الكافي الجزء ٨

الكافي2%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 703

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 703 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 181797 / تحميل: 5493
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

ملاحظة

هذا الكتاب

طبع ونشر الكترونياً وأخرج فنِيّاً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلميّة في الشبكة

٣

٤

٥

(١٥)

كتاب الحجّ‌

٦

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(١)

[١٥]

كِتَابُ الْحَجِّ‌

١ - بَابُ بَدْءِ الْحَجَرِ وَالْعِلَّةِ فِي اسْتِلَامِهِ‌

٦٧٠٦/ ١. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَمَّا أَخَذَ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ ، أَمَرَ الْحَجَرَ ، فَالْتَقَمَهَا(٢) ، وَلِذلِكَ(٣) يُقَالُ : أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا ، وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ(٤) ».(٥)

٦٧٠٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ظ ، بح ، بس ، جد ، جن » : + « وبه نستعين ». وفي « بث » : + « توكّلت على الله ». وفي « بخ» والمرآة : - « بسم الله الرحمن الرحيم ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٣ : « قولهعليه‌السلام : فالتقمها ، لعلّ التقامها كناية عن ضبطه وحفظه لها ؛ إذ يدلّ كثير من‌الأخبار على أنّه ملك صار بهذه الصورة ، ويعرف الناس وكلامهم ، ويشهد يوم القيامة لهم ، ولا استحالة في شي‌ء من ذلك بناء على اُصول المسلمين ».

(٣). في « بح ، بف » والوافي والوسائلوالمحاسن : « فلذلك ».

(٤). في « بف » : « بالوفاء ».

(٥).المحاسن ، ص ٣٤٠ ، كتاب العلل ، ح ١٢٩ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى وفضالة وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار. وفيعلل الشرائع ، ص ٤٢٤ ، صدر ح ٢ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٩٠ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٢ ، ص ٧٠ ، ح ١١٥١٥ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣١٤ ، ح ١٧٨٢٧.

٧

عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ(١) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : لِمَ جُعِلَ اسْتِلَامُ الْحَجَرِ؟

فَقَالَ : « إِنَّ(٢) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - حَيْثُ أَخَذَ مِيثَاقَ بَنِي آدَمَ ، دَعَا الْحَجَرَ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَمَرَهُ ، فَالْتَقَمَ الْمِيثَاقَ ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِمَنْ وَافَاهُ بِالْمُوَافَاةِ(٣) ».(٤)

٦٧٠٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : لِأَيِّ عِلَّةٍ وَضَعَ اللهُ الْحَجَرَ فِي الرُّكْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، وَلَمْ يُوضَعْ فِي غَيْرِهِ(٥) ؟ وَلِأَيِّ عِلَّةٍ يُقَبَّلُ(٦) ؟ وَلِأَيِّ عِلَّةٍ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ وَلِأَيِّ عِلَّةٍ وُضِعَ مِيثَاقُ الْعِبَادِ وَالْعَهْدُ فِيهِ ، وَلَمْ يُوضَعْ فِي غَيْرِهِ؟ وَكَيْفَ السَّبَبُ فِي ذلِكَ؟ تُخْبِرُنِي(٧) جَعَلَنِيَ اللهُ(٨) فِدَاكَ ؛ فَإِنَّ تَفَكُّرِي فِيهِ لَعَجَبٌ.

__________________

(١). ورد الخبر فيالمحاسن ، ص ٣٣٠ ، ح ٩٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم الحلبي. والظاهر أنّ عنوان « عبدالكريم الحلبي » محرّف ، وصوابه : « عبدالكريم عن الحلبي » ؛ فإنّ بيت الحلبيين بيت مشهور بالكوفة ، وليس فيهم من يسمّى بعبد الكريم. أضعف إلى ذلك ، أنّ المراد من عبدالكريم في مشايخ البزنطي هو عبدالكريم بن عمرو الخثعمي ، وقد ورد في عددٍ من الأسناد رواية أحمد بن محمّد [ بن أبي نصر ] عن عبدالكريم ، عن الحلبي. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٤١٠ - ٤١١.

(٢). في « بث ، بخ ، بف » والوافي : « لأنّ ».

(٣). في المحاسن : « بالحقّ ».

(٤).المحاسن ، ص ٣٣٠ ، كتاب العلل ، صدر ح ٩٣ ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم الحلبي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .علل الشرائع ، ص ٤٢٣ ، ح ١ ، بسنده عن عبيدالله بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.قرب الإسناد ، ص ٢٣٧ ، ح ٩٣٠ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٠٦ ، عن الحلبي ، من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام . وراجع :علل الشرائع ، ص ٤٢٥ ، ح ٦الوافي ، ج ١٢ ، ص ٧٠ ، ح ١١٥١٦ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣١٧ ، ح ١٧٨٣٤. (٥). في الوسائل : - « ولم يوضع في غيره ».

(٦). هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل والعلل. وفي « ى ، بخ » والمطبوع : « تقبَّل».

(٧). في « بث ، بخ » : « فخبّرني ».

(٨). في«بخ»وحاشية«بث»:«جعلت»بدل«جعلني الله».

٨

قَالَ : فَقَالَ : « سَأَلْتَ وَأَعْضَلْتَ(١) فِي الْمَسْأَلَةِ ، وَاسْتَقْصَيْتَ(٢) ، فَافْهَمِ الْجَوَابَ(٣) ، وَفَرِّغْ قَلْبَكَ ، وَأَصْغِ(٤) سَمْعَكَ(٥) ، أُخْبِرْكَ إِنْ شَاءَ اللهُ.

إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - وَضَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَهِيَ جَوْهَرَةٌ أُخْرِجَتْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلى آدَمَعليه‌السلام ، فَوُضِعَتْ فِي ذلِكَ الرُّكْنِ لِعِلَّةِ الْمِيثَاقِ ، وَذلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَخَذَ مِنْ(٦) بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ(٧) حِينَ أَخَذَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ ، وَفِي ذلِكَ الْمَكَانِ تَرَاءى لَهُمْ(٨) ، وَمِنْ ذلِكَ الْمَكَانِ(٩) يَهْبِطُ الطَّيْرُ عَلَى الْقَائِمِعليه‌السلام ، فَأَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُهُ ذلِكَ الطَّائِرُ(١٠) ، وَهُوَ وَاللهِ(١١) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، وَإِلى ذلِكَ الْمَقَامِ(١٢) يُسْنِدُ الْقَائِمُ ظَهْرَهُ ، وَهُوَ الْحُجَّةُ وَالدَّلِيلُ عَلَى الْقَائِمِ ، وَهُوَ الشَّاهِدُ لِمَنْ وَافى(١٣) فِي(١٤) ذلِكَ الْمَكَانِ ، وَالشَّاهِدُ عَلى مَنْ أَدّى إِلَيْهِ الْمِيثَاقَ وَالْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى الْعِبَادِ.

وَأَمَّا(١٥) الْقُبْلَةُ وَالالْتِمَاسُ(١٦) ، فَلِعِلَّةِ الْعَهْدِ تَجْدِيداً لِذلِكَ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ،

__________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : أعضلت ، أي جئت بمسألة معضلة مشكلة » ، وراجع :مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٢٤ ( عضل ).

(٢). الاستقصاء في المسألة : بلوغ الغاية والنهاية والأقصى فيها. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٨٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٦ ( قصا ). (٣). في « بف » : - « الجواب ».

(٤). في « بف » : « فأصغ ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : « بسمعك ».

(٦). في « بح » : - « من ».

(٧). في « بخ ، بس ، بف » وحاشية « بث » والوافي والوسائل : « ذرّيّاتهم ».

(٨). في العلل : + « ربّهم ». و « تراءى لهم » أي ظهر لهم. يقال : تراءى لي الشي‌ء ، أي ظهر حتّى رأيته. وعن ثعلب : تراءى لي وترأّى : تصدّى لأراه. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٧٧ ؛لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٩٩ ( رأى ).

(٩). في « بخ ، بف » وحاشية « بث » والوافي والعلل : « الركن ».

(١٠). في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، بف » والوافي والبحار والعلل : « الطير ».

(١١). في الوافي : - « والله ».

(١٢). في « بح » والبحار : « المكان ».

(١٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والعلل. وفي المطبوع : « وافا [ ه‍ ] ». والموافاة : الإتيان ، يقال : وافى‌فلان فلاناً ، أي أتاه. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٦ ؛المصباح المنير ، ص ٦٦٧.

(١٤). في الوافي : - « في ».

(١٥). في « ظ ، بح ، جد » : « فأمّا ».

(١٦). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » والوافي والوسائل والعلل. وفي « بف » وحاشية « بث » : =

٩

وَتَجْدِيداً لِلْبَيْعَةِ وَلِيُؤَدُّوا(١) إِلَيْهِ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِي الْمِيثَاقِ ، فَيَأْتُوهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَيُؤَدُّوا إِلَيْهِ ذلِكَ الْعَهْدَ وَالْأَمَانَةَ اللَّذَيْنِ(٢) أُخِذَا(٣) عَلَيْهِمْ ، أَلَاتَرى أَنَّكَ تَقُولُ : أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا ، وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ(٤) لِي بِالْمُوَافَاةِ ، وَوَ اللهِ(٥) مَا يُؤَدِّي ذلِكَ أَحَدٌ غَيْرُ شِيعَتِنَا ، وَلَاحَفِظَ ذلِكَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَحَدٌ(٦) غَيْرُ شِيعَتِنَا ، وَإِنَّهُمْ لَيَأْتُوهُ ، فَيَعْرِفُهُمْ وَيُصَدِّقُهُمْ ، وَيَأْتِيهِ غَيْرُهُمْ ، فَيُنْكِرُهُمْ وَيُكَذِّبُهُمْ ، وَذلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْ ذلِكَ غَيْرُكُمْ ، فَلَكُمْ وَاللهِ يَشْهَدُ ، وَعَلَيْهِمْ وَاللهِ يَشْهَدُ بِالْخَفْرِ(٧) وَالْجُحُودِ وَالْكُفْرِ ، وَهُوَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ مِنَ اللهِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَجِي‌ءُ وَلَهُ لِسَانٌ نَاطِقٌ، وَعَيْنَانِ فِي صُورَتِهِ الْأُولى ، يَعْرِفُهُ(٨) الْخَلْقُ وَلَايُنْكِرُهُ(٩) ، يَشْهَدُ(١٠) لِمَنْ وَافَاهُ ، وَجَدَّدَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ(١١) عِنْدَهُ بِحِفْظِ(١٢) الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَيَشْهَدُ عَلى كُلِّ مَنْ أَنْكَرَ(١٣) وَجَحَدَ(١٤) وَنَسِيَ الْمِيثَاقَ بِالْكُفْرِ وَالْإِنْكَارِ.

