منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال10%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 353832 / تحميل: 4924
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

ولا رواية العقرقوفي الصحيحة المرويّة في التهذيب والاستبصار في حكاية تزويج المرأة التي لها زوج من قوله : ما أظن تناهى علمه بعد(٥) ، لاحتمال كونه المرادي حيث روى عن العقرقوفي ذلك بطريق آخر وفيه : فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي(٦) ، وعلى تقدير كونه الأسدي كما استقربنا في المرادي فقد ظهر الجواب هناك ، مضافاً إلى عدم ثبوت القدح بمجرّد هذا القدر من الرجحان ، فليتأمّل.

ولا قول علي بن الحسن بن فضّال : إنّه كان مخلّطاً(١) ، لكونه فطحيّاً(٢) مع قرب التوجيه واحتمال كونه غيره ، ولا يخفى أنّ سؤال محمّد بن مسعود هل كان متهماً بالغلو وجواب علي يدلان على أنّه لم يكن معروفاً بالواقفيّة ، فتدبّر.

وقد مضى في زرعة حديث ابن قياما بهذا المتن والسند وفيه : فما أصنع برواية زرعة عن سماعة. إلى آخره(٣) .

وفي الكافي عن سماعة قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفرعليه‌السلام في منزله بمكّة فقال محمّد بن عمران : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : نحن اثنا عشر محدّثاً ، فقال له أبو بصير : سمعت من أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ فحلَّفه مرّة أو مرّتين أنّه سمعه ، فقال أبو بصير : لكنّي‌

__________________

(٥) التهذيب ٧ : ٤٨٧ / ١٩٥٧ والاستبصار ٣ : ١٨٩ / ٦٨٧ ، وفيهما : ما أظنّ ( أنّ د ) صاحبنا تكامل علمه. ورواها الكشّي في رجاله : ١٧١ / ٢٩٢ قائلاً : ما أظنّ صاحبنا تناهى حلمه ( حكمه خ ) بعد.

(٦) رجال الكشّي : ١٧٢ / ٢٩٣.

(١) رجال الكشّي : ٤٧٦ / ٩٠٣.

(٢) أي كون علي بن الحسن بن فضّال فطحيّاً.

(٣) رجال الكشّي : ٤٧٧ / ٩٠٤.

٤١

سمعته من أبي جعفرعليه‌السلام (١) ، فتدبّر.

وممّا يؤيّد رواية ابن أبي عمير عنه(٢) ، والقرينة على كونه هو مشاركة ابن أبي حمزة الذي هو قائد يحيى له في الرواية عنه.

وفي العيون عن علي بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم عن الصادقعليه‌السلام عن أبيه عن جدّه عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام وآخرهم القائمعليه‌السلام ، خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي ، المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر(٣) .

وفي كشف الغمّة عن إسحاق بن عمّار قال : أقبل أبو بصير مع أبي الحسن يعني الكاظمعليه‌السلام من المدينة يريد العراق فنزل زُبالة(٤) ، فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائني وكان تلميذاً لأبي بصير فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير ، فقال : يا علي إذا صرنا إلى الكوفة تقدم في كذا ، فغضب أبو بصير فخرج من عنده فقال : ما أرى هذا الرجل وأنا أصحبه منذ حين ثمّ يتخطّاني بحوائجه إلى بعض غلماني ؛ فلمّا كان من الغد حُمّ أبو بصير بزبالة ، فدعا علي بن أبي حمزة وقال : استغفر الله ممّا حلّ في صدري من مولاي من سوء ظنّي ، إنّه كان قد علم أني ميّت وأني لا أُلحق بالكوفة ، فإذا أنا متّ فافعل بي كذا وتقدّم في كذا. فمات أبو بصير بزبالة(٥) .

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٤٩ / ٢٠.

(٢) الكافي ٢ : ٢٦١ / ١ والتهذيب ٢ : ١٥٩ / ٦٢٥ وغيرهما.

(٣) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٥٩ / ٢٨.

(٤) زُبالة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة ، وهي قرية عامرة بها أسواق ، بين واقصة والثعلبيّة ، معجم البلدان : ٣ / ١٢٩.

(٥) كشف الغمّة : ٢ / ٢٤٩.

٤٢

وهذا الحديث وإن كان ينافي الوقف ظاهراً ، إلاّ أنّه يظهر منه قدح عظيم فيه لكنّه غير مضر بالنسبة إلى أحاديثه ، لكونه هذه الحالة في آخر عمره ولم يلبث أن مات. هذا على كونه مرادهم من الثقة : العادل.

وفي النقد أيضاً أنّه رجلان أحدهما واقفي يعني الحذّاء(١) .

وفي الوجيزة : أبو بصير يحيى بن القاسم ثقة على الأظهر(٢) .

هذا والأصحاب ربما يحكمون بصحّة رواية أبي بصير عن الصادقعليه‌السلام مع عدم ظهور قرينة كونه المرادي فتأمّل. ومضى في المرادي ماله دخل ؛ وفي بريد(٣) وعبد الله بن وضّاح ما يدلّ على جلالته(٤) ؛ وفي الفوائد ما ينبغي أن يلاحظ(٥) .

أقول : الظاهر كما حققه سلمه الله تغاير الرجلين وأنّ المذكور فيجش غير المذكور فيظم أوّلاً بل هو المذكور فيه ثانياً. والظاهر أنّ كلمة « أبي » في أبي القاسم زائدة فيقر في الترجمة الثانية كما استظهره في المجمع أيضاً(٦) .

وقال الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله : لا يخفى أنّه ربما يظهر من عبارات الشيخ المغايرة بين ابن القاسم الحذّاء(٧) وابن القاسم المكنى بأبي‌

__________________

(١) نقد الرجال : ٣٧٥ / ٧٢.

(٢) الوجيزة : ٣٤٠ / ٢٠٨٤ ، وزاد : وفيه كلام.

(٣) فيه أنّ أبا بصير الأسدي من الّذين اجتمعت العصابة على تصديقهم ، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي : أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري.

(٤) نقلاً عن رجال النجاشي : ٢١٥ / ٥٦٠ فيه أنّ عبد الله بن الوضّاح صَاحَب أبا بصير يحيى بن القاسم كثيراً وعرف به ، وله كتاب الصلاة أكثره عن أبي بصير.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٦) مجمع الرجال : ٢٦٣.

(٧) في نسخة « ش » : وبين.

٤٣

بصير ، وأنّ الواقفي هو الحذّاء وكلام العلاّمة فيصه وباقي الأصحاب يقتضي الاتحاد إلى آخر كلامهرحمه‌الله (١) .

وقول الميرزا : كلامكش كما فيصه يدلّ على الاتحاد ، لعلّ الظاهر خلافه بملاحظة ذكره في العنوان اسمين ، وجعل أحدهما ابن أبي القاسم والآخر ابن القاسم ، فتأمّل.

وما مرّ عن الفاضل الخراساني من أنّ المراد في قولكش وأبو بصير هذا. إلى آخره أبو بصير المذكور في العنوان ، يبعده قولكش في العنوان إنّ أبا بصير ابن أبي القاسم بزيادة كلمة « أبي » قبل القاسم ، فتدبّر.

وقول الأستاذ العلاّمة دام علاه : ولأنّ الظاهر من قولهعليه‌السلام كان ملتوياً على الرضاعليه‌السلام ، وقوله : رجع ، البقاء إلى زمانه خلاف الظاهر ، لتصريحجش والرواية المذكورة عن الكشف أيضاً بوفاة أبي بصير في زمن الكظامعليه‌السلام ، فيتعيّن كون(٢) المراد به الحذّاء الواقفي ، وهو الذي كان ملتوياً على الرضاعليه‌السلام منكراً إمامته ، وقولهعليه‌السلام : إن كان رجع ، ظاهره عدم الرجوع ، مضافاً إلى أنّ في الرواية التصريح بالحذّاء. وقد أطال الكلام سلمه الله في أنّ الأسدي الثقة ليس حذّاء ، على أنّ الذي في نسختي من الاختيار ونقله الميرزا عنه أيضاً كما مرّ : واسم عمّه القاسم الحذّاء فلا تكون الرواية في أحدهما بل تكون خارجة مما نحن فيه.

وقوله سلمه الله : ولا يخفى أن سؤال محمّد بن مسعود. لا يخفى أن ظاهركش أنّ سؤال محمّد بن مسعود وقع عن الحذّاء كما استظهره دام فظله في أول كلامه ، فلا احتياج إلى التصدي لدفعه ، وخبر الكشف وإن‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٣٤٤ / ٢١٤٠.

(٢) في نسخة « ش » : كونه.

٤٤

كان يظهر منه قدح فيه لكنّه استغفر وتاب ورجع عمّا قال ، ولذا ترى جش صرّح بوثاقته ووجاهته ، ولو كان الأمر كما أفاده لكان الواجب الحكم بفسقه لا محالة بل كفره ، وإن كانت رواياته في حكم الصحيح.

هذا ولا يخفى أنّ في صدر الخبر المتضمّن لالتواء الحذّاء على الرضاعليه‌السلام اسم السائل عن الإمامعليه‌السلام والقاصد قصده : علي بن محمّد بن القاسم ، وفي آخره : محمّد بن علي بن أبي القاسم(١) متلوياً وبزيادة « أبي » مع القاسم.

وفي حواشي المجمع : في حقيقة اسم هذا الرجل سهو في أحد الموضعين ، ولعلّه محمّد بن علي المذكور في ترجمة عبد الله بن محمّد أبي بكر الحضرمي(٢) وفي أحمد بن إسحاق القمي(٣) انتهى(٤) ، وفيه تأمّل ظاهر(٥) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن القاسم الحذّاء المكنى بأبي بصير ، عنه علي بن أبي حمزة ، وأبان بن عثمان الأحمر ، وشعيب العقرقوفي ، والحسين بن أبي العلاء ، والحسن بن علي بن أبي حمزة ، ومحمد بن عيسى بن عبيد على دعوى ملا محمّد أمين الأسترآبادي(٦) .

