الكافي الجزء ٩

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 765

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 765 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 195008 / تحميل: 6661
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

بالقلب، وعمل بالاركان.

قال حمزة بن محمّد: وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت أبي يقول: وقد روى هذا الحديث، عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام باسناد مثله، قال أبوحاتم: لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرئ(١) .

٤٠٦/١٦ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال: حدّثنا سعد ابن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن عليّ بن معبد، عن عبدالله بن القاسم، عن مبارك بن عبد الرحمن، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الاسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شئ أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت(٢) .

٤٠٧/١٧ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدثني محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن القندي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله، أكل من قال لا إله إلا الله، مؤمن؟ قال: إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى، إنكم لا تدخلون الجنة حتى تحبوني، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا، يعني عليا عليه السلام(٣) .

٤٠٨/١٨ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٢٧/٥، الخصال: ١٧٩/٢٤٢، بحار الانوار ٦٩: ٦٣/٩.

(٢) الكافي ٢: ٣٨/٢، المحاسن: ٢٨٦/٤٢٧، بحار الانوار ٦٨: ٣٤٣/١٥.

(٣) بحار الانوار ٢٧: ٧٥/٢.

٣٤١

إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا علي، أنا مدينة الحكمة، وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، لانك مني وأنا منك لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وأنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الائمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة(١) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله الطاهرين

______________

(١) كمال الدين وتمام النعمة: ٢٤١/٦٥، بحار الانوار ٢٣: ١٢٥/٥٣.

٣٤٢

[ ٤٦ ]

المجلس السادس والاربعون

مجلس يوم الثلاثاء

الثاني من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٤٠٩/١ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: من رأى أخاه على أمر يكرهه، فلم يرده عنه، وهو يقدر عليه، فقد خانه، ومن لم يجتنجب مصادقة الاحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه(١) .

٤١٠/٢ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد ابن عبد الجبار، عن أبي أحمد الازدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الله عزّوجلّ آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب، وزوجه ابنتي فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصيا وخليفة، فعلي مني وأنا منه، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته(٢) .

______________

(١) بحار الانوار ٧٤: ١٩٠/٢، و ٧٥: ٦٥/٢.

(٢) بحار الانوار ٤٣: ٩٨/٩.

٣٤٣

٤١١/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، أنه قال: إن الله تبارك وتعالى رضي لكم الاسلام دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق(١) .

٤١٢/٤ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: كثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الايمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء(٢) .

٤١٣/٥ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإني سمعت جبرئيل عليه السلام يقول: إن المكر والخديعة في النار(٣) .

٤١٤/٦ - ثم قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم: ليس منا من غش مسلما، وليس منا من خان مسلما(٤) .

٤١٥/٧ - ثم قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن جبرئيل الروح الامين نزل علي من عند رب العالمين، فقال: يا محمّد، عليك بحسن الخلق، فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا(٥) .

______________

(١) بحار الانوار ٧١: ٣٥٠/٢، و: ٣٩١/٥٠.

(٢) بحار الانوار ٧٦: ٥٨/١.

(٣) بحار الانوار ٧١: ٣٨٧/٣٥، وسائل الشيعة ٨: ٥٧٠/١.

(٤) بحار الانوار ٧٥: ٢٨٤/٢ وسائل الشيعة ٨: ٥٧٠/١.

(٥) بحار الانوار ٧٣: ٢٩٦/٣، وسائل الشيعة ٨: ٥٧٠/١.

٣٤٤

٤١٦/٨ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: من صلى صلاة مكتوبة ثم سبح في دبرها ثلاثين مرة، لم يبق على بدنه شئ من الذنوب إلا تناثر(١) .

٤١٧/٩ - حدّثنا جعفر بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: أتي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بأسارى فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم، فقال الرجل: بأبي أنت وأمي - يا محمّد - كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال: أخبرني جبرئيل عن الله عزّوجلّ أن فيك خمس خصال يحبها الله عزّوجلّ ورسوله: الغيره الشديدة على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة، فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه، وقاتل مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قتالا شديدا حتى استشهد(٢) .

٤١٨/١٠ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا عبد العزيز ابن يحيى الجلودي، قال: (حدّثنا محمّد بن عطية، قال: حدّثنا عبدالله بن عمرو بن سعيد البصري، قال: حدّثنا)(٣) هشام بن جعفر، عن حماد، عن عبدالله بن سليمان(٤) ، وكان قارئا للكتب، قال: قرأت في الانجيل: يا عيسى، جد في أمري ولا

______________

(١) وسائل الشيعة ٤: ١٠٣٢/٥.

(٢) الخصال: ٢٨٢/٢٨، بحار الانوار ٦٩: ٣٨٣/٤٥، و ٧١: ٣٨٤/٢٥.

(٣) أثبتناه من كمال الدين: ١٥٩/١٨، وللسند نظائر في الخصال: ٥٩/٨٠ وكمال الدين: ٣٨٥/١، و: ٣٩٢/٥.

(٤) في نسخة: عن حماد بن عبدالله بن سليمان، وكذا في كمال الدين: ١٥٩/١٨، وفي الخصال ٥٩/٨٠ وكمال الدين: ٣٨٥/١، عن حماد، عن عبدالله بن سليمان، وفي: ٣٩٤/٥ هشام بن جعفر بن حماد، عن عبدالله بن سليمان، والظاهر أنه مصحف هشام بن سنبر، عن حماد بن أبي سليمان، انظر تهذيب الكمال، ٧: ٢٧١ و ٣٠: ٢١٦.

٣٤٥

تهزل، واسمع وأطع، يا بن الطاهرة الطهر البكر البتول، أتيت(١) من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، خذ الكتاب بقوة، فسر لاهل سوريا السريانية، وبلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الامي صاحب الجمل والمدرعة(٢) والتاج - وهي العمامة - والنعلين والهراوة - وهي القضيب - الانجل العينين(٣) ، الصلت الجبين(٤) ، الواضح(٥) الخدين، الاقنى الانف، المفجل(٦) الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون، دقيق المسربة(٧) ، شثن(٨) الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع(٩) من الصخرة وينحدر من صبب(١٠) ، وإذا جاء مع القوم بذهم(١١) ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريح المسك ينفح منه، لم ير قبله مثله ولا بعده، طيب الريح، نكاح النساء ذو النسل القليل، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب، يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان، كلامه القرآن، ودينه الاسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه، وشهد أيامه، وسمع كلامه.

______________

(١) في نسخة: أنت.

(٢) المدرعة: ثوب صوف، وجبة مشقوقة المقدم.

(٣) العين النجلاء: الواسعة الحسنة.

(٤) جين صلت: واضح في سعة وبريق.

(٥) الواضح: الابيض.

(٦) قنى الانف: ارتفاع وسط قصبته وضيق منخريه، وفلج الاسنان: تباعدها.

(٧) المسربة: الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة.

(٨) الشسن: الغليظ الخشن.

(٩) في نسخة: ينقلع، والمراد قوة مشيه، أي كأنه يرفع رجليه من الارض رفعا قويا، لا كمن يمشي اختيالا ويقارب خطاه، فإن ذلك من مشي النساء.

(١٠) الصيب: الموضع المنحدر.

(١١) أي غلبهم وسبقهم.

٣٤٦

قال عيسى عليه السلام: يا رب، وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة، أنا غرستها، تظل الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لا يظلما بعدها أبدا.

فقال عيسى عليه السلام: اللهم اسقني منها. قال: حرام - يا عيسى - على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الامم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي، أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على العين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة(١) .

٤١٩/١١ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن دبيس بن عبدالله المفسر، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي البهلول المروزي، قال: حدّثنا الفضل بن هرمز ديار الطبري، قال: حدّثنا أبوعلي الحسن بن شجاع البلخي، قال: حدّثنا سليمان بن الربيع، قال: سمعت كادح بن أحمد يقول: سمعت مقاتل بن سليمان يقول: سمعت الضحاك، قال: سأل رجل ابن عباس: ما الذي أخفى الله تبارك وتعالى من الجنة، وقد أخبر عن أزواجها، وعن خدمها، وطيبها وشرابها وثمرها، وما ذكر الله تبارك وتعالى من أمرها وأنزله في كتابه؟ فقال ابن عباس: هي جنة عدن، خلقها الله يوم الجمعة، ثم أطبق عليها، فلم يرها مخلوق من أهل السماوات والارض حتى يدخلها أهلها، قال لها عزّوجلّ ثلاث مرات: تكلمي. فقالت: طوبى للمؤمنين. قال جل جلاله: طوبى للمؤمنين، وطوبى لك.

قال مقاتل: قال الضحاك: قال ابن عباس: فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلا من كان فيه ست خصال فإنه منهم: من صدق حديثه، وأنجز وعده، وأدى أمانته، وبر والديه، ووصل رحمه، واستغفر من ذنبه، فهو مؤمن(٢) .

٤٢٠/١٢ - حدّثنا أبوالعباس محمّد بن إبراهيم الطالقاني رحمه الله، قال: حدثنا

______________

(١) بحار الانوار ١٤: ٢٨٤/٦.

(٢) بحار الانوار ٦٧: ٢٩٠/١٣.

٣٤٧

أبو بكر محمّد بن القاسم الانباري، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أبي يعقوب الدينوري، قال: حدّثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي، قال: يروى أن رجلا جاء إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يا أميرالمؤمنين، إن لي إليك حاجة. فقال: اكتبها في الارض، فإني أرى الضر فيك بينا. فكتب في الارض: أنا فقير محتاج. فقال علي عليه السلام: يا قنبر اكسه حلتين. فأنشأ الرجل يقول:

كسوتني حلة تبلى محاسنها

فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة

ولست تبقي بما قد نلته بدلا

إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه

كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا

لا تزهد الدهر في عرف(١) بدأت به

فكل عبد سيجزى بالذي فعلا

فقال علي عليه السلام: أعطوه مائة دينار، فقيل له: يا أميرالمؤمنين، لقد أغنيته. فقال: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنزلوا الناس منازلهم.

ثم قال علي عليه السلام: إني لاعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الاحرار بمعروفهم!(٢) .

٤٢١/١٣ - حدّثنا أبوالعباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا أبوأحمد عبدالله بن أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا عليّ بن سعيد بن بشير، قال: حدّثنا ابن كاسب، قال: حدّثنا عبدالله بن ميمون المكي، قال: حدّثنا جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عليهم السلام، أنه دخل عليه رجلان من قريش، فقال: ألا أحدثكما عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فقالا: بلى، حدّثنا عن أبي القاسم. قال: سمعت أبي عليه السلام يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل، فقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمّد؟ قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أجدني - يا جبرئيل - مغموما وأجدني - يا جبرئيل - مكروبا.

