الكافي الجزء ٩

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 765

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 765 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 195547 / تحميل: 6699
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الشافعي ، ومسند الإمام أحمد ، عن أنس بن مالك ، قال :

اتي النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) بطائر فقال : اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي.

فجاء عليعليه‌السلام فحجبته مرّتين ، فجاء في الثالثة فأذنت له.

فقال النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : يا عليّ! ما حبسك؟! قال : هذه ثلاث مرّات قد جئتها فحبسني أنس.

قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : لم يا أنس؟! قال : قلت : سمعت دعوتك يا رسول الله ، فأحببت أن يكون رجلا من قومي.

فقال النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : الرجل يحبّ قومه.

فأسأل الشيخ عبد السلام وأقول : هل استجاب الله تعالى دعوة حبيبه ونبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم لا؟!

الشيخ عبد السلام : نعم ، وكيف لا يستجيب وقد وعده الإجابة؟! وهو سبحانه يعلم أنّ النبيّ لا يدعوه ولا يطلب منه حاجة إلاّ في محلّها. فلذلك كانت دعوة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) مستجابة في كلّ وقت.

قلت : على هذا فعليّعليه‌السلام هو أحبّ الخلق إلى الله عزّ وجلّ.

كما إنّ كبار علمائكم صرّحوا بذلك ، مثل : العلاّمة محمد بن طلحة الشافعي ، في أوائل الفصل الخامس من الباب الأوّل من كتابه «مطالب السئول» بمناسبة حديث الراية وحديث الطير ، فقد أثبت أنّ عليّاعليه‌السلام كان أحبّ الخلق إلى الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ثمّ يقول : أراد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يحقّق للناس ثبوت هذه المنقبة السنيّة والصفة العليّة ، التي هي أعلى درجات المتّقين ، لعليّعليه‌السلام إلى آخره.

٣٤١

والعلاّمة الكنجي الشافعي ، فقيه الحرمين ومحدّث الشام وصدر الحفّاظ ، في كتابه «كفاية الطالب» الباب ٣٣ ، بعد نقله الحديث والخبر بسنده عن أربع طرق ، عن أنس وسفينة خادمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : وفيه دلالة واضحة على ان عليّاعليه‌السلام أحبّ الخلق الى الله ، وأدل الدلالة على ذلك إجابة دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ما دعا به ، وقد وعد الله تعالى من دعاه الإجابة ، حيث قال عزّ وجلّ :( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (١) .

فأمر بالدعاء ووعد الإجابة ، وهو عزّ وجلّ لا يخلف الميعاد. وما كان الله عزّ وجلّ ليخلف وعده رسله ، ولا يردّ دعاء رسوله لأحبّ الخلق إليه ، ومن هو أقرب الوسائل إلى الله تعالى محبّته ومحبّة من يحبّ لحبّه.

وبعد هذا يقول : وحديث أنس الذي صدّرته في أوّل الباب ، أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري عن ستّة وثمانين رجلا ، كلّهم رووه عن أنس ، ثمّ يذكر أسماءهم(٢) .

__________________

(١) سورة غافر ، الآية ٦٠.

(٢) وإليك الحديث كما نقله العلاّمة الكنجي الشافعي في أول الباب ٣٣ من كتاب «كفاية الطالب» وأسماء رواته كما يلي :

أخبرنا منصور بن محمد أبو غالب المراتبي ، أخبرنا أبو الفرج بن أبي الحسين الحافظ ، أخبرنا أحمد بن محمد السدّي ، أخبرنا عليّ بن عمر بن محمد السكّري ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن السرّاج المصري ، حدّثنا أبو محمد فهد بن سليمان النحّاس ، حدّثنا أحمد بن يزيد ، حدّثنا زهير ، حدّثنا عثمان الطويل ، عن أنس بن مالك :اهدي إلى رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) طائر وكان يعجبه أكله ، فقال : ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر.

٣٤٢

__________________

فجاء عليّ بن أبي طالب فقال : استأذن لي على رسول الله. قال : فقلت : ما عليه إذن ، وكنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار.

فذهب ثمّ رجع فقال : استأذن لي عليه ، فسمع النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) كلامه ، فقال : ادخل يا عليّ ؛ ثمّ قال : اللهمّ وإليّ ، اللهمّ وإليّ. ـ أي : هو أحبّ الناس إليّ أيضا ـ.

وأمّا أسماء رواة هذا الحديث عن أنس كما ذكرهم العلاّمة الكنجي الشافعي نقلا عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ النيسابوري ، وهم ستّة وثمانون رجلا ، ذكرهم في آخر الباب ٣٣ بترتيب حروف المعجم ، كما يلي :

[إ] إبراهيم بن هديّة أبو هديّة ، وإبراهيم بن مهاجر أبو إسحاق البجلي ، وإسماعيل ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدّي ، وإسماعيل بن سليمان بن المغيرة الأزرق ، وإسماعيل بن وردان ، وإسماعيل بن سليمان ، وإسماعيل غير منسوب من أهل الكوفة ، وإسماعيل بن سليمان التيمي ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وأبان بن أبي عيّاش أبو إسماعيل.

[ب] بسّام الصيرفي الكوفي ، وبرذعة بن عبد الرحمن.

[ث] ثابت بن أسلم البنانيان ، وثمامة بن عبد الله بن أنس.

[ج] جعفر بن سليمان النخعي.

[ح] حسن بن أبي الحسن البصري ، وحسن بن الحكم البجلي ، وحميد بن التيرويه الطويل.

[خ] خالد بن عبيد أبو عصام.

[ز] زبير بن عديّ ، وزياد بن محمد الثقفي ، وزياد بن شروان.

[س] سعيد بن المسيّب ، وسعيد بن ميسرة البكري ، وسليمان بن طرخان التيمي ، وسليمان بن مهران الأعمش ، وسليمان بن عامر بن عبد الله بن عبّاس ، وسليمان ابن الحجّاج الطائفي.

[ش] شقيق بن أبي عبد الله.

٣٤٣

__________________

[ع] عبد الله بن أنس بن مالك ، وعبد الملك بن عمير ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وعبد العزيز بن زياد ، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وعمر بن أبي حفص الثقفي ، وعمر بن سليم البجلي ، وعمر بن يعلى الثقفي ، وعثمان الطويل ، وعلي بن أبي رافع ، وعامر بن شراحيل الشعبي ، وعمران بن مسلم الطائي ، وعمران بن هيثم ، وعطيّة بن سعد العوفي ، وعبّاد بن عبد الصمد ، وعيسى بن طهمان ، وعمّار بن أبي معاوية الدهني.

[ف] فضيل بن غزوان.

[ق] قتادة بن دعامة.

[ك‍] كلثوم بن جبر.

[م] محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، الباقر عليه‌السلام ، ومحمد بن مسلم الزهري ، ومحمد بن عمر بن علقمة ، ومحمد بن عبد الرحمن أبو الرجال ، ومحمد بن خالد بن المنتصر الثقفي ، ومحمد بن سليم ، ومحمد بن مالك الثقفي ، ومحمد بن جحادة ، ومطيّر بن خالد ، ومعلّى بن هلال ، وميمون أبو خلف ، وميمون غير منسوب ، ومسلم الملائي ، ومطر بن طهمان الورّاق ، وميمون بن مهران ، ومسلم بن كيسان ، وميمون بن جابر السلمي ، وموسى بن عبد الله الجهني ، ومصعب بن سليمان الأنصاري.

[ن] نافع مولى عبد الله بن عمر ، ونافع أبو هرمز.

[ه‍] هلال بن سويد.

[ي] يحيى بن سعيد الأنصاري ، ويحيى بن هانئ ، ويوسف بن إبراهيم ، ويوسف أبو شيبة ـ وقيل هما واحد ـ ، ويزيد بن سفيان ، ويعلى بن مرّة ، ونعيم بن سالم.

[أبو] أبو الهندي ، وأبو مليح ، وأبو داود السبيعي ، وأبو حمزة الواسطي ، وأبو حذيفة العقيلي ، ورجل من آل عقيل ، وشيخ غير منسوب.

انتهى ما أردنا نقله من كتاب «كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن

٣٤٤

فأنصفوا أيها المستمعون! هل من الصحيح أن نتمسّك بخبر واحد رواه عمرو بن العاص ، وهو أحد أعداء الإمام عليّعليه‌السلام ، والمعلن عليه الحرب ، والخارج لقتاله ، ونعرض عن هذه الأخبار الكثيرة المتواترة في كتب كبار علمائكم ومحدّثيكم؟!

الشيخ عبد السلام : أظنّ أنّكم مصرّون على ردّ كلّ خبر ننقله في فضيلة الشيخين!!

نحن نتّبع الحقّ!

قلت : إنّي أعجب من الشيخ إذ يتّهمني أمام الحاضرين بهذه التهمة! ولا أدري أي خبر موافق للكتاب الحكيم والعقل السليم والمنطق القويم قاله الشيخ وأنا رفضته وما قبلته؟! حتّى يجابهني بهذا العتاب ، ويواجهني بهذا الكلام الذي يقصد منه أنّنا نتّبع طريق اللجاج والعناد!!

__________________

أبي طالبعليه‌السلام » تأليف : العلاّمة ، فقيه الحرمين ، ومفتي العراقيين ، محدّث الشام ، وصدر الحفّاظ ، أبي عبد الله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي.

وقد ثبت إجماع المسلمين على صحّة هذا الخبر ، فنقلوه بالتواتر في كتبهم ومسانيدهم ، كما ثبت أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام احتجّ بهذا الحديث في يوم الدار في اجتماع الّذين أوصاهم عمر بن الخطّاب أن يجتمعوا لتعيين خليفته من بينهم ، فقال الإمام عليّ عليه‌السلام : أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أحد غيري؟!

فقالوا : اللهمّ لا فقال عليه‌السلام : اللهمّ اشهد إلى آخره. «المترجم».

٣٤٥

وإنّي أعوذ بالله أن أكون معاندا أو متعصّبا جاهلا ، وأعوذ به سبحانه أن يكون في قلبي شيء من الحقد عليكم خصوصا ، وعلى إخواني من أهل السنّة عموما.

وإنّي أشهد الله ربّي وربّكم أنّي ما كنت معاندا وما تبعت طريق اللجاج في محاوراتي ومناظراتي مع اليهود والنصارى ، والهنود والمجوس ، ومع المادّيّين والوجوديّين ، وسائر المذاهب والفرق والأحزاب المنحرفة ، بل كنت دائما أطلب وجه الله عزّ وجلّ وأبحث عن الحقّ والحقيقة على أساس المنطق والعقل واصول العلم والبرهان ، فكيف أكون معاندا في محاورتي معكم وأنتم إخواني في الدين ، ونحن وإياكم على دين واحد ، وكتاب واحد ، ونبي واحد ، وقبلة واحدة؟!

غاية ما هنالك لقد وقعت بعض الاشتباهات والمغالطات في الأمر ، والتبس بذلك الحقّ عليكم ، ونحن بتشكيل مجالس البحث والمناظرة ، نريد أن نتفاهم في القضايا حتّى يرتفع الاختلاف إن شاء الله تعالى ، ويخيّم علينا الاتّحاد والائتلاف ، ويتحقّق أمر الله عزّ وجلّ إذ يقول :( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (١) .

وأنتم والحمد لله عالمون وفاهمون ، ولكن تأثّرتم بكلمات وأكاذيب الامويّين المعادين للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته الطيّبين فقلّدتم الناكثين والمارقين المتعصّبين ضدّ الإمام عليّ أمير المؤمنين وشيعته أهل الحقّ واليقين.

فإذا تخلّيتم عن أقاويل اولئك ، وتحرّرتم عن التعصّب والتقليد

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ١٠٣.

٣٤٦

الأعمى ، وأنصفتم الحكم في القضايا المطروحة ، فإنّا نصل إن شاء الله تعالى إلى الهدف المنشود والحقّ المعهود.

