياً(٤) ، ويحتمل أن يكون بالمثنّاة والمهملة ،تعق (٥) .

٢٧٥٩ ـ محمّد بن علي بن بلال :

ثقة ،كر (٦) .

وزادصه : من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، قبل ثقة ؛ ثمّ زاد : وقال الشيخ في كتاب الغيبة : من المذمومين أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال. فنحن في روايته من المتوقّفين(٧) .

وقال في القسم الثاني : محمّد بن علي بن بلال أبو طاهر ، قال الشيخ في كتاب الغيبة : إنّه من المذمومين(٨) ، انتهى.

وذكرطس من السفراء الموجودين في الغيبة الصغرى والأبواب‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٩ ، وفيها وفي النسخة الخطيّة منها : محمّد بن علي ابن وكيل الأسترآبادي.

(٢) إكمال الدين : ٥٠١ / ٢٨.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

(٤) الخصال : ٧٢ / ١٠٩ وإكمال الدين : ٣٢٢ / ٤ ، ولقّب فيهما بالقزويني.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

(٦) رجال الشيخ : ٤٣٥ / ٤.

(٧) الخلاصة : ١٤٢ / ٢٦.

(٨) الخلاصة : ٢٥٧ / ٦٤.

١١٦

المعروفين الّذين(١) لا تختلف الإماميّة القائلون بإمامة الحسن بن عليعليه‌السلام فيهم محمّد بن علي بن بلال(٢) .

وقال الشيخرحمه‌الله في كتاب الغيبة : ومنهم أي المذمومين أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال(٣) .

ويأتي إن شاء الله في الخاتمة(٤) .

وفيتعق : في الاحتجاج أيضاً ذكره من المذمومين ، وذكر توقيعاً في آخره : وأعلمهم تولاكم(٥) الله أنّنا في التوقّي والمحاذرة منه يعني الشلمغاني على مثل ما كنّا عليه ممّن تقدّمه من نظرائه من الشريعي(٦) والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم. الحديث(٧) (٨) .

٢٧٦٠ ـ محمّد بن علي بن جاك :

بالجيم والكاف ، تيمي ، يكنّى أبا طاهر ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (٩) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : الّذي.

(٢) إعلام الورى : ٤٨٨.

(٣) الغيبة : ٣٥٣.

(٤) منهج المقال : ٤٠٦ ، عدّه من المذمومين الّذين ادّعوا النيابة قائلاً : ومنهم أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال ، وقصته معروفة فيما جرى بينه وبين أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري نضّر الله وجهه ، وتمكنه بالأموال الّتي كانت عنده للإمام وامتناعه من تسليمها وادّعاؤه أنّه الوكيل ، حتّى تبرأت الجماعة منه ولعنوه ، وخرج فيه من صاحب الزمانعليه‌السلام ما هو معروف.

(٥) في المصدر : تولاك.

(٦) في المصدر : السريعي.

(٧) الاحتجاج : ٢ / ٤٧٤.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

(٩) الخلاصة : ١٥٥ / ٩٣ ، وفيها وفي رجال النجاشي زيادة : ذكر ذلك أبو العبّاس من أهل القرآن فاضل.

١١٧

وزادجش : له كتاب ، محمّد بن أحمد الأيادي عنه به ؛ وفيه قمّي بدل تيمي(١) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن جاك الثقة ، عنه محمّد بن أحمد الأيادي(٢) .

٢٧٦١ ـ محمّد بن علي بن الحسين :

ابن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال ، له مصنّفات كثيرة ذكرناها في الفهرست ، روى عنه التلعكبري ،لم (٣) .

وفيصه : ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي أبو جعفر ، نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث(٤) السنّ ، كان جليلاً حافظاً للأحاديث بصيراً بالرجال ناقداً للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه ، له نحو من ثلاثمائة مصنَّف ذكرنا أكثرها في الكتاب الكبير ، ماترضي‌الله‌عنه بالري سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة(٥) .

وفيست : يكنّى أبا جعفر كان جليلاً. إلى قولصه : له نحو من ثلاثمائة مصنَّف ؛ ثمّ زاد : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٢ / ٩١٩ ، وفيه : أحمد بن محمّد الأيادي.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٥.

(٣) رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٥ ، وفيه زياد : أخبرنا عنه جماعة منهم محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله.

(٤) في نسخة « م » : حدوث.

(٥) رجال النجاشي : ٣٨٩ / ١٠٤٩.

١١٨

منهم الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو الحسين جعفر بن الحسن بن حسكة القمّي وأبو زكريّا محمّد ابن سليمان الحمراني كلّهم عنه(١) .

وفيتعق : ذكر المحقّق البحراني في حاشية البلغة نقل المشايخ معنعناً عن شيخنا البهائيرحمه‌الله وقد كان سئل عن ابن بابويه فعدّله ووثّقه واثنى عليه وقال(٢) : سئلت قديماً عن زكريّا بن آدم والصدوق ومحمّد بن علي بن بابويه : أيّهما أفضل وأجلّ مرتبة؟ فقلت : زكريّا بن آدم ، لتوافر(٣) الأخبار بمدحه ؛ فرأيت شيخنا الصدوققدس‌سره عاتباً عليّ وقال : من أين ظهر لك فضل زكريّا بن آدم عليّ؟! وأعرض عنّي(٤) ، انتهى(٥) .

