الكافي الجزء ٩

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 765

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 765 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 203296 / تحميل: 7360
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

المتوفى سنة ٩٣٢ بتفسير قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قال:

« إعلم - يا هذا - إن الآية لبيان فرضيّة حبّ أهل البيت على جميع المسلمين إلى يوم القيامة، صلّى الله على محمّد وأهل بيته، فقد روي أنها لـمّا نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما » ثم قال بعد ذكر نبذةٍ من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام :

« عن عمران بن الحصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. رواه صاحب الفردوس » ثم قال بعد أخبارٍ اُخرى في فضائل الإمامعليه‌السلام :

« إعلم - يا هذا - إن هذه الأحاديث وردت عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في عليرضي‌الله‌عنه ، وما ازداد علي فضلاً إلّا بتزويج فاطمة بنت سيد المرسلين - صلّى الله عليه وسلّم - وما تزوّج فاطمة إلّا بكونه أهلاً لها رضي الله عنها ».

ترجمة الحاج عبد الوهاب البخاري

وقد ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتابه ( أخبار الأخيار ) فأثنى عليه الثناء البالغ، ومدح تفسيره المذكور، وذكر له ولكتابه كرامات(١). .

__________________

(١). أخبار الأخيار: ٢٠٦.

٢٢١

(٤٥)

رواية الشّامي صاحب السّيرة

ورواه محمّد بن يوسف الصّالحي الشامي في ( سيرته ) حيث قال:

« روى الإمام أحمد، والبخاري، والإسماعيلي، والنسائي: عن بريدة ابن الحصيب -رضي‌الله‌عنه - قال: أصبنا سبياً، فكتب خالد إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إبعث إلينا من يخمّسه، وفي السّبي وصيفة هي من أفضل السّبي، فبعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - عليّاً إلى خالد يقبض منه الخمس. وفي رواية: لتقسيم الفئ. فقبضه منه، فخمّس وقسّم، واصطفى علي سبيّة، فأصبح وقد اغتسل ليلاً، وكنت أبغض علياً لم أبغضه أحداً، وأحببت رجلاً من قريش لم أحببه إلّا بغضه عليّاً، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ وفي رواية: فقلت: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تر إلى الوصيفة فإنّها صارت في الخمس، ثم صارت في آل محمّد، ثم في آل علي، فواقعت بها.

فلمّا قدمنا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ذكرت له ذلك. وفي رواية: فكتب خالد إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بذلك. فقلت: إبعثني، فبعثني، فجعل يقرأ الكتاب وأقول: صدق. فإذا النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قد احمرّ وجهه، فقال: من كنت وليّه فعليّ وليّه. ثم قال: يا بريدة أتبغض علياً؟ فقلت: نعم. قال: لا تبغضه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك.

وفي رواية: والذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة، وانْ كنت تحبّه فازدد له حبّاً.

٢٢٢

و في رواية: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

قال بريدة: فما كان في الناس أحد أحب إليَّ من علي »(١) .

ترجمة الصالحي الشامي

ومحمّد بن يوسف الصالحي الشامي من مشاهير علماء القوم المحققين المعتمدين:

١ - الشعراني: « ومنهم: الأخ الصالح العالم الزاهد المتمسّك بالسنة المحمدية الشيخ محمّد الشامي، نزيل التربة البرقوتية،رضي‌الله‌عنه . كان عالماً صالحاً متفنّناً في العلوم، وألّف السّيرة المشهورة التي جمعها من ألف كتاب، وأقبل الناس على كتابتها، ومشى فيها على أنموذجٍ لم يسبق إليه وكان لا يقبل من الولاة وأعوانهم شيئاً، ولا يأكل من طعامهم »(٢) .

٢ - الخفاجي: « وممّن أخذت عنه الأدب والشعر شيخنا العلّامة أحمد العلقمي، والعلّامة محمّد الصّالحي الشّامي »(٣) .

٣ - ابن حجر المكّي: وصفه في كلامٍ له بـ « الإمام العلّامة الصالح الفهامة الثقة المطّلع والحافظ المتتبّع الشيخ محمّد الشامي الدمشقي ثم المصري »(٤). .

__________________

(١). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٦ / ٢٣٥ - ٢٣٦.

(٢). لواقح الأنوار. الباب الأوّل من القسم الثالث.

(٣). ريحانة الألباء ١ / ٢٧.

(٤). الخيرات الحسان:

٢٢٣

السيرة الشامية

وكتابه ( سبل الهدى والرشاد ) المعروف بـ ( السيرة الشامية ) من أجلّ كتب القوم في السّيرة، فقد عرفت أنّه جمعه من ألف كتاب، وقال ( كاشف الظنون ): « هو أحسن كتب المتأخرين وأبسطها في السيرة النبوية » و « أتى فيه من الفوائد بالعجب العجاب »(١). . وَعدّه أحمد بن زيني دحلان في مصادر كتابه ( السيرة النبوية ) وقد قال بعد ذكرها: « وهذه الكتب هي أصحّ الكتب المؤلّفة في هذا الشأن »(٢). ، كما اعتمد عليه كثير من العلماء من محدّثين ومتكلّمين، ونقلوا عنه واستندوا إليه في بحوثهم المختلفة.

(٤٦)

رواية ابن حجر المكي وتصحيحه

ورواه شهاب الدين أحمد بن حجر المكي وحكم بصحته بكلّ صراحة في ( المنح المكيّة شرح القصيدة الهمزية )، بشرح قوله:

« علي صنو النبيّ ومن دين فؤادي وداده والولاء ».

قال: « وذلك عملاً بما صحّ عنه - صلّى الله عليه وسلّم - وهو: اللّهم والِ من ولاه وعادِ من عاداه. وإنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

__________________

(١). كشف الظنون ٢ / ٩٧٨.

(٢). السيرة الدحلانية - مقدمة الكتاب ١ / ٧ - المقدّمة.

٢٢٤

ترجمة ابن حجر المكي

وابن حجر المكي من أعاظم الأثبات المعتبرين عندهم:

١ - الشعراني: « ومنهم - الشيخ الإمام العلّامة المحقق الصالح الورع الزاهد الخاشع الناسك الشيخ شهاب الدين ابن حجر نزيل الحرم المكّي -رضي‌الله‌عنه -. أخذ العلم عن مشايخ الإسلام بمصر، وأجازوه بالفتوى والتدريس، وأفتى بجامع الأزهر والحجاز، وانتفع به خلائق وهو مفتي الحجاز الآن، يصدرون كلّهم إلّا عن قوله، وله أعمال عظيمة في الليل، لا يكاد يطّلع عليها إلّا من خلى من الحسد من صغره إلى الآن »(١). .

٢ - الخفاجي: « العلّامة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي، نزيل مكة، شرّفها الله، علّامة الدهر خصوصاً الحجاز، فإذا نشرت حلل الفضل فهو طراز الطراز. فكم حجّت وفود الفضلاء لكعبته، وتوجّهت وجوه الطلب إلى قبلته، إنْ حدّث عن الفقه والحديث لم تتقرط الأذان بمثل أخباره في القديم والحديث »(٢). .

٣ - العيدروس اليمني: « الشّيخ الإمام شيخ الإسلام خاتمة أهل الفتيا والتدريس، ناشر علوم الإمام محمّد بن إدريس، الحافظ شهاب الدين وكان بحراً في علم الفقه وتحقيقه لا تكدّره الدّلاء، وإمام الحرمين كما أجمع على ذلك العارفون وانعقدت عليه خناصر الملأ، إمام اقتدت به الأئمّة وهمام صار في إقليم الحجاز اُمة برع في علومٍ كثيرة من التفسير

__________________

(١). لواقح الأنوار. الباب الأوّل من القسم الثالث.

(٢). ريحانة الألباء ١ / ٤٣٥.

٢٢٥

والحديث وعلم الكلام واُصول الفقه وفروعه والفرائض والحساب والنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والتصوّف »(١). .

٤ - الشرقاوي: « العلّامة المحقّق الناسك الخاشع الزاهد السّمح شهاب الدين ابن حجر، نزيل مكة المشرفة، أخذرضي‌الله‌عنه العلم عن جماعةٍ من مشايخ الإسلام بمصر، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فدرّس وأفتى بالجامع الأزهر والحجاز، وانتفع به خلائق كثيرة، وصنف عدّة كتب نافعة محرّرة في الفقه والاُصول »(٢) .

هذا، وقد رووا كتب ابن حجر المكي بأسانيدهم، واعتمدوا عليها ونقلوا عنها في مؤلّفاتهم، واستندوا إلى آرائه في بحوثهم، ولا حاجة إلى إيراد شيء من ذلك بعد ثبوت الأمر ووضوحه

(٤٧)

رواية علي المتقي الهندي

ورواه الشيخ علي بن حسام الدين المتقي الهندي بطرقٍ متعددة في كتابه ( كنز العمال ) الذي رتّب فيه كتاب ( جمع الجوامع للسيوطي ) ففيه: « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمنٍ بعدي. ت ك عن عمران بن حصين»(٣) .

« دعوا علياً، دعوا علياً، دعوا علياً، إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ

__________________

(١). النور السافر في أعيان القرن العاشر: ٢٨٧.

(٢). التحفة البهية في طبقات الشافعيّة.

(٣). كنز العمال ١١ / ٥٩٩ رقم: ٣٢٨٨٣.

٢٢٦

مؤمنٍ بعدي. حم عن عمران بن حصين »(١). .

« يا بريدة، إنّ علياً وليّكم بعدي، فأحبّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر.

الديلمي عن علي »(٢). .

ورواه في ( منتخب كنز العمال ) في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي. ت ك‍ عن عمران بن حصين »(٣). .

« سألت الله - يا علي - فيك خمساً، فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً، سألت الله أن يجمع عليك اُمّتي فأبى عليَّ، وأعطاني فيك أنّ أوّل من تنشقُّ عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديَّ، تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي. الخطيب والرافعي، عن علي »(٤). .

ترجمة المتقي الهندي

والمتّقي الهندي، من كبار علماء أهل السنّة في الهند، في الفقه والحديث، حتى لقد أفرد بعضهم ترجمته بكتاب مفرد، وتجد الثناء عليه في:

__________________

(١). المصدر ١١ / ٦٠٨ رقم: ٣٢٩٤.

