الكافي الجزء ١٢

الكافي9%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 811

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 811 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278973 / تحميل: 6084
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) يَأْكُلُ(٢) مُتَّكِئاً ، قَالَ : وَقَالَ(٣) : « مَا أَكَلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَهُوَ مُتَّكِئٌ قَطُّ(٤) ».(٥)

___________________

= ويؤيّد ذلك أنّا لم نجد رواية حمّاد بن عثمان عن عمر بن أبي شعبة في غير سند هذا الخبر. وما ورد في مشيخة الفقيه من طريق الصدوق إلى عمر بن أبي شعبة ليس طريقاً إلى الكتاب - كما ثبت في محلّه - حتّى يوجب كثرة رواية حمّاد بن عثمان عن عمر بن أبي شعبة الحلبي في نفس الأمر وإن لم ينعكس هذا الأمر في أسنادنا. بل إثبات الكتاب لعمر بن أبي شعبة الحلبي حسب المعلومات الموجودة صعب جدّاً.

والظاهر أنّ المراد من ابن أبي شعبة في سندنا المبحوث عنه هو عبيد الله بن عليّ الحلبي ؛ فقد أورد الشيخ الطوسي قدس‌سره في التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٢١ ، ح ٦٤٤ خبراً عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حمّاد - وهذا هو الطريق المعهود للشيخ إلى روايات عبيد الله الحلبي - عن ابن أبي شعبة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام . وهذا الخبر رواه الكليني في الكافي ، ح ٦٥٠٣ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام . وقد تقدّم غير مرّة أنّ المراد بالحلبي في هذا الطريق هو عبيد الله بن عليّ الحلبي.

أضف إلى ذلك أنّا لم نجد ذكراً لعنوان « ابن أبي شعبة » في غير سند هذين الخبرين.

يؤكّد ما استظهرناه ما قاله النجاشي في ترجمة أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي ؛ فقد قال : « هو ابن عمّ عبيد الله وعبد الأعلى وعمران ومحمّد الحلبيين روى أبوهم عن أبي عبد الله عليه‌السلام ». راجع : رجال النجاشي : ص ٩٨ ، الرقم ٢٤٥.

فتحصّل من جميع ما مرّ أنّ المراد من الحلبي بن أبي شعبة ، هو عبيد الله بن عليّ الحلبي. ووالده هو عليّ بن أبي شعبة الحلبي. وقد صرّح النجاشي بكونه راوياً عن أبي عبد الله عليه‌السلام .

نذكر الآن ما ورد في النسخ ليظهر شدّة الاختلاف والاضطراب. ففي « ط » : « الحلبي عمّن رأى شعبة قال أخبرني أبي أنّه رأى أبا عبد الله ». وفي « ق » : « الحلبي عن ابن أبي شعبة قال : أخبرني ابن أبي أيّوب أنّ أبا عبد الله ». وفي « م ، بن ، جد » والوسائل : « الحلبي بن أبي شعبة أنّه رأى أبا عبد الله ». وفي « بح » : « الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أخبرني ابن أبي أيّوب أنّ أبا عبد الله ». وفي « بح » : « الحلبي عن أبي عبدالله قال : أخبرني ابن أبي أيوب أنّ أبا عبدالله ». وفي حاشية « بف » : « الحلبي عن ابن شعبة قال : أخبرني ابن أبي أيّوب أنّ أبا عبد الله ». وفي التهذيب : « الحلبي عن ابن أبي شعبة قال : أخبرني أبي أنّه رأى أبا عبد الله ». وفي « ن ، جت » والمطبوع : « الحلبي بن أبي شعبة قال : أخبرني ابن أبي أيّوب أنّ أبا عبد الله ».

(٤). في « ط ، م ، بن ، جد » : - « كان ».

(٥). في « بف » : « مربّعاً ». وفي حاشية « جت » : « ابن أبي شعبة أنّه رأى أبا عبد الله عليه متربّعاً » بدل « قال : أخبرني - إلى - متربّعاً ».

وفي مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٧٦ : « قال الوالد العلّامة : التربّع يطلق على ثلاثة معانٍ : أن يجلس على القدمين والإليين،وهو المستحبّ في صلاة القاعد في حال قراءته ، والجلوس المعروف بالمربّع وأن يجلس هكذا ويضع إحدى رجليه على الاخرى. والأكل على الحالة الاولى لا بأس به،وعلى الثانية خلاف المستحبّ ، وعلى الثالث مكروه». (١). في « بح » : + « كان ».

٣٠١

١١٥٧٣ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ ، فَلْيَجْلِسْ(١) جِلْسَةَ الْعَبْدِ ، وَلَا يَضَعَنَّ(٢) أَحَدُكُمْ(٣) إِحْدى(٤) رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرى ، وَلَا(٥) يَتَرَبَّعْ ؛ فَإِنَّهَا جِلْسَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَيَمْقُتُ(٦) صَاحِبَهَا ».(٧)

___________________

= (٢). في « ط » : - « يأكل ».

(٣). في « ط » : « فقال ».

(٤). فيالمرآة : « يمكن أن يكون اتّكاؤهعليه‌السلام غير ما رواه أنّه لم يفعله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأحد المعاني التي ذكرناها سابقاً. لكنّه بعيد. والأظهر أنّه إمّا لبيان الجواز أو لما ذكر في الخبر السابق من التقيّة ومخالفة العرف ». وقال الشهيدقدس‌سره : « ويكره الأكل متّكئاً ، والرواية بفعل الصادقعليه‌السلام لبيان جوازه ؛ ولهذا قال : ما أكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متّكئاً قطّ. وروى الفضيل بن يسار جواز الاتّكاء على اليد عن الصادقعليه‌السلام وأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينه عنه ، مع أنّه في رواية اُخرى لم يفعله ، والجمع بينهما أنّه لم ينه عنه لفظاً ، وإن كان يتركه فعلاً. وكذا يكره التربّع حالة الأكل وفي كلّ حال. ويستحبّ أن يجلس على رجله اليسرى ».الدروس ، ج ٣ ، ص ٢٦ - ٢٧.

(٥).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٣ ، ح ٤٠١ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٤٥٨ ،كتاب المآكل ، ح ٣٩٥ ، عن ابن أبي عمير.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٥٤ ، ح ٤٢٤٩ ، معلّقاً عن حمّاد بن عثمان ، عن عمر بن أبي شعبة ، عن أبي شعبة ،وفيه هكذا : « عن أبي شعبة أنّه رأى أبا عبد اللهعليه‌السلام يأكل متربّعاً ».الزهد ، ص ١٢٧ ، ح ١٥٩ ، وتمام الرواية فيه : « ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عيسى ، قال : ما رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام يأكل متّكئاً ، ثمّ ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما أكل متّكئاً حتّى مات »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ١٩٨٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٩ ، ح ٣٠٤٦٣ ؛وفيه ، ص ٢٥٧ ، ح ٣٠٤٨٣ ، إلى قوله : « كان يأكل متربّعاً ».

(١). في « بح » : « فيجلس ».

(٢). في « ق ، ن ، بف ، جت » والوافي والتحف : « ولا يضع ».

(٣). في « ق ، ن ، بف ، جت » والوافي والوسائلوالبحار والتحف : - « أحدكم ».

(٤). في « ط » : « أحد » بدل « أحدكم إحدى ».

(٥). في « ط » : والوسائلوالمحاسن : - « لا ».

(٦). في « ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « ويبغض ». وفي « ق » : « ببغض ».

(٧).المحاسن ، ص ٤٤٢ ،كتاب المآكل ، ح ٣٠٨ ، عن القاسم بن يحيى ؛الخصال ، ص ٦١٨ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .تحف العقول ، ص ١١٠ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٤٨٤ ، ح ١٩٨٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٧ ، ح ٣٠٤٨٤ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٣٨٩ ، ح ٢٧.

٣٠٢

٢٤ - بَابُ الْأَكْلِ بِالْيَسَارِ (١)

١١٥٧٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ كَرِهَ لِلرَّجُلِ(٢) أَنْ يَأْكُلَ بِشِمَالِهِ ، أَوْ يَشْرَبَ بِهَا(٣) ، أَوْ يَتَنَاوَلَ(٤) بِهَا.(٥)

١١٥٧٥ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَأْكُلْ بِالْيَسَارِ(٧) وَأَنْتَ تَسْتَطِيعُ ».(٨)

١١٥٧٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، أَوْ يَشْرَبُ بِهَا(٩) ؟

___________________

(١). في «ق،ن» وحاشية « جت » : « باليد اليسار ».

(٢). في«جت»:«لرجل ». وفي « بف » : « الرجل ».

(٣). في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « أن يأكل ويشرب بشماله » بدل « أن يأكل بشماله أو يشرب بها ». وفي « ط ، م ، جد » وحاشية « جت »والتهذيب والمحاسن : - « بها ».

(٤). في « ط »والمحاسن : « أو يناول ».

(٥).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٣ ، ح ٤٠٢ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.المحاسن ، ص ٤٥٦ ،كتاب المآكل ، ح ٣٨٢ ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢٤١ ، معلّقاً عن جرّاح المدائني ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٤٨٥ ، ح ١٩٨٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٩ ، ح ٣٠٤٨٧ ؛ وج ٢٥ ، ص ٢٧٠ ، ذيل ح ٣١٨٨٦.

(٦). السند معلّق على سابقه. والراوي عن أحمد بن محمّد ، هو محمّد بن يحيى.

(٧). في « ط ، م ، بن ، جت ، جد » وحاشية « ن » والوسائلوالتهذيب والمحاسن : « باليسرى ».

(٨).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٣ ، ح ٤٠٣ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد.المحاسن ، ص ٤٥٦ ،كتاب المآكل ، ح ٣٨٣ ، عن القاسم بن محمّدالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٤٨٥ ، ح ١٩٨٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٩ ، ح ٣٠٤٨٨.

(٩). في « ق ، ن ، بف ، جت » والوافي : « بشماله ». وفي « بح » : - « بها ».

٣٠٣

فَقَالَ : « لَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ ، وَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ ، وَلَا يَتَنَاوَلْ بِهَا شَيْئاً »(١) (٢)

٢٥ - بَابُ الْأَكْلِ مَاشِياً‌

١١٥٧٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَبْلَ الْغَدَاةِ ، وَمَعَهُ كِسْرَةٌ قَدْ غَمَسَهَا فِي اللَّبَنِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَيَمْشِي ، وَبِلَالٌ يُقِيمُ الصَّلَاةَ ، فَصَلّى بِالنَّاسِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ».(٤)

١١٥٧٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَرْزَمِيِّ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : لَابَأْسَ أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَمْشِي ، كَانَ(٦) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَفْعَلُ ذلِكَ(٧) ».(٨)

___________________

(١). في « ق ، بف » : « لاتأكل باليسرى وأنت تستطيع يتناول بها شيئاً ». وفي « بح » : « لايأكل بشماله ولايشرب بشماله ويتناول بها شيئاً ».

(٢).المحاسن ، ص ٤٥٥ ،كتاب المآكل ، ح ٣٨١ ، عن عثمان بن عيسى ، وبسند آخر أيضاً عن سماعة.التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٣ ، ح ٤٠٤ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد اللهالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٤٨٦ ، ح ١٩٨٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٨ ، ح ٣٠٤٨٦.

(٣). قال الشهيدقدس‌سره : « يكره الأكل ماشياً. وفعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك مرّة في كسرة مغموسة بلبن لبيان جوازه ، أو للضرورة ».الدروس ، ج ٣ ، ص ٢٧.

(٤).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٤ ، ح ٤٠٦ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٤٥٨ ،كتاب المآكل ، ح ٣٩٨ ،وفيه هكذا : « عن النوفلي بإسناده قال : خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».الجعفريّات ، ص ٢٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١١ ، ح ١٩٩٠٩ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٠٤٩٤.

