المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192404 / تحميل: 6992
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

سورة إبراهيم

٢٢

التمثيل الثاني والعشرون

( مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَيءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيد ) .(١)

تفسير الآية

« العصف » : شدة الريح ، يوم عاصف أي شديد الريح ، وإنّما جعل العصف صفة لليوم مع أنّه صفة للريح لأجل المبالغة ، وكأنّ عصف الريح صار بمنزلة جعل اليوم عاصفاً ، كما يقال : ليل غائم ويوم ماطر.

انّه سبحانه يشبّه عمل الكافرين في عدم الانتفاع به برماد في مهب الريح العاصف ، فكما لا يقدر أحد على جمع ذلك الرماد المتفرق ، فكذلك هؤلاء الكفار لا يقدرون مما كسبوا على شيء فلا ينتفعون بأعمالهم البتة.

وقال سبحانه في آية أخرى :( وَقَدِمْنَا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) .(٢)

والمراد من أعمالهم ما يعد صالحاً في نظر العرف كصلة الأرحام وعتق الرقاب

__________________

١ ـ إبراهيم : ١٨.

٢ ـ الفرقان : ٢٣.

١٦١

وفداء الأسارى وإغاثة الملهوفين ، لأنّهم بنوا أعمالهم على غير معرفة الله والإيمان به فلا يستحقون شيئاً عليه.

وأمّا الأعمال التي تعد من المعاصي الموبقة ، فهي خارجة عن مصبّ الآية لوضوح حكمها.والآية دليل على أنّ الكافر لا يثاب بأعماله الصالحة يوم القيامة إذا أتى بها لغير وجه الله.

نعم لو أتى بها طلباً لرضاه ورضوانه فلا غرو في أن يثاب به ويكون سبباً لتخفيف العذاب.

١٦٢

سورة إبراهيم

٢٣

التمثيل الثالث والعشرون

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَة أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ * تُوَْتي أُكُلَهَا كُلَّ حينٍ بِإذْنِ رِبّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ) .(١)

تفسير الآيات

انّه سبحانه تبارك وتعالى مثل للحق والباطل ، أو الكفر والإيمان بتمثيلات مختلفة ، وقد جاء التمثيل في هذه الآية بأنّ مثل الإيمان كشجرة لها الصفات التالية :

أ : انّها طيبة : أي طاهرة ونظيفة في مقابل الخبيثة ، فانّ الشجر على قسمين : منها ما هو طيب الثمار كالتين والنخل والزيتون وغيرها ، ومنها ما هو خبيث الثمار كالحنظل.

ب : أصلها ثابت ، أي لها جذور راسخة في أعماق الأرض لا تزعزعها العواصف الهوجاء ولا الأمواج العاتية.

ج : فرعها في السماء ، أي لها أغصان مرتفعة ، فهي بجذورها الراسخة تحتفظ بأصلها وبفروعها في السماء وتنتفع من نور الشمس والهواء والماء.

__________________

١ ـ إبراهيم : ٢٤ ـ ٢٥.

١٦٣

وهذه الفروع والأغصان من الكثرة بحيث لا يزاحم أحدها الآخر ، كما أنّها لا تتلوث بما على سطح الأرض.

د :( تعطى أكلها كل حين ) أي في كلّ فصل وزمان ، لا بمعنى كلّ يوم وكل شهرحتى يقال بأنّه ليس على وجه البسيطة شجرة مثمرة من هذا النوع.

وبعبارة أخرى : انّ مثل هذه الشجرة لا تبخس في عطائها ، بل هي دائمة الأثمار في كل وقت وقّته الله لاثمارها.

هذا حال المشبه به ، وأمّا حال المشبه ، فقد اختلفت كلمتهم إلى أقوال لا يدعمها الدليل ، والظاهر انّ المراد من المشبه هو الاعتقاد الحقّ الثابت ، أعني التوحيد والعدل وما يلازمهما من القول بالمعاد.

فهذه عقيدة ثابتة طيبة لا يشوبها شيء من الشرك والضلال ولها ثمارها في الحياتين.

والذي يدل على ذلك هو انّه سبحانه ذكر في الآية التالية ، قوله :( يُثَبّتُ اللهُ الّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ ) (١) ، وهذا القول الثابت عبارة عن العقيدة الصالحة التي تمثلها كلمة التوحيد والشهادة بالمعاد وغيرهما ، قال السيد الطباطبائي :

القول بالوحدانية والاستقامة عليه ، هو حقّ القول الذي له أصل ثابت محفوظ عن كلّ تغير وزوال وبطلان ، وهو الله عزّ اسمه أو أرض الحقائق ، وله فروع نشأت ونمت من غير عائق يعوقه عن ذلك من عقائد حقة فرعية وأخلاق زاكية وأعمال صالحة يحيا بها المؤمن حياته الطيبة ويعمر بها العالم الإنساني حق

__________________

١ ـ إبراهيم : ٢٧.

١٦٤

عمارته ، وهي التي تلائم سير النظام الكوني الذي أدى إلى ظهور الإنسان بوجوده المنظور على الاعتقاد الحق والعمل الصالح.(١)

ثمّ إنّه سبحانه ختم الآية بقوله :( وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثال للنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ) ، أي ليرجعوا إلى فطرتهم فيتحقّقوا من أنّ السعادة رهن الاعتقاد الصحيح المثمر في الحياتين.

