منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 295312 / تحميل: 5726
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

نيف وعشرين وسنّي إذ ذاك خمس سنين وأشهر(١) . فيظهر من هذا أنّ نسبته إلى جدّه لموت أبيه في صغره وتربيته إيّاه.

ومرّ في أحمد وسليمان بن الحسن(٢) ذكره(٣) (٤) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان بن الحسن بن الجهم الثقة ، عنه أبو غالب(٥) أحمد بن محمّد بن سليمان(٦) .

٢٦٥٨ ـ محمّد بن سليمان بن الحمراني :

أبو زكريّا ، يأتي في ترجمة الصدوق ما يومئ إلى كونه من مشايخ الشيخرحمه‌الله (٧) ،تعق (٨) .

٢٦٥٩ ـ محمّد بن سليمان بن رجاء :

الأنصاري ، مولاهم المدني ، أسند عنه ،ق (٩) .

__________________

(١) رسالة أبي غالب الزراري : ١٤٩ ، وفيها بدل في عشر المحرّم : في غرّة المحرّم.

(٢) في المصدر : ومرّ في أحمد بن محمّد بن سليمان وسليمان بن الحسن ، وهو الصواب.

(٣) ورد في ترجمة سليمان بن الحسن بن الجهم عن رسالة أبي غالب الزراري : ١٢٥ قوله : ومات سليمان في طريق مكّة. وكانت الكتب ترد بعد ذلك على جدّي محمّد بن سليمان إلى أن مات.

وفيها أيضاً : ١٢٦ : وكاتب الصاحب عليه‌السلام جدّي محمّد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٦.

(٥) في نسخة « ش » : أبو طالب.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٣٩.

(٧) نقلاً عن الفهرست : ١٥٦ / ٧٠٥ ، وفيه وفي التعليقة ورد : محمّد بن سليمان الحمراني.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٧.

(٩) رجال الشيخ : ٢٨٨ / ١٢١.

٦١

٢٦٦٠ ـ محمّد بن سليمان الزراري :

هو ابن سليمان بن الحسن.

٢٦٦١ ـ محمّد بن سليمان بن زكريّا :

الديلمي ، أبو عبد الله ، ضعيف في حديثه ، مرتفع في مذهبه ،صه (١) .

وفيتعق : هذا كلامغض كما في النقد(٢) (٣) .

أقول : يأتي ما فيه في ابن سليمان بن عبد الله(٤)

٢٦٦٢ ـ محمّد بن سليمان بن سويد :

الكلابي الجعفري ، أبو عمرو الكوفي ، أسند عنه ، مات سنة ثلاث وسبعين ومائة وهو ابن إحدى وستّين سنة ،ق (٥) .

٢٦٦٣ ـ محمّد بن سليمان بن عبد الله :

الأصفهاني الكوفي ، أسند عنه ،ق (٦) .

وتقدّم : ابن سليمان الأصفهاني(٧) .

٢٦٦٤ ـ محمّد بن سليمان بن عبد الله :

الديلمي ، ضعيف جدّاً ، لا يعوّل عليه في شي‌ء ،صه (٨) .

وزادجش : له كتاب ، أحمد بن محمّد عن أبيه عنه به(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٥.

(٢) نقد الرجال : ٣١٠ / ٣٩١ ، ترجمة محمّد بن سليمان بن عبد الله الديلمي.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٧.

(٤) فيه استظهار المصنِّف اتّحادهما وفاقاً للنقد : ٣١٠ / ٣٩١ والحاوي : ٣٢٢ / ١٩٧١.

(٥) رجال الشيخ : ٢٨٨ / ١٢٠.

(٦) رجال الشيخ : ٢٨٨ / ١٢٤.

(٧) عن رجال النجاشي : ٣٦٧ / ٩٩٤ والخلاصة : ١٥٩ / ١٣٧.

(٨) الخلاصة : ٢٥٥ / ٥٠.

(٩) رجال النجاشي : ٣٦٥ / ٩٨٧.

٦٢

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبى جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن متيل ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن محمّد بن سليمان.

وأخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(٤) .

أقول : الظاهر اتّحاد هذا مع الديلمي البصري المذكور عنجخ (٥) ، وابن سليمان بن زكريّا الديلمي المذكور عنصه (٦) ، وابن سليمان النصري الآتي(٧) ، وفاقاً للنقد(٨) والفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله (٩) ؛ وفي الوجيزة أيضاً لم يذكر إلاّ واحداً(١٠) .

وفيمشكا : ابن سليمان بن عبد الله الديلمي ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، وأبوه محمّد بن خالد ، وإبراهيم بن إسحاق النهاوندي(١) .

٢٦٦٥ ـ محمّد بن سليمان بن عمّار :

أبو عمارة (٢) ، مولى بني هاشم ، المدني ، أسند عنه ،ق (٣) .

٢٦٦٦ ـ محمّد بن سليمان النصري :

بالنون ، من أصحاب أبي الحسن الكاظمعليه‌السلام ، يرمى بالغلو ،صه (١١) ؛

__________________

(٤) الفهرست : ١٣١ / ٥٩١.

(٥) رجال الشيخ : ٣٥٩ / ١٠ و ٣٨٦ / ٢.

(٦) الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٥.

(٧) عن الخلاصة : ٢٥٠ / ٩ ورجال ابن داود : ٢٧٣ / ٤٥٣.

(٨) نقد الرجال : ٣١٠ / ٣٩١.

(٩) حاوي الأقوال : ٣٢٢ / ١٩٧١ و ١٩٧٢.

(١٠) الوجيزة : ٣٠٣ / ١٦٦٨.

(١) هداية المحدّثين : ٢٣٩.

(٢) أبو عمارة ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٨ / ١٢٣.

(١١) الخلاصة : ٢٥٠ / ٩.

٦٣

ونحوهد (١) .

أقول : مرّ ما فيه في الذي قبل قبله.

٢٦٦٧ ـ محمّد بن سليمان النوفلي :

في ترجمة هشام بن الحكم ما يظهر منه حسن حاله(٢) ؛ وروى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى(٣) ، وفيها أيضاً شهادة(٤) ،تعق (٥) .

٢٦٦٨ ـ محمّد بن سماعة بن موسى :

ابن رويد بن نشيط الحضرمي ، مولى عبد الجبّار بن وائل بن حجر ، أبو عبد الله ، والد الحسن وإبراهيم وجعفر ، وجدّ معلّى بن الحسن ، وكان ثقة في أصحابنا وجهاً ؛ له كتب ، أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن بن فتني(٦) ومحمّد بن المفضّل(٧) بن إبراهيم عنه بها ،جش : (٨) .

صه إلى قوله : وجهاً ، وفيها ترجمة الحروف ، وجدّ محمّد بن الحسن(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن سماعة بن موسى الحضرمي الثقة ، عنه أحمد ابن محمّد بن عبد الرحمن ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، ومحمّد بن‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ٢٧٣ / ٤٥٣.

(٢) نقلاً عن رجال الكشّي : ٢٦٢ / ٤٧٧.

(٣) التهذيب ٩ : ٢٠٣ / ٨٠٩ والاستبصار ٤ : ١٣٠ / ٤٩١ ، إلاّ أنّه لم يوصف فيها بالنوفلي.

(٤) أي شهادة على المدح.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٧.

(٦) في المصدر : فنتي.

(٧) في نسخة « ش » : الفضل.

(٨) رجال النجاشي : ٣٢٩ / ٨٩٠.

(٩) الخلاصة : ١٥٣ / ٧٩.

٦٤

المفضّل بن إبراهيم.

وحيث لا تمييز فالوقف ، لكن ذكر الشيخ محمّد الشهيدي(١) أنّه إذا وقع في السند محمّد بن سماعة يراد به الثقة الحضرمي(٢) .

٢٦٦٩ ـ محمّد بن سنان :

أبو جعفر الزاهري من ولد زاهر ، مولى عمرو بن الحمق الخزاعي ، وكان أبو عبد الله بن عيّاش يقول : حدّثنا أبو عيسى محمّد بن أحمد بن محمّد بن سنان قال : هو محمّد بن الحسن بن سنان مولى زاهر ، مات أبوه الحسن وهو طفل وكفله جدّه سنان فنسب إليه.

