الكافي الجزء ٩

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 765

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 765 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 195762 / تحميل: 6733
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الخجل ، على أوراق العار والفشل ، بقلم الخوف والوجل!

ولقد ألّف العلاّمة أبو العبّاس أحمد بن علي المقريزي الشافعي كتابه المشهور «النزاع والتخاصم بين بني اميّة وبني هاشم» وذكر فيه بعض أعمال بني اميّة القبيحة وجرائمهم الفظيعة ، فإنّهم لم يرحموا حيّا ولم يحترموا ميتا من شيعة آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الموالين لعليّ بن أبي طالب أمير المؤمنينعليه‌السلام وأولاده الغرّ الميامين.

وهنا اسمحوا لي أن أذكر لكم ـ كنموذج على ذلك ـ مثالين من هذا الكتاب ، حتّى تطّلعوا على الجرائم البشعة لبني اميّة ، وتعرفوا حقيقة أمرهم ، كي لا تتعجّبوا من كلامي ولا تستغربوه ، وتعرفوا أنّ ما أقوله لكم إنّما هو عن دليل وبرهان!

شهادة زيد بن عليّعليه‌السلام

قال المقريزي وغيره من المؤرخين : لمّا هلك يزيد بن عبد الملك ، تولّى الحكم أخوه هشام ، فبدأ بالجور والعدوان على أهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم ، فكتب إلى عمّاله بالتضييق عليهم وسجنهم والفتك بهم ، وأمر عامله على الكوفة يوسف بن عمر الثقفي ، أن يهدم دار الكميت شاعر أهل البيتعليهم‌السلام وأن يقطع لسانه ، لأنّه مدح آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!

وكتب إلى عامله على المدينة خالد بن عبد الملك بن الحارث : أن يحبس بني هاشم فيها ويمنعهم من السفر! فنفّذ خالد أمر هشام ، وضيّق على الهاشميّين ، وأسمع زيد بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ما يكره ، فخرج زيد إلى الشام ليشكوا خالدا إلى هشام ، فأبى هشام أن يأذن له ، فأرسل إليه زيد رسالة يطلب الإذن بها له ، فكتب هشام في أسفلها :

٦١

ارجع إلى أرضك ، فقال زيد : والله لا أرجع. وأخيرا أذن له هشام وأمر خادما أن يتبعه ويحصي ما يقول. فسمعه يقول : والله ما أحبّ الدنيا أحد إلاّ ذلّ.

وأمر هشام جلساءه أن يتضايقوا في المجلس حتّى لا يقرب منه.

فلمّا دخل زيد لم يجد موضعا يجلس فيه ، فعلم أنّ ذلك قد فعل عمدا ، واستقبله هشام بالشتم والسباب ، بدل التكريم والترحاب!

وفي المقابل لم يسكت زيد عن الجواب ، وإنّما أسمع هشاما ما لم يحبّ أن يسمع ، فلم يتحمّل هشام وأمر بطرده ، دون أن يسمع شكواه ، فأخذ الغلمان بيده ليخرجوه ، فأنشد زيد :

شرّده الخوف وأزرى به

كذاك من يكره حرّ الجلاد

قد كان في الموت له راحة

والموت حتم في رقاب العباد

فخرج من مجلس هشام وتوجّه إلى الكوفة ، فحدّث الناس بظلم الخليفة وعمّاله ، فبايعه خلق كثير فيهم الأشراف والعلماء ، لأنّهم وجدوه أهلا للقيادة ، فهو سيّد هاشمي ، وفقيه تقيّ ، وشجاع باسل.

ولمّا رأى أعوانا ، نهض ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويدفع الظلم والضيم عن نفسه وعن المؤمنين ، فدارت المعركة بينه وبين يوسف الثقفي والي الكوفة وجيشه الجرّار. ولكن أصحاب زيد تركوا زيدا وحده قبل أن يخوض الحرب ويدخل في غمراتها ، ولم يبق معه إلاّ نفر قليل!! ورغم ذلك فقد دخل زيد الحرب وجاهد بشجاعة وبسالة هاشمية وهو يرتجز :

أذلّ الحياة وعزّ الممات

وكلا أراه طعاما وبيلا

فإن كان لا بدّ من واحد

فسيري إلى الموت سيرا جميلا

٦٢

فبينما هو يجاهد في سبيل الله ويحارب الأعداء ، إذ وقع سهم في جبهته ، فلمّا انتزعوه سقط شهيدا.

وكان ذلك في اليوم الثامن من شهر صفر عام ١٢١ ه‍ ، وكان عمره الشريف اثنتين وأربعين سنة ؛ فرثاه الحسن الكناني بأبيات منها :

فلمّا تردّى بالحمائل وانتهى

يصول بأطراف القنا الذوابل

تبيّنت الأعداء أنّ سنانه

يطيل حنين الامّهات الثواكل

تبيّن فيه ميسم العزّ والتقى

وليدا يفدّى بين أيدي القوابل

فحمله ابنه يحيى بإعانة عدّة من أنصاره ، ودفنه في ساقية وردمها وأجرى عليها الماء لكي لا يعلم أحد مدفنه ولكن تسرّب الخبر إلى يوسف ابن عمر ، فأمر بنبش القبر وإخراج الجسد الطاهر ، ثمّ أمر بقطع رأسه الشريف فقطع وبعث به إلى الشام ، فلمّا وصل الرأس الشريف إلى الشام كتب هشام إلى واليه على الكوفة : أن مثّل ببدنه واصلبه في كناسة الكوفة.

ففعل والي الكوفة يوسف بن عمر ذلك ، وصلبه في ساحة من ساحات الكوفة حقدا وعدوانا ، وراح الشاعر الأموي يفتخر بهذه الجريمة البشعة ويقول في قصيدة جاء فيها :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم أر مهديّا على الجذع يصلب!

فبقي أكثر من أربع سنين مصلوبا ، حتّى هلك هشام وتولّى بعده الوليد بن يزيد ، فكتب إلى عامله بالكوفة : أحرق زيدا بخشبته وأذر رماده.

ففعل وأذرى رماده على شاطئ الفرات!(١) .

__________________

(١) وأمّا الرأس الشريف ، فقد بعثه هشام من الشام إلى المدينة ونصب عند قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكان العامل عليها : محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي.

٦٣

شهادة يحيى بن زيد

وفعلوا نفس الصنيع بولده يحيى ، فإنّه قام ضدّ ظلم بني أميّة وجورهم ، والتاريخ يذكره بالتفصيل(١) واستشهد في ميدان القتال ،

__________________

فطلب منه الناس أن ينزّل الرأس الشريف فأبى ، فضجّت المدينة بالبكاء.

وكان الوالي يجمع أنصاره ، وهم السفلة والأراذل ، ويأمرهم بسب عليّ وبنيه وشيعته ، وبقي على ذلك سبعة أيّام!!

ثم سيّر الرأس الشريف إلى مصر ، فنصب بالجامع ، فسرقه أهل مصر ودفنوه بالقرب من جامع ابن طولون.

ويعتقد بعض المحقّقين أنّ المسجد المعروف اليوم بمسجد رأس الحسين عليه‌السلام بالقاهرة ، هو مدفن رأس حفيده : «زيد بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ».

وكانت كنيته : أبو الحسين. «المترجم».

(١) خرج يحيى من الكوفة ليلا بعد استشهاد أبيه ودفنه ، وقد وكّل الحاكم حريث الكلبي بتعقّبه والقبض عليه ، ولكن لم يتمكّن منه ، فوصل يحيى إلى الريّ ومنها إلى خراسان. فنزل في «سرخس» عند يزيد بن عمرو التيمي وبقي ستّة أشهر ثم خرج الى بلخ ونزل عند حريش بن عبد الرحمن الشيباني ، وبقي عنده حتّى هلك هشام وتولّى بعده الوليد بن يزيد ، وكتب يوسف بن عمر عامل الكوفة إلى نصر بن سيّار عامل خراسان : بأنّي استخبرت أنّ يحيى بن زيد أقام في بلخ عند حريش بن عبد الرحمن الشيباني ، فابعث إليه حتّى يسلّمك يحيى ، فكتب نصر لعامل بلخ : خذ حريش ولا تطلقه حتّى يسلّمك يحيى بن زيد.

فألقى عامل بلخ القبض على حريش وطلب منه ضيفه يحيى ، فأبى حريش تسليمه ، فأمر العامل بتعذيب حريش ، فضربوه ستّمائة جلدة ، وهو يأبى تسليم يحيى.

٦٤

__________________

وكان لحريش ولد يسمّى قريشا ، لمّا رأى ما نزل بأبيه من الضرب والتعذيب ، قام مع جماعة من أصحابه يفتش عن يحيى ، فلقيه في دار مع يزيد بن عمرو وهو صاحبه من الكوفة ، فجاءوا بهما إلى عامل بلخ وسلّمهما هو إلى نصر بن سيّار فسجنهما ، وكتب إلى يوسف بن عمر بالكوفة يخبره بذلك ، وكتب يوسف بالخبر إلى الوليد ابن يزيد بالشام ، فأمره الوليد أن يطلق يحيى وصاحبه من السجن ، وكتب يوسف ابن عمر الثقفي إلى نصر يخبره برأي الخليفة.

فطلب نصر بن سيّار ، يحيى بن زيد الشهيد وحذّره من الخروج. ثمّ أعطاه عشرة آلاف درهم وبغلتين ، له ولصاحبه ، وأمرهما أن يلتحقا بالوليد بن يزيد بالشام.

ولكن يحيى توجّه مع صاحبه إلى سرخس ومنها إلى أبرشهر فطلبه عمرو بن زرارة والي أبرشهر وأعطاه ألف درهم نفقة الطريق وأخرجه إلى بيهق.

فلمّا وصل إلى بيهق التفّ حوله جماعة وعاهده سبعون رجلا على أن يقاتلوا معه من قاتل.

فاشترى يحيى لهم خيلا وسلاحا وخرج على عمرو بن زرارة ، فكتب عمرو إلى نصر يخبره بذلك ، وكتب نصر إلى عبد الله بن قيس عامل سرخس ، وإلى حسن ابن زيد عامل طوس ، يأمرهم أن يلتحقا مع جنودهما بعمرو بن زرارة عامله على أبرشهر ، ويقاتلا تحت لوائه.

فوصلا إلى أبرشهر ومعهما عشرة آلاف مقاتل. وفور وصولهم هجموا على يحيى وأصحابه. وثبت يحيى مع قلّة جنده ، ثبات الأبطال ، وأبدوا شجاعة وبسالة قلّ مثلها في التاريخ ، فنشبت حرب حامية ودارت معركة دامية حتّى قتل عمرو بن زرارة وانهزم جيشه. وتركوا غنائم كثيرة ليحيى وأصحابه ، فقويت شوكته وكثرت عدّته. وتوجّه إلى هراة ومنها إلى جوزجان في بلاد خراسان.

وامّا نصر بن سيّار فقد بعث سالم بن أحور مع ثمانية آلاف فارس شامي وغير شامي ، لقتال يحيى بن زيد.

٦٥

فقطعوا رأسه وبعثوه إلى الشام وصلبوا جسده الشريف ستّ سنين ـ وقد بكى عليه المؤالف والمخالف ـ حتّى مات الوليد ، ونهض أبو مسلم الخراساني واستولى على تلك البلاد فأمر فانزل جسد يحيى الشهيد ودفن في جرجان وقبره اليوم مزار يتوافد المؤمنون لزيارته.

