الكافي الجزء ١٠

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 222309
تحميل: 4961


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 222309 / تحميل: 4961
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 10

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ وَابْنِ مُسْكَانَ(١) ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْ‌ءٍ ، فَاسْأَلُونِي(٢) عَنْ(٣) كِتَابِ اللهِ ».

ثُمَّ قَالَ فِي(٤) حَدِيثِهِ : « إِنَّ اللهَ(٥) نَهى عَنِ الْقِيلِ وَالْقَالِ(٦) ، وَفَسَادِ الْمَالِ(٧) ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ».

____________________

= + « عن يونس ». والصواب ما أثبتناه ، كما يقتضي التأمّل في السند ؛ فإنّ في السند تحويلاً ويروي عن يونس ، محمّد بن عيسى ووالد أحمد بن أبي عبد الله جميعاً.

(١). في « ط ، بخ ، بف » والتهذيب : « أو ابن مسكان ». وفي « بح » : « وعبد الله بن مسكان ».

(٢). في الوافي عن بعض النسخ : + « أين هو ».

(٣). في الوافي والكافي ، ح ١٨٧والمحاسن : « من ».

(٤). في الوافي والكافي ، ح ١٨٧والمحاسن : + « بعض ».

(٥). في الوافي والكافي ، ح ١٨٧والمحاسن : « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٦). قال ابن الأثير : « فيه أنّه نهى عن قيل وقال ، أي نهى عن فضول ما يتحدّث به المتجالسون ، من قولهم : قيل كذا ، وقال كذا ، وبناؤهما على كونهما فعلين ما ضيين متضمّنين للضمير ، والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خِلْوَين من الضمير ، وإدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم : القيل والقال. وقيل : القال الابتداء ، والقيل الجواب.

وهذا إنّما يصحّ إذا كانت الرواية : قيلَ وقالَ ، على أنّهما فعلان ، فيكون النهي عن القول بما لا يصحّ ولا تعلم حقيقته ، وهو كحديثه الآخر : بئس مطيّة الرجل زعموا ، فأمّا من حكى ما يصحّ ويعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذمّ.

وقال أبو عبيد:فيه نحو وعربيّة، وذلك أنّه جعل القال مصدراً، كأنّه قال : نهى عن قيلٍ وقول ، يقال : قلت قولاً وقيلاً وقالاً ، وهذا التأويل على أنّهما اسمان.

وقيل: أراد النهي عن كثرة الكلام مبتدئاً ومجيباً.وقيل: أراد به حكاية أقوال الناس والبحث عمّا لا يجدي عليه خيراً ولا يعينه أمره». وعن الرفيعرحمه‌الله في هامشالوافي أنّه قال : «قوله :نهى عن القيل والقال، المراد بالقيل والقال نقلُ الحكايات، كما يقال : قيل كذا وكذا في نقل التواريخ والقصص،وأقوالُ بعضهم لبعض، كما هو الشائع إظهاراً للاطّلاع عليها، أو اطّلاعاً لهم عليها، أو جعل قلوبهم مشغولين بحكايته مستأنسين بها، لا للتعليم أو التذكير في المسائل العلميّة وما ينتفع بها، أو للإصلاح؛فإنّ المطلوب التعليم والتذكير لا الحكاية. والمراد بفساد المال ترك إصلاحه أو صرفه في غير مصرفه.والمراد بكثرة السؤال السؤال عن الأكثر ممّا يحتاج إليه». (٧). في المحاسن : + « وفساد الأرض ».

٥٠١

فَقَالُوا(١) : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ(٢) ، وَأَيْنَ(٣) هذَا مِنْ كِتَابِ اللهِ؟

قَالَ(٤) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ فِي كِتَابِهِ(٥) :( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ ) (٦) الْآيَةَ ، وَقَالَ :( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً ) (٧) وَقَالَ(٨) :( لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (٩) ».(١٠)

٩٣٤٨/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ(١١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنِ ائْتَمَنَ شَارِبَ الْخَمْرِ عَلى أَمَانَةٍ بَعْدَ عِلْمِهِ فِيهِ(١٢) ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللهِ ضَمَانٌ ، وَلَا أَجْرٌ لَهُ ، وَلَا خَلَفٌ(١٣) ».(١٤)

____________________

(١). في « بخ ، بف » : « فقيل ». وفي الوافي والكافي ، ح ١٨٧ « فقيل له ». وفي المحاسن : « قالوا ».

(٢). في « بخ ، بف ، جت ، جن » : + « صلّى الله عليك ».

(٣). في « ط ، جن » : « فأين ». وفي الوافي والكافي ، ح ١٨٧ والتهذيب : « أين » من دون الواو.

(٤). في « بف » والوسائل والبحار : « فقال ».

(٥). في «ى»والوافي والكافي، ح ١٨٧:-«في كتابه».

(٦). النساء (٤) : ١١٤. وفي « بس ، جن » : +( إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ) . وفي « بخ ، بف » والوافي :( إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلحِ بَيْنَ النَّاسِ ) . (٧). النساء (٤) : ٥.

(٨). في « بخ » : + « تعالى ». وفي المحاسن : - « قال ».

(٩). المائدة (٥) : ١٠١.

(١٠).الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ، ح ١٨٧ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي الجارود.المحاسن ، ص ٢٦٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٥٨ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي الجارود.التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣١ ، ح ١٠١٠ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن يونس ، عن عبد الله بن سنان أو ابن مسكان ، عن أبي الجارودالوافي ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢١٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٨٣ ، ح ٢٤٢٠٨ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٠٣ ، ح ٥٠. (١١). في الكافي ، ح ١٢٢٣٢ : + « الشامي ».

(١٢). في « ى ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب ، ج ٧ : - « فيه ».

(١٣). في « بخ ، بف » والوافي : « ولا أجر ولا له خلف ».

(١٤).الكافي ، كتاب الأشربة ، باب شارب الخمر ، ذيل ح ١٢٢٣٢ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، مع اختلاف يسير. =

٥٠٢

٩٣٤٩/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ‌ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أُبَالِي ائْتَمَنْتُ خَائِناً أَوْ مُضَيِّعاً(١) ».(٢)

٩٣٥٠/ ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُبْغِضُ الْقِيلَ وَالْقَالَ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ».(٣)

١٥٦ - بَابُ ضَمَانِ مَا يُفْسِدُ(٤) الْبَهَائِمُ مِنَ الْحَرْثِ وَالزَّرْعِ‌

٩٣٥١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ(٥) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ(٦) وَالْإِبِلِ يَكُونُ(٧) فِي الرَّعْيِ(٨) ،

____________________

=التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣١ ، ح ١٠٠٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ج ٩ ، ص ١٠٣ ، ذيل ح ٤٤٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٥٥ ، ح ١٨٦٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٨٤ ، ح ٢٤٢٠٩.

(١). فيالوافي : « يعني لا فرق بينهما ، فكما أنّ استئمان الخائن غير جائز فكذا استئمان المضيّع ».

وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : ما اُبالي ، الغرض بيان أنّ تضييع مال الغير مثل الخيانة فيه ، والاعتماد على المضيّع مرجوح ، كما أنّ ائتمان الخائن مرجوح ».

(٢).تحف العقول ، ص ٣٦٧الوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٥٧ ، ح ١٨٦٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٨٨ ، ح ٢٤٢٢٠.

(٣).معاني الأخبار ، ص ٢٧٩ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « نهىصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ».تحف العقول ، ص ٤٤٣ ، عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٥٧ ، ح ١٨٦٥٨ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٨٨ ، ح ٢٤٢٢١.

(٤). في « ط ، جد » والمرآة : « ما تفسد ». وفي « ى » : « ما يفسده ».

(٥). في « بف » : - « شعر ».

(٦). في « جد » : « الغنم والبقر ».

(٧). في « بح ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب : « تكون ». وفي « جن » بالتاء والياء معاً.

(٨). في التهذيب : « المرعى ». وفيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٤١١ : « عمل بهذا الخبر أكثر القدماء وذهب ابن إدريس والمحقّق وأكثر المتأخّرين إلى اعتبار التفريط ليلاً كان أو نهاراً ».

