المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192406 / تحميل: 6992
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

فصمد الحجاز في ثورته أو في تنكره لبني اُميّة إلى أيّام عبد الملك بن مروان، وكان أخرج الفريقين من سبق إلى أحرج العملين. وأحرج العملين ذاك الذي دفع إليه - أو اندفع إليه - الحجاج عامل عبد الملك فنصب المنجنيق على جبال مكّة، ورمى الكعبة بالحجارة والنيران فهدمها، وعفى على ما تركه منها جنود يزيد بن معاوية، فقد كان قائده الذي خلّف مُسلم بن عقبة وذهب لحصار مكّة أوّل مَن نصب لها المنجنيق وتصدى لها بالهدم والإحراق.

وما زالت الجرائر تتلاحق حتّى تقوض من وطأتها ملك بني اُميّة، وخرج لهم السّفاح الأكبر وأعوانه في دولة بني العبّاس فعمّوا بنقمتهم الأحياء والموتى، وهدموا الدور، ونبشوا القبور، وذكر المنكوبون بالرّحمة فتكات المختار بن أبي عبيد، وتجاوز الثأر كلّ مدى خطر على بال هاشم واُميّة يوم مصرع الحُسينعليه‌السلام .

لقد كانت ضربة كربلاء، وضربة المدينة، وضربة البيت الحرام، أقوى ضربات اُميّة لتمكين سلطانهم وتثبيت بنيانهم وتغليب ملكهم على المنكرين والمنازعين فلم ينتصر عليهم المنكرون والمنازعون بشيء كما انتصروا عليهم بضربات أيديهم ولم يذهبوا بها ضاربين حقبة حتّى ذهبوا بها مضروبين إلى آخر الزمان.

وتلك جريرة يوم واحد هو يوم كربلاء فإذا بالدولة العريضة تذهب في عمر رجل واحد مديد الأيّام، وإذا بالغالب في يوم كربلاء أخسر من المغلوب إذا وضعت الأعمار المنزوعة في الكفتين

١٨١

١٨٢

نهاية المطاف

مَن الظافِر؟

غبن أن يفوت الإنسان جزاؤه الحقّ على عمله وخُلقه وأثقل منه في الغبن أن ينقلب الأمر فيُجزى المحسن بالإساءة، ويُجزى المسيء بالإحسان.

وقد تواضع النّاس منذ كانوا على معنى للتاريخ والأخلاق، ووجهة للشريعة والدين والجزاء الحقّ هو الوجهة الواحدة التي تلتقي فيها كلّ هذه المقاصد الرفيعة فإذا بطل الجزاء اُلحق ففي بطلانه الإخلال كلّ الإخلال بمعنى التاريخ والأخلاق، ولباب الشرائع والأديان، وفيه حكم على الحياة بالعبث وعلى العقل الإنساني بالتشويه والخسار.

والجزاء الحقّ غرض مقصود لذاته يحرص عليه العقل الإنساني كرامة لنفسه ويقيناً من صحته وحسن أدائه، كالنّظر الصحيح نحسبه

١٨٣

هو غرضاً للبصر يرتاح إلى تحقيقه ويحزن لفواته وإن لم يكن وراء ذلك ثواب أو عقاب؛ لأنّ النّظر الصحيح سلامة محبوبة والإخلال به داء كريه.

ولا يستهدف هذا القسطاس المستقيم لمحنة من محنه التي تزري بكرامة العقل الإنساني، كاستهدافه لها وهو في مصطدم التضحية والمنافع، أو في الصراع بين الشُهداء وأصحاب الطمع والحيلة ففي هذا المصطدم يبدو للنظرة الأولى أنّ الرجل قد أضاع كلّّ شيء وانهزم، وهو في الحقيقة غانم ضافر.

ويبدو لنا أنّه قد ربح كلّ شيء وانتصر وهو في الحقيقة خاسر مهزوم؛ ومن هُنا يدخل التاريخ ألزم مداخله وأبينها عن قيمة البحث فيه؛ لأنّه المدخل الذي يفضي إلى الجزاء الحقّ والنتيجة الحقّة، وينتهي بكلّ عامل أفلح أو أخفق في ظاهر الأمر إلى نهاية مطافه وغاية مسماه في الأمد الطويل.

وقد ظفر التاريخ في الصراع بين الحُسين بن عليّ ويزيد بن معاوية بميزان من أصدق الموازين التي تُتاح لتمحيص الجزاء الحقّ في أعمال الشُهداء وأصحاب الطمع والحيلة، فقلّما تُتاح في أخبار الاُمم شرقاً أو غرباً عبرة

١٨٤

كهذه العبرة بوضوح معالمها أو أشواطها، وفي تقابل النصر والهزيمة فيها بين الطوالع والخواتم، على اختلاف معارض النصر والهزيمة فيزيد في يوم كربلاء هو صاحب النصر المؤزّر الذي لا يشوبه خذلان، وحُسين في ذلك اليوم هو المخذول الذي لم يطمح خاذله من وراء الظفر به إلى مزيد ثمّ تنقلب الآية أيما انقلاب، ويقوم الميزان، فلا يختلف عارفان بين كفّة الرّجحان وكفّة الخسران وهذا الذي قصدنا إلى تبيينه وجلائه بتسطير هذه الفصول.

* * *

وما من عبرة أولى من هذه بالتبيين والجلاء لدارس التاريخ ودارس الحياة وطالب المعنى البعيد في أطوار هذا الوجود.

ولسنا نقول إنّ الصراع بين الحُسين ويزيد مثل جامع لكلّ ألوان الصراع بين الشّهادة والمنفعة أو بين الإيمان والمآرب الأرضية؛ فإنّ لهذا الصراع لألواناً تتعدّد ولا تتكرر على هذا المثال، وإنّ له لَعناصر لم تجتمع

١٨٥

كلّها في طرفي الخصومة بين الرّجلين، وأشواطاً لم تتخذ الطريق الذي اتخذته هذه الخصومة في البداية أو النّهاية.

ولسنا نقول إنّ الصراع بين الحُسين ويزيد مثل جامع لكلّ ألوان الصراع وتفرّدها بارزة ماثلة للتأمل والتعقيب، وهي أنّ مسألة الحُسين ويزيد قد كانت صراعاً بين خلقين خالدين، وقد كانت جولة من جولات هذين الخلقين اللذين تجاولا أحقاباً غابرات، ولا يزالان يتجاولان فيما يلي من الأحقاب، وقد أسفرا عن نتيجة فاصلة ينفرد لها مكان معروف بين سائر الجولات، وليست جولة اُخرى منهن بأحقّ منها بالتعليق والتصديق.