فَأَمَّا عِلَّةُ مَا أَخْرَجَهُ اللهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَهَلْ تَدْرِي مَا كَانَ الْحَجَرُ؟ » قُلْتُ : لَا.

قَالَ : « كَانَ مَلَكاً(١٥) مِنْ عُظَمَاءِ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ اللهِ ، فَلَمَّا أَخَذَ اللهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ‌

__________________

= « والتماس ». وفي المطبوع : « والاستلام ».

(١). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ليؤدّوا » بدون الواو.

(٢). في«ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ،جن» :«التي».

(٣).في«ى،بث،بس،بف»:«أخذ».وفي«بخ»:«أخذها».

(٤). في « بخ ، جد » : « ليشهد ».

(٥). في « بخ » والعلل : « والله » بدون الواو.

(٦). في « بخ » : « واحد ». وفي « ى » : - « أحد ».

(٧). « الخَفْر » : الغَدْر ونقض العهد ؛ يقال : خفرتُ بالرجل ، أي غدرت به ونقضت عهده. راجع :المصباح المنير ، ص ١٧٤ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ( خفر ).

(٨). في« بخ » : « تعرفه ». وفي «ى» : « يعرف ».

(٩). في « بخ ، جن » : « ولا تنكره ».

(١٠). في « بح » : « ليشهد ».

(١١). في « بث » والعلل : « الميثاق والعهد ».

(١٢). في « ى ، بث ، بح » : « يحفظ ». وفي « بخ » : « لحفظ ».

(١٣). في « بح » والوافي : « أنكره ».

(١٤). في « بخ ، بف » : « جحد وأنكر ». وفي الوافي : « جحده ».

(١٥). في الوافي : + « عظيماً ».

١٠

الْمِيثَاقَ ، كَانَ(١) أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَأَقَرَّ ذلِكَ الْمَلَكُ ، فَاتَّخَذَهُ اللهُ أَمِيناً عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ ، فَأَلْقَمَهُ(٢) الْمِيثَاقَ ، وَأَوْدَعَهُ عِنْدَهُ ، وَاسْتَعْبَدَ الْخَلْقَ أَنْ يُجَدِّدُوا عِنْدَهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ الْإِقْرَارَ بِالْمِيثَاقِ وَالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِمْ.

ثُمَّ جَعَلَهُ اللهُ مَعَ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ يُذَكِّرُهُ الْمِيثَاقَ ، وَيُجَدِّدُ عِنْدَهُ الْإقْرَارَ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، فَلَمَّا عَصى آدَمُ وَأُخْرِجَ مِنَ(٣) الْجَنَّةِ ، أَنْسَاهُ اللهُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ الَّذِي أَخَذَ(٤) اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى وُلْدِهِ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله وَلِوَصِيِّهِعليه‌السلام ، وَجَعَلَهُ تَائِهاً(٥) حَيْرَانَ.

فَلَمَّا تَابَ اللهُ(٦) عَلى آدَمَ ، حَوَّلَ ذلِكَ الْمَلَكَ فِي صُورَةِ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ ، فَرَمَاهُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلى آدَمَعليه‌السلام وَهُوَ بِأَرْضِ الْهِنْدِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ ، آنَسَ إِلَيْهِ وَهُوَ لَايَعْرِفُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ جَوْهَرَةٌ ، وَأَنْطَقَهُ(٧) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ ، أَتَعْرِفُنِي(٨) ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَجَلْ ، اسْتَحْوَذَ(٩) عَلَيْكَ الشَّيْطَانُ ، فَأَنْسَاكَ ذِكْرَ رَبِّكَ.

ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلى صُورَتِهِ الَّتِي كَانَ مَعَ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ لآِدَمَ : أَيْنَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ؟ فَوَثَبَ إِلَيْهِ(١٠) آدَمُ ، وَذَكَرَ الْمِيثَاقَ ، وَبَكى ، وَخَضَعَ لَهُ ، وَقَبَّلَهُ ، وَجَدَّدَ الْإقْرَارَ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ(١١) ، ثُمَّ حَوَّلَهُ(١٢) اللهُ(١٣) - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى جَوْهَرَةِ الْحَجَرِ دُرَّةً‌

__________________

(١). في « بث ، بخ ، جد ، جن » : - « كان ».

(٢). في « بخ ، بف » والوافي : « وألقمه ».

(٣). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي : « عن ».

(٤). في « بس ، جن » : « أخذه ».

(٥). في العلل : « باهتاً ». وقوله : « تائهاً » ، أي متحيّراً ضالاًّ. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ؛لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٨٢ ( تيه ). (٦). في«بث، بخ ،بف،جن»والوافي والعلل : - « الله ».

(٧). في « بخ ، بس ، بف » والوافي : « فأنطقه ».

(٨). في«ظ ، جد» : « تعرفني »بدون همزة الاستفهام.

(٩). قال الجوهري : « استحوذ عليه الشيطان ، أي غلب ».الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٦٣ ( حوذ ).

(١٠). « فوثب إليه » ، أي قام إليه ، من الوثوب بمعنى النهوض والقيام في غير لغة حمير ، وفي لغتهم بمعنى القعود والاستقرار. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٠ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٩٢ ( وثب ).

(١١). في «بح» : - «فوثب إليه - إلى - والميثاق».

(١٢). في « ى » : « حوّل ».

(١٣). في « بس » : - « الله ».

