الكافي الجزء ١٢

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 811

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 811 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 279006 / تحميل: 6094
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الحديث ناقلاً كلا تأويلي التوربشتي: « أوّل بعضهم هذا الحديث على أنّ المراد: بمن هو من أحبّ خلقك إليك، فيشاركه فيه غيره، وهم المفضلَّون بإجماع الاُمة، وهو كقولهم: فلان أعقل الناس وأفضلهم. أي: من أعقلهم وأفضلهم. وممّا يدلّ على أنّ حمله على العموم غير جائز: أنّهعليه‌السلام من جملة « خلقك » ولا جائز أن يكون علي أحبّ إلى الله منه. فإنْ قيل: ذلك شيء عرف بأصل الشرع. أُجيب: بأن ما نحن فيه أيضاً عرف بالنصوص الصحيحة.

أو يقال: أراد أحبّ خلقه من بني عمّه، وقد كانعليه‌السلام يطلق ويريد به التقييد، فيعرفه ذو الفهم بالنظر إلى الحال أو الوقت أو الأمر الذي هو فيه »(١) .

السُّيوطي

تأويل التوربشتي فقط

وقال جلال الدين السيوطي - شارح الترمذي - بشرحه: « قال التوربشتي: قوله: بأحبّ خلقك إليك. أي: من هو من أحبّ خلقك. فيشارك غيره وهم المفضلّون بإجماع الاُمة، وهذا مثل قولهم: فلان أفضل الناس وأعقلهم. أي: من أفضلهم وأعقلهم. ومما يتبيّن لك. أنّ حمله على العموم غير جائز: أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جملة خلق الله، ولا جائز أن يكون علي أحبّ إلى الله منه.

أو يأوّل على أنّه أراد به: أحبّ خلقه إليه من بني عمّه وذويه، وقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطلق القول وهو يريد تقييده، ويعم به ويريد تخصيصه، فيعرفه ذو الفهم بالنظر إلى الحال أو الوقت أو الأمر الذي هو فيه »(٢) .

____________________

(١). المفاتيح - شرح المصابيح - مخطوط.

(٢). قوت المغتذي على شرح الترمذي - باب مناقب علي.

٣٤١

القاري

١ - نقله كلامي التوربشتي والطيّبي

وقال علي بن سلطان القاري - شارح مشكاة المصابيح - بشرحه:

« قال الإِمام التوربشتي: نحن وإنْ كنّا لا نجهل بحمد الله فضل علي

قال الطيبي: والوجه الذي يقتضيه المقام هو الوجه الثاني

وفيه: إنّه لا شك أنّ العم أولى من ابنه، وكذا البنت وأولادها في أمر البرّ والإِحسان. على أنّ قول الطيبي هذا إنّما يتم إذا لم يكن أحد هناك ممّن يؤاكله، ولا شك في وجوده لا سيّما وأنس حاضر وهو خادمه، ولم يكن من عادته أنْ لا يأكل معه. فالوجه الأول هو المعوَّل، ونظيره ما ورد من الأحاديث بلفظ: « أفضل الأعمال » في أُمورٍ لا يمكن جمعها، إلّا أنْ يقال في بعضها: إن التقدير من أفضلها »(١) .

٢ - ردّه كلام الطيبي

أقول: لقد أورد القاري نصّ عبارة التوربشتي، ثمّ نصّ عبارة الطيبي في توجيه الوجه الثاني من تأويلي التوربشتي، ثمّ ردَّ ما ذكره الطيبي بما رأيت.

فظهر من مجموع ذلك: سقوط الوجه الأوّل عند الطيبي، وسقوط الوجه الثاني عند القاري، مضافاً إلى ما ذكرناه بالتفصيل في ردّ الوجهين والكلامين.

____________________

(١). مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح ٥ / ٥٦٩.

٣٤٢

٣ - نقد تأييد القاري للوجه الأوّل.

وأمّا تأييد القاري الوجه الأوّل بقوله: « فالوجه الأول هو المعوّل، ونظيره ما ورد من الأحاديث بلفظ » ففيه: أنّه إذا كان أهل السنّة مضطرّين إلى التأويل لرفع التهافت في أحاديثهم تلك، فما الملزم للشيعة الإِمامية لأنْ يلتزموا بالتأويل في حديث الطير؟!

عبد الحقّ الدّهلوي

١ - نقل كلامي التوربشتي والطيّبي

وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي - شارح مشكاة المصابيح -: « قوله: بأحبّ خلقك. أوّله الشّارحون بأنّ المراد من أحبّ خلقك - أو أحبّ خلق الله - من بني عمّه، أو بأحبّ خلقك إليك من ذوي القرابة القريبة، أو من هو أولى وأقرب وأحق بإحساني إليه. وهذا الوجه الأخير أقرب وأوفق بالمقام. هكذا قالوا. »(١) .

٢ - خطأ فضيع من الدهلوي

وهذه هي تأويلات التوربشتي والطيّبي، وقد عرفت سخافتها وركاكتها بالتفصيل فلا حاجة إلى الإِعادة والتكرار لكنْ من العجيب جدّاً أنّ هذا الشّيخ ينقل - بعد عبارته المذكورة - كلام التوربشتي - الذي أوردنا نصّه بكاملة وأبطلناه بما لا مزيد عليه - عن ( الصواعق ) ناسباً إيّاه إلى ابن حجر المكّي إستمع إليه يقول:

« ولقد أتى الشيخ ابن حجر في كتاب الصواعق في الإِعتذار عن التأويل

____________________

(١). اللمعات في شرح المشكاة - باب مناقب علي.

٣٤٣

لهذا الحديث بكلامٍ مليح فصيح طويل، قال: نحن وإنْ كنّا لا نجهل - بحمد الله - فضل عليرضي‌الله‌عنه وقدمه وسوابقه في الإِسلام واختصاصه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقرابة القريبة، ومؤاخاته إيّاه في الدين، ونتمسّك من حبّه بأقوى وأولى ممّا يدّعيه الغالون فيه، فلسنا نرى أن نضرب عن تقرير أمثال هذه الأحاديث في نصابها صفحاً، لما نخشى فيها من تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين. وهذا باب أمرنا بمحافظته، وحمىً اُمرنا بالذبّ عنه، فحقيق علينَا أنْ ننصر فيه الحق ونقدّم فيه الصّدق. وهذا حديث يريش به المبتدع سهامه ويوصل به المنتحل جناحه فيتخذّه ذريعةً إلى الطّعن في خلافة أبي بكر، التي هي أوّل حكمٍ أجمع عليه المسلمون في هذه الاُمة، وأقوم عمادٍ اُقيم به الدين بعد رسول الله فنقول - وبالله التوفيق:

هذا الحديث لا يقاوم ما أوجب تقديم أبي بكر والقول بخيريّته، من الأخبار الصّحاح. منضّماً إليه إجماع الصّحابة، لمكان سنده، فإنّ فيه لأهل النقل مقالاً، ولا يجوز حمل أمثاله على ما يخالف الإِجماع، لا سيّما والصّحابي الذي يرويه ممّن دخل في هذا الإجماع واستقام عليه مدّة عمره ولم ينقل عنه خلافه، فلو ثبت عنه هذا الحديث فالسّبيل أن يأوّل على وجهٍ لا ينتقض عليه ما اعتقده ولا يخالف ما هو أصحّ متناً وإسناداً، وهو أنْ يحمل على أحد الوجوه المذكورة ».

وهذا كلام التوربشتي الذي أتينا عليه آنفاً، غير أنّ للدهلوي فيه تصرّفاً مّا في آخره، وليس لهذا الكلام في ( الصواعق ) عين ولا أثر أبداً، وليته نسبه إلى ابن حجر ولم ينص على أنّه في ( كتاب الصّواعق )!!

ثمّ إنّ الدهلوي تصدّى لتأويل الحديث الشّريف حسبما يروق له ويسوقه إليه تعصّبه فقال:

« قال العبد الضعيف - عصمه الله عمّا يصمّه وصانه عمّا شانه -: إنّ من الظاهر أنّ الحديث غير محمول على الظاهر، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٣٤٤

من جملة خلق الله، وهو أحبّ الخلق إلى الله من جميع الوجوه والحيثيّات، فالمراد أهل زمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصحابة، وغيره إنّما يكون من وجهٍ واحد خاص أو وجوه متعددّة مخصوصة، فلا حاجة إلى تخصيص الخلق، بل إلى تخصيص الوجه أو الوجوه، لأنّه ليس أحبّ وأفضل من جميع الوجوه سوى سيّد المحبوبين وأفضل المخلوقينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ثمّ الكلام في الصحابة إنّما هو في الأفضليّة من كثرة الثواب والأحبيّة، كما في القول المشهور من بعض العلماء في الفرق بين الأفضلية والأحبيّة. والـمَخلَص في هذه المسألة: إعتبار الوجوه والحيثيّات. والله أعلم ».

٣ - تكراره استلزام دخول النبيّ في العموم

لقد حكم الدهلوي بعدم جواز بقاء هذا الحديث على ظاهره في العموم « لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جملة خلق الله وهو أحبّ الخلق إلى الله من جميع الوجوه والحيثيّات » وهذا تكرار لما سبق عن التوربشتي، وقد عرفت سقوطه بوجوه

٤ - حمله الحديث على أنّه أحبّ أهل زمان الرسول إليه باطل

وأمّا حمله الحديث - بعد عدم جواز إبقائه على ظاهره، لأنّ النبيّ من جملة خلق الله، وهو أحبّ الخلق إليه - على أنّ « المراد أهل زمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصحابة » فواضح البطلان، لأنّا لو سلّمنا رفع اليد عن ظاهر الحديث بسبب استلزام كون أمير المؤمنينعليه‌السلام أحبّ إلى الله تعالى من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّ مقتضى القاعدة رفع اليد عن ظاهر الحديث بقدر الضرورة، بأن يكون عمومه غير شاملٍ للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقط، وأمّا غيره من الأنبياء والأوصياء والملائكة وسائر الخلق فباق تحت العموم.

٣٤٥

إن وجوه بطلان هذا الحمل كثيرة، وهو واضحٌ جدّاً، فلا نطيل المقام ببيان تلك الوجوه، ونكتفي بأنّ في بعض ألفاظ الحديث: « اللّهم أدخل عليَّ أحبَّ الخلق من الأوّلين والآخرين ».

٥ - دعوى اختصاص النبيّ بالأحبيّة من جميع الوجوه مردودة

وأمّا قوله: « وغيره إنّما يكون من وجهٍ واحدٍ خاص أو وجوه متعدّدة مخصوصة فلا حاجة إلى تخصيص الخلق بل إلى تخصيص الوجه أو الوجوه، فإنّه ليس أحبّ وأفضل من جميع الوجوه سوى سيّد المحبوبين وأفضل المخلوقينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » فدعوى بلا دليل، لأنّ اجتماع جميع وجوه الأحبيّة المعتبرة في الأفضليّة في غير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير ممنوع أبدا، إنّما الممنوع أن يكون كمال جميع الوجوه الموجودة في غيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أزيد من كمالها في شخصهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إذن، لا مانع من اجتماع جميع وجوه الأحبيّة في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحينئذ فما الملزم لتخصيص أحبيّته بجهةٍ أو جهات دون غيرها وصرف الكلام النبوي عن ظاهره؟ ولو لم يكن لبطلان هذا التخصيص وجه إلاّ صرف الحديث عن ظاهره بلا دليل لكفى، فكيف والوجوه على بطلانه كثيرة! تقدّمت طائفة منها في ردّ التأويل الأوّل الذي زعمه ( الدّهلوي )، فلا تغفل.