وفي حاشية اخرى لهرحمه‌الله : كان بعض مشايخنا يتوقّف في وثاقه شيخنا الصدوق عطّر الله مرقده ، وهو غريب ، مع أنّه رئيس المحدّثين المعبّر عنه في عبارات الأصحاب بالصدوق ، وهو المولود بالدعوة ، الموصوف في التوقيع بالمقدّس الفقيه ؛ وصرّح العلاّمة في المختلف بتعديله وتوثيقه(٦) ، وقبلهطس في كتاب فلاح السائل(٧) وغيره ، ولم أقف على أحد من الأصحاب يتوقّف في روايات الفقيه إذا صحّ طريقها ، بل‌

__________________

(١) الفهرست : ١٥٦ / ٧٠٥.

(٢) في نسخة « ش » : وقد.

(٣) في المصدر : لتواتر.

(٤) بلغة المحدّثين : ٣٦٢ هامش رقم (١).

(٥) انتهى ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) مختلف الشيعة : ٢ / ١٣٥ ، حيث قال عنه : إنّه مشهور بالصدق والثقة والفقه.

(٧) فلاح السائل : ١١ ، وفيه : الشيخ المجمع على عدالته أبي جعفر محمّد بن بابويه تغمده الله برحمته.

١١٩

رأيت جمعاً من الأصحاب يصفون مراسيله بالصحّة ويقولون : إنّها لا تقصر عن مراسيل ابن أبي عمير ، منهم العلاّمة في المختلف(١) ، والشهيد في شرح الإرشاد ، والسيّد المحقّق الداماد(٢) ، انتهى(٣) .

وقال جدّي العلاّمة المجلسي : وثّقهطس صريحاً في كتاب النجوم(٤) ، بل وثّقه جميع الأصحاب لما حكموا بصحّة أخبار كتابة ، وظاهر كلامه صلوات الله عليه في التوقيع توثيقهما فإنّهما لو كانا كاذبين لامتنع أن يصفهما المعصومعليه‌السلام بالخيريّة ، انتهى(٥) . وأشار بما ذكرهرحمه‌الله إلى ما مرّ في أبيه من قولهعليه‌السلام : ستُرزق ذكرين خيّرين(٦) . ثمّ نقل توثيقه عنطس في كتاب كشف الحجّة(٧) وكتاب غياث الورى(٨) وكتابه الإقبال(٩) وكذا عن ابن إدريس في السرائر(١٠) وعن العلاّمة في المختلف(١١) والمنتهى والشهيد‌

__________________

(١) مختلف الشيعة : ٢ / ١٣٥.

(٢) الرواشح السماويّة : ١٧٤.

(٣) بلغة المحدّثين : ٤١٠ / هامش رقم (٢).

(٤) فرج المهموم : ١٠١ ، قال : روينا بعدّة أسانيد إلى أبي جعفر محمّد بن بابويه رضوان الله عليه. وهو الثقة في المقال وفي ١٢٩ وممّن كان قائلاً بصحّة النجوم ، وأنّها دلالات الشيخ المتّفق على علمه وعدالته أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه.

(٥) روضة المتّقين : ١٤ / ١٦.

(٦) نقلاً عن النجاشي : ٢٦١ / ٦٨٤ والخلاصة : ٩٤ / ٢٠.

(٧) كشف المحجّة : ١٢٢ و ١٢٣.

(٨) البحار : ٨٨ / ٣٠٩ نقلاً من كتاب غياث سلطان الورى قائلاً : الحديث الأوّل ما رواه الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ، وقد ضمن صحّة ما اشتمل عليه وأنّه حجّة بينه وبين ربّه.

(٩) إقبال الأعمال : ٤ و ٦٦٩ ، وفيهما أنّه معتمد عليه في قوله.

(١٠) السرائر : ٢ / ٥٢٩ ، قال : فإنّه كان ثقة جليل القدر بصيراً بالأخبار ناقداً للآثار عالماً بالرجال حفظة ، وهو أستاذ شيخنا المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

(١١) مختلف الشيعة : ٢ / ١٣٥.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

للايثار ما طفحت به كتب الحديث والتفسير من تقديم الزهراءعليها‌السلام وزوجها وولديها لطعامهم لثلاثة ايام متوالية لمسكين ويتيم واسير وبقائهم جياعا طيلة هذه المدة قربة لوجه الله الكريم ، فنزل بشأنهم :( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا *عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا *يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا *وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ) . ومن المواقف التي خلدت من خلالها الزهراءعليها‌السلام الزهد والايثار والقناعة انهاعليها‌السلام قد طلبت من ابيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ان يكون مهرها الشفاعة للمذنبين من امته يوم القيامة ، فنزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مخبرا اياه بتلبية الله تعالى لطلب فاطمةعليها‌السلام وبما ان درع عليعليه‌السلام كان المهر التقليدي لفاطمةعليها‌السلام فان اغلى قيمة ذكرت لذلك الدرع هي خمسمائة درهم(1) .