______________

(١) العرف: المعروف.

(٢) بحار الانوار ٧٤: ٤٠٧/٢.

٣٤٨

فلما كان اليوم الثلاث هبط جبرئيل وملك الموت، ومعهما ملك يقال له: إسماعيل في الهواء علي سبعين ألف ملك، فسبقهم جبرئيل عليه السلام، فقال: يا أحمد، إن الله عزّوجلّ أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك. فقال: كيف تجدك يا محمّد؟ قال: أجدني - يا جبرئيل - مغموما، وأجدني - يا جبرئيل - مكروبا.

فاستأذن ملك الموت، فقال جبرئيل: يا أحمد، هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك. قال: ائذن له. فأذن له جبرئيل عليه السلام، فأقبل حتى وقف بين يديه، فقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك، وأمرني أن أطيعك فيما تأمرني، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أتفعل ذلك يا ملك الموت؟ قال: نعم، بذلك أمرت أن أطيعك فيما تأمرني.

فقال له جبرئيل عليه السلام: يا أحمد، أن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا ملك الموت، امض لما أمرت به. فقال جبرئيل عليه السلام: هذا آخر وطئي الارض، إنما كنت حاجتي من الدنيا.

فلما توفي رسول الله (صلّى الله على روحه الطيب)، جاءت التعزية، جاءهم آت يسمعون حسه، ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (١) إن في الله عزّوجلّ عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام(٢) .

٤٢٢/١٤ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا أبوالعباس أحمد

______________

(١) آل عمران ٣: ١٨٥.

(٢) بحار الانوار ٢٢: ٥٠٤/٤.

٣٤٩

ابن إسحاق المادري(١) بالبصرة في رجب سنة ثمان عشرة وثالث مائة، قال: حدّثنا أبوقلابة عبد الملك بن محمّد، قال: حدّثنا غانم بن الحسن السعدي، قال: حدّثنا مسلم ابن خالد المكي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن عبدالله الانصاري، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قالت فاطمة عليها السلام لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا أبتاه، أين ألقاك يوم الموقف الاعظم، ويوم الاهوال، ويوم الفزع الاكبر؟ قال: يا فاطمة، عند باب الجنة، ومعي لواء الحمد، وأنا الشفيع لامتي إلى ربي.

قالت: يا أبتاه، فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني على الحوض وأنا أسقي أمتي. قالت: يا أبتاه، فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني على الصراط وأنا قائم أقول: رب سلم أمتي، قالت: فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني وأنا عند الميزان أقول: رب سلم أمتي. قالت: فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني عند شفير جهنم أمنع شررها ولهبها عن أمتي. فاستبشرت فاطمة بذلك (صلّى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها)(٢) .

٤٢٣/١٥ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا أبوأحمد عبد العزيز بن يحيى البصري، قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد، قال: حدثني إبراهيم بن محمّد بن عبد الرحمن الازدي سنة ست عشرة ومائتين، قال: حدّثنا قيس بن الربيع ومنصور بن أبي الاسود، عن الاعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبدالله، قال: قال علي عليه السلام: ما نزلت من القرآن آية إلا وقد علمت أين نزلت، وفيمن نزلت، وفي أي شئ نزلت، وفي سهل نزلت، أو في جبل نزلت.

قيل: فما نزل فيك؟ فقال: لولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في هذه الآية:( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٣) ، فرسول الله المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به(٤) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) في نسخة: الماردي، وفي اخرى: المادرائي.

(٢) بحار الانوار ٤٣: ٢١/١١.

(٣) الرعد ١٣: ٧.

(٤) بحار الانوار ٩٢: ٧٩/٢.

٣٥٠

[ ٤٧ ]

المجلس السابع والاربعون

مجلس يوم الجمعة

الخامس من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٤٢٤/١ - حدّثنا الشيخ الجليل الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام الكليني، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد المعروف بعلان، عن محمّد بن الفرج الرخجي، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم، وهشام بن سالم في الصورة، فكتب عليه السلام: دع عنك حيرة الحيران، واستعذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان(١) .

٤٢٥/٢ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الصقر بن دلف(٢) ، قال سألت أبا الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن موسى الرضا عليهم السلام عن التوحيد، وقلت له إني أقول بقول هشام بن الحكم، فغضب عليه السلام، ثم قال: مالكم ولقول هشام، إنه ليس منا من زعم أن الله جسم،

______________

(١) التوحيد: ٩٧/٢، بحار الانوار ٣: ٢٨٨/٣.

(٢) كذا في النسخ، وفي معجم رجال الحديث ٩: ١٣٩، والخصال: ٣٩٥/١٠٢: الصقر بن أبي دلف.

٣٥١

ونحن منه براء في الدنيا والآخرة. يا بن دلف، إن الجسم محدث، والله محدثه ومجسمه(١) .

٤٢٦/٣ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام: جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجس، ومن يقول بقول يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب عليه السلام: لا تصلوا خلفهم، ولا تعطوهم من الزكاة، وابرءوا منهم، برئ الله منهم(٢) .

٤٢٧/٤ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن واصل، عن عبدالله بن سنان، عن أبيه، قال: حضرت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام، ودخل عليه رجل من الخوارج، فقال: يا أبا جعفر، أي شئ تعبد؟ قال: الله. قال: رأيته؟ قال: لم تره العيون بمشاهدة العيان، ورأته القلوب بحقائق الايمان، لا يعرف بالقياس، ولا يشبه بالناس، موصوف بالآيات، معروف بالعلامات، لا يجور في حكمه، ذلك الله لا إله إلا هو.

قال: فخرج الرجل وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته(٣) .

٤٢٨/٥ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى(٤) ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا الفضل بن سليمان الكوفي، عن الحسين بن خالد، قال: سمعت الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام يقول: لم يزل الله تبارك وتعالى عالما قادرا، حيا قديما، سميعا بصيرا.

فقلت له: يا بن رسول الله: إن قوما يقولون: إنه عزّوجلّ لم يزل عالما بعلم، وقادرا بقدرة، وحيا بحياة، وقديما بقدم، وسميعا بسمع، وبصيرا ببصر.

______________

(١) التوحيد: ١٠٤/٢٠، بحار الانوار ٣: ٢٩١/١٠.

(٢) بحار الانوار ٣: ٢٩٢/١٣، و ٨٨: ٧٩/٣٤.

(٣) التوحيد: ١٠٨/٥، الاحتجاج: ٣٢١، بحار الانوار ٤: ٢٦/١.

(٤) في العيون، والتوحيد: عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، وكلاهما واحد، انظر نوابغ الرواة: ١٧٣.

٣٥٢

فقال عليه السلام: من قال بذلك ودان به، فقد اتخذ مع الله آلهة اخرى، وليس من ولايتنا على شئ. ثم قال عليه السلام لم يزل الله عزّوجلّ عالما قادرا، حيا قديما، سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون المشبهون علوا كبيرا(١) .

٤٢٩/٦ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ السكري، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة(٢) ، عن أبيه، قال: سألت الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، فقلت له: يا بن رسول الله، أخبرني عن الله، هل له رضا وسخط؟ فقال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه(٣) .

٤٣٠/٧ - حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الاسدي الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان، ولا مكان، ولا حركة، ولا انتقال، ولا سكون، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا(٤) .

٤٣١/٨ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن صباح بن عبد الحميد وهشام وحفص وغير واحد، قالوا: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: إنا لا نقول جبرا ولا تفويضا(٥) .

٤٣٢/٩ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه، قال: حدّثنا عمي محمّد بن أبي

______________

(١) التوحيد: ١٣٩/٣، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١١٩/١٠، الاحتجاج: ٤١٠، بحار الانوار ٤: ٦٢/١.

(٢) في النسخ: محمّد بن عمارة، والصواب ما أثبتناه من التوحيد، انظر الجامع في الرجال: ٤٠٢، نوابغ الرواة: ٢٧١، في ترجمة محمّد بن زكريا الغلابي،

(٣) التوحيد: ١٧٠/٤، بحار الانوار ٤: ٦٣/٣.

(٤) بحار الانوار ٣: ٣٠٩/١.

(٥) بحار الانوار ٥: ٤/١.

٣٥٣

القاسم، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا: أن أتعبي من خدمك، واخدمي من رفضك، وإن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه، أثبت الله النور في قلبه، فإذا قال: يا رب يا رب، ناداه الجليل جل جلاله: لبيك عبدي، سلني أعطك، وتوكل علي أكفك، ثم يقول جل جلاله لملائكته: يا ملائكتي، أنظروا إلى عبدي، فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطالون لا هون، والغافلون نيام، اشهدوا أني قد غفرت له.

ثم قال عليه السلام: عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة، وزوهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم، فإنها غرارة، دار فناء وزوال، كم من مغتر بها قد أهلكته، وكم من واثق بها قد خانته، وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته، واعلموا أن أمامكم طريقا مهولا، وسفرا بعيدا، وممركم على الصراط، ولا بد للمسافر من زاد، فمن لم يتزود وسافر عطب وهلك، وخير الزاد التقوى، ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله، فإنه الحكم العدل، واستعدوا لجوابه إذا سألكم، فإنه لابد سائلكم عما عملتم بالثقلين من بعدي، كتاب الله، وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أما الكتاب فغيرنا وحرفنا، وأما العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلا النار، فمن أراد منكم أن يتخلص من هول ذلك اليوم، فليتول وليي، وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي ابن أبي طالب، فإنه صاحب حوضي، يذود عنه أعداءه، ويسقي أولياءه، فمن لم يسق منه لم يزل عطشان ولم يرو أبدا، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ أبدا، وإن عليّ بن أبي طالب عليه السلام لصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنه أول من يدخل الجنة، لانه يقدمني وبيده لوائي، تحته آدم ومن دونه من الانبياء(١) .

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ٩٩/١٨.

٣٥٤

٤٣٣/١٠ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، قال: جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله، أخبرني بمكارم الاخلاق. فقال: العفو عمن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحق ولو على نفسك(١) .

٤٣٤/١١ - حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله، قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران والحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله السجستاني، عن أبان بن تغلب، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: أنه قال: من مات ما بين زوال الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين، أعاذه الله من ضغطة القبر(٢) .

٤٣٥/١٢ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال حدّثنا سعد ابن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة بن بجاد العابد: أن رجلا قال للصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: أوصني. فقال: أعد جهازك، وقدم زادك لطول سفرك، وكن وصي نفسك، ولا تأمن غيرك أن يبعث إليك بما يصلحك(٣) .

٤٣٦/١٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثني جعفر بن بشير البجلي، قال: حدثني حماد بن واقد، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنه قال: من قال سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم: ثلاثين مرة، استقبل الغنى، واستدبر الفقر، وقرع باب الجنة(٤) .