ووجهتنا من هذه العبرة أن يُعطى كلّ خُلق من أخلاق العاملين حقّه بمعيار لا غبن فيه، فإذا سعى أحد بالحيلة فخدع النّاس وبلغ مأربه فليكن ذلك مغنمه وكفى، ولا ينفعه ذلك في استلاب السمعة المحبوبة والعطف الخالص والثناء الرفيع وإذا خسر أحد حياته في سبيل إيمانه فلتكن تلك خسارته وكفى، ولا ينكب فوق ذلك بخسارة في السمعة والعطف والثناء.

فلو جاز هذا لكان العطف الإنساني أزيف ما عرفناه في هذه الدُنيا من الزيوف؛ لأنّ خديعة واحدة تشتريه وتستبقيه، وما من زيف في

١٨٦

العروض الاُخرى إلاّ وهو ينطلي يوماً وينكشف بقية الأيّام.

* * *

وإذا كان احتيال الإنسان لنفسه معطيه كلّ ما تهبه الدُنيا من غنم النفع والمحبّة والثناء، فقد ربح المحتالون وخسر نوع الإنسان، وإذا كانت خسارة المرء في سبيل إيمانه تجمع عليه كلّ خسارة، فالأحمق الفاشل من يطلب الخير للناس ويغفل عن نفسه في طلابه.

فكفى الواصل ما وصل إليه وكثير عليه أن يطمع عند الخلف والسلف فيما ادخرته الإنسانيّة من الثناء والعطف لِمن يكرمونها بفضيلة الشّهادة والتضحية، ويخسرون. وهذا الفيصل العادل أعدل ما يكون فيما بين الحُسين ويزيد

فإذا قيل: إنّ معاوية قد عمل وقد أفلح بالحيلة والدهاء، فيزيد لم يعمل ولم يفلح بحيلة ولا دهاء، ولكنّه ورث المنافع التي يشتري بها الأيدي والسّيوف، فجال بها جولة رابحة في كفاح الضمائر والقلوب، فينبغي ألاّ يربح بهذه الوسيلة؛ فأمّا وقد ربح فينبغي أن يقف الرّبح عند ذاك، وينبغي للعذر الكاذب والثناء المأجور ألاّ يحسبا على النّاس بحساب العذر الصادق والثناء الجميل.

وقد تزلّف إلى يزيد مَن يتزلفون إلى أصحاب المال والسُلطان ثمّ

١٨٧

أخذوا اُجورهم، فينبغي أن يقوم ذلك الثناء بقيمة تلك الاُجور وأن يكون ما قبضوه من أجرٍ غاية ما استحقوه إنْ كانوا مستحقيه؛ أمّا أنّ يُضاف ثناء الخلود إلى صفقة اُولئك المأجورين، فقد أصبح ثناء الخلود إذن صفقة بغير ثمن، أو هو علاوة مضمونة على صفقة كلّ مأجور.

إنّ صاحب الثناء المبذول لا يسأل عن شيء غير العطاء المبذول، ولكن التاريخ خليق أن يسأل عن أعمال وأقوال قبل أن يبذل ما لديه من ثناء. وليس في تاريخ يزيد عمل واحد صحيح أو مدعى، ولا كلمة واحدة صحيحة أو مدعاة تقيمه؛ بحيث أراده المأجورون من العذر الممهد والمدح المعقول، أو تخوّله مكان الترجيح في الموازنة بينه وبين الحُسين

كلّ أخطائه ثابتة عليه، ومنها - بل كلّها - خطؤه في حقّ نفسه ودولته ورعاياه، وليس له فضل واحد ثابت ولا كلمة واحدة مأثورة تنقض ما وصفه به ناقدوه وعائبوه؛ فقد كانت له ندحة عن قتل الحُسين، وكان يخدم نفسه ودولته لو أنّه استبقاه حيث يتقيه ويرعاه

وكانت له ندحة عن ضرب الكعبة، واستباحة المدينة، وتسليط أمثال مُسلم بن عقبة وعبيد الله بن زياد على خلائق الله. وكانت له ندحة عن السمعة التي لصقت به ولم تلصق به افتراء ولا

١٨٨

ادعاء كما يزعم صنائعه ومأجوروه؛ لأنّ واصفيه بتلك السمعة لم يلصقوا مثلها بأبيه ومَن كان حقّه في النعمة التي نعم بها مغتصباً ينتزعه عنوة، لا يكن حقّه في الفضل والكرامة جزافاً لا حسيب عليه.

* * *

وتسديد العطف الإنساني هُنا فرض من أقدس الفروض على الناظرين في سير الغابرين؛ لأنّ العطف الإنساني هو كلّ ما يملك التاريخ من جزاء، وهو الثروة الوحيدة التي يحتفظ بها الخلود

وإنّنا لندع الخطأ في سياسة النفعيين، وننظر إليهم كأنّهم مصيبون في السّياسة بُصراء بمواقع التدبير. فعلى هذه الصفة - لو تمّت لهم - لا يحقّ لخادم زمانه أن ينازع الشُهداء في ذخيرة العطف الخالد، وهُم خدام العقائد التي تتخطى حياة الأجيال كما تتخطى حياة الأفراد؛ فإنّ حرمان الشُهداء حقّهم في عطف الأسلاف خطأ في الشّعور، وخطأ كذلك في التفكير

والنّاس خاسرون إذا بطل عطفهم على الشُهداء، وليس قُصارى أمرهم أنّهم قُساة أو جاحدون؛ لأنّ الشّهادة فضيلة تروح وتأتي وتكثر

١٨٩

حيناً وتندر في غير ذلك من الأحيان. أمّا حبّ المنفعة فإن سميته فضيلة فهو من الفضائل التي لن تفارق الأحياء أجمعين، من ناطقة وعجماء.

* * *

على أن الطبائع الآدمية قد أشربت حبّ الشُهداء والعطف عليهم وتقديس ذكرهم بغير تلقين ولا نصيحة، وإنّما تنحرف عن سواء هذه السنّة لعوارض طارئة أو باقية تمنعها أن تستقيم معها، وأكثر ما تأتي هذه العوارض من تضليل المنفعة والهوى القريب، أو من نكسة في الطبع تغريه بالضغن على كلّ خلق سوي وسجية سمحة محببة إلى النّاس عامّة، أو من الأفراد في حبّ الدعة حتّى يجفل المرء من الشّهادات؛ استهوالاً لتكاليفها واستعظاماً للقدوة بها، فيتّهم الشُهداء بالهوج ويتعقب أعمالهم بالنقد؛ لكيلا يتهم نفسه بالجبن والضعة ويستحقّ المذمة واللوم في رأي ضميره، وإن لم يتهمهم بالهوج ولم يتعقبهم بالنقد، وقف من فضائلهم موقف ازورار وفتور، وجنح إلى معذرة الآخرين والتفاهم بينه وبين مَن لا يستشهدون، ثمّ يعارضون الشُهداء فيما يطمحون إليه.