وفي الفقيه في باب ولاء المعتق : عن عاصم بن حميد عن أبي بصير(٧) .

__________________

(١) في النسخة المطبوعة من رجال الكشّي : محمّد بن علي بن القاسم الحذّاء.

(٢) رجال الكشّي : ٤١٧ / ٧٩٠.

(٣) رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥١.

(٤) مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٣.

(٥) وجه التأمّل أنّ محمّد بن علي المذكور في ترجمة عبد الله وأحمد من مشايخ الكشّي ، بينما المذكور هنا يروي عنه الكشّي بأربع وسائط فلاحظ.

(٦) هداية المحدّثين : ١٦٢ ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) الفقيه ٣ : ٧٩ / ٢٨٣ وغيره أيضاً.

٤٥

٣٢٤٨ ـ يحيى اللحّام :

بالحاء المهملة ، الكوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب يرويه الحسن بن محبوب(٢) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الاسناد ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٣) .

والإسناد جماعة ، عن أبي المفضّل(٤) .

وفيمشكا : يحيى اللحّام الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(٥) .

٣٢٤٩ ـ يحيى بن محمّد بن أحمد :

ابن محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام أبو محمّد ، كان فقيهاً عالماً متكلّماً يسكن نيسابور ،صه (٦) .

وفيجش : ابن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن علي(٧) بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . إلى آخره ؛ وفيه : سكن(٨) .

وفيد : ابن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٢ / ١٤.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٥ / ١٢٠٢.

(٣) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٣.

(٤) الفهرست : ١٧٧ / ٧٩١.

(٥) هداية المحدّثين : ١٦٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ١٨٢ / ٩ ، وفيها :. ابن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

(٧) في نسخة « ش » والمصدر زيادة : ابن علي.

(٨) رجال النجاشي : ٤٤٣ / ١١٩٤ ، وفيه : يحيى بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله.

٤٦

علي بن علي(١) بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . إلى آخره(٢) .

فوافق ما فيجش في عبد الله(٣) ووافقصه في تكرار علي باعتبار أكثر النسخ ، وكونه ابن محمّد بن أحمد. إلى آخره وهو الصحيح على ما يظهر من كتب النسب مثل عمدة الطالب(٤) وغيره.

وفيتعق : هو ابن العلوي المتقدّم(٥) .

أقول : هو الظاهر وفاقاً للمجمع(٦) .

هذا وفي نسخة منجش كما ذكره الميرزا في نسبه ، وفي اخرى وهي الأصح عبيد الله مصغّراً وعلي مكرراً ، وفي الحاشية على أوّل الاسم هكذا ابن محمّد بن أحمد. إلى آخره.

وفي الوجيزة جعله ابن أحمد بن محمّد(٧) ، ولعلّه لاضبطيّةجش والأمر كذلك لكن لا كليّاً.

والفاضل عبد النبي الجزائري ذكره في قسم الضعفاء(٨) وكم له من أمثال ذلك.

وفيمشكا : ابن محمّد بن أحمد الفقيه العالم يعرف بعدم استناد خبره إلى أحد من الأئمّةعليهم‌السلام (٩) .

__________________

(١) ابن علي الثانية لم ترد في المصدر.

(٢) رجال ابن داود : ٢٠٤ / ١٧١٧ ، ولم ترد فيه الكنية.

(٣) في عبد الله ، لم ترد في نسخة « م ».

(٤) عمدة الطالب : ٣٣٩ وما بعدها.

(٥) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٦) مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٥.

(٧) الوجيزة : ٣٣٨ / ٢٠٦٠.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٤٣ / ٢١٣٠.

(٩) هداية المحدّثين : ٢٦٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٤٧

٣٢٥٠ ـ يحيى بن محمّد بن عليم :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن عبيد الله بن نهيك ، عنه ،ست : (١) . ومرّ ابن عليم(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عليم ، عنه عبيد الله بن نهيك(٣) .

٣٢٥١ ـ يحيى بن معمّر العطّار :

روى عنه جعفر بن بشير في الحسن بإبراهيم(٤) ،تعق (٥) .

٣٢٥٢ ـ يحيى بن مقسم الكوفي :

أسند عنه ،ق (٦) .

٣٢٥٣ ـ يحيى بن وثّاب :

بالثاء المثلثة المشدّدة بعد الواو والباء الموحّدة بعد الألف ، قرأ على عبيد بن نضلة ، كان يقرأ عليه كل يوم آية وفرغ من القرآن في سبع وأربعين سنة ، وكان يحيى بن وثّاب مستقيماً ، ذكره الأعمش ،صه (٧) .

وعليها عنشه : عجباً من المصنّف ينقل عن الأعمش استقامة يحيى بن وثّاب ثمّ لا يذكر الأعمش في كتابه أصلاً ، ولقد كان حريّا لاستقامته وفضله ، وقد ذكره العامّة في كتبهم وأثنوا عليه مع اعترافهم‌

__________________

(١) الفهرست : ١٧٧ / ٧٩٠ ، وفيها : عبيد الله بن أحمد بن نهيك.

(٢) عن رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٨ والخلاصة : ١٨٢ / ٦.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٦٧ ، وفيها : عبد الله. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) الكافي ١ : ٢٣٥ / ٤ علي بن إبراهيم عن أبيه وصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر العطّار عن بشير الدهّان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤.

(٦) رجال الشيخ : ٣٣٤ / ١٤.

(٧) الخلاصة : ١٨١ / ١.

٤٨

بتشيّعهرحمه‌الله (١) ، وغير المصنّف من أصحابنا الّذين صنفوا في الرجال تركوا ذكره أيضاً ، واسمه سليمان بن مهران(٢) ، انتهى.

وفي ي منجخ في ترجمة عبيد بن نضلة قرأ يحيى بن وثّاب على عبيد بن نضلة إلى قوله مستقيماً ؛ وزاد : وذكر الأعمش أنّه كان إذا صلّى كأنّه يخاطب أحداً(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(٤) (٥) .

٣٢٥٤ ـ يحيى بن هاشم :

كوفي ، قليل الحديث ، ثقة ،صه (٦) .

وزادجش : له كتاب ، إبراهيم بن سليمان عنه به(٧) .

وفيست : له كتاب رويناه بهذا الاسناد ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه(٨) .

والإسناد جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(٩) .

٣٢٥٥ ـ يحيى بن يحيى التميمي :

ضا جخ عامّي ،د (١٠) . ولم أجده فيجخ أصلاً.

__________________

(١) راجع تهذيب التهذيب ٤ : ١٩٥ / ٨٦ ، تهذيب الكمال ١٢ : ٨٧ / ٢٥٧٠.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨٦.

(٣) رجال الشيخ : ٤٨ / ٢٤.

(٤) الوجيزة : ٣٤١ / ٢٠٨٦.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨٦.

(٦) الخلاصة : ١٨٣ / ١٦.

(٧) رجال النجاشي : ٤٤٥ / ١٢٠٣.

(٨) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٩.

(٩) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٧.

(١٠) رجال ابن داود : ٢٨٤ / ٥٥٣.

٤٩

أقول : رأيته في نسختين منجخ فيضا كما نقلهد (١) فلاحظ.

وفي حاشية المجمع : يحيى بن يحيى التميمي عامّيضا (٢) . وفي الوجيزة : ضعيف(٣) ، فتدبّر.

(أقول : يأتي ذكره في الّذي يليه )(٤) .

٣٢٥٦ ـ يحيى بن يحيى الحنفي :

له كتاب ، أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أخيه أحمد ، عن أبيه ، عنه ،ست : (٥) ،جش (٦) .

أقول : الظاهر اتّحاده مع السابق عليه.

وفيمشكا : ابن يحيى الحنفي ، علي بن الحسن بن فضّال عن أخيه أحمد عن أبيه عنه(٧) .

٣٢٥٧ ـ يحيى بن يزيد :

مضى بعنوان ابن زيد(٨) ،تعق (٩) .

٣٢٥٨ ـ يحيى بن يعقوب :

أبو طالب القاضي خال أبي يوسف القاضي ، أسند عنه ،ق (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٩٥ / ٦. و: د لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٦ ولم يرد فيه أنّه من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

(٣) الوجيزة : ٣٤١ / ٢٠٨٨.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٤ ، وفيه : يحيى بن الحنفي ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٦ نقلاً عنه كما في المتن. وهذه الترجمة لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) رجال النجاشي : ٤٤٣ / ١١٩٥.

(٧) هداية المحدّثين : ١٦٢.

(٨) عن أمالي الصدوق : ٣١٣ / ١ المجلس الحادي والستون.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤٢.

٥٠

٣٢٥٩ ـ يزيد أبو خالد القمّاط :

مولى بني عجل بن نجيم ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وله كتاب يرويه جماعة ، صفوان عنه به ،جش (١) .

وزادصه قبل مولى : قال حمدويه : واسم أبي خالد القمّاط يزيد ؛ وبدل وله كتاب. إلى آخره : ناظر زيديّاً فظهر عليه فأُعجب الصادقعليه‌السلام (٢) .

وفي ضح : يزيد بالمثنّاة من تحت قبل الزاي وبعدها أبو خالد القمّاط بالقاف والميم المشدّدة مولى بني عجل بن نجيم(٣) بالجيم كوفي ثقة.

وجدت بخطّ السيّد السعيد صفيّ الدين محمّد بن معد حاشية صورتها : إن أراد يزيد هذا الكناسي فالّذي ذكره الدارقطني أنّه بريد بالباء الموحّدة قال : وهو شيخ من شيوخ الشيعة روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، والشيخ أبو جعفر الطوسيرحمه‌الله ذكر في رجال أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام وقال : يزيد بالياء المثنّاة من تحت والله أعلم(٤) ، انتهى.