وقال أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد : إنّه روى عن الرضاعليه‌السلام ، قال : وله مسائل عنه معروفة ، وهو رجل ضعيف جدّاً لا يعوّل عليه ولا يلتفت إلى ما تفرّد به.

وقد ذكر أبو عمرو في رجاله قال : أبو الحسن علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : لا أُحلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان. وذكر أيضاً أنّه وجد بخطّ أبي عبد الله الشاذاني : إنّي سمعت القاضي(٣) يقول : إنّ عبد الله بن محمّد بن عيسى الملقّب بنان قال : كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل إذ دخل علينا محمّد بن سنان ، فقال صفوان : هذا ابن سنان لقد همّ أن يطير غير مرّة فقصصناه حتّى ثبت معنا. وهذا يدلّ على اضطراب كان وزال.

وقد صنّف كتباً ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بها. ومات‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : محمّد مشهدي.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٣٩.

(٣) في المصدر : العاصمي الأهوازيان.

٦٥

محمّد بن سنان سنة عشرين ومائتين ،جش : (١) .

وفيست : له كتب ، وقد طعن عليه وضعّف ، وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها ، وله كتاب النوادر ؛ وجميع ما رواه إلاّ ما كان فيها من تخليط أو غلو أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمّد ابن يحيى ، عن محمّد بن الحسين وأحمد بن محمّد ، عنه(٢) .

وفيظم : كوفي(٣) . وفيضا : ضعيف(٤) . وفيج : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (٥) .

وفيصه إلى قوله : فنسب إليه ؛ ثمّ قال : قد اختلف علماؤنا في شأنه ، فإنّ الشيخ المفيد قال : إنّه ثقة ، والشيخ الطوسي ضعّفه وكذاجش ، وغض قال : إنّه غال(٦) لا يلتفت إليه ، وروىكش : فيه قدحاً عظيماً وأثنى عليه أيضاً. والوجه عندي التوقّف فيما يرويه ؛ فإنّ الفضل بن شاذان قال في بعض كتبه : إنّ من الكذّابين المشهورين ابن سنان وليس بعبد الله ؛ ودفع أيّوب بن نوح إلى حمدويه دفتراً فيه أحاديث محمّد بن سنان فقال : إنْ شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا فإنّي كتبت عن محمّد بن سنان ولكنّي لا أروي لكم عنه(٧) شيئاً فإنّه قال قبل موته : كلّما حدّثتكم به لم يكن لي سماعاً ولا‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٢٨ / ٨٨٨.

(٢) الفهرست : ١٤٣ / ٦١٨ ، وذكر فيه طريقاً آخر.

(٣) رجال الشيخ : ٣٦١ / ٣٩.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨٦ / ٧.

(٥) رجال الشيخ : ٤٠٥ / ٣.

(٦) في المصدر : إنّه ضعيف غال.

(٧) في نسخة « ش » : فيه.

٦٦

رواية وإنّما وجدته ، ونقل عنه أشياء أُخر رديّة(١) .

وفيكش : ما نقلهصه وجش : (٢) .

وفيه أيضاً : علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : ردّوا أحاديث محمّد بن سنان عنّي(٣) ، وقال : لا أحلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان عنّي ما دمت حيّاً ، وأذن في الرواية بعد موته.

قال أبو عمرو : وقد روى عنه الفضل(٤) وأبوه ويونس ومحمّد بن عيسى العبيدي ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب والحسن والحسين ابنا سعيد(٥) وأيّوب بن نوح وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم(٦) .

وفيه أيضاً : عنه أي عن أبي عبد الله الشاذاني قال : سمعت أيضاً أي العاصمي قال : كنّا ندخل مسجد الكوفة وكان ينظر إلينا محمّد بن سنان ، وقال(٧) : من أراد من المضمئلاّت(٨) فإليّ ، ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ ، يعني صفوان بن يحيى(٩) .

وفيه : وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد : حدّثني محمّد بن عبد الله بن مهران عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ومحمّد بن سنان جميعاً قالا : كنّا‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥١ / ١٧ ، وفيها زيادة : ومات سنة عشرين ومائتين.

(٢) رجال الكشّي : ٥٠٦ / ٩٧٧ و ٩٧٩ و ٩٨١.

(٣) عنّي ، لم ترد في المصدر.

(٤) في نسخة « ش » : المفضّل.

(٥) في المصدر زيادة : الأهوازيان ابنا دندان ، وابنا دندان ( خ ل ).

(٦) رجال الكشّي : ٥٠٧ / ٩٨٠.

(٧) في المصدر : ويقول.

(٨) في المصدر : المعضلات.

(٩) رجال الكشّي : ٥٠٨ / ٩٨١.

٦٧

بمكّة وأبو الحسن الرضاعليه‌السلام بها ، فقلنا له : جعلنا الله فداك نحن خارجون وأنت مقيم فإن رأيت أن تكتب لنا إلى أبي جعفرعليه‌السلام كتاباً نلمّ به ، قال : فكتب إليه ، فقدمنا فقلنا لموفّق : أخرجه إلينا ، قال : فأخرجه إلينا وهو في صدر موفّق ، فأقبل يقرؤه ويطويه وينظر فيه ويتبسّم حتّى أتى على آخره يطويه من أعلاه وينشره من أسفله.

قال محمّد بن سنان : فلمّا فرغ من قراءته حرّك رجله وقال : ناج ناج فقال أحمد ، ثمّ قال ابن سنان : فطرسيّة فطرسيّة(١) .

وفيه أحاديث كثيرة تدلّ على مدحه وأُخر على قدحه ، والكلّ ضعاف(٢) .

وفيتعق : ضعّفه الشيخ أيضاً في الاستبصار(٣) ، وكذاجش : في ترجمة ميّاح(٤) ، وكذا المفيد في رسالته في الردّ على الصدوق(٥) ، لكنّه صرّح في الإرشاد بكونه من خاصّة الكاظمعليه‌السلام وثقاته وأهل العلم والورع والفقه من شيعته(٦) ، والشيخ جعله في الغيبة على ما يأتي في الخاتمة من الوكلاء والقوّام الّذين ما غيّروا وما بدّلوا وما خانوا أصلاً وماتوا على منهاجهم صلوات الله عليهم(٧) . وجش : نقل ضعفه عن ابن عقدة وكش : وردّه بقوله : وهذا يدلّ على اضطراب كان وزال ، مع أنّكش : أيضاً لم يطعن كما سنشير.

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٨٣ / ١٠٩٣.

(٢) انظر رجال الكشّي : ٥٠٧ / ٩٧٨ و ٩٨٢ ، ٥٨١ / ١٠٩٠ ١٠٩٢.

(٣) الاستبصار ٣ : ٢٢٤ / ٨١٠ وفي ذيل الحديث قال الشيخ : فأوّل ما في هذا الخبر أنّه لم يروه غير محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر ، ومحمّد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدّاً ، وما يختص بروايته ولا يشاركه فيه غيره لا يعمل عليه.

(٤) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٤٠ ، حيث ضعّف طريقه إليه بمحمّد بن سنان.

(٥) الرسالة العددية : ٢٠ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ـ : ٩.

(٦) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

(٧) انظر كتاب الغيبة : ٣٤٨ / ٣٠٤.

٦٨

والعلاّمة صرّح في المختلف في كتاب الرضاع بصحّة رواية الفضيل بن يسار وقال : لا يقال : في طريقها محمّد بن سنان وفيه قول ، لأنّا نقول : بيّنا رجحان العمل برواية محمّد بن سنان ، وقد بيّنا ذلك في كتاب الرجال(١) . والظاهر أنّه في غيرصه .

وفي الوجيزة : معتمد عليه عندي(٢) .

وقال جدّي العلاّمة المجلسي : وثّقه المفيد وضعّفه الباقون ونسبوه إلى الغلو ، ولا نجد في أخباره غلوّاً أصلاً ، بل يظهر منها كونه من أصحاب الأسرار ، ولو كان كذلك لكان اللازم على الشيخ لا أقلّ أن لا يروي عنه مع أنّ كتبه مشحونة من أخباره ، ولو لم يجز نقل خبره كيف يجوز بعد وفاة الفضل؟! وما يرد عليه كثير(٣) ، انتهى.

