منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال10%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 351450 / تحميل: 4878
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

توثيقه(١) ، وفيه نظر.

وفيتعق : في الروضة في الصحيح عن عبد الله بن مسكان عن بدر بن الوليد الخثعمي قال : دخل يحيى بن سابور على أبي عبد اللهعليه‌السلام ليودعه ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أما والله إنّكم لعلى الحقّ وإنّ من خالفكم لعلى غير الحقّ ، والله ما أشكّ لكم في الجنّة وإنّي لأرجو أن يقرّ الله بأعينكم عن قريب(٢) (٣) .

أقول في الوجيزة : ممدوح(٤) .

وما مرّ في زكريّا هو أنّ ابني سابور كان لهما ورع وإخبات ، فتأمّل.

٣٢٢٩ ـ يحيى بن سالم الفرّاء :

كوفي زيدي ثقة ،صه (٥) .

وزادجش : له كتاب ، عنه محمّد بن الحسين الخثعمي(٦) .

٣٢٣٠ ـ يحيى بن سعيد بن فروخ :

القطّان أبو سعيد البصريق جخ من أئمّة الحديث ،د (٧) .

وفيصه : ابن سعيد القطّان أبو زكريّا ، عامّي ثقة(٨) ، انتهى.

__________________

(١) عن رجال الكشّي : ٣٣٥ / ٦١٤ والكافي ٣ : ١٣٠ / ٣ وسينبّه المصنّف على ما ورد فيهما.

(٢) الكافي ٨ : ١٤٥ / ١١٩ ، وفيه : لأعينكم عن قريب ، بأعينكم إلى قريب ( خ ل ).

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٠.

(٤) الوجيزة : ٣٣٩ / ٢٠٧٣.

(٥) الخلاصة : ٢٦٥ / ٧.

(٦) رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١٢٠١.

(٧) رجال ابن داود : ٢٠٣ / ١٧٠٤ ، وفيه : ابن سعيد فروخ نقلاً عن رجال الشيخ : ٣٣٣ / ٦ ، وذكره أيضاً في القسم الثاني : ٢٨٤ / ٥٥٠ ونقل عبارة النجاشي فيه.

(٨) الخلاصة : ٢٦٥ / ٦.

٢١

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام نسخة ، محمّد بن بشّار عنه عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام (١) .

٣٢٣١ ـ يحيى بن سعيد بن فيض :

الأنصاري المدني تابعي ، أسند عنه ، يكنّى أبا سعيد ، توفّي بالهاشميّة سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وكان قاضياً بها لأبي جعفر المنصور ،صه (٢) .

وزاد ق بعد أبا سعيد : أخو بني مالك ابن النجّار ؛ وفيه : قيس ، بدل فيض(٣) . وكذا فيد (٤) .

وفيتعق : قال الحافظ أبو نعيم : روى عن جعفرعليه‌السلام عدّة من التابعين منهم يحيى بن سعيد الأنصاري(٥) (٦) .

أقول : قال المحقّق الشيخ محمّدقدس‌سره : العجب من العلاّمة أنّه أتى بقوله « أسند عنه » مع عدم تقدّم مرجع(٧) الضمير ، فكأنّه نقل كلام الشيخ بصورته ، والضمير فيه عائد إلى الصادقعليه‌السلام ، وهذا من جملة العجلة الواقعة من العلاّمةرحمه‌الله (٨) ، انتهى.

وقال الفاضل عبد النبي الجزائري : لا يخفى أنّ ضمير « عنه » في عبارةصه لا مرجع له بحسب الظاهر ، وكان عليه أن يقول من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) ، انتهى.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٤٣ / ١١٩٦.

(٢) الخلاصة : ٢٦٤ / ١.

(٣) رجال الشيخ : ٣٣٣ / ٤.

(٤) رجال ابن داود : ٢٠٣ / ١٧٠٥.

(٥) حلية الأولياء : ٣ / ١٩٩.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٠.

(٧) مرجع ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٨) نقل ذلك في حاشية النسخة الخطيّة من المنهج : ٤٩٣.

(٩) حاوي الأقوال : ٣٤٤ / ٢١٣٥.

٢٢

ولا يخفى أنّ ما ذكراه مبني على قراءة « أسند » بصيغة المعلوم ، ولم يظهر ذلك من العلاّمةرحمه‌الله ، فلعلّهرحمه‌الله قرأها بالمجهول فلا اعتراض ، وسبق في المقدّمة الرابعة اختلاف الأفهام في قراءتها ، فتدبّر.

هذا وفي مخهب : يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الحافظ شيخ الإسلام ، أبو سعيد الأنصاري النجاري المدني ، قاضي المدينة ، ثمّ قاضي القضاة للمنصور. إلى أن قال : ماترحمه‌الله بالهاشميّة سنة ثلاث وأربعين ومائة(١) .

٣٢٣٢ ـ يحيى بن سعيد الطائفي :

أسند عنه ،ق (٢) .

٣٢٣٣ ـ يحيى صاحب الديلم :

العالم الشهيد ، ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، مدني ،ق جخ ،د (٣) .

والموجود فيق : ابن عبد الله(٤) ، ويأتي.

٣٢٣٤ ـ يحيى الطويل :

صاحب المقري(٥) . وفي التهذيب : صاحب المصري(٦) ؛ عنه ابن أبي عمير في الحسن بإبراهيم في الكافي(٧) ،تعق (٨) .

__________________

(١) تذكرة الفقهاء ١ : ١٣٧ / ١٣٠ ، ولم يرد فيها الترحّم.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٣٨ ، وفيه : ابن سليم.

(٣) رجال ابن داود : ٢٠٣ / ١٧٠٦.

(٤) رجال الشيخ : ٣٣٢ / ٢ ، وفيه : يحيى الشهيد بن عبد الله. إلى أن قال : الهاشمي المدني.

(٥) انظر : وسائل الشيعة ١٦ : ١٢٧ / ٢١١٥٣.

(٧) التهذيب ٦ : ١٧٨ / ٣٦١ وفيه : المنقري ، إلاّ أنّ في نسخة منه : المصري ، راجع وسائل الشيعة ومعجم رجال الحديث : ٢٠ / ١٠٠.

(٨) الكافي ٥ : ٦٠ / ١ وفيه : المنقري ( المقري ، المصري خ ).

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٠.

٢٣

٣٢٣٥ ـ يحيى بن عبد الحميد الحمّاني :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن موسى بن(١) المتوكّل ، عن موسى بن أبي موسى الكوفي ، عن محمّد بن أيّوب ،ست : (٢) .

وزادجش : عنه به ؛ وليس فيه : الحمّاني(٣) .

ثمّ زادست : بعد ابن أيّوب : ابن يحيى بن ضريس والحسين(٤) بن علي بن زياد ، عن يحيى بن عبد الحميد.

وفيد : ابن عبد الحميد الحمّاني(٥) .

وفيتعق : مرّ في المفضّل ماله دخل(٦) (٧) .

أقول : ظاهرست : وجش كونه من الإماميّة ؛ وقول : أخبرنا جماعة ، ظاهره المدح ؛ مضافاً إلى أنّ له كتاباً ، والّذي في ترجمة المفضّل بن عمر أنّ له كتاباً في إثبات إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فتدبّر.

٣٢٣٦ ـ يحيى بن عبد الرحمن الأزرق :

كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،صه (٨) .

__________________

(١) ابن ، لم ترد في المصدر ، ووردت في مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٠ نقلاً عنه.

(٢) الفهرست : ١٧٧ / ٧٨٩.

(٣) رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٦.

(٤) في الفهرست : الحسن.

(٥) رجال ابن داود : ٢٠٤ / ١٧١٠.

(٦) عن رجال الكشّي : ٣٢٣ / ٥٨٨ ، وفيه أنّ له كتاب في إثبات إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما سينبّه عليه المصنّف.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٨) الخلاصة : ١٨٢ / ١٣.

٢٤

وزادجش : له كتاب ، علي بن الحسن بن رباط عنه(١) .

وفيست : ابن عبد الرحمن الأزرق له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن ابن سماعة ، عنه.

ورواه أيضاً حميد ، عن أبي محمّد القاسم بن إسماعيل القرشي ، عن يحيى الأزرق(٢) .

وفيق : ابن عبد الرحمن الأزرق ( الأنصاري مولى كوفي )(٣) .

ثمّ فيهم : يحيى الأزرق وفي بعض النسخ : ابن الأزرق ، وقد تقدّم(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الرحمن الأزرق ، عنه علي بن الحسن بن رباط ، والقاسم بن إسماعيل ، وابن سماعة ، وعلي بن النعمان ، وصفوان بن يحيى ، وأبان بن عثمان.