(٥). هكذا في « ط ، ق ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل. وفي « م ، ن » والمطبوع : « العزرمي » ، وهو سهوٌ ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٤٢٦٥ ، فلاحظ.

(٦). في « ط »والمحاسن ، ص ٤٥٨ : « وكان ».

(٧). في المحاسن،ص ٤٥٨:«يفعله»بدل«يفعل ذلك».

(٨).المحاسن ، ص ٤٥٨ ،كتاب المآكل ، ح ٣٩٧. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٣ ، ح ٤٠٥ ، معلّقاً عن أحمد بن =

٣٠٤

٢٦ - بَابُ اجْتِمَاعِ الْأَيْدِي عَلَى الطَّعَامِ‌

١١٥٧٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) : طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الثَّلَاثَةَ ، وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ ».(٣)

١١٥٨٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطَّعَامُ إِذَا(٤) جَمَعَ(٥) أَرْبَعَ(٦) خِصَالٍ فَقَدْ تَمَّ : إِذَا كَانَ مِنْ حَلَالٍ ، وَكَثُرَتِ الْأَيْدِي(٧) ، وَسُمِّيَ(٨) فِي أَوَّلِهِ ، وَحُمِدَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي(٩) آخِرِهِ ».(١٠)

___________________

= أبي عبد الله.المحاسن ، ص ٤٥٩ ،كتاب المآكل ، ح ٣٩٩ ، بسند آخر ، إلى قوله : « وهو يمشي »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١١ ، ح ١٩٩١٠ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٠٤٩٥.

(١). في « ط » : « أحمد بن محمّد بن عيسى ».

(٢). في الجعفريّات : + « الجماعة بركة و ».

(٣).المحاسن ، ص ٣٩٨ ،كتاب المآكل ، ح ٧٥ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن غياث بن ابراهيم ،الجعفريّات ، ص ١٥٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٤٠ ، ح ١٩٩٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٠٤٩٧.

(٤). في « جت » : « إذ ».

(٥). في « ق ، بح ، بف » : « اجتمع ».

(٦). في الوسائل : « ثلاث ».

(٧). في الوسائل والمعانيوالخصال والمحاسن : + « عليه ».

(٨). في « ن ، بح » : « ويسمّي ».

(٩). في « ط » : « على ».

(١٠).الخصال ، ص ٢١٦ ، باب الأربعة ، ح ٣٩ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٧٥ ، ح ١ ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .المحاسن ، ص ٣٩٨ ،كتاب المآكل ، ح ٧٤ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبسند آخر أيضاً عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٤٧٨ ، ح ١٩٨١٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٠٤٩٨.

٣٠٥

٢٧ - بَابُ حُرْمَةِ الطَّعَامِ‌

١١٥٨١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا عَذَّبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - قَوْماً قَطُّ(٢) وَهُمْ يَأْكُلُونَ ، وَإِنَّ(٣) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَكْرَمُ مِنْ(٤) أَنْ يَرْزُقَهُمْ شَيْئاً ، ثُمَّ(٥) يُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهِ حَتّى يَفْرُغُوا(٦) مِنْهُ(٧) ».(٨)

٢٨ - بَابُ إِجَابَةِ دَعْوَةِ الْمُسْلِمِ‌

١١٥٨٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً دَعَانِي إِلى طَعَامِ(٩) ذِرَاعِ شَاةٍ لَأَجَبْتُهُ ، وَكَانَ ذلِكَ مِنَ(١٠) الدِّينِ ، وَلَوْ أَنَّ مُشْرِكاً أَوْ مُنَافِقاً دَعَانِي إِلى طَعَامِ(١١) جَزُورٍ مَا أَجَبْتُهُ(١٢) ، وَكَانَ ذلِكَ مِنَ الدِّينِ ، أَبَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي(١٣) زَبْدَ(١٤) الْمُشْرِكِينَ(١٥) وَالْمُنَافِقِينَ(١٦) وَطَعَامَهُمْ ».(١٧)

___________________

(١). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « أصحابه ».

(٢). في « ط » : - « قط ».

(٣). في «ط،م،بن»والوسائل: «إنّ» بدون الواو.

(٤). في « ط » : - « من ».

(٥). في « ط » : - « ثمّ ».

(٦). في « ق » بالتاء والياء معاً.

(٧). في « بف » : « عنه ».

(٨).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٩٩٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦٦ ، ح ٣٠٥٠٨ ؛ البحار ، ج ٦٦ ، ص ٣١٧ ، ح ٥.

(٩). في « ط » : - « طعام ».

(١٠). في « بح » : « إلى ».

(١١). في الوسائل : - « طعام ».

(١٢). في « م » : « أحببته ».

(١٣). في « بح » : « إليّ ».

(١٤). في المحاسن : « زاد ».

(١٥). قال الزمخشري : « ( زبد ) النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أهدى إليه عياض بن حمير قبل أن يسلم فردّه وقال : إنّا لا نقبل زبد المشركين. سئل عنه الحسن فقال : رفدهم. يقال : زبدته أزبده وزبدته إذا رفدته ووصبت له ».الفائق في غريب الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٥. (١٦). في « ط » : « المنافقين والمشركين ».

(١٧).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب الهديّة،ذيل ح ٨٦٤٩،عن عدّة من أصحابنا،عن سهل بن زياد وأحمد بن =

٣٠٦

١١٥٨٣ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ(٣) مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُجِيبَهُ(٤) إِذَا دَعَاهُ».(٥)

١١٥٨٤ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْمُعَلَّى(٦) بْنِ خُنَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ الْحُقُوقِ الْوَاجِبَاتِ لِلْمُؤْمِنِ(٧) أَنْ تُجَابَ(٨) دَعْوَتُهُ».(٩)

___________________

= محمّد جميعاً ، عن ابن محبوب.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٨ ، ذيل ح ١١٠٨ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، وفيهما مع اختلاف يسير.المحاسن ، ص ٤١١ ،كتاب المآكل ، ح ١٤٣ ، عن ابن محبوب. وراجع :الجعفريّات ، ص ٨٢الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٣ ، ح ١٩٩١٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٣٠٥١٢.

(١). السند معلّق على سابقه. والراوي عن أحمد بن محمّد ، هو محمّد بن يحيى.

(٢). في المحاسن : + « ومعاوية بن أبي زياد ».

(٣). في « ط ، ق ، بح ، بف ، جت »والمحاسن : - « إنّ ».

(٤). في « بف » : « أن يجبه ».

(٥).المحاسن ، ص ٤١٠ ،كتاب المآكل ، ح ١٤٠ ، عن عليّ بن الحكم. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حقّ المؤمن على أخيه وأداء حقّه ، ح ٢٠٦١ ؛ وكتاب العشرة ، باب العطاس والتسميت ، ح ٣٦٨١ ، بسند آخر ، مع زيادة. وفيالأمالي للطوسي ، ص ٦٣٤ ، المجلس ٣١ ، ح ١١ ؛ وص ٦٣٥ ، المجلس ٣١ ، ح ١٢ ؛ وص ٤٧٨ ، المجلس ١٧ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة.المؤمن ، ص ٤٥ ، ضمن ح ١٠٥ ، مرسلاً.الاختصاص ، ص ٢٣٣ ، مرسلاً عن الحارث ، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادةالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٣ ، ح ١٩٩١٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣٠٥١٤.

(٦). في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح » والوسائل : « معلّى » بدل « المعلّى ».

(٧). في المحاسن : + « على المؤمن ».

(٨). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « أن تجيب ». وفي « بف » : « أن يجاب ». وفي الوسائلوالمحاسن : « أن يجيب ».

(٩).المحاسن ، ص ٤١٠ ،كتاب المآكل ، ح ١٤١ ، بسنده عن معلّى بن خنيس ، وبسند آخر أيضاً عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٤ ، ح ١٩٩١٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٠٥١٧.

٣٠٧

١١٥٨٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ(١) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أُوصِي الشَّاهِدَ مِنْ أُمَّتِي وَالْغَائِبَ أَنْ يُجِيبَ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ وَلَوْ عَلى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الدِّينِ ».(٢)

١١٥٨٦ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ‌ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ الْوَاجِبِ(٣) عَلى أَخِيهِ إِجَابَةَ دَعْوَتِهِ».(٤)

١١٥٨٧ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَجِبْ فِي الْوَلِيمَةِ(٥) وَالْخِتَانِ ، وَلَا تُجِبْ فِي خَفْضِ الْجَوَارِي(٦) ».(٧)

___________________

(١). في « بن » والوسائل : - « الحسن ».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٤ ، ح ٤٠٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ؛المحاسن ، ص ٤١١ ،كتاب المآكل ، ح ١٤٢ ، عن ابن محبوبالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٤ ، ح ١٩٩١٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣٠٥١٥.

(٣). في « ط » : - « الواجب ».

(٤).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حقّ المؤمن على أخيه وأداء حقّه ، ح ٢٠٥٧ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٩٨ ، المجلس ٤ ، ح ٣ ، بسند آخر عن معلّى بن خنيس.الاختصاص ، ص ٢٨ ، مرسلاً عن عبد الأعلى ؛مصادقة الإخوان ، ص ٤٠ ، ح ٤ ، مرسلاً ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٤ ، ح ١٩٩١٦ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٠٥١٨.

(٥). « الوليمةُ » : طعامُ العرس ، أو كلّ طعام صنع لدعوة وغيرها.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٣٦ ( ولم ).

(٦). الخفض للجارية كالختان للغلام ، ولايطلق الخفض إلّا على الجارية دون الغلام. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٤٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٧٥ ( خفض ).

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٤ ، ح ٤٠٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٤ ، ح ١٩٩١٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧١ ، ح ٣٠٥٢٤.

٣٠٨

٢٩ - بَابُ الْعَرْضِ‌

١١٥٨٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاشَانِيِّ(١) ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ سُلَيْمَانَ بْنِ مُقْبِلٍ(٢) الْمَدِينِيِّ(٣) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ :

أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ ، فَمَرَّ بِهِ رَكْبٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَوَقَفُوا عَلى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَسَاءَلُوهُمْ(٤) عَنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَدَعَوْا وَأَثْنَوْا ، وَقَالُوا : لَوْ لَا(٥) أَنَّا عِجَّالٌ لَانْتَظَرْنَا(٦) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) ، فَأَقْرِئُوهُ مِنَّا(٨) السَّلَامَ ، وَمَضَوْا(٩)

فَأَقْبَلَ(١٠) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مُغْضَباً ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ(١١) : « يَقِفُ عَلَيْكُمُ الرَّكْبُ وَيَسْأَلُونَكُمْ(١٢) عَنِّي ، وَيُبَلِّغُونِّي(١٣) السَّلَامَ(١٤) ، وَلَا تَعْرِضُونَ عَلَيْهِمُ الْغَدَاءَ؟ لَيَعِزُّ(١٥) عَلى قَوْمٍ فِيهِمْ خَلِيلِي‌

___________________

(١). في « م ، ن ، بف ، جت ، جد » والوسائلوالبحار والمحاسن : « القاساني ».

(٢). هكذا في « ط ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت »والمحاسن . وفي « م » : « المقبل ». وفي « ق ، ن ، بف ، جت » والمطبوع : « مقاتل ». وما أثبتناه هو الصواب كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١١٣٦٣ فلاحظ. فيظهر من ذلك أنّ ما ورد في الوسائل من « أبي أيّوب عثمان بن مقبل المديني » سهوٌ أيضاً.

(٣). في المحاسن : « المدائني ».

(٤). في « ط ، ق ، م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت »والبحار والمحاسن : « فساءلوهم ». وفي البحار : « فسائلو ».

(٥). في الوافي : - « لولا ».

(٦). في « بف » : « انتظرنا » بدون اللام.