وما فيكش من قول حمدويه فقد تقدّم في خالد بن يزيد(٥) ؛ وتقدّم أيضاً عنق : خالد بن يزيد يكنّى أبا خالد القمّاط(٦) ، فتأمّل.

أقول : ربما يوهم قول العلاّمةرحمه‌الله : قال حمدويه : اسم أبي خالد‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢٣ ، وفيه وفي الخلاصة : لجيم.

(٢) الخلاصة : ١٨٣ / ٤.

(٣) في المصدر : لجيم.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٣٢٠ / ٧٧٠.

(٥) رجال الكشّي : ٤١١ / ذيل الحديث ٧٧٤.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٩ / ٧١.

٥١

القمّاط يزيد أنّه مع ما يليه بأجمعه مقول قول حمدويه وليس كذلك ، بل هو فقط قوله كما رأيته في الاختيار وسبق في خالد.

هذا والظاهر أنّ القمّاط غير الكناسي الآتي بعيده ، والحاشية المذكورة من كلام صفي الدين محمّد بن معدرحمه‌الله الظاهر أنّها على الترجمة الآتية ، لأنّ الّذي ذكره الشيخرحمه‌الله فيقر وق هو الكناسي(١) لا القمّاط ، وقد ذكرهما في الوجيزة وجعل الأوّل ثقة والثاني ممدوحاً(٢) .

وفيمشكا : أبو خالد القمّاط(٣) ، عنه صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن سنان ، وابن سماعة. وهو عن حمران بن أعين(٤) .

٣٢٦٠ ـ يزيد أبو خالد الكناسي :

ق (٥) . وفيقر : يكنّى أبا خالد الكناسي(٦) .

وتقدّم في الّذي قبيله ما فيه.

أقول : فيمشكا : الكناسي ، عنه الحسن بن محبوب(٧) .

٣٢٦١ ـ يزيد أخو شتيرة :

مضى فيه(٨) ، ويحتمل كونه بالموحّدة والمهملة ،تعق (٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٧ ، ٣٣٦ / ٥٠.

(٢) الوجيزة : ٣٤١ / ٢٠٩٢ و ٣٤٢ / ٢٠٩٣.

(٣) في المصدر زيادة : الثقة.

(٤) هداية المحدّثين : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٠.

(٦) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٧.

(٧) هداية المحدّثين : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) عن الخلاصة : ٨٧ / ٢ نقلاً عن رجال الشيخ : ٤٥ / ٩ ، وفيه : شرحبيل وهبيرة وكريب ويزيد وسمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بنو شريح قتلوا بصفّين كلّ واحد يأخذ لواءه بعد الآخر حتّى قتلوا ، إلاّ أنّ في الخلاصة بدل يزيد : بريد.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٤.

٥٢

٣٢٦٢ ـ يزيد بن إسحاق بن أبي السخف :

الغنوي(٧) يلقّب شعر ، له كتاب يرويه جماعة ، ابن الحميري عن أبيه عنه به ،جش (٨) .

وفيست : يزيد شعر له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل جميعاً ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد بن إسحاق شعر(١) .

وفيصه : ابن إسحاق شعر بالشين المعجمة والعين المهملة والراء روىكش عن حمدويه عن الحسن بن موسى عن يزيد بن إسحاق أنّه كان من أرفع الناس لهذا الأمر ، وأنّ أخاه محمّداً كان يقول بحياة الكاظمعليه‌السلام فدعا الرضاعليه‌السلام له حتّى قال بالحقّ(٢) ، انتهى.

وفيكش بالسند المذكور إلى قوله : وكان من أرفع الناس لهذا الأمر ، قال : خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً قال : فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه : إن كان صاحبك بالمنزلة الّتي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتّى أرجع إلى قولكم.

قال : قال لي محمّد : فدخلت على الرضاعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك ، وأنا كثيراً ما أُناظره فقال لي يوماً من الأيّام : سل صاحبك إن كان بالمنزلة الّذي ذكرت أن يدعو الله لي حتّى أصير إلى قولكم ، فأنا أُحبّ أن تدعو الله له ، قال : فالتفت أبو الحسنعليه‌السلام نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر ثمّ قال : اللهم خذ بسمعه‌

__________________

(٧) في المصدر زيادة : أبو إسحاق.

(٨) رجال النجاشي : ٤٥٣ / ١٢٢٥.

(١) الفهرست : ١٨٢ / ٨١٢ ، وفيه : يزيد بن إسحاق شعر. إلى أن قال : محمّد بن الحسين عنه.

(٢) الخلاصة : ١٨٣ / ٣.

٥٣

وبصره ومجامع قلبه حتّى تردّه إلى الحقّ ، قال : كانعليه‌السلام يقول هذا وهو رافع يده اليمنى. فلمّا قدم أخبرني بما كان فوالله ما لبثت إلاّ يسيراً حتّى قلت بالحقّ(١) ، انتهى.

وفيق : ابن إسحاق شعر(٢) .

وفيتعق : يعدّ الأصحاب حديثه حسناً ، وببالي أنّهم يدّعون أنّه ممدوح ، وقال خاليرحمه‌الله : فيه مدح عظيم(٣) . وإلى الآن لم أطّلع على ما ذكروه ، ولعلّهم فهموا ذلك من الخلاصة أنّه أدفع الناس ، أي أدفعهم عن هذا الأمر للاعتراضات والأبحاث ، وفيه ما فيه ، بل الظاهر العكس. ووجدوا أرفع بالراء وهو خلاف النسخ ، ومع ذلك فسّره في التحرير فقال معناه أنّه كان واقفيّاً(٤) .

وقال(٥) المصنّف في طريق الصدوق إلى هارون بن حمزة : لم أجد له توثيقاً غير أنّه بدعاء الرضاعليه‌السلام قال بالحقّ(٦) ، انتهى. لكن العلاّمة صحّح الطريق المذكور وهو فيه(٧) ، وحكمشه بتوثيقه على ما قاله خالي ، ونسبه الشيخ محمّد إلى شرحه على البداية(٨) .

وفي رواية جماعة كتابه شهادة على الاعتماد عليه سيما وأن يكونوا‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦٠٥ / ١١٢٦.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٤.

(٣) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٤ ، وفيها زيادة : وحكم العلاّمة بصحّة حديثه والشهيد الثاني بتوثيقه. كما سينبّه عليه المصنّف.

(٤) التحرير الطاووسي : ٦١٣ / ٤٦٦.

(٥) في نسخة « م » : فقال.

(٦) منهج المقال : ٤١٦.

(٧) الخلاصة : ٢٧٩ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٧٢.

(٨) الرعاية في علم الدراية : ٣٧٧.

٥٤

مثل محمّد بن الحسين(١) والخشّاب(٢) والحميري(٣) ، وأيضاً هو كثير الرواية ومقبولها.

وما مرَّ في كلام العلاّمة من الاشتباه فقد(٤) نشأ منطس (٥) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات(٦) ، ثمّ في خاتمته وقد عقدها لمن لا نصّ على توثيقه في كتب الرجال ولكن يستفاد من قرائن وكتب أُخر ، وذكر ما مرّ من تصحيح العلاّمة حديثه ثمّ قال : وقد صرّحشه في شرح البداية بتوثيقه وليس ببعيد(٧) ، انتهى. وفي الوجيزة أيضاً بعد ما ذكره سلّمه الله : وحكم العلاّمة بصحّة حديثه وشه بتوثيقه(٨) ، انتهى.

وما مرَّ من أنّ في كلام العلاّمة اشتباهاً فهو أنّ الّذي كان يقول بحياة الكاظمعليه‌السلام ورجع بدعاء الرضاعليه‌السلام هو يزيد لا محمّد كما مرّ عنكش .

هذا ، وفي ضح : ابن إسحاق بن أبي السخف بالفاء الغنوي بفتح الغين المعجمة وفتح النون بعدها أبو إسحاق يلقّب شغر بفتح الشين المعجمة والغين المعجمة(٩) انتهى. وما ذكرهرحمه‌الله في ترجمة شغر هو‌

__________________

(١) كما تقدّم في طريق الفهرست.

(٢) أي الحسن بن موسى الخشّاب كما في طريق الكشّي.

(٣) على ما في رجال النجاشي.

(٤) في نسخة « ش » : فهو.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤ ، وسينبّه المصنّف على هذا الاشتباه.

(٦) حاوي الأقوال : ١٦١ / ٦٥٨.

(٧) حاوي الأقوال : ١٧٣ / ٧١٩.

(٨) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٤.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٣٢١ / ٧٧١.

٥٥

المعروف المتداول على الألسنة.

وفيمشكا : ابن إسحاق مشترك بين رجلين فابن أبي السخف الغنوي الملقّب بشعر ، ابن الحميري عن أبيه عنه(١) ، وعنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسن بن موسى الخشّاب ، والظاهر الوحدة ، وحكم العلاّمة بصحّة طريق الصدوق إلى هارون بن حمزة الغنوي وفيه يزيد بن إسحاق شغر ، وعبارةشه في الدراية تقتضي توثيقه(٢) .

٣٢٦٣ ـ يزيد بن حمّاد الأنباري :

السلمي أبو يعقوب الكاتب ، ثقة ،صه (٣) .

ويأتي في ابنه يعقوب عنضا أيضاً(٤) .

٣٢٦٤ ـ يزيد بن خليفة :

واقفي ،ظم (٥) .

وفيق : ابن خليفة الحارثي الحلواني عربي ، وليس من بني الحارث ولكنه من بني يأمن اخوة الحارث وعدادهم(٦) فيهم(٧) .

وفيصه : ابن خليفة الحارثي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام واقفي ؛ ثمّ نقل ما يأتي عنكش وقال : هذا الطريق غير متّصل ومع ذلك فلا يوجب التعديل(٨) .