بعد هذا الحديث الحزين تأثّر كلّ الحاضرين وتألّموا ، وبكى بعضهم على مصائب آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولعنوا بني أميّة الظالمين.

سرّ وصيّة الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام

إنّ فاجعة قتل زيد وابنه يحيى وصلبهما ، واحدة من آلاف

__________________

فالتقى الجيشان في قرية «أرغوى» ودارت بينهما معركة ضارية ، دامت ثلاثة ايّام بلياليها ، وقتل جمع كثير من الفريقين ، وبينما كان يحيى يخوض غمار الحرب ويجاهد الاعداء إذ جاءه سهم وقع في جبهته ، ومضى شهيدا كأبيه زيد المظلومعليه‌السلام .

فقطعوا رأسه الشريف وبعثوه إلى نصر بن سيّار عامل خراسان ، وبعث هو به إلى الوليد بن يزيد في الشام ، وكان ذلك في سنة ١٢٥ ه‍.

وصلبوا جثمانه على بوّابه جوزجان وبقي مصلوبا إلى أن قام أبو مسلم الخراساني ضدّ بني أميّة وقوّض دولتهم ، فأمر بأن ينزلوا جسد يحيى ويدفنوه.

وأمر كذلك بأن يسمّوا كلّ من يولد ذلك العام في خراسان باسم يحيى ، ويوجد هذا اليوم قبران باسمه الشريف ، تقصدهما الوفود والزائرون ، ويتوسّلون به إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم.

أحدهما في مدينة «كنبد كاووس» وهي تبعد عن جرجان ثلاثين كيلومترا.

وآخر في جوزجان في قرية تسمّى : «ميامي» وهي تبعد عن مدينة مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام قرابة مائة كيلومتر. «المترجم».

٦٦

الفجائع التي أحدثتها أيدي بني أميّة ، بعد قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

فيا ترى ما الذي كان يمنعهم ، إذا سنحت لهم الفرصة ، أن يصنعوا بجسد الإمام عليّعليه‌السلام الزكيّ الطاهر ، ما صنعوه بجسد حفيده المظلوم زيد بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ؟!

فقد جاء في كتاب منتخب التواريخ : انّ الحجّاج بن يوسف الثقفي نبش حواليّ الكوفة آلاف القبور ، يفتّش عن جثمان الإمام عليّعليه‌السلام !!

فلعلّه لهذا السبب وصّى بنيه أن يدفنوه ليلا لا نهارا ، وسرّا لا جهارا ، ويعفّوا موضع قبره ويخفوه على الناس. وكان كذلك حتى عهد هارون الرشيد.

اكتشاف قبر الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام

خرج الرشيد يوما للقنص والصيد إلى وادي النجف في ظهر الكوفة ، وكانت هناك آجام أصبحت أوكارا للحيوانات.

قال عبد الله بن حازم : فلمّا صرنا إلى ناحية الغريّ ، رأينا ظبية فأرسلنا إليها الصقور والكلاب ، فحاولتها ساعة ثمّ لجأت الظبية إلى أكمة فاستجارت بها ، وتراجعت الصقور والكلاب ، فتعجّب الرشيد من ذلك!

ثمّ إنّ الظباء هبطت من الأكمة ، فتعقّبتها الصقور والكلاب ، فرجعت الظباء إلى الأكمة ، فتراجعت عنها الصقور والكلاب ، ففعلت ذلك ثلاثا.

٦٧

فقال هارون : اركضوا إلى هذه الأنحاء والنواحي فمن لقيتموه ائتوني به ، فأتيناه بشيخ من بني أسد.

فقال له هارون : ما هذه الأكمة؟

قال الشيخ : إن جعلت لي الأمان أخبرتك!

فقال : لك عهد الله وميثاقه أن لا أهيجك ولا أؤذيك.

قال الشيخ : جئت مع أبي إلى هنا فزرنا وصلّينا فسألت أبي عن هذا المكان.

فقال : عند ما تشرّفت بزيارة هذه البقعة مع الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام قال : هذا قبر جدنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام وسيظهره الله تعالى قريبا.

فنزل هارون ودعا بماء فتوضّأ وصلّى عند الأكمة وتمرّغ عليها وجعل يبكي. وبعده أمر ببناء قبّة على القبر! ومنذ ذلك اليوم لم يزل البناء في تطوّر ، وهو اليوم صرح بديع لا يوصف.

الحافظ : أظنّ إنّ قبر مولانا عليّ بن أبي طالب ، لم يكن في النجف ، ولا في الموضع الذي ينسب إليه ، لأنّ العلماء اختلفوا فيه ، فمنهم من يقول : دفن في قصر الإمارة. ومن قائل : إنّه في جامع الكوفة. وقول : إنّه في باب كندة. وقيل : إنّه دفن في رحبة الكوفة. وهناك من يقول : حمل إلى المدينة ودفن في البقيع. وبالقرب من كابل في أفغانستان أيضا قبر ينسب إليه!

ويقال : إنّ جسد مولانا عليّ (كرّم الله وجهه) ، وضع في صندوق وحمل على بعير ساروا به نحو الحجاز ، فاعترضهم عدد من قطّاع الطريق وظنّوا أنّ فيه أموالا فسرقوه ، ولمّا فتحوا الصندوق وجدوا فيه جثمان عليّ بن أبي طالب ، فذهبوا به إلى ذلك المكان من

٦٨

أفغانستان ، فدفنوه ، والناس عموما يحترمون ذلك القبر ويزورونه!

قلت : هذا الخبر مضحك جدّا ، فربّ مشهور لا أصل له ، وهو للاسطورة أقرب.

وأمّا الاختلاف في موضع قبر الإمام عليّعليه‌السلام فقد جاء على أثر وصيّته بإخفاء قبره الشريف ، وإنّما لم أشرح لكم الموضوع بالتفصيل رعاية للوقت.

فقد روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام : إنّ أمير المؤمنين أوصى ابنه الحسن وقال له ما مضمونه : بنيّ إذا دفنتني في النجف ورجعت إلى الكوفة ، فاصنع في أربعة مواضع أربعة قبور : ١ ـ مسجد الكوفة ٢ ـ الرحبة ٣ ـ الغريّ ٤ ـ دار جعدة بن هبيرة.

وإنّ هذا الاختلاف الذي تذكره ، إنّما يكون بين علمائكم ، لأنّهم أخذوا كلام هذا وذاك ، ولم يأخذوا بكلام العترة النبوية حتّى في تعيين موضع قبر أبيهم ، سيّد العترة ، الإمام عليّعليه‌السلام !!

وأمّا إجماع علماء الشيعة فهو على أنّ قبر الإمام عليّعليه‌السلام في النجف الأشرف ، وفي الموضع المنسوب إليه ، وهم أخذوا هذا الخبر الصحيح من أهل بيته «وأهل البيت أدرى بما في البيت» ومن الواضح أنّ أولاد عليّعليه‌السلام الّذين قاموا بدفنه أعلم من غيرهم بموضع قبره ، والعادة في مثل هذه الاختلافات أن يرجعوا إلى الأبناء في تعيين قبر أبيهم. ولكن قاتل الله العناد!!

وإنّ العترة الهادية وأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، اتّفقوا وأجمعوا على أنّ قبر جدّهم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إن هو إلاّ في النجف وفي الموضع الذي اشتهر به ، وحرّضوا المسلمين ليزوروا قبر أبي الحسن عليّ بن

٦٩

أبي طالبعليه‌السلام في ذلك الموضع.

ذكر سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواصّ» ص ١٦٣(١) : إختلاف الأقوال في قبر الإمام عليّعليه‌السلام ـ إلى أن قال : ـ والسادس : إنّه على النجف في المكان المشهور الذي يزار فيه اليوم ، وهو الظاهر ، وقد استفاض ذلك.

وعلى هذا القول كثير من علمائكم ، كأمثال خطيب خوارزم في المناقب ، وخطيب بغداد في تاريخه ، ومحمد بن طلحة في «مطالب السئول» وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، والفيروزآبادي في القاموس ـ في كلمة : النجف ـ وغيرهم.

أبناء إبراهيم المجاب

صار حوارنا مصداقا للمثل : «الكلام يجر الكلام» وأعود الآن لأتحدّث عن نسبي :

توفّي السيّد إبراهيم المجاب بن السيد محمد العابد في كربلاء المقدّسة ، ودفن عند قبر جدّه سيّد الشهداء الإمام الحسينعليه‌السلام ، ومرقده اليوم مزار المؤمنين. وخلّف ثلاثة أولادا وهم : السيد أحمد ، والسيد محمود ، والسيد علي. فهاجروا الى بلاد إيران ليوجهوا الناس الى الله تعالى ويعلموهم أحكام الدين ويسلكوا بهم سبيل أهل البيت الطاهرينعليه‌السلام فأما السيد أحمد أقام في منطقة (قصر ابن هبيرة) وبقي فيها مع أولاده وخدموا الدين والمجتمع.

وأمّا السيّدان محمد وعلي ، فقد توجّها إلى كرمان.

__________________

(١) تذكرة الخواص ، الباب السابع : في وفاته ، ص ١٦٣.

٧٠

أمّا السيّد علي فسكن مدينة سيرجان وهي تبعد عن كرمان أكثر من مائة كيلومتر ، واشتغل هو وأولاده وأحفاده بتبليغ الدين وإرشاد المسلمين وأمّا السيّد محمد ـ الملقّب بالحائري ـ فقد وصل كرمان وبقي فيها ، وخلّف ثلاثة أولاد ، وهم : أبو علي الحسن ، ومحمد حسين الشيتي ، وأحمد.

أمّا محمد حسين وأحمد ، فقد رجعا إلى كربلاء وسكنا في جوار جدّهم الحسين الشهيدعليه‌السلام ، حتّى توفّيا ، وتوجد إلى يومنا هذا في العراق ، قبائل كبيرة من السادة الشرفاء ينتمون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريقهما ، مثل : آل شيته ، وآل فخّار وهم من نسل السيّد محمد الشيتي.

أمّا آل نصر الله وآل طعمه ، فهم من نسل السيّد أحمد ، وهم اليوم سدنة الروضة الحسينية المقدّسة في كربلاء.

وأمّا السيد أبو علي الحسن ، فقد هاجر مع أولاده من كرمان إلى شيراز وكان سكّانها آنذاك من العامّة ، بل كثير منهم كانوا يبغضون آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدخل المدينة مع أهله وأولاده بأزياء عربية وأقاموا بالقرب من الخندق المحيط بالبلد فأقاموا بيوتا عربية وسكنوا فيها.

واتّصلوا بالشيعة الساكنين في محلة (سردزك) وهم قليلون مستضعفون يعيشون في تقيّة. فبدأ السيّد أبو علي وأولاده بنشر تعاليم آبائهم الطيّبين وتبليغ مذهبهم الحقّ ، في خفاء وحذر.