______________

(١) معاني الاخبار: ١٩١/١، بحار الانوار ٦٩: ٣٦٨/٦.

(٢) ثواب الاعمال: ١٩٤، بحار الانوار ٦: ٢٢١/١٧، و ٨٩: ٢٦٥/١.

(٣) مستطرفات السرائر: ١٤٦/١٩، بحار الانوار ٧٨: ٢٧٠/١١١.

(٤) بحار الانوار ٩٣: ١٧٧/٥.

٣٥٥

٤٣٧/١٤ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، أنه قال: والله إن كان علي عليه السلام ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين(١) ، فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعا، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإن كان ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده، تربت فيه يداه، وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس، وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبها به عليّ بن الحسين عليهما السلام، وما أطاق عمله أحد من الناس بعده(٢) .

٤٣٨/١٥ - وسمع رجل من التابعين أنس بن مالك يقول، نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب عليه السلام:( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ) (٣) قال الرجل: فأتيت عليا عليه السلام لانظر إلى عبادته، فأشهد بالله لقد أتيته وقت المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب، فلما فرغ منها جلس في التعقيب إلى أن قام إلى عشاء الآخرة، ثم دخل منزله فدخلت معه، فوجدته طول الليل يصلي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلى بالناس صلاة الفجر، ثم جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس فجعل يختصم إليه رجلان، فإذا فرغا قام آخران، إلى أن قام إلى صلاة الظهر، قال: فجدد لصلاة الظهر وضوءه، ثم صلى بأصحابه الظهر، ثم قعد في التعقيب إلى أن

______________

(١) القميص السنبلاني: السابغ الطول، وقيل: هو منسوب إلى بلد بالروم.

(٢) بحار الانوار ٤١: ١٠٢/١.

(٣) الزمر ٣٩: ٩.

٣٥٦

صلى بهم العصر، ثم أتاه الناس، فجعل يقوم رجلان ويقعد آخران، يقضي بينهم ويفتيهم إلى أن غابت الشمس، فخرجت وأنا أقول: أشهد بالله أن هذه الآية نزلت فيه(١) .

٤٣٩/١٦ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن وهب بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن كساه من عري كساه الله من استبرق وحرير، ومن سقاه شربة على عطش سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن أعانه أو كشف كربته أظله الله في ظل عرشة يوم لا ظل إلا ظله(٢) .

٤٤٠/١٧ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، عن الاصبغ بن نباتة، أنه قال: كان أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام إذا اتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين، ثم جمع المستحقين، ثم ضرب يده في المال فنثره يمنة ويسرة، وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء، لا تغريني، غري غيري:

هذا جناي وخياره فيه

إذ كل جان يده إلى فيه(٣)

ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين ويؤتي كل ذي حق حقه، ثم يأمر أن يكنس ويرش، ثم يصلي فيه ركعتين، ثم يطلق الدنيا ثلاثا، يقول بعد التسليم:

______________

(١) بحار الانوار ٤١: ١٣/٣.

(٢) بحار الانوار ٧٤: ٣٨٢/٨٨.

(٣) هذا البيت لعمرو بن عدي اللخمي ابن اخت جذيمة الابرش، وكان جذيمة قد نزل منزلا، وأمر الناس أن يجتنوا له الكمأة، فكان بعضهم إذا وجد منها شيئا يعجبه فربما آثر نفسه به على جذيمة، وكان عمرو بن عدي يأتيه بخير ما يجد، ويقول هذا البيت، فذهب مثلا، قال ابن سلام: والذي أراد علي رضي الله عنه أني اعطي المال غيري، وامنعه نفسي. كتاب الامثال: ١٧٤/٤٩٥.

٣٥٧

يا دنيا لا تتعرضي لي ولا تتشوقي ولا تغريني، فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك(١) .

٤٤١/١٨ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه سئل ما العقل؟ فقال: التجرع للغصة، ومداهنة الاعداء، ومداراة الاصدقاء(٢) .

٤٤٢/١٩ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد الاشعري، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن سعيد الازدي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدالله بن صباح، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد، فتغشاهم ظلمة شديدة، فيضجون إلى ربهم ويقولون: يا رب، اكشف عنا هذه الظلمة. قال: فيقبل قوم، يمشي النور بين أيديهم، قد أضاء أرض القيامة، فيقول أهل الجمع: هؤلاء أنبياء الله؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بإنبياء. فيقول أهل الجمع: فهؤلاء ملائكة؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بملائكة. فيقول أهل الجمع: هؤلاء شهداء؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بشهداء. فيقولون: من هم؟ فيجيئهم النداء: يا أهل الجمع، سلوهم من أنتم. فيقول أهل الجمع: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويون، نحن ذرية محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، نحن أولاد علي ولي الله، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الآمنون المطمئنون. فيجيئهم النداء من عند الله عزّوجلّ: اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم، فيشفعون ويشفعون(٣) .

٤٤٣/٢٠ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا سلمة

______________

(١) بحار الانوار ٤١: ١٠٣/٢.

(٢) بحار الانوار ٧٥: ٣٩٣/٣.

(٣) بحار الانوار ٧: ١٠٠/٤، و ٩٦: ٢١٧/١.

٣٥٨

ابن الخطاب، قال: حدّثنا أبوطاهر محمّد بن تسنيم الوراق، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم لاصحابه: معاشر أصحابي، إن الله جل جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب، والاقتداء به، فهو وليكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا، ولا تفارقوا فتضلوا، إن الله جل جلاله جعل عليا علما بين الايمان والنفاق، فمن أحبه كان مؤمنا، ومن أبغضه كان منافقا، إن الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى بعدي، وموضع سري، وعيبة علمي، وخليفتي في أهلي، إلى الله أشكو ظالميه من أمتي من بعدي(١) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ٩٧/١٥.

٣٥٩

[ ٤٨ ]

المجلس الثامن والاربعون

مجلس يوم الثلاثاء

التاسع من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٤٤٤/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: كان إبليس (لعنه الله) يخترق السماوات السبع، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سماوات، وكان يخترق أربع سماوات، فلما ولد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن أمية، وكان من أزجر أهل الجاهلية: انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها، ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث.

وأصبحت الاصنام كلها صبيحة مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وارتجس(١) في تلك الليلة أيوان كسرى، وسقطت منه أربعة

______________

(١) الارتجاس: الاضطراب والتزلزل.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

كَانَ يُصْلِحُ لَهُمْ أَمْوَالَهُمْ ؛ فَإِنْ كَانَ الْمَالُ قَلِيلاً ، فَلَا يَأْكُلْ مِنْهُ شَيْئاً ».

قَالَ : قُلْتُ : أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ ) (١) ؟

قَالَ : « تُخْرِجُ(٢) مِنْ أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ(٣) مَا يَكْفِيهِمْ ، وَتُخْرِجُ مِنْ مَالِكَ قَدْرَ(٤) مَا يَكْفِيكَ ، ثُمَّ تُنْفِقُهُ ».

قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانُوا يَتَامى صِغَاراً وَكِبَاراً ، وَبَعْضُهُمْ(٥) أَعْلى كِسْوَةً مِنْ بَعْضٍ ، وَبَعْضُهُمْ آكَلُ مِنْ بَعْضٍ ، وَمَالُهُمْ جَمِيعاً؟

فَقَالَ : « أَمَّا الْكِسْوَةُ ، فَعَلى كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ(٦) ثَمَنُ كِسْوَتِهِ ؛ وَأَمَّا(٧) الطَّعَامُ ، فَاجْعَلُوهُ جَمِيعاً ، فَإِنَّ الصَّغِيرَ يُوشِكُ(٨) أَنْ يَأْكُلَ مِثْلَ الْكَبِيرِ ».(٩)

٨٦٠٥ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْيَتِيمِ يَكُونُ(١٠) غَلَّتُهُ(١١) فِي الشَّهْرِ عِشْرِينَ دِرْهَماً : كَيْفَ‌

____________________

(١). البقرة (٢) : ٢٢. وفي « ط » : +( فِى الدِّينِ ) .

(٢). في « بس » بالتاء والياء معاً. وفي التهذيب : « يخرج ».

(٣). في « ط ، ى ، بح ، جد ، جن » والوافي والوسائل ، ح ٢٢٤٥٩ والتهذيب : « قدر ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف » : - « قدر ».

(٥). في « ط ، بخ ، بف ، جن » : « أو بعضهم ».

(٦). في « جن » : « منه ». وفي « جد » والتهذيب : - « منهم ».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٢٢٤٥٩ والتهذيب وفي المطبوع : + « [ أكل ] ».

(٨). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : يوشك ، حمل على ما إذا لم يكن خلافه معلوماً ، كما هو الظاهر ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٢١ ، ح ٢٩ ، عن أبي اُسامة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « فلا يأكل منه شيئاً ».تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٧٢ ، مرسلاً ، من قوله : « قلت : أرأيت إن كانوا يتامى » مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٣ ، ح ١٧٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٢٤٥٠ ، إلى قوله : « فلا يأكل منه شيئاً » ؛وفيه ، ص ٢٥٤ ، ح ٢٢٤٥٩ ، من قوله : « قال : قلت : أرأيت قول الله عزّ وجلّ ».

(١٠). في « جن » والوسائل : « تكون ».

(١١). الغلّة : الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك.لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٠٤ ( غلل ).

٧٠١

يُنْفَقُ عَلَيْهِ مِنْهَا(١) ؟

قَالَ : « قُوتُهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالتَّمْرِ ».

وَسَأَلْتُهُ : أُنْفِقُ(٢) عَلَيْهِ ثُلُثَهَا(٣) ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، وَنِصْفَهَا ».(٤)

٤٥ - بَابُ التِّجَارَةِ فِي مَالِ الْيَتِيمِ وَالْقَرْضِ مِنْهُ‌

٨٦٠٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : كَانَ لِي أَخٌ هَلَكَ ، فَأَوْصى(٥) إِلى أَخٍ أَكْبَرَ مِنِّي ، وَأَدْخَلَنِي(٦) مَعَهُ فِي الْوَصِيَّةِ ، وَتَرَكَ ابْناً لَهُ(٧) صَغِيراً وَلَهُ مَالٌ ، أَ فَيَضْرِبُ(٨) بِهِ أَخِي(٩) ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ سَلَّمَهُ لِلْيَتِيمِ(١٠) ، وَضَمِنَ لَهُ(١١) مَالَهُ؟

____________________

(١). في « ى » : - « منها ».

(٢). في « ط » : « أينفق ».

