منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 301990 / تحميل: 5987
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

سير من رويت في حقهم، وفي سير الآخرين من الصحابة معهم ونحن نشير إشارة سريعة الى بعض تلك الأحاديث، وخلاصة البحوث المتعلقة بها من هذه الناحية:

١ - لقد عارض عبد العزيز الدهلوي حديث الثقلين بحديث: « اهتدوا بهدى عمار ». فذكر السيدرحمه‌الله ان عماراً من شيعة عليعليه‌السلام ، وأنه قد تخلف عن بيعة أبي بكر هذا هدى عمار فلماذا لم يهتدوا بهداه؟

ثم ان عمر بن الخطاب قد أعرض عن هدى عمار، وعثمان اعتدى عليه، وعبد الرحمن بن عوف خالفه، وسعد بن أبي وقاص كان يبغضه، وطلحة والزبير ومن معهما خرجوا على علي وعمار معه، وعمرو بن العاص خرج لقتله، ومعاوية سر بمقتله

٢ - وعارض الحديث المذكور بما رووه في حق ابن مسعود عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ». فذكر السيد صنائع عثمان مع ابن مسعود.

٣ - وعارضه بحديث: « أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل » كما عارض به العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

فذكر السيدرحمه‌الله ما كان من معاذ بن جبل من الجهل بأحكام الشرع المبين، والتصرف الباطل في أموال المسلمين

٤ - وعارضه بحديث « أصحابي كالنجوم ».

فذكر السيد في جوابه موارد كثيرة من جهل الصحابة بالقرآن والاحكام الشرعية، وارتكاب بعضهم المحرمات كالربا، وبيع الخمر، وبيع الأصنام، والكذب الصريح

٥ - وعارضه أيضاً بحديث « انما الشورى للمهاجرين والأنصار ».

فذكر السيد ما كان من أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن تبعه وغيرهم من الاصحاب من الخلاف والاعتراض على خلافة الخلفاء الثلاثة، فهي كانت من غير مشورة من المهاجرين والأنصار.

٨١

٦ - وعارض العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بحديث « أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر » فذكر السيد قضايا من سيرة أبي بكر تكذب ذلك بكل وضوح.

٧ - وعارضه بحديث: « لكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة ». فذكر السيد قضايا من تاريخ أبي عبيدة تنافي الامانة بكل صراحة.

٨ - وعارض عبد العزيز الدهلوي الحديث المذكور بحديث: « ما صب الله شيئاً في صدري الا وصببته في صدر أبي بكر » فذكر السيد جهل أبي بكر بأبسط المعارف الالهية والأمور الشرعية بل حتى بمفاهيم بعض الألفاظ القرآنية

٩ - وعارضه بحديث: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فذكر السيد في وجوه بطلانه أن المسبوق بالكفر لا يكون نبياً

(١٠) - النقض

ومنها: النقض وقد كانرحمه‌الله ذا يد طولى في هذه الجهة كسائر جهات البحث وكتابه مشحون بأنواع النقوض القوية التي لا يمكن الجواب عنها

فمما قال عبد العزيز الدهلوي في الجواب عن حديث الغدير: انه لو كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد الامامة والخلافة لجاء بلفظ صريح في الدلالة حتى لا يكون فيه خلاف ونزاع.

فنقض عليه السيدرحمه‌الله بحديث: « الأئمة من بعدي اثنا عشر ». الذي حار القوم في معناه، وذكروا له وجوهاً عديدة حتى قال بعضهم بأن الاولى ترك الخوض في البحث عنه

ذكر السيد كلماتهم حوله لأجل النقض ثم قال بأن التحقيق وضوح دلالة هذا الحديث على مذهب الامامية، وانما زعم القوم اجماله وأطنبوا في توجيهه حتى يصرفوه عن الدلالة على المعنى الظاهر فيه.

٨٢

واستدل بعضهم على خلافة أبي بكر بحديث « خوخة أبي بكر » قال: يدل على ذلك بمعونة القرائن.

فنقض عليه بأن حديث « من كنت مولاه فعليّ مولاه » أحرى بأن يكون دالا على الامامة ولو بمعونة القرائن

وأنكر ابن كثير معنى حديث أبي هريرة في فضل صوم يوم الغدير بأن « صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهراً؟ هذا باطل ».

فأبطل هذا الكلام بذكر فضل صيام أيام من السنة بأحاديث أهل السنة أنفسهم كيوم السابع والعشرين من رجب، وصوم أيام من شهر رجب، وصوم يوم عرفة

وأنكر ابن روزبهان أن يكون أمير المؤمنين قد دعا على أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله البجلي الذين كتموا الشهادة بحديث الغدير قائلا: « لم يكن من أخلاق أمير المؤمنين أن يدعو على صاحب رسول الله ».

فأبطله بذكر موارد من دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام والصحابة

ولو أردنا أن نذكر نماذج أخر للنقض في الكتاب لطال بنا المقام، وفيما ذكرناه كفاية.

(١١) - المعارضة

ومنها - المعارضة وهي من أمتن أساليبه في الجواب فقد عارض السخاوي حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بما وضعوه على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخرجه البخاري بسنده عن محمد بن الحنفية قال:

« قلت لابي: أي الناس خير بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: أبو بكر.

٨٣

قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين ».

فأجاب عنه السيد مكذباً إياه بحديث أخرجه البخاري نفسه عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطاب في حديث طويل، أنه قال مخاطباً عليّاً والعباس: « فلما توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم انه لصادق بار راشد تابع للحق.

ثم توفى أبو بكر فكنت أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم اني لصادق بار راشد تابع للحق ».

فمن كان يرى أبا بكر وعمر كاذبين آثمين غادرين خائنين كيف يراهما خير الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

وعارض المولوي عبد العزيز الدهلوي حديث مدينة العلم بما رووه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فأجاب السيد هذه المعارضة بوجوه كذب فيها الحديث المذكور، وكان من جملة الوجوه: ان هذا الحديث يدل على أفضلية عمر من أبي بكر، فهو معارض بما استدلوا به من الاخبار - واجمعوا عليه - على أفضلية أبي بكر من عمر بن الخطاب فالحديث باطل، فالمعارضة ساقطة.

وعارض عبد العزيز حديث: « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » بحديث: « أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهديتم ».

فأبطل السيد هذا الحديث وأثبت وضعه في بحث طويل وفي وجوه كثيرة منها: - المعارضة بالأحاديث الواردة في ذم الاصحاب، المخرجة في الصحاح والمسانيد كحديث الذود عن الحوض ونحوه

٨٤

(١٢) - الإلزام

ومنها - الزام القوم بما ألزموا به أنفسهم، فطالما يرد على دليل أو مناقشة للدهلوي أو غيره من أهل السنة بما التزم به من دليل أو حديث أو قاعدة

وان من أهم موارد الإلزام موضوع الصحاح الستة والصحيحين منها بالخصوص

ففي حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » عقد فصلا عنوانه « قطعية أحاديث الصحيحين » ذكر فيه ان ذلك مذهب ابن الصلاح، وأبي إسحاق الأسفراييني، وأبي حامد الأسفراييني، والقاضي أبى الطيب، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأبي عبد الله الحميدي، وأبي نصر عبد الرحيم ابن عبد الخالق، والسرخسي الحنفي، والقاضي عبد الوهاب المالكي، وأبي يعلى الحنبلي، وابن الزاغوني الحنبلي، وابن فورك، ومحمد بن طاهر المقدسي، والبلقيني، وابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، وعبد الحق الدهلوي، وولي الله الدهلوي وغيرهم.

بل عن بعضهم انه وقف تجاه قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « فقلت: يا رسول الله كلما رواه البخاري عنك صحيح؟ فقال: صحيح. فقلت له: أرويه عنك يا رسول الله؟ قال: أروه عني ».

وعن بعضهم: أنه ذكر صحيح مسلم أيضاً.

وعن جماعة كالعسقلاني والنووي وابن حجر المكي الإجماع على أن صحيحيهما أصح الكتب بعد القرآن

ومع ذلك قدح الآمدي، ومحمود بن عبد الرحمن الاصفهاني، وابن حجر المكي، وإسحاق الهروي في حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » المخرج في الصحيحين

وقدح البخاري، وابن الجوزي، وابن تيمية في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » المخرج في صحيح مسلم.

٨٥

وأبطل السهارنفوري وعبد العزيز الدهلوي حديث هجر فاطمة الزهراءعليها‌السلام أبا بكر وهو في باب فرض الخمس وغيره - من صحيح البخاري الذي جاء فيه: « فغضبت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت » وأخرجه مسلم في باب حكم الفيء من كتاب الجهاد.

وأبطل المولوي حيدر علي الفيض آبادي حديث: « ايتوني بكتف ودواة » المخرج في سبعة مواضع من البخاري، وبثلاثة طرق عند مسلم ابن الحجاج

فقدح هؤلاء في هذه الأحاديث مردود بما نص عليه أئمتهم من قطعية صدور الصحيحين وانهما أصح الكتب بعد القرآن والإجماع على صحة ما روي فيهما

هذا الرد عليهم هو من باب الإلزام.

