الكافي الجزء ١٠

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 222425
تحميل: 4961


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 222425 / تحميل: 4961
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 10

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٩١٧٠/ ٦. عَنْهُ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ رَجُلاً أَتى أَبَا جَعْفَرٍ(٢) عليه‌السلام ، فَقَالَ(٣) : إِنَّا نَتَّجِرُ إِلى هذِهِ الْجِبَالِ ، فَنَأْتِي(٤) مِنْهَا(٥) عَلى أَمْكِنَةٍ لَانَقْدِرُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَّا عَلَى الثَّلْجِ.

فَقَالَ : أَلَّا تَكُونُ(٦) مِثْلَ فُلَانٍ يَرْضى بِالدُّونِ ، وَلَا يَطْلُبُ(٧) تِجَارَةً لَايَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّيَ(٨) إِلَّا عَلَى الثَّلْجِ(٩) ».(١٠)

١٢٢ - بَابُ أَنَّ مِنَ السَّعَادَةِ أَنْ يَكُونَ(١١) مَعِيشَةُ الرَّجُلِ فِي بَلَدِهِ‌

٩١٧١/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ‌ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١٢) ، قَالَ :

____________________

= ص ٣٨٠ ، ح ١١١٩ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن معلّى أبي عثمانالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤١٨ ، ح ١٧٥٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٤١ ، ذيل ح ٢٢٤٢٨.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٢). في « بخ » والوافي : « أتى إلى أبي جعفر ».

(٣). في « جت » : « قال ». وفي الوافي : + « له ».

(٤). في « ى ، بح » : « فتأتي ».

(٥). في « ى » : - « منها ».

(٦). في « جت » : « ألّا يكون ».

(٧). في « بخ » : « ولا تطلب ».

(٨). في « بخ » : « لا تستطيع أن تصلّي ».

(٩). فيالمرآة : « ما يفهم منه من عدم جواز الصلاة على الثلج إمّا لعدم الاستقرار ، أو لأنّه لا يجد ما يصحّ السجود عليه ، فيضطرّ إلى السجود على الثلج. وقال فيالدروس : من آداب التجارة تجنّب التجارة إلى بلد يوبق فيه دينه ، أو يصلّي فيه على الثلج. ويستحبّ الاقتصار على المعاش في بلده ؛ فإنّه من السعادة ». وراجع :الدروس ، ج ٣ ، ص ١٨٥ ، الدرس ٢٣٧.

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨١ ، ح ١١٢١ ، بسنده عن حسين بن أبي العلاء ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤١٨ ، ح ١٧٥٥٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٤٢ ، ذيل ح ٢٢٤٣٣.

(١١). في « ى » والمرآة : « أن تكون ».

(١٢). في « بخ ، بف » وحاشية « بح ، جد ، جن » والوافي : « أصحابنا ».

٣٦١

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام (١) : « إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ مَتْجَرُهُ فِي بَلَدِهِ(٢) ، وَيَكُونَ خُلَطَاؤُهُ صَالِحِينَ ، وَيَكُونَ لَهُ وُلْدٌ(٣) يَسْتَعِينُ بِهِمْ ».(٤)

٩١٧٢/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ(٦) التَّيْمِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ(٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ(٨) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « ثَلَاثَةٌ مِنَ السَّعَادَةِ : الزَّوْجَةُ الْمُؤَاتِيَةُ(٩) ، وَالْأَوْلَادُ الْبَارُّونَ ،

____________________

(١). في « بخ ، بف » والوافي : « إنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال » بدل « قال : قال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ».

(٢). في « ط ، جت ، جد » والوسائلوالفقيه والخصال : « بلاده ».

(٣). في الفقيه : « أولاد ».

(٤).الكافي ، كتاب العقيقة ، باب فضل الولد ، ح ١٠٤١٢ ، وتمام الرواية فيه : « من سعادة الرجل أن يكون له ولد يستعين بهم ». وفيالخصال ، ص ١٥٩ ، باب الثلاثة ، ح ٢٠٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، يرفعه عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام .الجعفريّات ، ص ١٩٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٤ ، ح ٣٥٩٨ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢١ ، ح ١٧٥٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٢٤٣٤ ؛ وج ٢١ ، ص ٣٥٦ ، ح ٢٧٢٨٦.

(٥). ورد الخبر فيالوسائل ، ح ٢٢٤٣٦ هكذا : عنهم - والضمير راجع إلى عدّة من أصحابنا في سند الحديث ٢٢٤٣٥ - عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحسن التيمي. فقد فهم الشيخ الحرّقدس‌سره تعليق السند على سابقه. فأضاف إليه عدّة من أصحابنا تتميماً له.

وقد تقدّم غير مرّة أنّ أحمد بن محمّد هذا ، شيخ المصنّفقدس‌سره ، روى بعنوان أحمد بن محمّد العاصمي ، وأحمد بن محمّد الكوفي عن عليّ بن الحسن بن فضّال بعناوينه المختلفة ، منها عليّ بن الحسن التيمي في عددٍ من الأسناد ، فلا يكون في السند تعليق. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٠٦ - ٧٠٨.

(٦). هكذا في « ط ، بح ، جت » وحاشية « جن » والوسائل. وفي « ى ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والمطبوع : « الحسين » ، وهو سهو كما ظهر ممّا تقدّم آنفاً.

ثمّ إنّه ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٦ ، ح ١٠٣٢ ، عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحسين ، لكنّ المذكور في بعض نسخه : « عليّ بن الحسن ».

(٧). في « جن » : « عبد الله بن أبي سهيل ».

(٨). في « بخ » : « عن عبدالكريم ». وفي « بف » : « عن حمّاد بن عبد الكريم ».

(٩). « المؤاتية » : المطيعة والموافقة ؛ من المؤاتاة ، وهو حسن المطاوعة والموافقة. وقال ابن الأثير : « وأصله ‌الهمز ، فخفّف وكثر حتّى صار يقال بالواو الخالصة ، وليس بالوجه ». راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢ ( أتا ).

٣٦٢

وَالرَّجُلُ يُرْزَقُ(١) مَعِيشَتَهُ بِبَلَدِهِ(٢) يَغْدُو إِلى أَهْلِهِ وَيَرُوحُ ».(٣)

٩١٧٣/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ(٤) أَنْ يَكُونَ مَتْجَرُهُ فِي بَلَدِهِ(٥) ، وَيَكُونَ خُلَطَاؤُهُ صَالِحِينَ ، وَيَكُونَ لَهُ وُلْدٌ يَسْتَعِينُ بِهِمْ ؛ وَمِنْ شَقَاءِ(٦) الْمَرْءِ أَنْ تَكُونَ(٧) عِنْدَهُ امْرَأَةٌ(٨) مُعْجَبٌ(٩) بِهَا(١٠) وَهِيَ تَخُونُهُ ».(١١)

١٢٣ - بَابُ الصُّلْحِ‌

٩١٧٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلَيْنِ اشْتَرَكَا فِي مَالٍ ، فَرَبِحَا فِيهِ(١٢) ، وَكَانَ مِنَ الْمَالِ دَيْنٌ وَعَلَيْهِمَا دَيْنٌ(١٣) ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَعْطِنِي رَأْسَ‌

____________________

(١). في « جن » : + « في ».

(٢). في « بف » والوافي : « في بلده ».

(٣).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٦ ، ح ١٠٣٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحسين ، عن جعفر بن بكر ، عن عبد الله بن أبي سهل ، عن حمّاد ، عن عبد الكريم.الأمالي للطوسي ، ص ٣٠٣ ، المجلس ١١ ، ح ٤٨ ، بسند آخر ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢١ ، ح ١٧٥٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٢٤٣٦.

(٤). في « جن » : « الرجل ».

(٥). في «ط،ى،جت،جن» وحاشية «بح»: «بلاده».

(٦). في « بخ ، جن » : « شقاوة ».

(٧). في «ى،بخ،جت،جد،جن»والوسائل:«أن يكون».

(٨). في الوسائل : + « هو ».

(٩). في « ى ، بح ، بف ، جد » : « يعجب ». وفي « ط » : « معجباً ».