(٣). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : اُنفق عليه ثلثها ، كأنّ المصنّف حمله على الإنفاق على نفسه لا على اليتيم حتّى يكون من أخبار الباب - وهو نفس الباب هاهنا -. ويحتمل الإنفاق على اليتيم ، ويكون السؤال عن جواز الإنفاق على اليتيم حتّى يظهر التقليل في غلّته. وبالجملة كأنّ السائل يرى أنّ إنفاق جميع غلّة اليتيم عليه إفساد ، ويجب القناعة بأقلّ ما يمكن ، ولمـّا كان الغلّة قليلة جدّاً وكان الاكتفاء بالقليل أيضاً مجحفاً ، سأل عن إنفاق النصف أيضاً ، وهذا محمول على كفايته ، وإلّا فلولزم إنفاق الجميع لجاز ».

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٤ ، ح ١٧٣٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٦ ، ح ٢٢٤٦٥.

(٥). في « ى ، بح ، بس ، جد » : « فوصّى ».

(٦). في « ط » : « فأدخلني ».

(٧). في « ط » والتهذيب : - « له ».

(٨). هكذا في « ط ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيضرب ». وفيالوافي : « أفيضرب به : يسافر به للتجارة ». وتقول : ضربتُ في الأرض ، إذا سافرت. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٧٩ ( ضرب ). (٩). في التهذيب : « للابن ».

(١٠). في « بخ ، بف ، جن » وحاشية « جت » والوافي : « إلى اليتيم ».

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : من فضل سلّمه إلى اليتيم ، يدلّ على أنّه يجوز التجارة لليتيم ، =

٧٠٢

____________________

= ويجوز أيضاً أن يستقرض من مال اليتيم ويتّجر لنفسه ، وشرطه في الحالين أن يكون مليّاً ، أي أن يكون له مال بقدر ما يحيط بمال اليتيم حتّى يضمن إن عطب. وقد مضى ما يدلّ على عدم الجواز ، وهو محمول على الكراهة ، أو عدم كونه مليّاً. وهذا الاشتراط يدلّ على الضمان مطلقاً ، فالوليّ إذا اتّجر بمال اليتيم فهو له ضامن ، سواء استقرض واتّجر لنفسه ، وهو ظاهر ، أو اتّجر لليتيم. ولو لم يكن ضمان ، لم يكن معنى لاشتراط كونه مليّاً. واستثنى من ذلك الأب والجدّ فيجوز لهما الاستقراض ولو مع الإعسار ، والله العالم.

ولا ريب أنّه لا يجب التجارة لليتيم ولو مع ظهور النفع ؛ لأنّ خطر التلف يعارضه ، فيجوز ترك المال الصامت ؛ أعني النقدين والأمتعة من غير أن يحرّكه ، إلّا أن يكون ممّا يفسده البقاء ، فيجب بيعه وتعويضه بما لا يفسد ، مثل اللبن المحلوب والفواكه إذا حصل من أنعام اليتيم وبساتينه ، ولا يجوز تركها بحالها. وهكذا يجب حصاد زرعه ودوسه. وقيل : إنّ الآية الكريمة( وَلّا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) [ الأنعام (٦) : ١٥٢ ؛ الإسراء (١٧) : ٣٤ ] تدلّ على أنّ الفعل الثبوتي يجب أن يكون مشتملاً على مصلحة ، وأمّا ترك مال اليتيم بحاله وعدم التعرّض له بشي‌ء فهو جائز وإن لم يكن مصلحة في الترك أصلاً. وهذا قول ضعيف ، بل لا فرق بين الفعل والترك ، وكلاهما يجب أن يكونا لمصلحة ، وإنّما لا تجب التجارة ؛ لأنّها تحصيل مال مع تعرّض لخطر ، وتحصيل المال غير واجب ، وأمّا حفظ المال الموجود فواجب ، سواء كان بالفعل الإيجابي أو الترك. ويحرم كلّ شي‌ء يضرّ بمال اليتيم وينقصه ، سواء كان بالفعل الإيجابي أو الترك أيضاً ، على أنّي لا احقّق وجود هذا القول وإنّما سمعت مشافهة ولم أر مكتوباً.

ويستفاد من كلام الشيخ المحقّق الأنصاري قدسسرهة إنّ الفعل الإيجابي ، أي التصرّف في مال اليتيم يجب أن يكون على الوجه الأصلح ، أمّا تركه بحاله وعدم التصرّف فيكفي فيه عدم المفسدة ، ولكن ظاهرهم جواز الاستقراض من مال اليتيم ، وهو فعل إيجابي مع عدم مصلحة فيه ، بل يكفي عدم المفسدة بأن يكون الولي مليّاً ، فلو قيل بعدم الفرق كان حسناً ، مع أنّ تحرّي الأصلح حرج شديد ، بل هو أمر غير محدود.

قال الشهيد فيالقواعد : هل يجب على الوليّ مراعاة المصلحة في مال المولّى عليه ، أو يكفي نفي المفسدة؟ يحتمل الأوّل ؛ لأنّه منصوب لها ، ولأصالة بقاء الملك على حاله ، ولأنّ النقل والانتقال لا بدّ لهما من غاية ، والعدميّات لاتكاد تقع غاية. وعلى هذا هل الحريّ الأصلح ، أم يكتفى بمطلق المصلحة؟ وجهان : نعم ؛ لمثل ما قلنا. لا ؛ لأنّ ذلك لا يتناهى.

أقول : لا يصدر الفعل عن أحد إلّا لترجّح ومصلحة ، وفائدة البحث إنّما تظهر في أنّ الوليّ إن تصرّف في مال اليتيم تصرّفاً لا يضرّ اليتيم ولكن يفيد غيره ، أو يفيد الوليّ ، كأن يبدّل دراهمه دنانير ؛ لأنّ حفظ الدنانير أسهل عليه من حفظ الدراهم ، أو أخذ بالشفعة ؛ لأنّ حفظ المال المختصّ أسهل من المشترك على الوليّ ، أو باع طعامه وتمره من قوم جياع ؛ لأنّه لا يضرّ اليتيم ويفيد المشترين بسدّ الجوع ، وهذا ؛ فالأولى الحكم بالجواز مع عدم المفسدة. =

٧٠٣

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ لِأَخِيكَ(١) مَالٌ يُحِيطُ بِمَالِ الْيَتِيمِ إِنْ تَلِفَ ، فَلَا بَأْسَ بِهِ ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ ، فَلَا يَعْرِضْ(٢) لِمَالِ الْيَتِيمِ ».(٣)

٨٦٠٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي مَالِ الْيَتِيمِ ، قَالَ : « الْعَامِلُ بِهِ ضَامِنٌ ، وَلِلْيَتِيمِ الرِّبْحُ إِذَا‌

____________________

= فإن قيل : الآية الشريفة تدلّ على وجوب تحرّي الأصلح ، فلا يكفي المصلحة فضلاً عن المفسدة.

قلنا : أوّلاً إنّ المراد من( لا تَقْرَبُوا ) النهي عن أكل مال اليتيم وأخذ الوليّ إيّاه لنفسه ، والتي هي أحسن الاكتفاء بالقوت ، أو اُجرة المثل ، وهذا هو الأظهر عند المفسّرين ، ويظهر من الطبرسيرحمه‌الله في مواضع أنّه مراد الآية عنده ، ثانياً سلّمنا أنّ المراد مطلق التصرّف ولو لليتيم مع بعده فنقول : بعد ما علمنا من الأخبار جواز التجارة والاستقراض وتشريك الأيتام في الإطعام ظهر لنا أنّ الحصر في الآية الشريفة إضافي بالنسبة إلى ما كانوا يفعلون ، أو يتوهّمون جوازه ، أو ما يرتكبونه عصياناً ومسامحة من الإسراف والتبذير والإهمال والتقصير في الإنفاق عليهم ، أو التوسّع في الإنفاق على أنفسهم ، وذلك لأنّ الفرق بين وجود المصلحة وعدم المفسدة ليس شيئاً يتوجّه أذهان الناس إليه غالباً ، وإنّما يلتفت إليه المدقّقون بعد التوجيه والتنبيه ، فلا يناسب أن يكون الحصر في الآية متوجّهاً إليه ، والآية الشريفة في سورة النساء :( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً ) [ النساء (٤) : ١٠ ] تؤيّد كون الحصر بالنسبة إلى أمثال ذلك ، وكذا( لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا ) [ النساء (٤) : ٦ ] هذا كلّه على فرض التنزّل ، وإلّا فالحقّ في تفسير القرب ما ذكرناه أوّلاً.

قال الطبرسيرحمه‌الله : والمراد بالقرب التصرّف فيه ، وإنّما خصَّ مال اليتيم بالذكر ؛ لأنّه لا يستطيع الدفاع عن نفسه ولا عن ماله ، فيكون الطمع في ماله أشدّ ، ويد الرغبة إليه أمدّ ، فأكّد سبحانه النهي عن التصرّف في ماله وإن كان ذلك واجباً في مال كلّ أحد. انتهى كلام الطبرسيرحمه‌الله .

وعلى هذا فيكون الاستثناء متّصلاً ، والتي هي أحسن الاكتفاء بالقوت واُجرة المثل ، أو منقطعاً ويشمل الحفظ والاتّجار لليتيم ، ولا يخفى أنّ تفسير الطبرسيرحمه‌الله أولى ممّا ذكر الشيخ المحقّق الأنصاريقدس‌سره في معنى الآية ». وراجع :القواعد والفوائد ، ج ١ ، ص ٣٥٢ ، القاعدة ١٣٣.

(١١). في « بخ ، بف » : - « له ».

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إن كان لأخيك مال ، يدلّ على اشتراط الملاءة في جواز اقتراض الوليّ من مال اليتيم. واستثنى المتأخّرون الأب والجدّ ، وسوّغوا لهما اقتراض مال اليتيم مع العسر واليسر. وهو مشكل ».

(٢). فيالوافي : « فلا يعرض : فلا يتعرّض » أي فلا يتصدّى. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٧٨ ( عرض).

(٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ ، ح ٩٥٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٥ ، ح ١٧٣٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٢٤٤٦.

٧٠٤

لَمْ يَكُنْ لِلْعَامِلِ بِهِ(١) مَالٌ(٢) » وَقَالَ(٣) : « إِنْ عُطِبَ(٤) ، أَدَّاهُ(٥) ».(٦)

٨٦٠٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٧) فِي رَجُلٍ عِنْدَهُ مَالُ الْيَتِيمِ(٨) ، فَقَالَ : « إِنْ كَانَ مُحْتَاجاً وَلَيْسَ(٩) لَهُ(١٠) مَالٌ ، فَلَا يَمَسَّ مَالَهُ ؛ وَإِنْ هُوَ اتَّجَرَ بِهِ ، فَالرِّبْحُ لِلْيَتِيمِ وَهُوَ ضَامِنٌ ».(١١)

٨٦٠٩ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ(١٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ(١٣) : أَخِي أَمَرَنِي(١٤) أَنْ أَسْأَ لَكَ عَنْ مَالِ يَتِيمٍ(١٥) فِي حَجْرِهِ يَتَّجِرُ بِهِ؟

____________________

(١). في « ط » : «العامل له». وفي الوسائل : - «به».