ومن ذلك إلزامهم بما يروونه في حق بعض الاشخاص من علمائهم وعرفائهم أو في شأن بعض كتبهم في الحديث أو غيره من الكرامات

فقد ذكروا في فضل « عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي » تزول قلنسوة من السماء اليه

وفي حق الثعلبي قال القشيري: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرب: أقبل الرجل الصالح. فالتفتّ فإذا الثعلبي مقبل.

وهكذا غير ما ذكرنا من الكرامات التي لا يجوز الاعتقاد بها قطعاً، الا أن التمسك بها جائز لإلزام الخصم بها في البحوث العلمية وهذا باب واسع نكتفي منه بهذا المقدار.

٨٦

الباب الرابع

بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات

ومن يدرس كتاب « عبقات الأنوار » يجد فيه الى جانب « اثبات امامة الأئمة الاطهار » والرد على إشكالات المخالفين على أدلة الامامية في باب الامامة بحوثاً وتحقيقات علمية قيمة، بحيث لو أخرج كل واحد منها لكان كتاباً لطيفاً في موضوعه.

في هذا الكتاب بحوث علمية من أصول العقائد، والتفسير، والحديث، والدراية، والتاريخ، والرجال، والأدب يتطرق الى كل بحث منها لمناسبة يقتضيها المقام حيث يريد المؤلفرحمه‌الله إتمام الكلام على المسألة الخلافية من شتى جوانبها

ونحن نذكر هنا طرفاً من هذه البحوث تحت عناوين وضعناها لها، معترفين بعدم وفاء مذكراتنا لجميع بحوث الكتاب، آملين التوفيق لاتمامها في فرصة أخرى بإذن الله تعالى.

١ - أحاديث موضوعة

لقد وردت في حق عليّعليه‌السلام أحاديث لا تعد ولا تحصى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تناقلتها الصحابة والتابعون، وأثبتها الأئمة والحفاظ في أسفارهم ومعاجمهم، موثقين رجالها، مصححين طرقها، فأما ما لم يصل إلينا من تلك الأحاديث فالله اعلم بها وبعددها.

ولما رأى المخالفون لأمير المؤمنينعليه‌السلام تلك الأحاديث وكثرتها عدداً ووضوحها في الدلالة على إمامته عمدوا الى التصرف فيها وتحريفها زيادة أو نقيصة، والى وضع فضائل لابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الصحابة، والصحابة بصورة عامة

وقد راج سوق هذا الوضع والتزوير - كما يحدثنا التاريخ - في زمن معاوية، وشاعت هذه الأحاديث وانتشرت، ووصفها بعض علماء السنة

٨٧

بالصحة عمداً أو جهلا

ومع ذلك لم تخف حقيقة الحال على ذوي العلم والبصيرة، بل لقد نص عليها وصرح بها بعض المتعصبين من علماء الحديث كابن الجوزي في كتاب الموضوعات وأورد ابن أبي الحديد بعض الأحاديث التي وضعتها « البكرية » في مقابلة أحاديث من فضائل أمير المؤمنين

وجاء علماء الكلام وأصحاب الكتب في الامامة منهم، فعارضوا بهذه الموضوعات الأحاديث الصحاح في فضل عليعليه‌السلام الأمر الذي استدعى البحث عن تلك المفتريات والكشف عن حالها بالنظر في أسانيدها ومداليلها على ضوء آراء علماء الجرح والتعديل من أهل السنة في كتاب « عبقات الأنوار » وكان من جملة هذه الأحاديث المحرفة أو الموضوعة رأساً في مقابل فضيلة من الفضائل:

١- لو كنت متخذاً خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن الله اتخذ صاحبكم خليلا.

٢ - سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر.

٣ - ما صب الله في صدري شيئاً الا وصببته في صدر أبي بكر.

٤ - لو كان بعدي نبي لكان عمر.

٥ - لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.

٦ - ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر.

٧ - ابن عمر: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى اني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر ابن الخطاب. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم.

٨ - أبو سعيد الخدري: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك. وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره. قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين.

٨٨

٩ - أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.

١٠ - اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

١١ - خلقني الله من نوره، وخلق أبا بكر من نوري، وخلق عمر من نور أبي بكر، فخلق أمتي من نور عمر، وعمر سراج أهل الجنة.

١٢ - عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالا. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.

١٣ - خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء.

١٤ - عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.

١٥ - أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياءاً عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الامة أبو عبيدة الجراح.

١٦ - من أحب ان ينظر الى ابراهيم في خلته فلينظر الى أبي بكر في سماحته ومن أحب ان ينظر الى نوح في شدته فلينظر الى عمر بن الخطاب في شجاعته ومن أحب ان ينظر الى إدريس في رفعته فلينظر الى عثمان في رحمته، ومن أحب ان ينظر الى يحيى بن زكريا في عبادته فلينظر الى عليّ بن أبي طالب في طهارته.

١٧ - أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها وعليّ بابها.

١٨ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر وعمر وعثمان حيطانها وأركانها.

١٩ - أنا مدينة العلم وأساسها أبو بكر وجدرانها عمر وسقفها عثمان وبابها عليّ.

٨٩

٢٠ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها ومعاوية حلقتها.

٢١ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر محرابها.

٢٢ - أنا مدينة الصدق وأبو بكر بابها، وأنا مدينة العدل وعمر بابها، وأنا مدينة الحياء وعثمان بابها، وأنا مدينة العلم وعليّ بابها.

٢٣ - لا تقولوا في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الا خيراً.

٢٤ - أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.

٢٥ - ابن عمر: كنا في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي لا نفاضل بينهم.

٢٦ - محمد بن الحنفية: قلت لابي أي الناس خير بعد النبي؟ قال: أبو بكر. قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنث؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين.

٢ - عدالة الصحابة

ومن البحوث المهمة ذات الأثر الكبير في جميع المسائل الإسلامية « مسألة عدالة الصحابة أجمعين » فعن بعض الفرق القول بكفر الصحابة جميعاً. والمشهور بين أهل السنة هو القول بأن الصحابة كلهم عدول ثقات. وقد نسب هذا القول الى أكثرهم.

والحق أن « الصحبة » لا توجب « العصمة » لاحد. والصحابة فيهم العدول ويغر العدول، وبهذا صرح جمع من أعلام أهل السنة كالتفتازاني والمارزي وابن العماد والشوكاني، وتبعهم: الشيخ محمد عبدة وبعض تلامذته وآخرون من الكتاب والعلماء المعاصرين.

وقد توفر كتاب « عبقات الأنوار » على جوانب من سير مشاهير الاصحاب ومشايخهم لا يظن بقاء أحد على القول بعدالة الصحابة أجمعين بعد مراجعتها ..!

٩٠

٣ - الحسن والقبح العقليان

ومن المباحث المهمة في علم الكلام بحث الحسن والقبح العقليين، الذي يثبته العدلية وينكره الا شاعرة، ويترتب عليه آثار جليلة وكثيرة، وتعرض السيد لهذا البحث في قسم حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ». والذي يهمنا إيراده هنا ما ذكره من أن جمعاَ كثيراً وجماً غفيراً من أكابر نحارير أهل السنة يثبتون الحسن والقبح العقليين. فذكر كلمات القوم وحاصلها أن القول بثبوت الحسن والقبح العقليين مذهب:

١ - أبي بكر القفال الشاشي.

٢ - أبي بكر الصيرفي.

٣ - أبي بكر الفارسي.

٤ - القاضي أبي حامد.

٥ - الحليمي.

٦ - علاء الدين السمرقندي صاحب ( ميزان الأصول في نتائج العقول ).

٧ - عبد العزيز البخاري صاحب ( كشف الأسرار - شرح أصول البزودي ).

٨ - أبي المظفر السمعاني صاحب ( القواطع في أصول الفقه ).

٩ - أبي شكور الكشي صاحب ( التمهيد ).

١٠ - أبي حامد الغزالي في ( اقتصاد الاعتقاد ).

١١ - عبيد الله بن مسعود صاحب ( التوضيح في حل غوامض التنقيح ).

١٢ - نظام الدين الشاشي صاحب ( كتاب الخمسين في أصول الحنفية ).

١٣ - الملا علي القاري في ( شرح الفقه الأكبر ).

١٤ - ابن قيم الجوزية في ( زاد المعاد ).

١٥ - كمال الدين السهالي في ( العروة الوثقى ).

٩١

١٦ - صالح بن مهدي المقبلي في ( ملحقات الأبحاث المسددة ) وفي ( العلم الشامخ ).

وقد نسب هذا القول الى كثير من أصحاب أبي حنيفة وعلى الخصوص العراقيين منهم. وذكر القاري عن الحاكم الشهيد في المنتقى انه قال أبو حنيفة لا عذر لاحد في الجهل بخالقه لما يرى من خلق السماوات والأرض وخلق نفسه وغيره. وفي المسايرة لابن الهمام الحنفي: قالت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح على الوجه الذي قالته المعتزلة. وفيه عن بعض أكابر الاشاعرة انه لا يتم استحالة النقص على الله الا على رأي المعتزلة. وفيه عن أبي منصور الماتريدي وعامة مشايخ سمرقند: من مات ولم يؤمن ولم تبلغه دعوة رسول يخلد في النار.

