الكافي الجزء ٩

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 765

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 765 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 195545 / تحميل: 6699
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ، وَحَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ.

فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمَّا(١) كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ ، أَتَاهُ طَوَائِفُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، ذَبَحْنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَرْمِيَ(٢) ، وَحَلَقْنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذْبَحَ ، وَلَمْ(٣) يَبْقَ شَيْ‌ءٌ مِمَّا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوهُ إِلَّا أَخَّرُوهُ ، وَلَاشَيْ‌ءٌ مِمَّا يَنْبَغِي لَهُمْ(٤) أَنْ يُؤَخِّرُوهُ إِلَّا قَدَّمُوهُ(٥) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَاحَرَجَ ، لَاحَرَجَ(٦) ».(٧)

٧٩١٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ(٨) بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ(٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

____________________

(١). فيالتهذيب : - « لمـّا ».

(٢). في « ى » : + « وحلقنا من قبل أن نرمي ».

(٣). في « بخ » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « فلم ».

(٤). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : - « لهم ».

(٥). في « بخ » : - « ولا شي‌ء ممّا ينبغي لهم أن يؤخّروه إلّا قدّموه ».

(٦). قال المحقّق العامليرحمه‌الله فيمدارك الأحكام ، ج ٨ ، ص ١٠١ : « لا ريب في حصول الإثم بالإخلال بالترتيب بناء على القول بوجوبه ، وإنّما الكلام في الحكم الثاني ، أعني عدم الإعادة ؛ فإنّ عدم تحقّق الامتثال مع الإخلال بالترتيب الواجب يقتضي الإعادة ، إلّا أنّ الأصحاب قاطعون بعدم الوجوب ، وأسنده في المنتهى إلى علمائنا مؤذناً بدعوى الإجماع عليه ، واستدلّ عليه بصحيحة جميل بن درّاج المتقدّمة ، وما في معناها ، وهو مشكل جدّاً ؛ لأنّ تلك الأخبار محمولة على الناسي أو الجاهل عند القائلين بالوجوب ، فلا تبقى لها دلالة على حكم العامد بوجه ، ولو قيل بتناولها للعامد لدلّت على ما ذهب إليه الشيخ في الخلاف وأتباعه من عدم وجوب الترتيب ، والمسألة محلّ تردّد ، وإن كان المصير إلى ما ذهب إليه الأصحاب غير بعيد من الصواب ». وللمزيد راجع : الخلاف ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ؛السرائر ، ج ١ ، ص ٦٠٢ ؛الكافي في الفقه ، ص ٢٠٠ ؛منتهى المطلب ، ص ٧٦٥ ؛ ذخيرة المعاد ، ص ٦٦٤.

(٧).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٦ ، ح ٧٩٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٤ ، ح ١٠٠٨ ، معلّقاً عن الكليني.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٣٨ ، ح ١٤١٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٥٦ ، ح ١٨٨٥٩ ؛البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٨٠ ، ح ٥ ، من قوله : « فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمـّا كان يوم النحر ».

(٨). فيالتهذيب : « حميد » بدل « سهل ». وهو سهو ؛ فإنّ حميد بن زياد من مشايخ المصنّف ، وروايته عن ابن‌محبوب مباشرة لم تثبت في شي‌ء من الطرق والأسناد.

(٩). في « بث ، بس ، جن »والتهذيب : - « الخزّاز ». =

١٤١

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام فِي رَجُلٍ زَارَ الْبَيْتَ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ ، فَقَالَ : « إِنْ كَانَ زَارَ الْبَيْتَ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ(٢) وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ ذلِكَ لَايَنْبَغِي لَهُ ، فَإِنَّ عَلَيْهِ دَمَ شَاةٍ ».(٣)

٧٩١٤ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٤) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي(٦) رَجُلٍ نَسِيَ أَنْ يَذْبَحَ بِمِنًى حَتّى زَارَ الْبَيْتَ ، فَاشْتَرى بِمَكَّةَ ، ثُمَّ ذَبَحَ ، قَالَ : « لَا بَأْسَ ، قَدْ أَجْزَأَ عَنْهُ ».(٧)

١٩٠ - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنَ اللِّبَاسِ وَالطِّيبِ إِذَا حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَزُورَ‌

٧٩١٥ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْمُتَمَتِّعِ(٨) إِذَا حَلَقَ رَأْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَزُورَ الْبَيْتَ(٩) : يَطْلِيهِ(١٠)

____________________

= وقد تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٧٥ أنّ الصواب في لقب أبي أيّوب هذا ، هو الخرّاز.

(١). في « بخ » : « أبي عبد الله ».

(٢). في « ى ، جن » : - « فقال : إن كان زار البيت قبل أن يحلق ».

(٣).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٠ ، ح ٨٠٩ ، معلّقاً عن الكليني.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٤٠ ، ح ١٤١٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢١٥ ، ح ١٩٠١٧ ؛ وص ٢٣٨ ، ح ١٩٠٨٦.

(٤). في«بث،جن»وحاشية«بح»:-«بن يحيى».

(٥). في « بث » : - « بن عمّار ».

(٦). في « بف » : « عن ».

(٧).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٠٦ ، ح ٣٠٩٢ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار. وفيه ، ص ٤٩٤ ، ذيل ح ٣٠٥٨ ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٣٩ ، ح ١٤١٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٥٦ ، ح ١٨٨٥٨.

(٨). فيالوسائل : + « قلت ». وفي الاستبصار ، ح ١٠٢١ : + « فقال ».

(٩). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جد » : - « البيت ». وفيالوسائل والتهذيب ، ح ٨٣٢والاستبصار ، ح ١٠٢١ : - « قبل أن يزور البيت ».

(١٠). في « بخ ، بف » والوافي : « فيطليه ». وطَلَى الشي‌ء بالحنّاء وغيره ، أي لَطخَه.لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠ ( لطخ ).

١٤٢

بِالْحِنَّاءِ(١) ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، الْحِنَّاءُ(٢) وَالثِّيَابُ(٣) وَالطِّيبُ(٤) وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ إِلَّا النِّسَاءَ » رَدَّدَهَا عَلَيَّ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً(٥) .

قَالَ(٦) : وَسَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنْهَا(٧) ، فَقَالَ : « نَعَمْ ، الْحِنَّاءُ وَالثِّيَابُ وَالطِّيبُ وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ إِلَّا النِّسَاءَ(٨) ».(٩)

٧٩١٦ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

____________________

(١). في « بث » : + « والثياب ».

(٢). في الاستبصار ، ح ١٠٢١ : - « قال : نعم الحنّاء ».

(٣). فيالتهذيب ، ح ٨٣٢والاستبصار ، ح ١٠٢١ : « وحلّ له الثياب ».

(٤). في « بث » : - « قال : نعم الحنّاء والثياب والطيب ».

(٥). في « بف » والوافي والتهذيب ، ح ٨٣٢ : « ثلاثاً ».

(٦). في « بث ، بح » : « وقال ». وظاهر السياق رجوع الضمير المستتر في « قال » إلى سعيد بن يسار ، فقد صرّح‌النجاشي في رجاله ، ص ١٨١ ، الرقم ٤٧٨ أنّ سعيد بن يسار روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام . وورد في بعض الأسناد رواية صفوان بن يحيى عن سعيد بن يسار عن أبي الحسنعليه‌السلام ، منها ما يأتي فيالكافي ، ح ١٠٠٩٩.

(٧). في « بث ، بح ، بخ ، جن » : « عنهما ».

(٨). في « ى » : - « ردّدها عليّ » إلى هنا.

وفيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٩١ : « ويدلّ على التحلّل عقيب الحلق من كلّ شي‌ء سوى النساء ، والمشهور بين الأصحاب أنّه يبقى عليه الطيب والنساء والصيد ، ويحلّ ما سواها ، واستثنى فيالتهذيب الطيب والنساء خاصّة ، فيحلّ الصيد الإحرامي أيضاً وهو قويّ.

وقال في المدارك : قد ورد في بعض الروايات حلّ الطيب عقيب الحلق أيضاً ، ولو قيل يحلّ الطيب للمتمتّع وغيره بالحلق لم يكن بعيداً من الصواب إن لم ينعقد الإجماع على خلافه ». راجع :مدارك الأحكام ، ج ٨ ، ص ١٠٣.

(٩).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٨٣٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٠٢١ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٨٣١ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٠٢٠ ، بسند آخر ، وتمام الرواية هكذا : « اعلم أنّك إذا حلقت رأسك فقد حلّ لك كلّ شي‌ء إلّا النساء والطيب ».الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢١٣ ، ح ١٤١١٥ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٩٠٧٥.

١٤٣

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : الْمُتَمَتِّعُ يُغَطِّي رَأْسَهُ إِذَا حَلَقَ؟

فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ ، حَلْقُ رَأْسِهِ أَعْظَمُ مِنْ تَغْطِيَتِهِ إِيَّاهُ ».(١)

٧٩١٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنْ يُونُسَ مَوْلى عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ(٢) ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام بَعْدَ مَا ذَبَحَ حَلَقَ ، ثُمَّ ضَمَّدَ رَأْسَهُ(٣) بِمِسْكٍ(٤) ، وَزَارَ(٥) الْبَيْتَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ(٦) وَكَانَ مُتَمَتِّعاً.

* عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ نَحْوَهُ.(٧)

٧٩١٨ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٨) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

وُلِدَ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام مَوْلُودٌ بِمِنًى ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِخَبِيصٍ(٩) فِيهِ زَعْفَرَانٌ ، وَكُنَّا قَدْ حَلَقْنَا ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ : فَأَكَلْتُ أَنَا ، وَأَبَى(١٠) الْكَاهِلِيُّ وَمُرَازِمٌ أَنْ يَأْكُلَا(١١) ،

____________________

(١).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٠٨ ، ذيل ح ٣٠٩٦ ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢١٤ ، ح ١٤١١٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٩٠٧٧.

(٢). هكذا في « جد » والوافي . وفي « ى ، بس ، بف ، جن » والمطبوع والوسائل : « الخزّاز ». وما أثبتناه هو الصواب ، كما تقدّم ذيل ح ٧٥.

(٣). ضَمَّدَ فلان رأسه بالشي‌ء ، أي طلاه ولَطَخَه. راجع :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٦٥ ( ضمد ).

(٤). في هامش المطبوع عن بعض النسخ والوافي : « بسُكّ ». ونقله فيالمرآة عن بعض النسخ ، وهو طيب خاصّ.

(٥). في « بث ، بخ ، بف » والوافي : « ثمّ زار ».

(٦). في « بح » : « القميص ».

(٧).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢١٤ ، ح ١٤١١٩ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٩٠٧٨.

(٨). فيالتهذيب والاستبصار : - « بن يحيى ».

(٩). الخَبيص : حلواء يُعمل من التمر والسمن. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠ ( خبص ).

(١٠). في الت هذيب : «وامتنع».

(١١). في الوسائل والتهذيب والاستبصار :+«منه».

١٤٤

وَقَالَا(١) : لَمْ نَزُرِ الْبَيْتَ.

فَسَمِعَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام كَلَامَنَا ، فَقَالَ لِمُصَادِفٍ - وَكَانَ هُوَ الرَّسُولَ الَّذِي جَاءَنَا(٢) بِهِ - : « فِي أَيِّ شَيْ‌ءٍ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ؟ ».

قَالَ(٣) : أَكَلَ عَبْدُ الرَّحْمنِ وَأَبَى الْآخَرَانِ ، وَقَالَا(٤) : لَمْ نَزُرْ(٥) بَعْدُ(٦) .

