الكافي الجزء ٩

الكافي2%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 765

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 765 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 195625 / تحميل: 6711
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

اللهُ ، فَأَمَّا إِذَا أُطِيعَ رَضِينَا ، أَخْبِرْنِي(١) يَا عَمْرُو ، لَوْ(٢) أَنَّ الْأُمَّةَ قَلَّدَتْكَ أَمْرَهَا ، وَ وَلَّتْكَ(٣) بِغَيْرِ قِتَالٍ وَلَا مَؤُونَةٍ ، وَقِيلَ لَكَ : وَلِّهَا مَنْ شِئْتَ ، مَنْ كُنْتَ تُوَلِّيهَا؟ ».

قَالَ(٤) : كُنْتُ أَجْعَلُهَا شُورى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

قَالَ : « بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « بَيْنَ فُقَهَائِهِمْ وَخِيَارِهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « وَالْعَرَبِ(٥) وَالْعَجَمِ؟(٦) ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « أَخْبِرْنِي(٧) يَا عَمْرُو ، أَتَتَوَلّى(٨) أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، أَوْ تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا؟ ».

قَالَ : أَتَوَلَّاهُمَا(٩) .

فَقَالَ : « فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا ، مَا تَقُولُونَ أَنْتُمْ تَتَوَلَّوْنَهُمَا أَوْ تَتَبَرَّؤُونَ مِنْهُمَا؟ ».

____________________

(١). في « ى ، بث ، بس ، بف ، جد » و الوافي : « خبِرّني ».

(٢). في « بس ، بف » : « ولو ».

(٣). في « بث ، بف ، جد » وحاشية « بح » و الوافي و التهذيب ، ج ٦ : « و ولّتكه ».

(٤). في « ى ، جد » : « فقال ».

(٥). في « ى » و الوافي : « العرب » بدون الواو. وفي « جن » : « عرب » بدون الواو.

(٦). في « جن » : « عرب وعجم » بدل « والعرب والعجم ».

(٧). في « بس » : - « أخبرني ».

(٨). في « بح ، جت » : « أتتوالى ». وفي « بس » : « تتولّى » بدون همزة الاستفهام.

(٩). في « بح ، جن » : « أتوالاهما ».

٤٠١

قَالُوا : نَتَوَلاَّهُمَا(١) .

قَالَ(٢) : « يَا عَمْرُو ، إِنْ(٣) كُنْتَ رَجُلاً تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا ، فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ الْخِلَافُ عَلَيْهِمَا ، وَإِنْ(٤) كُنْتَ تَتَوَلاَّهُمَا(٥) فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا ؛ قَدْ عَمِدَ(٦) عُمَرُ إِلى أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ ، وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَداً ، ثُمَّ رَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ(٧) أَحَداً(٨) ، ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورى بَيْنَ سِتَّةٍ ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا جَمِيعَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ غَيْرَ أُولئِكَ السِّتَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَأَوْصى فِيهِمْ(٩) شَيْئاً لَا أَرَاكَ تَرْضى بِهِ أَنْتَ وَلَا أَصْحَابُكَ ؛ إِذْ جَعَلْتَهَا شُورى بَيْنَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ».

قَالَ : وَمَا صَنَعَ؟

قَالَ : « أَمَرَ صُهَيْباً(١٠) أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ(١١) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَأَنْ يُشَاوِرَ أُولئِكَ السِّتَّةَ لَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ إِلَّا ابْنُ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‌ءٌ ، وَ أَوْصى مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ : إِنْ مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغُوا أَوْ يُبَايِعُوا رَجُلاً ، أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ أُولئِكَ السِّتَّةِ جَمِيعاً ؛ فَإِنِ اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَبْلَ أَنْ تَمْضِيَ(١٢) ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ، وَخَالَفَ اثْنَانِ ، أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ الِاثْنَيْنِ ؛ أَفَتَرْضَوْنَ بِهذَا أَنْتُمْ فِيمَا تَجْعَلُونَ مِنَ الشُّورى فِي‌

____________________

(١). في « بح ، جن » : « نتوالاهما ». وفي « بس » : - « قال : أتولّاهما » إلى هنا.

(٢). في « بح » وحاشية « جت » : « فقال ».

(٣). في«جد»وحاشية«بث ، جت» والوافي : « فإن ».

(٤). في حاشية « بح » : « فإن ».

(٥). في « بح ، جت ، جن » : « تتوالاهما ».

(٦). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والتهذيب ، ج ٦. وفي سائر النسخ والمطبوع : « عهد ». (٧). في « جن » : « فيها ».

(٨). في التهذيب ، ج ٦ : - « ثمّ ردّها أبو بكر عليه ، ولم يشاور فيه أحداً ».

(٩). في التهذيب ، ج ٦ : « نهى منهم » بدل « أوصى فيهم ».

(١٠). هو صهيب بن سنان النمري المعروف بالرومي ، مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يكنّى أبا يحيى ، وشهد بدراً واُحداً والخندق وسائر المشاهد كلّها مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومات بالمدينة في شوّال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة ، ودفن بالبقيع. راجع : رجال الشيخ ، ص ٢١ ؛ رجال ابن داود ، ص ٢٥٠ ؛الطبقات الكبرى ، ج ٣ ، ص ٢٢٦ ؛تهذيب الكمال ، ج ١٣ ، ص ٢٣٩ ؛الإصابة ، ج ٣ ، ص ٣٦٤.

(١١). في « بح » : « الناس ».

(١٢). في « جت » والوافي : « أن يمضي ».

٤٠٢

جَمَاعَةٍ مِنَ(١) الْمُسْلِمِينَ؟ ».

قَالُوا : لَا.

ثُمَّ قَالَ : « يَا عَمْرُو ، دَعْ ذَا(٢) ، أَرَأَيْتَ لَوْ بَايَعْتُ صَاحِبَكَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلى بَيْعَتِهِ ، ثُمَّ اجْتَمَعَتْ لَكُمُ الْأُمَّةُ ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكُمْ رَجُلَانِ فِيهَا ، فَأَفْضَيْتُمْ(٣) إِلَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُسْلِمُونَ(٤) وَلَا يُؤَدُّونَ(٥) الْجِزْيَةَ(٦) ، أَكَانَ عِنْدَكُمْ وَعِنْدَ صَاحِبِكُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا تَسِيرُونَ(٧) بِسِيرَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الْمُشْرِكِينَ فِي حُرُوبِهِ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَتَصْنَعُ مَا ذَا؟ ».

قَالَ : نَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ أَبَوْا دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْجِزْيَةِ.

قَالَ : « وَإِنْ كَانُوا مَجُوساً(٨) لَيْسُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ(٩) ؟ ».

قَالَ : سَوَاءٌ.

قَالَ : « وَإِنْ كَانُوا مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَعَبَدَةَ الْأَوْثَانِ؟ ».

قَالَ : سَوَاءٌ(١٠) .

____________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت » والوافي : - « من ».

(٢). فيالوسائل : - « دع ذا ».

(٣). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بف ، جت ، جد ، جن » والوسائل وفي سائر النسخ والمطبوع : « فأفضتم ».