وفي الكافي والتهذيب من كتاب الحجّ : عن صفوان بن يحيى الأزرق(٥) . وهو غلط ورواية صفوان عن يحيى الأزرق كثيرة(٦) (٧) .

٣٢٣٧ ـ يحيى بن عبد الله بن الحسن :

ابن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام المدني ،ق (٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١٢٠٠.

(٢) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٧ ، وفيه بدل عن يحيى الأزرق : عنه ، نعم في مجمع الرجال : ٦ / ٢٦١ نقلاً عنه كما في المتن.

(٣) رجال الشيخ : ٣٣٣ / ٥ ، وما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(٤) عن رجال الشيخ : ٣٣٤ / ٣٠ و ٣٦٣ / ٢.

(٥) الكافي ٤ : ٤٢٨ / ٩ ، وفيه : عن صفوان بن يحيى ، التهذيب ٥ : ٣٩٨ / ١٣٨٤.

(٦) انظر الفقيه ٢ : ٢٥٠ / ١٢٠٤ ، ٢٥٨ / ١٢٥٣ ، التهذيب ٥ : ٢٣١ / ٧٨١ ، ٣٤٥ / ١١٩٥ وغيرها كثير.

(٧) هداية المحدّثين : ١٦١. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) رجال الشيخ : ٣٣٢ / ٢ ، وفيه : يحيى الشهيد بن عبد الله. وزاد بعد المدني : الهاشمي.

٢٥

وفي عمدة الطالب : أنّ عبد الله هذا هو المحض ، لأنّ أباه الحسن بن الحسن ، وأُمّه فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام ، وكان يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان شيخ بني هاشم في زمانه ، وكان يتولّى صدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد أبيه الحسن ، وأنّه أعقب من ستّة رجال منهم يحيى صاحب الديلم(١) .

وتقدّم عند بهذا الاعتبار(٢) .

وفيتعق : في محمّد بن مقلاص ما يومئ إلى حسن عقيدته(٣) .

وفي الكافي في كتاب الحجّة بسنده إلى ابن محبوب قال : حدّثني يحيى بن عبد الله بن الحسن صاحب الديلم قال : سمعت(٤) جعفر بن محمّدعليه‌السلام . الحديث(٥) ، فتدبر(٦) .

أقول : ما في محمّد بن مقلاص هكذا : حمدويه قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن المغيرة قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام أنا ويحيى بن عبد الله بن الحسن فقال يحيى : جعلت فداك إنّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب فقال : سبحان الله سبحان الله ضع يدك على رأسي. الحديث ، فتأمّل(٧) .

٣٢٣٨ ـ يحيى بن عبد الله بن محمّد :

ابن عمر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الهاشمي الكوفي ،ق (٨) .

__________________

(١) عمدة الطالب : ١٠١ و ١٠٣.

(٢) رجال ابن داود : ٢٠٣ / ١٧٠٦.

(٣) عن رجال الكشّي : ٢٩٨ / ٥٣٠. وسينبّه المصنّف على ما فيه.

(٤) في نسخة « م » : لقيت.

(٥) الكافي ١ : ٣٢٨ / ١.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٧) فتأمّل ، لم ترد في نسخة « م ».

(٨) رجال الشيخ : ٣٣٢ / ٣.

٢٦

وفيتعق : حسّنه خالي لأنّ للصدوق طريقاً إليه(١) (٢) .

٣٢٣٩ ـ يحيى بن عبد الله بن معاوية :

الكندي الأجلح ، أبو حجّيّة ،ق (٣) .

وفيتعق : مضى في أجلح ما ينبغي أن يلاحظ(٤) (٥) .

قلت : وعن ميزان الاعتدال : قال ابن عدي : إنّه شيعي صدوق(٦) .

٣٢٤٠ ـ يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة :

الخزاعي ، أسند عنه ،ق (٧) .

٣٢٤١ ـ يحيى بن العلاء البجلي :

الرازي أبو جعفر ، ثقة ، أصله كوفي ،صه (٨) .

وزادجش : له كتاب ، زكريّا بن يحيى عنه به(٩) .

وفيق : ابن العلاء بن خالد البجلي كوفي يقال له الرازي(١٠) .

ومضى عنست : ابن أبي العلاء(١١) .

__________________

(١) الوجيزة : ٤٠٨ / ٣٧٣ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٢٥.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٣) رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤١.

(٤) عن تقريب التهذيب ١ : ٤٩ / ٣٢٣ ، وفيه : يقال اسمه يحيى صدوق شيعي.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣٢٧.

(٦) ميزان الاعتدال ٤ : ٣٨٨ / ٩٥٥٨ ، وفيه : قال ابن عدي : هو عندي صدوق إلاّ أنّه يعدّ في الشيعة وهو مستقيم الحديث.

(٧) رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٣٧ ، وفيه بعد الخزاعي زيادة : كوفي.

(٨) الخلاصة : ١٨٢ / ١١.

(٩) رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١١٩٨.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٣٣ / ٧.

(١١) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٨.

٢٧

وفيتعق : مضى في جعفر بن يحيى ذكره(١) (٢) .

أقول : مضى في ابن أبي العلاء ما فيمشكا (٣) .

٣٢٤٢ ـ يحيى بن عقبة بن أبي العيزار :

أبو القاسم ، كوفي ، أسند عنه ،ق (٤) .

٣٢٤٣ ـ يحيى بن العلوي :

المكنّى أبا محمّد ، من بني زيارة(٥) من أهل نيسابور ، جليل القدر ، عظيم الرئاسة ، متكلّم حاذق زاهد ورع ، له كتب كثيرة في الإمامة وغيرها ،صه (٦) .

ست : إلاّ لفظة « ابن » وزاد : لقيت جماعة ممّن لقوه وقرأوا عليه(٧) .

وفيجش : علوي سيّد متكلّم فقيه من أهل نيسابور ، له كتب كثيرة(٨) .

__________________

(١) نقلاً عن رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٧ وفيه أنّه ثقة وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وكان قاضيّاً بالري.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٣) هداية المحدّثين : ١٦١ ، وفيها : يحيى بن ( أبي خ ) العلاء الثقة عنه زكريّا بن يحيى وأبان بن عثمان. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الشيخ : ٣٣٤ / ٢١.

(٥) كذا في الخلاصة ، إلاّ أنّ في الفهرست ورجال النجاشي : زبارة.

وقال في عمدة الطالب : ٣٤٦ في عقب علي قتيل اليمن وإخوته : وأمّا عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف وفيه البيت ، ولم يأت لبني الأفطس بيت مثلهم ، ويقال لهم بنو زبارة لأنّ عقبه يرجع إلى أبي جعفر أحمد زبارة ابن محمّد الأكبر بن عبد الله المفقود المذكور ، وإنّما لقّب أبو جعفر أحمد زبارة لأنّه كان بالمدينة إذا غضب قيل : قد زبر الأسد.

(٦) الخلاصة : ١٨١ / ٤ ، وفيها : يحيى العلوي.

(٧) الفهرست : ١٧٩ / ٨٠٢.

(٨) رجال النجاشي : ٤٤٢ / ١١٩١ ، وفيه : يحيى المكنّى أبا محمّد العلوي من بني زبارة علوي.

٢٨

وفيتعق : هو ابن محمّد بن أحمد الآتي(١) (٢) .

أقول : فيضح : من بني زبارة بالزاي المضمومة والباء الموحّدة والراء(٣) .

٣٢٤٤ ـ يحيى بن عليم الكلبي :

العليمي ، ثقة عين ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب الزهد ، ابن أبي عمير عنه به ،جش (٤) .

وفيصه بعد عليم : بضمّ المهملة والياء المثنّاة من تحت بعد اللام ، وقبل ثقة : قال النجاشي ؛ وبدل له كتاب. إلى آخره : وقالغض : إنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو ضعيف. وعندي في قبول روايته توقّف وإن كان الأرجح القبول(٥) .

ويأتي عنست : ابن محمّد بن عليم(٦) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائري في قسم الثقات(٧) . وفي الوجيزة : ثقة(٨) .

وفي ضح ضبطه العليمي : بضمّ المهملة وفتح اللام وسكون الياء المثنّاة من تحت والميم(٩) . وضبطه في المجمع في عبارةغض وجش

__________________

(١) عن رجال النجاشي : ٤٤٣ / ١١٩٤ والخلاصة : ١٨٢ / ٩.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٣) إيضاح الاشتباه : ٣١٨ / ٧٦٢.

(٤) رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٨.

(٥) الخلاصة : ١٨٢ / ٦.

(٦) الفهرست : ١٧٧ / ٧٩٠.

(٧) حاوي الأقوال : ١٦١ / ٦٥٦.

(٨) الوجيزة : ٣٤٠ / ٢٠٨٢.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٣١٦ / ٧٥٦.