(٧). في « بح » : + « ودعوا وأثنوا الله عليه وآله ».

(٨). في « ط » والوسائل : - « منّا ».

(٩). في « ط » : « فمضوا ».

(١٠). في « بن » وحاشية « جت » والوافي والوسائلوالبحار والمحاسن : « فانفتل ».

(١١). في « ط » : - « لهم ».

(١٢). في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « ثمّ يسألونكم ». وفي « ط » : « فيسألونكم ».

(١٣). في المحاسن : « ويبلغونني ».

(١٤). في « ط » : « التسليم ».

(١٥). في المحاسن : « يعزّ » بدون اللام.

٣٠٩

جَعْفَرٌ(١) أَنْ يَجُوزُوهُ(٢) حَتّى يَتَغَدَّوْا عِنْدَهُ ».(٣)

١١٥٨٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى :

عَنْ عِدَّةٍ رَفَعُوهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ أَخُوكَ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ الطَّعَامَ ، فَإِنْ لَمْ يَأْكُلْ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، فَإِنْ لَمْ يَشْرَبْ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ الْوَضُوءَ(٤) ».(٥)

٣٠ - بَابُ أُنْسِ الرَّجُلِ فِي مَنْزِلِ أَخِيهِ‌

١١٥٩٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) : مِنْ تَكْرِمَةِ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ(٧) أَنْ يَقْبَلَ تُحْفَتَهُ ، وَأَنْ(٨) يُتْحِفَهُ بِمَا عِنْدَهُ ، وَلَا يَتَكَلَّفَ لَهُ شَيْئاً. وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنِّي(٩) لَا أُحِبُّ الْمُتَكَلِّفِينَ ».(١٠)

___________________

(١). فيالوافي : « اُريد بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لعزّ على قوم فيهم جعفر » أنّه لو كان فيكم ما جازه الركب بغير غداء ؛ لأنّه كان لشدّة حبّه للضيف شذّ أن يجوزه أحد لم يتغدّ عنده ، وكان جواز الضيف بلاغداء عزيزاً أي نادراً على قوم هو فيهم ».

(٢). في « ط » : « ولن يجوزوه ». وفي « بح » : « أن تجوزوه ». وفي « بف » بالتاء والياء معاً.

(٣).المحاسن ، ص ٤١٦ ،كتاب المآكل ، ح ١٧٨الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٥ ، ح ١٩٩١٨ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣٠٥٢٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٣ ، ح ٥٦.

(٤). فيالوافي : « الوَضوء - بفتح الواو - : الماء الذي يتوضّأ به ».

(٥).المحاسن ، ص ٤١٧ ،كتاب المآكل ، ح ١٧٩ ، عن أحمد بن عيسى ، عن عدّة رفعوه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٦ ، ح ١٩٩١٩ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٣ ، ح ٣٠٥٢٦.

(٦). في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال » بدل « قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٧). في الوسائل ، ج ١٧ والكافي ، ح ٨٦٥٥ : + « المسلم ».

(٨). في الوسائل والكافي ، ح ٨٦٥٥ : - « أن ». وفي الجعفريّات ، ص ١٩٣ : « أو » بدل « وأن ».

(٩). في « ط ، بن » والوسائل ، ج ٢٤والمحاسن : - « إنّي ».

(١٠).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب الهديّة ، ح ٨٦٥٥ ، إلى قوله : « ولا يتكلّف له شيئاً ».المحاسن ، ص ٤١٥ ، كتاب =

٣١٠

١١٥٩١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ لَايَحْتَشِمُ(١) مِنْ(٢) أَخِيهِ ، وَلَا يُدْرى(٣) أَيُّهُمَا أَعْجَبُ : الَّذِي يُكَلِّفُ أَخَاهُ إِذَا دَخَلَ(٤) أَنْ يَتَكَلَّفَ لَهُ ، أَوِ الْمُتَكَلِّفُ لِأَخِيهِ؟ ».(٥)

١١٥٩٢ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ(٦) ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

جَاءَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سِنَانٍ ، فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكَ شَيْ‌ءٌ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَبَعَثْتُ ابْنِي(٧) ، فَأَعْطَيْتُهُ(٨) دِرْهَماً يَشْتَرِي(٩) بِهِ لَحْماً وَبَيْضاً(١٠) ، فَقَالَ لِي(١١) : أَيْنَ أَرْسَلْتَ ابْنَكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ(١٢) ، فَقَالَ : رُدَّهُ رُدَّهُ(١٣) ، عِنْدَكَ زَيْتٌ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : هَاتِهِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ‌

___________________

= المآكل ، ح ١٦٨ ، عن النوفلي ،وفيه هكذا : « عن النوفلي ، عن السكوني بإسناده قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».الجعفريّات ، ص ١٩٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٧ ، ح ١٩٩٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٥ ، ح ٣٠٥٣٤ ؛وفيه ، ج ١٧ ، ص ٢٨٦ ، ح ٢٢٥٣٦ ، إلى قوله : « لا يتكلّف له شيئاً ».

(١). يقال : احتشم عنه ومنه ، أي استحيا وانقبض وخجل عنه. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩١ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٥ ( حشم ). (٢). في « ط » : « عن ».

(٣). في « بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائلوالمحاسن : « وما أدري ». وفي « م » : « وما يدرى ». وفي « ن » : « ولا تدرى ». وفي « ط » : « ولا اُدرى ». (٤). في«ط»:+«إليه».وفي الوسائلوالمحاسن : + « عليه ».

(٥).المحاسن ، ص ٤١٤ ،كتاب المآكل ، ح ١٦٤ ، بسنده عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٧ ، ح ١٩٩٢١ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٥ ، ح ٣٠٥٣٣.

(٦). هكذا في « ط » وحاشية « م ، جت ». وفي « ق ، م ، ن ، بح ، بت ، بن ، جت ، جد » والمطبوع وظاهر الوافي : « محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن إسماعيل ». وكثرة رواية الكليني عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان تشهد بعدم صحّة ما ورد في المطبوع وأكثر النسخ. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٤٩ - ٣٥٠.

(٧). في « ط » : « بابني ».

(٨). في « م ، بن ، جت ، جد »والمحاسن : « وأعطيته ». وفي حاشية « جت » : « فأعطيت ».

(٩). في « ق ، بح ، بف ، جت » والوافي : « ليشتري ».

(١٠). في « ط » : « فمضى » بدل « وبيضاً ».

(١١). في « ط » : « له ». وفي « بن »والمحاسن : - « لي ». وفي « ق ، بح ، بف ، جت » : + « إلى ».

(١٢). في « م »والمحاسن : « فخبّرته ».

(١٣). في المحاسن : + « عندك خلّ ».

٣١١

أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « هَلَكَ امْرُؤٌ(١) احْتَقَرَ لِأَخِيهِ مَا يَحْضُرُهُ(٢) ، وَهَلَكَ امْرُؤٌ(٣) احْتَقَرَ لِأَخِيهِ(٤) مَا قَدَّمَ إِلَيْهِ ».(٥)

١١٥٩٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَمَّنْ رَفَعَهُ إِلَيْهِ(٦) ، قَالَ :

إِنَّ حَارِثاً الْأَعْوَرَ(٧) أَتى(٨) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، وَقَالَ(٩) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أُحِبُّ أَنْ تُكْرِمَنِي(١٠) بِأَنْ تَأْكُلَ(١١) عِنْدِي.

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « عَلى أَنْ(١٢) لَاتَتَكَلَّفَ(١٣) لِي(١٤) شَيْئاً(١٥) » وَدَخَلَ ، فَأَتَاهُ الْحَارِثُ بِكِسْرَةٍ(١٦) ، فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَأْكُلُ.

فَقَالَ لَهُ(١٧) الْحَارِثُ : إِنَّ مَعِي دَرَاهِمَ - وَأَظْهَرَهَا(١٨) ، فَإِذَا(١٩) هِيَ فِي كُمِّهِ - فَإِنْ أَذِنْتَ‌

___________________

(١). في « ط ، جت » والوسائل : « لامرئ ».

(٢). في « م ، جد » وحاشية « جت »والمحاسن : « ما حضره ». وفي « بن » والوسائل : « ما قدّم له ».

(٣). في « ط ، ق ، جت ، جد » والوسائل : « لامرئ ».

(٤). في « ط ، ن ، بف »والمحاسن : « من أخيه ». وفي « جت » : « امرءاً ».

(٥).المحاسن ، ص ٤١٤ ،كتاب المآكل ، ح ١٦٦ ، بسنده عن صفوان بن يحيىالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٧ ، ح ١٩٩٢٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٦ ، ح ٣٠٥٣٦ ، من قوله : « سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام » ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٥٣ ، ح ١٥.

(٦). في « ط » والوسائلوالمحاسن : - « إليه ».

(٧). في « م ، بح ، جت ، جد » والوافيوالبحار : «حارث الأعور». وفي الوسائلوالمحاسن :«الحارث الأعور».

(٨). في « ط » : « أتى الحارث الأعور » بدل « إنّ حارثاً الأعور أتى ».

(٩). في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائلوالبحار والمحاسن : « فقال ».

(١٠). في « بح » : « أن يكرمني ».

(١١). فيحاشية«جت»والوسائل:«أن تأكل» بدون الباء.

(١٢). في « ق ، بف » : - « على أن ».

(١٣). في « بح » : « أن لا يتكلّف ».

(١٤). في « ط ، بح » : - « لي ».

(١٥). فيمرآة العقول ، ج ٢٢، ص ٨٢:«أن لا تتكلّف لي شيئاً ، أي ممّا ليس في بيتك ، بقرينة ما سيأتي. وروى البرقي في المحاسن بسند آخر هكذا : «على شرط أن لا تدّخر عنّي شيئاً ممّا في بيتك ، ولا تتكلّف ممّا وراء بابك». وراجع :المحاسن ، ص ٤١٥ ، ح ١٧٠. (١٦). في«ط،ق،بن،جد»والوسائلوالمحاسن :«بكسر».

(١٧). في « ط » : - « له ».

(١٨). في الوسائل : « وأخرجها ».

(١٩). في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافيوالبحار : « وإذا ».

٣١٢

لِي اشْتَرَيْتُ لَكَ شَيْئاً غَيْرَهَا(١) ؟

فَقَالَ لَهُ(٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « هذِهِ(٣) مِمَّا فِي بَيْتِكَ ».(٤)

١١٥٩٤ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ،عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٥) : « يُهْلِكُ(٦) الْمَرْءَ(٧) الْمُسْلِمَ أَنْ يَسْتَقِلَّ مَا(٨) عِنْدَهُ لِلضَّيْفِ».(٩)

١١٥٩٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَتَاكَ أَخُوكَ فَأْتِهِ بِمَا(١٠) عِنْدَكَ ، وَإِذَا دَعَوْتَهُ فَتَكَلَّفْ لَهُ».(١١)

٣١ - بَابُ أَكْلِ الرَّجُلِ فِي مَنْزِلِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ‌

١١٥٩٦ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ،

___________________

(١). في « ط » والوسائلوالبحار والمحاسن : - « شيئاً غيرها ».

(٢). في « ط »والمحاسن : - « له ».

(٣). فيالوافي : « الظاهر أنّ لفظة « هذه » إشارة إلى الدراهم ، فيكون المراد أنّه لا تكلّف في شراء الإدام مع وجود الدراهم ؛ لأنّها ممّا في بيتك ، لا إلى الكسرة ، فيكون المراد أنّ شراء الإدام تكلّف لأنّه ليس ممّا في بيتك ».

(٤).المحاسن ، ص ٤١٥ ،كتاب المآكل ، ح ١٦٩ ، عن عليّ بن الحكم ، عن مرازم بن حكيمالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٨ ، ح ١٩٩٢٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٧ ، ح ٣٠٥٣٨ ؛البحار ، ج ٤٢ ، ص ١٦٠ ، ح ٣٠.

