منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 292210 / تحميل: 5578
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

فأرسل إلى الكرماني: ويلك لا تغترر فو اللّه إنّي لخائف عليك و على أصحابك منه، و لكن هلم إلى الموادعة فندخل مرو، فنكتب بيننا كتابا بصلح و هو يريد أن يفرق بينه و بين أبي مسلم فدخل الكرماني منزله و أقام أبو مسلم في المعسكر و خرج الكرماني حتى وقف في الرحبة في مئة فارس و عليه قرطق خشكشونة، ثم أرسل نصر: أخرج لنكتب بيننا الكتاب فأبصر نصر منه غرة فوجّه إليه ابن سريع في نحو من ثلاثمئة فارس فالتقوا في الرحبة، فاقتتلوا بها طويلا، ثم ان الكرماني طعن في خاصرته فخر عن دابته و حماه أصحابه حتى جاءهم ما لا قبل لهم به فقتل نصر الكرماني و صلبه( ١) .

«و ان ناله» هكذا في (المصرية)( ٢ ) و الصواب: (و إن عاله) كما في (ابن ميثم و الخطية)( ٣) .

«الخوف شغله الحذر» في (الطبري) في غزوة حنين كان جماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري، فلما نزل بأوطاس إجتمع إليه الناس و فيهم دريد بن الصمة، فلما نزل دريد قال: ما لي أسمع رغاء البعير، و نهاق الحمير، و يعار الشاء، و بكاء الصبي؟ قالوا: ساق مالك مع الناس أبناءهم و نساءهم و أموالهم. فقال: اين مالك؟ فدعي له. فقال له: إنك أصبحت رئيس قومك، مالي أسمع رغاء البعير، و نهاق الحمير، و يعار الشاء، و بكاء الصغير؟ قال: سقت مع الناس أبناءهم و نساءهم و أموالهم قال: و لم؟ قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله و ماله ليقاتل عنهم. قال: هل يرد المنهزم شي‏ء؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلاّ رجل بسيفه و رمحه، و إن كانت عليك فضحت في أهلك و مالك...( ٤) .

____________________

(١) تاريخ الطبري ٧: ٣٧٠ و ٣٧١.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٧٥، من الكلام رقم ١٠٨.

(٣) ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٧٨، و فيه «و ان غاله» و كتب في الهامش «ناله صح».

(٤) تاريخ الطبري ٣: ٧١، و نقله المصنّف بتصرف.

٢٤١

و المذموم ما إذا كان له قدرة على تدبير و حيلة و الا فلا، فكان هشام بن الحكم بعد وقوف هارون على حجاجه في الامامة أراد قتله، و كان قدّم ليضرب عنقه و اتفق ان نجا فاعتلّ من الخوف، فكان إذا وصف طبيب له علته يكذبه و يقول له: علتي فزع القلب مما أصابني.

«و إن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة» أي: اختلسته، كان علي بن الكرماني استأمن إلى أبي مسلم، فأمره أبو مسلم أن يسمّي له خاصته ليولّيهم و يأمر لهم بجوائز و كسا، فسمّاهم له فقتلهم جميعا( ١) .

«و ان أفاد مالا أطغاه الغني» هكذا في (المصرية)( ٢ ) ، و الصواب: كون هذه الفقرة (و ان أفاد مالا أطغاه الغنى) بعد فقرة «و ان أصابته مصيبة فضحه الجزع» كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة)( ٣ ) ، و لأن المناسب أن يكون: «و إن عضّته الفاقة» بعد «و إن أفاد مالا». إنّ الانسان ليطغى. أن رآه استغنى( ٤ ) ، و لو بسط اللّه الرزق لعباده لبغوا في الأرض و لكن ينزّل بقدر ما يشاء( ٥ ) ، و لو لا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون( ٦) .

«و ان أصابته مصيبة فضحه الجزع» إنّ الانسان خلق هلوعا. إذا مسّه الشر جزوعا. و إذا مسّه الخير منوعا( ٧) .

____________________

(١) تاريخ الطبري ٧: ٣٨٨.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٧٥، من الكلام رقم ١٠٨.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٣٧١، ابن ميثم ٣: ٤٧٨.

(٤) العلق: ٦ و ٧.

(٥) الشورى: ٢٧.

(٦) الزخرف: ٣٣.

(٧) المعارج: ١٩ ٢١.

٢٤٢

و في (المروج): إعتلّت حبابة جارية يزيد بن عبد الملك، فأقام يزيد أياما لا يظهر للناس، ثم ماتت، فأقام أياما لا يدفنها جزعا عليها حتى جيفت، فقالوا:

إنّ النّاس يتحدّثون عنك بجزعك، و إنّ الخلافة تجل عن ذلك، فدفنها و أقام على قبرها فقال:

فإن تسل عنك النفس أو تدع الهوى

فباليأس تسلو النفس لا بالتجلّد

ثم أقام بعدها أياما قلائل ثم مات( ١) .

«و إن عضّته الفاقة شغله البلاء» في (العقد): كان أبو الشمقمق الشاعر أديبا طريفا محارفا صعلوكا متبرّما قد لزم بيته في أطمار مسحوقة، و كان إذا استفتح عليه أحد بابه خرج فنظر من فرج الباب، فإن أعجبه الواقف فتح له و إلاّ سكت، فدخل عليه بعض إخوانه، فلمّا رأى سوء حاله قال: إنّا روينا في بعض الحديث «ان العارين في الدنيا هم الكاسون يوم القيامة». قال: إن كان ما تقول حقا لأكوننّ بزازا يوم القيامة( ٢) .

و في كتاب ما للهند: من لا مال له إذا أراد أن يتناول أمرا قعد به العدم فيبقى مقصّرا عما أراد كالماء الذي يبقى في الأودية من مطر الصيف فلا يجري إلى بحر و لا نهر بل يبقى مكانه حتى تنشفه الأرض( ٣) .

«و ان جهده الجوع قعد به الضعف» في (شعراء ابن قتيبة) في أعشى قيس كان ابوه يدعى قتيل الجوع، و ذلك أنه كان في جبل، فدخل غارا فوقعت صخرة من الجبل فسدت فم الغار فمات فيه جوعا( ٤) .

هذا، فقيل لعقيل بن علقمة، لو زوّجت بناتك، فإنّ النساء لحم على وضم

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ١٩٨.

(٢) العقد الفريد ٢: ٣٥٢، نقله بتصرف في العبارة.

(٣) العقد الفريد لابن عبد ربه ٢: ٣٥٣.

(٤) الشعر و الشعراء لابن قتيبة (طبعة دار صادر بيروت): ١٣٥.

٢٤٣

إذا لم يكنّ غانيات. قال: كلاّ إنّي أجيعهنّ فلا يأثرن، و اعرّيهنّ فلا يظهرن.

«و ان أفرط به الشبع كظته البطنة» الكظّة بالكسر: ما يعتري الانسان من الامتلاء من الطعام، قال حاتم:

يرى الخمص تعذيبا و إن نال شبعة

يبت قلبه من قلة الهمّ مبهما

و في (العقد) قال أبو اليقظان: كان هلال بن سعد التميمي اكولا، فيزعمون انه أكل جملا و أكلت امرأته فصيلا، فلما أراد أن يجامعها لم يصل إليها، فقالت له: و كيف تصل اليّ و بيني و بينك بعيران( ١ ) ؟

و قال المدائني: كان سليمان بن عبد الملك بدابق فأتي بسلّين أحدهما مملو بيضا و الآخر تينا. فقال: إقشروا البيض، فجعل يأكل بيضة و تينة حتى فرغ من السلين، ثم أتوه بقصعة مملوة مخّا بسكر، فأكله فأتخم و مرض فمات( ٢) .

هذا، و في (المروج) رحل رجل من بني هاشم من الكوفة إلى ابن عمّه بالمدينة، فأقام عنده حولا لم يدخل مستراحا، فلما كان بعد الحول أراد الرجوع إلى الكوفة فحلف عليه أن يقيم عنده أياما أخر، فأقام و كان للرجل قينتان فقال لهما: أما رأيتما ابن عمي و ظرفه، أقام عندنا حولا و لم يدخل مستراحا. فقالتا له: فعلينا أن نصنع له شيئا لا يجد معه بدّا من الخلاء. قال شأنكما و ذلك، فعمدتا إلى خشب العشر و هو مسهل فدقّتاه و طرحتاه في شرابه، فلما حضر وقت شرابهما قدمتاه إليه و سقتا مولاهما من غيره، فلما أخذ الشراب منهما تناوم المولى و تمغّص الفتى، فقال للّتي تليه: يا سيدتي أين الخلاء؟ فقالت لها صاحبتها: ما يقول لك. قالت: يسألك ان تغنيه:

____________________

(١) العقد الفريد ٨: ١٣، و فيه «كان هلال بن الاسعر التميمي... فيزعمون أنه أكل فصيلا و أكلت امرأته فصيلا...».

(٢) العقد الفريد ٨: ١٥، و فيه «اقبل نصراني إلى سليمان بن عبد الملك و هو بدابق بسلّين أحدهما مملوء بيضا...».