الشيخ عبد السلام : نحن قرأنا في الصحف والمجلاّت ، مناظراتكم مع الهنود والبراهمة في مدينة لاهور ، وعلمنا إفحامكم إيّاهم فأجبناكم لانتصاركم للدين الحنيف وإثباتكم الحقّ ، وكنّا نحبّ زيارتكم ونتشوّق لمجالستكم ، والآن نسأل الله تعالى أن يجمعنا وإيّاكم على الحقّ.

ونحن نوافقكم على مراجعة القرآن الحكيم في الأمور الخلافية ، وعرض الأخبار والأحاديث المرويّة على كتاب الله سبحانه ، فهو الفرقان الأعظم ، ولذا قبلنا منكم الردود على ما نقلناه من الأخبار والأحاديث حينما أثبتّم نقاط تعارضها مع الكتاب والعقل والعلم والمنطق.

فلذلك أذكر الآن دليلا من القرآن الكريم في شأن الخلفاء الراشدين وفضلهم ، وأنا على يقين بأنّكم ستوافقون عليه ولا تردّونه ، لأنّه مأخوذ ومقتبس من كتاب الله تعالى.

قلت : أعوذ بالله العظيم من أن أردّ الدلائل القرآنية أو الأحاديث الصحيحة النبوية. ولكن اعلموا أنّي حينما كنت احاور الفرق الملحدة مثل : الغلاة والخوارج ، وغيرهم من الّذين ينسبون أنفسهم للإسلام وما هم منه ، كانوا يحتجّون عليّ في إثبات ادّعائهم الباطل ببعض الآيات القرآنية! لأنّ بعض آيات الذكر الحكيم ذو معان متعدّدة ووجوه متشابهة ، ولذا لم يسمح النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأحد أن يفسّر القرآن برأيه ، فقال :

٣٤٧

«من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار».

وقد وكّل هذا الأمر الهامّ إلى أهل بيته الكرامعليهم‌السلام ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا».

وقد أجمعت الامّة على صحّة هذا الحديث الشريف ، فيجب أن نأخذ تفسير القرآن ومعناه من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو القرآن الناطق ، ومن بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجب أن نأخذ ذلك من العترة الهادية ، وهم أهل بيته الّذين جعلهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع القرآن ككفّتي ميزان.

والله سبحانه أيضا أمر الامّة أن يرجعوا إليهم في ما لا يعلمون ، فقال :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) .

والمقصود من أهل الذكر : عليّ بن أبي طالب والأئمّة من بنيهعليهم‌السلام كما روى الشيخ سليمان الحنفي في «ينابيع المودة» الباب ٣٩ نقلا عن تفسير «كشف البيان» للعلاّمة الثعلبي بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن عليّعليه‌السلام ، قال : نحن أهل الذكر ، والذكر : هو القرآن الحكيم لقوله تعالى :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) (٢) .

وبتعبير آخر من القرآن الكريم ، الذكر : هو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقوله تعالى :( ... قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ) (٣) .

فأهل الذكر هم آل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأهل القرآن الّذين نزل الوحي في

__________________

(١) سورة النحل ، الآية ٤٣.

(٢) سورة الحجر ، الآية ٩.

(٣) سورة الطلاق ، الآية ١٠ ـ ١١.

٣٤٨

بيتهم ، فهم أهل بيت النبوّة وأهل بيت الوحي.

ولذلك كان عليّعليه‌السلام يقول للناس : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، فإنّه ليس من آية إلاّ وقد عرفت بليل نزلت أم نهار ، وفي سهل أم في جبل ، والله ما انزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من انزلت ، وإنّ ربّي وهب لي لسانا طلقا ، وقلبا عقولا إلى آخره.

ملخص القول : في نظرنا إنّ الاستدلال بالآيات القرآنية يجب أن يطابق بيان أهل البيت والعترة النبوية ، وإلاّ إذا كان كلّ إنسان يفسّر القرآن حسب رأيه وفكره لوقع الاختلاف في الكلمة والتشتّت في الآراء ، وهذا لا يرضى به الله سبحانه.

والآن بعد هذه المقدّمة ، فإنّا نستمع لبيانكم.

الشيخ عبد السلام : لقد أوّل بعض علمائنا الأعلام قوله تعالى :( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) (١) .

قالوا :( وَالَّذِينَ مَعَهُ ) إشارة إلى أبي بكر الصدّيق ، فهو كان مع رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) في كلّ مكان حتّى في الغار ، ورافقه في الهجرة إلى المدينة المنوّرة.

والمقصود من( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) : هو عمر بن الخطّاب (رض) الذي كان شديدا على الكفّار.

والمراد من( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) : هو عثمان ذو النورين ، فإنّه كان

__________________

(١) سورة الفتح ، الآية ٢٩.

٣٤٩

كما نعلم رقيق القلب كثير الرحمة.

والمعنيّ من( سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) : هو عليّ ابن أبي طالب كرّم الله وجهه ، فإنّه ما سجد لصنم قطّ.

وأنا أرجو أن تقبل هذا التأويل الجميل ، والقول الجامع لفضيلة الخلفاء الراشدين!

قلت : يا شيخ! إنّي أعجب من كلامك وفي حيرة منه! ولا أدري من أين جئت به؟! فإنّي لم أجد في تفاسيركم المعتبرة المشهورة ، هذا التفسير ، ولو كان الأمر كما تقول ، لكان الخلفاء المتقدّمون على الإمام عليّعليه‌السلام احتجّوا بها حينما واجهوا معارضة بني هاشم وامتناع السيّدة فاطمة الزّهراء والامام عليّعليه‌السلام من البيعة لهم.

ولكن لم نجد ذلك في التاريخ ولا في التفاسير التي كتبها كبار علمائكم ، أمثال : الطبري والثعلبي والنيسابوري والسيوطي والبيضاوي والزمخشري والفخر الرازي ، وغيرهم.

وهذا التأويل والتفسير ما هو إلاّ رأي شخصي غير مستند إلى حديث أو رواية ، وإنّ القائل والملتزم به ومن يقبله يشملهم حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار».

وإذا قلت : إنّ ما قلته هو تأويل لا تفسير.

فأقول : إنّ مذاهبكم الأربعة لا يقبلون تأويل القرآن مطلقا ، ولا يجوز عند أئمّتكم تأويل القرآن ، وأضف على هذا ، إنّ في الآية الشريفة نكات علمية وأدبية تمنع من هذا التأويل ، وتحول دون الوصول إلى مقصودكم ، وهي :

أوّلا : الضمائر الموجودة في الآية الكريمة.

٣٥٠

وثانيا : صياغة الجمل ف( مُحَمَّدٌ ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مبتدأ ، و( رَسُولُ اللهِ ) : عطف بيان أو صفة ، و( الَّذِينَ مَعَهُ ) : عطف على( مُحَمَّدٌ ) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و( أَشِدَّاءُ ) وما بعدها : خبر ؛ ولو قلنا غير هذا فهو غير معقول وخارج عن قواعد العربية والاصول.

ولذا فإنّ جميع المفسّرين من الفريقين قالوا : إنّ الآية الكريمة تشير إلى صفات المؤمنين بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جميعا.

ولكنّي أقول : إنّ هذه الصفات ما اجتمعت في كلّ فرد فرد من المؤمنين ، بل مجموعها كانت في مجموع المؤمنين ، أي : إنّ بعضهم كانوا( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) وبعضهم كانوا( رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) وبعضهم( سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) ولم يكن من المؤمنين إلاّ رجل واحد جمع كلّ هذه الصفات والميزات الدينية ، وهو : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فهو الذي كان مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أوّل رسالته وبعثته حتّى آخر ساعات حياته المباركة ، إذ كان رأس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجر وصيّه وابن عمّه عليّ بن أبي طالب حين فارقت روحه الدنيا.

الشيخ عبد السّلام : إنّك قلت : بأنّي لا اجادل ولست متعصّبا! بينما الآن تظهر التعصّب ، وتجادلنا على ما لا ينكره أيّ فرد من أهل العلم!

أما قرأت قوله تعالى :( إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ

٣٥١

كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) .

هذه الآية الكريمة إضافة على أنّها تؤيّد رأينا في تأويل الآية السابقة :( وَالَّذِينَ مَعَهُ ) فهي تسجّل فضيلة كبرى ، ومنقبة عظمى لسيّدنا أبي بكر الصدّيق (رض) ، لأنّ مصاحبته للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تدلّ على منزلته عنده ، ودليل على أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعلم بعلم الله أنّ أبا بكر يكون خليفته ، فكان يلزم عليه حفظه كما يلزم حفظ نفسه الشريفة ، لذلك أخذه معه حتّى لا يقع في أيدي المشركين ، ولم يأخذ النبيّ أحدا سواه ، وهذا أكبر دليل على خلافته.

قلت : إذا أبعدتم عنكم التعصّب ، وتركتم تقليد أسلافكم ، ونظرتم إلى الآية الكريمة بنظر التحقيق والتدقيق ، لوجدتم أنّها لا تعدّ فضيلة ومنقبة لأبي بكر ، وليس فيها أي دليل على خلافته!

الشيخ عبد السلام : إنّي أتعجّب من قولك هذا ، والآية صريحة في ما نقول ، ولا ينكره إلاّ معاند متعصّب!

قلت : قبل أن أخوض هذا البحث أرجو أن تعرضوا عن كلامكم ، لأنّي أخشى أن يمسّ ويخدش البحث عواطفكم ، فإنّ الكلام يجرّ الكلام ، ونصل بالبحث إلى ما لا يرام ، ولا يتحمّله العوامّ ، لسوء ما تركّز عندهم في الأفهام.

الشيخ عبد السلام : أرجو أن لا تتكلّم بالإبهام ، بل بيّن لنا كلّ ما عندك من الجواب والردّ على ما قلناه بالتمام ، ونحن إنّما اجتمعنا وحاورناكم لنعرف حقيقة الإسلام ، ونحن مستعدّون لاعتناق مذهبكم إذا ظهر لنا وثبت أنّه الحقّ الذي أمر به محمّد سيّد الأنام (صلّى الله

__________________

(١) سورة التوبة ، الآية ٤٠.

٣٥٢

عليه [وآله] وسلّم).

قلت : إنّ إنكاري لقولكم لا يكون عن تعصّب وعناد ، وإعراضي عن الجواب ليس عن عيّ وجهل ، بل رعاية للأدب والوداد ، ولكن إصراركم على رأيكم ، وإحساسي بالمسئولية في كشف الحقّ وإظهار الحقيقة والإرشاد ، يفرض عليّ الردّ والجواب ، حتّى يعرف الحاضرون كلمة الحقّ والسداد ، فأقول :

أوّلا : قولك : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حمل معه أبا بكر ، لأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعلم أنّه يكون خليفته ، فأراد أن يحفظه من شرّ المشركين ، كلام غريب

لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا حمله لهذا السبب ، فلما ذا لم يأخذ معه خلفاءه الآخرين ، الراشدين على حدّ زعمكم؟! عمر وعثمان وعليّ ، لأنّهم كانوا في مكّة مهدّدين أيضا!

فلما ذا هذا التبعيض؟! يأخذ أبا بكر ويأمر عليّا ليبيت على فراش الخطر ، ويفدي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنفسه!

هل هذا من العدل والإنصاف؟!

ثانيا : بناء على ما ذكره الطبري في تاريخه ، ج ٣ : إنّ أبا بكر ما كان يعلم بهجرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء عند علي بن أبي طالب وسأله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأخبره بأنّه هاجر نحو المدينة فأسرع أبو بكر ليلتقي بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فرآه في الطريق فأخذه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معه.

فالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّما أخذ معه أبا بكر على غير ميعاد ، لا كما تقول.

وقال بعض المحقّقين : إنّ أبا بكر بعد ما التقى بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الطريق ، اقتضت الحكمة النبوية أن يأخذه معه ولا يفارقه ؛ لأنّه كان من الممكن أن يفشي أمر الهجرة ، وكان المفروض أن يكون سرّا ، كما نوّه

٣٥٣

به الشيخ أبو القاسم ابن الصبّاغ ، وهو من كبار علمائكم ، قال في كتابه : «النور والبرهان» :

إنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أمر عليّا فنام على فراشه ، وخشي من أبي بكر أن يدلّهم عليه فأخذه معه ومضى إلى الغار!