(٤). في « بث ، بف ، جت » : « لا يسلموا ».

(٥). في « بث ، بف ، جت » والتهذيب ، ج ٦ : « ولم يؤدّوا ». وفي حاشية « بث » : « ولم تؤدّوا ».

(٦). في « بح » : « بالجزية ».

(٧). في « بث ، بح ، بف » وحاشية « جت » والوافي والتهذيب ، ج ٦ : + « فيه ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٠ : « يمكن أن يكون ذكر المجوس لإظهار عدم علمهم ؛ لأنّ العامّة مختلفون فيهم ، وكان غرضهعليه‌السلام أن يسأل منهم الدليل ، وكان يعرف أنّهم لايعلمونه ».

(٩). في « جت »والتهذيب ، ج ٦ : « كتاب ».

(١٠). فيالتهذيب ، ج ٦ : - « قال : سواء ، قال : وإن كانوا » إلى هنا.

٤٠٣

قَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنِ الْقُرْآنِ تَقْرَؤُهُ؟ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « اقْرَأْ(١) :( قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ (٢) وَهُمْ صاغِرُونَ ) (٣) فَاسْتِثْنَاءُ(٤) اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَاشْتِرَاطُهُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ(٥) ، فَهُمْ(٦) وَالَّذِينَ لَمْ(٧) يُؤْتَوُا الْكِتَابَ سَوَاءٌ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « عَمَّنْ أَخَذْتَ ذَا؟ ».

قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ.

قَالَ : « فَدَعْ ذَا ، فَإِنْ هُمْ أَبَوُا الْجِزْيَةَ ، فَقَاتَلْتَهُمْ ، فَظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ ، كَيْفَ(٨) تَصْنَعُ بِالْغَنِيمَةِ؟».

قَالَ : أُخْرِجُ الْخُمُسَ ، وَأَقْسِمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ.

قَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنِ الْخُمُسِ مَنْ تُعْطِيهِ؟ ».

قَالَ : حَيْثُمَا(٩) سَمَّى اللهُ ، قَالَ : فَقَرَأَ :( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (١٠) .

____________________

(١). في التهذيب : « أتقرأ » بدل « اقرأ ».

(٢). قوله تعالى :( عَنْ يَدٍ ) ، إمّا أن يراد يد المعطي ، أو يد الآخذ ، فمعناه على الأوّل : حتّى يعطوها عن يد مؤاتية غير ممتنعة ، كما يقال : أعطى بيده : إذا أصحب وانقاد ، أو حتّى يعطوها عن يد إلى يد نقداً غير نسيئة ولا مبعوثاً على يد أحد. ومعناه على إرادة يد الآخذ : حتّى يعطوها عن يد قاهرة مستولية ، أو عن إنعام عليهم. وقوله تعالى :( وَهُمْ صاغِرُونَ ) أي تؤخذ منهم الجزية على الصغار والذلّ.جوامع الجامع ، ج ٢ ، ص ٥٨. وراجع أيضاً :المفردات للراغب ، ص ٨٩٠ ( يد ) ؛ وص ٤٨٥ ( صغر ).

(٣). التوبة (٩) : ٢٩.

(٤). في « ى » وحاشية « بح » : « فاستثنى ».

(٥). في الوسائل : « واشتراطه من أهل الكتاب ».

(٦). في التهذيب ، ج ٦ : « منهم ».

(٧). في « بث ، بس » : - « لم ».

(٨). في «ى ، جد» وحاشية «جت » : « فكيف ».

(٩). في « بس » والتهذيب : « حيث ».

(١٠). الأنفال (٨) : ٤١.

٤٠٤

قَالَ : « الَّذِي لِلرَّسُولِ مَنْ تُعْطِيهِ؟ وَمَنْ ذُو(١) الْقُرْبى؟ ».

قَالَ : قَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ الْفُقَهَاءُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَرَابَةُ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَهْلُ بَيْتِهِ(٢) ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْخَلِيفَةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَرَابَةُ الَّذِينَ قَاتَلُوا عَلَيْهِ مِنَ(٣) الْمُسْلِمِينَ.

قَالَ : « فَأَيَّ ذلِكَ تَقُولُ أَنْتَ؟ ».

قَالَ : لَا أَدْرِي.

قَالَ : « فَأَرَاكَ(٤) لَاتَدْرِي ، فَدَعْ ذَا ».

ثُمَّ قَالَ : « أَرَأَيْتَ الْأَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ(٥) تَقْسِمُهَا بَيْنَ جَمِيعِ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَقَدْ(٦) خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي سِيرَتِهِ ، بَيْنِي وَبَيْنَكَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَشِيخَتُهُمْ ، فَاسْأَلْهُمْ(٧) فَإِنَّهُمْ لَايَخْتَلِفُونَ وَلَا يَتَنَازَعُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٨) إِنَّمَا صَالَحَ الْأَعْرَابَ عَلى أَنْ يَدَعَهُمْ فِي دِيَارِهِمْ ، وَلَا يُهَاجِرُوا عَلى إِنْ دَهِمَهُ(٩) مِنْ(١٠) عَدُوِّهِ(١١) دَهْمٌ أَنْ يَسْتَنْفِرَهُمْ(١٢) ، فَيُقَاتِلَ بِهِمْ ، وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ ، وَأَنْتَ تَقُولُ : بَيْنَ جَمِيعِهِمْ ؛ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ فِي الْمُشْرِكِينَ ، وَمَعَ‌

____________________

(١). في « بح ، بس ، جت » : « ذوي ».

(٢). في « بف » : - « وأهل بيته ».

(٣). في « بس » : - « من ».

(٤). في التهذيب ، ج ٦ : «فادر أنّك» بدل«فأراك».

(٥). في « ى ، بس » والوافي والتهذيب : « الأخماس ».

(٦). في « جن » : « قد ».

(٧). في « بح ، بف » وحاشية « بث ، جت » والوافي والتهذيب ، ج ٦ : « فسلهم ». وفي « بث » : « نسألهم ». وفي « بس » : « تسألهم ». (٨). في « ى ، بس ، جت » : + « إنّه ».

(٩). الدَّهم : العدد الكثير ، والجماعة الكثيرة. والدَهماء : جماعة من الناس. يقال : دَهَمونا ، أي جاؤنا بمرّة جماعة. ودَهَمَه : غشيه. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢١٠ ( دهم ).

(١٠). في « ى » : - « من ».

(١١). في « بس » : « عدوّ ».

(١٢). في « بس » وحاشية « بح ، جت » : « أن يستفزّهم ».

٤٠٥

هذَا(١) مَا تَقُولُ فِي الصَّدَقَةِ؟ ».

فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَةَ :( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها ) (٢) إِلى آخِرِ الْآيَةِ(٣) .

قَالَ : « نَعَمْ ، فَكَيْفَ تَقْسِمُهَا؟ ».

قَالَ : أَقْسِمُهَا عَلى ثَمَانِيَةِ أَجْزَاءٍ ، فَأُعْطِي كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الثَّمَانِيَةِ جُزْءاً.

