الكافي الجزء ١٢

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 811

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 811 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 279198 / تحميل: 6113
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

قَالَ(١) : « نَهى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْهَا وَ(٢) عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ خَيْبَرَ ، وَإِنَّمَا نَهى عَنْ أَكْلِهَا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ(٣) لِأَنَّهَا كَانَتْ حَمُولَةَ(٤) النَّاسِ(٥) ، وَإِنَّمَا الْحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي الْقُرْآنِ(٦) ».(٧)

١١٤٥٥ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا أَجْهَدُوا(٨) فِي خَيْبَرَ ، فَأَسْرَعَ الْمُسْلِمُونَ فِي دَوَابِّهِمْ(٩) ، فَأَمَرَهُمْ(١٠) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِإِكْفَاءِ(١١) الْقُدُورِ ، وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهَا‌

___________________

(١). في « م ، جد » والوسائل والاستبصار ، ج ٤ : « فقال ».

(٢). في « م ، بح ، بن ، جت » والوافي والوسائل والتهذيب ، ج ٩ والاستبصار ، ج ٤ والعلل ، ح ١ : - « عنها و ».

(٣). في التهذيب ، ج ٩ : - « في ذلك الوقت ».

(٤). الحمولة بالفتح : ما يحمل عليه من بعير أو فرس أو بغل أو حمار.المغرب ، ص ١٢٩ ( حمل ).

(٥). في « م ، جد » والتهذيب ، ج ٩ : « للناس ».

(٦). فيالوافي : « أشارعليه‌السلام بما حرّم الله في القرآن إلى قوله سبحانه :( قُلْ لَّا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ ) [ الأنعام (٦) : ١٤٥ ]. وقوله تعالى :( إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ ) [ النحل (١٦) : ١١٥ ] الآية».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤١ ، ح ١٧١ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٣ ، ح ٢٦٨ ، معلّقاً عن الكليني.علل الشرائع ، ص ٥٦٣ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة.وفيه ، ص ٥٦٣ ، ح ٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٥١ ، ح ١٠٨٥ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٤٢ ، ح ٥١١ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام ، وتمام الرواية هكذا : « حرّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ في التهذيب : + « يوم خيبر » ] لحوم الحمر الأهليّة ونكاح المتعة ». وفيمسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٢٩ ؛وقرب الإسناد ، ص ٢٧٥ ، ح ١٠٩٦ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « لأنّها كانت حمولة الناس » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٢٩ ، ح ١٨٨٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١١٧ ، ح ٣٠١٢٠.

(٨). في الوسائل : « جهدوا ». وفي الوافي : « أجهدوا : وقعوا في المشقّة بسبب الجوع ».

(٩). فيالوافي : « فأسرع المسلمون في دوابّهم ، أي في ذبحها ».

(١٠). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « فأمر ».

(١١). في « ط » : « فأكفأوا ».

٢٢١

حَرَامٌ ، وَكَانَ ذلِكَ إِبْقَاءً(١) عَلَى الدَّوَابِّ ».(٢)

١١٤٥٦ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ(٣) ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ(٤) عَنْ لُحُومِ الْخَيْلِ؟

فَقَالَ : « لَا تَأْكُلْ إِلَّا أَنْ تُصِيبَكَ(٥) ضَرُورَةٌ ».

وَلُحُومِ(٦) الْحُمُرِ(٧) الْأَهْلِيَّةِ؟

فَقَالَ(٨) : « فِي(٩) كِتَابِ عَلِيٍّ(١٠) عليه‌السلام أَنَّهُ مَنَعَ(١١) أَكْلَهَا ».(١٢)

___________________

(١). في « ن » : « أبقى ».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤١ ، ح ١٧٢ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٣ ، ح ٢٦٩ ، بسندهما عن أبي الجارودالوافي ، ج ١٩ ، ص ٣٠ ، ح ١٨٨٦٦ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١١٨ ، ح ٣٠١٢١.

(٣). هكذا في حاشية « جت ». وفي « ط ، ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوافي والوسائل : + « بن‌تغلب ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ أبان بن تغلب مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام سنة إحدى وأربعين ومائة ، وعليّ بن الحكم لم يدركه ، ولم نجد في شي‌ء من الأسناد والطرق رواية عليّ بن الحكم عنه مباشرة.

والمراد من أبان في مشايخ عليّ بن الحكم هو أبان بن عثمان. وقد تكرّرت في الأسناد رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن عليّ بن الحكم عن أبان [ بن عثمان ]. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٨٥ - ٥٨٨.

ويؤيّد ما أثبتناه ما ورد في التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٩ من نقل الخبر عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن أبان عمّن أخبره. والخبر مأخوذ من الكافي من دون تصريح بذلك.

(٤). في « ط » : « سئل ».

(٥). في « ق » والوافي : « أن يصيبك ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٦). في « ط » : « وعن لحوم ».

(٧). في «ق ،ن ،بح ،بف ،جت» والوافي : « الحمير ».

(٨). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « قال ».

(٩). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « وفي ».

(١٠). في « ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « أمير المؤمنين ». وفي « ق » : « أميرالمؤمنين عليّ ».

(١١). في « ط »والتهذيب ، ح ١٦٩ : + « من ».

(١٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٩ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٤ ، ح ٢٧٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. راجع :الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣٥ ، ح ٤١٩٧ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٤١ ، ح ١٧٤ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٤ ، ح ٢٧١ ؛ =

٢٢٢

١١٤٥٧ / ١٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ لُحُومِ الْحَمِيرِ(١) ؟

فَقَالَ : « نَهى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ خَيْبَرَ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَكْلِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ(٢) ؟

فَقَالَ : « نَهى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْهَا(٣) ، فَلَا تَأْكُلُوهَا(٤) إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا(٥) إِلَيْهَا(٦) ».(٧)

١١٤٥٨ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « الْفِيلُ مَسْخٌ(٨) ، كَانَ مَلِكاً زَنَّاءً(٩) ؛ وَالذِّئْبُ مَسْخٌ ، كَانَ أَعْرَابِيّاً دَيُّوثاً(١٠) ؛ وَالْأَرْنَبُ مَسْخٌ ، كَانَتِ(١١) امْرَأَةً تَخُونُ زَوْجَهَا ، وَلَا تَغْتَسِلُ مِنْ‌

___________________

=والمحاسن ، ص ٤٧٣ ،كتاب المآكل ، ح ٤٧١الوافي ، ج ١٩ ، ص ٣٠ ، ح ١٨٨٦٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١١٨ ، ح ٣٠١٢٢ ؛وفيه ، ص ١٢١ ، ح ٣٠١٣٢ ، إلى قوله : « إلّا أن تصيبك ضرورة ».

(١). في « ط ، ق ، م ، بن ، جد » وحاشية « بف ، جت » والوافي والتهذيب ، ح ١٦٨ والاستبصار ، ح ٢٧٢ : « الحمر ». وفي « ن » : + « الأهليّة ».

(٢). في « ط » : - « فقال : نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أكلها يوم خيبر - إلى - الخيل والبغال ».

(٣). في « بح » : - « عنها ». وفي الاستبصار : « عن أكلها » بدل « عنها ».

(٤). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت »والتهذيب والاستبصار : « فلا تأكلها ». وفي الوسائل : « ولا تأكلها ».

(٥). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائلوالتهذيب والاستبصار : « أن تضطرّ ».

(٦). فيالمرآة : « حمل على الكراهة جمعاً ».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٨ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٤ ، ح ٢٧٢ ، معلّقاً عن الكليني. راجع :التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٢ ، ح ١٧٦ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٤ ، ح ٢٧٥ ؛وتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ، ح ١١٨الوافي ، ج ١٩ ، ص ٣١ ، ح ١٨٨٦٨ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٢١ ، ح ٣٠١٣١ ، من قوله : « وسألته عن أكل الخيل ».

(٨). قال الجوهري : المـَسخ : تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها. يقال : مسخه الله قرداً.الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٣١ ( مسخ ).

(٩). زنّاء : أي كثير الزنى.

(١٠). الديّوث : هو الرجل الذي لا غيرة له على أهله.المصباح المنير ، ص ٢٠٥ ( داث ).

(١١). في « ط » : « كان ».

٢٢٣

حَيْضِهَا ؛ وَالْوَطْوَاطُ(١) مَسْخٌ ، كَانَ يَسْرِقُ تُمُورَ النَّاسِ ؛ وَالْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ ؛ وَالْجِرِّيثُ وَالضَّبُّ(٢) فِرْقَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُؤْمِنُوا حَيْثُ(٣) نَزَلَتِ الْمَائِدَةُ عَلى(٤) عِيسَى بْنِ مَرْيَمَعليه‌السلام ، فَتَاهُوا(٥) ، فَوَقَعَتْ فِرْقَةٌ فِي الْبَحْرِ ، وَفِرْقَةٌ فِي الْبَرِّ ؛ وَالْفَأْرَةُ فَهِيَ(٦) الْفُوَيْسِقَةُ ؛ وَالْعَقْرَبُ كَانَ نَمَّاماً(٧) ؛ وَالدُّبُّ(٨) وَالزُّنْبُورُ كَانَتْ(٩) لَحَّاماً(١٠) يَسْرِقُ(١١) فِي الْمِيزَانِ».(١٢)

١١٤٥٩ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١٣) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، قَالَ :

سُئِلَ الرِّضَاعليه‌السلام عَنِ الْغُرَابِ الْأَبْقَعِ(١٤) ؟

___________________

(١). في « ط » : « الطاطويّة ». و « الوطواط » : الخطّاف. وقيل : الخفّاش.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٥ ( وطوط).

(٢). في « ط » : « والضبّ والجرّيث ».

(٣). في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » وحاشية « م » والوافي : « حين ».

(٤). في « ط » : + « بني إسرائيل في زمن ».

(٥). في « بح » : « فشاهوا ».

(٦). في الوسائل : « وهي ».

(٧). في « ط ، ق » : + « والوزغ ».

(٨). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوسائل والتهذيب : + « والوزغ ».

(٩). في « ق » : « وكانت ». وفي « م ، بح ، بف ، جت » والوسائل والتهذيب : « كان ».

(١٠). في « ط » : « كلّ هذه » بدل « لحّاماً ».

(١١). في « ق » : « تسرق ».

(١٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣٩ ، ح ١٦٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.علل الشرائع ، ص ٤٨٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب الصيد ، باب آخر منه ، ح ١١٣٤٩ ؛الخصال ، ص ٤٩٣ و ٤٩٤ ، أبواب الثلاثة عشر ، ح ١ و ٢ ؛وعلل الشرائع ، ص ٤٨٦ و ٤٨٧ و ٤٨٨ ، ح ١ و ٢ و ٤ و ٥ ؛والاختصاص ، ص ١٣٦الوافي ، ج ١٩ ، ص ٦٥ ، ح ١٨٩٥٤ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠٠٩٥.

(١٣). هكذا في « م ، ن ، بح ، بن ، جد » والوسائل والتهذيب والاستبصار. وفي « ط ، ق ، بف ، جت » والمطبوع والوافي : + « عن محمّد بن مسلم ».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّ أبا يحيى الواسطي هو سهيل بن زياد ، روى كتابه أحمد بن محمّد المراد به أحمد بن محمّد بن عيسى ، كما فيالفهرست للطوسي ، ص ٢٢٨ ، الرقم ٣٤٠. ورواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن أبي يحيى الواسطي متكرّرة في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ وص ٦٥٤.