٢٤٤

خلا من آل فاطمة الديار

فمنزل أهلها منها قفار

فغنته فقال الفتى: أظنهما مكيتين و ما فهمتا، ثم التفت إلى الاخرى فقال:

يا سيدتي أين الحش. فقالت لها صاحبتها: ما يقول؟ قالت: يسألك ان تغنيه:

أوحش الدقرات و الدير منها

فعناها بالمنزل المغمور

فغنته، فقال الفتى: أظنهما عراقيتين و ما فهمتا عني، ثم التفت إلى الاخرى فقال لها: أعزك اللّه أين المتوضأ. فقالت لها صاحبتها: ما يقول؟ قالت:

يسألك أن تغنيه:

توضأ للصلاة و صل خمسا

و أذن بالصلاة على النبيّ

فغنته فقال: أظنهما حجازيتين و ما فهمتا عني. ثم التفت إلى الاخرى فقال: يا سيدتي أين الكنيف؟ فقالت لها صاحبتها: ما يقول لك. قالت: يسألك ان تغنيه:

تكنّفني الواشون من كل جانب

و لو كان واش واحد لكفانيا

فقال: أظنهما يمانيتين و ما فهمتا عني، ثم التفت إلى الاخرى فقال: يا هذه أين المستراح؟ فقالت لها صاحبتها: ما يقول؟ قالت يسألك ان تغنيه:

ترك الفكاهة و المزاحا

و قلى الصبابة و استراحا

فغنته و المولى يسمع ذلك و هو متناوم، فلما اشتدّ به الأمر أنشأ يقول:

تكنفني السلاح و أضجروني

على ما بي بتكرير الأغاني

فلما ضاق عن ذاك اصطباري

ذرقت به على وجه الزواني

ثم انه حل سراويله و سلح عليهما، و انتبه المولى في أثر ذلك، فلما رأى ما نزل بجواريه قال: يا أخي ما حملك على هذا الفعل؟ قال: يا ابن الفاعلة لك جوار يرين المخرج صراطا مستقيما لا يدللني عليه، فلم أجد

٢٤٥

لهن جزاء غير هذا، ثم رحل عنه( ١) .

«و كل تقصير به مضر و كل افراط له مفسد» قال تعالى و الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما( ٢) .

و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في (جوامع كلماته): خير الامور أوساطها( ٣) .

هذا، و عن المأمون: الناس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لا بدّ منه على كل حال، و منهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، و منهم كالداء مكروه على كل حال.

٥ - الحكمة (٧٠) و قالعليه‌السلام :

لاَ تَرَى اَلْجَاهِلَ إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً الافراط، تجاوز الحد، و التفريط، التقصير و التضييع له حتى يفوت، و كلاهما مذمومان، و إنّما الممدوح الحد الوسط.

و من كلمات النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله الجامعة: خير الامور أوساطها( ٤ ) ، و قال الشاعر:

و إنّ بين التفريط و الإفراط

مسلكا منجيا من الإيراط

الإيراط مصدر أورطه، أي: أوقعه فيما لا خلاص له منه.

و صدقعليه‌السلام : فالجاهل إمّا ان يبخل و لا ينفق أصلا. أو ينفق و يسرف مع أنّ اللّه تعالى قال: و الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان

____________________

(١) المروج ٤: ٢٤٠ ٢٤٢.

(٢) الفرقان: ٦٧.

(٣) رواه النهاية ٥: ١٨٤، وسط.

(٤) رواه النهاية ٥: ١٨٤ مادة (وسط).

٢٤٦

بين ذلك قواما( ١) .

و كذلك الجاهل إمّا أن يترك آخرته لدنياه، و إمّا دنياه لآخرته، و قالواعليهم‌السلام : ليس منّا من ترك آخرته لدنياه و من ترك دنياه لآخرته، و الجاهل إمّا لا يكسب و يكون كلا على الناس و إمّا يحرص و لا يجمل في كسبه، و كلاهما ضلال.

و في (بيان الجاحظ): قال النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى يوم القيامة بالوالي جلد فوق ما أمر اللّه به، فيقول له الرب: عبدي لم جلدت فوق ما أمرتك به؟ فيقول: رب غضبت لغضبك. فيقول: أ كان ينبغي لغضبك أن يكون أشد من غضبي؟ ثم يؤتى بالمقصّر فيقول له: عبدي لم قصّرت عمّا أمرتك به؟ فيقول: رب رحمته.

فيقول: أ كان ينبغي لرحمتك أن تكون أوسع من رحمتي؟ فيصيّرهما إلى النار( ٢) .

و في (تاريخ بغداد): ذكر عند أبي حنيفة جهم و مقاتل فقال: كلاهما مفرّط، أفرط جهم حتى قال انه تعالى ليس بشي‏ء، و أفرط مقاتل حتى جعله مثل خلقه( ٣) .

هذا، و أنشد شاعر نصر بن يسار بخراسان أرجوزة تشبيبها مئة و مديحها في نصر عشرة، فقال له نصر: و اللّه ما تركت كلمة عذبة و لا معنى لطيفا الا و قد شغلته عن مديحي بتشبيبك، فان أردت مديحي فاقتصد، فأتاه فأنشده:

هل تعرف الدار لامّ عمرو

دع ذا و حبّر مدحة في نصر

____________________

(١) الفرقان: ٦٧.

(٢) البيان و التبيين ٢: ٢٥، باختلاف في اللفظ.

(٣) تاريخ بغداد ١٣: ١٦٦، نقله بتصرف.

٢٤٧

فقال له نصر: لا هذا و لا ذاك، و لكن أمر بين الأمرين( ١) .

و في (المعجم): قال الجاحظ: يجب للرجل أن يكون سخيّا لا يبلغ التبذير، شجاعا لا يبلغ الهوج( ٢ ) ، محترسا لا يبلغ الجبن، ماضيا لا يبلغ القحة( ٣ ) ، قوّالا لا يبلغ الهذر( ٤ ) ، صموتا لا يبلغ العيّ، حليما لا يبلغ الذلّ، منتصرا لا يبلغ الظلم وقورا لا يبلغ البلادة، ناقدا لا يبلغ الطيش، ثم وجدنا النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمع ذلك كله في كلمة واحدة، و هو قوله «خير الامور أوساطها»، فعلم أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أوتي جوامع الكلم و علم فصل الخطاب( ٥) .

٦ - الحكمة (١٩٩) و قالعليه‌السلام في صفة الغوغاء:

هُمُ اَلَّذِينَ إِذَا اِجْتَمَعُوا غَلَبُوا وَ إِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَ قِيلَ بَلْ قَالَعليه‌السلام هُمُ اَلَّذِينَ إِذَا اِجْتَمَعُوا ضَرُّوا وَ إِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا فَقِيلَ قَدْ عَرَفْنَا مَضَرَّةَ اِجْتِمَاعِهِمْ فَمَا مَنْفَعَةُ اِفْتِرَاقِهِمْ فَقَالَعليه‌السلام يَرْجِعُ أَصْحَابُ اَلْمِهَنِ إِلَى مِهْنَتِهِمْ فَيَنْتَفِعُ اَلنَّاسُ بِهِمْ كَرُجُوعِ اَلْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ وَ اَلنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ وَ اَلْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ أقول: قول المصنّف: (في صفة الغوغاء) في (الصحاح)، قال الأصمعي:

الجرادة إذا صارت لها أجنحة و كادت تطير قبل أن تستقلّ فتطير، غوغاء، و به شبّه الناس.

____________________

(١) العقد الفريد ٧: ١٨٦.

(٢) الهوج: الحمق و الطيش: و التسرّع.

(٣) القحة: بكسر القاف و فتحها: قلة الحياء.

(٤) الهذر: مصدر هذر كلامه، كثر في الخطأ و الباطل.

(٥) معجم الادباء ١٦: ١١٠ ١١١.

٢٤٨

و قال أبو عبيدة: الغوغاء شي‏ء شبيه بالبعوض إلاّ أنّه لا يعضّ و لا يؤذي و هو ضعيف، فمن صرفه و ذكره جعله بمنزلة قمقام، و الهمزة مبدلة من واو، و من لم يصرفه جعله بمنزلة عوراء( ١) .

قال المسعودي في (مروجه): من أخلاق العامة أن يسوّدوا غير السيّد، و يفضّلوا غير الفاضل، و يقولوا بعلم غير العالم، و هم أتباع من سبق إليهم من غير تمييز بين الفاضل و المفضول، و الفضل و النقصان، و لا معرفة للحق من الباطل عندهم.

و قال الجاحظ: سمعت رجلا من العامة و هو حاج و قد ذكر له البيت يقول: إذا أتيته من يكلمني؟ و أخبره صديق له أن رجلا من العامة قال له و قد سمعه يصلي على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما تقول في محمد هذا أربنا هو؟ و ذكر لي بعض اخواني: ان رجلا من العامة بمدينة السّلام رفع إلى بعض الولاة الطالبين لأصحاب الكلام على جار له أنه يتزندق، فسأله الوالي عن مذهب الرجل فقال: انه مرجى‏ء قدري إباضي رافضي يبغض معاوية بن الخطاب الذي قاتل علي بن العاص. فقال له الوالي: ما أدري على أيّ شي‏ء أحسدك؟ على علمك بالمقالات، أو على بصرك بالأنساب.