١١

بَيْضَاءَ صَافِيَةً تُضِي‌ءُ ، فَحَمَلَهُ آدَمُعليه‌السلام عَلَى عَاتِقِهِ إِجْلَالاً لَهُ وَتَعْظِيماً ، فَكَانَ إِذَا أَعْيَا(١) حَمَلَهُ عَنْهُ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام حَتّى وَافى بِهِ مَكَّةَ ، فَمَا زَالَ يَأْنَسُ بِهِ بِمَكَّةَ ، وَيُجَدِّدُ الْإِقْرَارَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.

ثُمَّ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمَّا بَنَى الْكَعْبَةَ ، وَضَعَ الْحَجَرَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ ؛ لِأَنَّهُ(٢) - تَبَارَكَ وَتَعَالى - حِينَ(٣) أَخَذَ الْمِيثَاقَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ ، أَخَذَهُ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ ، وَفِي ذلِكَ الْمَكَانِ أَلْقَمَ الْمَلَكَ الْمِيثَاقَ ، وَلِذلِكَ وَضَعَ فِي ذلِكَ الرُّكْنِ ، وَنَحّى(٤) آدَمَ مِنْ مَكَانِ الْبَيْتِ إِلَى الصَّفَا ، وَحَوَّاءَ إِلَى الْمَرْوَةِ ، وَوَضَعَ الْحَجَرَ فِي ذلِكَ الرُّكْنِ(٥) ، فَلَمَّا نَظَرَ آدَمُ مِنَ الصَّفَا وَقَدْ وُضِعَ الْحَجَرُ فِي(٦) الرُّكْنِ، كَبَّرَ اللهَ وَهَلَّلَهُ وَمَجَّدَهُ فَلِذَلِكَ(٧) جَرَتِ السُّنَّةُ بِالتَّكْبِيرِ وَاسْتِقْبَالِ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ مِنَ الصَّفَا ؛ فَإِنَّ اللهَ أَوْدَعَهُ الْمِيثَاقَ وَالْعَهْدَ(٨) دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَلِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله بِالنُّبُوَّةِ(٩) وَلِعَلِيٍّعليه‌السلام (١٠) بِالْوَصِيَّةِ ، اصْطَكَّتْ(١١) فَرَائِصُ(١٢) الْمَلَائِكَةِ ، فَأَوَّلُ مَنْ‌

__________________

(١). يقال : أعيا الماشي ، أي كَلَّ وثقل ، يستعمل لازماً ومتعدّياً. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٤١ ؛القاموس‌المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ ( عيى ).

(٢). في « ظ ، بث ، بس ، جد » وحاشية « بح » والوافي والوسائل : « لأنّ الله ».

(٣). في الوافي عن بعض النسخ : « ل-مّا ».

(٤). قرأه في المرآة : « يجي‌ء » ، ثمّ قال : « كذا في أكثر النسخ ، والأصوب : نحّى ، من التحنية بمعنى التبعيد ، وكذا في‌العلل أيضاً. وفي بعض النسخ : لجاء ، وهو أيضاً تصحيف ».

(٥). في « بح » : - « ونحّى آدم - إلى - ذلك الركن ».

(٦). في الوافي : + « ذلك ».

(٧). في « بخ » : « ولذلك ».

(٨). في « بس » : - « والعهد ».

(٩). في الوافي : « بالرسالة والنبوّة ».

(١٠). في « جن » : « وعليّ ».

(١١). « اصطكّت » ، أي اضطربت ؛ من الصَّكَك ، وهو اضطراب الركبتين والعُرقوبين من الإنسان وغيره. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٥٦ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٥٣ ( صكك ).

(١٢). الفرائص : جمع الفريصة ، وهو اللحمة التي بين جنب الدابّة وكتفها لا تزال تُرْعَد. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٤٨ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣١ ( فرص ).

١٢

أَسْرَعَ إِلَى الْإِقْرَارِ(١) ذلِكَ الْمَلَكُ ، لَمْ يَكُنْ(٢) فِيهِمْ أَشَدُّ حُبّاً لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْهُ ، وَلِذلِكَ(٣) اخْتَارَهُ اللهُ مِنْ بَيْنِهِمْ ، وَأَلْقَمَهُ(٤) الْمِيثَاقَ ، وَهُوَ يَجِي‌ءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ لِسَانٌ نَاطِقٌ ، وَعَيْنٌ نَاظِرَةٌ ، يَشْهَدُ(٥) لِكُلِّ مَنْ وَافَاهُ إِلى ذلِكَ الْمَكَانِ ، وَحَفِظَ الْمِيثَاقَ ».(٦)

٢ - بَابُ بَدْءِ الْبَيْتِ وَالطَّوَافِ (٧)

٦٧٠٩/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبَّادٍ(٨) عِمْرَانَ بْنِ عَطِيَّةَ(٩) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا أَبِيعليه‌السلام وَأَنَا فِي الطَّوَافِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ شَرْجَبٌ(١٠) مِنَ الرِّجَالِ - فَقُلْتُ : وَمَا الشَّرْجَبُ(١١) أَصْلَحَكَ اللهُ؟ قَالَ : « الطَّوِيلُ » - فَقَالَ : السَّلَامُ‌

__________________

(١). في « بث » : « بالإقرار ».

(٢). في«ظ،ى،بث،بخ، بس، بف، جن»:«ولم يكن».

(٣). في « ى ، بح ، بخ » والوافي والعلل : « فلذلك ». وفي « جن » : « وذلك ».

(٤). في « بخ ، بف » : « فألقمه ».