قَالَ : « وَإِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنْهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ(٤) رَجُلاً وَاحِداً أَوْ رَجُلَيْنِ(٥) أَوْ ثَلَاثَةً ، جَعَلْتَ لِهذَا الْوَاحِدِ مِثْلَ(٦) مَا جَعَلْتَ لِلْعَشَرَةِ آلَافٍ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « وَتَجْمَعُ صَدَقَاتِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَأَهْلِ الْبَوَادِي ، فَتَجْعَلُهُمْ(٧) فِيهَا سَوَاءً؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ ، كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقْسِمُ صَدَقَةَ أَهْلِ(٨) الْبَوَادِي فِي أَهْلِ الْبَوَادِي ، وَصَدَقَةَ أَهْلِ الْحَضَرِ فِي أَهْلِ الْحَضَرِ ، وَلَا‌

____________________

(١). في حاشية « جت » والتهذيب ، ج ٦ : « دع هذا » بدل « ومع هذا ».

(٢). في « بث » : +( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) .

(٣). التوبة (٩) : ٦٠. وتتمّة الآية هكذا :( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . قال ابن إدريسرحمه‌الله فيالسرائر ، ج ١ ، ص ٤٥٦ : « فأمّا الفقير فهو الذي لا شي‌ء معه ، وأمّا المسكين فهو الذي له بلغة من العيش لا يكفيه طول سنته. وقال بعض أصحابنا عكس ذلك ». وقال : « وأمّا العاملون عليها فهم الذين يسعون في جباية الصدقات ، وأمّا المؤلّفة قلوبهم فهم الذين يتألّفون يستمالون إلى الجهاد - إلى أن قال : - وفي الرقاب وهم العبيد عندنا والمكاتبون بغير خلاف ، ويعتبر فيهم الإيمان والعدالة. والغارمون ، وهم الذين ركبتهم الديون في غير معصية ولا فساد. وفي سبيل الله ، وهو كلّ ما يصرف في الطريق التي يتوصّل بها إلى رضا الله وثوابه ، ويدخل في ذلك الجهاد وغيره من جميع أبواب البرّ للقرب إلى الله تعالى ». ثمّ قال : « وابن السبيل ، وهو المنقطع به - إلى قوله : - ويكون محتاجاً في الحال ، وإن كان له يسار في بلده وموطنه ». وراجع أيضاً :المبسوط ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ؛شرائع الإسلام ، ج ١ ، ص ١٢٣ ؛زبدة البيان ، ص ١٨٧.

(٤). في « بث ، بح ، بف ، جت »والتهذيب : - « منهم ».

(٥). في « جت » : « اثنين ».

(٦). في « بس ، جت ، جد ، جن » : - « مثل ».

(٧). في الوافي : « وتجعلهم ».

(٨). في « بث ، بف » : - « أهل ».

٤٠٦

يَقْسِمُهُ(١) بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ ، وَإِنَّمَا(٢) يَقْسِمُهُ(٣) عَلى قَدْرِ مَا(٤) يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ ، وَمَا يَرى ، وَلَيْسَ(٥) عَلَيْهِ(٦) فِي ذلِكَ شَيْ‌ءٌ مُوَقَّتٌ مُوَظَّفٌ ، وَإِنَّمَا يَصْنَعُ ذلِكَ بِمَا يَرى عَلى قَدْرِ مَنْ يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ ، فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ مِمَّا قُلْتُ شَيْ‌ءٌ ، فَالْقَ فُقَهَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَايَخْتَلِفُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَذَا كَانَ(٧) يَصْنَعُ ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ، فَقَالَ لَهُ(٨) : « اتَّقِ اللهَ ، وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ(٩) فَاتَّقُوا اللهَ ؛ فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي - وَكَانَ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَأَعْلَمَهُمْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله - أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَيْفِهِ ، وَدَعَاهُمْ إِلى نَفْسِهِ وَفِي الْمُسْلِمِينَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ(١٠) ».(١١)

٨٢٢٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سُوَيْدٍ‌

____________________

(١). في « ى ، بف ، جت » وحاشية « بث » : « يقسم ». وفيالكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والمقنعة : « يقسمها».

(٢). فيالكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والتهذيب ، ج ٦ : « إنّما » بدون الواو.

(٣). في « بف » : « يقسم ». وفيالكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه : « يقسمها ».

(٤). في « بح » والفقيه والمقنعة : « من ».

(٥). في « بث » والكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والتهذيب ، ج ٦ والمقنعة : « ليس » بدون الواو.

(٦). في الكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والمقنعة : - « عليه ».

(٧). في « بح » : - « كان ».

(٨). في الوسائل : « فقال : يا عمرو ».

(٩). « الرَّهْطُ » : عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة. وبعض يقول : من سبعة إلى عشرة ، وما دون السبعة إلى الثلاثة نَفَر. وقيل : الرَّهط : ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة.لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٠٥ ( رهط ).

(١٠). المتكلّف : العِرّيض لما لا يعنيه. وتكلّفت الشي‌ء : تجشّمته.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٤ ( كلف ).

(١١).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الزكاة تبعث من بلد إلى بلد ، ح ٥٩٤٣. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٣ ، ح ٢٩٢ ، معلّقاً عن الكليني ، وفيهما من قوله : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم صدقة أهل البوادي » إلى قوله : « وليس عليه في ذلك شي‌ء موقّت ».التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٨ ، ح ٢٦١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٥ ، ح ٤٠ ، عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي ، عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام ، من قوله : « من ضرب الناس بسيفه ».المقنعة ، ص ٢٦٠ ، مرسلاً عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ١٦١٩ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، من قوله : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقسّم صدقة أهل البوادي » إلى قوله : « وليس عليه في ذلك شي‌ء موقّت »الوافي ، ج ١٥ ، ص ٨٤ ، ح ١٤٧٣١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤١ ، ح ١٩٩٥٠.

٤٠٧

الْقَلاَّءِ(١) ، عَنْ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي قُلْتُ لَكَ : إِنَّ الْقِتَالَ مَعَ غَيْرِ الْإِمَامِ الْمُفْتَرَضِ(٢) طَاعَتُهُ(٣) حَرَامٌ مِثْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، فَقُلْتَ لِي : نَعَمْ هُوَ كَذلِكَ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « هُوَ كَذلِكَ ، هُوَ كَذلِكَ(٤) ».(٥)

٨ - بَابُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي السَّرَايَا‌

٨٢٢٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ سَرِيَّةً(٦) دَعَاهُمْ ، فَأَجْلَسَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : سِيرُوا بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ، لَاتَغُلُّوا(٧) ، وَلَا تُمَثِّلُوا(٨) ، وَلَاتَغْدِرُوا(٩) ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً(١٠) ، وَلَا صَبِيّاً ،

____________________

(١). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد » والوسائل والبحار والتهذيب وفي المطبوع : « القلانسي ».

والصواب ما أثبتناه كما تقدّم ، ذيل ح ٨٢٢٦. (٢). في الوافي والكافي ، ح ٨٢٢٦ والتهذيب : « المفروض ».

(٣). في البحار : « الطاعة ».