فَقَالَ : « أَصَابَ عَبْدُ الرَّحْمنِ » ثُمَّ قَالَ : « أَمَا يَذْكُرُ(٧) حِينَ أُوتِينَا(٨) بِهِ فِي مِثْلِ هذَا الْيَوْمِ ، فَأَكَلْتُ أَنَا مِنْهُ ، وَأَبى عَبْدُ اللهِ أَخِي أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ ، فَلَمَّا جَاءَ أَبِي حَرَّشَهُ(٩) عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا أَبَهْ(١٠) ، إِنَّ مُوسى أَكَلَ خَبِيصاً فِيهِ زَعْفَرَانٌ ، وَلَمْ يَزُرْ بَعْدُ ، فَقَالَ أَبِي : هُوَ أَفْقَهُ مِنْكَ ، أَلَيْسَ قَدْ حَلَقْتُمْ رُؤُوسَكُمْ؟(١١) ».(١٢)

٧٩١٩ / ٥. صَفْوَانُ(١٣) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام عَنِ الْمُتَمَتِّعِ : إِذَا حَلَقَ رَأْسَهُ مَا يَحِلُّ(١٤) لَهُ؟

____________________

(١). في « جد » : « فقالا ».

(٢). في « بث ، بخ ، بف » : « جاء ».

(٣). فيالوسائل والتهذيب : « فقال ».

(٤). فيالوسائل والتهذيب : « فقالا ».

(٥). فيالتهذيب : + « البيت ».

(٦). فيالوسائل : + « البيت ».

(٧). في « ى ، بخ ، بس ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب : « تذكر ».

(٨). في « بس » والوافي والوسائل والتهذيب : « اُتينا ».

(٩). التحريش : الإغراء والتهييج. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٠١ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٧٩ ( حرش ).

(١٠). في « بخ » و الاستبصار : « يا أبت »

(١١). فيالمرآة : « وهذا الخبر أيضاً يدلّ على حلّ الطيب بالحلق. وحمل الشيخ فيالتهذيب تلك الأخبار على غير المتمتّع ، وقال : إنّما لا يحلّ استعمال الطيب مع ذلك للمتمتّع دون غيره ، واستشهد له بخبر محمّد بن حمران الدالّ على هذا التفصيل ، واستحسنه بعض المتأخّرين ». راجع :التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٧.

(١٢).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٦ ، ح ٨٣٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٢٢ ، معلّقاً عن الكليني.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢١٣ ، ح ١٤١١٦ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٣٧ ، ح ١٩٠٨٤.

(١٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن صفوان ، أبو عليٍّ الأشعري عن محمّد بن عبد الجبّار.

(١٤). في « بخ ، بف » : « فما يحلّ ».

١٤٥

فَقَالَ : « كُلُّ شَيْ‌ءٍ إِلَّا النِّسَاءَ ».(١)

١٩١ - بَابُ صَوْمِ الْمُتَمَتِّعِ إِذَا لَمْ يَجِدِ الْهَدْيَ‌

٧٩٢٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسى(٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْمُتَمَتِّعِ لَايَجِدُ الْهَدْيَ؟

قَالَ : « يَصُومُ(٣) قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ(٤) ، وَيَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ ».

قُلْتُ : فَإِنَّهُ قَدِمَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ(٥) .

قَالَ : « يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَ(٦) التَّشْرِيقِ(٧) ».

قُلْتُ : لَمْ يُقِمْ عَلَيْهِ جَمَّالُهُ.

____________________

(١).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢١٤ ، ح ١٤١١٧ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٩٠٧٦.

(٢). المعهود والمتكرّر في الأسناد رواية سهل بن زياد عن رفاعة بن موسى بالتوسّط ، والواسطة بينهما في الأغلب هو أحمد بن محمّد [ بن أبي نصر ]. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥١٨ ؛ وص ٦٠٩ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣٤٥ - ٣٤٦.

والظاهر - بملاحظة سند الخبر الآتي بلا فصل أيضاً - أنّ الساقط من سندنا هذا ، هو « عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر » ؛ فقد ابتدئ السند الآتي بأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، والظاهر أنّ السند معلّق على سابقه - أعني ما نحن فيه - وقد اكتفى المصنّفرحمه‌الله بذكر أحمد بن محمّد بن أبي نصر في صدر السند بناءً عليه.

(٣). فيالتهذيب ، ص ٣٨ : « فليصم ».

(٤). فيالوسائل والتهذيب ، ص ٣٨ وص ٢٣٢والاستبصار ، ص ٢٨٠ : - « بيوم ». وفيالمرآة : « أجمع الأصحاب على استحباب هذه الأيّام ، والأحوط عدم التقديم عليها ». وللمزيد راجع :السرائر ، ج ١ ، ص ٥٩٣ ؛الدروس الشرعيّة ، ج ١ ، ص ٤٤٠.

(٥). فيالتهذيب ، ص ٢٣٢والاستبصار ، ص ٢٨٠ : + « فخرج إلى عرفات ».

(٦). في « جن » : - « بعد ».

(٧). فيالتهذيب ، ص ٢٣٢ : « النفر ». وفي الاستبصار ، ص ٢٨٠ : « يوم النفر يوماً بعد التروية ويوم النفر » بدل « التشريق ».

١٤٦

قَالَ : « يَصُومُ يَوْمَ الْحَصْبَةِ(١) ، وَبَعْدَهُ يَوْمَيْنِ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الْحَصْبَةُ؟

قَالَ : « يَوْمُ نَفْرِهِ ».

قُلْتُ : يَصُومُ وَهُوَ مُسَافِرٌ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، أَلَيْسَ(٢) هُوَ يَوْمَ عَرَفَةَ مُسَافِراً؟ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَقُولُ ذلِكَ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ ) (٣) يَقُولُ(٤) : فِي ذِي الْحِجَّةِ ».(٥)

٧٩٢١ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ(٦) ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « مَنْ لَمْ يَجِدْ هَدْياً وَأَحَبَّ أَنْ يُقَدِّمَ(٧) الثَّلَاثَةَ الْأَيَّامِ فِي‌

____________________

(١). فيالوافي : « الحَصْبَة - بالفتح - : الأبطح ، وإنّما أضاف يوم النفر إليه لأنّ من السنّة أن ينزل فيه إذا بلغ في نفره إليه. ويستفاد من هذا الحديث وما في معناه ممّا يأتي جواز صيام اليوم الثالث عشر في هذه الصورة ، ولا بأس به ، فيخصّ المنع من صيام أيّام التشريق بغيرها كتخصيص منع الصيام في السفر بغير الثلاثة الأيّام ، إلّا أنّه يأتي ما ينافيه. ويظهر من كلام بعض أهل اللغة أنّ يوم الحصبة اليوم الرابع عشر ، ولا يلائمه هذه الأخبار ». وللمزيد راجع :النهاية ، ص ٢٥٥ ؛ المهذّب ، ج ١ ، ص ٢٠١ ؛السرائر ، ج ١ ، ص ٥٩٢ ؛مختلف الشيعة ، ج ٤ ، ص ٢٧٤ ؛مدارك الأحكام ، ج ٨ ، ص ٥١ ؛مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٥٢١ ( حصب ) ؛مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٩٤.

(٢). فيالتهذيب ، ص ٣٨ : « فليس ».

(٣). البقرة (٢) : ١٩٦. وفي « بخ » : + « وسبعة إذا رجعتم ».

(٤). في « بح »والتهذيب ، ص ٣٨ : « نقول ». وفي « بخ ، جن » : « تقول ».

(٥).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٨ ، ح ١١٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٢ ، ح ٧٨٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٩٩٥ ، بسندهما عن رفاعة بن موسى.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٩٣ ، ح ٢٤٣ و ٢٤٦ ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف ؛ وفيه ، ص ٩٣ ، ح ٢٤٤ و ٢٤٥ ، عن عليّعليه‌السلام ، مع اختلاف ؛ وفيه أيضاً ، ص ٩١ ، ح ٢٣٦ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف ؛ وفيه أيضاً ، ح ٢٣٨ ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلاف. راجع :الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥١٢ ، ح ٣١٠١ ؛والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣١ ، ح ٧٨١ و ٧٨٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٩٩٢ ؛ وص ٢٨١ ، ح ٩٩٧.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٨٣ ، ح ١٤٠٤١ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٨ ، ح ١٨٩١٩.

(٦). تقدّم آنفاً أنّ السند معلّق على سابقه ، فيروي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد. (٧). فيالتهذيب والاستبصار : « أن يصوم ».

١٤٧

أَوَّلِ الْعَشْرِ ، فَلَا بَأْسَ(١) ».(٢)

٧٩٢٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ(٣) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٤) وَابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ مُتَمَتِّعٍ لَمْ يَجِدْ هَدْياً؟

قَالَ : « يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ : يَوْماً(٥) قَبْلَ(٦) التَّرْوِيَةِ ، وَيَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ فَاتَهُ ذلِكَ(٧) ؟

قَالَ : « يَتَسَحَّرُ(٨) لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ ، وَيَصُومُ ذلِكَ الْيَوْمَ ، وَيَوْمَيْنِ بَعْدَهُ ».

قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يُقِمْ عَلَيْهِ(٩) جَمَّالُهُ ، أَيَصُومُهَا فِي الطَّرِيقِ(١٠) ؟

قَالَ : « إِنْ شَاءَ صَامَهَا فِي الطَّرِيقِ ، وَإِنْ شَاءَ إِذَا رَجَعَ إِلى أَهْلِهِ(١١) ».(١٢)

____________________

(١). فيالمرآة : « يدلّ على جواز تقديم الثلاثة من أوّل ذي الحجّة ، وحمل على ما إذا تلبّس بالحجّ أو بالعمرة على القولين كما عرفت ».

(٢).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٥ ، ح ٧٩٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٣ ، ح ١٠٠٥ ، بسندهما عن زرارة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٨٦ ، ح ١٤٠٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٩ ، ح ١٨٩٢٠ ؛ وص ١٩٩ ، ح ١٨٩٧٥.

(٣). في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٤). فيالوسائل والتهذيب : - « بن يحيى ».

(٥). في « بف » : - « يوماً ».

(٦). في « بف » والوافي : + « يوم ».

(٧). فيالتهذيب ، ص ٣٩ : + « اليوم ».

(٨). فيالتهذيب ، ص ٣٩ : « فليتسحّر ». وفيالمرآة : « أي يأكل السُحور ، أو يخرج في السحر ليجوز له صوم اليوم ». (٩). في « جن » : - « عليه ».

(١٠). في « بف » : « طريق ».

(١١). فيالوافي : « حمله في الاستبصار ، [ ج ٢ ، ص ٢٧٩ ] على ما إذا رجع قبل انقضاء ذي الحجّة ، فإذا انقضت فلا يجوز له إلّا الدم كما يأتي في الباب الآتي ». وفيالمرآة : « نقل السيّد في المدارك : إجماع علمائنا على أنّه إذا لم يصم الثلاثة حتّى خرج ذو الحجّة تعيّن الهدي ، ولم يجز الصوم ، وظاهر الخبر جواز الصوم وإن خرج ذو =

١٤٨

٧٩٢٣ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ مُتَمَتِّعٍ يَدْخُلُ(١) يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، وَلَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ؟

قَالَ : « فَلَا يَصُومُ ذلِكَ الْيَوْمَ ، وَلَايَوْمَ عَرَفَةَ ، وَيَتَسَحَّرُ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ ، فَيُصْبِحُ(٢) صَائِماً وَهُوَ يَوْمُ النَّفْرِ ، وَيَصُومُ يَوْمَيْنِ بَعْدَهُ(٣) ».(٤)

٧٩٢٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٥) :

____________________

الحجّة ، وحمله على عدم الخروج بعيد ، وتدلّ عليه أخبار اُخر ، وظاهر الشيخ فيالتهذيب العمل بها ، والله يعلم ». وراجع :مدارك الأحكام ، ج ٨ ، ص ٥٥.