(٥). في المحاسن : + « هلك بالمرء المسلم أن يخرج إليه أخوه ما عنده فيستقلّه و ».

(٦). في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوافي والوسائل والمرآةوالمحاسن : « هلك ». وفي مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٨٢ : « هلك بالضمّ على صيغة المصدر ، أو بالتحريك على صيغة الفعل ، والبناء للتعدية ».

(٧). في « ط ، بن » وحاشية « م ، جت » والوسائلوالمحاسن : « بالمرء ».

(٨). في « بن » وحاشية « جت » : « بما ».

(٩).المحاسن ، ص ٤١٥ ،كتاب المآكل ، ح ١٦٧ ، عن ابن محبوبالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٨ ، ح ١٩٩٢٤ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٦ ، ح ٣٠٥٣٥. (١٠). في « ط ، ق ، ن ، بف » : « ممّا ».

(١١).المحاسن ، ص ٤١٠ ،كتاب المآكل ، ح ١٣٨ ، عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٨ ، ح ١٩٩٢٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٨ ، ح ٣٠٥٣٩.

٣١٣

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ هذِهِ(١) الْآيَةِ :( وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ (٢) أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ ) (٣) إِلى آخِرِ الْآيَةِ ، قُلْتُ(٤) : مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ :( أَوْ صَدِيقِكُمْ ) ؟

قَالَ : « هُوَ - وَاللهِ - الرَّجُلُ يَدْخُلُ بَيْتَ صَدِيقِهِ ، فَيَأْكُلُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ(٥) ».(٦)

١١٥٩٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ

___________________

(١). في « ق ، بف » : - « عن هذه ».

(٢). هكذا في المصحف الشريف و « ط ». وفي سائر النسخ والمطبوع :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ) بدل( وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) . (٣). النور (٢٤) : ٦١.

(٤). في « جت » : « فقلت ».

(٥). قال الشهيد الثانيقدس‌سره ما مضمونه : « قد استثني من تحريم التصرّف في مال الغير بغير إذنه الأكل من بيوت من تضمّنته الآية وهي قوله تعالى :( وَ لَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً ) يعني : مجتمعين ومنفردين. والمراد بالآباء هنا ما يشمل الأجداد ، بقرينة الجمع ، ولأنّ الجدّ أدخل في القرب من العمّ والخال. ويحتمل عدم دخول الأجداد ؛ لأنّهم ليسوا آباء حقيقة ، بدليل صحّة السلب ، والإطلاق منزّل عليها. والجمع جاء باعتبار جمع المأذونين في الأكل ، قضيّة للمطابقة. وكذا القول في الاُمّهات بالنسبة إلى الجدّات. ولا فرق في الإخوة والأخوات بين كونهم للأبوين أو لأحدهما. وكذا الأعمام والأخوال ، والمراد بما ملكتم مفاتحه بيت العبد ، لأنّ ماله للسيّد أو من له عليه ولاية. وقيل : الولد ؛ لأنّه لم يذكر بالصريح ، وملكه لمفاتحه مبالغة في أولويّة الأب. وقيل : ما يجده الإنسان في داره ، ولم يعلم به. وفي رواية : إنّه الرجل يكون له وكيل ، والمرجع في الصديق إلى العرف ، واشترط بعضهم تقييد الجواز بما يخشى فساده ، وآخرون بالدخول إلى البيت بإذن المذكورين ، وآخرون بأن لا يعلم منه الكراهة ، والأصحّ عدم اشتراط الأوّلين ، أمّا الثالث فحسن ».المسالك ، ج ١٢ ، ص ٩٨ - ٩٩.

(٦).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٥ ، ح ٤١٤ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٤١٦ ،كتاب المآكل ، ح ١٧٢ ، عن ابن سنان وصفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن سنان أو ابن مسكان ، عن محمّد الحلبيالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٩ ، ح ١٩٩٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨٠ ، ح ٣٠٥٤٤.

٣١٤

صَدِيقِكُمْ ) (١) قَالَ(٢) : « هؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي هذِهِ الْآيَةِ تَأْكُلُ(٣) بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ مِنَ التَّمْرِ(٤) وَالْمَأْدُومِ ، وَكَذلِكَ تَطْعَمُ(٥) الْمَرْأَةُ مِنْ مَنْزِلِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ(٦) ، فَأَمَّا(٧) مَا خَلَا ذلِكَ مِنَ الطَّعَامِ ، فَلَا ».(٨)

١١٥٩٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَأْكُلَ وَأَنْ(٩) تَتَصَدَّقَ ، وَلِلصَّدِيقِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ(١٠) مَنْزِلِ أَخِيهِ وَيَتَصَدَّقَ(١١) ».(١٢)

١١٥٩٩ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١٣) ، عَنِ‌

___________________

(١). النور (٢٤) : ٦١.

(٢). في « م ، بن ، جد » والوسائلوالتهذيب والمحاسن ، ح ١٧٥ : « فقال ».

(٣). في « ق ، بف » : والوافي والوسائلوالتهذيب والمحاسن ، ح ١٧٥ : « يأكل ».

(٤). في « بح » : « الثمر ».

(٥). في الوسائل : « تأكل ».

(٦). في « م ، جد » : « بغير إذن زوجها ». وفي « بح ، بن » والوسائلوالتهذيب والمحاسن ، ح ١٧٥ : « بغير إذن زوجها » بدل « من منزل زوجها بغير إذنه ». (٧). في « م ، بن ، جد » : « وأمّا ».

(٨).المحاسن ، ص ٤١٦ ،كتاب المآكل ، ح ١٧٥. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٥ ، ح ٤١٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن خالد.المحاسن ، ص ٤١٦ ،كتاب المآكل ، ح ١٧٣ ، بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥١٩ ، ح ١٩٩٢٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨١ ، ح ٣٠٥٤٥.

(٩). في « بح » : - « أن ».

(١٠). هكذا في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافيوالتهذيب والمحاسن . وفي سائر النسخ والمطبوع : « في ».

(١١). في « جت » : « ويصّدّق ». وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٨٤ : « التصدّق للصديق خلاف مدلول الآية والمشهور ، ولعلّه محمول على ما إذا علم أو غلب ظنّه برضا الصديق ».

(١٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٦ ، ح ٤١٧ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٤١٦ ،كتاب المآكل ، ح ١٧٤ ، عن أحمد بن محمّد بن جميل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وراجع :الكافي كتاب المعيشة ، باب الرجل يأخذ من مال امرأته ، ح ٨٦٣٠الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٠ ، ح ١٩٩٢٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨١ ، ح ٣٠٥٤٦.

(١٣). في « بح ، بن » والوسائل : « أحمد بن محمّد بن خالد » بدل « أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ». وهو سهوٌ =

٣١٥

الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَحَدَهُمَاعليهما‌السلام عَنْ هذِهِ الْآيَةِ :( (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ )أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ ) (١) الْآيَةَ؟

قَالَ(٢) : « لَيْسَ عَلَيْكَ(٣) جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمْتَ(٤) أَوْ أَكَلْتَ مِمَّا مَلَكْتَ(٥) مَفَاتِحَهُ مَا(٦) لَمْ تُفْسِدْهُ(٧) ».(٨)

١١٦٠٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ ) (٩) قَالَ : « الرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ وَكِيلٌ يَقُومُ فِي مَالِهِ ، فَيَأْكُلُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ».(١٠)

___________________

= ناشٍ من جواز النظر من « محمّد » إلى « محمّد » فوقع السقط ؛ فقد تكرّرت رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن خالد [ البرقي ] عن القاسم بن عروة في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٦١ - ٣٦٢ وص ٣٦٨.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر أورده أحمد بن محمّد بن خالد فيالمحاسن ، ج ٢ ، ص ٤١٦ ، ح ١٧٦ عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير.

(١). في « ط ، ق ، ن ، بف ، جت »والتهذيب : -( أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ ) . وفي الوسائل : سألت أحدهماعليهما‌السلام عن هذه الآية :( مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ [ ]لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا ) . وفي المحاسن : -( أَوْ بُيُوتِ ءَابَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ ) . (٢). في « م ، بح ، بن ، جد » والوسائلوالتهذيب : « فقال ».

(٣). في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » : « عليكم ».

(٤). في « م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » : « اُطعمت ».

(٥). في « بح » : « ملكتم ». وفي « جت » : - « ملكت ».

(٦). في « ق ، ن ، بف » : « ممّا ».

(٧). في الوسائلوالمحاسن : « تفسد ».

(٨).المحاسن ، ص ٤١٦ ،كتاب المآكل ، ح ١٧٦. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٥ ، ح ٤١٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن عروةالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٠ ، ح ١٩٩٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨١ ، ح ٣٠٥٤٧.

(٩). النور (٢٤) : ٦١.

(١٠).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٦ ، ح ٤١٦ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.المحاسن ، ص ٤١٦ ،كتاب المآكل ، بسنده عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٠ ، ح ١٩٩٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨٢ ، ح ٣٠٥٤٨.

٣١٦

٣٢ - بَابٌ (١)

١١٦٠١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

دَخَلْنَا(٢) مَعَ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ(٣) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ ، فَدَعَا(٤) بِالْغَدَاءِ ، فَتَغَدَّيْنَا وَتَغَدّى مَعَنَا ، وَكُنْتُ أَحْدَثَ الْقَوْمِ سِنّاً ، فَجَعَلْتُ أَقْصُرُ(٥) وَأَنَا آكُلُ.

فَقَالَ لِي : « كُلْ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ تُعْرَفُ(٦) مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ بِأَكْلِهِ مِنْ طَعَامِهِ ».(٧)

١١٦٠٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ زُحَلَ(٨) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

أَكَلْنَا(٩) مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأُوتِينَا بِقَصْعَةٍ(١٠) مِنْ(١١) أَرُزٍّ ، فَجَعَلْنَا نُعَذِّرُ(١٢) ، فَقَالَعليه‌السلام :

___________________

(١). في « ط » : « باب في الانبساط في الأكل عند المضيّف ». وفي « بف » : « باب الأكل عند أخيه المؤمن ».

(٢). في « ط » : « دخلت ».

(٣). في « ط ، ق » : - « مع ابن أبي يعفور ».

(٤). في « بح » : « فدعانا ».

(٥). في « ن » : « اُقصّر ». وفي « ط » : « أختصر ». وفي « بح » : « أحفر ». وفي « م ، جد » وحاشية « ن ، جت » والوسائل « أحصر ».

(٦). في « ط ، ق ، م ، ن ، بح ، جت ، جد » والوسائل : « يعرف ». وفي « بن » بالتاء والياء معاً.

(٧).المحاسن ، ص ٤١٣ ،كتاب المآكل ، ح ١٦٠ ، بسنده عن محمّد بن أبي عميرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٩٩٣١ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨٣ ، ح ٣٠٥٥٢.

(٨). هكذا في « م ، ن ، بف ، بن ، جد » والوسائل. وفي « ط » : « عمر بن عبد العزيز رجل ». وفي « ق ، بح» والمطبوع والوافيوالبحار : « عمر بن عبد العزيز عن رجل ».

والخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ج ٢ ، ص ٤١٤ ، ح ١٦٣ ، عن أحمد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز الملقّب بزحل ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج. وعمر بن عبد العزيز زحل مذكور في كتب الرجال والفهارس. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٢٩ ، الرقم ٥١٣ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٥١ ، الرقم ٨٥٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٤٣٤ ، الرقم ٦٢٢٠. (٩). في « ق ، بف » والوافي : « أكلت ».