وفيجش : ابن خليفة الحارثي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب‌

__________________

(١) في المصدر :. الملقّب بشغر الحميري عن أبيه عنه.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٦٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) الخلاصة : ١٨٣ / ٢.

(٤) رجال الشيخ : ٣٩٥ / ١٢ ، وفيه : يعقوب بن يزيد الكاتب هو ويزيد أبوه ثقتان.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٥.

(٦) في نسخة « م » : وعداده ، وفي المصدر : وعدادهم فيه.

(٧) رجال الشيخ : ٣٣٨ / ٧٥.

(٨) الخلاصة : ٢٦٥ / ١.

٥٦

يرويه جماعة ، محمّد بن أبي حمزة عنه به(١) .

وفيكش في يزيد بن خليفة الحارثي ، حدّثني حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّد بن عيسى ؛ ومحمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد رفعه قال : دخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل يقال له يزيد بن خليفة ، فقال له : من أنت؟ فقال : من الحارث(٢) بن كعب ، قال : فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس(٣) أهل بيت إلاّ وفيهم نجيب أو نجيبان وأنت نجيب الحارث بن كعب(٤) ، انتهى. وفي نسخة في مواضع بلحارث(٥) والظاهر أنّ الكلّ واحد.

وفيتعق : في كتاب المطاعم من الكافي : عن حنّان بن سدير ، عن يزيد بن خليفة وهو رجل من بني الحارث بن كعب قال : أتيت المدينة وزياد بن عبد الله(٦) الحارثي عليها ، فاستأذنت الصادقعليه‌السلام فدخلت عليه فسلّمت وتمكّنت من مجلسي فقلت(٧) له : إنّي رجل من بني الحارث بن كعب قد هداني الله إلى محبّتكم ومودّتكم أهل البيت ، فقالعليه‌السلام : كيف اهتديت إلى محبتنا(٨) أهل البيت فوالله إنّ محبّتنا في بني الحارث لقليل. الحديث(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢٤.

(٢) في المصدر : زيادة : من.

(٣) في المصدر زيادة من.

(٤) رجال الكشّي : ٣٣٤ / ٦١١ ، وفيه : وأنت نجيب بلحارث بن كعب.

(٥) في نسخة « ش » : بالحارث.

(٦) في المصدر : عبيد الله.

(٧) في نسخة « ش » : وقلت.

(٨) في المصدر والتعليقة : مودّتنا.

(٩) الكافي ٦ : ٤١١ / ١٦.

٥٧

ويروي عنه يونس بن عبد الرحمن(١) وصفوان في الصحيح(٢) وفيه إشعار بثقته.

وفي الوجيزة : ثقة(٣) . ولم يظهر لي وجهه(٤) .

أقول : يظهر من ذلك مغايرة ما فيظم لما فيجش وكش وق وهو الظاهر ، بل لا وجه للحكم بالاتّحاد أصلاً سوى تسمية أبويهما بخليفة ، فتأمّل.

هذا وفي القاموس : قولهم(٥) بلحارث لبني الحارث بن كعب من شواذ التخفيف وكذلك يفعلون في كل قبيلة يظهر فيها(٦) لام المعرفة(٧) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن خليفة الواقفي ، عنه صفوان ، وابن مسكان كما في الفقيه(٨) ، ومحمّد بن أبي حمزة(٩) .

٣٢٦٥ ـ يزيد بن سليط الزيدي :

ظم (١٠) . وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، له حديث‌

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٢٠ / ٥٦ بسنده عن محمّد بن يعقوب عن علي بن عن محمّد بن عيسى عن يونس عن يزيد بن خليفة قالت : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٢) التهذيب ٧ : ١٣٧ / ٦٠٩ و ٦١٠ بسنده عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الحارثي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٣) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٦.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤.

(٥) قولهم ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) في نسخة « ش » : منها.

(٧) القاموس المحيط : ١ / ١٦٥.

(٨) الفقيه ٢ : ١٧٠ / ٧٤٥.

(٩) هداية المحدّثين : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(١٠) رجال الشيخ : ٣٦٣ / ٣.

٥٨

طويل(١) .

وفيكش : ابن سليط الزيدي ، حديثه طويل(٢) .

وفيتعق : رواه في الكافي في باب النصّ على الرضاعليه‌السلام (٣) وفي العيون(٤) ، ويظهر منه النصّ على الكاظمعليه‌السلام أيضاً وهو يشير إلى حسن عقيدته بل حسن حاله. وعدّه في الإرشاد ممّن روى النصّ على الرضاعليه‌السلام عن أبيهعليه‌السلام من خاصّته وثقاته وأهل العلم والورع والفقه من شيعته(٥) (٦) .

قلت : في الوجيزة : ابن سليط وثّقه المفيدرحمه‌الله (٧) .

٣٢٦٦ ـ يزيد الصائغ :

بالغين المعجمة ، قالكش : ذكر الفضل في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمّد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم ،صه (٨) . وفيكش ما ذكره(٩) .

٣٢٦٧ ـ يزيد بن فرقد الأسدي :

أخو داود ، مرّ في ترجمته عنجش (١٠) ، ويحتمل كونه النهدي الآتي بعيده ،تعق (١١) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٥ / ٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٥٢ / ٨٥٤.

(٣) الكافي ١ : ٢٥٠ / ١٤.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٣ / ٩ باب ٤.

(٥) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

(٧) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٧.

(٨) الخلاصة : ٢٦٥ / ٣.

(٩) رجال الكشّي ٥٤٦ / ١٠٣٣.

(١٠) رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

٥٩

٣٢٦٨ ـ يزيد بن فرقد النهدي :

ق (١) . وفيتعق : يروي عنه أبان في الصحيح(٢) (٣) .

٣٢٦٩ ـ يزيد بن نويرة :

بالنون المضمومة والياء المثنّاة من تحت بعد الواو قبل الراء ، من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قتل يوم النهروان ، الّذي قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من جاوز هذا التل فله الجنّة ، فقال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بيني وبين الجنّة إلاّ(٤) التل ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ؛ فضرب بسيفه حتّى جاوزه ،صه (٥) .ي إلاّ الترجمة ومن أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٦) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٧) .

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال : إنّي إنّما ذكرت هذا الرجل هنا لشرفه ولعلوّ شأنه ، وهي وإن كانت مرسلة لا تقتضي إدخاله في هذا القسم إلاّ أنّ رواية هذا الرجل للأحكام الشرعيّة غير موجودة(٨) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ الرواية لا تفيد أكثر من الحسن وإن لم توجد له رواية ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٣٨ / ٧٢.

(٢) التهذيب ٤ : ٧٤ / ٢٠٦ بسنده عن سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن يزيد بن فرقد النهدي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام .

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

(٤) في نسخة « ش » زيادة : هذا.

(٥) الخلاصة : ١٨٣ / ١.

(٦) رجال الشيخ : ٦٢ / ٢ ، وفيه زيادة : فقال ابن عمّ له : إن أنا تجاوزت فلي مثل ما لابن عمّي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، فمضى حتّى جاوزه ثمّ أقبلا يختصمان في قتيل قتلاه فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشرا فكلاكما قد استوجبا الجنّة.

(٧) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٨.

(٨) حاوي الأقوال : ١٦٢ / ٦٦٠.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

لأنّ الوجود الواجبي في أعلى مراتب القوّة والتمام ، والوجود الممكني في أنزل مراتب الضعف والنقصان ، وإن كان كلاهما موجوداً حقيقة ، وأحدهما خالق للآخر وموجد له

فهذا في الحقيقة قول بكثرة الوجود والموجود معاً ، نعم حقيقة الوجود واحدة ، فهو ممّا لا يستلزم الكفر والنجاسة بوجه ، بل هو مذهب أكثر الفلاسفة ، بل ممّا اعتقده المسلمون وأهل الكتاب ، ومطابق لظواهر الآيات والأدعية ، فترى إنّهعليه‌السلام يقول :« أنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت الربّ وأنا المربوب » ، وغير ذلك من التعابير الدالّة على أنّ هناك موجودين متعدّدين ، أحدهما موجد وخالق للآخر ، ويعبّر عن ذلك في الاصطلاح بالتوحيد العامّي

وإن أراد من وحدة الوجود ما يقابل الأوّل ، وهو أن يقول بوحدة الوجود والموجود حقيقة ، وأنّه ليس هناك في الحقيقة إلّا موجود واحد ، ولكن له تطوّرات متكثّرة ، واعتبارات مختلفة ، لأنّه في الخالق خالق ، وفي المخلوق مخلوق ، كما إنّه في السماء سماء ، وفي الأرض أرض ، وهكذا

وهذا هو الذي يقال له توحيد خاصّ الخاصّ ، وهذا القول نسبه صدر المتألّهين إلى بعض الجهلة من المتصوّفين وحكي عن بعضهم أنّه قال : ليس في جبّتي سوى الله وأنكر نسبته إلى أكابر الصوفية ورؤسائهم ، وإنكاره هذا هو الذي يساعده الاعتبار ، فإنّ العاقل كيف يصدر منه هذا الكلام ، وكيف يلتزم بوحدة الخالق ومخلوقه ، ويدّعي اختلافهما بحسب الاعتبار ؟!