(١٢).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٩ ، ح ١١٥ ، معلّقاً عن الكليني. الاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ح ١٠٠٢ ، بسنده عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير. الاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ح ١٠٠١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٣ ، ح ٧٨٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف. وفيه ، ص ٢٣٢ ، ح ٧٨٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٩٩٦ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن عليّعليهما‌السلام ، إلى قوله : « يصوم ذلك اليوم ويومين بعده » مع اختلاف يسير. وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٤ ، ح ٧٩٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف.التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٣ ، ح ٧٨٨ ، بسنده عن معاوية بن عمّار ، عن عبدصالحعليه‌السلام الاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، ح ٩٨٥ ، بسند آخرعن أبي الحسنعليه‌السلام ، وفي الأخيرين من قوله : « قال : قلت : فإن فاته ذلك » مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٩٢ ، ح ٢٣٧ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٠٨ ، صدر ح ٣٠٩٧ ، مرسلاً عن الأئمّةعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣١ ، ح ٧٨٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٩٩٣ ؛وقرب الإسناد ، ص ٣٩٤ ، ح ١٣٨١.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٨٤ ، ح ١٤٠٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٩ ، ح ١٨٩٢٢.

(١). في « ى ، بح ، جد » : + « في ».

(٢). فيالوافي : « ويصبح ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٩٦ : « المشهور بين الأصحاب جواز صوم يوم التروية ويوم عرفة وصوم الثالث بعد أيّام التشريق ، بل ادّعى عليه الإجماع ، وظاهر الخبر وأخبار اُخر عدم الجواز ، ويمكن حملها على الكراهة ، وحمل هذا الخبر على ما إذا كان دخوله بعد الزوال ، والله يعلم ».

(٤).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٨٤ ، ح ١٤٠٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٩ ، ح ١٨٩٢١ ؛ وص ١٩٧ ، ح ١٨٩٧١.

(٥). في « بث ، بخ » : وحاشية « جن » : « أصحابنا ».

١٤٩

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رَجُلٌ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فِي عَيْبَتِهِ(١) ثِيَابٌ لَهُ : يَبِيعُ(٢) مِنْ ثِيَابِهِ وَيَشْتَرِي هَدْيَهُ(٣) ؟

قَالَ : « لَا ، هذَا يَتَزَيَّنُ بِهِ الْمُؤْمِنُ ، يَصُومُ وَلَايَأْخُذُ شَيْئاً مِنْ ثِيَابِهِ(٤) ».(٥)

٧٩٢٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي مُتَمَتِّعٍ يَجِدُ الثَّمَنَ ، وَلَايَجِدُ الْغَنَمَ(٦) ، قَالَ : « يُخَلِّفُ الثَّمَنَ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَيَأْمُرُ مَنْ يَشْتَرِي لَهُ ، وَيَذْبَحُ(٧) عَنْهُ ، وَهُوَ يُجْزِئُ عَنْهُ ؛ فَإِنْ مَضى(٨) ذُو الْحِجَّةِ ، أَخَّرَ ذلِكَ إِلى قَابِلٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ».(٩)

٧٩٢٦ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١٠) ، عَنْ يَحْيَى الْأَزْرَقِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنْ مُتَمَتِّعٍ كَانَ مَعَهُ ثَمَنُ هَدْيٍ وَهُوَ يَجِدُ بِمِثْلِ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ هَدْياً ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَوَانى(١١) وَيُؤَخِّرُ ذلِكَ حَتّى إِذَا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ(١٢) غَلَتِ الْغَنَمُ ، فَلَمْ‌

____________________

(١). العَيْبَةُ : ما يُجعل فيه الثياب.الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٠ ( عيب ).

(٢). فيالتهذيب : « أيبيع ».

(٣). في « بس » : « هدياً ».

(٤). فيالمرآة : « يدلّ على عدم وجوب بيع ثياب التجمّل لثمن الهدي ، وعليه فتوى الأصحاب ».

(٥).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٨ ، ح ٨٠٢ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٥ ، ح ١٤٠٢٧ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٠٢ ، ذيل ح ١٨٩٨٢. (٦). في حاشية « جن » : « الهدي ».

(٧). في « بس » : « فيذبح ».

(٨). في « بس » : « يمضي ».

(٩).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٧ ، ح ١٠٩ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩١٦ ، معلّقاً عن الكليني.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٢٤ ، مع اختلاف يسير ؛الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥١٣ ، نقلاً عن رسالة أبيه ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٣ ، ح ١٤٠٢٢ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٦ ، ح ١٨٩١٣.

(١٠). في « جن » : - « بن يحيى ».

(١١). يقال : تواني في الأمر توانياً ، أي قصّر فيه وفتر ولم يبادر إلى ضبطه ولم يهتمّ به. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤١٥ ؛المصباح المنير ، ص ٦٧٣ ( ونى ).

(١٢). فيالفقيه : « أيّام التشريق و» بدل « النهار ».

١٥٠

يَقْدِرْ أَنْ يَشْتَرِيَ(١) بِالَّذِي مَعَهُ هَدْياً؟

قَالَ : « يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَ أَيَّامِ(٢) التَّشْرِيقِ ».(٣)

٧٩٢٧ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ تَمَتَّعَ ، فَلَمْ يَجِدْ هَدْياً ، فَصَامَ الثَّلَاثَةَ(٤) الْأَيَّامِ ، فَلَمَّا قَضى نُسُكَهُ ، بَدَا لَهُ أَنْ يُقِيمَ(٥) بِمَكَّةَ(٦) ؟

قَالَ : « يَنْظُرُ(٧) مَقْدَمَ(٨) أَهْلِ بِلَادِهِ ، فَإِذَا ظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ دَخَلُوا(٩) ، فَلْيَصُمِ السَّبْعَةَ الْأَيَّامِ(١٠) ».(١١)

٧٩٢٨ / ٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ(١٢) ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

____________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » والوسائل : « بأن يشتري ».

(٢). في « بخ » والوافي : - « أيّام ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥١٢ ، ح ٣١٠١ ، معلّقاً عن يحيى الأزرق ، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام .الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٥ ، ح ١٤٠٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٩٤ ، ح ١٨٩٦٤.

(٤). في « بث » : « ثلاثة ».

(٥). في « بث » : « أن يصوم ».

(٦). فيالفقيه والتهذيب ، ج ٤ : « سنة ».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « ينتظر ».

(٨). فيالفقيه والتهذيب ، ج ٤ : « منهل ».

(٩). فيالوافي عن نسخةالفقيه والتهذيب ، ج ٤ : + « بلدهم ».

(١٠). فيالمرآة : « المشهور بين الأصحاب أنّ المقيم بمكّة ينتظر أقلّ الأمرين من مضيّ الشهر ومن مدّة وصوله إلى أهله على تقدير الرجوع ».

(١١).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥١١ ، ح ٣٠٩٨ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٣١٤ ، ح ٩٥٤ ، معلّقاً عن ابن مسكان ، عن أبي بصير.التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤١ ، ح ١٢١ ، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. المقنعة ، ص ٤٥٢ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٩٥ ، ح ١٤٠٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٩٠ ، ذيل ح ١٨٩٥٤.

(١٢). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد.

١٥١

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ تَمَتَّعَ ، فَلَمْ(١) يَجِدْ مَا يُهْدِي(٢) بِهِ(٣) حَتّى إِذَا كَانَ يَوْمُ(٤) النَّفْرِ ، وَجَدَ ثَمَنَ شَاةٍ ، أَيَذْبَحُ(٥) ، أَوْ يَصُومُ؟

قَالَ : « بَلْ يَصُومُ ؛ فَإِنَّ أَيَّامَ الذَّبْحِ قَدْ مَضَتْ(٦) ».(٧)

٧٩٢٩ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ مَنْصُورٍ(٨) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَمْ يَصُمْ فِي ذِي الْحِجَّةِ حَتّى يُهَلَّ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ ، فَعَلَيْهِ دَمُ شَاةٍ ، وَلَيْسَ لَهُ صَوْمٌ ، وَيَذْبَحُهُ(٩) بِمِنًى ».(١٠)

٧٩٣٠ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « بخ »والتهذيب ، ص ٤٨٣ : « ولم ».

(٢). في « جن » : « يهديه ».

(٣). في « بخ ، جد ، جن » والوافي : - « به ». وفيالتهذيب ، ص ٤٨٣ : « ولم يصم الثلاثة الأيّام » بدل « به ».

(٤). فيالتهذيب ، ص ٤٨٣ : « بعد ».

(٥). في « جن » : « ليذبح ».

(٦). في حاشية « بف » : + « عنه ».

قال العلّامة الفيضرحمه‌الله فيالوافي : « حمله في الاستبصار على من لم يجد الهدي ولاثمنه ، وصام الثلاثة الأيّام ، ثمّ وجد ثمن الهدي ، فعليه أن يصوم السبعة. وينافيه ما فيالتهذيب فيما أورده بالإسناد الثاني بعد قوله : فلم يجد ما يهدي ولم يصم الثلاثة الأيّام. وقال فيالفقيه : وإذا لم يصم الثلاثة الأيّام فوجد بعد النفر ثمن الهدي ، فإنّه يصوم الثلاثة ؛ لأنّ أيّام الذبح قد مضت. فالصواب إبقاؤه على إطلاقه ، ولا دلالة في الخبر الآتي على تقييده كما ظنّه ».

(٧).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٧ ، ح ١١١ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩١٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٨٣ ، ح ١٧٢١ ، بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥١١ ، ذيل ح ٣٠٩٩ ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٦ ، ح ١٤٠٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٧ ، ذيل ح ١٨٩١٦. (٨). فيالوسائل والاستبصار : + « بن حازم ».

(٩). فيالتهذيب والاستبصار : « ويذبح ».

(١٠).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٩ ، ح ١١٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ٩٨٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ، ح ٦٨٠ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٩٢ ، ح ٢٤٠ ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « فعليه دم شاة » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٩٧ ، ح ١٤٠٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٨٥ ، ح ١٨٩٣٩.

١٥٢

عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ(١) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ مُتَمَتِّعٍ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، ثُمَّ أَصَابَ هَدْياً يَوْمَ خَرَجَ مِنْ مِنًى؟

قَالَ : « أَجْزَأَهُ صِيَامُهُ ».(٢)

٧٩٣١ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ(٣) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَدْيٌ لِمُتْعَتِهِ ، فَلْيَصُمْ عَنْهُ وَلِيُّهُ.(٤)

٧٩٣٢ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ سُئِلَ(٥) عَنْ رَجُلٍ يَتَمَتَّعُ(٦) بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ(٧) ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ‌ هَدْيٌ ، فَصَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ(٨) ، ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ مَا رَجَعَ إِلى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَصُومَ السَّبْعَةَ الْأَيَّامِ ، أَعَلى وَلِيِّهِ أَنْ يَقْضِيَ عَنْهُ؟

قَالَ : « مَا أَرى عَلَيْهِ قَضَاءً(٩) ».(١٠)

____________________

(١). فيالوافي عن بعض النسخوالتهذيب والاستبصار : « يحيى » بدل « بحر ».