٤ - موقف أهل السنة من أئمة أهل البيت

وقد يدعي بعض المؤلفين من أهل السنة - كعبد العزيز الدهلوي - أنهم هم المتبعون لأهل البيت -عليهم‌السلام -الراكبون لسفينتهم والمقتدون بهم يقولون هذا إزراءاً بالشيعة وطعناً في دينهم

وهذا ما دعا السيدرحمه‌الله الى إيراد طرف من كلماتهم الشائنة لائمة أهل البيتعليهم‌السلام كشفاً عن الحقيقة، ولكي يعلن للملإ العلمي أن كل ما يحاوله أهل السنة هو الرد على الشيعة ومعتقداتهم سواء كان بمدح أهل البيت ودعوى محبتهم والانقياد لهم، أو كان بالطعن فيهم وتكذيبهم والحط عليهم والعياذ بالله.

فتلك كلمات ولي الله الدهلوي في أمير المؤمنينعليه‌السلام في كتابه ( إزالة الخفاء عن سيرة الخلفاء ) و ( قرة العينين في فضائل الشيخين ).

وكلمات ابن تيمية فيه وفي بعض أئمة أهل البيت في ( منهاج السنة ).

وكلمات ابن العربي وابن خلدون في سيد الشهداء الحسين بن عليعليهما‌السلام .

٩٢

وكلمات عبد القادر الجيلاني في أنه ينبغي أن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح وسرور لا يوم مصيبة وحزن

وقول بعضهم في حق الامام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام « في نفسي منه شيء ».

وقول بعضهم في حق الامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : « يروي عن أبيه عجائب، يهم ويخطئ ».

٥ - حول الصحيحين

لقد حف القوم الصحيحين بكل قداسة، ووضعوهما في هالة من النور والعظمة، ووضعوا لهما الكرامات الباهرة

انهما كتابان ألفهما محدثان من المحدثين شرطا فيهما على أنفسهما شروطاً خاصة ومن حق الباحث أن يبحث عن تلك الشروط، وأن يسأل عن توفر ما اشترطاه في كلّ واحد واحد من أحاديث الكتابين

ثم ان البخاري ومسلماً بشران كسائر أفراد البشر يعرضهما الخطأ والسهو والنسيان، وهل الالتزام بما اشترطاه على أنفسهما قد أوجب لهما العصمة عن الخطأ والنسيان، وبلغ بكتابيهما الى حد القرآن؟

وإذا كان لما اشترطاه هذا الأثر فلماذا لا يعتقدون هذا الاعتقاد فيما ألف على شرطهما كالمستدرك وغيره؟

هذه - وغيرها - أمور جديرة بالبحث والتحقيق، ولا يجوز لنا أن نمر عليها مر الجهلة والمتعصبين، الذين ينزلون الكتابين منزلة الوحي المبين

ليس كل ما في الكتابين بصحيح

لقد انتهى بنا البحث وأرشدتنا الأدلة الى أنه ليس كل ما روي في الكتابين بصحيح، وأهم تلك الأدلة هي الوجوه التالية:

١ - طعن أكابر الأئمة المعاصرين للبخاري ومسلم في الكتابين

٩٣

ومؤلفيهما وتركهم لحديثهما والمنع من مجالستهما كما لا يخفى على من راجع تراجم الرجلين في ( سير أعلام النبلاء ) وغيره.

٢ - قدح علماء الجرح والتعديل في كثير من رجالهما كما لا يخفى على من راجع ( هدى الساري في مقدمة فتح الباري ) وغيره.

٣ - آراء كبار العلماء في الرجلين وكتابيهما، الصريحة في وجود الأحاديث الباطلة فيهما، وأن الذي حمل القوم على القول بصحة كل ما أخرجاه هو التعصب وتجد نصوص عبارات بعض هؤلاء العلماء في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

٤ - وجود الأحاديث الكثيرة المقدوحة سنداً ودلالة من قبل أساطين المحققين من أهل السنة كالاسماعيلي، ومغلطاي، وابن حزم، وابن الجوزي، والدمياطي والغزالي، وامام الحرمين، وابن عبد البر، والنووي، وابن حجر، والكرماني والداودي، والحميدي، وابن القيم وغيرهم في هذين الكتابين، وتجد نصوص طائفة من هذه الأحاديث وكلمات هؤلاء الاعلام في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

ليس كل ما ليس في الكتابين بغير صحيح

ثم ما الدليل على أن كل ما لم يخرجاه فليس بصحيح، حتى إذا أرادوا رد حديث أو الطعن فيه قالوا: ليس في أحد الصحيحين؟!

قال النووي: « لم يلتزما استيعاب الصحيح، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه، وانما قصدا جمع جمل من الصحيح، كما يقصد المصنف في الفقه جمع جملة من مسائله ».

وقال القاضي الكتاني: « لم يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما ».

وقال العلقمي: « ليس بلازم في صحة الحديث كونه في الصحيحين ولا في أحدهما ».

وقال ابن القيم: « هل قال البخاري قط: ان كل حديث لم أدخله في

٩٤

كتابي فهو باطل، أو ليس بحجة، أو ضعيف؟ وكم قد احتج البخاري بأحاديث خارج الصحيح وليس لها ذكر في صحيحه؟ وكم صحح من حديث خارج عن صحيحه؟ ».

تعصب المؤلفين في الامامة والمناقب

ومما ذكرنا يظهر تعصب بعض المؤلفين في الامامة والكلام، وأصحاب الكتب في الفضائل والمناقب كالفخر الرازي حيث يطعن في سند حديث الغدير من جهة عدم إخراج البخاري ومسلم إياه، وكابن تيمية يرد على حديث « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة » قائلا بأنه « ليس في الصحيحين » وكالبدايوني الهندي القائل في جواب جملة « كرار غير فرار » من حديث « سأعطي الراية غداً رجلا » بأنها « غير مذكورة في الصحيحين ».

ومنهم من يطعن في بعض الأحاديث المخرجة فيهما أو في أحدهما غير مكترث بالذين ذهبوا الى قطعية صدور جميع أحاديثهما، ذكرهم السيد في قسم حديث المنزلة وابن تيمية وابن الجوزي الذين قدحوا في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين » وهو في صحيح مسلم؟!

وكالامدي ومن لف لفه الذين أبطلوا حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » وهو في الصحيحين!!

وكالدهلوي الذي أبطل حديث هجر الزهراءعليها‌السلام أبا بكر حتى توفيت وهو في الصحيحين!!

وفي هذا القدر كفاية لمن طلب الرشاد والهداية.

٦ - تحقيق حال رجال

وفي كتاب « عبقات الأنوار » ترجمة المئات من الاعلام من الصحابة والتابعين والرواة وكبار العلماء والمؤلفين في مختلف العلوم والفنون ذكر السيد تراجمهم لأغراض مختلفة أهمها اثبات ثقتهم والاعتماد عليهم

٩٥

أو جرحهم واسقاطهم عن درجة الاعتبار فهو يعطيك قائمة بأسماء الثقات وقوائم بأسماء الوضاعين، والضعفاء، والمدلسين، ومن تكلم فيهم من الرواة والمحدثين.

وقد يستدعي الأمر التوسع في بيان حال الرجل توثيقاً أو تجريحاً، ومن هنا فقد حقق حال رجال تحقيقاً شاملا يتوفر على فوائد تاريخية ورجالية لا تخفى قيمتها على ذوي الفضل وأهل التحقيق، ولنذكر هنا بعض الامثلة على ذلك:

أ - تحقيق حال عباد بن يعقوب الرواجني

لقد أثبت وثاقة عباد بن يعقوب الرواجني بعشرة وجوه:

١ - كونه من مشايخ البخاري.

٢ - كونه من مشايخ الترمذي.

٣ - كونه من مشايخ ابن ماجة.

٤ - رواية كبار الأئمة كأبي حاتم والبزار وابن خزيمة عنه.

٥ - توثيق أبي حاتم الرازي.

٦ - توثيق ابن خزيمة النيسابوري.

٧ - قول الدارقطني: صدوق.

٨ - قول بعض أعلامهم: لو لا رجلان من الشيعة ما صح لهم حديث: عباد بن يعقوب وابراهيم بن محمد بن ميمون.

٩ - قول الحافظ ابن حجر: « بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك ».

١٠ - قول الحافظ ابن حجر: « رافضي مشهور الا انه كان صدوقاً ».

وقد ظهر أنه لا ذنب للرواجني الا « التشيع » و « أنه يشتم السلف » كعثمان وطلحة والزبير كما في « تهذيب التهذيب » وغيره. ولعل الذي جعله « يستحق الترك » ما رواه من أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يقتل علياً،

٩٦

ثم ندم فنهاه عن ذلك رواه السمعاني في « الأنساب ».