وكيف كان ، فلا إشكال في أنّ الالتزام بذلك كفر صريح ، وزندقة ظاهرة ، لأنّه إنكار للواجب ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث لا امتياز للخالق عن المخلوق حينئذ إلّا بالاعتبار ، وكذا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو جهل ـ مثلاً ـ متّحدان في الحقيقة على هذا الأساس ، وإنّما يختلفان بحسب الاعتبار

وأمّا إذا أراد القائل بوحدة الوجود أنّ الوجود واحد حقيقة ولا كثرة فيه من جهة ، وإنّما الموجود متعدّد ، ولكنّه فرق بيّن بين موجودية الموجود ، وموجودية

٥٢١

غيره من الماهيات الممكنة ، لأنّ إطلاق الموجود على الوجود من جهة أنّه نفس مبدأ الاشتقاق

وأمّا إطلاقه على الماهيات الممكنة ، فإنّما هو من جهة كونها منتسبة إلى الموجود الحقيقي ، الذي هو الوجود لا من أجل أنّها نفس مبدأ الاشتقاق ، ولا من جهة قيام الوجود بها ، حيث إنّ للمشتقّ اطلاقات : فقد يحمل على الذات من جهة قيام المبدأ به ، كما في زيد عالم أو ضارب ، لأنّه بمعنى من قام به العلم أو الضرب

وأُخرى : يحمل عليه لأنّه نفس مبدأ الاشتقاق ، كما عرفته في الوجود والموجود

وثالثة : من جهة إضافته إلى المبدأ نحو إضافة ، وهذا كما في اللابن والتامر ، لضرورة عدم قيام اللبن والتمر ببائعهما ، إلّا أنّ البائع لمّا كان مسنداً ومضافاً إليهما نحو إضافة ـ وهو كونه بائعاً ـ لهما صحّ إطلاق اللابن والتامر على بائع التمر واللبن ، وإطلاق الموجود على الماهيات الممكنة من هذا القبيل ، لأنّه بمعنى أنّها منتسبة ومضافة إلى الله سبحانه ، بإضافة يعبّر عنها بالإضافة الإشراقية ، فالموجود بالوجود الانتسابي متعدّد ، والموجود الاستقلالي الذي هو الوجود واحد

وهذا القول منسوب إلى أذواق المتألّهين ، فكأنّ القائل به بلغ أعلى مراتب التألّه ، حيث حصر الوجود بالواجب سبحانه ، ويسمّى هذا توحيداً خاصّياً

ولقد اختار ذلك الأكابر ممّن عاصرناهم ، وأصرّ عليه غاية الإصرار ، مستشهداً بجملة وافرة من الآيات والأخبار ، حيث إنّه تعالى قد أطلق عليه الموجود في بعض الأدعية

وهذا المدّعى وإن كان أمراً باطلاً في نفسه ، لابتنائه على أصالة الماهية ـ على ما تحقّق في محلّه ـ وهي فاسدة ، لأنّ الأصيل هو الوجود ، إلّا أنّه غير مستتبع لشيء من الكفر والنجاسة والفسق

٥٢٢

بقي هناك احتمال آخر وهو : ما إذا أراد القائل بوحدة الوجود ، وحدة الوجود والموجود في عين كثرتهما ، فيلتزم بوحدة الوجود والموجود ، وإنّه الواجب سبحانه ، إلّا أنّ الكثرات ظهورات نوره ، وشئونات ذاته ، وكُلّ منها نعت من نعوته ، ولمعة من لمعات صفاته ، ويسمّى ذلك عند الاصطلاح بتوحيد أخصّ الخواص

وهذا هو الذي حقّقه صدر المتألّهين ، ونسبه إلى الأولياء والعرفاء من عظماء أهل الكشف واليقين ، قائلاً : بأنّ الآن حصص الحقّ ، واضمحلت الكثرة الوهمية ، وارتفعت أغاليط الأوهام ، إلّا أنّه لم يظهر لنا ـ إلى الآن ـ حقيقة ما يريدونه من هذا الكلام

وكيف كان ، فالقائل بوحدة الوجود ـ بهذا المعنى الأخير ـ أيضاً غير محكوم بكفره ولا بنجاسته مادام لم يلتزم بتوال فاسدة من إنكار الواجب أو الرسالة أو المعاد »(١)

« طالب نور ـ ـ »

حول الاسم الأعظم ولفظ الجلالة :

س : اسم الله الأعظم اسم يستودعه عند خاصّة أوليائه ؛ وهو نور يقذفه الله في قلوب عباده المؤمنين الصادقين المخلصين العارفين به ، وذلك لا يكون إلّا لمن بلغ ذروة من الكمال ، والترويض النفسي ، فقد قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
______________________

(١) التنقيح في شرح العروة الوثقى ٢ / ٨١

٥٢٣

عَلِيمٌ ) (١) كيف يصل المؤمن إلى معرفة الاسم الأعظم ؟ وهل هو موجود في البسملة كما قيل ؟

وهل أن اسم الله الأعظم موجود في ( ألم ) الموجودة في سورة آل عمران ؟ ولماذا ؟

وما هو معنى كلمة الله ، فيقال إنّها ليست عربية الأصل ؛ مستشهدين بآية قرآنية إن وجدت ؟

ج : إنّ الاسم الأعظم أودع الله تعالى معرفته عند خاصّة أوليائه ، العارفين به ، المخلصين له ، وهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو اسم من ثلاث وسبعين حرف ، أودع الله تعالى عندهمعليهم‌السلام اثنين وسبعين حرفاً ، واختصّ بواحدٍ لنفسه

فما قصدت بالمؤمنين في النصّ الذي ذكرته هم أئمّة آل البيتعليهم‌السلام بقرينة ـ الصادقين المخلصين العارفين ـ فأيّ أحد منّا عرف الله كما عرفه أهل البيتعليهم‌السلام ؟!

إذ المعرفة والصدق والإخلاص قيود احترازية عن دخول أيّ أحد في حدّ من عرف الاسم الأعظم ، فلا يشمل إذاً غيرهم ولا يتعدّى ذلك إلى سواهم

ثانياً : البسملة لها شرفها ومنزلتها عند الله تعالى ، وهل هي الاسم الأعظم أم لا ؟

إنّ الاسم الأعظم كما قلنا هو سرّ الله تعالى الذي لا يطّلع عليه أحد إلّا أوليائه المعصومينعليهم‌السلام ، فلا أحد يستطيع المجازفة في الخوض بذلك

نعم منزلة بسم الله الرحمن الرحيم كمنزلة الاسم الأعظم في سره وفي عظمته ، فعن الإمام الرضاعليه‌السلام قال :« إنّ بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها » (٢)

______________________

(١) النور : ٣٥

(٢) تفسير العيّاشي ١ / ٢١

٥٢٤

فهذه المنزلة للبسملة وكونها كالاسم الأعظم يكشف لنا عظمتها عند الله تعالى ، واستخدامها كالاسم الأعظم يشترط فيه الإيمان والتصديق بأنّها كالاسم الأعظم ، ولذا فهذه الرواية ستقرّب لنا هذا المعنى ، وكون استخدام أيّ شيء مشروط بالإيمان به والتصديق والتسليم

وجاء في « مناقب آل أبي طالب » : « وأبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفّين ، فأخذ عليعليه‌السلام يده ، وقرأ شيئاً وألصقها ، فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال :« فاتحة الكتاب » ، كأنّه استقلّها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه عليٌّ ومضى »(١)

وهذا يعني أنّ استخدام أيّ شيء مهما بلغ مشروط بالتسليم والتصديق به ، فكذلك هي البسملة وأمثالها من الأسماء ، والآيات والأدعية

ثالثاً : إذا قلنا إنّ« ألم » وأمثالها من الاسم الأعظم ، فهذا لا يعني إمكانيتنا استخدام هذه الحروف كالاسم الأعظم ، فالاسم الأعظم كما قلنا أسراره مودعة عند أهل البيتعليهم‌السلام ، وللاسم الأعظم تأليف وترتيب يختصّ به من يحمله من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام ، فمعرفة كونه من الاسم الأعظم لا ينفع وحده دون معرفة تأليفه وترتيبه

فقد ورد مثلاً : « ح م س ق » هو حروف من اسم الله الأعظم المقطوع ، يؤلّفه الرسول أو الإمامعليهما‌السلام ، فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله تعالى به أجاب

فتأليف الاسم الأعظم من الحروف المقطّعة هو سرّ مودع لدى خاصّة أوليائه وأصفيائه ، وهم أئمّتناعليهم‌السلام

رابعاً : إنّ لفظ « الله » هو اسم علم للذات المقدّسة الجامعة لجميع الصفات العليا والأسماء الحسنى

______________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٦١

٥٢٥

قيل : هو غير مشتقّ من شيء بل هو علم ، وقيل عن سيبويه : هو مشتقّ وأصله « إله » دخلت عليه الألف واللام فبقي « الإله » ، ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت فبقي « الله » ، فأسكنت اللام الأُولى وأُدغمت وفخّم تعظيماً ، لكنّه يترقّق مع كسرة ما قبله ، كما في قوله تعالى :( يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) فهنا لفظ الله خفّف لسبقه بمجرور

فأصله عربي كما علمت ، مشتقّ من « إله » أي معبود ، فقد ورد« كان إلهاً إذ لا مألوه » أي كان معبوداً قبل أن يعبد ، سبحان الله وتعالى عن كُلّ وصفٍ ومثل

« حسين علي ـ الجزائر ـ ٢٦ سنة ـ ليسانس فلسفة »

الأدلّة النقلية لحدوث العالم :

س : أُريد معرفة رأي أهل البيت في قضية حدوث العالم أو قدمه ؟ مع العلم أنّ الشيخ الرئيس ابن سينا يقول بقدمه

ج : إنّ حدوث العالم أمر متسالم عليه عند كُلّ أرباب الأديان والمذاهب السماوية ، ومنها الإسلام ومذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، ويؤيّده العقل السليم ، والقواعد الأساسية من علم الكلام ، وما خالف هذا الرأي مردود ، أو مؤوّل إن كان صاحبه يعتنق الإسلام

ومن الأدلّة النقلية في المقام ورود الآيات الكريمة في خلق العالم والسماوات والأرضيين وغيرها ، فهي بصراحتها تدلّ على حدوثها ؛ وأيضاً الأحاديث والروايات الكثيرة في هذا الباب لا تعطي مجالاً للتفكير في قدم الخلق ، فمنها :