* الأمر الثالث

وتستطيع معرفة فاطمة وشخصيتها الربانية من خلال نور كلامها الشريف الذي هو عبارة عن صورة حقيقية وانعكاس صادق لشخصيتها الالهية ، فمن خلال اقوالها وكلماتها نستطيع ان نستدل عليها ، ونكتشف حقيقتها في سهولة ويسر وبساطة. ولقد تجلت انوار كلماتها المضيئة في مختلف أبواب العلوم والفنون كعلم الفقه والاخلاق وسائر العلوم الاخرى التي تكلمت فيها ، او روى عنها على اختلاف انواعها من علوم رتيبة او غريبة ، ظاهرة او باطنة ، نقلية او عقلية ، علمية او ادبية ، انسانية او طبيعية ، الهية او دنيوية فانها سلام الله عليها قد كشفت القناع عن الكثير من الأسرار التي تخص هذا الوجود وبينت الكثير من عجائبه وفي كل ذلك نستطيع ان نلتمس منه وفيه شيئا يسيرا من معرفتها سلام الله عليها اما انوار كلامها فهذا ما بينته الكثير من الكتب الروائية التي نقلت لنا بين طياتها احاديثها وعد ذاتها احرازها وادعيتها وولايتها وغير ذلك فراجع المطويات للاطلاع والوقوف على هذه الأنوار الفاطمية.

__________________

(1) السفينة : 5 « الشيخ جعفر الباقري ».

٣٦١

قصيدة للشيخ المنصوري

لك ذكرى تمر في كل عام

وعليها تمر مر الكرام

هي ذكرى لها نقيم احتفالا

بابتهاج وفرحة وابتسام

هي ذكرى ولادة سرِّ فيها

سيد المرسلين خير الانام

بصبوح يشع في الكون شمسا

لا كشمس الضحى وبدر التمام

هي شمس والشمس يا صاح فيها

ان تقسمها فما لها من مقام

هي شمس الهدى وشمس المعالي

وهي احرى بالذكر والاحترام

من سواها فخلني وسروري

لحظات بعد الدموع السجام

ان قلبي من الهموم مليء

ومليء من الخطوب الجسام

ثم أمسى خلي بال طروبا

راقدا بين ، نايه ، والمدام

ان ضرب الامثال في مثل هذا

هو ضرب ، ومن فضول الكلام

فالتزامي بحب آل رسول الله

يغني عن البيان التزامي

فمصاب الزهراء روحي فداها

هو في وسط قلبي المستظام

والحسين الشهيد في الطف ليلا

يتراءى لمقلتي في المنام

فكأن السيوف تنهل منه

نصب عيني والظالمون امامي

هو مرمى فوق الصعيد ومرمى

بعد وخز الضبا لرشق السهام

فسماحا ام الحسين اذا ما

شط بى مزبرُ الشجا عن مرامي

وطأةُ الرزء أثقلتني فراحت

دون قصد تخطه أقلامي

علمتها اناملي ان تطيل

القول في وذم اللئام

فعليك السلام مني يترى

ان تفضلت في قبول سلامي

يا ابنة المصطفى ويا خير ام

لبني المرتضى الهداة الكرام

امنحينا بنظرة منك فضلا

فسماها ملبد بالظلام

انت باب النجاة من كل سوء

فادفعي السوء عن ربى الاسلام

واحرسينا من خصنا بدعاء

هو امضى من الف الف حسام

٣٦٢

المستوى الرابع

المعرفة النورانية لهاعليها‌السلام

وذلك بالاطلاع على حقيقة نورها سلام الله عليها والمبدأ الذي منه انحدر وفيه علا ذلك النور ، ويمكن مراجعة الكثير من الروايات الواردة في المقام لكي تعرف هذه المعرفة النورانية لها والتي هي كفوا لعليعليه‌السلام والذي يقول هو نفسهعليه‌السلام عندما سأله أبوذر الغفاري وسلمان رضوان الله عليهما عن معرفته بالنورانية فقالعليه‌السلام :

« انه لا يستكمل احد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فاذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وصار عارفاً مستبصرا ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب. يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك يا أمير المؤمنين ، قالعليه‌السلام : معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ، ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى :( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) . إلى ان يقولعليه‌السلام : ( يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك صلوات الله عليك ، قالعليه‌السلام : أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي ، وايدت بروح العظمة ، وانما انا عبد من عبيد الله لا تسمونا اربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ، ولا معشار العشر ». وهذا يؤيده ما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة « من عرفكم فقد عرف الله » اى ان معرفتكم من شأنها ان تؤدي إلى معرفة الله تعالى لانهم هم الدالين عليه تعالى لذا ورد في الحديث عن جابر عن عبد الله الأنصاري يقول : « سمعت ابا جعفرعليه‌السلام يقول : انما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرفه وعرف امامه منا أهل البيت ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فانما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا »(1) . اذن معرفة فاطمة بالنورانية

__________________

(1) الكافي : 1 / 181 ح 4.

٣٦٣

كمعرفة عليعليه‌السلام بالنورانية « نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد رش علينا فيض الهداية ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بماء الوحي ونفخ فيها روح الأمر فلا أقدامنا تنزل ، ولا أبصارنا تضل ، ولا أنوارنا تفل ، واذا ضللنا فمن بالقوم يدل ». الناس من شجرة شتى وشجرة النبوة واحدة محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اصلها وانا فرعها وفاطمة الزهراء ثمرها ، والحسن والحسين اغصانها ، أصلها نور وفرعها نور وثمرها نور ، وغصنها نور ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور »(1) .