(١٠). « مُعْجَبٌ بها » ، أي مسرور بها ويحبّها كثيرا. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٩٧ ( عجب ).

(١١).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢١ ، ح ١٧٥٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٢٤٣٥.

(١٢). في الفقيه : « ربحاً ». وفي التهذيب ، ج ٦ وج ٧ ، ص ٢٥ : + « ربحاً ».

(١٣). في « بخ ، بف » : « فكان من المال دين عليهما » بدل « وكان من المال دين وعليهما دين ». وفي الفقيه والتهذيب ، =

٣٦٣

الْمَالِ(١) وَلَكَ الرِّبْحُ ، وَعَلَيْكَ التَّوى(٢) .

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ إِذَا اشْتَرَطَا(٣) ، فَإِذَا كَانَ‌

____________________

= ج ٦ : « وعين » بدل « وعليهما دين ». وفي التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٥ : « المال ديناً عليهما ». وفي التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨٦ : « المال عيناً وديناً » كلاهما بدل « من المال دين وعليهما دين ».

(١). في التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨٦ : « مالي ».

(٢). في الفقيه : « وما توي فعليَّ » بدل « وعليك التوى ». و « التوى » : هلاك المال. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩٠ ( توا ).

(٣). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : اشتركا في مال ، ظاهره عقد الشركة اختياراً ، وقال الفقهاء : لايتحقّق الشركة في القيميّات ، بل يحدث باختلاطها الاشتباه ، ويجب التخلّص بالصلح والتبرئة ، ولا يحصل الشركة إلّافي المثليّات المتماثلة ، فإذا اختلط الشياه والثياب وأمثال ذلك لا يحصل فيها الشركة ، فإن اُريد حصولها لزمهم المعاوضة على حصّة معيّنة ، وكأنّ الشركة في المثلي إجماعي ، وهي المسمّاة بشركة العنان ، وأمّا شركة الوجوه والمفاوضة والشركة في العمل فلم يدلّ دليل على مشروعيّتها ، بل الإجماع على عدمها والتفصيل في الفقه.

قوله : لك الربح وعليك التوى ، قال فيالمسالك [ ج ٤ ، ص ٢٦٥ ] : هذا إذا كان عند انتهاء الشركة وإرادة فسخها ؛ لتكون الزيادة مع من بقي معه بمنزلة الهبة ، والخسران على من هو عليه بمنزلة الإبراء ، أمّا قبله فلا ؛ لمنافاته وضع الشركة شرعاً.

قوله : لا بأس إذا اشترطا ، هذا شرط بعد انقضاء عقد الشركة ومضيّ مدّة كثيرة ، وليس من الشروط الابتدائيّة التي لا يجب الوفاء بها ، بل الظاهر منه أنّه عقد صلح على ما ذكره في الحديث ، فيدلّ الحديث على أنّ العقد على كلّ التزام ومعاوضة جائزة إذا لم تكن مضامين الشروط مخالفة للكتاب والسنّة ، وهو مؤيّد لعموم قوله تعالى :( أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) [ المائدة (٥) : ١ ] ويستفاد جواز كلّ عقد وإن لم يسمّ بهذه الأسماء المعروفة ، كالبيع والإجارة والعارية ، وهو الصلح المطلق.

ثمّ إنّه لو كان هذا الشرط في عقد الشركة نفسها ذهب جماعة من فقهائنا إلى بطلان الشرط وإبطال عقد الشركة ببطلانه ، وهذا مذهب ابن إدريس والمحقّق ، وقال جماعة بصحّة الشرط والعقد ، وهو مذهب السيّد والعلّامةرحمه‌الله . وذهب أبو الصلاح إلى صحّة الشركة دون الشرط ، وربّما يظنّ أنّ عدم تساوي النسب في حصص الربح ورأس المال مخالف لمقتضى الشركة. وليس كذلك ؛ لأنّ الشرط المخالف لمقتضى العقد الذي يوجب بطلان العقد هو ما يدلّ على عدم قصد المعاملة ، فمن باع بشرط عدم الثمن فهو بمنزلة من لم يقصد البيع ، بخلاف الشركة مع تخصيص أكثر الربح بأحد الشركاء ؛ فإنّه لا ينافي قصد الشركة ، بل تخصيص جميع الربح أيضاً بأحدهم لا ينافيها ، وإنّما ينافي قصد الشركة أن يشترطوا عدم استحقاق أحد الشركاء لسهمه من رأس =

٣٦٤

شَرْطٌ(١) يُخَالِفُ كِتَابَ اللهِ ، فَهُوَ رَدٌّ إِلى(٢) كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(٣)

____________________

= المال ، وفي كون الشركة مخالفاً لمقتضى العقد وتفسيره كلام كثير لا حاجة إلى ذكره ، وربّما يورد أمثلة حكموا بصحّتها مع مخالفتها لمقتضى العقد ، كشرط الضمان في العاريّة والتفصيل في محلّه.

وأمّا قول أبي الصلاح بصحّة الشركة دون الشرط فمشكل ؛ لأنّ الرضا بتصرّف الشركاء في المال والبيع والاشتراء إذا كان معلّقاً على اختصاص ربح أكثر ببعضهم ، ولم يحصل هذا الشرط على مذهبه ، فلم يحصل الرضا بأصل المعاملة ؛ لعدم تحقّق ما علّقت عليه ، ولا ريب أنّ الرضا في معاملة إن كان معلّقاً على أمر محرّم ، أو على أمر غير محقّق كان موجباً لعدم صحّتها ، والشرط الفاسد في العقد مفسد ؛ لأنّ التجارة مشروطة في القرآن الكريم بالتراضي ، ولا يحلّ مال امرئ إلّابطيب نفسه ، ولا يجوز قهر الناس على شي‌ء وغصب أموالهم والتصرّف فيها بغير رضاهم إلّابدليل ، كبيع أموال المفلس والمحتكر.

وأمّا احتمال رضا المشروط له بأصل المعاملة ولو مع عدم الشرط وإن كان معقولاً ، لكنّ الكلام في الاعتماد على مفاد العقد المشتمل على الشرط ، ولا ريب أنّه يدلّ على الرضا المشروط ، واستنباط الرضا مع عدم الشرط يتوقّف على دالّ آخر غير العقد المشتمل على الشرط ، ولكنّ بعض علمائنا حكم بصحّة العقد وبطلان الشرط ، والتفصيل لا يناسب هذا الموضع ، واستدلّ عليه بحديث بريرة عائشة ، حيث اشترتها عائشة واشترطت لمواليها ولاءها ، ثمّ أعتقتها ، فصحّح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الاشتراء والإعتاق ، وأبطل الولاء ؛ لأنّ الولاء لمن أعتق ، ولكنّ تفصيل قصّة بريرة مختلف بحسب الروايات ، ويستفاد من بعضها أنّ بريرة كاتبت مواليها ، فعجزت عن أداء مال الكتابة ، فتوسّلت بعائشة ، وأعطتها عائشة مالاً تؤدّيه إلى مواليها بإزاء مال الكتابة ، فلم يكن اشتراء وبيع وشرط في عقد ، ولا يجوز الخروج عن الاُصول الضروريّة ، ومنها عدم حلّ مال أحد بغير رضاه بمثل هذا الخبر. نعم ورد في النكاح الأدلّة على الصحّة مع بطلان الشروط ، بل المهر أيضاً ، ولا يجوز قياس غيره عليه ، فلعلّ البضع في نظر الشرع ينبغي أن لا يكون في معرض الفسخ والإقالة والنقل والانتقال الكثير ؛ لأهمّيّة حفظ الحياء في النسوان من سائر الامور ، ولا يبعد أن يقال : إن اريد بصحّة العقد قابليّته لأن يلحقه الرضا ، كعقد المكره والفضولي فله وجه ، وإن اريد بصحّته وقوعه متزلزلاً فيجوز للمشروط له الفسخ ، كما في المعيب ، ولكنّ العقد مؤثّر ما لم يفسخ ، فهذا بعيد إلاّ أن يعلم رضى المشروط له بالعقد ولو مع عدم حصول الشرط له ، أو سكت عن الفسخ مع علمه ، فيجعل أنّه يجوز له أن يفسخ العقد سكوته عن الفسخ واستمراره على البيع ممّا يدلّ على رضاه ، وليس أصل العقد مع فساد الشرط تجارة من غير تراض ، فهو كفقدان الأوصاف والعيب الذي لم يرض المشتري إلّابالصحيح وواجد الأوصاف ، وأمّا إن اريد بالصحّة وقوعه لازماً مع عدم الشرط - كما في النكاح المشروط بالشرط الفاسد - فالحقّ أنّه ليس كذلك ؛ لأنّه تجارة لا عن تراض ».