ثالثا : أسألك أن تبيّن لنا محلّ الشاهد من الآية الكريمة ، وتوضّح الفضيلة التي سجّلتها الآية لأبي بكر؟!

الشيخ عبد السلام : محلّ الشاهد ظاهر ، والفضيلة أظهر ، وهي :

أوّلا : صحبة النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، فإنّ الله تعالى يعبر عن الصدّيق (رض) بصاحب رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم).

ثانيا : جملة :( إِنَّ اللهَ مَعَنا ) .

ثالثا : نزول السكينة من عند الله سبحانه على سيّدنا أبي بكر.

ومجموعها تثبت أفضليّة سيّدنا الصديق وأحقّيّته بالخلافة.

قلت : لا ينكر أحد أنّ أبا بكر كان من كبار الصحابة ، ومن شيوخ المسلمين ، وأنّه زوّج ابنته من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولكنّ هذه الامور لا تدلّ على أحقّيّته بالخلافة.

وكذلك كلّ ما ذكرتم من شواهد ودلائل في الآية الكريمة ، لا تكون فضائل خاصة بأبي بكر ، بل لقائل أن يقول : إنّ صحبة الأخيار والأبرار لا تكون دليلا على البرّ والخير ؛ فكم من كفّار كانوا في صحبة بعض المؤمنين والأنبياء ، وخاصة في الأسفار.

٣٥٤

الصحبة ليست فضيلة

١ ـ فإنّا نقرأ في سورة يوسف الصدّيقعليه‌السلام أنّه قال :( يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) (١) .

لقد اتّفق المفسّرون أنّ صاحبي يوسف الصدّيقعليه‌السلام هما ساقي الملك وطبّاخه ، وكانا كافرين ودخلا معه السجن ولبثا خمس سنين في صحبة النبيّ يوسف الصدّيقعليه‌السلام ، ولم يؤمنا بالله ، حتّى أنّهما خرجا من السجن كافرين ؛ فهل صحبة هذين الكافرين لنبي الله يوسفعليه‌السلام تعدّ منقبة وفضيلة لهما؟!

٢ ـ ونقرأ في سورة الكهف :( قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً ) (٢) .

ذكر المفسّرون : أنّ المؤمن ـ وكان اسمه : يهودا ـ قال لصاحبه ـ واسمه : براطوس ـ وكان كافرا ؛ وقد نقل المفسّرون ـ منهم : الفخر الرازي ـ محاورات هذين الصاحبين ، ولا مجال لنقلها ؛ فهل صحبة براطوس ليهودا ، تعدّ له فضيلة أو شرفا يقدّمه على أقرانه؟!

أم هل تكون دليلا على إيمان براطوس ، مع تصريح الآية :( أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ) ؟!(٣) .

فالمصاحبة وحدها لا تدلّ على فضيلة وشرف يميّز صاحبها ويقدّمه على الآخرين.

وأمّا استدلالك علي أفضليّة أبي بكر ، بالجملة المحكيّة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) سورة يوسف ، الآية ٣٩.

(٢) سورة الكهف ، الآية ٣٧.

(٣) سورة الكهف ، الآية ٣٧.

٣٥٥

( إِنَّ اللهَ مَعَنا ) فلا أجد فيها فضيلة وميزة لأحد ؛ لأنّ الله تعالى لا يكون مع المؤمنين فحسب ، بل يكون مع غير المؤمنين أيضا ، لقوله تعالى :( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) (١) .

فبحكم هذه الآية الكريمة ، فإنّ الله عزّ وجلّ يكون مع المؤمن والكافر والمنافق.

الشيخ عبد السلام : لا شكّ أنّ المراد من الآية الكريم :( إِنَّ اللهَ مَعَنا ) يعني : بما أنّنا مع الله ونعمل لله ، فإنّ ألطاف الله تعالى تكون معنا ، والعناية الإلهيّة تشملنا.

حقائق لا بدّ من كشفها

قلت : حتّى لو تنزّلنا لكم وسلّمنا لقولكم ، فلقائل أن يقول : إنّ الجملة مع هذا التفسير أيضا لا تدلّ على فضيلة ثابتة أو منقبة تقدّم صاحبها على الآخرين ؛ لأنّ هناك أشخاصا شملتهم الألطاف الإلهيّة والعناية الربّانيّة ، وما داموا مع الله كان الله معهم ، وحينما تركوا الله سبحانه تركهم وانقطعت العناية والألطاف الإلهية عنهم ، مثل :

١ ـ إبليس ـ ولا مناقشة في الأمثال ـ فإنّه عبد الله تعالى عبادة قلّ نظيرها من الملائكة ، وقد شملته الألطاف والعنايات الربّانية ، ولكن لمّا تمرّد عن أمر ربّه تكبّر واتّبع هواه واغترّ ، خاطبه الله الأعظم الأكبر قائلا :( قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ ) (٢) .

__________________

(١) سورة المجادلة ، الآية ٧.

(٢) سورة الحجر ، الآية ٣٤ ـ ٣٥.

٣٥٦

٢ ـ ومثله في البشر : بلعم بن باعورا ، فإنّه كما ذكر المفسّرون في تفسير قوله تعالى :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ ) (١) قالوا : إنّه تقرّب إلى الله تعالى بعبادته له إلى أن أعطاه الاسم الأعظم وأصبح ببركة اسم الله سبحانه مستجاب الدعوة ، وعلى أثر دعائه تاه موسى وبنو إسرائيل أعواما كثيرة في الوادي.

ولكن على أثر طلبه للرئاسة والدنيا سقط في الامتحان ، واتّبع الشيطان ، وخالف الرحمن ، وسلك سبيل البغي والطغيان ، وصار من المخلّدين في النيران.

وإذا أحببتم تفصيل قصّته ، فراجعوا التاريخ والتفاسير ، منها : تفسير الرازي ٤ / ٤٦٣ ، فإنّه يروي عن ابن عبّاس وابن مسعود ومجاهد بالتفصيل.

٣ ـ وبرصيصا في بني إسرائيل ، كان مجدّا في عبادة الله سبحانه حتّى أصبح من المقرّبين ، وكانت دعوته مستجابة. ولكن عند الامتحان اصيب بسوء العاقبة فترك عبادة ربّ العالمين ، وسجد لإبليس اللعين ، وأمسى من الخاسرين ، فقال الله تعالى فيه :( كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ ) (٢) .

فإذا صدر عمل حسن من إنسان ، فلا يدلّ على أنّ ذلك الإنسان يكون حسنا إلى آخر عمره وأنّ عاقبة أمره تكون خيرا ، ولذا ورد في

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية ١٧٥.

(٢) سورة الحشر ، الآية ١٦.

٣٥٧

أدعية أهل البيتعليهم‌السلام : اللهمّ اجعل عواقب امورنا خيرا.

إضافة إلى ما قلنا : فإنّكم تعلمون أنّه قد ثبت عند علماء المعاني والبيان ، أنّ التأكيد في الكلام يدلّ على شكّ المخاطب وعدم يقينه للموضوع ، أو توهّمه خلاف ذلك.

والآية مؤكّدة «بأنّ» فيظهر بأنّ مخاطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو صاحبه في الغار كان شاكّا في الحقّ ، على غير يقين بأنّ الله سبحانه يكون معهما!

الشيخ عبد السلام ـ شاط غاضبا ـ وقال : ليس من الإنصاف أن تمثّل صاحب رسول الله وخليفته بإبليس وبلعم وبرصيصا!

قلت : أنا في البداية بيّنت أن : «لا مناقشة في الأمثال» ومن المعلوم أنّ في المحاورات أنّما يذكرون الأمثال لتقريب موضوع الحوار إلى الأذهان ، وليس المقصود من المثل تشابه المتماثلين من جميع الجهات ، بل يكفي تشابههما من جهة واحدة ، وهي التي تركّز عليها موضوع الحوار.

وإنّي اشهد الله! بأنّي ما قصدت بالأمثال التي ذكرتها إهانة أحد أبدا ، بل البحث والحوار يقتضي أحيانا أن أذكر شاهدا لكلامي ، وابيّن مثلا لتفهيم مقصدي ومرامي.

الشيخ عبد السلام : دليلي على أنّ الآية الكريمة تتضمّن مناقب وفضائل لسيّدنا أبي بكر (رض) ، جملة :( فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) فإنّ الضمير في :( عَلَيْهِ ) يرجع لأبي بكر الصدّيق ، وهذا مقام عظيم.

قلت : الضمير يرجع إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليس لأبي بكر ، بقرينة الجملة التالية في الآية :( وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها ) .

٣٥٨

وقد صرّح جميع المفسّرين : أنّ المؤيّد بجنود الله سبحانه هو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الشيخ عبد السلام : ونحن نقول أيضا : إنّ المؤيّد بالجنود هو النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ولكنّ أبا بكر كذلك كان مؤيّدا مع النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم).

السكينة والتأييد من خصوصيات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قلت : إذا كان الأمر كما تقول ، لجاءت الضمائر في الآية الكريمة بالتثنية ، بينما الضمائر كلّها جاءت مفردة ، فحينئذ لا يجوز لأحد أن يقول : إنّ الألطاف والعنايات الإلهيّة كالنصرة والسكينة شملت أبا بكر دون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .. فينحصر القول بأنّها شملت رسول الله دون صاحبه!!

الشيخ عبد السّلام : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) كان في غنى عن نزول السكينة عليه ، لأنّ السكينة الإلهية كانت دائما معه ولا تفارقه أبدا ، ولكن سيّدنا أبا بكر (رض) كان بحاجة ماسّة إلى السكينة فأنزلها الله سبحانه عليه.

قلت : لما ذا تضيّع الوقت بتكرار الكلام ، بأيّ دليل تقول : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يحتاج إلى السكينة الإلهية؟! بينما الله سبحانه يقول :( ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها ) (١) وذلك في غزوة حنين.

ويقول سبحانه وتعالى أيضا :( فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ

__________________

(١) سورة التوبة ، الآية ٢٦.

٣٥٩

وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) (١) وذلك في فتح مكّة المكرّمة.

فكما في الآيتين الكريمتين يذكر الله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويذكر بعده المؤمنين ، فلو كان أبو بكر في آية الغار من المؤمنين الّذين تشملهم السكينة الإلهيّة ، لكان الله عزّ وجلّ قد ذكره بعد ذكر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو يقول : فأنزل الله سكينته عليهما.

هذا ، وقد صرّح كثير من كبار علمائكم : بأنّ ضمير( عَلَيْهِ ) في الآية الكريمة يرجع إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا إلى أبي بكر ؛ راجعوا كتاب : «نقض العثمانية» للعلاّمة الشيخ أبي جعفر الإسكافي وهو استاذ ابن أبي الحديد ، وقد كتب ذلك الكتاب القيّم في ردّ وجواب أباطيل أبي عثمان الجاحظ.

إضافة على ما ذكرنا ، نجد في الآية الكريمة جملة تناقض قولكم! وهي :( إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ ) فالنبيّ ينهى أبا بكر عن الحزن ، فهل حزن أبي بكر كان عملا حسنا أم سيّئا؟

فإن كان حسنا ، فالرسول لا ينهى عن الحسن ، وإن كان سيّئا فنهي النبيّ لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من باب النهي عن المنكر بقوله :( لا تَحْزَنْ ) فالآية الكريمة لم تكن في فضل أبي بكر ومدحه ، بل تكون في ذمّه وقدحه! وصاحب السوء والمنكر ، لا تشمله العناية والسكينة الإلهيّة ، لأنّهما تختصّان بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنين ، وهم أولياء الله الّذين لا يخشون أحدا إلاّ الله سبحانه.

__________________

(١) سورة الفتح ، الآية ٢٦.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

قَالَ(١) : فَأَطْرَقَ الْفَتى(٢) طَوِيلاً ، ثُمَّ قَالَ(٣) : قَدْ(٤) فَعَلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ : فَرَجَعَ الْفَتى مَعَنَا إِلَى الْكُوفَةِ ، فَمَا تَرَكَ شَيْئاً عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ(٥) حَتّى ثِيَابِهِ الَّتِي كَانَتْ(٦) عَلى بَدَنِهِ ، قَالَ(٧) : فَقَسَمْتُ(٨) لَهُ قِسْمَةً(٩) ، وَاشْتَرَيْنَا(١٠) لَهُ ثِيَاباً ، وَبَعَثْنَا إِلَيْهِ(١١) بِنَفَقَةٍ(١٢) .