ثمّ العجب من هذا الشيخ يدّعي التّخصيص في الخلق ويقول « فالمراد أهل زمان رسول الله من الصحابة » ثمّ يعود بفاصلٍ قليل ليقول: « فلا حاجة إلى تخصيص الخلق بل إلى تخصيص الوجه أو الوجوه » وهل هذا إلّا تهافت؟!

٣٤٦

٦ - مغايرة الأحبيّة للأفضليّة مردودة عند علمائهم

وأمّا قوله: « ثمّ الكلام في الصّحابة إنّما هو في الأفضلية من جهة كثرة الثواب، والأحبيّة غيرها، كما في القول المشهور من بعض العلماء في الفرق بين الأفضليّة والأحبيّة » فعجيبٌ أيضاً، فقد صرّح الرازي في ( تفسيره ) بأنّ المحبّة من الله إعطاء الثواب، فالأحبيّة إليه توجب أكثريّة الثواب بلا ارتياب، وقد تقدّمت عبارته سابقاً، كما ستعلم أن أكابر المتكلّمين من أهل السنّة: كالرازي، والأصفهاني، والعضد، والشّريف الجرجاني، والدولت آبادي، وافقوا على كون الأحبيّة بمعنى أكثريّة الثّواب.

* * *

٣٤٧

٣٤٨

دحضُ تقوّلات

بعض عُلماء الكلام

٣٤٩

٣٥٠

القاضي عبد الجبّار

قال قاضي القضاة عبد الجبّار بن أحمد الأسترآبادي ما نصّه:

« دليل لهم آخر: وقد تعلّقوا بقولهعليه‌السلام : لاُعطينَّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله و بما روي من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطّائر.

قالوا: إذا دلَّ على أنّه أفضل خلق الله تعالى بعده وأحبَّهم إلى الله تعالى فيجب أنْ يكون هو الإِمام.

وهذا بعيد، لأنّه إنّما يمكن أنْ يتعلَّق به في أنّه أفضل، فأمّا في النصّ على أنّه إمام فغير جائز التعلّق به، إلّا من حيث أنْ يقال: الإِمامة واجبة للأفضل. وقد بيّنا أنّها غير مستحقّة بالفضل، فإنّه لا يمتنع في المفضول أنْ يتولّاها أو من يساويه غيره في الفضل »(١) .

إقراره بالسّند والدلالة وإنكاره تعيّن الأفضل للإِمامة

أقول : هذا كلام ظاهر في قبول القاضي عبد الجبّار حديث الطّير سنداً ودلالةً، ولو كان عنده تأمّل في جهة سنده أو جهة دلالته على أفضليّة أمير

____________________

(١). المغني في الإِمامة ج ٢٠ ق ٢ / ١٢٢.

٣٥١

المؤمنينعليه‌السلام لَما سكت عن إظهاره، لكنه منع وجوب الإِمامة للأفضل وجوّز أنْ يتولّاها المفضول تصحيحاً لخلافة المتغلّبين عليها لكنْ قد أثبتنا في محلّه أن نصب المفضول لها مع وجود الأفضل غير جائز فلا يبقى ريبٌ في دلالة حديث الطّير على إمامة الإِمام وخلافته عن الرّسول بلا فصل.

ولنعم ما أفاد السيّد المرتضى علم الهدى طاب ثراه في نقض كلام القاضي: « هذان الخبران اللذان ذكرتهما إنّما يدلّان عندنا على الإِمامة، كدلالة المؤاخاة وما جرى مجراها، لأنّا قد بيّنا أنّ كلّ شيء دلَّ على التفضيل والتعظيم فهو دلالة على استحقاق أعلى الرتب والمنازل، وإنّ أولى الناس بالإِمامة من كان أفضلهم وأحقّهم بأعلى منازل التبجيل والتعظيم، وقد مضى طرف من الكلام في أنَّ المفضول لا يحسن إمامته، وإنْ ورد من كلامه شيء من ذلك في المستقبل أفسدناه بعون الله»(١) .

الفخرُ الرّازي

وقال الفخر الرّازي - في ذكر أدلّة الإِمامية على أفضليّة الإِمام أمير المؤمنينعليه‌السلام -: « الحجّة الثّانية: التمسّك بخبر الطّير، وهو قولهعليه‌السلام : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل هذا الطير معي والمحبّة من الله تعالى عبارة عن كثرة الثواب والتعظيم ».

فأجاب: « أمّا الثاني - وهو التمسّك بخبر الطّير - فالإِعتراض عليه أنْ نقول: قولهعليه‌السلام : بأحبّ خلقك. يحتمل أنْ يكون [ المراد منه ] أحبّ خلق الله في جميع الاُمور، وأن يكون أحبّ خلق الله في شيءٍ معيّن. والدليل على كونه محتملاً لهما: أنّه يصح تقسيمه إليهما فيقال: إمّا أنْ يكون أحبّ خلق الله في جميع الأمور أو يكون أحبّ خلق الله في هذا الأمر الواحد، وما به

____________________

(١). الشافي في الإِمامة ٣ / ٨٦ - ٨٧.

٣٥٢

الإِشتراك غير مستلزم بما به الإِمتياز، فإذن، هذا اللفظ لا يدلّ على كونه أحبّ إلى الله تعالى في جميع الاُمور، فإذن، هذا اللفظ لا يفيد إلّا أنّه أحبّ إلى الله في بعض الاُمور، وهذا يفيد كونه أزيد ثواباً من غيره في بعض الاُمور، ولا يمتنع كون غيره أزيد ثواباً منه في أمر آخر، فثبت أنّ هذا لا يوجب التفضيل. وهذا جواب قوي »(١) .

وجوب الجواب عن هذا الكلام

وهذا الإِعتراض الذي وصفه بالقوة في غاية الضعف والسخافة، لما قدّمنا في جواب التأويل الأول من تأويلات ( الدهلوي )، من الوجوه القويمة الدالّة على بطلان تأويل حديث الطير وحمل « الأحبيّة » فيه على بعض الوجوه دون بعض.

ونقول هنا بالإضافة إلى ذلك:

أولاً : تخصيص « الأحبيّة » ببعض الاُمور صرف للكلام عن ظهوره وهو حرام بلا ريب، كما سبق وسيأتي فيما بعد أيضاً.

وثانياً : صحّة الإِستثناء دليل العموم، إذ يصحّ أن يقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك إلّا في كذا، وإذ لم يستثن فالكلام عام، وهذه القاعدة مقررة ومقبولة بلا كلام.

وثالثاً : لو سلَّمنا أنّ مدلول حديث الطير كونه « أحبّ إلى الله في بعض الاُمور، وأن هذا يفيد كونه أزيد ثواباً من غيره في بعض الاُمور » فالحديث يدل على أنّهعليه‌السلام أفضل من الثلاثة، إذ لا سبيل لأهل السنّة لأن يثبتوا للإِمامية أنّ أحدهم يستحقّ ثواباً في الأمر الفلاني المحبوب لله ورسوله، فضلاً عن الأحبيّة وأكثريّة الثواب، فضلاً عن أن يكون أحدهم أحبّ وأكثر ثواباً منه

____________________

(١). الأربعين في اُصول الدين - مبحث أدلّة الاماميّة على أفضليّة على.

٣٥٣

عليه‌السلام .

الشَّمسُ السَّمرقَنْدي

وقال شمس الدين محمّد بن أشرف الحسني السمرقندي:

« الفصل الثالث في أفضل الناس بعد النبي. المراد بالأفضل هاهنا أن يكون أكثر ثواباً عند الله. واختلفوا فيه فقال أهل السنّة وقدماء المعتزلة: إنّه أبو بكر. وقال الشيعة وأكثر المتأخرين من المعتزلة: هو علي:

إستدلّ أهل السنّة بوجهين: الأول: قوله تعالى:( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ ) السورة. والمراد هو أبو بكر -رضي‌الله‌عنه - عند أكثر المفسّرين، والأتقى أكرم عند الله تعالى، لقوله تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) والأكرم عند الله أفضل. الثاني: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والله ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر.

وأجاب الشيعة: بأنّ هذا لا يدلّ على أنّه أفضل، بل على أنَّ غيره ليس أفضل منه.

واحتجّت الشيعة: بأنَّ الفضيلة إمّا عقليّة أو نقليّة، والعقليّة إمّا بالنسب أو بالحسب، وكان علي أكمل الصّحابة في جميع ذلك، فهو أفضل.

أمّا النسب: فلأنّه أقرب إلى رسول الله، والعباس - وإنْ كان عمّ رسول الله لكنه - كان أخا عبد الله من الأب، وكان أبو طالب أخاً منهما. وكان علي هاشمياً من الأب والاُم، لأنّه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وعلي بن فاطمة بنت أسد بن هاشم، والهاشمي أفضل لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إصطفى من ولد إسماعيل قريشاً واصطفى من قريش هاشماً.

وأمّا الحسب فلأنّ أشرف الصّفات الحميدة: الزّهد والعلم والشجاعة،

٣٥٤

وهي فيه أتم وأكمل من الصحابة.

أمّا العلم: فلأنّه ذكر في خطبه من أسرار التوحيد والعدل والنبوّة والقضاء والقدر وأحوال المعاد ما لم يوجد في الكلام لأحدٍ من الصحابة، وجميع الفرق ينتهي نسبتهم في علم الاُصول إليه، فإنّ المعتزلة ينسبون أنفسهم إليه، والأشعري أيضاً منتسب إليه، لأنّه كان تلميذ الجبائي المنتسب إلى علي، وانتساب الشيعة بيّن، الخوارج - مع كونهم أبعد الناس عنه - أكابرهم تلامذته، وابن عباس رئيس المفسّرين كان تلميذاً له. وعلم منه تفسير كثيرٍ من المواضع التي تتعلَّق بعلوم دقيقةٍ مثل: الحكمة والحساب والشعر والنجوم والرمل وأسرار الغيب، وكان في علم الفقه والفصاحة في الدرجة العليا، وعلم النحو منه وأرشد أبا الأسود الدؤلي إليه، وكان عالماً بعلم السّلوك وتصفية الباطن الذي لا يعرفه إلّا الأنبياء والأولياء، حتى أخذه جميع المشايخ منه أو من أولاده أو من تلامذتهم، وروي أنّه قال: لو كسرت الوسادة ثمّ جلست عليها لقضيت بين أهل التوارة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية نزلت في بر أو بحر أو سهل أو جبل أو سماء أو أرض أو ليل أو نهار إلّا وأنا أعلم فيمن نزلت وفي أيّ شيء نزلت.

وروي أنّه قال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أقضاكم علي. والقضاء يحتاج إلى جميع العلوم.