ب - تحقيق حال ابن عقدة

وصنف أبو العباس ابن عقدة كتاباً بطرق حديث: « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » رواه فيه من مائة وخمس طرق ثم ذكر ثمانية وعشرين رجلا من الصحابة لم يذكر أسمائهم. قال السيد بن طاوس: « والكتاب عندي الآن » وقد ذكر هذا الكتاب لابن عقدة جماعة من حفاظ واعلام أهل السنة كابن حجر وابن تيمية والسمهودي والمناوي وغيرهم.

وقد طعن عبد العزيز الدهلوي تبعاً لنصر الله الكابلي في أبي العباس ابن عقدة، قال الكابلي فيما زعمه من مكايد الامامية: « التاسع والتسعون: نقل ما يؤيد مذهبهم عن كتاب رجل يتخيل أنه من أهل السنة وليس منهم، كابن عقدة كان جارودياً رافضياً، فانه ربما ينخدع منه كل ذي رأي غبين، ويميل الى مذهبهم أو تلعب به الشكوك ».

وقد أثبت السيد صاحب العبقات وثاقة ابن عقدة وجلالته عن الدارقطني وأبي علي الحافظ وحمزة السهمي والسمعاني والسيوطي وسبط ابن الجوزي والفتني والبدخشاني

وانه قد روى عنه الأكابر من الحفاظ كالطبراني والدارقطني وأبي نعيم وابن عدي، وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود الى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه. وعده السبكي في طبقاته من حفاظ هذه الشريعة، ونقل السيوطي آراءه في تدريب الراوي وابن الجوزي في معرفة الصحابة، والذهبي في الجرح والتعديل.

فظهر أنه لا ذنب لابن عقدة الا ما ذكره السيوطي بقوله: « وعنده تشيع » وانه - كما قال سبط ابن الجوزي -: « كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها، ولا يتعرض للصحابة بمدح ولا بذم فنسبوه الى الرفض ». ومن قال الفتني: « وما ضعفه الا عصري متعصب ».

٩٧

ج - تحقيق حال الأجلح بن عبد الله

وطعن الدهلوي في سند حديث الولاية: « ان عليّاً مني وأنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن من بعدي » قائلا: « في أسناده الأجلح وهو شيعي متهم في حديثه ».

فأجاب السيد عنه بثلاثين وجه منها:

توثيق يحيى بن معين، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، ومدح أحمد، وقول الفلاس وابن عدي: « مستقيم الحديث صدوق » وتصحيح الحاكم حديثاً هو في طريقه، وفي التقريب: « صدوق شيعي ». وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

فظهر أنه لا ذنب له الا « التشيع ».

د - تحقيق حال سبط ابن الجوزي

وتعرض السيد لحال سبط ابن الجوزي فأشبع الموضوع بحثاً وتحقيقاً، وذلك لأنه اعتمد عليه في نقل رواية أحمد بن حنبل لحديث النور: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » فكان من الضروري بيان ثقته والاعتماد عليه.

فذكر مدح أبي المؤيد الخوارزمي وابن خلكان وقطب الدين البعلبكي وأبي الفداء وابن الوردي والذهبي والداودي واليافعي والقاري وغيرهم وتعظيمهم إياه وقد وصفه الخوارزمي في ( جامع مسانيد أبي حنيفة ) بـ « الامام الحافظ » وقال هؤلاء كلهم بأنه « كان له القبول التام عند الخاص والعام ».

واعتمد على تاريخه ( مرآة الزمان ) من تأخر عنه من المؤرخين كابن خلكان والصفدي، والحلبي في سيرته، كما اعتمد عليه جماعة من علماء الكلام كالكابلي في ( صواقعه ) والدهلوي في ( تحفته ).

نعم طعن فيه وفي تاريخه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) فقال: « يأتي بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة، بل يحيف ويجازف ثم انه يترفض ».

٩٨

وقد أجابوا عن ذلك ففي ( كشف الظنون ): « قال في الذيل: هذا من الحسد، فانه في غاية التحرير، ومن أرخ بعده فقد تطفل عليه، لا سيما الذهبي والصفدي، فان نقولهما منه في تاريخهما ».

فظهر أنه لا ذنب له الا « الترفض » وسببه تأليف كتاب « تذكرة الخواص من الامة في ذكر مناقب الأئمة ».

هـ - تحقيق حال الجاحظ

وتمسك الفخر الرازي بصدد الطعن في حديث الغدير بعدم نقل الجاحظ إياه.

فانبرى السيد للجواب عنه في وجوه:

الاول: انه من النواصب، كما نص عليه ( الدهلوي )، وصاحب كتاب المروانية كما نص عليه ابن تيمية.

والثاني: ان له أباطيل وأضاليل حول مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وفضائله لم يرتضها حتى بعض أهل نحلته كالاسكافي.

والثالث: قول الحافظ الخطابي: الجاحظ ملحد.

والرابع: قول ثعلب: ليس ثقة ولا مأموناً.

والخامس: قول الذهبي في الميزان: « كان من أئمة البدع ». وفي ( سير اعلام النبلاء ): « كان ماجنا قليل الدين » قال: « يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق » وقد أورده في ( المغني في الضعفاء ).

والسادس: قول الخطيب: كان لا يصلي.

والسابع: ما ذكره ابو الفرج الاصبهاني من انه كان يرمى بالزندقة وأنشد في ذلك أشعارا.

والثامن: قول ابن حزم: كان أحد المجان الضلال.

والتاسع: قول الأزهري: « ان أهل العلم ذموه وعن الصدق دفعوه ».

والعاشر: قول ثعلب: « كان كذاباً على الله وعلى رسوله

٩٩

وعلى الناس ».

فهل يليق بالرازي الاستدلال بعدم رواية الجاحظ لحديث الغدير؟!

٧ - تحقيق حال كتب

ومن الفوائد في كتاب « عبقات الأنوار » معرفة الكتب والفنون، فهو يعطيك أسامي آلاف الكتب في مختلف العلوم والفنون مع اسماء مؤلّفيها بحيث لو جمعت لشكلت كتاباً مفرداً في هذا الفن يقع في مجلدات عديدة.

ومن هذه الكتب ما ينقل عنها في بحوثه، وهي أهم الكتب وأشهرها في كل فن وقد ذكرنا سابقاً أسلوبه في النقل والاستدلال.

وربما تعرض لحال بعض تلك الكتب فأثبت نسبتها الى أصحابها، أو أكد اعتبار ما جاء فيها أو بالعكس وإليك نماذج من تحقيقاته في هذا المجال:

أ - تحقيق حول مسند أحمد

لقد وقع الخلاف بين علماء أهل السنة - حتى الحنابلة منهم - حول أحاديث مسند أحمد بن حنبل، فقال جماعة بأن ما أودعه أحمد مسنده قد احتاط فيه اسناداً ومتناً ولم يورد فيه الا ما صح سنده عنده، فأمر بالرجوع اليه وجعله أصلا يعرف به الصحيح والسقيم، وما ليس فيه فلا أصل له، وأنكر آخرون أن يكون المسند بهذه المثابة عند أحمد.

وقد بحث السيدرحمه‌الله هذا الموضوع مؤيداً القول الاول ومحققاً إياه أحسن تحقيق.

فحديث الثقلين: « اني تارك فيكم الثقلين » الذي أخرجه في المسند بطرق عديدة صحيح عنده، فبطل قول البخاري: « قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تركت فيكم الثقلين. أحاديث الكوفيين هذه مناكير ».

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

جعفر المتقدّم.

أقول : ما ذكرهصه فإنّما هو كلام الشيخرحمه‌الله فيظم كما سبق(١) ، وكأنّهرحمه‌الله ظنّ التعدّد فذكر له ترجمتين وذكر ما فيضا في ترجمة(٢) وما فيظم في الأُخرى فلا تغفل ، فما ذكره الأُستاذ العلاّمة هناك من اقتصار العلاّمةرحمه‌الله على قوله « يرمى بالغلو » لا يخلو من نظر ، فتأمّل.

٢٨٢٤ ـ محمّد بن الفيض التميمي :

تيم الرباب ، ق(٣) ».

وفيتعق : للصدوق طريق إليه(٤) ، وحسّنه خالي لذلك(٥) ، ويروي عنه ابن أبي عمير(٦) .

٢٨٢٥ ـ محمّد بن القاسم :

أبو بكر ، بغدادي متكلّم ، عاصر ابن همّام ، له كتاب في الغيبة كلام ،جش (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم أبو بكر في طبقة ابن همّام لأنّه معاصر له )(٨) .

٢٨٢٦ ـ محمّد بن القاسم الأسترآبادي :

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٢٥.

(٢) الخلاصة : ٢٥١ / ١٩ ، رجال الشيخ : ٣٨٩ ، والّذي فيهما : أزدي صيرفي يرمى بالغلو.

(٣) رجال الشيخ : ٣٢٢ / ٦٧١.

(٤) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٠٧ ، وفيه رواية ابن أبي عمير عنه.

(٥) الوجيزة : ٤٠١ / ٣١٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٧) رجال النجاشي : ٣٨١ / ١٠٣٥.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٥٠. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

١٦١

الظاهر أنّه ابن المفسّر الآتي(١) ، فإنّه يروي عن يوسف وعلي أيضاً(٢) ،تعق (٣) .