(٤). في « بس » : + « والله المستعان ». وفي البحار : - « هو كذلك ».

والظاهر اتّحاد هذا الحديث مع ما تقدّم في الباب السابق ، تحت الرقم ٨٢٢٦.

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٤ ، ح ٢٢٦ ، معلّقاً عن الكليني.الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الجهاد الواجب مع من يكون ، ح ٨٢٢٦ ، عن محمّد بن الحسن الطاطري ، عمّن ذكره ، عن عليّ بن النعمانالوافي ، ج ١٥ ، ص ٧٨ ، ح ١٤٧٢٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٥ ، ح ١٩٩٥٤ ؛البحار ، ج ٦١ ، ص ٢٣٩ ، ح ٤.

(٦). السَريّة : قطعة من الجيش.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٥ ( سري ).

(٧). في « بح » والبحار : « ولا تغلّوا ». والغلول : الخيانة ؛ يقال : غلّ في المغنم غلولاً : خان. وفيالوافي : « وأكثر ما يستعمل في الخيانة في الغنيمة ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٤ ( غلل ).

(٨). التمثيل : قطع الأعضاء والجوارح كالأنف والاُذُن والمذاكير وغيرها. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٤ ( مثل ).

(٩). الغَدْر : ترك الوفاء.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٦ ( غدر ).

(١٠). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٣ : « قال الأصحاب : إلّا أن يكون ذا رأي ».

٤٠٨

وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَراً إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا إِلَيْهَا(١) ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ أَوْ أَفْضَلِهِمْ(٢) نَظَرَ(٣) إِلى رَجُلٍ(٤) مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَهُوَ جَارٌ(٥) حَتّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ، فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِي الدِّينِ(٦) ، وَإِنْ(٧) أَبى فَأَبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ ، وَاسْتَعِينُوا بِاللهِ عَلَيْهِ(٨) ».(٩)

٨٢٣٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : نَهى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يُلْقَى(١٠) السَّمُّ فِي بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ ».(١١)

٨٢٣١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا بَيَّتَ(١٢) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَدُوّاً قَطُّ(١٣) ».(١٤)

____________________

(١). فيالمرآة : « يمكن أن يكون الاستثناء من الجميع ، ومن الأخير فقط بإرجاع الضمير إلى الشجرة ، أي قطعها».

(٢). في التهذيب : « وأفضلهم ».

(٣). فيالوافي : « يعني نظر إشفاق ومرحمة ». وفيالمرآة : « نظر ، لعلّه كناية عن فعل أو قول يدلّ على الأمان».

(٤). في الوسائل : « أحد ».

(٥). الجار : الذي أجرتَه ، من الجِوار - بالكسر - وهو أن تعطي الرجل ذمّة ، فيكون بها جارك فتجيره ، أي تنقذه وتعيذه.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٥٥ ( جور ). (٦). في التهذيب : « دينكم ».

(٧). في « ى » : « فإن ».

(٨). في الوسائل : - « عليه ». وفيالوافي : « واستعينوا بالله عليه : واطلبوا من الله الإعانة على إيمانه أو قتله ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٢ ، ح ١٤٧٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٥ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢١.

(١٠). في « بث » : « أن تلقى ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٤ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الجعفريّات ، ص ٨٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٧ ، ح ١٤٧٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٢ ، ح ١٩٩٨٩ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٣. (١٢). فيالمرآة : « المشهور كراهة التبييت ليلاً ».

(١٣). في الوسائل والتهذيب : + « ليلاً ».

(١٤).التهذيب ، ج ٦، ص ١٧٤، ح ٣٤٣، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٥، =

٤٠٩

٨٢٣٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَى الْيَمَنِ ، وَقَالَ(١) لِي(٢) : يَا عَلِيُّ ، لَاتُقَاتِلَنَّ أَحَداً حَتّى تَدْعُوَهُ(٣) ، وَايْمُ اللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ عَلى يَدَيْكَ(٤) رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ ، وَلَكَ وَلَاؤُهُ(٥) يَا عَلِيُّ ».(٦)

٨٢٣٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - لَايُقَاتِلُ حَتّى تَزُولَ الشَّمْسُ ، وَيَقُولُ : تُفَتَّحُ(٧) أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُقْبِلُ(٨) الرَّحْمَةُ(٩) ، وَيَنْزِلُ النَّصْرُ ، وَيَقُولُ : هُوَ أَقْرَبُ إِلَى اللَّيْلِ ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقِلَّ الْقَتْلُ ، وَيَرْجِعَ الطَّالِبُ ، وَيُفْلِتَ(١٠)

____________________

= ص ٩٧ ، ح ١٤٧٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٣ ، ح ١٩٩٩١ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٤.

(١). في الوسائل والتهذيب : « فقال ».

(٢). في الوسائل والكافي ، ح ٨٢٥٩ والتهذيب : - « لي ».

(٣). في الوسائل والكافي ، ح ٨٢٥٩ والجعفريّات : + « إلى الإسلام ».

(٤). في « جن » : « يدك ».

(٥). فيالوافي : « والولاء : أن يرثه ». وفيالمرآة : « أي أنت ترثه بولاء الإمامة ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤١ ، ح ٢٤٠ ، بسنده عن النوفلي.الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الدعاء إلى الإسلام قبل القتال ، ح ٨٢٥٩ ، بسند آخر.الجعفريّات ، ص ٧٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مصباح الشريعة ، ص ١٩٨ ، الباب ٩٥ ، مرسلاً ، من قوله : « لأن يهدي الله » إلى قوله : « وغربت » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٢ ، ح ١٤٧٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٢ ، ح ١٩٩٥١ ؛البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٦١ ، ح ٣.

(٧). في « ي ، بث » والوافي : « يفتح » و في « جت » بالتاء والياء معاً

(٨). في « بث » والوافي : « ويقبل ».

(٩). في العلل : « التوبة ».

(١٠). أي يتخلّص. التفلّت والإفلات والانفلات : التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).

٤١٠

الْمُنْهَزِمُ(١) ».(٢)

٨٢٣٤ / ٦. عَلِيٌّ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ مَدِينَةٍ مِنْ مَدَائِنِ أَهْلِ الْحَرْبِ : هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُرْسَلَ عَلَيْهِمُ(٤) الْمَاءُ ، وَتُحْرَقَ(٥) بِالنَّارِ ، أَوْ تُرْمى بِالْمَجَانِيقِ(٦) حَتّى يُقْتَلُوا وَفِيهِمُ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْأُسَارى مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتُّجَّارُ؟

فَقَالَ : « يُفْعَلُ ذلِكَ بِهِمْ(٧) ، وَلَا يُمْسَكُ عَنْهُمْ لِهؤُلَاءِ(٨) ، وَلَا دِيَةَ(٩) عَلَيْهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَلَا كَفَّارَةَ ».