١ ـ قال الإمام عليعليه‌السلام :« الدالّ على قدمه بحدوث خلقه مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته » (١)

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٤٤ ، الاحتجاج ١ / ٣٠٥

٥٢٦

٢ ـ قال الإمام عليعليه‌السلام :« لم يزل ربّنا قبل الدنيا هو مدبّر الدنيا وعالم بالآخرة » (١)

٣ ـ قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« الحمد لله الذي كان قبل أن يكون كان ، لم يوجد لوصفه كان ، كان إذ لم يكن شيء ولم ينطق فيه ناطق فكان إذ لا كان » (٢)

٤ ـ قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« لأنّ الذي يزول ويحوّل يجوز أن يوجد ويبطل ، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث وفي جواز التغيّر عليه خروجه من القدم كما بان في تغييره دخوله في الحدث » (٣)

٥ ـ قال الإمام الرضاعليه‌السلام : « إنّ الله تبارك وتعالى قديم ، والقدم صفة دلّت العاقل على أنّه لا شيء قبله ، ولا شيء معه في ديموميّته ، فقد بان لنا بإقرار العامّة مع معجزة الصفة لا شيء قبل الله ، ولا شيء مع الله في بقائه

وبطل قول من زعم أنّه كان قبله ، أو كان معه شيء ، وذلك أنّه لو كان معه شيء فبقائه لم يجز أن يكون خالقاً له ، لأنّه لم يزل معه ، فكيف يكون خالقاً لمن لم يزل معه ؟ ولو كان قبله شيء كان الأوّل ذلك الشيء لا هذا »(٤)

وغيرها من الروايات الصريحة بهذا المعنى

« محمّد باقر ـ البحرين ـ »

شبهة وجود الله في جهة معيّنة :

س : كيف تردّ على الشبهة التي تقول بوجود الله في جهة معيّنة ؟

ج : إنّ الله تعالى لو كان في جهة معيّنة ، يصدق أن يقال إنّه ليس في الجهة
______________________

(١) التوحيد : ٣١٦

(٢) المصدر السابق : ٦٠

(٣) المصدر السابق : ٢٩٧ ، الكافي ١ / ٧٧

(٤) المصدر السابق : ١٨٧

٥٢٧

الأُخرى ، وبذلك يكون محدوداً ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :« ومَن جهله فقد أشار إليه ، ومَن أشار إليه فقد حدّه ، ومَن حدّه فقد عدّه ، ومَن قال : « فيم » فقد ضمّنه ، ومن قال : « علام » فقد أخلى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كُلّ شيء لا بمقارنة ، وغير كُلّ شيء لا بمزايلة ، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة » (١)

وقالعليه‌السلام أيضاً :« لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان ، قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد عنها غير مباين » (٢)

وقالعليه‌السلام :« لا تدركه الشواهد ، ولا تحويه المشاهد ، ولا تراه النواظر ، ولا تحجبه السواتر ، الدالّ على قدمه بحدوث خلقه ، وبحدوث خلقه على وجوده » (٣)

« السيّد محمّد السيّد حسن شرف ـ البحرين ـ »

صفة الخالق صفة فعلية :

س : نحن نقول على أنّ الله تعالى خالق ، وصفة خالق صفة أزلية لله عظم شأنه ، إذاً لابدّ من وجود مخلوقات أزلية تلازم هذه الصفة عند الله تعالى

ج : إنّ صفة الخالقية والرازقية وماشابههما ليست من صفات الذات حتّى تكون أزلية وقديمة مع الذات ، بل هي صفات فعلية تنسب إلى الباري بعد قيامه عزّ وجلّ بها ، والله قادر على الخلق ، وما لم يخلق فلا يقال له خالق ، بل يقال له قادر على الخلق ، والقدرة هي من الصفات الذاتية الأزلية

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٧٢

(٢) المصدر السابق ١٠ / ٦٤

(٣) المصدر السابق ١٣ / ٤٤

٥٢٨

« أبو الزين ـ الأردن ـ »

عينية الصفات لذات الله :

س : في موضوع عينية الصفات يعلّق صديقي الأشعري بقوله : ظواهر الشريعة تصف الله تعالى بصفات عديدة ، كالقدرة والإرادة والعلم والحياة والكلام والسمع والبصر ، فهل يمنع العقل اتصاف ذات ما بصفات ما ؟ وهل اتصاف ذات بصفات يعد تكثراً في تلك الذات ؟

فالجوهر ذات ليست منقسمة ، ومع ذلك هي متّصفة بصفات عديدة ، ولم يدّعي أحد أنّ الجوهر يتكثّر عند وصفه بتلك الصفات ، بل وكثير من البسائط ، فهل اتصاف الله تعالى بالصفات الإلهية يستلزم التكثّر في الذات ؟

يقول هو : إنّ الإمامية خلطوا بين معنى الذات ومعنى الصفات ، ولم نسمع عن عاقل بقول بأنّ مفهوم الذات هو مفهوم الصفة ، فماذا تعنون بالعينية ؟ ويردف أنّ رأي المعتزلة أقرب إلى القبول من مذهبكم ؟

ج : رأي عينية الصفات لذات الله تعالى هو الرأي الحقّ الذي لا مناص عنه ، وبيانه : إنّ البسيط لو احتاج إلى غير ذاته فقد افتقر

وهنا نتساءل : هل إنّ الله تعالى يحتاج في علمه ـ مثلاً ـ إلى خارج ذاته ؟ وإنّ الصفات المذكورة هي قديمة في جنب قدم ذاته ؟

فحذراً من هذين الإشكالين يتحتّم علينا أن نلتزم بعينية الصفات لذاته حتّى لا يحتاج ذاته تعالى لشيءٍ آخر خارج عنها ، وهذا المعنى هو المصرّح به على لسان الإمام عليعليه‌السلام :« وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كُلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كُلّ موصوف أنّه غير الصفة » (١)

وأمّا التمثيل بالجوهر ، فهو في غير محلّه ، فإنّ الجوهر تعريف تحليلي لا يوجد له مصداق في الخارج ، بدون اتصافه بصفة أو مواصفة ، فمصداقية التعينية تحتاج وتتوقّف على اتصافه بالصفات ، إذ أين الجوهر بلا صفة حتّى نتكلّم عنه ؟!

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٧٢

٥٢٩

ثمّ لا يخفى عليكم أنّ الإمامية قد حقّقوا ودقّقوا بما لا مزيد عليه بأنّ ذات الله تعالى تختلف مفهوماً عن صفاته ، ولكنّها تتحدّ معها مصداقاً وخارجاً ، أي إنّ صفة العلم مثلاً من جهة مفهوم العلم تختلف عن ذات الباري عزّ وجلّ ، فليس الله تعالى هو بمعنى العلم ، ولكن مصداقهما ـ الذات والعلم ـ متحدّ في ذاته ، فليس الاتحاد والعينية في حوزة المفهوم حتّى يناقش ، بل الاندماج وعدم التمايز والتغاير هو في جهة المصداق ، أي إنّ الواقع في الخارج هو وجود واحد ، ولكن يتّصف أحياناً باسم الجلالة ، وتارةً بـ « العالم »

وأمّا ما تقوله الأشاعرة فهو مردود عقلاً ونقلاً ، وحتّى إنّ ظواهر الشريعة التي تمسّكوا بها لا تدلّ على أزيد من اتصاف الذات بتلك الصفات ، وأمّا أنّ هذه الصفات تكون زائدةً على الذات فلا دلالة فيها ، بل الدليل العقلي والنقلي كما ذكر يؤكّد اتحاد الصفات مع الذات

وأمّا رأي المعتزلة في المقام ، فهو وإن كان في بعض جزئياته أقرب إلى الواقع من رأي الأشاعرة ، ولكنّه أيضاً خلط وخطأ وقعوا فيه لتفادي الوقوع في محذور أشد ، وهو زيادة الصفات على الذات ، فهم عرفوا ـ خلافاً للأشاعرة ـ أنّ زيادة الصفات توجب إشكالاً عسيراً لا مخلص عنه ، فحذراً منه نفوا واقعية الصفات في مجال ذاته تعالى ، وأعطوا للذات النيابة عن الصفات

ولكن يلاحظ عليهم : إنّ عدم زيادة الصفات على الذات لا يدلّ بالملازمة على نفي واقعية الصفات ، بل الحلّ أن نلتزم بوحدة الصفات مع الذات مصداقاً واختلافهما مفهوماً ، كما عليه الإمامية

« هند ـ المغرب ـ ١٩ سنة ـ طالبة ثانوية »

كيف نتقرّب إلى الله تعالى :

س : أحسّ نفسي بعيدة عن ديني ، يمكن لكثرة مشاكلي ، أو لأنّي لست قوّية ، أرجو منك أن تساعدني ، كيف نقدر أن نتقرّب إلى الله ؟ كيف نقدر على أن نكون على الصواب ؟ وشكراً

٥٣٠

ج : إنّ الابتعاد عن الله تعالى منشؤه عدم معرفة الله تعالى حقّ المعرفة ، فإذا عرفنا خالقنا حقّ المعرفة سنتقرّب إليه وسيتقرب إلينا ، فإذا خطونا خطوة واحدة لمعرفة الله والتقرّب إليه ، سيأخذ الله تعالى بأيدينا ويساعدنا على هذا ، وسيكون الله أقرب إلينا من حبل الوريد

وأمّا أنّنا كيف يمكن لنا أن نعرف الله تعالى ونتقرّب إليه ؟ فهذا أمر سهل ، فما علينا إلّا أن نترك التعصّب الأعمى ، ونصفّي قلوبنا ، ونتبع من أمرنا الله تعالى باتباعهم ، نتبع نبيّه الحبيب المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله بكُلّ ما جاء به ، ومن أوامرهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن نتّبع أهل بيته ، فإذا عرفنا النبيّ وأهل البيتعليهم‌السلام ، وتعرّفنا على سلوكهم وسيرتهم ، وما رسموه لنا في حياتنا الدنيوية من تعاليم عبادية وأخلاقية ، وعملنا بكُلّ ما قالوه ، بهذا سنتقرّب إلى الله تعالى ، ولا نحسّ بأنّنا على بعد مع الله تعالى