قلت : اذن الفضل في الرواية(٤) عنه بعد موته يدلّ على صحّة رواياته عنده وأنّ المنع في حال الحياة لمانع آخر ، والظاهر أنّه كان يتّقي من الجهّال والمعادين لمحمّد ، ولعلّه لما في أخباره من أُمور لا يفهمونها ولا يتحمّلونها كما يشير إليه قول محمّد : من أراد من المضمئلاّت أي الدواهي المشكلات فإليّ. وأيّوب كما رأيت اعتذر بأنّ أخباره بعنوان الوجادة ، وغير خفيّ أنّ الوجادة لا ضرر فيها أصلاً ، نعم يظهر من كثير من القدماء المنع وإن كان الظاهر من غيرهم العدم ، ولذا أجمعت الثقات الأجلّة على الرواية عنه من دون منع منهم عن رواياتهم عنهم بعد وفاتهم ، ولذا‌

__________________

(١) مختلف الشيعة حجري ـ : ٥١٨.

(٢) الوجيزة : ٣٠٣ / ١٦٧٠.

(٣) روضة المتّقين : ١٤ / ٢٩ و ٣٤.

(٤) في نسخة « ش » : بالرواية.

٦٩

رواها عنهم جماعة بعد جماعة(١) حتّى وصلت إلى المحمّدين الثلاثة رضي الله عنهم ومعاصريهم ، وكتبهم مشحونة منها من دون طعن منهم ، نعم ربما يطعن بعضهم لوجود معارض أقوى من باب الترجيحات الاجتهاديّة ؛ فظهر أنّ قول الفضل بن شاذان إنّه من الكذّابين المشهورين(٢) ، ليس على ظاهره عنده ، ولعلّ مراده أنّه كذلك على المشهور ؛ وقولكش : وقد روى عنه الفضل. إلى قوله : وغيرهم من العدول والثقات وأهل العلم(٣) ، يشير إلى أنّه غير راضٍ بالطعن ، بل هذا يدلّ على وثاقته ، ويعضده إكثار المشايخ من الرواية عنه ، وكون رواياته سديدة مقبولة مفتى بها متلقّاة بالقبول ، مع أنّ الأخبار المرويّة عنه في الكافي وتوحيد ابن بابويه وغيرهما الدالّة على عدم غلوّه وصحّة عقيدته من الكثرة بمكان(٤) .

أقول : إنّ الناس في أمثال هذه الأزمان بَنَوا أمرهم على تقديم الجرح على التعديل بناء على اعتلالهم العليل ، سيّما إذا طرق إسماعهم لفظ الشهرة ، فضعّفوا جملة من الأخبار وأسقطوا كثيراً من الأخبار عن درجة الاعتبار ، وأنت إذا أمعنت النظر تجد الشهرة المدّعاة هنا لا أصل لها أصلاً ولا حقيقة لها مطلقاً ، أليس أساطين هذا الفنّ الشيخ والنجاشي والمفيد والكشّي والعلاّمة والفضل بن شاذان وهؤلاء بأجمعهم كلماتهم فيه مختلفة ، فأمّا الشيخ فبعد تضعيفه فيضا (٥) شهد بفضله وجلالته في الغيبة(٦) ،

__________________

(١) بعد جماعة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) رجال الكشّي : ٥٠٧ / ٩٧٩.

(٣) رجال الكشّي : ٥٠٧ / ٩٨٠.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٧.

(٥) رجال الشيخ : ٣٨٦ / ٧.

(٦) الغيبة : ٣٤٨ / ٣٠٣.

٧٠

والمفيد أيضاً رأيت تعارض قوليه فيه مع أنّ النقل المشهور عنه فيه التوثيق وهو يعطي رجوعه عن التضعيف ، وكش : عادته نقل الأخبار والروايات الواردة في الرواة ومع ذلك رأيته بعد نقل كلام الفضل بن شاذان يقول : وقد روى عنه الفضل بن شاذان وأبوه. إلى قوله : من العدول والثقات ، وما ذاك إلاّ تعريض به وعدم ارتضاء منه بكلامه(١) ، وسيأتي(٢) أيضاً ما يدلّ عليه فانتظر ، والفضل بن شاذان وجدته يروي عنه ، وإذنه في الرواية عنه بعد موته دون أيّام حياته لا يدلّ على عدم صحّة رواياته عنده وإلاّ لدلّ على القدح في الفضل بن شاذان.

وقال في الفوائد النجفيّة في جملة كلام له في المقام : قد سألت في حداثة سنّي بعض مشايخي عن ذلك فلم يأت بمقنع ، وظنّي أنّ السبب في المنع عن الرواية حال الحياة والإذن بعد موته أنّ محمّد بن سنان عند الفضل ثقة أو في نفس الأمر وإن كان في زعم الناس من المجروحين ، وقد وثّقه المفيد وجماعة ، منهم السيّد السعيد رضي الدين ابن طاوسرحمه‌الله (٣) فالرواية عنه جائزة لذلك ، أو لعلم الفضل أنّ ما أخذه عنه صحيح في الواقع لقرائن ، أو لأنّ الرواية عن الفاسق جائزة إذا احتمل الصدق ولا سيّما إذا كان راجحاً.

وبالجملة : فالّذي يظهر أنّ سبب المنع كان خوفاً دنيويّاً لا احتياطاً دينيّاً ، انتهى.

وكلام أيّوب بن نوح ينادي ببراءة ساحته وصحّة روايته لما رأيت من‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : لكلامه.

(٢) في نسخة « م » : ويأتي.

(٣) فلاح السائل : ١٢.

٧١

إذنه في الأخذ منه والرواية عنه ، وقوله : لا أروي لكم عنه شيئاً(١) ، عرفت أنّه عن اجتهاد ومجرّد رأي ؛ وأمّا قول الفضل بن شاذان : إنّه من الكذّابين المشهورين ، كأبي سمينة وأبي الخطّاب ، فممّا يقضي العجب العجاب ، إذ ليت شعري كيف يخفى حال رجل مشهور بالكذب معروف بالفسق على كافّة معاصريه وجملة معاشريه سيّما أهل العلم والفضل والورع منهم بحيث يكثرون من النقل منه والرواية عنه؟! فإذا رأيناهم يروون عنه ويأخذون منه من غير مبالاة بقول الفضل بن شاذان مع امتناعهم الشديد وإبائهم الأكيد من الرواية عن أشباه أبي سمينة وأبي الخطّاب يحصل لنا القطع بأنّ ما قاله الفضل ليس على حقيقته.

وللسيّد السعيد رضي الدين ابن طاوسرحمه‌الله كلام في محمّد هذا وأشباهه ، محصّله : أنّ جلالة قدرهم وشدّة اختصاصهم بأهل العصمة سلام الله عليهم هو الّذي أوجب انحطاط منزلتهم عند الشيعة ، لأنّهمعليهم‌السلام لشدّة اختصاصهم بهم أطلعوهم على الأسرار المصونة عن الأغيار وخاطبوهم بما لا تحتمله أكثر الشيعة ، فنسبوا إلى الغلو وارتفاع القول وما شاكلهما ، انتهى.

وقال شيخنا الشيخ سليمان بعد نقل هذا الكلام : وهو قريب.

وقال السيّد المذكوررضي‌الله‌عنه في موضع آخر : إنّي لأعجب ممّن ذمّ أليسوا رأوا أخبار مدحه عن الأئمّة الثلاثةعليهم‌السلام ؟! وذكر أنّه يكون بعض الأشياء من بعض المعاصرين مع بعضهم ، فإنّ الفضل بن شاذان ذكر أن لا ترووا أحاديث محمّد بن سنان عنّي ما دمت حيّاً وارووها بعد موتي ، فلا تعجل في ذمّ من ذمّوا ، ورواية الثقات العدول عنه تدلّ على ذلك ، انتهى(٢) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٠٦ / ٩٧٧.