وبعد وفاة السيّد أبي علي قام ابنه الأكبر السيّد أحمد أبو الطيّب بالتبليغ ونشر عقائد الشيعة وتعاليمهم ، واهتمّ بذلك اهتماما بالغا ، حتّى أنّ كثيرا من أهل شيراز اتّبعوه وتشيّعوا ، وأخذ عددهم يزداد يوما بعد يوم ، فلمّا رأى السيّد أبو الطيّب إقبال الناس عليه ، أعلن نسبه

٧١

ومذهبه ، فازداد إقبال الناس عليهم والتفافهم حول السادة الكرام ، فنصبوا منبر الإرشاد الإسلامي والتوجيه الديني في شيراز باسم السادة المجابية ، وهم المنسوبون إلى السيّد إبراهيم المجاب ، والسادة العابدية وهم المنسوبون إلى إخوان السيّد المجاب ، فإنّ أباهم جميعا هو السيّد محمد العابد.

فتحرّك الخطباء والمبلّغون من هؤلاء السادة وسافروا إلى انحاء ايران لينشروا عقائد العترة الهادية وتعاليمهم باسم ـ المذهب الشيعي ـ فانتشر المذهب الحقّ في أكثر البلاد الايرانية ، حتّى قامت دولة آل بويه وهم شيعة ، وجاء بعدهم غازان خان محمود ، والسلطان محمد خدابنده ، وهم من المغول ولكن تشيّعا وخدما مذهب الشيعة وأتباعه ، ثمّ قامت الدولة الصفوية وكان عصرهم أفضل العصور للشيعة في إيران ، إذ أعلنوا التشيّع هو المذهب الرسمي في إيران ، ولا يزال كذلك.

هجرتنا إلى طهران

في أواخر أيّام الملك فتح علي القاجاري ، تشرّف جدّنا السيّد حسن الواعظ الشيرازي ـ طاب ثراه ـ بزيارة مرقد الإمام الرضا عليّ بن موسىعليه‌السلام ، وعند رجوعه من خراسان وصل طهران العاصمة فاستقبله أهلها والعلماء ، وتوافدوا إلى منزله يزورونه ويرحّبون بقدومه ، وجاء وفد من قبل جلالة الملك وبلّغوه تحيّة جلالته ورغبته في أن يجعل السيّد محلّ إقامته في العاصمة ، فلبّى جدّنا دعوة الملك وأجابه بالقبول.

٧٢

وكانت المساجد آنذاك في طهران ، تختص بصلوات الجماعة وبيان المسائل الشرعية ، ولم تنعقد فيها مجالس الخطابة ـ المتداولة في زماننا ـ وكانت التكايا والحسينيات تختصّ بعرض التمثيليات عن وقائع عاشوراء الدامية وإقامة العزاء والشعائر الحسينية.

وكانت «تكية الدولة» من أهمّ التكايا والحسينيات ، فطلب جدّنا من الملك أن ينصب منبرا للخطابة والتبليغ والإرشاد ـ على النحو المتعارف في زماننا ـ في كلّ حسينية وتكية.

فأيّد الملك ذلك وبدأ بتكية الدولة ، ودعا فضيلته ليخطب ويفيد الناس فصعد جدّنا المنبر في تكية الدولة فوعظ وبلّغ وأرشد الناس إلى حقائق الدين وتعاليم المذهب ، وبعد ذلك رثى سيّد الشهداء الحسينعليه‌السلام وأبكى الحاضرين.

فاستقبل الناس طريقته بحضورهم المتكاثف ، واستمر مجلسه ليالي كثيرة في ذلك المكان ، وبعده دعي إلى تكية اخرى ، وهكذا كان جدّنا مؤسّس مجالس الوعظ والخطابة ، وأوّل من وضع منبر التوجيه الديني والإرشاد المذهبي في طهران.

ثمّ لمّا رأى جدّنا السيّد حسن الواعظ ، استقبال الناس لمجالسه وحديثه ، أرسل كتابا إلى والده السيّد إسماعيل ، أحد مجتهدي شيراز ، وطلب منه أن يبعث بعض أولاده إلى طهران ، وكان له أربعون ولدا ، فانتخب منهم :

١ ـ السيّد رضا ، وكان فقيها مجتهدا ٢ ـ السيّد جعفر ٣ ـ السيّد عباس ٤ ـ السيّد جواد ٥ ـ السيّد مهدي ٦ ـ السيّد مسلم ٧ ـ السيّد كاظم ٨ ـ السيّد فتح الله.

٧٣

وأمرهم أن يهاجروا إلى طهران ليعينوا أخاهم السيّد حسن في إدارة مجالس الوعظ والإرشاد ، ويطيعوه لأنّه كان أكبرهم وأفضلهم.

فأقام هؤلاء السادة في طهران واشتهروا فيها وفي المدن المجاورة لها ، بحسن أخلاقهم وإيمانهم وبعذوبة بيانهم وحلاوة كلامهم.

فطلب أهالي قزوين من السيد حسن أن يبعث إليهم بعض إخوته ، ليقيموا هناك ليرشدوهم ويعلموهم الدين.

فبعث إليهم السيّد مهدي والسيّد مسلم والسيّد كاظم ، فسكنوا قزوين وقاموا فيها بأمر التبليغ والتوجيه الديني ، وخلّفوا أولادا يعرفون بالسادة المجابية ، وعددهم اليوم كثير في قزوين.

وأمّا السيّد حسن مع بقيّة إخوانه فقد سكنوا طهران وعقدوا فيها مجالس كثيرة للتوجيه والإرشاد ، فخدموا الدين وأهله خدمة جليلة عن طريق المحراب والمنبر.

وبعد أن توفّي جدّنا السيّد حسن ـقدس‌سره ـ سنة ١٢٩١ ه‍ ، تعيّنت نقابة السادة المجابية والعابدية في ولده الأكبر ، السيّد قاسم ، بحر العلوم ، وهو والد والدي ، وكان عدد رجال هذا البيت الشريف يبلغ ألفا آنذاك ، وكانت مؤهّلات وشرائط الرئاسة مجتمعة في السيّد قاسم ، من الزهد والورع والعلم والحلم وحسن الخلق ، فكان يحوي العلوم العقلية والنقلية ، وعلم الأصول والفروع ، واشتهر في زمانه بالعلم وحسن التدبير والإدارة.

وتوفّي في سنة ١٣٠٨ ه‍ ونقل جثمانه إلى العراق وشيّع في مدينة كربلاء المقدّسة بكلّ عزّ واحترام ، ودفن عند مرقد جدّه الإمام الشهيد الحسين بن عليعليه‌السلام ، بجنب قبر والده السيّد حسن الواعظ ـ طاب ثراه ـ.

٧٤

وبعده انتقلت نقابة السادة العابدية والمجابية ، إلى والدي ، وهو اليوم من حماة الشيعة وأنصار الشريعة ، وحيد عصره ، وفريد دهره ، السيّد علي أكبر ، دامت بركاته.

وقد نال من الملك ناصر الدين شاه القاجاري ، لقب «أشرف الواعظين» ويبلغ عمره اليوم ثمانين سنة ، صرف جلّه في خدمة الدين وإثبات أصوله ونشر فروعه ، وقد قام بتوجيه الغافلين وإرشاد الجاهلين ، وخاصة في الآونة الأخيرة ، إذ مرّت بالأمّة عواصف إلحادية وحوادث خطيرة جاءت من قبل الأجانب المستعمرين وأعداء الإسلام والمسلمين ، فجرفت الكثير من العوامّ والجاهلين ، فنهض والدي وأمثاله من العلماء الكرام ، ووقفوا في وجوه الأعداء اللئام ، حتّى كشفوا عن الحقّ اللثام ، وشقّوا أمواج الفتن والظلام ، بنور العلم وضوء الكلام.

فدحضوا الباطل ، وأنقذوا العوامّ من الشكوك والأوهام ، فقدّر مواقف والدي وخدماته ، علماء عصره ومراجع الدين في زمانه ، أمثال :

١ ـ آية الله العظمى ، مجدّد مذهب سيّد البشر في القرن الثالث عشر ، السيّد ميرزا محمد حسن الشيرازي ـ طاب ثراه ـ.

٢ ـ آية الله العظمى ميرزا حبيب الله الرشتي.

٣ ـ الآية العظمى الشيخ زين العابدين المازندراني.

٤ ـ آية الله ميرزا حسين بن ميرزا خليل الطهراني.

٥ ـ المجتهد الأكبر آية الله السيّد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي.

٦ ـ آية الله العظمى الشيخ فتح الله ، شيخ الشريعة الأصفهاني.

٧٥

٧ ـ آية الله العظمى السيّد إسماعيل الصدر.

٨ ـ آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي ، قائد ثورة العشرين ضدّ الاحتلال البريطاني للعراق.

فهؤلاء المجتهدون الكرام والعلماء الأعلام ـ قدّس الله أسرارهم ـ كانوا يحترمون والدي كثيرا ويحبّونه ويكرمونه غاية الإكرام والاحترام.

وأمّا في هذا الزمان ، فإنّ زعيم الشيعة سيّد الفقهاء والمجتهدين ، وحيد دهره ، ونابغة عصره ، سماحة السيّد أبو الحسن الأصفهاني متّع الله المسلمين بطول بقائه ، وهو الآن في النجف الأشرف يرفع لواء الدين وراية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ويهتمّ بنشر علوم سيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلّ أقطار العالم ، وقد دخل بواسطته جماعات كثيرة من أصحاب الملل والنحل في الإسلام واعتنقوا مذهب التشيّع.

وفي إيران ، زعيمنا آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري مدّ ظله العالي ، مؤسّس الحوزة العلمية في قمّ المقدّسة ، وهو ملاذ الشيعة ، وحامي الشريعة في إيران.

وإنّ هذين العالمين الكبيرين يحترمان والدي ويكرمانه كثيرا ، ويقدّران جهوده الجبّارة في سبيل إحياء الدين وردّ شبهات المضلّين.

وإنّ سماحة الشيخ الحائري يخاطب والدي ب «سيف الإسلام» لأنّ بيانه وكلامه مفعم بالأدلّة العقلية القاطعة ، والبراهين الساطعة ، فلسانه في الدفاع عن الدين الحنيف ، والذبّ عن مذهب التشيع الشريف ، أكثر أثرا من السيف.

واليوم بنو أعمامي ورجال شجرتنا المباركة موجودون في أكثر

٧٦

مدن إيران ، وبالأخصّ في طهران ونواحيها ، وشيراز وحواليها ، وقزوين وضواحيها ، وهم يعرفون بالسادة العابدية والمجابية والشيرازية ، ولم يزالوا يخدمون الدين وأهله ، بسلوكهم النزيه ، وبالإرشاد والتوجيه.

هذا ملخّص تاريخ هذه السلالة الكريمة ، في جواب سؤالكم : لما ذا هاجرنا إلى إيران؟ وقد تبيّن لكم من خلال الجواب أنّ هدف المهاجرين الأوّلين من هذه السلالة ، زيارة الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ولمّا منعتهم السلطات ، قاموا يفضحون أعمال الحكّام والولاة ، ويعلنون جور الخلفاء الجفاة ، وينشرون الوعي بين الأمّة ، ويوجّهون الناس إلى الحقائق الدينية والأحكام الإلهية التي طالما سعى الخلفاء وأعوانهم في تغييرها. فكانوا كما قال تعالى :( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً ) (١) .

لمّا تلونا هذه الآية الكريمة ، نظر السيّد عبد الحيّ إلى ساعته فقال : لقد مضى كثير من الليل ، فلو تسمحون أن نؤجّل الكلام إلى الليلة الآتية ، فنأتيكم إن شاء الله تعالى من أوّل الليل ونواصل الحديث.