وبذلك يعلم انّ ما ذكره بعض المفسرين بأنّ المراد كلمة التوحيد لا يخالف ما ذكرنا ، لأنّ المراد هو التمثل بكلمة التوحيد لا التلفظ بها وحده حتى أنّ قوله سبحانه :( إِنَّ الّذينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوفٌ عََلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون ) (٢) يراد منه التحقّق بقوله( ربّنا الله ) لا التلفظ بها ، وقد أشار سبحانه إلى العقيدة الصحيحة ، بقوله :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (٣) .

فالكلم الطيّب هو العقيدة ، والعمل الصالح يرفع تلك العقيدة.

وبذلك يعلم أنّ كلّ عقيدة صحيحةلها جذور في القلوب ، ولها فروع وأغصان في حياة الإنسان ولهذه الفروع ثمار ، فالاعتقاد بالواجب العادل الحكيم المعيد للإنسان بعد الموت يورث التثبت في الحياة والاجتناب عن الظلم والعبث والفساد إلى غير ذلك من العقائد الصالحة التي لها فروع.

إلى هنا تمّ المثل الأوّل للمؤمن والكافر أو للإيمان والكفر.

____________

١ ـ الميزان : ١٢ / ٥٢.

٢ ـ الأحقاف : ١٣.

٣ ـ فاطر : ١٠.

١٦٥

وربما يقال : الرجال العظام من المؤمنين هم كلمة الله الطيبة ، وحياتهم أصل البركة ، ودعوتهم توجب الحركة ، آثارهم وكلماتهم وأقوالهم وكتبهم وتلاميذهم وتاريخهم وحتى قبورهم جميعها ملهمة وحيّة ومربّية.

ولكن سياق الآيات لا يؤيده ، لأنّه سبحانه يفسر الكلمة الطيبة بما عرفت ، أعني قوله :( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

والمراد من القول الثابت هو الكلمة الطيبة ، وقلب المؤمن هو الأرض الطيبة التي ترسخ فيها جذور تلك الشجرة.

١٦٦

سورة إبراهيم

٢٤

التمثيل الرابع و العشرون

( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ منْ فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار ) .(١)

تفسير الآية

مثّل سبحانه تبارك وتعالى للعقيدة الصالحة بالمثل السابق ومقتضى الحال أن يمثل للعقيدة الباطلة بضد المثل السابق ، فهي على طرف النقيض مما ذكر في الآية السابقة ، وإليك البيان :

فالكفر كشجرة لها هذه الأوصاف :

أ : انّها خبيثة مقابلة الطيبة ، أي لا يطيب ثمارها كشجرة الحنظل.

ب :( اجتثت من فوق الأرض ) في مقابل قوله( أصلها ثابت ) وحقيقة الاجتثاث هي اقتلاع الشيء من أصله ، أي اقتطعت واستؤصلت واقتلعت جذورها من الأرض.

ج :( ما لها من قرار ) أي ليس لتلك الشجرة من ثبات ، فالريح تنسفها وتذهب بها ، وبالتالي ليس لها فروع وأغصان أو ثمار.

__________________

١ ـ إبراهيم : ٢٦.

١٦٧

هذا هو المشبه به ، وأمّا المشبه فهو عبارة عن العقيدة الضالة الكافرة التي لا تعتمد على برهان ولا دليل ، يزعزعها أدنى شبهة وشك.

فينطبق صدر الآية التالية على التمثيل الأوّل ، وذيله على التمثيل التالي ، أعني : قوله :( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) هذا هو المنطبق على التمثيل الأوّل

وأمّا المنطبق على التمثيل الثاني فهو قوله :( وَيُضِلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) أي يضل أهل الكتاب بحرمانهم من الهداية ، وذلك لأجل قصورهم في الاستفادة عن الهداية العامة التي هي متوفرة لكل إنسان ، أعني : الفطرة ودعوة الأنبياء

وقوله :( يفعل الله ما يشاء ) بمعنى انّه تعلّقت مشيئته بتثبيت المؤمنين وتأييدهم وإضلال الظالمين وخذلانهم ، ولم تكن مشيئته عبثاً وإنّما نابعة من حكمة بالغة.

١٦٨

سورة إبراهيم

٢٥

التمثيل الخامس والعشرون

( وَأَنذِرِ النّاسَ يَوم يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الّذينَ ظَلَمُوا رَبّنَا أَخّرْنَا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الأمْثالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لتَزُولَ مِنْهُ الجِبال ) .(١)

تفسير الآيات

إنّ الآية تمثل حال قوم شاهدوا نزول جزء من العذاب والبلاء فعادوا يظهرون الندم على أعمالهم البغيضة ويطلبون الإمهال حتى يتلافوا ما فاتهم من الإيمان والعمل الصالح ، كما يحكي عنه سبحانه ، ويقول :( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) أي مشاهدة نزول العذاب في الدنيا بشهادة استمهالهم ، كما في قوله تعالى :( فَيَقول الذين ظلموا ربّنا أخّرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ) .

فيرد دعوتهم بأنّ هذا الطلب ليس طلباً صادقاً وإنّما ألجأهم إليه رؤية

__________________

١ ـ إبراهيم : ٤٤ ـ ٤٦.

١٦٩

العذاب.

فيخاطبهم سبحانه بقوله :( أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) .