(٢) قال السيّد رضي الدين ابن طاوس : أقول : وسمعت من يذكر طعناً على محمّد

٧٢

وقال الفاضل عبد النبي الجزائري بعد نقل قولكش : وقد روى عنه‌

__________________

ابن سنان لعلّه لم يقف على تزكيته والثناء عليه وكذلك يحتمل أكثر الطعون.

فقال شيخنا المعظّم المأمون المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان في كتاب كمال شهر رمضان ما هذا لفظه : [ وهذا الحديث شاذ نادر غير معتمد عليه ، طريقه محمّد ابن سنان وهو مطعون فيه ، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه ، وما كان هذا سبيله لم يعمل عليه في الدين ].

على أنّ المشهور عن السادة عليهم‌السلام من الوصف لهذا الرجل خلاف ما به شيخنا أتاه ووصفه ، والظاهر من القول ضد ما له به ذكر ، كقول أبي جعفر عليه‌السلام كما رواه القمّي قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام في آخر عمره فسمعته يقول : جزى الله محمّد بن سنان عنّي خيراً فقد وفى لي.

وكقوله عليه‌السلام فيما رواه علي بن الحسين بن داود قال : سمعنا أبا جعفر عليه‌السلام يذكر محمّد بن سنان بخير ويقول : رضي‌الله‌عنه برضائي عنه ، فما خالفني ولا خالف أبي قط.

هذا مع جلالته في الشيعة وعلوّ شأنه ورئاسته وعظم قدره ، ولقائه من الأئمّة عليهم‌السلام ثلاثة وروايته عنهم وكونه بالمحل الرفيع منهم أبو إبراهيم موسى بن جعفر وأبو الحسن علي بن موسى وأبو جعفر محمّد بن علي عليهم أفضل السلام ، ومع معجزة أبي جعفر عليه‌السلام الّذي أظهرها الله تعالى وآيته الّتي أكرمه بها فيما رواه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب أنّ محمّد بن سنان كان ضرير البصر فتمسّح بأبي جعفر الثاني عليه‌السلام فعاد إليه بصره بعد ما كان افتقده.

أقول : فمن جملة إخطار الطعون على الأخيار أن يقف الإنسان على طعن ولم يستوف النظر في أخبار المطعون عليه كما ذكرناه عن محمّد بن سنان رحمة الله عليه ، فلا يعجل طاعن في شي‌ء ممّا أشرنا إليه أو يقف من كتبنا عليه ، فلعلّ لنا عذراً ما اطلع الطاعن عليه.

أقول : ورويت بإسنادي إلى هارون بن موسى التلعكبري رحمه‌الله بإسناده الّذي ذكره في أواخر الجزء السادس من كتاب عبد الله بن حمّاد الأنصاري ما هذا لفظه : أبو محمّد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي قال : قلت لأحمد بن هليل الكرخي أخبرني عما يقال في محمّد بن سنان من أمر الغلو فقال : معاذ الله هو والله علّمني الطهور وحبس العيال وكان متقشّفاً متعبّداً ، انتهى. فلاح السائل : ١٢.

٧٣

الفضل إلى آخره : لا ريب أنّ هذا ممّا يؤنس بحاله إلاّ أنّ المشهور خلافه ونقل مثل هؤلاء عنه يفيد حالاً يعتدّ به كما لا يخفى(١) انتهى. وقد عرفت حال الشهرة المدّعاة.

وقال شيخنا الشيخ سليمان بعد نقل قولكش : المذكور : وهو يدلّ بحسب الظاهر ، على أنّ رواية الأجلاّء عن شخص تدلّ على جلالته ولذا عدّه بعضهم من القرائن المقوّية على انتفاء الفسق عن المروي ، انتهى.

وفي الرواشح : والشيخ الكشّي في كتابه بعد ما روى جملة ممّا يوجب القدح والغمز في محمّد بن سنان أثنى عليه فأردف تلك الجملة بما هذه صورة عبارته : قال أبو عمرو وقد روى عنه. ثمّ نقل عبارةكش : المتقدّمة ثمّ قال : فجعل رواية الثقات عنه في قوّة مدحه وتوثيقه والثناء عليه(٢) ، انتهى فتدبّر.

بقي الكلام في تضعيف النجاشي والعلاّمة رحمهما الله ، فأمّا العلاّمة فإنّه وإن توقّف فيه فيصه لكنّك رأيت رجوعه عنه ووقفت على ما قاله في المختلف(٣) وهو آخر كتبه ، فاذن يكون محمّد بن سنان عند العلاّمة معتمداً والعمل بروايته عنده راجحاً ؛ وأمّاجش : فظاهره أيضاً التأمّل في ضعفه ، فإنك رأيت بعد نقل كلام ابن عقدة وكش : صرّح بأنّ هذا يدلّ على‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٣٢٢ / ١٩٧٣.

(٢) الرواشح السماويّة : ١٧٨ إلاّ أنّه يظهر من الراشحة السادسة والعشرون جرحه لمحمّد بن سنان حيث قال : ربما وقع في بعض الظنون أنّه حيث ما يقع في السند ابن سنان متوسّطاً بين أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي وبين إسماعيل بن جابر فهو محمّد الأشهر جرحه وتوهينه لا عبد الله المتّفق على ثقته وجلالته ، الرواشح السماويّة : ٨٨.

(٣) مختلف الشيعة : ٥١٨.

٧٤

اضطراب كان وزال ، وإذا تطرّق القدح إلى القدح سلم ما ورد فيه من المدح ، نحو ما رواه أبو طالب القمّي الثقة الجليل من قول أبي جعفرعليه‌السلام : جزى الله صفوان بن يحيى ومحمّد بن سنان وزكريّا بن آدم وسعد بن سعد عنّي خيراً فقد وفوا لي(١) ، ومضى في سعد بن سعد والسند في غاية الصحّة ، فإنّكش : رواه عن أصحابنا عنه ، والإضافة تفيد العموم المقتضي لدخول الثقة فيهم لا محالة ، فتدبّر ، وكذا يسلم مدحطس له.

مضافاً إلى ما قاله العلاّمة المجلسيرحمه‌الله وقبله والده التقي بل وشيخنا الشيخ سليمان والفاضل عبد النبي الجزائري أيضاً ، فالحقّ الحقيق بالاتباع وإن كان قليل الأتباع أنّ الرجل من أقران صفوان وزكريّا وسعد كما جعله الإمامعليه‌السلام .

وقول صفوان : أراد أن يطير فقصصناه حتّى ثبت معنا شهادة قاطعة منه في حقّه ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن سنان المختلف في توثيقه عنه محمّد بن أبي الصهبان ، ومحمّد بن أبي الخطّاب ، وأحمد بن محمّد بن عيسى بواسطة وبغير واسطة ، ومحمّد بن علي الصيرفي أبو سمينة ، والحسن بن شمّون ، والفضل بن شاذان ، وأبوه ، وأيّوب بن نوح ، والحسن بن موسى ، ويونس ابن عبد الرحمن ، ومحمّد بن عيسى العبيدي ، والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ، والحسن بن شعيب ، ومحمّد بن مرزبان ، وحمزة بن يعلى ، ومحمّد بن خالد البرقي ، وموسى بن القاسم ، ومرزبان ، وعلي بن الحكم ، والحسن بن محبوب على ندرة(٢) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٠٣ / ٩٦٤.

(٢) التهذيب ١ : ٢٩٨ / ٨٧٣ و ٤٥٧ / ١٤٩٢.

٧٥

قال في المنتقى : لشدّة ندوره لا تعقل إرادته من الإطلاق خصوصاً إذا روى عن أبان بن تغلب فإنّ محمّداً ليس من طبقته(١) .

ووقع في التهذيب رواية محمّد بن يحيى عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام (٢) (٣) .

٢٦٧٠ ـ محمّد بن سوقة :

ثقة ،صه (٤) . ومرّ في أخيه حفص(٥) .

وفيقب : ثقة مرضي(٦) .

٢٦٧١ ـ محمّد بن سهل بن اليسع :

روى عن الرضا وأبي جعفرعليهما‌السلام ، له كتاب يرويه جماعة ، أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عنه به ،جش : (٧) .