فابتسمت وأبديت موافقتي ، فانصرفوا وشيّعتهم إلى باب الدار.

__________________

(١) سورة الاحزاب ، الآية ٣٩.

٧٧
٧٨

المجلس الثاني

ليلة السبت ٢٤ / رجب / ١٢٤٥ ه

بعد ما انتهيت من صلاة العشاء ، حضر أصحاب البحث والحوار وكانوا أكثر عددا من الليلة الماضية ، فاستقبلتهم ورحّبت بهم ، وبعد أن استقرّوا في أماكنهم وشربوا الشاي ، افتتح الحافظ كلامه قائلا :

أقول حقيقة لا تملّقا : لقد استفدنا في الليلة السابقة من بيانكم الشيّق وكلامكم العذب ، وبعد ما انصرفنا من هنا كنّا نتحدّث في الطريق عن شخصيّتكم وأخلاقكم ، وعن علمكم الغزير واطّلاعكم الكثير ، وقد انجذبنا لصورتك الجميلة وسيرتك النبيلة ، وهما قلّ أن يجتمعا في شخص واحد ، فأشهد أنّك ابن رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) حقّا.

وإنّي راجعت المكتبة في هذا اليوم ، وتصفّحت بعض كتب الأنساب حول بني هاشم والسادة الشرفاء ، فوجدت كلامكم في الليلة الماضية حول نسبكم الشريف مطابقا لما في تلك الكتب ، واغتبطت بهذا النسب العالي لسماحتكم.

٧٩

ولكن استغربت وتعجّبت من شيء واحد ، وهو : أنّ شخصا شريفا صحيح النسب كجنابكم مع حسن الصورة والسيرة ، كيف تأثّرتم بالعادات الواهية والعقائد العاميّة ، وتركتم طريقة أجدادكم الكرام واتّبعتم سياسة الإيرانيّين المجوس ، وتمسّكتم بمذهبهم وتقاليدهم؟!

قلت :

أوّلا : أشكرك على أوّل كلامك حول نسبي وحسن ظنّك بي.

ولكنّك : اضطربت بعد ذلك في الكلام ، وخلطت الحلال بالحرام ، سردت جملا مبهمة ما عرفت قصدك منها والمرام ، وإنّ كلامك هذا عندي أقاويل وأوهام.

فالرجاء وضّح لي مرادك من : «العادات الواهية والعقائد العاميّة».

وما المقصود من : «طريقة أجدادي الكرام»؟!

وما هي : «سياسة الإيرانيّين التي اتّبعتها»؟!

وما المراد من : «مذهبهم وتقاليدهم التي تمسّكت بها»؟!

الحافظ : أقصد بالعادات الواهية والعقائد العاميّة : البدع المضلّة والتقاليد المخلّة ، التي أدخلها اليهود في الإسلام.

قلت : هل يمكن أن توضّح لي أكثر حتّى أعرف ما هذه البدع التي تأثّرت أنا بها؟!

الحافظ : إنّك تعلم جيّدا والتاريخ يشهد ، أنّ بعد موت كلّ نبيّ صاحب كتاب ، اجتمع أعداؤه وحرّفوا كتابه ، مثل : التوراة والإنجيل فحذفوا وزادوا ، وغيّروا وبدلوا ، حتّى سقط دينهم وكتابهم عن الاعتبار.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

فَقَالَ : « لَا أَدْعُو لَكَ ، اطْلُبْ كَمَا أَمَرَكَ(١) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».(٢)

٨٣٩٠ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ الشَّعْرَانِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَأَلَ(٤) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَقِيلَ(٥) : أَصَابَتْهُ الْحَاجَةُ ، قَالَ(٦) : « فَمَا(٧) يَصْنَعُ الْيَوْمَ؟ » قِيلَ : فِي الْبَيْتِ يَعْبُدُ رَبَّهُ ، قَالَ(٨) : « فَمِنْ(٩) أَيْنَ قُوتُهُ؟ » قِيلَ(١٠) : مِنْ عِنْدِ بَعْضِ(١١) إِخْوَانِهِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَاللهِ ، لَلَّذِي(١٢) يَقُوتُهُ أَشَدُّ عِبَادَةً مِنْهُ ».(١٣)

٨٣٩١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ مُحَمَّدِ(١٤) بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ طَلَبَ الرِّزْقَ فِي(١٥) الدُّنْيَا ، اسْتِعْفَافاً(١٦) عَنِ النَّاسِ ، وَسَعْياً(١٧) عَلى أَهْلِهِ ، وَتَعَطُّفاً عَلى جَارِهِ ، لَقِيَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ وَجْهُهُ مِثْلُ‌

____________________

(١). في « ط » : « أمر ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٣ ، ح ٨٨٨ ، معلّقاً عن الفضل بن شاذانالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ١٦٧٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٠ ، ح ٢١٨٧٤. (٣). في « ط » : - « بن خالد ».

(٤). في « بف ، جد » : « سُئل ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل . وفي المطبوع : + « له ».

(٦). في « ى ، بح ، جد ، جن » : « فقال ».

(٧). في « بح » : « ما ».

(٨). في « ط ، بخ ، بف » : « فقال ».

(٩). في « ط » والوافي : « من ».

(١٠). في « بف » والوافي : « قال ».

(١١). في « ط » : - « بعض ».

(١٢). في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جن » والوافي : « الذي ».

(١٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٤ ، ح ٨٨٩ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي طالب الشعرانيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ١٦٧٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥ ، ح ٢١٨٩٠.

(١٤). في « بح ، بس ، جد » والوسائل : - « محمّد ».

(١٥). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب والثواب : - « الرزق في ».

(١٦) في الثواب : « استغناء ».

(١٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع والوافي : « وتوسيعاً ».

٥٤١

الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ».(١)

٨٣٩٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكُوفِيِّ :

رَفَعَهُ إِلى(٢) أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْعِبَادَةُ سَبْعُونَ جُزْءاً أَفْضَلُهَا طَلَبُ الْحَلَالِ ».(٣)

٨٣٩٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ هِشَامٍ الصَّيْدَنَانِيِّ(٤) ، قَالَ :

قَالَ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا هِشَامُ(٦) ، إِنْ(٧) رَأَيْتَ الصَّفَّيْنِ قَدِ الْتَقَيَا ، فَلَا تَدَعْ طَلَبَ‌

____________________

(١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٤ ، ح ٨٩٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى. ثواب الأعمال ، ص ٢١٥ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ١٦٧٩١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢١ ، ح ٢١٨٧٦.

(٢). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد » والوسائل والتهذيب : « عن ».

(٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٤ ، ح ٨٩١ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.معاني الأخبار ، ص ٣٦٦ ، ح ١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .ثواب الأعمال ، ص ٢١٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحف العقول ، ص ٣٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢١ ، ح ١٦٧٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢١ ، ح ٢١٨٧٧.

(٤). هكذا في « ى ، بح ، بس ، جد » وحاشية « جت ، جن » والوسائل والتهذيب . وفي « ط ، جت » والمطبوع : « الصيدلاني ». وفي « بخ » : « الصيداي ». وفي « بف » والوافي : « الصيداوي ». وفي « جن » : « الصيداني ».

والمذكور فيرجال البرقي ، ص ٣٥ : هشام الصيدلاني.

ثمّ إنّ الصيدناني والصيدلاني بمعنى واحد ؛ فقد ذكر السمعاني في الأنساب ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ذيل الصيدناني : « هذه النسبة مثل الصيدلاني سواء ». وقال بعد سطور ، ذيل الصيدلاني : « هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير ».

ونقل ابن منظور فيلسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٤٦ ( صدن ) ، عن ابن خالويه أنّه قال : « الصيدن دويبّة تجمع عيداناً من النبات فشبّه به الصيدناني لجمعه العقاقير ». ونقل حكاية ابن بري أيضاً عن ابن درستويه أنّه قال : « الصيدن والصيدل حجارة الفضّة ، شبّه بها حجارة العقاقير فنسب إليها الصيدناني والصيدلاني ، وهو العطّار ».

(٥). في « ط » : + « لي ».

(٦). في « ط ، جد ، جن » : - « يا هشام ».

(٧). في « بخ ، بف » : « لو ».

٥٤٢

الرِّزْقِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ(١) ».(٢)

٨٣٩٤ / ٨. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَقْرِئُوا مَنْ لَقِيتُمْ مِنْ أَصْحَابِكُمُ السَّلَامَ ، وَقُولُوا لَهُمْ : إِنَّ(٣) ‌فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ يُقْرِئُكُمُ السَّلَامَ ، وَقُولُوا لَهُمْ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَا يُنَالُ بِهِ مَا عِنْدَ اللهِ ، إِنِّي - وَاللهِ - مَا آمُرُكُمْ(٤) إِلَّا بِمَا نَأْمُرُ(٥) بِهِ أَنْفُسَنَا(٦) ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ(٧) ، وَإِذَا صَلَّيْتُمُ الصُّبْحَ وَانْصَرَفْتُمْ(٨) ، فَبَكِّرُوا(٩) فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، وَاطْلُبُوا الْحَلَالَ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - سَيَرْزُقُكُمْ وَيُعِينُكُمْ عَلَيْهِ ».(١٠)

٨٣٩٥ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ(١١) بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَ :

قَالَ لِي(١٢) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنْ ظَنَنْتَ أَوْ بَلَغَكَ أَنَّ هذَا الْأَمْرَ(١٣) كَائِنٌ فِي غَدٍ ، فَلَا‌

____________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٢٣ : « قولهعليه‌السلام : في ذلك اليوم ، إذ يمكن أن يتيسّر التجارة في هذا الوقت أيضاً ، أو المراد الطلب بالدعاء ؛ لأنّه وقت الاستجابة. وهو بعيد ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٤ ، ح ٨٩٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٣ ، ح ١٦٧٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦ ، ح ٢١٨٩١.

(٣). في « بخ ، بف » : - « إنّ ».

(٤). في « جن » : + « به ».

(٥). في « ط » : « آمر ».

(٦). في « ط » : « نفسي ».

(٧). في « ط » : « والجهاد ».

(٨). في «ى،بح،جت ، جد ، جن » : « فانصرفتم ».

(٩). التبكير والبُكور : الخروج في البُكرَة ، أي الغُدْوَة. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧٦ ( بكر ).

(١٠).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٣ ، ح ١٦٧٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ٢١٨٧٩.

(١١). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن ». وفي «بث ، بخ ، جت» والمطبوع والوسائل : « الحسين ».

(١٢). في « ط » : - « لي ».

(١٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : أنّ هذا الأمر ، أي خروج القائمعليه‌السلام ، وحمله على الموت بعيد ».

٥٤٣

تَدَعَنَّ(١) طَلَبَ الرِّزْقِ ، وَإِنِ(٢) اسْتَطَعْتَ أَنْ لَاتَكُونَ كَلًّا(٣) ، فَافْعَلْ ».(٤)

٨٣٩٦ / ١٠. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ النَّمْلَةِ؟ فَإِنَّ النَّمْلَةَ(٥) تَجُرُّ إِلى جُحْرِهَا(٦) ».(٧)

٨٣٩٧ / ١١. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بَزِيعٍ(٩) ، عَنْ أَحْمَدَ(١٠) بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ كُلَيْبٍ الصَّيْدَاوِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : ادْعُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي(١١) فِي(١٢) الرِّزْقِ ؛ فَقَدِ‌

____________________

(١). في « ط » : « فلا تدع ».

