منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 292172 / تحميل: 5574
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

73 - المحدّث الشيخ عبد الله بن محمّد بن الصديق الغماري (ت 1413 هـ).

من علماء المغرب، درس وعاش في مصر. له مؤلّفات في الفقه والعقيدة والحديث واللّغة. عاد إلى المغرب واستمرّ في الإفتاء والتدريس والتصنيف. له ردود على ابن تَيمِيه. قال:

«وانحراف ابن تيميه عن عليّ وأهل البيت معروف، وحتّى حُكم عليه بالنفاق لأجل ذلك. وذكر الحافظ ابن حجَر في ترجمته من (الدرر الكامنة) أنّ العلماء حكموا بنفاق ابن تيميه لما ثبت عليه من بُغض عليّ وانحرافه عنه، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم لعليّعليه‌السلام : (لا يُبغضك إلاّ منافق)»(1) .

قلت: وقد اطّلعت على رسالة صغيرة له ذكر فيها: أنّ الأحاديث الواردة في فضل عليّ لا تُثبت له ميزة على مطلق المؤمنين فضلاً عن الصحابة، وبيّن ذلك في بعض الأحاديث التي ذكرها، بكلامٍ ظاهر عليه الحقد والتحامل؛ وفي كتابه الذي سمّاه منهاج السنّة وهو في الحقيقة منهاج البِدعة، تحامل كبير على عليّ، وانتقاص لعليّ مكانه، خصوصاً في أوائل الجزء الثالث منه، فإن فيه مع ذلك مساساً بفاطمة الزهراء، صلوات الله عليها، ووصمها بشائبة النفاق! وقد عاقبه الله على هذه الوقاحة والخبث؛ فجعله الله إمام الناصبيّة والمبتدعة منذ وقته إلى الآن، في كلّ زمان ومكان، فلا تجد عدوّاً لآلِ البيت ولا خارجاً على الجماعة إلاّ وليد أفكار، وتلميذ كتبه الملأى بالضلال، فدونك المجسّمة والمشبّهة ومَن

____________________

(1) أفضل مقول في مناقب أفضل رسول، لعبد الله الغماري 25، الطبعة الأولى مكتبة القاهرة - مصر.

١٢١

على شاكلتهم، كلّهم يعتمدون عليه ويرجعون في نصر بدعتهم إليه، ودونك أعداء الزيارة النبويّة، الذين يزعمون أنّها معصية، لا حجّة لهم في زعمهم إلاّ كلامه، ودونك المتجرّئين على القول في الدين بالهوى والغرض لم يكتسبوا جرأتهم إلاّ منه، وهكذا بقيّة صنوف البِدع هو الذي فتح أبوابها وسهّل أسبابها».

تعليق: هنيئاً لابن تيميه ومَن والاه من الوهّابيين؛ فخصيمهم يوم القيامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ أساءوا إليه في وصفه أنّه في حضرته الشريفة عظام ورمة تحرم زيارته؛ وأهلُ بيته عليّ الذي هو نفسُ رسول الله كما في آية المباهلة والذي هو بمنزلة هارون من موسى والذي ثبتت إمامته كما في آية التصدّق حال الركوع في الصلاة والذي أخذ له النبي البيعة في حجّة الوداع، وطهّره الله تعالى كما في آية التطهير...

وأمّا ثاني أهل البيتعليهم‌السلام ، ممّن تطاول عليهم ابن تيميه فهي الزهراء البتول بضعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سيّدة نساء العالمين والمطهّرة من كلّ رجس بمحكم التنزيل، طهّرها الله تعالى ووالدها وبعلها وابنيها الحسن والحسين صلّى الله عليهم وسلّم، في آية التطهير، وبهم باهلَ النبيّ نصارى نجران فغلبهم، فكان عليّ نفسه، وفاطمة نساءه، والحسنان أبناءه؛ ولو كان مَن هو أشرف منهم لخرج به يُباهل. فكانواعليهم‌السلام معجزة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ؛ عامل الله ابن تيميه وأتباعه، بعدله جلّ وعلا، والعاقبة للمتّقين.

قال الغماري: «ويدلّ أيضاً على أنّ عليّارضي‌الله‌عنه كان ميمون النقيبة، سعيد الحظ،

١٢٢

على نقيض ما قال ابن تيميه في منهاجه عنه أنه كان مشؤماً مخذولاً، وتلك كلمة فاجرة، تنبئ عمّا في قلب قائلها من حقدٍ على وصيّ النبي صلّى الله عليه وسلّم وأخيه كرّم الله وجهه»(1) .

74 - المحدّث الشيخ محمّد زكي الدين إبراهيم (ت 1419 هـ). من علماء الأزهر، له دور كبير في فضح بِدع ومنكرات بعض الجماعات، ولم يسكت عن الأخطاء التي كانت تقع من مشايخ الأزهر. ومن كلامه بشأن ابن تيميه:

«وقد استوعب الإمام التقي السبكي أكثر ما ورد في زيارة القبر النبوي في كتابه شفاء السقام بزيارة خير الأنام ردّ به تهوّر ابن تيميه الذي حكم جزافاً ببطلان أحاديث زيارة القبر النبوي، حتّى بلغ به الاندفاع إلى اعتبار السفر بنيّة هذه الزيارة معصية لا تقصر فيه الصلاة!! ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله. وكان من أثر ذلك فتنة عمياء انتصر فيها ابن عبد الهادي لابن تيميه في كتاب سمّاه الصارم المنكي، ثمّ انتصر ابن علان للسبكي بكتاب سمّاه المبرد المبكي، وتابعه الشيخ السمنودي بكتاب سمّاه نصرة السبكي.

ثمّ بقي من يخطب على منبر الكعبة أيّام الحجّ ثمّ على منابر مصر، فيفتي بحرمة زيارة القبر الشريف، بلا خجل من الله ولا من النبيّ، ولا من العالم»(2) .

وقال: «يتّخذ إخواننا الذين ينتسبون إلى التسلّف أو السلفية من أحاديث

____________________

(1) سمير الصالحين، عبد الله الغماري 77 الطبعة الأولى، مكتبة القاهرة - مصر 1388 هـ.

(2) كلمة الرائد، محمّد زكي إبراهيم، 3: 538، الطبعة الأولى، مصر 1426 هـ.

١٢٣

شدّ الرحال وسيلة للتشهير بمن يلتمسون البركة بزيارة مشاهد بعض أولياء الله وأهل البيت الكرام، أو قصد الصلاة في بعض المساجد الشهيرة، وقد يتغالى بعضهم فلا يكتفي بتسمية الأغلبية الغالبة من مسلمي المشارق والمغارب بـ (القبوريّين)، بل إنّه ليرميهم كما هي العادة بالشرك والردّة والوثنيّة والزندقة، وإنّه ليستحلّ دماءهم وأموالهم وأعراضهم باسم السَّلَفيّة البريئة والتوحيد المظلوم، ثمّ باسم إحياء السنّة وكفاح البِدعة.

وهكذا يرى هؤلاء الإخوان على اختلاف طوائفهم أنّ جمهور المسلمين بعامّتهم بين مشرك مرتدّ أو كافر مبتدع أو وثنيّ نجس، فلا إسلام ولا إيمان إلاّ ما هم عليه، وقد يكون هذا عن اقتناع أحمق أو فهمٍ جاهل أو عن تقليد طائفيّ متعصّب، أو حاجة في نفس يعقوب. ومن الحاجات ما تبرأ منه الإنسانيّة والشرف وما لا يستقيم مع العلم والدين.

لقد قلّدوا إمامهم الأكبر الشيخ أحمد بن تيميه الذي منع شدّ الرحال حتى لزيارة قبر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشذّ بهذا عن كلّ علماء القبلة»(1) .

وعن الوهّابيّين ومنهجهم في الزيارة لما رأوا غضبة الأُمّة الإسلاميّة بشأن شدّ الرحال، قال:

«إنّهم لما أحسّوا ذلك نقلوا حملتهم إلى أهل البيت، ففي منهاج السنّة لابن

____________________

(1) الإفهام والإفحام، محمّد زكي إبراهيم، 149 الطبعة الخامسة، مصر 1425 هـ.

١٢٤

تيميه مثلاً، كلام موبق مثير عن فاطمة بنت النبي صلّى الله عليه وسلّم وعلي بن أبي طالب، قوبل من الأمّة بالاستهجان المطلق، ووُصِم كاتبه بين العلماء بالنفاق والناصبيّة»(1) .

وفي شأن سيّدة العالمين بضعة النبيّ وما قاله الناصبيّ فيها، قال:

«وفي أوائل الجزء الثالث من كتاب منهاج السنّة لابن تيميه بصفةٍ خاصّة تحامل بغيض كريه على الإمام عليّرضي‌الله‌عنه ، وعلى السيّدة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى إنّه وصمها بالنفاق - عياذاً بالله - ومع أنّ لابن تيميه انحرافات شتّى، فلعلّ من أوقحها هذا الانحراف اللئيم»(2) .

75 - محمّد ناصر الألباني (ت 1420 هـ). من ألبانيا بأوربا، هاجر طفلاً صغيراً مع أسرته إلى سوريا، ومنها تحوّل إلى الأردن. من كبار شيوخ الوهّابيين. تابع ابن تيميه، وهو مع هذا فقد تكلّم فيه وأنكر عليه أموراً، مع محاولة منه لتسويغ بعض أقواله؛ فلم يفلح!، قال:

«فمِن العجب حقّاً أن يتجرّأ شيخ الإسلام ابن تيميه على إنكار هذا الحديث - حديث مَن كنت مولاه - وتكذيبه في منهاج السّنة كما فعل بالحديث المتقدّم هناك، مع تقريره رحمه الله أحسن تقرير أنّ الموالاة هنا ضد المعاداة وهو حكم ثابت لكلّ مؤمن وعليّرضي‌الله‌عنه من كبارهم يتولاّهم ويتولّونه، ففيه ردّ على الخوارج

____________________

(1) كلمة الرائد، مصدر سابق 2: 492.