ومعظم المؤرّخين الذين يُعارضون الشُهداء ودعاتهم لغير منفعة أو نكسة هُم من أصحاب الدعة المفرطة وأنصار السّلامة النّاجية، ويغلب على هذه الخلّة أن تسلبهم ملكة التاريخ الصحيح أنّها تعرّضهم للخطأ في الحكم والتفكير، كما تعرّضهم للخطأ في العطف والشّعور.

١٩٠

ومن المعقبين على تاريخ هذه الفترة عندنا - في العربيّة - مؤرخ يُتخذ منه المثل لكلّ من العذر والعطف حين يصل الأمر إلى الاستشهاد كراهة للظلم ودرءاً للمنكرات، وهو الأستاذ مُحمّد الخضري صاحب تاريخ الاُمم الإسلاميّة رحمه الله

ففي تعقيبه على ثورة المدينة - التي قدّمنا الإشارة إليها - يقول: إنّ الإنسان ليعجب من هذا التهور الغريب والمظهر الذي ظهر به أهل المدينة في قيامهم وحدهم بخلع خليفة في إمكانه أن يجرّد عليهم من الجيوش ما لا يمكنهم أن يقفوا في وجهه، ولا ندري ما الذي كانوا يريدونه بعد خلع يزيد؟

أيكونون مستقلين عن بقية الأمصار الإسلاميّة، لهم خليفة منهم يلي أمرهم، أم حمل بقية الاُمّة على الدخول في أمرهم؟ وكيف يكون هذا وهم منقطعون عن بقية الأمصار ولم يكن معهم في هذا الأمر أحد من الجنود الإسلاميّة؟.. إنّهم فتقوا فتقاً وارتكبوا جرماً فعليهم جزء عظيم من تبعة انتهاك حُرمة المدينة، وكان اللازم على يزيد وأمير الجيش أن لا يسرف في معاملتهم بهذه المعاملة؛ فإنّه كان من الممكن أن يأخذهم بالحصار.

* * *

ويخيّل إليك وأنت تقرأ كلام الأستاذ عن هذه الفترة كلّها أنّ لديه أعذاراً ليزيد وليس لديه عذر لأهل المدينة؛ لأنّه يفهم كيف يغضب المرء

١٩١

لما في حوزته، ولا يفهم كيف تضيق به كراهة الظلم وغيرة العقيدة عن الاحتمال، وشعوره هذا يحول بينه وبين الحكم الصحيح على حوادث التاريخ؛ لأنّه يحول بينه وبين انتظار هذه الحوادث حيث تنتظر لا محالة، واستبعادها حيث هي بعيدة عن التقدير.

فلم يحدث قط في مواجهة الظلم وانتزاع الدول المكروهة أن شعر النّاس كما أرادهم الأستاذ أن يشعروا أو فكّروا في الأمر كما أرادهم أن يفكّروا، ومستحيل حدوث هذا أشدّ الاستحالة، وليس قصاراه أنّه لم يحدث من قبل في حركات التاريخ؛ فهذه الحركات التي تواجه الدول المكروهة لا تنتظر - ولا يمكن أن تنتظر - حتّى تربى قوتها وعدتها على ما في أيدي الدولة التي تكرهها من قوة وعدّة

ولكنّها حركة أو دعوة تبدأ بفرد واحد يجترئ على ما يهابه الآخرون، ثمّ يلحق به ثان وثالث ورابع ما شاء له الإقناع وضيق الذرع بالاُمور، ثمّ ما ينالهم من نقمة فيشيع الغضب وينكشف الظُلم عمّن كان في غفلة عنه، ثمّ يشتدّ الحرج بالظالم فيدفعه الحرج إلى التخبط على غير هُدى، ويخرج من تخبط غليظ أحمق إلى تخبط أغلظ منه وأحمق فلا هُم

١٩٢

يقفون في امتعاضهم وتذمرهم ولا هو يقف في بطشه وجبروته، حتّى يغلو به البطش والجبروت فيكون فيه وهنه والقضاء عليه.

على هذا النحو يعرف المؤرّخ الذي يعالج النّفوس الآدمية ما هو من طبعها وما هو خليق أن ينتظر منها، فلا يُعالجها حقّ العلاج على أنّها مسألة جمع وطرح في دفتر الحساب بين هذا الفريق وذاك الفريق، وعلى هذا النحو تكون حركة الحُسين قد سلكت طريقها الذي لا بدّلها أن تسلكه، وما كان لها قط من مسلك سواه.

* * *

وصل الأمر في عهد يزيد إلى حدّ لا يعالج بغير الاستشهاد وما نحا منحاه، وهذا هو الاستشهاد ومنحاه، وهو - بالبداهة التي لا تحتاج إلى مقابلة طويلة - منحى غير منحى الحساب والجمع والطرح في دفاتر التجار، ومع هذا يدع المؤرّخ طريق الشّهادة تمضي إلى نهاية مطافها ثمّ يتناول دفتر التجّار كما يشاء؛ فإنّه لواجد في نهاية المطاف أنّ دفتر التجّار لن يكتب الربح آخراً إلاّ في صفحة الشُهداء.

فالدُعاة المستشهدون يخسرون حياتهم وحياة ذويهم، ولكنّهم يرسلون دعوتهم من بعدهم ناجحة متفاقمة، فتظفر في نهاية مطافها بكلّ شيء حتّى المظاهر العرضية والمنافع الأرضية

وأصحاب المظاهر العرضية والمنافع الأرضية يكسبون في أوّل

١٩٣

الشّوط ثمّ ينهزمون في وجه الدعوة المستشهدة حتّى يخسروا حياتهم أو حياة ذويهم، وتوزن حظوظهم بكلّ ميزان، فإذا هُم بكلّ ميزان خاسرون، وهكذا أخفق الحُسين ونجح يزيد ولكن يزيد ذهب إلى سبيله وعوقب أنصاره في الحياة والحطام والسمعة بعده بشهور، ثمّ تقوضت دولته ودولة خلفائه في عمر رجل واحد لم يجاوز السّتين

وانهزم الحُسين في كربلاء واُصيب هو وذووه من بعده، ولكنّه ترك الدعوة التي قام بها مُلك العبّاسيين والفاطميين وتعلل بها اُناس من الأيوبيّين والعثمانيين، واستظل بها الملوك والاُمراء بين العرب والفرس والهنود، ومثل للناس في حلّة من النّور تخشع لها الأبصار، وباء بالفخر الذي لا فخر مثله في تواريخ بني الإنسان غير مستثنى منهم عربي ولا أعجمي ولا قديم ولا حديث.