(٢). المصدر ١١ / ٦١٢ رقم: ٣٢٩٦٣.

(٣). منتخب كنز العمّال. ط هامش مسند أحمد ٥ / ٣٠، ٣٥.

(٤). كنز العمال ١١ / ٦٢٥ رقم: ٣٣٠٤٧.

٢٢٧

١ - النور السّافر: ٣١٤.

٢ - سبحة المرجان: ٤٣.

٣ - شذرات الذهب ٨ / ٣٧٩.

٤ - نزهة الخواطر ٤ / ٢٣٤.

(٤٨)

رواية العيدروس اليمني

ورواه شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني بقوله:

« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي »(١). .

ترجمة العيدروس

وترجم له عبد القادر بن شيخ بن عبد الله قال: « وفي ليلة السبت لخمس وعشرين خلت من رمضان سنة تسعين، توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير القطب العارف بالله شيخ بن عبد الله العيدروس بأحمدآباد، ودفن بها في صحن داره، وعليه قبّة عظيمة، وكان مولده سنة ٩١٩ بتريم، ولفضلاء الآفاق فيه جملة مستكثرة من المراثي، حتى أني لم أر أحداً رثي بهذا القدر، وكان مدة إقامته بالهند ٣٢ سنة، لأنّه دخلها سنة ٩٥٨.

__________________

(١). العقد النبوي والسرّ المصطفوي - مخطوط.

٢٢٨

وكان شيخاً كاسمه كما قال بعض الصلحاء في وصفه، ولقد صار - بحمد الله - شيخ زمانه باتّفاق عارفي وقته. وروي عن الشيخ الكبير والعلم الشهير أبي بكر ابن سالم باعلوي أنه كان يقول: ما أحد من آل باعلوي أوّلهم وآخرهم أعطي مثله. وروي مثل ذلك عن الولي العلّامة عبد الله بن عبد الرحمن الشهير بالنحوي باعلوي وزاد: والله ما هو إلّا آية اليوم، فهو عديم النظير.

ومن شيوخه: شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المصري، والفقيه الصالح العلّامة عبد الله بن أحمد باقشير الحضرمي. وله من كلٍّ منهما إجازة، في جماعةٍ آخرين يكثر عددهم. واجتمع بالعلّامة الربيع بزبيد.

وأمّا مقروّاته فكثيرة جداً. ومن تصانيفه: العقد النبوي والسرّ المصطفوي، والفوز والبشرى، وشرحان على القصيدة المسمّاة: تحفة المريد

ومناقبه وكراماته ليس هذا محلّها، وقد أفردها غير واحدٍ من العلماء بالتّصنيف »(١) .

(٤٩)

رواية ميرزا مخدوم صاحب النواقض

ورواه عبّاس الشهير بميرزا مخدوم بن معين الدين في كتابه ( النواقض )

__________________

(١). النور السافر: ٣٢٧. ملخصاً.

٢٢٩

عن الترمذي عن عمران بن حصين، قال: « بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة »(١). .

كتاب النواقض

وكتاب النواقض هذا من أشهر كتب القوم في الردّ على الإماميّة، قد ذكره كاشف الظنون بقوله: « نواقض على الرّوافض للشّريف ميرزا مخدوم بن مير عبد الباقي من ذريّة السيّد الشريف الجرجاني، المتوفى في حدود سنة ٩٥٥ بمكة المشرفة. ذكر فيه تزييف مذهب الروافض وتقبيحه »(٢). .

وقد أخذ منه بعض من تأخّر عنه ونسج على منواله كالبرزنجي في ( نواقض الروافض ) والسهارنفوري في ( مرافض الروافض ) بل الأوّل منهما مختصر من ( النواقض ) كما صرّح البرزنجي في مقدمته، وقد ترجم المرادي للبرزنجي في كتاب ( سلك الدرر ) وقال في نهايتها: « وبالجملة فقد كان من أفراد العالم علماً وعملاً. وكانت وفاته في غرة محرّم سنة ١١٠٣ ودفن بالمدينة »(٣). .

(٥٠)

رواية الوصّابي اليمني

ورواه إبراهيم بن عبد الله الوصّابي اليمني بطرق متعددة عن أساطين

__________________

(١). النواقض. الفرع الثاني من الفصل الأول.

(٢). كشف الظنون

(٣). سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ٣ / ٦٥ - ٦٦.

٢٣٠

المحدثين في باب عنونه بقوله « الباب العاشر فيما جاء من الأخبار بأنّه وليّ كلّ مؤمنٍ بعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: من كنت مولاه فعليّ مولاه، وأنّه لا يجوز الصّراط إلّا من كان معه براءة بولاية علي، مع فضائل متفرقة خصّه الله تعالى بها، رضي الله تعالى عنه » فقال:

« عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، واستعمل عليها علياً، فمضى على السرية، فأصاب جاريةً من السّبي، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قالوا: إذا لقينا رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذ قدموا من بدأوا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وسلّموا عليه، ثم انصرفوا إلى رحالهم.

فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -. فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالتهما، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.

فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ - ثلاثاً - إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه الترمذي، وابن حبان في صحيحه، و أخرجه الإِمام أحمد في مسنده وقال فيه: فأقبل رسول الله على الرابع - وقد تغيّر وجهه - فقال: دعوا علياً، علي منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

ورواه عن بريدة بن الحصيب قال:

« وعنه -رضي‌الله‌عنه - في رواية اُخرى: إنّ خالد بن الوليد قال: اغتنمها يا بريدة فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما صنع، فقدمت ودخلت المسجد ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في منزلٍ وناس من أصحابه على بابه،

٢٣١

فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيراً، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ فقلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم.

قالوا: فأخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه سيسقط من عينه، ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يسمع الكلام. فخرج مغضباً فقال: ما بال القوم ينتقصون علياً، من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن فارق عليّاً فقد فارقني، إنّ علياً منّي وأنا منه، خلق من طينتي، وخُلِقتُ من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

يا بريدة، أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وإنّه وليّكم بعدي.

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار، وابن أسبوع الأندلسي في الشفاء ».

قال:

« وعنه -رضي‌الله‌عنه - قال قال لي رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: يا بريدة، إنّ علياً وليّكم بعدي، فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر به.

أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».

قال:

« وعن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: إنّ علياً مني وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والحسن بن سفيان في فوائده، وأبو نعيم في فضائل الصحابة ».

« وعنه -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله: دعوا علياً - ثلاثاً - إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه الإِمام أحمد في مسنده ».

٢٣٢

قال:

« عن ابن عباس - رضي الله عنهما - إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال لبريدة: إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر به أخرجه الحاكم في المستدرك، والضّياء في المختارة ».

قال:

« وعن أبي ذر الغفاري -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - عليّ منّي وأنا من علي، وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، وحبّه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة.

أخرجه الديلمي في مسند الفردوس »(١). .

الوصابي وكتابه

وإبراهيم بن عبد الله الوصّابي من علماء أهل السنّة المتعمدين، عدّه العجيلي في ( ذخيرة المآل ) من أجلّة العلماء، ووصفه المولوي حسن زمان في ( القول المستحسن ) لدى النقل عن كتابه بـ « الشّيخ المحدّث »، كما نقل عنه العجيلي في كتابه المذكور، والشيخ محمد محبوب عالم في ( تفسيره ) وكذا ( الدهلوي ) وتلميذه الرشيد وستطّلع على ذلك في مجلّد حديث التشبيه.

وقد ترجم له في ( معجم المؤلفين ١ / ٥٦ ) وذكر كتابه المذكور.

(٥١)

رواية الحافي الحسيني الشّافعي

ورواه أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي ضمن

__________________

(١). أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب. الباب الرابع - مخطوط.

٢٣٣

فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: « روى الإِمام أحمد في المسند عن بريدة، وفي كتاب فضائل علي، ورواه أكثر المحدثين: إن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - بعث خالد بن وليد في سرية وبعث عليّاً في سرية اُخرى، وكلاهما إلى اليمن وقال: إنْ اجتمعتما فعلي على الناس، وإنْ افترقتما فكلّ واحدٍ منكما على جنده. فاجتمعا وأغارا وسبيا نساء وأخذا أموالاً وقتلا ناساً، وأخذ علي جاريةً فاختصّها لنفسه. فقال خالد لأربعة من المسلمين - منهم بريدة الأسلمي - إسبقوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاذكروا له كذا، واذكروا له كذا - الاُمور عدّدها على علي - فسبقوا إليه.

فجاء واحد من جانبه فقال: إن علياً فعل كذا. فأعرض عنه. فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال: إنّ علياً فعل كذا، فأعرض عنه. فجاء بريدة الأسلمي فقال: يا رسول الله: إنّ علياً فعل كذا، وأخذ جاريةً لنفسه. فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى احمرّ وجهه فقال: دعوا لي علياً - يكرّرها - إنّ علياً منّي وأما من علي، وإنَّ حظّه من الخمس أكثر ممّا أخذ، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

ترجمة الحافي

وهذا الكتاب ذكره له صاحب ( إيضاح المكنون ) ولم يؤرّخ وفاته.

ثم أنه وصفه بـ « الشيعي » ولعلّه لِما رأى في كتابه من فضائل مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإلّا فإنّه ليس من الشّيعة الإِماميّة الأثني عشريّة لأنّهم لا يرون فضيلةً لأولئك الذين ذكرهم الحافي في هذا الكتاب.

__________________

(١). التبر المذاب في ترتيب الأصحاب. ترجمة أمير المؤمنين.