و أخبرني رجل من اخواننا من أهل العلم قال: كنا نقعد نتناظر في أبي بكر و عمر و علي و معاوية و ما يذكره أهل العلم فيهم، و كان قوم من العامة يأتون فيستمعون منّا فقال لي يوما بعضهم و كان من أعقلهم و اكبرهم لحية كم تطنبون في علي و معاوية و فلان و فلان. فقلت: فما تقول أنت؟ قال:

من تريد؟ قلت: علي. قال: أو ليس هو أبو فاطمة. قلت: و من كانت فاطمة؟ قال:

امرأة النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله بنت عائشة أخت معاوية. قلت: فما كانت قصة علي؟ قال: قتل

____________________

(١) الصحاح للجوهري ٦: ٢٤٥٠.

٢٤٩

في غزاة حنين مع النبيّ.

و ذكر ثمامة بن أشرس قال: كنت مارّا في السوق ببغداد، فإذا أنا برجل اجتمع الناس عليه فنزلت عن بغلتي و قلت: لشي‏ء ما هذا الاجتماع و دخلت بين الناس، فإذا أنا برجل يصف كحلا معه أنّه ينجع من كل داء يصيب العين، فنظرت إليه فاذا عينه الواحدة برشاء و الاخرى ما سوكة، فقلت له: يا هذا لو كان كحلك كما تقول، نفع عينيك. فقال لي: أ هاهنا اشتكت عيناي؟ انما اشتكتا بمصر. فقال كلهم: صدق و ما انفلتّ من نعالهم إلاّ بعد كدّ.

و كان في أيام الرشيد ببغداد متطبب يطبب العامة بصفاته و كان دهريا يظهر أنه من أهل السنة و الجماعة و يلعن أهل البدع و يعرف بالسنّيّ تنقاد إليه العامة فكان يجتمع إليه في كل يوم بقوارير الماء خلق. فإذا اجتمعوا وثب قائما على قديمه فقال لهم: يا معشر المسلمين قلتم لا ضار و لا نافع الا اللّه فلأيّ شي‏ء تسألوني عن مضاركم و منافعكم الجؤوا إلى ربكم و توكّلوا على بارئكم حتى يكون فعلكم مثل قولكم. فيقولون: اي و اللّه صدقنا فكم من مريض لم يعالج حتى مات( ١) .

قولهعليه‌السلام في الأوّل (هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، و إذا تفرّقوا لم يعرفوا) و في الثاني (هم الذين إذا اجتمعوا ضرّوا، و إذا تفرّقوا نفعوا) في (كامل الجزري): جرت في سنة (٦٠١) ببغداد بين أهل باب الازج و أهل المأمونية محاربة بسبب أن الأولين قتلوا سبعا، فأرادوا أن يطوفوه فمنعهم الاخيرون فقتل جمع و خرج جمع و نهب دور، و كذلك بين أهل قطفتا و الغريبة من محال غربي بغداد جرت محاربة بسبب قتل سبع أراد الأوّلون طوفه فمنعهم

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ٣٢ ٣٤.

٢٥٠

الاخرون فقتل بينهم قتلى حتى أرسل إليهم عسكر( ١) .

«فقيل قد عرفنا» هكذا في (المصرية)( ٢ ) و الصواب: (قد علمنا) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية)( ٣) .

«مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم» هذا السؤال إنّما على الرواية الثانية، و أمّا الرواية الاولى فالمراد من شقّي الكلام غلبتهم في اجتماعهم على كل قوة، و عدم معروفيتهم في تفرقهم واضح.

«فقالعليه‌السلام : يرجع أصحاب المهن إلى مهنتهم» هكذا في (المصرية)( ٤ ) و الصواب: «إلى مهنهم» كما في غيرها( ٥ ) ، و المهنة: الحذق بالعمل، و الخدمة و هي بفتح الميم و كسرها حكى الكسر الكسائي و ان أنكره الاصمعي( ٦) .

«فينتفع الناس بهم...».

قالوا: كتب كتاب حكمة فبقيت منه. فقالوا: ما نكتب فيه؟ فقيل: يكتب «يسأل عن كل صناعة أهلها».

٧ - الحكمة (٢٠٠) و قالعليه‌السلام :

وَ أُتِيَ بِجَانٍ وَ مَعَهُ غَوْغَاءُ فَقَالَ لاَ مَرْحَباً بِوُجُوهٍ لاَ تُرَى إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأَةٍ

____________________

(١) الكامل لابن الأثير ١٢: ٢٠٣ س ٦٠١.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٩٨، من الحكمة رقم ١٩٩.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ١٨، ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٩٠.

(٤) نهج البلاغة ٣: ١٩٨، من الحكمة ١٩٩.

(٥) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ١٨، ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٩٠.

(٦) لسان العرب ١٣: ٤٢٤ مادة (مهن).

٢٥١

أقول: رواه الشيخ في (زيادات حدود تهذيبه) مسندا عن اليعقوبي عن أبيه هكذا، قال: أتي أمير المؤمنينعليه‌السلام و هو بالبصرة برجل يقام عليه الحد، فأقبل جماعة من الناس، فقالعليه‌السلام : أنظر يا قنبر ما هذه الجماعة؟ قال:

إجتمعوا لرجل يقام عليه الحد، فلما قربوا نظرعليه‌السلام في وجوههم و قال: لا مرحبا بوجوه لا ترى إلاّ في كلّ سوأة، هؤلاء فضول الرجال، أمطهم عنّي يا قنبر( ١) .

قول المصنّف: «و اتيعليه‌السلام » هكذا في (المصرية)( ٢ ) و الصواب: (و قد أتي) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية)( ٣) .

«بجان» أي: بذي جنّة إلاّ أن الجوهري قال: الجان ابو الجن و حية بيضاء( ٤) .

قولهعليه‌السلام : «لا مرحبا بوجوه لا ترى إلاّ عند كل سوأة» في (الصحاح) السوأة: العورة و الفاحشة( ٥) .

قال ابن أبي الحديد: أخذ هذا اللفظ المستعين. و قد أدخل عليه ابن أبي الشوارب القاضي و معه الشهود ليشهدوا عليه أنه قد خلع نفسه من الخلافة و بايع للمعتز، فقال: لا مرحبا بهذه الوجوه الّتي لا ترى إلاّ يوم سوء( ٦) .

قلت: و قال المسعودي في (مروجه): تقصد العامة في احتشادها و جموعها فلا تراهم الدهر إلاّ مرقلين إلى قائد دب، و ضارب دف، على سياسة

____________________

(١) التهذيب ١٠: ١٥٠ ح ٣٤.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٩٨، الحكمة رقم ٢٠٠.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٢٠، ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٩٠، و فيه «و قد اوتي».

(٤) الصحاح ٥: ٢٠٩٤.

(٥) الصحاح ١: ٥٦.

(٦) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٢٠.

٢٥٢

قرد، و متشوّقين إلى اللهب و اللعب، أو مختلفين إلى مشعبد منمّس مخرّف، أو مستمعين إلى قاصّ كذّاب، أو مجتمعين حول مضروب، أو وقوفا عند مصلوب، ينعق بهم و يصاح فلا يرتدعون، لا ينكرون منكرا، و لا يعرفون معروفا، و لا يبالون أن يلحقوا البار بالفاجر و المؤمن بالكافر، و قد بيّن ذلك النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم حيث يقول: «الناس أثنان: عالم أو متعلم، و ما عدا ذلك همج رعاع لا يعبأ اللّه بهم».

و سئل عليّعليه‌السلام عن العامة فقال: همج رعاع، أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق.

و قد صنّف أبو عقال الكاتب كتابا في أخلاق العوام يصف فيه شيمهم و مخاطباتهم و سمّاه بالملهى...( ١ ) . و قال الشاعر:

قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم

طاروا إليه زرافات و وحدانا

و في (الأغاني): قال عثمان الورّاق: رأيت العتابي يأكل خبزا على الطريق بباب الشام، فقلت له: ويحك أما تستحي. فقال لي: أ رأيت لو كنا في دار فيها بقر كنت تستحي و تحتشم أن تأكل و هي تراك. فقلت:

لا. قال: فاصبر حتى أعلمك أنهم بقر، فقام فوعظ و قصّ و دعا حتى كثر الزحام عليه، ثم قال لهم: روى لنا غير واحد أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار. فما بقي واحد إلاّ و أخرج لسانه يومى‏ء به نحو أرنبة أنفه و يقدّره حتى يبلغها أم لا، فلما تفرقوا قال لي العتابي: أ لم أخبرك أنهم بقر( ٢) .

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ٣٥ ٣٦.

(٢) الأغاني ١٣: ١١٤.