٥٠٣

فَتُفْسِدُ(١) شَيْئاً : هَلْ عَلَيْهَا ضَمَانٌ؟

فَقَالَ : « إِنْ أَفْسَدَتْ نَهَاراً ، فَلَيْسَ عَلَيْهَا ضَمَانٌ ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَصْحَابَهُ يَحْفَظُونَهُ ، وَإِنْ(٢) أَفْسَدَتْ لَيْلاً ، فَإِنَّ(٣) عَلَيْهَا ضَمَانٌ ».(٤)

٩٣٥٢/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْمُعَلّى أَبِي عُثْمَانَ(٥) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) (٦) فَقَالَ : « لَا يَكُونُ النَّفَشُ(٧) إِلَّا بِاللَّيْلِ ؛ إِنَّ عَلى صَاحِبِ الْحَرْثِ أَنْ يَحْفَظَ الْحَرْثَ بِالنَّهَارِ ، وَلَيْسَ عَلى صَاحِبِ الْمَاشِيَةِ حِفْظُهَا بِالنَّهَارِ ، وَإِنَّمَا(٨) رَعْيُهَا بِالنَّهَارِ وَأَرْزَاقُهَا ، فَمَا أَفْسَدَتْ فَلَيْسَ عَلَيْهَا ، وَعَلى(٩) أَصْحَابِ(١٠) الْمَاشِيَةِ حِفْظُ الْمَاشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَنْ حَرْثِ النَّاسِ ، فَمَا أَفْسَدَتْ بِاللَّيْلِ فَقَدْ ضَمِنُوا وَهُوَ النَّفَشُ ، وَإِنَّ دَاوُدَعليه‌السلام حَكَمَ لِلَّذِي أَصَابَ زَرْعَهُ رِقَابَ الْغَنَمِ ، وَحَكَمَ سُلَيْمَانُعليه‌السلام الرِّسْلَ(١١) وَالثَّلَّةَ(١٢) وَهُوَ اللَّبَنُ وَالصُّوفُ فِي‌

____________________

(١). في « ى » : « فيفسد ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٢). في « بخ ، بف » : « وإذا ».

(٣). في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بف ، جد ، جن » وحاشية « جت » والوافي والوسائل : « فإنّه ».

(٤).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٨١ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيىالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٥ ، ح ١ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٧ ، ح ٣٥٦١٣.

(٥). في « بخ ، بف » : « المعلّى بن عثمان ».

والمعلّى هذا ، هو المعلّى بن عثمان أبو عثمان الأحول. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٧ ، الرقم ١١١٥.

(٦). الأنبياء (٢١) : ٧٨.

(٧). « النَفْش » : الرعي ليلاً بلا راعٍ. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٢٢ ( نفش ).

(٨). في « ط ، بخ ، بس ، بف » والوسائل والتهذيب : « إنّما » بدون الواو.

(٩). في « بخ » : « ولا على ».

(١٠). في «ى ،بح ،بف » والتهذيب : « صاحب ».

(١١). « الرِسْل » - بالكسر - : اللبن.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٧٠٩ ( رسل ).

(١٢). قال ابن الأثير : « الثَلَّةُ - بالفتح - : جماعة الغنم ، ومنه حديث الحسنرضي‌الله‌عنه : إذا كانت لليتيم ماشية =

٥٠٤

ذلِكَ الْعَامِ ».(١)

٩٣٥٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٢) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ ) (٣) قُلْتُ : حِينَ(٤) حَكَمَا فِي الْحَرْثِ كَانَتْ(٥) قَضِيَّةً وَاحِدَةً؟

فَقَالَ : « إِنَّهُ كَانَ أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى النَّبِيِّينَ قَبْلَ دَاوُدَ إِلى أَنْ بَعَثَ اللهُ دَاوُدَ : أَيُّ غَنَمٍ نَفَشَتْ فِي الْحَرْثِ ، فَلِصَاحِبِ(٦) الْحَرْثِ رِقَابُ الْغَنَمِ ، وَلَا يَكُونُ النَّفَشُ إِلَّا بِاللَّيْلِ ، فَإِنَّ(٧) عَلى صَاحِبِ الزَّرْعِ أَنْ يَحْفَظَهُ(٨) بِالنَّهَارِ ، وَعَلى صَاحِبِ الْغَنَمِ حِفْظُ الْغَنَمِ(٩) بِاللَّيْلِ ، فَحَكَمَ دَاوُدُعليه‌السلام بِمَا حَكَمَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُعليهم‌السلام مِنْ قَبْلِهِ ؛ وَأَوْحَى(١٠) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى سُلَيْمَانَعليه‌السلام : أَيُّ غَنَمٍ نَفَشَتْ فِي زَرْعٍ ، فَلَيْسَ(١١) لِصَاحِبِ الزَّرْعِ إِلَّا مَا خَرَجَ مِنْ بُطُونِهَا ، وَكَذلِكَ جَرَتِ السُّنَّةُ بَعْدَ سُلَيْمَانَعليه‌السلام ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالى :( وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ) (١٢)

____________________

= فللوصيّ أن يصيب من ثَلّتها ورِسْلها ، أي من صوفها ولبنها ، فسمّي الصوف بالثلّة مجازاً ».الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٤٧ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ( ثلل ).

(١).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٨٢ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٠١ ، ح ٣٤١٥ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ، من قوله : « وإنّ داودعليه‌السلام حكم للذي أصاب زرعه » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٦ ، ح ١٨٦٠٥ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٨ ، ح ٣٥٦١٤.

(٢). في « ط ، بف » : - « بن عيسى ». والسند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عدّة من ‌أصحابنا.

(٣). الأنبياء (٢١) : ٧٨.

(٤). في « بخ ، بف » : « حيث ».

(٥). في « بح ، جت » والوسائل : « كان ».

(٦). في « بخ ، بف » : « فإنّ لصاحب ».

(٧). في « ط ، بخ ، بف » والتهذيب : « وإنّ ».

(٨). في « بح ، بخ ، بف ، جت ، جن » والوسائل والتهذيب : « أن يحفظ ».

(٩). في « ى » : - « حفظ الغنم ».

(١٠). في « بخ ، بف » والوافي : « فأوحى ».

(١١). في « بس » : « ليس ».

(١٢). الأنبياء (٢١) : ٧٩.

٥٠٥

فَحَكَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِحُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(١) ».(٢)

١٥٧ - بَابٌ آخَرُ(٣)

٩٣٥٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ وَأَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَضى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - فِي رَجُلٍ كَانَ لَهُ غُلَامٌ ، فَاسْتَأْجَرَهُ(٤) مِنْهُ صَائِغٌ(٥) أَوْ غَيْرُهُ ، قَالَ : إِنْ كَانَ ضَيَّعَ شَيْئاً(٦) أَوْ أَبَقَ مِنْهُ ، فَمَوَالِيهِ ضَامِنُونَ ».(٧)

٩٣٥٥/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبٍ :

____________________

(١). فيالمرآة : « يدلّ على أنّ نسخ بعض الشرائع يكون في زمان غير اُولي العزم من الرسل ، فيكون نسخ جميع شرع من قبله ، أو أكثره مخصوصاً باُولي العزم منهم ، ويمكن أن يكون النسخ أيضاً ورد في شريعة موسىعليه‌السلام ، بأن بيّن أنّ هذا الحكم جار إلى زمن سليمانعليه‌السلام ، ولا يعلمه غير الأنبياء من علماء بني إسرائيل ، فأظهر داودعليه‌السلام خلافة سليمان على الناس ، بأن بيّن هو هذا الحكم. ويظهر من بعض الأخبار أنّ هذا الحكم إنّما كان بين قضاة بني إسرائيل ، فأظهر سليمان خطاءهم في ذلك ، ومن بعضها أنّ داود ناظر سليمان في ذلك ، فاُلهم الحكم ولم يحكم داود بخلاف حكمه ، فيمكن حمل هذا الخبر وأمثاله على التقيّة من المخالفين القائلين باجتهاد الأنبياءعليهم‌السلام ».

(٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٨٣ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيدالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٦ ، ح ١٨٦٠٦ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٨ ، ح ٣٥٦١٥.