(٢). في « ى » : - « مال ».

(٣). في « ط » : « قال : قال » بدل « وقال ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « اُعطب ». و « عَطِبَ » ، من باب تعب ، أي هلك وتلف ، وأعطبته ، بالألف للتعدية. راجع :المصباح المنير ، ص ٤١٦ ( عطب ).

(٥). في « بف » : « أدّى ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ ، ح ٩٥٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٧ ، ح ١٧٣٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٢٤٦٧. (٧). في « ط ، بف » والوافي والتهذيب : - « قال ».

(٨). في « ط ، جت ، جن » والوافي : « ليتيم ».

(٩). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن »والتهذيب : « ليس » بدون الواو.

(١٠). في « بخ ، بف » والوافي : « عنده ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٥ ، معلّقاً عن الكليني. وراجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب زكاة مال اليتيم ، ح ٥٨٧٩ ومصادرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٧ ، ح ١٧٣٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٧ ، ح ٢٢٤٦٨.

(١٢). فيالتهذيب : + « عن أبيه ». وهو سهو ، وأسباط بن سالم هو والد عليّ بن أسباط ، فتأمّل. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٥٢ ، الرقم ٦٦٣. (١٣). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والتهذيب : « قلت ».

(١٤). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب وفي سائر النسخ والمطبوع : «أمرني أخي ». (١٥). في « بح » وحاشية « جت » والوسائل : « اليتيم ».

٧٠٥

فَقَالَ(١) : « إِنْ كَانَ لِأَخِيكَ مَالٌ يُحِيطُ(٢) بِمَالِ الْيَتِيمِ إِنْ تَلِفَ ، أَوْ أَصَابَهُ شَيْ‌ءٌ غَرِمَهُ لَهُ ، وَإِلَّا فَلَا يَتَعَرَّضْ(٣) لِمَالِ(٤) الْيَتِيمِ ».(٥)

٨٦١٠ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ وُلِّيَ مَالَ يَتِيمٍ(٦) ، أَ يَسْتَقْرِضُ(٧) مِنْهُ؟

فَقَالَ(٨) : « إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام قَدْ كَانَ يَسْتَقْرِضُ(٩) مِنْ مَالِ أَيْتَامٍ(١٠) كَانُوا فِي حَجْرِهِ(١١) ، فَلَا بَأْسَ بِذلِكَ ».(١٢)

٨٦١١ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رَجُلٌ وُلِّيَ مَالَ يَتِيمٍ(١٣) ، أَيَسْتَقْرِضُ(١٤) مِنْهُ؟

قَالَ(١٥) : « كَانَ(١٦) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام (١٧) يَسْتَقْرِضُ مِنْ مَالِ يَتِيمٍ(١٨) كَانَ(١٩) فِي‌

____________________

(١). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » : « قال ».

(٢). في « بخ » : « بمال يحيط ». وفي « بف » : « مال محيط ».

(٣). في « جت » : « فلا يعرض ».

(٤). فى « بف » : « بمال ».

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٨ ، ح ١٧٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ح ٢٢٤٦٩. (٦). في « بح » وحاشية « جن » والوافي : « اليتيم ».

(٧). في « ط ، بح ، جد » وحاشية « جت » : « استقرض ».

(٨). في « جت » : « قال ».

(٩). في « ى » : « استقرض ».

(١٠). في « جد » : « يتيم ».

(١١). حجر الإنسان - بالفتح وقد يكسر - : حِضْنه ، وهو ما دون إبطه إلى الكشح ، وهو في حجره : أي في كنفه وحمايته.المصباح المنير ، ص ١٢١ ( حجر ).

(١٢).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ح ٢٢٤٧١.

(١٣). في « بح » والوافي : « اليتيم ».

(١٤). في «ط،ى،بح» وحاشية «جت»:«استقرض».

(١٥). في « بخ ، بف ، جت » والوافي : « فقال ».

(١٦) في الوافي : « إنّ ».

(١٧) في الوافي : + « قد كان ».

(١٨) في الوافي : « أيتام ».

(١٩) في « ط ، بف » : - « كان ». وفي الوافي : « كانوا ».

٧٠٦

حَجْرِهِ ».(١)

٨٦١٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ(٢) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَصَفْوَانَ(٣) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَكُونُ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ بَيْتِهِ المـَالُ(٤) لِأَيْتَامٍ ، فَيَدْفَعُهُ(٥) إِلَيْهِ ، فَيَأْخُذُ مِنْهُ دَرَاهِمَ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ، وَلَا يُعْلِمُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ الْمَالُ لِلْأَيْتَامِ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئاً ، ثُمَّ تَيَسَّرَ(٦) بَعْدَ ذلِكَ ، أَيُّ ذلِكَ خَيْرٌ لَهُ : أَ يُعْطِيهِ(٧) الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ ، أَمْ يَدْفَعُهُ(٨) إِلَى الْيَتِيمِ وَقَدْ بَلَغَ؟ وَهَلْ(٩) يُجْزِئُهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلى صَاحِبِهِ عَلى وَجْهِ الصِّلَةِ وَلَا يُعْلِمُهُ أَنَّهُ أَخَذَ لَهُ مَالاً؟

فَقَالَ : « يُجْزِئُهُ أَيُّ ذلِكَ فَعَلَ إِذَا أَوْصَلَهُ إِلى صَاحِبِهِ ؛ فَإِنَّ هذَا مِنَ السَّرَائِرِ إِذَا كَانَ مِنْ نِيَّتِهِ ، إِنْ شَاءَ رَدَّهُ إِلَى الْيَتِيمِ إِنْ كَانَ قَدْ(١٠) بَلَغَ عَلى أَيِّ وَجْهٍ شَاءَ وَإِنْ(١١) لَمْ يُعْلِمْهُ أَنَّهُ(١٢) كَانَ(١٣) قَبَضَ لَهُ شَيْئاً ، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهُ إِلَى الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ(١٤) ».

____________________

(١).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ذيل ح ٢٢٤٧١.

(٢). في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٣). في التهذيب : - « وصفوان ».

(٤). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب وفي « جت » والمطبوع : « مال ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : « ويدفعه ».

(٦). في الوسائل والتهذيب : « ييسّر ».

(٧). في « بف » والوافي : « يعطيه » بدون همزة الاستفهام.

(٨). في الوسائل : « يدفع ».

(٩). في « بخ ، بف ، جد » : « فهل ».

(١٠). في « ط ، بف » : - « قد ».

(١١). في التهذيب : + « كان ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « إن ».

(١٣). في « بح » : « قد ».

(١٤). في « بخ ، بف ، جت » وحاشية « جن » والوافي : + « المال ».

٧٠٧

وَقَالَ(١) : « إذَا(٢) كَانَ صَاحِبُ الْمَالِ غَائِباً ، فَلْيَدْفَعْهُ إِلَى الَّذِي كَانَ(٣) الْمَالُ(٤) فِي يَدِهِ(٥) ».(٦)

٨٦١٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ وُلِّيَ مَالَ يَتِيمٍ(٧) ، فَاسْتَقْرَضَ مِنْهُ شَيْئاً؟

فَقَالَ : « إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام كَانَ اسْتَقْرَضَ(٨) مَالاً لِأَيْتَامٍ فِي حَجْرِهِ ».(٩)

٤٦ - بَابُ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ‌

٨٦١٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله يَقُولُ : « ثَلَاثَةٌ(١٠) لَاعُذْرَ لِأَحَدٍ فِيهَا : أَدَاءُ الْأَمَانَةِ إِلَى الْبَرِّ‌

____________________

(١). في « جن » : « قال » بدون الواو. وفي التهذيب : + « إنّه ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « إن ».

(٣). في « ط ، بف » : + « له ».

(٤). في المرآة : - « المال ».

(٥). في « ط ، بف » : « في يده المال ». وفي حاشية « جن » : « المال بيده ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إلى الذي كان في يده ، يمكن حمله على ما إذا كان ثقة يعلم أنّه يوصله إليه ، أو كان وكيلاً ، وإلّا فيشكل الاكتفاء بإعطائه إلى الوصيّ بعد البلوغ ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ ، ح ٩٥٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦١ ، ح ٢٢٤٧٦. (٧). في « ى » : « اليتيم ». وفي « جن » : « أيتام ».

(٨). في « جن » وحاشية « بح ، جت » والتهذيب : « يستقرض ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٩٥٣ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥٨ ، ذيل ح ٢٢٤٧١.

(١٠). في « بح ، بس » وحاشية « جت » : « ثلاث ».

٧٠٨

وَالْفَاجِرِ ، وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، بَرَّيْنِ كَانَا أَوْ فَاجِرَيْنِ ».(١)

٨٦١٥ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ(٢) ، عَنِ الْحُسَيْنِ الشَّيْبَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٣) : رَجُلٌ(٤) مِنْ مَوَالِيكَ يَسْتَحِلُّ مَالَ بَنِي أُمَيَّةَ وَدِمَاءَهُمْ ، وَإِنَّهُ وَقَعَ لَهُمْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ.

فَقَالَ : « أَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِهَا وَإِنْ كَانُوا مَجُوسَاً(٥) ؛ فَإِنَّ ذلِكَ لَايَكُونُ حَتّى يَقُومَ قَائِمُنَا(٦) عليه‌السلام ، فَيُحِلَّ وَيُحَرِّمَ(٧) ».(٨)

____________________

(١).الخصال ، ص ١٢٣ ، باب الثلاثة ، ح ١١٨ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٩٨٨ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير.الخصال ، ص ١٢٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٢٩ ، بسند آخر.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب البرّ بالوالدين ، ح ٢٠٢١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام تحف العقول ، ص ٣٦٧ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ح ٢٢٧١ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧١ ، ح ٢٤١٧٦.

(٢). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٣ ، عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن ابن بكر ، وفي بعض نسخه « ابن بكير » وهو الظاهر ؛ فقد روى عليّ بن الحكم عن [ عبد الله ] بن بكير في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٨٥ ، وص ٦٠٣.

(٣). في « ط » : « إنّ ». وفي « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : + « إنّ ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « رجلاً ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : « مجوسيّاً ». والمجوس : هم‌القائلون بالأصلين ، يسمّون أحدهما النور ، وبالفارسيّة يزدان ، والآخر الظلمة ، وبالفارسيّة أهرمن ، يزعمون أنّ الخير والنفع والصلاح من النور ، والشرّ والضرّ والفساد من الظلمة. وعن ابن سيده : « هو معرّب ، أصله : مِنْج كُوش ، وكان رجلاً صغير الاُذنين ، كان أوّل من دان بدين المجوس ودعا الناس إليه ، فعرّبته العرب فقال : مجوس ، ونزل القرآن به ». راجع : الملل والنحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ٢٣٢ وما بعدها ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢١٥ ( مجس ).