وأضف إلى ذلك أنّا لم نجد رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن مسلم في شي‌ءٍ من الأسناد ، كما لم نعرف محمّد بن مسلم في هذه الطبقة. (١٤). في « م ، بن ، جد » والتهذيب والاستبصار : + « قال ».

٢٢٤

فَقَالَ : « إِنَّهُ لَايُؤْكَلُ » وَقَالَ(١) : « وَمَنْ أَحَلَّ لَكَ الْأَسْوَدَ؟ ».(٢)

١١٤٦٠ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « الطَّاوُوسُ مَسْخٌ ، كَانَ(٣) رَجُلاً جَمِيلاً ، فَكَابَرَ(٤) امْرَأَةَ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ تُحِبُّهُ(٥) ، فَوَقَعَ بِهَا ، ثُمَّ رَاسَلَتْهُ(٦) بَعْدُ(٧) ، فَمَسَخَهُمَا(٨) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - طَاوُوسَيْنِ : أُنْثى وَذَكَراً ، وَلَا يُؤْكَلُ(٩) لَحْمُهُ ، وَلَا بَيْضُهُ ».(١٠)

٣ - بَابٌ آخَرُ مِنْهُ (١١) ، وَفِيهِ مَا يُعْرَفُ (١٢) بِهِ (١٣) مَا يُؤْكَلُ مِنَ الطَّيْرِ وَمَا لَايُؤْكَلُ‌

١١٤٦١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٤) عَنِ الْمَأْكُولِ مِنَ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ؟

___________________

(١). في « م ، ن ، جد » : « قال » بدون الواو. وفي التهذيب والاستبصار : « فقال ». وفي الوسائل : - « وقال».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨ ، ح ٧١ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ٢٣٥ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٩ ، ص ٦٢ ، ح ١٨٩٤٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٠١٤٣.

(٣). في حاشية « ن » : « فكانت ».

(٤). في « ق ، م » : « فكانت ». وفي « بف » : « وكانت ». وفي « بح » : « وكابر ». وفي الوافي : « كابر » بدون الواو. وقولهعليه‌السلام : « فكابر امرأة رجل » ، أي غالبه. راجع :المصباح المنير ، ص ٥٢٤ ( غلب ).

(٥). في التهذيب : - « تحبّه ».

(٦). في « بح » : « أرسلته ».

(٧). في التهذيب : + « ذلك ».

(٨). في « بح » : « فمسخها ».

(٩). في « ط ، ق ، ن ، بف ، جت » : « فلا يؤكل ». وفي « م ، بن » وحاشية « جت » : « ولا تأكل ». وفي « جد » والوسائلوالبحار والتهذيب : « فلا تأكل ».

(١٠).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨ ، ح ٧١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٦ ، ص ٦٤ ، ح ١٨٩٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠٠٩٤ ؛البحار ، ح ٦٥ ، ص ٤٢ ، ح ٤ ؛ وص ٢٢٩ ، ح ١٣.

(١١). في « ط » : - « منه ».

(١٢). في « ن » : « ما تعرف ».

(١٣). في « ط » : - « ما تعرف به ».

(١٤). في « ط » : « عن أبي عبد الله قال : سألته » بدل « قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ».

٢٢٥

فَقَالَ : « حَرَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ ، وَكُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ الْوَحْشِ ».

فَقُلْتُ(١) : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : مِنَ السَّبُعِ؟

فَقَالَ لِي : « يَا سَمَاعَةُ ، السَّبُعُ كُلُّهُ(٢) حَرَامٌ وَإِنْ كَانَ سَبُعاً(٣) لَانَابَ لَهُ ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله هذَا تَفْصِيلاً(٤) ، وَحَرَّمَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَرَسُولُهُصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُسُوخَ جَمِيعَهَا(٥) ، فَكُلِ الْآنَ مِنْ طَيْرِ(٦) الْبَرِّ مَا كَانَتْ(٧) لَهُ حَوْصَلَةٌ(٨) ، وَمِنْ طَيْرِ الْمَاءِ مَا كَانَ(٩) لَهُ(١٠) قَانِصَةٌ(١١) كَقَانِصَةِ الْحَمَامِ ، لَا(١٢) مَعِدَةٌ كَمَعِدَةِ الْإِنْسَانِ وَكُلُّ مَا صَفَّ(١٣) وَهُوَ ذُو مِخْلَبٍ فَهُوَ‌

___________________

(١). في « م ، جد » والتهذيب ، ح ٦٥ : « قلت ».

(٢). في « بف » : « كلّ ».

(٣). في « ط » والتهذيب ، ح ٦٥ : « سبع ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٦ : « لعلّ المعنى أنّ الناس يقولون : إنّ كلّ ذي ناب من السبع حرام ، فأجابعليه‌السلام بأنّ السبع كلّه حرام ، وبيّن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كلّ المحرّمات تفصيلاً ، وما ذكرناه بعض ذلك التفصيل ، وحرّم المسوخ أيضاً وإن لم يكن سبعاً ولا ذا ناب. أو المعنى أنّ هذا أحد التفاصيل ، والقواعد التي بيّنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لبيان تحريم المحرّمات ».

(٥). في « م ، بف ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والتهذيب ، ح ٦٥ : « جميعاً ». وفي « ط » : « كلّها».

(٦). في « ط » : « طيور ».

(٧). في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والتهذيب ، ح ٦٥ : « ما كان ».

(٨). الحوصلة للطير - بتشديد اللام وتخفيفها - بمكان المعدة لغيره ، يجتمع فيها الحبّ وغيره من المأكول ، ويقال لها بالفارسيّة : « چينه دان ». اُنظر :القاموس المحيط ، ج ٦ ، ص ١٣٠٣ ( حصل ).

(٩). في « ق ، بف ، جت ، جد » والوافي والتهذيب ، ح ٦٥ : « ما كانت ».

(١٠). في « ط » : - « ما كان له ».

(١١). القانصة : واحدة القوانص ، وهي للطير بمنزلة المصارين لغيرها. ويقال لها بالفارسيّة : « سنگدان ». اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٥٤ ( قنص ). (١٢). في « بف » : « ولا ».

(١٣). فيالمرآة : « وكلّ ما صفّ ؛ هذا إحدى القواعد المشهورة ، ولمـّا كان كلّ من الدفيف والصفيف عمّا لايستدام غالباً اعتبر منه الأغلب ، وحملت الأخبار عليه ، فقال الفقهاء : ما كان صفيفه أكثر من دفيفه ؛ فإنّه يحرم ، ولو تساويا أو كان الدفيف أكثر لم يحرم. والقاعدة الاُخرى ما ذكروه : أنّ ما ليس له قانصة ولا حوصلة ولا صيصيّة فهو حرام ، وما له أحدها فهو حلال ما لم ينصّ على تحريمه ».

والمراد بالصفيف هو أن يطير الطائر مبسوط الجناحين من غير أن يحرّكها ، وأمّا الدفيف فهو أن يحرّك جناحيه =

٢٢٦

حَرَامٌ ، وَالصَّفِيفُ(١) كَمَا يَطِيرُ الْبَازِي وَالصَّقْرُ وَالْحِدَأَةُ(٢) وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ ؛ وَكُلُّ مَا دَفَّ فَهُوَ حَلَالٌ ، وَالْحَوْصَلَةُ وَالْقَانِصَةُ(٣) يُمْتَحَنُ بِهَا(٤) مِنَ الطَّيْرِ مَا لَايُعْرَفُ طَيَرَانُهُ ، وَكُلُّ(٥) طَيْرٍ مَجْهُولٍ».(٦)

١١٤٦٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : الطَّيْرُ مَا يُؤْكَلُ مِنْهُ؟

فَقَالَ : « لَا يُؤْكَلُ(٧) مِنْهُ(٨) مَا لَمْ تَكُنْ(٩) لَهُ قَانِصَةٌ(١٠) ».(١١)

___________________

= حالة الطيران.

وقال الشهيد الثاني قدس‌سره : « نبّه [ المحقّق الحلّي ] بقوله : « ما لم ينصّ على تحريمه » على أنّ هذه العلامات إنّما تعتبر في الطائر المجهول ، أمّا ما نصّ على تحريمه فلا عبرة فيه بوجود هذه. والظاهر أنّ الأمر لا يختلف ، ولا يعرف طير محرّم له أحد هذه ، ولا محلّل خالٍ عنها. لكنّ المصنّف تبع في ذلك مورد النصّ وقد ظهر من هذه الأخبار أنّه لا يعتبر في الحلّ اجتماع هذه العلامات ، بل يكفي أحدها ، وقد وقع مصرّحاً في رواية ابن بكير عن أبي عبد الله عليه‌السلام ». مسالك الأفهام ، ج ١٢ ، ص ٤١ - ٤٢.

(١). في « ط » : « والصفّ ».

(٢). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح » والوسائل ، ح ٣٠١٢٨ والتهذيب : « والحدأة والصقر ». وفي « ط » : « والحدأ ». و « الحدأة » : طائر يطير يصيد الجرذان. وقال بعضهم : إنّه كان يصيد على عهد سليمان ، وكان من أصيد الجوارح ، فانقطع عنه الصيد لدعوة سليمان.لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤ ( حدأ ).

(٣). في « م ، بن ، جد » والتهذيب : « والقانصة والحوصلة ».

(٤). في حاشية « م » والوافي : « بهما ».

(٥). في « ط » : - « كلّ ».

(٦).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ح ٦٥ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب. راجع :الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب جامع في الدوابّ التي لا تؤكل لحمها ، ح ١١٤٤٦ و ١١٤٤٧ ومصادرهالوافي ، ج ١٩ ، ص ٥٦ ، ح ١٨٩٢٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٠٥ ، ح ٣٠٠٩١ ، وتمام الرواية فيه : « وحرّم الله ورسوله المسوخ جميعاً » ؛وفيه ، ص ١١٤ ، ح ٣٠١١٢ ، إلى قوله : « وهو ذو مخلب فهو حرام » ؛وفيه ، ص ١٥٢ ، ح ٣٠١٢٨ ، من قوله : « كلّ ما صفّ » إلى قوله : « وكلّ ما دفّ فهو حلال ». (٧). في « بن » وحاشية « جت » والوسائل : « لا تأكل ».

(٨). في « بن » : - « منه ».

(٩). في « ق ، ن ، م ، بح ، بف ، جد » والوافي : « لم يكن ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(١٠). فيالمرآة : « ما لم تكن له قانصة ، أي من طير الماء ، كما يدلّ عليه بعض الأخبار أو مطلقاً ، وعلى =

٢٢٧

١١٤٦٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيٍّ الزَّيَّاتِ(١) :

عَنْ زُرَارَةَ أَنَّهُ(٢) قَالَ : وَاللهِ ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام قَطُّ ، وَذلِكَ أَنِّي سَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ(٣) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، مَا يُؤْكَلُ مِنَ الطَّيْرِ؟

فَقَالَ : « كُلْ(٤) مَا دَفَّ(٥) ، وَلَا تَأْكُلْ(٦) مَا صَفَّ(٧) ».