(٣). في « ط » : - « آخر ».

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : « استأجره ».

(٥). الصائغ : السابك ، يقال : صاغ الشي‌ءَ يصوغه صَوْغاً وصِياغةً : سبكه ، أي ذوّبه وأفرغه في قالب ، أو هيّأه على مثال مستقيم فانصاغ. والصياغة أيضاً : حرفته. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٤٤٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٤٩ ( صوغ ). (٦). في « ط » : - « شيئاً ».

(٧).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢١٣ ، ح ٩٣٦ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٠ ، ح ١٨٥٩٣ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٤٥ ، ح ٣٥٥٤٨.

٥٠٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ(١) : مَنِ اسْتَعَارَ(٢) عَبْداً مَمْلُوكاً لِقَوْمٍ فَعِيبَ ، فَهُوَ ضَامِنٌ ؛ وَمَنِ اسْتَعَارَ(٣) حُرّاً صَغِيراً فَعِيبَ ، فَهُوَ ضَامِنٌ(٤) ».(٥)

١٥٨ - بَابُ الْمَمْلُوكُ يَتَّجِرُ فَيَقَعُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ‌

٩٣٥٦/ ١. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ ظَرِيفٍ(٦) الْأَكْفَانِيِّ ، قَالَ :

كَانَ أَذِنَ لِغُلَامٍ لَهُ(٧) فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ ، فَأَفْلَسَ(٨) وَلَزِمَهُ(٩) دَيْنٌ ، فَأُخِذَ بِذلِكَ الدَّيْنِ‌

____________________

(١). في الوافي : « عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام أنّ عليّاًعليه‌السلام ، قال » بدل « عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات‌الله عليه ». (٢). في « ى » : « استجار ».

(٣). في قرب الإسناد : « استعان ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٤١٤ : « قال ابن الجنيد – رحمه ‌الله - بضمان عاريّة الحيوان مستدلّاً بهذا الحديث ، وردّه العلّامة – رحمه ‌الله - فيالمختلف بضعف السند ، وبالحمل على التفريط ، أو على أنّه لغير المالك ، وكذا الشيخ فيالاستبصار حمله على ما إذا استعار من غير مالكه ، أو فرّط في حفظه ، أو تعدّى ، أو اشترط الضمان عليه. وربّما يحمل على ما إذا كان المستعير متّهماً غير مأمون. كلّ هذا في العبد ، فأمّا في الحرّ الصغير فيمكن حمله على ما إذا استعاره من غير الوليّ ؛ فإنّه بمنزلة الغصب فيضمن لو تلف بسبب على قول الشيخ وبعض الأصحاب. وقال في الدروس : لا يتحقّق في الحرّ الغصبيّة فلا يضمن إلّا أن يكون صغيراً أو مجنوناً فيتلف بسبب ، كلدغ الحيّة ، أو وقوع الحائط ؛ فإنّه يضمن في أحد قول الشيخ ، وهو قويّ ». وراجع :الدروس ، ج ٣ ، ص ١٠٦ ، ذيل الدرس ٢١٨.

(٥).التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٨٥ ، ح ٨١٤ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن وهب ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ؛الاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٢٥ ، ح ٤٤٥ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن وهب ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .قرب الإسناد ، ص ١٤٦ ، ح ٥٢٧ ، عن أبي البختري ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام الوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٧٢ ، ح ١٨٤٦٩ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٤٦ ، ح ٣٥٥٤٩.

(٦). في الوافي : « طريف » وهو سهو ؛ فقد ورد مضمون الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٤٣١ ، عن ظريف بيّاع الأكفان. وظريف بيّاع الأكفان ، هو ظريف بن ناصح. راجع :رجال الطوسي ، ص ١٣٨ ، الرقم ١٤٦٥.

(٧). في « بف » : + « معي ».

(٨). في الوافي : « وأفلس ».

(٩). في « ط » والاستبصار : « فلزمه ».

٥٠٧

الَّذِي عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ يُسَاوِي ثَمَنُهُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ ، فَسَأَلَ(١) أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « إِنْ بِعْتَهُ لَزِمَكَ الدَّيْنُ ، وَإِنْ أَعْتَقْتَهُ لَمْ يَلْزَمْكَ الدَّيْنُ(٢) » فَأَعْتَقَهُ ، فَلَمْ يَلْزَمْهُ(٣) شَيْ‌ءٌ(٤) .(٥)

٩٣٥٧/ ٢. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ(٦) ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ مَاتَ ، وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْناً ، وَتَرَكَ عَبْداً لَهُ مَالٌ فِي التِّجَارَةِ ، وَوَلَداً ، وَفِي يَدِ الْعَبْدِ مَالٌ(٧) وَمَتَاعٌ ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ اسْتَدَانَهُ الْعَبْدُ فِي حَيَاةِ سَيِّدِهِ فِي تِجَارَتِهِ(٨) ، وَإِنَّ(٩) الْوَرَثَةَ وَغُرَمَاءَ الْمَيِّتِ اخْتَصَمُوا فِيمَا فِي يَدِ الْعَبْدِ مِنَ الْمَالِ وَالْمَتَاعِ ، وَفِي رَقَبَةِ الْعَبْدِ؟

فَقَالَ : « أَرى أَنْ لَيْسَ لِلْوَرَثَةِ سَبِيلٌ عَلى رَقَبَةِ الْعَبْدِ ، وَلَا عَلى مَا فِي يَدِهِ(١٠) مِنَ‌ الْمَتَاعِ وَالْمَالِ ، إِلَّا أَنْ يُضَمَّنُوا دَيْنَ الْغُرَمَاءِ جَمِيعاً ، فَيَكُونُ الْعَبْدُ وَمَا فِي يَدِهِ(١١) مِنَ الْمَالِ(١٢) لِلْوَرَثَةِ ، فَإِنْ أَبَوْا ، كَانَ الْعَبْدُ وَمَا فِي يَدِهِ(١٣) لِلْغُرَمَاءِ ، يُقَوَّمُ الْعَبْدُ وَمَا فِي يَدِهِ(١٤)

____________________

(١). في حاشية « جت » : « فسألت ».

(٢). في « ى » : - « الدين ».

(٣). في « بخ ، بف » : « فأعتقته فلم يلزمني ». وفي الوافي : « فعتقه ولم يلزمه ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ٤١٤ : « قال في الدروس : إن استدان العبد بإذن المولى أو إجازته لزم المولى مطلقاً. وفيالنهاية : إن أعتقه تبع به إذا تحرّر ، وإلّا كان على المولى ، وبه قال الحلبي إن استدان لنفسه ، وإن كان للسيّد فعليه ». وراجع :النهاية ، ص ٣١١ ؛الكافي في الفقه ، ص ٣٣١ و ٣٣٢ ؛الدروس ، ج ٣ ، ص ٣١٧ ، الدرس ٢٦٣.

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ، ح ٤٤٣ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١١ ، ح ٢٩ ، معلّقاً عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسىالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٠٩ ، ح ١٨٣٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٣٧٤ ، ذيل ح ٢٣٨٧٨. (٦). في « ط » : + « الحسن ».

(٧). في « بح » : « ماله ».

(٨). في «بخ،بف» والتهذيب والاستبصار : « تجارة ».

(٩). في الوافي : « فإنّ ».

(١٠). في حاشية «بح» والتهذيب والاستبصار:«يديه».

(١١). في « ط ، بخ ، بف » وحاشيه « بح » والتهذيب والاستبصار : « يديه ».

(١٢). في « ط » والتهذيب والاستبصار : - « من المال ».

(١٣). في « بخ » وحاشية « بح ، بف » : « يديه ».

(١٤). في « بخ ، بف » وحاشية « بح » والتهذيب والاستبصار : « يديه ».

٥٠٨

مِنَ الْمَالِ ، ثُمَّ يُقْسَمُ ذلِكَ بَيْنَهُمْ بِالْحِصَصِ ، فَإِنْ عَجَزَ قِيمَةُ الْعَبْدِ وَمَا(١) فِي يَدِهِ(٢) عَنْ أَمْوَالِ الْغُرَمَاءِ ، رَجَعُوا عَلَى الْوَرَثَةِ فِيمَا بَقِيَ لَهُمْ إِنْ كَانَ الْمَيِّتُ تَرَكَ شَيْئاً ».