على ان هناك مراتب عديدة للمعرفة فهي كلي مشكك له مراتب طولية وعرضية وقد قسموها إلى :

1 ـ المعرفة البرهانية : والتي تكون بالدليل العقلي

2 ـ المعرفة الإيمانية : والتي تكون بالدليل النقلي من الكتاب والسنة.

3 ـ المعرفة الشهودية : والتي تكون بالاشراف والكشف والشهود بالقلب. ولقد أضاف اليها سيدنا الاستاذ آية الله السيد عادل العلوي ( دام ظله ) تقسيماً آخر كما يلي :

1 ـ المعرفة الجلالية : وهي تعني معرفة الشيء في حدوده وشكله الهندسي كمعرفة الجبل من بعيد.

2 ـ المعرفة الجمالية : وهي تعني معرفة الشيء من باطنه وجوهره.

3 ـ المعرفة الكمالية : وهي تعني الوقف على هدف الشيء وغايته.

__________________

(1) عن الإمام علي ع من حبه عنوان الصحيفة 38 نقلها عن عبقات الانوار.

٣٦٤

٣٦٥

٣٦٦

للشيخ محمد علي اليعقوبي

ولقد يعز على رسول

الله ما جنت الصحابة

قد مات فانقلبوا على

الاعقاب لم يخشوا عقابه

منعوا البتولة ان تنوح

عليه او تبكي مصابه

نعش النبي أمامَهم

ووراءهم نبذوا كتابه

لم يحفظوا للمرتضى

رحمَ النبوة والقرابة

لو لم يكن خير الورى

بعد النبي لما استنابه

قد اطفأوا نور الهدى

مذ أضرموا بالنار بابه

وعَدوا على بنت الهدى

ضرباً بحضرته المهابة

في أي حكمٍ قد أباحوا

ارث فاطمَ واغتصابه

بيت النبوة بيتها

شادت يد الباري قبابه

اذن الاله برفعه

والقوم قد هتكوا حجابه

بأبي وديعة احمد

جرعاً سقاها الظلم صابه

عاشت معصبة الجبين

تئن من تلك العصابة

حتى قضت وعيونها

عبرى ومهجتها مذابة

وأمضَّ خطب في حشا

الاسلام قد اورى التهابة

بالليل واراها الوصي

وقبرها عفى ترابه(1)

__________________

(1) القصيدة للمرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي / الذخائر : ص 12.

٣٦٧

٣٦٨

البحث الثالث عشر

فاطمةعليها‌السلام وليلة القدر

« من عرف فاطمة حق معرفتها فقد ادرك ليلة القدر وانما سميت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها ».

في فاطمة الزهراءعليها‌السلام سر مستودع كما تقدم ذلك في حديثنا حول هذا الموضوع ـ أي السر الستودع ـ وايضا في ليلة القدر سر عظيم لا يعرفه إلاّ المقربون الذين امتحن الله قلوبهم للايمان والتقوى ، فليلة القدر رفعها الباري عز وجل وجعلها خيراً من الف شهر وفيها تشويق لذيذ لمعرفة ذلكم السر المكنون في اعماقها،( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) حيث خاطب الله تعالى المؤمنين في ضمائرهم لكي يحرك فيهم أمواج المعرفة عبر وسائل العلم والوعي ولتنفتح لهم اسرار ليلة القدر بالتمعن والتدقيق فيها ، على ان معرفة ليلة القدر تفوق الادراك البشري العادي أي انها تفوق ادراك سائر الناس من السواد الاعظم فانه لابد ان يكون فيها سر عظيم ، والسر تقتضي معرفته استيعابا كاملا لمعنى ليلة القدر والغاية التي نزلت ليلة القدر من اجلها ولاجل تحقيقها في الأرض.

وعلى هذا الاساس لابد من معرفة الاساس الذي بنى عليه الحديث الذي ذكرناه في أول بحثنا حول علاقة معرفة فاطمةعليها‌السلام بليلة القدر فانه لابد من وجود الترابط في هذا الموضوع المهم ، ففاطمة فيها سر مستودع وكذلك ليلة القدر فيها سر مكنون ، فمن عرف فاطمة والسر المستودع فيها عرف سر ليلة القدر وعظمتها ، فليلة القدر عظيمة كعظمة فاطمةعليها‌السلام لذا كانت مجهولة في اثباتها ودقتها من حيث الزمان المختص بليالي شهر رمضان.

على ان عرف فاطمة فقد ادرك ليلة القدر هذا كونه ناتج عن معرفة فاطمة التي

٣٦٩

تجعلنا ندرك الاسلام ونستوعب اهمية ليلة القدر من خلال هذه المعرفة ، ولقد طرح الكثير من العلماء أوجه للشبه بين ليلة القدر وفاطمةعليها‌السلام (1) ومنها :

* ليلة القدر وعاء وظرف زماني لنزول كل القرآن الكريم( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ،( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، وفيه كل شيء ، وتبيان كل شيء ، وسعادة الدارين. وكذلك الحوراء الانسية فاطمة الزكية ، فان قلبها ظرف مكاني وروحاني ، وصدرها وعاء الهي للقرآن الكريم والمصحف الشريف ، وانها كانت محدثة تحدثها الملائكة ، فهي وعاء للامامة وللمصحف الشريف.