٢٣٤

(٥٢)

رواية الجمال المحدّث الشّيرازي

ورواه جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي، قال:

« الحديث الثالث عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية وأمّر عليهم علياً، فصنع علي شيئاً أنكروه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله لنخبرنّه به، وكانوا إذا قدموا من سفرٍ بدءوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. قال: فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله، فقام أحد من الأربعة فقال:

يا رسول الله ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأقبل رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب من وجهه فقال: ما تريدون من علي؟! علي منّي وأنا منه وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

وقال بعد ذكر حديث الغدير برواية الإِمام الصادقعليه‌السلام المشتملة على شعر حسان: « ورواه أبو سعيد الخدري، وفيه الاستشهاد بالشعر المذكور، وفيه من التاريخ وزيادة البيان ما لم يرو عن غيره. فقال: لـمّا نزل النبي صلّى الله عليه وسلّم بغدير خم - يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة - دعا الناس إلى علي، فأخذ بضبعيه فرفعهما، حتى نظر الناس إلى بياض إبط رسول الله فقال:

الله أكبر الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضي الربّ برسالتي، والولاية لعلي من بعدي، من كنت مولاه فعليّ مولاه »(١). .

__________________

(١). الأربعين في فضائل أمير المؤمنين - الحديث الثالث.

٢٣٥

ترجمة جمال الدين الشيرازي

فهذا جمال الدين شيخ إجازة ( الدهلوي )، يروي هذا الحديث في كتاب ( الأربعين ) الذي نصَّ في خطبته على جمعها من الكتب المعتبرة. وقد ذكرنا مناقبه ومآثره في مجلّد ( حديث الغدير )، ومجلّد ( حديث التّشبيه ).

(٥٣)

رواية علي بن سلطان القاري

ورواه علي بن سلطان محمد الهروي القاري في فضائل الإِمام من شرح المشكاة حيث قال:

« في الرياض، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سريةً واستعمل عليها عليّاً. قال: فمضى على السريةً فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أخبرناه بما صنع علي. فقال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدؤا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم. فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام الثاني، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه.

ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.

فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه -

٢٣٦

فقال: ما تريدون من علي؟ ثلاثاً. إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب.

وأخرجه أحمد وقال فيه: فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع - وقد تغيّر وجهه - فقال: دعوا علياً، علي منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وله طريق آخر عن بريدة.

وأصله في صحيح البخاري »(١). .

دفاع القاري عن عمر بن سعد

هذا، والقاري من المتعصّبين المتحاملين على أهل البيت الطاهرين، حتّى جعل يدافع عن عمر بن سعد اللعين فقال: « قال ابن معين في عمر بن سعد: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟ إنتهى. أقول: رحم الله من أنصف، والعجب ممن يخرّج حديثه في كتبهم مع علمهم بحاله. تم كلام ميرك.

وفيه: إنّه قد يقال: إنه لم يباشر لقتله، ولعل حضوره مع العسكر كان بالرأي والإِجتهاد، وربما حسن حاله وطاب مآله، ومن الذي سلم من صدور معصية عنه وظهور زلّة منه، فلو فتح الباب أشكل الأمر على ذوي الألباب »(٢). .

هذا، ولا يخفى الاضطراب في كلامه، فهو في حين تجويزه حضوره مع العسكر بالرأي والإِجتهاد يقول: « وربما حسن حاله وطاب مآله ».

__________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٨١.

(٢). المرقاة. كتاب الجنائز، الفصل الثاني من باب البكاء على الميت ٢ / ٣٩١.

٢٣٧

ترجمة القاري

ومع هذا التعصّب القبيح الذي رأيت، وكذا ما صدر منه في حقّ والدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما سترى، فقد وصفه القوم في تراجمهم إيّاه بأعلى صفات المدح وأثنوا عليه غاية الثناء، فقد قال المحبّي بترجمته:

« علي بن محمد سلطان الهروي المعروف بالقاري، الحنفي، نزيل مكة، وأحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح العبارات. وشهرته كافية عن الإِطراء في وصفه.

ولد بهراة ورحل إلى مكة وتدبّرها، وأخذ بها عن الاُستاذ أبي الحسن البكري، والسيد زكريا الحسيني، والشهاب أحمد بن حجر الهيتمي، والشيخ أحمد المصري تلميذ القاضي زكريا، والشيخ عبد الله السّندي، والعلّامة قطب الدين المكي، وغيرهم.

واشتهر ذكره وطار صيته.

وألّف التآليف الكبيرة اللطيفة التأدية، المحتوية على الفوائد الجليلة، منها شرحه على المشكاة في مجلّدات وهو أكبرها وأجلّها، وشرح الشفاء، وشرح الشمائل، وشرح النخبة، وشرح الشاطبية، وشرح الجزرية، ولخّص من القاموس مواد وسمّاه الناموس، وله الأثمار الجنية في أسماء الحنفية، وشرح ثلاثيّات البخاري، ونزهة الخاطر الفاتر في ترجمة الشيخ عبد القادر.

لكنّه امتحن بالإِعتراض على الأئمة، لا سيّما الشافعي وأصحابه، واعترض على الإِمام مالك في إرسال اليد في الصلاة، وألّف في ذلك رسالةً فانتدب لجوابه الشيخ محمّد مكين وألف رسالة جواباً له في جميع ما قاله، وردّ عليه اعتراضاته.

وأعجب من ذلك ما نقله عنه السيّد محمد بن عبد الرسول البرزنجي

٢٣٨

الحسيني في كتابه سداد الدين في إثبات النجاة في الدرجات للوالدين: أنّه شرح الفقه الأكبر المنسوب إلى الإِمام أبي حنيفة، وتعدّى فيه طوره في الإِساءة في حق الوالدين، ثم إنّه ما كفاه ذلك حتى ألّف فيه رسالةً، وقال في شرحه للشفاء - متبجّحاً ومفتخراً بذلك - إني ألّفت في كفرهما رسالة. فليته إذ لم يراع حقّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - حيث آذاه بذلك، كان استحيا من ذكر ذلك في شرح الشفاء الموضوع لبيان شرف المصطفى - صلّى الله عليه وسلّم -. وقد عاب الناس على صاحب الشّفا ذكره فيه عدم مفروضيّة الصلاة عليه - صلّى الله عليه وسلّم - في الصّلاة، وادّعاء تفرّد الشافعي بذلك، بأنّ هذه المسألة ليست من موضوع كتابه.

وقد قيّض الله تعالى الإِمام عبد القادر الطبري للردّ على القاري، فألّف رسالةً أغلظ فيها في الردّ عليه.

وبالجملة، فقد صدر منه أمثال ذلك، وكان غنيّاً عنه أنْ تصدر منه، ولولاها لاشتهرت مؤلفاته، بحيث ملأت الدنيا، لكثرة فائدتها وحسن انسجامها.

وكانت وفاته بمكة في شوال سنة ١٠١٤ ودفن بالمعلّاة. ولمـّا بلغ خبر وفاته علماء مصر صلّوا عليه بجامع الأزهر صلاة الغيبة، في مجمعٍ حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر »(١). .

(٥٤)

رواية المنّاوي

ورواه عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المنّاوي الشافعي عن الديلمي في الفردوس قائلاً:

__________________

(١). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣ / ١٨٥.

٢٣٩

« يا بريدة، إن عليّاً وليّكم من بعدي. فر »(١). .

ورواه مرةً اُخرى عن الطّيالسي فقال:

« يا علي، أنت وليّ كلّ مؤمنٍ من بعدي. طيا »(٢). .

ترجمة المناوي

وقد قال المحبّي بترجمة المناوي ما ملخّصه:

« عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زيد العابدين الملقب زين الدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي - وقد تقدم ذكر تتمة نسبه في ترجمة ابنه زين العابدين - الإمام الكبير، الحجة الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجلّ أهل عصره من غير ارتياب.

وكان إماماً، فاضلاً، زاهداً، عابداً، قانتاً لله، خاشعاً له، كثير النفع، وكان متقرّباً بحسن العمل، مثابراً على التسبيح والأذكار، صابراً صادقاً، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلةٍ واحدة من الطعام، قد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحدٍ ممّن عاصره.

وانقطع عن مخالطة الناس وانعزل في منزلٍ، وأقبل على التأليف، فصنّف في غالب العلوم، ثم وليّ تدريس المدرسة الصّالحية، فحسده أهل عصره، وكانوا لا يعرفون مزيّة علمه لانزوائه عنهم، ولمـّا حضر الدرس فيها ردّ عليه من كل مذهب فضلاؤه منتقدين عليه، وشرع في قراءة مختصر المزني، ونصب الجدل في المذاهبٍ، وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره، فأذعنوا لفضله، وصار أجلّاء العلماء يبادرون لحضوره، وأخذ عنه منهم خلق كثير.

__________________

(١). كنوز الحقائق من أخبار خير الخلائق - هامش الجامع الصغير:

(٢). نفس المصدر:

٢٤٠

٨٠٨٥ / ٣٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَمَاطَ أَذًى(١) عَنْ طَرِيقِ مَكَّةَ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ حَسَنَةً ؛ وَمَنْ كَتَبَ لَهُ حَسَنَةً ، لَمْ يُعَذِّبْهُ ».(٢)

٨٠٨٦ / ٣٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي حَدِّ الطَّوَافِ بِالْكَعْبَةِ(٤) مَا دَامَ حَلْقُ الرَّأْسِ(٥) عَلَيْهِ(٦) ».(٧)

٨٠٨٧ / ٣٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيِّ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا :

____________________

(١). فيالمرآة : « أي كلّ ما يؤذي الناس من حجر أو شجر أو ضيق طريق أو عدوّ يخاف منه ».

(٢).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٨ ، ح ٢٢٦٧ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ١٢٠٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٧٧٧٦.

(٣). في « بخ ، بف ، جر » والوافي : « أصحابنا ».

(٤). في « بث » : « في الكعبة ».

(٥). في الوافي والفقيه : « شعر الحلق » بدل « حلق الرأس ».

(٦). فيالوافي : « كأنّ المراد بشعر الحلق الشعر الموفّر للإحرام ، وإضافته إلى الحلق لوجوب حلقه بعد التوفير ». وفيالمرآة : « أي عليه الشعر الذي ينبت بعد الحلق بمنى ».

(٧).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٢٢٠٣ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٤٢٢ ، ح ١٢٢٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٣٠ ، ح ١٩٠٦٢.

(٨). هكذا في « بح ، بخ ، جد » وحاشية « جن » والوسائل والبحار . وفي « ى ، بث ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : « عليّ‌بن إبراهيم التيملي ». وفي « جر » : « عليّ بن الحسن السلمي ».