(٢). في « ط » : « إن » بدون الواو.

(٣). الكَلُّ والكُلولُ والكَلَالةُ : العَجز ، والإعياء ، والثقل ، والتعب. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٠ ( كلل ).

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٣ ، ح ١٦٧٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦ ، ح ٢١٨٩٢.

(٥). في « ط » : - « فإنّ النملة ».

(٦). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » : « حجرها ». والجُحْرُ ، بالضمّ : كلّ شي‌ء تحتفره الهوامّ والسباع لأنفسها.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٦ ( جحر ).

(٧).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٤ ، ح ١٦٧٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ٢١٨٨٠.

(٨). الظاهر أنّ السند معلّق على سند الحديث السادس. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٩). لم نجد لمحمّد بن عمر بن بزيع ذكراً في كتب الرجال والأسناد. ويأتي في ح ٩٤٠٠ و ١٤٩٣٩ - والخبر في الموضعين واحد وهو مرتبط بالرزق - رواية سهل بن زياد عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن موسى بن عمر بن بزيع. وموسى بن عمر هو المذكور في الأسناد وكتب الرجال. فلا يبعد أن يكون الصواب في ما نحن فيه أيضاً ، هو موسى بن عمر بن بزيع. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٠٩ ، الرقم ١٠٨٩ ؛رجال البرقي ، ص ٥٧ - ٥٨ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٧٨ ، الرقم ٥٥٩٨ ؛ وص ٣٩١ ، الرقم ٥٧٦٩ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٥٦ ، الرقم ١٢٨١٠.

(١٠). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل : « محمّد ». وذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٢٩١ ، الرقم ٤٢٤٨ محمّد بن عائذ الأزدي ، لكن - مع الفحص الأكيد - لم نجد هذا العنوان في سند من الأسناد. والمذكور في أسناد عديدة هو أحمد بن عائذ. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ١٢٩ - ١٣٠ ، الرقم ٦٠٧.

(١١). في « بح ، بف » : - « لي ».

(١٢). فيالوافي : - « في ».

٥٤٤

الْتَاثَتْ(١) عَلَيَّ أُمُورِي(٢) .

فَأَجَابَنِي مُسْرِعاً : « لَا ، اخْرُجْ ، فَاطْلُبْ(٣) ».(٤)

٦ - بَابُ الْإِبْلَاءِ(٥) فِي طَلَبِ الرِّزْقِ‌

٨٣٩٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ حُسَيْنٍ(٦) الصَّحَّافِ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيُّ شَيْ‌ءٍ عَلَى الرَّجُلِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ؟

فَقَالَ(٧) : « إِذَا فَتَحْتَ بَابَكَ ، وَبَسَطْتَ بِسَاطَكَ ، فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ ».(٨)

٨٣٩٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ الطَّيَّارِ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٩) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « أَيَّ شَيْ‌ءٍ تُعَالِجُ؟ أَيَّ(١٠) شَيْ‌ءٍ تَصْنَعُ(١١) ؟ ».

____________________

(١). الالتياث : الاختلاط ، والالتفاف ، والإبطاء ، والحبس.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ( لوث ).

(٢). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : + « قال ».

(٣). في«ى»:+«الرزق».وفي حاشية«ى»:«في طلب ».

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٤ ، ح ١٦٧٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ٢١٨٧٨.

(٥). فيالمرآة : « الإبلاء : الامتحان ، أو إتمام الحجّة والإعذار ، والعمل الذي يختبر به ، قال فيالنهاية ما حاصله : الإبلاء : الاختبار والإنعام والإحسان. وفي حديث برّ الوالدين : أَبْلِ الله تعالى عذراً في برّها ، أي أعطه وأبلغ العذر فيها إليه. وفي حديث بدر : عسى أن يُعطى هذا من لايُبْلى بلائي ، أي لايعمل مثل عملي في الحرب ، كأنّه يريد أَفْعَلَ فعلاً اخْتَبَرُ فيه ، ويظهر به خيري وشريّ. انتهى ». أقول : الظاهر أنّ الإبلاء هنا بمعنى الاجتهاد ، من قولهم : أبلى فلان ، إذا اجتهد في صفة حرب أو كرم. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٥ ؛لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٨٥ ( بلا ).

(٦). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل . وفي « بخ ، بف » والمطبوع : « الحسين ».

(٧). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » : « قال ».

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٣ ، ح ٨٨٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن خالد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٥ ، ح ٣٦٠٧ ، معلّقاً عن سدير الصيرفيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٩٩ ، ح ١٦٩٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٤ ، ح ٢١٩٦٣.

(٩). في « ط ، جد » : - « لي ».

(١٠). في « ى » : « وأيّ ».

(١١). في « ط » : + « قال ».

٥٤٥

فَقُلْتُ(١) : مَا أَنَا فِي شَيْ‌ءٍ(٢)

قَالَ(٣) : « فَخُذْ(٤) بَيْتاً ، وَاكْنُسْ فِنَاهُ(٥) ، وَرُشَّهُ(٦) ، وَابْسُطْ فِيهِ(٧) بِسَاطاً ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ ، فَقَدْ قَضَيْتَ مَا وَجَبَ(٨) عَلَيْكَ ».

قَالَ : فَقَدِمْتُ(٩) ، فَفَعَلْتُ ، فَرُزِقْتُ(١٠) .(١١)

٧ - بَابُ الْإِجْمَالِ فِي الطَّلَبِ‌

٨٤٠٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَ(١٢) عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَلَا إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي(١٣) أَنَّهُ لَاتَمُوتُ(١٤) نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ،

____________________

(١). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » وحاشية « جت » : « قلت ».

(٢). في « بف » والوافي : + « قال ».

(٣). في « جن » : « فقال ».

(٤). في الوافي : « خذ ».

(٥). فِناء البيت : ما امتدّ من جوانبه ، أو هو المتّسع أمامه. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٦٥ ( فني ).

(٦). رَشَّ البيت أو الأرض بالماء رَشّاً ، فهو مَرْشْوشٌ ، أي نَفَضَه ، أى صبّه قليلاً قليلاً عليها. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨١٠ ؛مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ١٣٨ ( رشش ).

(٧). فيالوافي : - « فيه ».

(٨). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل : - « وجب ». وفي « بف ، جت » والوافي : « يجب ».

(٩). في « جت » والوافي : « فتقدّمت ».

(١٠). في « ى » : - « فرزقت ».

(١١).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٩٩ ، ح ١٦٩٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٥ ، ح ٢١٩٦٤.

(١٢). في السند تحويل بعطف « عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد » على « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ».

(١٣). النَّفْثُ : شبيه بالنفخ. والروع - بالضمّ - : القلب ، والعقل ، والخَلَد ، والبال. والمراد أنّه ألقى في قلبي وأوقع في‌بالي. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٩٥ ( نفث ) ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ( روع ).

(١٤). في « بخ » : « لا يموت ».

٥٤٦

وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ(١) ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ(٢) اسْتِبْطَاءُ شَيْ‌ءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِشَيْ‌ءٍ مِنْ مَعْصِيَةِ(٣) اللهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - قَسَمَ الْأَرْزَاقَ بَيْنَ خَلْقِهِ حَلَالاً(٤) ، وَلَمْ يَقْسِمْهَا حَرَاماً ، فَمَنِ اتَّقَى اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ(٥) - وَصَبَرَ ، أَتَاهُ اللهُ بِرِزْقِهِ(٦) مِنْ حِلِّهِ ، وَمَنْ هَتَكَ(٧) حِجَابَ السِّتْرِ(٨) وَعَجَّلَ ، فَأَخَذَهُ(٩) مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ، قُصَّ بِهِ(١٠) مِنْ رِزْقِهِ الْحَلَالِ ، وَحُوسِبَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(١١) ».(١٢)

____________________

(١). فيالوافي : « وأجملوا في الطلب ، أي لا يكن كدّكم فيه فاحشاً ، وعطفه على اتّقوا الله ، يحتمل المعنيين : أحدهما أن يكون المراد : اتّقوا الله في هذا الكدّ الفاحش ، أي لا تفعلوه. والثاني : أنّكم إذا اتّقيتم الله لا تحتاجون إلى هذا الكدّ والتعب ، ويكون إشارة إلى قوله تعالى :( وَ مَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) [ الطلاق (٦٥) : ٢ - ٣ ] ».

(٢). فيالمرآة : « ولايحملنّكم ، أي لا يبعثكم ويحدوكم ، والمصدر المسبوك من « أن » المصدريّة ومعمولها منصوب بنزع الخافض ، أي لا يبعثكم استبطاء الرزق على طلبه بالمعصية ».

(٣). في الوسائل : « بمعصية » بدل « بشي‌ء من معصية ».

(٤). فيالمرآة : « قوله : حلالاً ، منصوب على الحاليّة أو المفعوليّة بتضمين « قسم » معنى جعل ».

(٥). في « بح » : - « الله عزّ وجلّ ».

(٦). في « ى » : « برزق ». وفي البحار : « رزقه » بدل « الله برزقه ».

(٧). الهَتْك : خَرقُ الستر عمّا وراءه.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦١٦ ( هتك ).

(٨). فيالوافي : « إضافة الحجاب إلى الستر بيانيّة إن كسرت السين ، ولاميّة إن فتحتها ، وفي الكلام استعارة ».

(٩). في البحار : « ستر الله عزّ وجلّ وأخذه » بدل « الستر وعجّل فأخذه ».

(١٠). في « ى » وحاشية « بس » : « الله عزّوجّل » بدل « به ». و « قُصَّ به » من القَصّ ، وهو في الأصل : القَطع. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٧٦ ( قصص ). وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : قصّ به ، على بناء المجهول ، من التقاصّ ».

(١١). فيالبحار : - « يوم القيامة ».

(١٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢١ ، ح ٨٨٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الطاعة والتقوى ، ذيل ح ١٦٢١ ، بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، إلى قوله : « بشي‌ء من معصية الله » مع اختلاف يسير.الأمالي للصدوق ، ص ٢٩٣ ، المجلس ٤٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره.المقنعة ، ص ٥٨٦ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الأخيرين إلى قوله : « وأجملوا في الطلب » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥١ ، ح ١٦٨٤١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤ ، ح ٢١٩٣٨ ؛البحار ، ج ٥ ، ص ١٤٨ ، ح ١٣.

٥٤٧

٨٤٠١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلَّا وَقَدْ فَرَضَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهَا رِزْقَهَا(٢) حَلَالاً يَأْتِيهَا فِي عَافِيَةٍ ، وَعَرَضَ(٣) لَهَا بِالْحَرَامِ(٤) مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، فَإِنْ هِيَ تَنَاوَلَتْ شَيْئاً مِنَ الْحَرَامِ ، قَاصَّهَا بِهِ مِنَ الْحَلَالِ الَّذِي فَرَضَ لَهَا ، وَعِنْدَ اللهِ سِوَاهُمَا فَضْلٌ كَثِيرٌ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ ) (٥) ».(٦)

٨٤٠٢ / ٣. إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْبِلَادِ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ(٨) نَفَثَ فِي رُوعِي‌ رُوحُ الْقُدُسِ أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَوْفِيَ(٩) رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَلَيْهَا ، فَاتَّقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ شَيْ‌ءٍ مِمَّا عِنْدَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ تُصِيبُوهُ(١٠) بِمَعْصِيَةِ اللهِ ، فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَايُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِالطَّاعَةِ ».(١١)

٨٤٠٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ،

____________________

(١). في « ط ، بخ ، بس ، بف » والوافي : + « أنّه ».