(٥). في « بخ » والعلل : « ليشهد ».

(٦).علل الشرائع ، ص ٤٢٩ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٢ ، ص ٦٧ ، ح ١١٥١٤ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣١٧ ، ح ١٧٨٣٥ ، إلى قوله : « ألقم الملك الميثاق » ؛البحار ، ج ٥٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ٦٣ ، إلى قوله : « وهو الحجّة والدليل على القائم ».

(٧). في « بح » : « الطواف والبيت ».

(٨). في الوسائل ، ح ١٧٧٧٩ : - « أبي عبّاد ».

(٩). في الوسائل ، ح ١٦٢٢٢ : « عمر بن عطيّة ».

(١٠). في « ى » والوافي : « شرحب ». وفي « بخ ، بف » والمرآة والبحار : « سرحب ». وقال الجوهري : « الشرجب : الطويل ». وقال ابن الأثير : « الشرجب : الطويل. وقيل : هو الطويل القوائم العاري أعالي العظام ». راجع:الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٦ ( شرجب ).

قال العلّامة الفيض فيالوافي : « الشرحب ، بالحاء المهملة ، وبالجيم لغة فيه ». وقال ولده في هامشه : « ومن لغاته: السُّرحوب ، بالسين المهملة المضمومة والراء الساكنة والحاء المهملة قبل الواو والباء المفردة بعدها. ومنها الشرعب ، بالشين المعجمة المفتوحة والراء الساكنة والعين بعدها ، لكنّ الموجود منها في نسخالكافي التي عندنا : الشرحب ، بالشين المعجمة والراء والحاء المهملة ».

(١١). في « ى » والوافي : « الشرحب ». وفي « بث ، بخ » والمرآة والبحار : « السرحب ». وفي « بف » : « السرجب ».

١٣

عَلَيْكُمْ(١) ، وَأَدْخَلَ(٢) رَأْسَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي ».

قَالَ : « فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ أَبِي وَأَنَا ، فَرَدَدْنَاعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ : أَسْأَلُكَ رَحِمَكَ اللهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : نَقْضِي طَوَافَنَا ثُمَّ تَسْأَلُنِي ، فَلَمَّا(٣) قَضى أَبِيَ الطَّوَافَ ، دَخَلْنَا الْحِجْرَ ، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَتَيْنِ(٤) ، ثُمَّ الْتَفَتَ ، فَقَالَ : أَيْنَ الرَّجُلُ يَا بُنَيَّ؟ فَإِذَا هُوَ وَرَاءَهُ قَدْ صَلّى ، فَقَالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ(٥) ؟ قَالَ(٦) : مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَقَالَ : وَمِنْ أَيِّ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَالَ : مِمَّنْ يَسْكُنُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَقَالَ : قَرَأْتَ الْكِتَابَيْنِ(٧) ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ.

فَقَالَ : أَسْأَلُكَ عَنْ بَدْءِ هذَا الْبَيْتِ ، وَعَنْ قَوْلِهِ :( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) (٨) وَعَنْ قَوْلِهِ:( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (٩) ؟

فَقَالَ : يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ ، اسْمَعْ حَدِيثَنَا ، وَلَاتَكْذِبْ عَلَيْنَا ؛ فَإِنَّهُ(١٠) مَنْ كَذَبَ عَلَيْنَا فِي شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ(١١) كَذَبَ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَمَنْ كَذَبَ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، عَذَّبَهُ(١٢) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.

أَمَّا بَدْءُ هذَا الْبَيْتِ : فَإِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ :( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) فَرَدَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَتْ(١٣) :( أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها

__________________

(١). في « ى » : « السلام عليك ».

(٢). في « بف » : « فأدخل ».

(٣). في « بث ، بخ ، بف » والوافي : + « أن ».

(٤). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والبحار : « الركعات ».

(٥). في الوافي عن بعض النسخ : « أنت ».

(٦). في « ظ ، ى ، بح ، جد ، جن » والبحار : « فقال ».

(٧). فيالوافي : « اُريد بالكتابين التوراة والقرآن ».

(٨). القلم (٦٨) : ١.

(٩). المعارج (٧٠) : ٢٤ - ٢٥.

(١٠). في البحار : « فإن ».

(١١). في البحار : « فإنّه ».

(١٢). في « بح » : « فقد عذّبه ».

(١٣). في « ظ ، بث » : « فقال ».

١٤

وَيَسْفِكُ الدِّماءَ ) (١) فَأَعْرَضَ عَنْهَا ، فَرَأَتْ أَنَّ ذلِكَ مِنْ سَخَطِهِ ، فَلَاذَتْ بِعَرْشِهِ(٢) ، فَأَمَرَ(٣) اللهُ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بَيْتاً فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ يُسَمَّى الضُّرَاحَ(٤) بِإِزَاءِ‌ عَرْشِهِ ، فَصَيَّرَهُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ(٥) يَطُوفُ(٦) بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَايَعُودُونَ(٧) وَيَسْتَغْفِرُونَ ، فَلَمَّا أَنْ هَبَطَ آدَمُ إِلَى السَّمَاءِ(٨) الدُّنْيَا ، أَمَرَهُ(٩) بِمَرَمَّةِ هذَا الْبَيْتِ ، وَهُوَ بِإِزَاءِ ذلِكَ ، فَصَيَّرَهُ لآِدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ ، كَمَا صَيَّرَ ذلِكَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ.