٢٥٣

٨ - الحكمة (١٥٠) و قالعليه‌السلام لرجل سأله أن يعظه:

لاَ تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو اَلْآخِرَةَ بِغَيْرِ العَمَلِ وَ يُرَجِّي اَلتَّوْبَةَ بِطُولِ اَلْأَمَلِ يَقُولُ فِي اَلدُّنْيَا بِقَوْلِ اَلزَّاهِدِينَ وَ يَعْمَلُ فِيهَا بِعَمَلِ اَلرَّاغِبِينَ إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ وَ إِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ وَ يَبْتَغِي اَلزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ يَنْهَى وَ لاَ يَنْتَهِي وَ يَأْمُرُ بِمَا لاَ يَأْتِي يُحِبُّ اَلصَّالِحِينَ وَ لاَ يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ وَ يُبْغِضُ اَلْمُذْنِبِينَ وَ هُوَ أَحَدُهُمْ يَكْرَهُ اَلْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ وَ يُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ اَلْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً وَ إِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عُوفِيَ وَ يَقْنَطُ إِذَا اُبْتُلِيَ وَ إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً وَ إِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ وَ لاَ يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ وَ يَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ إِنِ اِسْتَغْنَى بَطِرَ وَ فُتِنَ وَ إِنِ اِفْتَقَرَ قَنِطَ وَ وَهَنَ يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ وَ يُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ اَلْمَعْصِيَةَ وَ سَوَّفَ اَلتَّوْبَةَ وَ إِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ اِنْفَرَجَ عَنْ شَرَائِطِ اَلْمِلَّةِ يَصِفُ اَلْعِبْرَةَ وَ لاَ يَعْتَبِرُ وَ يُبَالِغُ فِي اَلْمَوْعِظَةِ وَ لاَ يَتَّعِظُ فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ وَ مِنَ اَلْعَمَلِ مُقِلٌّ يُنَافِسُ فِيمَا يَفْنَى وَ يُسَامِحُ فِيمَا يَبْقَى يَرَى اَلْغُنْمَ مَغْرَماً وَ اَلْغُرْمَ مَغْنَماً يَخْشَى اَلْمَوْتَ وَ لاَ يُبَادِرُ اَلْفَوْتَ يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ فَهُوَ عَلَى اَلنَّاسِ طَاعِنٌ وَ لِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ اَللَّهْوُ مَعَ اَلْأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ اَلذِّكْرِ مَعَ اَلْفُقَرَاءِ يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ وَ لاَ يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ يُرْشِدُ غَيْرَهُ وَ يُغْوِي نَفْسَهُ فَهُوَ يُطَاعُ وَ يَعْصِي

٢٥٤

وَ يَسْتَوْفِي وَ لاَ يُوفِي وَ يَخْشَى اَلْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ وَ لاَ يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ قال الرضيّ: و لو لم يكن في هذا الكتاب إلاّ هذا الكلام لكفى به موعظة ناجعة و حكمة بالغة و بصيرة لمبصر و عبرة لناظر مفكّر. أقول: قول المصنّف: (و قالعليه‌السلام لرجل سأله ان يعظه) رواه (تحف العقول) عنهعليه‌السلام أبسط، فقال: موعظة لهعليه‌السلام في وصف المقصرين...( ١) .

و رواه الجاحظ في (بيانه) عنهعليه‌السلام أخصر، و أخذه عنه عبد اللّه بن عباس فوعظ به ابنه علي بن عبد اللّه بن عباس كما رواه المفيد في (أماليه)( ٢) .

قولهعليه‌السلام : «لا تكن ممّن يرجوا الآخرة بغير العمل» هكذا في (المصرية)( ٣ ) و الصواب: (بغير عمل) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية)( ٤) ، نهىعليه‌السلام عن رجاء الآخرة بدون عمل، لأنه كمن رجا ضرب البيدر بدون زرع، و قد قال تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون( ٥ ) و قد قال النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدّع مدّع و لا يتمنّ متمنّ أنّه ينجو إلاّ بعمل و رحمة، لو عصيت هويت، اللّهمّ هل بلّغت.

و من الشعر المنسوب إليهعليه‌السلام كما قال ابن أبي الحديد في غير هذا الموضع:

غرّ جهولا أمله

يموت من جا أجله

و من دنا من حتفه

لم تغن عنه حيله

____________________

(١) تحف العقول: ١٥٧.

(٢) أمالي المفيد: ٣٢٩ ح ٢ م ٣٩٢.

(٣) نهج البلاغة ٣: ١٨٩، من الكلام ١٥٠.

(٤) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٣٥٦.

(٥) النحل: ٣٢.

٢٥٥

و ما بقاء آخر

قد غاب عنه أوله

و المرء لا يصحبه

في القبر إلاّ عمله( ١)

و في (الأغاني): قال الرشيد لأبي العتاهية: عظني. قال: أخافك. فقال له:

أنت آمن فأنشده:

ترجو النجاة و لم تسلك طريقتها

إنّ السفينة لا تجري على اليبس

فبكى حتى بلّ كمه( ٢) .

«و يرجى‏ء التوبة» أي: يؤخرها من «أرجأ» أو «أرجى».

«بطول الأمل» و هذا أحد عبقريات إبليس في إهلاك الناس، و قد هلك من هلك قبل بذا.

هذا، و لما بعث عبد الملك بن مروان خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد إلى البصرة و كان عليها مصعب من قبل أخيه كان طائفة مع ذا و طائفة مع ذا، و كان قيس السلمي مع مصعب، و كان يستأجر الرجال يقاتلون معه، فتقاضاه رجل أجرة فقال: غدا أعطيكها. فقال بعضهم لقيس و كان قيس يعلم في عنق فرسه جلاجل:

لبئس ما حكمت يا جلاجل

النقد دين و الطعان عاجل

«يقول في الدنيا بقول الزاهدين و يعمل فيها بعمل الراغبين» في (المروج):

أظهر ابن الزبير الزهد في الدنيا مع الحرص على الخلافة و قال: إنّما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك من الدنيا و انا العائذ بالبيت، و كثرت أذيته لبني هاشم مع شحّه بالدنيا على سائر الناس، فقال بعضهم:

تخبّر من لا قيت أنك عائذ

و تكثر قتلا بين زمزم و الركن

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٢: ٣٢٠، في شرح الخطبة ٤٢.

(٢) الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني ٤: ١٠٦، نقله المصنف بتصرف.

٢٥٦

أيضا:

لو كان بطنك شبرا قد شبعت و قد

أفضلت فضلا كثيرا للمساكين( ١)

و كان الحسن البصري يقول في الحجاج: يتكلم على المنبر بكلام الأولياء و ينزل و يعمل عمل الجبابرة.

و قال بعضهم لسليمان بن عبد الملك: كان الحجاج يتزين تزين المومسة و يصعد المنبر و يتكلم بكلام الأخيار، فإذا نزل عمل عمل الفراعنة.

و في (المعجم): كان قاضي القضاة عبد الجبار شيخ المعتزلة يزعم أن المسلم يخلد في النار على ربع دينار، و صادره فخر الدولة على ثلاثة آلاف ألف درهم قيل باع في مصادرته ألف طيلسان مصري، و جميع هذا المال من قضاء الظلمة بل الكفرة عنده و على مذهبه( ٢) .

و في الخبر: قال المسيحعليه‌السلام للحواريين: لا تكونوا كالمنخل يخرج الدّقيق الطيب و يمسك النّخالة، قولكم شفاء و عملكم داء( ٣ ) . و قال شاعر:

و منتظر للموت في كل ساعة

يشيّد بيتا دائما و يحصّن

له حين يتلوه حقيقة موقن

و أفعاله أفعال من ليس يوقن

أيضا:

إذا نصبوا للقول قالوا فأحسنوا

و لكن حسن القول خالفه الفعل

و ذمّوا لنا الدنيا و هم يرضعونها

أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل

أيضا:

إذا وصف الاسلام أحسن وصفه

بفيه و يأبى قلبه و يهاجره

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ٧٥.

(٢) معجم الادباء ٦: ٣٠٠، نقله المصنف بتصرف.

(٣) رواه تحف العقول: ٥١٠.

٢٥٧

و ان قام قال الحق ما دام قائما

نقي اللسان كافر بعد سايره

أيضا:

لا يعجبك من خطيب قوله

حتى يكون مع اللسان دخيلا

أيضا:

و لفظه يأمرنا بالتقى

و لحظه يأمرنا بالخنا

«إن اعطي منها لم يشبع» لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا( ١) .

«و إن منع منها لم يقنع» و تذهب أعمال من كان كذلك في القيامة هباء منثورا، و ان كانت كالجبال.

«يعجز عن شكر ما أوتي» فقالواعليهم‌السلام : إنّ كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها( ٢) .

و في (تاريخ بغداد): خرج دعبل إلى خراسان فنادم عبد اللّه بن طاهر فأعجب به، فكان في كل يوم ينادمه يأمر له بعشرة آلاف درهم، و كان ينادمه في الشهر خمسة عشر يوما، و كان ابن طاهر يصله في كل شهر بمئة و خمسين ألف درهم فلما كثرت صلاته له توارى دعبل عنه في يوم منادمته في بعض الخانات، فطلبه فلم يقدر عليه، فشق ذلك عليه، فلما كان من الغد كتب إليه دعبل:

هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة

و هل يرتجى نيل الزيادة بالكفر

____________________

(١) الجامع الصغير للسيوطي ٢: ١٣١.

(٢) تحف العقول: ٣٩٤، مؤسسة النشر الاسلامي، قم.

٢٥٨

و لكنني لما أتيتك زائرا

فأفرطت في بري عجزت عن الشكر

فملان( ١ ) لا آتيك الا معذرا

أزورك في الشهرين يوما و في الشهر

فان زدت في بري تزيدت جفوة

و لم تلقني حتى القيامة و الحشر( ٢) .

قلت: فإذا كان الانسان في احسان واحد من مخلوق كذلك فكيف يجب أن يكون في نعمه عزّ و جلّ التي لا تحصى أبدا.

«و يبتغي الزيادة فيما بقي» في (الكافي) عن الرضاعليه‌السلام : من لم يقنعه من الرزق إلاّ الكثير لم يكفه من العمل إلاّ الكثير، و من كفاه من الرزق القليل فإنّه يكفيه من العمل القليل( ٣) .