قَالَ : « وَإِنْ(٣) فَضَلَ مِنْ قِيمَةِ الْعَبْدِ وَمَا كَانَ فِي يَدِهِ(٤) عَنْ(٥) دَيْنِ الْغُرَمَاءِ ، رُدَّ(٦) عَلَى الْوَرَثَةِ(٧) ».(٨)

٩٣٥٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٩) عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رَجُلٌ(١٠) يَأْذَنُ(١١) لِمَمْلُوكِهِ(١٢) فِي التِّجَارَةِ ، فَيَصِيرُ عَلَيْهِ دَيْنٌ.

قَالَ : « إِنْ(١٣) كَانَ أَذِنَ لَهُ أَنْ يَسْتَدِينَ ، فَالدَّيْنُ(١٤) عَلى مَوْلَاهُ ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَذِنَ لَهُ أَنْ يَسْتَدِينَ(١٥) ، فَلَا شَيْ‌ءَ عَلَى الْمَوْلى ، وَيُسْتَسْعَى الْعَبْدُ فِي الدَّيْنِ ».(١٦)

____________________

(١). في الوافي : + « كان ».

(٢). في « ط » وحاشية « بح » والوافي والتهذيب والاستبصار : « يديه ».

(٣). في « ط ، بح » : « فإن ».

(٤). في حاشية « بح » والوافي والتهذيب والإستبصار : « يديه ».

(٥). في « بخ ، بف » : « من ». وفي «ط»:«غير».

(٦). في « ط » والاستبصار : « ردّه ».

(٧). فيالمرآة : « يدلّ على أنّ غرماء العبد يقتسمون غرماء المولى ، كما ذكره الأصحاب ».

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ، ح ٤٤٤ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١١ ، ح ٣٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئابالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٠٩ ، ح ١٨٣٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٣٧٥ ، ذيل ح ٢٣٨٨٠. (٩). في « جت » : « أبي عبد الله ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف » والتهذيب والاستبصار : « الرجل ».

(١١). في الوافي : « أذن ».

(١٢). في « ط » : « للمملوك ».

(١٣). في حاشية « جت » : « إذا ».

(١٤). في « بح » : « فإنّ الدين ».

(١٥). في « بخ ، بف » : - « أن يستدين ».

(١٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٠٠ ، ح ٤٤٥ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١١ ، ح ٣١ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيىالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨١٠ ، ح ١٨٣٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٣٧٣ ، ذيل ح ٢٣٨٧٦.

٥٠٩

١٥٩ - بَابُ النَّوَادِرِ(١)

٩٣٥٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اخْتَصَمَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام رَجُلَانِ اشْتَرى أَحَدُهُمَا مِنَ الْآخَرِ بَعِيراً(٢) ، وَاسْتَثْنَى الْبَائِعُ(٣) الرَّأْسَ وَالْجِلْدَ ، ثُمَّ بَدَا لِلْمُشْتَرِي أَنْ يَبِيعَهُ ، فَقَالَ لِلْمُشْتَرِي(٤) : هُوَ شَرِيكُكَ(٥) فِي الْبَعِيرِ عَلى قَدْرِ الرَّأْسِ وَالْجِلْدِ ».(٦)

٩٣٦٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُرَازِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ ، قَالَ :

شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَهُوَ(٧) يُحَاسِبُ وَكِيلاً لَهُ ، وَالْوَكِيلُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : وَاللهِ مَا خُنْتُ(٨) ، وَاللهِ مَا خُنْتُ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا هذَا خِيَانَتُكَ وَتَضْيِيعُكَ عَلَيَّ مَالِي(٩) سَوَاءٌ إِلَّا أَنَّ(١٠) الْخِيَانَةَ شَرُّهُمَا(١١) عَلَيْكَ ».

____________________

(١). في « جت » : + « منه ».

(٢). في «بخ،بف» والوافي:«أحدهما بعيراً من الآخر».

(٣). في التهذيب : « البيع ».

(٤). فيالوافي :«اُريد بالمشتري الثاني الذي اشتراه ثانياً».

(٥). في « بخ » : « شريك ».

(٦).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٨١ ، ح ٣٥٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. وفيصحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٨٠ ، ح ١٧٥ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٣ ، ح ١٥٣ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٨٩٥ ، ح ١٨٥٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٢٧٥ ، ذيل ح ٢٣٦٦٠.

(٧). في « بخ ، بف » والوافي : + « جالس ».

(٨). في « ط ، ى ، بخ » والبحار : - « والله ما خنت ».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : « لمالي » بدل « عليّ مالي ».

(١٠). هكذا في « ث ، ر ، ط ، ى ، بح ، بخ ، بز ، بس ، بض ، بف ، بى ، جت ، جد ، جز ، جش ، جن » والوافي والوسائل والبحار. وفي « جي » والمطبوع : « لأنّ » بدل « اِلَّا أن ».

(١١). هكذا في « ث ، ط ، بح ، بخ ، بز ، بس ، بض ، بف ، بى ، جت ، جد ، جز ، جن ، جى ». وفي سائر النسخ والمطبوع والوافى : « شرّها ».

٥١٠

ثُمَّ قَالَ(١) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ هَرَبَ(٢) مِنْ رِزْقِهِ ، لَتَبِعَهُ حَتّى يُدْرِكَهُ ، كَمَا أَنَّهُ إِنْ(٣) هَرَبَ مِنْ أَجَلِهِ(٤) ، تَبِعَهُ(٥) حَتّى يُدْرِكَهُ(٦) ؛ وَمَنْ(٧) خَانَ(٨) خِيَانَةً ، حُسِبَتْ(٩) عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِهِ ، وَكُتِبَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا ».(١٠)

٩٣٦١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي عُمَارَةَ الطَّيَّارِ(١١) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّهُ(١٢) قَدْ ذَهَبَ مَالِي ، وَتَفَرَّقَ مَا(١٣) فِي يَدِي وَعِيَالِي كَثِيرٌ.

فَقَالَ لَهُ(١٤) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ(١٥) فَافْتَحْ بَابَ حَانُوتِكَ(١٦) ، وَابْسُطْ بِسَاطَكَ ، وَضَعْ مِيزَانَكَ ، وَتَعَرَّضْ لِرِزْقِ رَبِّكَ(١٧) ».

قَالَ : فَلَمَّا أَنْ(١٨) قَدِمَ(١٩) فَتَحَ بَابَ حَانُوتِهِ ، وَبَسَطَ بِسَاطَهُ ، وَوَضَعَ مِيزَانَهُ ، قَالَ :

____________________

(١). في « ط ، بخ ، بف » : « قال : ثمّ قال ».

(٢). في الوسائل : « فرّ ».

(٣). في « بح ، بخ » وحاشية « جن » : « لو ». وفي « بف » : - « إن ».

(٤). في « بخ » : « أهله ».

(٥). في الوافي : « لتبعه ».

(٦). في « بخ » : + « كما أنّه لو هرب من أهله ، اتّبعه حتّى يدركه ».

(٧). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي « جت » والمطبوع : « من » بدون الواو.

(٨). في « ى » : « خاف ».

(٩). في « جت » وحاشية « بس » : « حبست ».

(١٠).تحف العقول ، ص ٤٠٨ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « إلّا أن الخيانة شرّهما عليك » مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب فضل اليقين ، ح ١٥٦٨ ومصادرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ١١٣ ، ح ١٦٩٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٦٨ ، ح ٢٤٣٧٥ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٦٠ ، ح ١١٣ ، إلى قوله : « إلّا أن الخيانة شرّهما عليك ». (١١). في « ط ، بخ » : « أبي عمارة بن الطيّار ».

(١٢). في البحار : « إنّي ».

(١٣). في « بف » والوافي : + « كان ».

(١٤). في «ط» والوسائل والتهذيب ، ج ٧:-«له».

(١٥). في الوسائل والتهذيب ، ج ٧ : - « الكوفة ».