وأمّا الزهد: فلمـّا علم منه بالتواتر من ترك اللّذات الدنياوية والاحتراز عن المحظورات من أوّل العمر إلى آخره مع القدرة، وكان زهّاد الصحابة: كأبي ذرّ وسلمان الفارسي وأبي الدرداء تلامذته.

وأمّا الشجاعة: فغنية عن الشرح، حتى قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا فتى إلاّ علي لا سيف إلاّ ذو الفقار و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الأحزاب: لضربة علي خير من عباده الثقلين.

وكذا السخاء: فإنّه بلغ فيها الدرجة القصوى، حتى أعطى ثلاثة أقراصٍ

٣٥٥

ما كان له ولا لأولاده غيرها عند الإِفطار، فأنزل الله تعالى:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) .

وكان أولاده أفضل أولاد الصحابة كالحسن والحسين. و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هما سيّدا شباب أهل الجنّة ، ثمّ أولاد الحسن مثل: الحسن المثنى، والحسن المثلث، وعبد الله بن المثنى، والنفس الزكيّة. وأولاد الحسين مثل: الأئمة المشهورة وهم إثنا عشر. وكان أبو حنيفة ومالك - رحمهما الله - أخذا الفقه من جعفر الصادق والباقون منهما، وكان أبو يزيد البسطامي - من مشايخ الإسلام - سقّاء في دار جعفر الصادق، والمعروف الكرخي أسلم على يد علي الرّضا وكان بوّاب داره.

وأيضاً: اجتماع الأكابر من الاُمة وعلمائها على شيعيّته دالّ على أنّه أفضل، ولا عبرة بقول العوام.

وأمّا الفضائل النقليّة: فما روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

الاُولى : خبر الطير، وهو قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي وأكل معه.

الثانية : خبر المنزلة، وهو قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا إنّه لا نبي بعدي وهذا أقوى من قوله في حق أبي بكر: والله ما طلعت شمس ولا غربت بعد النبيّين على أفضل من أبي بكر، لأنّه إنّما يدلّ على أنّ غيره ليس اُفضل منه لا على أنّه أفضل من غيره. وأيضاً: يدلّ على أنّ الغير ما كان أفضل منه لا على أنّه ما يكون، فجاز أنْ لا يكون عند ورود هذا الخبر ويكون بعده. وأيضاً: خبر المنزلة يدلُّ على أنّ له مرتبة الأنبياء لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إلّا أنّه لا نبي بعدي، وخبر أبي بكر إنّما يدلّ على أنّ غيره ممّن هو أولى من مراتب الأنبياء ليس أفضل منه لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بعد النبيين والمرسلين، فجاز أن يكون علي أفضل منه.

٣٥٦

الثالثة : خبر الراية، روي أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث أبا بكر إلى خيبر فرجع منهزماً، ثمّ بعث عمر فرجع منهزماً، فبات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مغتمّاً، فلمـّا أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية وقال: لأعطينّ الرّاية رجلا يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، كرّاراً غير فرّار. فتعرّض له المهاجرون والأنصار فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أين علي؟ فقيل: إنّه أرمد العينين، فتفل في عينيه، ثمّ دفع إليه الرّاية.

الرابعة : خبر السّيادة. قالت عائشة: كنت جالسة عند النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - إذْ أقبل علي فقال: هذا سيّد العرب. فقلت: بأبي واُمّي، ألست سيد العرب؟ فقال: أنا سيد العالمين، وهو سيد العرب.

الخامسة : خبر المولى. قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه. وروى أحمد والبيهقي في فضائل الصحابة أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى يوشع في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى وجه علي.

السادسة : روي عن أنس بن مالك -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ أخي ووزيري وخير من أتركه من بعدي يقضي ديني وينجز وعدي: علي بن أبي طالب.

السابعة : روي عن ابن مسعود أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي خير البشر من أبى فقد كفر.

الثامنة : روي أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - في ذي الثدية، وكان رجلاً منافقاً - يقتله خير الخلق. و في رواية: خير هذه الاُمة. وكان قاتله علي بن أبي طالب. و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة: إنّ الله تعالى اطّلع على أهل الدنيا واختار منهم أباك واتّخذه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانياً فاختار منهم بعلكِ

٣٥٧

هذا ما قالوا.

والحق: إنّ كلّ واحدٍ من الخلفاء الأربعة - بل جميع الصحابة - مكرّم عند الله، موصوف بالفضائل الحميدة »(١) .

إقراره بالدلالة وإعراضه عن التأويل

أقول: لقد أنصف السمرقندي، فنقل استدلالات الشّيعة على أفضليّة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإن أضاف إليها - عن كياسة أو جهل - كلماتٍ غير صادرة عنهم، وأذعن بدلالاتها وأقرّ بمتانتها ومنها حديث الطّير، فإنّه أورده ولم يناقش في سنده، ولم يتّبع الفخر الرازي في تقوّلاته - وإنْ قلّده في مواضع كثيرة ونقل أقواله ولو بالتفريق والتوزيع ووافقه عليها - لِما رأى فيها من السّخافة والركاكة المانعة من التفوّه بها.

ويؤكّد إقراره بالحق أو عجزه عن الجواب تخلّصه عن استدلال الشيعة بقوله: « والحقّ: إنّ كلّ واحد ». فإنّه يعلم بأنّ هذه الجملة لا تفي للجواب عن تلك الاستدلالات المتينة والبراهين الرصينة، التي يكفي كل واحد واحد منها لإِثبات مطلوب الشيعة، على أنّ ما قاله مجرّد دعوى فهو مطالَب بالدليل عليها. ولو فرض أنّ الثّلاثة - بل جميع الصحابة « مكرم عند الله موصوف بالفضائل الحميدة » فإنّ هذا لا ينافي أفضَليّة أمير المؤمنينعليه‌السلام منهم.

____________________

(١). الصحائف في علم الكلام - مخطوط. قال كاشف الظنون ٢ / ١٠٧٥ « أوّله: الحمد لله الذي استحق الوجود والوحدة. إلخ. وهو على مقدمة وست صحائف وخاتمة، ومن شروحه: المعارف في شرح الصحائف، أوله: الحمد لله الذي ليس لوجوده بداية إلخ للسمرقندي شمس الدين محمّد، وشرحه البهشتي أيضاً بشرحين » وأرخ وفاته بسنة ٦٠٠. لكن في هديّة العارفين ٢ / ١٠٦: رأيت شرحه على المقدمة البرهانيّة للنسفي، فرغ منه سنة ٦٩٠ فليصحح. وذكر له مؤلّفاتٍ أُخرى.

٣٥٨

القاضي البيضاوي

وقال القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي - في بيان وجوه استدلال الشيعة على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام -:

« السادس - إنّ عليّاً كرّم الله وجهه كان أفضل الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّه ثبت بالأخبار الصحيحة أنّ المراد من قوله تعالى حكايةً( أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) علي، ولا شكّ أنّه ليس نفس محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعينه، بل المراد به أنّه بمنزلته أو هو أقرب الناس إليه، وكلّ من كان كذلك كان أفضل الخلق بعده. ولأنّه أعلم الصحابة، لأنّه كان أشدّهم ذكاء وفطنة وأكثرهم تدبيرا ورويّة، وكان حرصه على التعلّم أكثر، واهتمام الرسولعليه‌السلام بإرشاده وتربيته أتمّ وأبلغ، وكان مقدّماً في فنون العلوم الدينية اُصولها وفروعها، فإنّ أكثر فرق المتكلّمين ينتسبون إليه ويسندون اُصول قواعدهم إلى قوله، والحكماء يعظّمونه غاية التعظيم، والفقهاء يأخذون برأيه. وقد قالعليه‌السلام : أقضاكم علي.

وأيضاً: فأحاديث كثيرة، كحديث الطير وحديث خيبر، وردت شاهدةً على كونه أفضل. والأفضل يجب أن يكون إماماً ».

فقال في الجواب: « وعن السادس: إنّه معارض بمثله، والدليل على أفضلية أبي بكر قوله تعالى:( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) فإنّ المراد به إمّا أبو بكر أو علي وفاقاً، والثاني مدفوع لقوله تعالى:( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) لأنّ علياً نشأ في تربيته وإنفاقه وذلك نعمة تجزى، وكلّ من كان أتقى كان أكرم عند الله وأفضل، لقوله تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) . و قولهعليه‌السلام : ما طلعت الشمس ولا غربت على أحدٍ بعد النبيّين والمرسلين أفضل من أبي بكر. و قولهعليه‌السلام لأبي بكر وعمر: هما سيّدا كهول أهل الجنّة ما خلا

٣٥٩

النبيّين والمرسلين »(١) .

إقراره بالدلالة وإعراضه عن التأويل

أقول : لقد ذكر البيضاوي أدلّة للشيعة على أفضليّة الإِمامعليه‌السلام ، فلم يناقش في شيء منها، لا في السند ولا في الدلالة. وذكر منها حديث الطّير وأقرّ بدلالته، ولم يذكر له أيّ تأويل.

ويؤكّد ما ذكرنا أنّه لم يأت في الجواب إلّا بالمعارضة بأشياء يروونها في فضل خلفائهم، فإنّ المعارضة - كما هو معلوم - فرع تمامية السّند والدّلالة لكنّ ما استند إليه في المعارضة باطل حتى على اُصولهم(٢) ، وعلى فرض التسليم فإنّه ليس بحجةٍ على الشيعة.

الشّمس الأصفهاني

وقال شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الأصفهاني - في بيان أدلّة الشيعة على إمامة سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام : « السادس - إنّ عليّاً كان أفضل الناس بعد النبيّ، لأنّه ثبت بالأخبار الصحيحة أنّ المراد من قوله تعالى:( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) علي،

____________________

(١). طوالع الأنوار - مخطوط.

(٢). هذا الحديث أخرجه الهيثمي وحكم بسقوطه، وإليك نصّه:

« عن جابر بن عبد الله قال: رأى رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - أبا الدرداء يمشي بين يدي أبي بكر، فقال: يا أبا الدرداء تمشي قدّام رجلٍ لم تطلع الشمس بعد النبيّين على رجل أفضل منه. فما رؤي أبو الدرداء بعدُ يمشي إلّا خلف أبي بكر. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: إسماعيل بن يحيى التيمي، وهو كذاب.

وعن أبي الدرداء قال: رآني رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وأنا أمشي أمام أبي بكر فقال: لا تمشي أمام من هو خير منك، إنّ أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس، أو غربت. رواه الطبراني، وفيه: بقيّة، وهو مدلّس » مجمع الزوائد ٩ / ٤٤.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

١٢١٩٥ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(١) الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَذَكَرَ مِصْرَ(٢) ، فَقَالَ(٣) : « قَالَ النَّبِيُّ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله : لَاتَأْكُلُوا فِي فَخَّارِهَا(٥) ، وَلَا تَغْسِلُوا رُؤُوسَكُمْ بِطِينِهَا ؛ فَإِنَّهُ(٦) يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ ، وَيُورِثُ(٧) الدِّيَاثَةَ(٨) ».(٩)

٧ - بَابُ فَضْلِ مَاءِ زَمْزَمَ وَمَاءِ الْمِيزَابِ‌

١٢١٩٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ زَمْزَمُ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلى مِنَ الشَّهْدِ(١٠) ،

___________________

(١). في « ط » : - « أبي الحسن ».