٢٩

وصه وست : غليّم ، بالمعجمة والتشديد(١) ، ولا أدري من أين أخذه.

وفيمشكا : ابن عليم الثقة ، عنه ابن أبي عمير ، وعبيد الله بن أحمد بن نهيك(٢) .

٣٢٤٥ ـ يحيى بن عمران بن علي :

ابن أبي شعبة الحلبي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وعن أبي الحسنعليه‌السلام ، ثقة صحيح الحديث ،صه (٣) .

جش إلاّ أنّ فيه : ثقة ثقة ، وليس فيه تكرار الجار بين الإمامينعليهما‌السلام (٤) .

وفيد : ثقة ثقة كما فيجش (٥) .

ثمّ فيجش : له كتاب يرويه جماعة ، ابن أبي عمير عنه به.

وفيق : ابن عمران الحلبي(٦) .

وزاد فيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عنه(٧) .

وفيظم : ابن عمران بن علاء كوفي ، كانت تجارته إلى حلب فقيل الحلبي(٨) ، انتهى. والظاهر أنّ علاء سهو من قلم الناسخ.

__________________

(١) مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٤.

(٢) هداية المحدّثين : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) الخلاصة : ١٨٢ / ١٢.

(٤) رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١١٩٩.

(٥) رجال ابن داود : ٢٠٤ / ١٧١٣ ، وفيه : ابن عمران بن علاء.

(٦) رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤٠.

(٧) الفهرست : ١٧٧ / ٧٨٨ وفيه طريقين آخرين.

(٨) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٠ ، وفيه بدل تجارته : تجارتهم ، وفيه أيضاً بعد الحلبي زيادة : له كتاب.

٣٠

أقول : فيمشكا : ابن عمران بن علي بن أبي شعبة الحلبي الثقة ، عنه النضر بن سويد ، وابن أبي عمير.

وهو عن عمّه عبد الله(١) وعن أيّوب بن الحر(٢) .

٣٢٤٦ ـ يحيى بن عمران يونسي :

ضا (٣) صه في القسم الأوّل(٤) .

وفيتعق : في مشيخة الصدوق : ابن أبي عمران(٥) ، وقد سبق(٦) .

قلت : ما فيصه مأخوذ منضا ، وكان عليهرحمه‌الله أن يقول : من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

٣٢٤٧ ـ يحيى بن القاسم الحذّاء :

بالحاء المهملة ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، كان(٧) يكنّى أبا بصير بالباء الموحّدة والياء بعد الصاد وقيل : إنّه أبو محمّد. واختلف قول علمائنا فيه.

قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : إنّه واقفي ؛ وروىكش ما يتضمّن ذلك قال : وأبو بصير يحيى بن القاسم الحذّاء الأسدي(٨) هذا يكنّى أبا محمّد ، قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن أبي بصير هذا‌

__________________

(١) في المصدر : عبيد الله ، عبد الله ( خ ل ).

(٢) هداية المحدّثين : ٢٦٦ ، وذكره أيضاً بعنوان : يحيى بن عمران الحلبي الثقة عنه النضر بن سويد ، الهداية : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الشيخ : ٣٩٥ / ٨ ، وفيه وفي الخلاصة قبل يونسي زيادة : الهمداني.

(٤) الخلاصة : ١٨١ / ٣.

(٥) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٤٤.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٧) كان ، لم ترد في نسخة « م ».

(٨) في المصدر : الأزدي.

٣١

هل كان(١) متّهماً بالغلو؟ فقال : بالغلو فلا ولكن كان مخلّطاً(٢) .

وقالجش : يحيى بن القاسم أبو بصير الأسدي ، وقيل : أبو محمّد ، ثقة وجيه روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وقيل : يحيى بن أبي القاسم ، واسم أبي القاسم : إسحاق ، وروى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام .

ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة.

وقال علي بن أحمد العقيقي : يحيى بن القاسم الأسدي مولاهم ، ولد مكفوفاً ، رأى الدنيا مرتين ، مسح أبو عبد اللهعليه‌السلام على عينيه وقال : انظر ما ترى؟ قال : أرى كوّة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك.

والّذي أراه العمل بروايته وإن كان مذهبه فاسداً ،صه (٣) .

وفيجش إلى أنْ قال : وأبي الحسن موسىعليه‌السلام (٤) .

وفيست : يحيى بن القاسم يكنّى أبا بصير ، له كتاب مناسك الحجّ ، رواه علي بن أبي حمزة والحسين بن أبي العلاء عنه(٥) .

وفيقر : ابن أبي القاسم ، يكنّى أبا بصير ، مكفوف ، واسم أبي القاسم إسحاق(٦) .

ثمّ بعده بلا فصل : يحيى بن أبي القاسم الحذّاء(٧) . ويظهر من هذا المغايرة كما لا يخفى ، وكلامكش كما فيصه يدلّ على الاتّحاد(٨) .

__________________

(١) في نسخة « ش » بدل هل كان : هو.

(٢) في المصدر : مختلطاً.

(٣) الخلاصة : ٢٦٤ / ٣.

(٤) رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٧.

(٥) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٦.

(٦) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٢.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٣ ، وفيه : ابن القاسم.

(٨) رجال الكشّي : ٤٧٦ / ذيل الحديث ٩٠٣.

٣٢

وفيق : ابن القاسم أبو محمّد يعرف بأبي بصير(١) الأسدي ، مولاهم كوفي تابعي ، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبد اللهعليه‌السلام (٢) ، انتهى. وهو ينافي الوقف كما لا يخفى.

وفيظم : ابن القاسم الحذّاء واقفي(٣) .

ثمّ قال : يحيى بن أبي القاسم يكنّى أبا بصير(٤) ، فتأمّل. فإنّ ظاهره المغايرة أيضاً.

وقد يستفاد منكش في علي بن حسّان الهاشمي حيث قال فيه : وهو واقفي لم يدرك أبا الحسن موسىعليه‌السلام (٥) جواز الوقف قبل موسىعليه‌السلام ، وربما يستفاد من الأخبار حصول الوقف في زمن الإمامعليه‌السلام أيضاً.

وفيكش : في يحيى بن أبي القاسم أبي بصير ويحيى بن القاسم الحذّاء : حمدويه ذكره عن بعض مشايخه : يحيى بن القاسم الحذّاء الأزدي واقفي.

وجدت في بعض روايات الواقفة : علي بن إسماعيل بن يزيد قال : شهدنا محمّد بن عمران البارقي في منزل علي بن أبي حمزة وعنده أبو بصير ، قال محمّد بن عمران : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : منّا ثمانية محدّثون سابعهم(٦)

__________________

(١) في المصدر : بأبي نصير ، بأبي بصير ( خ ل ).

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٣ / ٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٦.

(٤) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٨.

(٥) رجال الكشّي : ٤٥١ / ٨٥١.

(٦) في نسخة : تاسعهم. وفي إثبات الوصيّة للمسعودي : ٢٢٩ قال : حدّثني الحميري عن محمّد بن عيسى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن علي بن أبي حمزة قال : كنت مع أبي بصير ومعنا مولى لأبي جعفر فحدّثنا أنّه سمع أبا جعفرعليه‌السلام أنّه قال : منّا اثنا عشر محدّثاً ، القائم السابع بعدي. فقام إليه أبو بصير فقال : اشهد لسمعت أبا جعفرعليه‌السلام يذكر هذا منذ أربعين سنة.

٣٣

القائمعليه‌السلام ، فقام أبو بصير(١) بن أبي القاسم فقبّل رأسه وقال : وسمعته من أبي جعفرعليه‌السلام منذ أربعين سنة ، فقال أبو بصير(٢) : سمعته من أبي جعفرعليه‌السلام وإنّي كنت خماسيّاً جاء(٣) بهذا قال : اسكت يا صبي ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم. يعني القائمعليه‌السلام ولم يقل ابني هذا(٤) .

حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة قال : حدّثني الفضل بن شاذان قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطي ومحمّد بن يونس قالا : حدّثنا الحسن بن قياما الصيرفي قال : حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وسألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال : مضى كما مضى آباؤه ، قلت : كيف أصنع بحديث حدّثني به يعقوب بن شعيب عن أبي بصير أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام قال : إنْ جاءكم من يخبركم أنّ ابني هذا مات وكفّن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدّقوا به؟ قالعليه‌السلام : كذب أبو بصير ليس هكذا حدّثه ، إنّما قال : إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر(٥) .

حدّثني أحمد بن محمّد بن يعقوب البيهقي قال : حدّثنا عبد الله بن حمدويه البيهقي قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن إسماعيل بن عبّاد البصري ، عن علي بن محمّد بن القاسم الحذّاء الكوفي قال : خرجت من المدينة فلمّا جزت حيطانها مقبلاً نحو العراق إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق ، فقلت لبعض من كان معي : من هذا؟ قالوا : هذا‌

__________________

(١) قوله : فقام أبو بصير ، الظاهر أنّه من كلام محمّد بن عمران.