(١٠). القصعة : الصحفة ، أو الضخمة منها تشبع عشرة ، والجمع : قصعات. وهي بالفارسيّة : كاسه. راجع :تاج العروس ، ج ١١ ، ص ٣٧٥ ( قصع ). (١١). في « ق » : - « من ».

(١٢). عذّر في الأمر تعذيراً : إذا قصّر ولم يجتهد.المصباح المنير ، ص ٣٩٩ ( عذر ).

٣١٧

« مَا صَنَعْتُمْ شَيْئاً ، إِنَّ(١) أَشَدَّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلاً عِنْدَنَا ».

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ : فَرَفَعْتُ كُسْحَةَ(٢) الْمَائِدَةِ(٣) ، فَأَكَلْتُ(٤) ، فَقَالَ : « نَعَمْ(٥) ، الْآنَ » وَأَنْشَأَ(٦) يُحَدِّثُنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أُهْدِيَ إِلَيْهِ(٧) قَصْعَةُ(٨) أَرُزٍّ مِنْ نَاحِيَةِ الْأَنْصَارِ ، فَدَعَا سَلْمَانَ وَالْمِقْدَادَ وَأَبَا ذَرٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - فَجَعَلُوا يُعَذِّرُونَ فِي الْأَكْلِ ، فَقَالَ(٩) : « مَا صَنَعْتُمْ شَيْئاً ، أَشَدُّكُمْ حُبّاً لَنَا(١٠) أَحْسَنُكُمْ أَكْلاً عِنْدَنَا ، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ أَكْلاً جَيِّداً ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « رَحِمَهُمُ اللهُ ، وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ، وَصَلّى(١١) عَلَيْهِمْ ».(١٢)

١١٦٠٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

___________________

(١). في « ط » : - « إنّ ».

(٢). في الوافي : « كسيحة ». وفي البحاروالمحاسن : « كشحة ».

(٣). في « م ، بن »والمحاسن : « مابه ». وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٨٥ : « في أكثر النسخ : كسحة المائدة ، أي أكلت جيّداً حتّى أخذت ما يكسح من المائدة ، أي ما يسقط منها أو ما يكسح في الجفان. وفي بعض نسخ الكتاب بالشين المعجمة ، أي رفعت جانباً من المائدة بسرعة الأكل ، فإنّ الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف. وفي المحاسن في رواية اُخرى عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، قال عبد الرحمن : كسحت ما به فأكلت ، وفي بعض نسخ الكتاب : كصيحة المائدة ، أي كالعذاب النازل عليها ، فيكون مفعول « رفعت » محذوفاً للتفخيم والتكثير.

وقال الفاضل الأستر آبادي : كسحت البيت كسحاً : كنسته ، ثمّ استعير لتنقية البئر والنهر وغيره ، فقيل : كسحته إذا نقّيته ، والكساحة بالضمّ مثل الكناسة ، وهي ما يكسح. والظاهر هنا كساحة المائدة ».

(٤). في « بن » : - « فأكلت ».

(٥). في « ط » والوسائلوالمحاسن : - « نعم ».

(٦). في « م ، بن ، جد » والوافي والوسائلوالبحار والمحاسن : « ثمّ أنشأ ».

(٧). في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح » والوسائلوالبحار والمحاسن : « له ».

(٨). في « بح » : + « من ».

(٩). في«ق،ن،بح،بف،جت»والوافي : + « لهم ».

(١٠). في « ط » : « لنا حبّاً ».

(١١). في « بح » : « وصلّ ». وفي حاشية « بح » والوسائل : + « الله ».

(١٢).المحاسن ، ص ٤١٤ ،كتاب المآكل ، ح ١٦٣ ، عن أحمد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز الملقّب بزحل ، عن عبد الرحمن بن الحجّاجالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٩٩٣٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨٤ ، ح ٣٠٥٥٤ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٩ ، ح ٤٥.

٣١٨

يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، قَالَ :

أَكَلْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَجَعَلَ يُلْقِي بَيْنَ يَدَيَّ الشِّوَاءَ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا عِيسى ، إِنَّهُ يُقَالُ : اعْتَبِرْ حُبَّ الرَّجُلِ بِأَكْلِهِ مِنْ طَعَامِ أَخِيهِ ».(١)

١١٦٠٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ(٢) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَدَّمَ إِلَيْنَا طَعَاماً فِيهِ(٣) شِوَاءٌ وَأَشْيَاءَ بَعْدَهُ ، ثُمَّ جَاءَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا(٤) أَرُزٌّ ، فَأَكَلْتُ مَعَهُ ، فَقَالَ : « كُلْ » قُلْتُ(٥) : قَدْ أَكَلْتُ(٦) ، فَقَالَ(٧) : « كُلْ ؛ فَإِنَّهُ يُعْتَبَرُ(٨) حُبُّ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ بِانْبِسَاطِهِ فِي طَعَامِهِ » ثُمَّ حَازَ(٩) لِي حَوْزاً بِإِصْبَعِهِ مِنَ الْقَصْعَةِ ، فَقَالَ لِي(١٠) : « لَتَأْكُلَنَّ(١١) ذَا(١٢) بَعْدَ مَا قَدْ(١٣) أَكَلْتَ » فَأَكَلْتُهُ.(١٤)

١١٦٠٥ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١٥) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ(١٦) الْعِجْلِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي(١٧) عَنْبَسَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، قَالَ :

___________________

(١).المحاسن ، ص ٤١٣ ،كتاب المآكل ، ح ١٥٧ ، بسنده عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .وفيه ، ص ٤١٢ و ٤١٣ ، ح ١٥٥ و ١٥٦ ، بسند آخر ، من قوله : « اعتبر حبّ الرجل » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٢ ، ح ١٩٩٣٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨٤ ، ح ٣٠٥٥٣.

(٢). في « ط ، ن ، جت » والوسائل : « أصحابنا ».

(٣). في المحاسن : - « فيه ».

(٤). في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت »والبحار والمحاسن : « من ».

(٥). في « ط » : « فقلت ».

(٦). في الوسائل : - « فقال :كل،قلت : قد أكلت ».

(٧). في « ن ، بف »والبحار : « قال ».

(٨). في « ط » : « يعتدّ ».

(٩). حاز ، أي جمع. والحوز : الجمع.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٠٢ ( حوز ).

(١٠). في « ط » : - « لي ».

(١١). في « ط » والوافي : « أتأكلنّ ». وفي « ق ، ن ، بح ، بف » وحاشية « جت » : « لتأكل ».

(١٢). في « ط » : « هذا ». وفي المحاسن : - « ذا ».

(١٣). في « ط ، ق ، بف »والبحار : - « قد ».

(١٤).المحاسن ، ص ٤١٣ ،كتاب المآكل ، ح ١٥٨الوافي ،ج ٢٠،ص ٥٢٣،ح ١٩٩٣٤؛الوسائل ،ج٢٤،ص ٢٨٥،ح٣٠٥٥٦؛البحار ،ج ٤٧،ص ٤٠،ح ٤٦.

(١٥). السند معلّق على سابقه ، كما هو واضح.

(١٦). في المحاسن : + « حميد بن المثنّى ».

(١٧). في المحاسن : + « خالي ».

٣١٩

أَتَيْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَهُوَ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلى مَكَّةَ ، فَأَمَرَ بِسُفْرَةٍ(١) ، فَوُضِعَتْ بَيْنَ أَيْدِينَا(٢) ، فَقَالَ : « كُلُوا » فَأَكَلْنَا ، فَقَالَ : « أَثْبَتُّمْ أَثْبَتُّمْ(٣) ، إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ : اعْتَبِرْ حُبَّ الْقَوْمِ بِأَكْلِهِمْ».

قَالَ : فَأَكَلْنَا(٤) ، وَقَدْ(٥) ذَهَبَتِ الْحِشْمَةُ.(٦)

١١٦٠٦ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الرَّبِيعِ(٧) ، قَالَ :

دَعَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بِطَعَامٍ ، فَأُتِيَ بِهَرِيسَةٍ ، فَقَالَ(٨) لَنَا(٩) : « ادْنُوا ، فَكُلُوا ».

قَالَ(١٠) : فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ يَقْصُرُونَ ، فَقَالَعليه‌السلام : « كُلُوا ؛ فَإِنَّمَا(١١) يَسْتَبِينُ(١٢) مَوَدَّةُ الرَّجُلِ‌

___________________

(١). في المحاسن : « بسفرته ».

(٢). في المحاسن : + « فقال : كلوا ، فأكلنا وجعلنا نقصر في الأكل ».

(٣). في « بن » وحاشية « ن »والمحاسن : « أبيتم أبيتم » أي عن جودة الأكل وهو أظهر. وفي « م ، جت ، جد » : « اُثِبتم اُثبتم ». وفي المرآة : « أي أثابكم أو سيثيبكم الله بكثرة الأكل ». وفي المطبوع : « أثبتّم أثبتّم ». وفي الوافي : « يعني أثبتّم حبّكم إيّاي بأكلكم عندي كما أحببت ». (٤). في « ق ، ن » : « فأكلناه ».

(٥). في « ط ، ق ، بف ، جت »والمحاسن : - « قد ».

(٦).المحاسن ، ص ٤١٣ ،كتاب المآكل ، ح ١٦١الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٣ ، ح ١٩٩٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٥٥٥.

(٧). هكذا في « ط ». وفي « ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوافي والوسائل : « عن يونس عن أبي الربيع ».

والخبر رواه البرقي فيالمحاسن عن الوشّاء عن يونس بن ربيع. والحسن بن عليّ في مشايخ معلّى بن محمّد هو الوشّاء. وورد فيالكافي ، ح ٨١٩٤ أيضاً رواية أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن يونس بن الربيع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . ويونس بن الربيع ذكره البرقي في رجاله ، ص ٢٩ ، في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وأمّا ما ورد في الكافي ، ح ٢٥١٠ من رواية عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر عليه‌السلام ، فالمراد من يونس هو يونس بن عبد الرحمن ، بقرينة رواية محمّد بن عيسى - وهو ابن عبيد - عنه ، ولم يثبت رواية الحسن بن عليّ الوشّاء عنه.

(٨). في « ق ، بح ، بف ، جت » : « وقال ».

(٩). في «جت»:«له». وفي « ق ، بف » : - « لنا ».

(١٠). في « ط ، بن » والوافي والوسائل : - « قال ».

(١١). في « ط » : « إنّما ».

(١٢). في « ط ، م ، بح ، بن ، جد » والوسائلوالبحار والمحاسن : « تستبين ».

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

٢ ـ عنه ، عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة أنفق ولا تخف فقرا وأفش السلام في العالم واترك المراء وإن كنت محقا وأنصف الناس من نفسك.

٣ ـ عنه ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن جارود أبي

_________________________________________

قال في المصباح : نصفت المال بين الرجلين أنصفه من باب قتل قسمته نصفين وأنصفت الرجل إنصافا عاملته بالعدل وبالقسط ، والاسم النصفة بفتحتين لأنك أعطيته من الحق ما تستحقه لنفسك.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

« من يضمن لي أربعة » من للاستفهام ، ويقال : ضمنت المال وبه ضمانا فأنا ضامن وضمين التزمته« بأربعة أبيات » الباء للمقابلة والأبيات جمع بيت كالبيوت ، والحاصل من يلتزم لي أربعة من الأعمال في مقابلة أربعة أبيات ألتزمها له في الجنة ، وفي المحاسن : من يضمن لي أربعة أضمن له بأربعة أبيات ثم بينعليه‌السلام الأعمال على سبيل الاستئناف ، كان السائل قال : ما هي حتى أفعلها؟ قال :« أنفق » أي فضل مالك في سبيل الله ، وما يوجب رضاه« ولا تخف فقرا » فإن الإنفاق موجب للخلف« وأفش السلام في العالم » أي أنشر التسليم وأكثره أي سلم على كل من لقيته إلا ما استثني مما سيأتي في بابه. في القاموس : فشا خبره وعرفه وفضله فشوا وفشوا وفشيا : انتشر وأفشاه.