(١٦). الحانوت : دكّان البائع ، واختلف في وزنها.المصباح المنير ، ص ١٥٨ ( حون ).

(١٧). في الوافي : « للرزق من الله جلّ وعزّ ». وفي « بخ » : « للرزق من الله تعالى ». وفي « ط » : « لرزق الله عزّ وجلّ ». وفيالدروس ، ج ٣ ، ص ١٨٥ ، الدرس ٢٣٧ : « يستحبّ التعرّض للرزق وإن لم يكن له بضاعة كثيرة فيفتح بابه ويبسط بساطه ». (١٨). في « ط ، بف » : - « أن ».

(١٩). في « ط ، بخ ، بس ، بف ، جن » وحاشية « بح » والوافي والبحار : + « الكوفة ».

٥١١

فَتَعَجَّبَ مَنْ حَوْلَهُ بِأَنْ(١) لَيْسَ فِي بَيْتِهِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ مِنَ الْمَتَاعِ ، وَلَا عِنْدَهُ(٢) شَيْ‌ءٌ ، قَالَ : فَجَاءَهُ(٣) رَجُلٌ ، فَقَالَ(٤) : اشْتَرِ لِي ثَوْباً ، قَالَ : فَاشْتَرى لَهُ(٥) ، وَأَخَذَ ثَمَنَهُ وَصَارَ(٦) الثَّمَنُ إِلَيْهِ(٧) ، ثُمَّ جَاءَهُ(٨) آخَرُ ، فَقَالَ لَهُ(٩) : اشْتَرِ لِي ثَوْباً ، قَالَ(١٠) : فَطَلَبَ(١١) لَهُ فِي(١٢) السُّوقِ ، ثُمَّ اشْتَرى(١٣) لَهُ ثَوْباً ، فَأَخَذَ(١٤) ثَمَنَهُ فَصَارَ(١٥) فِي يَدِهِ ، وَكَذلِكَ يَصْنَعُ التُّجَّارُ‌ يَأْخُذُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، ثُمَّ جَاءَهُ(١٦) رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ لَهُ(١٧) : يَا بَا عُمَارَةَ(١٨) ، إِنَّ عِنْدِي عِدْلًّا مِنْ كَتَّانٍ ، فَهَلْ تَشْتَرِيهِ(١٩) وَأُؤَخِّرَكَ(٢٠) بِثَمَنِهِ سَنَةً؟ فَقَالَ(٢١) : نَعَمْ ، احْمِلْهُ وَجِئْ(٢٢) بِهِ ، قَالَ : فَحَمَلَهُ(٢٣) ، فَاشْتَرَاهُ(٢٤) مِنْهُ بِتَأْخِيرِ سَنَةٍ ، قَالَ : فَقَامَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ ، ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ ، فَقَالَ لَهُ(٢٥) : يَا بَا عُمَارَةَ(٢٦) ، مَا هذَا الْعِدْلُ؟ قَالَ : هذَا عِدْلٌ اشْتَرَيْتُهُ ،

____________________

(١). في التهذيب ، ج ٧ : « فتعجّب من حوله من جيرانه بأنّه ».

(٢). في « ط ، بس » : « ولا غيره ».

(٣). في « بخ » : « فجاء ».

(٤). في حاشية « جت » : + « له ».

(٥). في « بخ ، بف » والوافي : + « ثوباً ».

(٦). في « بس » والوافي : « فصار ».

(٧). في « ط ، بخ ، بف » والوافي : + « قال ». وفي الوافي عن بعض النسخ : « له » بدل « إليه ».

(٨). في « ى » : « جاء ».

(٩). في الوافي والبحار والتهذيب ، ج ٧ : - « له ».

(١٠). في « بح » : « فقال ».

(١١). في « ط ، ى ، بس ، جت ، جد ، جن » والبحار والتهذيب ، ٧ : « فجلب ».

(١٢). في التهذيب ، ج ٧ : « باقي ».

(١٣). في « بخ ، بف » والوافي : « واشترى ».

(١٤). في « بخ ، بف » والوافي : « وأخذ ».

(١٥). في « بخ ، بف » والوافي : « وصار ».

(١٦). في « بح ، بخ ، بف » : « جاء ».

(١٧). في « ط » والتهذيب ، ج ٧ : - « له ».

(١٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « يا أبا عمارة ».

(١٩). في « بخ ، بف » : + « منّي ».

(٢٠). في « جن » : « واُؤخّر ».

(٢١). في « بخ ، بف » والوافي : « قال ».

(٢٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « وجئني ».

(٢٣). في « بخ ، بف » والوافي : + « إليّ ». وفي « ط » : + « قال ». وفي البحاروالتهذيب ، ج ٧ : + « إليه».

(٢٤). في « بخ ، بف » والوافي : « فاشتريته ».

(٢٥). في « بح » والبحار : - « له ».

(٢٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « يا أبا عمارة ».

٥١٢

قَالَ(١) : فَبِعْنِي(٢) نِصْفَهُ ، وَأُعَجِّلَ لَكَ ثَمَنَهُ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ ، وَأَعْطَاهُ نِصْفَ الْمَتَاعِ ، وَأَخَذَ(٣) نِصْفَ الثَّمَنِ ، قَالَ : فَصَارَ(٤) فِي يَدِهِ الْبَاقِي إِلى سَنَةٍ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَشْتَرِي بِثَمَنِهِ الثَّوْبَ وَالثَّوْبَيْنِ ، وَيَعْرِضُ وَيَشْتَرِي وَيَبِيعُ حَتّى أَثْرى(٥) ، وَعَرَضَ(٦) وَجْهُهُ ، وَأَصَابَ(٧) مَعْرُوفاً(٨) .(٩)

٩٣٦٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي(١٠) جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَيُّ شَيْ‌ءٍ مَعَاشُكَ؟ ».

____________________

(١). في « ى ، بح » والبحار : « فقال ».

(٢). في البحار والتهذيب ، ج ٧ : « فتبيعني ».

(٣). في البحار : « فأخذ ».

(٤). في « بخ ، بف » والتهذيب : « وصار ».

(٥). « أثرى » ، أي كثر ثراؤه ، وهو المال ، أو صار ذا مال كثير ، من الثراء ، وهو كثرة المال. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٠ ( ثرا ).

(٦). في التهذيب ، ج ٧ : « وعزّ ».

(٧). في التهذيب ، ج ٧ : « وصار ».

(٨). فيالوافي : « عرض وجهه : صار معروضاً للناس معروفاً لهم. أصاب معروفاً : مالاً ». وفي المرآة : « نسبة العرض إلى الوجه والجاه شائعة ، يقال : له جاه عريض ، وقد ورد في الأدعية أيضاً ».

(٩).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤ ، ح ١٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحجّال ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي عمارة بن الطيّار. وفيالكافي ، كتاب الصلاة ، باب الصلاة في طلب الرزق ، ح ٥٦٦٦ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١٢ ، ح ٩٦٧ ، بسند آخر عن ابن الطيّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ١٧ ، ص ١٠٠ ، ح ١٦٩٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٥٥ ، ح ٢١٩٦٥ ، ملخّصاً ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٦ ، ح ٩٩.

(١٠). في « ط ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » : - « أبي ».

والمراد من أبي جعفر الأحول ، هو محمّد بن عليّ بن النعمان الأحول مؤمن الطاق ، ووردت فيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٦ ، ح ٨ رواية ابن سنان - والمراد به محمّد بن سنان بقرينة راوية - عن محمّد بن النعمان - ومحمّد بن النعمان منسوب إلى الجدّ - عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وورد الخبر فيتأويل الآيات ، ص ٥١٩ ، بسند آخر عن محمّد بن سنان عن محمّد بن نعمان ، ووردت فيعلل الشرائع ، ص ٣١٢ ، ح ١ ، رواية محمّد بن سنان عن محمّد بن النعمان مؤمن الطاق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

ثمّ إنّ الخبر ورد فيمصادقة الإخوان للصدوق ، ص ٨٠ ، عن جعفر الأحمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولم نجد في موضع رواية محمّد بن سنان أو ابن سنان عن جعفر الأحول أو جعفر الأحمر.