(٢) أي قال أبو بصير لمحمّد بن عمران.

(٣) في نسخة : سامعاً. وقوله : اسكت ، الظاهر أنّه من كلام أبي جعفرعليه‌السلام .

(٤) رجال الكشّي : ٤٧٤ / ٩٠١.

(٥) رجال الكشّي : ٤٧٥ / ٩٠٢.

٣٤

ابن الرضاعليه‌السلام ، قال : فقصدت قصده ، فلمّا رآني أُريده وقف لي فانتهيت إليه لاسلّم عليه فمدّ يده إليّ وسلمت عليه وقبّلتها ، فقال : من أنت؟ قلت : بعض مواليك جعلت فداك أنا محمّد بن علي بن أبي(١) القاسم الحذّاء ، فقال لي : أما إنّ عمّك كان متلوّناً(٢) على الرضاعليه‌السلام ، قال : قلت : جعلت فداك رجع عن ذلك ، فقال : إن كان رجع فلا بأس.

واسم عمّه القاسم الحذّاء ، وأبو بصير هذا يحيى بن القاسم يكنّى أبا محمّد.

قال محمّد بن مسعود إلى آخر ما ذكرهصه (٣) .

ومرّ في علباء الأسدي(٤) وليث بن البختري(٥) وعبد الله بن محمّد الأسدي(٦) ما ينبغي النظر فيه لتنقيح المبحث(٧) .

وفيتعق : ربما يظهر من كلام بعض المشايخ إطلاق الواقفي على من وقف على غير الكاظمعليه‌السلام من الأئمّةعليهم‌السلام ، من ذلك كلام الصدوقرحمه‌الله في مواضع من إكمال الدين حيث قال في موضع منه في جملة كلام له : فان قال : فإنّي أردت الفرقة التي وقفت عليه يعني الصادقعليه‌السلام قيل له. إلى أن قال : والواقفة على أمير المؤمنينعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) أبي ، لم ترد في المصدر.

(٢) في المصدر : ملتوياً.

(٣) رجال الكشّي : ٤٧٦ / ٩٠٣.

(٤) وفيه أنّ الإمام الباقر والصادقعليهما‌السلام ضمنا لأبي بصير الجنّة ، راجع رجال الكشّي : ١٧١ / ٢٨٩ و ١٩٩ / ٣٥١ والخلاصة : ١٣٠ / ١٠.

(٥) منهج المقال : ٢٧٠.

(٦) منهج المقال : ٢١٠ وفيهما أحاديث مدح وذمّ أبي بصير وهو مشترك.

(٧) في نسخة « ش » : ليتنقّح البحث.

(٨) كمال الدين : ١٠١.

٣٥

ثمّ بعد كلام طويل : وأمّا الواقفة على موسىعليه‌السلام فسبيلهم سبيل الواقفة على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثم قال : فإن وقف واقف على بعضهم سألناه الفصل بينهم وبين من وقف على سائرهم(١) ، انتهى.

فعلى هذا لا يبعد إرادة من وقف على غير موسىعليه‌السلام من الواقفي بمعونة القرائن وإن كان الإطلاق ينصرف إلى من وقف عليهعليه‌السلام ، وتحقق الوقف فيهعليه‌السلام في زمانه أو قبل زمانه في غاية البعد ، سيما بعد ملاحظة ما ذكر من سبب الوقف وبدئه ، ومن ذكر من أركان الوقف مثل عثمان بن عيسى(٢) وعلي بن أبي حمزة(٣) وغيرهما ، وما فيكش في علي بن حسّان(٤) وإن كان له ظهور ما إلاّ أنّه محتمل لاحتمالات ، مع احتمال الاشتباه ، فالبناء على الاحتمالات أولى كما لا يخفى.

وكذا الحال بالنسبة إلى بعض الأخبار لو كانت متحققة فاني إلى الآن ما اطّلعت عليها ، والاستفادة من مثل خبر ابن قياما(٥) لا يخلو من إشكال ، فتأمّل.

__________________

(١) كمال الدين : ١٠٥.

(٢) قال الكشّي في رجاله : ٥٩٧ / ١١١٧ : ذكر نصر بن الصبّاح أنّ عثمان بن عيسى كان واقفيّاً ، وكان وكيل أبي الحسن موسىعليه‌السلام وفي يده مال فسخط عليهعليه‌السلام . قال : ثمّ تاب عثمان وبعث إليه بالمال.

(٣) قال الكشّي في رجاله : ٤٠٤ / ٧٥٩ : مات أبو الحسنعليه‌السلام وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم موته ، وكان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.

(٤) رجال الكشّي : ٤٥١ / ٨٥١ قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن علي بن فضّال عن علي بن حسّان قال : عن أيّهما سألت؟ أمّا الواسطي فهو ثقة ، وأمّا الّذي عندنا يروي عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، فهو كذّاب ، وهو واقفي أيضاً لم يدرك أبا الحسن موسىعليه‌السلام .

(٥) الوارد في رجال الكشّي : ٤٧٥ / ٩٠٢.

٣٦

وفي فوائد شيخنا البهائيرحمه‌الله : ما فيكش من نسبة الوقف إلى أبي بصير ينبغي أن يعدّ من جملة الأغلاط لموته في حياة الكاظمعليه‌السلام والوقف تجدد بعده ، فان قلت : لعلّه وقف على الصادقعليه‌السلام ؟ قلت : أولئك ناووسيّة ولم يعهد إطلاق الواقف عليهم ، والروايات التي استند إليها تدلّ على الوقف على الكاظمعليه‌السلام ، حيث نقل عن الصادقعليه‌السلام إن جاءكم من يخبركم. إلى آخره(١) ، وفي كلامهرحمه‌الله شي‌ء يظهر ممّا ذكرناه ، مضافاً إلى أنّ ظاهر كلامكش في العنوان يعطي المغايرة بين أبي بصير ويحيى الحذّاء واختصاص الوقف بالحذّاء ، نعم إيراده رواية ابن قياما ربما يشعر بالبناء على الاتحاد والإيراد للاستناد وكذا قوله آخراً : وأبو بصير هذا يحيى. إلى آخره ربما يوهم حكاية الاتحاد ، لكن الحكم بمجرّد هذا بأنّ فيكش نسبة الوقف إليه واستدلّ بالرواية عليه مشكل ، بل لا يبعد أن يكون البناء على التعدد واختصاص الوقف بالحذّاء منه أظهر.

وقال الفاضل الخراساني : أبو بصير يحيى الثقة غير يحيى الحذّاء الواقفي لأمور : منها : أنّ أبا بصير أسدي كما يظهر منجش (٢) وكش (٣) واختيار الرجال وصه ورجال علي بن أحمد العقيقي(٤) ؛ والحذّاء أزدي كما يفهم منكش (٥) .

ومنها : أنّه فيقر يحيى بن أبي القاسم مكفوف واسم أبي القاسم‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٧٥ / ٩٠٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٤١ / ١١٨٧.

(٣) رجال الكشّي : ١٧٣ / ٢٩٦ و ٢٣٨ / ٤٣١.

(٤) الخلاصة : ٢٦٤ / ٣.

(٥) رجال الكشّي : ٤٧٤ / ٩٠١.

٣٧

إسحاق(١) ، وقال بعده بلا فصل : يحيى بن أبي القاسم الحذّاء(٢) ، وهذا يشهد بالمغايرة.

وفيظم : يحيى بن القاسم الحذّاء واقفي(٣) ، ثم قال : يحيى بن أبي القاسم يكنى أبا بصير(٤) ، وهذا أيضاً يعطي المغايرة.

وفيكش في العنوان : في يحيى بن أبي القاسم أبي بصير ويحيى بن القاسم الحذّاء ، وهذا أيضاً يعطي المغايرة(٥) .

ومنها : أنّه ذكرجش واختيار الرجال أنّ أبا بصير مات سنة خمسين ومائة(٦) ، وهذا ينافي الوقف لأنّ وفاة الكاظمعليه‌السلام سنة ثلاث وثمانين ومائة.

ومن القرائن أنّجش مع كمال ضبطه ونقده للرجال لم ينسب أبا بصير إلى الوقف بل قال : ثقة وجيه روى عن الباقر والصادقعليهما‌السلام إلى آخر ما قال ، وكذا ليس فيست : أنّه واقفي(٧) ، وكذا علي بن أحمد العقيقي ، بل فيظم : يحيى بن أبي القاسم الحذّاء واقفي(٨) .