(2) نفسه: 546.

١٢٥

والنواصب»(1) .

وقفة مع الألباني:

أظهر الألباني عجبه من شيخه إذ أنكر حديث الولاية يوم غدير خُمّ! ثمّ عاد ليُحسّن تقرير شيخه ثانية للحديث، وتفسيره له! وابن تيميه هائم في تَيْه لا موسى له ينجيه! فهو في منهاج السنّة قد أنكر فضائل علي أمير المؤمنين وأهل البيتعليهم‌السلام في القرآن والسنّة؛ ولكثرة هملجته وجدناه ينسى نفسه فيذكر أمراً قد أنكره في موضع أو أكثر، ثم يعود إليه فيقرّ بشطرٍ منه مع تكذيبه الشطر الآخر! ويصرف الشطر الثاني إلى غير معناه!! كما فعل مع هذا الحديث - وقد وفيناه حقّه في هذا البحث - ولكن كلامنا هنا مع الوهّابي الألباني وقوله إنّ شيخه ابن تيميه قد قرّر الحديث أحسن تقرير وهو أنّ الموالاة هنا ضدّ المعاداة وهو حكم ثابت لكلّ مؤمن...!

وهل هذا يخفى عن ذي أدنى لُبّ؟ أليس القرآن الكريم والأحاديث النبويّة زاخرة في تقرير الموالاة بين المؤمنين ومعاداتهم للمشركين؟! فما فلسفة جمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحجّاج بعد قفوله من حجّة الوداع ويخطب بهم تلك الخطبة المعروفة ثمّ يأخذ بيد أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ويقول: «مَن كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه». فقرن ولايته بولايتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذلك معاداته.

____________________

(1) سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني 5: 263، مكتبة المعارف - الرياض 1415 هـ.

١٢٦

ولم يقل: اللّهم هؤلاء المؤمنين مواليّ فوالهم... ثمّ لِمَ اختار عليّاً من دون غيره؟!

وعاد الألباني إلى كلام ابن تيميه عن حديث الغدير، فقال: «فقد كان الدافع لتحرير الكلام وبيان صحّته أنّني رأيت شيخ الإسلام ابن تَيمِيه، قد ضعّف الشطر الأوّل من الحديث، وأمّا الشطر الآخر فزعم أنّه كذب! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرّعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طُرقها ويدقّق النظر فيها والله المستعان»(1) .

وللصنعاني كتاب رفع الأستار لإبطال أدلّة القائلين بفناء النار ردّ فيه على ابن تيميه وصاحبه ابن قيّم الجوزيّة، وحقّقه الألباني فقال في مقدّمة التحقيق:

«بعد هذا أعود فأقول: إنّ ما تقدّم من الآيات والأحاديث صريحة في الدلالة على بطلان القول بفناء النار، فكيف ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيميه وانتصر له تلميذه ابن قيّم الجوزيّة؟

فأقول: إنّ أحسن ما أجد في نفسي من الجواب عنهما، إنّما هو أنّه لما توهّما أنّ بعض الصحابة قد ذهبوا إلى ذلك، وهم قدوتنا جميعاً لو صحّ ذلك عنهم رواية ودراية، ولم يصحّ عند المؤلّف الصنعاني رحمه الله، واقترن مع ذلك غلبة الخوف عليهما من الله، والشفقة على عباده تعالى من عذابه، وغمرهما الشعور بسعة رحمته وشمولها حتّى للكفّار منهم، وساعدهما على ذلك ظواهر بعض النصوص ومفاهيمها!! فأذهلهما ذلك عن تلك الدلالة القاطعة، وقالا ما لم يقل

____________________

(1) سلسلة الأحاديث الصحيحة 4: 344.

١٢٧

أحد قبلهما!، وما أرى لهما شبهاً في هذا إلاّ ذلك المؤمن الذي أوصى أهله أن يحرقوه بالنار ليضلّ عن ربّه فلا يقدر على تعذيبه!!»(1) .

قال: فكيف يقول ابن تَيمِيه: ولو قُدّر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة!

فكأنّ الرحمة عنده لا تتحقّق إلاّ بشمولها للكفّار المعاندين الطاغين! أليس هذا من أكبر الأدلّة على خطأ ابن تيميه وبُعده هو ومَن تبعه عن الصواب في هذه المسألة الخطيرة؟!

فغفرانك اللهم!»(2) .

76 - الدكتور الشيخ محمّد سعيد رمضان البوطي، من علماء دمشق المعاصرين. كان عميداً لكليّة الشريعة، وله عشرات الكتب والمؤلّفات.

قال في كتابه فقه السيرة النبويّة:

«واعلم أنّ زيارة مسجده وقبره صلّى الله عليه وسلّم من أعظم القُربات إلى الله عزّ وجلّ، أجمع على ذلك جماهير المسلمين في كلّ عصر إلى يومنا هذا، لم يخالف في ذلك إلاّ ابن تَيمِيه، فقد ذهب إلى أنّ زيارة قبره صلّى الله عليه وسلّم غير مشروعة»(3) .

____________________

(1) رفع الأستار 21.

(2) رفع الأستار 25.

(3) فقه السيرة، الدكتور البوطي، 560. دار الفكر المعاصر - بيروت، 1423 هـ.

١٢٨

وفي كتاب آخر له، قال:

«وبعد، فلم أكن أهدف من هذه الوقفة مع ابن تَيمِيه، إلى تتبّع أخطاء له، فما عقدتُ فصول هذا الكتاب لشيء من هذا الغرض، ولكنّي أردتُ أن أوضّح أن ابن تيميّه وهو نموذج من قادة مَن يُسمَّون اليوم بالسّلَفيّة، لم يتبيّن رأيه في هاتين المسألتين - ولهما نظائر - اتباعاً للسّلف من حيث إنّهم سلف، ولم يدافع عن رأيه فيهما بأنّ السلف أو بعضاً منهم كان على هذه العقيدة، بل إنّنا لنعلم جميعاً أنّه لا يوجد واحد من السلف الصالح على امتداد عصوره الثلاثة قال: إنّ العالم قديمٌ بالنوع حادثٌ بالعَيْن (وهذا هو تعبيرُ ابن تَيمِيه)...»(1) .

لا كلام معنا مع السَّلفيّة ممّن يتوسّمون خطى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيرته قولاً وعملاً، وما كان عليه السلف الصالح ممّن هم أقرب عهداً بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من ابن تَيمِيه؛ وإنّما كلامنا مع التيميّين الذين أعرضوا عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وتمسّكوا بذيل ابن تيميه ورأوا فيه أنّه السّلف كلّ السلف، وقوله عندهم وحيٌ وإن نطلق الوحي الكريم بنقيضه وأظهر كفر صاحبهم وبِدعته؛ وهتفوا لصاحبهم وانتصروا له وإن كان قوله لا وجود له عند واحد من السلف الصالح على امتداد عصوره الثلاثة؛ ولم يلتفتوا للأحكام التي أصدرها علماء المذاهب بتكفير هبلهم! وزندقته وفسقه وبِدعته ومن ثمّ إيداعه السجن ثلاث مرّات في كلّ مرّة يكتب

____________________

(1) السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي، الدكتور البوطي 186 الطبعة الأولى، دار الفكر المعاصر - بيروت، 1408 هـ.

١٢٩

بخطّه توبته الكاذبة! من تلك الأفكار الشاذّة، فإذا اُطلق، عاد إلى ما كان عليه من آراءٍ يهوديّة صابئيّة خارجيّة! حتّى اُخرج المرّة الثالثة جسداً بلا روح. فأيّ سَلفيّة تلك التي يزعمها التَيميّون؟!

قال البوطي: «وها قد رأينا أنّ ابن تيميه لم يُبالِ أن يخالف السَّلَف كلّهم ممثّلين في أصحاب مالك والشافعيّ وأبي حنيفة، كما قال هو بذاته في النّص الذي نقلناه عنه، اتّباعاً لما يقضي به في (نظره واجتهاده) منهج تفسير النصوص...»(1) .

وابن تيميه والتَيمِيّون يلوذون بأهل السنّة والجماعة وذلك إذا حزبهم أمرٌ لا مخرج لهم منه؛ فمَن هم أهل السنّة والجماعة إذا لم يكن منهم أصحاب مالك والشافعيّ وأبو حنيفة؟!

إنّ منهج ابن تَيمِيه، أوقعه في تناقضات حادّة؛ فإضافة إلى شذوذه في جانب العقيدة والسيرة والفقه والتفسير ممّا أخرجه عن أهل السنّة والجماعة، ولأجله سمّاه أصحابه: الإمام المطلق - انظر مقدّمة منهاج السنّة لابن تيميه - أي أنّه لا يفتي بفتوى لأحد تلك المذاهب وإنّما بما وصل إليه اجتهاده. ومن تلك التناقضات: أنّه يهاجم الفلسفة والفلاسفة، وعلم الكلام والمشتغلين به، لكنّه يتوغّل في تلك العلوم ويرمي فيها بسهمٍ خائب!