(٢). في « ط » : « يمصّ الماء مصّاً » بدل « وذكر مصر ».

(٣). في « ط ، ق » : « وقال ». وفي « بح » : « قال ». وفي « بن » والوسائل ، ج ٢٥ : - « فقال ».

(٤). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائل والبحار : « رسول الله ».

(٥). في « ط » : « فخّار مصر ». والفخّار : ضرب من الخزف معروف تعمل منه الجرار والكيزان وغيرهما.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤١٩ ( فخر ). (٦). في « ط » : « فإنّها ».

(٧). في « ط ، ق » : « وتورث ».

(٨). « الدياثة » : فعل الدَّيّوث ، وهو الرجل الذي لاغيرة له على أهله.المصباح المنير ، ص ٢٠٥ ( ديث ).

(٩).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الحمّام ، ح ١٢٧٨٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ضمن الحديث ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط.قرب الإسناد ، ص ٣٧٦ ، ضمن ح ١٣٣٠ ، بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٠٤ ، ذيل ح ٧٣ ، عن عليّ بن أسباط ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الحمّام ، ح ١٢٧٨٧ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ١١٦ ، ح ٢٤٣الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٤٩٦ ، ح ١٩٨٦٨ ؛وفيه ، ج ٦ ، ص ٦٠٣ ، ح ٥٠٢٣ ، من قوله : « لا تغسلوا رؤوسكم » ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥٢٣ ، ح ٤٣٥٥ ؛ وج ٢٥ ، ص ٢٥٥ ، ح ٣١٨٤٧ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٥٣٣ ، ح ٢٥.

(١٠). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، بف ، جت » والوافي والوسائل : « العسل ».

٦٤١

وَكَانَتْ سَائِحَةً(١) ، فَبَغَتْ(٢) عَلَى الْمِيَاهِ(٣) ، فَأَغَارَهَا اللهُ جَلَّ وَعَزَّ ، وَأَجْرى عَلَيْهَا(٤) عَيْناً مِنْ صَبِرٍ(٥) ».(٦)

١٢١٩٧ / ٢. وَبِإِسْنَادِهِ(٧) ، قَالَ :

ذُكِرَتْ زَمْزَمُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٨) ، فَقَالَ : « أُجْرِيَ(٩) إِلَيْهَا(١٠) عَيْنٌ(١١) مِنْ تَحْتِ الْحِجْرِ(١٢) ، فَإِذَا غَلَبَ(١٣) مَاءُ الْعَيْنِ عَذُبَ(١٤) مَاءُ زَمْزَمَ ».(١٥)

١٢١٩٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ(١٦) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ،

___________________

(١). فيالوافي : « سائحة : جارية على وجه الأرض ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٢٣٧ : « يمكن أن يكون المراد ببغيها بغي أهلها ، أو يكون كناية عن أنّها لمـّا كانت لشرافتها مفضّلة على سائر المياه ، نقص من طعمها للمعادلة ، ولا يبعد أن يكون للجمادات نوع من الشعور لا نعرفه ، كما قال الله تعالى :( وَإِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) ».

(٣). هكذا في « ط ، ن ، جت » وحاشية « م » والوافيوالبحار والمحاسن والعلل. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الأمياه ». وفيالمرآة : « في بعض النسخ : المياه ، وهو أصوب ؛ لأنّه لم يذكروا في جمع الماء إلّا مواه ومياه ».

(٤). في العلل : « إليها ».

(٥). « الصَبِرُ » : عصارة شجر مُرّ.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٤٢ ( صبر ).

(٦).المحاسن ، ص ٥٧٣ ، كتاب الماء ، صدر ح ٢١.علل الشرائع ، ص ٤١٥ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّالالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٧٨ ، ح ٢٠٠٥٢ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٠.

(٧). المراد من « بإسناده » هو الطريق المذكور في السند السابق.

(٨). في العلل : - « عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(٩). في المحاسن والعلل : « تجري ».

(١٠). في « ق ، جت » وحاشية « م » : « عليها ». وفي « بح » : « لها ».

(١١). في «ط» : «عيناً».وفي «جد» : + « جارية».

(١٢). في « ط » : « البحر ».

(١٣). في « ط ، ق ، بح ، بف » وحاشية « م ، جت ، جد » والوافي : « فغلب » بدل « فإذا غلب ».

(١٤). في « ط » : « عذوبة ».

(١٥).المحاسن ، ص ٥٧٣ ، كتاب الماء ، ذيل ح ٢١ ،وفيه هكذا : « وبإسناده قال : ذكرت ».علل الشرائع ، ص ٤١٥ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن ابن عقبة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٧٨ ، ح ٢٠٠٥٣.

(١٦). في الكافي ، ح ٤٧٢٨ : + « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ».

٦٤٢

عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٢) ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : مَاءُ زَمْزَمَ خَيْرُ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ(٣) بَرَهُوتَ(٤) الَّذِي(٥) بِحَضْرَمَوْتَ ، تَرِدُهُ(٦) هَامُ(٧) الْكُفَّارِ بِاللَّيْلِ(٨) ».(٩)

١٢١٩٩ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَاءُ زَمْزَمَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ » وَأَظُنُّهُ(١٠) قَالَ : « كَائِناً مَا‌

___________________

(١). في « ط » : « ابن ميمون القدّاح ». وفي « م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، بح ، بف » والوسائل والبحار : « عبد الله بن ميمون القدّاح ». وفي الكافي ، ح ٤٧٢٨ : « عن القدّاح ». والعناوين الثلاثة كلها حاكية عن راوٍ واحد ، وهو عبدالله بن ميمون القدّاح. لاحظ ما قدّمناه فيالكافي ، ذيل ح ١٢١٤٢.

(٢). في الكافي ، ح ٤٧٢٨ : + « عن آبائهعليهم‌السلام ». وفي المحاسن : + « عن أبيهعليهما‌السلام ».

(٣). في « ط » : - « ماء ».

(٤). في الكافي ، ح ٤٧٢٨ : + « وهو ». « برهوت » بفتح الباء والراء : بئر عميقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها ، ويقال : برهوت بضمّ الباء وسكون الراء ، فتكون تاؤها على الأوّل زائدة ، وعلى الثاني أصليّة.النهاية ، ج ١ ، ص ١٢١ - ١٢٢ ( برهت ). (٥). في « ط » : - « الذي ».

(٦). في « ن » والوافي : « يرده ». وفي « بف » بالتاء والياء معاً.

(٧). فيالوافي : « الهام : جمع هامة ، وهي رئيس القوم وطائر يصرّ بالليل يقفر قفراناً يقال له : الصداء ، ويقال : الصدا للجسد اللطيف ، ولجسد الميّت بعد الموت ، ولطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلي بزعم الجاهليّة وكانوا يزعمون أنّ عظام الميّت تصير هامة فتطير على قبره ، والمراد بالهامة هاهنا أرواح الكفّار وأرواح رؤسائهم ». وانظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٣ ( هيم ).

(٨). في الكافي ، ح ٤٧٢٨ : - « بالليل ».

(٩).الكافي ، كتاب الجنائز ، باب في أرواح الكفّار ، ح ٤٧٢٨ ، من قوله : « شرّ ماء على وجه الأرض ». وفيالمحاسن ، ص ٥٧٣ ، كتاب الماء ، ح ١٨ ، عن جعفر بن محمّد ، عن ابن القدّاح.الكافي ، نفس الباب ، ح ٤٧٢٩ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الجعفريّات ، ص ١٩٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وراجع :الكافي ، كتاب الجنائز ، باب في أرواح الكفّار ، ح ٤٧٢٧الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٠ ، ح ٢٠٠٥٤ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٤٨ ، ح ٧.

(١٠). في « ط » : « فأظنّه ».

٦٤٣

كَانَ ».(١)

١٢٢٠٠ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَاءُ زَمْزَمَ دَوَاءٌ مِمَّا(٢) شُرِبَ لَهُ ».(٣)

١٢٢٠١ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَغَيْرِهِ ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَمِيعاً ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ صَارِمٍ(٤) ، قَالَ :

اشْتَكى رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا بِمَكَّةَ حَتّى سَقَطَ لِلْمَوْتِ(٥) ، فَلَقِينَا(٦) أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي‌

___________________

(١).المحاسن ، ص ٥٧٣ ، كتاب الماء ، ح ٢٠ ، بسنده عن محمّد بن سنان.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٤٦ ، إلى قوله : « من كلّ داء ». وراجع :الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢١٦٥الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٠ ، ح ٢٠٠٥٦ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦١ ، ح ٣١٨٦٢ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٤٨ ، ح ٨.

(٢). في البحار والمحاسن : « لما ». وفي فقه الرضاعليه‌السلام : « شفاء لما » بدل « دواء ممّا ».

(٣).المحاسن ، ص ٥٧٣ ، كتاب الماء ، ح ١٩ ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢١٦٤ ، مرسلاً ، وتمام الرواية فيه : « وقال الصادقعليه‌السلام : ماء زمزم شفاء لما شرب له ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٤٥ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٠ ، ح ٢٠٠٥٥ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٠ ، ح ٣١٨٦١ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٤٨ ، ح ٩.

(٤). هكذا في « بن » وحاشية « م ، ن ، بح ، جت ، جد » والوسائل. وفي « ق » : « مصاوم ». وفي « م ، بن ، جت » : « مصادم ». وفي « بف ، جد » : « مصارم ». وفي « ط ، ن » وحاشية « ق » والمطبوع والوافي : « مصادف ».

والخبر رواه أحمد بن أبي عبد الله فيالمحاسن ، ص ٥٧٤ ، ح ٢٤ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة ، عن صارم.

ولم نعثر على مصادم ومصاوم أو مصارم كعنوان في موضع. وأمّا صارم ، فهو وإن كان عنواناً غريباً ، لكنّ الشيخ الطوسي ذكر صارم بن علوان الجوخي في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام . راجع : رجال الطوسي ، ص ٢٢٧ ، الرقم ٣٠٦٦.

(٥). في « بن » وحاشية « بح » والوسائل : « في الموت ».

(٦). في « م ، بن ، جد » والوسائلوالمحاسن : « فلقيت ».

٦٤٤

الطَّرِيقِ ، فَقَالَ(١) : « يَا صَارِمُ(٢) ، مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ ».

قُلْتُ : تَرَكْتُهُ بِالْمَوْتِ جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) .

فَقَالَ : « أَمَا لَوْ كُنْتُ مَكَانَكُمْ لَسَقَيْتُهُ(٤) مِنْ مَاءِ(٥) الْمِيزَابِ ».