قُلْتُ : فَالْبَيْضُ(٨) فِي الْآجَامِ(٩) ؟

فَقَالَ(١٠) : « مَا اسْتَوى طَرَفَاهُ فَلَا تَأْكُلْهُ(١١) ، وَمَا اخْتَلَفَ طَرَفَاهُ فَكُلْ(١٢) ».

قُلْتُ(١٣) : فَطَيْرُ الْمَاءِ؟

قَالَ : « مَا كَانَتْ لَهُ قَانِصَةٌ فَكُلْ ، وَمَا لَمْ تَكُنْ(١٤) لَهُ قَانِصَةٌ فَلَا تَأْكُلْ ».(١٥)

___________________

= التقديرين محمول على ما إذا لم يظهر فيه شي‌ء من العلامات الاُخر ».

(١١).الخصال ، ص ١٣٩ ، باب الثلاثة ، ضمن ح ١٥٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٥٧ ، ح ١٨٩٢٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٤٩ ، ح ٣٠٢١١.

(١). في هامش المطبوع عن بعض النسخ والوسائلوالفقيه : « عليّ بن رئاب ». وفي الكافي ، ح ١١٤٦٨والتهذيب ، ح ٦٠ : « عليّ بن الزيّات ». وسيأتي ذيل الحديث الثاني من الباب الآتي أنّ الصواب في العنوان هو عليّ الزيّات ، فلاحظ.

(٢). في « بن » والتهذيب : - « أنّه ».

(٣). هكذا في « ط ، ق ، ن ، م ، بف ، جت ، جد » والوافي. وفي المطبوع : - « له ».

(٤). في « ن » : « يؤكل ».

(٥). في « ط » : « كلّ ما دفّ فكله ».

(٦). في «ط،ق،ن،بح،بف، جت» : « ولا يؤكل ».

(٧). في « ق ، بح ، بف ، جت » : « ما يصفّ ».

(٨). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب ، ح ٦٣. وفي « بن » والمطبوع : « البيض ».

(٩). في « ط » : - « في الآجام ».

(١٠). في « بن ، جد » : « قال ».

(١١). في حاشية « جت » والكافي ، ح ١١٤٦٨ والفقيه والتهذيب : « فلا تأكل ».

(١٢). في « ط » والوافي : « فكله ».

(١٣). في « بن ، جت » : « فقلت ».

(١٤). في « م ، ن ، بح ، بف ، جد » والوافي والتهذيب : « لم يكن ».

(١٥).الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب ما يعرف به البيض ، ح ١١٤٦٨. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ح ٦٠ ، معلّقاً عن الكليني ، وفيهما من قوله : « قلت : البيض في الآجام » إلى قوله : « وما اختلف طرفاه فكل ».الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٢١ ، ح ٤١٤٦ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ح ٦٣ ، بسنده عن ابن أبي عمير. =

٢٢٨

١١٤٦٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُلْ مِنَ الطَّيْرِ مَا كَانَتْ لَهُ قَانِصَةٌ وَلَا مِخْلَبَ لَهُ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ(٢) عَنْ طَيْرِ الْمَاءِ ، فَقَالَ مِثْلَ ذلِكَ.(٣)

١١٤٦٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُلْ مِنَ الطَّيْرِ(٤) مَا كَانَتْ لَهُ قَانِصَةٌ ، أَوْ صِيصِيَةٌ(٥) ، أَوْ حَوْصَلَةٌ(٦) ».(٧)

___________________

= وراجع :الكافي ، كتاب الحجّ ، باب صيد الحرم وما تجب فيه الكفارة ، ح ٦٨٢٥الوافي ، ج ١٩ ، ص ٥٧ ، ح ١٨٩٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥٠ ، ح ٣٠٢١٢ ، من قوله : « قلت : فطير الماء » ؛وفيه ، ص ١٥٥ ، ح ٣٠٢٢٥ ، من قوله : « قلت : البيض في الآجام » إلى قوله : « وما اختلف طرفاه فكل ».

(١). هكذا في « بن ، جت » والوسائل والتهذيب. وفي « ط ، ق ، م ، ن ، بح ، بف ، جد » والمطبوع والوافي : + « عن أبيه ».

والصواب ما أثبتناه كما تقدّم ذيل ح ١٨ ، فلاحظ.

(٢). في « م ، بن ، جد » والوسائل والتهذيب ، ح ٦٦ : « وسئل ».

(٣).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧ ، ح ٦٦ ، معلّقاً عن الكليني. وفيعلل الشرائع ، ص ٤٨٢ ، ضمن ح ١ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٩٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبيهعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٣٣٧ ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « ما كانت له قانصة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٥٨ ، ح ١٨٩٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥١ ، ح ٣٠٢١٤.

(٤). في الفقيه : « طير الماء ».

(٥). في « ط » : « أو كانت له صيصيّة ». وفي « ن » : « أو صيصة ». والصيصية - بكسر أوّله بغير همز - : الإصبع الزائد في باطن رجل الطائر بمنزلة الإبهام من بني آدم ، لأنّها شوكته. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٤٦ ( صيص ) ؛المسالك ، ج ١٢ ، ص ٤٢.

(٦). في الفقيه : - « أو حوصلة ».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧ ، ح ٦٧ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛والخصال ، ص ٦١٤ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ١٠٤ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٢٢ ، ذيل ح ٤١٤٦ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٩ ، ص ٥٨ ، ح ١٨٩٠٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥١ ، ح ٣٠٢١٥.

٢٢٩

١١٤٦٦ / ٦. بَعْضُ أَصْحَابِنَا(١) ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي أَكُونُ فِي الْآجَامِ ، فَيَخْتَلِفُ عَلَيَّ الطَّيْرُ ، فَمَا آكُلُ مِنْهُ؟

فَقَالَ(٢) : « كُلْ مَا دَفَّ ، وَلَا تَأْكُلْ مَا صَفَّ ».

فَقُلْتُ(٣) : إِنِّي(٤) أُوتى بِهِ مَذْبُوحاً.

فَقَالَ(٥) : « كُلْ مَا كَانَتْ(٦) لَهُ قَانِصَةٌ ».(٧)

٤ - بَابُ مَا يُعْرَفُ بِهِ الْبَيْضُ‌

١١٤٦٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِذَا دَخَلْتَ أَجَمَةً ، فَوَجَدْتَ بَيْضاً ، فَلَا تَأْكُلْ مِنْهُ إِلَّا مَا اخْتَلَفَ طَرَفَاهُ ».(٨)

___________________

(١). في « ط ، ق ، بح ، بف ، جت » : « عدّة من أصحابنا ».

(٢). في « م ، بن ، جد » والوسائل والتهذيب : « قال ».

(٣). في « م ، بن ، جد » : « قلت ».

(٤). في حاشية « بف » : « أنا ».

(٥). في « م ، بن ، جد » والوافي والتهذيب : « قال ».

(٦). في « ط » : - « كانت ».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ح ٦٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيعلل الشرائع ، ص ٤٨٢ ، ضمن ح ١ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٩٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبيهعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٥٩ ، ح ١٨٩٣٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥١ ، ح ٣٠٢١٦ ؛ من قوله : « فقلت : إنّي اُوتى به مذبوحاً » ؛وفيه ، ص ١٥٣ ، ح ٣٠٢١٩ ، إلى قوله : « ولا تأكل ما صفّ ».

(٨).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٥ ، ح ٥٧ ، بسنده عن العلاء.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٩٥ ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٧١ ، ح ١٨٩٦٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥٤ ، ذيل ح ٣٠٢٢٢.

٢٣٠

١١٤٦٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيٍّ الزَّيَّاتِ(١) ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : الْبَيْضُ فِي الْآجَامِ؟

فَقَالَ : « مَا اسْتَوى طَرَفَاهُ فَلَا تَأْكُلْ(٢) ، وَمَا اخْتَلَفَ طَرَفَاهُ(٣) فَكُلْ ».(٤)

١١٤٦٩ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ - يَعْنِي(٥) أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - عَنْ رَجُلٍ يَدْخُلُ(٦) الْأَجَمَةَ ، فَيَجِدُ(٧) فِيهَا(٨) بَيْضاً‌

___________________

(١). هكذا في « م ، ن ، بح ، جت » والكافي ، ح ١١٤٦٣. وفي « ط ، ق ، بف » : - « عليّ ». وفي « بن » والوسائل والفقيه : « عليّ بن رئاب ». وفي « جد » والتهذيب والمطبوع : « عليّ بن الزيّات » ، وفي بعض نسخالتهذيب كما أثبتناه.

هذا ، ولم يثبت توسّط عليّ بن رئاب - لا بعنوانه هذا ولا بعنوان « ابن رئاب » - بين ابن أبي عمير وبين زرارة في موضع. والظاهر أنّ المراد من عليّ هذا هو عليّ بن عطيّة ، روى ابن أبي عمير كتابه ، كما فيالفهرست للطوسي ، ص ٢٨٣ ، ص ٤٢١ ، وروى [ محمّد ] بن أبي عمير ، عن عليّ بن عطيّة ، عن زرارة ، فيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٠٥٢ ، وج ٦ ، ص ٣٣٧ ، ح ٩٣٥ ، وج ١٠ ، ص ٥٩ ، ح ٢١٦ ،والمحاسن ، ص ٤٦٢ ، ح ٤١٩ ،ورجال الكشّي ، ص ١٣٤ ، ح ٢١٢. وقد وُصِف عليّ بن عطيّة بالزيّات فيالكافي ، ح ١٥٣٢٢وبصائر الدرجات ، ص ١٩ ، ح ١.

ويؤكّد ذلك أنّ تفصيل الخبر تقدّم في الحديث الثالث من الباب السابق وقد اتّفقت النسخ على « عليّ الزيّات ».

(٢). في الكافي ، ح ١١٤٦٣ : « فلا تأكله ».

(٣). في « ط » : - « طرفاه ».

(٤).الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب آخر منهوفيه ما يعرف به ما يؤكل من الطير وما لا يؤكل ، ضمن ح ١١٤٦٣. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ح ٦٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٢١ ، ضمن ح ٤١٤٦ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ضمن ح ٦٣ ، بسنده عن ابن أبي عمير.الخصال ، ص ٦١٠ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٣٣٨ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ تحف العقول ، ص ٤٢٢ ، عن الرضاعليه‌السلام ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٤ ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٧١ ، ح ١٨٩٦٤ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥٥ ، ذيل ح ٣٠٢٢٥.

(٥). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « سألت » بدل « سألته يعني ».

(٦). في « ط ، ق ، بف » : + « إلى ».

(٧). في « بن » : « يجد ».

(٨). في « بح » : « بها ».