(١). في « بخ ، بف » والوافي : « شرطاً ».

(٢). في « ى » : « على ».

(٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٧ ، ح ٤٧٦ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي وعليّ بن النعمان ، عن =

٣٦٥

٩١٧٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام أَنَّهُ قَالَ فِي رَجُلَيْنِ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا طَعَامٌ عِنْدَ صَاحِبِهِ ، وَلَا يَدْرِي(١) كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَمْ لَهُ عِنْدَ صَاحِبِهِ ، فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ(٢) : لَكَ مَا عِنْدَكَ(٣) ، وَلِي مَا عِنْدِي.

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِذلِكَ إِذَا تَرَاضَيَا وَطَابَتْ أَنْفُسُهُمَا(٤) ».(٥)

٩١٧٦/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ عَلَى الرَّجُلِ‌

____________________

= أبي الصبّاح جميعاً ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٢٩ ، ح ٣٨٤٨ ، معلّقاً عن حمّاد.التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٥ ، صدر ح ١٠٧ ، بسنده عن الحلبي.وفيه ، ص ١٨٦ ، ح ٨٢٣ ، بسند آخرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٨٩ ، ح ١٨٥١٠ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٤ ، ح ٢٤٠١٢.

(١). في « جد » وحاشية « بح » : « ولا يدرك ».

(٢). في « بخ ، بف » والوافي : - « لصاحبه ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٣٢٨ : « قوله : لك ما عندك ، إمّا بالإبراء ، وهو الأظهر ، أو الصلح فيدلّ على عدم جريان الربا في الصلح ».

(٤). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « الصلح عقد يعتبر فيه ما يعتبر في مطلق العقود ، ويترتّب عليه أحكام المطلق ، ولكنّ ما يختصّ بعقد مخصوص من الشرائط والأحكام ، كخيار المجلس والحيوان والشفعة في البيع ، فلا يجري في الصلح ، ومن الشروط المطلقة الرضا وطيب النفس ، فيعتبر فيه كما يعتبر في سائر العقود ، ويترتّب عليه خيار الفسخ بالشرط المأخوذ فيه إذا تخلّف. وأمّا الغبن والعيب إن لم يكن الصلح مبنيّاً على المحاباة ، ولم يعلم طيب نفسهما مع العيب والغبن ، فلا بدّ أن يلتزم إمّا ببطلان الصلح أو خيار الفسخ ، ولا سبيل إلى الحكم باللزوم مع عدم طيب النفس ، والصحيح الخيار ، والظاهر أنّ الربا ممنوع في الصلح ، وقال في الكفاية بجوازه ، والله العالم ». وراجع :كفاية الأحكام ، ج ١ ، ص ٦١٢.

(٥).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣ ، ح ٣٢٦٨ ، بسنده عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ٤٧٠ ، بسنده عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وبسند آخر أيضاً عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨٧ ، ح ٨٢٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٢ ، ح ١٨٥١٤ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٥ ، ذيل ح ٢٤٠١٣.

(٦). في « بس » : « أبي جعفر ».

٣٦٦

دَيْنٌ(١) ، فَيَقُولُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الْأَجَلُ : عَجِّلْ لِيَ(٢) النِّصْفَ مِنْ حَقِّي عَلى أَنْ أَضَعَ عَنْكَ(٣) النِّصْفَ : أَيَحِلُّ ذلِكَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا؟

قَالَ : « نَعَمْ ».(٤)

٩١٧٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ دَيْنٌ(٥) إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ، فَيَأْتِيهِ غَرِيمُهُ ، فَيَقُولُ(٦) : انْقُدْنِي كَذَا وَكَذَا ، وَأَضَعُ عَنْكَ بَقِيَّتَهُ(٧) ، أَوْ(٨) يَقُولُ : انْقُدْنِي بَعْضَهُ ، وَأَمُدُّ لَكَ فِي الْأَجَلِ فِيمَا بَقِيَ عَلَيْكَ(٩) ؟

قَالَ : « لَا أَرى بِهِ بَأْساً ؛ إِنَّهُ لَمْ يَزْدَدْ عَلى رَأْسِ مَالِهِ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ) (١٠) ».(١١)

٩١٧٨/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

____________________

(١). في « ط ، ى ، بح ، بس ، بف ، جد » والتهذيب : « الدين ».

(٢). في « بف » والوافي : - « لي ».

(٣). في « ط » : « عندك ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٦ ، ح ٤٧٤ ، بسنده عن أبانالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٣ ، ح ١٨٥١٨ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٩ ، ذيل ح ٢٤٠٢٠.

(٥). فيالمرآة : « قوله : عن الرجل. فيالتهذيب : في الرجل يكون عليه الدين [ وهكذا فيتفسير العيّاشي ] وهو الظاهر ، وعلى هذه النسخة كان اللام بمعنى على. وقال الوالد العلّامةرحمه‌الله : يدلّ على جواز الصلح ببعض الحقّ على بعض المدّة وعلى مدّه البعض بزيادتها ، وعلى عدم جواز التأجيل بالزيادة على الحقّ وإن كان على سبيل الصلح ؛ فإنّه ربا ، والاستدلال لنفي الزيادة وإن دلّت في النقص أيضاً ، لكن ثبت جوازه بالأخبار الكثيرة. أقول : ويمكن أن يقال : نفي الظلم في الشقّين للتراضي ».

(٦). في « ط ، بخ ، جت ، جن » والوافي : + « له ».

(٧). في « بخ » : « بقيّه ».

(٨). في « بخ » : « أن ».

(٩). في تفسير العيّاشي:-«كذاوكذا-إلى-بقي عليك».

(١٠). البقرة (٢) : ٢٧٩.

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٧ ، ح ٤٧٥ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير ، وبسند آخر أيضاً عن أبي جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣ ، ح ٣٢٧٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥٣ ، ح ٥١١ ، عن الحلبي ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٣ ، ح ١٨٥١٩ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٨ ، ذيل ح ٢٤٠١٩.

٣٦٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ النَّاسِ(١) ».(٢)

٩١٧٩/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ(٣) عليه‌السلام : يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ كَانَتْ لَهُ عِنْدِي أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَهَلَكَ ، أَ يَجُوزُ لِي(٤) أَنْ أُصَالِحَ وَرَثَتَهُ ، وَلَا أُعْلِمَهُمْ كَمْ كَانَ؟

فَقَالَ : « لَا(٥) ، حَتّى تُخْبِرَهُمْ(٦) ».(٧)

٩١٨٠/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ ضَمَّنَ عَلى(٨) رَجُلٍ(٩) ضَمَاناً ، ثُمَّ صَالَحَ عَلَيْهِ(١٠) ؟

قَالَ : « لَيْسَ لَهُ(١١) إِلَّا الَّذِي صَالَحَ عَلَيْهِ ».(١٢)

____________________

(١). في « بح ، بخ ، بف » وحاشية « جد ، جن » والوافي : « المسلمين ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٨ ، ح ٤٧٩ ، معلّقاً عن عليّ ، عن أبيه. وفيالكافي ، كتاب القضاء والأحكام ، باب أدب الحكم ، ضمن ح ١٤٦١٧ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٥ ، ضمن ح ٥٤١ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٢ ، ح ٣٢٦٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله ، وتمام الرواية في الثلاثة الأخيرة : « الصلح جائز بين المسلمين إلّاصلحاً حراماً أو حرّم حلالاً »الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٧ ، ح ١٨٥٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٣ ، ح ٢٤٠١٠. (٣). في « بخ ، بف » : « لأبي عبد الله ».