فَطَلَبْنَا(٦) عِنْدَ(٧) كُلِّ أَحَدٍ فَلَمْ نَجِدْهُ ، فَبَيْنَا(٨) نَحْنُ كَذلِكَ إِذَا(٩) ارْتَفَعَتْ سَحَابَةٌ ، فَأَرْعَدَتْ(١٠) وَأَبْرَقَتْ وَأَمْطَرَتْ ، فَجِئْتُ إِلى بَعْضِ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَعْطَيْتُهُ(١١) دِرْهَماً ، وَأَخَذْتُ(١٢) قَدَحَهُ(١٣) ، ثُمَّ أَخَذْتُ(١٤) مِنْ مَاءِ الْمِيزَابِ ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ ، وَسَقَيْتُهُ(١٥) مِنْهُ(١٦) ، وَلَمْ أَبْرَحْ(١٧) مِنْ(١٨) عِنْدِهِ(١٩) حَتّى شَرِبَ سَوِيقاً(٢٠) ، وَصَلَحَ(٢١) وَبَرَأَ بَعْدَ ذلِكَ(٢٢) .(٢٣)

___________________

(١). في « م ، جد » : « قال ». وفي المحاسن : + « لي ».

(٢). هكذا في « ق ، م ، بن » وحاشية « ن ، بح ، جت » والوسائل. وفي « بف ، جد » : « مصارم ». وفي « جت » : « مصادم ». وفي « ط ، ن » والمطبوع والوافي : « مصادف ».

(٣). في المحاسن : « فقلت : تركته بحال الموت » بدل « قلت : تركته بالموت جعلت فداك ».

(٤). في المحاسن : « لأسقيته ».

(٥). في « ط » : + « زمزم أو قال : من ماء ».

(٦). في المحاسن :. « قال : فطلبناه » بدل « فطلبنا ».

(٧). في « ط » : « من ».

(٨). في الوسائل : « فبينما ».

(٩). في « ط ، بف ، جت » : « إذ ».

(١٠). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائلوالمحاسن : « ثمّ أرعدت ».

(١١). في « م ، بن ، جد » والوسائل : « وأعطيته ».

(١٢). في حاشية « جت » : « ثمّ أخذت ».

(١٣). في المحاسن : « قدحاً ».

(١٤). في «ط،ق،ن،بح،بف،جت»والوافي:«وأخذت».

(١٥). في « م ، بن ، جد » والوسائلوالمحاسن : « فسقيته ». وفي الوافي : « فأسقيته ».

(١٦). في المحاسن : - « منه ».

(١٧). في «م،بن،جد» والوسائل والمحاسن : «فلم أبرح».

(١٨). في « ق ، بح ، بف » : - « من ».

(١٩). في « ط » والوافي : « عنه » بدل « من عنده ».

(٢٠). في « ط » : « شربة » بدل « شرب سويقاً ».

(٢١). في المحاسن : - « وصلح ».

(٢٢). في « م ، ن ، بن ، جد » والوافي والوسائل والمحاسن : - « بعد ذلك ».

(٢٣).المحاسن ، ص ٥٧٤ ،كتاب الماء ، ح ٢٤ ، عن يعقوب بن يزيدالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨١ ، ح ٢٠٠٦٠ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣١٨٦٦.

٦٤٥

٨ - بَابُ مَاءِ السَّمَاءِ‌

١٢٢٠٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنْ عَمْرِو(١) بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي قَوْلِهِ تَعَالى(٢) :( وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً ) (٣) قَالَ : لَيْسَ مِنْ(٤) مَاءٍ فِي(٥) الْأَرْضِ إِلَّا وَقَدْ خَالَطَهُ مَاءُ السَّمَاءِ ».(٦)

١٢٢٠٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : اشْرَبُوا مَاءَ السَّمَاءِ(٧) ؛ فَإِنَّهُ يُطَهِّرُ الْبَدَنَ(٨) ، وَيَدْفَعُ الْأَسْقَامَ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ ) (٩) ».(١٠)

___________________

(١). في « ط ، بح ، بف » وحاشية « جت » : « عمر ». والمتكرّر في الأسناد رواية عمرو بن إبراهيم عن خلف بن حمّاد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٣٨٤ - ٣٨٥.

(٢). في « بن » والوسائلوالبحار : « قال الله عزّ وجلّ » بدل « في قوله تعالى » وفي حاشية « بح » : « قول الله عزّ وجلّ ».

(٣). ق (٥٠) : ٩.

(٤). في « ن » : - « من ».

(٥). في « ط » : - « في ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٣ ، ح ٢٠٠٦١ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٥ ، ح ٣١٨٧٤ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٤٦.

(٧). في « بح » : « المطر ».

(٨). في « بح ، بف » : « للبدن ».

(٩). الأنفال (٨) : ١١. وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٢٣٩ : « المشهور أنّها نزلت في غزوة بدر حيث نزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام على غير ماء ، وناموا فاحتلم أكثرهم ، فمطروا ليلاً حتّى جرى الوادي ، فاغتسلوا وتلبّد الرمل حتّى ثبتت عليه الأقدام ، فذهب عنهم رجس الشيطان ، وهو الجنابة ، وربط على قلوبهم بالوثوق على لطف الله ».

(١٠).المحاسن ، ص ٥٧٤ ، كتاب الماء ، ح ٢٥ ، عن القاسم بن يحيى عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .الخصال ، ص ٦٣٦،أبواب الثمانين ومافوقه،ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن القاسم بن =

٦٤٦

١٢٢٠٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْبَرَدُ(١) لَايُؤْكَلُ ؛ لِأَنَّ(٢) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( يُصِيبُ بِهِ (٣) مَنْ يَشاءُ ) (٤) .(٥)

٩ - بَابُ فَضْلِ (٦) مَاءِ الْفُرَاتِ‌

١٢٢٠٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، وَ(٧) مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

___________________

= يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٥١ ، ح ٢٨ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .تحف العقول ، ص ١٢٤ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلى قوله : « يذهب عنكم رجزالشيطان ». راجع :تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ٢٥ ؛ وتفسير فرات الكوفي ، ص ١٥٣ ، ح ١٩٠الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٣ ، ح ٢٠٠٦٢ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٦ ، ح ٣١٨٧٥.

(١). « البَرَد » بالتحريك : حبّ الغمام. وهو مايسمّى بالفارسيّة : « تگرگ ». اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٩٤ ( برد ). (٢). في « ط » : « إنّ ».

(٣). فيالمرآة : « قوله تعالى :( يُصِيبُ بِهِ ) أي يضرّه في ذرعه وثمرته ».

(٤). يونس (١٠) : ١٠٧.

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٤ ، ح ٢٠٠٦٣ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٦ ، ح ٣١٨٧٦ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٤٩ ، ح ١١.

(٦). في « ط » : - « فضل ».

(٧). هكذا في « بن » وحاشية « بح ، جت ». وفي « ط ، ق ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد » والمطبوع والوافي : « عن » بدل الواو.

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّ الحسين بن عثمان ومحمّد بن أبي حمزة من مشايخ محمّد بن أبي عمير. وروايته عنهما متكرّرة في الأسناد. ووردت روايته عنهما متعاطفين في بعض الأسناد ، كما على سبيل المثال فيالكافي ، ح ٦٩٨٠ و ٨٠٧٤ و ١٠٧٣٣ و ١١١٥٠ و ١٣٢٥٤ و ١٣٦٢٥. وراجع :رجال النجاشي ، ص ٥٣ ، الرقم ١١٩ ، ص ٥٤ ، الرقم ١١٢ ، وص ٣٥٨ ، الرقم ٩٦١ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٤٣ ، الرقم ٢١٢ ، وص ٤١٩ ، الرقم ٤٦٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٣٠ - ٣٣٤ وج ١٤ ، ص ٤٠٣ - ٤١٢.

وأمّا ماورد في الكافي ، ح ٢٧٣٨ من رواية ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن محمّد بن أبي حمزة عمّن =

٦٤٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا إِخَالُ(١) أَحَداً(٢) يُحَنَّكُ(٣) بِمَاءِ(٤) الْفُرَاتِ إِلَّا أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ »(٥)

وَقَالَعليه‌السلام (٦) : « مَا سُقِيَ(٧) أَهْلُ الْكُوفَةِ(٨) مَاءَ الْفُرَاتِ إِلَّا لِأَمْرٍ مَا(٩) ».

وَقَالَ : « يُصَبُّ(١٠) فِيهِ مِيزَابَانِ(١١) مِنَ الْجَنَّةِ ».(١٢)

___________________

= ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقد تقدّم أنّ الصواب فيه أيضاً « ومحمّد بن أبي حمزة » كما ورد الخبر في أصل الحسين بن عثمان المطبوع في ضمن الاُصول الستّة عشر ، ص ٣١٨ ، ح ٤٩٧ ، عن حسين ومحمّد بن أبي حمزة ، فلاحظ.

هذا ، وقد جمع الشيخ الحرّ قدس‌سره في الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٦ ، ح ٣١٨٧٧ بين « الواو » و « عن » وقال : « وعن ». ولعلّه فهم من العطف التحويل في السند ، بعطف طبقتين على طبقة واحدة ؛ فإنّ الجمع بين « الواو » و « عن » في الاسناد التحويليّة هو دأبه قدس‌سره ، كما هو الواضح على المتتبّع في أسناد الوسائل .

ويؤيّد هذا الاحتمال ماورد في كامل الزيارات ، ص ٤٩ ، ح ١١ من نقل مضمون الخبر عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام ومحمّد بن أبي حمزة عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام . وإن كان الجزم بوقوع التحويل في سندنا هذا وعدم وقوع التحريف في سند كامل الزيارات مشكل جدّاً ؛ لخلوّ سند الكافي من أيّة قرينة تدلّ على التحويل ، سيّما هذا النوع من التحويل.

(١). في التهذيبوكامل الزيارات ، ص ٤٩ ، ح ١١ وص ٤٧ وكتاب المزار « ما أظنّ ». وخال الشي‌ء : ظنّه ، وتقول‌في مستقبله : إخال بكسر الألف ويفتح في لغة ، والكسر أفصح والقياس الفتح. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٧ ( خيل ). (٢). في « ط » : - « أحداً ».

(٣). في « ط ، ق » : + « أحد ». وفي « بف » : + « أحداً ». والتحنيك : دلك حنكه بماء الفرات ، يقال : حنّك الصبيّ تحنيكاً : مضغ تمراً ونحوه ودلك به حنكه. راجع :المصباح المنير ، ص ١٥٤ ( حنك ).

(٤). في « ط ، ق ، بف » والوافي : « من ماء ».

(٥). في كامل الزيارات ، ص ٤٩ ، ح ١١ : « كان لنا شيعة » بدل « أحبّنا أهل البيت ».

(٦). في الوسائل : + « لامرئ ».

(٧). في « بف » : « ما أسقى ».

(٨). في « ط ، ق ، بف ، جت » والوافي : + « من ».

(٩). في « بن » وحاشية « جت » : « لأمر ما سقي أهل الكوفة ماء الفرات » بدل « ما سقي أهل الكوفة ماء الفرات إلّا لأمر ما ». (١٠). في « جد » : « تصيب ».

(١١). في « بح » : « ميزان ».