____________________

(1) السلفيّة، 186.

١٣٠

قال البوطي: «ولا شكّ أنّ خوض ابن تيميه هذا في علم الكلام ومسائله ينسجم مع قراره الذي نقلناه عنه والمتضمّن جواز الاشتغال بهذا العلم لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ولكنّه لا ينسجم ولا يتّفق أبداً مع هجومه العجيب والشديد في أماكن ومناسبات أخرى على المشتغلين بعلم الكلام، المتعاملين مع أساليب المناطقة ومفاهيم الفلاسفة، مع العلم بأنّ أيّاً من هؤلاء العلماء الداخلين في حظيرة أهل السنة والجماعة لم يتوغّل في مباحث علم الكلام وبالمقاييس والمصطلحات المنطقية والفلسفية أكثر ممّا توغّل ابن تيميه ذاته!.

كما تحدّث ابن تيميه أيضاً عن علم المنطق والفلسفة، فانتهى بعد كلام طويل وفي أكثر من مناسبة ورسالة إلى التشنيع على هذا العلم والتحذير منه، وإلى التأكيد بأنّ كلّ مَن يمارسه وينظر فيه فهو فاسد النظر والمناظرة، كثير العجز عن تحقيق علمه وبيانه! وزاد في التشنيع على المقبلين على هذا العلم عن هذا القدر أكثر من مرّة، ولا حاجة لاستقراء مواقفه التشنيعيّة هذه فهي أمر معروف عنه ورأي شائع وذائع له.

ولكن العجب كلّ العجب في هذا الأمر، أنّه يصيح بكلماته التشنيعيّة هذه وهو غارق في أقصى أودية التعامل مع المقاييس والموازين الفلسفيّة، موغل إلى أبعد حدٍّ في التعامل مع قواعد الفلسفة ومقولاتها ومفاهيمها. ولا يعنيني أنّه في استغراقه وإيغاله هذين، مؤيّد لأفكار المناطقة والفلاسفة أو منتقد، إنّما المهم أنّه قد تعلّم المنطق والفلسفة وأكبّ على دراستها بكلّ إقبال وجدّ، وها هو ذا في

١٣١

حديثه عن المنطق والفلسفة يحاور ويناقش مناقشة الخبير البصير ثمّ الممارس المتمكّن! فكيف يصحّ له بعد هذا أن يخاطب الناس عموماً كما يخاطب الوصي والولي القُصَّر الذين عهد إليه برعايتهم، يقول لهم: لقد تعلّمت لكم الفلسفة والمنطق ووقفتُ على مقاييسها ومفاهيمها، فعلمتُ أنّ أكثر ما فيهما باطل من الكلام ووهمٌ من القول، فلا تضيعوا بهما وقتاً ولا تبذلوا في سبيلهما جهداً بدون طائل، فإنّ الاشتغال بهما عليكم حرام ومحظور! وإذا سلّمنا أنّ لابن تيميه من قوّة العارضة وحصافة الرأي والاستقامة على دين الله ما يجعله في مكان القدوة لسائر مَن بعده مِن الناس، أفليس اقتداؤهم بفعله خيراً من اقتدائم بقوله الذي يتناقض مع فعله؟

وماذا صنع الإمام الغزالي أكثر من هذا الذي صنعه الإمام ابن تَيمِيه، مع فارق واحد: هو أنّ الأوّل لم يحرّم على الناس ما أباحه لنفسه، أما الثاني فقد تربّع على مائدة الفلسفة يتناول منها ويعثو(1) بأطباقها كما يُحبّ، ويصيح في كل مَن حوله يطردهم عن المائدة، ويحذّرهم من أن يذوقوا منها مذاقاً، لأنّ كلّ ما عليها طعامٌ آسن ضارّ غير مفيد!»(2) .

77 - الدكتور الشيخ عمر عبد الله كامل، من علماء مكّة المكرّمة المعاصرين. له مؤلّفات في العقيدة والفقه والاقتصاد. وله ردّ على ابن تيميه في

____________________

(1) يعثو، من عثا، أي بالغ في الكبر والكفر والفساد.

(2) السلفية، 161.

١٣٢

رسالته التدمرية، سمّاه (نقض قواعد التشبيه من أقوال السلف). جاء فيه:

«وهذا الكتاب ردّ مختصر على أهم ما ورد من أفكار وكذا المنطلقات التي بُنيت عليها في الكتاب الموسوم بالعقيدة التدمرية والمنسوب للشيخ ابن تيميه وكلّ يُؤخذ من كلامه ويُردّ، خاصّة وأن هذه الأفكار والآراء تعارض ما يعتقده جمهور الأمّة المعصومة وهنا مكمن الخطر»(1) .

وفي كتاب كلمة هادئة في الزيارة وشدّ الرحال قال:

«ولازم استحباب زيارة قبره صلّى الله عليه وسلّم: استحباب شدّ الرحال إليها، لأنّ زيارته للحاج بعد حجّه لا تمكن بدون شدّ الرحل، فهذا كالتصريح باستحباب شدّ الرحل لزيارته صلّى الله عليه وسلّم. وقد درج علماء الإسلام وفي مقدّمتهم الحنابلة على هذا الفهم واتّفقوا على شدّ الرحال واستحباب زيارة قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إلى أن جاء ابن تيميه في القرن الثامن، وخالف عامّة المسلمين وقال لا تستحبّ زيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم.

وقد نقلنا إجماع المسلمين على مشروعيّة زيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم في مختلف الأزمنة، وأنّه لم يخالف في ذلك غير ابن تيميه ومَن تبعه، فهل من الحكمة أن نأخذ بقوله وفهمه للمسالة، وندع إجماع أئمّة المسلمين في عصور ما قبل ابن تَيمِيه؟ مع أنّ إجماعهم في عصر واحد حجّة ملزمة، فضلاً عن

____________________

(1) نقض قواعد التشبيه، الدكتور عمر عبد الله كامل، 8 الطبعة الأولى، دار المصطفى 1426 هـ.

١٣٣

أقوال أكثر أئمّة المسلمين بعد عصر ابن تَيمِيه»(1) .

78 - الدكتور الشيخ عيسى بن عبد الله بن مانع الحِمْيري، من كبار علماء دبي المعاصرين. له مؤلّفات في العقيدة، منها كتاب تصحيح المفاهيم العقيدية. جاء فيه:

«... وهذا ترْكٌ من ابن تيميه لمذهب السلف بالكليّة وادّعاءٌ عليهم بمذهب غير مذهبهم ودخول في مضايق وعرة وشنائع أمور استبشعها العلماء واستبعدوها، وقد رأينا لهذا المخالف ومَن شايعه ألفاظاً شنيعة لم ترد في الكتاب والسنّة، ولم ينطق بها أحد من السلف؛ فأثبتوا الجسميّة صراحة، وأثبتوا الجهة والحدّو التحيّز والحركة والصوت والانتقال والكيف وغير ذلك من التجسيم الصريح»(2) .

وقال أيضاً:

«ولم يَنْتهِ ابن تيميه عند هذا الحد بل نسب لله تعالى الجهة بلازم كلامه ومنطوق أقواله، وهو القائل لا نَصِف الله تعالى إلاّ بما وصف به نفسه كما هو مشهور عنه، فنقول له: بالله عليك هل وجدت آية أو حديثاً ولو ضعيفاً أو أثراً عن السلَف الصالح أنّهم يصفون الله تعالى بالجهة؟، ما هذا إلاّ ابتداع ابتدعته،

____________________

(1) كلمة هادئة في الزيارة وشدّ الرحال، عمر عبد الله كامل 44 الطبعة الأولى ن دار المصطفى، 1426 هـ.

(2) تصحيح المفاهيم العقديّة، عيسى الحِميري، 131 الطبعة الأولى، دار السلام - مصر، 1419 هـ.

١٣٤

وضلال ابتكرته، نسأل الله تعالى السلامة»(1) .

وخلص الدكتور عيسى إلى: «فالحاصل من هذا أنّه يتبيّن لك أنّ ابن تيميه عشوائي في فهمه ولا يمشي على قاعدة مستقيمة بل يتّبع ما يبدو له إذا استطاع بذلك أن ينصر مذهبه»(2) .

ونحن نسأل الله تعالى السلامة من أن نقول ما قاله ابن تيميه وتابعه الوهّابيّون فصاروا فِرقةً مباينةً لعامّة المسلمين، ولنا أن نقول لهم: لنا ربُّنا المنزّه عن الجسميّة والجهة والتحيّز والحركة والصوت... وكلّ صفات الحوادث؛ ولكم ربّكم الذي هو محلّ كلّ الحوادث. ولنا نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أشرف الخلق أجمعين ن ونعتقد به الوسيلة المقبولة لدى الله تعالى، وأنتم تُنكرون ذلك، ونحن نعتقد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيّ في قبره، وأنّ قبره روضة من رياض الجنّة، فنزوره ونجدّد معه عهداً على أن لا نزيغ عمّا جاء به من الله تعالى؛ وأنتم تحرّمون ذلك وتمنعون منه؛ بل صرتم إلى تكفيرنا! وتستحلّون دماءَنا وتُفضّلون كفّار أهل الكتاب علينا! وتقولون عن نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّه عظام رمّة...، وغداً الملتقى عند ربٍّ لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السماء ولا في الأرض ويحكم بيننا بالعدل وحينها يخسر المبطلون.

79 - الفقيه الشيخ طارق بن محمّد الجباوي السعدي الشافعي. من علماء مدينة صيدا اللبنانيّة المعاصرين. له مؤلّفات كثيرة في الفقه والأصول والعقيدة

____________________

(1) تصحيح المفاهيم العقديّة، 135.