أبو الشُهداءعليه‌السلام :

فليس في العالم اُسرة أنجبت من الشُهداء من أنجبتهم اُسرة الحُسين عدّة وقدرة وذكرة، وحسبه أنّه وحده في تاريخ هذه الدُنيا الشّهيد ابن الشّهيد أبو الشُهداء في مئات السّنين

١٩٤

وأيسر شيء على الضعفاء الهازلين أن يذكروا هُنا طلب الملك ليغمروا به شهادة الحُسين وذويه فهؤلاء واهمون ضالون مُغرقون في الوهم والضلال؛ لأنّ طلب الملك لا يمنع الشّهادة، وقد يطلب الرجل الملك شهيداً قدّيساً ويطلبه وهو مجرم بريء من القداسة، وإنّما هو طلب وطلب، وإنّما هي غاية وغاية، وإنّما المعول في هذا الأمر على الطلب لا على المطلوب.

فمَن طلب الملك بكلّ ثمن، وتوسّل له بكلّ وسيلة، وسوّى فيه بين الغصب والحقّ وبين الخداع والصدق وبين مصلحة الرّعية ومفسدتها، ففي سبيل الدُنيا يعمل لا في سبيل الشّهادة، ومَن طلب الملك وأباه بالثمن المعيب، وطلب الملك حقّاً ولم يطلبه؛ لأنّه شهوة وكفى، وطلب الملك وهو يعلم أنّه سيموت دونه لا محالة، وطلب الملك وهو يعتزّ بنصر الإيمان ولا يعتزّ بنصر الجند والسلاح، وطلب الملك دفعاً للمظلمة وجلباً للمصلحة كما وضحت له بنور إيمانه وتقواه، فليس ذلك بالعامل الذي يخدم نفسه بعمله، ولكنّه الشّهيد الذي يلبّي داعي المروءة والأريحية، ويطيع وحي الإيمان والعقيدة، ويضرب للناس مثلاً يتجاوز حياة الفرد الواحد وحياة الأجيال الكثيرة

مَن ثمّ يقيم الآية على حقيقة الحقائق في أمثال هذا الصراع بين الخلقين أو بين المزاجين والتاريخين

١٩٥

وهي أنّ الشّهادة خصم ضعيف مغلوب في اليوم والأسبوع والعام، ولكنّها أقوى الخصوم الغالبين في الجيل والأجيال ومدى الأيّام، وهي حقيقة تُؤيّدها كلّ نتيجة نظرت إليها بعين الأرض أو بعين السّماء على أن تنظر إليها في نهاية المطاف.

ونهاية المطاف هي التي يدخلها نوع الإنسان في حسابه ويوشج عليها وشائج عطفه وإعجابه؛ لأنّه لا يعمل لوجبات ثلاث في اليوم، ولا ينظر إلى عمر واحد بين مهد ولحد، ولكنّه يعمل للدوام وينظر إلى الخلود

١٩٦

في عالم الجمال:

عاشق الجمال

إذا لحقت السيرة بعالم المثال الذي يتطلع إليه خيال الشُعراء وتتغنى به قرائح أهل الفن، فقد تنزهت عن ربقة الجسد وأصبحت صورة من الصور المثلى في عالم الجمال ومن آيات الجمال إنّه يتحدى المنفعة ويؤثر البطولة على السّلامة.

فإذا تعلقت القريحة بالجمال، فلا جرم تزن الاُمور بغير ميزان الحساب والصفقات، فتعرض عن النعمة وهي بين يديها وتقبل على الألم وهي ناظرة إليه، وتلزمها سجية العشق الآخذ بالأعنّة، فتنقاد له ولا تنقاد لنصيحة ناصح أو عذل عاذل؛ لأنّ المشغوف بالجمال ينشده ولا يُبالي ما يلقاه في سبيله.

وقد تمثّلت سجية عاشق الجمال في كلّ شعر نظّمه شُعراء الحُسين وذويه؛ تعظيماً لهم وثناء عليهم لم يتجهوا إليهم ممدوحين وإنّما اتجهوا

١٩٧

إليهم صوراً مُثلى يهيمون بها كما يهيم المحب بصورة حبيبه، ويستعذبون من أجلها ما يصيبهم من ملام وإيلام.

وفي معنى كهذا المعنى يقول الكميت شاعر أهل البيتعليهم‌السلام :

طربتُ وما شوقاً إلى البيضِ أطربُ

ولا لـعباً مـنِّي وذو الشّيبِ يلعبُ

ولـم يـلهني دارٌ ولا رسـمُ منزلِ

ولـم يـتطرّبني بـنانٌ مـخضَّبُ

ولا أنـا مـمَّن يـزجرُ الطيرُ همَّهُ

أصـاحَ غـرابٌ أم تعرّضَ ثعلبُ

ولا الـسانحاتُ الـبارحاتُ عشيّةً

أمـرَّ سليمُ القرنِ أم مرَّ أعضبُ (١)

ولـكنْ إلـى أهلِ الفضائلِ والنّهى

وخـيرِ بـني حوّاءَ والخيرُ يُطلبُ

إلـى الـنفرِ الـبيض الذين بحبِّهمْ

إلى الله فـيما نـالني أتـقرّبُ

____________________

(١) السّانح: الطير الذي يمر من اليسار إلى اليمين وعكسه البارج. والأعضب: المكسور.

١٩٨

بَـنِي هَـاشِمٍ رَهط النَّبِيِّ فإنَّنِي

بِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَاراً وأغضَبُ

خـفضتُ لهم منّي جناحَي مودَّة

إلـى كنفِ عِطفاهُ أهلٌ ومرحبُ

يـشيرونَ بـالأيدي إليَّ وقولُهُمْ

ألا خابَ هذا والمشيرون أخيبُ

فـطائفةٌ قـد كـفَّرتني بـحُبّكُمْ

وطـائفةٌ قـالوا مسيءٌ ومُذنبُ

فـما سـاءني تكفيرُ هاتيكَ منهمُ

ولا عيبُ هاتيكَ الّتي هي أعيبُ

يـعيبونني مـنْ خبّهمْ وَضلالِهمْ

على حُبّكم بل يسخرونَ وأعجبُ

وقـالوا تـرابيٌّ (١) هواهُ ورأيُهُ

بـذلك أُدعـى فـيهمُ واُلـقّبُ

على ذاكَ إجريّاي فيكم ضريبتي

وَلـو جمعوا طرّاً عليَّ وأجلبوا

____________________

(١) مِن كُنى عليّ بن أبي طالب (أبو تراب)، وترابي نسبة إليه.

١٩٩

وأحملُ أحقادَ الأقاربِ فيكمُ

وينصبُ لي في الأبعدينَ فأنصبُ

وقد مرّ بنا حديث زين العابدين رضي الله عنه، وهو غلام عليل أوشك أن يتخطفه الموت بكلمة من عبيد الله بن زياد؛ لأنّه استكبر أن تكون به جرأة على جوابه.