٢٨٢٧ ـ محمّد بن القاسم بن زكريّا :

الماربي ، أبو عبد الله الكوفي المعروف بالسوداني ثقة من أصحابنا عمّر ، له كتاب الفوائد وهو نوادر ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسين بن تمام(٤) ، عنه ،جش (٥) .

ونحوهصه إلى قوله : عمّر ؛ وزاد بعد السوداني : بالسين المهملة والنون بعد الألف(٦) .

وفيلم : روى عنه التلعكبري وسمع منه في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم بن زكريا الثقة أبو الحسين بن تمام ، عنه والتلعكبري(٨) .

٢٨٢٨ ـ محمّد بن القاسم بن الفضيل :

ضا (٩) . وزادصه : ابن يسار النهدي ، ثقة هو وأبوه وعمّه العلاء‌

__________________

(١) عن الخلاصة : ٢٥٦ / ٦٠.

(٢) أي : يوسف بن محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن يسار على ما سيأتي في محمّد بن القاسم المفسّر ، الفقيه ٢ : ٢١١ / ٩٦٧.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٤) في نسخة « ش » : ابن تمامة.

(٥) رجال النجاشي : ٣٧٨ / ١٠٢٧.

(٦) الخلاصة : ١٦١ / ١٤٩.

(٧) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٦١ ، وفيه : وسمع منه سنة أربع وعشرين وله منه إجازة.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٥٠. وما ذكر عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ٣٩١ / ٥٥.

١٦٢

وجدّه الفضيل ، روى عن الرضاعليه‌السلام (١) .

وزادجش : له كتاب ، أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عنه به(٢) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(٣) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد(٤) .

وفيتعق : وصفه الصدوقرحمه‌الله بصاحب الرضاعليه‌السلام (٥) (٦) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم بن الفضيل البصري ، أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسين بن سعيد ، وعلي بن مهزيار(٧) ، انتهى.

قلت : ليس في الرجال البصري بل النهدي )(٨) .

٢٨٢٩ ـ محمّد بن القاسم بن المثنّى :

له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد عن حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه ،ست (٩) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد. إلى آخره(١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٩ / ١٢٧.

(٢) رجال النجاشي : ٣٦٢ / ٩٧٣.

(٣) الفهرست : ١٥٥ / ٦٩٧ ، وفيه محمّد بن القاسم.

(٤) الفهرست : ١٤٥ / ٦٩٢.

(٥) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٩١.

(٦) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٥٠.

(٨) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) الفهرست : ١٥٢ / ٦٧٠.

(١٠) الفهرست : ١٥١ / ٦٦٠.

١٦٣

وفيتعق : في النقد : لا يبعد اتّحاده مع ابن المثنّى بن القاسم الآتي(١) (٢) . وهو الظاهر بقرينة الرواة(٣) .

قلت : ويؤيّده عدم وجود ابن القاسم بن المثنّى في غيرست ، ويعضده وجود مثنّى بن القاسم دون القاسم بن المثنّى(٤) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن القاسم بن المثنّى ، عنه أحمد بن ميثم(٥) .

٢٨٣٠ ـ محمّد بن القاسم :

وقيل ابن أبي القاسم المفسّر الأسترآبادي ، روى عنه أبو جعفر بن بابويه ، ضعيف كذّاب ، روى عنه تفسيراً يرويه عن رجلين مجهولين أحدهما يعرف بيوسف بن محمّد بن زياد والآخر علي بن محمّد بن بشار(٦) عن أبيهما عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، والتفسير موضوع عن سهل الديباجي عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير ،صه (٧) .

وفيتعق : نقل في النقد جميع ما ذكرهصه عنغض (٨) ، ومرّ مراراً ضعف تضعيفه ، على أنّ الظاهر أنّ منشأه(٩) ما ذكره من أنّه روى تفسيراً عن رجلين إلى آخره.

__________________

(١) عن رجال النجاشي : ٣٧١ / ١٠١٢ والطريق فيه : الحسين عن أحمد بن جعفر عن حميد عن أحمد عنه ، والخلاصة : ١٦٠ / ١٤٣.

(٢) نقد الرجال : ٣٢٨ / ٦٥٧.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٤) راجع الأُصول الستّة عشر : ٨٣.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٥٠. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) في المصدر : يسار ، وفي النسخة الخطيّة منه : بشّار.

(٧) الخلاصة : ٢٥٦ / ٦٠.

(٨) نقد الرجال : ٣٢٨ / ٦٥٨.

(٩) في نسخة « م » : منشأ.

١٦٤

وفي الاحتجاج : قال أي الصدوقرحمه‌الله ـ : حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الأسترآبادي المفسّر قال : حدّثني أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمّد السيّار(١) وكانا من الشيعة الإماميّة. الحديث(٢) ، فتأمّل.

وقال جدّيرحمه‌الله : ما ذكرهغض باطل ، وتَوَهَّم أنّ مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب إلى المعصومعليه‌السلام ، ومَن كان مرتبطاً بكلامهمعليهم‌السلام يعلم أنّه كلامهمعليهم‌السلام ، واعتمد عليهشه ونقل أخباراً كثيرة عنه في كتبه(٣) ، مع أنّ اعتماد تلميذٍ مثل الصدوق يكفي(٤) ، انتهى.

وأكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّياً أو مترحّماً(٥) .

وفي الوجيزة : مدحه الصدوق وضعّفهغض (٦) (٧) .

أقول : قال في الفوائد النجفيّة : قال بعض الأفاضل المتأخّرين : كيف يكون محمّد بن القاسم ضعيفاً كذّاباً والحال أنّ رئيس المحدّثينرحمه‌الله كثيراً ما يروي عنه في الفقيه(٨) وكتاب التوحيد(٩) وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام (١٠) وفي كلّ موضع يذكره يقول بعد ذكره :رضي‌الله‌عنه أورحمه‌الله ؟! ثمّ قال : وفيما ذكره‌

__________________

(١) في المصدر : أبو الحسن علي بن محمّد بن السيّار.

(٢) الاحتجاج : ١ / ١٦.

(٣) انظر منية المريد : ٣١ والبحار : ١٠٨ / ١٦٩ إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي.

(٤) روضة المتّقين : ١٤ / ٢٥٠.

(٥) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٦٦ / ١ و ٢٧٤ / ٩ و ٢٧٩ / ١٩ ، معاني الأخبار : ٢٤ / ٤ و ٢٨٧ / ١.

(٦) لم يرد له ذكر في نسختنا المطبوعة من الوجيزة وورد في النسخة الخطيّة منها.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٨) الفقيه ٢ : ٢١١ / ٩٦٧ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٠٠ ولم يرد فيهما الترضّي أو الترحّم.

(٩) التوحيد : ٤٧ / ٩ و ٢٣٠ / ٥.

(١٠) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٣٧ / ٣٦ و ٢٥٤ / ٤ و ٢٨٢ / ٣٠.

١٦٥

العلاّمةرضي‌الله‌عنه إشكالات :

أحدها : إنّ الإمام المروي عنه ليس أبا الحسن الثالثعليه‌السلام بل هو أبو محمّد الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام وهذا التفسير بهذا الاسم مشهورٌ بين الشيعة.

وثانيها : إنّ أبويهما غير داخلين في سلسلة الرواية بل هما رويا عن المعصومعليه‌السلام بلا واسطة.

وثالثها : إنّ سهلاً وأباه غير داخلين في سند هذا التفسير. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (١) .

ثمّ قال الشيخ سليمانرحمه‌الله : وقد صرّح جماعة من الأفاضل باعتبار هذا التفسير المشهور الآن واعتمدوه. ثمّ نقل ما مرّ عن الاحتجاج وبعد كانا من الشيعة الإمامية : عن أبويهما قال :(٢) حدّثنا أبو محمّد الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام . ثمّ قال : هذا يوافق ما ذكره العلاّمة فيصه من روايتهما التفسير المذكور عن أبويهما. إلى أن قال : إلاّ أنّ الّذي وجدناه في النسخ الّتي وقفنا عليها إنّما يساعد كلام ذلك المُورِد ، فتأمّل المقام ، انتهى.

وقال العلاّمة المجلسي في أوائل البحار : تفسير الإمامعليه‌السلام من الكتب المعروفة واعتمد الصدوق عليه وأخذ منه ، وإنْ طعن فيه بعض المحدّثين لكنّ الصدوقرحمه‌الله أعرف وأقرب عهداً ممّن طعن فيه ، وقد روى عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه(٣) ، انتهى.

وفي الاحتجاج في جملة كلام لهرحمه‌الله : لا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إمّا لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلّت العقول إليه ، أو‌

__________________

(١) النقاط الثلاثة المذكورة تظهر جليّة وواضحة عند مراجعة بداية تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام .

(٢) في الاحتجاج : قالا.

(٣) البحار : ١ / ٢٨.