٢٣١

مُخْتَلِفاً لَايَدْرِي بَيْضُ مَا هُوَ؟ أَبَيْضُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الطَّيْرِ ، أَوْ يُسْتَحَبُّ؟

فَقَالَ : « إِنَّ فِيهِ عَلَماً لَايَخْفى ، انْظُرْ إِلى كُلِّ بَيْضَةٍ تَعْرِفُ(١) رَأْسَهَا مِنْ أَسْفَلِهَا(٢) ، فَكُلْ ؛ وَمَا يَسْتَوِي فِي(٣) ذلِكَ ، فَدَعْهُ(٤) ».(٥)

١١٤٧٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٦) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٧) يَقُولُ : « كُلْ مِنَ الْبَيْضِ مَا لَمْ يَسْتَوِ رَأْسَاهُ » وَقَالَ : « مَا كَانَ(٨) مِنْ بَيْضِ طَيْرِ الْمَاءِ(٩) مِثْلَ بَيْضِ الدَّجَاجِ وَعَلى خِلْقَتِهِ أَحَدُ(١٠) رَأْسَيْهِ مُفَرْطَحٌ(١١) ، وَإِلَّا فَلَا تَأْكُلْ(١٢) ».(١٣)

١١٤٧١ / ٥. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ(١٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

___________________

(١). في « بح » : « يعرف ». وفي « بن » بالتاء والياء.

(٢). في « م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، بح » : « استها ».

(٣). في « م ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوافي والتهذيب : « وما سوى » بدل « وما يستوي في ». وفي « بح » : « وما يستوي من ». (٤). في « بح ، بن ، جد » : « فدعها ».

(٥).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٥ ، ح ٥٨ ، بسنده عن ابن أبي عمير.قرب الإسناد ، ص ٢٧٩ ، ح ١١١٠ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٢ ، ح ١٨٩٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥٥ ، ذيل ح ٣٠٢٢٤.

(٦). في التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ : + « عن أبيه » ، وهو سهو ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨ و ١٦٦ ، فلاحظ.

(٧). في « ط » : + « وهو ».

(٨). في « ل » : « كل » بدل « ما كان ».

(٩). في « ن » : - « الماء ».

(١٠). في«ط،بف،جد»والتهذيب،ح ٦١:«إحدى ».

(١١). في « م ، جد » : « مفطّح ». وفي حاشية « ن ، بح » : « مفطح » من دون تضعيف الطاء. والمفرطح ، أي العريض. والمفطّح بمعناه. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩١ ( فرطح ) ؛ وج ١ ، ص ٣٩٢ ( فطح ).

(١٢). في التهذيب ، ح ٦١ وقرب الإسناد : - « تأكل ».

(١٣).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦ ، ح ٦١ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ٤٩ ، ح ١٦٠ ، عن هارون بن مسلم. وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٢٢ ، ح ٤١٥١ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٥ ، ذيل ح ٥٩ ، بسند آخر ، من قوله : « ما كان من بيض طير الماء » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٢ ، ح ١٨٩٦٦ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥٥ ، ح ٣٠٢٢٦.

(١٤). هكذا في « ط ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوسائل. وفي المطبوع : « أحمد بن جمهور ».

٢٣٢

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي أَكُونُ فِي الْآجَامِ ، فَيَخْتَلِفُ عَلَيَّ الْبَيْضُ ، فَمَا آكُلُ مِنْهُ؟

فَقَالَ(١) : « كُلْ مِنْهُ(٢) مَا اخْتَلَفَ طَرَفَاهُ ».(٣)

٥ - بَابُ الْحَمَلِ (٤) وَالْجَدْيِ (٥) يَرْضِعَانِ مِنْ لَبَنِ الْخِنْزِيرَةِ (٦)

١١٤٧٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - وَأَنَا حَاضِرٌ عِنْدَهُ - عَنْ جَدْيٍ(٧) يَرْضِعُ(٨) مِنْ(٩) خِنْزِيرَةٍ حَتّى كَبِرَ وَشَبَّ(١٠) وَاشْتَدَّ عَظْمُهُ ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً اسْتَفْحَلَهُ(١١) فِي غَنَمِهِ ، فَأُخْرِجَ(١٢) لَهُ نَسْلٌ(١٣) ؟

فَقَالَ : « أَمَّا مَا عَرَفْتَ مِنْ نَسْلِهِ بِعَيْنِهِ فَلَا تَقْرَبَنَّهُ(١٤) ، وَأَمَّا مَا لَمْ تَعْرِفْهُ فَكُلْهُ(١٥) ، فَهُوَ(١٦)

___________________

(١). في « ط ، ن ، بن » والوسائل : « قال ».

(٢). في « ط » : - « منه ».

(٣).الوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٣ ، ح ١٨٩٦٨ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٥٦ ، ح ٣٠٢٢٧.

(٤). « الحمل » ، بفتحتين : ولد الضائنة في السنة الاُولى ، والجمع : حُمْلان. وهو بالفارسيّة : برّه. راجع :المصباح المنير ، ص ١٥٢ ( حمل ).

(٥). « الجَدْي » : الذكر من أولاد المعز ، والاُنثى : عناق ، وقيّد بعضهم بكونه في السنة الاُولى. وهو بالفارسيّة : بزغاله نر. راجع :المصباح المنير ، ص ٩٣ ( جدي ).

(٦). في « بح » : « الخنزير ».

(٧). في قرب الإسناد : « حمل ».

(٨). في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » والوسائل والفقيه وقرب الإسناد : « رضع ».

(٩). في « بن » والوسائل والفقيه : + « لبن ».

(١٠). في « بن » والوسائل والفقيه : « شبّ وكبر ».

(١١). استفحله : أي جعله فحلاً للضِراب. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٧٥ ( فحل ).

(١٢). في الوسائل والفقيه والتهذيب والاستبصار والقرب : « فخرج ».

(١٣). في « ط » : « نسلاً ».

(١٤). في «ط» والفقيه وقرب الإسناد : « فلا تقربه ».

(١٥). في « ط ، بف » والوافي والفقيه والتهذيب والاستبصار وقرب الإسناد : - « فكله ».

(١٦). في « ن » : « هو » بدون الفاء.

٢٣٣

بِمَنْزِلَةِ الْجُبُنِّ(١) ، وَلَا تَسْأَلْ(٢) عَنْهُ(٣) ».(٤)

١١٤٧٣ / ٢. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَيدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهِيكِيِّ(٥) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بِشْرِ(٦) بْنِ مَسْلَمَةَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٧) عليه‌السلام فِي جَدْيٍ يَرْضِعُ(٨) مِنْ خِنْزِيرَةٍ ، ثُمَّ ضَرَبَ فِي الْغَنَمِ ، قَالَ(٩) :

___________________

(١). في الفقيهوالتهذيب : + « فكل ». وفي الاستبصار وقرب الإسناد : + « كل ». في روضة المتّقين ، ج ٧ ، ص ٤٤٦ : « فهو بمنزلة الجبن ؛ فإنّ الغالب أنّه يصلح من الإنفحة التي تخرج من جوف المعز الميتة ، وعند العامّة نجس حرام ، وعندنا طاهر حلال ، وهذا القول وقع منهعليه‌السلام تقيّة ، كأنّه يقول : وإن سلّم الحرمة ، لكنّه معفوّ للاشتباه والأخذ من يد المسلم ، لكنّ المشتبه حرام على المشهور ». وفصّل في ذلك فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٤٠ في ذلك ، ثمّ قال : « وهذه الأخبار تدلّ على أنّ الحرام المشتبه بالحلال حلال حتّى يعرف بعينه ». كما هو مصرّح به في أخبار اُخر.

(٢). في « ط ، بح ، بف ، جت » : « لا تسأل » بدون الواو.

(٣). فيالمرآة : « المشهور بين الأصحاب ، بل المقطوع به في كلامهم أنّه إن شرب لبن خنزيرة ، فإن لم يشتدّ كره ، ويستحبّ استبراؤه سبعة أيّام ، وإن اشتدّ حرم لحمه ولحم نسله ». وقال الشهيد الثانيقدس‌سره : « والمراد باشتداده أن ينبت لحمه ، ويشتدّ عظمه وقوّته ، والمراد باستبرائه أن يعلف بغيره في المدّة المذكورة ، ولو كان في محلّ الرضاع أرضع من حيوان محلّل كذلك كما ورد في رواية السكوني ».المسالك ، ج ١٢ ، ص ٣٠.

(٤).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣٥ ، ح ٤١٩٦ ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٤ ، ح ١٨٣ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٥ ، ح ٢٧٧ ، بسند آخر عن حنان بن سدير ؛قرب الإسناد ، ص ٩٧ ، ح ٣٣٠ ، بسنده عن حنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٥ ، ح ١٨٩٦٩ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦١ ، ح ٣٠٢٤٠.

(٥). هكذا في « م ، جد » والوافي وبعض نسخ التهذيب والاستبصار. وفي « ط ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت » والمطبوع والتهذيب والاستبصار والوسائل : « عبد الله بن أحمد النهيكي ».

وما أثبتناه هو الظاهر ، والمراد من النهيكي هذا ، هو عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، روى حميد بن زياد عنه كتبه. كما روى حميد بن زياد عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك عدّة كتب ابن أبي عمير. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٣٢ ، الرقم ٦١٥ وص ٣٢٦ ، الرقم ٨٨٧.

(٦). في الوافي : « بشير » ، وهو سهو كما سيظهر.

(٧). هكذا في « ط ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والتهذيب والاستبصار والوافي والوسائل. وفي المطبوع : + « الرضا ». وبشر بن مسلمة مذكور في أصحاب أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام . راجع :رجال النجاشي ، ص ١١١ ، الرقم ٢٥٨ ؛رجال البرقي ، ص ٥٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٣٣ ، الرقم ٤٩٥٧.

(٨). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والتهذيب والاستبصار : « رضع ».

(٩). في « ط ، م ، بن ، جد » والتهذيب والاستبصار : « فقال ».

٢٣٤

« هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْجُبُنِّ ، فَمَا عَرَفْتَ بِأَنَّهُ(١) ضَرَبَهُ فَلَا تَأْكُلْهُ(٢) ، وَمَا لَمْ تَعْرِفْهُ(٣) فَكُلْهُ ».(٤)

١١٤٧٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ(٥) : « لَا تَأْكُلْ مِنْ لَحْمِ حَمَلٍ يَرْضِعُ(٦) مِنْ لَبَنِ(٧) خِنْزِيرَةٍ(٨) ».(٩)

١١٤٧٥ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَيْهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ(١٠) فِدَاكَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، امْرَأَةٌ أَرْضَعَتْ(١١) عَنَاقاً(١٢) حَتّى فُطِمَتْ(١٣) وَكَبِرَتْ ، وَضَرَبَهَا الْفَحْلُ ، ثُمَّ وَضَعَتْ(١٤) : أَيَجُوزُ(١٥) أَنْ يُؤْكَلَ(١٦) لَحْمُهَا وَلَبَنُهَا(١٧) ؟

___________________

(١). في « ط ، م ، بن ، جد » والتهذيب والاستبصار : « أنّه ».

(٢). في « ن » : « فلا تأكل ».

(٣). في « ط » : « لم تعرف ».

(٤).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٤ ، ح ١٨٤ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٥ ، ح ٢٧٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٦ ، ح ١٨٩٧٠ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦٢ ، ح ٣٠٢٤١.

(٥). في « بح » والوافي والوسائلوالبحار والاستبصار : - « قال ».

(٦). في « ط ، م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائلوالبحار والفقيه والتهذيب والاستبصار : « رضع».

(٧). في « ط » : - « من لبن ». وفي « ن ، بف » والفقيه : - « لبن ».

(٨). في التهذيب : « خنزير ».

(٩).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٤ ، ح ١٨٥ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٩ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ٤١٩٤ ، مرسلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٦ ، ح ١٨٩٧١ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦٢ ، ح ٣٠٢٤٢ ،البحار ، ج ٦٥ ، ص ٢٤٧ ، ح ٥.