وَسَأَلْتُهُ عَنِ النِّسَاءِ : كَيْفَ سَقَطَتِ الْجِزْيَةُ عَنْهُنَّ وَرُفِعَتْ عَنْهُنَّ؟

فَقَالَ : « لِأَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نَهى عَنْ قِتَالِ(١٠) النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ فِي دَارِ الْحَرْبِ إِلَّا أَنْ يُقَاتِلُوا(١١) ، فَإِنْ(١٢) قَاتَلَتْ أَيْضاً ، فَأَمْسِكْ عَنْهَا مَا أَمْكَنَكَ ، وَلَمْ تَخَفْ(١٣) خَلَلاً(١٤) ،

____________________

(١). فيالوافي : « المهزوم ». و « المـُنهزم » : المنكسر ، من الهزيمة في القتال ، وهو الكَسْر والفَلّ والثَلْم ، وهو المدبر الفارّ أيضاً. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦١٠ ( هزم ). وفيالمرآة : « المشهور كراهة القتال قبل الزوال إلّا مع الضرورة ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٣ ، ح ٣٤١ ؛وعلل الشرائع ، ص ٦٠٣ ، ح ٧٠ ، بسندهما عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٥ ، ح ١٤٧٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٣ ، ح ١٩٩٩٢ ؛البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٥٣ ، ح ٦٦٧.

(٣). في « بس ، جن » : + « بن إبراهيم ».

(٤). في « بف » والوافي : « عليها ».

(٥). في « بح » والوافي والبحار : « أو تحرق ». وفي « ى » : « ويحرّق ».

(٦). « المـَجانيق » جمع المنجنيق - بفتح الميم وكسرها – والمـَنجَنوق : القَذّاف التي تُرمى بها الحجارة ، دَخيل أعجميّ معرّب.لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٨ ( مجنق ).

(٧). فيالمرآة : « حمل على ما إذا لم يمكن الفتح إلّا بها ».

(٨). في «ى،جد»: «كهؤلاء». وفي «بح»:«هؤلاء».

(٩). في « بس » : « ولا ذمّة ».

(١٠). في « ى » والوافي والوسائل والفقيه والتهذيب والمحاسن والعلل : « قتل ».

(١١). في الوافي والوسائل والتهذيب : « أن يقاتلن ».

(١٢). في الوافي : « وإن ».

(١٣). في «بح»:«ولا تخف». وفي «بس»: «ولم يخف».

(١٤). في « ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جن » والمرآة والبحار : « حالاً ». وقال فيالمرآة : « أي حدوث حال سيّئة. =

٤١١

فَلَمَّا(١) نَهى عَنْ قَتْلِهِنَّ فِي دَارِ الْحَرْبِ ، كَانَ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ أَوْلى ، وَلَوِ امْتَنَعَتْ أَنْ تُؤَدِّيَ(٢) الْجِزْيَةَ ، لَمْ يُمْكِنْ(٣) قَتْلُهَا ، فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْ قَتْلُهَا ، رُفِعَتِ الْجِزْيَةُ عَنْهَا ، وَلَوِ امْتَنَعَ الرِّجَالُ(٤) أَنْ يُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ ، كَانُوا نَاقِضِينَ لِلْعَهْدِ ، وَحَلَّتْ دِمَاؤُهُمْ وَقَتْلُهُمْ ؛ لِأَنَّ قَتْلَ الرِّجَالِ مُبَاحٌ فِي دَارِ الشِّرْكِ(٥) ، وَكَذلِكَ الْمُقْعَدُ مِنْ أَهْلِ(٦) الذِّمَّةِ وَالْأَعْمى(٧) وَالشَّيْخُ الْفَانِي(٨) وَالْمَرْأَةُ وَالْوِلْدَانُ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ(٩) ، فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ رُفِعَتْ عَنْهُمُ الْجِزْيَةُ ».(١٠)

٨٢٣٥ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(١١) : « أَنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ إِذَا بَعَثَ بِسَرِيَّةٍ(١٢) ، دَعَا لَهَا(١٣) ».(١٤)

____________________

= وفيالتهذيب وغيره : خللاً ، وهو الصواب ».

(١). في « بث » : - « ولم تخف خللاً فلمّا ».

(٢). في « جت » بالتاء والياء معاً.

(٣). في الوافي : « لم يمكنك ».

(٤). في الوافي : + « وأبوا ».

(٥). في الفقيه : + « والذمّة ».

(٦). في الفقيه والعلل : + « الشرك و».

(٧). في الوافي والتهذيب : - « والأعمى ».

(٨). في المحاسن : + « ليس عليهم جزية ؛ لأنّه لايمكن قتلهم ؛ لما نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتل المقعد والأعمى ‌والشيخ الفاني ». (٩). في « ى » : « الجرب ».

(١٠).المحاسن ، ص ٣٢٧ ، كتاب العلل ، ح ٨١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، عن أبي أيّوب وحفص بن غياث ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٧٧ ، بسنده عن سليمان بن أبي أيّوب ، عن حفص ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ١٦٧٥ ، معلّقاً عن حفص بن غياث.علل الشرائع ، ص ٣٧٦ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر من قوله : « وسألته عن النساء »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ٩٦٩١ ؛ وج ١٥ ، ص ٩٨ ، ح ١٤٧٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٤ ، ح ١٩٩٩٣ ، من قوله : « وسألته عن النساء » ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٥ ، إلى قوله : « فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللاً ».

(١١). هكذا في النسخ. وفي المطبوع : - « قال ».

(١٢). في الوسائل : « سريّة ».

(١٣). في « ى » : + « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، قال : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا بعث بسريّة دعا لها ».

(١٤).الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٥ ، ح ١٤٧٤١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٤ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٦.

٤١٢

٨٢٣٦ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ إِذَا بَعَثَ(١) أَمِيراً لَهُ(٢) عَلى سَرِيَّةٍ ، أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ ، ثُمَّ فِي أَصْحَابِهِ عَامَّةً ، ثُمَّ يَقُولُ(٣) : اغْزُوا(٤) بِسْمِ اللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، قَاتِلُوا(٥) مَنْ كَفَرَ بِاللهِ ، وَلَا تَغْدِرُوا ، وَلَا تَغُلُّوا ، وَلَا تُمَثِّلُوا(٦) ، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيداً(٧) ، وَلَا مُتَبَتِّلاً(٨) فِي شَاهِقٍ(٩) ، وَلَا تُحْرِقُوا النَّخْلَ ، وَلَا تُغْرِقُوهُ بِالْمَاءِ ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً ، وَلَا تُحْرِقُوا زَرْعاً ؛ لِأَنَّكُمْ لَاتَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، وَلَا تَعْقِرُوا(١٠) مِنَ الْبَهَائِمِ مِمَّا(١١) يُؤْكَلُ لَحْمُهُ إِلَّا مَا لَابُدَّ لَكُمْ مِنْ أَكْلِهِ ، وَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوّاً لِلْمُسْلِمِينَ(١٢) ، فَادْعُوهُمْ إِلى إِحْدى ثَلَاثٍ(١٣) ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكُمْ إِلَيْهَا ، فَاقْبَلُوا(١٤) مِنْهُمْ ، وَكُفُّوا(١٥) عَنْهُمْ : ادْعُوهُمْ(١٦) إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ دَخَلُوا فِيهِ ، فَاقْبَلُوهُ(١٧) مِنْهُمْ(١٨) ، وَكُفُّوا‌

____________________

(١). في التهذيب : « إذا أراد أن يبعث » بدل « إذا بعث ».