(١٢).كامل الزيارات ، ص ٤٩ ، الباب ١٣ ، ح ١١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن أبي عبد =

٦٤٨

١٢٢٠٦ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(١) : « يُدْفَقُ(٢) فِي الْفُرَاتِ(٣) كُلَّ يَوْمٍ دُفُقَاتٌ(٤) مِنَ الْجَنَّةِ».(٥)

١٢٢٠٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ(٦) رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام (٧) : « نَهَرُكُمْ هذَا(٨) - يَعْنِي مَاءَ(٩) الْفُرَاتِ - يَصُبُّ(١٠) فِيهِ مِيزَابَانِ مِنْ مَيَازِيبِ الْجَنَّةِ ».

قَالَ : فَقَالَ(١١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَوْ كَانَ بَيْنَنَا(١٢) وَبَيْنَهُ أَمْيَالٌ ، لَأَتَيْنَاهُ ،

___________________

= اللهعليه‌السلام ومحمّد بن أبي حمزة ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،وفيه هكذا : « ما أظنّ أحداً يحنّك بماء الفرات إلّا كان لنا شيعة قال : قال ابن أبي عمير : ولا أعلمه ابن سنان إلّا وقد رواه لي وروى ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، قال : يجري في الفرات ميزابان من الجنّة ». وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، صدر ح ٨٢ ؛وكامل الزيارات ، ص ٤٧ ، الباب ١٣ ، صدر ح ٤ ؛ وص ٤٩ ، الباب ١٣ ، ح ١٣ ؛ وكتاب المزار ، ص ١٨ ، صدر ح ٢ ، بسند آخر ، إلى قوله : « إلّا أحبّنا أهل البيت »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٥ ، ح ٢٠٠٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٦ ، ح ٣١٨٧٧ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٨ ؛ وج ٦٦ ، ص ٤٤٨ ، ح ٣.

(١). في الوسائلوالبحار وكامل الزيارات : - « قال ».

(٢). في كامل الزيارات : « تقطر ». ودفقت الماء أدفقه دفقاً ، أي صببته ، فهو ماء دافق ، أي مدفوق.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٧٥ ( دفق ). (٣). في « ط » : + « في ».

(٤). في كامل الزيارات : « قطرات ».

(٥).كامل الزيارات ، ص ٤٨ ، الباب ١٣ ، ح ٨ ، بسند آخرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٥ ، ح ٢٠٠٦٦ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٧ ، ح ٣١٨٧٨ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٧ ؛ وج ٦٦ ، ص ٤٤٨ ، ح ٤.

(٦). في « ن » : « الحسن بن سعيد ».

(٧). في البحاروالمحاسن : + « إنّ ».

(٨). في « ط » : « نعم ، هذا الماء » بدل « نهركم هذا ».

(٩). في « بف » : « الماء ». وفي « م ، ن ، بن ، جد » والوسائل : - « ماء ».

(١٠). في « بح » : « يصيب ».

(١١). في«م،بن،جد»والوسائلوالمحاسن :«وقال ».

(١٢). في المحاسن : « بيني ».

٦٤٩

وَنَسْتَشْفِي(١) بِهِ(٢) ».(٣)

١٢٢٠٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(٤) رَفَعَهُ(٥) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْفُرَاتِ؟ » فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : « لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ(٦) ، لَأَحْبَبْتُ أَنْ آتِيَهُ(٧) طَرَفَيِ النَّهَارِ ».(٨)

١٢٢٠٩ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ،عَنْ سَعْدَانَ :

عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ(٩) رَفَعُوهُ(١٠) إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : « أَمَا إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ لَوْ حَنَّكُوا أَوْلَادَهُمْ(١١) بِمَاءِ الْفُرَاتِ ، لَكَانُوا شِيعَةً لَنَا ».(١٢)

١٢٢١٠ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ‌

___________________

(١). هكذا في « ط ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » وحاشية « بف »والمحاسن . وفي الوسائل : « فتستشفي ». وفي « بف » والوافي : « نستقي ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « ونستسقي ».

(٢). في حاشية « بف » والوافي : « منه ».

(٣).المحاسن ، ص ٥٧٥ ، كتاب الماء ، ح ٢٦ ، عن عثمان بن عيسى رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٥ ، ح ٢٠٠٦٧ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٧ ، ح ٣١٨٨٠.

(٤). في حاشية « جت » : « عليّ بن الحسن ».

(٥). في « بن » وحاشية « جت » والوسائل : « يرفعه ».

(٦). في « بن » والوسائل : « كان عندنا ».

(٧). في « م » : « أتيته ».

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩ ، ذيل ح ٨٢ ؛وكامل الزيارات ، ص ٤٧ ، الباب ١٣ ، ذيل ح ٤ ؛ وكتاب المزار ، ص ١٨ ، ذيل ح ٢ ، بسند آخرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٦ ، ح ٢٠٠٦٨ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٧ ، ح ٣١٨٨٠.

(٩). في«ط» : « عن رجل » بدل « عن غير واحد ».

(١٠). في«ط ، بح ، بف ،جت» والوافي : « رفعه ».

(١١). قال الشهيد الثانيقدس‌سره : « في بعض الأخبار : حنّكوا أولادكم بماء الفرات وتربة الحسينعليه‌السلام ، فإن لم يكن فماء السماء. والمراد بالتحنيك : إدخال ذلك إلى حَنَكِه ، وهو أعلى داخل الفم ».الروضة البهيّة ، ج ٥ ، ص ٤٤٢.

(١٢). راجع :الكافي ، كتاب العقيقة ، باب ما يفعل بالمولود من التحنيك وغيره إذا ولد ، ح ١٠٤٩٤ و ١٠٤٩٥ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٣٦ ، ح ١٧٣٩ و ١٧٤٠ ؛ والمقنعة ، ص ٥٢١الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٦ ، ح ٢٠٠٦٩ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٨ ، ح ٣١٨٨١ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٨ ؛ وج ٦٦ ، ص ٤٤٨ ، ح ٥.

٦٥٠

حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ(١) ، قَالَ :

سَمِعْتُ سَيِّدَنَا(٢) عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مَلَكاً يَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ فِي(٣) كُلِّ لَيْلَةٍ ، مَعَهُ ثَلَاثَةُ(٤) مَثَاقِيلَ مِسْكاً مِنْ مِسْكِ الْجَنَّةِ ، فَيَطْرَحُهَا فِي الْفُرَاتِ ، وَمَا مِنْ نَهَرٍ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَلَا(٥) غَرْبِهَا(٦) أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ ».(٧)

١٠ - بَابُ الْمِيَاهِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا‌

١٢٢١١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٨) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « نَهى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنِ الاسْتِشْفَاءِ بِالْحُمَّيَاتِ(٩) ، وَهِيَ الْعُيُونُ الْحَارَّةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْجِبَالِ الَّتِي تُوجَدُ(١٠) فِيهَا(١١) رَائِحَةُ(١٢) الْكِبْرِيتِ »

___________________

(١). في الوسائل : « سعيد بن جبير ». والخبر مرويّ في عدّة مواضع عن حكيم بن جبير عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام . وحكيم بن جبير الأسدي من رواة عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام . راجع :التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨ ، ح ٧٧ ؛كامل الزيارات ، ص ٤٨ ، ح ٧ ، ص ٤٩ ، ح ١٢ ؛كتاب المزار ، ص ٢٧ ، ح ٢ ؛تهذيب الكمال ، ج ٧ ، ص ١٦٥ ، الرقم ١٤٥٢.

(٢). في « بن » وحاشية « جت » والوسائلوالتهذيب وكامل الزيارات والمزار : - « سيّدنا ».

(٣). في « بن » : - « في ». وفي الوسائلوكامل الزيارات ، ص ٤٨ : - « من السماء في ».

(٤). في الوافيوكامل الزيارات : « ثلاث ».

(٥). في « بف » : + « في ».

(٦). في « م » وحاشية « جت » : « شرق ولا غرب » بدل « شرق الأرض ولا غربها ». وفي كامل الزيارات ، ص ٤٨ : « مشرق ولا في مغرب ( في شرق ولا غرب ) » بدلها.

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨ ، ح ٧٨ ؛وكامل الزيارات ، ص ٤٨ ، الباب ١٣ ، ح ٧ ؛ وص ٤٩ ، نفس الباب ، ح ١٢ ؛ وكتاب المزار ، ص ١٥ ، ح ٢ ، بسند آخر ، عن حنان بن سدير ، عن حكيم بن جبير الأسديالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٦ ، ح ٢٠٠٧٠ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٨ ، ح ٣١٨٨٢.

(٨). هكذا في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائل. وفي « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والمطبوع والوافيوالبحار والتهذيب : + « عن أبيه ». وما أثبتناه هو الظاهر ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨ و ١٦٦.

(٩). في « ط » وحاشية « بح ، جت » والوسائلوالبحار ، ح ٦٦والتهذيب : « بالحمات ».

(١٠). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والمحاسن : « يوجد ».

(١١). في « ط ، بح ، بن » والوسائلوالتهذيب والمحاسن : « منها ».

(١٢). في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافيوالبحار : « روائح ».

٦٥١

وَقِيلَ : إِنَّهَا(١) مِنْ فَيْحِ(٢) جَهَنَّمَ.(٣)

١٢٢١٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ نُوحاًعليه‌السلام لَمَّا كَانَ فِي(٤) أَيَّامِ الطُّوفَانِ ، دَعَا الْمِيَاهَ كُلَّهَا ، فَأَجَابَتْهُ(٥) إِلَّا مَاءَ الْكِبْرِيتِ وَالْمَاءَ الْمُرَّ ، فَلَعَنَهُمَا(٦) ».(٧)

١٢٢١٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّيْسَابُورِيِّ(٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا(٩) ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ،

___________________

(١). في « جت » : « فإنّها ». وفي « م ، ن ، بن ، جد » والوسائلوالبحار والمحاسن : « فإنّها » بدل « وقيل : إنّها ».

(٢). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائلوالبحار والمحاسن : « فوح ». وقال ابن الأثير : « فيه : شدّة الحرّ من فوح جهنّم ، أي شدّة غليانها وحرّها ، ويروى بالياء ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٧٧ ( فوح ).

وفيالفقيه : « وأمّا ماء الحمآت فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما نهى أن يستشفى بها ولم ينه عن التوضّئ بها ، وهي المياه الحارّة التي تكون في الجبال يشمّ منها رائحة الكبريت ».الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩ ، ح ٢٤.

(٣).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٠١ ، ح ٤٤١ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٥٧٩ ، كتاب الماء ، ح ٤٧ ، بسنده عن هارون بن مسلم.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩ ، ذيل ح ٢٤ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « رائحة الكبريت » مع اختلاف يسير.وفيه ، ص ١٩ ، ح ٢٥ ، تمام الرواية هكذا : « وقالعليه‌السلام : إنّها من فيح جهنّم »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٩ ، ح ٢٠٠٧٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٢١ ، ح ٥٦٣ ؛البحار ، ج ٨ ، ص ٣١٥ ، ح ٩٣ ؛ وج ٦٦ ، ص ٤٨٠ ، ح ٤.

(٤). في « ط ، بن » والوسائلوالبحار ، ج ١١والخصال : - « في ».