(٢). في « ط » : « رزقاً ».

(٣). قرأه العلّامة المجلسي بتضعيف الراء ، حيث قال فيالمرآة : « لعلّ ذكر التعريض الذي هو مقابل التصريح‌مضمَّناً معنى الإشعار لبيان أنّ في تحصيلها مشقّة أو خفاء ، ومكاسب الحلال أيسر وأظهر ».

(٤). في « ى » : « من حرام ».

(٥). النساء (٤) : ٣٢.

(٦).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ، ح ١١٨ ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، إلى قوله : « سواهما فضل كثير ». وفيه ، ح ١١٦ ، عن إسماعيل بن كثير رفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ، ح ١٦٨٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥ ، ح ٢١٩٤٠.

(٧). السند معلّق على سابقه. ويروي عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد. (٨). في « ط » : - « قد ».

(٩). في « ط » والوافي : + « أقصى ».

(١٠). في « بح » : « أن تصيبوا ».

(١١).بصائر الدرجات ، ص ٤٥٣ ، ح ١١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلادالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٣ ، ح ١٦٨٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥ ، ح ٢١٩٤١.

٥٤٨

عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَوْ كَانَ الْعَبْدُ فِي حَجَرٍ(١) لَأَتَاهُ اللهُ بِرِزْقِهِ(٢) ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ».(٣)

٨٤٠٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ الْخَلْقَ ، وَخَلَقَ مَعَهُمْ أَرْزَاقَهُمْ حَلَالاً طَيِّباً(٤) ، فَمَنْ تَنَاوَلَ شَيْئاً مِنْهَا حَرَاماً ، قُصَّ بِهِ مِنْ ذلِكَ الْحَلَالِ ».(٥)

٨٤٠٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « كَمْ مِنْ مُتْعِبٍ نَفْسَهُ مُقْتَرٍ(٦) عَلَيْهِ ، وَمُقْتَصِدٍ فِي الطَّلَبِ قَدْ(٧) سَاعَدَتْهُ الْمَقَادِيرُ ».(٨)

٨٤٠٦ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْقَصِيرِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :

ذُكِرَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام غَلَاءُ السِّعْرِ ، فَقَالَ(٩) : « وَمَا عَلَيَّ مِنْ غَلَائِهِ(١٠) ، إِنْ‌

____________________

(١). في الوسائل : « جحر ».

(٢). في « ط ، بس ، جد ، جن » وحاشية « جت » والوسائل : « لأتاه رزقه ». وفي « ى » : « لأتاه الله رزقه ».

(٣).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٣ ، ح ١٦٨٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦ ، ح ٢١٩٤٢.

(٤). في « ط ، ى ، بس ، جد ، جن » والوسائل : - « طيّباً ».

(٥).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٣ ، ح ١٦٨٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٦ ، ح ٢١٩٤٣.

(٦). الإقتار : التقليل والتضييق على الإنسان في الرزق.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢ ( قتر ).

(٧). في « جت » : « وقد ».

(٨).الفقيه ،ج ٤،ص ٣٨٦،مرسلاً في ضمن وصيّة أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمّد بن الحنفيّة،مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٣ ، ح ١٦٨٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٨ ، ح ٢١٩٤٩.

(٩). في « ط » : « قال ».

(١٠). في « ط » : « غلاء السعر ».

٥٤٩

غَلَا فَهُوَ عَلَيْهِ(١) ، وَإِنْ رَخُصَ فَهُوَ عَلَيْهِ ».(٢)

٨٤٠٧ / ٨. عَنْهُ(٣) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لِيَكُنْ(٤) طَلَبُكَ لِلْمَعِيشَةِ(٥) فَوْقَ كَسْبِ الْمُضَيِّعِ ، وَدُونَ طَلَبِ الْحَرِيصِ الرَّاضِي بِدُنْيَاهُ ، الْمُطْمَئِنِّ إِلَيْهَا ، وَلكِنْ أَنْزِلْ نَفْسَكَ مِنْ ذلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْمُنْصِفِ(٦) الْمُتَعَفِّفِ ، تَرْفَعُ(٧) نَفْسَكَ عَنْ مَنْزِلَةِ الْوَاهِنِ الضَّعِيفِ ، وَتَكْتَسِبُ(٨) مَا لَابُدَّ لِلْمُؤْمِنِ(٩) مِنْهُ ، إِنَّ الَّذِينَ أُعْطُوا الْمَالَ ، ثُمَّ لَمْ يَشْكُرُوا ، لَامَالَ(١٠)

____________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : فهو عليه ، الضمير فيه وفي نظيره راجع إليه تعالى ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢١ ، ح ٨٨١ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٦٧ ، ح ٣٩٦٦ ، معلّقاً عن أبي حمزة الثمالي.التوحيد ، ص ٣٨٨ ، ح ٣٤ ، بسنده عن أبي حمزة الثمالي،مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٧٥١٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨ ، ذيل ح ٢١٨٧١ ؛ وص ٥٧ ، ح ٢١٩٦٨ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٥٥ ، ح ٣.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد روى أحمد بن أبي عبد الله بعناوينه المختلفة عن ابن فضّال هذا - والمراد به هو الحسن بن عليّ بن فضّال - في كثيرٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٥ ، ص ٤١٣ - ٤١٤ ، ص ٦٣١ - ٦٣٢ ، وص ٦٣٥.

ثمّ إنّه ذكر الشيخ الحرّ الأحاديث السادس والثامن والتاسع ، فيالوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٨ - ٤٩ ، من دون فصل بينها ، هكذا :

وعن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد.

وعنه عن ابن فضّال عمّن ذكره.

وعنه عن ابن جمهور عن أبيه.

والظاهر من وحدة السياق وعدم تقدّم الحديث السابع فيالوسائل ، رجوع الضمير في السندين إلى عليّ بن محمّد ، وهو سهو كما ظهر ممّا تقدّم آنفاً.

(٤). في « ط » وحاشية « بح » : « لا يكن ». وفي « بخ ، بف » : « لا يكون ».

(٥). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « المعيشة ».

(٦). في التهذيب : « النصف ».

(٧). في « بف » : « تدفع ». وفي هامش المطبوع - عن بعض النسخ - والوافي : « تدلع » ، أي تخرج.

(٨). في الوسائل والتهذيب : « وتكسب ».

(٩). هكذا في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والتهذيب . وفي سائر النسخ والمطبوع : - « للمؤمن».

(١٠). في « بخ ، بف ، جت ، جن » : « فلا مال ».

٥٥٠

لَهُمْ(١) ».(٢)

٨٤٠٨ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ : اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ - وَإِنِ اشْتَدَّ جَهْدُهُ ، وَعَظُمَتْ حِيلَتُهُ ، وَكَثُرَتْ(٣) مُكَابَدَتُهُ(٤) - أَنْ يَسْبِقَ(٥) مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ(٦) ، وَلَمْ يَحُلْ(٧) مِنَ الْعَبْدِ(٨) فِي ضَعْفِهِ(٩) ، وَقِلَّةِ حِيلَتِهِ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ.

أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَنْ يَزْدَادَ امْرُؤٌ نَقِيراً(١٠) بِحِذْقِهِ(١١) ، وَلَمْ يَنْتَقِصِ(١٢) امْرُؤٌ نَقِيراً‌

____________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : لامال لهم ، أي يسلبون المال ، ولاينفعهم المال. ولعلّ الغرض الحثّ على ترك الحرص في جميع المال ؛ فإنّ المال الكثير يلزمه غالباً ترك الشكر ، ومع تركه لايبقى إلّا المداقّة ، فالمال القليل مع توفيق الشكر أحسن ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٢ ، ح ٨٨٢ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضّالالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٣ ، ح ١٦٨٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٨ ، ح ٢١٩٥٠.

(٣). في « بف » : « وكبرت ». وفي نهج البلاغة : « وقويت ».

(٤). في « بح ، بخ ، جت ، جد » والوسائل : « مكائده ». وفي « بف » : « مكايدته ». والمكابدة للشي‌ء : تحمّل المشاقّ في‌فعله.المصباح المنير ، ص ٥٢٣ ( كبد ).

(٥). في « جن » : « سبق ».

(٦). فيالوافي : « الذكر الحكيم ، هو اللوح المحفوظ ».

(٧). في « ى ، بخ ، بس ، جد » : « ولم يخلّ ». وفي « جت » والوسائل : « ولم يُخِل ».

(٨). في « ط » والوافي ونهج البلاغة ، ص ٥٢٣ : « بين العبد ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « العبد » بدل « من العبد ». وقال فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : ولم يحل ، أي لم يتغيّر من العبد بسبب ضعفه وقلّة حيلته البلوغ إلى ما سمّي له ». ثمّ قال : « وفيالتهذيب وبعض نسخ الكتاب : بين العبد ، فالمهملة أظهر بتقدير « بين » قبل « أن يبلغ » ، ولعلّه أظهر ». (٩). في « ط » : « وضعفه » بدل « في ضعفه ».

(١٠). النَّقير : النُّكْتَةُ التي في ظهر النَّواة.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٧٤ ( نقر ).

(١١). في « ط » : « لحذقه ». والحِذْق والحَذاقَةُ : الـمَهارة في كلّ عمل ، ومعرفة غوامضها ودقائقها.المصباح المنير ، ص ١٢٦ ( حذق ).

(١٢). في « بح ، بس » : « ولن ينقص ». وفي « جد » وحاشية « جت » والتحف : « ولن ينتقص ». وفي « ى ، بف » والوسائل والتهذيب : « ولم ينقص ».

٥٥١

لِحُمْقِهِ(١) ، فَالْعَالِمُ لِهذَا(٢) ، الْعَامِلُ بِهِ ، أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَتِهِ(٣) ، وَالْعَالِمُ لِهذَا(٤) ، التَّارِكُ لَهُ(٥) ، أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فِي مَضَرَّتِهِ(٦) ، وَرُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٍ(٧) بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ ، وَرُبَّ مَغْرُورٍ(٨) فِي النَّاسِ مَصْنُوعٍ لَهُ ؛ فَأَبِقْ(٩) أَيُّهَا السَّاعِي مِنْ سَعْيِكَ(١٠) ، وَقَصِّرْ(١١) مِنْ عَجَلَتِكَ(١٢) ، وَانْتَبِهْ مِنْ سِنَةِ غَفْلَتِكَ ، وَتَفَكَّرْ فِيمَا جَاءَ عَنِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلى لِسَانِ نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١٣) ، وَاحْتَفِظُوا(١٤) بِهذِهِ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ ؛ فَإِنَّهَا(١٥) مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجى(١٦) ،

____________________

(١). في الوافي والتهذيب والتحف : « بحمقه ».

(٢). في « ط » والوافي والوسائل والتهذيب والتحف : « بهذا ».

(٣). في « ط » والوافي والتهذيب ونهج البلاغة ، ص ٥٢٣ والتحف : « منفعة ».