(٢).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٨ ، ح ١١٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩١٩ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٧ ، ح ١٤٠٣١ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٧ ، ح ١٨٩١٧.

(٣). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : - « بن أيّوب ».

(٤).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٠ ، ح ١١٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٦١ ، ح ٩٢١ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥١٠ ، ح ٣٠٩٧ ، بسنده عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام المقنعة ، ص ٤٤٨ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٩ ، ح ١٤٠٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٨٧ ، ح ١٨٩٤٥. (٥). فيالوسائل والتهذيب : « سأله ».

(٦). في « جن » وحاشية « بح » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « تمتّع ». وفي « بث » : « متمتّع ».

(٧). فيالوسائل والتهذيب : - « إلى الحجّ ».

(٨).في الوسائل والتهذيب والاستبصار:« في ذي الحجّة».

(٩). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٩٩ : « ذهب أكثر المتأخّرين إلى وجوب قضاء الجميع ، وذهب الشيخ وجماعة =

١٥٣

٧٩٣٣ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ تَمَتَّعَ وَلَيْسَ مَعَهُ مَا يَشْتَرِي بِهِ هَدْياً ، فَلَمَّا أَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ أَيْسَرَ(١) ، أَيَشْتَرِي هَدْياً فَيَنْحَرُهُ ، أَوْ يَدَعُ ذلِكَ وَيَصُومُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ إِذَا رَجَعَ إِلى أَهْلِهِ؟

قَالَ : « يَشْتَرِي هَدْياً فَيَنْحَرُهُ ، وَيَكُونُ صِيَامُهُ الَّذِي صَامَهُ نَافِلَةً لَهُ(٢) ».(٣)

٧٩٣٤ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٤) :

رَفَعَهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ )(٥) قَالَ : « كَمَالُهَا كَمَالُ الْأُضْحِيَّةِ(٦) ».(٧)

____________________

= إلى وجوب قضاء الثلاثة فقط لهذا الخبر ، وحمل في المنتهى على ما إذا مات قبل التمكّن من الصيام ، وربّما ظهر من كلام الصدوق استحباب قضاء الثلاثة أيضاً وهو ضعيف ». وراجع :منتهى المطلب ، ص ٧٤٦.

(١٠).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٠ ، ح ١١٨ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٦١ ، ح ٩٢٢ ، معلّقاً عن الكليني.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٩٨ ، ح ١٤٠٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٨٨ ، ح ١٨٩٤٦.

(١). في « بخ ، جد » : - « أيسر ».

(٢). قال الشيخرحمه‌الله فيالتهذيب بعد نقل هذا الخبر : « فهذا الخبر محمول على الاستحباب والندب ؛ لأنّ من أصاب ثمن الهدي بعد أن صام شيئاً فهو بالخيار ، إن شاء صام بقيّة ما عليه ، وإن شاء ذبح الهدي ، ومن لم يجد الهدي فإنّه يجب عليه صيام عشرة أيّام ؛ ثلاثة في الحجّ ، وسبعة إذا رجع إلى أهله ».

(٣).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٨ ، ح ١١٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٦١ ، ح ٩٢٠ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٧ ، ح ١٤٠٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٧٨ ، ذيل ح ١٨٩١٨.

(٤). في « بخ » : - « عن أبيه ».

(٥). البقرة (٢). : ١٩٦.

(٦). فيالوافي : « يعني أنّها في البدليّة لانقص فيها ». وفيالمرآة : « أي ليس الغرض بيان أنّ الثلاثة والسبعة عشرة تامّة ؛ فإنّ هذا لا يحتاج إلى البيان ، بل الغرض أنّ تلك العشرة كاملة في بدليّة الهدي ، ولا ينقص ثوابها عن ثواب الهدي ، فذكر العشرة أيضاً لبيان هذا الوصف. وهذا أحسن ممّا قاله الأكثر من أنّ ذلك يدفع توهّم كون الواو بمعنى أو ، أو للتأكيد لئلاّ ينقص من عددها شي‌ء ».

(٧).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٠ ، ضمن ح ١٢٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٨٠ ، ح ١٤٠٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٨٠ ، ح ١٨٩٢٣.

١٥٤

٧٩٣٥ / ١٦. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكَرْخِيِّ ، قَالَ:

قُلْتُ لِلرِّضَاعليه‌السلام : الْمُتَمَتِّعُ يَقْدَمُ وَلَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ ، أَيَصُومُ مَا لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ؟

قَالَ : « يَصْبِرُ(١) إِلى يَوْمِ النَّحْرِ ، فَإِنْ لَمْ يُصِبْ(٢) فَهُوَ مِمَّنْ لَمْ يَجِدْ(٣) ».(٤)

١٩٢ - بَابُ الزِّيَارَةِ وَالْغُسْلِ فِيهَا‌

٧٩٣٦ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْغُسْلِ إِذَا زَارَ الْبَيْتَ مِنْ مِنًى؟

فَقَالَ : « أَنَا أَغْتَسِلُ مِنْ مِنًى ، ثُمَّ أَزُورُ الْبَيْتَ ».(٥)

٧٩٣٧ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنْ غُسْلِ الزِّيَارَةِ يَغْتَسِلُ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ(٦) ، وَيَزُورُ فِي اللَّيْلِ(٧) بِغُسْلٍ وَاحِدٍ ، أَيُجْزِئُهُ ذلِكَ؟

قَالَ : « يُجْزِئُهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ مَا يُوجِبُ(٨) وُضُوءاً(٩) ، فَإِنْ أَحْدَثَ فَلْيُعِدْ غُسْلَهُ‌

____________________

(١). في « جن » : + « عليه ».

(٢). في « بث ، بح » : « لم يجد ».

(٣). فيالوافي : « ينبغي حمله على ما إذا توقّع حصوله ، وما يأتي من جواز تقديم الصيام على ما إذا لم يتوقّع ». وفيالمرآة : « ولا يبعد حمله على التقيّة أيضاً ».

(٤).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١١٧٤ ، ح ١٤٠٢٤ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٨٠ ، ح ١٨٩٢٤ ؛ وص ١٩٩ ، ح ١٨٩٧٦.

(٥).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٥٠ ، ح ٨٤٩ ، بسنده عن حسين بن أبي العلاء.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٢٤ ، ح ١٤١٤٣؛الوسائل ،ج١٤،ص٢٤٨،ذيل ح ١٩١١٣. (٦). فيالوافي والتهذيب :«بالنهار»بدل«الرجل بالليل».

(٧). فيالوسائل : « بالليل ».

(٨). في «ى،بث،بح،بخ،بس،جد،جن»:-«ما يوجب».

(٩). في « بح » : « الوضوء ».

١٥٥

بِاللَّيْلِ(١) ».(٢)

٧٩٣٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِلْمُتَمَتِّعِ أَنْ يَزُورَ الْبَيْتَ يَوْمَ النَّحْرِ أَوْ مِنْ لَيْلَتِهِ ، وَلَايُؤَخِّرَ ذلِكَ(٣) ».(٤)

٧٩٣٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ(٥) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ(٦) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَصَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٧) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي زِيَارَةِ الْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ ، قَالَ : « زُرْهُ ، فَإِنْ شُغِلْتَ فَلَا يَضُرُّكَ أَنْ تَزُورَ الْبَيْتَ مِنَ الْغَدِ ، وَلَا تُؤَخِّرْ(٨) أَنْ تَزُورَ مِنْ يَوْمِكَ ، فَإِنَّهُ يُكْرَهُ لِلْمُتَمَتِّعِ أَنْ‌

____________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٠٠ : « يدلّ على استحباب إعادة الغسل بعد الحدث الموجب للوضوء ، ولعلّه محمول على الفضل والاستحباب ، وقد مرّ من الأخبار ما يرشد إلى ذلك ».

(٢).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٥١ ، ح ٨٥٠ ، بسنده عن إسحاق بن عمّارالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٢٤ ، ح ١٤١٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٩١١٥.

(٣). فيالمرآة : « ظاهره كراهة التأخير ، تأخير طواف الزيارة عن يوم النحر والليلة التي بعده ، والمشهور جواز التأخير لليوم الذي بعد النحر ، واختلف في جواز تأخيره عن اليوم الثاني للمتمتّع اختياراً ، والمشهور جواز تأخيره طول ذي الحجّة ، ولا خلاف في جواز التأخير للقارن والمفرد ».

(٤).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ، ح ٨٤٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٩١ ، ح ١٠٣٢ ، بسندهما عن حمّاد بن عيسى ، عن عمران الحلبي. وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ، ح ٨٤٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٠٣١ ، بسند آخر ، وتمام الرواية : « لايبيت المتمتّع يوم النحر بمنى حتّى يزور البيت ». وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ، ح ٨٤٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٩١ ، ح ١٠٣٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ، ح ٨٤١ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٠٣٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « يوم النحر » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٢١ ، ح ١٤١٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٤٥ ، ذيل ح ١٩١٠٥.

(٥). في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٦). في الاستبصار : - « ومحمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان ».

(٧). فيالوسائل والتهذيب : - « بن يحيى ».

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب والاستبصار وفي المطبوع : « ولا تؤخّره ». وفي =

١٥٦

يُؤَخِّرَهُ ، وَمُوَسَّعٌ لِلْمُفْرِدِ أَنْ يُؤَخِّرَهُ.

فَإِذَا أَتَيْتَ الْبَيْتَ يَوْمَ النَّحْرِ ، فَقُمْتَ عَلى بَابِ الْمَسْجِدِ ، قُلْتَ : اللهُمَّ أَعِنِّي عَلى نُسُكِكَ ، وَسَلِّمْنِي لَهُ ، وَسَلِّمْهُ(١) لِي(٢) ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْغَلِيلِ(٣) الذَّلِيلِ ، الْمُعْتَرِفِ بِذَنْبِهِ ، أَنْ تَغْفِرَ لِي(٤) ذُنُوبِي(٥) ، وَأَنْ تَرْجِعَنِي بِحَاجَتِي ، اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَالْبَلَدُ بَلَدُكَ ، وَالْبَيْتُ‌ بَيْتُكَ ، جِئْتُ(٦) أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ ، وَأَؤُمُّ طَاعَتَكَ ، مُتَّبِعاً لِأَمْرِكَ ، رَاضِياً بِقَدَرِكَ ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمُضْطَرِّ إِلَيْكَ ، الْمُطِيعِ لِأَمْرِكَ ، الْمُشْفِقِ مِنْ عَذَابِكَ ، الْخَائِفِ لِعُقُوبَتِكَ ، أَنْ تُبَلِّغَنِي عَفْوَكَ ، وَتُجِيرَنِي(٧) مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ.

ثُمَّ تَأْتِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ ، فَتَسْتَلِمُهُ(٨) ، وَتُقَبِّلُهُ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاسْتَلِمْهُ بِيَدِكَ ، وَقَبِّلْ يَدَكَ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاسْتَقْبِلْهُ ، وَكَبِّرْ ، وَقُلْ كَمَا قُلْتَ حِينَ طُفْتَ بِالْبَيْتِ يَوْمَ قَدِمْتَ مَكَّةَ.

ثُمَّ طُفْ بِالْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ(٩) كَمَا وَصَفْتُ لَكَ يَوْمَ قَدِمْتَ مَكَّةَ ، ثُمَّ صَلِّ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام رَكْعَتَيْنِ تَقْرَأُ فِيهِمَا(١٠) بِـ « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » وَ « قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ » ثُمَّ ارْجِعْ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ، فَقَبِّلْهُ إِنِ(١١) اسْتَطَعْتَ ، وَاسْتَقْبِلْهُ ، وَكَبِّرْ.