وتقدّم غير مرّة أنّ عليّ بن الحسن التيملي ، هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، روى عنه أحمد بن محمّد الكوفي العاصمي شيخ المصنّف. لاحظ ما قدّمناه ذيل ح ٢٣٣٣.

هذا ، وقد روى عليّ بن الحسن بن فضّال بعض كتب عليّ بن أسباط - وهو كتاب المزار - وتكرّرت روايته عن عليّ بن أسباط في الأسناد. ولم نجد ذكراً لعليّ بن إبراهيم التيملي - في هذه الطبقة - في موضع. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٥٢ ، الرقم ٦٦٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٦٢ - ٥٦٣.

٢٤١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ أَيَّامُ الْمَوْسِمِ ، بَعَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مَلَائِكَةً فِي صُوَرِ(١) الْآدَمِيِّينَ يَشْتَرُونَ مَتَاعَ الْحَاجِّ وَالتُّجَّارِ ».

قُلْتُ : فَمَا يَصْنَعُونَ بِهِ(٢) ؟

قَالَ : « يُلْقُونَهُ(٣) فِي الْبَحْرِ ».(٤)

٨٠٨٨ / ٣٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام (٥) ، قَالَ : « يَوْمُ الْأَضْحى فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُصَامُ فِيهِ ، وَيَوْمُ الْعَاشُورَاءِ(٦) فِي الْيَوْمِ الَّذِي(٧) يُفْطَرُ فِيهِ(٨) ».(٩)

____________________

(١). في « بس » والبحار : « صورة ».

(٢). في « بث ، بح » والبحار : - « به ».

(٣). في الوافي : « يلقون ».

(٤).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢٠ ، ح ٣١١٥ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٤٥ ، ح ١٢٠٧٦ ؛الوسائل ، ج ١١ ، ص ٥٩ ، ح ١٤٢٣٧ ؛البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٩٠ ، ح ٤٦.

(٥). فيالوسائل ، ح ١٣٦٨٢ : « أبي عبد اللهعليه‌السلام » بدل « أبي الحسنعليه‌السلام ».

(٦). في « بف ، جن » : « عاشوراء ».

(٧). في « جن » : - « الذي ».

(٨). فيالوافي : « لعلّ المعنى أنّ يوم الأضحى يوافق من أيّام الاُسبوع اليوم الأوّل من شهر رمضان ، ويوم العاشوراء منها يوافق اليوم الأوّل من شوّال ». ونحوه فيالمرآة وزاده بقوله : « وهذا يستقيم بعد شهر تامّاً وآخر ناقصاً ، لكن في السنة الكبيسة ، ولعلّ العمل به في صورة الاحتياط ، أو هو لبيان الغالب ، والله يعلم ».

(٩). راجع :الكافي ، كتاب الصيام ، باب صوم عرفة وعاشورا ، ح ٦٥٨٠الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٤ ، ح ١٠٥٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٥ ، ذيل ح ١٣٤٢٧ ؛ وص ٣٩٨ ، ح ١٣٦٨٢.

٢٤٢

أَبْوَابُ الزِّيَارَاتِ(١)

٢١٣ - بَابُ زِيَارَةِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله

٨٠٨٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ(٢) عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، مَا لِمَنْ زَارَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مُتَعَمِّداً؟

فَقَالَ : « لَهُ(٤) الْجَنَّةُ ».(٥)

٨٠٩٠ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

إِنَّ زِيَارَةَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَزِيَارَةَ(٧) قُبُورِ الشُّهَدَاءِ ، وَزِيَارَةَ قَبْرِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام (٨) ،

____________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جد » : - « أبواب الزيارات ».

(٢). في كامل الزيارات : + « الثاني ».

(٣). في الوسائل : - « جعلت فداك ».

(٤). في الوسائل : « قال » بدل « فقال له ».

(٥).كامل الزيارات ، ص ١٣ ، الباب ٢ ، ح ٨ ، عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من رجاله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. وفيه ، ص ١٢ ، الباب ٢ ، ح ٢ و ٧ ، بسند آخر عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. وفيه ، ص ٢٩٩ و ٣٠١ ، الباب ٩٩ ، ح ٧ و ١٢ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣ ، ح ٣ ؛وكامل الزيارات ، ص ١٢ و ١٤ ، الباب ٢ ، ح ٣ و ٤ و ١٥ ، بسند آخر عن ابن أبي نجران ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢٦ ، ح ١٤٣٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٩٣٣٥.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٧). في الوافي : - « زيارة ».

(٨). فيكامل الزيارات ، ص ١٤ : - « وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر الحسينعليه‌السلام ».

٢٤٣

تَعْدِلُ حَجَّةً مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١)

٨٠٩١ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٢) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ السَّدُوسِيِّ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَتَانِي زَائِراً ، كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».(٤)

٨٠٩٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْمُعَلّى أَبِي(٥) شِهَابٍ ، قَالَ :

قَالَ الْحُسَيْنُ(٦) عليه‌السلام لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يَا أَبَتَاهْ(٧) ، مَا لِمَنْ(٨) زَارَكَ(٩) ؟ ».

____________________

(١).كامل الزيارات ، ص ١٥٧ ، الباب ٦٤ ، ح ٥ ، بسنده عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن حريز ، وبسند آخر أيضاً عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام وفيه ، ح ٧ ، بسنده عن حريز والحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن فضيل بن يسار ، عنهما من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام وفيه أيضاً ، ص ١٤ ، الباب ٢ ، ح ١٩ ؛ وص ١٥٧ ، الباب ٦٤ ، ح ١ ، بسندهما عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام وراجع :كامل الزيارات ، ص ١٧٤ ، الباب ٧١ ، ح ٨الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٣١ ، ح ١٤٣٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٩٣٣٢.

(٢). السند معلّق ، كسابقه.

(٣). فيالوافي عن بعض النسخ والوسائل والتهذيب : « السندي ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٤ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن محمّد. وفيكامل الزيارات ، ص ١٢ ، الباب ٢ ، ح ١ ؛وكتاب المزار ، ص ١٦٩ ، ح ٣ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ؛كامل الزيارات ، ص ١٤ ، الباب ٢ ، ح ١٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب. وفيه ، ص ١٣ ، الباب ٢ ، ح ١٠ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. وفيه أيضاً ، ح ١٣ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن السدوسي. وح ١٤ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . المقنعة ، ص ٤٥٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢٦ ، ح ١٤٣٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٣٣ ، ح ١٩٣٣٦.

(٥). في « بث ، بخ »والتهذيب ، ح ٧ : « بن ».

(٦). فيالتهذيب ، ح ٨٣ والأمالي للصدوقوثواب الأعمال ، ح ١ والعلل : « الحسن بن عليّ ».

(٧). في « بث » : « يا أباه ».

(٨). في « جد » والفقيه والتهذيب ، ح ٧ وكامل الزيارات والأمالي للصدوقوثواب الأعمال ، ح ١ والعلل : « ما جزاء من » بدل « ما لمن ».

(٩). فيالتهذيب ، ح ٨٣وثواب الأعمال ، ح ٢ : « زارنا ».

٢٤٤

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يَا بُنَيَّ(١) ، مَنْ زَارَنِي حَيّاً أَوْ مَيِّتاً ، أَوْ زَارَ أَبَاكَ ، أَوْ زَارَ أَخَاكَ ، أَوْ زَارَكَ(٢) ، كَانَ حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أَزُورَهُ(٣) يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأُخَلِّصَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ ».(٤)

٨٠٩٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي حَجَرٍ(٥) الْأَسْلَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٦) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَتى مَكَّةَ حَاجّاً ، وَلَمْ يَزُرْنِي إِلَى الْمَدِينَةِ(٧) ، جَفَوْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ أَتَانِي(٨) زَائِراً(٩) ، وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي ، وَمَنْ‌ وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ؛ وَمَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ : مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، لَمْ

____________________

(١). في « بخ » والوسائل وثواب الأعمال ، ح ١ : - « يا بنيّ ».

(٢). فيكامل الزيارات ، ص ١٤ : - « أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك ». وفي كامل الزيارات ، ص ٣٩ : - « أو زار أخاك أو زارك ». (٣). في « بف » : « أن أزورها ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٤ ، ح ٧ ، معلّقاً عن الكليني.علل الشرائع ، ص ٤٦٠ ، ح ٥ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن المعلّى بن شهاب ، عن أبي عبدالله عن الحسن بن عليّعليهما‌السلام . وفيكامل الزيارات ، ص ١١ ، الباب ١ ، ح ٢ و ٥ ؛ وص ١٤ ، الباب ٢ ، ح ١٨ ؛ وص ٣٩ ، الباب ١٠ ، ح ٣ ، بسند آخر عن عثمان بن عيسى ، عن المعلّى بن أبي شهاب ، عن أبي عبدالله ، عن الحسينعليهما‌السلام .كامل الزيارات ، ص ٣٩ ، الباب ١٠ ، ح ٣ ، بسند آخرعن عثمان بن عيسى ، عن المعلّى بن أبي شهاب ، عن أبي عبدالله عن الحسن بن عليّعليهما‌السلام . ثواب الأعمال ، ص ١٠٧ ، ح ٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن الحسينعليهم‌السلام وفيه ، ح ١ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٥٩ ، المجلس ١٤ ، ح ٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن الحسن بن عليّعليهم‌السلام الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الزيارات وثوابها ، ح ٨١٦٤ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خطاباً لعليّعليه‌السلام التهذيب ، ج ٦ ، ص ٤٠ ، ح ٨٣ ، بسند آخر عن الحسن بن عليّعليه‌السلام ، إلى قوله : « واُخلّصه ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٥٧ ، ح ٣١٥٩ ، مرسلاً عن الحسين بن عليّعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر - إلّاالتهذيب ، ص ٤ - مع اختلاف يسير. وراجع :قرب الإسناد ، ص ٦٥ ، ح ٢٠٥الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢٧ ، ح ١٤٣٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٩٣٢٣.

(٥). فيالتهذيب والمزار : « أبي يحيى » هذا ، وقد ورد الخبر فيالفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦٥ ، ح ٣١٥٧ ، وعلل الشرائع ، ص ٤٦٠ ، ح ٧ ، عن محمّد بن سليمان الديلمي عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي.