فصار منشأ التوهّم حيث توهّم الاتّحاد ، ومبدأ التوهّم من العلاّمة حيث قال فيصه وذكر ما ذكر المصنِّف ، ثم قال : وظني أنّ ما نقله عن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٢.

(٢) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٣.

(٣) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٦.

(٤) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٨.

(٥) رجال الكشّي : ٤٧٤ ، وقوله : وفي كش. إلى هنا ، لم يرد في النسختين الخطيتين ، وورد في النسخة الحجريّة والمصدر.

(٦) رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٧.

(٧) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٦.

٣٨

الشيخ من كونه واقفيّاً منشأه توهّم اتحاد الرجلين. وكش قال ونقل عبارة عنوانه إلى قوله : واقفي ثم نقل روايتين من طريق الواقفيّة تدلاّن على أنّ أبا بصير روى ما يدلّ على أنّ موسىعليه‌السلام هو القائم.

أقول : الظاهر أنّ الثانية ليست من طريق الواقفيّة ولا رويت لثبوت كون موسىعليه‌السلام هو القائم ، بل رويت لنفيه(١) .

ثم قال : ثمّ نقل رواية أُخرى تدلّ على أنّ الحذّاء كان متلوّناً(٢) على الرضاعليه‌السلام ورجع(٣) ، ثم نقل قوله : وأبو بصير هذا. إلى آخره ؛ ثم قال : ولعلّ منشأ توهّم العلاّمةرحمه‌الله أمران أحدهما الروايتان ولعلّهما كذب من الواقفيّة على أبي بصير.

أقول : الأُولى منهما من موضوعات الواقفيّة ، فهي كذب قطعاً ، وأمّا الثانية فظاهرها يأبى عن كونها كذباً على أبي بصير إلاّ أن يوجه ، وكونها من الواقفيّة ولا ثبات مطلوبهم فاسد كما أُشير إليه ، فتدبّر(٤) .

ثم قال : والثاني : قوله : وأبو بصير هذا يحيى. إذ الظاهر أنّه إشارة إلى الحذّاء المتصل ذكره بهذا الكلام وليس كذلك ، بل المراد أبو بصير المذكور في العنوان ، فانّ العنوان صريح في المغايرة(٥) .

أقول : دعوى الصراحة لا يخلو من تأمّل سيما بعد ملاحظة ما أشرنا إليه.

__________________

(١) راجع رجال الكشّي : ٤٧٥ / ٩٠٢ ، ومن قوله : أقول. إلى هنا من كلام الوحيد البهبهاني.

(٢) في المصدر : ملتوياً.

(٣) رجال الكشّي : ٤٧٦ / ٩٠٣.

(٤) من قوله : أقول. إلى هنا من كلام الوحيد البهبهاني.

(٥) ذخيرة المعاد : ١٢٢ كتاب الطهارة ، مبحث الكر.

٣٩

والظاهر عندي التغاير وعدم كون الأسدي واقفيّاً بل كونه ثقة وجيهاً لما ذكر ؛ ولأنّ الظاهر من قولهعليه‌السلام : كان ملتوياً(١) على الرضاعليه‌السلام ، وقوله : رجع. البقاء إلى زمانه ؛ ولما رواه العقرقوفي عن الصادقعليه‌السلام ربما احتجنا أن نسأل عن الشي‌ء فمن نسأل؟ قالعليه‌السلام : عليك بالأسدي ، يعني أبا بصير(٢) ؛ ولما رواه من أنّهعليه‌السلام ضمن له الجنّة على نفسه وعلى آبائه(٣) .

والعقرقوفي ابن أُخت يحيى الأسدي فهو قرينة كون أبي بصير في الروايتين يحيى ، والمحققون حكموا بكونه قرينة عليه حيثما وجد ، مع أنّ علباء الذي ضمن له الجنّة(٤) أيضاً أسدي ، فتأمّل.

ولرواية الحنّاط الدالة على أنّ الباقرعليه‌السلام مسح على عينيه إذ فيها : ولك الجنّة الخالص(٥) ، وبملاحظة قول علي بن أحمد العقيقي(٦) ربما يحصل الظن بكون أبي بصير في رواية الحنّاط : يحيى ، والروايات مضت في ليث المرادي ؛ ولقولكش إنّه ممن أجمعت العصابة(٧) وقد مضى في المرادي وفي بريد بن معاوية ، والظاهر أنّه يحيى لا عبد الله.

ولا يعارض ما ذكرنا رواية ابن قياما(٨) لضعف السند وقرب التوجيه.

__________________

(١) في نسخة « م » : متلوّناً ( خ ل ).

(٢) رجال الكشّي : ١٧١ / ٢٩١.

(٣) رجال الكشّي : ١٧١ / ٢٨٩ و ١٩٩ / ٣٥١.

(٤) في نسخة « ش » زيادة : على نفسه وعلى آبائه.

(٥) رجال الكشّي : ١٧٤ / ٢٩٨.

(٦) الخلاصة : ٢٦٤ / ٣ ، وفيها : وقال علي بن أحمد العقيقي : يحيى بن القاسم الأسدي مولاهم ، ولد مكفوفاً ، رأى الدنيا مرّتين مسح أبو عبد اللهعليه‌السلام على عينيه وقال : انظر ما ترى؟ قال : أرى كوّة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك.

(٧) رجال الكشّي : ٢٣٨ / ٤٣١.

(٨) المروية في رجال الكشّي : ٤٧٥ / ٩٠٢.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

(17)

واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي

واستكثار الشرّ وإن قلّ من قولي وفعلي

  استقلال الخير: عدّة قليلاً، واعتبار ما صدر من الإنسان من الخيرات شيئاً يسيراً، وإن كان في الواقع كثيراً، سواء الخير من أقواله أم أفعاله.

  واستكثار الشرّ: عدّة كثيراً، وإن كان في الواقع قليلاً نادراً، سواء في قول الشرّ أم عمله.

وهذه من الخصال المحمودة التي هي حيلةٌ وزينة.

ليس فقط لا يحدّث الإنسان الناس بخيراته وأعماله الخيّرة، بل يعدّها عنه نفسه نزراً يسيراً.

وفي مقابله إن صدر منه شيرٌ قليل، ليس فحسب لا يتهاون به، بل يعدّه عند نفسه كثيراً.

وهذا الاستقلال والاستكثار مفيدان غاية الفائدة في تهذيب النفس، وتزكية الروح، وذلك:

  أمّا استقلال الخير من نفسه، ففائدته عدم استيلاء العُجب عليه.

٢٢١

والعجب هو: استعظام العمل الصالح واستكثاره، والإدلال به، وأن يرى الإنسان نفسه خارجاً عن حدّ التقصير.

وهو يوجب سقوط العمل عن القبول، وهو مذموم، كما تلاحظ ذمّه في الأحاديث الشريفة، ومنها: ـ

1 ـ حديث الإمام الصادق عليه السلام قال: ـ

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ بينما موسى عليه السلام جالساً، إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فلمّا دنى من موسى عليه السلام خلع البرنس، وقام إلى موسى فسلّم عليه.

فقال له موسى: مَن أنت؟

فقال: أنا إبليس.

فقال له: أنت، فلا قرّب الله دارك.

قال: إنّي جئت لاُسلّم عليك كلمكانك من الله.

فقال له موسى عليه السلام: فما هذا البُرنس؟

قال: به أختطفُ قلوب بني آدم.

فقال موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذتَ عليه؟

قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه (1).

2 ـ حديث الإمام الصادق عليه السلام قال:

قال داود النبيّ عليه السلام: لأعبدنَّ الله عبادة، ولأقرأنَّ قراءةً لم أفعل مثلها قطّ، فدخل في محرابه، ففعل.

فلمّا فرغ من صلاته، إذا هو بضفدع في المحراب، فقال لداود: ـ أعجبَكَ اليوم ما فعلت من عبادتك وقراءتك؟

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 237 / ح 8.

٢٢٢

فقال: نعم.

فقال: لا يعجبنّك، فإنّي اُسبّح لله في كلّ ليلةٍ ألف تسبيحة، يتشعّب لي مع كلّ تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة، وأنّي لأكون في قعر الماء فيصوّت الطير في الهواء، فأحسبه جائعاً، فأطفوا له على الماء ليأكلني وما لي من ذنب (1) .

3 ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: ـ

تصعد الحفَظَة بعملِ العبد يزهر كالكوكب الدرّيّ في السماء، له دويٌّ بالتسبيح، والصوم، والحجّ، فيمرّ به إلى ملك السماء الرابعة فيقول له: قِف، فاضرب بهذا العمل وجة صاحِبه وبطنَه، أنا مَلَك العُجب، إنّه كان يعجبُ بنفسه، وأنّه عمل وأدخل نفسه العُجب، أمرني ربّي أن لا أدع عملَه يتجاوزني إلى غيري، فاضرب به وجه صاحبه (2) .