(٤). في « ط » : - « لي ».

(٥). في الوافي : « لا يجوز ».

(٦). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : لا حتّى تخبرهم ، ظاهره بطلان الصلح حينئذٍ ، وظاهر الأصحاب سقوط الحقّ الدنيوي وبقاء الحقّ الاُخروي ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٦ ، ح ٤٧٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير والقاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣ ، ح ٣٢٦٩ ، معلّقاً عن عليّ بن أبي حمزة ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٧ ، ح ١٨٥٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٥ ، ذيل ح ٢٤٠١٤.

(٨). في « بف »والتهذيب ، ح ٤٨٩ : « عن ».

(٩). في التهذيب ، ح ٤٧٣ : - « على رجل ».

(١٠). في التهذيب ، ح ٤٧٣ و ٤٨٩ : « ثمّ صالح على بعض ما صالح عليه » بدل « ثمّ صالح عليه ».

(١١). في التهذيب ، ح ٤٨٩ : « عليه ».

(١٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٦ ، ح ٤٧٣ ، بسنده عن ابن بكير.وفيه ، ص ٢١٠ ، ح ٤٨٩ ، بسنده عن ابن بكير ، عن أبي =

٣٦٨

٩١٨١/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ(١) عَلى رَجُلٍ(٢) دَيْنٌ ، فَمَطَلَهُ حَتّى مَاتَ ، ثُمَّ صَالَحَ وَرَثَتَهُ عَلى شَيْ‌ءٍ ، فَالَّذِي أَخَذَتْهُ(٣) الْوَرَثَةُ لَهُمْ ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْمَيِّتِ(٤) حَتّى(٥) يَسْتَوْفِيَهُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ ؛ وَإِنْ(٦) هُوَ لَمْ يُصَالِحْهُمْ(٧) عَلى شَيْ‌ءٍ(٨) حَتّى مَاتَ وَلَمْ يَقْضِ عَنْهُ(٩) ، فَهُوَ كُلُّهُ(١٠) لِلْمَيِّتِ يَأْخُذُهُ بِهِ ».(١١)

١٢٤ - بَابُ فَضْلِ الزِّرَاعَةِ‌

٩١٨٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - اخْتَارَ لِأَنْبِيَائِهِ(١٣) الْحَرْثَ‌

____________________

= عبد اللهعليه‌السلام .وفيه أيضاً ، ح ٤٩٠ ، بسنده عن عمر بن يزيدالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٨ ، ح ١٨٥٣١ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٢٧ ، ذيل ح ٢٣٩٧٢.

(١). في « ط ، بف » والتهذيب : « للرجل ».

(٢). في « بف » والتهذيب : « الرجل ».

(٣). في « ط ، ى ، بس ، جت ، جد » والوسائل والتهذيب : « أخذ ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « فهو للميّت ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : وما بقي فللميّت ، قال الوالد العلّامة -قدس‌سره - : أي إذا لم يكن الصلح بطيب أنفسهم. ويدلّ على أنّ مثل هذا الصلح ينفع في الدنيا ولا ينفع لبراءة الذمّة ، وأمّا كونه للميّت فالظاهر أنّه إذا لم يذكر لهم أنّه أكثر ، كما هو الشائع وإن كان هنا أيضاً إشكال ؛ لأنّه بالموت صار ملكاً لهم وبعدهم لورثتهم ، والأجر للميّت في كلّ مرتبة ؛ لأنّه ضيّع حقّه ، ويمكن أن يكون ظاهر الخبر مراداً ».

(٥). في « بخ » : - « حتّى ».

(٦). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « فإن ».

(٧). في « بخ » : « لم يصالحه ».

(٨). في « ط » : - « على شي‌ء ».

(٩). في « جن » : + « كلّه ».

(١٠). في « ى ، جن »والتهذيب : - « كلّه ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٨ ، ح ٤٨٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٨ ، ح ١٨٥٣٣؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٦ ، ح ٢٤٠١٦. (١٢). في «ى،بح،بف،جد» والوسائل:«بعض أصحابه».

(١٣). في العلل : « أحبّ لأنبيائه من الأعمال » بدل « اختار لأنبيائه ».

٣٦٩

وَالزَّرْعَ(١) كَيْلَا يَكْرَهُوا(٢) شَيْئاً مِنْ قَطْرِ السَّمَاءِ ».(٣)

٩١٨٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ جَعَلَ أَرْزَاقَ أَنْبِيَائِهِ فِي الزَّرْعِ وَالضَّرْعِ لِئَلَّا(٤) يَكْرَهُوا شَيْئاً مِنْ قَطْرِ السَّمَاءِ ».(٥)

٩١٨٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سَيَابَةَ(٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ(٧) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَسْمَعُ قَوْماً يَقُولُونَ : إِنَّ الزِّرَاعَةَ مَكْرُوهَةٌ؟

فَقَالَ(٨) لَهُ : « ازْرَعُوا وَاغْرِسُوا ، فَلَا وَاللهِ مَا عَمِلَ النَّاسُ عَمَلاً أَحَلَّ وَلَا(٩) أَطْيَبَ مِنْهُ ، وَاللهِ لَيَزْرَعُنَّ(١٠) الزَّرْعَ ، وَلَيَغْرِسُنَّ(١١) النَّخْلَ(١٢) بَعْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ(١٣) ».(١٤)

____________________

(١). في العلل : « والرعي ».

(٢). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : كيلا يكرهوا ، أي طبعاً مع قطع النظر عن علمهم بالمصالح العامّة ».

(٣).علل الشرائع ، ص ٣٢ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٥٣ ، ح ٣٩١٥ ، معلّقاً عن محمّد بن عطيّةالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٢٩ ، ح ١٦٩٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٣ ، ح ٢٤٠٨٦. (٤). في « جن » : « لكيلا ». وفي الوسائل : « كيلا ».

(٥).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٢٩ ، ح ١٦٩٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٣ ، ح ٢٤٠٨٥ ؛البحار ، ج ١١ ، ص ٦٨ ، ح ٢٤.

(٦). ورد الخبر فيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٥٠ ، ح ٣٩٠٧ عن محمّد بن خالد عن ابن سيابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

هذا ، ولم نجد رواية محمّد بن خالد - وهو البرقي - عن سيابة في موضع ، لكن روى أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن العلاء بن سيابة فيالمحاسن ، ج ١ ، ص ١٣٧ ، ح ١٤٥ ، وورد فيالكافي ، ح ٧٥٣٩ رواية عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن البرقي عن عبد الرحمن بن سيابة.

(٧). في « ط ، بخ ، بف » والتهذيب : - « له ».

(٨). في « ى » : « فقالوا ».

(٩). في « بخ ، بف »والفقيه : - « لا ».

(١٠). في«ط»:«لننزعنّ». وفي التهذيب،ج ٦:«لنزرعنّ».

(١١). في « ط » : « ولتغرسنّ ». وفي التهذيب ، ج ٦ : « لنغرسنّ ».

(١٢). في الوسائل والتهذيب ، ج ٧ : « الغرس ».