* وفي ليلة القدر يفرق كل أمرٍ أحكمه الله خلال السنة ، فيفرق ما يحدث فيها من الامور الحتمية وغيرها ، وينزل بها روح القدس على ولي العصر والزمان وحجة الله على الخلق الذي بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء ، وان الإيمان بليلة القدر فارق بين المؤمن والكافر. كذلك بفاطمة الزهراء الطيبة الطاهرة المطهرة يفرق بين الحق والباطل ، والخير والشر ، والمؤمن والكافر ، وقد ارتد الناس في العمل وفي الولاية بعد رحلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا ثلاث.

أو خمس أو سبع ، وفيهم سيدة النساء فهم على حق ، وغيرهم استحوذ عليهم الشيطان فاغرهم وأضلهم فكانوا أئمة الضلال.

* وفي ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء إلى الله سبحانه فيزاد في علمهم اللدني والرباني ويكسبوا من الفيض الاقدس الالهي. كذلك ولاية فاطمة المعصومة النقية التقية ، فهي مرقاة لوصولهم إلى النبوة ومقام الرسالة والعظمة الشموخ الانساني والروحاني ، فما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وذلك في عالم( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) أو في عالم الذر أو عالم الانوار أو الارواح أو النشأة الإنسانية التي وراء نشأتنا هذه ، وهذه انما هي صورة لتلك كما عند بعض الاعلام.

ففاطمة ، الزهراء قطب الأولياء والعرفاء ومعراج الأنبياء والأوصياء ، صدرها خزانة

__________________

(1) راجع فاطمة الزهراء ليلة القدر ـ لآية الله السيد عادل العلوي حفظه الله.

٣٧٠

الأسرار ، ووجودها ملتقى الانوار ، فهي حلقة الوصل بين أنوار النبوة وأنوار الإمامة ، فأبوها محمد رسول الله ، وبعلها علي وصيه وخليفته امام المتقين وامير المؤمنين ، ومنها أئمة الحق والرشاد وأركان التوحيد وساسة العباد.

* وليلة القدر خيرٌ من الف شهر فيضاعف فيها العمل والثواب كل واحدٍ بألف ، فالتسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير والصلاة وكل عمل كل واحد بالف ، فكذلك محبة الزهراء وولايتها يوجب مضاعفة الاعمال فان تسبيحها ( 34 مرة الله اكبر و33 مرة الحمد الله و33 مرة سبحان الله ) بعد كل صلاة واجبة او نافلة يجعل كل ركعة بألف ركعة كما ورد في الخبر الشريف. فمودتها هي الاكسير الاعظم ، يجعل من كان معدنه الحديد ذهباً ، وان الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فمن والاها واحبها وأطاعها واطاع ابنائها الاطهار ، وعادى عدوها واعداء ذريتها ، فانه يكون كالذهب المصفى وباقي الناس كلهم التراب ، وان الله يضاعف الاعمال بحبها كما تضاعف في ليلة القدر ، وامتازت ليلة القدر عن كل ليالي السنة بالخير والبركة والشرافة والعظمة وعلو الشأن والرفعة ، كذلك خير نساء الاولين والاخرين فاطمة الزهراءعليها‌السلام فهي خير أهل الأرض والسماء عنصرا وشرفا وكرامة بعد ابيها الرسول المصطفى وبعلها الوصي المرتضى.

* وليلة القدر ليلة مباركة( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، والبركة بمعنى النماء والزيادة والخير المستمر والمستقر الدائم والثابت وما يأتي من قبله الخير الكثير ، ومن ألقاب فاطمة الزهراء انها ( المباركة ) ففيها كل بركات السماوات والأرض ، فهي الكوثر في الدنيا والاخرة ، وهي المنهل العذب والمعين الصافي لكل من اراد البركة ، فما ادراك ما فاطمة ، خير من الوجود بعد أبيها وبعها.

ولو كن النساء كمثل هذه

لفضلت النساء على الرجال

ولا التأنيث لاسم الشمس عار

ولا التذكير فخر للهلال

وقال آخر :

هي مشكاة نور الله جل جلاله

زيتونة عم الورى بركاتها

فهي الكوثر ، والكوثر ، الخير الكثير( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ، ومنها ذرية الرسول

٣٧١

الاكرم ، وعدم انقطاع نسله إلى يوم القيامة ، وفي وصف النبي ، انما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب ، والعبادة في ليلة القدر تكون منشأ للفيوضات الالهية ، والكمالات الربانية والفيوضات القدسية ، والبركات السماوية ، كذلك التوسل بفاطمة الزهراء فهي منشأ البركات والخيرات ، ونزل القرآن الكريم وهو النور والفرقان والبيان والتبيان في ليلة القدر ، فليلة القدر نزول النور الالهي ، وفاطمة الزهراءعليها‌السلام هي نور الله ، وهي الكوكب الدري ، كما جاء ذلك في تفسير آية النور في قوله تعالى :( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ) (1) . عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال : سألت ابا الحسن ـ الإمام الكاظمعليه‌السلام ـ عن قول الله عز وجل( كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) ، قال : المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين.( كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) قال : كانت فاطمة كوكباً دريا من نساء العالمين.( يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) ، الشجرة المباركة ابراهيم( لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) ، لا يهودية ولا نصرانية( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ) قال : يكاد العلم ان ينطق( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ) ، قال : يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء(2) .

عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها : اعلم يا أبا الحسن ان الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت ، فلما دخل ابي الجنة اوحى الله إليه الهاما ان اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وادرها في لهواتك ، ففعل ، فأوعني الله سبحانه صلب ابيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم اودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني ، وانا من ذلك النور اعلم ما كان وما يكون وما لم يكن ، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى(3) . وما أروع ما يقوله الشاعر :

__________________

(1) سورة النور : آية 66.

(2) المناقب لابن المغازلي : ( من علماء العامة ) : 317.

(3) عوالم العلوم والمعارف 6 : 7.

٣٧٢

مشكاة نور الله جل جلاله

زيتونة عم الورى بركاتها

هي قطب دائرة الوجود ونقطة

لما تنزلت اكثرت كثراتها

هي أحمد الثاني واحمد عصرها

هي عنصر التوحيد في عرصاتها

ويقول المحقق العلامة الشيخ محمد باقر صاحب ( الخصائص الفاطمية ) في كتابه : سبحانك اللهم يا فاطر السماوات العلى وفالق الحب والنوى ، انت الذي فطرت اسما من اسمك واشتقته من نورك ، فوهبت اسمك بنورك حتى يكون هو المظهر لظهورك ، فجعلت ذلك الاسم اصل لجملة اسمائك وذلك النور ارومة لسيدة امائك ، وناديت بالملا الاعلى : أنا الفاطر وهي فاطمة ، وبنورها ظهرت الاشياء من الفاتحة إلى الخاتمة ، فاسمها اسمك ونورها نورك وظهورك ظهورها ، ولا اله غيرك ، وكل كمالٍ ظلك وكل وجود ظل وجودك ، فلما فطرتها فطمتها عن الكدورات البشرية واختصصتها بالخصائص الفاطمية ، مفطومة عن الرعونات العنصرية ، ونزهتها عن جميع النقائص مجموعة من الخصائل المرضية بحيث عجزت العقول عن ادراكها ، والناس فطموا عن كنه معرفتها ، فدعا الاملاك في الافلاك بالنورية السماوية وبفاطمة المنصورة ام السبطين واكبر حجج الله على الخافقين ، ريحانة سدرة المنتهى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وستر الله المرخى والسعيدة العظمى والمريم الكبرى والصلاة الوسطى والانسية الحوراء التي بمعرفتها دارت القرون الاولى. وكيف احصي ثناها وان فضائلها لا تحصى وفواضلها لا تقضى ، البتول العذراء الحرة البيضاء ام ابيها وسيدة شيعتها وبنيها ، ملكة الأنبياء الصديقة فاطمة الزهراء عليها سلام الله(1) .

* وكثير من الناس ادركتهم السعادة في ليلة القدر ، فهي ليلة السعادة ، وكذلك السيدة فاطمة الزهراء فهي سر السعادة ، ومحبتها ومعرفتها والاقتداء بها واطاعتها ونصرتها يوجب السعادة الابدية ، ويحلق الإنسان في آفاق الكمال ويسبح في يم الجلال. وكم من شاهد وقصة تدل على ان هناك من ادركتهم السعادة ببركة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، كما ان الله هدى ذلك المجوسي وأهل بيته إلى الاسلام فأسلموا جميعا لما

__________________

(1) فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى : 24 / عن الخصائص الحسينية : 1.

٣٧٣

اكرم العلوية التي جاءت إليه تشكو حالها ، كما يحدثنا بذلك العلامة المجلسيقدس‌سره في كتابه القيم ( بحار الانوار 93 : 225 ـ 236 ) ، فراجع.

* ان الله سبحانه جعل حريماً لكل امر مقدس ومعظم ، فانه لا صلاة إلاّ بطهور وتكبيرة الاحرام ، وان الحجر الاسود ومكة المكرمة جعل لها حرما ، فلا يدخلها إلاّ من كان محرما ، وقد حرم على نفسه الملاذ ، كالنساء واستعمال الطيب ولبس المخيط وطلب الراحة كالاستظلال ، فكان الحجر الاسود مواقيت ، وتقدست بقعة من الأرض لاجله ، ولأنّ مكة المكرمة والكعبة المعظمة مهبط الوحي ونزول الرسالة المحمدية السمحاء المتمثلة بالقرآن الكريم ، فمكة المكرمة مكان نزول القرآن وليلة القدر زمان نزوله ، وصار للكعبة حرما اثر عظمة الوحي ، وكذلك شهر رمضان ، فانه نزل القرآن كله في ليلة قدره ، ولكن سرت القداسة والتكريم والتعظيم إلى كل ايام وليالي الشهر ، بل تشرف ذلك العصر الذي نزل فيه القرآن فأقسم به الله في سورة العصر ، كما أقسم بالمكان الذي نزل فيه الوحي( لا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ ) فشعاع الوحي والقرآن الكريم قد نور ميدانا وسيعا في الزمان والمكان. فما تقدس عند ربك الاكرم الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، فانه يكون له حريم مقدس وتوابع مقدسة ، كليلة القدر بشرفها تشرفت ليالي شهر رمضان وايامه ، وكذلك فاطمة الزهراء تقدست عند ربها ، فوجب اجلالها واكرامها ، بل وينبغي تعظيم ذريتها ومودتهم وتكريمهم ، فانه الف عين لاجل عين تكرم ، فوجب على كل مسلم اكرام السادة والذرية الطيبة ، من ولد فاطمة الزهراء وعلي المرتضىعليهما‌السلام ، فالصالح منهم يكرم الله والطالح منهم لرسوله وعترته. ان الله سبحانه وتعالى قد دعا عباده لضيافتهم العامة في شهر رمضان المبارك ، فالصائم وافد على الله وضيفه ولكل ضيف قرى ، وقرى الله الاعتاق من النار ودخول الجنة ، وان الله ليغفر لعباده الصائمين ويعتق الرقاب من جهنم في الشهر كله ، فانها خير من الف شهر ، كما جاء نص ذلك في الأخبار ، وفاطمة الزهراءعليها‌السلام سميت فاطمة ، لانها تفطم شيعتها من النار ، وتعتق رقابهم وتدخلهم الجنة( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ

٣٧٤

النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ) (1) . عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انما سميت ابنتي فاطمة لأنّ الله فطمها وفطم محبيها عن النار(2) . قال النبي : انما سميت فاطمة ابنتي لأنّ الله فطمها ومحبيها عن النار(3) . وانفردت ليلة القدر بعظمتها وشموخها من بين ليالي السنة ، فليس لها مثيل ولا نظير ، فهي سيدة الليالي والأيام. وفاطمة الزهراءعليها‌السلام لا مثيل لها بين النساء ، فهي سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين في الدنيا والاخرة ، ولولا امير المؤمنين علي المرتضىعليها‌السلام لما كان لها كفؤ من الرجال آدم ومن دونه ، وهذا ما نصت عليه الأخبار الشريفة عند الفريقين السنة والشيعة ، ذات الله سبحانه سر لا يعلمه إلاّ هو ، وله في خلقه اسرار لا يعلمها إلاّ هو ورسوله والراسخون في العلم من عترة النبي الهادي المختارعليهم‌السلام .

* وليلة القدر سر من اسرار الله ، وفاطمة الزهراءعليها‌السلام عصمة الله وسر من اسراره العظمى ، لا يعرف حقيقتها ومقامها الرفيع وآياتها الباهرة إلاّ الله ورسوله وأهل بيته الاطهارعليهم‌السلام ، فهي سر في وجودها وفي ولادتها وحياتها ورحلتها إلى جوار ربها.

* وليلة القدر قد جهلها الناس من حيث الليالي ومن حيث القدر والمنزلة فقطعوا وفطموا عن معرفتها ، كذلك البضعة الاحمدية والجزء المحمدي فهي مجهولة القدر ( وانما سميت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها ) ، كما جهل قدرها اولئك الكفرة احرقوا بابها وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها وغصبوا فدكها وحقها ، ولم ينصروها فخفى على الناس مقامها وقدرها حتى قبرها الشريف وتأريخ وفاتها ، ليكون شاهدا في التأريخ على مظلوميتها وشهادتها ومظلومية بعلها ( اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك ).

عن مجاهد : خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بيد فاطمة فقال : من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني وهي قلبي وهي روحي التي

__________________

(1) سورة آل عمران : الآية 185.

(2) فرائد السمطين : 2 : 58.

(3) البحار 43 : 16.

٣٧٥

بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله(1) . ومن اذى الله لعنه الله ملأ السماوت والأرض(2) ومن طرق العامة ، عن نصر بن مزاحم ، عن زياد بن المنذر ، عن زادان ، عن سلمان ، قال : قال النبي : يا سلمان ، من احب فاطمة بنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار ، يا سلمان ، حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، ايسر ذلك المواطن الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة ، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ومن رضيت عنه رضي الله عنه ، ومن غضبت عليه غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه ، يا سلمان ، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها امير المؤمنين عليا وويل لمن يظلم ذريتها وشيعتها(3) .

وأخيراً نختم هذا الموضوع بحديث ورد في معرفة ليلة القدر وما الذي يفرق في هذه الليلة حيث جاء عن زرارة عن حمران قال : « سألت ابا عبد الله عما يفرق في ليلة القدر هل هو ما يقدر سبحانه وتعالى فيها ؟ قال : لا توصف قدرة الله تعالى إلاّ انه قال فيها يفرق كل امر حكيم فكيف يكون حكيما إلاّ ما فرق ولا توصف قدرة الله سبحانه لانه يحدث ما يشاء واما قوله « خير من ألف شهر » يعني فاطمة في قوله تعالى( تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والروح روح القدس وهي فاطمةعليها‌السلام « من كل امر سلام » يقول كل امر سلمه حتى يطلع الفجر يعني حتى يقوم القائم « عج »(4) .

__________________

(1) نور الابصار : 52.

(2) البحار : 43 / 54.

(3) فرائد السمطين : 2 / 67.

(4) تفسير البرهان : 3 / 487 ح 24.