٥١٣

قَالَ : قُلْتُ : غُلَامَانِ لِي(١) وَجَمَلَانِ.

قَالَ(٢) : فَقَالَ(٣) : « اسْتَتِرْ(٤) بِذلِكَ(٥) مِنْ إِخْوَانِكَ ؛ فَإِنَّهُمْ(٦) إِنْ لَمْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ(٧) ».(٨)

٩٣٦٣/ ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مِنَ النَّاسِ مَنْ(٩) رِزْقُهُ فِي التِّجَارَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ رِزْقُهُ فِي السَّيْفِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ رِزْقُهُ فِي لِسَانِهِ(١٠) ».(١١)

٩٣٦٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ(١٢) الْمُثَنّى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ الْمَعَاشُ - أَوْ قَالَ : الرِّزْقُ - فَلْيَشْتَرِ‌

____________________

(١). في « بخ ، بف ، جن » والوافي : « لي غلامان ». وفي التهذيبومصادقة الإخوان : - « لي ».

(٢). في « ط »ومصادقة الإخوان : - « قال ».

(٣). في التهذيب : + « لي ».

(٤). في « بس » وحاشية « بح » : « استر ». وفي مصادقة الإخوان : « اشتر ».

(٥). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : استتر بذلك ، لعلّ المراد به : لا تخبر إخوانك بضيق معاشك ؛ فإنّهم لا ينفعونك ، ويمكن أن يضرّوك بإهانتهم واستخفافهم بك ، أو لا تخبر بحسن حالك إخوانك ؛ فإنّهم يحسدونك ، وعليه حمل الشهيدرحمه‌الله فيالدروس ، حيث قال فيالدروس : يستحبّ كتمان المال ولو من الإخوان. وعلى الأوّل يمكن أن يقرأ : بَذْلَّك ، بتشديد اللام من المذلّة ، وقرأ بعض الأفاضل : بَذْلَك ، بفتح الباء واللام ، وقرأ : استر ، بتاء الواحدة ، أي استر عطاءك من الناس ، ولا يخفى ما فيه من التصحيف وعدم المناسبة ». وراجع :الدروس ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ، الدرس ٢٣٧. (٦). في حاشية « بح » : « لأنّهم ».

(٧). فيالوافي : « يعني : إن يحسدوك يكونوا لك أعداء فيضرّوك ، وإن لم يضرّوك ينفعك علمهم بذلك ».

(٨).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٨ ، ح ٩٩٥ ، معلّقاً عن الكليني.مصادقة الإخوان ، ص ٨٠ ، ح ٥ ، مرسلاً عن جعفر الأحمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٥ ، ح ١٧٥٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥٦ ، ح ٢٢٩٨٦.

(٩). في « بف » : - « من ».

(١٠). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : في لسانه ، كالشعراء والمعلّمين ».

(١١).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح ٩٤٠٤ ، بسنده عن ابن اُخت الوليد بن صبيح ، عن خاله الوليد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٧٥٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٤٢ ، ح ٢٢٩٤٧.

(١٢). في الوسائل : - « بن ». والمذكور فيرجال البرقي ، ص ٣٥ هشام بن المثنّى.

٥١٤

صِغَاراً ، وَلْيَبِعْ كِبَاراً(١) ».(٢)

٩٣٦٥/ ٧. وَرُوِيَ عَنْهُ(٣) أَنَّهُ قَالَعليه‌السلام : « مَنْ أَعْيَتْهُ(٤) الْحِيلَةُ(٥) ، فَلْيُعَالِجِ(٦) الْكُرْسُفَ(٧) ».(٨)

٩٣٦٦/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(٩) بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُلُّ مَا افْتَتَحَ بِهِ الرَّجُلُ(١٠) رِزْقَهُ ، فَهُوَ(١١) تِجَارَةٌ(١٢) ».(١٣)

٩٣٦٧/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٤) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ‌

____________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : فليشتر ، أي يشتري الحيوانات الصغار ويربّيها ويبيعها كباراً ، أو الأعمّ منها ومن الأشجار وغرسها وتنميتها وبيعها. وقيل : أي يبيع البيت الكبير مثلاً ويشتري مكانه البيت الصغير ، وكذا ما يكون كبيراً بحسب حاله. ولا يخفى بعده ، وسيأتي ما يؤيّد الأوّل ».

(٢).الوافي ، ج ١٧ ص ١٨٧ ، ح ١٧٠٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٢٩٨٧.

(٣). في « ط » : - « عنه ».

(٤). « أعيته » ، أي أعجزته ؛ من العيّ بمعنى العجز. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ ( عيي ).

(٥). « الحيلة » : الحِذْق وجودة النظر ، والقوّة والقدرة على دقّة التصرّف. وقال الفيّومي : « الحيلة : الحِذْق في تدبير الاُمور ، وهو تقليب الفكر حتّى يهتدى إلى المقصود ، وأصلها الواو ». راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١٨٥ ؛المصباح المنير ، ص ١٥٧ ( حول ).

(٦). المعالجة : المزاولة والممارسة ، يقال : عالجتُ الشي‌ء ، إذا زاولته ومارسته وعملت به. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٢٧ ( علج ).

(٧). « الكرسف » : القطن. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢١ ( كرسف ). وفيالمرآة : « أمّا معالجة الكرسف فهي إمّا بيع ما نسج منه ؛ فإنّه أقلّ قيمة وأكثر نفعاً ، أو الأعمّ منه ومن نسجه وغزله وبيعه ».

(٨).الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٨٧ ، ح ١٧٠٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٢٩٨٧.

(٩). في « ط ، بف » والوسائل ، ح ٢٢١٨١ : - « عن محمّد » ، وهو سهو كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٦٢٩٧ ، فلاحظ.

(١٠). في « ط » : « للرجل به » بدل « به الرجل ». وفي الوسائل : « الرجل به » بدل « به الرجل ».

(١١). في « ط » : « فهي ».

(١٢). في « ى » : « التجارة ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : كلّ ما افتتح ، أي ليست التجارة التي حثّ عليها الشارع منحصراً في البيع والشراء ، بل يشمل كلّ أمر مشروع يصير سبباً لحصول الرزق وفتح أبوابه ، كالصناعة والكتابة والإجارة والدلالة والزراعة والغرس وغيرها ».

(١٣).الوافي ،ج ١٧،ص ٤٢٦،ح ١٧٥٧١؛الوسائل ،ج ١٧،ص ١٣٤،ح ٢٢١٨١؛وص ٤٤٢،ح ٢٢٩٤٦.

(١٤). في « ط » : « أصحابه ».

٥١٥

الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ(١) ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ الشَّعِيرِيِّ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : إِذَا نَادَى الْمُنَادِي ، فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَزِيدَ(٣) ، وَإِنَّمَا يُحَرِّمُ(٤) الزِّيَادَةَ النِّدَاءُ(٥) ، وَيُحِلُّهَا السُّكُوتُ(٦) ».(٧)

٩٣٦٨/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ(٨) بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ زَرَعَ حِنْطَةً فِي أَرْضٍ ، فَلَمْ يَزْكُ(٩) زَرْعُهُ ، أَوْ‌ خَرَجَ(١٠) زَرْعُهُ(١١) كَثِيرَ الشَّعِيرِ(١٢) ، فَبِظُلْمِ عَمَلِهِ فِي مِلْكِ رَقَبَةِ الْأَرْضِ ، أَوْ بِظُلْمٍ لِمُزَارِعِيهِ‌

____________________

(١). في « ى » : « الحسن بن صيّاح ». والمذكور في كتب الرجال ، هو الحسين بن ميّاح. راجع :خلاصة الأقوال للحلّي ، ص ٢١٧ ، الرقم ١٢ ؛الرجال لابن داود ، ص ٤٤٦ ، الرقم ١٥٠.