روى جميع المسلمين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال وفي عدّة مواطن ، ومنها : قبيل وفاته في وصيّته لأُمّته :« إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١)

______________________

(١) مسند أحمد ٥ / ١٨٢ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٩٦ ، مسند ابن الجعد : ٣٩٧ ، المنتخب من مسند الصنعاني : ١٠٨ ، ما روى في الحوض والكوثر : ٨٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢٩٧ و ٣٠٣ و ٣٧٦ ، المعجم الصغير ١ / ١٣١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٣٧٣ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٥ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ ، نظم درر السمطين : ٢٣١ ، الجامع الصغير ١ / ٤٠٢ ، العهود المحمدية : ٦٣٥ ، كنز العمّال ٥ / ٢٩٠ و ١٣ / ١٠٤ و ١٤ / ٤٣٥ ، دفع شبه التشبيه : ١٠٣ ، شواهد التنزيل ٢ / ٤٢ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٣ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، الكامل ٦ / ٦٧ ، علل الدارقطني ٦ / ٢٣٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٢٠ و ٥٤ / ٩٢ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٦٥ ، أنساب الأشراف : ١١١ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ و ٧ / ٣٨٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٧ و ١٠٠ و ١١٣ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٥٠ و ٣٦٠ و ٢ / ٩٠ و ١١٢ و ٢٦٩ و ٢٧٣ و ٤٠٣ و ٤٣٧ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨

٥٣١

فلكُلّ فعل طريق ، وطريق القرب من الله تعالى ، أن نحبّ من أحبّه الله ، وأن نبغض من أبغضه الله ، وأن نأتم بأوامر أولياء الله ، وأن نبتعد عن الطواغيت الذين لعنهم الله تعالى

« وسيمة المدحوب ـ البحرين ـ »

لم يطلع العقول على تحديد صفته :

س : قال الإمام عليعليه‌السلام : « لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته »(١) ، إلى ماذا يشير الإمامعليه‌السلام بهذا الحديث ؟

وفي الختام ، نشكر جهودكم المبذولة في خدمة الإسلام والمذهب ، ونسأل الله لكم دوام الموفّقية والسداد ، ونسألكم الدعاء لنا بالتوفيق

ج : إنّ الصفات لمّا كانت عين الذات ، فمن المستحيل معرفتها بشكلها وصورتها التفصيلية والحقيقية ، إذ معنى ذلك هو معرفة الله بكنهه وحقيقته ، وهذا محال كما ثبت في محلّه ، فالعقل قاصر عن إدراك كنه الله وصفاته ، التي هي عين ذاته ، لأنّه محدود ، ومن المستحيل إحاطة المحدود باللامحدود

والعقل يمكن أن يدرك وجود الله تعالى ، وصفاته الملازمة له من كونه عالماً حيّاً متكلّماً ، ويمكن أن يعرف ويدرك العقل هذه الصفات بشكل يتناسب مع عظمة الله تعالى ، وعدم مادّيته وعدم حدوثه ، وما إلى ذلك من الملازمات ، فهذه هي المعرفة الواجبة التي يجب على كُلّ مكلّف معرفتها ، أمّا المعرفة بالشكل الأوّل ، فهي المعرفة المحرّمة بل المستحيلة في حدّ ذاتها

وهذا من أوضح الأدلّة على بطلان قول المشبّهة والمعطّلة وصحّة المذهب الحقّ في التوحيد

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ٣ / ٢١٦

٥٣٢

« رباب ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة »

لماذا يعذّب الله تعالى المسلمين ؟

س : كيف يعذّب الله المسلمين بالنار وهو الرحمن الرحيم ؟ وكيف تكون النار رحمة للناس وتطهيراً ؟

ج : إنّ الإنسان ميّال إلى اللهو واللعب والراحة ، فلو خُلّي وطبعه زاغ عن جادّة الحقّ والصواب التي رسمها الله تعالى له ، وخصّه بها ودعاه إليها ، بانتخابه واختياره ، فمن أجل أن يسوقه إليها ، بلّغه على لسان أنبيائه بوعده ووعيده ، تحفيزاً له لنيل الثواب ، وتجنّب العقاب ، وبالتالي بلوغ السعادة المرجوّة

ومن هنا يُعلم أنّ عقوبة الله تعالى للإنسان غير مقصودة بالذات ، لأنّ رحمته تعالى سبقت غضبه وانتقامه ، بل هي وسيلة لتحقّق ما يُصلِح الإنسان ، وينفعه في الدنيا والآخرة ، عبر الالتزام بأوامر الله تعالى ، والانتهاء عن نواهيه ، قال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) (١)

« ـ الجزائر ـ ٣٣ سنة »

معرفة الله تعالى لكُلّ إنسان بمقدار عقله :

س : التعبّد المحض لله عن طريق ماذا يكون ؟ إذا علمنا أنّ معرفته مستحيلة لأنّه مجهول ، ما عرفناك حقّ معرفتك ، وكيف للعاجز أن يعرف الكامل ؟

ج : إنّ كُلّ إنسان مؤمن بالله تعالى ، معرفته به على قدر وسعه ، وعلى مقدار فهمه وعقله ، والتعبير عن الله تعالى بأنّه مجهول غير صحيح ، فإنّ كُلّ أحد يعلم بوجوده ، ويعتقد بقدرته وخالقيته ورازقيته ، وإلى آخره

نعم ذات الله تعالى لا يتوصّل إليها أحد ، ولا يمكن الاطلاع عليها ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه العبارة يقول :« ما عرفناك حقّ معرفتك » (٢) ، فلم ينكر أصل
______________________

(١) الأنفال : ٢٤

(٢) التوحيد : ١١٤

٥٣٣

المعرفة ، إذاً حقّ المعرفة أمر ، وأصل المعرفة أمر آخر ، فكُلّ يعرف ربّه وخالقه ورازقه على قدر عقله وفهمه وإلى آخره

« ـ ـ »

تعليق على الجواب السابق :

حقيقة الموضوع مهمّ جدّاً لأنّه عقائدي ، وله وجهان : الظاهر والباطن ، فظاهره يثير الفضول ، وباطنه يمحّص الإيمان

أردت التدخّل لوجود شبهة في هذا الموضوع ، رؤية الله وهو طريق لا مفرّ منه ، وأضرب على ذلك مثال ، قال الرسول الأعظم : « الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا »(١)

وللجواب المقنع على هذا السؤال هو السير ، أي من العلم إلى الإيمان ، من الظاهر إلى الباطن ، وليس البقاء في الظاهر ، والسؤال على الباطن فمهما أجاب المجيب ، ووصف الباطن فمحال أن يصدق من هو في الظاهر ، ولو اقتنع بالأدلّة العقلية الجدلية المتناهية ، وخاض بحر التفلسف ، إنّك لا تهدي من أحببت

إنّ الإمامعليه‌السلام أجاب بحسب ما يقتضيه ظاهر القوم : « خاطبوا الناس على قدر عقولهم » ، وفي كلامه سرّ لا يكشف ، وإن أظهره ، ففي إظهاره كتمانه على الباحث الطالب للحقّ حمل المفاتيح ، والسير حتّى الوصول إلى الله ، وهو سبب الوجود مرتبة الإنسانية

والسلام والصلاة على محمّد وآله

« السيّد حسين الجزائري ـ إيران »

معنى الله نور السماوات والأرض :

س : ما معنى هذه الآية الشريفة : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ؟

______________________

(١) بحار الأنوار ٥٠ / ١٣٤

٥٣٤

ج : ذكر العلّامة الطباطبائيقدس‌سره في تفسير هذه الآية ما نصّه :

« وقوله :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (١) النور معروف ، وهو الذي يظهر به الأجسام الكثيفة لأبصارنا ، فالأشياء ظاهرة به ، وهو ظاهر مكشوف لنا بنفس ذاته ، فهو الظاهر بذاته المظهر لغيره من المحسوسات للبصر

هذا أوّل ما وضع عليه لفظ النور ، ثمّ عمّم لكُلّ ما ينكشف به شيء من المحسوسات على نحو الاستعارة ، أو الحقيقة الثانية ، فعدّ كُلّ من الحواس نوراً ، أو ذا نور ، يظهر به محسوساته كالسمع والشمّ والذوق واللمس

ثمّ عمّم لغير المحسوس ، فعدّ العقل نوراً يظهر به المعقولات ، كُلّ ذلك بتحليل معنى النور المبصر إلى الظاهر بذاته المظهر لغيره

وإذ كان وجود الشيء هو الذي يظهر به نفسه لغيره من الأشياء ، كان مصداقاً تامّاً للنور ، ثمّ لمّا كانت الأشياء الممكنة الوجود ، إنّما هي موجودة بإيجاد الله تعالى ، كان هو المصداق الأتم للنور

فهناك وجود ونور يتّصف به الأشياء ، وهو وجودها ونورها المستعار المأخوذ منه تعالى ، ووجود ونور قائم بذاته ، يوجد ويستنير به الأشياء

فهو سبحانه نور يظهر به السماوات والأرض ، وهذا هو المراد بقوله :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ، حيث أُضيف النور إلى السماوات والأرض ، ثمّ حمل على اسم الجلالة ، وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول من قال : إنّ المعنى الله منوّر السماوات والأرض ، وعمدة الغرض منه ، أن ليس المراد بالنور النور المستعار القائم بها ، وهو الوجود الذي يحمل عليها ، تعالى الله عن ذلك وتقدّس