فهذا الغلام العليل قد عاش حتّى انعقد له مُلك القلوب؛ حيث انعقد مُلك الأجسام لهشام بن عبد الملك سيّد ابن زياد وآله، وذهب هشام بين جنده وحشمه يحجّ البيت ويترضّى النّاس، فلم يخلص إلى الحجر الأسود لتزاحم الحجيج عليه، وأنّه لجالس على كرسيه ينتظر انفضاض النّاس إذا بزين العابدين يقبل إلى الحجر الأسود في وقاره وهيبته، فيتنحى له الجيج ويحفوا به وهو يستلم الحجر مطمئناً غير معجّل، ثمّ يعود من حيث أتى والنّاس مشيعوه بالتجلّة والدُعاء.

وتهوّل رجلاً من حاشية هشام هذه المهابة التي لم يرها لمولاه فيسأل: مَن هذا الذي هابه النّاس هذه الهيبة؟ ويخشى هشام أن يطّلع جنده على مكانة رجل لم يتطاول إلى مثل مكانته بسلطانه وعتاده فيقول: لا أعرفه ويقتضب الجواب.

وهذا الذي تصدى له شاعر آخر قد غامر بحياته ونواله ليقول بالقصيد المحفوظ ما ثقل على لسان هشام أن يقوله في كلمتين عابرتين

وذلك هو الفرزدق حيث قال:

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

٣ ـ وبالاسناد عن الحسن بن علي(١) الكوفي ، عن علي بن حسانالهاشمي ، عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفرعليه‌السلام قال : لو أنأحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن عليعليهما‌السلام لكان تاركا حقا منحقوق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لان حق الحسين فريضة من اللهعزوجل علىكل مسلم(٢) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللهالموسوي ، عن عبد الله بن نهيك ، عن محمد بن أبي عمير ، [ عن بعضأصحابنا ، عن ابن رئاب ](٣) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : حق على الغني انيأتي قبر الحسينعليه‌السلام في السنة مرتين ، وحق على الفقير ان يأتيه في السنة

__________________

(١) في الأصل : الحسين بن علي ، وهو الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ، عنونهالشيخ في الفهرست ، والنجاشي في رجاله ، راجع معجم الرجال ٥ : ٤١.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٣٨ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٢ ، عنهما البحار ١٠١ : ٣ ،الوسائل ١٤ : ٤٢٩ و ٤٤٤.

(٣) زيادة من المصادر ، وهو الصحيح ، لأنه لا يمكن رواية ابن أبي عمير عن الصادقعليه‌السلام ، هذا.

أقول : المؤلف تسامح في نقل الحديث عن كامل الزيارات ، وهذا السند للرواية السابقةعليها ، وفي الكامل كذا :

حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الموسوي ، عن عبد الله بن نهيك ، عن ابنأبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ،قال : في السنة مرة اني أكره الشهرة.

حدثني أبي ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن ابنرئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ الخ.

٣٤١

مرة(١)

٥ ـ وبالاسناد عن سعد ، [ عن محمد بن الحسين ، عن محمد ](٢) بنإسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :ان الرجل ليخرج إلى قبر الحسين صلوات الله عليه فله إذا اخرج من أهلهبأول خطوة مغفرة ذنوبه ، ثم لا يزال يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإذا اتاهناجاه الله فقال : عبدي سلني أعطك ، ادعني أجبك ، اطلب مني أعطك ،سلني حاجة اقضها لك ، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وحق على الله ان يعطي مابذل(٣) .

الباب (٤)

ما جاء في زيادة العمر بزيارتهعليه‌السلام ونقصانه بتركها

١ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن عليابن زكريا ، عن الهيثم بن عبد الله(٤) ، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه قال :

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٩٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٢ ، عنهما البحار١٠١ : ١٣ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٧ و ٥٣٣.

(٢) زيادة من المصادر.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١١٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٢٥٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٢٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٢٠ و ٤٤٠.

(٤) في الأصل : هاشم بن عبد الله ، وهو هيثم بن عبد الله الرماني ، ذكره النجاشي منأصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، راجع معجم الرجال ١٩ : ٣٢٢.

٣٤٢

قال الصادقعليه‌السلام : ان أيام زائري الحسين بن عليعليهما‌السلام لا يعد منآجالهم(١) .

٢ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمدابن عبد الحميد ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم قال : سمعناهيقول : من اتى عليه حول ولم يأت قبر الحسينعليه‌السلام نقص الله من عمرهحولا ، ولو قلت إن أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا ،وذلك انكم تتركون زيارته ، فلا تتركوها يمد الله في أعماركم ويزيد فيأرزاقكم ، فإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وارزاقكم ، فتنافسوا فيزيارته ولا تدعوا ذلك ، فان الحسين بن عليعليهما‌السلام شاهد لكم عند اللهوعند رسوله وعند علي وفاطمةعليهم‌السلام (٢) .

الباب (٥)

تفريج الكروب وتمحيص الذنوب بزيارتهعليه‌السلام

١ ـ [ حكيم بن محمد ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم بن محمد ،عن علي بن المعلى ، عن إسحاق بن يزداد قال : اتى رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٥٩ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٣٦ ، عنهما البحار١٠١ : ٤٧ ، الوسائل ١٤ : ٤١٤.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٨٥ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٤٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٠.

٣٤٣

فقال : اني قد ضربت على كل ](١) شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعيفقلت : انزل مكة ، فقال : لا تفعل فان أهل مكة يكفرون بالله جهرة ، فقلت :ففي حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : هم شر منهم ، قلت : فأين انزل ، قال :عليك بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني عشر ميلا ، هكذا وهكذا ،والى جانبها قبر ما اتاه مكروب قط ولا ملهوف الا فرج الله عنه(٢) .

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللهالموسوي ، عن عبيد الله(٣) بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن هاشم بنالحكم ، عن فضيل بن يسار قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان إلى جانبكملقبرا ما اتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته ، يعني قبر الحسينابن عليعليهما‌السلام (٤) .

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بنالحسنرحمهم‌الله ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمانالنيسابوري ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عنيونس بن عبد الرحمان ، عن قدامة بن مالك ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : منزار الحسين بن عليعليهما‌السلام لا أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة محصت

__________________

(١) سقط من النسخة ، والزيادة من الكامل.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٧٣ ، عنه البحار ١٠١ : ٤٠٤.

(٣) عبد الله ( خ ل ) ، ذكره الشيخ في الفهرست ، الرقم : ٤٤٨ بعنوان عبد الله ، وفي رجاله: ٤٣٠ ، الرقم : ٦١٧٦ بعنوان عبيد الله ، والظاهر أنهما واحد ، راجع معجم الرجال ١٠ : ١٠٨.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٨٦ ، عنه البحار ١٠١ : ٤٥.