وفيست : له مسائل عن الرضاعليه‌السلام ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عنه(٨) .

وفيتعق : قال خالي عند ذكر طريق الصدوق إليه : مجهول على المشهور ، وقيل : ممدوح ، وهو الأقوى(٩) ، انتهى.

__________________

(١) منتقى الجمان : ١ / ٢٩٣.

(٢) التهذيب ٦ : ٣٧١ / ١٠٧٤.

(٣) هداية المحدّثين : ١٤١.

(٤) الخلاصة : ١٦٤ / ١٨٣.

(٥) أي مرّ التوثيق في أخيه حفص عن رجال النجاشي : ١٣٥ / ٣٤٨.

(٦) تقريب التهذيب ٢ : ١٦٨ / ٢٩٠.

(٧) رجال النجاشي : ٣٦٧ / ٩٩٦.

(٨) الفهرست : ١٤٧ / ٦٢٩.

(٩) الوجيزة : ٤٠٠ / ٣٠٦.

٧٦

وقولجش : يروي كتابه جماعة ، يشير إلى الاعتماد ، سيّما وأنْ يكونوا من القمّيّين كما هو الظاهر ومنهم أحمد بن محمّد بن عيسى ، بل ربما يظهر من هذا عدالته(١) .

أقول : فيمشكا : ابن سهل بن اليسع ، أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عنه تارة وأُخرى بغير واسطة أبيه كما في مشيخة الفقيه(٢) .

وفيه : روى موسى بن القاسم البجلي عن صفوان بن يحيى ومحمّد ابن سهل إلى آخره(٣) .

وهو عن الرضا وأبي جعفرعليهما‌السلام .

والظاهر عند الإطلاق هو ، لأنّه لم يعرف لغيره أصل ولا كتاب(٤) .

٢٦٧٢ ـ محمّد بن شاذان النيسابوري :

ذكرهطس في ربيع الشيعة والطبرسي في إعلام الورى من وكلاء الناحية(٥) .

وفيتعق : ذكر الصدوق من وكلاء القائمعليه‌السلام الّذين رأوه ووقفوا على معجزته محمّد بن شاذان(٦) . ويحتمل أنْ يكون هذا ابن أحمد بن نعيم أبو عبد الله الشاذاني المعروف(٧) .

أقول : سبق فيه ما ينبغي أنْ يلاحظ.

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٠.

(٢) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٠٩.

(٣) الفقيه ١ : ٣٥٠ / ١٥٤٦.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٤٠.

(٥) إعلام الورى : ٤٩٩.

(٦) إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٠.

٧٧

٢٦٧٣ ـ محمّد بن شجاع المروزي :

أسند عنه ،ق (١) .

٢٦٧٤ ـ محمّد بن شريح الحضرمي :

أبو عبد الله ، ثقة ،صه (٢) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، بكّار بن أبي بكر الحضرمي عنه به(٣) .

وفيست : عنه ابن نهيك(٤) .

وفيه أيضاً : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن ابن سماعة ، عنه(٥) .

وفيقر : ابن شريح الحضرمي يكنّى أبا بكر(٦) .

وفيق : ابن شريح الحضرمي أسند عنه(٧) .

ويحتمل اتّحاد الكلّ وأنْ بَعُد.

قلت : جزم بالاتّحاد في المجمع(٨) ، وفي الحاوي ذكر المذكور(٩) عنصه وجش : وست وق في ترجمة واحدة ولم يذكر ما فيقر (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٩١ / ١٧٦.

(٢) الخلاصة : ١٥٩ / ١٣٤ ، وفيها زيادة : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٣) رجال النجاشي : ٣٦٦ / ٩٩١.

(٤) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦٦.

(٥) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦٢.

(٦) رجال الشيخ : ١٣٥ / ٨.

(٧) رجال الشيخ : ٢٩١ / ١٧١.

(٨) مجمع الرجال : ٥ / ٢٣٤.

(٩) في نسخة « ش » : المذكورين.

(١٠) حاوي الأقوال : ١٣٨ / ٥٣٤.

٧٨

وفيمشكا : ابن شريح الثقة ، عنه ابن نهيك ، وبكّار بن أبي بكر ، وابن سماعة(١) .

٢٦٧٥ ـ محمّد بن شعيب :

ضا (٢) . وفيتعق : الظاهر أنّه الّذي يروي عنه ابن أبي عمير(٣) (٤) .

٢٦٧٦ ـ محمّد بن شهاب الزهري :

عدوّ ، ين(٥) . وزادصه : من أصحاب علي بن الحسينعليه‌السلام (٦) .

وفيق : ابن مسلم(٧) ، كما يأتي.

وفيتعق : في النقد : لم أجد فيجخ إلاّ كما نقلنا(٨) . يعني بعنوان محمّد بن مسلم ، انتهى.

وروى الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزّاز في كتابه الكفاية رواية تدلّ على تشيّعه ، وروى عنه النصّ على كون الأئمّة اثني عشر عن علي ابن الحسينعليه‌السلام ، وأنّ المهديعليه‌السلام سابع أولاد ابنه محمّد بن علىعليه‌السلام (٩) ، إلاّ أنّطس في ترجمة عبد الله بن العبّاس قال : سفيان بن سعيد والزهري عدوّان متّهمان(١٠) ، انتهى.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٤٢.

(٢) رجال الشيخ : ٣٩٢ / ٦٩.

(٣) روى عنه ابن أبي عمير كما في إكمال الدين : ١ / ٧٢.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٠.

(٥) رجال الشيخ : ١٠١ / ٥.

(٦) الخلاصة : ٢٥٠ / ٢.

(٧) رجال الشيخ : ٢٩٩ / ٣١٦.

(٨) نقد الرجال : ٣١٢ / ٤١٩.

(٩) كفاية الأثر : ٢٤١ ، روى الرواية المذكورة عن الزهري.

(١٠) التحرير الطاووسي : ٣١٥ / ٢١٣.

٧٩

ولعلّه ابن مسلم الزهري الآتي عنق (١) ، ويظهر من المصنّف في الألقاب(٢) .

أقول : لا ريب في أنّه هو وشهاب جدّه كما يأتي ، وقد صرّح في أسانيد الفقيه بأنّ الزهري اسمه محمّد بن مسلم بن شهاب(٣) .

وأمّا نصبه وعداوته فممّا لا ريب فيه ، وقد ذكره الفاضل عبد النبي الجزائري وقبله العلاّمة في قسم الضعفاء(٤) ، ولم يذكره في الوجيزة أصلاً.

وما استدلّ به سلّمه الله على تشيّعه ليس بشي‌ء ، لأنّ جماعة من علماء العامّة رووا النصّ على كون الأئمّة اثني عشر ، وأنّ الحسينعليه‌السلام إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم ، وعمدة أدلة الإماميّة على حقيقة مذهبهم وبطلان مذهب مخالفيهم هي الأحاديث الّتي ترويها مخالفوهم في كتبهم ، ( مع أنّ الكتاب المذكور موضوعه نقل الأحاديث الواردة من طرقهم في إمامة الأئمّة ، فهذا أيضاً ممّا يدلّ على كونه عامّياً )(٥) .

وفي شرح النهج لابن أبي الحديد : كان الزهري من المنحرفين عنه يعني عليّاً ـعليه‌السلام ، روى جرير بن عبد الحميد عن محمّد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليّاًعليه‌السلام فنالا منه ، فبلغ ذلك علي بن الحسينعليه‌السلام فجاء حتّى وقف عليهما فقال : أمّا أنت يا عروة فإنّ أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٩٩ / ٣١٦.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠١.

(٣) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٨٢.

(٤) حاوي الأقوال : ٣٢٣ / ١٩٧٤ ، الخلاصة : ٢٥٠ / ٢.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى، يقتل ولمـّا بلغه أن ابن أبي داود تكلّم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلّم على تصحيح الحديث.

قلت: رأيت مجلداً في طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له لكثرة تلك الطرق.

قال ابن كامل: توفي ابن جرير سنة ٣١٠ »(١). .