(٦). فيكامل الزيارات : - « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(٧). في المزار : « بالمدينة » بدل « إلى المدينة ». وفي العلل : + « جفاني ومن جفاني ».

(٨). فيكامل الزيارات : « زارني ».

(٩). في المزار : « زارني » بدل « أتاني زائراً ».

٢٤٥

يُعْرَضْ ، وَلَمْ يُحَاسَبْ(١) ؛ وَمَنْ(٢) مَاتَ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - حُشِرَ(٣) يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أَصْحَابِ بَدْرٍ ».(٤)

٢١٤ - بَابُ إِتْبَاعِ الْحَجِّ بِالزِّيَارَةِ(٥)

٨٠٩٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَأْتُوا هذِهِ الْأَحْجَارَ ، فَيَطُوفُوا بِهَا ، ثُمَّ يَأْتُونَا ، فَيُخْبِرُونَا بِوَلَايَتِهِمْ ، وَيَعْرِضُوا عَلَيْنَا نَصْرَهُمْ(٧) ».(٨)

٨٠٩٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ(٩) ، عَنْ‌

____________________

(١). فيكامل الزيارات : « إلى الحساب » بدل « ولم يحاسب ».

(٢). في الفقيه وكامل الزيارات : - « من ».

(٣). في الفقيه وكامل الزيارات : « وحشر ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٤ ، ح ٥ ، معلّقاً عن الكليني ، إلى قوله : « وجبت له الجنّة » ؛كامل الزيارات ، ص ١٣ ، الباب ٢ ، ح ٩ ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمّد بن بندار ؛ كتاب المزار ، ص ١٧٠ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب.علل الشرائع ، ص ٤٦٠ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن سليمان الديلمي ، وفي الأخيرين إلى قوله : « وجبت له الجنّة ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦٥ ، ح ٣١٥٧ ، معلّقاً عن محمّد بن سليمان الديلمي. المقنعة ، ص ٤٥٧ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « وجبت له شفاعتي » مع اختلاف يسير. راجع :الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٩ ، ح ٣٧٧ ؛ وج ٢ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٢٧٠ ؛ والمحاسن ، ص ٧٠ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٤٠ ؛ ورجال الشيخ الطوسي ، ص ٥٠الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣١٩ ، ح ١٤٣٣١ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٣٣ ، ح ١٩٣٣٧.

(٥). في « بث ، بح ، جد ، جن » : - « إتباع الحجّ بالزيارة ». وفي « بس » وحاشية « بث » : « باب لقاء الإمام ». وفي « بف » : « باب أنّ تمام الحجّ لقاء الإمام ». (٦). في حاشية « بث » : « أبي عبد الله ».

(٧). في « بخ ، بف » : « نصرتهم ».

(٨).علل الشرائع ، ص ٤٥٩ ، ح ٤ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٠ ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٥٨ ، ح ٣١٣٩ ، معلّقاً عن عمر بن اُذينةالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢٠ ، ح ١٤٣٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢٠ ، ذيل ح ١٩٣١٠.

(٩). فيالوسائل : - « عن محمّد بن سنان ». والظاهر ثبوته ؛ فقد روى محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان كتاب‌عمّار بن مروان. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٣٥ ، الرقم ٥٢٦ ؛رجال النجاشي ، ص ٢٩١ ، الرقم ٧٨٠.

٢٤٦

عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « تَمَامُ الْحَجِّ لِقَاءُ الْإِمَامِ(٢) ».(٣)

٨٠٩٦ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَسَارٍ(٤) ، قَالَ :

حَجَجْنَا ، فَمَرَرْنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « حَاجُّ بَيْتِ اللهِ ، وَزُوَّارُ قَبْرِ نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَشِيعَةُ آلِ مُحَمَّدٍ ؛ هَنِيئاً لَكُمْ ».(٥)

٨٠٩٧ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي فِي كِتَابِهِ بِأَمْرٍ ، فَأُحِبُّ(٦) أَنْ(٧) أَعْمَلَهُ(٨)

قَالَ : « وَمَا ذَاكَ؟ ».

____________________

(١). في « بث » : « أبي عبد الله ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٥٨ : « ظاهره لقاؤهعليه‌السلام حيّاً ، ويحتمل شموله للزيارة بعد الموت أيضاً ». وفي هامش المطبوع : « وذلك لأنّ إبراهيمعليه‌السلام حين بني الكعبة وجعل لذرّيّته عندها مسكناً ، قال :( رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) [ إبراهيم (١٤) : ٣٧ ] فاستجاب دعاؤه ، وأمر الناس بالإتيان إلى الحجّ من كلّ فجّ عميق لتحبّبوا إلى ذرّيّته ».

(٣).علل الشرائع ، ص ٤٥٩ ، ح ٢ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ، ح ٢٩ ، بسندهما عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧٨ ، ح ٣١٦٢ ، معلّقاً عن جابر. وفيعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ، ح ٢٨ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٥٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ١١٦ ، ح ٥٧٧ ؛ وج ١٤ ، ص ١٣٢١ ، ح ١٤٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٩٣٢١.

(٤). في « بث ، جد » : « بشار ». والظاهر أنّ الصواب هو « بشير » ؛ فقد روى عليّ بن أسباط عن يحيى بن بشير [ النبّال ] فيالكافي ، ح ٢٤٩٩ و ١١٩١٦. ويحيى هذا هو المذكور فيرجال الطوسي ، ص ٣٢٢ ، الرقم ٤٨١٤.

(٥).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢٣ ، ح ١٤٣٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٩٣٣٨.

(٦). في « بس » : « فأحببت ».

(٧). في « جن » : + « له ».

(٨). في « ى ، بح ، بخ ، بف ، جد » وحاشية « جن »ومعاني الأخبار : « أن أعلمه ». وفي « بس » : « أن أحمله ».

٢٤٧

قُلْتُ(١) : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ (٢) وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) (٣) .

قَالَ : «( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) : لِقَاءُ الْإِمَامِ وَ( لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) : تِلْكَ الْمَنَاسِكُ ».

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سِنَانٍ ، فَأَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) ؟

قَالَ : « أَخْذُ الشَّارِبِ ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ ، وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ(٤) ذَرِيحَ(٥) الْمُحَارِبِيِّ حَدَّثَنِي عَنْكَ بِأَنَّكَ قُلْتَ لَهُ :( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) : لِقَاءُ الْإِمَامِ وَ( لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) : تِلْكَ الْمَنَاسِكُ؟

فَقَالَ : « صَدَقَ ذَرِيحٌ ، وَصَدَقْتَ ؛ إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَبَاطِناً ، وَمَنْ يَحْتَمِلُ(٦) مَا يَحْتَمِلُ ذَرِيحٌ؟(٧) ».(٨)

____________________

(١). في « جد » : « فقلت : جعلت فداك » بدل « قلت ».

(٢). قال الراغب : « أصل التفث : وسخ الظفر وغير ذلك ممّا شابه أن يزال عن البدن ». ثمّ قال : «( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) ، أي يزيلوا وسخهم ». وقال ابن الأثير : « التَفَثُ : هو ما يفعله الـمُحرم بالحجّ إذا حلّ كقصّ الشارب والأظفار ».المفردات للراغب ، ص ١٦٥ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٩١ ( تفث ).

(٣). الحجّ (٢٢) : ٢٩. وفيالوافي : +( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) .

(٤). في « بخ ، بف » والوافي والفقيه ، ح ٣٠٣٦ومعاني الأخبار : « فإنّ ».

(٥). في حاشية « بث » والوافي والبحار والفقيه ، ح ٣٠٣٦ : « ذريحاً ».

(٦). في « بح » والبحار : + « مثل ».

(٧). فيالوافي : « هذا الحديث ممّا يختصّ بحال الحياة ، وجهة الاشتراك بين التفسير والتأويل هي التطهير ؛ فإنّ أحدهما تطهير من الاوساخ الظاهرة والآخر من الجهل والعمى ».

(٨).معاني الأخبار ، ص ٣٤٠ ، ح ١٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ، ح ٣٠٣٦ ، معلّقاً عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « قال عبدالله بن سنان : فأتيت أبا عبداللهعليه‌السلام ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٨٤ ، ح ٣٠٣١ ، وتمام الرواية فيه : « وروي ذريح المحاربيّ عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قوله الله عزّ وجلّ ثمّ ليقضوا تفثهم قال : التفث لقاء الإمام »الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢١ ، ح ١٤٣٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢١ ، ذيل ح ١٩٣١٣ ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ٣٦٠ ، ذيل ح ٨٤.

٢٤٨

٢١٥ - بَابُ فَضْلِ الرُّجُوعِ إِلَى الْمَدِينَةِ‌

٨٠٩٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنّى ، عَنْ سَدِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « ابْدَؤُوا بِمَكَّةَ ، وَاخْتِمُوا بِنَا(١) ».(٢)

٨٠٩٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ(٣) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(٤) عليه‌السلام : أَبْدَأُ بِالْمَدِينَةِ ، أَوْ بِمَكَّةَ؟

قَالَ : « ابْدَأْ بِمَكَّةَ ، وَاخْتِمْ بِالْمَدِينَةِ ؛ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ ».(٥)

٢١٦ - بَابُ دُخُولِ الْمَدِينَةِ وَ زِيَارَةِ(٦) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَ الدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِهِ‌

٨١٠٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛

____________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٥٩ : « يدلّ على استحباب تأخير الزيارة على الحجّ ، ولعلّه مخصوص بأهل العراق وأشباههم ممّن لا ينتهي طريقهم إلى المدينة ».

(٢).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٥٨ ، ح ٣١٣٨ ، معلّقاً عن هشام بن مثنّىالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢٤ ، ح ١٤٣٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢١ ، ذيل ح ١٩٣١١.

(٣). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٣٩ ، ح ١٥٢٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ، ح ١١٦٦ ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام . والمراد من أبي جعفر في مشايخ محمّد بن أحمد هو أحمد بن أبي عبد الله البرقي. وهذا واضح لمن تتبّع أسناد محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] عن أبي جعفر ، عن أبيه.

هذا ، والظاهر أنّ الأصل في سندنا كان هكذا : « أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر - أو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام » وجاز نظر الناسخ من « أبيه » بعد « أحمد بن أبي عبد الله » إلى « أبيه » قبل « قال : سألت » ، فوقع السقط.