٣٤٤

عنه ذنوبه كما يمضمض(١) الثوب في الماء ، فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب لهبكل خطوة حجة ، وكلما رفع قدمه عمرة(٢) .

٤ ـ وبالاسناد عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن بعض رجاله ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ان زائر الحسين صلوات الله عليه تجعل ذنوبهجسرا على باب داره ثم يعبرها ، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذاعبر(٣) .

الباب (٦)

فضل زيارتهعليه‌السلام في أول يوم من رجب والنصف من رجب

١ ـ وبالاسناد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه(٤) ،عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بنإسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، عن جعفر بنمحمدعليهما‌السلام قال : من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام أول يوم من رجب غفر

__________________

(١) المضمضة : غسل الإناء وغيره.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٧٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٤ ، عنهما البحار١٠١ : ١٩.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١١٦ ، الفقيه ٢ : ٣٤٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٢٨٦ ،عنهم البحار ١٠١ : ٢٦ ، الوسائل ١٤ : ٤١٧.

(٤) في الأصل : ابنه ، وتصحيفه واضح.

٣٤٥

الله له البتة(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو علي محمد بن همام ، عنأبي عبد الله جعفر بن محمد بن مالك ، عن الحسن بن محمد الابزاري ، عنالحسن بن محبوب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : سألتأبا الحسن الرضاعليه‌السلام في اي شهر نزور الحسينعليه‌السلام ، قال : في النصفمن رجب والنصف من شعبان(٢) .

الباب (٧)

فضل زيارة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة الأضحى

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ،عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ،عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من أحب انيصافحه مائة الف نبي [ وأربعة ](٣) وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بنعليعليهما‌السلام في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيينعليهم‌السلام تستأذن الله عز

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٠ و ٣٣٩ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٧٠ ، والشيخ فيالتهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٣٧ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٩ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٥.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٩ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٤٣ ،والسيد في الاقبال ٣ : ٢١٨ ، عنهم البحار ١٠١ : ٩٦ و ٩٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٦.

رواه في البحار ١٠١ : ٩٧ عن كتاب الزيارات والفضائل لمحمد بن داود القمي.

(٣) زيادة من بعض المصادر.

٣٤٦

وجل في زيارته ، فيؤذن لهم(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو القاسم ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الاعلى : زائريالحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم ومحمد نبيكم(٢) .

٣ ـ وقال الصادقعليه‌السلام (٣) : زائر الحسين بن علي صلوات الله عليهفي النصف من شعبان تغفر له ذنوبه ، ولا تكتب عليه سيئة في سنته حتىيحول عليه الحول ، فان زاره في السنة المقبلة غفر له ذنوبه(٤) .

٤ ـ وقال الصادقعليه‌السلام : من زار أبا عبد اللهعليه‌السلام ثلاث سنينمتواليات [ لافصل فيها ](٥) في النصف من شعبان غفر له ذنوبه(٦) .

٥ ـ وبالاسناد عن جماعة مشايخه ، عن محمد بن يحيى العطار ،

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٦١ ، عنهمالبحار ١٠١ : ٩٣ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٧.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٩ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٨ ، وابن قولويه في الكامل: ٣٣٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٧٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ والمصباح : ٧٦١ ، عنهم البحار١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

(٣) كذا ، وفي المصادر : أبي جعفرعليه‌السلام .

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في أماليه ١ : ٤٦ ، مصباح المتهجد : ٧٦١ ،عنهم البحار ١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

(٥) من المصادر.

(٦) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٥ ، والشيخ في المصباح : ٧٦١ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

٣٤٧

عن الحسين بن أبي سيار المدائني ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عميرعن عبد الرحمان بن الحجاج قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من زار قبرالحسين بن علي صلوات الله عليه ليلة من ثلاث غفر له من ذنبه ما تقدموما تأخر ، قال : قلت : اي الليالي ، قال : ليلة الفطر وليلة الأضحى وليلةالنصف من شعبان(١) .

الباب (٨)

فضل زيارتهعليه‌السلام يوم عرفة

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن عبد المؤمن ، عن محمد بنيحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد الكوفي ، عن محمد بنجعفر بن إسماعيل ، عن محمد بن عبد الله بن مهران(٢) ، عن محمد بن سنان ،عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :

من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة كتب الله له الف الف حجة معالقائم ، والف الف عمرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعتق الف الف نسمة ،وحملان الف الف فرس في سبيل الله ، وسماه اللهعزوجل : عبديالصديق امن بوعدي ، وقالت الملائكة : فلان صديق زكاه الله من فوق

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ ، عنهما البحار ١٠١ : ٨٩و ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٥.

(٢) لا يوجد : ( محمد بن عبد الله بن مهران ) في التهذيب والوسائل.

٣٤٨

عرشه وسمي في الأرض كروبا(١) (٢)

٢ ـ وبالاسناد عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ،عن أبي إسماعيل القماط ، عن بشار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من كانمعسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام وليعرفعنده ، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام ، اما اني لا أقول يجزي ذلك منحجة الاسلام الا لمعسر ، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأرادان يتنفل بالحج والعمرة فمنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرالحسينعليه‌السلام في يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء حجته وعمرته ،وضاعف الله له ذلك اضعافا مضاعفة ، قلت : كم تعدل حجة وكم تعدلعمرة ، قال : لا يحصى ذلك ، قلت : مائة ، قال : ومن يحصي ذلك ، قلت :الف ، قال : وأكثر من ذلك ، ثم قال :( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) (٣)

٣ ـ وروى إسماعيل بن ميثم التمار ، عن الباقرعليه‌السلام قال : من باتليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام فيها حتى يعيد وينصرف ، وقاه الله شرسنته(٤) .

__________________

(١) كروبيا ( خ ل ) ، الكروبيون ـ بالتخفيف ـ سادة الملائكة.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ والمصباح : ٦٥٨ ،والكفعمي في مصباحه : ٥٠١ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٨ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٠.

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٢ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٠ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٩ ، الوسائل ١٤ : ٤٦١ ، والآية في إبراهيم : ٣٤.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٢ ، والشيخ في المصباح : ٦٥٩ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٠ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٤.

٣٤٩

٤ ـ وروي بشير الدهان قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لم أحج عامأول ولكن عرفت عند قبر الحسين بن علي صلوات الله عليه ، فقال : يابشير من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة كانت له الف حجة مبرورة والفغزوة مع نبي مرسل أو امام عادل ، قال : قلت : جعلت فداك ما كنت أرىان هاهنا ثوابا مثل ثواب الموقف ، قال : فغضب إلي مغضبا وقال : يا بشيرمن اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسينعليه‌السلام كانت له بكل خطوةحجة مبرورة مع مناسكها(١) .