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب وفي المطبوع : + « أهل البيت ».

(٧). في « ط » : + « على مولانا السلام ».

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن ابن بكر ، عن الحسين الشيبانيالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٢ ، ح ١٨٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٣ ، ح ٢٤١٨٠.

٧٠٩

٨٦١٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : أَدُّوا الْأَمَانَةَ(٢) وَلَوْ(٣) إِلى قَاتِلِ وُلْدِ(٤) الْأَنْبِيَاءِ ».(٥)

٨٦١٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي حَفْصٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَعَلَيْكُمْ بِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ ، وَلَوْ(٦) أَنَّ قَاتِلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(٧) عليه‌السلام ائْتَمَنَنِي عَلى أَمَانَةٍ(٨) ، لَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ ».(٩)

٨٦١٨ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(١٠) بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

____________________

(١). في « ط » : « أحمد بن أبي عبد الله ». والمراد من كلا العنوانين واحد.

(٢). في « ى ، بح ، بس ، جن » وحاشية « جت » : « الأمانات ».

(٣). في الوافي : « فلو ».

(٤). في « بح ، جن » وحاشية « جت » : « أولاد ».

(٥).تحف العقول ، ص ٢١٧ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٣ ، ح ١٨٣٧١ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٣ ، ح ٢٤١٨١.

(٦). في « ط ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب والأمالي للصدوق ، ص ٢٤٥ : « فلو ».

(٧). في « ط ، ى ، بس ، جد » والتهذيب والوسائل : - « بن أبي طالب ».

(٨). في « ط » : « الأمانة ». وفي التهذيب : « أداء الأمانة ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٥ ، معلّقاً عن الكليني.الأمالي للصدوق ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٤٣ ، ح ٥ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرّار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وفيه ، ص ٢٤٦ ، المجلس ٤٣ ، ح ٦ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام معاني الأخبار ، ص ١٠٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف.الاختصاص ، ص ٢٤١ ، مرسلاً ؛تحف العقول ، ص ٢٩٩ ، عن الباقرعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٢ ، ح ٢٤١٧٧.

(١٠). في « ط » : - « محمّد ».

٧١٠

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي وَصِيَّةٍ(١) لَهُ : « اعْلَمْ أَنَّ ضَارِبَ عَلِيٍّعليه‌السلام بِالسَّيْفِ وَقَاتِلَهُ لَوِ ائْتَمَنَنِي وَاسْتَنْصَحَنِي(٢) وَاسْتَشَارَنِي ، ثُمَّ قَبِلْتُ ذلِكَ مِنْهُ ، لَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ(٣) الْأَمَانَةَ ».(٤)

٨٦١٩ / ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ كَانَ النَّاسُ يَضَعُونَ عِنْدَهَا(٥) الْجَوَارِيَ(٦) ، فَتُصْلِحُهُنَّ(٧) ، وَقُلْنَا : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صُبَّ عَلَيْهَا مِنَ الرِّزْقِ.

فَقَالَ : « إِنَّهَا صَدَقَتِ الْحَدِيثَ ، وَأَدَّتِ الْأَمَانَةَ ، وَذلِكَ يَجْلِبُ الرِّزْقَ ».

قَالَ صَفْوَانُ : وَسَمِعْتُهُ مِنْ(٨) حَفْصٍ بَعْدَ ذلِكَ.(٩)

٨٦٢٠ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَيْسَ مِنَّا مَنْ أَخْلَفَ بِالْأَمَانَةِ(١٠) ».

وَقَالَ : « قَالَ(١١) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١٢) : الْأَمَانَةُ تَجْلِبُ(١٣) الرِّزْقَ ، وَالْخِيَانَةُ تَجْلِبُ(١٤) الْفَقْرَ».(١٥)

____________________

(١). في الوسائل : « وصيّته ».

(٢). في التهذيب :«على سيف » بدل « واستنصحني».

(٣). في « ط ، بف » : - « إليه ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.تحف العقول ، ص ٣٧٤الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٤ ، ح ٢٤١٨٣.

(٥). في « ى » : « عنده ».

(٦). في حاشية « جت » : « الجرار ».

(٧). في « ى » : « فيصلحهنّ ». وفي الوسائل : « فيصلحن » بالتخفيف.

(٨). في « بف » : + « عمر بن ». وفي الوافي : « عن ».

(٩). راجع :الأمالي للطوسي ، ص ٦٧٦ ، المجلس ٣٧ ، ح ٨الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ح ٢٢٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٦٨ ، ح ٢٤١٧٠. (١٠). في «ط ،بخ ،بف» وحاشية «جت» والوافي : « الأمانة ».

(١١). في « بخ ، بف » : - « قال ».

(١٢). في «بف» وحاشية «جن» والوافي : + « أداء ».

(١٣). في « ى ، بف » والوافي : « يجلب ».

(١٤). في «جد»:«يجلب».وفي «جت»بالتاء والياء معاً.

(١٥).قرب الإسناد ، ص ١١٦ ، ح ٤٠٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحف العقول ، ص ٤٥ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ٤٠٣ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة ؛ وفيه أيضاً ، ص ٢٢١ ، =

٧١١

٨٦٢١ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ - يَعْنِي(٢) مُوسىعليه‌السلام - عَنْ رَجُلٍ اسْتَوْدَعَ رَجُلاً(٣) مَالاً لَهُ قِيمَةٌ ، وَالرَّجُلُ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْدِرُ عَلى أَنْ لَا(٤) يُعْطِيَهُ شَيْئاً ، وَلَا يَقْدِرُ‌

____________________

= عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير ، وفي كلّ المصادر من قوله : « الأمانة تجلب الرزق ». وراجع :الخصال ، ص ٥٠٤ ، أبواب الستّة عشر ، ح ٢الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٦ ، ح ٢٤١٩٠.

(١). القاسم بن محمّد في مشايخ محمّد بن خالد - وهو البرقي بقرينة راويه - هو القاسم بن محمّد الجوهري ، ولم نجد روايته عمّن يسمّى بمحمّد بن القاسم في غير سند هذا الخبر. والظاهر أنّ أحد العنوانين محرّف من الآخر ، والجمع بينهما من باب الجمع بين النسخة وبدلها.

والظاهر أنّ « عن القاسم بن محمّد » زائدٌ في السند - كما نبّه على ذلك العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - في تعليقته على السند ، والمراد من محمّد بن القاسم هو محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار ؛ فإنّا لم نجد رواية محمّد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمّد الجوهري عن أحدٍ من المعصومينعليهم‌السلام سواء أكان أبا الحسنعليه‌السلام أو غيره.

وأمّا أنّ المراد من محمّد بن القاسم هو ابن الفضيل بن يسار ؛ فقد ورد ذيل الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٩ ، ح ٩٤٥ بسنده عن البرقي عن محمّد بن القاسم بن فضيل ، قال : سألت أبا الحسن الأوّلعليه‌السلام

لا يقال : ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨١ ، ح ٧٩٥ ، عن أحمد بن محمّد عن البرقي عن محمّد بن القاسم عن فضيل ، وفي الاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٢٣ ، ح ٤٣٩ عن أحمد بن محمّد عن البرقي عن القاسم بن محمّد عن فضيل ، فلا يحصل الجزم بما استظهرته.

فإنّه يقال : أمّا سند الاستبصار ، فقد ورد في بعض نسخه ، محمّد بن القاسم بدل القاسم بن محمّد.

وأمّا رواية فضيل - وهو منصرف إلى الفضيل بن يسار - عن أبي الحسنعليه‌السلام ، ففيه ما لا يخفى ؛ فقد مات الفضيل بن يسار في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام ، كما ورد ذلك فيرجال النجاشي ، ص ٣٠٩ ، الرقم ٨٤٦ ؛ ورجال الكشّي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٣٨١ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٦٨.

فعليه الظاهر أنّ الصواب في سند التهذيبي ن هو محمّد بن القاسم بن فضيل ، وهو المطلوب.

ويؤيّد ذلك أنّ لِمحمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار كتاباً رواه أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٦٢ ، الرقم ٩٧٣.

(٢). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والتهذيب ، ج ٦ : - « يعني ».

(٣). في الوافي ، ح ١٨٣٧٥ والتهذيب ، ج ٧ والاستبصار : + « من مواليك ».

(٤). في « ط » : - « لا ».

٧١٢

لَهُ عَلى شَيْ‌ءٍ(١) ، وَالرَّجُلُ الَّذِي اسْتَوْدَعَهُ خَبِيثٌ خَارِجِيٌّ(٢) ، فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً(٣) ؟

فَقَالَ لِي(٤) : « قُلْ لَهُ(٥) : رُدَّهُ(٦) عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّهُ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهِ(٧) بِأَمَانَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».

قُلْتُ : فَرَجُلٌ اشْتَرى مِنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْعَبَّاسِيِّينَ بَعْضَ قَطَائِعِهِمْ(٨) ، فَكَتَبَ عَلَيْهَا(٩) كِتَاباً أَنَّهَا(١٠) قَدْ(١١) قَبَضَتِ الْمَالَ ، وَلَمْ تَقْبِضْهُ ، فَيُعْطِيهَا الْمَالَ(١٢) ، أَمْ(١٣) يَمْنَعُهَا؟

قَالَ لِي(١٤) : « قُلْ(١٥) لَهُ : يَمْنَعُهَا(١٦) أَشَدَّ الْمَنْعِ ؛ ..........

____________________

(١). في التهذيب ، ج ٧ والاستبصار : - « ولا يقدر له على شي‌ء ».

(٢). في الوافي ، ح ١٨٣٧٥ والتهذيب ، ج ٧ والاستبصار : + « شيطان ».

(٣). فيالوافي : « فلم أدع شيئاً ؛ يعني من الألفاظ الدالّة على ذمّه ».

(٤). في « ط » : - « لي ».

(٥). في « بف » : - « له ».

(٦). في « ى ، بس ، بح ، جد »والاستبصار : « ردّ ». وفي « جن » والوسائل : « يردّ ».

(٧). في « بخ ، بف » : - « عليه ».

(٨). فيالوافي : « القطائع : محالّ ببغداد كان أقطعها المنصور لاُناس من أعيان دولته ؛ ليعمروها ويسكنوها ، وإنّمالم تملكها لأنّها كانت مال الإمامعليه‌السلام ». والقطائع : جميع القطيعة ، وهي طائفة من أرض الخراج ، واسم للشي‌ء الذي يُقْطَع ، واسم لما ينقل من المال ، كالقرى والأراضي والأبراج والحصون. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٠٨ ؛مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ( قطع ).

(٩). في « بح » : « إليها ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » والوافي ، ح ١٧٣١٠ والتهذيب ، ج ٦ : « بأنّها ».

(١١). في « بف » : - « قد ».