قَالَ : فَمَا أَتى عَلَيْهِ إِلَّا أَشْهُرٌ قَلَائِلُ(١٣) حَتّى مَرِضَ ، فَكُنَّا نَعُودُهُ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ(١٤) يَوْماً وَهُوَ فِي السَّوْقِ(١٥) ، قَالَ : فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ(١٦) ، ثُمَّ قَالَ لِي(١٧) : يَا عَلِيُّ ، وَفى لِي وَاللهِ صَاحِبُكَ.

____________________

(١). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل والبحار : - « قال ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب وفي المطبوع : + « رأسه ». يقال : أطرق الرجل ، أي سكت فلم يتكلّم ، وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، أو أقبل ببصره إلى صدره وسكت ، أي سكت ناظراً إلى الأرض ، أو مقبلاً ببصرة إلى صدره. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢١٩ ( طرق ).

(٣). في « ط » والتهذيب : « فقال ». وفي « ى ، بح ، بس ، جت ، جن » والوسائل والبحار والتهذيب : + « له». وفي « جد » : + « له أنّي ».

(٤). في الوسائل : « لقد ».

(٥). فيالوافي : « إلّا خرج منه : فارقه وأخرجه من يده ، وفي الكلام استعارة ».

(٦). في « بح ، بس ، جد » والبحار والتهذيب : - « كانت ».

(٧). في « جت » : « فقال ».

(٨). في التهذيب : « فقسمنا ».

(٩). فيالوافي : « فقسمت له قسمة : فرضت له في ما بيننا شيئاً وقسطناه على أنفسنا ». وفيالمرآة : « قوله : فقسمت ، أي أخذت من كلّ رجل من الشيعة من أصدقائي له شيئاً ».

(١٠). في « بف » والوافي : « واشتريت ».

(١١). في « ط » : « له ».

(١٢). في « بخ ، بف » والوافي : « نفقة ».

(١٣). فيالوافي : « وصف الأشهر بالقلائل لتأكيد القلّة ؛ فإنّ أفعلاً من جموع القلّة ».

(١٤). في « بس ، جد » والبحار والتهذيب : - « عليه ». وفي « ط » : « إليه ».

(١٥). في « ط » : « السياق ». و « السَّوْقُ » : النزع ، كأنّ روحه تساق لأن تخرج من بدنه ، ويقال له السياق أيضاً ، وأصله سواق.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢٤ ( سوق ). (١٦) في « بخ ، بف » : « عينه ».

(١٧) في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والبحار : - « لي ».

٦٢١

قَالَ(١) : ثُمَّ مَاتَ ، فَتَوَلَّيْنَا(٢) أَمْرَهُ ، فَخَرَجْتُ حَتّى دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ ، قَالَ(٣) : « يَا عَلِيُّ ، وَفَيْنَا - وَاللهِ - لِصَاحِبِكَ ».

قَالَ : فَقُلْتُ(٤) : صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هكَذَا - وَاللهِ(٥) - قَالَ لِي عِنْدَ مَوْتِهِ.(٦)

٨٥١٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ أَعْمَالِهِمْ؟

فَقَالَ لِي : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَا ، وَلَا مَدَّةً(٧) بِقَلَمٍ(٨) ؛ إِنَّ أَحَدَهُمْ(٩) لَايُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئاً إِلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِهِ مِثْلَهُ » أَوْ قَالَ(١٠) : « حَتّى يُصِيبُوا مِنْ دِينِهِ مِثْلَهُ ».(١١) الْوَهْمُ مِنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ.

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوافي : - « قال ».

(٢). في « ط » : « فولّينا ».

(٣). في « بخ ، بف » والوسائل : + « لي ».

(٤). في « جن » والبحار : + « له ».

(٥). في « ى » : - « والله ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣١ ، ح ٩٢٠ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٣ ، ح ١٧٠٣١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٩٩ ، ح ٢٢٣٤٣ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨٢ ، ح ١٠٥.

(٧). في « ط » : « مرّة ». وفي « ى » : + « من ». و « المـَدَّة » ، بالفتح : الواحدة من المـَدّ ، وهو الاستمداد من الدواة ، أو هو أن‌يستمدّ منها مَدَّةً واحدةً ، أو هو غمس القلم في الدواة مرّة للكتابة. والمـَدَّةٌ - بالضمّ - : اسم ما استمددت به من المداد على القلم.

هذا ، وقد قرأه العلّامة المجلسي بالضمّ ، حيث قال : « قولهعليه‌السلام : ولا مدّة ، أي لا يجوز إعطاؤهم مدّة من السواد ، ولا يجوز أخذ المدّ منهم ، ولا يجوز إعمال مدّة من السواد ، ولا يجوز أخذ المدّ منهم ، ولا يجوز إعمال مدّة قلم في ديوانهم. وقال الفيروزآبادي : المدّة - بالضمّ - : اسم ما استمددت به من المداد على القلم ». راجع :المصباح المنير ، ص ٥٦٦ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٠ ( مدد ) ؛مرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٦٣.

(٨). هكذا في « بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » وحاشية « جت ، جن » والوافي والتهذيب وفي « ط » : « تعلم ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولا مدّة قلم ». (٩). في التهذيب : « أحدكم ».

(١٠). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والتهذيب : - « قال ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣١ ، ح ٩١٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٧٠٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٢٢٩٣.

٦٢٢

٨٥١١ / ٦. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

كُنْتُ قَاعِداً(٢) عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام عَلى بَابِ دَارِهِ بِالْمَدِينَةِ ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَمُرُّونَ أَفْوَاجاً ، فَقَالَ لِبَعْضِ مَنْ عِنْدَهُ : « حَدَثَ بِالْمَدِينَةِ أَمْرٌ؟ ».

فَقَالَ(٣) : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٤) ، وُلِّيَ الْمَدِينَةَ وَالٍ ، فَغَدَا النَّاسُ(٥) يُهَنِّئُونَهُ.

فَقَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُغْدى عَلَيْهِ بِالْأَمْرِ تَهَنَّأَ(٦) بِهِ ، وَإِنَّهُ لَبَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ ».(٧)

٨٥١٢ / ٧. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(٨) ، عَنْ بَشِيرٍ(٩) ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ دَخَلَ(١٠) عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، فَقَالَ لَهُ : أَصْلَحَكَ اللهُ(١١) ، إِنَّهُ رُبَّمَا أَصَابَ الرَّجُلَ مِنَّا الضَّيْقُ أَوِ الشِّدَّةُ(١٢) ، فَيُدْعى إِلَى الْبِنَاءِ يَبْنِيهِ ، أَوِ‌

____________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٢). في الوسائل : « كنّا » بدل « كنت قاعداً ».

(٣). في الوافي : « فقلت ».

(٤). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » وحاشية « جت » والوسائل : « أصلحك الله ».

(٥). في «ى ،بخ ،بف ،جن » والوافي : + « إليه ».

(٦). في «ى ،بح،بخ،بس» والوافي والوسائل : «يهنّأ».

(٧).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٧٠٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٨ ، ح ٢٢٣١٥.

(٨). السند معلّق ، كسابقه.

(٩). كذا في النسخ والتهذيب لكن لم نجد رواية ابن أبي عمير عمّن يسمّى ببشير في موضعٍ ، بل يروي هو كتاب بشر بن مسلمة كما فيرجال النجاشي ، ص ١١١ ، الرقم ٢٨٥ ، وروى عنه في بعض الأسناد ، منها ما ورد فيالكافي ، ح ٩١٦٠ و ١١٤٧٣. وربّما يخطر بالبال صحّة « بشر » كما استصوبه الاستاد الغفّاري في تعليقته على سندالتهذيب . لاحظ :التهذيب - طبعة الغفّاري - ج ٦ ، ص ٣٨٠ ، ح ٤٠.

لكنّ الظاهر أنّ الصواب ما استظهره الاُستاد السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على سندنا هذا ؛ من كون الصواب « هشام » بدل « بشير » ؛ فإنّا لم نجد مع الفحص الأكيد رواية بشر أو بشير عن ابن أبي يعفور - وهو عبد الله - في موضع. وقد وردت فيالكافي ، ح ٢٥١٦ و ٨٣٦٥ ، رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن عبد الله بن أبي يعفور ، كما وردت فيالأمالي للطوسي ، ص ٦٦٣ ، المجلس ٣٥ ، ح ١٣٨٢ رواية محمّد بن أبي عمير عن هشام عن ابن أبي يعفور.

وتصحيف « هشام » بـ « بشير » بعد حذف ألفه كما كان مرسوماً في الخطوط القديمة ممّا لا معونة له.

(١٠). في «ط،بخ،بف» : «فدخل» بدل «إذ دخل».

(١١). في حاشية «بح،جد» والوسائل :«جعلت فداك».

(١٢). في « ط ، بخ ، بس ، بف ، جت » والوافي : « والشدّة ».

٦٢٣

النَّهَرِ(١) يَكْرِيهِ(٢) ، أَوِ الْمُسَنَّاةِ(٣) يُصْلِحُهَا ، فَمَا تَقُولُ فِي ذلِكَ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا أُحِبُّ أَنِّي عَقَدْتُ لَهُمْ عُقْدَةً(٤) ، أَوْ وَكَيْتُ لَهُمْ وِكَاءً(٥) ، وَإِنَّ لِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا(٦) ، لَا ، وَلَا مَدَّةً بِقَلَمٍ(٧) ؛ إِنَّ أَعْوَانَ الظَّلَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(٨) فِي سُرَادِقٍ(٩) مِنْ نَارٍ(١٠) حَتّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ الْعِبَادِ ».(١١)

٨٥١٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(١٢) بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « ى ، بخ ، بف » : « والنهر ».

(٢). يقال : كريتُ النهر كَرْياً ، من باب رمى ، أي حفرت فيه حفرة جديدة.المصباح المنير ، ص ٥٣٢ ( كرى ).

(٣). المسنّاة : حائط يبنى في وجه الماء ، ويسمّى السدّ.المصباح المنير ، ص ٢٩٢ ( سنن ).

(٤). في « ى » : - « عقدة ».

(٥). « الوِكاء » : الحبل الذي يشدّ به رأس الصرّة والكيس والقربة ونحوها ؛ يقال : وكيت السقاء ، وأوكيته ، أي شددت فمه بالوكاء.المصباح المنير ، ص ٦٧٠ ( وكا ).

(٦). اللاّبة : الحَرَّة ، وهي الأرض ذات الحجارة السود التي قد ألبستها لكثرتها.النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٤ ( لوب ).

(٧). في « بخ » : « يعلم ».

(٨). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة. موضع السؤال البناء وكري النهر وإصلاح المسنّاة ، ولا ريب أنّ أمثال تلك في معرض الظلم ، ولا يخلو من يرتكب ذلك غالباً عن التصرّف في أرض مغصوبة وإفساد الزرع والإجحاف بحقوق الناس ، وإعانة الظالم في الظلم قبيحة وإن لم تستلزم ولاية.

والحقّ أنّ بين الولاية من قبل الظالم وإعانته على الظلم عموماً من وجه ، ومورد الاجتماع معلوم ، مورد الافتراق ما يكون فيه الإعانة بغير ولاية ، كمورد السؤال من كري النهر وإصلاح المسنّاة ، أو تكون الولاية بغير إعانة ، كوالٍ مستقلّ في عمله ، يعلم من نفسه أنّه لا يصير مجبوراً في ولايته على ارتكاب محرّم ، كما ذكره العلّامة ونقلناه آنفاً ، وإن أبيت إلّاعن صدق الإعانة على الوالي من قبلهم مطلقاً وإن عمل بالحقّ ، فلا ريب في كونه مستثنى من الحكم ، كما سبق.