وعلى ما ذكرنا يكون مفاد الآية : حلفتم قبل نزول العذاب بأنّه ليس لكم زوال من الراحة إلى العذاب ، وظننتم انّكم بما تمتلكون من القوة والسطوة أمّة خالدة مالكة لزمام الأمور ، فلماذا تستمهلون ؟ ثمّ يخاطبهم بجواب آخر وهو قوله :( وَسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبيّن لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ) أي سكنتم ديار من كذب الرسل فأهلكهم الله وعرفتم ما نزل بهم من البلاء والهلاك والعذاب كقوم عاد وثمود ، وضربنا لكم الأمثال وأخبرناكم بأحوال الماضين لتعتبروا فلم تتعظوا.

وعلى ذلك فالمشبه به هو حال الأمم الهالكة بأفعالهم الظالمة.

والمشبه هو الأمم اللاحقة لهم الذين رأوا العذاب فاستمهلوا الأجل وندموا ولات حين مناص.

١٧٠

النحل

٢٦

التمثيل السادس والعشرون

( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمٍ تَاللهِ لَتُسئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ * وَيَجْعَلُونَ للهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَه وَلَهُمْ ما يَشْتَهون * وإِذا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِالاَُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم * يَتوارَى مِنَ القَومِ مِنْ سُوءِ ما بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُون * لِلَّذينَ لا يُوَْمِنُونَ بِالآخِرَة مثلُ السَّوءِ وَللهِ المَثَلُ الأعلى وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيم ) .(١)

تفسير الآيات

إنّ الله سبحانه هو الواجب الغني عن كل من سواه ، قال سبحانه :( يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيد ) (٢) فلا يصحّ وصفه بما يستشمُّ منه الفقر والحاجة ، لكن المشركين غير العارفين بالله كانوا يصفونه بصفات فيها وصمة الفقر والحاجة ، وقد حكاها سبحانه في غير واحد من الآيات ، فقال :( وَجَعَلُوا للهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالاََنْعامِ نَصِيباً فَقَالُوا هذا للهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَمَا كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللهِ وَمَا كانَ للهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ سَاءَ ما يَحْكُمُون ) .(٣)

__________________

١ ـ النحل : ٥٦ ـ ٦٠.

٢ ـ فاطر : ١٥.

٣ ـ الأنعام : ١٣٦.

١٧١

فقد أخطأوا في أمرين :

أ : فرز نصيب لله من الحرث والأنعام ، وكأنّه سبحانه فقير يجعلون له نصيباً ممّا يحرثون ويربّون من أنعامهم.

ب : الجور في التقسيم والقضاء ، فيعطون ما لله إلى الشركاء دون العكس ، وما هذا إلاّ لجهلهم بمنزلته سبحانه وأسمائه وصفاته.

وقد أشار إلى ما جاء تفصيله في سورة الأنعام على وجه موجز في المقام ، وقال :( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفتَرُون ) .

ونظير ما سبق انّهم كانوا يبغضون البنات ويجعلونها لله ، ويحبون البنين ويجعلونهم لأنفسهم ، وإليه يشير سبحانه بقوله :( وَيَجْعَلُونَ للهِ البَناتِ سُبحانهُ وَلَهُم ما يَشتَهُون ) والمراد من الموصول في( ما يشتهون ) هو البنون ، وبذلك تبيّن معنى قوله سبحانه :( لِلّذِينَ لا يُوَْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوء ) أي انّ المشركين المنكرين للآخرة يصفونه سبحانه بصفات السوء التي يستقبحها العقل ويذمّها ، وقد عرفت كيفية وصفهم له فوصفوه عند التحليل بالفقر والحاجة والنقص والاِمكان ، والله سبحانه هو الغني المطلق ، فهو أعلى من أن يوصف بأمثال السوء ، ولكن الموحّد يصفه بالكمال كالحياة والعلم والقدرة والعزّة والعظمة والكبرياء ، والله سبحانه عند المؤمنين( هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُوَْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبّارُ الْمتَكَبّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبَارِئ الْمُصَوّرُ لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنى ) (١) ويقول سبحانه :( وَلَهُ المَثَلُ الأعلى فِي

__________________

١ ـ الحشر : ٢٣ ـ ٢٤.

١٧٢

السَّموات وَالأرض ) (١) وقال :( لَهُ الاََسماءُ الحُسْنى ) .(٢)

ومنه يظهر جواب سؤال طرحه الطبرسي في « مجمع البيان » ، وقال : كيف يمكن الجمع بين قوله سبحانه( وَلله المثل الأعلى ) وقوله :( فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الأمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُون ) .(٣)

والجواب انّ المراد من ضرب الأمثال هو وصفه بما يدل على فقره وحاجته أو تشبيهه بأُمور مادية ، وقد تقدم انّ المشركين جعلوا له نصيباً من الحرث والأنعام ، كما جعلوا الملائكة بناتاً له ، يقول سبحانه :( وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمن اناثاً ) ،(٤) ويقول سبحانه :( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنّة نَسباً ) .(٥) إلى غير ذلك من الصفات التي يتنزه عنها سبحانه ، فهذا النوع من التمثيل أمر محظور ، وهو المراد من قوله( فَلا تَضْرِبُوا لله الأمْثال ) .

وأمّا التمثيل لله سبحانه بما يناسبه كالعزّة والكبرياء والعلم والقدرة إلى غير ذلك ، فقد أجاب عليه القرآن ولم ير فيه منعاً وحظراً ، بشهادة انّه سبحانه بعد هذا الحظر أتى بتمثيلين لنفسه ، كما سيتضح في التمثيل الآتي.