(١٣). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٣٣٢ : « قولهعليه‌السلام : بعد خروج الدجّال ؛ قال الوالد العلّامةرحمه‌الله : أي عند ظهور =

٣٧٠

٩١٨٥/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنْ مِسْمَعٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا هُبِطَ(١) بِآدَمَ(٢) إِلَى الْأَرْضِ ، احْتَاجَ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، فَشَكَا ذلِكَ إِلى جَبْرَئِيلَعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ(٣) جَبْرَئِيلُ : يَا آدَمُ ، كُنْ حَرَّاثاً ، قَالَ(٤) : فَعَلِّمْنِي دُعَاءً ، قَالَ : قُلِ : اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَؤُونَةَ الدُّنْيَا وَكُلَّ هَوْلٍ دُونَ الْجَنَّةِ ، وَأَلْبِسْنِي الْعَافِيَةَ حَتّى تَهْنِئَنِي الْمَعِيشَةُ ».(٥)

٩١٨٦/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « كَانَ أَبِي يَقُولُ : خَيْرُ الْأَعْمَالِ الْحَرْثُ(٦) تَزْرَعُهُ(٧) ؛ فَيَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ؛ أَمَّا(٨) الْبَرُّ ، فَمَا أَكَلَ مِنْ شَيْ‌ءٍ اسْتَغْفَرَ لَكَ ؛ وَأَمَّا الْفَاجِرُ ، فَمَا أَكَلَ مِنْهُ(٩) مِنْ‌

____________________

= القائمعليه‌السلام ؛ فإنّه مع وجوب اشتغال العالمين بخدمته والجهاد تحت لوائه يزرعون ؛ فإنّ بني آدم يحتاجون إلى الغذاء ، ويجب عليهم كفاية تحصيله بالزراعة. أو يكون المراد أنّه لما روي أنّ عند خروج القائمعليه‌السلام يكون معه الحجر الذي كان مع موسىعليه‌السلام ، ويكون منه طعامهم وشرابهم ، أي مع هذا أيضاً محتاجون إلى الزراعة لمن ليس معهعليه‌السلام . أو المراد أنَّه بعد خروج الدجّال وخوف المؤمنين منه لا يتركون الزراعة ؛ فإنّ خوف الجوع أشدّ ».

٢٧.التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٦ ، ح ١٠٣٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٤ ، ح ١١٣٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٥٠ ، ح ٣٩٠٧ ، معلّقاً عن محمّد بن خالد ، عن ابن سيابةالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٩٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٢ ، ح ٢٤٠٨٤.

(١). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، جن » وحاشية « جت » والوسائل : « لمـّا اُهبط ».

(٢). في الوسائل : « آدم ».

(٣). في « بخ ، بف » والوسائل ، ح ٢٤٠٨٨ : - « له ».

(٤). في « ى ، بف ، جن » والوافي : « فقال ».

(٥).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٩٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٧ ، ح ٢٤٠٩٧ ؛وفيه ، ص ٣٤ ، ح ٢٤٠٨٨ ، إلى قوله : « يا آدم كن حرّاثاً » ؛البحار ، ج ١١ ، ص ٢١٧ ، ح ٣١.

(٦). في « ط » : « الزرع ».

(٧). في « بخ ، جن » والوسائل : « يزرعه ».

(٨). في « بخ ، بف » والوافي والوسائل : « فأمّا ».

(٩). في « ط ، بح ، بخ ، بف » والوافي : - « منه ».

٣٧١

شَيْ‌ءٍ لَعَنَهُ ، وَيَأْكُلُ(١) مِنْهُ الْبَهَائِمُ وَالطَّيْرُ ».(٢)

٩١٨٧/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَيُّ الْمَالِ(٣) خَيْرٌ؟

قَالَ : الزَّرْعُ زَرَعَهُ(٤) صَاحِبُهُ ، وَأَصْلَحَهُ ، وَأَدّى حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ.

قَالَ(٥) : فَأَيُّ الْمَالِ بَعْدَ الزَّرْعِ خَيْرٌ؟

قَالَ : رَجُلٌ فِي غَنَمٍ لَهُ قَدْ تَبِعَ بِهَا(٦) مَوَاضِعَ الْقَطْرِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ.

قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ بَعْدَ الْغَنَمِ خَيْرٌ؟

قَالَ : الْبَقَرُ تَغْدُو بِخَيْرٍ(٧) ، وَتَرُوحُ بِخَيْرٍ(٨) .

قَالَ : فَأَيُّ الْمَالِ بَعْدَ الْبَقَرِ خَيْرٌ(٩) ؟

قَالَ : الرَّاسِيَاتُ فِي الْوَحْلِ(١٠) ، وَالْمُطْعِمَاتُ(١١) فِي‌

____________________

(١). في « ط ، بح ، بف » : « وتأكل ».

(٢).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٩٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٤ ، ح ٢٤٠٨٩.

(٣). في « بف » والوافي : « الأعمال ».

(٤). في « ط ، بخ ، بس ، جت ، جن » والوافي والوسائل ، ح ٢٤٠٩٢والفقيه والأمالي للصدوق والخصال والمعاني : « زرع زرعه ». وفي « بف » : « زرع يزرعه ». (٥). في « بف » : « قلت ».

(٦). في « ط » : - « بها ».

(٧). في « بخ » : « الخير ».

(٨). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : تغدو بخير. قال الجوهري : الرواح نقيض الصباح ، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل ، وقد يكون مصدر قولك : راح يراح روحاً ، وهو نقيض قولك : غدا يغدو غدواً وغدوّاً ، وتقول : خرجوا برواح من العشيّ ورياح ، وسرحت الماشية بالغداة ، وراحت بالعشيّ أي رجعت. انتهى. والمعنى أنّه ينتفع بما يحلب من لبنه غدوّاً ورواحاً مع خفّة المؤونة ». وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ( روح ).

(٩). في « جن » : - « خير ».

(١٠). قال الجوهري : « رسى الشي‌ء يرسو : ثبت ، وجبال راسيات ». و « الوحل » ، بالتحريك والتسكين : الطين ‌الرقيق الذي ترتطم وتسقط فيه الدوابّ. وفيالمرآة : « والراسيات في الوحل هي النخلات التي عروقها في الأرض ، وهي تثمر مع قلّة المطر أيضاً ، بخلاف الزرع وبعض الأشجار ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٦ ( رسا ) ؛ وج ٥ ، ص ١٨٤٠ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٩ ( وحل ).

(١١). في « ط ، بخ ، بس ، بف » والوافيوالفقيه : « المطعمات » بدون الواو.

٣٧٢

الْمَحْلِ(١) ، نِعْمَ الشَّيْ‌ءُ(٢) النَّخْلُ ، مَنْ بَاعَهُ(٣) فَإِنَّمَا ثَمَنُهُ بِمَنْزِلَةِ رَمَادٍ عَلى رَأْسِ(٤) شَاهِقٍ(٥) اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ(٦) فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ(٧) إِلَّا أَنْ يُخَلِّفَ مَكَانَهَا.

قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَيُّ الْمَالِ بَعْدَ النَّخْلِ خَيْرٌ؟

قَالَ(٨) : فَسَكَتَ ، قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ(٩) : يَا رَسُولَ اللهِ(١٠) ، فَأَيْنَ الْإِبِلُ؟ قَالَ: فِيهِ(١١) الشَّقَاءُ ، وَالْجَفَاءُ ، وَالْعَنَاءُ ، وَبُعْدُ الدَّارِ ، تَغْدُو مُدْبِرَةً ، وَتَرُوحُ مُدْبِرَةً(١٢) ، لَايَأْتِي خَيْرُهَا إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الْأَشْأَمِ(١٣) ،

____________________

(١). في حاشية « ى » : « القحط ». و « المـَحْل » : الشدّة والجَدْب ، وهو في الأصل انقطاع المطر. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٥ ( محل ).

(٢). في « بخ ، بف » وحاشية « ى » والوافي : « المال ».

(٣). في « بف » والوافي : « باعها ».

(٤). في « ط » : - « رأس ».

(٥). في « ط ، بس ، جت ، جد » والوسائل ، ح ٢٤٠٨٢والفقيه والأمالي للصدوق والخصال : « شاهقة ». والشاهق : المرتفع من الجبال والأبنية وغيرها.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٩٤ ( شهق ).

(٦). في الوسائل ، ح ٢٢٠١٧ : - « اشتدّت به الريح ».

(٧). إشارة إلى الآية ١٨ من سورة إبراهيم (١٤) :( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ ) الآية.

(٨). في « ط ، بخ » والوافيوالفقيه والأمالي للصدوق والخصال والمعاني : - « قال ».

(٩). في الفقيهوالأمالي للصدوق والخصال والمعاني : « فقال له رجل » بدل « قال : فقام إليه رجل ، فقال له ».

(١٠). في « بخ » : - « له يا رسول الله ». وفي « ط ، بح »والفقيه والأمالي للصدوق والخصال والمعاني : - « يا رسول الله ».

(١١). في « ط » : « فقال : فيها ». وفي « بخ ، بس » والوافيوالفقيه والأمالي للصدوق والخصال والمعاني : « قال : فيها ».