(٢). في التهذيب : - « له ».

(٣).في«بث،بف» والوافي : «قال له». وفي «جت»:+«له».

(٤). هكذا في « ى ، بح ، بف » والوافي والبحار والتهذيب وفي سائر النسخ والمطبوع : « اغز ».

(٥). في « ى ، بس » : « وقاتلوا ».

(٦). هكذا في « ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد » والوسائل والتهذيب وفي سائر النسخ التي قوبلت والمطبوع : « وتمثّلوا ».

(٧). الوَليد : الصبيّ ، والعبد. والجمع : وِلدان ووَلَدَة. والوَليد : الصبيّة ، والأمة. والجمع : الوَلائد.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٤ ( ولد ).

(٨). التبتّل : الانقطاع عن الدنيا إلى الله.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٣٠ ( بتل ).

(٩). الشاهق : الجبل المرتفع ، وكلّ ما رفع من بناء أو غيره.لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٩٢ ( شهق ).

(١٠). العَقْر : ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف ، وهو قائم.النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٧١ ( عقر ).

(١١). في التهذيب : « ما ».

(١٢). في التهذيب : «من المشركين»بدل«للمسلمين».

(١٣). فيالمرآة : « لعلّ فيه تجوّزاً ؛ فإنّ قبول الهجرة فقط بدون الإسلام والجزية لا ينفع ».

(١٤). في « بث ، بف » والتهذيب : « فاقبل ».

(١٥). في « بث ، بف » والتهذيب : « وكفّ ».

(١٦) في « ى ، بح ، جت ، جد ، جن » والبحار : « وادعوهم ».

(١٧) في « بث ، بف » : « فاقبله ».

(١٨) في التهذيب : - « فإن دخلوا فيه فاقبلوه منهم ».

٤١٣

عَنْهُمْ(١) ؛ وَادْعُوهُمْ إِلَى الْهِجْرَةِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ فَعَلُوا ، فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ ، وَكُفُّوا عَنْهُمْ(٢) ، وَإِنْ أَبَوْا أَنْ يُهَاجِرُوا وَاخْتَارُوا دِيَارَهُمْ ، وَأَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي دَارِ الْهِجْرَةِ ، كَانُوا بِمَنْزِلَةِ أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ(٣) يَجْرِي عَلَيْهِمْ مَا يَجْرِي عَلى أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا يَجْرِي(٤) لَهُمْ فِي الْفَيْ‌ءِ وَلَا فِي الْقِسْمَةِ(٥) شَيْ‌ءٌ(٦) إِلَّا أَنْ يُهَاجِرُوا(٧) فِي سَبِيلِ اللهِ ؛ فَإِنْ أَبَوْا هَاتَيْنِ(٨) فَادْعُوهُمْ إِلى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ، فَإِنْ أَعْطَوُا الْجِزْيَةَ(٩) ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ، وَكُفَّ عَنْهُمْ ، وَإِنْ أَبَوْا ، فَاسْتَعِنِ اللهَ(١٠) - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِمْ ، وَجَاهِدْهُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ؛ وَإِذَا(١١) ‌حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ(١٢) ، فَأَرَادُوكَ(١٣) عَلى(١٤) أَنْ يَنْزِلُوا عَلى حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَا تَنْزِلْ لَهُمْ(١٥) ، وَلكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلى(١٦) حُكْمِكُمْ(١٧) ، ثُمَّ اقْضِ فِيهِمْ بَعْدُ مَا(١٨) شِئْتُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ(١٩) عَلى حُكْمِ اللهِ(٢٠) ، لَمْ تَدْرُوا تُصِيبُوا(٢١) حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ ، أَمْ لَا ؛

____________________

(١). في « بث ، بف » والتهذيب : « وكفّ ».

(٢). في « بث ، بف » والتهذيب : « فاقبل منهم وكفّ عنهم ».

(٣). في « بس » : « المسلمين ».

(٤). في التهذيب : « ولا تجري ».

(٥). في الوافي والتهذيب : « من القسمة » بدل « ولا في القسمة ».

(٦). في « بث ، بح ، بف » والتهذيب : « شيئاً ».

(٧). في « جن » والتهذيب : « أن يجاهدوا ».

(٨). فيالوافي : « يعني إن لم يسلموا ».

(٩). في « بث » : - « الجزية ».

(١٠). في « بف ، جت » وحاشية « بث » والوافي والوسائل والتهذيب : « بالله ».

(١١). في « جت » : « وإن ». وفي الوافي والتهذيب : « فإذا ».

(١٢). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والبحار : « الحصن ».

(١٣). في « بس » : « فأرادوا ».

(١٤). في التهذيب : - « على ».

(١٥). في « بف » والوافي والتهذيب : « فلا تنزلهم ». وفي الوسائل والبحار : « بهم ».

(١٦) في « جن » : « أنزلوا على » بدل « أنزلهم على ».

(١٧) في « بث » وحاشية « جت » : « حكمهم ». وفي « بف » : « حكمك ». وفي الوافي والتهذيب : « حكمي ».

(١٨) في الوافي والتهذيب : « بما ».

(١٩) في الوافي والوسائل : « أنزلتموهم ».

(٢٠) في التهذيب : « إن أنزلتموه » بدل « إن تركتموهم على حكم الله ».

(٢١) في الوافي : « أتصيبون ». وفي التهذيب : « هل تصيبون ».

٤١٤

وَإِذَا(١) حَاصَرْتُمْ(٢) أَهْلَ حِصْنٍ ، فَإِنْ آذَنُوكَ(٣) عَلى(٤) أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلى ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ ، وَلكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلى ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تُخْفِرُوا(٥) ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ ، كَانَ أَيْسَرَ عَلَيْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٧)

٨٢٣٧ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ وَجَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، كِلَاهُمَا(٨) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً دَعَا بِأَمِيرِهَا(٩) ، فَأَجْلَسَهُ إِلى جَنْبِهِ ، وَأَجْلَسَ أَصْحَابَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ(١٠) : سِيرُوا بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لَاتَغْدِرُوا ، وَلَا تَغُلُّوا ، وَلَا تُمَثِّلُوا ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً(١١) إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا(١٢) إِلَيْهَا ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً(١٣) ، وَلَا صَبِيّاً ، وَلَا امْرَأَةً ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِمْ(١٤) نَظَرَ إِلى أَحَدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَهُوَ جَارٌ حَتّى‌

____________________

(١). في الوافي والتهذيب : « فإذا ».

(٢). في البحار : « حاصرت ».

(٣). في الوافي : « فإن أرادوك ». وفي التهذيب : « فأرادوك » بدل « فإن آذنوك ».

(٤). في « جت ، جن » والوافي : - « على ».

(٥). الإخفار : نقض العهد. وإخفار الذمّة : عدم الوفاء بها. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ( خفر ).

(٦). في « جد » والبحار : « رسول الله ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٣ ، ح ١٤٧٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٩ ، ح ١٩٩٨٦ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٧.

(٨). في « بح ، بس » وحاشية « بث » : « كليهما ».