« واترك المراء » أي الجدال والمنازعة وإن كان في مسائل العلمية إذا لم يكن الغرض إظهار الحق وإلا فهو مطلوب كما قال تعالى : «وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »(١) وقد مر الكلام فيه.

الحديث الثالث : موثق.

__________________

(١) سورة النحل : ١٢٥ ،.

٣٤١

المنذر قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول سيد الأعمال ثلاثة إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلا رضيت لهم مثله ومواساتك الأخ في المال وذكر الله على كل حال ليس سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقط ولكن

_________________________________________

« سيد الأعمال » أي أشرفها وأفضلها« حتى لا ترضى بشيء » أي لنفسك أي لا يطلب منهم من المنافع إلا مثل ما يعطيهم ، ولا ينيلهم من المضار إلا ما يرضى أن يناله منهم ويحكم لهم على نفسه« ومواساتك الأخ في المال » أي جعله شريكك في مالك وسيأتي الأخ في الله فيشمل نصرته بالنفس والمال وكلما يحتاج إلى النصرة فيه.

قال في النهاية : قد تكرر ذكر الأسوة والمواساة وهي بكسر الهمزة وضمها القدرة والمواساة المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق وأصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا وفي القاموس : الأسوة بالكسر والضم القدوة واساه بماله مواساة أناله منه وجعله فيه أسوة ولا يكون ذلك إلا من كفاف ، فإن كان من فضلة فليس بمواساة وقال : واساه آساه لغة رديئة ، انتهى.

« وذكر الله على كل حال » سواء كانت الأحوال شريفة أو خسيسة كحال الجنابة وحال الخلاء وغيرهما« ليس » أي ذكر الله« سبحان الله » إلخ ، أي منحصرا فيها كما تفهمه العوام وإن كان ذلك من حيث المجموع وكل واحد من أجزائه ذكرا أيضا ولكن العمدة في الذكر ما سيذكر.

واعلم أن الذكر ثلاثة أنواع : ذكر باللسان ، وذكر بالقلب ، والأول يحصل بتلاوة القرآن والأدعية ، وذكر أسماء الله وصفاته سبحانه ودلائل التوحيد والنبوة والإمامة والعدل والمعاد والمواعظ والنصائح ، وذكر صفات الأئمةعليهم‌السلام وفضائلهم ومناقبهم ، فإنه روي عنهمعليهم‌السلام إذا ذكرنا ذكر الله وإذا ذكر أعداؤنا ذكر الشيطان وبالجملة كلما يصير سببا لذكره تعالى حتى المسائل الفقهية والأخبار المأثورة عنهمعليهم‌السلام .

٣٤٢

إذا ورد عليك شيء أمر الله عز وجل به أخذت به أو إذا ورد عليك شيء نهى الله عز وجل عنه تركته.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن المعلى ، عن يحيى بن أحمد ، عن أبي محمد الميثمي ، عن رومي بن زرارة

_________________________________________

والثاني نوعان : أحدهما التفكر في دلائل جميع ما ذكر وتذكرها وتذكر نعم الله وآلائه والتفكر في فناء الدنيا وترجيح الآخرة عليها وأمثال ذلك مما مر في باب التفكر ، والثاني تذكر عقوبات الآخرة ومثوباتها عند عروض شيء أمر الله به أو نهى عنه ، فيصير سببا لارتكاب الأوامر والارتداع عن النواهي ، وقالوا : الثالث من أقسام الثلاثة أفضل من الأولين ، ومن العامة من فضل الأول على الثالث مستندا بأن في الأول زيادة عمل الجوارح ، وزيادة العمل تقتضي زيادة الأجر ، والحق أن الأول إذا انضم إلى أحد الأخيرين كان المجموع أفضل من كل منهما بانفراده ، إلا إذا كان الذكر القلبي بدون الذكر اللساني أكمل في الإخلاص وسائر الجهات فيمكن أن يكون بهذه الجهة أفضل من المجموع ، وأما الذكر اللساني بدون الذكر القلبي كما هو الشائع عند أكثر الخلق أنهم يذكرون الله باللسان على سبيل العادة ، مع غفلتهم عنه ، وشغل قلبهم بما يلهى عن الله ، فهذا الذكر لو كان له ثواب لكانت له درجة نازلة من الثواب ، ولا ريب أن الذكر القلبي فقط أفضل منه ، وكذا المواعظ والنصائح التي يذكرها الوعاظ رياء من غير تأثر قلبهم به ، فهذا أيضا لو لم يكن صاحبه معاقبا فليس بمثاب ، وأما الترجيح بين الثاني والثالث فمشكل مع أن لكل منهما أفراد كثيرة لا يمكن تفضيلها وترجيحها.

ثم إن العامة اختلفوا في أن الذكر القلبي هل تعرفه الملائكة وتكتبه أم لا؟

فقيل بالأول ، لأن الله تعالى يجعل له علامة تعرفه الملائكة بها ، وقيل بالثاني لأنهم لا يطلعون عليها.

الحديث الرابع : مجهول ، وكلمة من شرطية.

٣٤٣

عن أبيه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في كلام له ألا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزا.

٥ ـ عنه ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ورجل قال بالحق فيما له وعليه.

٦ ـ عنه ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن

_________________________________________

الحديث الخامس : موثق.

« هم أقرب الخلق » أي بالقرب المعنوي كناية عن شمول لطفه ورحمته تعالى لهم ، أو المراد به القرب من عرشه تعالى ، أو من الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام الذي إليهم حساب الخلق وعلى الأول ليس المراد بالغاية انقطاع القرب بعده ، بل المراد أن في جميع الموقف الذي الناس فيه خائفون وفارغون ومشغولون بالحساب ، هم في محل الأمن والقرب وتحت ظل العرش وبعده أيضا كذلك بالطريق الأولى.

وقوله : حتى يفرغ ، إما على بناء المعلوم والمستتر راجع إلى الله أو على بناء المجهول ، والظرف نائب الفاعل« لم تدعه » أي لم تحمله من دعا يدعو« قدرة » بالتنوين والإضافة إلى الضمير بعيد أي قدرة على الحيف وهو الجور والظلم ، ويمكن حمله هنا على ما يشمل الانتقام بالمثل المجوز أيضا ، فإن العفو أفضل ، وفي الخصال قدرته« ورجل مشى بين اثنين » بالمشي الحقيقي أو كناية عن الحكم بينهما أو الأعم منه ومن أداء رسالة أو مصالحة« بشعيرة » مبالغة مشهورة في القلة ، والمراد ترك الميل بالكلية« فيما له وعليه » أي فيما ينفعه في الدنيا أو يضره فيها.

الحديث السادس : مجهول وسيأتي تمام الخبر ، ورواه المفيد (ره) في مجالسه بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال

٣٤٤

الحسن البزاز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في حديث له ألا أخبركم بأشد ما فرض الله على خلقه فذكر ثلاثة أشياء أولها إنصاف الناس من نفسك.

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك ومواساة الأخ في الله وذكر الله عز وجل على كل حال.

٨ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن الحسن البزاز قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام ألا أخبرك بأشد ما فرض الله على خلقه ثلاث قلت بلى قال إنصاف الناس من نفسك ومواساتك أخاك وذكر الله في كل موطن أما إني لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله جل وعز في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو على معصية.

_________________________________________

ألا أخبرك بأشد ما افترض الله على خلقه : إنصاف الناس من أنفسهم ، ومواساة الإخوان في الله عز وجل ، وذكر الله على كل حال ، فإن عرضت له طاعة لله عمل بها ، وإن عرضت له معصية تركها ، وكان المراد بالفرض أعم من الواجب والسنة المؤكدة.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور ، وقد مر في الثالث ، وهنا مكان في المال« في الله » أي الأخ الذي إخوته لله لا للأغراض الدنيوية أو هو متعلق بالمواساة ، أي تكون المواساة لله لا للشهرة والفخر ، وعلى التقديرين ما فيه المواساة يشمل غير المال أيضا.

الحديث الثامن : مجهول.

« بأشد ما فرض الله على خلقه ثلاث » ليس ثلاث في بعض النسخ وهو أظهر ، وعلى تقديره بدل أو عطف بيان للأشد أو خبر مبتدإ محذوف« إذا هجمت » على بناء المعلوم أو المجهول ، في القاموس : هجم عليه هجوما انتهى إليه بغتة أو دخل

٣٤٥

٩ ـ ابن محبوب ، عن أبي أسامة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ما ابتلي المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها قيل وما هن قال المواساة في ذات يده والإنصاف من نفسه وذكر الله كثيرا أما إني لا أقول ـ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله عند ما حرم عليه.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن جده أبي البلاد رفعه قال جاء أعرابي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يريد بعض غزواته فأخذ بغرز راحلته فقال يا رسول الله علمني عملا أدخل

_________________________________________

بغير إذن أو دخل وفلانا أدخله كأهجمه ، انتهى.

وفي بعض النسخ إذا همت والأول أكثر وأظهر.

الحديث التاسع : حسن كالصحيح.

« أشد عليه » أي في الآخرة« يحرمها » على بناء المجهول وهو بدل اشتمال للخصال ، أي من حرمان خصال ثلاث يقال : حرمة الشيء كضربه وعلمه حريما وحرمانا بالكسر منعه ، فهو محروم ، ومن قرأ على بناء المعلوم من قولهم حرمته إذا امتنعت فعله فقد أخطأ ، واشتبه عليه ما في كتب اللغة« في ذات يده » أي الأموال المصاحبة ليده أي المملوكة له ، فإن الملك ينسب غالبا إلى اليد كما يقال :

ملك اليمين ، قال الطيبي : ذات الشيء نفسه وحقيقته ، ويراد به ما أضيف إليه ومنه إصلاح ذات البين أي إصلاح أحوال بينكم حتى تكون أحوال ألفه ومحبة واتفاق ، كعليم بذات الصدور أي بمضمراتها ، وفي شرح جامع الأصول في ذات يده أي فيما يملكه من ملك وأثاث.

الحديث العاشر : مرفوع.

« فأخذ بغرز راحلته » قال الجوهري : الغرز ركاب الرحل من جلد عن أبي الغوث قال : فإذا كان من خشب أو حديد فهو ركاب ، وقال : رحل البعير أصغر من

٣٤٦

به الجنة فقال ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم خل سبيل الراحلة.

١١ ـ أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبد الكريم ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال العدل أحلى من الماء يصيبه

_________________________________________

القتب ، والراحلة : الناقة التي تصلح لأن ترحل ، ويقال : الراحلة المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى ، انتهى.

« أن يأتيه الناس إليك » كأنه على الحذف والإيصال ، أي يأتي به الناس إليك ، أو هو من قولهم أتى الأمر أي فعله ، أي يفعله الناس منتهيا إليك ، ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل من قولهم : أتيت الماء تأتيه أي سهلت سبيله ، وقال في المصباح : أتى الرجل يأتي إيتاء : جاء ، وأتيته يستعمل لازما ومتعديا.

الحديث الحادي عشر : موثق.

والعدل ضد الجور ، ويطلق على ملكة للنفس تقتضي الاعتدال في جميع الأمور ، واختيار الوسط بين الإفراط والتفريط ، ويطلق على إجراء القوانين الشرعية في الأحكام الجارية بين الخلق.