فاستقلال الإنسان الخير من نفسه يفيد الإنسان التحذّر عن هذا العجب المفسد لذلك العمل الخيّر.

  وأمّا استكثار الشرّ من نفسه، ففائدته عدم التهاون بالمعصية.

والتهاون بالمعصية هو جعلها هيّنةً، وعدم الاهتمام بها، وهو يوجب الجرأة على عصيان الله العظيم، عصيان جبّار السماء والأرض، وهو مذموم ممقوت كما تلاحظه في الأحاديث الشريفة منها: ـ

1 ـ حديث الإمام الصادق عليه السلام قال: ـ

إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بأرضٍ قرعاء ـ أي لا نبات ولا شجر فيها ـ فقال لأصحابه: ائتوا بحطب.

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 71 / ص 230 / ح 7.

(2) مستدرك الوسائل / ج 1 / ص 141 / ح 17، ولاحظ قضيّة ابن الماوردي في كون العجب مقروناً بالجهل، في سفينة البحار / ج 6 / ص 156.

٢٢٣

فقالوا: يا رسول الله، نحن بأرضٍ قرعاء، ما بها من حطب.

قال: فليأت كلّ إنسن بما قدر عليه.

فجاؤوا به، حتّى رَمَوا بين يديه بعضه على بعض.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هكذا تجتمع الذنوب.

ثمّ قال: إيّاكم والمحقّرات من الذنوب... (1).

2 ـ حديث أمير المؤمنين عليه السلام: ـ

(أشدّ الذنوب ما استهان به صاحبه) (2) .

3 ـ حديث وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله لأبي ذرّ الغفاري رضوان الله عليه: ـ

يا أبا ذرّ.. إنّ المؤمن ليرى ذنبه كأنّه تحت صخرة، يخاف أن يقع عليه، وإنّ الكافر ليرى ذنبه كأنّه ذباباٌ مرَّ على أنفه.

يا أبا ذرّ، إنّ الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً جعل ذنوبه بين عينيه ممثّلة، والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً، وإذا أراد بعبدٍ شرّاً أنساه ذنوبه.

يا أبا ذرّ، إنّ نفس المؤمن ارتكاضاً ـ أي اضطراباً ـ من ال خطيئة من العصفور حين يقذف في شَرَكه (3) .

فإذا استكثر الإنسان الشرّ من نفسه، لم يتهاون به، بل اشتدّ اجتنابه عنه.

فاللّازم علنيا في مكارم أخلاقنا أن نستقلّ الخير من أنفسنا في أقوالنا وأفعالنا وإن كثرت.

وأن نستكثر الشرّ من أنفسنا في أقوالنا وأفعالنا وإن قلّت.

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 218 / ح 3.

(2) غرر الحكم ودرر الكلم / ج 1 / ص 192 / ح 318.

(3) بحار الأنوار / ج 77 / ص 79.

٢٢٤

وفي حديث الإمام الكاظم عليه السلام: ـ

(لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب، فإنّ قليل الذنوب يجتمع حتّى يكون كثيراً) (1) .

فالمفروض علينا أن نهذّب أنفسنا ونروّضها على هاتين الخصلتين، فنفكّر في خيرات وعبادات ومواعظ أولياء الله تعالى، فتصغر في أعيننا خيرنا وعبادتنا وأقوالنا.

ونفكّر في نزاهة أولياء الله من الشرور والذنوب في قولٍ أو فعلٍ منهم، فتكثر في أعيينا شرورنا ومعاصينا.

وأهل البيت عليهم السلام لم يكن لهم شرٌّ في الحياة في آنٍ من الآنات، وكانت حياتهم مليئة بالخيرات والطيّبات من أقوالهم وأفعالهم، وبالرغم من ذلك كانوا يستقلّون خير أنفهسم، كما مرّ عليك في حديث الأعرابي الذي وفدَ على الإمام الحسين عليه السلام حين أغناه بأربعة آلاف دينار، ومع ذلك كان يعتذر إليه بقلّة النفقة منه (2) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 73 / ص 346.

(2) بحار الأنوار / ج 44 / ص 190.

٢٢٥

٢٢٦

(18)

وأكمِلْ ذلكَ لي بدوام الطاعة

الطاعة هي: موافقة الأمر، وامتثاله والانقياد له.

كامتثال أوامر الله تعالى ونواهيه، فإنّه طاعةٌ لله تعالى.

ودوام الطاعة: استمرارها، مضافاً إلى إيجادها وتحقّقها.

والسعادة العظمى في الدُّنيا والآخرة هي إطاعة الله تعالى، وإطاعة من أمرنا الله تعالى بإطاعتهم.

وهم الرسول الأعظم وأهل بيته الكرام عليهم السلام فو قوله عزّ اسمه: ـ

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (1) .

وقد تظافرت الأحاديث من الفريقين في تفسير اُولي الأمر بأهل البيت الطيّبين، الأئمّة المعصومين عليهم السلام (2) .

وهذه الإطاعة فوز الدُّنيا والآخرة، وسعادة الدارين الاُولى والاُخرى.

__________________

(1) سورة النساء: الآية 59.

(2) لاحظ تفسير البرهان / ج / ص /. وإحقاق الحقّ / ج 3 / ص 424.

٢٢٧

قال تعالى: ( يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) (1) .

وقال عزّ اسمه: ـ ( وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ) (2) .

وذكرت الأحاديث الشريفة فضلها وفضيلتها في جملة منها مثل: ـ

1 ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

(... إنّ طاعة الله نجاحُ كلّ خيرٍ يُبتغى، ونجاةٌ من كلّ شرٍّ يُتّقى، وإنّ الله العظيم يعصم من أطاعه، ولا يعتصم منه من عصاه) (3) .

2 ـ حديث الإمام الرضا عليه السلام في قوله تعالى: ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) (4) قال عليه السلام: ـ (لقد كان ابنه، ولكن لمّا عصى الله عزّوجلّ نفاه الله عن أبيه.

كذا من كان منّا لم يطع الله فليس منّا.

وأنت إذا أطعت الله فأنت منّا أهل البيت) (5) .

فإطاعة الله تعالى هو الإكسير الأعظم، والفوز الأتمّ، بخير الدارين، وسعادة النشأتين والاستمرار عليها.

وإطاعة الإنسان لربّه، وللرسول صلى الله عليه وآله، ولأهل البيت عليهم السلام، عجيبة في النتيجة، من حيث إنّها توجب أن يكون الإنسان من أولياء الله المقرّبين، ومن مظاهر قدرة ربّ العالمين، حتّى أنّها توجب نيل الكرامات وإطاعة المخلوقات للإنسان كما تلاحظه في مثل: ـ

1 ـ الصاحبي الجليل سلمان المحمّدي رضوان الله تعالى عليه، وقضاياه التي

__________________

(1) سورة الأحزاب: الآية 71.

(2) سورة النساء: الآية 69.

(3) بحار الأنوار / ج 77 / ص 69.

(4) سورة هود: الآية 46.

(5) بحار الأنوار / ج 43 / ص 230.

٢٢٨

تلاحظها في مثل حديث القدر المغلي (1) ، وحديث طينته (2) .

2 ـ جابر الجُعفي رضوان الله تعالى عليه، وقضاياه التي تجدها في مثل طيّ الأرض له، وسفره إلى أرض السواد (3) .

وهذه الفقرة من الدّعاء الشريف يُطلب فيها من الله تعالى تكميل تلك المكارم الأخلاقيّة المتقدّمة: بسط العدل، وكظم الغيظ.. إلخ، بدوام طاعة الله تعالى، وعدم عصيانه.

فإنّ ترك الطاعة وارتكاب المعصية، نقضٌ لتلك المكارم الأخلاقيّة، بل موجبٌ لارتكاب الاُمور المذمومة، والأفعال المحرّمة.

فيُطلب دوام الطاعة في الأوامر والنواهي الإلهيّة، وفي الصفات المرغوبة الأخلاقيّة.

وهذا يحتاج إلى الطلب من الله تعالى؛ لأنّ البقاء على العمل أصعب من نفس إتيان العمل، ومستلزمٌ للصبر وتحمّل المشقّة.

  والمثل الأعلى في دوام الطاعة، وعدم الخروج عنها طرفة عين هم أهل البيت عليهم السلام الذين لم يعصوا ولا يعصون الله تعالى فيما أمرهم، ولا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

لم يخالفوا الله تعالى في صفيرةٍ ولا كبيرة، في شدّةٍ ولا رخاء، حتّى أنّهم لم يفعلوا ما كان الأولى تركه، ولم يتركوا ما كان الأولى فعله.

فاتّصفوا بالعصمة الكبرى والطهارة العظمى، كما تدلّ عليه أدلّة الكتاب والسنّة مثل: آية التطهير، وأحاديث العصمة المرويّة من طرق الفريقين (4).