(٤). في « ط ، ى ، بس ، جد » والوافي والتهذيب : « بهذا ».

(٥). في نهج البلاغة ، ص ٥٢٣ : + « الشاكّ فيه ».

(٦). فيالوافي : « مضرّة ».

(٧). فيالوافي : « الاستدراج : استفعال من الدرجة ، بمعنى الاستصعاد أو الاستنزال. واستدراج الله العبد : استدناؤه قليلاً قليلاً إلى ما يهلكه ويضاعف عقابه من حيث لا يعلم ، وذلك بأن يواتر نعمه عليه مع انهماكه في الغيّ ، فكلّما جدّد عليه نعمه ازداد بطراً وجدّد معصية ، فيتدرّج في المعاصي بسبب تواتر النعم ظنّاً منه أنّ متواترة النعم إثرة من الله وتقريب ، وإنّما هو خذلان منه وتبعيد ».

(٨). في التهذيب : « معذور ». وفيالوافي : « المغرور : المجذوع ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : وربّ مغرور ، أي غافل‌يعدّه الناس غافلاً عمّا يصلحه ويصنع الله له ، وربّما يقرأ بالعين المهملة ، أي المبتلى ».

(٩). هكذا في « ى ، بح ، بس ، جت ، جن » والوسائل . وفي « ط ، بخ ، بف ، جد » : « فاتّق ». وفي سائر النسخ والمطبوع والوافي : « فأفق ». وفي « بف » : + « الله ». وقال في روضة المتّقين ، ج ٧ ، ص ٣٣ : « فأبق ، من الإبقاء ، من سعيك للدنيا شيئاً للآخرة والسعي فيها ، وما فيالتهذيب - أي فأفق - من النسّاخ ، وفي بعضها كما فيالكافي - أي فأبق - وفي بعضها : فأقف ، وهو أيضاً سهو وتصحيف ».

(١٠). في نهج البلاغة ، ص ٥٢٣ : « وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ، فزد أيّها المستنفع في شكرك » بدل « وربّ مغرور في الناس - إلى - سعيك ».

(١١). في الوافي والتهذيب : « وأقصر ».

(١٢). في نهج البلاغة ، ص ٥٢٣ : + « وقف عند منتهى رزقك ».

(١٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : على لسان نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أي في ذمّ الدنيا والزهد فيها ».

(١٤). في « ط » : « فاحتفظوا ».

(١٥). في « ى ، جد » والوافي : « فإنّه ».

(١٦) الحِجى والحِجا : العقل أو الفطنة. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٣٩ ( حجو ).

٥٥٢

وَمِنْ عَزَائِمِ اللهِ(١) فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَلْقَى اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِخَلَّةٍ(٢) مِنْ هذِهِ الْخِلَالِ : الشِّرْكِ بِاللهِ فِيمَا افْتَرَضَ(٣) عَلَيْهِ ، أَوْ إِشْفَاءِ(٤) غَيْظٍ(٥) بِهَلَاكِ نَفْسِهِ(٦) ، أَوْ إِقْرَارٍ(٧) بِأَمْرٍ يَفْعَلُ(٨) غَيْرُهُ(٩) ، أَوْ يَسْتَنْجِحَ(١٠) إِلى مَخْلُوقٍ بِإِظْهَارِ بِدْعَةٍ فِي دِينِهِ ، أَوْ يَسُرَّهُ(١١) أَنْ يَحْمَدَهُ(١٢) النَّاسُ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ ، وَالْمُتَجَبِّرِ(١٣) الْمُخْتَالِ(١٤) ، وَصَاحِبِ(١٥) الْأُبَّهَةِ(١٦) وَالزَّهْوِ(١٧)

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ السِّبَاعَ هِمَّتُهَا التَّعَدِّي ، وَإِنَّ الْبَهَائِمَ هِمَّتُهَا بُطُونُهَا ، وَإِنَّ النِّسَاءَ هِمَّتُهُنَّ الرِّجَالُ(١٨) ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُشْفِقُونَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ(١٩) ؛ جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ‌

____________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : من عزائم الله ، أي الاُمور الواجبة اللازمة التي أوجبها في القرآن أو في اللوح ».

(٢). الخَلَّةُ : الخَصْلَةُ. وجمعها : خِلال. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٧ ( خلل ).

(٣). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب وفي « بخ ، بف » والوافي : « افترضه ». وفي‌المطبوع : + « الله ».

(٤). في « ى » : « وإشفاء ». وفي الوافي : « أو شفاء ». وفي التهذيب : « أو أشفى ».

(٥). في الوسائل : « غيظه ». وفي التهذيب : « غيظاً ».

(٦). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : أو إشفاء غيظه ، أي يتدارك غيظه من الناس بأن يقتل نفسه ، أو ينتقم من الناس بما يصير سبباً لقتله أيضاً ، كأن يقتل أحداً فيقتل قصاصاً. والأظهر أنّ المراد بالهلاك الهلاك المعنويّ ، أي ينتقم من الناس بما يكون سبب هلاكه في الآخرة ». (٧). في التهذيب : « أو أمَرَ ».

(٨). في « ط ، بخ » وحاشية « جت » والوافي والتهذيب : « يعمل ». وفي « بف » : « تعمل ».

(٩). في « ط ، بخ ، بف » وحاشية « جت » والوافي والتهذيب : « بغيره ». وفيالمرآة : « أي يعامل الناس معاملة لا يعمل بمقتضاها ، أو يعدّهم عدّة لا يفي بها ، أو يقرّ بدين ولا يعمل لشرائعه ».

(١٠). فيالتهذيب : « أو استنجح ». وفيالوافي : « الاستنجاح : تنجّز الحاجة والظفر بها ». وفيالمرآة : « أي يطلب نجح حاجته إلى مخلوق بسبب إظهار بدعة في دينه ». وراجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦١٢ ( نجح ).

(١١). في « ط ، بف »والتهذيب : « سرّه ».

(١٢). في « جن » : « أن تحمده ».

(١٣). في « جت » : « وتجبّر ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : والمتجبّر ، أي فعله ، وكذا ما بعده ».

(١٤). « الـمُختال » : المتكبّر.لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٢٨ ( خيل ).

(١٥). في « جن » : « أو صاحب ».

(١٦) الاُبَّهَةُ والاُبُهَّةُ : العظمة ، والكبر ، والبهاء. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٦٦ ( أبه ).

(١٧) « الزَّهوُ » : العظمة ، والكبر ، والباطل ، والكذب ، والظلم ، والاستخفاف. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٦٠ ( زهو ). (١٨) في « جت » : « للرجال ».

(١٩) في « بخ ، بف » والوافي : « وجلون خائفون ». والوَجِل - بكسر الجيم - : الخائف. راجع:لسان العرب ،=

٥٥٣

مِنْهُمْ ».(١)

٨٤٠٩ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى وَسَّعَ فِي أَرْزَاقِ الْحَمْقى(٢) لِيَعْتَبِرَ الْعُقَلَاءُ ، وَيَعْلَمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَ يُنَالُ مَا فِيهَا بِعَمَلٍ وَلَا حِيلَةٍ(٣) ».(٤)

٨٤١٠ / ١١. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَيُّهَا النَّاسُ(٦) ، إِنِّي لَمْ أَدَعْ شَيْئاً يُقَرِّبُكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَقَدْ(٧) نَبَّأْتُكُمْ(٨) بِهِ ، أَلَا وَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ(٩) نَفَثَ‌

____________________

= ج ١١ ، ص ٧٢٢ ( وجل ).

(١).الكافي ، كتاب النكاح ، باب ما يستحبّ من تزويج النساء عند بلوغهنّ ، ح ٩٤٩٨ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ السباع همّها بطونها وإنّ النساء همّهنّ الرجال ».التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٢ ، ح ٨٨٣ ، معلّقاً عن الكليني ، إلى قوله : « والمتجبّر المختال وصاحب الاُبّهة ».الأمالي للطوسي ، ص ١٦٣ ، المجلس ٦ ، ح ٢٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.نهج البلاغة ، ص ٥٢٣ ، الحكمة ٢٧٣ ، مع اختلاف يسير وفي الأخيرين إلى قوله : « وقصّر من عجلتك ».نهج البلاغة ، ص ٢١٤ ، ذيل الخطبة ١٥٣ ، من قوله : « ومن عزائم الله في الذكر الحكيم » مع اختلاف.تحف العقول ، ص ١٥٤ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادةالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٤ ، ح ١٦٨٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٩ ، ح ٢١٩٥١.

(٢). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بف ، جد ». وفي المطبوع : « الحمقاء ».

(٣). في العلل : « لا تنال بالعقل ولا بالحيلة » بدل « ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة ».

(٤).علل الشرائع ، ص ٩٢ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٢ ، ح ٨٨٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٥ ، ح ١٦٨٥١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٨ ، ح ٢١٩٤٨.

(٥). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٦). في « بح » : - « أيّها الناس ».

(٧). في « ط ، بح ، جن » : « قد » بدون الواو.

(٨). في « بخ ، جت » : « أنبأتكم ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والكافي ، ح ٨٣٧٢. وفي المطبوع : + « [ قد ] ».

٥٥٤

فِي رُوعِي ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ(١) لَاتَمُوتُ(٢) نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا ؛ فَاتَّقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ شَيْ‌ءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٣) ؛ فَإِنَّهُ لَايُنَالُ مَا عِنْدَ اللهِ جَلَّ اسْمُهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ(٤) ».(٥)

٨ - بَابُ الرِّزْقِ مِنْ حَيْثُ لَايُحْتَسَبُ‌

٨٤١١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَبَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ أَرْزَاقَ الْمُؤْمِنِينَ(٧) مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُونَ(٨) ».(٩)

٨٤١٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ‌

____________________

(١). هكذا في « ى ، بخ ، بف » والوافي والكافي ، ح ٨٣٧٢. وفي بعض النسخ والمطبوع : « أن ».

(٢). في « بخ » : « لا يموت ». وفيالكافي ، ح ٨٣٧٢ : « لن تموت ».

(٣). في الكافي ، ح ٨٣٧٢ : « يطلبه بغير حلّه » بدل « تطلبوه بمعصية الله عزّ وجلّ ».

(٤). تقدّم بيان مفرداته في الحديث الأوّل من نفس الباب.

(٥).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب الطاعة والتقوى ، ح ٨٣٧٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛المحاسن ، ص ٢٧٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٩٩ ، بسند آخر ، إلى قوله : « إلّا وقد نبّأتكم به » ؛تحف العقول ، ص ٤٠ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٥ ، ح ١٦٨٥١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥ ، ح ٢١٩٣٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٦ ، ح ٣.

(٦). هكذا في « ط ، بح ، بخ ، جد » والوسائل . وفي « ى ، بس ، بف ، جت ، جن » والمطبوع : « الخزّاز ». وما أثبتناه هوالصواب ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٧٥.

(٧). في « بخ ، بف » والوافي والتحف : « أبى الله عزّوجلّ أن يجعل أرزاق المؤمنين إلّا ». وفيالأمالي للطوسي : « المتّقين » بدل « المؤمنين ».

(٨). في « بخ » : « لا يحتسب ». وفيالوافي : « وذلك لأنّ الإيمان الكامل يقتضي عدم الوثوق بالأسباب ».