ثُمَّ اخْرُجْ إِلَى الصَّفَا ، فَاصْعَدْ(١٢) عَلَيْهِ ، وَاصْنَعْ(١٣) كَمَا صَنَعْتَ يَوْمَ دَخَلْتَ مَكَّةَ ، ثُمَّ‌

____________________

= « جن » : + « ذلك ».

(١). فيالتهذيب : « وتسلّمه ».

(٢). في « ى » : + « اللهمّ ».

(٣). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « العليل ». وفيالوافي والتهذيب : « القليل ». والغليل : عطشان شديد العطش. لسان‌العرب ، ج ١١ ، ص ٤٩٩ ( غلل ). (٤). فيالتهذيب : - « لي ».

(٥). في « بخ » : « ذنبي ».

(٦). في حاشية « بث » : « جئتك ».

(٧). في « بخ ، بف » : « وأن تجيرني ». وفي « بث » : « وتجرني ».

(٨). في « جد » : « وتستلمه ». وفي « بث » : « تستلمه ».

(٩). في«بخ»:-«فإن لم تستطع فاستقبله»إلى هنا.

(١٠). في « بف » : « فيها ».

(١١). في « ى » : « إذا ».

(١٢). في«بخ»:«واصعد».وفي«ى»:«فاصنع».

(١٣). في « ى » : - « واصنع ».

١٥٧

ائْتِ الْمَرْوَةَ ، فَاصْعَدْ عَلَيْهَا ، وَطُفْ بَيْنَهُمَا سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ تَبْدَأُ بِالصَّفَا ، وَتَخْتِمُ بِالْمَرْوَةِ ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ ، فَقَدْ أَحْلَلْتَ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ أَحْرَمْتَ مِنْهُ إِلَّا النِّسَاءَ.

ثُمَّ ارْجِعْ إِلَى الْبَيْتِ ، وَطُفْ(١) بِهِ أُسْبُوعاً آخَرَ ، ثُمَّ صَلِّ(٢) رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، ثُمَّ قَدْ(٣) أَحْلَلْتَ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَفَرَغْتَ مِنْ حَجِّكَ كُلِّهِ وَكُلِّ شَيْ‌ءٍ أَحْرَمْتَ مِنْهُ ».(٤)

٧٩٤٠ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مُتَمَتِّعٌ زَارَ الْبَيْتَ ، فَطَافَ(٥) طَوَافَ الْحَجِّ ، ثُمَّ طَافَ طَوَافَ النِّسَاءِ ، ثُمَّ سَعى.

فَقَالَ : « لَا يَكُونُ السَّعْيُ إِلَّا(٦) قَبْلَ طَوَافِ النِّسَاءِ ».

فَقُلْتُ : عَلَيْهِ(٧) شَيْ‌ءٌ؟

فَقَالَ : « لَا يَكُونُ السَّعْيُ(٨) إِلَّا قَبْلَ طَوَافِ النِّسَاءِ(٩) ».(١٠)

____________________

(١). في « بخ ، بف ، جد » والوافي : « فطف ».

(٢). في « بح ، بس ، جد » وحاشية « جن » والوسائل والتهذيب : « تصلّي ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : - « قد ».

(٤).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٥١ ، ح ٨٥٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٠٣٧ ، معلّقاً عن الكليني ، وفي الأخير إلى قوله : « وموسّع للمفرد أن يؤخّره ». وفيالفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٥١ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب الحجّ ، باب دخول المسجد الحرام ، ح ٧٤٩٢.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٢٦ ، ح ١٤١٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٩١١٧ ، من قوله : « فإذا أتيت البيت يوم النحر ».

(٥). في « بح » : « وطاف ».

(٦). فيالوسائل والتهذيب : + « من ».

(٧). فيالوسائل : « أفعليه ».

(٨). فيالتهذيب والاستبصار : « سعى ».

(٩). فيالمرآة : « لاخلاف في عدم جواز تقديم طواف النساء على السعي إلّا مع العذر ، فلو قدّمه عامداً بطل ، ويجزئ إذا كان ناسياً ، وفي إلحاق الجاهل بالعامد أو الناسي وجهان ». راجع : المبسوط ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ؛النهاية ، ص ٢٤١ ؛ المهذّب ، ج ١ ، ص ٢٣٨ ؛السرائر ، ج ١ ، ص ٥٧٥ ؛مختلف الشيعة ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ؛مسالك الأفهام ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ ؛مدارك الأحكام ، ج ٨ ، ص ١٩٠.

(١٠).التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٣ ، ح ٤٣٨ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ح ٧٩٩ ، معلّقاً عن الكليني. راجع : =

١٥٨

١٩٣ - بَابُ طَوَافِ النِّسَاءِ‌

٧٩٤١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) (١) قَالَ : « طَوَافُ الْفَرِيضَةِ(٢) طَوَافُ النِّسَاءِ ».(٣)

٧٩٤٢ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٤) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) (٥) قَالَ : « طَوَافُ النِّسَاءِ ».(٦)

٧٩٤٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

____________________

=الكافي ، كتاب الحجّ ، باب طواف النساء ، ح ٧٩٤٧ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ ، ح ٢٧٧٧ ؛والتهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٣ ، ح ٣٤٩ ؛ وص ٤٨٩ ، ح ١٧٤٩ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ح ٨٠٠.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٤٠ ، ح ١٤١٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤١٧ ، ح ١٨١٠١.

(١). الحجّ (٢٢) : ٢٩.

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٠٢ : « لعلّ المعنى أنّه أيضاً داخل في الآية ، ولعلّ في صيغة المبالغة إشعاراً بذلك. والظاهر أنّه اُطلق هنا طواف الفريضة على طواف النساء لإشعار تلك الآية بتعدّد الطواف. وقيل : المراد بطواف الفريضة هنا طواف الزيارة ، وحذف العاطف بينه وبين طواف النساء. ولايخلو من بعد ».

(٣).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٥٢ ، ح ٨٥٤ ؛ وص ٢٨٥ ، ح ٩٧١ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٨٦ ، ذيل ح ٣٠٣٦ ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٢٩ ، ح ١٤١٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٧٧٩٣.

(٤). فيالتهذيب ، ص ٢٨٥ : « أصحابنا ».

(٥). الحجّ (٢٢) : ٢٩.

(٦).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٨٥ ، ح ٩٧٢ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٢٥٣ ، ح ٨٥٥ ، بسنده عن حمّاد الناب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٢٩ ، ح ١٤١٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٧٧٩٤.

١٥٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَوْ لَامَا مَنَّ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ(١) - عَلَى النَّاسِ مِنْ طَوَافِ النِّسَاءِ ، لَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلى أَهْلِهِ وَلَيْسَ يَحِلُّ(٢) لَهُ أَهْلُهُ(٣) ».(٤)

٧٩٤٤ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٥) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنِ الْخِصْيَانِ(٦) وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ(٧) : أَعَلَيْهِمْ طَوَافُ النِّسَاءِ؟

قَالَ(٨) : « نَعَمْ ، عَلَيْهِمُ الطَّوَافُ كُلِّهِمْ ».(٩)

٧٩٤٥ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ(١٠) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

____________________

(١). في«ى،بخ،بف»والوافي والتهذيب :+«به».

(٢). فيالوافي : « تحلّ ».

(٣). قال العل ّ امة الفيضرحمه‌الله : « معناه ظاهر ، والأظهر طواف الوداع بدل طواف النساء ، كما يأتي منالتهذيب والفقيه ، يعني أنّ العامّة وإن لم يوجبوا طواف النساء ولا يأتون به ، إلّا أنّ طوافهم للوداع ينوب مناب طواف النساء لهم ، وبه تحلّ لهم النساء ، وهذا ممّا منّ الله تعالى به عليهم ، أو المراد أنّ من نسي طواف النساء ، وطاف طواف الوداع ، فهو قائم له مقامه بفضل الله ومنّته في حلّ النساء وإن لزمه التدارك ».

(٤).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٥٣ ، ح ٨٥٦ ، بسنده عن عبدالله بن سنان ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٣٠ ، ح ١٤١٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٧٧٩١.

(٥). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٦). قال الفيّومي : « خَصَيْتُ العبدَ أخْصِيه خِصاءً - بالكسر والمدّ - : سَلَلْتُ خُصْيَيْه ، فهو خَصيّ ، فَعيل بمعنى مفعول مثل جريح وقتيل ، والجمع : خِصْيان ».المصباح المنير ، ص ١٧١ ( خصي ).

(٧). قال المحقّق الشعرانيرحمه‌الله في هامشالوافي : « قوله :المرأة الكبيرة ، يدلّ على أنّالمرأة أيضاً يجب عليها طواف النساء ، وبدونه لا يحلّ لها الرجال ، وذكرالمرأة الكبيرة بالخصوص ؛ لأنّها لا يرغب فيها الرجل ، فيتوهّم أن ليس عليها طواف ». (٨). في « بث ، بف » : « فقال ».

(٩).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٥٥ ، ح ٨٦٤ ، معلّقاً عن الكليني.الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٣١ ، ح ١٤١٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٧٧٩٠.

(١٠). فيالتهذيب ، ح ٩٢٢والاستبصار ، ح ٧٨٩ : « رجل » بدل « ابن أبي عمير ».

هذا ، ولم نجد توسُّط عنوان مبهم بين إبراهيم بن هاشم ومعاوية بن عمّار في موضع ، وقد توسَّطَ ابن أبي عمير بينهما في كثيرٍ من الأسناد في كتاب الحجّ وغيره من الكتب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٣٠٦ - ٣٠٩.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٢٠٥ ـ رواية الحسن بن كثير :

وقد روى الحسن بن كثير وعبد خير ، قالا : لما وصل عليعليه‌السلام إلى كربلا وقف وبكى ، وقال : بأبي أغيلمة يقتلون ههنا. هذا مناخ ركابهم ، هذا موضع رحالهم ، هذا مصرع الرجل.

ـ رواية أخرى :(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ١٧١)

عن الحسن بن كثير ، عن أبيه ، أن علياعليه‌السلام أتى كربلاء ، فوقف بها ، فقيل له :

يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء. فقال : ذات كرب وبلاء. ثم أومأ بيده إلى المكان ، فقال : ههنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم.

ثم أومأ بيده إلى مكان آخر ، فقال : ههنا مهراق دمائهم. ثم مضى إلى ساباط.

٢٠٦ ـ شهداء كربلاء مثل شهداء بدر (رض):

(أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ، ج ٤ ص ١٤٣)

في منتخب كنز العمال عن الطبراني في الكبير ما لفظه عن شيبان بن محرم ، قال :إني لمع عليعليه‌السلام إذ أتى كربلاء ، فقال : يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم إلا شهداء بدر.

ـ شهداء كربلاء لا يسبقهم سابق :(المنتخب للطريحي ، ص ٨٧)

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : مر أمير المؤمنينعليه‌السلام بكربلاء ، فبكى حتى اغرورقت عيناه بالدموع ، وقال : هذا مناخ ركابهم ، هذا ملقى رحالهم ، ههنا تراق دماؤهم. طوبى لك من تربة عليها يراق دم الأحبة. مناخ ركاب ومنازل شهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من كان بعدهم.