قَالَ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ».(١٠)

٦٧١٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَابْنِ مَحْبُوبٍ(١١) جَمِيعاً ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « كُنْتُ مَعَ أَبِي فِي الْحِجْرِ ، فَبَيْنَمَا(١٢) هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ سَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ لَا‌

__________________

(١). البقرة (٢). : ٣٠.

(٢). « فلاذت بعرشه » ، أي عاذت به ، والتجأت إليه ، وانضمّت ، واستغاثت. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٧٠ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٦ ( لوذ ). (٣). في الوسائل ، ح ١٧٧٧٩ : « أمر ».

(٤). قال الجوهري : « الضُّراح ، بالضمّ : بيت في السماء ، وهو البيت المعمور. عن ابن عبّاس ». وقال ابن الأثير : « ويروى : الضريح ، وهو البيت المعمور ، من المضارحة ، وهي المقابلة والمضارعة ، وقد جاء ذكره في حديث عليّ ومجاهد. ومن رواه بالصاد فقد صحّف ». راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٦ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٨١ ( ضرح).

(٥). في « بخ » والبحار : + « يطوفون به ».

(٦). في « ظ ، بث ، بف » وحاشية « جد » والوافي : « يطوفون ».

(٧). في « بح » : « ثمّ لا يعودون ». وفي « بخ » : « ولا يعودون ».

(٨). في « بث ، بخ ، بف » : « سماء ». وفي الوافي والبحار : - « السماء ».

(٩). في « بخ » : « أمر ».

(١٠).الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٩ ، ح ١١٤٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٦٢٢٢ ؛ وج ١٣ ، ص ٢٩٤ ، ح ١٧٧٧٩ ، مقطّعاً ؛البحار ، ج ١١ ، ص ١١٩ ، ح ٥٤.

(١١). في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » : « والحسن بن محبوب ».

(١٢). في « ظ ، بح ، بخ ، بف ، جد » وتفسير العيّاشي : « فبينا ».

١٥

يَعْلَمُهَا إِلَّا أَنْتَ وَرَجُلٌ آخَرُ(١) .

قَالَ : مَا(٢) هِيَ؟

قَالَ : أَخْبِرْنِي أَيَّ شَيْ‌ءٍ كَانَ سَبَبُ الطَّوَافِ بِهذَا الْبَيْتِ؟

فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمَّا أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ(٣) أَنْ يَسْجُدُوا(٤) لآِدَمَعليه‌السلام ، رَدُّوا(٥) عَلَيْهِ ، فَقَالُوا(٦) :( أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) قَالَ(٧) اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) (٨) فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ سَأَلُوهُ التَّوْبَةَ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطُوفُوا بِالضُّرَاحِ وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ، وَمَكَثُوا(٩) يَطُوفُونَ بِهِ سَبْعَ سِنِينَ ، يَسْتَغْفِرُونَ(١٠) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِمَّا قَالُوا ، ثُمَّ تَابَ(١١) عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ ، فَهذَا(١٢) كَانَ أَصْلُ الطَّوَافِ ، ثُمَّ جَعَلَ اللهُ الْبَيْتَ الْحَرَامَ حَذْوَ(١٣) الضُّرَاحِ تَوْبَةً لِمَنْ أَذْنَبَ مِنْ بَنِي آدَمَ ، وَطَهُوراً لَهُمْ.

فَقَالَ : صَدَقْتَ ».(١٤)

__________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : ورجل آخر ، المراد به الصادقعليه‌السلام ، أو السائل نفسه ، والأوّل أظهر ».

(٢). في « بف » : « فما ».

(٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : لـمّا أمر الملائكة ، منهم من قرأ : آمر ، فعل ماض من باب المفاعلة ، أي لم يكن أمرهم‌بعد ، بل كان يشاورهم. ولا يخفى ما فيه ، بل كان الأمر مشروطاً بالنفخ ، وقبل تحقّق ذلك تابوا ، وأمّا الردّ فلعلّه مأوّل بالسؤال عن العلّة ». (٤). في الوافي : « أن تسجد ».

(٥). في « ظ ، بث ، بخ ، جد » والوافي وتفسير العيّاشي : « ردّت ».

(٦). في « ظ ، بخ ، بس ، جد » وحاشية « بث » والوافي وتفسير العيّاشي : « فقالت ».

(٧). في « ظ، ى، بخ، بس، بف ، جد » : « فقال ».

(٨). البقرة (٢) : ٣٠.

(٩). في الوسائل : « فمكثوا ». وفي المرآة : « قولهعليه‌السلام : مكثوا ، أي استمرّ طوافهم فوجاً بعد فوج ، فلا ينافي الخبرالسابق ».

(١٠). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع : « [ و ] يستغفرون ».

(١١). في « بح ، جن » : + « الله ».

(١٢). في « ى » : « وهذا ».

(١٣). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « حذوا ».

(١٤).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٠ ، ح ٦ ، عن محمّد بن مروان ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٢ ، ص ٣١ ، =

١٦

٣ - بَابُ أَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ مِنَ الْأَرَضِينَ مَوْضِعُ

الْبَيْتِ وَكَيْفَ كَانَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ‌

٦٧١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيَّ شَيْ‌ءٍ كَانَ مَوْضِعُ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانَ الْمَاءُ فِي قَوْلِ اللهِ(١) عَزَّ وَجَلَّ :( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (٢) ؟

قَالَ : « كَانَ(٣) مَهَاةً(٤) بَيْضَاءَ » يَعْنِي دُرَّةً(٥) (٦)

٦٧١٢/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، قَالَ :

« إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْزَلَ الْحَجَرَ(٧) لآِدَمَعليه‌السلام (٨) مِنَ الْجَنَّةِ ، وَكَانَ الْبَيْتُ دُرَّةً بَيْضَاءَ ، فَرَفَعَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ(٩) - إِلَى السَّمَاءِ ، وَبَقِيَ أُسُّهُ وَهُوَ بِحِيَالِ هذَا الْبَيْتِ ، يَدْخُلُهُ كُلَّ‌

__________________

= ح ١١٤٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٥ ، ح ١٧٧٨٢ ، ملخّصاً.