(2) نفسه 175.

١٣٥

والسيرة، كلّها في الردّ على ابن تَيمِيه، ممّا أثار عليه الوهّابيّين الجهلة فسعوا لإيذائه وهدّدوه رغم دعوته لهم للحوار والمناظرة.

ومن مؤلّفاته تلك: الردود الشرعيّة على الفتوى الحموية، وكشف المَيْن في شرح الحرّاني لحديث ابن حُصَين...

قال السعدي في مقدّمة كتابه كشف المَين: «فهذا كتاب أسميته كشف المَيْن أي: الكذب، بيّنت فيه بهتان ابن تيميه الحرّاني وافتراءه على العقل والنقل بما حشاه في شرحه لحديث سيّدنا عمران بن حصينرضي‌الله‌عنه ، منبّهاً على كثير من مخازيه بالإشارة أو العبارة، وذلك بعد اطّلاعي المفصّل على كتبه، كمجموع الفتاوى، ودرء التعارض، ومنهاج السنّة، والصفديّة؛ وغيرها ممّا نقلنا بعض نصوصه فيها على قِدم نوع العالم في كتاب كشف الزلل الذي فصلنا فيه مذهبه ورددنا عليه، حتّى أنّك لتجد الكشفين: للزللِ والمَيْن منفصلين متمّمين: فكلّ منهما كما أنّه استوف المطلب وحقّق المقصود، كان متمّماً للآخر في مسائل لم نتعرّض لها فيه»(1) .

وختم كتابه الآنف بقوله: «وبعد: فهذا آخر ما يسّره الله تعالى لنا في كشف مَيْن ابن تيميه على العقل والنقل سيّما حديث عمران بن حصين.

«ولسنا قد تعرّضنا له لشخصه إلاّ أنّه بات رأساً لفرقة ترجع إليه القول،

____________________

(1) مقدّمة كتاب كشف المين، طارق السعدي، دار الجنيد.

١٣٦

وتُوقِف العقل والنقل على بيانه، وروّجت له بين عوام العلماء، فبات بينهم علَماً محقّقاً بارعاً... الخ، ما أوجب علينا التخصيص والتنصيص.

فأسأل الله تعالى كشف بصيرة أتباعه فضلاً عن المغبونين والمغترّين به إلى الحقّ، ليعرفوا مكانة هذا المبتدع على التحقيق، وأنّه ليس إلاّ مارق زنديق، ليس فيما انفرد فيه إلاّ البِدعة والضلالة وفُرقة الجماعة»(1) .

ما أعظمها خزاية بابن تيميه شيخ إسلام المتسلّفين الوهّابيّين وإمامهم المطلق - كذا - أنّه كذّاب على العقل يتصيّد بذلك عبيد الدنيا وما لهم في الآخرة من خَلاق. ولم يقف عند ذلك، إنّما امتدّ كذلك إلى النقل وتكذيب النصّ أو تحريفه، وتحميل ما يضطرّ إلى تصديقه، ما لا يحتمل ويذكر أُموراً بعيدة؛ وعلى هذا حكم عليه السعدي أنّه ليس إلاّ مارق زنديق صاحب بِدعة وضلالة وفُرقة للجماعة. عامله الله تعالى ومَن تبعه بعدله.

80 - الشيخ يوسف بن هاشم الرفاعي، من رجالات الكويت المعاصرين.

مؤسّس معهد الإيمان الشرعيّ في دولة الكويت، ورئيس الاتحاد العالمي للدعوة والإعلام في لاهور وفي القاهرة.

له كتاب الردّ المحكم المنيع على شبهات ابن منيع.

نقتطف منه هذه الفقرة فهي وافية بالغرض، قال:

«رحم الله خصوم الشيخ ابن تيميه فإنّهم لما خرج على الإجماع في بعض

____________________

(1) كشف المَيْن - الخاتمة.

١٣٧

آرائه، أقاموا له المناظرات الكثيرة المفتوحة في مصر ودمشق بحضور العلماء والوزراء وطلبة العلم ولم يحكموا عليه من طرف واحد»(1) .

81 - الشيخ محمود سعيد بن ممدوح الشافعي، عالم مصري معاصر. له مؤلّفات واسعة في الحديث والفقه.

له ردود على ابن تيميه وأتباعه وتلامذته، من ذلك:

«ولا يخفى أنّ الشيخ أحمد بن تيميه الحرّاني الدمشقي (664 - 728) من علماء الحنابلة، كانت له آراء واختيارات انفرد بها، وأحدث بعضها دويّاً هائلاً بين العلماء لاسيّما في مصر والشام، وانتُقد انتقادات واسعة من معاصريه، بل إنّ تلاميذه المقرّبين كالمِزّي والذهبيّ وابن كثير وأشباههم كابن رجب الحنبلي انتقدوه وعارضوه، وبانقضاء هذا العصر أفل نجم هذه الفتنة، وقد أكثر العلماء فيما بعد من التحذير من شذوذات الشيخ ابن تَيمِيه. وكلمات التقي السُّبكي وابنه التاج والصلاح العلائي والحافظ العراقي وابنه وليّ الدين المعروف بـ (أبي زرعة) العراقي والحافظ ابن حجر والبدر العيني والتقي الحصني، وغيرهم من معاصريهم ومَن جاء بعدهم، أقول كلمات المذكورين وغير معروفة لأهل العلم في معارضة شذوذات الشيخ ابن تيميه نصيحةً للمسلمين ودفاعاً عن حوزة الدين وحفاظاً على أعراض أئمّة المسلمين من التكفير والتبديع. ومن قيام علماء المسلمين

____________________

(1) الردّ المحكم المنيع، يوسف الرفاعي 5، الطبعة السابعة، مكتبة دار القرآن الكريم - الكويت 1410 هـ.

١٣٨

بالنُّصح التامّ ودرء الفِتن في مهاجعها لقرون متتالية، فقد ظهر في وسط جزيرة العرب في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب المتوفّى 1206، وكان معجباً بآراء ابن تيميه الشاذّة المُنتقَدة وعضّ عليها بالنواجذ.

وزاد تمسّكه بها أنّه نشأ في بادية نائية فلم يتمكّن من معرفة اتّجاهات أهل العلم في دفع دخائل وانفرادات ابن تيميه عند أهل العلم فضلاً عن فقهاء مذهب السادة الحنابلة، ولم يداخل ابن عبد الوهّاب العلماء مداخلةً جيّدة تمكّنه من النظر الصحيح والموازنة بين الرأي والرأي الآخر»(1) .

إنّ ما ذهب إليه الشيخ الشافعي محمود سعيد في علّة تمسّك ابن عبد الوهّاب بآراء ابن تيميه الشاذّة؛ كونه قد نشأ في بادية نائية لم تمكّنه من مداخلة العلماء والتّفقة في معرفة الرأي والرأي الآخر، هو عين الحقيقة، ذلك أنّ هذه النشأة في مثل هذه البيئة الصحراوية القاسيّة بعيداً عن معاهد العلم والمعرفة لا تعطي نفسه إلاّ المفاهيم البسيطة الساذجة، وأظنّ ظنّاً قويّاً لو أنّ ابن تيميه قد دعا إلى وثنٍ، لتابعه ابن عبد الوهّاب، والقرآن الكريم قد نطق بحقيقة الأعراب في أكثر من آية، منها:( الْأَعْرَابُ أَشَدّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَاأَنْزَلَ اللّهُ

____________________

(1) كشف الستور عن أحكام القبور، محمود سعيد 6، الطبعة الأولى ن مكتبة دار الفقيه، الإمارات 1423 هـ.

١٣٩

عَلَى‏ رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (1) .

مع التذكير أنّ نجوم ابن عبد الوهّاب كان مع دخول الإنجليز المحتلّين جزيرة العرب، وتعاون آل سعود معهم ضدّ الأتراك العثمانيّين، فيما رفض الهواشم ذلك؛ باعتبار أن الأتراك مسلمين وإن ظلموا، فيما الإنجليز كفّار. وبعد هزيمة الجيوش العثمانيّة، أعطى الإنجليز السلطة الزمنيّة لآل سعود؛ وبذا ظهرت المملكة السعوديّة، وأعطوا السلطة الدينيّة لآل الشيخ وهي أسرة محمّد بن عبد الوهّاب التميمي النَجْديّ، وما زال الأمر كذلك إلى يومنا. فالوهّابيّة حركة سياسيّة تتقنّع زوراً باسم الدين!

قال الشيخ محمود سعيد: «إنّ شدّ الرحال أي السفر لزيارة القبر النبوي الشريف - سواء كان سفراً تقصر فيه الصلاة أو لا تقصر - من أهم القربات، وهو قريب من الوجوب عند بعض العلماء، بل واجب عند الظاهريّة وكثير من المالكيّة والحنفيّة.

وعلى كون هذا السفر قربة درج سائر الفقهاء في المذاهب الإسلاميّة العقدية والفقهية رحمهم الله تعالى، فكان إجماعاً للأمّة الإسلاميّة، وقد خالف هذا الإجماع الشيخ أحمد بن تيميه، فصرّح بأنّ السفر لزيارة قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سفرُ معصية لا تقصر فيه الصلاة، وقال: مَن أراد أن يزور القبر الشريف فليزر المدينة

____________________

(1) التوبة: 97.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

جعفر المتقدّم.