وربما يذكر في الجواب بأنّ الأمثال في الآية جمع « المِثْل » بمعنى « الند » ، فوزان قوله( لا تضربوا لله الأمثال ) كوزان قوله :( فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً ) (٦) ، ولكنّه معنى بعيد ، فانّ المثل بفتح العين يستعمل مع الضرب ، دون المثل بسكون

____________

١ ـ الروم : ٢٧.

٢ ـ طه : ٨.

٣ ـ النحل : ٧٤.

٤ ـ الزخرف : ١٩.

٥ ـ الصافات : ١٥٨.

٦ ـ البقرة : ٢٢.

١٧٣

العين بمعنى الند فلم يشاهد اقترانه بكلمة الضرب.

ويقرب ممّا ذكرنا كلام الشيخ الطبرسي حيث يقول :

إنّ المراد بالأمثال الاَشباه ، أي لا تشبّهوا الله بشيء ، والمراد بالمثل الأعلى هنا الوصف الأعلى الذي هو كونه قديماً قادراً عالماً حياً ليس كمثله شيء.

وقيل إنّ المراد بقوله :( المثل الأعلى ) : المثل المضروب بالحق ، وبقوله :( فلا تضربوا لله الأمثال ) : الأمثال المضروبة بالباطل.(١)

وفي الختام نودُّ أن نشير إلى نكتة ، وهي انّ عدّ قوله سبحانه( للّذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ) من قبيل الأمثال القرآنية لا يخلو من غموض ، لأنّ الآية بصدد بيان نفي وصفه بصفات قبيحة سيئة دون وصفه بصفات عليا فأين التمثيل ؟

إلاّ أن يقال : إنّ التشبيه ينتزع من مجموع ما وصف به المشركون ، حيث شبّهوه بإنسان له حاجة ماسّة إلى الزرع والأنعام وله بنات ونسبة مع الجن إلى غير ذلك من أمثال السوء ، فالآية بصدد ردّ هذا النوع من التمثيل ، وفي الحقيقة سلب التمثيل ، أو سوق المؤمن إلى وصفه سبحانه بالأسماء الحسنى والصفات العليا.

__________________

١ ـ مجمع البيان : ٣ / ٣٦٧.

١٧٤

النحل

٢٧

التمثيل السابع والعشرون

( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالأرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ * فَلا تَضْرِبُوا للهِ الأمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمن رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَستَوون الحمدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ) .(١)

تفسير الآيات

ندّد سبحانه بعمل المشركين الذين يعبدون غير الله سبحانه ، بأنّ معبوداتهم لا تملك لهم رزقاً ولا نفعاً ولا ضراً ، فكيف يعبدونها مع أنّها أشبه بجماد لا يرجى منها الخير والشر ، وإنّما العبادة للإله الرازق المعطى المجيب للدعوة ؟

هذا هو المفهوم من الآية الأولى.

ثمّ إنّه سبحانه يمثّل لمعبود المشركين والمعبود الحق بالتمثيل التالي :

افرض مملوكاً لا يقدر على شيء ولا يملك شيئاً حتى نفسه ، فهو بتمام معنى الكلمة مظهر الفقر والحاجة ، ومالكاً يملك الرزق ويقدر على التصرف فيه ، فيتصرف في ماله كيف شاء وينعم كيف شاء. فهل هذان متساويان ؟ كلاّ.

____________

١ ـ النحل : ٧٣ ـ ٧٥.

١٧٥

وعلى ضوء ذلك تمثّل معبوداتهم الكاذبة مثل العبد الرق المملوك غير المالك لشيء ، ومثله سبحانه كمثل المالك للنعمة الباذل لها المتصرف فيها كيف شاء.

وذلك لأنّ صفة الوجود الإمكاني ـ أي ما سوى الله ـ نفس الفقر والحاجة لا يملك شيئاً ولا يستطيع على شيء.

وأمّا الله سبحانه فهو المحمود بكلّ حمد والمنعم لكلّ شيء ، فهو المالك للخلق والرزق والرحمة والمغفرة والإحسان والإنعام ، فله كلّ ثناء جميل ، فهو الربّ ودونه هو المربوب ، فأيّهما يصلح للخضوع والعبادة ؟

ويدل على ما ذكرنا انّه سبحانه حصر الحمد لنفسه ، وقال : الحمد لله أي لا لغيره ، فالحمد والثناء ليس إلاّ لله سبحانه ، ومع ذلك نرى صحة حمد الآخرين بأفعالهم المحمودة الاختيارية ، فنحمد المعطي بعطائه والمعلم لتعليمه والوالد لما يقوم به في تربية أولاده.

وكيفية الجمع انّ حمد هؤلاء تحميد مجازى ، لأنّ ما بذله المنعم أو المعلم أو الوالد لم يكن مالكاً له ، وإنّما يملكه سبحانه فهو أقدرهم على هذه الأعمال ، فحمد هؤلاء يرجع إلى حمده وثنائه سبحانه ، ولذلك صح أن نقول : إنّ الحمد منحصر بالله لا بغيره. ولذلك يقول سبحانه في تلك الآية :( وَالحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ) أي الشكر لله على نعمه ، يقول الطبرسي : وفيه إشارة إلى أنّ النعم كلّها منه.(١)

__________________

١ ـ مجمع البيان : ٣ / ٣٧٥.