__________________

(1) رجال الكشّي / ص 19.

(2) الاختصاص / ص 221.

(3) رجال الكشّي / ص 172.

(4) لاحظ تحقيقه ومصادره في كتاب العقائد الحقّة / ص 349 / مبحث العصمة.

٢٢٩

فيلزم علينا الاقتداء بأهل البيت عليهم السلام، وتكميلاً للصفات الحسنة التي هي حلية الصالحين وزينة المتّقين، وترويض النفس على الصبر عليها، وعدم إبداء السخط منها، لكي يحصل لنا الكمال بتلك الصفات، والأجر بالصبر عليها، وعدم الندامة من تركها.

فإنّ تركها يوجب الندم، وإظهار السخط منها يوجب الخجل، كما في قضيّة ذلك العالم المحقّق الذي أبدى السخط، ولم يصبر عند تأخير حاجته، فحصلت له الندامة.

فقد حكى بعض السادة الأجلّاء الثقات عن أحد العلماء المحقّقين الذي كان يؤلّف كتاباً في الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام الذي هو من أهمّ الوظائف الشرعيّة على علماء الدِّين، وأصحاب القلم من المحقّقين.

فاحتاج هذا العالم في مصادر كتابه إلى كتاب كان نادر الوجود، وكلّما بحث عنه في النجف الأشرف لم يعثر عليه، وكان يعلم أنّه موجود في النجف، لكن لم يعرف أنّه عندَ مَن.

فتوسّل بالإمام أمير الؤمنين عليه السلام أن يهيّئ له ذلك الكتاب، حتّى يستعيره ويستفيد منه وينقل عنه.

ودام التوسّل بالإمام عليه السلام ستّة أشهر متواصلة، لكن لم تحصل له النتيجة.

وبعد هذه المدّة الكثيرة، وبينما هو أمام الضريح المقدّس، وملتصقٌ به، ويتوسّل بالإمام ويطلب منه الكتاب ويقول:

(أنت مولاي، وتعلم بإذن الله تعالى أين يوجد الكتاب، وأنا محتاج إليه، فارشدني إلى موضعه).

بينما هو يقول هذا، إذ سمع من الطرف الآخر من الضريح لمقدّس، شخصاّ

٢٣٠

آخر يطلب من الإمام عليه السلام حاجته، ويبدو من لسانه أنّه شخصٌ قرويّ، ويقول بلهجةٍ حادّة للإمام عليه السلام: ـ

(لو لم تعطني حاجتي لا أزورك بعد هذا أبداً).

ومرّت سبعة أيّام على هذه القضيّة، وبينا أنا أيضاً مقابل للضريح الشريف أطلب حاجتي، إذ سمعت ذلك القروي يقول للأمير عليه السلام بلهجته الخاصّة: ـ

(أروح لك فدوه يا علي، أعطيتني حاجتي، كفو، كفو، كفو).

قال ذلك العالم: لمّا رأيت أنا ذلك هاجت نفسي، وخرجتُ عن الطبيعة، ونفذ صبري، وصرتُ أقول للإمام عليه السلام بخشونة شديدة.

(شنو حاجة هذا المعيدي غير الدُّنيا، تعطيه سريعاً، ولا تعطيني حاجتي وهي للدفاع عنكم وكتابة فضائلكم).

وخرجت من الحرم الشريف شبه الزعلان، وبحالة الغضب ـ وهذا هو محلّ الصبر على الطاعة وعلى تلك المكارم الأخلاقيّة، وامتحان من يدوم له لين العريكة ومن لا يدوم ـ.

ولمّا وصلت إلى داري ندمتُ كثيراً على أنّه لماذا تجاسرت بخدمة الإمام عليه السلام وهو خلاف الأدب.

وخصوصاً وبيما أنا كذلك، إذ طرق باب الدار جارٌ لنا، فذهب ولدي وفتح الباب، ودخل عَليَّ جارنا، فرحّبت به، وجلس عندي، ودار الكلام عندنا فقال الجار: نحن في حالة انتقال إلى دارٍ جديد، وقد نظّفنا دارنا الفعلي لنحوّله إلى المشتري، وفي أثناء تنظيف رفوف الدار عثرتُ في الرفّ الأعلى على كتابٍ أنا لا أستفيد منه لأنّي لا أعرف القراءة والكتابة..

فقلتُ لابني: ـ إذهب بهذا الكتاب، واجعله في المسجد.

فقال ابني: ـ لا يا أبه، لا تجعله في المسجد، بل أعطه لجارنا العالم ـ حتّى

٢٣١

يستفيد منه، وهو هذا الكتاب، جئت به إليك هديّة لك.

قال ذلك العالم: فأخذتُ منه الكتاب، فإذا هو نفس الكتاب الذي طلبته من أمير المؤمنين عليه السلام، طلبتُ منه أن يرشدني إليه لأستعيره، لكن ذلك الكريم صلوات الله عليه أهداه لي، وملّكه بدل الاستعارة.

فذهبت واعتذرت من أمير المؤمنين عليه السلام على سوء أدبي، وعدم صبري، وتشكّرت منه على لطفه وإحسانه.

وعليه فالمطلوب تكميل مكارم الأخلاق بدوام الطاعة واستمرارها، وعدم النقض بالمعاصي والمحرّمات، أما بما يخالف الأخلاقيّات.

فيُستدام على الطاعات بصبر، ويستمرّ على المكارم والأخلاقيّات بتحمّل، فيحصل بذلك الكمال الكامل، والفضل الشامل.

٢٣٢

(19)

ولزوم الجماعة

اللّزوم هو: الملازمة، وعدم المفارقة.

والجماعة هي: جماعة الناس..

والمراد بها جماعة المؤمنين المتّفقين على المذهب الحقّ، لا كلّ جماعةٍ وإن كانت باطلة.

و «أل» فيها عهديّة، والمعهود في الدّعاء جماعة أهل الحقّ..

نظير «أل» العهديّة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) (1) حيث إنّ المعهود فيها نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله.

وقوله عليه السالم: (ولزوم الجماعة) معطوف على قوله: (بدوام الطاعة) أي واكمل لي ذلك بلزوم الجماعة.

فتكمل المكارم الأخلاقيّة المتقدّمة بدوام طاعة الله تعالى والاستمرار عليها، وملازمة جماعة أهل الحقّ وعدم مفارقتهم.

بل عدم مفارقتهم ولو لحظةً واحدة حتّى يدصق التلازم وعدم الافتراق، كما

__________________

(1) سورة الأحزاب: الآية 6.

٢٣٣

تلاحظه في الملازمة بين طلوع الشمس ووجود النهار، فإنّهما لا يفترقان أبداً.

حيث إنّ المفارقة عن الحقّ لا يعني إلّا الدخول في الباطل، فإنّه ليس بعد الحقّ إلّا الضلال.

ويدلّ على كون المراد بالجماعة جماعة أهل الحقّ، الحديث الصادقي الشريف:

(سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله: ما جماعة اُمّتك؟

فقال: ـ جماعةُ اُمّتي أهل الحقّ، وإن قلّوا).

وفي حديثٍ آخر: (فقال: من كان على الحقّ، وإن كانوا عشرة) (1) .

فمفاد الدعاء الشريف طلب ملازمة جماعة أهل الحقّ التي هي الفضائل المكمّلة لمكارم الأخلاق، ومعالي الصفات.

فهي التي تكون حلية الصالحين، وزينة المتّقين، وإلّا فملازمة أهل الباطل رذيلة ومعيبة، وليست حلية وزيزنة.

والجدير بالبيان هو معرفة أنّه:

مَن هم جماعة أهل الحقّ الذين يلزم متابعتهم وملازمتهم؟

الجواب: هم الذين بيّنهم الرسول الأعظم، ونصّ عليهم صاحب هذا الدِّين، النبيّ الأمين صلى الله عليه وآله، فقال في الأحاديث المتظافرة المتّفق عليها بين الفريقين: ـ

(عليٌّ مع الحقّ والحقّ معه، يدور حيثما دار) (2) .

(أهل بيتي مع الحقّ، والحقّ معهم، لا يفارقهم ولا يفارقوه) (3) .

فمحور الحقّ هم عليٌّ وأهل البيت عليهم السلام، فإذا أردنا أن نعرف أنّه هل هذا الشخص على الحقّ أو على الباطل؟

__________________

(1) رياض السالكين / ص 224.

(2) غاية المرام / ص 539.

(3) إحقاق الحقّ / ج 9 / ص 479.

٢٣٤

يكون المحك هو عليّ عليه السلام.. فإن كان الشخص مع عليّ عليه السلام فهو على حقّ، وإلّا فهو على باطل.