(١٠). في « م ، بن ، جت ، جد » والوسائل ، ج ٢٤ والتهذيب ، ج ٩ : « جعلني الله ».

(١١). في « ط » : « ارتضعت ».

(١٢). في « م » : « عناقه ». وفي « جد » : « عناقة ». وفي التهذيب ، ج ٧ : + « بلبن نفسها ». العَناق : الاُنثى من ولد المعز قبل استكمالها الحول ، والجمع : أعنُق وعُنوق ، وهي بالفارسيّة : بزغاله ماده. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٣٢ ( عنق ). (١٣). في « ن » : « عظمت ».

(١٤). في « ن » : « رضعت ».

(١٥). في « م ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب ، ج ٩ : « أفيجوز ».

(١٦). في الوافي : « أن نأكل ».

(١٧). في الفقيه : « من الغنم بلبنها حتّى فطمتها » بدل « حتّى فطمت وكبرت - إلى - لحمها ولبنها ». وفي =

٢٣٥

فَكَتَبَعليه‌السلام : « فِعْلٌ مَكْرُوهٌ ، وَلَا بَأْسَ(١) بِهِ ».(٢)

١١٤٧٦ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهعليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام سُئِلَ عَنْ حَمَلٍ غُذِّيَ بِلَبَنِ خِنْزِيرَةٍ(٣) ؟

فَقَالَ : قَيِّدُوهُ ، وَاعْلِفُوهُ(٤) الْكُسْبَ(٥) وَالنَّوى وَالشَّعِيرَ وَالْخُبْزَ إِنْ كَانَ اسْتَغْنى عَنِ اللَّبَنِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ اسْتَغْنى عَنِ(٦) اللَّبَنِ ، فَيُلْقى عَلى ضَرْعِ شَاةٍ سَبْعَةَ(٧) أَيَّامٍ ، ثُمَّ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ(٨) ».(٩)

٦ - بَابُ لُحُومِ الْجَلَّالَاتِ وَبَيْضِهِنَّ وَالشَّاةِ تَشْرَبُ الْخَمْرَ‌

١١٤٧٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ(١٠) :

___________________

= التهذيب ، ج ٧ : « لبنها وتباع وتذبح ويؤكل لحمها » بدل « لحمها ولبنها ».

(١). في « ن ، بف »والبحار : « لا بأس » بدون الواو.

(٢).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ٤١٩٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن محمّدعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٣٣٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٥ ، ح ١٨٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٧ ، ح ١٨٩٧٤ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٤٠٦ ، ذيل ح ٢٥٩٤٨ ؛ وج ٢٤ ، ص ١٦٣ ، ح ٣٠٢٤٤ ؛البحار ، ج ٦٥ ، ص ٢٤٨ ، ذيل ح ٥.

(٣). في التهذيب والاستبصار : « خنزير ».

(٤). في «ط» : «واعقلوه ثمّ اعلفوه» بدل «واعلفوه».

(٥). الكُسب - بالضمّ - : عصارة الدُهن.الصحاح ، ج ١ ، ص ٢١٣ ( كسب ).

(٦). في « ن » والجعفريّات : « من ».

(٧). في « بف » : « سبع ».

(٨). فيالوافي : « هذا الخبر محمول على ما إذا لم ينبت اللحم ولا اشتدّ العظم ».

(٩).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٤ ، ح ١٨٦ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٦ ، ح ٢٨٠ ، معلّقاً عن الكليني.الجعفريّات ، ص ٢٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام الوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٦ ، ح ١٨٩٧٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦٢ ، ح ٣٠٢٤٣ ؛البحار ، ج ٦٥ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢.

(١٠). هكذا في « م ، ن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب. وفي « بح ، بف ، بن ، جت » والمطبوع والوافي : =

٢٣٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَأْكُلُوا(١) لُحُومَ الْجَلَّالَاتِ(٢) ، وَإِنْ(٣) أَصَابَكَ مِنْ(٤) عَرَقِهَا فَاغْسِلْهُ(٥) ».(٦)

١١٤٧٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَشْرَبْ(٧) مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ الْجَلَّالَةِ(٨) ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْ‌ءٌ مِنْ عَرَقِهَا(٩) فَاغْسِلْهُ ».(١٠)

___________________

= + « عن أبي حمزة ». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّا لم نجد - مع الفحص الأكيد - رواية هشام بن سالم عن أبي حمزة - بعناوينه المختلفة - عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في غير سند هذا الخبر. ويؤيّد ذلك ما ورد فينزهة الناظر ، ص ١٩ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن يحيى - وهو محرّف من « أحمد بن محمّد » - عن عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(١). في الوسائل ، ج ٣ : « لا تأكل ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ج ٢٤. وفي حاشية « جت » والوسائل ، ج ١ وج ٣ والتهذيب والاستبصار : « الجلّالة ». وفي المطبوع : + « [ وهي التي تأكل العذرة ] ».

(٣). في « م ، بن » والوسائل ، ج ١ : « فإن ».

(٤). في « ط » : - « من ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٤١ : « يدلّ ظاهراً على تحريم لحوم الجلّالة ، والمشهور أنّه يحصل الجلل بأن يغتذى الحيوان عذرة الإنسان لا غيره ، والنصوص والفتاوى خالية عن تقدير المدّة ، وربّما قدّره بعضهم بأن ينمو ذلك في بدنه ويصير جزءاً منه ، وبعضهم بيوم وليلة كالرضاع ، وآخرون بأن يظهر النتن في لحمه وجلده ، وهذا قريب ، والمعتبر على هذا رائحة النجاسة التي اغتذاها لا مطلق الرائحة الكريهة ثمّ اختلف الأصحاب في حكم الجلّال ، فالأكثر على أنّه محرّم ، وذهب الشيخ في المبسوط وابن الجنيد إلى الكراهة ، بل قال في المبسوط : إنّه مذهبنا مشعراً بالاتّفاق عليه

قولهعليه‌السلام : « فاغسله » ظاهره وجوب الإزالة كما ذهب إليه الشيخان وابن البرّاج والصدوق ، والمشهور بين المتأخّرين الكراهة واستحباب الغسل ».

(٦).التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٦٣ ، ح ٧٦٨ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٥ ، ح ١٨٨ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٦ ، ح ٢٨١ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ، ح ٤١٠٤ ؛ وج ١٩ ، ص ٧٩ ، ح ١٨٩٧٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٣٣ ، ح ٥٩٩ ؛ وج ٣ ، ص ٤٢٣ ، ح ٤٠٥٢ ؛ وج ٢٤ ، ص ١٦٤ ، ح ٣٠٢٤٥.

(٧). في التهذيب ، ج ٩ : « لا يشرب ».

(٨). في حاشية « جت » : « الجلّالات ».

(٩). في حاشية « جت » : « من عرقها شي‌ء ».

(١٠).التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٦٣ ، ح ٧٦٧ ، بسنده عن الكليني ؛ وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٦ ، ح ١٩١ ؛والاستبصار ، =

٢٣٧

١١٤٧٩ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : الدَّجَاجَةُ الْجَلَّالَةُ لَايُؤْكَلُ لَحْمُهَا حَتّى تُقَيَّدَ(٢) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَالْبَطَّةُ الْجَلَّالَةُ خَمْسَةَ(٣) أَيَّامٍ ، وَالشَّاةُ الْجَلَّالَةُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ ، وَالْبَقَرَةُ الْجَلَّالَةُ(٤) عِشْرِينَ يَوْماً ، وَالنَّاقَةُ(٥) أَرْبَعِينَ يَوْماً(٦) ».(٧)

١١٤٨٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي شَاةٍ شَرِبَتْ(٨) خَمْراً حَتّى سَكِرَتْ ، ثُمَّ ذُبِحَتْ عَلى تِلْكَ‌

___________________

= ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ٢٨٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٣٧ ، ذيل ح ٤١٩٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ، ح ٤١٠٢ ؛ وج ١٩ ، ص ٧٩ ، ح ١٨٩٧٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٢٣ ، ح ٤٠٥٣ ؛ وج ٢٤ ، ص ١٦٤ ، ح ٣٠٢٤٦.

(١). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : + « جعفر بن محمّد ».

(٢). في « بح ، بف » : « يقيّد ». وفي حاشية « م ، بف ، جد » : « تغتذي ». وفي التهذيب : « تغذّى ».

(٣). في « بف » : « بخمسة ». وفي « بف » : « خمس ».

(٤). في « ط » : - « عشرة أيّام والبقرة الجلّالة ».

(٥). في « بن » والوسائل : + « الجلّالة ».

(٦). فيالمرآة : « اختلف الأصحاب في المقادير التي يزول بها الجلل في البعض ، واتّفقوا على البعض ، فما اتّفقوا عليه استبراء الناقة بأربعين يوماً ، وممّا اختلفوا فيه البقرة ، فقيل بأربعين ، وهو قول الشيخ فيالمبسوط ، وهو رواية مسمع ، وقيل بعشرين قاله الشيخ فيالنهاية والخلاف ، واختاره المحقّق والأكثر ، وقيل بثلاثين وهو مذهب الصدوق ، ومنه الشاة فالمشهور أنّه بعشرة ، وقيل بسبعة ، وذهب إليه الشيخ فيالمبسوط وجماعة ادّعوا أنّ به رواية ، وقيل : بخمسة ، وهو رواية مسمع ، ومنه البطّة ، والمشهور فيه خمسة ، واكتفى الصدوق بثلاثة. والمشهور في الدجاجة ثلاثة ، واعتبر أبو الصلاح وابن زهرة خمسة ، وجعلا الثلاثة رواية ، وحكى فيالمبسوط فيها سبعة ويوماً إلى الليل ، وحكاه في المقنع رواية. واعلم أنّ الموجود في الروايات أنّها تغذّى هذه المدّة من غير تقييد بالعلف الطاهر ، وقيّده جماعة به ».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٦ ، ح ١٩٢ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ٢٨٥ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٩ ، ص ٧٩ ، ح ١٨٩٨٠ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٠٢٥٢.

(٨). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت ، وحاشية « بح » والتهذيب. وفي « بح » والمطبوع : « تشرب ».

٢٣٨

الْحَالِ ، قَالَ(١) : « لَا يُؤْكَلُ(٢) مَا فِي بَطْنِهَا(٣) ».(٤)

١١٤٨١ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٥) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أُكَيْلٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(٧) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي شَاةٍ شَرِبَتْ بَوْلاً ، ثُمَّ ذُبِحَتْ ، قَالَ : فَقَالَ : « يُغْسَلُ مَا فِي جَوْفِهَا ، ثُمَّ لَابَأْسَ بِهِ ، وَكَذلِكَ إِذَا اعْتَلَفَتِ(٨) الْعَذِرَةَ(٩) مَا لَمْ تَكُنْ(١٠) جَلَّالَةً ».

وَالْجَلَّالَةُ(١١) الَّتِي يَكُونُ(١٢) ذلِكَ(١٣) غِذَاءَهَا.(١٤)

___________________

(١). في « جت » والتهذيب : - « قال ».

(٢). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « لا تأكل ». وفي « جت » : « فلا يؤكل ».