(٩).الأمالي للطوسي ، ص ٣٠٠ ، المجلس ١١ ، ضمن ح ٤٠ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٦٠الوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٨٧١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٣ ، ح ٢١٩٥٨.

٥٥٥

أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « كُنْ لِمَا لَاتَرْجُو أَرْجى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو ؛ فَإِنَّ مُوسى(١) عليه‌السلام ذَهَبَ لِيَقْتَبِسَ(٢) لِأَهْلِهِ(٣) نَاراً ، فَانْصَرَفَ إِلَيْهِمْ وَهُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ».(٤)

٨٤١٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : كُنْ لِمَا(٥) لَا تَرْجُو أَرْجى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو ؛ فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ(٦) عليه‌السلام خَرَجَ يَقْتَبِسُ نَاراً لِأَهْلِهِ(٧) ، فَكَلَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجَعَ نَبِيّاً(٨) ؛ وَخَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَإٍ ، فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَيْمَانَعليه‌السلام ؛ وَخَرَجَتْ(٩) سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ يَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ ، فَرَجَعُوا مُؤْمِنِينَ ».(١٠)

٨٤١٤ / ٤. عَنْهُ(١١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي(١٢) الْهَزْهَازِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ السَّرِيِّ ، قَالَ :

____________________

(١). في « ط » : + « بن عمران ».

(٢). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والبحار : « يقتبس ».

(٣). في البحار : - « لأهله ».

(٤).كمال الدين ، ص ١٥١ ، ذيل ح ١٣ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٨٧١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٣ ، ح ٢١٩٥٧ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣١ ، ح ٣. (٥). في فقه الرضا : « لمن ».

(٦). في « بخ ، بف » : - « بن عمران ».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وفقه الرضا . وفي المطبوع : « لأهله ناراً ».

(٨). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل والفقيه ، ج ٣ و ٤ والأمالي للصدوق وفقه‌الرضا والتحف. وفي المطبوع : + « مرسلاً ». (٩). في«ط،ى،بخ،بس،بف،جد» والوافي :«وخرج».

(١٠).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٥٨٥٤ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ١٧٨ ، المجلس ٣٣ ، ح ٧ ، بسندهما عن عبد الله بن القاسم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٥ ، ح ٣٦٠٩ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام ؛تحف العقول ، ص ٢٠٨ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٩الوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٨٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ، ح ٢١٩٥٦.

(١١). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.

(١٢). في الوسائل : - « أبي ».

٥٥٦

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - جَعَلَ أَرْزَاقَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ(١) ، وَذلِكَ أَنَّ(٢) الْعَبْدَ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ وَجْهَ رِزْقِهِ ، كَثُرَ دُعَاؤُهُ ».(٣)

٨٤١٥ / ٥. عَنْهُ(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا فَعَلَ عُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ؟ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ ، وَتَرَكَ التِّجَارَةَ.

فَقَالَ(٦) : « وَيْحَهُ(٧) ، أَمَا عَلِمَ(٨) أَنَّ تَارِكَ الطَّلَبِ لَايُسْتَجَابُ لَهُ ، إِنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمَّا نَزَلَتْ(٩) :( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (١٠) أَغْلَقُوا(١١) الْأَبْوَابَ ، وَأَقْبَلُوا عَلَى الْعِبَادَةِ ، وَقَالُوا : قَدْ(١٢) كُفِينَا ، فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ(١٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى مَا صَنَعْتُمْ؟

فَقَالُوا(١٤) : يَا رَسُولَ اللهِ ،(١٥) تُكُفِّلَ لَنَا بِأَرْزَاقِنَا ، فَأَقْبَلْنَا عَلَى الْعِبَادَةِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ مَنْ‌

____________________

(١). في الوسائل والتهذيب والأمالي للصدوق : « لم يحتسبوا ».

(٢). في « بف » : « لأنّ ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ١٨١ ، المجلس ٣٤ ، ح ٦ ؛ والتوحيد ، ص ٤٠٢ ، ح ٨ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٥ ، بسنده عن صفوان بن يحيى.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٥ ، ح ٣٦٠٨ ، مرسلاً ، من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٨٧٤؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥١ ، ح ٢١٩٥٤. (٤). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٥). في « ط » وحاشية « ى » والفقيه والتهذيب : - « لي ».

(٦). فيالوافي : « قال ».

(٧). في « ط » : « ويحك ».

(٨). في « ط » : « علمتم ».

(٩). في « بخ » : « نزل ».

(١٠). الطلاق (٦٥) : ٣.

(١١). في « بف » و التهذيب : « غلقوا ». وهيئة المجرّد والإفعال والتفعيل بمعنى.

(١٢). في البحار ، ج ٧٠ : - « قد ».

(١٣). في«بخ،بف،جت» والوافي والفقيه :« رسول الله ».

(١٤). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والبحار ، ج ٢٢ و ٧٠والتهذيب . وفي المطبوع : « قالوا ». (١٥). في « ى ، بخ ، بس ، جن » : + « الله ».

٥٥٧

فَعَلَ ذلِكَ لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ ، عَلَيْكُمْ بِالطَّلَبِ ».(١)

٩ - بَابُ كَرَاهِيَةِ(٢) النَّوْمِ وَالْفَرَاغِ(٣)

٨٤١٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَثْرَةُ النَّوْمِ مَذْهَبَةٌ لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا ».(٤)

٨٤١٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - جَلَّ وَعَزَّ - يُبْغِضُ الْعَبْدَ النَّوَّامَ الْفَارِغَ».(٥)

٨٤١٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ وَ(٧) صَالِحٍ النِّيلِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

____________________

(١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٣ ، ح ٨٨٥ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن عليّ.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ، ح ٣٧٢١ ، معلّقاً عن هارون بن حمزة ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٦٨ ، ح ١٦٨٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٧ ، ذيل ح ٢١٨٩٤ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣١ ، ح ١١١ ؛ وفيه ؛ ج ٧٠ ، ص ٢٨١ ، من قوله : « إنّ قوماً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ». (٢). في«ط،بح،بس،جد»والمرآة :«كراهة».

(٣). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والمرآة : « الفراغ والنوم ».

(٤). راجع :الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٩١٣ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٣٣ ، المجلس ٤١ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ٢٨ ، باب الواحد ، ح ٩٩ ؛ والاختصاص ، ص ٢١٨الوافي ، ج ١٧ ، ص ٧١ ، ح ١٦٨٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٨ ، ح ٢١٩٧٠.

(٥).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٦٣٥ ، مرسلاً مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٧١ ، ح ١٦٨٨١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٨ ، ح ٢١٩٧١. (٦). في « ط ، بخ ، بف » : « أحمد بن أبي عبد الله ».

(٧). كذا في النسخ والمطبوع. وظاهره عطف صالح النيلي على عبد الله بن مسكان ، لكن لم نجد رواية صالح النيلي =

٥٥٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُبْغِضُ كَثْرَةَ النَّوْمِ ، وَكَثْرَةَ الْفَرَاغِ ».(١)

١٠ - بَابُ كَرَاهِيَةِ(٢) الْكَسَلِ‌

٨٤١٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « عَدُوُّ الْعَمَلِ الْكَسَلُ ».(٣)

٨٤٢٠ / ٢. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٤) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبِيعليه‌السلام لِبَعْضِ وُلْدِهِ : إِيَّاكَ وَالْكَسَلَ وَالضَّجَرَ(٥) ؛ فَإِنَّهُمَا يَمْنَعَانِكَ(٦) مِنْ(٧) حَظِّكَ مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».(٨)

____________________

= عن أبي بصير في موضع ، كما نبّه عليه العلاّمة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - في تعليقته على السند. والظاهر وقوع تقديم وتأخير في بعض عناوين السند بأن يكون « عن أبي بصير » مقدّماً على « وصالح النيلي ».

ويؤيّد ذلك ما ورد فيالكافي ، ح ١١٥٥٩ ؛ من رواية ابن سنان عن صالح النيلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : إنّ الله - عزّ وجلّ - يبغض كثرة الأكل ؛ فإنّ الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ص ٤٤٦ ، ح ٣٣٣ ، عن أبيه عن محمّد بن سنان عن صالح النيلي عن أبيه ، ثمّ قال في ذيله : محمّد بن عليّ عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير مثله.

فعلى هذا الاحتمال يكون في أصل سندها هذا تحويل بعطف « صالح النيلي » على « عبد الله بن مسكان عن أبي بصير » عطف طبقة واحدةٍ على طبقتين.

(١).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٧١ ، ح ١٦٨٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٧ ، ح ٢١٩٦٩.

(٢). في « ط ، بح ، بس ، جد » والمرآة : « كراهة ».

(٣).علل الشرائع ، ص ١١٢ ، ضمن الحديث الطويل ٩ ، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٧٣ ، ح ١٦٨٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٩ ، ح ٢١٩٨٦.

(٤). في « ط ، ى ، بس ، جن » والوسائل : - « بن زياد ». والسند معلّق على سابقه ، كما هو واضح.

(٥). « الضَّجَر » : القَلَق ، والاضطراب من الغمّ.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧١٩ ( ضجر ).

(٦). في « بف » : « تمنعانك ».

(٧). في « ى » : « عن ».

(٨).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ذيل ح ٥٨٨٥ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن سعد بن أبي خلف ، عن =

٥٥٩

٨٤٢١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ(١) بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَسِلَ عَنْ طَهُورِهِ(٢) وَصَلَاتِهِ ، فَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ لِأَمْرِ آخِرَتِهِ ؛ وَمَنْ كَسِلَ عَمَّا يُصْلِحُ بِهِ أَمْرَ مَعِيشَتِهِ ، فَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ لِأَمْرِ دُنْيَاهُ ».(٣)

٨٤٢٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنِّي لَأُبْغِضُ الرَّجُلَ ، أَوْ أُبْغِضُ لِلرَّجُلِ(٤) أَنْ يَكُونَ كَسْلَانَ(٥) عَنْ(٦) أَمْرِ دُنْيَاهُ ؛ وَمَنْ(٧) كَسِلَ عَنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ(٨) ، فَهُوَ(٩) عَنْ أَمْرِ آخِرَتِهِ أَكْسَلُ ».(١٠)

٨٤٢٣ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ،عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « إِيَّاكَ وَالْكَسَلَ وَالضَّجَرَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ كَسِلْتَ لَمْ تَعْمَلْ ، وَإِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تُعْطِ الْحَقَّ ».(١١)

____________________

= أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أبيهعليه‌السلام تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، ذيل الحديث ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أبيهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٧٣ ، ح ١٦٨٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٩ ، ح ٢١٩٧٧.

(١). في « ط » : - « عمر ».

(٢). في « ط » : « طهور ».

(٣).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٧٣ ، ح ١٦٨٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٩ ، ح ٢١٩٧٤.

(٤). في « ط ، بح » : « الرجل ». وفي « بخ ، بف » والوافي : - « أو اُبغض للرجل ».

(٥). في « ى » والمطبوع والوافي : « كسلاناً ».

(٦). في « بخ ، بف » والوافي : « في ».

(٧). في « جد » : « فمن ».

(٨). في«ط،ى،بح،بس»:- «ومن كسل عن أمر دنياه».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : « كان ».

(١٠).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٧٣ ، ح ١٦٨٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٨ ، ح ٢١٩٧٣.

(١١).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٥ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن =

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765