أقول : ما ذكرهصه فإنّما هو كلام الشيخرحمه‌الله فيظم كما سبق(١) ، وكأنّهرحمه‌الله ظنّ التعدّد فذكر له ترجمتين وذكر ما فيضا في ترجمة(٢) وما فيظم في الأُخرى فلا تغفل ، فما ذكره الأُستاذ العلاّمة هناك من اقتصار العلاّمةرحمه‌الله على قوله « يرمى بالغلو » لا يخلو من نظر ، فتأمّل.

٢٨٢٤ ـ محمّد بن الفيض التميمي :

تيم الرباب ، ق(٣) ».

وفيتعق : للصدوق طريق إليه(٤) ، وحسّنه خالي لذلك(٥) ، ويروي عنه ابن أبي عمير(٦) .

٢٨٢٥ ـ محمّد بن القاسم :

أبو بكر ، بغدادي متكلّم ، عاصر ابن همّام ، له كتاب في الغيبة كلام ،جش (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم أبو بكر في طبقة ابن همّام لأنّه معاصر له )(٨) .

٢٨٢٦ ـ محمّد بن القاسم الأسترآبادي :

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٢٥.

(٢) الخلاصة : ٢٥١ / ١٩ ، رجال الشيخ : ٣٨٩ ، والّذي فيهما : أزدي صيرفي يرمى بالغلو.

(٣) رجال الشيخ : ٣٢٢ / ٦٧١.

(٤) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٠٧ ، وفيه رواية ابن أبي عمير عنه.

(٥) الوجيزة : ٤٠١ / ٣١٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٧) رجال النجاشي : ٣٨١ / ١٠٣٥.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٥٠. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

١٦١

الظاهر أنّه ابن المفسّر الآتي(١) ، فإنّه يروي عن يوسف وعلي أيضاً(٢) ،تعق (٣) .

٢٨٢٧ ـ محمّد بن القاسم بن زكريّا :

الماربي ، أبو عبد الله الكوفي المعروف بالسوداني ثقة من أصحابنا عمّر ، له كتاب الفوائد وهو نوادر ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسين بن تمام(٤) ، عنه ،جش (٥) .

ونحوهصه إلى قوله : عمّر ؛ وزاد بعد السوداني : بالسين المهملة والنون بعد الألف(٦) .

وفيلم : روى عنه التلعكبري وسمع منه في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم بن زكريا الثقة أبو الحسين بن تمام ، عنه والتلعكبري(٨) .

٢٨٢٨ ـ محمّد بن القاسم بن الفضيل :

ضا (٩) . وزادصه : ابن يسار النهدي ، ثقة هو وأبوه وعمّه العلاء‌

__________________

(١) عن الخلاصة : ٢٥٦ / ٦٠.

(٢) أي : يوسف بن محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن يسار على ما سيأتي في محمّد بن القاسم المفسّر ، الفقيه ٢ : ٢١١ / ٩٦٧.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٤) في نسخة « ش » : ابن تمامة.

(٥) رجال النجاشي : ٣٧٨ / ١٠٢٧.

(٦) الخلاصة : ١٦١ / ١٤٩.

(٧) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٦١ ، وفيه : وسمع منه سنة أربع وعشرين وله منه إجازة.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٥٠. وما ذكر عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ٣٩١ / ٥٥.

١٦٢

وجدّه الفضيل ، روى عن الرضاعليه‌السلام (١) .

وزادجش : له كتاب ، أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عنه به(٢) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(٣) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد(٤) .

وفيتعق : وصفه الصدوقرحمه‌الله بصاحب الرضاعليه‌السلام (٥) (٦) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم بن الفضيل البصري ، أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسين بن سعيد ، وعلي بن مهزيار(٧) ، انتهى.

قلت : ليس في الرجال البصري بل النهدي )(٨) .

٢٨٢٩ ـ محمّد بن القاسم بن المثنّى :

له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد عن حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه ،ست (٩) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد. إلى آخره(١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٩ / ١٢٧.

(٢) رجال النجاشي : ٣٦٢ / ٩٧٣.

(٣) الفهرست : ١٥٥ / ٦٩٧ ، وفيه محمّد بن القاسم.

(٤) الفهرست : ١٤٥ / ٦٩٢.

(٥) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٩١.

(٦) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٥٠.

(٨) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) الفهرست : ١٥٢ / ٦٧٠.

(١٠) الفهرست : ١٥١ / ٦٦٠.

١٦٣

وفيتعق : في النقد : لا يبعد اتّحاده مع ابن المثنّى بن القاسم الآتي(١) (٢) . وهو الظاهر بقرينة الرواة(٣) .

قلت : ويؤيّده عدم وجود ابن القاسم بن المثنّى في غيرست ، ويعضده وجود مثنّى بن القاسم دون القاسم بن المثنّى(٤) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن القاسم بن المثنّى ، عنه أحمد بن ميثم(٥) .

٢٨٣٠ ـ محمّد بن القاسم :

وقيل ابن أبي القاسم المفسّر الأسترآبادي ، روى عنه أبو جعفر بن بابويه ، ضعيف كذّاب ، روى عنه تفسيراً يرويه عن رجلين مجهولين أحدهما يعرف بيوسف بن محمّد بن زياد والآخر علي بن محمّد بن بشار(٦) عن أبيهما عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، والتفسير موضوع عن سهل الديباجي عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير ،صه (٧) .

وفيتعق : نقل في النقد جميع ما ذكرهصه عنغض (٨) ، ومرّ مراراً ضعف تضعيفه ، على أنّ الظاهر أنّ منشأه(٩) ما ذكره من أنّه روى تفسيراً عن رجلين إلى آخره.

__________________

(١) عن رجال النجاشي : ٣٧١ / ١٠١٢ والطريق فيه : الحسين عن أحمد بن جعفر عن حميد عن أحمد عنه ، والخلاصة : ١٦٠ / ١٤٣.

(٢) نقد الرجال : ٣٢٨ / ٦٥٧.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٤) راجع الأُصول الستّة عشر : ٨٣.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٥٠. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) في المصدر : يسار ، وفي النسخة الخطيّة منه : بشّار.

(٧) الخلاصة : ٢٥٦ / ٦٠.

(٨) نقد الرجال : ٣٢٨ / ٦٥٨.

(٩) في نسخة « م » : منشأ.

١٦٤

وفي الاحتجاج : قال أي الصدوقرحمه‌الله ـ : حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الأسترآبادي المفسّر قال : حدّثني أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمّد السيّار(١) وكانا من الشيعة الإماميّة. الحديث(٢) ، فتأمّل.

وقال جدّيرحمه‌الله : ما ذكرهغض باطل ، وتَوَهَّم أنّ مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب إلى المعصومعليه‌السلام ، ومَن كان مرتبطاً بكلامهمعليهم‌السلام يعلم أنّه كلامهمعليهم‌السلام ، واعتمد عليهشه ونقل أخباراً كثيرة عنه في كتبه(٣) ، مع أنّ اعتماد تلميذٍ مثل الصدوق يكفي(٤) ، انتهى.

وأكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّياً أو مترحّماً(٥) .

وفي الوجيزة : مدحه الصدوق وضعّفهغض (٦) (٧) .

أقول : قال في الفوائد النجفيّة : قال بعض الأفاضل المتأخّرين : كيف يكون محمّد بن القاسم ضعيفاً كذّاباً والحال أنّ رئيس المحدّثينرحمه‌الله كثيراً ما يروي عنه في الفقيه(٨) وكتاب التوحيد(٩) وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام (١٠) وفي كلّ موضع يذكره يقول بعد ذكره :رضي‌الله‌عنه أورحمه‌الله ؟! ثمّ قال : وفيما ذكره‌

__________________

(١) في المصدر : أبو الحسن علي بن محمّد بن السيّار.

(٢) الاحتجاج : ١ / ١٦.

(٣) انظر منية المريد : ٣١ والبحار : ١٠٨ / ١٦٩ إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي.

(٤) روضة المتّقين : ١٤ / ٢٥٠.

(٥) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٦٦ / ١ و ٢٧٤ / ٩ و ٢٧٩ / ١٩ ، معاني الأخبار : ٢٤ / ٤ و ٢٨٧ / ١.

(٦) لم يرد له ذكر في نسختنا المطبوعة من الوجيزة وورد في النسخة الخطيّة منها.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٨) الفقيه ٢ : ٢١١ / ٩٦٧ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٠٠ ولم يرد فيهما الترضّي أو الترحّم.

(٩) التوحيد : ٤٧ / ٩ و ٢٣٠ / ٥.

(١٠) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٣٧ / ٣٦ و ٢٥٤ / ٤ و ٢٨٢ / ٣٠.

١٦٥

العلاّمةرضي‌الله‌عنه إشكالات :

أحدها : إنّ الإمام المروي عنه ليس أبا الحسن الثالثعليه‌السلام بل هو أبو محمّد الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام وهذا التفسير بهذا الاسم مشهورٌ بين الشيعة.

وثانيها : إنّ أبويهما غير داخلين في سلسلة الرواية بل هما رويا عن المعصومعليه‌السلام بلا واسطة.

وثالثها : إنّ سهلاً وأباه غير داخلين في سند هذا التفسير. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (١) .