الباب (٩)

فضل الجمع بين زيارة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة

في سنة واحدة

وبالاسناد عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عنمحمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ،عن يونس بن ظبيان ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

من زار الحسين بن علي صلوات الله عليه ليلة النصف من شعبانوليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب الله له الف حجة مبرورة ،

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٠ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٦ ، ثواب الأعمال : ١١٥ ،الأمالي : ١٢٣ ، وابن قولويه في الكامل : ٣١٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٠ والمصباح : ٦٥٧والأمالي ١ : ٢٠٤ ، والكفعمي في مصباحه : ٥٠١ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٥ و ٩٠ ، الوسائل١٤ : ٤٦١.

٣٥٠

والف عمرة متقبلة ، وقضيت له الف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة(١)

الباب (١٠)

فضل زيارة يوم عاشوراء

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ،عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام عارفا بحقه كان كمنزار اللهعزوجل في عرشه(٢) .

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وأخي وجماعة مشايخي رحمهمالله ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن علي المدائني ، قال : اخبرنيمحمد بن سعيد البلخي ، [ عن قبيصة ](٣) ، عن جابر الجعفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من بات عند قبر الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء لقى الله يوم القيامةملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصته(٤) .

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥١ ، عنهما البحار ١٠١ : ٩٠و ٩٥ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٥.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٧ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٦١ ، والشيخ في التهذيب٦ : ٥١ والمصباح : ٧١٣ ، عنهم البحار ١٠١ : ١٠٥ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٦.

(٣) من المصادر ، وفيها : البجلي. بدل البلخي

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٢٠ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٧.

٣٥١

٣ ـ وقال : من زار الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء وبات عنده كان كمناستشهد بين يديه(١) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو علي بن همام ، عن جعفر بن محمدابن مالك الفزاري ، عن أحمد بن علي بن عبيد الله الجعفي ، [ عن الحسين بنسليمان ](٢) ، عن الحسن بن راشد(٣) ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من زار الحسين يوم عاشوراء وجبت له الجنة(٤) .

الباب (١١)

فضل زيارتهعليه‌السلام في الأربعين وفي ليلة القدر وفي كل شهر

وان من ترك زيارته من غير عذر كان منتقص الايمان ، منتقص الدين

١ ـ وبالاسناد عن أبي هاشم الجعفري ، عن أبي محمد الحسن بنعلي العسكريعليه‌السلام أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة إحدىوخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ،

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٢٠ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٧.

(٢) من المصادر.

(٣) في المصادر : الحسين بن راشد ، والظاهر أن ما في المتن هو الأصح ، لأنه لا يوجدرجل باسم الحسين بن راشد ، راجع معجم الرجال ٤ : ٣٢٠.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥١ ، ومصباح المتهجد: ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٦.

٣٥٢

والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم(١)

٢ ـ وبالاسناد عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم ، نادى مناد تلك الليلة منبطنان العرش : ان الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام في هذهالليلة(٢) .

٣ ـ وبالاسناد عن أحمد بن إدريس ، عن صندل ، عن داود بن فرقد ،قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام في كل شهر منالثواب ، قال : له من الثواب مثل ثواب مائة الف شهيد من شهداء بدر(٣) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني الحسن بن عبد الله(٤) ، عن أبيه ، عنالحسن بن محبوب ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عنأبي جعفرعليه‌السلام قال : من لم يأت قبر الحسينعليه‌السلام من شيعتنا كان منتقص

__________________

(١) رواه المفيد في مزاره : ٦١ ، وابن قولويه في الكامل : ٣٢٥ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧٣٠ ، التهذيب ٦ : ٥٢ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٦ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٨ ، ذكره السيد ابنطاووس في الاقبال ٣ : ١٠٠ ، مصباح الزائر : ٣٤٧ ، والكفعمي في مصباحه : ٤٨٩.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٤١ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٢.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ١٧ ، رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٤٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٢ ،عنهما البحار ١٠١ : ٣٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٨.

(٤) في الكامل والوسائل : حسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى ، وما في المتن هوالأصح ، لأنه الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى ، راجع معجم الرجال ٤ : ٣٧٦.

٣٥٣

الايمان منتقص الدين(١)

٥ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسنالصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم(٢) ، عنأبي المغرا ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من لم يأتقبر الحسين صلوات الله عليه حتى يموت كان منتقص الايمان منتقصالدين ، وان ادخل الجنة كان دون المؤمنين فيها(٣) .

الباب (١٢)

فضل الصلاة في مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه وحد حرمه

واتمام الصلاة عنده ، وثواب من أكثر الصلاة عنده

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم ، عن عبد اللهابن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قاللرجل : يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة ان تأتي قبر الحسينصلوات الله عليه فتصلي عنده أربع ركعات ثم تسأل حاجتك ، فان

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٥٦ ، عنه البحار ١٠١ : ٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٣١.

(٢) في الأصل : علي بن الحسن ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لان الراوي عن أحمد بن محمدابن عيسى هو علي بن الحكم بن الزبير ، عنونه الشيخ في رجاله : ٣٦١ و ٣٧٦ ، الأرقام : ٥٣٤٤و ٥٥٧٢ في أصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام .

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٥٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٤ ، عنهما البحار ١٠١ : ٤ ،الوسائل ١٤ : ٤٣٠.

٣٥٤

الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة ، والصلاة النافلة عنده تعدل عمرة(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وجماعة مشايخيرحمهم‌الله ،عن سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله الجاموراني(٢) الرازي ، عن الحسن بنعلي بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي(٣) ، عنالمفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل في زيارةالحسينعليه‌السلام : ثم تمضي يا مفضل إلى صلاتك ، فلك بكل ركعة ركعتهاعنده كثواب من حج الف حجة واعتمر الف عمرة واعتق الف رقبة ،وكأنما وقف في سبيل الله الف مرة مع نبي مرسل ـ وذكر الحديث(٤) .

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني علي بن الحسين(٥) رحمه‌الله ، عنمحمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، قال : وحدثني محمد بن

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٢ ، الوسائل ١٤ : ٥١٨.

(٢) في الأصل : سعد بن عبد الله الجاموراني ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لأنه أبو عبد اللهالجاموراني ، عنونه الشيخ في الفهرست ، الرقم : ٨٤٧ ، وفي رجاله : ٤٥١ و ٤٥٢ ، الأرقام :٦٤١٢ و ٦٤٣٦.

(٣) في الأصل : الحسين بن محمد عن عبد الكريم بن علي ، ما أثبتناه هو الأصح ، لتكررهفي الكامل.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٢ ، الوسائل ١٤ : ٥١٨.