ويعلم بذلك أنّ إعانة الظالم في غير الظلم جائزة ؛ لأنّ المتبادر من المنع الإعانة على الظلم ، كما أنّ إعانة الفسّاق يتبادر منها الإعانة على الفسق ، لا على المباح والواجب ، فإذا أراد فاسق أن يصلّي جاز إحضار الماء لوضوئه وهدايته للقبلة بلا إشكال ».

(٩). « السرادق » : كلّ ما أحاط بشي‌ء من حائط أو مَضْرَبٍ أو خِباء.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ( سردق ).

(١٠). في « ى » وحاشية « بس » : + « جهنّم ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣١ ، ح ٩١٩ ، معلّقاً عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٥ ، ح ١٧٠٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٢٢٩٤. (١٢). في « ط » : - « محمّد ».

٦٢٤

يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ(١) مُهَاجِرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ(٢) ، فَقَالَ : « وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ».

قُلْتُ(٣) : يَسْأَلُونَكَ الدُّعَاءَ ، فَقَالَ : « وَمَا لَهُمْ(٤) ؟ ».

قُلْتُ : حَبَسَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ ، فَقَالَ : « وَمَا لَهُمْ(٥) ، وَمَا لَهُ؟ ».

قُلْتُ : اسْتَعْمَلَهُمْ ، فَحَبَسَهُمْ ، فَقَالَ : « وَمَا لَهُمْ(٦) ، وَمَا لَهُ؟ أَلَمْ أَنْهَهُمْ ، أَلَمْ أَنْهَهُمْ ، أَلَمْ أَنْهَهُمْ؟ هُمُ النَّارُ ، هُمُ النَّارُ ، هُمُ النَّارُ » قَالَ(٧) : ثُمَّ قَالَ : « اللّهُمَّ اخْدَعْ(٨) عَنْهُمْ سُلْطَانَهُمْ».

قَالَ : فَانْصَرَفْتُ(٩) مِنْ مَكَّةَ ، فَسَأَلْتُ(١٠) عَنْهُمْ ، فَإِذَا هُمْ(١١) قَدْ أُخْرِجُوا(١٢) بَعْدَ هذَا(١٣) الْكَلَامِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.(١٤)

٨٥١٤ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِيٍّ ، قَالَ :

أَخْبَرَنِي مَوْلًى لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : كُنْتُ بِالْكُوفَةِ ، فَقَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوافي : « عن ».

(٢). في « جن » : - « وفلان ».

(٣). في « بخ ، بف ، جت » والوافي والوسائل : « فقلت ».

(٤). في « ط » : « فما لهم ».

(٥). في «بخ،بف» والوافي : «ما لهم » بدون الواو.

(٦). في «بخ،بف» والوافي : « ما لهم » بدون الواو.

(٧). في «ى،بح،بس،جد» والوسائل والبحار :-«قال».

(٨). في « ي » : « اجذع ». وفي « بس ، جد » والوافي والوسائل : « اجدع ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : اللّهمّ اخدع ، كأنّ الخدع كناية عن تحويل قلبه عن ضررهم ، أو اشتغاله بما يصير سبباً لغفلته عنهم. وربّما يقرأ بالجيم والدال المهملة بمعنى الحبس والقطع ».

(٩). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والبحار : « فانصرفنا ».

(١٠). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل : « فسألنا ».

(١١). في « ى » : - « هم ».

(١٢). في « جن » : « خرجوا ».

(١٣). في « ط ، ى ، بح ، جن » والوسائل والبحار : - « هذا ».

(١٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٦ ، ح ١٧٠٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٨ ، ح ٢٢٣١٦ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ١٥٨ ، ح ٢٢٥.

٦٢٥

الْحِيرَةَ(١) ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ(٢) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَوْ كَلَّمْتَ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ أَوْ بَعْضَ هؤُلَاءِ ، فَأَدْخُلَ(٣) فِي بَعْضِ هذِهِ الْوِلَايَاتِ.

فَقَالَ : « مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ».

قَالَ : فَانْصَرَفْتُ إِلى مَنْزِلِي ، فَتَفَكَّرْتُ ، فَقُلْتُ : مَا أَحْسَبُهُ مَنَعَنِي(٤) إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أَجُورَ ، وَاللهِ لآتِيَنَّهُ ، وَلَأُعْطِيَنَّهُ الطَّلَاقَ وَالْعَتَاقَ وَالْأَيْمَانَ الْمُغَلَّظَةَ أَلَّا أَظْلِمَ أَحَداً وَلَا أَجُورَ ، وَلَأَعْدِلَنَّ.

قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي فَكَّرْتُ فِي إِبَائِكَ عَلَيَّ(٥) ، فَظَنَنْتُ(٦) أَنَّكَ إِنَّمَا مَنَعْتَنِي وَكَرِهْتَ(٧) ذلِكَ مَخَافَةَ أَنْ أَجُورَ أَوْ أَظْلِمَ(٨) ، وَإِنَّ كُلَّ امْرَأَةٍ لِي طَالِقٌ ، وَكُلَّ مَمْلُوكٍ لِي حُرٌّ ، وَعَلَيَّ(٩) وَعَلَيَّ إِنْ ظَلَمْتُ أَحَداً ، أَوْ جُرْتُ عَلَيْهِ(١٠) ، وَإِنْ لَمْ أَعْدِلْ.

قَالَ : « كَيْفَ(١١) قُلْتَ؟ ».

قَالَ(١٢) : فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ الْأَيْمَانَ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : « تَنَاوُلُ(١٣) السَّمَاءِ(١٤)

____________________

(١). فيمعجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ : « الحيرة - بالكسر ، ثمّ السكون وراء - : مدينة كانت على ثلاثة أميال من‌ الكوفة على موضع يقال له : النجف ، زعموا أنّ بحر فارس كان يتّصل به ».

(٢). في « ط ، جد ، جن » والوسائل والبحار : - « له ».

(٣). في « جن » : « وأدخل ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف » وحاشية « جت » : « منعه ».

(٥). في الوسائل : - « إنّى فكّرت في إبائك عليّ ».

(٦). في الوسائل : « ظننت ».

(٧). في « ط ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل والبحار : « إنّما كرهت » بدل « إنّما منعتني وكرهت ».

(٨). في « ى » : « وأظلم ». وفي « بح » : « أو أن أظلم ».

(٩). هكذا في « ط ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل والبحار وفي « ى ، بخ ، بف » : - « وعليّ ». وفي المطبوع : « عليَّ » بدون الواو. (١٠). في « بخ ، بف » والوافي : « على أحد ».

(١١). في « بخ ، بف » والوافي : « فكيف ».

(١٢). في « ط ، بف » والوسائل : - « قال ».

(١٣). في « ط ، بح ، بخ » : « تنال ».

(١٤). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : تناول السماء ، أي لا يمكنك الوفاء بتلك الأيمان ، والدخولُ في أعمال هؤلاء بغير ارتكاب ظلم محالٌ ، فتناول السماء بيدك أيسر ممّا عزمت عليه ».

٦٢٦

أَيْسَرُ عَلَيْكَ مِنْ ذلِكَ ».(١)

٨٥١٥ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٢) : « أَمَا تَغْشى سُلْطَانَ هؤُلَاءِ(٣) ؟ » قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ(٤) : « وَلِمَ(٥) ؟ » قُلْتُ : فِرَاراً بِدِينِي ، قَالَ(٦) : « وَعَزَمْتَ(٧) عَلى ذلِكَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ(٨) لِي(٩) : « الْآنَ سَلِمَ(١٠) لَكَ دِينُكَ ».(١١)

٨٥١٦ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(١٢) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ(١٣) ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ(١٤) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْمَكَاسِبِ ، فَنَهَانِي عَنْهَا ، وَقَالَ(١٥) : « يَا فُضَيْلُ ،

____________________

(١).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٦ ، ح ١٧٠٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٨ ، ح ٢٢٣١٧ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٠٦.

(٢). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد » : + « قال أبو عبدالله لي ».

(٣). « تغشى سلطان هؤلاء » أي تأتيه وتجي‌ء إليه وتدخل عليه. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ( غشا ).

(٤). في « جد » : + « لي ».

(٥). فيالتهذيب : « فلم ».

(٦). في « ى » : + « لي ».

(٧). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي التهذيب : « قد عزمت ». وفي المطبوع : « فعزمت ».

(٨). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » وحاشية « جت » والوسائل : « قال ».

(٩). في « ى ، بف » : - « لي ».

(١٠). في « جن » : « يسلم ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٢١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٧ ، ح ١٧٠٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٠ ، ح ٢٢٢٩٥.

(١٢). في « بف » : « القاشاني ». وفيالكافي ، ح ١٦٣٥ : - « القاساني ».

(١٣). في « بح » : « سليمان بن داود المنقري ».

(١٤). فيالكافي ، ح ١٦٣٥ : « حفص بن غياث » بدل « فضيل بن عياض ». هذا ، وحفص بن غياث والفضيل بن عياض كلاهما من مشايخ سليمان بن داود المنقري. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٦٦ - ٣٦٩ ؛ وج ١٣ ، ص ٣٣١ ، الرقم ٩٤٢٦.

(١٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « فقال ».

٦٢٧

وَاللهِ لَضَرَرُ هؤُلَاءِ عَلى هذِهِ(١) الْأُمَّةِ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ(٢) التُّرْكِ وَالدَّيْلَمِ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوَرَعِ مِنَ النَّاسِ(٣) ؟

فَقَالَ(٤) : « الَّذِي يَتَوَرَّعُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَجْتَنِبُ(٥) هؤُلَاءِ(٦) ، وَإِذَا لَمْ يَتَّقِ الشُّبُهَاتِ ، وَقَعَ(٧) فِي الْحَرَامِ وَهُوَ لَايَعْرِفُهُ ، وَإِذَا(٨) رَأَى الْمُنْكَرَ ، فَلَمْ يُنْكِرْهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ ، فَقَدْ بَارَزَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِالْعَدَاوَةِ ، وَمَنْ أَحَبَّ بَقَاءَ الظَّالِمِينَ ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ ؛ إِنَّ اللهَ تَعَالى(٩) حَمِدَ نَفْسَهُ عَلى هَلَاكِ الظَّالِمِينَ ، فَقَالَ :( فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (١٠) ».(١١)

٨٥١٧ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارَ ) (١٢) قَالَ : « هُوَ الرَّجُلُ يَأْتِي السُّلْطَانَ ، فَيُحِبُّ بَقَاءَهُ إِلى أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ إِلى(١٣)

____________________

(١). في « بخ ، بف » : - « هذه ».

(٢). في « بح » : - « ضرر ».

(٣). في تفسير القمّي : - « من الناس ».

(٤). هكذا في « ط ، بخ ، بف ، جت » والوافي والكافي ، ح ١٦٣٥ وتفسير العيّاشي وتفسير القمّي والمعاني وفي‌سائر النسخ والمطبوع : « قال ». (٥). في«ى» وحاشية« جت » والوافي : « ويتجنّب ».

(٦). فيتفسير القمّي : « الشبهات ».

(٧). في « ى » : « و وقع ».

(٨). في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جت ، جد ، جن » : « إذا » بدون الواو.

(٩). في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » وحاشية « جت » : « تبارك وتعالى ».

(١٠). الأنعام (٦) : ٤٥.

(١١).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الورع ، ح ١٦٣٥ ، إلى قوله : « يتورّع عن محارم الله عزّ وجلّ ». وفيتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد.معاني الأخبار ، ص ٢٥٢ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٥ ، عن فضيل بن عياض ، وفي كلّ المصادر من قوله : « وسألته عن الورع »الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٧ ، ح ١٧٠٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٨ ، ح ٢١٥٠٧.

(١٢). هود (١١) : ١١٣.

(١٣). في «بخ،بف»والوافي :«في».وفي«ط»: - «إلى».