«ينهى و لا ينتهي» في المثل: تنهانا أمّنا عن الغيّ (( البغاء )) و تغدو فيه( ٤) .

لا تنه عن خلق و تأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

و عدم الانتهاء عن المنكر مذموم مطلقا، قال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيرا منهم يتولّون الذين كفروا لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط اللّه عليهم و في العذاب هم خالدون و لو كانوا يؤمنون باللّه و النبيّ و ما أنزل إليه ما

____________________

(١) أي: فمن الآن.

(٢) تاريخ بغداد ٩: ٤٨٧ و ٤٨٨، نقله بتصرف.

(٣) الكافي ٢: ١٣٨ ٥.

(٤) مجمع الأمثال للميداني ١: ١٢٧، الزمخشري ٢: ٣٢.

٢٥٩

أتخذوهم أولياء و لكنّ كثيرا منهم فاسقون( ١) .

«و يأمر بما لا يأتي» أ تأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم( ٢) .

يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا

و إن رأى عاملا بالمنكر انتهره

ابدأ بنفسك قبل الناس كلهم

فأوصها و أتل ما في سورة البقرة

اشارة إلى الآية، و قيل بالفارسية:

«توبه فرمايان چرا خود توبه كمتر مى‏كنند»

(٣) . و قال الشاعر:

و غير تقيّ يأمر النّاس بالتّقى

و طبيب يداوي و الطبيب مريض

لا تركبنّ الصنيع الذي

تلوم أخاك على مثله

و لا يعجبنك قول امرىّ

يخالف ما قال في فعله

«يحب الصالحين و لا يعمل عملهم، و يبغض المذنبين و هو أحدهم» المراد أنه كما يحب الصالحين ليعلم الصالحات و كما يبغض المذنبين ليجتنب السيئات لا انه لا يحب الصالحين و لا يبغض المذنبين، فمن لم يكن محب الصالحين و مبغض المذنبين فهو كافر.

«يكره الموت لكثرة ذنوبه و يقيم على ما يكره الموت له» يود أحدهم لو يعمّر ألف سنة و ما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر( ٤) .

«إن سقم ظلّ نادما، و ان صحّ أمن لاهيا» و كان عليه أن يغتنم الفرصة في سلامته في هذه المرة فلا بدّ أن يسقم مرّة أخرى و لا يسلم.

«يعجب بنفسه إذا عوفي» في الخبر: أوحى تعالى إلى داودعليه‌السلام بشّر المذنبين و أنذر الصّدّيقين. قال: كيف يا ربّ؟ قال: بشّر المذنبين أنّي أقبل

____________________

(١) المائدة: ٧٨ ٨١.

(٢) البقرة: ٤٤.

(٣) ديوان حافظ، چاپ غنى و قزوينى.

(٤) البقرة: ٩٦.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : انظر ما أصبت فعد به على إخوانك ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول :( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (١) قال المفضّل : كنت خليفة أخي على الديوان ، قال : وقد قلت(٢) ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى؟ قال : لو لم يكن كيت(٣) .

محمّد بن مسعود ، عن أحمد بن جعفر بن أحمد(٤) ، عن العمركي ، عن محمّد بن علي وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضّل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال : دخلت على(٥) أبي عبد اللهعليه‌السلام وقد أُمرت أن أُخرج لبني هاشم جوائز ، فلم أعلم إلاّ وهو على رأسي وأنا مستخل فوثبت إليه ، فسألني عمّا أمر لهم فناولته الكتاب ، قال : ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئاً؟ فقلت : هذا الّذي خرج إلينا ، ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ، فقال لي : انظر ما أصبت فعد به على أصحابك فإنّ الله جلّ وعلا يقول :( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (٦) .

وفيتعق : في محمّد بن مقلاص رواية تدلّ على حسن حاله في الجملة(٧) .

أقول : الرواية هذه : حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضّل بن مزيد قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وذكر أصحاب أبي الخطّاب والغلاة فقال لي : يا مفضّل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا‌

__________________

(١) هود : ١١٤.

(٢) قلت ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٤ / ٧٠١ ، وفيه بدل كيت : كنت.

(٤) في المصدر : جعفر بن أحمد.

(٥) في المصدر : دخل عليّ ، والظاهر هو الصواب.

(٦) رجال الكشّي : ٣٧٤ / ٧٠٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤١.

٣٢١

تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم(١) ، انتهى فتأمّل.

وفي رواية ابن أبي عمير عنه شهادة بالوثاقة.

وما مرّ عن العلاّمة من أنّكش روى حديثاً يعطي كونه شيعيّاً فالظاهر أنّ المراد به الخبر الثاني ، وقد سبقهطس وصرّح بذلك(٢) .

وما مرّ في سنده من قوله : أحمد بن جعفر بن أحمد ، هكذا رأيت في رجال عناية الله أيضاً(٣) ، والصواب جعفر بن أحمد ، وكلمتا أحمد بن زائدتان كما في نسختي من الاختيار والتحرير والوسيط أيضاً كذلك(٤) ، وهو جعفر بن أحمد بن أيّوب السمرقندي الّذي أكثر محمّد بن مسعود من الرواية عنه.

وما مرّ من قولهعليه‌السلام : لو لم يكن كيت ، الصواب : لو لم تكن كتبت ، كما في نسخة عناية الله ، أي لو لم تكن تكتب لهم لكان الأمر أهون ، يشير إلى ذلك كونه خليفة أخيه على الديوان مع كون أخيه كاتباً لهم ، فتدبّر.

هذا وفي الوجيزة : ممدوح(٥) .

وفيمشكا : ابن مزيد ، ابن أبي عمير عنه ومحمّد بن زياد(٦) .

٣٠٣٢ ـ المفضّل بن يزيد الكوفي :

ق (٧) . وفيتعق : روى عنه ابن أبي عمير في الكافي في الحسن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٩٧ / ٥٢٥.

(٢) التحرير الطاووسي : ٥٤٥ / ٤٠١.

(٣) مجمع الرجال : ٦ / ١٣٣.

(٤) الوسيط : ٢٣٥.

(٥) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩١٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٥٠ ، ولعلّ محمّد بن زياد هو نفسه ابن أبي عمير فلاحظ ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) رجال الشيخ : ٣١٥ / ٥٦٢.

٣٢٢

بإبراهيم(١) (٢) .

٣٠٣٣ ـ مقاتل بن سليمان :

من أصحاب الباقرعليه‌السلام بتري قاله الشيخ الطوسيرحمه‌الله والكشي ، وقال البرقي : إنّه عامي ،صه (٣) .

وفيكش : ابن سليمان البجلي وقيل : البخلي ، بتري(٤) .

وفيقر : ابن سليمان بتري(٥) .

وفيتعق : روى عنه الحسن بن محبوب في الصحيح(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان الراوي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنه الحسن بن محبوب(٨) .

٣٠٣٤ ـ مقاتل بن مقاتل بن قياما :

واقفي خبيث ،ضا (٩) . وزادصه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (١٠) . ثم زادضا : وأظنّ اسمه خسيس(١١) .

__________________

(١) الكافي ٥ : ٦٠ / ٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٣) الخلاصة : ٢٦٠ / ١ ، رجال البرقي : ٤٦ وفيه مقاتل بن سليمان الدوّال حديثي دون عامّي.

(٤) رجال الكشّي : ٣٩٠ / ٧٣٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٣٨ / ٤٩ ، وعدّه أيضاً في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام : ٣١٣ / ٥٣٦ واصفاً له بالخراساني.

(٦) الكافي ٨ : ٢٣٣ / ٣٠٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٨) هداية المحدّثين : ١٥١. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ٣٩٠ / ٤٠.

(١٠) الخلاصة : ٢٦٠ / ٢.

(١١) في المصدر : خشيش.

٣٢٣

وفيجش : روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن علي بن يوسف عنه به(١) .

وفيكش : نصر بن الصبّاح ، عن إسحاق بن محمّد البصري ، عن القاسم بن يحيى ، عن حسين بن عمر بن يزيد قال : دخلت على الرضاعليه‌السلام وأنا شاك في إمامته ، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له مقاتل لن مقاتل ، وكان قد مضى على إمامتهعليه‌السلام بالكوفة ، فقلت له : عجّلت ، فقال : عندي في ذلك برهان وعلم.

قال الحسين : فقلت للرضاعليه‌السلام : قد مضى أبوك؟ فقال : إي والله ، وإنّي لفي الدرجة الّتي فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ قال : ما فعل صاحبك؟ فقلت : من؟ قال : مقاتل بن مقاتل المشئون(٢) الوجه الطويل اللحية الأفتى الأنف ، وقال : إنّي ما رأيته ولا دخل عليّ ولكنّه آمن وصدّق فاستوص به ، قال : فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا مقاتل راقد فحركته ثمّ قلت له : بشارة عني لا أخبرك بها حتّى تحمد الله مائة مرّة فقبل(٣) ، ثمّ أخبرته بما كان(٤) .

وفيتعق : يظهر من الرواية عدم وقفه أو رجوعه كالأجلّة الّذين رجعوا ، وهم ابن أبي نصر ونظراؤه ومنهم الحسين بن عمر بن يزيد. هذا ويدلّ على عدم الوقف روايته عن الرضاعليه‌السلام فإنّ الواقفة ما كانوا يروون‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١٣٣٩.

(٢) في المصدر : المسنون.