ومن ذلك يستفاد ، أنّه تعالى غير مجهول لشيء من الأشياء ، إذ ظهور كُلّ شيء لنفسه ، أو لغيره ، إنّما هو عن إظهاره تعالى ، فهو الظاهر بذاته له قبله ، وإلى هذه الحقيقة يشير قوله تعالى بعد آيتين :( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي
______________________

(١) النور : ٣٥

٥٣٥

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) (١) إذ لا معنى للتسبيح والعلم به ، وبالصلاة مع الجَهل بمن يصلّون له ويسبّحونه ، فهو نظير قوله :( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) (٢)

وسيوافيك البحث عنه إن شاء الله

فقد تحصّل أنّ المراد بالنور في قوله :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) نوره تعالى من حيث يشرق منه النور العام ، الذي يستنير به كُلّ شيء ، وهو مساو لوجود كُلّ شيء وظهوره في نفسه ولغيره وهي الرحمة العامّة »(٣)

كما ذكرقدس‌سره في بحثه الروائي ما نصّه :

في التوحيد ، بإسناده عن العباس بن هلال قال : ( سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) فقال :« هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض »

وفي رواية البرقي :« هدى من في السماوات وهدى من في الأرض » )(٤)

أقول : إذ كان المراد بالهداية الهداية الخاصّة ، وهي الهداية إلى السعادة الدينية ، كان من التفسير بمرتبة من المعنى ، وإن كان المراد بها الهداية العامّة ، وهي إيصال كُلّ شيء إلى كماله ، انطبق على ما تقدّم

« ـ ـ »

معنى رضا وغضب الله تعالى :

س : كيف يمكن أن نفسّر غضب ورضا الله تعالى ، كقولنا : إنّ الله يغضب لغضب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويرضى لرضاه ؟

______________________

(١) النور : ٤١

(٢) الإسراء : ٤٤

(٣) الميزان في تفسير القرآن ١٥ / ١٢٢

(٤) التوحيد : ١٥٥

٥٣٦

ج : من الواضح أنّ الرضا والغضب من الصفات النفسانية للإنسان ، والله تعالى ليس بجسم فلا صفات نفسانية له ، ولذا يكون وصف الله تعالى بالغضب وصفاً مجازياً ، ومرادهم من هذا : إنّ الغضب من الله تعالى هو العذاب ، ومن الرضا الرحمة والثواب

والحاصل : إطلاق مثل هذه العناوين على الله تعالى إطلاق مجازي ، والمراد من هذا الإطلاق هو أنّ الله تعالى يثيب كُلّ محسن إذا عمل له تعالى ، ويعذّب كُلّ من عصاه ، وخالف أوامره ونواهيه

« شهيناز ـ البحرين ـ سنّية ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة »

معنى الشرك عند الشيعة :

س : ما هي أنواع الشرك في العقيدة الشيعية ؟

ج : إنّ معنى الشرك هو : أن لا نعدل بالله شيئاً في العبادة ، أي أن لا نشرك مع الله تعالى في عبادتنا أحداً

وعلى هذه القاعدة ، تتفرّع أنواع أُخرى من الشرك ، فكُلّ مورد وردت فيه القربة إلى الله تعالى ، إلّا أنّ الإنسان جعل في ذلك شريكاً في عبادته ، فقد بطلت القربة وتحقّق الشرك ، فالشرك بمعناه الاشتراك في الأمر ، فاشتراك أحد مع الله تعالى في أيّ موردٍ من الموارد ، يطلب فيه الخلوص إلى الله تعالى ، ثمّ يجعل الإنسان شريكاً في ذلك ، فقد تحقق الشرك

روي في « الكافي » :« أكبر الكبائر الشرك بالله » (١)

وقد عرّف الأئمّةعليهم‌السلام أنّ الشرك ظلم ، فعن الإمام الباقرعليه‌السلام في حديث طويل ، إلى أن قال :« فأمّا الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك » (٢)

هذا هو الشرك عند الشيعة ، وليس شيء آخر يتعدّى هذه القاعدة ، التي
______________________

(١) الكافي ٢ / ٢٧٨

(٢) المصدر السابق ٢ / ٣٣١

٥٣٧

أثبتناها لكِ ، ثبتكِ الله على القول الثابت ، وهداكِ ووفقكِ

« كميل ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة »

معنى النور :

س : إذا كان النور يعني الإيجاد ، فما معنى الآية الكريمة : ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ) (١) و ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (٢) ؟

ج : النور مصطلح يستعمل في موارد مختلفة ، لبيان مفاهيم غامضة ، فيعطي صورة واضحة عن مراد المستعمل ، والحكمة في الموضوع ، أنّ معنى النور في اللغة ، هو المصدر الذي يضيء ، وفي نفس الوقت هو مضيء ، ومنه قد استعير في كُلّ مورد يحتوي على صفة من جهة ، وهو يعطي تلك الصفة من جهة أُخرى

وعلى هذا الأساس ، تفسّر آية( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ، فإنّ النور هنا الموجد الذي له الوجود ، إذ إنّ صفة الخالقية في الله تعالى ، تقتضي إعطاء الوجود للمخلوق ، مضافاً إلى كونه ـ الوجود ـ عنده تبارك وتعالى ، وهذا يمثل في عالم المادّة بالنور الذي يضيء ما حوله مع اضائته في نفسه

وأمّا النور في الآيتين الأخريتين ، فهو بمعنى الهداية والصراط المستقيم ، وهنا أيضاً ، بما أنّ الله تعالى يعطي الهداية ، وهو مهتدٍ في نفس الوقت ، استعمل النور في تصوير معنى الهداية

« عبد المنعم عبد الباقي الصادق ـ السعودية »

الفرق بين الاسم والصفة :

س : مع دعائي لكم بالتوفيق والسداد ، سؤالي هو : لله تعالى أسماء
______________________

(١) النور : ٣٥

(٢) البقرة : ٢٥٧

٥٣٨

وصفات ، فكيف نفرّق بين الاسم والصفة ؟ وما هي الأسماء ؟ وما هي الصفات ؟

ج : إنّ الفرق بين الصفة والاسم هو : أنّ الاسم يعني الذات مأخوذ بوصف من أوصاف تلك الذات ، فلفظ العالم اسم من أسماء الله تعالى ، يعني ذات مأخوذة بوصف العلم

أمّا الصفة : فهي النظر إلى ذات الصفة من حيث هي صفة ، مع قطع النظر على اتصاف الذات بها

ربما يتبيّن الفرق جيّداً بمقال نأخذه على الإنسان ، حيث يسمّى الإنسان من حيث هو هو حيواناً ناطقاً ، ولكن إذا نظرنا إليه من حيث صفة الطبابة ، أو النجارة ، فلا يسمّى إنساناً ، بل طبيباً ونجّاراً

كما أنّ الفرق بين الصفة والاسم عبارة عن : أنّ الأوّل لا يحمل على الموضوع ، فلا يقال : زيد عِلم ، بخلاف الثاني ، فيحمل عليه ، ويقال : زيد عالم

وعلى ذلك جرى الاصطلاح في أسمائه وصفاته سبحانه ، فالعلم والقدرة والحياة صفات ، والعالم والقادر والحيّ أسماؤه تعالى

« محمّد ـ العراق ـ »

معنى عالم الغيب :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )

س : ما هو عالم الغيب والشهادة الذي ذكر في القرآن الكريم ؟

ج : إنّ المراد بعالم الغيب والشهادة هو الله تعالى ، كما في قوله :( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) (١) ، وإنّما ورفع( عَالِمُ الْغَيْبِ ) لأنّه نعت لـ( الَّذِي ) ، أو كونه فاعل لمن قرأ( يُنفَخُ ) بالفتح

______________________

(١) الأنعام : ٧٣

٥٣٩

والمراد منه : يعلم السرّ والعلانية ، وورد عن ابن عباس : « عالم الغيب والشهادة ، أي ما يشاهده الخلق وما لا يشاهدونه ، وما يعلمونه وما لا يعلمونه ، ولا يخفى عليه شيء من ذلك »(١)

« عبد العزيز محمّد ـ السعودية ـ »

إرادة الخير للإنسان لا تعارض وجود الشرّ فيه :

س : كيف نوفّق بين قولنا : بأنّ الله تعالى يريد للإنسان خيراً ، مع خلقه تعالى للشيطان ، والنفس الأمّارة بالسوء ، والشهوات ، والتي تشكّل أسباباً مساعدة للانحراف والفجور والفسوق ؟

ج : إنّ مقتضى كون الإنسان مختاراً في سيره التكاملي يفرض عليه انتخاب أحد الطريقين ، ولابدّ عندها من مواجهة الشيطان ، والشهوات ، والهوى ، حتّى إذا ما تمكّن فيها وانتصر عليها استطاع أن يرتقي سُلّم كماله بنفسه ، ويحصل على لقب أشرف الموجودات بفضل صبره ، وتحمّله في طريق كان مليئاً بالاختبار ، والامتحان والمعاناة

فالغرائز والشهوات المودعة عند الإنسان ـ كالشهوة الجنسية مثلاً ـ تلعب دوراً هامّاً في بقاء واستمرار الوجود الإنساني ، وهي بالإضافة إلى ذلك ، تشترك مع هوى النفس والشيطان ، باعتبارها عناصر فاعلة ومؤثّرة في معادلة تكامل الإنسان ، وقربه من الله تعالى

ومن هنا : فإنّ الله تعالى لا يخلق إلّا الخير ، ولا يريد لعباده إلّا خيراً ، ولكن إيجاده للخير في كثير من الأحيان يلازمه ويرافقه وجود الشرّ

نظير غريزة حبّ الأولاد ، فإنّ وجودها في حياة الإنسان ممّا لا يمكن الاستغناء عنها ، ولولاها لانعدمت الرعاية التي نلاحظها عند الأبوين ، فيما
______________________

(١) التبيان في تفسير القرآن ٤ / ١٧٤

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559