قال الراغب : العدل ضربان : مطلق يقتضي العقل حسنه ، ولا يكون في شيء من الأزمنة منسوخا ولا يوصف بالاعتداء بوجه نحو الإحسان إلى من أحسن إليك وكف الأذية عمن يكف أذاه عنك ، وعدل يعرف كونه عدلا بالشرع ، ويمكن أن يكون منسوخا في بعض الأزمنة كالقصاص وأرش الجنايات ، ولذلك قال :

«فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ »(١) وقال : «وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها »(٢) فسمي ذلك اعتداء وسيئة ، وهذا النحو هو المعنى بقوله : «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ »(٣) فإن العدل هو المساواة في المكافاة إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا ،

__________________

(١) سورة البقرة : ١٩٤.

(٢) سورة الشورى : ٤٠.

(٣) سورة النحل : ٩٠.

٣٤٧

الظمآن ما أوسع العدل إذا عدل فيه وإن قل.

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره.

١٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن يوسف بن عمران بن ميثم ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أوحى الله عز

_________________________________________

والإحسان أن يقابل الخير بأكثر منه ، والشر بأقل منه ، انتهى.

وقوله عليه‌السلام : إذا عدل فيه ، يحتمل وجوها : الأول أن يكون الضمير راجعا إلى الأمر أي ما أوسع العدل إذا عدل في أمر وإن قل ذلك الأمر.

الثاني : أن يكون الضمير راجعا إلى العدل ، والمراد بالعدل الأمر الذي عدل فيه فيرجع إلى المعنى الأول ويكون تأكيدا. « الثالث » : إرجاع الضمير إلى العدل أيضا ، والمعنى ما أوسع العدل الذي عدل فيه أي يكون العدل واقعيا حقيقيا لا ما يسميه الناس عدلا ، أو يكون عدلا خالصا غير مخلوط بجور أو يكون عدلا ساريا في جميع الجوارح لا مخصوصا ببعضها ، وفي جميع الناس لا يختص بعضهم.

« الرابع » : ما قيل : أن عدل على المجهول من بناء التفعيل ، والمراد جريانه في جميع الوقائع لا أن يعدل إذا لم يتعلق به غرض فالتعديل رعاية التعادل والتساوي وعلى التقادير يحتمل أن يكون المرادبقوله : وإن قل ، بيان قلة العدل بين الناس.

الحديث الثاني عشر : مرسل.

« رضي به » على بناء المجهول« حكما » بالتحريك تميز أو حال عن ضمير به ، والمعنى أنه يجب أن يكون الحاكم بين الناس من أنصف الناس من نفسه ، ويمكن أن يقرأ على بناء المعلوم أي من أنصف الناس من نفسه لم يحتج إلى حاكم ، بل رضي أن تكون نفسه حكما بينه وبين غيره ، والأول أظهر.

الحديث الثالث عشر : ضعيف على المشهور.

٣٤٨

وجل إلى آدمعليه‌السلام أني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات قال يا رب وما هن قال واحدة لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين الناس قال يا رب بينهن لي حتى أعلمهن قال أما التي لي فتعبدني «لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً » وأما التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك.

١٤ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن روح ابن أخت المعلى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال اتقوا الله واعدلوا

_________________________________________

« سأجمع لك الكلام » أي الكلمات الحقة الجامعة النافعة« فتعبدني » هذه الكلمة جامعة لجميع العبادات الحقة والإخلاص الذي هو من أعظم شروطها ، ومعرفة الله تعالى بالوحدانية والتنزيه عن جميع النقائص والتوكل عليه في جميع الأمور.

قوله تعالى :أحوج ما تكون إليه ، أحوج منصوب بالظرفية الزمانية فإن كلمة ما مصدرية ، وأحوج مضاف إلى المصدر ، وكما أن المصدر يكون نائبا لظرف الزمان نحو رأيته قدوم الحاج فكذا المضاف إليه يكون نائبا له ، ونسبة الاحتياج إلى الكون على المجاز ، و« تكون » تامة و« إليه » متعلق بالأحوج ، وضميره راجع إلى الجزاء الذي هو في ضمن أجزيك.

قوله : فعليك الدعاء ، كان الدعاء مبتدأ وعليك خبره ، وكذا :على الإجابة ، ويحتمل أن يكون بتقدير عليك بالدعاء.

الحديث الرابع عشر : موثق.

« واعدلوا » أي في أهاليكم ومعامليكم ، وكل من لكم عليهم الولاية ، روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته« فإنكم تعيبون على

٣٤٩

فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون.

١٥ ـ عنه ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد وأطيب ريحا من المسك.

١٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جبلة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله رجل أعطى الناس

_________________________________________

قوم لا يعدلون » بين الناس من أمراء الجور فلا ينبغي لكم أن تفعلوا ما تلومون غيركم عليه.

الحديث الخامس عشر : موثق.

والظاهر رجوع ضمير« عنه » إلى أحمد بن محمد بن عيسى في الخبر السابق ، وغفل عن توسط خبر آخر كما لا يخفى على المتتبع ، ويحتمل عوده إلى إبراهيم ابن هاشم لروايته سابقا عن ابن محبوب ، ويمكن عوده إلى محمد بن عبد الجبار والأول أظهر كما لا يخفى على المتتبع.

« أحلى من الشهد » من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس لألف أكثر الخلق بتلك المشتهيات البدنية الدنية.

الحديث السادس عشر : مجهول.

« يوم لا ظل إلا ظله » الضمير راجع إلى الله أو إلى العرش ، فعلى الأول يحتمل أن يكون لله تعالى يوم القيامة ظلال غير ظل العرش وهو أعظمها وأشرفها يخص الله سبحانه من يشاء من عباده ومن جملتهم صاحب هذه الخصال ، وقيل على الأخير : ينافي ظاهرا ما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله ، ومن ثم قيل : إن في القيامة ظلالا بحسب الأعمال تفيء أصحابها من حر الشمس والنار ، وأنفاس الخلائق ، ولكن ظل العرش

٣٥٠

من نفسه ما هو سائلهم ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضا ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه فإنه لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس.

_________________________________________

أحسنها وأعظمها ، وقد يجاب بأنه يمكن أن لا يكون هناك إلا ظل العرش يظل بها من يشاء من عباده المؤمنين ولكن ظل العرش لما كان لا ينال إلا بالأعمال ، وكانت الأعمال تختلف فيحصل لكل عامل ظل يخصه من ظل العرش بحسب عمله وإضافة الظل إلى الأعمال باعتبار أن الأعمال سبب لاستقرار العامل فيه.

وقال الطيبي : في ظل عرش الله ، أي في ظل الله من الحر والوهج في الموقف ، أو أوقفه الله في ظل عرشه حقيقة وقال النووي : قيل : الظل عبارة عن الراحة والنعيم ، نحو هو في عيش ظليل ، والمراد ظل الكرامة لا ظل الشمس لأن سائر العالم تحت العرش ، وقيل : يحتمل جعل جزء من العرش حائلا تحت فلك الشمس ، وقيل : أي كنه من المكاره ووهج الموقف ويوم لا ظل إلا ظله أي دنت منهم الشمس واشتد الحر وأخذهم العرق ، وقيل : أي لا يكون من له ظل كما في الدنيا.

قوله عليه‌السلام : لم يقدم رجلا ، بكسر الراء في الموضعين وهي عبارة شايعة عند العرب والعجم في التعميم في الأعمال أو الأفعال ، أو التقديم كناية عن الفعل ، والتأخير عن الترك ، كما يقال في التردد في الفعل والترك يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، وأما قراءة رجلا بفتح الراء وضم الجيم فهو تصحيف.

قوله عليه‌السلام : حتى ينفي قيل : « حتى » هنا مثله في قوله تعالى «حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ »(١) في التعليق على المحال لتتمة الخبر « وكفى بالمرء شغلا » الباء زائدة وشغلا تميز ، والمعنى من شغل بعيوب نفسه وإصلاحها لا يحصل له فراغ ليشتغل بعيوب الناس وتفتيشها ولومهم عليها.

__________________

(١) سورة الأعراف : ٤٠.

٣٥١

١٧ ـ عنه ، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي ، عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من واسى الفقير من ماله وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا.

١٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن خالد بن نافع بياع السابري ، عن يوسف البزاز قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ما تدارأ اثنان في أمر قط فأعطى أحدهما النصف صاحبه فلم يقبل منه إلا أديل منه.

١٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن لله جنة لا يدخلها إلا ثلاثة أحدهم من حكم في نفسه بالحق.

٢٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن ما أوسع العدل إذا عدل فيه وإن قل.

_________________________________________

الحديث السابع عشر : مجهول وقد يعد ضعيفا.

وبنو غفار ككتاب رهط أبي ذررضي‌الله‌عنه « فذلك المؤمن حقا » أي المؤمن الذي يحق ويستأهل أن يسمى مؤمنا لكماله في الإيمان وصفاته.

الحديث الثامن عشر : ضعيف على المشهور.

وفي القاموستدارءوا تدافعوا في الخصومة ،وأديل منه أي جعلت الغلبة والنصرة له عليه ، يقال : أدالنا الله على عدونا أي نصرنا عليه وجعل الغلبة لنا ، وفي الصحيفة أدل لنا ولا تدل منا ، وفي الفائق : أدال الله زيدا من عمر ونزع الله الدولة من عمرو وأتاها زيدا.

الحديث التاسع عشر : صحيح على الظاهر.

الحديث العشرون : حسن كالصحيح وقد مضي عن الحلبي بسند آخر.

٣٥٢

باب

الاستغناء عن الناس

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون

_________________________________________

باب الاستغناء عن الناس

الحديث الأول : صحيح.

والشرف علو القدر والمنزلة ، والعزة الغلبة ودفع المذلة والحمل فيهما على المبالغة والمجاز ، والمراد بالاستغناء قطع الطمع عنهم والقناعة بالكفاف والتوكل على الله وعدم التوسل بهم والسؤال عنهم من غير ضرورة وإلا فالدنيا دار الحاجة والإنسان مدني بالطبع ، وبعضهم محتاجون في تعيشهم إلى بعض ، لكن كلما سعى في قلة الاحتياج والسؤال يكون أعز عند الناس ، وكلما خلى قلبه عن الطمع من الناس كان عون الله له في تيسير حوائجه أكثر.

الحديث الثاني : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : فلييأس ، وفي بعض النسخ فليأيس بتوسط الهمزة بين اليائين ، وكلاهما جائز وهو من المقلوب ، قال الجوهري نقلا عن ابن السكيت : أيست منه ييأس يأسا لغة في يئست منه إياس يأسا ومصدرهما واحد ، وآيسني منه فلان أيئسني وكذلك التأييس. وقال : اليأس القنوط وقد يئس من الشيء ييأس وفيه لغة أخرى يئس

٣٥٣

له رجاء إلا عند الله فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه.

٣ ـ وبهذا الإسناد ، عن المنقري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليه قال رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في شيء ورد أمره إلى الله عز وجل في جميع أموره استجاب الله عز وجل له في كل شيء.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء واليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن

_________________________________________

يئيس بالكسر فيهما وهو شاذ ، انتهى.

وقوله : « ولا يكون » جملة حالية أو هو من عطف الخبر على الإنشاء ويدل على أن اليأس من الخلق وترك الرجاء منهم يوجب إجابة الدعاء لأن الانقطاع عن الخلق كلما ازداد زاد القرب منه تعالى ، بل عمدة الفائدة في الدعاء ذلك كما سيأتي تحقيقه إنشاء الله في كتاب الدعاء.

الحديث الثالث : كالسابق سندا ومضمونا.

واجتماع الخيرات في قطع الطمع ظاهر إذ كل خير غيره إما موقوف عليه أو شرط له أو لازم له لأنه لا يحصل ذلك إلا بمعرفة كاملة لجناب الحق تعالى ، واليقين بأنه الضار النافع وبقضائه وقدره وأن أسباب الأمور بيد الله وبلطفه ورحمته ، وفناء الدنيا وعجز أهلها واليقين بالآخرة ومثوباتها وعقوباتها وما من خير إلا وهو داخل في ذلك الأمور.