(٥) في الأصل : علي بن الحسن ، وهو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، راجعمعجم الرجال ١١ : ٣٦٨.

٣٥٥

الحسين بن مت(١) الجوهري ، عن محمد بن أحمد ، عن هارون بن مسلمعن أبي علي الحراني ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار الحسينصلوات الله عليه ، قال : من اتاه وزاره وصلى عنده ركعتين أو أربع ركعاتكتبت له حجة وعمرة(٢) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسنابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قلت له : من اتى قبر الحسينعليه‌السلام ما له من الثواب والاجرجعلت فداك ، قال : يا شعيب ما صلى عنده أحد الا قبلها الله منه ، ولا دعاأحد عنده دعوة الا استجيبت له عاجلة(٣) ، فقلت : جعلت فداك زدني فيه ،فقال : يا شعيب أيسر ما يقال لزائر الحسين بن عليعليه‌السلام : قد غفر الله لكيا عبد الله فاستأنف العمل عملا جديدا(٤) .

٥ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين رحمهمالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن

__________________

(١) في الأصل : بنت ، ما أثبتناه هو الأصح ، راجع معجم الرجال ١٦ : ١٨.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ٨٣ ، رواه مع اختلاف ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والمفيد فيالمقنعة : ٧٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٩ ، والسيد في مصباح الزائر : ١٤٩ ، عنهم البحار ١٠٠ :١٢٠ و ١٠١ : ٨٣ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٠ و ٥٢٠.

(٣) في المصدر زيادة : وآجلة.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٥ ، عنه البحار ١٠١ : ٨٣.

٣٥٦

سعيد ، [ عن محمد بن سنان ](١) عن عبد الملك القمي ، عن إسماعيل بنجابر ، عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :تمم الصلاة في أربعة مواطن : في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجدالكوفة وحرم الحسينعليه‌السلام (٢) .

٦ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن همام بن سهيل ، عن جعفر بنمحمد بن مالك الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن حمدان المدائني ، عنزياد القندي قال : قال أبو الحسنعليه‌السلام : أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لكما أكره لنفسي ، تمم الصلاة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسينعليه‌السلام (٣) .

٧ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخيرحمهم‌الله ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين ، عنمحمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، قال : حدثني من سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : تمم الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي ومسجدالكوفة وحرم الحسينعليه‌السلام (٤) .

__________________

(١) زيادة من المصادر.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ٨٣ ، رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٣٠ ،والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٨.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ٨٤ ، رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣٠والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٧.

(٤) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٦ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٣٠.

٣٥٧

٨ ـ وبالاسناد قال : اخبرني علي بن حاتم القزويني ، قال ، حدثنامحمد بن أبي عبد الله(١) الأسدي ، قال : حدثني القاسم بن الربيع الصحاف ،عن عمرو بن عثمان ، عن عمرو بن مرزوق ، قال : سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الصلاة في الحرمين وفي الكوفة وعند قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال : أتمالصلاة فيها(٢) .

٩ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي ومحمد بن الحسنرحمهما‌الله ،عن الحسن بن متيل ، عن سهل بن زياد الادمي ، عن محمد بن عبد الله ، عنصالح بن عقبة ، عن أبي شبل قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أزور قبرالحسينعليه‌السلام ، قال : زر الطيب وأتم الصلاة عنده ، قلت : أتم الصلاةعنده ، قال : أتم ، قلت : فان بعض أصحابنا يرى التقصير ، قال : إنما يفعلذلك للضعفة(٣) .

١٠ ـ وبالاسناد قال : حدثني حكيم بن داودرحمه‌الله ، عن سلمةابن الخطاب ، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :حريم قبر الحسينعليه‌السلام خمسة فراسخ من أربعة جوانب القبر(٤) .

__________________

(١) في الأصل : أحمد بن أبي عبد الله ، هو محمد بن أبي عبد الله جعفر الأسدي ، عنونهالشيخ في الفهرست ، الرقم : ٦٠ ، وفي رجاله : ٤٣٩ ، الرقم : ٦٢٧٨.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، وفيه : ( فيهم ) ، عنه الوسائل ٨ : ٥٣٢.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ٨٤ ، رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٧٨ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٢٩ ،والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٧.

(٤) رواه الصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٦ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٥٦ ، والشيخ في التهذيب٦ : ٧١ ، عنهم البحار ١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٠.

٣٥٨

١١ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخيعن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن محمد بنإسماعيل البصري ، عن زرارة(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : حريم قبرالحسينعليه‌السلام فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر(٢) .

١٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بنالحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ،قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ان لموضع قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام حرمة معروفة ، من عرفها واستجار بها أجير ، قلت : فصف لي موضعهاجعلت فداءك ، قال :

امسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعا من ناحيةرجليه ، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه ، وخمسة وعشرينذراعا من ناحية رأسه ، وموضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة ،ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زواره إلى السماء ، فليس ملك فيالسماوات ولا في الأرض الا وهم يسألون اللهعزوجل في زيارة قبر

__________________

(١) كذا ، وفي المصادر : ( عمن رواه ).

ويؤيده رواية أخرى عنه في الكامل : ٢٧٥ ، وفيه أيضا : ( عن بعض رجاله ) ، ولا يوجدرواية أخرى عنه.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧١ ، عنهم البحار١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٠.

٣٥٩

الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل وفوج يعرج(١)

١٣ ـ وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعتهيقول : قبر الحسينعليه‌السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضةمن رياض الجنة(٢) .

١٤ ـ وقالعليه‌السلام : موضع قبر الحسين صلوات الله عليه ترعة منترع الجنة(٣) .

وكان أقصى الحرم على الحديث الأول خمسة فراسخ وأدناه منالمشهد فرسخ ، وأشرف الفرسخ خمس وعشرون ذراعا ، وأشرفالخمس والعشرين ذراعا [ عشرون ذراعا ، وأشرف العشرين ](٤) ماشرفت به ، وهو الجدث نفسه ، وشرف الجدث الحال فيه صلوات اللهعليه

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٨ ، والصدوق في ثواب الأعمال : ١١٩ ، وابن قولويهفي الكامل : ٤٥٧ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧١ ، مصباح المتهجد : ٥٠٩ ، عنهم البحار ١٠١ : ١١٠ ،الوسائل ١٤ : ٥١١ ، المصباح للكفعمي : ٥٠٨.

ذكر عجزه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٢١ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٦ ، عنهما الوسائل١٤ : ٤١٤.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٥ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٢ ، عنهم البحار١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٢.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ٨٥ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٥٠ ، عنهما البحار١٠١ : ١١٠.

(٤) العبارة منقولة عن التهذيب ٦ : ٧٢ ، والمصباح : ٥٠٩ ، والزيادة منهما.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702