(١٢). فيالمرآة : « الإدبار في الإبل لكثرة مؤونتها وقلّة منفعتها بالنسبة إلى مؤونتها وكثرة موتها. ويحتمل أن يكون إتيان خيرها من الجانب الأشأم أيضاً كناية عن ذلك ، أي خيرها مخلوط ومشوب بالشرّ ».

(١٣). فيمعاني الأخبار : يقال لليد الشمال : الشؤم ، منها قول الله تعالى :( وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) [ الواقعة (٥٦) : ٩ ] يريد أصحاب الشمال. انتهى كلامه ». وراجع :معاني الأخبار ، ص ٣٢٢ ، ح ١.

وفيالمرآة : « وقال الصدوقرحمه‌الله بعد إيراد هذا الخبر في الفقيه : معنى قولهعليه‌السلام : « لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم » هو أنّها لا تحلب ولا تركب ولا تحمل إلّامن الجانب الأيسر.

وقال فيالنهاية في صفة الإبل : لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم ، يعني الشمال ، ومنه قولهم لليد الشمال : =

٣٧٣

أَمَا(١) إِنَّهَا لَاتَعْدَمُ(٢) الْأَشْقِيَاءَ الْفَجَرَةَ(٣) ».(٤)

٩١٨٨/ ٧. وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ(٥) عليه‌السلام قَالَ : « الْكِيمِيَاءُ الْأَكْبَرُ الزِّرَاعَةُ ».(٦)

٩١٨٩/ ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِيِّ(٧) ، عَنِ‌

____________________

= الشوماء تأنيث الأشأم ، يريد بخيرها لبنها ؛ لأنّها إنّما تحلب وتركب من جانبها الأيسر. والشقاء : الشدّة والعسر ، والجفاء ممدوداً : خلاف البرّ ، وإنّما وصف به لأنّه كثيراً ما يهلك صاحبه ». وراجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٣٧ (شأم).

(١). في « بس ، جن » : « ألا ».

(٢). في « ط » : + « إلّا ».

(٣). وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : أما إنّها لا تعدم ، يروى عن بعض مشايخنا أنّه قال : اُريد أنّه من جملة مفاسد الإبل أنّه تكون معها غالباً الأشقياء الفجرة ، وهم الجمّالون الذين هم شرار الناس ، والأظهر أنّ المراد به أنّ هذا القول متى لا يصير سبباً لترك الناس اتّخاذها ، بل يتّخذها الأشقياء. ويؤيّده ما رواه الصدوق فيالخصال ومعاني الأخبار بإسناده عن الصادقعليه‌السلام : « قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الغنم إذا أقبلت أقبلت ، وإذا أدبرت أقبلت ؛ والبقر إذا أقبلت ، أقبلت وإذا أدبرت أدبرت ؛ والإبل أعنان الشياطين إذا أقبلت أدبرت ، وإذا أدبرت أدبرت ، ولا يجي‌ء خيرها إلّا من الجانب الأشأم. قيل : يا رسول الله فمن يتّخذها بعدذا؟ قال : فأين الأشقياء الفجرة؟ ». وراجع :الخصال ، ص ١٠٠ ، باب الثلاثة ، ح ٥٣ ؛معاني الأخبار ، ص ٣٢١ ، ح ١.

(٤).الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٠ ، المجلس ٥٦ ، ح ٢ ؛ومعاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٣ ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن الصادق ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ٢٤٥ ، باب الأربعة ، ح ١٠٥ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الجعفريّات ، ص ٢٤٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٩١ ، ح ٢٤٨٨ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٣١ ، ح ١٦٩٩٥ ؛الوسائل ، ج ١١ ، ص ٥٣٧ ، ذيل ح ١٥٤٧٨ ؛ وج ١٧ ، ص ٧١ ، ح ٢٢٠١٧ ؛ وج ١٩ ، ص ٣١ ، ح ٢٤٠٨٢ ، وفي الأخيرين من قوله : « فأيّ المال بعد البقر خير » إلى قوله : « إلّا أن يخلف مكانها » ؛وفيه ، ص ٣٥ ، ح ٢٤٠٩٢ ، إلى قوله : « أدّى حقّه يوم حصاده ».

(٥). في « بخ » وحاشية « بح » : « عن أبي عبدالله » بدل « أنّ أبا عبدالله ».

(٦).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٣٢ ، ح ١٦٩٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٤ ، ح ٢٤٠٩١.

(٧). ورد شبه المضمون فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٤ ، ح ١١٣٨ بسنده عن إبراهيم بن إسحاق ، عن الحسين بن أبي ‌السريّ ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يزيد بن هارون الواسطي. ولعلّه الصواب ؛ فإنّ الحسن بن السريّ معدود من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فيرجال النجاشي ، ص ٤٧ ، الرقم ٩٧ ؛ورجال الطوسي ، ص ١٨٠ ، الرقم ٢١٥ ، بل ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام في رجاله ، ص ١٣١ ، الرقم ١٣٤٠ ، وطبقة إبراهيم بن =

٣٧٤

الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الزَّارِعُونَ(١) كُنُوزُ الْأَنَامِ ، يَزْرَعُونَ طَيِّباً أَخْرَجَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُ النَّاسِ مَقَاماً ، وَأَقْرَبُهُمْ مَنْزِلَةً ، يُدْعَوْنَ الْمُبَارَكِينَ ».(٢)

١٢٥ - بَابٌ آخَرُ(٣)

٩١٩٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ(٤) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) ، قَالَ(٦) : مَرَّ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَحْرُثُونَ ، فَقَالَ لَهُمُ : « احْرُثُوا ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : يُنْبِتُ اللهُ بِالرِّيحِ(٧) كَمَا يُنْبِتُ بِالْمَطَرِ » قَالَ :

____________________

= إسحاق لا تلائم الرواية عن هذه الطبقة ، كعدم ملاءمة رواية هذه الطبقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بواسطتين.

أمّا الحسين بن أبي السريّ ، فالظاهر أنّه الحسين بن المتوكّل بن عبد الرحمن ، ابن أبي السريّ ، أخو محمّد بن أبي السريّ ، فقد توفّي ابن أبي السريّ هذا سنة أربعين ومائتين. ويزيد بن هارون توفّي أوّل سنة ستّ ومائتين وولد سنة سبع عشرة ومائة ، فيجوز لابن أبي السريّ الرواية عنه بواسطة. راجع :تهذيب الكمال ، ج ٦ ، ص ٤٦٨ ، الرقم ١٣٣١ ؛ وج ٣٢ ، ص ٢٦١ ، الرقم ٧٠٦١.

(١). في « بس » وحاشية « ط » : « الزرّاعون ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٤ ، صدر ح ١١٣٨ ، بسنده عن إبراهيم بن إسحاق ، عن الحسين بن أبي السريّ ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يزيد بن هارون الواسطي ، وتمام الرواية فيه : « سألت جعفر بن محمّدعليه‌السلام عن الفلّاحين ، فقال : هم الزارعون كنوز الله في أرضه »الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٣٢ ، ح ١٦٩٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٤ ، ح ٢٤٠٩٠.

(٣). في حاشية « جت » : « باب نادر ». وفي « ط ، جت » : - « آخر ».

(٤). في الوسائل : « إبراهيم بن عتبة ». ولم نجد لإبراهيم بن عتبة ذكراً في موضع. وقد ذكر إبراهيم بن عقبة في ‌أصحاب أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، وطبقة إبراهيم بن عقبة هذا تلائم المذكور في كتب الرجال. راجع :رجال البرقي ، ص ٥٨ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٨٣ ، الرقم ٥٦٣٦.

(٥). في « ى ، جن » والوافي والوسائل : - « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(٦). في « ى » : - « قال ».

(٧). فيالمرآة : « هذا مجرّب في كثير من البلاد ، كقزوين وأمثالها ممّا يقرب من البحر ».