ووجه مسنون : مخروط أسبلٌ كأنّه قد سنّ عنه اللحم. ورجلٌ مسنون الوجه : إذا كان في أنفه ووجهه طول ، لسان العرب : ١٣ / ٢٢٤.

(٣) فقبل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الكشّي : ٦١٤ / ١١٤٦.

٣٢٤

عنهعليه‌السلام ، ويؤيّده عدم نسبةجش الوقف إليه مع أنّه أضبط ، سيّما مع تصريحه بروايته عن الرضاعليه‌السلام لاعتقاده أنّ الواقفة لا يروون عنهعليه‌السلام كما ذكرنا في الفوائد ، على أنّه يظهر من رواياته إخلاصه بالنسبة إليهعليه‌السلام وشفقتهعليه‌السلام عليه ، ويختلج في الخاطر أنّ الشيخ لما رأى في الأخبار أنّ ابن قياما واقفي خبيث شديد العناد توهم أنّه مقاتل بن مقاتل بن قياما وليس كذلك ، بل هو الحسين بن قياما وهذه أوصافه ولعلّه عمّ مقاتل ، وما ذكرنا ليس بذلك البعيد عن الشيخرحمه‌الله كما لا يخفى على المطّلع بحاله.

وبالجملة : هو ليس واقفياً بل الظاهر أنّه من الحسان(١) .

أقول : في الوجيزة : ضعيف وفيه مدح(٢) . وفيطس : شهد له الرضاعليه‌السلام بأنّه آمن وصدّق ، الطريق فيه ضعيف(٣) . ( ومضى في الفوائد عدم ضرره )(٤) .

وفيمشكا : ابن مقاتل بن قياما ، عنه الحسن بن علي بن يوسف(٥) .

٣٠٣٥ ـ المقداد بن الأسود الكندي :

وكان اسم أبيه عمر البهراني ، وكان الأسود بن عبد يغوث قد تبنّاه فنسب إليه ، يكنّى أبا معبد ، ثاني الأركان الأربعة ،ي (٦) .

ونحوهصه ؛ وزاد : عظيم القدر شريف المنزلة جليل من خواص عليعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٢) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩١٨.

(٣) التحرير الطاووسي : ٥٥٣ / ٤١١.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) هداية المحدّثين : ١٥١ ، وفيها : مقاتل بن قياما. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٥٧ / ١ ، وفيه وفي الخلاصة : وكان اسم أبيه عمرو.

(٧) الخلاصة : ١٦٩ / ١.

٣٢٥

وعلى قوله البهراني عنشه : نسبة إلى بهر بن الحاف بن قضاعة وبهر السابع عشر جدّ المقداد(١) .

وفيد : بهراني منسوب إلى بهرا(٢) بالباء المفردة قبيلة على غير قياس إذ القياس بهراوي(٣) .

وفيكش ما تقدّم في سلمان(٤) .

أقول : فيه أيضاً ممّا لم نذكره هناك : علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : ارتدّ بالناس إلاّ ثلاثة نفر : سلمان وأبو ذر والمقدادرحمهم‌الله ، قلت : فعمّار؟ قال : قد كان جاض(٥) جيضة ثم رجع ، ثم قال : إن أردت الذي لم يشكّ ولم يدخله شي‌ء فالمقداد(٦) .

وفيطس : أقول : إنّ هذا السند حسن(٧) ، انتهى.

وعن تهذيب الأسماء واللغات : في الترمذي عن برة(٨) قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني بأنّه(٩) يحبهم ، قيل يا رسول الله : عسى أن تسميهم لنا ، قال : علي منهم يقول ذلك لنا(١٠) وأبو ذر‌

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨١.

(٢) في نسخة « ش » : بهر.

(٣) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٦.

(٤) عن رجال الكشّي : ١١ / ٢٣ ، وفيه أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر.

(٥) جاض عنه يجيض : حاد وعدل. انظر : القاموس المحيط : ٢ / ٣٢٦.

(٦) رجال الكشّي : ١١ / ١٣٢٤ ، ولم يرد فيه الترحّم.

(٧) التحرير الطاووسي : ٥٥٥ / ٤١٤.

(٨) في تهذيب الأسماء : بريدة ، وفي الجامع الصحيح : ابن بريدة عن أبيه.

(٩) في المصدرين : أنّه.

(١٠) في المصدرين : سمهم لنا قال : علي منهم يقول ذلك ثلاثاً.

٣٢٦

والمقداد وسلمان.

قال الترمذي : حديث حسن(١) ، انتهى.

وحاله في الجلالة أشهر من أن يذكر ، وذكرنا هذين الخبرين تيمّناً بذكره(٢) وقضاء لواجب حقّه.

وفي الحاوي ذكره في الثقات(٣) . ومضى له ذكر في سعد بن مالك(٤) .

٣٠٣٦ ـ مكحول :

غير مذكور في الكتابين. وفي شرح ابن أبي الحديد : كان مكحول من المبغضين له يعني عليّاًعليه‌السلام روى زهير بن معاوية عن الحسن بن الحسن(٥) قال : لقيت مكحولاً فإذا هو مضليع(٦) يعني مملوء بغضاً لعليعليه‌السلام فلم أزل به حتّى لان وسكن(٧) .

٣٠٣٧ ـ مكي بن علي بن سختويه :

فاضل ،لم (٨) . وفيد ضبطه بالشين المعجمة(٩) .

أقول : في الوجيزة مجهول(١٠) ، وهو ليس بمكانه.

__________________

(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١١١ / ١٦٣ ، الجامع الصحيح للترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧١٨.

(٢) في نسخة « ش » : لذكره.

(٣) حاوي الأقوال : ١٥٣ / ٦١٢.

(٤) عن عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٦ / ١ ، وفيه أنّه من الّذي مضوا على منهاج الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يبدّلوا ولم يغيّروا بعد نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٥) في المصدر : الحسن بن الحر.

(٦) في المصدر : مطبوع.

(٧) شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ١٠٣.

(٨) رجال الشيخ : ٤٩٧ / ٣١.

(٩) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٧.

(١٠) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٢.

٣٢٧

٣٠٣٨ ـ ممويه :

بالميم بعد الميم ، ابن معروف ، ضعيف ،صه (١) .

وفيلم (٢) كما في محمّد بن عبد الله ابن مهران(٣) .

وفيتعق : مضى ضعفه في محمّد بن أحمد بن يحيى أيضاً(٤) (٥) .

٣٠٣٩ ـ منبه :

بالنون قبل الباء الموحّدة ، ابن عبد الله أبو(٦) الجوزاء بالجيم والزاي بعد الواو التميمي ، صحيح الحديث ،صه (٧) .

جش إلاّ الترجمة وزاد : له كتاب نوادر ، أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن(٨) .

وفيتعق : فيه ما مضى في عبد الله بن المنبه(٩) . ووثّقه في الوجيزة(١٠) ، والظاهر أنّه تبعاً للعلاّمة في الكنى(١١) ، وأنّ توثيق العلاّمة لقولجش : صحيح الحديث ، واحتمال اطّلاعه على جهة أُخرى ربما لا يخلو‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦١ / ١٥.

(٢) في نسخة « ش » بدل وفي لم : ولم.

(٣) رجال الشيخ : ٤٩٣ / ١٦ و ١٧ ، وفيه أنّه ضعيف.

(٤) حيث استثني من كتاب نوادر الحكمة كما في رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩ والفهرست : ١٤٥ / ٦٢١ ، وذكر ضعفه عن رجال الشيخ أيضاً.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٦) أبو ، لم ترد في المصدر ووردت في النسخة الخطيّة منه.

(٧) الخلاصة : ١٧٣ / ٢٢.

(٨) رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٩.

(٩) فيه احتمال أنّ عبد الله بن المنبّه الوارد في الأحاديث هو المنبّه بن عبد الله ووقع ذكره اشتباهاً.

(١٠) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٤.

(١١) الخلاصة : ٢٧١ / ٣٧ الفائدة الأُولى.

٣٢٨

من بعد ، بل لو كان كذلك لذكرها في ترجمته ، إذ ذكره في الاسم أولى منه في الكنية.

وربما يظهر من الشيخ في الاستبصار في باب المسح على الرجلين كونه عاميّاً أو زيديّاً(١) .

وربما يظهر ذلك من أخباره ، ويؤيّده أنّ ديدنه الرواية عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد عن آبائهعليهم‌السلام (٢) ، لكن رواية الصفّار(٣) وسعد بن عبد الله عنه(٤) ربما تومئ إلى اعتماد عليه ، فتأمّل(٥) .

أقول : كلام الشيخ في الاستبصار لا صراحة فيه في عامّيته(٦) ، وكلام العلاّمة كما مضى صريح في وثاقته ، والظاهر اطّلاعهرحمه‌الله على جهة أُخرى بعد ذكره في الأسماء ( وإلاّ لذكرها في الأسماء )(٧) كما في غيره ، ولذا ذكره في الحاوي في الثقات(٨) مع أنّه في المتأخّرين نظير ابن الغضائري ، فلاحظ وتأمّل.

٣٠٤٠ ـ منجح مولى الحسينعليه‌السلام :

قتل معهعليه‌السلام ،سين (٩) د (١٠) .

__________________

(١) الاستبصار ١ : ٦٥ / ١٩٦ ، وفيه : عبيد الله ( عبد الله خ ل ) بن المنبّه.