(٤). في « بخ » : « أبا عبد الله ».

(٥).التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٣٩ ، ح ١٥٢٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ، ح ١١٦٦ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٥٨ ، ح ٣١٤٠ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٢٣ ، ح ١٤٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٢٠ ، ح ١٩٣٠٩. (٦). في « جد » : + « قبر ».

٢٤٩

وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ(١) وَابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا دَخَلْتَ الْمَدِينَةَ ، فَاغْتَسِلْ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا ، أَوْ حِينَ تَدْخُلُهَا ، ثُمَّ تَأْتِي قَبْرَ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، فَتُسَلِّمُ(٣) عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ تَقُومُ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُقَدَّمَةِ مِنْ جَانِبِ الْقَبْرِ الْأَيْمَنِ عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ(٤) عِنْدَ زَاوِيَةِ الْقَبْرِ(٥) ، وَأَنْتَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ ، وَمَنْكِبُكَ الْأَيْسَرُ إِلى جَانِبِ الْقَبْرِ ، وَمَنْكِبُكَ الْأَيْمَنُ مِمَّا يَلِي(٦) الْمِنْبَرَ ؛ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ رَأْسِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَتَقُولُ(٧) : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ(٨) أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَأَشْهَدُ(٩) أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ(١٠) ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحْتَ لِامَّتِكَ ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَبَدْتَ اللهَ(١١) حَتّى أَتَاكَ الْيَقِينُ(١٢) بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ‌ الْحَسَنَةِ(١٣) ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ ، وَغَلُظْتَ عَلَى‌

____________________

(١). في « بث ، بف » : + « بن يحيى ».

(٢). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بف » والمطبوع والوافي : + « ثمّ تقوم ». وفيالفقيه : + « وادخل‌المسجد من باب جبرئيلعليه‌السلام ، فإذا دخلت ».

(٣). في « بث » والفقيه : « فسلّم ».

(٤). في « بخ » : + « من ». وفيالفقيه : « من » بدل « الأيمن عند رأس القبر ».

(٥). في التهذيب وكامل الزيارات : - « عند زاوية القبر ».

(٦). في « بخ » : « على جانب » بدل « ممّا يلي ».

(٧). في الوافي : « تقول » بدون الواو.

(٨). في التهذيب : - « أشهد ».

(٩). في التهذيب وكامل الزيارات : - « أشهد ».

(١٠). في المرآة : « لعلّ المراد به أنّك محمّد بن عبد الله المبشّر به في كتب الله ، وعلى لسان أنبيائهعليهم‌السلام ردّاً على اليهودوغيرهم ممّن قالوا : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس هو المبشّر به ».

(١١). هكذا في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « بح » والوسائل والتهذيب وكامل الزيارات . وفي « بح » والمطبوع والوافي : + « مخلصاً ». (١٢). فيالفقيه : + « ودعوت إلى سبيل ربّك ».

(١٣). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٦٠ : « متعلّق بكلّ من بلغت ونصحت وجاهدت ، وهو ناظر إلى قوله تعالي :( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) [ النحل (١٦) : ١٢٥ ] ».

٢٥٠

الْكَافِرِينَ ، فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكْرَمِينَ(١) ، الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلَالَةِ.

اللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ(٢) وَصَلَوَاتِ(٣) مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، وَأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ(٤) وَحَبِيبِكَ(٥) وَصَفِيِّكَ وَخَاصَّتِكَ(٦) وَصَفْوَتِكَ(٧) وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ.

اللّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ وَالْوَسِيلَةَ(٨) مِنَ(٩) الْجَنَّةِ ، وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ(١٠) بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.

اللّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ(١١) :( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحِيماً ) (١٢) وَإِنِّي أَتَيْتُ نَبِيَّكَ(١٣) مُسْتَغْفِراً تَائِباً(١٤) مِنْ ذُنُوبِي ، وَإِنِّي أَتَوَجَّهُ(١٥) بِكَ إِلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي(١٦) ذُنُوبِي.

____________________

(١). يجوز فيه هيئة الإفعال والتفعيل.

(٢). في « بخ »والتهذيب : « صلاتك ».

(٣). فيالتهذيب : « وصلاة ».

(٤). في « بس » وحاشية « جد » والمرآة والتهذيب : « ونجيبك ».

(٥). في « بث » : - « وحبيبك ». وفي حاشية « بث » : « ونجيبك ».

(٦). في التهذيب : « وخاصّتك وصفيّك ».

(٧). في الوافي عن بعض النسخ : + « من بريّتك ».

(٨). في التهذيب : « وآته الوسيلة ».

(٩). في « بخ ، بس » والوافي : « في ».

(١٠). الغِبْطَةُ : أن يتمنّى الرجل مثل حال المغبوط ونعمته ، أو حسن حاله من غير أن يريد زوالها ولا أن تتحوّل عنه. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٥٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩١٦ ( غبط ).

(١١). في الوافي والفقيه : + « وقولك الحقّ ».

(١٢). النساء (٤) : ٦٤.

(١٣). في التهذيب : « أتيتك » بدل « أتيت نبيّك ».

(١٤). في « بخ ، بس ، بف ، جن » : « تائباً مستغفراً ».

(١٥). فيكامل الزيارات : + « إليك بنبيّك نبيّ الرحمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا محمّد إنّي أتوجّه ».

(١٦) في « ى ، بخ ، بس ، جد ، جن » والوسائل : - « لي ».

٢٥١

وَ إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ ، فَاجْعَلْ قَبْرَ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله خَلْفَ كَتِفَيْكَ(١) ، وَاسْتَقْبِلِ(٢) الْقِبْلَةَ ، وَارْفَعْ يَدَيْكَ ، وَسَلْ(٣) حَاجَتَكَ ؛ فَإِنَّكَ(٤) أَحْرى أَنْ تُقْضى(٥) إِنْ شَاءَ اللهُ ».(٦)

٨١٠١ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ(٧) بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ(٨) بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

____________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٦١ : « استدبار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وإن كان خلاف الأدب ، لكن لا بأس به إذا كان التوجّه إلى‌الله تعالى ، كذا أفاد والديقدس‌سره . ويحتمل أن يكون المراد الاستدبار فيما بين القبر والمنبر بأن لا يكون استدباراً حقيقيّاً كما تدلّ عليه بعض القرائن ، فالمراد بالقبر في الخبر الثاني الجدار الذي اُدير على القبر ؛ فإنّه المكشوف ، والقبر مستور ، والله يعلم ».

وقال المحقّق الشعرانيرحمه‌الله في هامشالوافي : « ليس استدبار القبر الشريف هيئة مطلوبة راجحة بحيث يحصل بسببه رجحان في الدعاء ، بل الغرض بيان مطلوبيّة استقبال القبلة عند سؤال الحاجة ، فإن استقبل بحيث لا يكون القبر الشريف خلف كتفه أدّى السنّة أيضاً ، وحصل الهيئة الراجحة المطلوبة بالاستقبال ، فإن ثقل على بعض النفوس استدبار القبر ، ورآه مخالفاً للأدب ، استقبل القبلة بحيث يحفظ الأدب مع القبر الشريف بأن ينتقل إلى موضع آخر. والحديث محمول على من لا يرى في الاستدبار توهيناً ، ولا يؤثّر في نفسه ، فيكون كما لو أراد الخروج من الروضة الشريفة ، وليس لرعاية الأدب حدود ، وكيفيّات مأثورة ، بل لكلّ اُمّة وجيل ، بل لكلّ فرد من أفراد الناس عادة تؤثّر في نفسه خضوعاً وتكريماً ، ويجب علينا مراعاة الأدب كلّ على حسب عادة ». (٢). فيالتهذيب : « فاستقبل ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والفقيه والتهذيب وفي المطبوع : « واسأل ».

(٤). في التهذيب : « فإنّها ».

(٥). في « بخ » : - « أن تقضى ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٥ ، ح ٨ ، معلّقاً عن الكليني.كامل الزيارات ، ص ١٥ ، الباب ٣ ، ح ١ ، بسنده عن فضالة بن أيّوب والحسين ، عن صفوان ، عن ابن أبي عمير جميعاً ، عن معاوية بن عمّار.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦٥ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام راجع :كامل الزيارات ، ص ١٧ ، الباب ٣ ، ح ٥ ؛ وكتاب المزار ، ص ١٧٥ ، ح ٣الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٤٧ ، ح ١٤٣٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤١ ، ح ١٩٣٥٣.

(٧). هكذا في « ى ، بخ ، بس ، جد » وحاشية « جن ». وفي « بث ، بح ، بف ، جر ، جن » والمطبوع : « الحسين ».

والحسن بن عليّ الكوفي ، هو الحسن بن عليّ بن عبد الله بن المغيرة ، روى عنه أبو عليّ الأشعري بعنوان الحسن بن عليّ بن عبد الله والحسن بن عليّ الكوفي في أسناد عديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٤٢٤ - ٤٢٥.

(٨). هكذا في « بف ، جر » والوافي . وفي « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « عثمان ». وهو =

٢٥٢

عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي(٢) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَقِفُ عَلى قَبْرِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، وَيَشْهَدُ لَهُ بِالْبَلَاغِ ، وَيَدْعُو بِمَا حَضَرَهُ ، ثُمَّ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ(٣) إِلَى الْمَرْوَةِ(٤) الْخَضْرَاءِ الدَّقِيقَةِ الْعَرْضِ مِمَّا يَلِي الْقَبْرَ ، وَيَلْتَزِقُ بِالْقَبْرِ ، وَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْقَبْرِ ، وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ ، فَيَقُولُ(٥) :

اللّهُمَّ إِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي(٦) ، وَإِلى قَبْرِ(٧) مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِي ، وَ‌الْقِبْلَةَ الَّتِي رَضِيتَ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله اسْتَقْبَلْتُ ؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو(٨) ، وَلَا أَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ عَلَيْهَا ، وَأَصْبَحَتِ الْأُمُورُ بِيَدِكَ ، فَلَا فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي(٩) ، إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ؛ اللّهُمَّ ارْدُدْنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ ، فَإِنَّهُ لَارَادَّ لِفَضْلِكَ ؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ(١٠) أَنْ تُبَدِّلَ اسْمِي ، وَتُغَيِّرَ(١١) جِسْمِي ، أَوْ تُزِيلَ نِعْمَتَكَ عَنِّي ؛ اللّهُمَّ‌

____________________

= سهو ؛ فإنّه لم يذكر في أولاد عليّ بن الحسينعليه‌السلام - سواء أكان من المعقّبين أو غيرهم - من يسمّى بعثمان.