الحديث الرابع : مجهول.

والاستلاب الاختلاس أي يصير سببا لسلب العز سريعا« مذهبة للحياء » المذهبة إما بالفتح مصدرا ميميا والحمل على المبالغة ، أو هو بمعنى اسم الفاعل أو اسم المكان

٣٥٤

في دينه والطمع هو الفقر الحاضر.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام جعلت فداك اكتب لي إلى إسماعيل بن داود الكاتب لعلي أصيب منه قال أنا أضن بك أن تطلب مثل هذا وشبهه ولكن

_________________________________________

أي مظنة لذهاب الحياء ، أو بالكسر أي آلة لذهابه.

« عز للمؤمن في دينه » لأنه مع اليأس عن الناس لا يترك حقا ولا عبادة ولا أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر خوفا من عدم وصول منفعة منهم إليه ، فهو عزيز غالب في دينه أو يكمل دينه بذلك لأنه من أعظم مكملات الإيمان« والطمع هو الفقر الحاضر » لأنه يطمع لئلا يصير فقيرا ومفسدة الفقر الحاجة إلى الناس فهو يتعجل مفسدة الفقر لئلا يصير فقيرا فيترتب عليه مفسدته ، وقيل : يصير سببا لفقر معجل حاضر ، والأول أظهر.

الحديث الخامس : صحيح.

« لعلي أصيب منه » أي نفعا وخيرا« أنا أضن بك » في المصباح ضن بالشيء يضن من باب تعب ضنا وضنة بالكسر بخل فهو ضنين ومن باب ضرب لغة ، انتهى.

أي أنا أبخل بك أن تضيع ، وتطلب هذه المطالب الخسيسة وأشباهها من الأمور الدنيوية بل أريد أن تكون همتك أرفع من ذلك وتطلب مني المطالب العظيمة الأخروية ، أو أن تطلب حاجة من مثل هذا المخالف الموافق له في جميع الصفات أو أكثرها« وشبهه » الموافق له في كونه مخالفا فإن التذلل عند المخالفين موجب لضياع الدين وأنت عزيز علي لا أرضى بهلاكك وأضن بك« ولكن » إذا كانت لك حاجة« عول » واعتمد« على مالي » وخذ منه ما شئت.

ويدل على رفعة شأن البزنطي وكونه من خواصهعليه‌السلام كما يظهر من سائر الأخبار مثل ما رواه الكشي بإسناده عن البزنطي قال : كنت عند الرضاعليه‌السلام فأمسيت

٣٥٥

عول على مالي.

٦ ـ عنه ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن معاوية بن عمار ، عن نجم بن حطيم الغنوي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه أوما سمعت قول حاتم :

إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى

إذا عرفته النفس والطمع الفقر

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار الساباطي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم فيكون افتقارك إليهم في لين

_________________________________________

عنده قال : فقلت : أنصرف؟ قال : لا تنصرف فقد أمسيت ، قال : فأقمت عنده فقال لجاريته : هاتي مضربتي ووسادتي فافرشي لأحمد في ذلك البيت ، قال : فلما صرت في البيت دخلني شيء فجعل يخطر ببالي : من مثلي في بيت ولي الله وعلى مهاده! فناداني : يا أحمد إن أمير المؤمنينعليه‌السلام عاد صعصعة بن صوحان فقال : يا صعصعة لا تجعل عيادتي إياك فخرا على قومك وتواضع لله يرفعك.

الحديث السادس : مجهول.

وذكر شعر حاتم ليس للاستشهاد بل للشهرة والدلالة على أن هذا مما يحكم به عقل جميع الناس حتى الكفار« إذا ما عزمت اليأس » كلمة ما زائدة أي إذا عزمت على اليأس عن الناس« ألفيته » أي وجدته« الغناء ، إذا عرفته » بصيغة الخطاب من باب التفعيل ونصب النفس أو بصيغة الغيبة ورفع النفس والطمع مرفوع بالابتدائية والفقر بالخبرية.

الحديث السابع : ضعيف بسنديه على المشهور.

« ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم » أي العزم عليهما بأن تعاملهم ظاهرا معاملة من يفتقر إليهم في لين الكلام وحسن البشر وأن تعاملهم من

٣٥٦

كلامك وحسن بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك.

علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد قال حدثني علي بن عمر ، عن يحيى بن عمران ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول ثم ذكر مثله.

_________________________________________

جهة أخرى معاملة من يستغني عنهم بأن تنزه عرضك من التدنس بالسؤال عنهم ، وتبقى عزك بعدم التذلل عندهم للأطماع الباطلة أو يجتمع في قلبك اعتقادان اعتقادك بأنك مفتقر إليهم للمعاشرة لأن الإنسان مدني بالطبع يحتاج بعضهم إلى بعض في التعيش والبقاء ، واعتقادك بأنك مستغن عنهم غير محتاج إلى سؤالهم لأن الله تعالى ضمن أرزاق العباد وهو مسبب الأسباب ، وفائدة الأول حسن المعاشرة والمخالطة معهم بلين الكلام وحسن الوجه والبشاشة ، وفائدة الثاني حفظ العرض وصوته عن النقص وحفظ العز بترك السؤال والطمع.

والحاصل أن ترك المعاشرة والمعاملة بالكلية مذموم والاعتماد عليهم والسؤال منهم والتذلل عندهم أيضا مذموم ، والممدوح من ذلك التوسط بين الإفراط والتفريط كما عرفت مرارا.

وفي القاموس :التنزه التباعد والاسم النزهة ، ونزه الرجل تباعد عن كل مكروه فهو نزيه ونزه نفسه عن القبيح تنزيها نحاها.

وقال :العرض بالكسر النفس وجانب الرجل يصونه من نفسه وحسبه أن ينتقص ويثلب ، أو سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره أو موضع المدح والذم منه ، أو ما يفتخر به من حسب وشرف ، وقد يراد به الآباء والأجداد ، والخليفة المحمودة.

٣٥٧

باب

صلة الرحم

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله جل ذكره : «وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ

_________________________________________

باب صلة الرحم

الحديث الأول : حسن كالصحيح.

«وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ » قال البيضاوي : أي يسأل بعضكم بعضا فيقول : أسألك بالله ، وأصله تتساءلون فأدغمت الثانية في السين ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بطرحها ، انتهى.

والظاهر أن ضمير « به » راجع إلى الله وعوده إلى التقوى بعيد ، والأرحام بالجر على قراءة حمزة عطف على الضمير المجرور ، واستدل به الكوفيون على جواز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار ومنعه البصريون لأنه من قبيل العطف على بعض الكلمة ، وأجابوا عن الآية بأن الأرحام مرفوعة كما في بعض القراءات الشاذة على أنه مبتدأ محذوف الخبر ، تقديره والأرحام كذلك أي مما يتقى أو يتساءل به ، أو منصوبة كما قرأ به غير حمزة من القراء السبعة بالعطف على محل الجار والمجرور كما في قولك مررت بزيد وعمروا ، أو على الله أي اتقوا الأرحام فصلوها ولا تقطعوها ، على أن الواو يحتمل أن يكون للقسم أو بمعنى مع.

وأجيب بأن الكل خلاف الظاهر أما الأول فلان الأصل عدم الحذف ، وأما الثاني فلان العطف على المحل نادر في كلام الفصحاء ومع ندرته لا يجوز إلا مع تعذر العطف على اللفظ ، ودليل التعذر غير تام لأن امتناع العطف على بعض الكلمة إذا كان ذلك البعض أيضا كلمة ممنوع ، وأما الثالث فلبعد المسافة ولعدم فهم المساءلة في

٣٥٨

الْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً »(١) قال فقال هي أرحام الناس إن الله عز وجل أمر بصلتها وعظمها ألا ترى أنه جعلها منه.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمار قال قال بلغني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله أهل بيتي أبوا إلا توثبا علي وقطيعة لي وشتيمة فأرفضهم قال

_________________________________________

الأرحام حينئذ وأما الأخيران فلأن الأصل في الواو هو العطف ولا يعدل عنه إلا بدليل «إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً » أي حافظا مطلعا.

قوله عليه‌السلام : هي أرحام الناس ، أي ليس المراد هنا رحم آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما في أكثر الآيات« أمر بصلتها » أي في سائر الآيات أو في هذه الآية على قراءة النصب بالعطف على الله والأمر باتقاء الأرحام أمر بصلتها« وعظمها » حيث قرنها بنفسه ،« ألا ترى أنه جعلها منه » أي قرنها بنفسه ، وعلى قراءة الجر حيث قررهم على ذلك حيث كانوا يجمعون بينه تعالى وبين الرحم في السؤال فيقولون أنشدك الله والرحم وربما يقرأ منة بضم الميم وتشديد النون أي جعلها قوة وسببا لحصول المطالب أو بالكسر والتشديد أي أنعم بهما على الخلائق ولا يخفى ما فيهما من التعسف.

وفي تفسير العياشي في روايتين ألا ترى أنه جعلها معه ويؤيد العطف على الجلالة ما رواه الصدوق في العيون والخصال بإسناده عن الرضاعليه‌السلام قال : إن الله عز وجل أمر ثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى ، أمر بالصلاة والزكاة فمن صلى ولم يزك لم تقبل منه صلاته ، وأمر بالشكر له وللوالدين ، فمن لم يشكر والدية لم يشكر الله ، وأمر باتقاء الله وصلة الأرحام فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجل.

الحديث الثاني : موثق.

وفي القاموس :الوثب الظفر وواثبه ساوره وتوثب في ضيعتي استولى عليها ظلما ،

__________________

(١) سورة النساء : ٢.

٣٥٩

إذا يرفضكم الله جميعا قال فكيف أصنع قال تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير.

٣ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن محمد بن عبيد الله قال قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي

_________________________________________

وقال : شتمه يشتمه شتما سبه والاسم الشتيمة ، وقال :رفضه يرفضه ويرفضه رفضا ورفضا تركه ، انتهى.

ورفض الله كناية عن سلب الرحمة والنصرة وإنزال العقوبة و« تصل » وما عطف عليه خبر بمعنى الأمر وقد مر تفسيرها والظهير الناصر والمعين ، والمراد هنا نصرة الله والملائكة وصالح المؤمنين كما قال تعالى في شأن زوجتي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخائنتين : «وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ »(١) .

الحديث الثالث : مجهول.

ويدل على أن العمر يزيد وينقص وأن صلة الرحم توجب زيادته ، وقوله :

يفعل الله ما يشاء ، إشارة إلى المحو والإثبات وأنه قادر على ذلك أو قد يزيد أكثر مما ذكر وأقل منه وقال الراغب : الرحم رحم المرأة ومنه أستعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة ، يقال رحم ورحم قال عز وجل : «وَأَقْرَبَ رُحْماً »(٢) ، انتهى.

واعلم أن العلماء اختلفوا في الرحم التي يلزم صلتها ، فقيل : الرحم والقرابة نسبة واتصال بين المنتسبين يجمعها رحم واحدة ، وقيل : الرحم عبارة عن قرابة الرجل من جهة طرفيه ، آبائه وإن علوا ، وأولاده وإن سفلوا ، وما يتصل بالطرفين من الأخوة والأخوات وأولادهم والأعمام والعمات ، وقيل : الرحم التي تجب صلتها كل رحم بين اثنين لو كان ذكرا لم يتناكحا فلا يدخل فيهم أولاد الأعمام والأخوال ، وقيل : هي عام في كل ذي رحم من ذوي الأرحام المعروفين بالنسب محرمات أو غير محرمات

__________________

(١) سورة التحريم : ٤.

(٢) سورة الكهف : ٨١.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811