(٢). في الوسائل : « اُميّة بن عمرو الشعيري ». وترجم النجاشي لاُميّة بن عمرو الشعيري في رجاله ، ص ١٠٥ ، الرقم ٢٦٢ ، ولعلّه لذلك قد يُحتَمَل صحّة « اُميّة بن عمرو الشعيري » وأنّ « عن » زائدة. لكنّ الظاهر عدم صحّة هذا الاحتمال ؛ فقد قال النجاشي في ترجمة اُميّة بن عمرو : « أكثر كتابه عن إسماعيل السكوني » ، وإسماعيل السكوني أيضاً ملقّب بالشعيري ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٦ ، الرقم ٤٧ ؛ورجال البرقي ، ص ٢٨. والظاهر أنّ المراد بالشعيري في السند هو إسماعيل بن أبي زياد السكوني.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد فيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٧١ ، ح ٣٩٧٩ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٧ ، ح ٩٩٤ ، عن اُميّة بن عمرو عن الشعيري. (٣). في الفقيه : + « فإذا سكت ، فلك أن تزيد ».

(٤). في « ط »والتهذيب : + « من ».

(٥). في الفقيه : « تحرم الزيادة والنداء يسمع » بدل « يحرّم الزيادة النداء ».

(٦). فيالمرآة : « ظاهره حرمة الزيادة وقت النداء ، وقال في الدروس : يكره الزيادة وقت النداء ، بل حال السكوت. وقال ابن إدريس : لا يكره ، وقال الفاضل : المراد السكوت مع عدم رضا البائع بالثمن ». وراجع :السرائر ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ؛مختلف الشيعة ، ج ٥ ، ص ٤٧ و ٤٨ ؛الدروس ، ج ٣ ، ص ١٨١ ، الدرس ٢٣٦.

(٧).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٧ ، ح ٩٩٤ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى عن الحسن بن ميّاح ، عن اُميّة بن عمرو.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٧١ ، ح ٣٩٧٩ ، معلّقاً عن اُميّة بن عمروالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٤٤ ، ح ١٧٦٠٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٢٩٩٠. (٨). في « ط » : - « عبد الله ».

(٩). في تفسير القمّي : + « في أرضه و ». والزكاء : النماء والزيادة.لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٥٨ ( زكا ).

(١٠). في « ط » وتفسير القمّي : « وخرج ». (١١). في « ط » : - « زرعة ».

(١٢). في الوافي : « الشعيرة ».

٥١٦

وَأَكَرَتِهِ(١) ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ) (٢) يَعْنِي لُحُومَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ ».

وَقَالَ : « إِنَّ إِسْرَائِيلَ(٣) كَانَ إِذَا أَكَلَ مِنْ(٤) لَحْمِ الْإِبِلِ(٥) ، هَيَّجَ عَلَيْهِ وَجَعَ(٦)

____________________

(١). الأكرة : جمع أكّار للمبالغة ، وهو الزرّاع والحرّاث ، كأنّه جمع آكر في التقدير ، وزان كفرة وكافر. راجع :لسان‌العرب ، ج ٤ ، ص ٣٦ ( أكر ).

(٢). النساء (٤) : ١٦٠. وفي هامشالكافي المطبوع عن العلّامة المجلسي أنّه قال : « لـمّا نزلت هذه الآية( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ) الآية ، قالت اليهود : لسنا أوّل من حرّمت عليهم تلك الطيّبات ؛ إنّما كانت محرّمة على نوح وإبراهيم وإسماعيل ومن بعدهم من النبيّين وغيرهم حتّى انتهى الأمر إلينا ، فليس التحريم بسبب ظلمنا ، فردّ الله عليهم وكذّبهم بقوله :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلّاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) [ آل عمران (٣) : ٩٣ ] ؛ يعنى جميع المطعومات كان حلالاً على بني إسرائيل سوى لحم الإبل ؛ فإنّ إسرائيل يعنى يعقوبعليه‌السلام حرّمه على نفسه فقط ، لا عليهم من قبل أن تنزّل التوراة مشتملة على تحريم ما حرّم عليهم بظلمهم ، فلمّا نزلت دلّت على أنّ ذلك التحريم بسبب ظلمهم وبغيهم وقتلهم الأنبياء بغير حقّ ، لا بسبب تحريم إسماعيلعليه‌السلام ».

(٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إنّ إسرائيل ، لعلّ المعنى أنّ التحريم الذي ذكره الله تعالى في الآية ليس بمعنى الحكم‌بالحرمة ، بل المراد جعلهم محرومين منها ، بسبب قلّة الأمطار وحدوث الوباء والأمراض فيها ، فيكون تعليلاً لاستشهادهعليه‌السلام بالآية ، أو المعنى أنّه تعالى بظلمهم وكلهم إلى أنفسهم حتّى ابتدعوا تحريمها ، فتصحّ الاستشهاد بالآية أيضاً ، لكنّه يصير أبعد. ويؤيّد الوجهين قوله تعالى :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلّاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) [ آل عمران (٣) : ٩٣ ].

ثمّ اعلم أنّ عليّ بن إبراهيمرحمه‌الله روى هذه الرواية في تفسيره [ ج ١ ، ص ١٥٨ ] عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن أبي يعفور هكذا إلى قوله : « يعني لحوم الإبل وشحوم البقر والغنم » ، هكذا أنزلها الله فاقرأوها هكذا ، وما كان الله ليحلّ شيئاً في كتابه ، ثمّ يحرّمه بعد ما أحلّه ولا يحرّم شيئاً ، ثمّ يحلّه بعد ما حرّمه. قلت : وكذلك أيضاً قوله :( وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما ) [ الأنعام (٦). : ١٤٦ ] قال : نعم ، قلت : فقوله :( إِلاّ ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ ) ، قال : إنّ إسرائيل كان إذا أكل ، إلى آخر الخبر ، فلعلّهعليه‌السلام قرأ : حرمنا بالتخفيف ، أي جعلناهم محرومين بتضمين معنى السخط ونحوه ، واستدلّ على ذلك بأنّ ظلم اليهود كان بعد موسىعليه‌السلام ، ولم ينسخ شرعه إلّا بشريعة عيسىعليه‌السلام ، واليهود لم يؤمنوا به ، فلا معنى للتحريم الشرعي ، فلا بدّ من الحمل على أحد الوجهين اللذين ذكرنا أوّلاً ، وأمّا قولهعليه‌السلام : لم يحرّمه ولم يأكله ، أي موسىعليه‌السلام ، أو يقرأ : يؤكّله على بناء التفعيل بأن يكون الضميران راجعين إلى الله تعالى،أو بالتاء بإرجاعهما إلى التوراة،أو بالتخفيف بإرجاعهما إلى بني إسرائيل ».(٤). في« ى » : - « من ».

(٥). في تفسير العيّاشي ، ص ٢٨٤ : « البقر ».

(٦). في « بخ ، بف » : « ريح ».

٥١٧

الْخَاصِرَةِ(١) ، فَحَرَّمَ عَلى نَفْسِهِ لَحْمَ الْإِبِلِ ، وَذلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ(٢) التَّوْرَاةُ ، فَلَمَّا نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ لَمْ يُحَرِّمْهُ(٣) وَلَمْ يَأْكُلْهُ(٤) ».(٥)

٩٣٦٩/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ(٦) أَبِي الصَّبَّاحِ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : فَتًى صَادَقَتْهُ(٨) جَارِيَةٌ ، وَدَفَعَتْ(٩) إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ : إِذَا فَسَدَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ(١٠) ، رُدَّ عَلَيَّ هذِهِ(١١) الْأَرْبَعَةَ آلَافٍ(١٢) ، فَعَمِلَ‌

____________________

(١). « الخاصرة » ، بكسر الصاد : ما بين رأس الورك وأسفل الأضلاع.مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٨٦ ( خصر).

(٢). في الوافي : « ينزل ».

(٣). في « بف » : « لم يحرم ».

(٤). فيالوافي : « يعني لم يحرّمه موسى ولم يأكله ».

(٥).تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٥٨ ، بسنده عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن أبي يعقوب [ يعقود ] ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٨٤ ، ح ٨٦ ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، من قوله : « قال : إنّ إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل » وفيهما مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ٢٨٤ ، ح ٣٠٤ ، عن عبد الله بن أبي يعفورالوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠٨١ ، ح ١٨٨٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٦٣ ، ذيل ح ٢٤١٦١ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٥٥ ، ح ٥٤ ، من قوله : « لأنّ الله عزّ وجلّ يقول :( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا ) ».