ثمّ قال الشيخ سليمانرحمه‌الله : وقد صرّح جماعة من الأفاضل باعتبار هذا التفسير المشهور الآن واعتمدوه. ثمّ نقل ما مرّ عن الاحتجاج وبعد كانا من الشيعة الإمامية : عن أبويهما قال :(٢) حدّثنا أبو محمّد الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام . ثمّ قال : هذا يوافق ما ذكره العلاّمة فيصه من روايتهما التفسير المذكور عن أبويهما. إلى أن قال : إلاّ أنّ الّذي وجدناه في النسخ الّتي وقفنا عليها إنّما يساعد كلام ذلك المُورِد ، فتأمّل المقام ، انتهى.

وقال العلاّمة المجلسي في أوائل البحار : تفسير الإمامعليه‌السلام من الكتب المعروفة واعتمد الصدوق عليه وأخذ منه ، وإنْ طعن فيه بعض المحدّثين لكنّ الصدوقرحمه‌الله أعرف وأقرب عهداً ممّن طعن فيه ، وقد روى عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه(٣) ، انتهى.

وفي الاحتجاج في جملة كلام لهرحمه‌الله : لا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إمّا لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلّت العقول إليه ، أو‌

__________________

(١) النقاط الثلاثة المذكورة تظهر جليّة وواضحة عند مراجعة بداية تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام .

(٢) في الاحتجاج : قالا.

(٣) البحار : ١ / ٢٨.

١٦٦

لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلاّ(١) ما أوردته عن أبي محمّد الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام فإنّه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه وإنْ كان مشتملاً على مثل الّذي قدّمناه. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (٢) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن القاسم المفسّر ، أبو جعفر بن بابويه عنه(٣) .

٢٨٣١ ـ محمّد بن القبطي :

ق (٤) . وفيتعق : روى عنه ابن أبي عمير في الصحيح(٥) (٦) .

٢٨٣٢ ـ محمّد بن قبة :

هو ابن عبد الرحمن بن قبة.

٢٨٣٣ ـ محمّد بن قولويه :

من خيار أصحاب سعد ،صه (٧) .

وفيلم : يروي عن سعد بن عبد الله وغيره(٨) .

وفيتعق : مرّ في ابنه جعفر عنجش ما ذكره صه(٩) ، وهو بما يشعر بثقته ، ومرّ توثيقه في الحسن بن علي بن فضّال(١٠) ، وصاحب المعالم والمدارك صرّحا بصحّة حديثه(١١) ، وفي الوجيزة : ثقة على‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : أمّا.

(٢) الاحتجاج : ١ / ١٤.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٥٠ وما ذكر عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الشيخ : ٣٢٢ / ٦٨٧ ، وفيه : محمّد القبطي.

(٥) أمالي الصدوق : ٩٨ / ١٠ المجلس الثالث والعشرون وبشارة المصطفى : ٢٠ ، وفيهما محمّد القبطي.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٧) الخلاصة : ١٦٤ / ١٨١.

(٨) رجال الشيخ : ٤٩٤ / ٢٢.

(٩) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٨.

(١٠) عن التحرير الطاووسي : ١٣٤ / ٩٨.

(١١) منتقى الجمان : ١ / ٥٦ والتهذيب ١ : ٢٣٤ / ٦٧٦ ، مدارك الأحكام : ١ / ٥٩ والاستبصار ١ : ٣١ / ٨١.

١٦٧

الأظهر(١) ؛ وفي النقد : أصحاب سعد على ما يفهم أكثرهم ثقات كعليّ بن الحسين بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد وحمزة بن القاسم ومحمّد ابن يحيى العطّار وغيرهم ، فكأنّ قولجش : إنّه من خيار أصحاب سعد ، يدلّ على توثيقه(٢) ، انتهى فتأمّل(٣) .

أقول : غفل الميرزارحمه‌الله عن قولجش في ابنه إنّه من خيار أصحاب سعد فنقل ذلك هنا عنصه فقط.

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال : لا يبعد استفادة توثيق الرجل منها أي من عبارةجش مع قرائن أُخرى. ثمّ ذكر ما مرّ عنطس في الحسن بن علي بن فضّال وقال : هذا نصّ في توثيق محمّد بن قولويه وعلي بن الريان(٤) ، انتهى.

والمحقِّق الشيخ محمّد أيضاً اعترف بذلك لكنّه قال : الاعتماد على توثيقطس لا يخلو من تأمّل. فتأمّل.

وفيمشكا : ابن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، وهو من خيار أصحابه(٥) .

٢٨٣٤ ـ محمّد بن قيس :

أبو أحمد ، ضعيف ، روى عن أبي جعفرعليه‌السلام ،صه (٦) .

__________________

(١) الوجيزة : ٣١٢ / ١٧٥٩.

(٢) نقد الرجال : ٣٢٩ / ٦٦١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٦.

(٤) حاوي الأقوال : ١٤٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٤٤. وما جاء عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٢٥٤ / ٣٧ وفيها : محمّد بن قيس بن ( أبو خ ) أحمد ضعيف روى عن الباقرعليه‌السلام . ولنا جماعة اسم كل واحد منهم محمّد بن قيس ذكرناهم في القسم الأوّل من كتابنا هذا.

وذكره أيضاً كما أشار إليه في القسم الأوّل في ضمن الجماعة المسمّين

١٦٨

وزادجش : عنه يحيى بن زكريّا الحنفي ، وبعد قيس : الأسدي(١) .

أقول : فيمشكا : ابن قيس أبو أحمد الأسدي ، يحيى بن زكريّا عنه(٢) .

٢٨٣٥ ـ محمّد بن قيس الأسدي :

أبو عبد الله ،ق (٣) .

وزادصه وجش : مولى لبني نصر ، وكان خصّيصاً ممدوحاً(٤) .

٢٨٣٦ ـ محمّد بن قيس :

أبو عبد الله البجلي ، ثقة ، عين ، كوفي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، له كتاب القضايا المعروف رواه عنه عاصم بن حميد الحنّاط ويوسف بن عقيل وعبيد ابنه ،جش (٥) . ويأتي عن غيه بلا كنية(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن قيس أبو عبد الله البجلي ، عنه عاصم بن حميد ، وابن أبي عمير ، ويوسف بن عقيل ، وعبيد ابنه.

قال بعض المحقّقين : الّذي ينبغي تحقيقه أنّ محمّد بن قيس إن كان راوياً عن أبي جعفرعليه‌السلام فالظاهر أنّه الثقة ان كان الناقل عنه عاصم بن‌

__________________

بمحمد بن قيس قائلاً : ولنا محمّد بن قيس بن ( أبو خ ) أحمد ضعيف روى عن أبي جعفرعليه‌السلام . الخلاصة : ١٥٠ / ٦٣.

والظاهر إنّما عدّه في هذا القسم على خلاف ضعيف وذلك لاستيفاء المسمّين بمحمّد بن قيس ، ومتابعتاً منه للنجاشي حيث ذكرهم جميعاً في ترجمة محمّد بن قيس أبو نصر الأسدي ، رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٨٠.

(١) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٥١. وما جاء عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٦.

(٤) الخلاصة : ١٥٠ / ٦٠ ، رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(٥) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨١.

(٦) راجع رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٧ والفهرست : ١٣١ / ٥٨٩.

١٦٩

حميد أو يوسف بن عقيل أو عبيد ابنه لما ذكرهجش أنّ(١) هؤلاء يروون عنه كتاب القضايا ، بل لا يبعد كونه الثقة متى كان راوياً عن أبي جعفرعليه‌السلام عن عليعليه‌السلام ، لأنّ كلا من الأسدي والبجلي صنّف كتاباً لقضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام كما ذكرهجش (٨٢) وهما ثقتان كما عرفت(٣) ، ومع انتفاء هذه القرائن فالحديث المروي عن محمّد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام مردود ؛ وأما المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام فيحتمل أن يكون من الصحيح وأنْ يكون من الحسن(٤) ، والله أعلم ، انتهى(٥) .

٢٨٣٧ ـ محمّد بن قيس :

أبو نصر الأسدي الكوفي ، ثقة ثقة ،ق (٦) .

وزادصه : من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، وبعد نصر : بالنون(٧) .

وفيجش بعد الأسدي : أحد بنى نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة(٨) بن دودان بن أسد ، وجه من وجوه العرب بالكوفة. إلى أن قال : روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وله كتاب في قضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وله كتاب آخر نوادر(٩) .

ثمّ فيصه : ولنا محمّد بن قيس الأسدي أبو نصر ثقة ، وجه من‌

__________________

(١) في المصدر : من أنّ.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٨٠.

(٣) أمّا البجلي فتقدّم آنفاً عن النجاشي ، وأمّا الأسدي فسيأتي توثيقه عن الشيخ.

(٤) انظر : حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الثالث.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٥١. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٤.

(٧) الخلاصة : ١٣٨ / ٦ ، ولم يرد فيها : الكوفي.

(٨) في نسخة « ش » : تغلبة.

(٩) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٨٠.

١٧٠

وجوه العرب ، روى عن الباقر والصادقعليهما‌السلام ، ذكرناه فيما مضى(١) ، انتهى. وهو المذكور قبل البجلي كما لا يخفى.

أقول : كذا قال الميرزارحمه‌الله (٢) ، وهو سهو من قلمهرحمه‌الله .

أمّا أوّلاً : فلأنّ المذكور قبل البجلي لم يسبق عنصه (٣) ولا عن غيرها ثقته ولا روايته عنهماعليهما‌السلام ولا كونه وجهاً من وجوه العرب.