(١). في « بح ، بف » والوافي : « في قوله ».

(٢). هود (١١). : ٧.

(٣). في « ظ ، بح ، بف ، جد » والوافي والبحاروالفقيه وتفسير العيّاشي : « كانت ».

(٤). الـمَها - بالفتح - : البِلَّوْر ، وهي الحجارة البيض التي تبرق لشدّة بياضها ، والقطعة منه : مَهاة. وقيل : « المهاة »: هي الدرّة. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٣٥ ؛الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٩ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ( مها ).

(٥). في « بث » : + « بيضاء ».

(٦).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٢٣٠١ ، معلّقاً عن محمّد بن عمران العجلي.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٤٠ ، ح ٦ ، عن محمّد بن عمران العجليالوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٧ ، ح ١١٤٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٧٦٤١ ؛البحار ، ج ٥٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٤٨.

(٧). في الوسائل وتفسير العيّاشي والعلل : + « الأسود ».

(٨). في الوسائل : - « لآدمعليه‌السلام ».

(٩). في « بف ، جد » : - « الله عزّ وجلّ ».

١٧

يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَايَرْجِعُونَ إِلَيْهِ أَبَداً ، فَأَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَعليهما‌السلام بِبُنْيَانِ(١) الْبَيْتِ عَلَى الْقَوَاعِدِ ».(٢)

٦٧١٣/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ صَالِحٍ اللَّفَائِفِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - دَحَا الْأَرْضَ(٣) مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ إِلى مِنًى ، ثُمَّ دَحَاهَا مِنْ مِنًى إِلى عَرَفَاتٍ ، ثُمَّ دَحَاهَا مِنْ عَرَفَاتٍ إِلى مِنًى ؛ فَالْأَرْضُ مِنْ عَرَفَاتٍ ، وَعَرَفَاتٌ مِنْ مِنًى ، وَمِنًى(٤) مِنَ الْكَعْبَةِ ».(٥)

٦٧١٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٦) ، قَالَ : « كَانَ مَوْضِعُ الْكَعْبَةِ رَبْوَةً(٧) مِنَ الْأَرْضِ ، بَيْضَاءَ تُضِي‌ءُ(٨) كَضَوْءِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، حَتّى قَتَلَ ابْنَا آدَمَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، فَاسْوَدَّتْ ، فَلَمَّا نَزَلَ آدَمُ ،

__________________

(١). في الوسائل والعلل : « يبنيان ». وفي تفسير العيّاشي : « يبنيا ».

(٢).علل الشرائع ، ص ٣٩٨ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٠ ، ح ٩٨ ، عن أبي سلمة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٧ ، ح ١١٤٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٧٥٨٠.

(٣). « دحا الأرض » ، أي بسطها ووسّعها ؛ من الدَّحْو بمعنى البسط. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ( دحا ).

(٤). فيالمرآة : « قرأ بعضهم : منى ، أخيراً بفتح الميم بمعنى قدّر ، أي إلى آخر ما قدّره الله من منتهى الأرض ».

(٥).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٢٩٧ ، مرسلاً ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٦ ، ح ١١٤٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٧٦٤٢ ، إلى قوله : « دحا الأرض من تحت الكعبة » ؛البحار ، ج ٥٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٤٩. (٦). في الوافي : + « عن أبيه ».

(٧). الربوة : ما ارتفع من الأرض ، وفيها لغات. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٠ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ( ربا ).

(٨). في « ظ ، بث ، بخ » : - « تضي‌ء ».

١٨

رَفَعَ اللهُ لَهُ الْأَرْضَ كُلَّهَا حَتّى رَآهَا ، ثُمَّ قَالَ : هذِهِ لَكَ كُلُّهَا(١) ، قَالَ : يَا رَبِّ ، مَا هذِهِ الْأَرْضُ الْبَيْضَاءُ الْمُنِيرَةُ؟ قَالَ(٢) : هِيَ(٣) فِي(٤) أَرْضِي(٥) ، وَقَدْ جَعَلْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَطُوفَ بِهَا(٦) كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَمِائَةِ طَوَافٍ ».(٧)

٦٧١٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ الْحَسَنِ(٨) بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ ،

__________________

(١). في « ظ » : « كلّها لك ». وفي الوسائل : - « ثمّ قال : هذه لك كلّها ».

(٢). في « ظ ، بس ، بف ، جد » : « فقال ».

(٣). في الوافيوالفقيه : + « حرمي ».

(٤). في « ى » وحاشية « ظ ، جد » : « من ». وفي المرآة والوسائل والبحار : - « في ».

(٥). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : هي أرضي ، أي هي التي اختصصتها من بين سائر أجزاء الأرض واجتبيتها لعبادتي. وفي بعض النسخ : في أرضي ، أي هي أيضاً من جملة أجزاء الأرض. وصحّف مصحّف وقرأ : في أَرَضي ، بالفتح والهمز ، أي هي مرجع أهل الأرض ، أو محلّ توبتهم ورجوعهم عن الآثام. ولا يخفى بعده ».