(٣). فيالمرآة : « عمل به الأكثر بحمله على الحرمة ، وزاد فيه وجوب غسل اللحم ، وحكم ابن إدريس بكراهة اللحم خاصّة ». وقال الشهيد الثانيقدس‌سره : « هذا كلّه إذا كان ذبحها عقيب الشرب بغير فصل أو قريباً منه ، أمّا لو تراخي بحيث يستحيل المشروب لم يحرم ، ونجاسة البواطن حيث لا يتميّز فيها عين النجاسة منتفية ».المسالك ، ج ١٢ ، ص ٣٣.

(٤).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٣ ، ح ١٨١ ، بسنده عن أبي جميلةالوافي ، ج ١٩ ، ص ٨٠ ، ح ١٨٩٨١ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦٠ ، ذيل ح ٣٠٢٣٨.

(٥). في « م ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » : « أحمد بن محمّد ». وفي الوسائل : « أحمد ». والمراد به أحمد بن محمّد اعتماداً على سند تقدّم عليه بلا فصل.

والخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب والاستبصار بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن عليّ بن حسّان.

(٦). في « م ، بن ، جت ، جد » وحاشية « ن » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « أصحابه ».

(٧). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « أصحابه ».

(٨). في « ط » : « عُلفت ».

(٩). في الوسائل : « بالعذرة ».

(١٠). في « ن ، بح » والوافي : « ما لم يكن ». وفي « جت » : « وما لم يكن ».

(١١). في « م ، ن » وحاشية « جت » : + « هي ».

(١٢). في « ط » : - « يكون ».

(١٣). في « بن » وحاشية « جت » : « ذاك ».

(١٤).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٧ ، ح ١٩٤ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٨ ، ح ٢٨٧ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيىالوافي ، ج ١٩ ، ص ٨٠ ، ح ١٨٩٨٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦٠ ، ح ٣٠٢٣٩.

٢٣٩

١١٤٨٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ الْأَدَمِيِّ(١) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « الْإِبِلُ الْجَلَّالَةُ(٢) إِذَا أَرَدْتَ نَحْرَهَا ، تَحْبِسُ(٣) الْبَعِيرَ أَرْبَعِينَ يَوْماً ، وَالْبَقَرَةَ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، وَالشَّاةَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ ».(٤)

١١٤٨٣ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٥) ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :

عَمَّنْ رَوى فِي الْجَلِّالَاتِ ، قَالَ(٦) : لَابَأْسَ بِأَكْلِهِنَّ إِذَا كُنَّ يُخْلِطْنَ(٧) .(٨)

___________________

(١). في «ط ،ق ،جت » والوسائل : - « الأدمي ».

(٢). في « ن » : « الجلّال ».

(٣). في « ن » : « يحبس ».

(٤).الوافي ، ج ١٩ ، ص ٨١ ، ح ١٨٩٨٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ١٦٧ ، ح ٣٠٢٥٥.

(٥). هكذا فيعوالي اللآلي ، ج ٣ ، ص ٤٦٦ ، ح ١ ، فيما نقله عن ابن فهد الحلّي. وفي « م ، ق ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوافي والوسائل : « أحمد بن محمّد ».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فقد ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٧ ، ح ١٩٥ ، عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن الخشّاب ، والسند بظاهره مختلّ ؛ لعدم رواية الكليني عن محمّد بن أحمد بن يحيى مباشرة ، والظاهر أنّ الصواب « محمّد بن يحيى » بدل « محمّد بن أحمد بن يحيى » ، كما هو المذكور فيالتهذيب ، ج ٩ - طبعة الغفّاري - ص ٥٥ ، ح ١٩٣. وورد الخبر فيالاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٨ ، ح ٢٨٨ ، عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الخشّاب ، لكنّ المذكور في نسخة معتبرة منه « محمّد بن أحمد بن يحيى » بدل « أحمد بن محمّد ».

والخشّاب هذا ، هو الحسن بن موسى الخشّاب ، روى عن عليّ بن أسباط في بعض الأسناد ، ولم يثبت توسّط أحمد بن محمّد - وهو ابن عيسى بقرينة رواية محمّد بن يحيى عنه - بين محمّد بن يحيى وبين الخشّاب في موضع ، وقد روى محمّد بن يحيى [ العطّار ] عن محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] عن [ الحسن بن موسى ] الخشّاب في عددٍ من الأسناد. اُنظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ٥٨٨٦ و ١٤٦٤١ ؛ التهذيب ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٣٨٥ ؛ الأمالي للصدوق ، المجلس ٨٠ ، ص ٤٣٤ ، ح ٥ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٢٣٢ ، ح ١ ؛ الخصال ، ص ١٧٧ ، ح ٩٩.

هذا ، وقد تقدّم غير مرّة أنّ المقام من مظانّ تحريف « محمّد بن أحمد » بـ « أحمد بن محمّد » ، دون العكس.

(٦). في التهذيب والاستبصار : - « قال ».

(٧). فيالمرآة : « يدلّ على أنّ الجلل لايحصل إلّا باغتذاء العذرة المحضة ، كما مرّ ».

(٨).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٤٧ ، ح ١٩٥ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٧٨ ، ح ٢٨٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٩ ، =

٢٤٠

ذي الحجة سنة ٨٥٥ »(١) .

٣ - السيوطي أيضاً: « وكان إماماً عالماً علّامة »(٢) .

٤ - محمود بن سليمان الكفوي: « قاضي القضاة بدر الدين ذكر جلال الدين السيوطي في طبقات الحنفية المصرية في حسن المحاضرة، قال »(٣) .

٥ - الزرقاني المالكي: « وتفقه واشتغل بالفنون وبرع »(٤) .

٦ - الأزنيقي: « وتفقه، واشتغل بالفنون، وبرع ومهر وولي قضاء الحنفية بالقاهرة، وكان إماماً عالماً علامة بالعربية والتصريف وغيرهما »(٥) .

٧ - وقال الكاتب الجلبي في شروح البخاري: « ومن الشروح المشهورة أيضاً شرح العلامة بدر الدين فإن شرحه حافل كامل في معناه، لكن لم ينتشر كانتشار فتح الباري في حياة مؤلفه وهلمّ جرّاً »(٦) .

٨ - وقد احتج المولوي حيدر علي الفيض آبادي في ( منتهى الكلام ) بكلمات العيني في مقابلة أهل الحق، مع الثناء على شرحه للبخاري - عمدة القاري - وقال في حق العيني بأن تبحّره وغزارة علومه ومهارته في فن الحديث أشهر من أن يذكر.

وهنا يحق لنا أن نسأل المولوي حيدر علي وأمثاله فنقول: كيف يجوز التمسك بما قال العيني في مجال الردّ على الشيعة، مع وصفه بالتبحر والمهارة والفقه والامامة وغير ذلك من الأوصاف الجليلة - ولا يجوز الالتفات إلى كلامٍ له أو روايةٍ له لحديث ينفع الشيعة فيما يذهبون إليه؟

____________________

(١). حسن المحاضرة ١ / ٤٧٣.

(٢). بغية الوعاة ٢ / ٢٧٥.

(٣). كتاب الأعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار - مخطوط.

(٤). شرح المواهب اللدنية ١ / ٥٨.

(٥). مدينة العلوم للأزنيقي.

(٦). كشف الظنون ١ / ٥٤٨.

٢٤١

(١٧)

رواية السيوطي

وروى جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي حديث نزول آية التبليغ:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) في واقعة يوم غدير خم، في فضل سيدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام، وهذا نص عبارته في تفسير الآية المذكورة: « أخرج أبو الشيخ عن الحسن: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إن الله بعثني برسالة، فضقت بها ذرعاً وعرفت أن الناس مكذّبي، فوعدني لأبلغنَّ أو ليعذّبني، فأنزلت( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لمـّا نزلت( بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) . قال: يا رب إنما أنا واحد كيف أصنع، يجتمع عليّ الناس فنزلت:( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس:( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) يعني إن كتمت آية مما أنزل إليك لم تبلّغ رسالته.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) . على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنّا نقرأ على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) . إن علياً مولى المؤمنين( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عنترة قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل

٢٤٢

فقال: إن ناساً يأتونا فيخبرونا أن عندكم شيئا لم يبده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للناس. فقال: ألم تعلم أن الله قال:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) . والله ما ورّثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سوداء في بيضاء »(١) .

وجوه اعتبار هذه الرواية

ورواية السيوطي هذا الخبر في سبب نزول آية التبليغ في يوم غدير خم في كتاب ( الدر المنثور ) معتبرة من وجوه:

الأول: إن سياق كلام السيوطي ظاهر في أنه يرى أن هذا القول هو الحق من بين الأقوال في هذا المقام، لأنه لم ينقل قولا آخر يخالفه في الدلالة، أما قول الحسن فلا ينافي القول بنزولها يوم الغدير في فضل عليعليه‌السلام ، لأنه روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن الله تعالى بعثه برسالة فضاقصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بها ذرعاً فأنزلت الآية فلم يبيّن في هذه الرواية حقيقة تلك الرسالة، فلا تأبى الحمل على أنها كانت حول الامامة والخلافة، ونصب أمير المؤمنينعليه‌السلام لها، بل إن قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فضقت بها ذرعاً وعرفت الناس مكذبي » يؤيد هذا الحمل ويؤكّده.

وكذا الأمر بالنسبة إلى ما ذكره مجاهد، وإلى الخبرين عن ابن عباس، فإن هذه الأخبار أيضاً لا تنافي خبر نزول الآية الكريمة في واقعة يوم غدير خم بوجه من الوجوه.

الثاني: إن كلام السيوطي في خطبة كتابه ( الدر المنثور ) صريح في أن الآثار المذكورة فيه في ذيل الآيات مستخرجة من الكتب المعتبرة، وهذا نص عبارته: « الحمد لله الذي أحيا بمن شاء مآثر الآثار بعد الدثور، ووفق لتفسير كتابه العزيز بما وصل إلينا بالاسناد العالي من الخبر المأثور، وأشهد أن لا اله إلّا الله وحده لا

____________________

(١). الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٢٩٨.

٢٤٣

شريك له، شهادة تضاعف لصاحبها الأجور، وأشهد أن سيدنا محمّداً عبده ورسوله الذي أسفر فجره الصادق فمحى ظلمات أهل الزيغ والفجور، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوى العلم المرفوع والفضل المشهور، صلاة وسلاماً دائمين على مرّ الليال والدهور.

وبعد - فلمـّا ألّفت كتاب « ترجمان القرآن » وهو التفسير المسند عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وقد تمّ بحمد الله في مجلدات، وكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله، فلخّصت منه هذا المختصر مقتصرا فيه على متن الأثر، مصدّراً بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر، وسميته بالدر المنثور في التفسير بالمأثور، والله أسأل أن يضاعف لمؤلفه الأجور، ويعصمه عن الخطأ والزور، بمنه وكرمه، لأنه البر الغفور ».

الثالث: إن كتاب ( الدر المنثور ) من التفاسير الممدوحة المشهورة التي ذكرها ( الدهلوي ) في رسالته في ( أصول الحديث )، ذكره في عداد تفاسير ابن مردويه والديلمي وابن جرير ثم قال: وإن الدر المنثور للشيخ جلال الدين السيوطي أجمعها.