٥ - اليافعي: « الحبر البحر الإِمام، أحد الأعلام، صاحب التفسير الكبير والتاريخ الشهير، والمصنفات العديدة والأوصاف الحميدة، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري. كان مجتهداً لا يقلّد أحداً. قال إمام الأئمة المعروف بابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمّد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة. وقال الفقيه الإِمام مفتي الأنام أبو حامد الإِسفرائيني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصّل تفسير محمّد بن جرير لم يكن كثيراً.

قلت: وناهيك بهذا الثناء العظيم والمدح الكريم من هذين الإِمامين الجليلين البارعين النبيلين...

وكان ثقةً في نقله وتاريخه، قيل: تاريخه أصح التواريخ وأثبتها. وذكره الشيخ أبو إسحاق في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين »(٢). .

٦ - السبكي: « الإِمام الجليل، المجتهد المطلق، أبو جعفر الطبري، من أهل طبرستان، أحد أئمة الدنيا علماً وديناً قال الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة، يحكم بقوله وذكر أن أبا العباس ابن شريح كان يقول: محمد ابن جرير الطبري فقيه العالَم وقال حسنك بن علي النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال: كتبت عن محمّد بن جرير؟ قلت: لا. قال: ولم؟ قلت: لأنّه كان لا يظهر وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه. فقال: بئسما

__________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٧١٠.

(٢). مرآة الجنان - حوادث ٣١٠.

١٢١

فعلت، ليتك لم تكتب عن كلّ من كتبت عنهم وسمعت منه!

قلت: لم يكن عدم ظهوره ناشئاً عن أنه منع

قال الفرغاني: كان محمّد بن جرير ممن لا تأخذه في الله لومه لائم، مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد. فأمّا أهل العلم والدين فغير منكرين، على علمه وزهده في الدنيا ورفضه لها، وقناعته بما كان يرد عليه من حصّة خلّفها أبوه بطبرستان يسيرة

وقال ابن كامل: توفي عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة ٣١٠ »(١). .

وبمثل ذلك ترجم له غير من ذكرناه، حيث وصفوه بتلك الأوصاف الجليلة، ونقلوا في حقّه كلمات الأعلام ومشاهير الأئمة فلاحظ حوادث سنة ٣١٠ من ( روضة المناظر ) و ( تتمة المختصر ).

وراجع ترجمته في ( طبقات الحفاظ ) و ( طبقات المفسرين ).

وانظر ما ذكره بترجمته شرّاح الحديث، كالمناوي والزرقاني والخفاجي في ( فيض القدير ) و ( شرح المواهب اللدنيّة ) و ( نسيم الرياض )

(٩)

رواية خيثمة بن سليمان

و رواه الحافظ الكبير أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، من كتابه ( فضائل الصحابة ) حيث قال:

« ثنا أحمد، ثنا حازم، أنبأ عبيدة بن موسى، ثنا يوسف بن صهيب » عن دكين، عن وهيب بن حمزة عن بريدة قال: سافرت مع علي من المدينة إلى

__________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ١٣٥.

١٢٢

مكة، فرأيت منه جفوةً فقلت: لئن رجعت فلقيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لأنالنَّ منه. قال: فرجعت فلقيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم فذكرت عليا فنلت منه. فقال لي رسول الله: لا تقولنَّ لعليّ فإنَّ عليّاً وليّكم بعدي »(١). .

ترجمة خيثمة بن سليمان

١ - السمعاني: « أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، من الأئمة الثقات، المشهورين بالرحلة والكثرة عن أهل العراق واليمن والحجاز، سمع محمد بن عيسى بن حيان المدائني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وطبقتهما. روى عنه: أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن مندة الحافظ. وتوفي في حدود سنة ٣٥٠ »(٢). .

٢ - الذهبي: « خيثمة بن سليمان بن حيدرة، الإمام، محدّث الشام، أبو الحسن القرشي الأطرابلسي، أحد الثقات قال الخطيب: خيثمة ثقة، قد جمع فضائل الصحابة »(٣). .

٣ - الذهبي أيضاً: « خيثمة الإِمام الثقة المعمّر، محدّث الشام قال أبو بكر الخطيب: خيثمة ثقة ثقة، قد جمع فضائل الصّحابة »(٤). .

٤ - الزّرقاني: « الإمام الحافظ أبو الحسن القرشي الطرابلسي، أحد الثقات الرّحالة، جمع فضائل الصحابة »(٥). .

__________________

(١). فضائل الصحابة - مخطوط

(٢). الأنساب ١ / ٣٠٣.

(٣). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٥٨.

(٤). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤١٢.

(٥). شرح المواهب اللدنيّة ١ / ٢٤٤.

١٢٣

(١٠)

رواية أبي حاتم ابن حبّان البستي

ورواه أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي في ( صحيحه )، فقد رواه عنه الحافظ محبّ الدين الطّبري، والعلّامة إبراهيم بن عبد الله اليمني الوصابي قال الأول:

« عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله فأقبل إليه رسول الله والغضب يعرف في وجهه فقال. ما تريدون من علي؟ ثلاثا، إنّ عليّا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

خرّجه الترمذي وقال حسن غريب. وأبو حاتم. و خرجه أحمد وقال فيه: فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغيّر وجهه فقال: دعوا عليّاً، دعوا علياً، علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١). .

وقال الثاني بعد روايته كذلك عن عمران بن حصين:

« أخرجه الترمذي وابن حبّان في صحيحه، وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده وقال فيه: فأقبل »(٢). .

أقول: وهذا نصّ روايته في ( صحيحه ):

« أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية واستعمل عليهم عليّا، قال: فمضى علي في السرية فأصاب جارية، فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول

__________________

(١). الرياض النضرة ٣ / ١٢٩.

(٢). أسنى المطالب - مخطوط.

١٢٤

الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي - ثلاثاً -؟ إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي»(١). .

فابن حبّان أخرج هذا الحديث وصحّحه.

ترجمة ابن حبّان

وهذه نبذة من كلمات القوم في الثناء عليه باختصار:

١ - ابن ماكولا: « حافظ جليل كثير التصانيف كان من الحفّاظ الأثبات توفي في سنة ٣٥٤ »(٢). .

٢ - السمعاني: « أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبان التميمي البستي، إمام عصره، صنّف تصانيف لم يسبق إلى مثلها سمع منه: أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله بن البيّع الحافظان، وغيرهما. وذكره الحاكم أبو عبد الله فقال: أبو حاتم البستي القاضي: كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ، وكان

__________________

(١). الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٣٧٣.

(٢). الإكمال في أسماء الرجال ٢ / ٣١٦.

١٢٥

من عقلاء الرجال، صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه »(١). .

« كان إماماً فاضلاً مكثراً من الحديث والرحلة والشيوخ، عالما بالمتون والأسانيد، أخرج من معاني الحديث ما عجز عنه غيره، ومن تأمّل تصانيفه وطالعها علم أن الرجل كان بحراً في العلوم »(٢). .

٣ - الذهبي: « العلّامة أبو حاتم محمّد بن حبان الحافظ صاحب التصانيف وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغيره ذلك، حتّى الطب والنجوم والكلام »(٣). .

٤ - اليافعي: « العلّامة الجهبذ الحافظ وصاحب التصانيف. وكان من أوعية العلم »(٤). .

٥ - السبكي: « الحافظ الجليل الإمام صاحب التصانيف قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدين وحفّاظ الآثار وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللّغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال وقال الخطيب: كان ثقة نبيلاً فهماً. وقال ابن السمعاني: كان أبو حاتم إمام عصره »(٥).

وكذلك تجد الكلمات الأخرى في حقّه، وفيما ذكرناه كفاية.

كلمة بشأن صحيح ابن حبان

وأمّا صحيح ابن حبّان، فقد نصّ على اعتباره غير واحدٍ منهم، قال النووي:

__________________

(١). الأنساب - البستي ٢ / ٢٠٩.

(٢). الأنساب - الحباني ٤ / ٣٩.

(٣). العبر - حوادث: ٣٥٤.

(٤). مرآة الجنان - حوادث: ٣٥٤.

(٥). طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ١٤١.