(٦). في « ط ، بخ ، بف » : « عن » بدل « بن ». والظاهر صحّة ما في المطبوع وسائر النسخ ؛ فإنّ المراد من أبي الصبّاح في مشايخ مشايخ محمّد بن عيسى ، هو إبراهيم بن نعيم أبو الصبّاح الكناني ، وهو ممّن روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام . وقد أكثر من الرواية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولم نجد روايته عن أبيه عن جدّه في غير سند هذا الخبر. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٩ ، الرقم ٢٤ ؛رجال البرقي ، ص ١١ ، ص ١٨ ؛رجال الطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٢٣٠ ؛ ص ١٥٦ ، ١٧٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٣٩٥ - ٤٠٠.

وأمّا جعفر محمّد بن أبي الصبّاح ؛ فإنّه وإن لم يذكره أصحاب الرجال ؛ لكن ورد ذكره فيرجال النجاشي ، ص ١٥٣ ، الرقم ٤٠٢ ، في طريقه إلى كتاب خضر بن عمرو النخعي.

(٧). في « بح ، بخ ، بف » : + « الكناني ».

(٨). في « ط ، بخ ، بف ، جد » : « صادفته ».

(٩). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائلوالتهذيب . وفي « ط » : « دفعت » بدون الواو. وفي المطبوع والوافي : « فدفعت ».

(١٠). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : صادقته جارية ، كانت صديقته يزنى بها. قوله : إذا فسد بيني‌وبينك ، أي زالت الصداقة والمحبّة ، ثمّ إنّ الفتى تزوّج وأراد أن يتوب من الزنا وقطع الجارية ».

(١١). في « ط »والتهذيب : - « هذه ».

(١٢). في«بخ،بف » والوافيوالتهذيب : + « درهم ».

٥١٨

بِهَا(١) الْفَتى وَرَبِحَ(٢) ، ثُمَّ إِنَّ الْفَتى تَزَوَّجَ(٣) وَأَرَادَ أَنْ يَتُوبَ ، كَيْفَ يَصْنَعُ؟

قَالَ : « يَرُدُّ عَلَيْهَا الْأَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ، وَالرِّبْحُ لَهُ(٤) ».(٥)

٩٣٧٠/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « نَهى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يُؤْكَلَ مَا تَحْمِلُ(٦) النَّمْلَةُ(٧) بِفِيهَا وَقَوَائِمِهَا(٨) ».(٩)

٩٣٧١/ ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « حِيلَةُ(١٠) الرَّجُلِ(١١) فِي بَابِ مَكْسَبِهِ ».(١٢)

٩٣٧٢/ ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الرِّبَاطِيِّ ،

____________________

(١). في الوافي : « به ».

(٢). في الوافي : + « فيها ».

(٣). في التهذيب : « حرج ».

(٤). في « ط » : « وله الربح ».

(٥).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٢٩ ، ح ٩٩٩ ، بسنده عن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٦٤ ، ح ١٨٦٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٦ ، ح ٢٤٠٧٦.

(٦). في « بف » وحاشية « بح » والوافي والبحاروالتهذيب : « ما تحمله ».

(٧). في « ى » : « النمل ». وفي « ط » : « النخلة ».

(٨). فيالمرآة : « لعلّ ذكر القوائم لما يطير منها ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٣ ، ح ١١٣٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن عبيد الله الحلبيالوافي ، ج ١٩ ، ص ١٣٥ ، ح ١٩٠٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٠٣ ، ذيل ح ٢٢٥٩٣ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٣٠٩ ، ح ٤.

(١٠). تقدّم معنى الحيلة ذيل ح ٧ من هذا الباب.

(١١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : حيلة الرجل ، أي عمدة حيل الناس وتدابيرهم في أبواب مكاسبهم ، مع أنّه ينبغي أن يكون في إصلاح آخرتهم ، أو المعنى أنّه ينبغي أن تكون حيلته في باب مكسبه وكونه من حلال ، ويكون بحيث يفي بمعيشته ، ولا يبالغ فيه ؛ ليضرّ بآخرته. ويحتمل أن يقرأ : مكسبة بالتاء مرفوعة ؛ لتكون خبر الحيلة ، أي الحيلة والسعي والتدبير في كلّ باب نافع ، لكنّه بعيد ».

(١٢).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٧٥٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٣٤ ، ح ٢٢١٨٤ ؛ وص ٤٤٢ ، ح ٢٢٩٤٨.

٥١٩

عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ مَوْلى بَسَّامٍ(١) ، عَنْ صَابِرٍ(٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ(٣) عليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ صَادَقَتْهُ(٤) امْرَأَةٌ ، فَأَعْطَتْهُ مَالاً ، فَمَكَثَ فِي يَدِهِ مَا شَاءَ اللهُ(٥) ، ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدُ خَرَجَ مِنْهُ(٦) ؟

قَالَ : « يَرُدُّ إِلَيْهَا(٧) مَا(٨) أَخَذَ مِنْهَا ، وَإِنْ كَانَ(٩) فَضَلَ(١٠) فَهُوَ لَهُ ».(١١)

٩٣٧٣/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، قَالَ :

كَتَبَ مُحَمَّدٌ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام : رَجُلٌ يَكُونُ لَهُ عَلى رَجُلٍ(١٢) مِائَةُ دِرْهَمٍ ، فَيَلْزَمُهُ ،

____________________

(١). هكذا في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي. وفي « ى » : « أبي الصبّاح مولى آل بسّام ». وفي المطبوع : « أبي الصبّاح مولى آل سام ».

وأبو الصبّاح هذا ، هو صبيح أبو الصبّاح مولى بسّام بن عبد الله الصيرفي ، وروى أبو الصبّاح كتاب صابر مولى بسّام بن عبد الله الصيرفي. وبسّام بن عبد الله مذكور في كتب الفريقين. راجع :رجال النجاشي ، ص ١١٢ ، الرقم ٢٨٨ ؛ وص ٢٠٢ ، الرقم ٥٤٠ ؛ وص ٢٠٣ ، الرقم ٥٤٢ ؛رجال الطوسي ، ص ١٢٨ ، الرقم ١٣٠٠ ؛ وص ١٧٣ ، الرقم ٢٠٣٣ ؛ وص ٢٢٦ ، الرقمان ٣٠٥١ و ٣٠٥٤ ؛تهذيب الكمال ، ج ٤ ، ص ٥٨ ، الرقم ٦٦٤.

هذا ، وأمّا ما ورد فيالفهرست للطوسي ، ص ٥٤٣ ، الرقم ٨٩٦ ؛ من « أبو الصبّاح مولى آل سام » ؛ فقد ورد في بعض نسخه : « مولى بسّام » ، وفي بعضها الآخر : « مولى آل بسّام ».

(٢). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جن » وحاشية « بخ » والوافي. وفي « بخ ، بف » وحاشية « ى ، بح ، جت » والمطبوع : « جابر ».

وظهر ممّا تقدّم آنفاً أنّ صابراً هذا ، هو صابر مولى بسّام بن عبدالله.

(٣). في « جت » : « أبا جعفر ».

(٤). في « ط ، بخ ، بف ، جد » : « صادفته ».

(٥). في « ط » : - « الله ».

(٦). فيالمرآة : « قوله : خرج منه ، أي من ذلك المال ، وكره أن يأكل ربح هذا المال الذي وصل إليه بسبب فعل محرّم ، أو من ذلك الفعل. وحاصل الخبر والخبر السابق جواز أكل ربح مال أقرضه إنسان لغرض محرّم ، وأنّه لا يصير ذلك سبباً لحرمة الربح ». (٧). في«بخ،بف»:«عليها».وفي«ط » : + « كلّ ».

(٨). في « بخ ، بف » : « كما ».

(٩). في « ط » : + « له ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بس ، جد » : « فضلٌ ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٢ ، ح ١١٢٦ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن الرباطي ، عن أبي الصبّاح مولى بسّام ، عن جابرالوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٦٥ ، ح ١٨٦٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٣٧ ، ذيل ح ٢٢٤٢٠.

(١٢). في « بخ » : + « مال ».

٥٢٠