وأمّا ما ورد فيكامل الزيارات ، ص ١٦ ، ح ٣ ؛ وص ١٩ ، ح ٨ من نقل الخبر عن عليّ بن الحسين [ العلوي ] بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فهو سهو أيضاً ؛ فإنّه لم يذكر في أولاد عليّ بن عمر المعقّبين من يسمّى بالحسين. راجع : تهذيب الأنساب ، ص ١٨٥.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد فيالبحار ، ج ٩٧ ، ص ١٥٣ ، ح ٢٠ ، وفيه : « عليّ بن الحسن بن عمر بن عليّ بن الحسين ».

وأمّا الحسن بن عليّ بن عمر - كما في ما نحن فيه - أو عليّ بن الحسن بن عمر ، فلم نجد لترجيح أحدهما على الآخر دليلاً.

(١). في « بس » : + « بن جعفر ».

(٢). في الوسائل وكامل الزيارات ، ص ١٦ : - « أبي ».

(٣). فيكامل الزيارات ، ص ١٩ : + « إلى قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٤). قال الجوهري : « المَرو : حجارة بيض برّاقة تقدح منها النار. الواحدة : مروة. وبها سمّيت المروة بمكّة ».الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( مرا ). (٥). في « بخ ، بف » والوافي : « ويقول ».

(٦). في كامل الزيارات : « أمري ».

(٧). في الوسائل وكامل الزيارات ، ص ١٩ : +«نبيّك».

(٨). في كامل الزيارات ، ص ١٩+ « لها ».

(٩). فيالوسائل : + « ربّ ».

(١٠). في « ى » : - « من ».

(١١). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي . وفي « بح » والمطبوع : « أو تغيّر ».

٢٥٣

كَرِّمْنِي(١) بِالتَّقْوى ، وَجَمِّلْنِي بِالنِّعَمِ ، وَاغْمُرْنِي(٢) بِالْعَافِيَةِ ، وَارْزُقْنِي شُكْرَ الْعَافِيَةِ ».(٣)

٨١٠٢ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : كَيْفَ السَّلَامُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عِنْدَ قَبْرِهِ؟

فَقَالَ : « قُلِ(٤) : السَّلَامُ عَلى رَسُولِ اللهِ(٥) ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللهِ(٦) ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِامَّتِكَ ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَبَدْتَهُ(٧) حَتّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَجَزَاكَ اللهُ أَفْضَلَ مَا جَزى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ(٨) مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ(٩) إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ».(١٠)

____________________

(١). في « جد » وحاشية « بس » وكامل الزيارات : « زيّني ». وفي حاشية « جد » : « أكرمني ».

(٢). في « ى ، بث ، بخ ، بف » والوافي والوسائل : « واعمرني ».

(٣).كامل الزيارات ، ص ١٦ و ١٩ ، الباب ٣ ، ح ٣ و ٨ ، بسندهما عن عليّ بن مهزيار ، عن عليّ بن الحسين [ في ص ١٩ : + « العلوي » ] بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، عن عليّ بن جعفر. كتاب المزار ، ص ١٧٥ ، ح ١ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، من قوله : « ويسند ظهره إلى القبر ويستقبل القبلة » مع اختلاف.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦٧ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٠ ، ح ١٤٣٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٢ ، ح ١٩٣٥٤.

(٤). في التهذيب وكامل الزيارات ، ص ١٨ : - « قل ».

(٥). فيالوافي والمزار : « السلام عليك يا رسول الله ».

(٦). فيكامل الزيارات ، ص ٢٠ : + « أشهد أنّك رسول الله ، وأشهد أنّك محمّد بن عبد الله و». وفي المزار : + « السلام عليك يا حجّة الله ». (٧). فيكامل الزيارات ، ص ١٨ والمزار : + « مخلصاً ».

(٨). في « بث ، بح ، بف » وحاشية « جن » : « وعلى آل ».

(٩). في « بس ، جد » : « وعلى آل ».

(١٠).كامل الزيارات ، ص ١٨ ، الباب ٣ ، ح ٦ ، عن محمّد بن يعقوب الكليني. كتاب المزار ، ص ١٧٢ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب الكليني.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٦ ، ح ٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفيقرب الإسناد ، ص ٣٨٢ ، ذيل ح ١٣٤٤ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٢٠ ، الباب ٣ ، ح ١٠ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبي =

٢٥٤

٨١٠٣ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام انْتَهى إِلى قَبْرِ النَّبِيِّ(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : « أَسْأَلُ اللهَ الَّذِي اجْتَبَاكَ وَاخْتَارَكَ وَهَدَاكَ(٢) وَهَدى بِكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ(٣) » ثُمَّ قَالَ : «( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٤) ».(٥)

٨١٠٤ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ لَهُمْ : « مُرُّوا بِالْمَدِينَةِ ، فَسَلِّمُوا عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ قَرِيبٍ(٦) ، وَإِنْ كَانَتِ الصَّلَاةُ(٧) تَبْلُغُهُ(٨) مِنْ بَعِيدٍ ».(٩)

٨١٠٥ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنِ الْمَمَرِّ فِي مُؤَخَّرِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَا أُسَلِّمُ‌

____________________

= الحسن الرضاعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير. راجع : الأمالي للصدوق ، ص ٣٨٦ ، المجلس ٦١ ، ح ٥ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٢٩ ، المجلس ١٥ ، ح ١٥الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٤٩ ، ح ١٤٣٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٣ ، ح ١٩٣٥٥.

(١). في « بح » : « رسول الله ».

(٢). في « بخ » : - « وهداك ».

(٣). فيكامل الزيارات ، ص ١٩ : + « صلاة كثيرة طيّبة ».

(٤). الأحزاب (٣٣) : ٥٦.

(٥).كامل الزيارات ، ص ١٧ ، الباب ٣ ، ح ٤ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى.الأمالي للمفيد ، ص ١٤٠ ، المجلس ١٧ ، ح ٥ ، بسند آخر ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع :كامل الزيارات ، ص ١٩ ، الباب ٣ ، ح ٩الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٤٩ ، ح ١٤٣٨١ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٤ ، ح ١٩٣٥٧.

(٦). في « بث » : « قرب ». وفي « بس » والوسائل : - « من قريب ».

(٧). في « بث ، بخ » وحاشية « بح ، جن » : « وإن كان السلام ». وفي « بف » : « وإن كان السلام عليه ».

(٨). في « بخ ، بف » : « يبلغه ». وفيالوافي : « وإن كان السلام عليه يبلغه ».

(٩).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥١ ، ح ١٤٣٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٣٨ ، ح ١٩٣٤٦ ؛البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٨٢ ، ح ٧.

٢٥٥

عَلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فَقَالَ : « لَمْ يَكُنْ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام يَصْنَعُ ذلِكَ ».

قُلْتُ : فَيَدْخُلُ(١) الْمَسْجِدَ ، فَيُسَلِّمُ(٢) مِنْ بَعِيدٍ لَايَدْنُو(٣) مِنَ الْقَبْرِ؟

فَقَالَ : « لَا » وَقَالَ(٤) : « سَلِّمْ عَلَيْهِ حِينَ تَدْخُلُ ، وَحِينَ تَخْرُجُ ، وَمِنْ بَعِيدٍ ».(٥)

٨١٠٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « صَلُّوا إِلى(٦) جَانِبِ(٧) قَبْرِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنْ كَانَتْ(٨) صَلَاةُ(٩) الْمُؤْمِنِينَ تَبْلُغُهُ أَيْنَمَا كَانُوا ».(١٠)

٨١٠٧ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

حَضَرْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَعليه‌السلام وَهَارُونَ الْخَلِيفَةَ وَعِيسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَجَعْفَرَ بْنَ يَحْيى بِالْمَدِينَةِ قَدْ جَاؤُوا إِلى قَبْرِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فَقَالَ هَارُونُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : تَقَدَّمْ ، فَأَبى ، فَتَقَدَّمَ هَارُونُ ، فَسَلَّمَ ، وَقَامَ نَاحِيَةً.

____________________

(١). في « بس » : « فندخل ».

(٢). في « بس » : « فنسلّم ».

(٣). في « بس » : « لا ندنوا ». وفيالوسائل : « ولا يدنو ».

(٤). هكذا في « بخ ، بف » والوافي . وفيالوسائل : « ثمّ قال ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال » بدون الواو.

(٥).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٢ ، ح ١٤٣٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٠ ، ح ١٩٣٥١ ؛البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٩. (٦). في « بف » : « على ».

(٧). فيالوسائل : « جنب ».

(٨). في « بح ، بخ » : « كان ».

(٩). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٦٤ : « المراد بالصلاة في الموضعين إمّا الأركان والأفعال المخصوصة كما هو الظاهر ، فيدلّ على استحباب الصلاة لهصلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع الأماكن ، أو بمعنى الدعاء إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله . واحتمال كونها في الأوّل الأركان ، وفي الثاني الدعاء بعيد جدّاً ، والله يعلم ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٧ ، ح ١١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٢ ، ح ١٤٣٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٣٧ ، ح ١٩٣٤٥ ؛البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٥٦ ، ح ٣٠ ؛ وص ١٨٢ ، ح ٨.

٢٥٦

وَقَالَ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ(١) لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : تَقَدَّمْ ، فَأَبى ، فَتَقَدَّمَ عِيسى ، فَسَلَّمَ ، وَوَقَفَ مَعَ هَارُونَ.

فَقَالَ جَعْفَرٌ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : تَقَدَّمْ ، فَأَبى ، فَتَقَدَّمَ جَعْفَرٌ ، فَسَلَّمَ ، وَوَقَفَ مَعَ هَارُونَ.