٦٢٨

كِيسِهِ ، فَيُعْطِيَهُ(١) ».(٢)

٨٥١٨ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ(٣) ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ قَوْماً مِمَّنْ آمَنَ بِمُوسىعليه‌السلام قَالُوا : لَوْ أَتَيْنَا عَسْكَرَ فِرْعَوْنَ ، فَكُنَّا(٤) فِيهِ وَنِلْنَا مِنْ دُنْيَاهُ ، فَإِذَا(٥) كَانَ الَّذِي نَرْجُوهُ مِنْ ظُهُورِ مُوسىعليه‌السلام صِرْنَا إِلَيْهِ ، فَفَعَلُوا ، فَلَمَّا تَوَجَّهَ مُوسىعليه‌السلام وَمَنْ مَعَهُ(٦) هَارِبِينَ مِنْ فِرْعَوْنَ ، رَكِبُوا دَوَابَّهُمْ ، وَأَسْرَعُوا فِي السَّيْرِ لِيَلْحَقُوا بِمُوسى(٧) عليهلامَ وَعَسْكَرِهِ ، فَيَكُونُوا مَعَهُمْ(٨) ، فَبَعَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مَلَكاً ، فَضَرَبَ وُجُوهَ دَوَابِّهِمْ ، فَرَدَّهُمْ إِلى عَسْكَرِ فِرْعَوْنَ ، فَكَانُوا فِيمَنْ غَرِقَ مَعَ فِرْعَوْنَ ».(٩)

٨٥١٩ / ١٤. وَرَوَاهُ(١٠) عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

____________________

(١). في « جد » : « ويعطيه ». وفي « ى » : « ليعطيه ».

(٢). راجع :تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٦١ ، ح ٧١ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ١١ ، ح ٤٩٦٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٤٢٦ ، المجلس ٦٦ ، ح ١الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٨ ، ح ١٧٠٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٥ ، ح ٢٢٣٠٨.

(٣). ورد الخبر - باختلاف يسير - في كتاب الزهد عن النضر عن محمّد بن هاشم عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار . وفي المطبوع والوافي عن بعض النسخ : « وكنّا ».

(٥). فيالوسائل : « حتّى إذا ».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والبحار والزهد. وفي المطبوع والوافي : + « إلى البحر ».

(٧). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل والبحار : « موسى ».

(٨). في « بف ، جن » والوافي : « مَعه ».

(٩).الزهد ، ص ١٣٣ ، ح ١٧٥ ، عن النضر ، عن محمّد بن هاشم ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٨ ، ح ١٧٠٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٥ ، ح ٢٢٣٠٩ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ١٢٧ ، ح ٢٦.

(١٠). الضمير المستتر في « رواه » راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق ؛ فقد تكرّرت رواية أحمد بن محمّد بن عيسى - وهو المراد من أحمد بن محمّد - عن [ الحسن بن عليّ ] بن فضّال عن عليّ بن عقبة ، في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣١١ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٢٧.

٦٢٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « حَقٌّ عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ تَصِيرُوا(١) مَعَ مَنْ عِشْتُمْ مَعَهُ فِي دُنْيَاهُ(٢) ».(٣)

٨٥٢٠ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ(٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ(٥) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ(٦) ، قَالَ :

وَصَفْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مَنْ يَقُولُ بِهذَا الْأَمْرِ مِمَّنْ يَعْمَلُ عَمَلَ السُّلْطَانِ.

فَقَالَ : « إِذَا وَلُوكُمْ يُدْخِلُونَ عَلَيْكُمُ المَرْفِقَ(٧) ، وَيَنْفَعُونَكُمْ فِي حَوَائِجِكُمْ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : مِنْهُمْ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ(٨) ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَايَفْعَلُ.

____________________

(١). في « بف » : « أن تصيروا ».

(٢). في الوافي : « الدنيا ».

(٣).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٩ ، ح ١٧٠٤١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٥ ، ح ٢٢٣١٠.

(٤). في « ط ، جد » وحاشية « جن » والوسائل والتهذيب : « البارقي ». ولم نجد أحمد بن محمّد البارقي في موضع ، كما أنّه لم يثبت رواية سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد البرقي. وما ورد فيالكافي ، ح ١٥٠٩٣ من رواية عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ ، فاحتمال العطف فيه غير منفيّ ؛ لما ورد في بعض الأسناد من رواية عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن عليّ. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٥٢٨.

(٥). في التهذيب : « أبي عليّ بن راشد ».

(٦). هكذا في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جن » وحاشية « بح ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب وفي « بح » والمطبوع : « يونس بن حمّاد ». والمذكور في كتب الرجال والأسناد هو يونس بن عمّار الصيرفي أخو إسحاق بن عمّار. راجع :رجال النجاشي ، ص ٧١ ، الرقم ١٦٩ ؛رجال البرقي ، ص ٢٩ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٤٨٥١.

وأمّا يونس بن حمّاد ، فلم يثبت وجود راوٍ بهذا العنوان.

(٧). هكذا في « ط ، ى ، بح ، ب ف ، جد ، جن » والوافي والمرآة والوسائل والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الرفق. والرفق ». لين الجانب ، ولطافة الفعل ، وهو ضدّ العُنْف ، والرفق والمرفق من الأمر : هو ما ارتفقت به وانتفعت به ، وهو ما استعين به. وفيالوافي : « يدخلون عليكم المرفق : يلطفون بكم ويحسنون الصنيع إليكم ؛ فإنّ الرفق هو اللطف وحسن الصنيع ». راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٢ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١١٨ ( رفق ).

(٨). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب : - « ذلك ».

٦٣٠

قَالَ : « مَنْ(١) لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ مِنْهُمْ ، فَابْرَؤُوا مِنْهُ ؛ بَرِئَ اللهُ مِنْهُ ».(٢)

٨٥٢١ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ(٣) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي وُلِّيتُ عَمَلاً ، فَهَلْ لِي مِنْ ذلِكَ(٤) مَخْرَجٌ؟

فَقَالَ : « مَا أَكْثَرَ مَنْ طَلَبَ الْمَخْرَجَ مِنْ ذلِكَ(٥) ، فَعَسُرَ عَلَيْهِ ».

قُلْتُ : فَمَا تَرى؟

قَالَ : « أَرى أَنْ تَتَّقِيَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - وَلَا تَعُودَهُ(٦) ».(٧)

٣١ - بَابُ شَرْطِ(٨) مَنْ أُذِنَ لَهُ(٩) فِي أَعْمَالِهِمْ‌

٨٥٢٢ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي(١٠) سَلَمَةَ ، قَالَ :

____________________

(١). في « بح ، جن » وحاشية « جت » : « ومن ». وفيالتهذيب : « فمن ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٢٣ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٩ ، ح ١٧٠٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٩٦ ، ح ٢٢٢٣٧.

(٣). في « بس ، جت » : « جميل ».

(٤). في « بخ ، بف » : + « من ».

(٥). في التهذيب : « من ذلك المخرج » بدل « المخرج من ذلك ».

(٦). هكذا في « ط ، بخ ، بف » وحاشية « بح » والوافي والتهذيب. وفي « ى ، بح ، جت ، جد ، جن » : « ولا تعد ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولا تعده ». وفي « بس » والوسائل : « ولا تعدّ ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٢٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٩ ، ح ١٧٠٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٩ ، ح ٢٢٣١٨.

(٨). في حاشية « جت » : « شروط ».

(٩). في « بخ ، بس ، جن » : « لهم ».

(١٠). فيالتهذيب : - « أبي ».

٦٣١

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، فَقَالَ لِي : « يَا زِيَادُ ، إِنَّكَ لَتَعْمَلُ عَمَلَ‌ السُّلْطَانِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالَ لِي : « وَلِمَ؟(١) » قُلْتُ : أَنَا رَجُلٌ لِي مُرُوءَةٌ(٢) ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ(٣) ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ظَهْرِي(٤) شَيْ‌ءٌ.

فَقَالَ لِي : « يَا زِيَادُ ، لَأَنْ أَسْقُطَ مِنْ حَالِقٍ(٥) ، فَأَتَقَطَّعَ(٦) قِطْعَةً قِطْعَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَوَلّى لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عَمَلاً ، أَوْ أَطَأَ بِسَاطَ رَجُلٍ مِنْهُمْ(٧) إِلَّا لِمَا ذَا؟ ».

قُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ(٨) .

فَقَالَ(٩) : « إِلَّا لِتَفْرِيجِ كُرْبَةٍ عَنْ مُؤْمِنٍ ، أَوْ فَكِّ أَسْرِهِ ، أَوْ قَضَاءِ دَيْنِهِ ؛ يَا زِيَادُ ، إِنَّ أَهْوَنَ مَا يَصْنَعُ اللهُ بِمَنْ تَوَلّى لَهُمْ(١٠) عَمَلاً أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِ سُرَادِقٌ(١١) مِنْ نَارٍ إِلى أَنْ يَفْرُغَ اللهُ(١٢) مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ(١٣) ؛ يَا زِيَادُ ، فَإِنْ وُلِّيتَ شَيْئاً مِنْ أَعْمَالِهِمْ ، فَأَحْسِنْ إِلى إِخْوَانِكَ ،

____________________

(١). في « بخ ، بف » : « فلم ».

(٢). « الـمُرُوءة » : كمال الرجوليّة ، والمروءة : الإنسانيّة ، ولك أن تشدّد. وقيل : للأحنف : ما المروءة؟ فقال : العفّة والحِرْفَة ، وسئل آخر عن المروءة فقال : المروءة : أن لا تفعل في السرّ أمراً وأنت تستحيي أن تفعله جهراً. كذا فيلسان العرب ، ج ١ ، ص ١٥٤ ( مرأ ).

وفيالمرآة : « قوله : لي مروّة ، أي إحسان وفضل ، عوّدت الناس من نفسي ، أو رجاه وزيّ لا يمكنني تركه ».

(٣). في « ى » : « عيالي ».

(٤). فيالمرآة : « قوله : وراء ظهري ، أي ما أعتمد عليه من مال وضيعة ».

(٥). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي . وفي المطبوع والمرآة : « جالق ». والحالق : الجبل المرتفع‌والعالي ، يقال : جاء من حالق ، أي من مكان مشرف. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٦٣ ( حلق ).

(٦). في « ى ، بح ، بس » والبحار : « فانقطع ». وفي « بخ ، بف » : « فأقطع ». وفي « جت » : « فاُقطّع ».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب. وفي المط بوع : « أحدهم » بدل « رجل منهم ». (٨). في التهذيب : - « جعلت فداك ».

(٩). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والوسائل والبحار والتهذيب : « قال ». وفي « جن » : - « فقال ».

(١٠). في « بخ » : « تولّاهم » بدل « تولّى لهم ».

(١١). في « بخ ، بف » : « سرادقاً ». و « السرادق » : هو كلّ ما أحاط بشي‌ء من حائط أو مَضْرَب أو خِباء.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ( سرق ). (١٢). في « ى ، بح ، بس ، جد » والوسائل : - « الله ».

(١٣). في « بخ ، بف » والوافي : « الخلق ».

٦٣٢

فَوَاحِدَةٌ بِوَاحِدَةٍ ، وَاللهُ مِنْ وَرَاءِ ذلِكَ(١) ؛ يَا زِيَادُ ، أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْكُمْ تَوَلّى لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عَمَلاً ، ثُمَّ سَاوى بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ، فَقُولُوا لَهُ : أَنْتَ مُنْتَحِلٌ(٢) كَذَّابٌ ؛ يَا زِيَادُ ، إِذَا ذَكَرْتَ مَقْدُرَتَكَ عَلَى النَّاسِ ، فَاذْكُرْ مَقْدُرَةَ اللهِ عَلَيْكَ غَداً ، وَنَفَادَ مَا أَتَيْتَ إِلَيْهِمْ(٣) عَنْهُمْ ، وَبَقَاءَ مَا أَتَيْتَ(٤) إِلَيْهِمْ عَلَيْكَ ».(٥)

٨٥٢٣ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ(٦) مِنْ هذِهِ الْعِصَابَةِ(٧) قَدْ(٨) وُلِّيَ وَلَايَةً.

فَقَالَ : « كَيْفَ صَنِيعَتُهُ(٩) إِلى إِخْوَانِهِ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : لَيْسَ عِنْدَهُ خَيْرٌ.

____________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٦٧ : « قولهعليه‌السلام : من وراء ذلك ، قال الوالد رحمه ‌الله : أي بالعفو والرحمة إن فعلت‌كذا ، وحقّ الله باق يلزمك أن تتوب إليه ، أو المعنى : أنّي مع ذلك لا أجزم بالعفو ؛ إذ لا يجب عليه تعالى. انتهى. وقيل : المعنى : الله تعالى يعلم قدر تخفيف العقوبة. والأظهر المعنى الأوّل الذي أفاد الوالد قدّس سرّه ».