١٦٦

لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلاّ(١) ما أوردته عن أبي محمّد الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام فإنّه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه وإنْ كان مشتملاً على مثل الّذي قدّمناه. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (٢) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن القاسم المفسّر ، أبو جعفر بن بابويه عنه(٣) .

٢٨٣١ ـ محمّد بن القبطي :

ق (٤) . وفيتعق : روى عنه ابن أبي عمير في الصحيح(٥) (٦) .

٢٨٣٢ ـ محمّد بن قبة :

هو ابن عبد الرحمن بن قبة.

٢٨٣٣ ـ محمّد بن قولويه :

من خيار أصحاب سعد ،صه (٧) .

وفيلم : يروي عن سعد بن عبد الله وغيره(٨) .

وفيتعق : مرّ في ابنه جعفر عنجش ما ذكره صه(٩) ، وهو بما يشعر بثقته ، ومرّ توثيقه في الحسن بن علي بن فضّال(١٠) ، وصاحب المعالم والمدارك صرّحا بصحّة حديثه(١١) ، وفي الوجيزة : ثقة على‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : أمّا.

(٢) الاحتجاج : ١ / ١٤.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٥٠ وما ذكر عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الشيخ : ٣٢٢ / ٦٨٧ ، وفيه : محمّد القبطي.

(٥) أمالي الصدوق : ٩٨ / ١٠ المجلس الثالث والعشرون وبشارة المصطفى : ٢٠ ، وفيهما محمّد القبطي.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٧) الخلاصة : ١٦٤ / ١٨١.

(٨) رجال الشيخ : ٤٩٤ / ٢٢.

(٩) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٨.

(١٠) عن التحرير الطاووسي : ١٣٤ / ٩٨.

(١١) منتقى الجمان : ١ / ٥٦ والتهذيب ١ : ٢٣٤ / ٦٧٦ ، مدارك الأحكام : ١ / ٥٩ والاستبصار ١ : ٣١ / ٨١.

١٦٧

الأظهر(١) ؛ وفي النقد : أصحاب سعد على ما يفهم أكثرهم ثقات كعليّ بن الحسين بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد وحمزة بن القاسم ومحمّد ابن يحيى العطّار وغيرهم ، فكأنّ قولجش : إنّه من خيار أصحاب سعد ، يدلّ على توثيقه(٢) ، انتهى فتأمّل(٣) .

أقول : غفل الميرزارحمه‌الله عن قولجش في ابنه إنّه من خيار أصحاب سعد فنقل ذلك هنا عنصه فقط.

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال : لا يبعد استفادة توثيق الرجل منها أي من عبارةجش مع قرائن أُخرى. ثمّ ذكر ما مرّ عنطس في الحسن بن علي بن فضّال وقال : هذا نصّ في توثيق محمّد بن قولويه وعلي بن الريان(٤) ، انتهى.

والمحقِّق الشيخ محمّد أيضاً اعترف بذلك لكنّه قال : الاعتماد على توثيقطس لا يخلو من تأمّل. فتأمّل.

وفيمشكا : ابن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، وهو من خيار أصحابه(٥) .

٢٨٣٤ ـ محمّد بن قيس :

أبو أحمد ، ضعيف ، روى عن أبي جعفرعليه‌السلام ،صه (٦) .

__________________

(١) الوجيزة : ٣١٢ / ١٧٥٩.

(٢) نقد الرجال : ٣٢٩ / ٦٦١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٤) حاوي الأقوال : ١٤٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٤٤. وما جاء عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٢٥٤ / ٣٧ وفيها : محمّد بن قيس بن ( أبو خ ) أحمد ضعيف روى عن الباقرعليه‌السلام . ولنا جماعة اسم كل واحد منهم محمّد بن قيس ذكرناهم في القسم الأوّل من كتابنا هذا.

وذكره أيضاً كما أشار إليه في القسم الأوّل في ضمن الجماعة المسمّين

١٦٨

وزادجش : عنه يحيى بن زكريّا الحنفي ، وبعد قيس : الأسدي(١) .

أقول : فيمشكا : ابن قيس أبو أحمد الأسدي ، يحيى بن زكريّا عنه(٢) .

٢٨٣٥ ـ محمّد بن قيس الأسدي :

أبو عبد الله ،ق (٣) .

وزادصه وجش : مولى لبني نصر ، وكان خصّيصاً ممدوحاً(٤) .

٢٨٣٦ ـ محمّد بن قيس :

أبو عبد الله البجلي ، ثقة ، عين ، كوفي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، له كتاب القضايا المعروف رواه عنه عاصم بن حميد الحنّاط ويوسف بن عقيل وعبيد ابنه ،جش (٥) . ويأتي عن غيه بلا كنية(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن قيس أبو عبد الله البجلي ، عنه عاصم بن حميد ، وابن أبي عمير ، ويوسف بن عقيل ، وعبيد ابنه.

قال بعض المحقّقين : الّذي ينبغي تحقيقه أنّ محمّد بن قيس إن كان راوياً عن أبي جعفرعليه‌السلام فالظاهر أنّه الثقة ان كان الناقل عنه عاصم بن‌

__________________

بمحمد بن قيس قائلاً : ولنا محمّد بن قيس بن ( أبو خ ) أحمد ضعيف روى عن أبي جعفرعليه‌السلام . الخلاصة : ١٥٠ / ٦٣.

والظاهر إنّما عدّه في هذا القسم على خلاف ضعيف وذلك لاستيفاء المسمّين بمحمّد بن قيس ، ومتابعتاً منه للنجاشي حيث ذكرهم جميعاً في ترجمة محمّد بن قيس أبو نصر الأسدي ، رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٨٠.

(١) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٥١. وما جاء عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٦.

(٤) الخلاصة : ١٥٠ / ٦٠ ، رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(٥) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨١.

(٦) راجع رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٧ والفهرست : ١٣١ / ٥٨٩.

١٦٩

حميد أو يوسف بن عقيل أو عبيد ابنه لما ذكرهجش أنّ(١) هؤلاء يروون عنه كتاب القضايا ، بل لا يبعد كونه الثقة متى كان راوياً عن أبي جعفرعليه‌السلام عن عليعليه‌السلام ، لأنّ كلا من الأسدي والبجلي صنّف كتاباً لقضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام كما ذكرهجش (٨٢) وهما ثقتان كما عرفت(٣) ، ومع انتفاء هذه القرائن فالحديث المروي عن محمّد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام مردود ؛ وأما المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام فيحتمل أن يكون من الصحيح وأنْ يكون من الحسن(٤) ، والله أعلم ، انتهى(٥) .

٢٨٣٧ ـ محمّد بن قيس :

أبو نصر الأسدي الكوفي ، ثقة ثقة ،ق (٦) .

وزادصه : من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، وبعد نصر : بالنون(٧) .

وفيجش بعد الأسدي : أحد بنى نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة(٨) بن دودان بن أسد ، وجه من وجوه العرب بالكوفة. إلى أن قال : روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وله كتاب في قضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وله كتاب آخر نوادر(٩) .

ثمّ فيصه : ولنا محمّد بن قيس الأسدي أبو نصر ثقة ، وجه من‌

__________________

(١) في المصدر : من أنّ.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٨٠.

(٣) أمّا البجلي فتقدّم آنفاً عن النجاشي ، وأمّا الأسدي فسيأتي توثيقه عن الشيخ.

(٤) انظر : حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الثالث.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٥١. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٤.

(٧) الخلاصة : ١٣٨ / ٦ ، ولم يرد فيها : الكوفي.

(٨) في نسخة « ش » : تغلبة.

(٩) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٨٠.

١٧٠

وجوه العرب ، روى عن الباقر والصادقعليهما‌السلام ، ذكرناه فيما مضى(١) ، انتهى. وهو المذكور قبل البجلي كما لا يخفى.

أقول : كذا قال الميرزارحمه‌الله (٢) ، وهو سهو من قلمهرحمه‌الله .

أمّا أوّلاً : فلأنّ المذكور قبل البجلي لم يسبق عنصه (٣) ولا عن غيرها ثقته ولا روايته عنهماعليهما‌السلام ولا كونه وجهاً من وجوه العرب.

وأمّا ثانياً : فلأنّ ذاك مذكور فيصه قبل قوله : ولنا محمّد بن قيس. إلى آخره متّصلاً به بلا فاصلة أصلاً فكيف يقول ذكرناه فيما مضى؟! بل يردرحمه‌الله هذا المذكور هنا(٤) لأنّه ذكره في(٥) صه في أوّل باب الميم وذكر الباقين في وسط الباب ، فقوله « فيما مضى » بمكانه ، وكذا وصفه بالثقة ، وكذا الرواية عن الباقر والصادقعليهما‌السلام ، وكذا كونه وجهاً من وجوه العرب ، وقد أخذ الأوّل منق والبواقي منجش ، فلا تغفل.

٢٨٣٨ ـ محمّد بن قيس البجلي :

كوفي أسند عنه ، صاحب المسائل الّتي يرويها عنه عاصم بن حميد ،ق (٦) .

وفيست : له كتاب قضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أخبرنا جماعة منهم محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وجعفر بن الحسين بن حسكة القميّ ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(٧) ، عن سعد بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٠ / ٦١.