١٧٦

النحل

٢٨

التمثيل الثامن والعشرون

( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَينَمَا يُوَجّههُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيم ) .(١)

تفسير الآية

كان التمثيل السابق يبيّن موقف الآلهة الكاذبة بالنسبة إلى العبادة والخضوع وموقفه تبارك وتعالى حيالها ، ولكن هذا التمثيل جاء لبيان موقف عبدة الأصنام والمشركين وموقف المؤمنين والصادقين ، فيشبّه الأوّل بالعبد الأبكم الذي لا يقدر على شيء ، ويشبّه الآخر بإنسان حرّ يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم.

نفترض عبداً رِقاً له هذه الصفات :

أ : أبكم لا ينطق وبالطبع لا يسمع لما في الملازمة بين البكم وعدم السماع ، بل الأوّل نتيجة الثاني ، فإذا عطل جهاز السمع يسري العطل إلى اللسان أيضاً ، لأنّه إذا فقد السمع فليس بمقدوره أن يتعلم اللغة.

ب : عاجز لا يقدر على شيء ، ولو قلنا بإطلاق هذا القيد فهو أيضاً لا

____________

١ ـ النحل : ٧٦.

١٧٧

يبصر ، إذ لو أبصر لا يصح في حقّه انّه لا يقدر على شيء.

ج :( كَلّ على مولاه ) : أي ثقل ووبال على وليّه الذي يتولّى أمره.

د :( أَينما يُوجّهه لا يَأْتِ بِخَير ) لعدم استطاعته أن يجلب الخير ، فلا ينفع مولاه ، فلو أرسل إلى أمر لا يرجع بخير.

فهذا الرق الفاقد لكلّ كمال لا يرجى نفعه ولا يرجع بخير.

وهناك إنسان حرٌّ له الوصفان التاليان :

أ : يأمر بالعدل.

ب : وهو على صراط مستقيم.

أمّا الأوّل ، فهو حاك عن كونه ذا لسان ناطق ، وإرادة قوية ، وشهامة عالية يريد إصلاح المجتمع ، فمثل هذا يكون مجمعاً لصفات عليا ، فليس هو أبكمَ ولا جباناً ولا ضعيفاً ولا غير مدرك لما يصلح الأمة والمجتمع. فلو كان يأمر بالعدل فهو لعلمه به فيكون معتدلاً في حياته وعبادته ومعاشرته التي هي رمز الحياة.

وأمّا الثاني : أي كونه على صراط مستقيم ، أي يتمتع بسيرة صالحة ودين قويم.

فهذا المثل يبيّن موقف المؤمن والكافر من الهداية الإلهية ، وقد أشار سبحانه إلى مغزى هذا التمثيل في آية أخرى ، وقال :( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلى الحَقِّ أحَقُّ أن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إلاّ أن يُهَدى فَما لكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون ) .(١)

هذا التفسير مبني على أنّ التمثيل بصدد بيان موقف الكافر والمؤمن غير انّ هناك احتمالاً آخر ، وهو انّ التمثيل تأكيد للتمثيل السابق وهو تبيين موقف الآلهة الكاذبة والإله الحق.

__________________

١ ـ يونس : ٣٥.

١٧٨

النحل

٢٩

التمثيل التاسع والعشرون

( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُون * وَلا تَكُونُوا كالّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمّةٌ هِي أَرْبى مِنْ أُمّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيّننَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون ) .(١)

تفسير الآيات

التوكيد : التشديد ، يقال أوكدها عقدك ، أي شدّك ، وهي لغة أهل الحجاز و « الأنكاث » : الأنقاض ، وكلّ شيء نقض بعد الفتح ، فقد انكاث حبلاً كان أو غزلاً.

و « الدخل » ما أُدخل في الشيء على فساد ، وربما يطلق على الخديعة ، وإنّما استعمل لفظ الدخل في نقض العهد ، لأنّه داخل القلب على ترك البقاء ، وقد نقل عن أبي عبيدة ، انّه قال : كلّ أمر لم يكن صحيحاً فهو دخل ، وكلّ ما دخله عيب فهو مدخول.

هذا ما يرجع إلى تفسير لغات الآية وجملها.

____________

١ ـ النحل : ٩١ ـ ٩٢.

١٧٩

وأمّا شأن نزولها فقد نقل عن الكلبي أنّها امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ، ثمّ تأمرهنَّ أن ينقضن ما غزلن ولا يزال ذلك دأبها ، واسمها « ريطة » بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة ، وكانت تسمّى فرقاء مكة.(١)

إنّ لزوم العمل بالميثاق من الأمور الفطرية التي جُبل عليها الإنسان ، ولذلك نرى أنّ الوالد إذا وعد ولده شيئاً ، ولم يف به فسوف يعترض عليه الولد ، وهذا كاشف انّ لزوم العمل بالمواثيق والعهود أمر فطر عليه الإنسان.

ولذلك صار العمل بالميثاق من المحاسن الاَخلاقية التي اتّفق عليها كافة العقلاء.

وقد تضافرت الآيات على لزوم العمل به خصوصاً إذا كان العهد لله ، قال سبحانه :( وَأوفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كانَ مَسْؤولاً ) (٢)

وقال تعالى :( وَالّذِينَ هُمْ لأماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُون ) .(٣)

وفي آية ثالثة :( وَأوفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) .(٤)

وفيما نحن فيه يأمر بشيء وينهى عن آخر.

أ : فيقول( أَوفُوا بِعَهْدِ اللهِ إذا عاهَدْتُمْ ) فيأمر بالوفاء بعهد الله ، أي العهود التي يقطعها الناس مع الله تعالى. ومثله العهد الذي يعهده مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمة المسلمين ، فكلّ ذلك عهود إلهية وبيعة في طريق طاعة الله سبحانه.