وقد صرّح صاحب ( منتهى الكلام ) بأن معنى « الشهرة » في هذا المقام هو الاعتبار والاعتماد عند العلماء الأعلام.

الرابع: إن السيوطي قد نصَّ في مواضع عديدة من ( الدر المنثور ) على ضعف الخبر، وهذا يدل على أنه لا يترك الحديث بحاله، بل ينبّه على ضعفه إن كان ضعيفاً عنده، وعلى هذا الاساس يجوز لنا الاحتجاج بكل حديث يخرجه فيه ولا ينص على جرح له، وقد ذكر هذا المعنى المولوي حيدر علي بالنسبة إلى حديث رواه الشيخ ابن بابويه الصدوق ولم يتعرض إلى جرح فيه.

وحينئذٍ نقول: إن السيوطي أخرج الروايتين الدالتين على نزول آية التبليغ

٢٤٤

في يوم الغدير ولم يقدح فيهما أصلاً بنوع من الأنواع.

الخامس: لقد أكثر علماء الحديث والكلام من أهل السنة من الاستناد إلى أحاديث ( الدر المنثور ) والاحتجاج بها. ففي ( تنبيه السفيه ) لسيف الله بن أسد الله الملتاني ذكر ( الدر المنثور ) في سياق كتب مهمة ككتاب: الأسماء والصفات للبيهقي، والمصنف لابن أبي شيبة، والآثار للإمام محمّد الشيباني، قائلاً بأنها مصادر كتاب ( التحفة الاثنا عشرية ) من كتب أهل السنة.

وفي ( الشوكة العمرية ) لمحمّد رشيد الدين خان تلميذ ( الدهلوي ) ذكر ( الدر المنثور ) في كتب التفسير لأهل السنة، المشتملة على الأخبار التفسيرية الواردة عن أمير المؤمنين وغيره من أئمة أهل البيتعليهم‌السلام .

السادس: لقد زعم ( الدهلوي ) في كتابه ( التحفة ) أن علماء أهل السنة ومحدثيهم مشهورون بالتقى والعدالة والديانة، بخلاف الرواة في الفرق الأخرى - ولا سيما الشيعة - فإن جميعهم مطعونون ومجروحون عند أنفسهم(١) .

أقول: وهذا الكلام - بغض النظر عمّا فيه من جميع نواحيه - فيه أعلى درجات التوثيق وأقصى مراتب التعديل لرواة أهل السنة ورجال أحاديثهم وأخبارهم، وعلى هذا الأساس تسقط جميع المناقشات الصادرة من ( الدهلوي ) وغيره في أسانيد أحاديث فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، التي رواها المحدّثون من أهل السنة، وأخرجها الأئمة والحفاظ في كتبهم المعتبرة، ومنها حديث نزول آية التبليغ:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) في فضل سيدنا الأميرعليه‌السلام يوم الغدير، فإنه حديث أخرجه جماعة كثيرة من كبار أئمة القوم، عن جماعة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... وكفى الله المؤمنين القتال. والحمد لله ربّ العالمين.

____________________

(١). التحفة. الباب الحادي عشر وفي جواب المطعن الثامن من مطاعن الصحابة.

٢٤٥

(١٨)

رواية محبوب العالم

وروى محمّد محبوب العالم ابن صفي الدين جعفر المعروف ببدر العالم نزول الآية المباركة:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ) في يوم غدير خم بتفسير الآية في تفسير المشهورة ( تفسير شاهي ) حيث قال بعد ترجمة الآية، ونقل رواية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في معنى العصمة: « وفي النيسابوري عن أبي سعيد الخدري: هذه الآية نزلت في فضل علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه يوم غدير خم، فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي الله تعالى عنه وقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمّد بن علي رضي الله تعالى عنهم ».

وقد أورد هذه الرواية ولم يذكر رواية أخرى مخالفة لها.

اعتبار تفسير شاهي من كلام ( الدهلوي ) وغيره

وقد نص ( الدهلوي ) في كتابه ( التحفة ) على اعتبار ( تفسير شاهي )، ووصف الروايات الواردة فيه عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام بأنها « مضبوطة » وهذا كلامه حيث قال بتعريف كتب الشيعة: « وأما التفاسير فمنها « التفسير » الذي ينسبونه إلى الامام الحسن العسكريعليه‌السلام ، رواه عنه ابن بابويه بإسناده عنه، ورواه عنه غيره أيضا بإسناده، مع تفاوت زيادة ونقصانا.

وإن أهل السنة أيضا يروون عن الامام المذكور وغيره من الأئمة في التفسير، كما جاء في « الدر المنثور »، وتلك الروايات مجموعة ومضبوطة في « تفسير

٢٤٦

شاهي »، لكن ما يرويه الشيعة عن الأئمة لا يتطابق أبدا مع تلك الروايات »(١).

وبعد هذا المدح والثناء للتفسيرين المذكورين، لا تسمع الخدشة في ثبوت هذا الحديث المذكور فيهما، لأنه لا يكون إلاّ عن مكابرة واضحة.

كما ذكر تلميذه محمّد رشيد الدين خان الدهلوي « تفسير شاهي » مع تفسير الفخر الرازي، في بيان أن تفاسير أهل السنة مليئة بالأخبار والروايات عن الامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، ومن هذا الكلام يتضح أن هذا التفسير من التفاسير المشهورة المعتبرة لدى أهل السنة. والعجب أنهم مع ذلك يقدحون في حديث نزول آية التبليغ المروي في « تفسير شاهي » - وتفسير الرازي أيضاً - وينسون ما ذكروه في الثناء والاعتماد على التفسير المذكور!!

(١٩)

رواية الحاج عبد الوهاب البخاري

وروى الحاج عبد الوهاب بن محمّد بن رفيع الدين أحمد نزول الآية المباركة في واقعة يوم غدير خم حيث قال بتفسير قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) : « عن البراء بن عازبرضي‌الله‌عنه قال في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) أي بلّغ من فضائل علي. نزلت الآية في غدير خم. فخطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. فقال عمررضي‌الله‌عنه : بخ بخ يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. رواه أبو نعيم. وذكره أيضاً الثعالبي في كتابه ».

____________________

(١). التحفة الاثنا عشرية. الباب الثالث: ١١١.

٢٤٧

ترجمة الحاج عبد الوهاب

والحاج عبد الوهاب البخاري من أكابر العلماء المشاهير من أهل السنّة، ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي وأثنى عليه الثناء البالغ في ( أخبار الأخيار )(١) .

وكذلك ترجم له السيد محمّد ابن السيد جلال ماه عالم في ( تذكرة الأبرار ). وقد توفي عبد الوهاب البخاري سنة: ٩٣٢.

(٢٠)

رواية جمال الدين المحدّث

ورواه عطاء الله بن فضل الله الشيرازي، المعروف بجمال الدين المحدّث، حيث قال بعد ذكر حديث الغدير: « أقول: أصل هذا الحديث - سوى قصة الحارث - تواتر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام . وهو متواتر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً. رواه جمع كثير وجم غفير من الصحابة.

فرواه ابن عباس ولفظه قال: لما أمر النبي أن يقوم بعلي بن أبي طالب المقام الذي قام به، فانطلق النبي إلى مكة فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر، ومتى أفعل هذا به يقولون صنع هذا بابن عمه، ثم مضى حتى قضى حجة الوداع، ثم رجع حتى إذا كان بغدير خم أنزل الله عزّ وجلّ:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) الآية. فقام مناد فنادى الصلاة جامعة، ثم قام وأخذ بيد علي فقال: « من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٢)

____________________

(١). أخبار الأخيار: ٢٠٦. وتوجد ترجمته في كتاب نزهة الخواطر ٤ / ٢٢٣ وقد وصفه بقوله: « الشيخ الصالح » ولد سنة ٨٦٩. توفي سنة ٩٣٢.

(٢). كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين - مخطوط.

٢٤٨

خطبة كتاب الأربعين

ويتّضح من كلام الجمال المحدّث في خطبة كتاب ( الأربعين ) إعتبار الأحاديث المخرجة فيه، فإنه قال: « وبعد فيقول العبد الفقير إلى الله الغني عطاء الله بن فضل الله المشتهر بجمال الدين المحدّث الحسيني، حسّن الله أحواله وحقّق بجوده العميم آماله: هذه أربعون حديثا في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب المسلمين، ورأس الأولياء والصدّيقين، ومبينّ مناهج الحق واليقين، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب، المتصدّق في المحراب، فارس ميدان الطعان والضراب، المخصوص بكرامة الأخوة والانتخاب، المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونطق الكتاب، المكنى بأبي الريحانتين وأبي تراب.

هو النبأ العظيم وفلك نوح

وباب الله وانقطع الخطاب

المشرف بمزيّة: من كنت مولاه فعلي مولاه، المدعو بدعوة: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فكم كشف عن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من شدة وبؤسى، حتى خصّه بقوله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، وكم فرّج عنه من عمة وكربى حتى أنزل الله فيه( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

ثم زاده شرفاً ورفعة، ووفّر حظه من أقسام العلى توفيراً، وإنما أنزل فيه وفي بنيه:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) مظهر جسيمات المكارم، ومظهر عميمات المنن، الذي حبه وحب أولاده العظام وأحفاده الكرام من أوفى العدد وأوقى الجنن، شعر:

أخو أحمد المختار صفوة هاشم

أبو السادة الغر الميامين مؤتمن

وصيّ إمام المرسلين محمد

علي أمير المؤمنين أبو الحسن

٢٤٩

هما ظهرا شخصين والنور واحد

بنص حديث النفس والنور فاعلمن

هو الوزر المأمول في كلّ حطّة

وإنْ لا تنجينا ولايته فمن؟

عليهم صلاة الله ما لاح كوكب

وما هزّ ممراض النسيم على فنن

وإنْ كانت مناقبه كثيرة وفضائله جمة غزيرة، بحيث لا تعد ولا تحصى ولا تحد ولا تستقصى، كما ورد عن ابن عباس مرفوعاً: لو أنّ الرياض أقلامٌ والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب. وروي: أن رجلاً قال لابن عباس: سبحان الله ما أكثر مناقب علي بن أبي طالب! إني لأحسبها ثلاثة آلاف. قال: أولاً تقول أنها إلى ثلاثين ألف أقرب؟

لكني اقتصرت منها على أربعين حديثاً روماً للاختصار، ومراعاة لما اشتهر من سيد الأبرار وسند الأخيار محمّد المصطفى الرسول المختارصلى‌الله‌عليه‌وآله ما ترادف الليل والنهار وتعاقب العشى والابكار أنه قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله تعالى فقيهاً عالماً. وفي رواية: بعثه الله تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية: كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. وفي رواية: وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا وفي رواية: قيل له: أدخل من أي أبواب الجنة شئت.

جمعتها من الكتب المعتبرة على طريقة أهل البيتعليهم‌السلام ».

(٢١)

رواية شهاب الدين أحمد

وروى شهاب الدين أحمد نزول آية التبليغ في واقعة يوم غدير خم في ذكر الآيات النازلة في حق أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال: « قوله تعالى:( يا أَيُّهَا

٢٥٠

الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

وبالاسناد المذكور عن أبي الجارود إلى حمزة [ أبي جعفر - ظ ] قال:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) نزلت في شأن الولاية. وفي رواية أبي بكر ابن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كنا نقرأ على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) إن عليّاً مولى المؤمنين و( إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) »(١) .