١٢٦

« الصحيح أقسام، أعلاها ما اتّفق عليه البخاري ومسلم، ثمّ ما انفرد به البخاري، ثمّ مسلم، ثمّ ما على شروطهما، ثمّ على شرط البخاري، ثمّ مسلم، ثمّ صحيح غيرهما ».

قال شارحه السّيوطي: « التنبيه الثاني: قد علم ممّا تقدّم أن أصحّ من صنّف في الصحيح ابن خزيمة، ثم ابن حبان، ثم الحاكم، فينبغي أنْ يقال: أصحّها بعد مسلم ما اتّفق عليه الثلاثة، ثم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ثمّ ابن حبان والحاكم، ثم ابن خزيمة فقط، ثم ابن حبان فقط، ثم الحاكم فقط، إن يكن الحديث على شرط أحد الشيخين. ولم أر من تعرّض لذلك. فليتأمّل »(١) .

فالحمد لله على ثبوت صحة الحديث من صنيع ابن حبّان، مع أنه قد بلغ من التعصّب والإنحراف إلى أن أطال لسان الطعن على الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، كما في الميزان للذهبي وغيره من مصنفات الأعيان، ولكن مع ذلك التعصّب لم يمكنه أنْ ينبس ببنت شفةٍ في هذا الحديث الشريف بل أدخله في صحيحه

(١١)

رواية الطبراني

ورواه الحافظ الطبراني كما جاء في رواية محمّد صدر عالم حيث قال:

« أخرج ابن أبي شيبة عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج الطيالسي، والحسن بن سفيان، وأبو نعيم مثله. وأخرجه الترمذي وقال: حسن غريب. و الطبراني والحاكم وصحّحه عنه، قال قال

__________________

(١). تدريب الراوي ١: ١ / ١٢٤.

١٢٧

رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن علياً منّي وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

وهذا نص رواية الطبراني:

« حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا العباس بن الوليد الفرضي. ح وحدّثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد. ح وحدّثنا بشر بن موسى، والحسن بن المتوكّل البغدادي، ثنا خالد بن يزيد العدني قالوا:

ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرّشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، فاستعمل عليهم عليّاً، فمضى على السرية، فأصاب علي جاريةً فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ثم انصرفوا. فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟

__________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط.

١٢٨

فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب في وجهه - فقال: ما ذا تريدون من علي؟ ثلاث مرّات. إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

وأخرجه في ( المعجم الأوسط ) بأسانيد:

« حدّثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي قال: حدّثنا أبو كريب قال: حدّثنا حسن بن عطية قال: حدّثنا سعاد بن سليمان، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة عن علي قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد، كل واحد منهما على وحده، وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي. قال: فأخذا يميناً ويساراً، فدخل علي فأبعد فأصاب سبياً فأخذ جاريةً من السّبي. قال بريدة: وكنت من أشدّ الناس بغضاً لعلي، فأتى رجل خالد بن الوليد فذكر أنّه قد أخذ جاريةً من الخمس فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم تتابعت الأخبار على ذلك، فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكتب إليه، فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذ الكتاب بشماله - وكان كما قال الله عزّ وجلّ لا يقرأ ولا يكتب - فقال: وكنت إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي، فتكلّمت، فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي، فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلّا يوم قريظة والنضير، فنظر إليَّ فقال:

يا بريدة، أحبَّ عليّاً، فإنّما يفعل ما يؤمر به.

قال: فقمت وما من الناس أحد أحبَّ إليَّ منه »(٢). .

__________________

(١). المعجم الكبير ١٨ / ١٢٨.

(٢). المعجم الأوسط ٥ / ٤٢٥ رقم ٤٨٣٩

١٢٩

« حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدّثنا عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد قال: حدّثنا عمرو بن عطية العوفي، عن أبيه عطية قال: حدّثني عبد الله بن بريدة:

أنّ أباه حدّثه: انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مَه يا بريدة.

فرفعت رأسي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإذا وجهه متغيّر

قال بريدة: والله لا أبغضه أبداً بعد الذي رأيت من رسول الله »(١). .

« حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن بن منصور الحارثي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حسين الأشقر قال: حدّثنا زيد بن أبي الحسن قال: حدّثنا أبو عامر العقدي، عن أبي إسحاق، عن ابن بريدة.

عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً أميراً على اليمن، وبعث خالد بن الوليد على الجبل، فقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي جاريةً من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال: اغتنمها فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بما صنع. فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في منزله وناس من أصحابه على بابه. فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خير، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: فأخبره فإنّه يسقطه من عين رسول الله - ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمع الكلام - فخرج مغضباً وقال:

ما بال أقوامٍ ينتقصون علياً، من ينتقص علياً فقد تنقّصني، ومن فارق

__________________

(١). المعجم الأوسط ٦ / ٣٥٣ رقم: ٥٧٥٢.

١٣٠

علياً فقد فارقني. إن علياً منّي وأنا منه، خلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

يا بريدة: أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ وأنّه وليّكم من بعدي؟!

فقلت: يا رسول الله، بالصحبة، ألا بسطت يدك حتى اُبايعك على الإِسلام جديداً؟

قال: فما فارقته حتى بايعته على الإِسلام »(١) .

من مصادر ترجمة الطبراني

وللطّبراني تراجم حافلة ومناقب باهرة وفضائل فاخرة، فلاحظ:

١ - الأنساب - الطبراني.

٢ - وفيات الأعيان ٢ / ٤٠٧.

٣ - أخبار إصبهان ١ / ٣٣٥.

٤ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩١٢.

٥ - مرآة الجنان ٢ / ٣٧٢.

٦ - المنتظم ٧ / ٥٤.

٧ - البداية والنهاية ١١ / ٢٧٠.

٨ - طبقات القرّاء ١ / ٣١١.

٩ - طبقات المفسرين ١ / ١٩٨.

١٠ - طبقات الحفّاظ: ٣٧٢.

__________________

(١). المعجم الأوسط ٧ / ٤٩. رقم: ٦٠٨١.

١٣١

(١٢)

رواية الحاكم

ورواه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري وصحّحه على شرط مسلم، وهذه عبارته:

« حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ، حدّثني أبي ومحمّد بن نعيم قالا: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى علي في السرية فأصاب جاريةً، فأنكروا ذلك عليه. فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إذا لقينا النبيّ أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فنظروا إليه وسلّموا عليه ثم يتطّرقون إلى رحالهم، فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -. فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثمّ قام الثاني، فقال مثل ذلك، فأعرض عنه.

ثمّ قام الثّالث فقال مثل ذلك فأعرض عنه.

ثمّ قام الرابع، فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأقبل عليه رسول الله - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟! إن عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(١). .

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١١٠.

١٣٢

و قال الحاكم:

« أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي - ببغداد، من أصل كتابه - ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون قال:

إني لجالسٌ عند ابن عبّاس، إذْ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أنْ تخلو بنا من بين هؤلاء. قال فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم - قال: وهو يومئذٍ صحيح قبل أنْ يعمى - قال: فانتدوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا: قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: اُف وتف، وقعوا في رجلٍ له بضع عشر فضائل ليست لأحدٍ غيره.

وقعوا في رجلٍ قال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحبُّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، فاستشرف لها مستشرف، فقال أين علي؟ فقالوا: إنّه في الرّحى يطحن. قال: وما كان أحدهم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إيّاه، فجاء علي بصفيّة بنت حيي.

قال ابن عباس: ثم بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلاناً بسورة التوبة، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلّا رجل هو منّي وأنا منه.

فقال ابن عباس: وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبني عمّه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي جالس معهم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأقبل على رجل رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة، فأبوا، فقال لعلي: أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس: وكان علي أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضى الله عنها.

قال: وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثوبه فوضعه على علي

١٣٣

وفاطمة والحسن والحسين وقال:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

قال ابن عباس: وشرى علي نفسه، فلبس ثوب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم نام مكانه، قال ابن عباس: وكان المشركون يرمون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجاء أبو بكر -رضي‌الله‌عنه - وعلي نائم قال: وأبو بكر يحسب أنّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فقال: يا نبيّ الله، فقال له علي: إنّ نبيّ الله قد انطلق إلى نحو بئر ميمون فأدركه. قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل عليرضي‌الله‌عنه يُرمى بالحجارة كما كان نبيّ الله وهو يتضوّر وقد لفَّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنّك للئيم، وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك.