(٦). في « بث ، بخ ، بف » والوافي : + « في ».

(٧).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٢٣٠٣ ، معلّقاً عن عيسى بن عبدالله الهاشمي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن أبيهعليهما‌السلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٨ ، ح ١١٤٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٠٣ ، ح ١٧٨٠٤ ؛البحار ، ج ١١ ، ص ٢١٧ ، ح ٣٠.

(٨). هكذا في « بث ، بخ ، جر » والوافي. وفي « ظ ، ى ، بح ، بر ، بس ، بف ، جد » والمطبوع والوسائل : « الحسين ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الخبر رواه الشيخ الصدوق فيعلل الشرائع ، ص ٣٩٩ ، ح ٢ بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن الحسن بن عليّ عن مروان بن مسلم عن أبي حمزة الثمالي ، وعلّق العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - هناك على السند هكذا : « الحسن بن عليّ الراوي عن مروان بن مسلم ، الظاهر أنّه الحسن بن عليّ بن فضّال الذي روى عنه كثيراً في الأسانيد ، وروى عنه كتابه كما ذكره الشيخ -قدس‌سره - فيالفهرست ، لكن رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عنه الظاهر أنّها مرسلة ، وروى هذا الخبر فيالكافي ، ح ٦٧١٥ ( ثمّ أشار إلى سندالكافي وقال : ) والحسين بن عليّ بن مروان لم أجده في موضع مع كثرة الفحص ، والظاهر أنّ صوابه الحسن بن عليّ عن مروان ، ولا يبعد وقوع تقديم وتأخير في الكافي ، وسقط في الكتاب ، وصوابه : محمّد بن أحمد ، عن عدّة من أصحابنا ، عن الحسن بن عليّ ؛ فإنّ المعهود رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن عليّ بن فضّال بالواسطة ، ورواية مروان بن مسلم عن أبي حمزة الثمالي بدون الواسطة ».

هذا ، وقد ورد في مطبوعالعلل المشار إليها : محمّد بن أحمد عن يحيى بن عمران الأشعري ، وهو سهو جزماً ، وورد هذا العنوان على الصواب في طبعة اُخرى وهي طبعة قمّ بتصحيح فضل الله الطباطبائي.

وممّا يؤيّد ما أفاده - دام ظلّه - ما ورد في بعض الأسناد من رواية مروان بن مسلم عن ثابت بن دينار الثمالي،أو=

١٩

عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ : لِأَيِّ شَيْ‌ءٍ سَمَّاهُ اللهُ الْعَتِيقَ؟

فَقَالَ(٢) : « إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَيْتٍ وَضَعَهُ اللهُ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا لَهُ رَبٌّ وَسُكَّانٌ يَسْكُنُونَهُ غَيْرَ هذَا الْبَيْتِ ، فَإِنَّهُ(٣) لَارَبَّ لَهُ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ الْحُرُّ(٤) ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَهُ قَبْلَ الْأَرْضِ(٥) ، ثُمَّ خَلَقَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِ ، فَدَحَاهَا مِنْ تَحْتِهِ ».(٦)

٦٧١٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٧) : لِمَ سُمِّيَ(٨) الْبَيْتُ الْعَتِيقَ؟

قَالَ : « هُوَ بَيْتٌ حُرٌّ عَتِيقٌ مِنَ النَّاسِ ، لَمْ يَمْلِكْهُ(٩) أَحَدٌ ».(١٠)

٦٧١٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ‌

__________________

= عن ثابت بن أبي صفيّة - وهما عنوانان لأبي حمزة الثمالي - والراوي عن مروان بن مسلم في هذه الأسناد هو الحسن بن عليّ بن فضّال. راجع :الأمالي للصدوق ، ص ٤٩١ ، المجلس ٨٩ ، ح ١١ ؛التوحيد ، ص ٣٣٧ ، ح ٤ ؛الخصال ، ص ٤٢٦ ، ح ٣ ؛علل الشرائع ، ص ٨١ ، ح ١ ؛رجال النجاشي ، ص ١١٥ ، الرقم ٢٩٦.

(١). في « بث » : « لأبي عبد الله ».

(٢). في « بث » : « قال له ». وفي « بف » والوافي والعلل : « قال ».

(٣). في العلل : + « لا يسكنه أحد و ».

(٤). في العلل : « الحرام ».

(٥). في العلل : « الخلق ». وفيالوافي : « قولهعليه‌السلام : خلقه قبل الأرض ، وجه آخر لتسميته بالعتيق ؛ إذ العتيق يقال‌للقديم ».

(٦).علل الشرائع ، ص ٣٩٩ ، ح ٢ ، بسنده عن أبي حمزة الثماليالوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٨ ، ح ١١٤٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٧٦٤٣. (٧). في « بس »والمحاسن : - « له ».

(٨). في « ظ ، بس ، جد » والوافي : + « الله ».

(٩). في « ظ ، جد » وحاشية « بح » : « لا يملكه ».

(١٠).المحاسن ، ص ٣٣٧ ، كتاب العلل ، ح ١١٥ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى.علل الشرائع ، ص ٣٩٩ ، ح ٣ ، بسنده عن حمّاد ، عن أبان بن عثمان.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٩١ ، ح ٢١١٣ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٢ ، ص ١٩٦ ، ح ١١٧٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٧٦٤٤.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703