(١٢). في « بخ ، بف » : - « المال ».

(١٣). في « ط » : « أو ».

(١٤). في «ط،بخ،بف» والوافي ،ح ١٧٣١٠:-«لي».

(١٥). في الوافي ، ح ١٧٣١٠ : « فليقل ».

(١٦) في الوافي : « ليمنعها » بدل « يمنعها ». وفي الوسائل والتهذيب ، ج ٧ : « ليمنعها » بدل « لي ، قل له : يمنعها ». فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١٠٣ : « قولهعليه‌السلام : قل له : يمنعها ، يدلّ على كراهة أخذ أموالهم إذا كانت أمانة ، والجواز في غيرها ، سيّما ثمن المبيع الذي كان من الأراضي المفتوحة عنوة. ويحتمل أن يكون من باب « ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم » ؛ فإنّ العامّة لا يجوّزون هذا البيع وأمثاله ، ونحن نجوّزه ، إمّا مطلقاً ، أو تبعاً للآثار ».

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي ، ج ١٧ ، ح ٢٩٤ :

« قوله : ليمنعها أشدّ المنع ، أراضي العراق من المفتوح عنوة إلّاماشذّ ، كما قلنا في كتاب الزكاة ، وليس رقبة الأرض ممّا تباع أو توهب ، ومع ذلك كانوا يبيعون ويشترون ويهبون ويقفون في سبيل الله باعتبار الآثار =

٧١٣

فَإِنَّهَا(١) بَاعَتْهُ(٢) مَا لَمْ تَمْلِكْهُ(٣) ».(٤)

٨٦٢٢ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَيَابَةَ ، قَالَ :

لَمَّا أَنْ(٥) هَلَكَ أَبِي سَيَابَةُ ، جَاءَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ إِلَيَّ ، فَضَرَبَ الْبَابَ عَلَيَّ(٦) ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَعَزَّانِي(٧) ، وَقَالَ لِي : هَلْ تَرَكَ أَبُوكَ شَيْئاً؟ فَقُلْتُ لَهُ : لَا ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِيساً فِيهِ أَلْفُ‌

____________________

= والحقوق الثابتة فيها ، وكذلك الإقطاع - إن صحّ إطلاق لفظه وإرادة معناه في تلك الأراضي - هو بمعنى إقطاع الآثار والأبنية ومقتضى القواعد صحّته وجواز بيعه وكون المقطع له مالك ، وذلك لأنّه لا ريب في جواز قبالة الأراضي الخراجيّة ، كما يأتي في محلّه بأن يتعهّد المتقبّل أداء الخراج إلى السلطان ويكون الزرع والانتفاع والآثار له ، ورقبة الأرض ملك المسلمين ، فتلك المرأة من آل فلان إن كانت قصدت بيع الآثار صحّ بيعه ، كبيع سائر أملاك العراق وسائر الأراضي ، وإن كانت قصدت بيع رقبة الأرض لم يجز بحال ولا يحلّ للمشتري أيضاً ، وظاهر الخبر أنّه يحلّ للمشتري. فالصحيح في توجيه الحديث أن يقال : الإقطاع كما يتبادر منه إلى الذهن بمعنى تمليك رقبة الأرض وعدم أخذ الخراج من تلكالمرأة ، كما يؤخذ من سائر مالكي الأراضي ، وهذا باطل في الأراضي المفتوحة عنوة ؛ إذ يجب أخذ الخراج منها لبيت مال المسلمين أيّاً ما كان كان مالكها ، سواء كان من أقارب الخليفة أو غيرها ، وكانت تلكالمرأة أخذت الأرض ؛ أعني رقبتها مجّاناً بغير خراج ، وهذا باطل والأرض للمسلمين ، فأجاز الإمامعليه‌السلام امتناع المشتري من أداء الثمن وجعل الأرض بيده استنقاذاً لأرض المسلمين من يد المتغلّب عليها ، فيكون حاصلها له وخراجها عليه ، كسائر المتصرّفين في أراضي العراق ، ويؤدّي خراجها إلى أهله ».

(١). في « ى ، بس » والتهذيب ، ج ٧ : « فإنّما ».

(٢). في حاشية « جت » : « باعت ».

(٣). في « بخ ، بف » وحاشية « جت » : « ما لا تملك ». وفي « ط » والوسائل : « ما لم تملك ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٩٩٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى.التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨١ ، ح ٧٩٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن محمّد بن القاسم ، عن فضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ؛الاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٢٣ ، ح ٤٣٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن القاسم بن محمّد ، عن فضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، إلى قوله : « عليه بأمانة الله »الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩٤ ، ح ١٧٣١٠ ، من قوله : « قلت : فرجل اشترى من امرأة » ؛ وفيه ، ج ١٨ ، ص ٨٢٤ ، ح ١٨٣٧٥ ، إلى قوله : « بأمانة الله عزّوجلّ » ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٧٤ ، ح ٢٤١٨٤.

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار وفي المطبوع : - « أن ».

(٦). في « بخ ، بف » : - « عليّ ».

(٧). « فعزّاني » أي قال لي : أحسن الله عزاءك ، أي رزقك الصبر الحسن. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٠٨ ( عزا).

٧١٤

دِرْهَمٍ ، وَقَالَ لِي(١) : أَحْسِنْ حِفْظَهَا ، وَكُلْ فَضْلَهَا(٢) ، فَدَخَلْتُ إِلى أُمِّي وَأَنَا فَرِحٌ ، فَأَخْبَرْتُهَا(٣) .

فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ ، أَتَيْتُ صَدِيقاً كَانَ(٤) لِأَبِي(٥) ، فَاشْتَرى لِي بَضَائِعَ(٦) سَابِرِيٍّ(٧) ، وَجَلَسْتُ فِي حَانُوتٍ(٨) ، فَرَزَقَ اللهُ - جَلَّ وَعَزَّ - فِيهَا خَيْراً كَثِيراً(٩) .

وَحَضَرَ(١٠) الْحَجُّ ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي ، فَجِئْتُ إِلى أُمِّي ، وَقُلْتُ(١١) لَهَا : إِنَّهُ(١٢) قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي أَنْ أَخْرُجَ إِلى مَكَّةَ ، فَقَالَتْ لِي(١٣) : فَرُدَّ(١٤) دَرَاهِمَ فُلَانٍ عَلَيْهِ ، فَهَاتِهَا(١٥) ، وَجِئْتُ بِهَا إِلَيْهِ ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ ، فَكَأَنِّي(١٦) وَهَبْتُهَا لَهُ ، فَقَالَ : لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَهَا ، فَأَزِيدَكَ؟ قُلْتُ :

____________________

(١). في « ط ، بف » والوافي : - « لي ».

(٢). في « بح ، بخ ، بف ، جت » وحاشية « ى » والوافي : « كسبها ».

(٣). في « ط » : + « الخبر ».

(٤). في « ط ، ى ، جد » : - « كان ».

(٥). في « ط » : « لي ».

(٦). في « بخ ، بف » وحاشية « بح » والوافي : + « من ». والبضائع : جمع البِضاعة ، وهي طائفة من مالك تبعثها للتجارة أو السلعة ، وأصلها من المال الذي يتّجر فيه ؛ وأصلها من البَضْع ، وهو القطع. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٥ ( يضع ).

(٧). فيالبحار : « سابريّاً ». والسابريّ : ضرب من الثياب رقيق يُعمل بسابور موضع بفارس. والسابريّ أيضاً : ضرب من التمر ، يقال : أجود تمر بالكوفة النِرسيان والسابريّ. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٦ ؛ المغرب ، ص ٢١٥ ( سبر ).

(٨). « الحانوت » : دكّان البائع ، يذكّر ويؤنّث ، واختلف في وزنها ، فقال الجوهري : « أصله : حانُوَة ، مثل ترقوة ، فلمّا سُكّنت الواو انقلبت هاء التأنيث ياءً ، والجمع : الحوانيت ». وقيل غير ذلك. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٦ ( حين ) ؛المصباح المنير ، ص ١٥٨ ( حون ).

(٩). في « ط ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والبحار : - « كثيراً ».

(١٠). في الوافي : « فحضر ».

(١١). في «ى،بح،بس،جد،جن» والبحار :«فقلت».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « إنّها ».

(١٣). في « ط ، ى » : - « لي ».

(١٤). في « بخ ، بف » والوافي : « ردّ ».

(١٥). في « جت ، جد » والوافي والبحار : « فهيأتها ». وفي « ى ، بس ، بف ، جن » : « فهيئاتها ».

(١٦) في الوافي : « وكأنّي ».

٧١٥

لَا ، وَلكِنْ قَدْ(١) وَقَعَ فِي قَلْبِيَ الْحَجُّ ، فَأَحْبَبْتُ(٢) أَنْ يَكُونَ شَيْئُكَ عِنْدَكَ ، ثُمَّ خَرَجْتُ ، فَقَضَيْتُ نُسُكِي.

ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَدَخَلْتُ مَعَ النَّاسِ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَكَانَ يَأْذَنُ إِذْناً عَامّاً ، فَجَلَسْتُ فِي مَوَاخِيرِ(٣) النَّاسِ ، وَكُنْتُ حَدَثاً ، فَأَخَذَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَيُجِيبُهُمْ ، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ عَنْهُ ، أَشَارَ إِلَيَّ ، فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لِي(٤) : « أَلَكَ حَاجَةٌ؟ » فَقُلْتُ(٥) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ سَيَابَةَ ، فَقَالَ(٦) لِي(٧) : « مَا فَعَلَ أَبُوكَ؟ » فَقُلْتُ(٨) : هَلَكَ ، قَالَ : فَتَوَجَّعَ(٩) ، وَتَرَحَّمَ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي : « أَ فَتَرَكَ(١٠) شَيْئاً؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَمِنْ أَيْنَ حَجَجْتَ؟».

قَالَ : فَابْتَدَأْتُ ، فَحَدَّثْتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ ، قَالَ(١١) : فَمَا تَرَكَنِي أَفْرُغُ مِنْهَا حَتّى قَالَ لِي : « فَمَا فَعَلْتَ فِي(١٢) الْأَلْفِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : رَدَدْتُهَا عَلى صَاحِبِهَا ، قَالَ : فَقَالَ لِي(١٣) : « قَدْ أَحْسَنْتَ ».

وَقَالَ لِي(١٤) : « أَ لَا أُوصِيكَ؟ » قُلْتُ : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ(١٥) .

____________________

(١). في «ط ،ى ،بح ،جد ،جن» والبحار : - « قد ».

(٢). في «ط،ى،بح ،جد ،جن» والبحار : «وأحببت».

(٣). في « جن » : « مواخر ».

(٤). في « ى » والوافي : - « لي ».

(٥). في « بس » : « قلت ». وفي « بح ، بخ ، بف ، جت ، جن » والوافي : + « له ».