فقال ابن عباس: فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرج معك؟ قال فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا. فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس بعدي نبيّ، إنّه لا ينبغي أنْ أذهب إلّا وأنت خليفتي.

قال ابن عباس: وقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنت وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ومؤمنة.

قال ابن عباس: وسدّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه لَيس له طريق غيره.

قال ابن عباس: وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فإنّ مولاه علي.

قال ابن عباس: وقد أخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنّه رضي عن أصحاب الشجرة، فعلم، ما في قلوبهم، فهل أخبرنا أنّه سخط عليهم بعد

١٣٤

ذلك؟

قال ابن عباس: وقال نبيّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعمر -رضي‌الله‌عنه - حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه قال: وكنت فاعلاً؟ وما يدريك، لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم.

هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه بهذه السّياقة.

وقد حدّثنا السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي -رضي‌الله‌عنه - ثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني القطّان قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أنْ يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل،رضي‌الله‌عنه »(١). .

من مصادر ترجمة الحاكم

وإليك قائمةً بمصادر ترجمة الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، لتقف بمراجعتها على جلالته ومنزلته الرفيعة عند أهل السنّة:

١ - الأنساب - البيّع.

٢ - وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠.

٣ - تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٣.

٤ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٣٩.

٥ - الوافي بالوفيات ٣ / ٣٢٠.

٦ - البداية والنهاية ١١ / ٣٥٥.

٧ - النجوم الزاهرة ٤ / ٢٣٨.

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ - ١٣٤.

١٣٥

٨ - طبقات السبكي ٤ / ١٥٥.

٩ - طبقات القرّاء ٢ / ١٨٤.

١٠ - طبقات الحفّاظ: ٤٠٩.

١١ - العبر ٣ / ٩١.

١٢ - اللباب ١ / ١٩٨.

وقد أوردنا نبذاً من ذلك في مجلَّد حديث الطّير.

(١٣)

رواية ابن مردويه

ورواه أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني بتفسير قوله تعالى:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) . قال المتّقي: « عن علي قال: لـمّا نزلت هذه الآية:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعا ببني عبد المطلب وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير فقال: كلوا بسم الله. من جوانبها، فإنّ البركة تنزل من ذروتها، ووضع يده أوّلهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم دعا بقدحٍ فشرب أوّلهم ثم سقاهم فشربوا حتّى رووا. فقال أبو لهب: لقد سحركم. وقال: يا بني عبد المطّلب: إنّي جئتكم بما لم يجيء به أحد قط، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله، وإلى الله وإلى كتابه. فنفروا فتفرقوا. ثم دعاهم الثانية على مثلها فقال أبو لهب كما قال المرة الاُولى، فدعاهم ففعلوا مثل ذلك، ثم قال لهم - ومدّ يده - من يبايعني على أنْ يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي؟ فمددت يدي وقلت: أنا اُبايعك - وأنا يومئذٍ أصغر القوم عظيم البطن - فبايعني على ذلك. قال: وذلك الطعام أنا صنعته. ابن مردويه ».

١٣٦

ترجمة ابن مردويه

وتجد ترجمة ابن مردويه والثناء العظيم عليه في:

١ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٥٠.

٢ - الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠١.

٣ - النجوم الزاهرة ٤ / ٢٤٥.

٤ - تاريخ إصبهان ١ / ١٦٨.

٥ - طبقات المفسّرين ١ / ٩٣.

٦ - طبقات الحفّاظ: ٤١٢.

وغيرها، وهذا موجز ما جاء في ( سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨ ):

« ابن مردويه، الحافظ المجود العلاّمة، محدّث أصبهان، قال أبو بكر بن أبي علي: هو أكبر من أنْ ندلّ عليه وعلى فضله، وعلمه وسيره، وأشهر بالكثرة والثقة من أنْ يوصف حديثه، أبقاه الله ومتّعه بمحاسنه. قال أبو موسى وسمعت الإمام إسماعيل يقول: لو كان ابن مردويه خراسانياً كان صيته أكثر من صيت الحاكم.

وكان من فرسان الحديث، فهماً يقظاً متقناً، كثير الحديث جدّاً، ومن نظر في تواليفه عرف محلّه من الحفظ ».

(١٤)

رواية أبي نعيم الأصبهاني

ورواه الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في كتابه ( فضائل الصحابة ) على ما ذكر غير واحدٍ. فقد روى الوصابي اليمني: « عن عمران بن حصين - رضي الله

١٣٧

عنه - قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: إن عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والحسن بن سفيان في فوائده، وأبو نعيم في فضائل الصحابة »(١). .

وروى محمد صدر عالم: « عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج الطيالسي والحسن بن سفيان وأبو نعيم مثله »(٢) .

أقول: وهذا نصّ الرواية فيه بترجمة ( بريدة بن الحصيب ):

« حدّثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا الفضل بن دكين، ثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوةً، فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكرت علياً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغيّر وقال: يا بريدة! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن الفضل، مثله.

حدّثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا روح، ثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى خالد بن الوليد ليقسّم الخمس - وقال روح مرةً: ليقبض الخمس - قال: فأصبح علي ورأسه يقطر. قال فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال: فلمّا رجعت إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبرته بما صنع علي، قال: فكنت أبغض عليّاً قال فقال: يا بريدة، أتبغض

__________________

(١). أسنى المطالب - مخطوط.

(٢). معارج العلى - مخطوط.

١٣٨

عليّاً؟ قال قلت: نعم. قال: فلا تبغضه. وقال روح مرةً: فأحبّه فإن له في الخمس أكثر من ذلك.

حدّثناه القاضي أبو أحمد العسّال، ثنا القاسم بن يحيى بن نصر، ثنا لوين، ثنا أبو معشر البراء، عن علي بن سويد بن منجوف، عن ابن بريدة عن أبيه: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعث عليّاً. فذكر نحوه »(١) .

ورواه في ( حلية الأولياء ):

« حدّثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد.

ح وحدّثنا أبو عمرو ابن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا بشر بن هلال وعبد السلام بن عمر.

قالوا: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، واستعمل عليهم عليّاً - كرّم الله وجهه - فأصاب علي جاريةً، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدءوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ثم انصرفوا، فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه. ثم قام آخر منهم فقال:

يا رسول الله: ألم تر أنّ عليا صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه. حتى قام الرابع فقال:

__________________

(١). معرفة الصحابة ٣ / ١٦٣. ولا يخفى أنّ أبا نعيم قد اختصر الخبر هنا، ولا بدّ أنه أتى به على الوجه الصحيح الكامل بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولـمّا يطبع بعدُ.

١٣٩

يا رسول الله، ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟

فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ - ثلاث مرّات - ثم قال:

إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة أبي نعيم الأصبهاني

وقد ذكرت ترجمة الحافظ أبي نعيم في كافة كتب التراجم والسير والرجال فلاحظ:

وفيات الأعيان ١ / ٩١.

والعبر ٣ / ١٧٠.

ومرآة الجنان ٣ / ٥٢.

والوافي بالوفيات ٧ / ٨١.

وطبقات الشافعية للسبكي ٤ / ١٨، الأسنوي ٢ / ٤٧٤.

وطبقات الحفّاظ: ٤٢٣.

والمنتظم ٨ / ١٠٠.

وتذكرة الحفّاظ: ٣ / ١٠٩٢.

وغيرها من الكتب المشهورة المعتبرة.

وهذه خلاصة ما جاء في طبقات السبكي:

« أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران. الإِمام الجليل الحافظ أبو نعيم الأصبهاني الصوفي الجامع بين الفقه والتصوف، النهاية في الحفظ والضبط وأحد أعلام الدين، جمع الله له بين العلو في الرواية

__________________

(١). حلية الأولياء ٦ / ٢٩٤

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466