٢٠٧ ـ إخبار عليعليه‌السلام أن الحسينعليه‌السلام يقتل وموضع ذلك ، وما في ذلك من معجزات :(مدينة المعاجز لهاشم البحراني ، ص ١٢٠)

روى الشيخ الصدوق بسنده عن ابن عباس ، قال : كنت مع عليعليه‌السلام في خروجه من صفين. فلما نزلنا نينوى ـ وهي بشط الفرات ـ قال بأعلى صوته : يابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت : لا أعرفه يا أمير المؤمنين. فقال عليعليه‌السلام : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي لبكائي. قال فبكىعليه‌السلام طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معه ، وهو يقول : أوه أوه ، مالي

٢٢١

ولآل أبي سفيان مالي ولآل حزب الشيطان وأولياء الكفر. صبرا صبرا يا أبا عبد الله ، فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم. ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة ، فصلى ما شاء الله أن يصلي.

وذكر نحو كلامه ، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة ، ثم انتبه فقال :يابن عباس. قلت : ها أنذا. فقال : ألا أحدثك عما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت : نامت عينك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين. قالعليه‌السلام : رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء ، معهم أعلام بيض ، قد تقلدوا سيوفهم ، وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطة. ثم رأيت كأن النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض ، تضرب بدم عبيط (أي طري) ، وكأني بالحسين سخلي وفرخي ومضغتي ومخي ، قد غرق فيه ، يستغيث فلا يغاث. وكأن الرجال البيض (الذين) نزلوا من السماء ، ينادونه ويقولون : صبرا آل الرسول ، فإنكم تقتلون على يدي شرار الناس ، وهذه الجنة يا أبا عبد الله مشتاقة إليك. ثم يعزّونني ويقولون : يا أبا الحسن أبشروا فقد أقرّ الله عينك يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم انتبهت هكذا.

والذي نفس علي بيده ، لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أني سأمر بها في خروجي إلى أهل البغي علينا. وهي أرض كرب وبلاء ، يدفن فيها الحسينعليه‌السلام وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمةعليها‌السلام . وإنها لفي السموات معروفة تذكر أرض كرب وبلاء ، كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس. ثم قال : يا بن عباس ، اطلب حولها بعر الظباء ، فو الله ما كذبت ولا كذبت ، وهي مصفرة ، لونها لون الزعفران. فطلبتها فوجدتها مجتمعة. فناديته : يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال عليعليه‌السلام : صدق الله ورسوله.

ـ قصة مرور عيسىعليه‌السلام بكربلاء :

ثم قام عليعليه‌السلام يهرول حتى جاء إليها فحملها وشمها ، وقال : هي هي ، أتعلم يابن عباس ما هذه الأبعار؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم ، وذلك أنه مرّ بها ومعه الحواريون ، فرأى ههنا ظباء مجتمعة وهي تبكي ، فجلس عيسىعليه‌السلام وجلس الحواريون. فبكى وبكى الحواريون ، وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى. فقالوا : يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال : أتعلمون أي أرض هذه ، هذه أرض من يقتل فيها

٢٢٢

فرخ رسول الله أحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفرخ الحرة الطاهرة البتول ، شبيهة أمي ، ويلحد فيها أطيب من المسك ، لأنها طينة الفرخ المستشهد ، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء. فهذه الظباء تكلمني وتقول : انها ترعى هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك ، وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض.

ثم ضرب بيده البعيرات فشمها ، وقال : هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها. اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه ، فتكون له عزاء وسلوة. فبقيت إلى يومنا هذا وقد اصفرت لطول زمنها ، وهذه أرض كرب وبلاء.

ثم قال بأعلى صوته : يا رب عيسى بن مريم ، لا تبارك في قتلته والمعين لهم والخاذل له. ثم بكى طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا. ثم أفاق فأخذ البعر فصّره في ردائه وأمرني أن أصرها كذلك.

ثم قال : يابن عباس ، إذا رأيتها تتفجر دماء عبيطا ويسيل منها دم عبيط ، فاعلم أن أبا عبد اللهعليه‌السلام قد قتل بها ودفن.

قال ابن عباس : فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لما افترض اللهعزوجل علي ، وأنا لا أحلها من طرف كمي. فبينا أنا نائم في البيت فإذا هي تسيل دما عبيطا ، وان كمي قد امتلأ دما عبيطا. فجلست وأنا باك ، وقلت : قتل والله الحسين ، والله ما كذبني قط في حديث ، ولا أخبر بشيء أن يكون إلا كان كذلك ، لأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره. ففزعت وخرجت وذلك عند الفجر ، فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين. ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة ، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط. فجلست وأنا باك ، وقلت قتل والله الحسينعليه‌السلام .

وسمعت صوتا من ناحية البيت ، وهو يقول : اصبروا آل الرسول قتل الفرخ النحول ، نزل الروح الأمين ببكاء وعويل. ثم بكى بأعلى صوته وبكيت. فأثبتّ عندي تلك الساعة ، وكان شهر محرم يوم عاشور لعشر مضين منه ، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره ، وتاريخه كذلك. فحدثت بهذا الحديث الذين كانوا معه فقالوا :والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة ، ولا ندري ما هو. قلت : أترى أنه الخضرعليه‌السلام .

٢٢٣

٢٠٨ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام حين مر بكربلاء وهو سائر إلى صفين :

(وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ١٤٠ ط ٢)

قال نصر بن مزاحم : حدثني مصعب بن سلام عن هرثمة بن سليم ، قال :غزونا مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام غزوة صفين. فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلى إليها ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ، ثم قال : واها لك أيتها التربة ، ليحشرن منك (وفي رواية : ليقتلن بك) قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته ـ وهي جرداء بنت سمير ، وكانت شيعة لعليعليه‌السلام ـ فقال لها زوجها هرثمة : ألا أعجّبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلا رفع إليه من تربتها فشمها ، وقال : «واها لك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب». وما علمه بالغيب؟! فقالت : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا.

فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليعليه‌السلام وأصحابه ، قال هرثمة : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه ، نظرت إلى الشجرة ، فذكرت الحديث وعرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع عليعليه‌السلام ، والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري. فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسينعليه‌السلام ، فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل.

فقال الحسينعليه‌السلام : فأنت معنا أم علينا؟ فقلت : يابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي وعيالي ، أخاف عليهم من ابن زياد.

فقال الحسينعليه‌السلام : فولّ في الأرض هربا حتى لا ترى لنا مقتلا ، فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار. قال هرثمة :فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفي علي مقتله.

ملاحظة : هذه الفقرة هي جمع عدة روايات مع بعض ، إحداها وردت في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٣ ص ١٦٩ ط مصر ـ تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.

٢٠٩ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام بما سيحدث في كربلاء :

(المصدر السابق ، ص ١٤١)

حدّث نصر بن مزاحم عن مصعب بن سلام عن سعيد بن وهب ، قال : بعثني

٢٢٤

مخنف بن سليم إلى عليعليه‌السلام عند توجهه إلى صفين. فأتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ويقول : ههنا! فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثقل آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينزل ههنا ، فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم!.

فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال (ويل لهم منكم) تقتلونهم ، (وويل لكم منهم) يدخلكم الله بقتلهم إلى النار.

٢١٠ ـ حديث الإمام الحسنعليه‌السلام عن مصرع أخيه الحسينعليه‌السلام :

(مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٣٨ ط نجف)

روى الإمام الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال : دخل الحسين على أخيه الحسنعليهما‌السلام يوما ، فلما نظر إليه بكى. فقال له الحسنعليه‌السلام : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال :أبكي لما يصنع بك. فقال له الحسنعليه‌السلام : إن الذي يؤتى إليّ سم يدس إلي فأقتل به(١) ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله. يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدّعون أنهم من أمة جدك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وينتحلون بك الإسلام ، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك ، وانتهاك حرمتك ، وسبي ذراريك ونسائك ، وانتهاب ثقلك ، فعندها تحلّ ببني أمية اللعنة ، وتمطر السماء دما ورمادا ، ويبكي عليك كل شيء ، حتى الوحوش في الفلوات ، والحيتان في البحار.

٢١١ ـ إخبار الحسينعليه‌السلام بمقتله :

عن معاوية بن قرة قال : قال الحسينعليه‌السلام : والله ليعتدن عليّ كما اعتدت بنو اسرائيل في السبت.

قال : وأنبأنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، (قال) قال الحسينعليه‌السلام : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.

__________________

(١) اللهوف على قتلى الطفوف ، ص ١٤.

٢٢٥

أخبار أخرى

٢١٢ ـ ورود سلمان (رض) كربلاء :

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين للسيد إبراهيم الزنجاني ، ص ٧١)

في الخبر عن المسيب بن نجبة الفزاري ، قال : خرجت أستقبل سلمان الفارسي حين أقبل من المدينة إلى المدائن. فلما وصل إلى كربلاء تغير حاله وبكى ، وقال :هذه مصارع إخواني. هذا موضع رحالهم ، وهذا مناخ ركابهم ، وهذا مهراق دمائهم. يقتل بها خير الأولين وابن خير الآخرين.

٢١٣ ـ إخبار أبي ذر الغفاري بمقتل الحسينعليه‌السلام ونتائج ذلك :

(الإرشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٣٦)

في (كامل الزيارة) عن عروة بن الزبير ، قال : سمعت أبا ذر ، وهو يومئذ قد أخرجه عثمان إلى الربذة ، فقال له الناس : يا أبا ذر أبشر ، فهذا قليل في الله. فقال ما أيسر هذا ، ولكن كيف أنتم إذا قتل الحسين بن عليعليه‌السلام قتلا (أو قال : ذبح ذبحا)؟. والله لا يكون في الإسلام بعد قتل الخليفة (يعني علي بن أبي طالب) أعظم قتيلا منه. وإن الله سيسل سيفه على هذه الأمة لا يغمده أبدا. ويبعث ناقما من ذريته فينتقم من الناس. وإنكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار ، وسكان الجبال في الغياض والآكام ، وأهل السماء من قتله ، لبكيتم والله حتى تزهق أنفسكم. وما من سماء يمر بها روح الحسينعليه‌السلام إلا فزع له سبعون ألف ملك ، يقومون قياما ترعد مفاصلهم إلى يوم القيامة. وما من سحابة تمر وترعد وتبرق إلا لعنت قاتله. وما من يوم إلا وتعرض روحه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيلتقيان.

٢١٤ ـ ملازمة رجل من بني أسد أرض كربلاء :

(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢١٢)

قال العريان بن الهيثم : كان أبي يتبدى فينزل قريبا من الموضع الذي كانت فيه معركة الحسينعليه‌السلام . فكنا لا نبدو إلا وجدنا رجلا من بني أسد هناك. فقال له أبي : أراك ملازما هذا المكان!. قال : بلغني أن حسيناعليه‌السلام يقتل ههنا ، فأنا أخرج إلى هذا المكان ، لعلي أصادفه فأقتل معه.

قال ابن الهيثم : فلما قتل الحسينعليه‌السلام قال أبي : انطلقوا بنا ننظر ، هل الأسدي فيمن قتل مع الحسينعليه‌السلام . فأتينا المعركة وطوّقنا ، فإذا الأسدي مقتول.

٢٢٦

(أقول) لعل هذا الشهيد هو أنس بن الحرثرحمه‌الله . وهذا درس يعلمنا أن المؤمن النبيه يسعى نحو الحق حتى يدركه ، فينال أعلى درجات السعادة والكرامة ، كما فعل أنس بن الحرث الأسدي.