(٢) التهذيب ١ : ٤٤١ / ١٤٢٦ ، الاستبصار ١ : ٢٠١ / ٧١١.

(٣) كما في طريق النجاشي إليه كما تقدّم.

(٤) كما في التهذيب ١ : ٤٤١ / ١٤٢٦ والاستبصار ١ : ٢٠١ / ٧١١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤. و : فتأمّل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) حيث قال بعد أن ذكر الخبر : رواة هذا الخبر كلّهم عامّة ورجال الزيديّة. علماً أنّ فيهم محمّد بن الحسن الصفّار.

(٧) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) حاوي الأقوال : ١٥٤ / ٦٢٠.

(٩) رجال الشيخ : ٨٠ / ٦.

(١٠) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٩.

٣٢٩

٣٠٤١ ـ منخّل بن جميل الأسدي :

بيّاع الجواري ، ضعيف ، فاسد الرواية ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،جش (١) .

ونحوهصه ؛ وزاد : بضمّ الميم وفتح النون وتشديد المعجمة المفتوحة واللام ؛ ثم زاد : في مذهبه غلو وارتفاع ، قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن المنخّل بن جميل ، قال : هو لا شي‌ء متّهم ؛ وبعد أبي عبد الله : وأبي الحسنعليهما‌السلام (٢) .

ثمّ زادجش : له كأب التفسير ، عنه محمّد بن سنان.

وفيست : له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار والحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عنه.

ورواه حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه(٣) .

وفيكش ما ذكرهصه وزاد بعد متّهم : بالغلو(٤) .

وفيتعق : الظاهر أنّ رميهم إيّاه بالغلو لروايته الروايات الدالّة عليه على زعمهم ، وفي ثبوت الضعف بذلك تأمّل ؛ وفي كتب الأخبار ما يدلّ على عدم غلوّه قطعاً(٥) .

قلت : لو سَلم من الضعف فلا يسلم من الجهالة لا محالة ، وحكم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٧.

(٢) الخلاصة : ٢٦١ / ١٠.

(٣) الفهرست : ١٦٩ / ٧٥٧.

(٤) رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤.

٣٣٠

بضعفه فيضح أيضاً(١) ، وكذاغض كما نقله عناية الله(٢) ، واقتصارصه على « متّهم » سبقه فيهطس (٣) .

٣٠٤٢ ـ مندل بن علي العتري :

واسمه عمرو وأخوه حيّان بالياء ثقتان رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن محمّد(٤) بن علي الأزدي عنه به ،جش (٥) .

وفيصه : بفتح الميم وإسكان النون وفتح الدال المهملة وبعدها لام ، ابن علي العتري : بالمهملة المفتوحة والمثنّاة من فوق المفتوحة والراء بعدها ، عربي عامّي ، قاله البرقي. ثمّ ذكر كلامجش (٦) .

وفيد : بالعين المهملة والتاء المثنّاة فوق الساكنة ، وقال بعض أصحابنا : المفتوحة ، والأقوى عندي السكون ، منسوب إلى عتر بن خيثمق جش ثقةقي عامّي(٧) .

وفيتعق : مرّ في عمرو بن علي العتري أنّه يعرف بمندل(٨) ؛ وعدّه في الوجيزة موثّقاً(٩) ، وفيه تأمّل(١٠) .

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٣٠١ / ٧٠٧.

(٢) مجمع الرجال : ٦ / ١٣٩.

(٣) التحرير الطاووسي : ٥٦٩ / ٤٢٩.

(٤) ابن محمّد ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) رجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣١ ، وفيه : العنزي.

(٦) الخلاصة : ٢٦٠ / ٦ ، ورجال البرقي : ٤٦.

(٧) رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥١٧ ، وفيه : عتر بن جشم بن ودم. وأنهى نسبه إلى هيئ بن بلي.

(٨) عن رجال الشيخ : ٢٤٦ / ٣٧٩ ، وفيه بدل العتري : العنزي.

(٩) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٧.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤.

٣٣١

أقول : وجه ما في الوجيزة الجمع بين كلاميجش وقي ، وقد سبقه الفاضل عبد النبي الجزائري حيث ذكره في الموثّقين(١) ؛ ووجه التأمّل أضبطيّةجش . والعلاّمة فيصه وإن اقتصر على ذكر كلاميهما من غير ترجيح إلاّ أنّه فيضح صرّح بوثاقته(٢) .

هذا ، ولعلّ الصواب في ترجمة العتري ما فيضح : فتح العين المهملة وفتح النون وكسر الزاي(٣) ، ويكون منسوباً إلى عنزة.

وفي حاشية الوسيط عنقب : مثلّث الميم ساكن الثاني ، ابن علي العنزي : بفتح المهملة والنون ثمّ الزاي ، أبو عبد الله الكوفي ، يقال : اسمه عمرو ومندل لقبه ، ضعيف ، من السابعة ، ولد سنة ثلاث ومائة ومات سنة سبع أو ثمان وستّين ومائة(٤) ، انتهى فتدبّر.

٣٠٤٣ ـ منذر بن جفير بن حكيم :

العبدي ، عربي ، صميم ، روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، إسماعيل بن مهران عنه به ،جش (٥) .

وفيست : ابن جيفر العبدي له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عنه(٦) .

وفيق : ابن جيفر العبدي كوفي(٧) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢١١ / ١٠٩٩.

(٢) إيضاح الاشتباه : ٣٠٢ / ٧١٠.

(٣) إيضاح الاشتباه : ٣٢٠ / ٧١٠.

(٤) تقريب التهذيب ٢ : ٢٧٤ / ١٣٦٣ ، الوسيط : ٢٥٤.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٩.

(٦) الفهرست : ١٧٠ / ٧٦٥ ، وفيه : جفير ، جيفر ( خ ل ).

(٧) رجال الشيخ : ٣١٦ / ٥٩٠.

٣٣٢

وفيتعق : حسّنه خالي لأنّ للصدوق طريقاً إليه(١) ، وفي رواية الأجلّة كصفوان وابن المغيرة وأحمد بن محمّد بن عيسى(٢) وغيرهم عنه إشعار بوثاقته(٣) .

قلت : هذا مضافاً إلى ذكره فيجش وست من غير قدح.

وفي حاشية الوسيط : الّذي اتّفقت عليه نسخ الفقيه جفير ، ولعلّه الصحيح ، انتهى.

وفيضح أيضاً : جفير ، ثمّ قال : وقيل جيفر بتقديم الياء على الفاء(٤) .

وفيمشكا : ابن جفير إسماعيل بن مهران عنه ، وابن جيفر صفوان عنه ، ولا بعد في الاتّحاد ، فإنّ ابن جفير ذكرهجش وابن جيفر بتقديم الياء ذكره الشيخ فيست ، وكلّ واحد منهما اقتصر على واحد(٥) .

٣٠٤٤ ـ منذر بن سعيد بن أبي الجهم :

الظاهر أنّه من الحسان لما يأتي في الّذي بعيده أنّه من بيت جليل ، وفي سعيد أنّ آل أبي الجهم بيت كبير في الكوفة(٦) ،تعق (٧) .

٣٠٤٥ ـ منذر بن محمّد بن المنذر :

ابن سعيد بن أبي الجهم القابوسي أبو القاسم من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ناقله إلى الكوفة ، ثقة من أصحابنا من بيت جليل ، له‌

__________________

(١) الوجيزة : ٤٠٥ / ٣٤٦ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٩٩.

(٢) رواية صفوان وأحمد بن محمّد كما في طريق الفهرست ، ورواية ابن المغيرة كما في الصدوق إليه.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٣٠٠ / ٧٠٣.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥١. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) عن رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨ و ١٧٩ / ٤٧٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

٣٣٣

كتب ، عنه أحمد بن محمّد بن سعيد ،جش (١) .

صه إلى قوله : بيت جليل ، وفيها : سعيد أبي الجهم القابوسي ناقله ؛ وزاد : قالكش : قال محمّد بن مسعود : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن خالد قال : حدّثنا منذر بن قابوس وكان ثقة. وهذا السند مشكور(٢) .

وفيكش ما ذكره(٣) .

أقول : السند صحيح لكنهرحمه‌الله تبعطس (٤) ، فلاحظ.

هذا وما فيكش من قوله : منذر بن قابوس ، فهو منسوب إلى الجدّ كما لا يخفى.

وفيمشكا : ابن محمّد بن المنذر الثقة ، عنه عبد الله بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن محمّد بن سعيد(٥) .

٣٠٤٦ ـ منصور بن أبي الأسود :

الليثي ،ق (٦) . وزادجش : كوفي ثقة روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتب ، الحسين بن محمّد بن علي الأزدي عنه بها(٧) .

٣٠٤٧ ـ منصور بن حازم :

أبو أيّوب البجلي ، كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من جلّة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، له كتب ، منها‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨.

(٢) الخلاصة : ١٧٢ / ١٥ ، وفيها : سعيد بن أبي الجهم.

(٣) رجال الكشّي : ٥٦٦ / ١٠٧٠.

(٤) التحرير الطاووسي : ٥٧٣ / ٤٣٤.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٣٢٣ / ٥٣١ ، وفيه زيادة : مولاهم كوفي الحنّاط.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٤ / ١١٠٣ ، وفيه : الحسين بن محمّد بن علي الأزدي عنه عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام .

٣٣٤

أُصول الشرائع لطيف ، عنه به يونس بن عبد الرحمن ، وله كتاب الحجّ ، عنه محمّد بن الحسين الطائي ،جش (١) .