٣٧٥

« فَحَرَثُوا ، فَجَادَتْ زُرُوعُهُمْ(١) ».(٢)

٩١٩١/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَتَوْا مُوسىعليه‌السلام ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَسْأَلَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُمْطِرَ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ إِذَا أَرَادُوا ، وَيَحْبِسَهَا إِذَا أَرَادُوا(٣) ، فَسَأَلَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ذلِكَ لَهُمْ(٤) ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ذلِكَ لَهُمْ(٥) يَا مُوسى.

فَأَخْبَرَهُمْ مُوسى ، فَحَرَثُوا وَلَمْ يَتْرُكُوا شَيْئاً إِلَّا زَرَعُوهُ ، ثُمَّ اسْتَنْزَلُوا الْمَطَرَ عَلى إِرَادَتِهِمْ ، وَحَبَسُوهُ عَلى إِرَادَتِهِمْ ، فَصَارَتْ زُرُوعُهُمْ كَأَنَّهَا الْجِبَالُ وَالْآجَامُ(٦) ، ثُمَّ حَصَدُوا(٧) وَدَاسُوا(٨) وَذَرَّوْا(٩) ، فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً ، فَضَجُّوا إِلى مُوسىعليه‌السلام ، وَقَالُوا : إِنَّمَا سَأَلْنَاكَ أَنْ تَسْأَلَ اللهَ(١٠) أَنْ يُمْطِرَ(١١) السَّمَاءَ عَلَيْنَا إِذَا أَرَدْنَا فَأَجَابَنَا ، ثُمَّ صَيَّرَهَا عَلَيْنَا ضَرَراً.

فَقَالَ : يَا رَبِّ ، إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ضَجُّوا مِمَّا(١٢) صَنَعْتَ بِهِمْ ، فَقَالَ(١٣) : وَمِمَّ ذَاكَ(١٤) يَا‌

____________________

(١). في « بخ ، بف » وحاشية « جت » : « فجاد زرعهم ». وفي « ى » : « فجاءت زروعهم ».

(٢).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٨٢ ، ح ١٨٨٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٦ ، ح ٢٤٠٩٥.

(٣). في « ى » : - « ويحبسها إذا أرادوا ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف ، جن » والوافي : « لهم ذلك ».

(٥). في « ى ، بف ، جت » والوافي : « فقال الله عزّوجلّ : قل لهم : فليحرثوا ، افعل ذلك لهم ( في « ى ، جت » : « بهم » ) ».

(٦). « الآجام » : جمع الجمع لأجمة ، وهي الشجر الكثير الملتفّ. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٨ ؛المصباح‌المنير ، ص ٦ ( أجم ). (٧). في « جت » : « فحصدوا ».

(٨). في « بخ ، بف » : « ثمّ داسوا ».

(٩). « ذَرَّوْا » ، أي نثروا البذر وفرَّقوه ؛ يقال : ذَرَوْتُ الحبّ والدواء والملح أذُرُّه ذرّاً ، أي فرّقته. وذرّ الشي‌ءَ ويذُرُّه : أخذه بأطراف أصابعه ، ثمّ نثره على الشي‌ء. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٣ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٠٣ ( ذرر ). (١٠). في « ط » : - « الله ».

(١١). في « جد » : « أن تمطر ».

(١٢). في « ط » : « بما ».

(١٣). في « بف » والوافي : « قال ».

(١٤). في«ط،بف»وحاشية«جت»والوافي : « ذلك ».

٣٧٦

مُوسى؟ قَالَ : سَأَ لُونِي أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءَ(١) إِذَا أَرَادُوا ، وَتَحْبِسَهَا إِذَا أَرَادُوا ، فَأَجَبْتَهُمْ ، ثُمَّ صَيَّرْتَهَا عَلَيْهِمْ(٢) ضَرَراً.

فَقَالَ : يَا مُوسى ، أَنَا كُنْتُ الْمُقَدِّرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمْ يَرْضَوْا بِتَقْدِيرِي ، فَأَجَبْتُهُمْ(٣) إِلى إِرَادَتِهِمْ ، فَكَانَ مَا رَأَيْتَ ».(٤)

١٢٦ - بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ الزَّرْعِ وَالْغَرْسِ‌

٩١٩٢/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ(٥) ، عَنْ بُكَيْرٍ(٦) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَزْرَعَ زَرْعاً ، فَخُذْ قَبْضَةً مِنَ الْبَذْرِ ، وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ ، وَقُلْ :( أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ ) (٧) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ تَقُولُ(٨) : بَلِ اللهُ الزَّارِعُ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ(٩) ، ثُمَّ قُلِ : اللّهُمَّ‌ اجْعَلْهُ حَبّاً مُتَرَاكِماً(١٠) ، وَارْزُقْنَا فِيهِ السَّلَامَةَ ، ثُمَّ انْثُرِ(١١) الْقَبْضَةَ الَّتِي فِي يَدِكَ‌

____________________

(١). في « بف » : + « عليهم ».

(٢). في«ط،بح،بخ،بس،جت ، جد » : - « عليهم ».

(٣). في « بخ ، بف » وحاشية « بح ، جت » : « فألجأتهم ».

(٤).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٨٢ ، ح ١٨٨٥٦ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٤٠ ، ح ١٧.

(٥). في « جد » : « عمر بن اُذينة ».

(٦). هكذا في « ط ، ى ». وفي « بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوافي والوسائل : « ابن بكير ».

وتكرّرت رواية [ عمر ] بن اُذينة عن بكير [ بن أعين ] في‌الأسناد ، ولم يثبت رواية ابن اُذينة عن ابن بكير ، وما ورد في بعض الأسناد القليلة الظاهرة في ذلك فهو محرّف. وتقدّم تفصيل ذلك فيالكافي ، ذيل ح ٧٨٠٤ ، فلاحظ.

(٧). الواقعة (٥٦) : ٦٣ و ٦٤.

(٨). في « بخ » : « ثمّ قل ».

(٩). في « جت » : - « تقول : بل الله الزارع ، ثلاث مرّات ».

(١٠). هكذا في « بح ، بف ، جد » وحاشية « ط » وحاشية اُخرى لـ « جت » والوافي. وفي « ط » وحاشية « جت ، جن » : « خيراً متراكماً ». وفي « بخ » : « حيّاً متراكماً ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « حبّاً مباركاً ».

(١١). في حاشية « بح ، جت » : « انشر ». وفي « ط » : + « البذر ».

٣٧٧

فِي الْقَرَاحِ(١) ».(٢)

٩١٩٣/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي(٣) : « إِذَا بَذَرْتَ فَقُلِ : اللّهُمَّ قَدْ بَذَرْتُ(٤) وَأَنْتَ(٥) الزَّارِعُ ، فَاجْعَلْهُ حَبّاً مُتَرَاكِماً(٦) ».(٧)

٩١٩٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ(٨) ، عَنِ الْحُصَيْنِيِّ(٩) ، عَنِ ابْنِ عَرَفَةَ ، قَالَ :

قَالَ(١٠) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَنْ أَرَادَ أَنْ يُلْقِحَ النَّخِيلَ(١١) إِذَا كَانَتْ(١٢) لَايَجُودُ(١٣)

____________________

(١). « القراح » : المزرعة التي ليس عليها بناء ولا فيها شجر. والجمع : أقرحة.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩٦ ( قرح ).

(٢).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٤٧ ، ح ١٨٧٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٧ ، ح ٢٤٠٩٩.

(٣). في الوسائل : - « قال لي ».

(٤). في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « بذرنا ».

(٥). في حاشية « جت » : « فأنت ».

(٦). في « بس » : « مباركاً ».

(٧).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٤٧ ، ح ١٨٧٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٧ ، ح ٢٤٠٩٨.

(٨). هكذا في « بخ » وحاشية « جت ، جن ». وفي « ط » : « الجلال ». وفي « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « الجلّاب ». وفي « بف » : « الخلّال ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى أحمد بن عمر الحلّال كتاب عبد الله بن محمّد الحُصَيني ، كما فيالفهرست للطوسي ، ص ٢٩٢ ، الرقم ٤٣٧. لاحظ أيضاً :رجال النجاشي ، ص ٩٩ ، الرقم ٢٤٨ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢١٣ ؛رجال البرقي ، ص ٥٢.