فأمير المؤمنين عليه السلام (هو فارق بين الحقّ والباطل) كما نصّ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله (1) .

ولذلك عبّر عنه الرسول في واقعة الخندق بالإيمان كلّه، ومنحه أعظم وسام بقوله صلوات الله عليه وآله: ـ (برز الإيمان كلّه).

فكلّه حقّ لأنّ كلّه إيمان، فمن كان معه كان مع الحقّ ومن أهل الإيمان، ومن لم يكن معه فهو على باطل وعلى غير إيمان.

فيتّضح جيّداً أنّ المراد بالجماعة في الدعاء الشريف هم جماعة عليّ وأهل البيت عليهم السلام فهم جماعة أهل الحقّ الذي تكون ملازمتهم فضيلة وحلية.

وقد عقد العلّامة المجلسي أعلى الله مقامه باباً في البحار في لزوم الجماعة بأحاديث شريفة منها: ـ

حديث علي بن جعفر عن أخيه الإمام موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: ـ

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.

قيل: يا رسول الله وما جماعة المسلمين؟

قال: جماعة أهل الحقّ وإن قلّوا (2) .

وفائدة ملازمة أهل البيت عليهم السلام هي سعادة الدُّنيا والآخرة.

ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

(إلزموا عليّ بن أبي طالب، فاز من لزمه) (3) .

__________________

(1) إحقاق الحقّ / ج 4 / ص 26.

(2) بحار الأنوار / ج 29 / ص 68 / ب 3 / ح 1.

(3) إحقاق الحقّ / ج 4 / ص 26، و ص 149.

٢٣٥

وفي حديث الإمام الرضا عليه السلام: ـ

(مَن لزمنا لزمناه، ومن فارقَنا فارقناه) (1) .

وفي حديث الزيارة الجامعة المباركة: ـ

(فاز مَن تمسّك بكم، وأمِنَ مَن لجأ إليكم، وسَلِم مَن صدّقكم، وهُدي من اعتصم بكم) (2) .

فنسأل الله تعالى أن يرزقنا ملازمتهم، ويديم لنا موالاتهم، ويمنّ علينا بالجنّة معهم كما في بشارة رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

(من أحبَّ أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي، فليتولّ عليّاً بعدي، فإنّه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ردى) (3) .

__________________

(1) وسائل الشيعة / ج 18 / ص / ب / ح.

(2) عيون الأخبار / ج 2 / ص 277.

(3) أمالي الشيخ الطوسي / ج 2 / ص 107.

٢٣٦

(20)

ورفضِ أهلِ البِدَع ومستعملي الرأي المخترَع

الرفض هو الترك، والردّ، وعدم القبول.

والبدَع: جمع بدعة، وهي اسمٌ من الابتداع بمعنى الإحداث والإختراع.

قال في المجمع: ـ (البدعة: بالكسر فالسكون: الحدثُ في الدِّين وما ليس له أصلٌ في كتابٍ ولا سنّة.

وإنّما سمّيت بدعة لأنّ قائلها ابتدعها من نفسه) (1) .

وقال في المرآة: ـ (البدعة في عرف الشرع ما حدث بعد الرسول صلى الله عليه وآله، ولم يَرد فيه نصٌّ على الخصوص، ولا كيون داخلاً في بعض المعلومات، أو ورد فيه نهيٌ عنه خصوصاً أو عموماً) (2) .

ويؤيّده الحديث الشريف: ـ السُنّة ما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله، والبدعة ما اُحدث من بعده) (3) .

__________________

(1) مجمع البحرين / ص 370.

(2) مرآة الأنوار / ص 78.

(3) بحار الأنوار / ج 2 / ص 266.

٢٣٧

وعُرّفت في الاصطلاح الفقهي بأنّها هي: ـ

(إدخال ما ليس من الدِّين في الدِّين، نظير إدخال التكتّف في الصلاة.

ومثله إخراج ما ثبت في الدٍّين من الدِّين، نظير إسقاط حيَّ على خير العمل من الأذان).

وقد حدثت هذه البِدَع المذمومة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بواسطة الغاصبين والظالمين والمنحرفين.

وقد ذكر السيّد الجليل شرف الدِّين أعلى الله مقامه في كتابه الخاصّ بذلك (النصّ والاجتهاد) 71 مورداً من بدع الغاصبين، منها: ـ

1 ـ غصب نحلة الزهراء عليها السلام، وبدعتهم أنّ الرسول لم يورّث، وهذه بدعة الأوّل والثاني.

2 ـ قتل مانعي الزكاة بما جناه خالد بن الوليد في مالك بن نويرة، وهذه بدعة الأوّل.

3 ـ تحريم متعة الحجّ، ومتعة النساء، وهذه كانت من قِبَل الثاني.

4 ـ إسقاط طواف النساء من الحجّ.

5 ـ إسقاط (حيّ على خير العمل) من الأذان.

6 ـ إدخال الصلاة خيرٌ من النوم في أذان الصبح.

7 ـ تشريع الطلاق ثلاثاً مؤبّداً في مجلسٍ واحد.

8 ـ تشريع صلاة التراويح.

9 ـ حكم الثاني بسقوط الصلاة عند فقدان الماء.

10 ـ تقديم الثالث رأيه على نصوص الكتاب والسنّة، كإتمامه الصلاة في السفر، وإعطاءه الخمس لغير بني هاشم، بل للطريد مروان بن الحكم (1) .

__________________

(1) لاحظ للاستقصاء كتاب الغدير / ج 6 / فصل نوادر الأثر، خصوصاً الصفحات: ـ 83، 108، 187، 282، 294.

٢٣٨

هذه هي البدع المبتدعة التي يأتي بيان فسادها وذمّها في الأحاديث الشريفة.

وفي هذا الدعاء الشريف يُطلب من الله تعالى التكميل برفض أهل البدع، وتركهم، وعدم القبول منهم.

أي واكمل لي ذلك برفض أهل البدع.

  قوله عليه السلام: ـ (ومستعملي الرأي المخترع) عطفٌ على أهل البدَع، أي واكمل لي ذلك برفض مستعملي الرأي المخترع.

ومستعملي الرأي المخترع هم الذين اخترعوا رأياً من عند أنفسهم، وبناقص عقولهم، ثمّ عملوا به وأفتوا على طبقه، كاختراع القياس في الدِّين.

والرأي المخترع قسمٌ من البدعة، لأنّه إدخال ما ليس من الدِّين في الدِّين، خصّص بالذمّ، وأكّد بالردع.

ومذموميّة البدعة واختراع الرأي ممّا تظافرت به الأدلّة المعتبرة، والأحاديث الشريفة.

فتكون صفةً مذمومة منافية للتقوى والصلاح، فيلزم تركها، والابتعاد عنها في سبيل تحصيل التقوى، وتزيين الصالحين.

وممّا ورد في ذمّ البدعة والرأي المخترّع: ـ

1 / حديث الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام قالا: ـ

(كلّ بدعة ضلال، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار) (1).

2 / حديث الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ـ

(لا تصحبوا أهل البدع، ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحدٍ منهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء على دين خليله) (2) .

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 1 / ص 45.

(2) اُصول الكافي / ج 2 / ص 278.

٢٣٩

3 / حديث أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: ـ

(من مشى إلى صاحب بدعةٍ فوقّره، فقد مشى في هدم الإسلام) (1) .

4 / حديث رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: ـ

(من أحدث في الإسلام، أو آوى مُحدِثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (2) .

5 / حديث الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ـ

(إنّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس، فلم تزدهم المقاييس من الحقّ إلّا بُعداً، وإنّ دين الله لا يُصاب بالعقول) (3) .

وعليه فالبدعة وإحداث الرأي المخترَع من الضلال والباطل، وقد ارتكب أشنعه أهل الخلاف كما ذكر شيٌ منها في الفصل الثالث من كتابنا: شيعة أهل البيت عليهم السلام.

فقد حكى الزمخشري عن يوسف بن أسباط أنّه قال: ردّ أبو حنيفة على النبيّ أربعمائة حديث...

قيل: مثل ماذا؟

قال: مثل هذا: ـ

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «للفرس سهمان».

وقال أبو حنيفة: لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن (4) .

وأشعر رسول الله صلى الله عليه وآله البُدن.

__________________

(1) عقاب الأعمال / ص 307.

(2) مستدرك الوسائل / ج 12 / ص 322.

(3) اُصول الكافي / ج 1 / ص 56 / ح 7. وفي الحديث 20 (أوّل من قاس إبليس).

(4) يردّه أنّ سهمي الفرس من غنائم الحرب يكون لنفس الفارس، لعنائه، وتكلّفه مؤونة فرسه، ومأكله واصطبله، لا لنفس الفرس حتّى يكون سهماً للبهيمة كما توهّم.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559