وأمّا ثانياً : فلأنّ ذاك مذكور فيصه قبل قوله : ولنا محمّد بن قيس. إلى آخره متّصلاً به بلا فاصلة أصلاً فكيف يقول ذكرناه فيما مضى؟! بل يردرحمه‌الله هذا المذكور هنا(٤) لأنّه ذكره في(٥) صه في أوّل باب الميم وذكر الباقين في وسط الباب ، فقوله « فيما مضى » بمكانه ، وكذا وصفه بالثقة ، وكذا الرواية عن الباقر والصادقعليهما‌السلام ، وكذا كونه وجهاً من وجوه العرب ، وقد أخذ الأوّل منق والبواقي منجش ، فلا تغفل.

٢٨٣٨ ـ محمّد بن قيس البجلي :

كوفي أسند عنه ، صاحب المسائل الّتي يرويها عنه عاصم بن حميد ،ق (٦) .

وفيست : له كتاب قضايا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أخبرنا جماعة منهم محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وجعفر بن الحسين بن حسكة القميّ ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(٧) ، عن سعد بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٠ / ٦١.

(٢) منهج المقال : ٣١٦.

(٣) الخلاصة : ١٥٠ / ٦١.

(٤) أي المذكور في بداية الترجمة نقلاً عن الخلاصة.

(٥) في ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) رجال الشيخ : ٢٩٨ / ٢٩٧ ، وفيه زيادة : مات سنة إحدى وخمسين ومائة.

(٧) في المصدر : عن ابن بابويه عن أبيه.

١٧١

عبد الله والحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن قيس ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . وله أصل ، عنه به ابن أبي عمير(١) .

وفيصه وجش : ولنا محمّد بن قيس البجلي وله تاب يساوي كتاب محمّد بن قيس الأسدي(٢) .

وزادصه : أبي عبد الله ، وهذا محمّد بن قيس البجلي يكنى أبا عبد الله أيضاً ، وهو ثقة عين وروى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (٣) ، انتهى.

ومراده(٤) بمحمّد بن قيس في قوله : يساوي كتاب محمّد بن قيس : أبو نصر الأسدي الكوفي لا أبو عبد الله ، فإنّه الّذي ذكر له كتاب دونه.

هذا ، ويستفاد منصه اتّحاد البجلي هذا مع السابق ، إذ ذكر ما قيل في كليهما في هذا ، وهو الظاهر.

أقول : ما استظهرهرحمه‌الله هو الظاهر وفاقاً لمولانا عناية الله والفاضل عبد النبي الجزائري ، فإنّهما صرّحا بأنّهم أربعة(٥) ، ونقله الثاني عن المختلف(٦) وشه في شرح البداية(٧) .

ومرّ ما فيمشكا في ابن قيس أبو عبد الله البجلي(٨) .

__________________

(١) الفهرست : ١٣١ / ٥٨٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(٣) الخلاصة : ١٥٠ / ٦٢.

(٤) أي : النجاشي. وكأنّه يريد بقوله هذا ردّ كلام العلاّمة الّذي تقدّمت الإشارة إليه بقوله : وزاد صه أبي عبد الله.

(٥) مجمع الرجال : ٦ / ٢٨ هامش رقم ٤.

(٦) حاوي الأقوال : ١٤٦ ، مختلف الشيعة : ٣ / ١٨٠.

(٧) الرعاية في علم الدراية : ٣٧١.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٥١. ومن قوله : ومرّ ما في مشكا. إلى هنا لم يرد في نسخة « ش ».

١٧٢

٢٨٣٩ ـ محمّد بن كثير الثقفي :

يأتي في ترجمة المفضّل بن عمر عنكش ما يظهر منه ذمّه وقدحه ،تعق (١) .

قلت : هو مذكور فيه في سند خبرين ضعيفين ربما يظهر منهما مدحه عن الإمامعليه‌السلام فلاحظ(٢) ، والذمّ الّذي يظهر منكش قوله فيه : هو من أصحاب المفضّل بن عمر أيضاً(٣) ، مومئاً إلى كونه من الغلاة ، فتأمّل.

٢٨٤٠ ـ محمّد بن كثير الجعفري :

الكلابي الكوفي أسند عنه ،ق (٤) .

٢٨٤١ ـ محمّد بن كشمرد :

مضى في المقدّمة الأُولى(٥) ، غير مذكور في الكتابين.

٢٨٤٢ ـ محمّد بن كلثوم :

هو ابن سعيد بن كلثوم ،تعق (٦) .

٢٨٤٣ ـ محمّد بن الليث الهمداني :

المشعاري الكوفي ، أسند عنه ،ق (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

(٢) رجال الكشّي : ٣٢١ / ٥٨٣ و ٥٨٤.

(٣) رجال الكشّي : ٣٢٢ / ٥٨٤.

(٤) رجال الشيخ : ١٢٩ / ٣٠٥.

(٥) مرّ في المقدّمة الثانية عن إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٦ حيث عدّه ممّن رأى القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته من غير الوكلاء من همدان.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

(٧) رجال الشيخ : ٢٩٩ / ٣٠٦.

١٧٣

٢٨٤٤ ـ محمّد بن مارد :

بالراء والدال المهملة ، التميمي ، عربي صميم ، كوفي ، ختن محمّد ابن مسلم ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ، عين ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب يرويه الحسن بن محبوب(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن مارد ، عنه الحسن بن محبوب(٤) .

٢٨٤٥ ـ محمّد بن مالك بن عطيّة :

الأحمسي أبو عبد الله الكوفي ، أسند عنه ،ق (٥) .

٢٨٤٦ ـ محمّد بن مبشر :

له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس وسعد والحميري ، عن أحمد بن محمّد وأحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد الله البرقي ، عنه ،ست (٦) .

والموجود بالموحّدة والمعجمة ولذا ذكرناه هنا ، ولا يبعد كونه بالمثنّاة والمهملة كما يأتي(٧) .

وفيتعق : هذا هو الظاهر بشهادة السند(٨) ، وعدم توجّهجش لما في‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٨ / ١١٧.

(٢) رجال النجاشي : ٣٥٧ / ٩٥٨.

(٣) الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٢.

(٤) هداية المحدّثين : ١٤٤ ، والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال الشيخ : ٣٠١ / ٣٤٢.

(٦) الفهرست : ١٥٥ / ٧٠٠ ، وفيه : عن أبي عبد الله البرقي عن محمّد بن أبي عمير عنه. كما أنّ الّذي فيه بدل مبشر : ميسر ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ٣٠ نقلاً عنه كما في المتن.

(٧) عن الفهرست : ١٦١ / ٧١٠ ورجال الشيخ : ٣٠٠ / ٣٢٣ والنجاشي : ٣٦٨ / ٩٩٧.

(٨) أي : أنّ الراوي عن ابن مبشر وابن ميسر واحد.

١٧٤

ست وست للثقة المشهور ، فتأمّل(١) .

٢٨٤٧ ـ محمّد بن مبشر :

يلقّب حبيش ، مضى بلقبه(٢) ، وهو غير مذكور في الكتابين ، ولعلّه المذكور عنست (٣) ، فتأمّل.

٢٨٤٨ ـ محمّد بن المثنّى بن القاسم :

كوفي ثقة ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب ، أخبرنا الحسين ، عن أحمد بن جعفر ، عن حميد ، عن أحمد ، عنه(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن المثنّى بن القاسم ، عنه أحمد(٦) .

٢٨٤٩ ـ محمّد بن محمّد بن أبي جعفر :

ابن بابويه الرازي المعروف بقطب الدينرحمه‌الله ، وجه من وجوه هذه الطائفة ، جليل القدر عظيم المنزلة ، من تلاميذ الإمام العلاّمة الحلّيقدس‌سره وروى عنه أحاديث ، وروى عنه شيخنا الشهيدرحمه‌الله ، له كتاب المحاكمات وهو دليل واضح وبرهان قاطع على كمال فضله ووفور علمهرضي‌الله‌عنه وأرضاه ،نقد (٧) .

وفي الوجيزة : ثقة جليل معروف(٨) ،تعق (٩) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

(٢) عن رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٩ والخلاصة : ٦٤ / ٧.

(٣) أي : محمّد بن مبشر.

(٤) الخلاصة : ١٦٠ / ١٤٣.

(٥) رجال النجاشي : ٣٧١ / ١٠١٢.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٥٢ ، وفيها بعد القاسم زيادة : ثقة. وما جاء عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) نقد الرجال : ٣٣٠ / ٦٨٧.

(٨) الوجيزة : ٣١٣ / ١٧٧٠.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣١٧.

١٧٥

أقول : هذا الفاضل أشهر من أنْ يذكر وأعرف من أن ينكر ، وله كتب مشهورة غير المحاكمات كشرح المطالع وشرح الشمسيّة وغيرهما ، وما مرّ في نسبه من انتهائه إلى ابن بابويه غلط لعلّه من الكتّاب ، بل هو من آل بويه عطّر الله مراقدهم.

قال الشهيدرحمه‌الله عند ذكر مشايخه : ومنهم الإمام العلاّمة سلطان العلماء وملك الفضلاء الحبر البحر قطب الدين محمّد بن محمّد الرازي البويهي ، فإنّي حضرت في خدمته قدّس الله لطيفه بدمشق عام ثمان وستّين وسبعمائة واستفدت من أنفاسه وأجاز لي جميع مصنّفاته ومؤلّفاته في المعقول والمنقول ، وكان تلميذاً خاصّاً للشيخ الإمام(١) ، انتهى.

وصرّح بما قلناه أيضاً المحقّق الثاني(٢) .