(٢) منهج المقال : ٣١٦.

(٣) الخلاصة : ١٥٠ / ٦١.

(٤) أي المذكور في بداية الترجمة نقلاً عن الخلاصة.

(٥) في ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٧ ، وفيه زيادة : مات سنة إحدى وخمسين ومائة.

(٧) في المصدر : عن ابن بابويه عن أبيه.

١٧١

عبد الله والحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن قيس ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . وله أصل ، عنه به ابن أبي عمير(١) .

وفيصه وجش : ولنا محمّد بن قيس البجلي وله تاب يساوي كتاب محمّد بن قيس الأسدي(٢) .

وزادصه : أبي عبد الله ، وهذا محمّد بن قيس البجلي يكنى أبا عبد الله أيضاً ، وهو ثقة عين وروى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (٣) ، انتهى.

ومراده(٤) بمحمّد بن قيس في قوله : يساوي كتاب محمّد بن قيس : أبو نصر الأسدي الكوفي لا أبو عبد الله ، فإنّه الّذي ذكر له كتاب دونه.

هذا ، ويستفاد منصه اتّحاد البجلي هذا مع السابق ، إذ ذكر ما قيل في كليهما في هذا ، وهو الظاهر.

أقول : ما استظهرهرحمه‌الله هو الظاهر وفاقاً لمولانا عناية الله والفاضل عبد النبي الجزائري ، فإنّهما صرّحا بأنّهم أربعة(٥) ، ونقله الثاني عن المختلف(٦) وشه في شرح البداية(٧) .

ومرّ ما فيمشكا في ابن قيس أبو عبد الله البجلي(٨) .

__________________

(١) الفهرست : ١٣١ / ٥٨٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(٣) الخلاصة : ١٥٠ / ٦٢.

(٤) أي : النجاشي. وكأنّه يريد بقوله هذا ردّ كلام العلاّمة الّذي تقدّمت الإشارة إليه بقوله : وزاد صه أبي عبد الله.

(٥) مجمع الرجال : ٦ / ٢٨ هامش رقم ٤.

(٦) حاوي الأقوال : ١٤٦ ، مختلف الشيعة : ٣ / ١٨٠.

(٧) الرعاية في علم الدراية : ٣٧١.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٥١. ومن قوله : ومرّ ما في مشكا. إلى هنا لم يرد في نسخة « ش ».

١٧٢

٢٨٣٩ ـ محمّد بن كثير الثقفي :

يأتي في ترجمة المفضّل بن عمر عنكش ما يظهر منه ذمّه وقدحه ،تعق (١) .

قلت : هو مذكور فيه في سند خبرين ضعيفين ربما يظهر منهما مدحه عن الإمامعليه‌السلام فلاحظ(٢) ، والذمّ الّذي يظهر منكش قوله فيه : هو من أصحاب المفضّل بن عمر أيضاً(٣) ، مومئاً إلى كونه من الغلاة ، فتأمّل.

٢٨٤٠ ـ محمّد بن كثير الجعفري :

الكلابي الكوفي أسند عنه ،ق (٤) .

٢٨٤١ ـ محمّد بن كشمرد :

مضى في المقدّمة الأُولى(٥) ، غير مذكور في الكتابين.

٢٨٤٢ ـ محمّد بن كلثوم :

هو ابن سعيد بن كلثوم ،تعق (٦) .

٢٨٤٣ ـ محمّد بن الليث الهمداني :

المشعاري الكوفي ، أسند عنه ،ق (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

(٢) رجال الكشّي : ٣٢١ / ٥٨٣ و ٥٨٤.

(٣) رجال الكشّي : ٣٢٢ / ٥٨٤.

(٤) رجال الشيخ : ١٢٩ / ٣٠٥.

(٥) مرّ في المقدّمة الثانية عن إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٦ حيث عدّه ممّن رأى القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته من غير الوكلاء من همدان.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

(٧) رجال الشيخ : ٢٩٩ / ٣٠٦.

١٧٣

٢٨٤٤ ـ محمّد بن مارد :

بالراء والدال المهملة ، التميمي ، عربي صميم ، كوفي ، ختن محمّد ابن مسلم ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ، عين ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب يرويه الحسن بن محبوب(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن مارد ، عنه الحسن بن محبوب(٤) .

٢٨٤٥ ـ محمّد بن مالك بن عطيّة :

الأحمسي أبو عبد الله الكوفي ، أسند عنه ،ق (٥) .

٢٨٤٦ ـ محمّد بن مبشر :

له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس وسعد والحميري ، عن أحمد بن محمّد وأحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد الله البرقي ، عنه ،ست (٦) .

والموجود بالموحّدة والمعجمة ولذا ذكرناه هنا ، ولا يبعد كونه بالمثنّاة والمهملة كما يأتي(٧) .

وفيتعق : هذا هو الظاهر بشهادة السند(٨) ، وعدم توجّهجش لما في‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٨ / ١١٧.

(٢) رجال النجاشي : ٣٥٧ / ٩٥٨.

(٣) الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٢.

(٤) هداية المحدّثين : ١٤٤ ، والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال الشيخ : ٣٠١ / ٣٤٢.

(٦) الفهرست : ١٥٥ / ٧٠٠ ، وفيه : عن أبي عبد الله البرقي عن محمّد بن أبي عمير عنه. كما أنّ الّذي فيه بدل مبشر : ميسر ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ٣٠ نقلاً عنه كما في المتن.

(٧) عن الفهرست : ١٦١ / ٧١٠ ورجال الشيخ : ٣٠٠ / ٣٢٣ والنجاشي : ٣٦٨ / ٩٩٧.

(٨) أي : أنّ الراوي عن ابن مبشر وابن ميسر واحد.

١٧٤

ست وست للثقة المشهور ، فتأمّل(١) .

٢٨٤٧ ـ محمّد بن مبشر :

يلقّب حبيش ، مضى بلقبه(٢) ، وهو غير مذكور في الكتابين ، ولعلّه المذكور عنست (٣) ، فتأمّل.

٢٨٤٨ ـ محمّد بن المثنّى بن القاسم :

كوفي ثقة ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب ، أخبرنا الحسين ، عن أحمد بن جعفر ، عن حميد ، عن أحمد ، عنه(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن المثنّى بن القاسم ، عنه أحمد(٦) .

٢٨٤٩ ـ محمّد بن محمّد بن أبي جعفر :

ابن بابويه الرازي المعروف بقطب الدينرحمه‌الله ، وجه من وجوه هذه الطائفة ، جليل القدر عظيم المنزلة ، من تلاميذ الإمام العلاّمة الحلّيقدس‌سره وروى عنه أحاديث ، وروى عنه شيخنا الشهيدرحمه‌الله ، له كتاب المحاكمات وهو دليل واضح وبرهان قاطع على كمال فضله ووفور علمهرضي‌الله‌عنه وأرضاه ،نقد (٧) .

وفي الوجيزة : ثقة جليل معروف(٨) ،تعق (٩) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

(٢) عن رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٩ والخلاصة : ٦٤ / ٧.

(٣) أي : محمّد بن مبشر.

(٤) الخلاصة : ١٦٠ / ١٤٣.

(٥) رجال النجاشي : ٣٧١ / ١٠١٢.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٥٢ ، وفيها بعد القاسم زيادة : ثقة. وما جاء عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) نقد الرجال : ٣٣٠ / ٦٨٧.

(٨) الوجيزة : ٣١٣ / ١٧٧٠.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

١٧٥

أقول : هذا الفاضل أشهر من أنْ يذكر وأعرف من أن ينكر ، وله كتب مشهورة غير المحاكمات كشرح المطالع وشرح الشمسيّة وغيرهما ، وما مرّ في نسبه من انتهائه إلى ابن بابويه غلط لعلّه من الكتّاب ، بل هو من آل بويه عطّر الله مراقدهم.

قال الشهيدرحمه‌الله عند ذكر مشايخه : ومنهم الإمام العلاّمة سلطان العلماء وملك الفضلاء الحبر البحر قطب الدين محمّد بن محمّد الرازي البويهي ، فإنّي حضرت في خدمته قدّس الله لطيفه بدمشق عام ثمان وستّين وسبعمائة واستفدت من أنفاسه وأجاز لي جميع مصنّفاته ومؤلّفاته في المعقول والمنقول ، وكان تلميذاً خاصّاً للشيخ الإمام(١) ، انتهى.

وصرّح بما قلناه أيضاً المحقّق الثاني(٢) .

ووصفه العلاّمة في إجازته له : بالشيخ الفقيه العالم الفاضل المحقّق المدقّق زبدة العلماء والأفاضل قطب الملّة والدين محمّد بن محمّد الرازي أدام الله توفيقه. إلى آخر كلامه(٣) زيد في إكرامه وإكرامه.

٢٨٥٠ ـ محمّد بن محمّد بن إسحاق :

ابن رباط الكوفي البجلي ، سكن بغداد وعظمت منزلته بها ، وكان ثقة ثقة صحيح العقيدة ،صه (٤) .