٣٧٦

٣٧٧

٣٧٨

الشيخ صالح الكواز

هلْ بعدَ موقفِنا علىٰ يبرينِ

أحبي بطرفٍ بالدموعِ ضنينِ

وادٍ إذا عاينتُ بينَ طلولِهِ

أجريتُ عيني للظباءِ العينِ

لم تخبُ نارُ قطينةٍ حتى ذكت

نارُ الفراقِ بقلبيَ المحزونِ

وابتاعَ جدّته الزمانُ بمخلقٍ

ورمىٰ حماهُ بصفقةٍ المغبونِ

قال الحداةُ وقدْ حبستُ مطيهم

من بعدما أطلقتُ ماءَ شؤوني

ماذا وقوفُكَ في ملاعبِ خرّدٍ

جدَّ العفاءُ بربعِها المسكونِ

وقفوا معي حتى إذا ما استيأسوا

خَلصوا نجيباً بعدَما تركوني

فكأنّ يوسفَ في الديارِ محكمٌ

وكأنني بصواعِهِ اتهموني

ويلاهُ من قومٍ أساؤوا صحبتي

من بعدِ إحساني لكلِّ قرينِ

قد كدتُ لولا الحلمُ من جزعي لما

ألقاهُ أصفقُ بالشمالِ ويميني

لكنَّما والدهر يعلمُ أنني

ألقىٰ حوادثهُ بحلمِ رزينِ

قلبي يقلُّ من الهمومِ جبالَها

وتسيخُ عن حملِ الرداءِ متوني

وأنا الذي لا أجزعن لرزيةٍ

لولا رزاياكمْ بني ياسينِ

تلكَ الرزايا الباعثاتُ لمهجتي

ما ليسَ يبعثُهُ لظىٰ سجّينِ

كيفَ العزاءُ لها وكلُّ عشيةٍ

دمُكمْ بحُمرتها السماءُ تُريني

والبرقُ يذكرني وميضَ صوارمٍ

أردتكمُ في كفِّ كلِّ لعينِ

والرعدُ يُعربُ عن حنينِ نسائكم

في كلِّ لحنٍ للشجون مبينِ

يندبنَ قوماً ما هتفنَ بذكرهمْ

إلاّ تضعضعَ كلُّ ليثِ عرينِ

السالبينَ النفسَ أولَ ضربةٍ

والمبلسينَ الموتَ كلِّ طعينِ

لا عيبَ فيهمْ غير قبضهمُ اللّوا

عندَ اصطكاكَ السمرِ قبضَ ضنينِ

سلكوا بحاراً من دماءِ أميةٍ

بظهور خيلٍ لا بطونِ سفينِ

٣٧٩

ما ساهموا الموت الزؤامَ ولا اشتكوا

نَصَباً بيومٍ بالردىٰ مقرونِ

حتىٰ إذا التقمتهمُ حوتُ القنا

وهي الأماني دونَ خيرِ أمينِ

نبذتهمُ الهيجاء فوقَ تلاعِها

كالنونِ يَنبذُ بالعرا ذا النونِ

خُذ في ثناثِهمُ الجميلِ مقرضاً

فالقومُ قدْ جَلّوا عن التأبينِِ

هم أفضلُ الشهداءِ والقتلىٰ الأولىٰ

مُدحوا بوحيٍ في الكتابِ مبينِ

ليتَ الكواكبَ والوصيُ زعيمُها

وقفوا كموقِفهم علىٰ صفينِ

بالطفِّ كيْ يروا الأولىٰ فوقَ القنا

رَفَعَتْ مصاحفها إتقاءَ منونِ

جعلتْ رؤوسَ بني النّبي مكانَها

وشفتْ قديمَ لواعجٍ وضغونِ

الواثبينَ لظلمِ آلِ محمدٍ

ومحمدٌ ملقىً بلا تكفينِ

والقائلين لفاطمٍ آذيتنا

في طولِ نوحٍ دائمٍ وحنينِ

والقاطعينَ اراكةً كيْ لا تقيلُ

بظلِّ أوراقٍ لها وغصونِ

ومجمعي حَطَبٍ على البيت الذي

لمْ يجتمعْ لولا شملُ الدينِ

والداخلينَ على البتولةِ بيتهَا

والمسقطينَ لها أعزَّ جنينِ

والقائدين إمامهمْ بنجادِهِ

والطهرُ تدعو خلفهمْ برنينِ

خلوا ابن عمى أو لأكشفَ للدعا

رأسي وأشكو للإلهِ شجوني

ما كانَ ناقةُ صالحٍ وفصيلُها

بالفضلِ عندَ الله إلا دوني

ورنتْ الىٰ القبر الشريفِ بمقلةٍ

عبرىٰ وقلبٍ مكمدٍ محزونِ

نادتْ وأظفارُ المصابِ بقلبها

أبتاهُ عزَّ على العداةِ معيني

أبتاهُ هذا السامريُّ وعجلُهُ

تُبعا ومالَ الناسُ عنْ هرونِ

أيَّ الرزايا أتقي بتجلدٍ

هو في النوائبِ مذ حييتُ قريني

فقدي أبي أم غصبَ بعلي حقهُ

أمْ كسرَ ضلعي أم سقوطَ جنيني

أمْ أخذهمْ إرثي وفاضلَ نحلتي

أمْ جهلِهمْ حقي وقدْ عرفوني

قهروا يتميكَ الحسينَ وصنوَهُ

وسألتهُمْ حقي وقدْ نهروني

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466