(٩). هكذا في « ط ، ى ، بح ، جت ، جد ». وفي « بخ ، بس ، بف ، جن » والمطبوع والوسائل : « الحضيني ».

وتقدّم آنفاً أنّ الحصيني هذا ، هو عبد الله بن محمّد ، وهو وإن ورد فيرجال البرقي ، ص ٥٤ ، وص ٥٦ ملقّباً بالحضيني واختلف نسخرجال الطوسي وفهرسته ، لكن ترجم له النجاشي في رجاله ، ص ٢٢٧ ، الرقم ٥٩٧ قائلاً : « عبد الله بن محمّد بن حصين الحصيني الأهوازي » ، والظاهر أنّ الحصيني منسوب إلى جدّه حصين. راجع :رجال الطوسي ، ص ٣٦٠ ، الرقم ٥٣٣٣ ، ص ٣٧٦ ، الرقم ٥٥٦٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٩٢ ، الرقم ٤٣٧.

(١٠). في « جت » : + « لي ».

(١١). في « ط » والوسائل : « النخل ».

(١٢). في « ط » والوسائل : « كان ».

(١٣). في « ى » والوافي : « لا تجود ».

٣٧٨

حَمْلُهَا(١) ، وَلَا يَتَبَعَّلُ(٢) النَّخْلُ ، فَلْيَأْخُذْ(٣) حِيتَاناً صِغَاراً يَابِسَةً(٤) ، فَلْيَدُقَّهَا(٥) بَيْنَ الدَّقَّيْنِ(٦) ، ثُمَّ يَذُرُّ فِي كُلِّ طَلْعَةٍ مِنْهَا قَلِيلاً ، وَيَصُرُّ(٧) الْبَاقِيَ(٨) فِي صُرَّةٍ(٩) نَظِيفَةٍ ، ثُمَّ يَجْعَلُ(١٠) فِي قَلْبِ النَّخْلَةِ(١١) يَنْفَعُ(١٢) بِإِذْنِ اللهِ ».(١٣)

٩١٩٥/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٤) : « قَدْ رَأَيْتُ حَائِطَكَ(١٥) فَغَرَسْتَ فِيهِ شَيْئاً(١٦) بَعْدُ(١٧) ؟ ». قَالَ : قُلْتُ : قَدْ أَرَدْتُ(١٨) أَنْ آخُذَ مِنْ حِيطَانِكَ وَدِيّاً(١٩)

____________________

(١). في الوسائل : « عملها ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٣٣٦ : « قولهعليه‌السلام : ولا تتبعّل ، بصيغة التفعّل ، وفي بعض النسخ بصيغة الافتعال ، أي لا تقبل البعل ، ولا ينفع فيها اللقاح المعهود فيها. قال الفيروزآبادي : تبعّلت المرأة : أطاعت بعلها. وقال الجزري : استبعل النخلُ : صار بعلاً ». وراجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٤٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٨٠ ( بعل ). (٣). في « ط » : « فيأخذ ».

(٤). في « بخ » : « يابساً ».

(٥). في « ط » : « فليدفنها ».

(٦). في « بف » : « الدقّتين ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : بين الدقّتين ، أي دقّاً غير ناعم ».

(٧). في « بف » : « ويصير ».

(٨). في « ط » : « ويصرّه » بدل « ويصرّ الباقي ».

(٩). الصُرَّةُ : ما تُعْقَدُ فيه الدراهم ، أو هي ما يُصَرُّ فيه ، أي يُجْمَعُ فيه. راجع :المفردات للراغب ، ص ٤٨١ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٥١ و ٤٥٢ ( صرر ). (١٠). في « جت » بالتاء والياء معاً.

(١١). في الوسائل : « النخل ». وفيالمرآة : « قلب النخلة : وسط أغصانها الذي تبدّل حولها أعذاقها ، أو في رأسها ؛ قال الفيروزآبادي : القلب - بالضمّ - : شحمة النخل ، أو أجود خوصها ». راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٦ ( قلب ). (١٢). في « بخ ، بف » والوافي : + « ذلك ».

(١٣).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٤٨ ، ح ١٨٨٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٨ ، ح ٢٤١٠٢.

(١٤). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال لي » بدل « قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام ».

(١٥). الحائط : البستان ؛ قال ابن الأثير : « في حديث أبي طلحة : فإذا هو في الحائط ، وعليه خميصة ، الحائط هاهنا البستان من النخيل إذا كان عليه حائط ، وهو الجدار ». راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٢ ؛المصباح المنير ، ص ١٥٧ ( حوط ). (١٦). في « جد » : « شيئاً فيه ».

(١٧). في الوسائل : - « بعد ».

(١٨). في « ط » : - « قد أردت ».

(١٩). الوديّ ، على فعيل : صغار الفَسيل. الواحدة : وديّة. والفسيل : النخلة تقطع من الامّ فتغرس.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢١ ( ودا ).

٣٧٩

قَالَ : « أَفَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ وَأَسْرَعُ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « إِذَا أَيْنَعَتِ(١) الْبُسْرَةُ(٢) وَهَمَّتْ أَنْ تُرْطِبَ(٣) ، فَاغْرِسْهَا(٤) ؛ فَإِنَّهَا تُؤَدِّي إِلَيْكَ مِثْلَ الَّذِي غَرَسْتُهَا(٥) سَوَاءً ».

فَفَعَلْتُ ذلِكَ ، فَنَبَتَتْ(٦) مِثْلَهُ سَوَاءً.(٧)

٩١٩٦/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ(٨) عليه‌السلام : « إِذَا غَرَسْتَ غَرْساً أَوْ نَبْتاً ، فَاقْرَأْ عَلى كُلِّ عُودٍ أَوْ حَبَّةٍ : " سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ" ؛ فَإِنَّهُ لَايَكَادُ(٩) يُخْطِئُ إِنْ شَاءَ اللهُ ».(١٠)

٩١٩٧/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « تَقُولُ إِذَا غَرَسْتَ(١١) أَوْ زَرَعْتَ(١٢) : وَمَثَلُ(١٣) كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ ، وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ، تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها(١٤) ».(١٥)

____________________

(١). ينع الثمر ويينع ، وأينع يونع ، أي أدرك ونضج ؛ قال ابن الأثير : « وأينع أكثر استعمالاً ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣١٠ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٠٢ ( ينع ).

(٢). « البُسْرَة » : واحدة البُسْر ، وهو التمر قبل إرطابه ، أوّله طَلْعٌ ، ثمّ خَلالٌ ، ثمّ بَلَخٌ ، ثمّ بُسْرٌ ، ثمّ رُطَبٌ ، ثمّ تَمْرٌ. والجمع : بُسْرات وبُسُرات. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٩ ( بسر ).

(٣). في الوافي : « أن تترطّب ».

(٤). في « ط » : « فاغسلها ».

(٥). في « بخ » : « غرسها ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : فاغرسها ، أي اغرس البسرة. وغرستها ، على صيغة المتكلّم. والظاهر أنّ الراوي توهّم أنّ نفاسة نخيلهعليه‌السلام لنوعها ، فأراد أن يأخذ وديّاً منها ، فعلّمهعليه‌السلام ما فعله في نخيله فصار جياداً ». (٦). في « ى ، بف » والوسائل : « فنبت ».

(٧).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٤٨ ، ح ١٨٨٠١ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٩ ، ح ٢٤١٠٣.

(٨). في « بح ، بس » : + « عليّ ».

(٩). في « ى ، بح ، بخ ، بف » وحاشية « جت » والوافي : + « أن ».

(١٠).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٤٩ ، ح ١٨٨٠٢ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٨ ، ح ٢٤١٠٠.

(١١). في « ى » والوافي : + « غرساً ».

(١٢). في « ى » : + « زرعاً ».

(١٣). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « مثل » بدون الواو.

(١٤). إشارة إلى الآيتين ٢٤ و ٢٥ من سورة إبراهيم (١٤). :( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ * تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) الآية.

(١٥).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٤٩ ، ح ١٨٨٠٣ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٨ ، ح ٢٤١٠١.

٣٨٠