(٥). في « جد » وحاشية « م » : « فأجابت ».

(٦). في الخصال : - « فلعنهما ».

(٧).الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٧ ، بسنده عن عبد الله بن سنان ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٩٠ ، ح ٢٠٠٧٣ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٨ ، ح ٣١٨٨٣ ؛البحار ، ج ١١ ، ص ٣١٧ ، ح ١٦ ؛ وج ٦٦ ، ص ٤٨١ ، ح ٥. (٨). في « بح » : « النيشابوري ».

(٩). هكذا في « ق ، م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائلوالبحار ، ج ٤٣. وفي « ط ، بح » : « محمّد بن‌زكريّا ». وفي المطبوع : « محمّد بن يحيى عن زكريّا ».

٦٥٢

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا التَّيْمِيِّ(١) ، قَالَ :

مَرَرْتُ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما - وَهُمَا فِي الْفُرَاتِ مُسْتَنْقِعَانِ(٢) فِي إِزَارَيْنِ ، فَقُلْتُ لَهُمَا : يَا ابْنَيْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْكُمَا - أَفْسَدْتُمَا الْإِزَارَيْنِ.

فَقَالَا لِي(٣) : « يَا أَبَا سَعِيدٍ(٤) ، فَسَادُنَا(٥) لِلْإِزَارَيْنِ(٦) أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ فَسَادِ الدِّينِ ؛ إِنَّ لِلْمَاءِ أَهْلاً وَسُكَّاناً كَسُكَّانِ الْأَرْضِ ».

ثُمَّ قَالَا(٧) : « إِلى(٨) أَيْنَ تُرِيدُ؟ »

فَقُلْتُ : إِلى هذَا الْمَاءِ.

فَقَالَا(٩) : « وَمَا هذَا الْمَاءُ؟ ».

فَقُلْتُ : أُرِيدُ دَوَاءَهُ ، أَشْرَبُ مِنْ هذَا(١٠) الْمُرِّ(١١) لِعِلَّةٍ بِي(١٢) أَرْجُو أَنْ يَخِفَّ(١٣) لَهُ الْجَسَدُ(١٤) ، وَيُسْهِلَ(١٥) الْبَطْنَ.

___________________

(١). ورد الخبر مختصراً فيالمحاسن ، ص ٥٧٩ ، ح ٤٦ عن أبي سعيد دينار بن عقيصا التميمي. والعنوان الوارد فيالمحاسن محرّف ، والصواب : أبو سعيد دينار عقيصا التيمي ؛ فإنّ عنوانه هو دينار أبو سعيد عقيصا وهو تيمي من بني تيم الله بن ثعلبة. راجع :رجال الطوسي ، ص ٦٣ ، الرقم ٥٥٥ ، ص ١٠٢ ، الرقم ٩٩٧ ؛رجال البرقي ، ص ٥ وص ٨ ؛الجرح والتعديل ، ج ٣ ، ص ٤٠٣ ، الرقم ٤٢٥١ ؛الثقات لابن حبّان ، ج ٥ ، ص ٢٨٦.

(٢). يقال : استنقع في الماء ، أي ثبت فيه يبترد.لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٦٠ ( نقع ).

(٣). في « بن » : - « لي ».

(٤). في الوسائلوالبحار ، ج ٤٣ : « يا با سعيد ».

(٥). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائلوالبحار ، ج ٤٣ : « فساد ».

(٦). في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائلوالبحار ، ج ٤٣ : « الإزارين ».

(٧). في « بن » : + « لي ».

(٨). في « ط ، ق ، بف » : - « إلى ».

(٩). في « ق ، بف » : « فقال ». وفي « م ، بن ، جد » والوسائل : « قالا ».

(١٠). في الوسائلوالبحار ، ج ٤٣ : + « الماء ».

(١١). في « ق ، بف ، جت » : « دواؤه اشرب منه » بدل « دواءه » اشرب من هذا المرّ ». وفي « بح » : « وأنا دواء أشرب منه » بدلها. وفي « ط » : « وروده » بدلها. (١٢). في حاشية « جت » : « في ».

(١٣). في « بح » : « يجفّ ». وفي البحار ، ج ٤٣ : « يجفّف ».

(١٤). في « ط » : « الجسم ».

(١٥). في الوسائل : + « له ».

٦٥٣

فَقَالَا : « مَا نَحْسَبُ(١) أَنَّ اللهَ - جَلَّ وَعَزَّ - جَعَلَ فِي شَيْ‌ءٍ قَدْ(٢) لَعَنَهُ شِفَاءً ».

قُلْتُ : وَلِمَ ذَاكَ(٣) ؟

فَقَالَا(٤) : « لِأَنَّ(٥) اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَمَّا آسَفَهُ(٦) قَوْمُ نُوحٍ فَتَحَ السَّمَاءَ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ(٧) ، وَأَوْحى إِلَى الْأَرْضِ ، فاسْتَعْصَتْ(٨) عَلَيْهِ عُيُونٌ مِنْهَا ، فَلَعَنَهَا وَجَعَلَهَا(٩) مِلْحاً أُجَاجاً ».

وَفِي(١٠) رِوَايَةِ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَّهُمَا قَالاعليهما‌السلام : « يَا أَبَا سَعِيدٍ(١١) ، تَأْتِي مَاءً يُنْكِرُ وَلَايَتَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ(١٢) ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَرَضَ وَلَايَتَنَا عَلَى الْمِيَاهِ ، فَمَا قَبِلَ وَلَايَتَنَا عَذُبَ وَطَابَ ، وَمَا جَحَدَ وَلَايَتَنَا جَعَلَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مُرّاً(١٣) ، أَوْ مِلْحاً(١٤) أُجَاجاً».(١٥)

١٢٢١٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

___________________

(١). في « بح ، بف » : « ما تحسب ».

(٢). في « ط ، ق ، بف » : - « قد ».

(٣). في « ق ، ن ، بح ، بف » : « ذلك ».

(٤). في « م ، بن ، جد » والوسائل : « قالا ».

(٥). في « م ، بن ، بح ، جت ، جد » والوسائل : « إنّ ».

(٦). في « ط ، بف » : « لـمّا أهلك ». وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٢٤٢ : « لمّا آسفه ، إشارة إلى قوله تعالى :( فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ) ». و « آسفه » : أغضبه.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣٠ ( أسف ).

(٧). « منهمر » : منسكب منصبّ.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٠ ( همر ).

(٨). في « ن ، بن » والوسائل : « فاستصعبت ». وفي « م ، بح ، جت ، جد » : « فاستصعب ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : فاستعصت ، يمكن أن يقال : أودع الله فيها في تلك الحال ما تفهم به الخطاب ، ثمّ أمرها ، ويمكن أن يكون استعارة تمثيليّة لبيان عدم قابليّتها لترتّب خير عليها ؛ لدناءة أصلها ومنبعها ».

(٩). في«م ، بن ، جت ، جد» والوسائل :« فجعلها ».

(١٠). في « ط » : « ومن ».

(١١). في البحار ، ج ٤٣ : « يا با سعيد ».

(١٢). في « ط ، ق » : + « يكون طيباً ».

(١٣). هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : « مرّ ».

(١٤). في « ط ، ق ، م ، بف ، جد » والوافيوالبحار ، ج ٤٣ : « وملحاً ».

(١٥).المحاسن ، ص ٥٧٩ ، كتاب الماء ، ح ٤٦ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٩٠ ، ح ٢٠٠٧٤ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣١٨٨٥ ، إلى قوله : « وجعلها ملحاً اُجاجاً » ؛البحار ، ج ١١ ، ص ٣١٧ ، ح ١٧ ، من قوله : « لأنّ الله تبارك وتعالى لـمّا آسفه قوم نوح » إلى قوله : « وجعلها ملحاً اُجاجاً » ؛وفيه ، ج ٤٣ ، ص ٣٢٠ ، ح ٣ إلى قوله : « وجعلها ملحاً اُجاجاً » ؛وفيه ، ج ٦٦ ، ص ٤٨٠ ، ملخّصاً.

٦٥٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي(١) عليه‌السلام يَكْرَهُ أَنْ يَتَدَاوى بِالْمَاءِ الْمُرِّ وَبِمَاءِ الْكِبْرِيتِ ، وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ نُوحاًعليه‌السلام لَمَّا كَانَ الطُّوفَانُ دَعَا الْمِيَاهَ ، فَأَجَابَتْهُ(٢) كُلُّهَا(٣) إِلَّا الْمَاءَ الْمُرَّ وَمَاءَ الْكِبْرِيتِ ، فَدَعَا عَلَيْهِمَا وَلَعَنَهُمَا(٤) ».(٥)

١١ - بَابُ النَّوَادِرِ‌

١٢٢١٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ الْعَرْزَمِيِّ(٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ(٧) قَالَ : « تَفَجَّرَتِ الْعُيُونُ(٨) مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ ».(٩)

١٢٢١٦ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ زَكَرِيَّا الْمُؤْمِنِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ(١٠) ، قَالَ :

___________________

(١). في « ط » : « كان أبو عبد الله ».

(٢). في « ط ، ق ، بح ، بف ، جت » : « فأجابت ».

(٣). في الوسائل : - « كلّها ».

(٤). في الوسائل : « فلعنهما ودعا عليهما » بدل « فدعا عليهما ولعنهما ».

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٩١ ، ح ٢٠٠٧٥ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣١٨٨٤ ؛البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٨١ ، ذيل ح ٥.

(٦). ورد الخبر فيالمحاسن ، ص ٥٧٠ ، ح ١ عن محمّد بن إسماعيل أو غيره عن منصور بن يونس بن بزرج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . والمذكور في بعض نسخ المحاسن وطبعة الرجائي ، ج ٢ ، ص ٣٩٥ ، ح ١ : منصور بن يونس بزرج. وهو الصواب. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٢ ، الرقم ١١٠٠ ؛رجال البرقي ، ص ٣٩ ؛ رجال الكشّي ، ص ٤٦٨ ، الرقم ٨٩٣.

ثمّ إنّا لم نجد رواية منصور بن يونس عن العرزمي في موضع. والظاهر إمّا زيادة « عن العرزمي » رأساً ، أو كونه محرّفاً من « بن بزرج ». وأمّا احتمال كون الصواب « والعرزمي » بدل « عن العرزمي » ، فيضَعّفه أو ينفيه عدم ثبوت رواية محمّد بن إسماعيل عمّن يلقّب بالعرزمي في موضع.

(٧). في « بن » والوسائلوالمحاسن : - « أنّه ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٢٤٣ : « تفجّرت العيون ، أي كلّها أو عيون مكّة ، أو عيون بئر زمزم كما مرّ».

(٩).المحاسن ، ص ٥٧٠ ، كتاب الماء ، ح ١الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٧٩ ، ح ٢٠٠٥١ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦١ ، ح ٣١٨٦٣. (١٠). في « بن » وحاشية « بح » : - « الثمالي ».