(٩). في « بث » : « أميرها ». وفيالمحاسن : « بعث أميرها » بدل « دعا بأميرها ».

(١٠). في « بف » : + « لهم ».

(١١). في المحاسن : « شجراً ».

(١٢). في « جت » بالتاء والياء معاً.

(١٣). في التهذيب : - « فانياً ».

(١٤). في « جت » : « أو أفضلهم ». وفي المحاسن : « أو أقصاهم ».

٤١٥

يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ، فَإِذَا سَمِعَ كَلَامَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ(١) - فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِي دِينِكُمْ ، وَإِنْ أَبى فَاسْتَعِينُوا بِاللهِ(٢) عَلَيْهِ(٣) ، وَأَبْلِغُوهُ(٤) مَأْمَنَهُ ».(٥)

٨٢٣٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ(٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : « وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَظَرَ إِلى رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(٧) فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ وَأَدْنَاهُ(٨) ، فَهُوَ جَارٌ(٩) ».(١٠)

٩ - بَابُ إِعْطَاءِ الْأَمَانِ‌

٨٢٣٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(١١) : مَا مَعْنى قَوْلِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يَسْعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ »(١٢) ؟

____________________

(١). في « بس » : - « عزّ وجلّ ». وفي « بف » والوافي والتهذيب : - « فإذا سمع كلام الله عزّ وجلّ ».

(٢). في « بس » : « الله ».

(٣). في « بث » والوافي : - « عليه ».

(٤). في المحاسن : + « إلى ».

(٥).المحاسن ، ص ٣٥٥ ، كتاب السفر ، ح ٥١. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٩ ، ح ٢٣٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٧٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٥ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٢ ، إلى قوله : « ثمّ قال : سيروا بسم الله ».

(٦). في المحاسن : - « عن جميل ». ولم يثبت رواية ابن أبي عمير هذا عن أبي عبداللهعليه‌السلام مباشرة.

(٧). في المحاسن : - « من المشركين ».

(٨). في «ى،بث،بح،بس،جت،جن» والوافي :«فأدناه».

(٩). في « بث ، بح ، جت » والوافي : « جاره ». وتقدّم معنى الجار في الحديث الأوّل من نفس الباب.

(١٠).المحاسن ، ص ٣٥٥ ، كتاب السفر ، ذيل ح ٥١ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٧٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ذيل ح ١٩٩٨٥. (١١). في التهذيب : - « له ».

(١٢). فيالوافي : « تمام الحديث هكذا : المؤمنون إخوة ، تتكافى دماؤهم وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمّتهم أدناهم ؛ يعني أنّهم مجتمعون على أعدائهم لايسعهم التخاذل ، بل يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والملل ، كأنّه جعل أيديهم يداً واحدة وفعلهم فعلاً واحداً. ولهذا الحديث صدر قد مضى مع تفسيره على =

٤١٦

قَالَ : « لَوْ أَنَّ جَيْشاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَاصَرُوا قَوْماً مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَشْرَفَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَعْطُونِي الْأَمَانَ حَتّى أَلْقى صَاحِبَكُمْ وَأُنَاظِرَهُ(١) ، فَأَعْطَاهُ أَدْنَاهُمُ الْأَمَانَ(٢) ، وَجَبَ عَلى أَفْضَلِهِمُ الْوَفَاءُ بِهِ ».(٣)

٨٢٤٠ / ٢. عَلِيٌّ(٤) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام أَجَازَ أَمَانَ عَبْدٍ مَمْلُوكٍ لِأَهْلِ حِصْنٍ مِنَ الْحُصُونِ ، وَقَالَ : هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(٥) ».(٦)

٨٢٤١ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ(٧) ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ‌

____________________

= وجهه في كتاب الحجّة ». وتقدّم في ضمن الحديث ١٠٥٩. وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : يسعى بذمّتهم أدناهم ، هذا باب عظيم ينفتح منه أبواب كثيرة في أحكام الكفّار زمن الغيبة ؛ إذ لاجهاد عندنا في هذا العصر ، وليس تقسيم الكافر إلى الحربي والذمّي حاضراً عصر الحضور ، فكيف بعصر الغيبة ، فاذاً جاز لآحاد المسلمين تأمين جماعة عظيمة من المشركين ، والأصل بقاء الأموال والأزواج على ما هي عليها ، فيجوز المعاملة معهم ، ولايجوز السرقة منهم وأخذ أموالهم مع الهدنة ».

(١). في « بث » : « اُناظره » بدون الواو. وفي التهذيب : « فاُناظره ».

(٢). في التهذيب : « الأمان أدناهم ».

(٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤ ، ح ٢٣٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠١ ، ح ١٤٧٥١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٦ ، ح ١٩٩٩٧. (٤). في التهذيب : + « بن إبراهيم ».

(٥). في قرب الإسناد : « المسلمين ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٥ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ١٣٨ ، ح ٤٨٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام . الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٧ ، ح ١٩٩٩٨.

(٧). هكذا في « بث ، بس ، بف » والوافي والتهذيب وفي « ى ، بح ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « يحيى‌ بن عمران ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد ذكر البرقي في رجاله ، ص ٥٤ يحيى بن أبي عمران الهمداني في أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ومن نشأ في عصره.

وأمّا ما ورد فيرجال الطوسي ، ص ٣٦٩ ، الرقم ٥٤٨٤ من يحيى بن عمران الهمداني [ يونسي ] ، فهو معارض لما ذكره الشيخ الصدوق في طريقه إلى يحيى بن أبي عمران ، حيث قال بعد ذكر طريقه إليه : « وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن » ، ومعارض أيضاً لما ورد في كثيرٍ من أسنادبصائر الدرجات ، من رواية إبراهيم بن =

٤١٧

سُلَيْمَانَ(١) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا مِنْ رَجُلٍ آمَنَ رَجُلاً عَلى ذِمَّةٍ(٢) ثُمَّ قَتَلَهُ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْغَدْرِ(٣) ».(٤)

٨٢٤٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٥) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ(٦) :

____________________

= هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس. وقد وردت فيتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٠ ، و ٣٠٤ و ٣٢٤ ؛ وج ٢ ، ص ٧٩ رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٥٠ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٦ - ٢٧.

(١). فيالتهذيب : « أبي عبد الله بن سليمان » ، لكن لم يرد « أبي » في بعض نسخه ، وهو الصواب. وعبد الله بن سليمان هذا ، هو الصيرفيّ المذكور فيرجال النجاشي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٥٩٢.

(٢). في « ى » : « ذمّته ». وفي الوافي والفقيه وثواب الأعمال : « دمه ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٧ : « قولهعليه‌السلام : يحمل لواء الغدر ، إمّا كناية عن اشتهاره بالغدر ، أو يحمل لواء يعرف بسببه بها ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٦ ، معلّقاً عن الكليني.ثواب الأعمال ، ص ٣٠٥ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن عمران.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٩ ، ح ٤٩٤٣ ، معلّقاً عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سليمانالوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٧ ، ح ١٩٩٩٩.

(٥). فيالتهذيب : - « بن إبراهيم ».

(٦). هكذا في التهذيب وفي « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « محمّد بن الحكم ».