وفي هامشالكافي المطبوع : « أي فكلّ واحدة من آحاد تلك التولية لكلّ عمل من أعمالهم في مقابلة كلّ إحسان من إحسانك إلى إخوانك ، والله تعالى هو المتصدّي لتلك المقابلة ، لا يفوته شي‌ء من موازنة هذه بهذه ؛ لقوله تعالى :( وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ ) [ البروج (٨٥) : ٢٠ ] ، يشعر بذلك خبر حسن بن الحسين الأنباري ، كما سيأتي عن قريب ».

(٢). في « ط » : + « أنت ». والانتحال : ادّعاء الرجل لنفسه ما ليس له. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٢٧ ( نحل ).

(٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : ما أتيت إليهم ، أي أحسنت إليهم يذهب عنهم ، فلو كان معك كان يذهب عنك أيضاً ؛ أوما أتيت إليهم من الضرر. والأوّل أظهر ». وفي هامشالكافي المطبوع : « أي ما أتيت إليهم من الإنعام ينفد بالنسبة إليهم ، ويبقى بالنظر إليك ». (٤). فيالتهذيب : « أبقيت ».

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٣ ، ح ٩٢٤ ، معلّقاً عن الكليني.الأمالي للطوسي ، ص ٣٠٣ ، المجلس ١١ ، ح ٤٩ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٦٥ ، ح ١٧٠٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٩٤ ، ح ٢٢٣٣٤ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٧٢ ، ح ١٣. (٦). في « ط » : « ذكرت عنده رجلاً ».

(٧). العِصابة : هم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين ، ولا واحد لها من لفظها.النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٣ ( عصب ). (٨). في « بف » : « وقد ».

(٩). في « بح ، جت ، جد » وحاشية « ى » والوسائل والتهذيب : « صنيعه ». وفي « بف » : « صنعه ».

٦٣٣

فَقَالَ(١) : « أُفٍّ(٢) ؛ يَدْخُلُونَ فِيمَا لَايَنْبَغِي لَهُمْ ، وَلَا يَصْنَعُونَ إِلى إِخْوَانِهِمْ خَيْراً ».(٣)

٨٥٢٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : مَا تَقُولُ فِي أَعْمَالِ هؤُلَاءِ؟

قَالَ : « إِنْ كُنْتَ لَابُدَّ فَاعِلاً ، فَاتَّقِ أَمْوَالَ الشِّيعَةِ ».

قَالَ : فَأَخْبَرَنِي عَلِيٌّ أَنَّهُ كَانَ يَجْبِيهَا(٤) مِنَ الشِّيعَةِ عَلَانِيَةً ، وَيَرُدُّهَا عَلَيْهِمْ فِي السِّرِّ.(٥)

٨٥٢٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْبَارِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ(٦) سَنَةً أَسْتَأْذِنُهُ فِي عَمَلِ(٧) السُّلْطَانِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ كِتَابٍ ، كَتَبْتُهُ(٨) إِلَيْهِ أَذْكُرُ أَنِّي(٩) أَخَافُ عَلى خَيْطِ(١٠) عُنُقِي ،

____________________

(١). في الوافي والوسائل والتهذيب : « قال ».

(٢). « اُفٍّ » : كلمة تضجّر ، أو هي صوت إذا صوّت به الإنسان علم أنّه متضجّر متكرّه. وأصل الاُفّ : كلّ مستقذر من وسخ وقلامة ظفر وما يجري مجراها ، يقال ذلك عند استقذار الشي‌ء ، ثمّ استعمل ذلك عند كلّ شي‌ء يضجر منه ويتأذّى به. وفيه ستّ لغات ، وما في المتن أفصحها وأكثرها استعمالاً. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٦ ( أفف ).

(٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٠ ، ح ٩١٦ ، بسنده عن محمّد بن عبد الجبّارالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٠٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٩٥ ، ح ٢٢٣٣٥.

(٤). في « بس » : « يجمعها ». وفي « بف » : « يجتنيها ». و « يجبيها » أي يجمعها. والجِباية : الجمع ، واستخراج الأموال من مظانّها. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٢٨ - ١٢٩ ( جبي ).

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٥ ، ح ٩٢٧ ، معلّقاً عن الكليني.رجال الكشّي ، ص ٤٣٤ ، ضمن ح ٨٢٠ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٠٥٦ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٥٨ ، ح ٣١.

(٦). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوافي والوسائل والبحار وفي المطبوع : « أربعة عشر ».

(٧). في « بف » والوافي : « أعمال ».

(٨). في « ط » : « كتبت ».

(٩). في التهذيب : « أنّني ».

(١٠). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جت ، جد ، جن » والمرآة والوسائل والبحار والتهذيب. وفي سائر النسخ =

٦٣٤

وَأَنَّ السُّلْطَانَ يَقُولُ لِي(١) : إِنَّكَ(٢) رَافِضِيٌّ ، وَلَسْنَا نَشُكُّ فِي أَنَّكَ تَرَكْتَ الْعَمَلَ لِلسُّلْطَانِ(٣) لِلرَّفْضِ(٤) .

فَكَتَبَ إِلَيَّ(٥) أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « قَدْ(٦) فَهِمْتُ كِتَابَكَ(٧) وَمَا ذَكَرْتَ مِنَ الْخَوْفِ عَلى نَفْسِكَ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ إِذَا وُلِّيتَ عَمِلْتَ فِي عَمَلِكَ بِمَا أَمَرَ(٨) بِهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ تُصَيِّرُ(٩) أَعْوَانَكَ وَكُتَّابَكَ(١٠) أَهْلَ مِلَّتِكَ ، فَإِذَا(١١) صَارَ إِلَيْكَ شَيْ‌ءٌ وَاسَيْتَ بِهِ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ حَتّى تَكُونَ وَاحِداً مِنْهُمْ ، كَانَ ذَا بِذَا ، وَإِلَّا فَلَا ».(١٢)

٨٥٢٦ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ(١٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ(١٤) أَبِي نَصْرٍ :

____________________

= والمطبوع : « خبط ».

وفيالوافي : « خبط عنقي ، بالخاء المعجمة والباء الموحّدة ، أي ضرب عنقي ؛ من خبطت الشجر خبطاً ، إذا ضربته بالعصا ليسقط ورقه ». وفي هامشه عن ابن المصنّف : « من المحتمل أن يكون بالياء المثنّاة من تحت ؛ فإنّ خيط الرقبة نخاعها ، ومنه يقال : نعامة خيطاء ، بيّنة الخيط ، إذا كانت طويلة العنق ». وفيالمرآة : « قوله : خيط عنقي ، بالخاء المعجمة والياء المثنّاة ، قال الفيروز آباديّ : الخيط من الرقبة : نخاعها. انتهى. وربّما يقرأ بالباء الموحدّة ، قال الفيروز آبادي : خبطه يخبطه : ضربه شديداً ، والقوم بسيفه : جلدهم. انتهى. والأوّل هو الموافق للنسخ ، وهو أظهر ». وراجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٧ ( خبط ) ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٠٠ ( خيط ).

(١). في « ى ، بح ، بس ، جد » والبحار والتهذيب : - « لي ».

(٢). في « بف » والتهذيب : - « إنّك ».

(٣). في « ى » والتهذيب : « عمل السلطان ».

(٤). في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي : « للترفّض ».

(٥). في « ط » والتهذيب : « إليه ».

(٦). في الوسائل والتهذيب : - « قد ».

(٧). في « ط ، بح ، بخ ، بف » : « كتبك ».

(٨). في حاشية « جت » : « أمرك ».

(٩). في « بح ، بف » والبحار : « يصير ».

(١٠). في التهذيب : + « من ».

(١١). في التهذيب : « وإذا ».

(١٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٥ ، ح ٩٢٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٠٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٠١ ، ح ٢٢٣٤٤ ؛البحار ، ج ٤٩ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٨.

(١٣). في الوسائل : « الحسن ».

(١٤). في « بخ ، بف » : « عن » بدل « بن ». والخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٦ ، ح ٩٢٩ ، بإسناده =

٦٣٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا مِنْ جَبَّارٍ إِلَّا وَمَعَهُ مُؤْمِنٌ يَدْفَعُ اللهُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ أَقَلُّهُمْ حَظّاً فِي الْآخِرَةِ » يَعْنِي أَقَلَّ الْمُؤْمِنِينَ حَظّاً ؛ لِصُحْبَةِ(١) الْجَبَّارِ.(٢)

٨٥٢٧ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ(٣) بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الصَّيْدَلَانِيِّ(٤) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ(٥) مِنْ أَهْلِ بُسْتَ(٦) وَسِجِسْتَانَ(٧) ، قَالَ :

____________________

= عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن مهران بن محمّد ، عن أبي بصير. والمذكور في بعض نسخه هو مهران بن محمّد بن أبي نصر. وهو الصواب ومهران بن محمّد ، هو مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني والد إسماعيل بن مهران وقد وردت فيالكافي ، ح ٤٦٧٣ و ٤٦٧٥ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٤٤ ، ح ٥٥٧٨ رواية عثمان بن عيسى عن مهران بن محمّد عن أبي عبداللهعليه‌السلام راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٣ ، الرقم ١١٣٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٧ ، الرقم ٣٢.

(١). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » : « لصحبته ». وفيالوسائل : « بصحبة ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٦ ، ح ٩٢٩ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن مهران بن محمّد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الاختصاص ، ص ٢٦١ ، بسند آخر ، إلى قوله : « يدفع الله به عن المؤمنين » مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٠٥٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٨٦ ، ح ٢٢٣١١.

(٣). في البحار ، ج ٤٦ و ٥٠ : « ومحمّد » بدل « عن محمّد ». وهو سهو ؛ فإنّه لم يثبت رواية الكليني عن محمّد بن‌أحمد - وهو محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري - مباشرة. فكرّرت في الأسناد رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن [ أحمد بن محمّد ] السيّاري. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٩ ؛ وص ٤٤٧.

(٤). في « ى ، جت ، جد » وحاشية « جن » : « الصيدناني ». وقد تقدّم ، ذيل ح ٨٣٩٣ ، أنّ الصيدلاني والصيدناني بمعنى واحدٍ. (٥). في الوافي : « حليفة ».

(٦). فيمعجم البلدان ، ج ١ ، ص ٤١٤ : « بُسْت - بالضمّ - : مدينة بين سجستان وغزنين وهراة ، وأظنّها من أعمال كابل ؛ فإنّ قياس ما نجده من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي ، وهي من البلاد الحارّ المزاج ، وهي كبيرة ، ويقال لناحيتها اليوم : گرم سير ، معناه النواحي الحارّة المزاج ».

(٧). في معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ١٩٠ : « سجستان ، بكسر أوّله وثانيه ، وسين اُخرى مهملة ، وتاء مثنّاة من فوق ، وآخره نون : وهي ناحية كبيرة و ولاية واسعة ، ذهب بعضهم إلى أنّ سجستان اسم للناحية وأنّ اسم مدينتها زرنج ، وبينها وبين هراة عشرة أيّام ثمانون فرسخاً ، وهي جنوبيّ هراة ، وأرضها رملة سبخة ، والرياح لا تسكن فيها أبداً ولا تزال شديدة تدير رحاهم ، وطحنهم على تلك الرحى ».

٦٣٦

رَافَقْتُ(١) أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ ، فَقُلْتُ لَهُ - وَأَنَا مَعَهُ عَلَى الْمَائِدَةِ ، وَهُنَاكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ السُّلْطَانِ - : إِنَّ وَالِيَنَا - جُعِلْتُ فِدَاكَ - رَجُلٌ يَتَوَلَّاكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَيُحِبُّكُمْ ، وَعَلَيَّ فِي دِيوَانِهِ خَرَاجٌ(٢) ، فَإِنْ رَأَيْتَ - جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ(٣) - أَنْ تَكْتُبَ(٤) إِلَيْهِ(٥) بِالْإِحْسَانِ إِلَيَّ.