جش إلاّ أنّ فيه فقيهاً بدل ثقة الثانية(٥) .

__________________

(١) البحار : ١٠٧ / ١٨٨ إجازة الشهيدقدس‌سره لابن خازن.

(٢) البحار : ١٠٨ / ٤٣ إجازة الشيخ علي الكركي للشيخ علي الميسي ولولده الشيخ إبراهيم.

(٣) البحار : ١٠٧ / ١٤٠.

(٤) الخلاصة : ١٦٣ / ١٦٤ ، وفيها وفي النجاشي : محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق.

(٥) رجال النجاشي ٣٩٣ / ١٠٥١.

١٧٦

أقول : يأتي عنلم : محمّد بن رباط(١) ، فتأمّل.

٢٨٥١ ـ محمّد بن محمّد بن الأشعث :

أبو علي الكوفي ، ثقة من أصحابنا سكن مصر ،صه (٢) .

وزادجش : له كتاب الحجّ ، سهل بن أحمد عنه به(٣) .

وفيلم : يروي نسخة عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسىعليه‌السلام ، قال التلعكبري : أخذ لي والدي منه إجازة في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن الأشعث الثقة ، عنه سهل بن أحمد ، والتلعكبري عنه إجازة أخذها له والده(٥) .

٢٨٥٢ ـ محمّد بن محمّد أكمل :

المدعو بباقر ، استاذنا العالم العلاّمة وشيخنا الفاضل الفهّامة دام علاه ومدّ في بقاه ، علاّمة الزمان ونادرة الدوران ، عالم عريف وفاضل غطريف ، ثقة وأيّ ثقة ، ركن الطائفة وعمادها وأورع نسّاكها وعبّادها ، مؤسّس ملّة سيّد البشر في رأس المائة الثانية عشر ، باقر العلم ونحريره والشاهد عليه تحقيقه وتحبيره ، جمع فنون الفضل فانعقدت عليه الخناصر وحوى صنوف العلم فانقاد له المعاصر ، والحري به أنْ لا يمدحه مثلي ويصف ، فلعمري تفنى في نعته القراطيس والصحف ، لأنّه(٦) المولى الذي لم يكتحل عين‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٥٠٧ / ٨٨.

(٢) الخلاصة : ١٦١ / ١٥٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٧٩ / ١٠٣١.

(٤) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٦٣.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٥٢. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) في نسخة « ش » : فإنّه.

١٧٧

الزمان له بنظير كما يشهد له مَن شهد فضائله ولا ينبئك مثل خبير.

كان ميلاده الشريف في سنة ثماني عشرة أو سبع عشرة(١) بعد المائة والألف في أصفهان ، وقطن برهة في بهبهان ثم انتقل إلى كربلاء شرّفها الله ، وكان ربما يخطر بخاطره الشريف الارتحال منها إلى بعض البلدان لتغيّر الدهر وتنكّد الزمان فرأى الإمامعليه‌السلام في المنام يقول له : لا أرضى لك أنْ تخرج من بلادي ، فجزم العزم على الإقامة بذلك النادي ، وقد كانت بلدان العراق سيما المشهدين الشريفين مملوة قبل قدومه من معاشر الأخباريين بل ومن جاهليهم والقاصرين ، حتّى أنّ الرجل منهم كان إذا أراد حمل كتاب من كتب فقهائنا رضي الله عنهم حمله مع منديل ، وقد أخلى الله البلاد منهم ببركة قدومه واهتدى المتحيّرة في الأحكام بأنوار علومه.

وبالجملة : كلّ من عاصره من المجتهدين فإنما أخذ من فوائده واستفاد من فوائده.

وله دام مجده وَلَدان وَرعان تقيّان نقيّان(٢) عالمان عاملان ، إلاّ أنّ الأكبر منهما وهو المولى الصفي الآقا محمّد علي دام ظلّه قد بلغ الغاية وتجاوز النهاية في دقّة النظر وجودة الفهم ووقادة الذهن ، إنْ أردت الأُصول والتفسير والتأريخ والعربيّة فهو الفائز فيما بالقدح المعلى ، وإن شئت الفروع والرجال والحديث فمورده منها العذب المحلّى.

كان في أوائل قدومه العراق مع والده الأُستاذ العلاّمة اشتهرت مآثره ومحاسنه لدى الخاصّة والعامّة ، فأبهرت الأسماع وأعجبت الأصقاع ، فأحبّ علاّمة بغداد صبغة الله أفندي الاجتماع به والمباحثة معه ، فاستأذن والده‌

__________________

(١) أو سبع عشرة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) في نسخة « ش » : ثقتان تقيّان.

١٧٨

العلاّمة في الحضور عنده والقراءة عليه أيّاماً قلائل رفعاً للتهمة ، فأبى ، فألحّ عليه فرضيا بالاستخارة بالقرآن المجيد ، فاستخار فإذا الآية( وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (١) فرضي بوعظه وأعزب عن نقضه.

كان ميلاده في كربلاء في سنة أربع وأربعين بعد المائة والألف ، واشتغل على والده العلاّمة مدّة إقامته في بهبهان ، ثمّ انتقل معه إلى كربلاء وبقي بها(٢) برهة من السنين مشغولاً بالقراءة والتدريس والإفادة والتأليف ، ثمّ تحوّل إلى بلدة الكاظمين عليهما سلام الله وأقام بها إلى سنة وقوع الطاعون في العراق ، والآن هو في ديار العجم كنار على علم ، بلى لقد قيل : ومَن يُشابِه أبه فما ظلم.

وله مصنّفات رشيقة وتحقيقات أنيقة ، منها رسالة في حليّة الجمع بين فاطميتين ردّ فيها على الشيخ يوسف البحراني ، وخمس رسائل في مناسك الحج جيّدة جدّاً إلاّ أنّها فارسيّة بتمامها ، وقد عرّبت أنا رسالة منها وهي وسطاها ، وله كتاب مقامع الفضل جمع فيه مسائل أنيقة بل رسائل بليغة رشيقة ، وله حاشيةً على مدارك الأحكام غير تامّة ، وشرح على المفاتيح كذلك ، وله غير ذلك. ووقفت على كراريس له في الرجال ، وربما نقلت عنها في هذا الكتاب.

ثمّ إنّ المقدّس الصالح المازندراني أجزل الله إكرامه جدّ أمّ الأُستاذ العلاّمة من قبل أبيها ، لأنّ أباها وهو نور الدين ابن المقدّس الصالح ، وكان له عشرة أولاد ذكور هو أصغرهم. والمقدّس التقي المجلسيقدس‌سره جدّها من‌

__________________

(١) لقمان : ١٣.

(٢) في نسخة « ش » : فيها.

١٧٩

قبل أُمّها ، لأنّ بنت المقدّس التقي كانت في بيت المقدّس الصالح ، فيكون العلاّمة المجلسي طاب ثراه خال امّه ، ولذا يعبّر سلّمه الله عنهرحمه‌الله بخالي ، وعنهما رحمهما الله بجدّي.

وله دام ظلّه من المصنّفات قريب من ستّين مصنّفا ، منها شرحه على المفاتيح برز منه كتاب الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والخمس وهو كتاب جيّد جدّا يبلغ مبلغ كتاب المدارك أو يزيد ، ومنها حاشية على كتاب الطهارة والصلاة من المدارك نبّه على غفلات الشارحقدس‌سره وقد رآه في المنام واعترف له بذلك وأظهر الرضا بما هنالك ، ومنها تعليقة على رجال الميرزا ذكرت ملخصها في هذا الكتاب ، قد أعطى فيها التحقيق حقّه ونبّه على فوائد وتحقيقات لم يتفطّن لها المتقدّمون ولم يعثر عليها المتأخّرون ، ومنها حاشية على شرح الإرشاد للمقدّس الأردبيلي من أوّل كتاب المتاجر إلى آخر الكتاب ، ومنها حاشية على الوافي ، ومنها رسالة في الاجتهاد والأخبار وما يتعلّق بهما ودفع الشبهات الواردة فيها ، ومنها رسالة في أصالة البراءة وتفصيل المذاهب فيها وفي أقسامها ، ومنها رسالة في بيان الحيل الشرعية المتعلّقة بالربا وما يُظنّ أنّها شرعيّة وليست بشرعيّة ، ومنها الفوائد الحائريّة ذكر فيها ما لا بُدّ للفقيه من معرفته ، ومنها الفوائد الملحقة بها وربما يقال لها الفوائد الجديدة وللأُولى العتيقة ، ومنها حاشية على معالم الأصول وهي والرسالة الآتية بعيدها آخر مصنّفاته سلّمه الله ، ومنها رسالة في الطهارة والصلاة حوت مسائل شريفة ودقائق لطيفة ، ومنها رسالة فارسيّة في الطهارة والصلاة ، ورسالة في الزكاة والخمس صغيرة ، ورسالة في الحج فارسيّة وقد عرّبتها أنا وهي مختصرة وجيزة ، والّتي قبلها والّتي بعيدها أيضاً فارسيتان ، ومنها رسالة في المعاملات جيّدة ، ورسالة صغيرة في القياس ،

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466