٤ ـ أخبار بمن يقتل الحسينعليه‌السلام

٢١٥ ـ الحسينعليه‌السلام يخبر بأن عمر بن سعد سيقتله :

(كشف الغمة ٢ / ٩ وإرشاد المفيد ص ٢٨٢ والبحار ٤٤ / ٢٦٣)

روى سالم بن أبي حفصة ، (قال) قال عمر بن سعد للحسينعليه‌السلام : يا أبا عبد الله ، إن قبلنا أناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك. فقال له الحسينعليه‌السلام : إنهم ليسوا سفهاء ، ولكنهم حلماء. أما إنه يقر عيني أن لا تأكل من برّ العراق بعدي إلا قليلا.

٢١٦ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام بأن عمر بن سعد يقتل ابنه الحسينعليه‌السلام :

عن الأصبغ بن نباتة ، قال : بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام يخطب الناس ، وهو يقول :سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء مضى ولا شيء يكون إلا أنبأتكم به. فقام إليه سعد بن أبي وقاص ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة. فقال : أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنك ستسألني عنها. وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابني الحسينعليه‌السلام . وكان عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.

(أقول) : فلما كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان ، تولى عمر بن سعد قتل الحسينعليه‌السلام ، وكان الأمر كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وفي رواية (الإرشاد) للمفيد ص ٢٠ قال له عليعليه‌السلام :

وآية ذلك مصداق ما خبّرتك به. ولو لا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به ، ولكن آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك وسخلك الملعون.

قال ابن سيرين : وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالبعليه‌السلام في هذا ، فإنه لقي قاتل الحسينعليه‌السلام وهو شاب ، فقال : ويحك ، كيف بك إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار ، فتختار النار؟

وسيرد هذا الخبر عند الحديث عن عمر بن سعد ، الذي تولى قيادة الجيش لقتال

٢٢٧

الحسينعليه‌السلام ، وقد نصحه الحسينعليه‌السلام كثيرا ، ولكن حب الدنيا أعمى قلبه.

تنبيه حول السائل :ذكر فخر الدين الطريحي في (المنتخب) ص ١٦٦ : أن الذي سأل الإمامعليه‌السلام : كم شعرة في رأسي ، هو يزيد والد خولي بن يزيد الأصبحي.ولعل بعض الروايات تشير إلى أنه سنان بن أنس ، والله أعلم.

يقول العلامة المجلسي في البحار ، ج ٤٤ ص ٢٥٧ : لا يخفى ما في الحديث من تسمية الرجل السائل المتعنت بأنه سعد بن أبي وقاص ، حيث أن سعد بن أبي وقاص اعتزل عن الجماعة وامتنع عن بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فاشترى أرضا واشتغل بها ، فلم يكن ليجيء إلى الكوفة ويجلس إلى خطبة الإمام عليعليه‌السلام .ومن جهة أخرى إن عمر بن سعد قد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب وهي سنة ٢٣ ه‍ فكان عمره حين خطب الإمامعليه‌السلام هذه الخطبة بالكوفة غلاما بالغا أشرف على العشرين ، لا أنه سخل في بيته.

ولما كان أصل القصة مسلمة مشهورة ، عدل الشيخ المفيد في (الإرشاد) عن تسمية الرجل ، وتبعه الطبرسي في (إعلام الورى) ص ١٨٦. ولعل الصحيح ما ذكره ابن أبي الحديد ، حيث ذكر الخطبة في شرحه على النهج ، ج ١ ص ٢٥٣ عن كتاب (الغارات) لابن هلال الثقفي عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد الباقرعليه‌السلام وقال في آخره : والرجل هو سنان بن أنس النخعي.

٢١٧ ـ إخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يزيد هو قاتل الحسينعليه‌السلام :

أخرج الطبراني عن معاذ بن جبل ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يزيد ، لا بارك الله في يزيد. نعي إليّ الحسينعليه‌السلام وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله. والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه ، إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا (أي جماعات متفرقين).

وأخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا بلفظ : يزيد ، لا بارك الله في يزيد ، الطّعان اللعّان ، أما إنه نعي إلي حبيبي وسخلي حسين ، أتيت بتربته ورأيت قاتله. أما إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصرونه ، إلا عمّهم الله بعقاب.

وأخرج أبو يعلى عن أبي عبيدة (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية ، يقال له : يزيد.

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى والروياني والحافظ أبوبكر محمد بن اسحق ابن

٢٢٨

خزيمة السلمي النيسابوري والبيهقي وابن عساكر والضياء ، عن أبي ذر ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية. وزاد الروياني : يقال له يزيد.

٢١٨ ـ رواية أخرى :

(معجم الطبراني ص ١٣٠ ومقتل الخوارزمي ص ١٦٠ وكنز العمال ١٣ / ١١٣ وأمالي الشجري ص ١٦٩)

في معجم الطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أخبره قال :خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متغير اللون ، فقال : أنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب اللهعزوجل ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، (فإذا) أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة.كتاب الله من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكا. رحم الله من أخذها بحقها ، وخرج منها كما دخلها.

أمسك يا معاذ واحص!. قال : فلما بلغت خمسة ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يزيد ، لا بارك الله في يزيد. ثم ذرفت عيناه. ثم قال : نعي إلي حسين ، وأوتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله. والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه ، إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا.

ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : واها لفراخ آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خليفة مستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف.

أمسك يا معاذ. فلما بلغت عشرة ، قال : الوليد(١) اسم فرعون ، هادم شرائع الاسلام ، يبوء بدمه رجل من أهل بيته ، يسل الله سيفه فلا غماد له ، ويختلف الناس فكانوا هكذا ، وشبك بين أصابعه.

ثم قال : وبعد العشرين والمائة موت سريع وقتل ذريع ، فيه هلاكهم ، ويلي عليهم رجل من ولد العباس.

__________________

(١) لعل المقصود به الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وهو الذي مزّق القرآن وقال :

تهددني بجبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد

إذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل : يا ربّ مزّقني الوليد

٢٢٩
٢٣٠

الفصل السادس

المآتم الحسينيّة

١ ـ إقامة ذكرى الحسينعليه‌السلام والحزن عليه

ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام

٢ ـ فضل البكاء والحزن على الحسينعليه‌السلام

٣ ـ إقامة ذكرى الحسينعليه‌السلام ومراسم الحزن يوم عاشوراء

ـ اتخاذ بني أمية يوم عاشوراء يوم عيد وفرح

ـ أحاديث موضوعة في فضل يوم عاشوراء وأنه عيد

ـ هل يجوز صيام يوم عاشوراء؟

٤ ـ فلسفة المآتم الحسينية

٢٣١
٢٣٢

الفصل السادس

المآتم الحسينيّة

* مقدمة الفصل :

لا يخفى أن مصيبة الحسينعليه‌السلام الكبيرة قد أقضّت مضجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستحوذت عليه كل اهتمامه. فلا عجب إذا رأيناه يقيم المأتم على الحسينعليه‌السلام منذ مولده ، وفي عدة مناسبات من حياته. وعلى ذلك سار الأئمة الأطهار ودعوا كل من شايع الحسينعليه‌السلام إلى إقامة الحزن والعزاء عليه في كل مكان وزمان ، ولا سيما يوم العاشر من المحرم ، حتّى صار شعارهم :

«كل أرض كربلا ، وكل يوم عاشورا»

في حين كان بعض المسلمين عمدا أو جهلا يقيمون الفرح في ذلك اليوم ، جريا على السنّة التي اختطها لهم بنو أمية من غابر الزمان.

وسوف نتكلم في هذا الفصل حول إقامة المآتم الحسينية ، ثم فضل الحزن والبكاء على الحسينعليه‌السلام ، ثم إقامة مراسم العزاء والحزن والحداد يوم العاشر من المحرم كل عام. ونتعرض إلى بعض خصوصيات يوم عاشوراء ، والمحاولات المغرضة لتغيير مفهومه وصرفه عن حقيقته. ثم ننهي الفصل بفلسفة المآتم الحسينية ، وتتضمن أهداف ذكرى الحسينعليه‌السلام والفوائد التي تحققها المجالس الحسينية ، وأن هدفها ليس فقط الحزن والبكاء ، وإنما العظة واليقظة والاعتبار ، وتبديل السلوك وتعديل المسار ، والخروج من مستنقع الخطايا والأوزار ، إلى رياض الأخيار وجنان الأبرار.

١ ـ مآتم الحسينعليه‌السلام

مرت في الفصل السابق روايات مستفيضة حول إخبار جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنبأ استشهاد الحسينعليه‌السلام ، ثم إخبار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهله وأصحابه بذلك. وكان في

٢٣٣

تلك الأحوال يضع الحسين الطفل في حضنه ، ويبكي بكاء شديدا ، ويقبّله من فمه ونحره ، ويشمّه ويضمه إلى صدره ، فكانت تلك المشاهد أول المآتم المقامة على الحسينعليه‌السلام في حياته وقبل مماته. وعلى هذا الهدي المحمدي سار شيعة الحسينعليه‌السلام من بعده ، يقيمون المآتم والعزاء عليه ، بعد موته واستشهاده ، اقتداء بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومشاركة له في محنته ومصيبته.

٢١٩ ـ مأتم الحسينعليه‌السلام في دار فاطمةعليها‌السلام :

(قادتنا : كيف نعرفهم؟ ، ج ٦ ص ١٢٠)

روى الخوارزمي عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : زارنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن وزبدا وصفحة من تمر. فأكل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكلنا معه. ثم وضّأت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقام فاستقبل القبلة ، فدعا الله ما شاء. ثم أكبّ على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر. فهبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن نسأله!.

فوثب الحسينعليه‌السلام فقال : يا أبتي رأيتك تصنع ما لم أرك تصنع مثله!.فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسرّ بكم مثله. وإن حبيبي جبرئيل أتاني فأخبرني أنكم قتلى ، وأن مصارعكم شتى ، فدعوت الله لكم ، وأحزنني ذلك.

فقال الحسينعليه‌السلام : يا رسول الله ، فمن يزورنا على تشتّتنا ، ويتعاهد قبورنا؟.قال : طائفة من أمتي ، يريدون برّي وصلتي. فإذا كان يوم القيامة شهدتها بالموقف ، وأخذت بأعضادها ، فأنجيتها والله من أهواله وشدائده.

٢٢٠ ـ في دار أم سلمة :

(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ١٧٦)

وروى ابن عساكر بإسناده عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه (قال) قالت أم سلمة : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نائما في بيتي ، فجاء الحسينعليه‌السلام . قالت : فقصد الباب ، فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت : ثم غفلت في شيء ، فدبّ فدخل ، فقعد على بطنه.

قالت : فسمعت نحيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فجئت فقلت : يا رسول الله ، والله ما علمت به. فقال : إنما جاءني جبرئيلعليه‌السلام وهو على بطني قاعد ، فقال لي :

٢٣٤

أتحبّه؟. فقلت : نعم. قال : إن أمتك ستقتله. ألا أريك التربة التي يقتل بها؟.(قال) فقلت : بلى. قال : فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة. قالت : فإذا في يده تربة حمراء ، وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟!.

وفي رواية أخرى للخوارزمي : (قادتنا ـ ج ٦ ص ١٢٦)

قال : ثم أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك القبضة التي أتاه بها الملك ، فجعل يشمّها ويبكي ، ويقول في بكائه : الله م لا تبارك في قاتل ولدي ، وأصله نار جهنم.

ثم دفع تلك القبضة إلى أم سلمة ، وأخبرها بقتل الحسينعليه‌السلام بشاطئ الفرات ، وقال : يا أم سلمة خذي هذه التربة إليك ، فإنها إذا تغيرت وتحولت دما عبيطا ، فعند ذلك يقتل ولدي الحسينعليه‌السلام .

إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام

٢٢١ ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام :

(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٩٣)

يقول الفاضل الدربندي : اعلم أن من تأمل في الأخبار المروية من طرق العامة في فضل الحسن والحسينعليه‌السلام ومناقبهما ، علم أن البكاء على الحسينعليه‌السلام وإقامة تعزيته في كل سنة ، بل في كل شهر ، بل في كل أسبوع ، بل في كل ليلة ، من أفضل العبادات وأشرف الطاعات والقربات. فلعنة الله على كل متعصب من المخالفين ، الذين يأخذون يوم عاشوراء عيدا ، ويسمّون الاجتماع للعزاء والبكاء على سيد الشهداء بدعة ، وذلك كابن حجر العسقلاني ومن مثله.

٢٢٢ ـ ثواب إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام :

(المنتخب للطريحي ، ص ٢٨ ط ٢)

روي أنه لما أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسينعليه‌السلام وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمةعليه‌السلام بكاء شديدا ، وقالت : يا أبتي متى يكون ذلك؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في زمان خال مني ومنك ومن عليعليه‌السلام . فاشتد بكاؤها ، وقالت : يا أبة فمن يبكي عليه؟. ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال

٢٣٥

أهل بيتي ، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة. فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء ، وأنا أشفع للرجال. وكل من بكى على مصاب الحسينعليه‌السلام أخذنا بيده وأدخلناه الجنة.

يا فاطمة ، كل عين باكية يوم القيامة ، إلا عين بكت على مصاب الحسينعليه‌السلام ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.

٢ ـ فضل البكاء والحزن على الحسينعليه‌السلام

٢٢٣ ـ البكاء على أمناء الرحمن :

(المنتخب للطريحي ، ص ١٦ ط ٢)

يقول فخر الدين الطريحي : فيا إخواني ، كيف لا نبكي على أمناء الرحمن ، وسادات أهل الزمان؟. وكيف لا نجدد النوح والأحزان ، في كل آن ومكان؟. على الشهيد العطشان ، النائي عن الأهل والأوطان ، المدفون بلا غسل ولا أكفان؟.فعلى الأطائب من أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم تذرف الدموع من العيون.

٢٢٤ ـ فضيلة البكاء من خشية الله :

(أخبار الدول للقرماني ص ١١١)

قال الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام : ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله ، إلا وحرّم اللهعزوجل وجه صاحبها على النار. فإن سالت على الخدين دموعه ، لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة. وما من شيء إلا له جزاء إلا الدمعة ، فإن الله تعالى يكفّر بها بحور الخطايا. ولو أن باكيا بكى في أمة ، لحرّم الله تلك الأمّة على النار.

(أقول) : ومن هذا القبيل بكاء المؤمن على الإمام الحسينعليه‌السلام .

٢٢٥ ـ البكاء من خوف الله وخشيته :

(أسرار الشهادة ، ص ٤٨)

يقول الفاضل الدربندي : ومنها أن البيت المبني من الطين إذا انهدم أمكن إصلاحه بقرب من الماء ، فكذلك الإنسان المخلوق أصله من الطين ، إذا فسد أمره بارتكاب المعصية ، أمكنه تداركه بإرسال العبرات على الحسرات. كما قال أمير

٢٣٦

المؤمنين ، وسيد الموحدين ، وتاج رؤوس البكّائينعليه‌السلام : أمحوا المثبّتات من العثرات بالمرسلات من العبرات.

٢٢٦ ـ البكاء على الحسينعليه‌السلام هو من خشية الله :

(المصدر السابق ، ص ٤٩)

ويقول الفاضل الدربندي : واعلم أن البكاء على مصاب أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا سيما على مصاب سيد الشهداء روحي له الفداء ، ليس أمرا مغايرا للبكاء من خوف الله تعالى. حتّى يتمشّى سؤال : أهل البكاء من خوف الله تعالى أفضل ، أم البكاء على سيد الشهداءعليه‌السلام ؟. بل إن البكاء عليه هو البكاء في محبة الله ، والبكاء المنبعث عن التقرب إلى الله.

٢٢٧ ـ البكاء من خوف الله قسمان :

(المصدر السابق)

ثم يقول الفاضل الدربندي : فإن شئت أن توضّح المطلب في غاية الإيضاح فقل :إن البكاء من خوف الله تعالى ينحلّ إلى نوعين وينقسم إلى قسمين :

الأول : أن يكون منشأ البكاء معاصي الإنسان ، وتذكّره لحالة الاحتضار وأهوال البرزخ والمحشر والعقوبات التي يستحقها. فهذا البكاء وإن كان يطلق عليه أيضا أنه بكاء من خوف الله وقسم منه ، إلا أنه في الحقيقة يرجع إلى بكائه على نفسه وعلى ذنبه.

الثاني : أن يكون ذلك البكاء في مقام محبة الله تعالى ، وملاحظة عظمة صفاته وكبريائه وجبروته ، وفي مقام التفكر في التقصير في عبادته. وهذا في مقام ذوق حلاوة مناجاته ومحبته التي انبعثت عنها المحبة والموالاة لأوليائه وحججه ، فلا يلاحظ في هذا القسم أصلا رجاء الثواب ولا الخوف من العقاب. فلا شك أن هذا القسم من البكاء هو أفضل من القسم الأول. ومما لا شك فيه أن البكاء على مصاب آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذا القسم ، إذ قد عرفت أن المحبة والموالاة لهم مما يرجع إلى محبة الله وموالاته. ويتضح هذا المطلب عند الفطن المتدبر ، إذا لا حظ عوم الأئمة الطاهرين ، وسباحة حجج الله المعصومين ، في بحار البلايا وقواميس المصائب ، لأجل محبة الله تعالى.

شرح : القواميس : جمع قاموس ، وهو البحر العظيم.

٢٣٧

٢٢٨ ـ ثواب البكاء عامة على الحسين ومصيبة سائر الأئمةعليه‌السلام :

(الخصال الأربعمائة ٢ / ٦٣٥ والبحار ٤٤ / ٢٨٧)

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض فاختارنا ، واختار لنا شيعة ينصروننا ، ويفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا ، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا ، أولئك منا وإلينا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كل عين باكية إلا عين بكت على مصاب الحسينعليه‌السلام ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة».

وقال الإمام الرضاعليه‌السلام للريان بن شبيب : إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا. فلو أن رجلا تولّى حجرا حشره الله معه يوم القيامة.

وقال الإمام عليعليه‌السلام : كل عين يوم القيامة باكية ، وكل عين يوم القيامة ساهرة ، إلا عين من اختصه الله بكرامته ، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . (راجع مقتل العوالم ص ٥٢٥).

٢٢٩ ـ من قطرت عينه قطرة على الحسينعليه‌السلام :

(مجالس المفيد ، ص ٣٤٠ وأمالي الطوسي ١ / ١١٦ والبحار ٤٤ / ٢٧٩)

عن الإمام الحسينعليه‌السلام قال : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة ، إلا بوّأه الله تعالى بها في الجنة (غرفا يسكنها) حقبا. (وفي رواية) : أحقابا أحقابا.

شرح : الحقبة من الدهر : مدة لا وقت لها ، جمعها : حقب. وهي كناية عن الدوام.

٢٣٠ ـ فضيلة البكاء على الحسينعليه‌السلام :

(مقتل العوالم ، ج ١٧ ص ٥٢٦)

في (تفسير علي بن إبراهيم) عن الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام قال : كان علي ابن الحسينعليه‌السلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن عليعليه‌السلام دمعة ، حتّى تسيل على خده ، بوّأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا. وأيما مؤمن دمعت عيناه (دمعا) حتّى يسيل دمعه على خده ، لأذى مسّنا من عدونا في الدنيا ، بوّأه الله مبوّأ صدق في الجنة. وأيما مؤمن مسّه أذى فينا ، فدمعت عيناه حتّى يسيل

٢٣٨

دمعه على خديه ، من مضاضة ما أوذي فينا ، صرف الله عن وجهه الأذى ، وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

٢٣١ ـ البكاء على الحسينعليه‌السلام يحطّ الذنوب :

(بحار الأنوار للمجلسي ، ج ٤٤ ص ٢٨٢)

عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال لفضيل : تجلسون وتتحدثون؟. قال : نعم جعلت فداك. قال : إن تلك المجالس أحبّها ، فأحيوا أمرنا يا فضيل ، فرحم الله من أحيا أمرنا.

يا فضيل ، من ذكرنا أو ذكرنا عنده ، فخرج من عينه مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت أكثر من زبد البحر.

٢٣٢ ـ حديث : نفس المهموم لظلمنا تسبيح :

(مجالس المفيد ، ص ٣٣٨ وأمالي الطوسي ١ / ١١٥ والبحار ٤٤ / ٢٧٨)

عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمهّ لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله.

ثم قالعليه‌السلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب.

٢٣٣ ـ حديث : من دمعت عينه فينا دمعة :

(مجالس المفيد ، ص ١٧٤ وأمالي الطوسي ١ / ٩٧ والبحار ٤٤ / ٢٧٩)

عن محمّد بن أبي عمارة الكوفي ، قال : سمعت جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول :من دمعت عينه فينا دمعة ، لدم سفك لنا ، أو حقّ لنا أنقصناه ، أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا ، بوّأه الله تعالى بها في الجنة حقبا.

٢٣٤ ـ حديث : من ذكرنا عنده :

(كامل الزيارات ، ص ١٠٤ والبحار ٤٤ / ٢٨٥)

عن فضيل بن فضالة ، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ، حرّم الله وجهه على النار.

وروي عن الصادقعليه‌السلام قال : لكل سرّ ثواب ، إلا الدمعة فينا.

٢٣٩

٢٣٥ ـ حديث الإمام الصادقعليه‌السلام لمسمع كردين :

(كامل الزيارات ، ص ١٠١ والبحار ٤٤ / ٢٨٩)

سأل الإمام الصادقعليه‌السلام مسمع كردين ، وهو من أهل العراق : هل يبكي على الحسينعليه‌السلام ؟ فقال : بلى

قال : ثم استعبر واستعبرت معه. فقالعليه‌السلام : الحمد لله الّذي فضّلنا على خلقه بالرحمة ، وخصّنا أهل البيت بالرحمة.

يا مسمع ، إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا. وما بكى لنا من الملائكة أكثر. وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا. وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا ، إلارحمه‌الله قبل أن تخرج الدمعة من عينيه. فإذا سالت دموعه على خده غفر الله ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر. فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم ، لأطفأت حرّها حتّى لا يوجد لها حرّ. وإن الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته ، فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض. وإن الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه ، حتّى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه.

٢٣٦ ـ حديث : من تذكر مصابنا وبكى :

(أمالي الصدوق ، ص ٦٨ وبحار الأنوار ٤٤ / ٢٧٨)

قال الإمام الرضاعليه‌السلام : من تذكّر مصابنا وبكى لما ارتكب منا ، كان معنا في درجاتنا يوم القيامة. ومن ذكّر بمصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون. ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

٢٣٧ ـ الحسينعليه‌السلام قتيل العبرة :

(أمالي الطوسي ، ص ١٢١)

عن الإمام الصادقعليه‌السلام (قال) قال الحسين بن عليعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروبا ، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط ، إلا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسرورا.

وعن الحسينعليه‌السلام قال : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765