____________

١ ـ الميزان : ١٢ / ٣٣٥.

٢ ـ الإسراء : ٣٤.

٣ ـ المؤمنون : ٨.

٤ ـ البقرة : ٤٠.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

فليصل صالحي ](١) إخوانه ، يكتب له ثواب صلتنا(٢) .

وقال الرضاعليه‌السلام : من اتي قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبروقرأ :( انا أنزلناه في ليلة القدر ) سبع مرات ، امن يوم الفزع الأكبر(٣) .

فإذا أردت زيارة قبر أخيك المؤمن فاستقبل القبلة وضع يدك علىالقبر وقل :

اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته ، وانس وحشته ، وامن روعته ،واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك ،والحقه بمن كان يتولاه(٤) .

واقرأ :( انا أنزلناه في ليلة القدر ) سبع مرات.

الباب (٣)

زيارة سلمان الفارسي رحمة الله عليه

١ ـ تقف عليه وتقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا تابع صفوة الرحمن ،السلام عليك يا من لم يتميز من أهل بيت الايمان(٥) .

__________________

(١) من الكامل ، وفيه في الموضعين : موالينا.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٥٢٨ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩٥.

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٥٢٨ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩٥.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٥٢٩ عن الباقرعليه‌السلام ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩٧.

(٥) في مصباح الزائر : تميز من أهل الايمان ( خ ل ).

٦٠١

السلام عليك يا من خالف حزب الشيطان ، السلام عليك يا من نابذعبدة الأوثان ، السلام عليك يا من تبع الوصي زوج سيدة النسوان ،السلام عليك يا من جاهد في الله مرتين مع النبي والوصيأبي السبطين.

السلام عليك يا من صدق فكذبه أقوام ، السلام عليك يا من قال لهسيد الخلق من الإنس والجان : أنت منا أهل البيت لا يدانيك انسان ،السلام عليك يا من تولى امره عند وفاته أبو الحسنين ، السلام عليك يامن جوزيت عنه بكل احسان ، السلام عليك فقد دنت بخير الأديان(١) ،السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

اتيتك يا أبا عبد الله زائرا قاضيا فيك حق الامام ، وشاكرا لبلائكفي الاسلام ، فاسأل الله الذي خصك بصدق الدين ومتابعة الخيرينالفاضلين ، ان يحييني حياتك ، وان يميتني مماتك ، ويحشرني فيمحشرك ، على انكار ما أنكرت ومنابذة من نابذت ، والرد على منخالفت ، الا لعنة الله على الظالمين من الأولين والآخرين ، فكن يا أبا عبدالله شاهدا لي بهذه الزيارة عند امامي وامامكصلى‌الله‌عليه‌وآله .

جمع الله بيني وبينك وبينهم في مستقر من رحمته ، انه وليذلك والقادر عليه إن شاء الله ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ،

__________________

(١) كنت على خير الأديان ( خ ل ).

٦٠٢

وصلى الله على خيرته من خلقه محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما(١)

٢ ـ زيارة أخرى لسلمانرضي‌الله‌عنه .

إذا وقفت على القبر فاستقبل القبلة وقل :

السلام على رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين ، السلامعلى أمير المؤمنين سيد الوصيين ، السلام على الأئمة الراشدين ، السلامعلى الملائكة المقربين.

ثم ضع يدك اليسرى عليه وقل :

السلام عليك يا صاحب رسول الله الأمين ، السلام عليك يا وليأمير المؤمنين ، السلام عليك يا مودع اسرار السادات الميامين ، السلامعليك يا بقية الله من البررة الماضين ، السلام عليك يا أبا عبد اللهورحمة الله وبركاته.

اشهد انك أطعت الله كما امرك ، واتبعت الرسول كما ندبك ،وتوليت خليفته كما الزمك ، ودعوت إلى الائتمام بذريته كما وقفك ،وعلمت الحق يقينا فاعتقدته كما ألهمك.

اشهد انك باب وصي المصطفى ، وطريق حجة الله المرتضى ،وامين الله فيما استودعت من علوم الأصفياء ، اشهد انك من أهل بيتالنبي والنجباء المختارين لنصر الوصي.

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٦٣ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩١.

٦٠٣

اشهد انك صاحب العاشرة(١) والبراهين والدلائل القاهرة ، وأقمتالصلاة واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وأديتالأمانة ونصحت لله ولرسوله ، وصبرت على الأذى في جنبه حتى اتاكاليقين.

لعن الله من جحد حقك وحط من قدرك ، لعن الله من آذاك فيمواليك ، ولعن الله من أعنتك في أهل بيت نبيك ، لعن الله من لامك فيساداتك ، لعن الله عدو ال محمد من الجن والإنس من الأولينوالآخرين ، وضاعف عليهم العذاب الأليم.

وقل :

صلى الله عليك يا صاحب رسول الله ، السلام عليك يا مولىأمير المؤمنين ، وصلى الله على روحك الطيبة وجسدك الطاهر ،وألحقنا بمنه ورأفته إذا توفانا بمحل السادة الميامين ، وجمعنا معكمبجوارهم في جنات النعيم.

صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، وصلى على إخوانك الشيعة منالسلف الماضين ، وادخل الرضوان والروح على الخلف من المؤمنين ،وألحقنا وإياهم بمن نتولى من العترة الطاهرين ، وعليك السلام

__________________

(١) صاحب العاشرة اي الدرجة العاشرة من الايمان ، وهو إشارة لما روي بأسانيد عنالصادقعليه‌السلام : ان الايمان عشر درجات ، فالمقداد في الثامنة وأبو ذر في التاسعة وسلمان فيالعاشرة.

٦٠٤

وعليهم أجمعين ورحمة الله وبركاته

ثم امض فصل تطوعا ما بدا لك.

فإذا أردت الانصراف فودعه وقل :

السلام عليك يا صاحب رسول الله ، وصفي أمير المؤمنين ،ووليه الناصح الأمين ، كنت لله ناصرا وعلى دينه ، محافظا عن النبيوللوصي محاميا ، فجزاك الله عن دينه وعن أوليائه خير الجزاء ،استودعك الله واسترعيك واقرأ عليك السلام ، امنا بالله وبرسولهواتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين.

ثم قبله وانصرف إن شاء الله(١) .

قد أثبت لك ، أدام الله لك النعمة ، من الزيادة حسب ما التمست ،وانا الان مضيف إلى ذلك من الأعمال والأدعية المختارات بموجب مااقترحت بمشية الله سبحانه ، ثم أذكر ما ورد في العشر الأواخر من شهررمضان أولا وما جاء من العمل في ليلة عيد الفطر ، ثم اعقب ذلك بعملاليوم والليلة ودعاء كل يوم في الأسبوع ، لئلا تحتاج معه إلى سواه فيالعبادات.

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٦٢ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٨٧

٦٠٥

٦٠٦

القسم السابع

في اعمال شهر رمضان

وليلة الفطر ويومها

٦٠٧

٦٠٨

الباب (١)

أدعية العشر الأواخر

الدعاء في الليلة الأولى :

يا مولج الليل في النهار ومولج النهار في الليل ، ومخرج الحي منالميت ومخرج الميت من الحي ، يا رازق من يشاء بغير حساب ، يا الله يارحمان يا رحيم ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وعلى أهل بيته وان تجعل اسمي فيهذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليينوإساءتي مغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهبالشك عني ، وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة وقنا عذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبةإليك ، والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٦٢ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أقول : رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٦٠ مختصرا عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسين

٦٠٩

في الليلة الثانية

يا سالخ النهار من الليل فإذا نحن مظلمون ، ومجري الشمسلمستقرها بتقديرك ، يا عزيز يا عليم ، ومقدر القمر منازل حتى عادكالعرجون القديم ، يا نور كل نور ، ومنتهى كل رغبة وولي كل نعمة ، ياالله يا رحمان ، يا الله يا قدوس ، يا أحد يا واحد يا فرد ، يا الله يا الله ياالله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وعلى أهل بيته وان تجعل اسمي فيهذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليينوإساءتي مغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهبالشك عني ، وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة وقنا عذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبةإليك ، والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

__________________

عن محمد بن عيسى ، عن أيوب بن يقطين ، أو غيره ، عنهمعليهم‌السلام ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠١ المصباح ٦٢٨

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦١

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٧٠ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٠ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠١ ، وفي مصباحه: ٦٢٨.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦١ مختصرا.

٦١٠

في الليلة الثالثة

يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من الف شهر ، ورب الليل والنهاروالجبال والبحار ، والظلم والأنوار والأرض والسماء ، يا بارئ يامصور ، يا حنان يا منان ، يا الله يا رحمان ، يا الله يا قيوم ، يا الله يا بديع ، ياالله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

روي محمد بن عيسى باسناده عن الصالحينعليهم‌السلام قال : وكرر فيليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا أو قائما أو قاعدا

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٧٨ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٢ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٢ ، وفي مصباحه: ٦٣٠.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٢ مختصرا.

٦١١

وعلى كل حال ، وفي الشهر كله ، وكيف أمكنك ومتى حضر من دهركفتقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الليلة وفي كل ساعة ، ولياوحافظا ، وقائدا وناصرا ، ودليلا وعينا ، حتى تسكنه ارضك طوعا ،وتمتعه فيها طويلا(١) .

في الليلة الرابعة :

يا فالق الاصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ، ياعزيز يا عليم ، يا ذا المن والطول ، والقوة والحول ، والفضل والانعام ،والجلال والاكرام ، يا الله يا رحمان ، يا الله يا فرد يا وتر ، يا الله يا ظاهر ياباطن ، يا حي لا إله إلا أنت ، لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،ورضي بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة ، والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلواتك

__________________

(١) رواه السيد مع اختلاف في الاقبال ١ : ١٩١ ، عنه البحار ٩٧ : ٣٤٩.

٦١٢

عليه وعليهم(١)

في الليلة الخامسة :

يا جاعل الليل لباسا والنهار معاشا ، والأرض مهادا والجبالأوتادا ، يا الله يا قاهر ، يا الله يا جبار ، يا الله يا سميع ، يا الله يا قريب يامجيب ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وأهل بيته وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،ورضي بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة ، والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد عليهمالسلام(٢) .

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٨٨ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبيمحمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٢ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٢ ، وفي مصباحه: ٦٣٠.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٢ مختصرا.