وَتَقَدَّمَ(٢) أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَهْ ، أَسْأَلُ اللهَ الَّذِي اصْطَفَاكَ وَاجْتَبَاكَ وَهَدَاكَ(٣) وَهَدى بِكَ ، أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ ».

فَقَالَ هَارُونُ لِعِيسى : سَمِعْتَ مَا قَالَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ هَارُونُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ أَبُوهُ حَقّاً.(٤)

٢١٧ - بَابُ الْمِنْبَرِ وَالرَّوْضَةِ وَمَقَامِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله

٨١٠٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ(٥) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَصَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٦) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَائْتِ الْمِنْبَرَ ، فَامْسَحْهُ(٧) بِيَدِكَ ، وَخُذْ بِرُمَّانَتَيْهِ - وَهُمَا السُّفْلَاوَانِ - وَامْسَحْ عَيْنَيْكَ(٨) وَوَجْهَكَ بِهِ(٩) ؛

____________________

(١). في « جن » : - « بن جعفر ».

(٢). فيالوافي : « فتقدّم ».

(٣). في « بث » : - « وهداك ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٦ ، ح ١٠ ، معلّقاً عن الكليني ؛كامل الزيارات ، ص ١٨ ، الباب ٣ ، ح ٧ ، عن محمّد بن يعقوب الكلينيالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٠ ، ح ١٤٣٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٤ ، ح ١٩٣٥٦ ، من قوله : « فقال : السلام عليك يا أبه » إلى قوله : « وهدى بك أن يصلّي عليك » ؛البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٥٥ ، ح ٢٦.

(٥). في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٦). فيالتهذيب : - « بن يحيى ».

(٧). في « بخ » والوافي : « وامسحه ».

(٨). في « جد » : « عينك ».

(٩). فيالتهذيب : - « به ».

٢٥٧

فَإِنَّهُ يُقَالُ(١) : إِنَّهُ شِفَاءُ الْعَيْنِ(٢) ، وَقُمْ عِنْدَهُ ، فَاحْمَدِ اللهَ ، وَأَثْنِ عَلَيْهِ ، وَسَلْ حَاجَتَكَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي(٣) رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَمِنْبَرِي عَلى تُرْعَةٍ(٤) مِنْ تُرَعِ(٥) الْجَنَّةِ(٦) - وَالتُّرْعَةُ هِيَ الْبَابُ الصَّغِيرُ - ثُمَّ تَأْتِي مَقَامَ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَتُصَلِّي فِيهِ مَا بَدَا لَكَ ، فَإِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِذَا(٧) خَرَجْتَ فَاصْنَعْ مِثْلَ ذلِكَ ، وَأَكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٨)

٨١٠٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ‌ وَهْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَمَّا كَانَ(٩) سَنَةُ إِحْدى وَأَرْبَعِينَ ، أَرَادَ مُعَاوِيَةُ الْحَجَّ ،

____________________

(١). فيالوافي : + « له ».

(٢). في « ى ، بخ ، بس ، بف ، جد » وحاشية « بح » والوافي والوسائل والتهذيب وكامل الزيارات ، ص ١٦ : « للعين ».

(٣). في الوسائل والفقيه : « قبري ومنبري » بدل « منبري وبيتي ». وفيكامل الزيارات ، ص ١٦ : « وقبري » بدل « وبيتي ».

(٤). التُرْعَةُ : الروضة على المكان المرتفع خاصّة ، فإذا كانت في المكان المطمئنّ فهو روضة. والترعَةُ أيضاً : الباب‌والدرجة ومسيل الماء إلى الروضة والجمع : تُرَع. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٩١ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٨٧ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٢ ( ترع ). (٥). في « بخ ، بف ، جن » : - « ترع ».

(٦). فيكامل الزيارات ، ص ١٦ : + « وقوائم المنبر رتب في الجنّة ».

(٧). في « بح ، بخ » : « فإذا ».

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٧ ، ح ١٢ ، معلّقاً عن الكليني.كامل الزيارات ، ص ١٦ ، الباب ٣ ، ح ٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ؛ وفيه ، ص ٢١ ، الباب ٤ ، صدر ح ٤ ، بسنده عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار. وفيه أيضاً ، ص ١٢ ، الباب ٢ ، صدر ح ٥ ، بسند آخر ، وفيهما هذه الفقرة : « أكثر من الصلاة في مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله » مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الصلاة ، باب القول عند دخول المسجد والخروج منه ، ح ٤٩٦٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إذا دخلت المسجد فصلّ على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وإذا خرجت فافعل ذلك ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « فاصنع مثل ذلك » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٧ ، ح ١٤٣٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٤ ، ح ١٩٣٥٨ ، إلى قوله : « فتصلّى فيه ما بدا لك » ؛ وفيه ، ص ٣٤٠ ، ح ١٩٣٥٢ ، من قوله : « فإذا دخلت المسجد ».

(٩). في « بس ، جد » والوافي : « كانت ».

٢٥٨

فَأَرْسَلَ نَجَّاراً ، وَأَرْسَلَ(١) بِالْآلَةِ(٢) ، وَكَتَبَ إِلى صَاحِبِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَقْلَعَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَيَجْعَلُوهُ عَلى قَدْرِ مِنْبَرِهِ بِالشَّامِ ، فَلَمَّا نَهَضُوا لِيَقْلَعُوهُ ، انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ ، وَزُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ، فَكَفُّوا ، وَكَتَبُوا بِذلِكَ إِلى مُعَاوِيَةَ ، فَكَتَبَ عَلَيْهِمْ(٣) : يَعْزِمُ(٤) عَلَيْهِمْ لَمَّا فَعَلُوهُ(٥) ، فَفَعَلُوا ذلِكَ ؛ فَمِنْبَرُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمَدْخَلُ(٦) الَّذِي رَأَيْتَ ».(٧)

٨١١٠ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ جَمِيلٍ(٨) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَمِنْبَرِي عَلى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ ، وَقَوَائِمُ(٩) مِنْبَرِي رُبَّتْ(١٠) فِي الْجَنَّةِ ».

قَالَ : قُلْتُ : هِيَ رَوْضَةٌ الْيَوْمَ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّهُ(١١) لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ(١٢) لَرَأَيْتُمْ ».(١٣)

٨١١١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ

____________________

(١). في « بث » : - « وأرسل ».

(٢). في « جن » : « بآلات ».

(٣). في « ى ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والبحار : « إليهم ».

(٤). فيالوافي : « العزم : الإقسام ».

(٥). في « ى ، بث » : « فعلوا ».

(٦). فيالمرآة : « لعلّ المراد به المدخل تحت المنبر ».

(٧).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦١ ، ح ١٤٣٩٥ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٥٣ ، ح ١٣ ؛ وج ٣٣ ، ص ١٧٢ ، ح ٤٥٤ ؛ وج ١٠٠ ، ص ١٩١ ، ح ٢.

(٨). فيالوسائل : - « عن جميل ». ولم يثبت رواية ابن فضّال - وهو الحسن بن عليّ في ما نحن فيه - عن أبي بكرالحضرميّ مباشرة. (٩). في « ى ، بث ، جن » : « وقوام ».

(١٠). في « ى ، بث ، بس ، بف » وحاشية « بح ، بخ » والوسائل والبحار : « رتّب ». وفي « بخ ، جن » : - « ربّت ». وفيالمرآة : « ربّت ، بالتشديد من التربية على بناء المفعول ، أو بالتخفيف من الربو ، بمعنى النموّ والارتفاع. والأوّل أظهر ». (١١). في « بخ ، بس ، بف » : - « إنّه ».

(١٢). « الغِطاءُ » : ما يُجْعَل فوقَ الشي‌ء من طَبَق ونحوه ، كما أنّ الغِشاء ما يُجْعَل فوقَ الشي‌ء من لباس ونحوه ، وقد استُعير للجهالة.المفردات للراغب ، ص ٦٠٩ ( غطا ).

(١٣).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٨ ، ح ١٤٣٩١ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٥ ، ح ١٩٣٥٩ ؛البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٦ ، ح ١.

٢٥٩

الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِّ مَسْجِدِ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فَقَالَ : « الْأُسْطُوَانَةُ الَّتِي عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ إِلَى الْأُسْطُوَانَتَيْنِ مِنْ وَرَاءِ الْمِنْبَرِ عَنْ يَمِينِ الْقِبْلَةِ ، وَكَانَ مِنْ وَرَاءِ الْمِنْبَرِ طَرِيقٌ تَمُرُّ فِيهِ الشَّاةُ ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ مُنْحَرِفاً ، وَكَانَ(١) سَاحَةُ الْمَسْجِدِ مِنَ الْبَلَاطِ(٢) إِلَى الصَّحْنِ ».(٣)

٨١١٢ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِي الرَّوْضَةِ؟

فَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : فِيمَا(٥) بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَمِنْبَرِي عَلى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ ».

فَقُلْتُ لَهُ(٦) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا حَدُّ الرَّوْضَةِ؟

فَقَالَ : « بُعْدُ(٧) أَرْبَعِ أَسَاطِينَ مِنَ الْمِنْبَرِ إِلَى الظِّلَالِ(٨) ».

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مِنَ(٩) الصَّحْنِ فِيهَا(١٠) شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « لَا ».(١١)

٨١١٣ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « جد » : « وكانت ».

(٢). البَلاطُ والبَلاطَةُ - في اللغة - : الحجارة المفروشة في الدار أو غيرها ، والمراد منه هنا موضع بالمدينة بين المسجد والسوق ، وبينه الآن محجّر من خشب ، يزار فيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١٧ ؛لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٦٤ ( بلط ) ؛الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٢ ؛مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٦٦.

(٣).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦١ ، ح ١٤٣٩٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨٣ ، ح ٦٥٥٧.

(٤). السند معلّق على سند الحديث الرابع. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٥). في حاشية « ى » والبحار : « ما ».

(٦). في « بث » : - « له ».

(٧). في « بح » والوافي : « تعدّ ».

(٨). في « ى ، بث ، بخ » : « الطلال ».

(٩). في « جد » : « في ».

(١٠). في « جد » : « منها ».

(١١).الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٩ ، ح ١٤٣٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٥ ، ح ١٩٣٦٠ ؛البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٦ ، ح ٢.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765