صه إلى قوله : روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب وإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عنه(٣) .

وفيق : أسند عنه(٤) .

وفيكش : جعفر بن محمّد(٥) بن أيّوب عن صفوان عنه ما يشهد بحسن عقيدته واستقامة طريقته ، وأنّه عرض ذلك على الصادقعليه‌السلام وقال له : رحمك الله ، مراراً ، وهو حديث طويل لطيف يدلّ على فضله ، وفي آخره : ثمّ قال : سلني عمّا شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبداً(٦) .

وفيتعق : في أوّل الكافي نظير ما فيكش (٧) ، ومرّ في زياد بن المنذر كلام المفيدرحمه‌الله فيه(٨) (٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠١.

(٢) الخلاصة : ١٦٧ / ٢.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٨.

(٤) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٣ ، وفيه قبل أسند عنه : مولاهم كوفي.

(٥) في المصدر : أحمد.

(٦) رجال الكشّي : ٤٢٠ / ٧٩٥.

(٧) الكافي ١ : ١٤٥ / ١٥.

(٨) الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٣٢ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : ٩ ، وفيها أنّه من الفقهاء والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم وهم أصحاب الأُصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(٩) تعليقه الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

٣٣٥

أقول : فيمشكا : ابن حازم الثقة ، عنه يونس بن عبد الرحمن ، ومحمّد بن الحسين الطائي ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعبد الله بن مسكان ، وداود بن النعمان ، وحفص بن البختري ، وسيف بن عميرة(١) .

٣٠٤٨ ـ منصور بن دينار الأسدي :

الكوفي أسند عنه ،ق (٢) .

٣٠٤٩ ـ منصور الصيقل :

في آخر الروضة وفي كتاب الإيمان والكفر من الكافي حديث يدلّ على تشيّعه ، وربما يظهر منه حسن حاله(٣) ، والظاهر أنّه ابن الوليد الآتي ، وفي باب التمحيص والامتحان منه أيضاً نحوه(٤) ،تعق (٥) .

٣٠٥٠ ـ منصور بن العبّاس :

أبو الحسين الرازي سكن بغداد ومات بها ، كان مضطرب الأمر ، له كتاب نوادر كبير(٦) ، عنه أحمد بن مابنداد ،جش (٧) .

صه إلى قوله : كان مضطرب الأمر ، وفيها أبو الحسن(٨) . وكذا فيد (١٠) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٥.

(٣) الكافي ٨ : ٣٣٣ / ٥٢٠ و ٢ : ١٩٢ / ٦ ، إلاّ أنّ المذكور في كتاب الإيمان والكفر لا يدلّ على تشيّعه.

(٤) الكافي ١ : ٣٠٢ / ٣ و ٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦ ، وفيها : ابن الصيقل.

(٦) في نسخة « م » : النوادر.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٢ ، وفيه : مابنداذ.

(٨) الخلاصة : ٢٥٩ / ٣.

(١٠) رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥٢٠.

٣٣٦

وفيدي : ابن العبّاس(١) . وزادج : كوفي أو بغدادي(٢) .

وفيست : ابن العبّاس له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(٣) .

وفيلم : ابن العبّاس روى عنه البرقي(٤) .

أقول : في مشكا : ابن العبّاس أبو الحسن الرازي ، أحمد بن مابنداد عنه.

وابن العبّاس غير المذكور أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه(٥) ، انتهى فتأمّل.

٣٠٥١ ـ منصور بن محمّد بن عبد الله :

الخزاعي روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو الذي يقال لأخيه : سلمة بن محمّد أخي منصور ثقتان رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام صه (٦) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، أحمد بن المفضّل عنه به(٧) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد الثقة ، عنه أحمد بن المفضّل ، والحسن بن محمّد بن سماعة(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٢٣ / ٢٤.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٧ / ٢٧ ، وفيه زيادة : كانت داره بباب الكوفة ببغداد.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٣٠.

(٤) رجال الشيخ : ٥١٥ / ١٣١.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٦١. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ١٦٧ / ١.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٢ / ١٠٩٩.

(٨) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٦.

(٩) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٣٧

٣٠٥٢ ـ منصور بن المعتمر :

بتري ،قر (١) .

وزادصه : من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٢) .

وفيق : أبو غياث السلمي الكوفي تابعي(٣) .

٣٠٥٣ ـ منصور بن الوليد الصيقل :

قر (٤) ؛ وزادق : الكوفي يكنى أبا محمّد ، روى عنهما(٥) .

أقول : مضى عنتعق بعنوان منصور الصيقل(٦) .

٣٠٥٤ ـ منصور بن يونس بزرج :

أبو يحيى ، وقيل : أبو سعيد ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب ، عبيس عنه به ،جش (٧) .

وفيق : ابن يونس القرشي مولاهم ، يكنى أبا يحيى ، يقال له بزرج ، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام أيضاً(٨) .

وفيظم : واقفي(٩) .

وفيصه بعد ذكر كلاميجش وظم : والوجه عندي التوقف فيما يرويه والرد لقوله لوصف الشيخ له بالوقف. وقالكش عن حمدويه عن الحسن بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٣٧ / ٤٨.

(٢) الخلاصة : ٢٥٨ / ١.

(٣) رجال الشيخ : ٣١٢ / ٥٣٠ وفيه : عتاب ، غياث ( خ ل ).

(٤) رجال الشيخ : ١٣٨ / ٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٢ ، وفيه : روى عنهماعليهما‌السلام .

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠.

(٨) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٤.

(٩) رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٢١ ، وفيه قبل واقفي : له كتاب.

٣٣٨

موسى عن محمّد بن الأصبغ عن إبراهيم عن عثمان بن القاسم : إنّ منصور بن يونس بزرج جحد النص على الرضاعليه‌السلام لأموال كانت في يده(١) ، انتهى.

وفيكش بالسند المذكور عن عثمان بن القاسم قال : قال لي منصور بزرج : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام ودخلت عليه : يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي؟ قال : قلت : لا ، قال : صيّرت علياً ابني وصيّي والخلف من بعدي ، فادخل عليه فهنّئه بذلك وأعلمه إنّي أمرتك بهذا ، قال : فدخلت عليه فهنّأته بذلك وأعلمته أنّ أباه أمرني بذلك.

قال الحسن بن موسى : ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده فكسرها ، وكان منصور أدرك أبا عبد اللهعليه‌السلام (٢) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع وابن أبي عمير ، عنه(٣) .

وفيتعق : ذكر في العيون كما فيكش وفي آخره : ثمّ جحد(٤) ، بدون : قال الحسن بن موسى ، فلعلّ ما فيظم من قول الحسن. ويؤيدهُ عدم التعرض للوقف فيست ، وهو ظاهرجش أيضاً.

ومرّ في محمّد بن إسماعيل ما يظهر منه كونه من مشايخه ونباهة شأنه(٥) ،

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٨ / ٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٦٨ / ٧٨٣.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٨.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٢ / ٥.

(٥) نقلاً عن رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ ، وفيه : وقال أبو العبّاس بن سعيد في تأريخه : إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع سمع منصور بن يونس وحمّاد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن وهذه الطبقة كلّها.

٣٣٩

وقد أكثر ابن أبي عمير من الرواية عنه(١) ، ووصفه في إكمال الدين بصاحب الصادقعليه‌السلام (٢) ، فتأمّل.

وقوله : بزرج هو الظاهر وهو معرب بزرك ومرّ في ابنه أنّه بفتح الموحّدة(٣) (٤) .

أقول : في الوجيزة وقبله في الحاوي ذكره في الموثقين(٥) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن يونس الثقة الواقفي ، عنه عبيس ، وعلي بن حديد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وابن أبي عمير ، وعثمان بن القاسم(٦) .

٣٠٥٥ ـ منقذ بن الأنقع :

في وجيزتيح (٧) أي ممدوح ـ.

ولعلّ نسختي مغلطة ، تعق(٨) .

أقول : كذا علّم عليه في نسختي أيضاً(٩) .

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٦٧ / ١٩٦ وتفسير القمّي : ١ / ١٠٥ تفسير قوله تعالى :( إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ) آل عمران : ٦٨.

(٢) كمال الدين : ٥١٦ / ٤٥ ، وفيه : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن بزرج صاحب الصادقعليه‌السلام .

(٣) نقلاً عن إيضاح الاشتباه : ٢٨٢ / ٦٤٢ ترجمة محمّد بن منصور بن يونس إلاّ أنّه نقلاً عن الخلاصة : ١٥٩ / ١٣٣ أنّه بضمّ الباء.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٥) الوجيزة : ٣٢٧ / ١٩٣٥ والحاوي : ٢١١ / ١١٠١.

(٦) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) الوجيزة : ٣٢٧ / ١٩٣٦ ، وفيها : الأيقع.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٩) وأعلم أنّ سبب مدحه هو ما ذكره السيّد رضي الدين ابن طاوس في كتابه اليقين : ٦٥ الباب الثامن والثمانون بسنده عن حبة بنت رزيق عن بعض حشم الخليفة قالت : حدّثني زوجي منقذ بن الأبقع الأسدي أحد خواص عليعليه‌السلام ، وذكر حديثاً طويلاً فيه معجزة لأمير المؤمنينعليه‌السلام والحديث يدلّ على علو شأنه.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466