وقد ذكر شهاب الدين أحمد في عنوان الباب الذي ذكر فيه الآيات النازلة في حق الامامعليه‌السلام : « الباب الثاني في فضله الذي نطق القرآن ببيانه، وما نزل من الآيات في علو شأنه - إعلم أن الآيات بعضها وردت متفقاً عليها في شأن هذا الولي النبي، وبعضها قد اختلف فيها هل هي لغيره أم هي فيه، فأنا أذكرهما كليهما، معتمداً على ما رواه الصالحاني الامام، وأسردهما كما ذكرها بإسناده برواية الحفّاظ الأعلام، عن الحافظ أبي بكر ابن مردويه، بإسناده إلى أفضل البشر مرفوعاً، أو جعله في التحقيق بالاعتزاء إلى الصحابي مشفوعاً، غير أني أذكر السور على ترتيب المصاحف في الآفاق، وإنْ وافقه غيره من الأئمة في شيء أذكر ذلك الوفاق ».

عبارته في خطبة كتابه

وذكر في خطبة كتابه ما يدل على عظمة شأن هذا الكتاب، وجلالة الأحاديث المروية فيه حيث قال: « واعلم أن كتابي هذا إن شاء الله تعالى خال عن موضوعات الفريقين، حالٍ بتحري الصدق وتوخّي الحق وتنحّي مطبوعات

____________________

(١). توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط.

٢٥١

الطريقين ».

وقال: « وخرّجت من كتب السنّة المصونة عن الهرج ودواوينها، وانتهجت فيه منهج من لم ينتهج بنهج العوج عن قوانينها، أحاديث حدث حديثها عن حدث الصدق في الأخبار، ومسانيد ما حدث وضع حديثها بغير الحق في الأخبار. معزوة في كلّ فصل إلى رواتها، مجلوّة في كلّ أصل عن تداخل غواتها ».

قال: « فيا أهل الانتصاب وجيل سوء الاصطحاب، ويا شرّ القبيل، لا تغلو في دينكم غير الحق، ولا تتّبعوا أهواء قوم قد ضلّوا من قبل وأضلوا كثيراً، وضلّوا عن سواء السبيل، إنْ تجدوا في الكتاب ما وجدتكم على وجدانكم مخالفاً لأمر الخلافة، أو ترونه على رأيكم مناقضاً للاجماع على تفضيل الصديق منبع الحلم والرأفة، فلا تواضعوا رجماً بالغيب في الحكم، تحكماً بوضع أخبار أخبر بها نحارير علماء السنة في فضائل مولانا المرتضى، ولا تسارعوا نبذا في الجيب إلى إلقائها قبل تلقّيها، فإنّها تلاقت قبول مشاهير عظماء الأمة من كل من اختار الحق وارتضى

والغرض في هذا الباب من تمهيد هذه القواعد، أن لا يقوم بالرد لأخبار هذا الكتاب من كان كالقواعد، فإنّ معظماتها في الصحاح والسنن، ومروياتها مأثورات أصحاب الصلاح في السنن ».

(٢٢)

رواية البدخشاني

وروى الميرزا محمّد بن معتمد خان الحارثي البدخشاني نزول آية التبليغ في واقعة يوم الغدير، كما عرفت في تخريج رواية ابن مردويه، ورواية عبد الرزاق الرسعني، وهذا نص عبارته كاملة في هذا المقام:

٢٥٢

« الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كثيرة جداً لا أستطيع استيعابها، فأوردت في هذا الكتاب لبّها ولبابها

وأخرج - أي ابن مردويه - عن زر عن عبد اللهرضي‌الله‌عنه قال: كنّا نقرأ على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) إن عليا مولى المؤمنين و( إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: لمـّا نزلت هذه الآية( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) أخذ النبي بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه مثله، وفي آخره: فنزلت( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. فقال النبي: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضي الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب »(١) .

ترجمة البدخشاني

والميرزا محمّد البدخشاني من أكابر مشاهير علماء أهل السنة، وقد صرّح محمّد رشيد الدين خان الدهلوي في ( ايضاح لطافة المقال ) بأنه من عظماء أهل السنة، وإن كتابه ( مفتاح النجا ) يدلّ كغيره من كتب عظماء أهل السنة - بزعمه - على موالاة أهل السنة لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

وذكر المولوي حيدر علي الفيض آبادي في ( إزالة الغين ) هذا الرجل من جملة علماء أهل السنة، الذين يعتقدون بلعن يزيد بن معاوية عليه اللعنة وسوء العذاب.

* * *

____________________

(١). مفتاح النجا - مخطوط.

٢٥٣

دلالة نزول آية التبليغ في الغدير على الامامة

ثمّ إن نزول هذه الآية المباركة في واقعة يوم غدير خم دليل على أنها إنّما نزلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لتأكّد على لزوم تبليغه أمر خلافة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام، وتوضّح المراد من حديث الغدير وما خطب به رسول الله في ذلك اليوم، إذْ أن قوله تعالى:( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) يدل على عظمة شأن ما أمره تعالى بتبليغه، بحيث أنه إن لم يبلّغه القوم فما بلغ الرسالة الاسلامية، ولذهبت متاعبه وأعماله هباءاً منثوراً، وما ذلك إلّا حكم الامامة الذي هو أصل عظيم من أصول الدين، وبه يتم صلاح المسلمين في الدنيا والآخرة.

قال في ( بحار الأنوار ): « إن الأخبار المتقدمة الدالة على نزول قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) مما يعين أن المراد بالمولى: الأولى والخليفة والامام، لأن التهديد بأنه إن لم يبلّغه فكأنه لم يبلّغ شيئاً من رسالاته، وضمان العصمة له يجب أن يكون في إبلاغ حكم يكون بإبلاغه إصلاح الدين والدنيا لكافة الأنام، وبه

٢٥٤

يتبين للناس الحلال والحرام إلى يوم القيامة، وكان قبوله صعبا على الأقوام، وليس ما ذكروه من الاحتمالات في لفظ « المولى » مما يظن فيه أمثال ذلك، فليس المراد إلّا خلافتهعليه‌السلام وإمامته، إذ بها يبقى ما بلّغهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أحكام الدين، وبها ينتظم أمور المسلمين. وضغائن الناس لأمير المؤمنينعليه‌السلام كان مظنة إثارة الفتن من المنافقين، فلذا ضمن الله له العصمة من شرّهم »(١) .

ثم إنه لمـّا نزلت الآية المباركة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمر بتبليغ هذه الرسالة العظيمة مع ذلك التهديد، ضاق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ذرعاً لأنه عرف أن الناس يكذّبونه. وذلك من جملة البراهين الواضحة على عظمة تلك الرسالة وصعوبة تقبّل بعض الصحابة إياها، ولو كان من أمر بتبليغه من الأمور الفرعية السهلة، أو كان مجرّد إيجاب محبّة أمير المؤمنين ومودّته لما ضاق بابلاغه ذرعاً، ولما خاف تكذيب الناس إياه، والحال أن جملة من روايات حديث الغدير تضمّنت هذه الجهات:

فعن كتاب ( مناقب علي بن أبي طالبعليه‌السلام ) لابن مردويه بإسناده في شأن نزول آية التبليغ: « عن زيد بن علي قال: لمـّا جاء جبرئيلعليه‌السلام بأمر الولاية ضاق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك ذرعا وقال: قومي حديثو عهد بجاهلية فنزلت ».

وعنه باسناده « عن ابن عباس قال: لمـّا أمر رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقوم بعلي فيقول له ما قال، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رب إن قومي حديثو عهد بالجاهلية، ثم مضى بحجّة، فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل الله عليه( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) الآية. فأخذ بعضد علي ثم خرج إلى الناس. إلى آخر ما سيجيء فيما بعد إن شاء الله تعالى ».

____________________

(١). بحار الأنوار ٣٨ / ٢٤٩.

٢٥٥

وقد رواه السيد جمال الدين المحدث الشيرازي كما عرفت.

وعرفت أيضاً قول السيوطي: « أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إنّ الله بعثني رسالة فضقت بها ذرعاً وعرفت أن الناس مكذبي، فوعد ربي لأبلغنّ أو ليعذبني، فأنزلت( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لمـّا نزلت( بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) قال رسول الله: يا رب إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع علي الناس! فنزلت( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) (١) .

وما رواه ابن مردويه وغيره يفسر هذا الحديث، لأن « الحديث يفسر بعضه بعضاً » كما تقرر في علم أصول الحديث. ونص عليه الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ) وقد تقدم ذكر عبارته سابقاً.

فإن قيل: إنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يحذر تكذيب الكفار والمشركين لا الصحابة.

قلنا: إنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر بتبليغ هذه الرسالة إلى المسلمين، وقد كان الحاضرون في يوم الغدير كلهم مسلمين وصحابة له، ومتى كان الكفار موجودين في الغدير حتى يخافصلى‌الله‌عليه‌وآله تكذيبهم؟!

فإن قيل: فقد كان من بين الصحابة منافقون.

قلنا: فذلك ما نقول به، وقد كان أكثرهم كذلك، ولو كانوا أقل من المؤمنين به والمخلصين له لما خاف وضاق بالتبليغ ذرعاً، ولما قال: « يا رب إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع علي الناس »، على أن اللفظ الذي رواه المحدث وابن مردويه صريح في أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يخاف صحابته المسلمين الذين وصفهم بأنهم حديثو عهد بالجاهلية، ولو كان الذين يحذرهم كفرة لما وصفهم بهذا

____________________

(١). الدر المنثور ٢ / ٢٩٨.

٢٥٦

الوصف.

فتلخص أن نزول الآية المباركة في الغدير، وإن ما كان في ذلك اليوم، دليل قطعي على الامامة والخلافة لأمير المؤمنينعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا فصل، وأنه لم يكن ما أمر بتبليغه مجرد إيجاب مودة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، الأمر الذي فعله من ذي قبل مراراً وتكراراً، إما تصريحاً باسمه وإما في ضمن إيجاب مودّة أهل البيت وذوي القربى، من غير خوف وحذر، مع كون الصحابة أقرب عهداً بالكفر والجاهلية.

لا يقال: فإنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد بيّن أمر الخلافة قبل يوم الغدير، وعيّن أمير المؤمنينعليه‌السلام لها، فيلزم أن يكون من الرسالة غيرها.

لأن الغرض إثبات أن الأمر الذي أمرصلى‌الله‌عليه‌وآله بتبليغه في غاية العظمة والأهمية، ولا يتصور غير الامامة والخلافة أمر آخر بهذه المثابة، بحيث يخاف من تكذيب الصحابة، وإن تبليغ هذا الأمر العظيم من ذي قبل لا ينافي تبليغه والتأكيد عليه في حجة الوداع وفي يوم الغدير، مع أمور جديدة لم تقع من قبل، وهي استخلافهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي والتنصيص على ذلك، وأخذ البيعة على خلافته قرب وفاته، وفي هذا المشهد العظيم المنقطع النظير.

* * *

٢٥٧

٢٥٨

(٢)

نزول قوله تعالى:

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

٢٥٩

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811