ووصفه العلاّمة في إجازته له : بالشيخ الفقيه العالم الفاضل المحقّق المدقّق زبدة العلماء والأفاضل قطب الملّة والدين محمّد بن محمّد الرازي أدام الله توفيقه. إلى آخر كلامه(٣) زيد في إكرامه وإكرامه.

٢٨٥٠ ـ محمّد بن محمّد بن إسحاق :

ابن رباط الكوفي البجلي ، سكن بغداد وعظمت منزلته بها ، وكان ثقة ثقة صحيح العقيدة ،صه (٤) .

جش إلاّ أنّ فيه فقيهاً بدل ثقة الثانية(٥) .

__________________

(١) البحار : ١٠٧ / ١٨٨ إجازة الشهيدقدس‌سره لابن خازن.

(٢) البحار : ١٠٨ / ٤٣ إجازة الشيخ علي الكركي للشيخ علي الميسي ولولده الشيخ إبراهيم.

(٣) البحار : ١٠٧ / ١٤٠.

(٤) الخلاصة : ١٦٣ / ١٦٤ ، وفيها وفي النجاشي : محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق.

(٥) رجال النجاشي ٣٩٣ / ١٠٥١.

١٧٦

أقول : يأتي عنلم : محمّد بن رباط(١) ، فتأمّل.

٢٨٥١ ـ محمّد بن محمّد بن الأشعث :

أبو علي الكوفي ، ثقة من أصحابنا سكن مصر ،صه (٢) .

وزادجش : له كتاب الحجّ ، سهل بن أحمد عنه به(٣) .

وفيلم : يروي نسخة عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسىعليه‌السلام ، قال التلعكبري : أخذ لي والدي منه إجازة في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن الأشعث الثقة ، عنه سهل بن أحمد ، والتلعكبري عنه إجازة أخذها له والده(٥) .

٢٨٥٢ ـ محمّد بن محمّد أكمل :

المدعو بباقر ، استاذنا العالم العلاّمة وشيخنا الفاضل الفهّامة دام علاه ومدّ في بقاه ، علاّمة الزمان ونادرة الدوران ، عالم عريف وفاضل غطريف ، ثقة وأيّ ثقة ، ركن الطائفة وعمادها وأورع نسّاكها وعبّادها ، مؤسّس ملّة سيّد البشر في رأس المائة الثانية عشر ، باقر العلم ونحريره والشاهد عليه تحقيقه وتحبيره ، جمع فنون الفضل فانعقدت عليه الخناصر وحوى صنوف العلم فانقاد له المعاصر ، والحري به أنْ لا يمدحه مثلي ويصف ، فلعمري تفنى في نعته القراطيس والصحف ، لأنّه(٦) المولى الذي لم يكتحل عين‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٥٠٧ / ٨٨.

(٢) الخلاصة : ١٦١ / ١٥٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٧٩ / ١٠٣١.

(٤) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٦٣.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٥٢. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) في نسخة « ش » : فإنّه.

١٧٧

الزمان له بنظير كما يشهد له مَن شهد فضائله ولا ينبئك مثل خبير.

كان ميلاده الشريف في سنة ثماني عشرة أو سبع عشرة(١) بعد المائة والألف في أصفهان ، وقطن برهة في بهبهان ثم انتقل إلى كربلاء شرّفها الله ، وكان ربما يخطر بخاطره الشريف الارتحال منها إلى بعض البلدان لتغيّر الدهر وتنكّد الزمان فرأى الإمامعليه‌السلام في المنام يقول له : لا أرضى لك أنْ تخرج من بلادي ، فجزم العزم على الإقامة بذلك النادي ، وقد كانت بلدان العراق سيما المشهدين الشريفين مملوة قبل قدومه من معاشر الأخباريين بل ومن جاهليهم والقاصرين ، حتّى أنّ الرجل منهم كان إذا أراد حمل كتاب من كتب فقهائنا رضي الله عنهم حمله مع منديل ، وقد أخلى الله البلاد منهم ببركة قدومه واهتدى المتحيّرة في الأحكام بأنوار علومه.

وبالجملة : كلّ من عاصره من المجتهدين فإنما أخذ من فوائده واستفاد من فوائده.

وله دام مجده وَلَدان وَرعان تقيّان نقيّان(٢) عالمان عاملان ، إلاّ أنّ الأكبر منهما وهو المولى الصفي الآقا محمّد علي دام ظلّه قد بلغ الغاية وتجاوز النهاية في دقّة النظر وجودة الفهم ووقادة الذهن ، إنْ أردت الأُصول والتفسير والتأريخ والعربيّة فهو الفائز فيما بالقدح المعلى ، وإن شئت الفروع والرجال والحديث فمورده منها العذب المحلّى.

كان في أوائل قدومه العراق مع والده الأُستاذ العلاّمة اشتهرت مآثره ومحاسنه لدى الخاصّة والعامّة ، فأبهرت الأسماع وأعجبت الأصقاع ، فأحبّ علاّمة بغداد صبغة الله أفندي الاجتماع به والمباحثة معه ، فاستأذن والده‌

__________________

(١) أو سبع عشرة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) في نسخة « ش » : ثقتان تقيّان.

١٧٨

العلاّمة في الحضور عنده والقراءة عليه أيّاماً قلائل رفعاً للتهمة ، فأبى ، فألحّ عليه فرضيا بالاستخارة بالقرآن المجيد ، فاستخار فإذا الآية( وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (١) فرضي بوعظه وأعزب عن نقضه.

كان ميلاده في كربلاء في سنة أربع وأربعين بعد المائة والألف ، واشتغل على والده العلاّمة مدّة إقامته في بهبهان ، ثمّ انتقل معه إلى كربلاء وبقي بها(٢) برهة من السنين مشغولاً بالقراءة والتدريس والإفادة والتأليف ، ثمّ تحوّل إلى بلدة الكاظمين عليهما سلام الله وأقام بها إلى سنة وقوع الطاعون في العراق ، والآن هو في ديار العجم كنار على علم ، بلى لقد قيل : ومَن يُشابِه أبه فما ظلم.

وله مصنّفات رشيقة وتحقيقات أنيقة ، منها رسالة في حليّة الجمع بين فاطميتين ردّ فيها على الشيخ يوسف البحراني ، وخمس رسائل في مناسك الحج جيّدة جدّاً إلاّ أنّها فارسيّة بتمامها ، وقد عرّبت أنا رسالة منها وهي وسطاها ، وله كتاب مقامع الفضل جمع فيه مسائل أنيقة بل رسائل بليغة رشيقة ، وله حاشيةً على مدارك الأحكام غير تامّة ، وشرح على المفاتيح كذلك ، وله غير ذلك. ووقفت على كراريس له في الرجال ، وربما نقلت عنها في هذا الكتاب.

ثمّ إنّ المقدّس الصالح المازندراني أجزل الله إكرامه جدّ أمّ الأُستاذ العلاّمة من قبل أبيها ، لأنّ أباها وهو نور الدين ابن المقدّس الصالح ، وكان له عشرة أولاد ذكور هو أصغرهم. والمقدّس التقي المجلسيقدس‌سره جدّها من‌

__________________

(١) لقمان : ١٣.

(٢) في نسخة « ش » : فيها.

١٧٩

قبل أُمّها ، لأنّ بنت المقدّس التقي كانت في بيت المقدّس الصالح ، فيكون العلاّمة المجلسي طاب ثراه خال امّه ، ولذا يعبّر سلّمه الله عنهرحمه‌الله بخالي ، وعنهما رحمهما الله بجدّي.

وله دام ظلّه من المصنّفات قريب من ستّين مصنّفا ، منها شرحه على المفاتيح برز منه كتاب الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والخمس وهو كتاب جيّد جدّا يبلغ مبلغ كتاب المدارك أو يزيد ، ومنها حاشية على كتاب الطهارة والصلاة من المدارك نبّه على غفلات الشارحقدس‌سره وقد رآه في المنام واعترف له بذلك وأظهر الرضا بما هنالك ، ومنها تعليقة على رجال الميرزا ذكرت ملخصها في هذا الكتاب ، قد أعطى فيها التحقيق حقّه ونبّه على فوائد وتحقيقات لم يتفطّن لها المتقدّمون ولم يعثر عليها المتأخّرون ، ومنها حاشية على شرح الإرشاد للمقدّس الأردبيلي من أوّل كتاب المتاجر إلى آخر الكتاب ، ومنها حاشية على الوافي ، ومنها رسالة في الاجتهاد والأخبار وما يتعلّق بهما ودفع الشبهات الواردة فيها ، ومنها رسالة في أصالة البراءة وتفصيل المذاهب فيها وفي أقسامها ، ومنها رسالة في بيان الحيل الشرعية المتعلّقة بالربا وما يُظنّ أنّها شرعيّة وليست بشرعيّة ، ومنها الفوائد الحائريّة ذكر فيها ما لا بُدّ للفقيه من معرفته ، ومنها الفوائد الملحقة بها وربما يقال لها الفوائد الجديدة وللأُولى العتيقة ، ومنها حاشية على معالم الأصول وهي والرسالة الآتية بعيدها آخر مصنّفاته سلّمه الله ، ومنها رسالة في الطهارة والصلاة حوت مسائل شريفة ودقائق لطيفة ، ومنها رسالة فارسيّة في الطهارة والصلاة ، ورسالة في الزكاة والخمس صغيرة ، ورسالة في الحج فارسيّة وقد عرّبتها أنا وهي مختصرة وجيزة ، والّتي قبلها والّتي بعيدها أيضاً فارسيتان ، ومنها رسالة في المعاملات جيّدة ، ورسالة صغيرة في القياس ،

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466