والظاهر أنّ محمّداً هذا ، هو محمّد بن حكيم الخثعمي الذي عدّة النجاشي في رجاله ، ص ٣٥٧ ، الرقم ٩٥٧ من رواة أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام . وروى [ محمّد ] بن أبي عمير عن محمّد بن حكيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكذا عن أبي الحسن [ موسى ]عليه‌السلام في بعض الأسناد. وأحد طريقي الشيخ الصدوق إلى محمّد بن حكيم ينتهي إلى محمّد بن أبي عمير. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٤٨ - ٣٤٩ ؛الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٨٩.

والمظنون أنّ كتابة محمّد بن حكيم بالألف واللام ، محمّد بن الحكيم في بعض النسخ - كما فيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٩٢ ، ح ٣٣٨٩ - جعل العنوان في معرض التصحيف.

وأمّا احتمال صحّة محمّد بن الحكم ، لما ورد فيالكافي ، ١٢٤١٤ من رواية ابن أبي عمير عن محمّد بن الحكم أخي هشام بن الحكم عن عمر بن يزيد ، فضعيف جدّاً ؛ لأنّ محمّد بن الحكم لم نجده إلّا في السند المنتهي إلى هذا الخبر ، ولم يرد له ذكر في كتب الرجال ، ولم يثبت روايته عن أبي عبد الله أو أبي الحسنعليهما‌السلام . والظاهر أنّه رجل غير معروف كما يرشد إلى هذا تعريفه بأخي هشام بن الحكم.

٤١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، أَوْ عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ قَوْماً حَاصَرُوا مَدِينَةً ، فَسَأَلُوهُمُ الْأَمَانَ ، فَقَالُوا : لَا ، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَالُوا : نَعَمْ ، فَنَزَلُوا إِلَيْهِمْ ، كَانُوا آمِنِينَ ».(٢)

٨٢٤٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ(٤) عليه‌السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَتَبَ كِتَاباً(٥) بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ : أَنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ(٦) غَزَتْ بِمَا(٧) يُعَقِّبُ(٨) بَعْضُهَا بَعْضاً(٩) بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّهُ(١٠) لَايَجُوزُ حَرْبٌ(١١) إِلَّا بِإِذْنِ أَهْلِهَا ،

____________________

(١). في الوسائل : - « أو عن أبي الحسنعليه‌السلام ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٨ ، ح ٢٠٠٠٠. (٣). في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : + « بن عيسى ».

(٤). في الوافي والكافي ، ح ٣٧٥٧ والتهذيب : « عليّ ».

(٥). في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : - « كتاباً ».

(٦). الغازية : تأنيث الغازي ، وهي هاهنا صفة لجماعة غازية. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٦ ( غزا ) ؛مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٨. (٧). في الوافي : - « بما ». وفي التهذيب : « معنا ».

(٨). قال ابن الأثير : « ومنه الحديث : وأنّ كلّ غازية غزت يعقّب بعضها بعضاً ، أي يكون الغزو بينهم نوباً ، فإذا خرجت طائفة ، ثمّ عادت ، لم تكلّف أن تعود ثانية حتّى تعقبها اُخرى غيرها ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٧ ( عقب).

وقال العلّامة المجلسيرحمه‌الله فيالمرآة : « لعلّ قوله : بما ، زيد من النسّاخ ، وفيالتهذيب : غزت معنا ، فقوله : يعقّب ، خبر ، وعلى ما في النسخ لعلّ قوله : بالمعروف ، بدل ، أو بيان لقوله : بما يعقّب » ، ثمّ نقل ما نقلناه عنالنهاية وقال : « ولايخفى بعده عمّا في تلك النسخ ».

(٩). في الوسائل : « بعضها »

(١٠). فيالمرآة : « قوله : فإنّه ، خبر ، أي كلّ طائفة غازية بما يعزم أن يعقّب ويتبع بعضها بعضاً فيه ، وهو المعروف ‌والقسط بين المسلمين ؛ فإنّه لا يجوز له حرب إلّا بإذن أهلها ، أي أهل الغازية ، أو فليعلم هذا الحكم ».

(١١). في « ى ، بث ، جد » والوافي والبحار والتهذيب : « لا يجاز حرمة » بدل « لا يجوز حرب ». وفي حاشية «جت » : « لا تجار حرمة ». وفي « بف » : « لا يجوز حربه ». وفي حاشية « بح » : « لا تحاز حرمة ». وفي الوسائل : « لا تجاز =

٤١٩

وَ(١) إِنَّ الْجَارَ كَالنَّفْسِ غَيْرَ مُضَارٍّ(٢) وَلَا آثِمٍ ، وَحُرْمَةَ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ وَأَبِيهِ ، لَا يُسَالِمُ(٣) مُؤْمِنٌ دُونَ مُؤْمِنٍ فِي قِتَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا عَلى عَدْلٍ وَسَوَاءٍ(٤) ».(٥)

١٠ - بَابٌ‌

٨٢٤٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى(٦) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّ لِلْحَرْبِ حُكْمَيْنِ : إِذَا كَانَتِ‌

____________________

= حرمة ». وفيالمرآة : « قوله : فإنّه لايجوز حرب ، في بعض النسخ : لاتجار حرمة ، كما في أكثر نسخالتهذيب ، أي لاينبغي أن تجار حرمة كافر إلّا بإذن أهل الغازية ، أي لايجير أحداً إلّا بمصلحة سائر الجيش. وفي بعضها : لاتحاز حزمة ، أي لاتجمع حزمة من الحطب ، مبالغة في رعاية المصلحة. ولعلّه تصحيف ، والله يعلم ».

(١). في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : - « أنّ كلّ غازية » إلى هنا.

(٢). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : غير مضارّ ، إمّا حال من المجير على صيغة الفاعل ، أي يجب أن يكون المجير غير مضارّ ولا آثم في حقّ المجار ؛ أو حال من المجار ، فيحتمل بناء المفعول أيضاً ».

(٣). في « بح ، جت » : « ولا يسالم ». وفيالنهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ ( سلم ) : « السِّلم والسَلام لغتان في الصلح ، ومنه كتابه بين قريش والأنصار : وإنّ سِلْم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن ، أي لا يصالح واحد دون أصحابه ، وإنّما يقع الصلح بينهم وبين عدوّهم باجتماع مَلَئهم على ذلك ».

(٤). في البحار : « سواء » بدون الواو.

(٥).الكافي ، كتاب العشرة ، باب حقّ الجوار ، ح ٣٧٥٧ ، إلى قوله : « كحرمة اُمّه » ؛ وكتاب المعيشة ، باب الضرار ، ح ٩٣١٦. وفيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٤٦ ، ح ٦٥٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، وتمام الرواية في الأخيرين : « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ الجار كالنفس غير مضارّ ولا آثم ».التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٨ ، ح ١٤٧٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٨ ، ح ٢٠٠٠١ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٦٧ ، ح ١٥.

(٦). الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٥ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ‌محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد.

والظاهر أنّ الصواب عطف « عبد الله بن المغيرة » على « محمّد بن يحيى » ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٥٩٩٢ فلاحظ.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765