(٦). في « بف » والوافي : « قال ».

(٧). في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جد ، جن » والوافي والبحار : - « لي ».

(٨). في « ط ، بف » والوافي : « قلت ». وفي البحار : + « له ».

(٩). في « بخ ، بس ، جت » وحاشية « ى » : « فترجّع ». و « فتوجّع » ، أي رثى ، يقال : توجّع له ممّا نزل به ، أي رثى له من‌مكروه نازل. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٨٠ ( وجع ).

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « فترك » بدون همزة الاستفهام.

(١١). في « ط » : - « قال ».

(١٢). في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جت ، جد ، جن » والبحار : - « في ».

(١٣). في « ط ، بف ، جت » والوافي : - « لي ».

(١٤). في « ط » : - « لي ».

(١٥). في الوسائل : - « جعلت فداك ».

٧١٦

فَقَالَ(١) : « عَلَيْكَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ؛ تَشْرَكُ النَّاسَ فِي أَمْوَالِهِمْ هكَذَا » وَجَمَعَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ(٢) .

قَالَ : فَحَفِظْتُ ذلِكَ عَنْهُ ، فَزَكَّيْتُ(٣) ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.(٤)

٤٧ - بَابُ الرَّجُلِ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ وَالْوَلَدِ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ أَبِيهِ(٥)

٨٦٢٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ لِابْنِهِ مَالٌ ، فَيَحْتَاجُ(٦) الْأَبُ(٧) ؟

قَالَ : « يَأْكُلُ مِنْهُ ، فَأَمَّا الْأُمُّ فَلَا تَأْكُلُ(٨) مِنْهُ إِلَّا قَرْضاً عَلى نَفْسِهَا(٩) ».(١٠)

٨٦٢٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

____________________

(١). في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل والبحار : « قال ».

(٢). في « ط ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « إصبعيه ». وفي هامشالكافي المطبوع : « أي شبّك أصابع يده في أصابع يده الاُخرى ».

(٣). فيالوافي : « قوله : فزكّيت ، كناية عن كثرة ماله ببركة العمل بالوصيّة ». وفي هامش المطبوع : « قوله : فزكّيت ، أي صرت متموّلاً حتّى وجبت عليّ الزكاة فأخرجت الزكاة ».

(٤).الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٢٦ ، ح ١٨٣٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٦٨ ، ح ٢٤١٧١ ، من قوله : « وقال لي : ألا أوصيك » ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨٤ ، ح ١٧٠. (٥).في«ط،ى،بح،بخ،جت،جد» والمرآة : «والده».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وفي المطبوع : + « إليه ».

(٧). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : + « إليه ».

(٨). في الفقيه : « فلا تأخذ ».

(٩). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١٠٤ : « يدلّ على جواز أخذ الوالد من مال ولده بغير قرض ، وهو مخالف للمشهور ، وأيضاً جواز أخذ الاُمّ قرضاً خلاف المشهور إلّا أن يحمل على ما إذا كانت قيّمة ، أو كان الأخذ بإذن الوليّ ، والحمل على النفقة مشترك بينهما إلّا أن يحمل على أنّها تأخذ قرضاً للنفقة إلى أن‌ ترى الوليّ فينفذه ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٤ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٩ ، ح ١٦٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٦٦٨ ، معلّقاً عن حريزالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢١ ، ح ١٧٣٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢٢٤٨٣.

٧١٧

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ(١) مِنْ مَالِ وَلَدِهِ؟

قَالَ : « لَا ، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِلَيْهِ(٢) ، فَيَأْكُلَ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ(٣) ؛ وَلَا يَصْلُحُ لِلْوَلَدِ أَنْ يَأْخُذَ(٤) مِنْ مَالِ وَالِدِهِ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ(٥) وَالِدِهِ(٦) ».(٧)

٨٦٢٥ / ٣. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِرَجُلٍ : أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « وَمَا أُحِبُّ(٩) لَهُ(١٠) أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِ ابْنِهِ إِلَّا مَا احْتَاجَ(١١) إِلَيْهِ مِمَّا(١٢) لَابُدَّ لَهُ(١٣) مِنْهُ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَايُحِبُّ الْفَسَادَ ».(١٤)

____________________

(١). في القرب : « يأخذ ».

(٢). في القرب : « إلّا بإذنه أو يضطرّ » بدل « إلّا أن يضطرّ إليه ».

(٣). في القرب : + « أو يستقرض منه حتّى يعطيه إذا أيسر ».

(٤). في الاستبصار : « ولا يصلح أن يأخذ الولد ».

(٥). هكذا في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « بح » والوافي والمرآة والوسائل والتهذيب والاستبصار وقرب الإسناد وفي سائر النسخ والمطبوع : « إلّا أن يأذن ».

(٦). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إلّابإذن والده ، قال في التحرير : يحرم على الرجل أن يأخذ من مال والده شيئاً وإن قلّ بغير إذنه إلاّمع الضرورة التي يخاف منها على نفسه التلف ، فيأخذ ما يمسك به رمقه إن كان الوالد ينفق على الولد ، أو كان الوالد غنيّاً. ولو لم ينفق مع وجوب النفقة أجبره الحاكم ، فإن فقد الحاكم جاز أخذ الواجب وإن كره الأب». وراجع :تحرير الأحكام ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ، المسألة ٣٠٦٢.

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٣ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٨ ، ح ١٥٩ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ٢٨٥ ، ح ١١٢٧ ، بسنده عن عليّ بن جعفر ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢١ ، ح ١٧٣٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢٢٤٨٤.

(٨). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٩). في « ى ، بس ، جد » وحاشية « بح » : « ولا اُحبّ ».

(١٠). في « جن » : - « له ».

(١١). في « بخ ، بف » : « ما يحتاج ».

(١٢). في « بح » : « فيما ». وفي « ط » : « ما ».

(١٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : - « له ».

(١٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ ، ح ٩٦٢ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٨ ، ح ١٥٨ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٢ ، ح ١٧٣٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٣ ، ذيل ح ٢٢٤٨٠.

٧١٨

٨٦٢٦ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ(١) بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ(٢) يَكُونُ لِوَلَدِهِ مَالٌ ، فَأَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ ، قَالَ : « فَلْيَأْخُذْ(٣) ، فَإِنْ(٤) كَانَتْ أُمُّهُ حَيَّةً ، فَمَا أُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ(٥) مِنْهُ شَيْئاً إِلَّا قَرْضاً عَلى نَفْسِهَا(٦) ».(٧)

٨٦٢٧ / ٥. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَحْتَاجُ إِلى مَالِ ابْنِهِ؟

قَالَ : « يَأْكُلُ مِنْهُ مَا شَاءَ مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ ».

وَقَالَ : « فِي كِتَابِ عَلِيِّعليه‌السلام : إِنَّ الْوَلَدَ لَايَأْخُذُ مِنْ مَالِ وَالِدِهِ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِهِ(٩) ، وَالْوَالِدَ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ ابْنِهِ(١٠) مَا شَاءَ ، وَلَهُ أَنْ يَقَعَ عَلى جَارِيَةِ ابْنِهِ إِذَا(١١) لَمْ يَكُنِ الابْنُ وَقَعَ عَلَيْهَا(١٢) ».

____________________

(١). في التهذيب : « الحسين ». وهو سهو ؛ فإنّ المراد من الحسن بن عليّ الكوفي هو الحسن بن عليّ بن عبدالله بن ‌المغيرة ، كما تقدّم في الكافى ، ذيل ح ٣١٨٣ ، فلاحظ.

(٢). في « بح » : « رجل ».

(٣). في التهذيب : + « منه ».

(٤). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « وإن ».

(٥). في « بخ » : « أن يأخذ ». وفي « جن » بالتاء والياء معاً.

(٦). في « ى » : « نفسه ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٥ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٩ ، ح ١٦١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٢ ، ح ١٧٣٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٢٤٨٥.

(٨). السند معلّق على سند الحديث الثاني ، كما هو واضح.

(٩). فيالفقيه : - « إلّا بإذنه ».

(١٠). في حاشية « جت » والفقيه : « ولده ».

(١١). في «ط ،بخ ،بف » والوافي والفقيه : « إن ».

(١٢). في « ى » : « عليه ».

٧١٩

وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ لِرَجُلٍ : « أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ ».(١)

٨٦٢٨ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ؟

قَالَ : « قُوتُهُ(٢) بِغَيْرِ سَرَفٍ إِذَا اضْطُرَّ إِلَيْهِ ».

قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : فَقَوْلُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ ، فَقَدَّمَ(٣) أَبَاهُ ، فَقَالَ لَهُ(٤) : «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ؟ ».

فَقَالَ(٥) : « إِنَّمَا جَاءَ بِأَبِيهِ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ(٦) : يَا رَسُولَ اللهِ ، هذَا أَبِي وَقَدْ(٧) ظَلَمَنِي مِيرَاثِي مِنْ أُمِّي ، فَأَخْبَرَهُ الْأَبُ أَنَّهُ قَدْ أَنْفَقَهُ عَلَيْهِ وَعَلى نَفْسِهِ ، فَقَالَ(٨) : أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ الرَّجُلِ شَيْ‌ءٌ ، أَفَكَانَ(٩) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَحْبِسُ الْأَبَ لِلِابْنِ؟ ».(١٠)

____________________

(١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ ، ح ٩٦١ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٨ ، ح ١٥٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٥٢ ، ح ٤٥٦١ ، معلّقاً عن العلاء ، إلى قوله : « إذا لم يكن الابن وقع عليها ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٥ ، من قوله : « إنّ الولد لا يأخذ » إلى قوله : « من مال ابنه ما شاء » مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب النكاح ، باب الرجل تكون لولده الجارية يريد أن يطأها ، ح ١٠٠٢٤الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٢ ح ١٧٣٥١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٢ ، ذيل ح ٢٢٤٧٩.

(٢). في « ى ، بح ، بس » وحاشية « جن » : « قوت ».

(٣). في المعاني : + « إليه ».

(٤). في الفقيه : - « للرجل الذي أتاه ، فقدّم أباه ، فقال له ». وفي التهذيب والاستبصار والمعاني : - « له ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : « قال ».

(٦). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : + « له ».

(٧). في « بخ ، بف » والتهذيب والاستبصار : « ق د » بدون الواو.

(٨). في « ط » والوسائل : « وقال ». وفي « بح » : + « له ».

(٩). في « ى ، بح ، بس ، جت » : « أو كان ». وفي « بخ ، بف » والوسائل والمعاني : « وكان ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٩٦٦ ، معلّقاً عن الكليني.الاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٩ ، ح ١٦٢ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى.معاني الأخبار ، ص ١٥٥ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن الحكم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٦٦٩ ، معلّقاً عن الحسين بن أبي العلاءالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٣ ، ١٧٣٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٢٤٨٦.

٧٢٠

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765