(٢) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٩٣ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمد

٦١٣

في الليلة السادسة

يا جاعل الليل والنهار آيتين ، يا من محا آية الليل وجعل آية النهارمبصرة لتبتغوا فضلا منه ورضوانا ، يا مفصل كل شئ تفصيلا ، يا ماجديا وهاب ، يا الله يا جواد ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنىوالأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

__________________

هارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٣ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٣ ، وفي مصباحه : ٦٣٢

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٩٧ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٣ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٣.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

٦١٤

في الليلة السابعة

يا ماد الظل ولو شئت لجعلته ساكنا وجعلت الشمس عليه دليلاثم قبضته إليك قبضا يسيرا ، يا ذا الجود والطول والكبرياء والآلاء لا إله إلا أنت، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، لا إله إلا أنت ، يا قدوسيا سلام ، يا مؤمن يا مهيمن ، يا عزيز يا جبار يا متكبر ، يا الله يا خالق يابارئ يا مصور ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة ، والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلى اللهعليه وعليهم(١) .

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤٠٠ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٣ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٢.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

٦١٥

في الليلة الثامنة

يا خازن الليل في الهواء وخازن النور في السماء ، ومانع السماءان تقع على الأرض الا باذنه وحابسهما ان تزولا ، يا عليم يا غفور ، يادائم يا الله يا وارث ، يا باعث من في القبور ، يا الله يا الله يا الله لكالأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلى الله عليهوعليهم(١) .

في الليلة التاسعة :

يا مكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل ، يا عليم يا

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤٠٥ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٤ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٤.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

٦١٦

حكيم ، يا رب الأرباب وسيد السادة ، لا إله إلا أنت ، يا أقرب إلي من حبلالوريد ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلى الله عليهوعليهم(١) .

في الليلة العاشرة :

الحمد لله لا شريك له ، له الحمد كما ينبغي لكرم وجهه وعزجلاله ، وكما هو أهله ، يا قدوس يا نور يا نور القدوس ، يا سبوح يا منتهىالتسبيح ، يا رحمان يا فاعل الرحمة ، يا الله يا عليم يا كبير ، يا الله يا

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤٠٨ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٤ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٤.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٥ مختصرا.

٦١٧

لطيف يا جليل ، يا سميع يا بصير ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماءالحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلواتكعليه وعليهم(١) .

الباب (٢)

في الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان وغير ذلك

الاعتكاف في العشر الأواخر مستحب مرغب فيه مندوب إليه ،وهو اللبث في مكان مخصوص للعبادة ، ويحتاج إلى شروط :

أحدها : ان يعتكف في أحد المساجد الأربعة : المسجد الحرام أو

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤١٤ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٤ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٤.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٥ مختصرا.

٦١٨

مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أو مسجد الكوفة أو مسجد البصرة.

والثاني : ان يصوم في زمان الاعتكاف.

وثالثها : أن يكون ثلاثة أيام فصاعدا.

ويجب عليه ان يجتنب جميع ما يجتنبه المحرم ، من النساءوالطيب والمماراة والجدال ، ويحرم عليه أيضا البيع والشراء ،والخروج من المسجد الذي اعتكف فيه الا لضرورة ، ولا المشي تحتالظلال مع الاختيار ، ولا يقعد في غيره مختارا ، ولا يصلي في غيرالمسجد الذي اعتكف فيه الا بمكة ، فإنه يصلي كيف شاء وأين شاء.

ومتى جامع نهارا لزمته كفارتان ، فان جامع ليلا لزمته كفارة واحدة ،مثل ما يلزم من أفطر يوما من شهر رمضان ، وإذا مرض المعتكف أوحاضت المرأة خرجا من المسجد ثم يعيدان الاعتكاف والصوم.

الباب (٣)

وداع شهر رمضان

إذا كان آخر ليلة من الشهر ودع فدعا بدعاء الوداع بعد صلاته كلها ،وان دعا في سحر تلك الليلة كان أفضل ، والدعاء لزين العابدينعليه‌السلام منالصحيفة ، وهو :

اللهم يا من لا يرغب في الجزاء ، ويا من لا يندم على العطاء ، ويامن لا يكافئ عبده على السواء ، منتك ابتداء ، وعفوك تفضل ، وعقوبتك

٦١٩

عدل ، وقضاؤك خيرة ، ان أعطيت لم تشب عطاءك بمن ، وان منعتلم يكن منعك تعديا ، تشكر من شكرك ، وأنت ألهمته شكرك ، وتكافئمن حمدك وأنت علمته حمدك.

تستر على من لو شئت فضحته ، وتجود على من لو شئت منعته ،وكلاهما أهل منك للفضيحة والمنع ، غير انك بنيت أفعالك علىالتفضل ، وأجريت قدرتك على التجاوز ، وتلقيت من عصاك بالحلم ،وأمهلت من قصد لنفسه بالظلم ، تستنظرهم بأناتك(١) إلى الإنابة ، وتتركمعاجلتهم إلى التوبة لكيلا يهلك عليك هالكهم ، ولا يشقي بنعمتكشقيهم ، الا عن طول الاعذار إليه ، وبعد ترادف(٢) الحجة عليه ، كرما منعفوك يا كريم ، وعائدة(٣) من عطفك يا حليم.

أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك وسميته التوبة ، وجعلتعلى ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه ، فقلت تباركاسمك :( توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكمويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذينامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورناواغفر لنا انك على كل شئ قدير ) (٤) ، فما عذر من أغفل دخول ذلك

__________________

(١) تستنظرهم بأناتك : تستمهلهم بحلمك.

(٢) ترادف : تتابع.

(٣) عائدة : تعطف وإحسان.

(٤) التحريم : ٨.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702