فَقَالَ لِي(٦) : « لَا أَعْرِفُهُ ».

فَقُلْتُ(٧) : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٨) ، إِنَّهُ - عَلى مَا قُلْتُ - مِنْ مُحِبِّيكُمْ(٩) أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَكِتَابُكَ يَنْفَعُنِي عِنْدَهُ.

فَأَخَذَ الْقِرْطَاسَ ، وَكَتَبَ(١٠) : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مُوصِلَ كِتَابِي هذَا ذَكَرَ عَنْكَ مَذْهَباً جَمِيلاً ، وَإِنَّ مَا(١١) لَكَ مِنْ عَمَلِكَ(١٢) مَا أَحْسَنْتَ فِيهِ ، فَأَحْسِنْ إِلى إِخْوَانِكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - سَائِلُكَ عَنْ مَثَاقِيلِ الذَّرِّ وَالْخَرْدَلِ ».

قَالَ : فَلَمَّا وَرَدْتُ سِجِسْتَانَ ، سَبَقَ الْخَبَرُ إِلَى(١٣) الْحُسَيْنِ(١٤) بْنِ عَبْدِ اللهِ‌

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوسائل : « وافقت ».

(٢). الخَراج : ما يخرج من غَلّة الأرض أو الغلام. والغلّة : الدخل من كراء دار ، أو فائدة أرض ونحو ذلك ، ثمّ سمّي‌الإتاوة خراجاً ، وهو ما يأخذه السلطان من أموال الناس. راجع :المغرب ، ص ١٤١ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ( خرج ).

(٣). في « ط ، بخ ، بف » : « جعلت فداك ».

(٤). في « جت » : + « لي ».

(٥). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار ، ج ٤٦ و ٥٠والتهذيب . وفي المطبوع : + « كتاباً ».

(٦). في « ط ، ى ، بح ، جد ، جن » والبحار ، ج ٤٦ و ٥٠ والتهذيب : - « لي ».

(٧). في « ط ، بف » والوافي : + « له ».

(٨). في « ط ، بف » : - « جعلت فداك ».

(٩). في « ط » وحاشية « جت » : « محبّتكم ».

(١٠). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والبحار ، ج ٤٦ و ٥٠ : « فكتب ».

(١١). في « بخ ، بف » والوسائل : « وإنّما ».

(١٢). في « ى ، بس ، جد ، جن » : + « إلّا ». وفي التهذيب : « أعمالك إلّا » بدل « عملك ».

(١٣). في « بف » : + « أبي ».

(١٤). في « ط » : « الحسن ».

٦٣٧

النَّيْسَابُورِيِّ(١) وَهُوَ الْوَالِي ، فَاسْتَقْبَلَنِي عَلى فَرْسَخَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ(٢) ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ‌ الْكِتَابَ ، فَقَبَّلَهُ ، وَوَضَعَهُ عَلى عَيْنَيْهِ(٣) ، ثُمَّ قَالَ(٤) لِي(٥) : مَا(٦) حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ : خَرَاجٌ عَلَيَّ فِي دِيوَانِكَ ، قَالَ(٧) : فَأَمَرَ بِطَرْحِهِ عَنِّي ، وَقَالَ لِي(٨) : لَاتُؤَدِّ خَرَاجاً مَا دَامَ لِي عَمَلٌ ، ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ عِيَالِي ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَبْلَغِهِمْ ، فَأَمَرَ(٩) لِي وَلَهُمْ بِمَا يَقُوتُنَا(١٠) وَفَضْلاً ، فَمَا أَدَّيْتُ فِي عَمَلِهِ خَرَاجاً مَا دَامَ حَيّاً ، وَلَا قَطَعَ عَنِّي صِلَتَهُ(١١) حَتّى مَاتَ.(١٢)

٨٥٢٨ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « إِنَّ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَعَ السُّلْطَانِ أَوْلِيَاءَ يَدْفَعُ بِهِمْ عَنْ‌

أَوْلِيَائِهِ ».(١٣)

٣٢ - بَابُ بَيْعِ السِّلَاحِ مِنْهُمْ‌

٨٥٢٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « جد ، جن » : « النيشابوري ».

(٢). في « ط » : « فاستقبله من المدينة على فرسخين » بدل « فاستقبلني على فرسخين من المدينة ».

(٣). في « بف » : « عينه ».

(٤). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » وحاشية « جت » والوسائل والبحار ، ج ٥٠ : « وقال ».

(٥). في الوسائل : - « لي ».

(٦). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد » والبحار ، ج ٤٦ و ٥٠ : - « ما ».

(٧). في الوسائل : - « قال ».

(٨). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل والبحار ، ج ٤٦ و ٥٠ والتهذيب : - « لي ».

(٩). في « ط » : « وأمر ».

(١٠). في « بف » : « بقوّتنا » بدل « بما يقوتنا ».

(١١). في « ط » : « صلتي ».

(١٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٤ ، ح ٩٢٦ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمدالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٠٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٩٥ ، ح ٢٢٣٣٦ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٩ ؛ وج ٥٠ ، ص ٨٦ ، ح ٢.

(١٣).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٦٦٤ ، معلّقاً عن عليّ بن يقطين ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٦٩ ، ح ١٧٠٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٩٢ ، ذيل ح ٢٢٣٢٦.

٦٣٨

سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْنَا(١) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ(٢) عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ السَّرَّاجُ : مَا تَرى(٣) فِيمَنْ(٤) يَحْمِلُ إِلَى الشَّامِ السُّرُوجَ(٥) وَأَدَاتَهَا؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ بِمَنْزِلَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) ، إِنَّكُمْ فِي هُدْنَةٍ(٨) ، فَإِذَا كَانَتِ الْمُبَايَنَةُ حَرُمَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَحْمِلُوا إِلَيْهِمُ(٩) السُّرُوجَ وَالسِّلَاحَ(١٠) ».(١١)

____________________

(١). في « ط ، بف » : « دخلت ».

(٢). في « بخ ، بف » : + « جعفر بن محمّد ».

(٣). فيالوسائل : « تقول ».

(٤). في « بخ ، بف » وحاشية « بح » والوافي والتهذيب والاستبصار : « فيما ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي المطبوع : « يحمل السروج إلى الشام ». وفي الوافي : « يحمل إلى الشام من السروج ». (٦). فيالمرآة : « أصحابه ».

(٧). فيالوافي : « بمنزلة أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ يعني بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله واستقرار أمر الخلافة ، ويبيّنه قوله : « إنّكم في هدنة » أي في سكون ومصالحة ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٧٠ : « قولهعليه‌السلام : بمنزلة أصحابهعليه‌السلام ، أي كمعاملة مؤمني أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله مع منافقيهم ؛ فإنّهم كانوا يجرون عليهم أحكام المسلمين ، وقيل : كمعاملة أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاته واستقرار الخلافة على الغاصبين ، وقيل : أي كمعاملة أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله ‌وسلم قبل الهجرة ؛ فإنّهم كانوا يبيعون السلاح من الكفّار. وقال الشهيد الثانيرحمه‌الله فيالمسالك : إنّما يحرم بيع السلاح مع قصد المساعدة ، أو في حال الحرب أو التهيّؤ له ، أمّا بدونهما فلا ، ولو باعهم ليستعينوا به على قتال الكفّار لم يحرم ، كما دلت عليه الرواية. وهذا كلّه فيما يعدُّ سلاحاً ، كالسيف والرمح ، وأمّا ما يعدُّ جنّة ، كالبيضة والدرع ونحوهما فلا يحرم ، وعلى تقدير النهي لو باع هل يصحّ ويملك الثمن ، أو يبطل؟ قولان : أظهرهما الثاني ؛ لرجوع النهي إلى نفس المعوَّض ». وراجع :مسالك الأفهام ، ج ٣ ، ص ١٢٣.

(٨). « الهُدْنة » : السكون ، والهدنة : الصلح والموادعة بين المسلمين والكفّار وبين كلّ متحاربين.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٢ ( هدن ). (٩). في « ط » : - « إليهم ».

(١٠). في هامشالوافي عن المحقّق الشعراني : « بيع السلاح لأعداء الدين حرام ، سواء كان في حال الحرب ، أو حال الهدنة ، أمّا حال الحرب فواضح ، وأمّا حال الهدنة فلأنّ بيع السلاح لهم تقوية على المسلمين ومظنّة الإضرار دائماً. ولكنّ الكلام في بيع السلاح لهم نظير الكلام في إعانة الظالمين ، والمتبادر منه العدوّ من حيث هو عدوّ بأن يكون السلاح بيدهم سبباً لتضعيف المؤمنين وقهرهم ، فإن باع السلاح لعدوّ يدفع به عدوّاً أشدّ وأقوى جاز ، مثل أن يبيع السلاح لأهل الذمّة ليدفعوا المشركين. وقد جوّز في هذا الخبر وما بعده بيع السلاح لأهل =

٦٣٩

٨٥٣٠ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ(٢) بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ أَبِي سَارَةَ ، عَنْ هِنْدٍ السَّرَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنِّي كُنْتُ أَحْمِلُ السِّلَاحَ إِلى أَهْلِ الشَّامِ ، فَأَبِيعُهُ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا أَنْ(٣) عَرَّفَنِيَ اللهُ هذَا الْأَمْرَ ضِقْتُ بِذلِكَ ، وَقُلْتُ : لَا أَحْمِلُ إِلى أَعْدَاءِ اللهِ.

فَقَالَ لِي(٤) : « احْمِلْ إِلَيْهِمْ ؛ فَإِنَّ اللهَ يَدْفَعُ بِهِمْ عَدُوَّنَا وَعَدُوَّكُمْ(٥) - يَعْنِي الرُّومَ - وَبِعْهُمْ(٦) ، فَإِذَا كَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَنَا فَلَا تَحْمِلُوا(٧) ، فَمَنْ حَمَلَ إِلى عَدُوِّنَا سِلَاحاً يَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَيْنَا ، فَهُوَ مُشْرِكٌ ».(٨)

____________________

= الشام ليدفعوا الروم ، وكان أهل الشام متظاهرين بالإسلام يدفعون عنه كفرة الروم ، ولا تدلّ هذه الروايات على جواز بيع السلاح لأعداء الدين من حيث هم أعداء في حال الهدنة ، بل على جواز بيعه لمن يحفظ به الدين ويدفع به عن حوزة المسلمين.

ومذهب ابن إدريس أنّه يجوز البيع في حال الهدنة وعدم التهيّؤ. والأصحّ المنع مطلقاً. وحكى شيخنا الأنصاري عن حواشي الشهيد أنّ بيع السلاح حرامٌ مطلقاً في حال الحرب والصلح والهدنة ؛ لأنّ فيه تقوية الكافر على المسلم ، فلا يجوز على كلّ حال. انتهى.

قال بعد الحكاية : إنّه اجتهاد في مقابل النصّ.

وليس كذلك ؛ لأنّ مادَلّ النصُّ على جوازه هو البيع من العدوّ ، لا من حيث هو عدوّ ، بل من حيث هو ناصرٌ ومعين في الجملة ، وأمّا العدوّ من حيث هو عدوّ فلا يجوز تقويته ولو في حال الصلح ، كما قال الشهيدرحمه‌الله ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٠٠٥ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٥٧ ، ح ١٨٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٧٣ ، ح ١٧٠٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٠١ ، ح ٢٢٠٨٦.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٢). في « ى ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « جت » : « الحسين ». وهو سهو ؛ فقد روى الحسن بن محبوب كتاب عليّ بن الحسن بن رباط ، ووردت روايته عنه في عدّة من الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٥٩ ، وج ٢٣ ، ص ٢٧٠.

(٣). في « ط ، بح ، بس ، جت ، ج د ، جن » والوسائل والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « أن ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب والاستبصار. وفي المطبوع والوافي : - « لي ».

(٥). في « ط » : « عدوّكم وعدوّنا ».

(٦). في« جد»وحاشية « جن » والوسائل : « وبعه ».

(٧). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد » والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « فلا تحملوا ». وفي « جن » : « فلا تحمل ».

(٨).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ، ح ٣٦٦١ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ١٠٠٤ ،والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٥٨ ، =

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765