٦٥٥

كُنْتُ عِنْدَ حَوْضِ زَمْزَمَ ، فَأَتَانِي(١) رَجُلٌ ، فَقَالَ لِي : لَاتَشْرَبْ مِنْ هذَا الْمَاءِ(٢) يَا أَبَا حَمْزَةَ(٣) ، فَإِنَّ هذَا يَشْرَكُ(٤) فِيهِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ ، وَهذَا لَايَشْرَكُ فِيهِ إِلَّا الْإِنْسُ ، قَالَ : فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِ(٥) ، وَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ عَلِمَ هذَا(٦) ؟

قَالَ(٧) : ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام مَا كَانَ مِنْ قَوْلِ(٨) الرَّجُلِ لِي(٩) ، فَقَالَعليه‌السلام لِي : « إِنَّ(١٠) ذلِكَ(١١) رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ أَرَادَ إِرْشَادَكَ(١٢) ».(١٣)

١٢٢١٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ ، قَالَ(١٤) :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « مَاءُ نِيلِ مِصْرَ يُمِيتُ الْقُلُوبَ(١٥) ».(١٦)

___________________

(١). في « بن » والوسائل : « فأتى ». وفي حاشية « جت » : « فأتانا ».

(٢). في « بح » : « المياه ». وفي « بن » والوسائل : - « الماء ».

(٣). في الوسائلوالبحار ، ج ٦٦ : « يا با حمزة ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « يشترك ». وفي البحار ، ج ٦٦ : « تشترك».

(٥). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح » والوسائلوالبحار ، ج ٦٦ : « منه » بدل « من قوله ».

(٦). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « ذا ».

(٧). في « بن » والوسائل : - « قال ».

(٨). في « بن » والوسائل : - « قول ».

(٩). في « بن » : - « لي ».

(١٠). في « بن » : - « إنّ ».

(١١). في « م ، بن » وحاشية « جت » والوسائلوالبحار ، ج ٦٦ : « ذاك ».

(١٢). في « ط » : « أن يرشدك ». وفي « بح » : « أن يشارك ». وفيالمرآة : « ولعلّه أشار أوّلاً إلى الحوض ، وثانياً إلى البئر ، أي اشرب من الدلاء قبل الصبّ في الحوض ، فإنّ الحوض ينتفع به الجنّ أيضاً كالإنس ، فيذهب بركته أو لوجه آخر. ويحتمل أن يكون أشار أوّلاً إلى دلو مخصوص قد علم مشاركة الجنّ فيه ، وثانياً إلى دلو آخر. والأوّل أظهر ».

(١٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨١ ، ح ٢٠٠٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٦١ ، ح ٣١٨٦٤ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٧١ ، ح ١٦ ؛ وج ٦٦ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٤.

(١٤). في « ط » : « وقال ».

(١٥). في « بن » وحاشية « جت » والوسائلوالبحار : « القلب ».

(١٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٩١ ، ح ٢٠٠٧٦ ،الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٣١٨٩٠ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٨ ؛ وج ٦٦ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٢.

٦٥٦

١٢٢١٨ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ الْيَعْقُوبِيِّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ(١) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ :( وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ ) (٢) فَقَالَ(٣) : « يَعْنِي(٤) مَاءَ الْعَقِيقِ(٥) ».(٦)

١٢٢١٩ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ(٧) بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَائِنِيِّ(٨) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « نَهَرَانِ مُؤْمِنَانِ ، وَنَهَرَانِ كَافِرَانِ ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنَانِ فَالْفُرَاتُ(٩) وَنِيلُ مِصْرَ ، وَأَمَّا الْكَافِرَانِ فَدِجْلَةُ وَنَهَرُ(١٠) بَلْخَ(١١) ».(١٢)

___________________

(١). في « ط » : « عن السكوني » بدل « عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله عن سليمان بن جعفر ».

(٢). المؤمنون (٢٣) : ١٨.

(٣). في«ط،ق،م،بن،جد»والوسائلوالبحار :« قال ».

(٤). في الوافي : + « به ».

(٥). فيالمرآة : « لعلّ المراد وادي العقيق ، وإنّما ذكرهعليه‌السلام على وجه التمثيل ، أي مثله من المواضع التي ليس فيها ماء ، وإنّما فيها برك وغدر يجتمع فيهما ماء السماء. أو يقال : خصّ ذلك الموضع لاحتياجهم فيه إلى الماء للدنيا والدين ؛ لوقوع غسل الإحرام فيه ، أو يقال : كان أوّلاً نزول الآية لهذا الموضع بسبب من الأسباب لا نعرفه ، وأمّا حمله على ماء فصّ العقيق فلا يخفى بعده ».

(٦). راجع :تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٩١الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٤ ، ح ٢٠٠٦٤ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٣١٨٨٩؛ البحار ، ج ٦٦ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٣. (٧). في « بن » والوسائل « عبيد الله ».

(٨). في « بن » وحاشية « جت » والوسائل : « المديني ».

(٩). في حاشية « جت » والوسائل : « فالمؤمنان الفرات » بدل « فأمّا المؤمنان فالفرات ».

(١٠). في « بن » والوسائل : « وماء ».

(١١). قال ابن الأثير : «وفيه : نهران مؤمنان ونهران كافران ، أمّا المؤمنان فالنيل والفرات ، وأمّا الكافران فدجلة ونهر بلخ. جعلهما مؤمنين على التشبيه ؛ لأنّهما يفيضان على الأرض ، فيسقيان الحرث بلا مؤونة وكلفة ، وجعل الآخرين كافرين ؛ لأنّهما لا يسقيان ولا ينتفع بهما إلاّ بمؤونة وكلفة ، فهذان في الخير والنفع كالمؤمنين ، وهذان في قلّة النفع كالكافرين ».النهاية ، ج ١ ، ص ٧٠ ( أمن ).

(١٢).كامل الزيارات ، ص ٤٩ ، الباب ١٣ ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٨٧ ، ح ٢٠٠٧١ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٣١٨٨٨.

٦٥٧

١٢٢٢٠ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ(١) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَّانِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذَا(٢) اسْتَسْقَى الْمَاءَ ، فَلَمَّا شَرِبَهُ رَأَيْتُهُ قَدِ اسْتَعْبَرَ ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِدُمُوعِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي(٣) : « يَا دَاوُدُ ، لَعَنَ اللهُ قَاتِلَ الْحُسَيْنِ(٤) صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَمَا(٥) مِنْ عَبْدٍ شَرِبَ الْمَاءَ ، فَذَكَرَ الْحُسَيْنَعليه‌السلام وَأَهْلَ بَيْتِهِ(٦) وَلَعَنَ قَاتِلَهُ إِلَّا كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَحَطَّ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ(٧) لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ مِائَةَ أَلْفِ نَسَمَةٍ ، وَحَشَرَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلِجَ الْفُؤَادِ(٨) ».(٩)

___________________

(١). الخبر رواه جعفر بن محمّد بن قولويه فيكامل الزيارات ، ص ١٠٦ ، ح ١ عن محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي ، عن محمّد بن الحسين ، عن الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان. والمراد من محمّد بن جعفر في سندنا هو الرزّاز ، وهو من مشايخ الكلينيقدس‌سره فيبعد جدّاً روايته عنه بواسطتين. فعليه وقوع الاختلال في السند ممّا لا ريب فيه. وأمّا الصواب فيه ، فإمّا بزيادة « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن » رأساً ، أو بكون « عن محمّد بن جعفر » محرّفاً من « ومحمّد بن جعفر » فيكون « محمّد بن جعفر عمّن ذكره » معطوفاً على « محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ».

لا يقال : إنّ الخبر أورده الشيخ الحرّقدس‌سره فيالوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣١٨٩٢ نقلاً من المصنّفقدس‌سره عن محمد بن جعفر عمّن ذكره ، ومعنى هذا تعيّن الاحتمال الأوّل. فإنّه يقال : لا تطمئنّ النفس بتعيّن الاحتمال الأوّل بعد اتّفاق النسخ على ثبوت « محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن » ، ومنها نسخة « بن » وهي نسخة الشيخ الحرّ نفسه. أضف الى ذلك أنّ احتمال جواز النظر من « محمّد بن » في « محمّد بن يحيى » إلى « محمّد بن » في « محمّد بن جعفر » الموجب للسقط في سندالوسائل غير منفيّ.

(٢). في « ط ، ق ، بح ، بف ، جد » : « إذ ».

(٣). في « ط ، ق ، بح ، بف » : - « لي ».

(٤). في « جت » + « بن عليّ ». وفي الوسائل والأمالي للصدوق : + « فما أنقص ذكر الحسين للعيش إنّي ما شربت ماء بارداً إلّا وذكرت ( في الوسائل : « ذكرت » بدون الواو ) الحسين ».

(٥). في « بف ، جت » : « ما » بدون الواو.

(٦). في « ق ، ن » : « وآله وأهل بيته ». وفي كامل الزيارات والأمالي للصدوق : - « وأهل بيته ».

(٧). في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » : « ورفعت ».

(٨). فيالأمالي للصدوق : « أبلج الوجه » بدل « ثلج الفؤاد ». و « ثلج الفؤاد » : مطمئنّ الفؤاد. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٨٦ ( ثلج ).

(٩).كامل الزيارات ، ص ١٠٦ ، الباب ٣٤ ، ح ١ ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي ، عن محمّد بن الحسين ، =

٦٥٨

أَبْوَابُ الْأَنْبِذَةِ‌

١٢ - بَابُ مَا يُتَّخَذُ مِنْهُ الْخَمْرُ‌

١٢٢٢١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْخَمْرُ مِنْ خَمْسَةٍ(١) : الْعَصِيرُ مِنَ الْكَرْمِ(٢) ، وَالنَّقِيعُ(٣) مِنَ الزَّبِيبِ ، وَالْبِتْعُ(٤) مِنَ الْعَسَلِ ، وَالْمِزْرُ(٥) مِنَ الشَّعِيرِ ، وَالنَّبِيذُ مِنَ التَّمْرِ».(٦)

___________________

= عن الخشّاب ؛الأمالي للصدوق ، ص ١٤٢ ، المجلس ٢٩ ، ح ٧ ، بسنده عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان الواسطي ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، عن داود بن كثير الرقّيالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٧٢ ، ح ٢٠٠٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣١٨٩٢.

(١). في « ط » : « خمس ».

(٢). « الكرم » : شجرة العنب ، واحدتها : كَرْمة.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥١٤ ( كرم ).

(٣). « النقيع » : شراب يتّخذ من زبيب أو غيره ، يُنْقَع - أي يُتْرك - في الماء من غير طبخ.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٠٩ ( نقع ).

(٤). البتع - بسكون التاء - : نبيذ العسل ، وهو خمر أهل اليمن ، وقد تحرّك التاء كقِمّع وقِمَع.النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ ( بتع ).

(٥). الـمِرْز - بكسر الميم وسكون الراء - : الشراب المتّخذ من الشعير.مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٤ ( مرز ).

(٦).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٠١ ، ح ٤٤٣ ، معلّقاً عن الكليني.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٨٠الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٩٣ ، ح ٢٠٠٧٧ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٣١٩٠٧.

٦٥٩

١٢٢٢٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « الْخَمْرُ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ : مِنَ التَّمْرِ ، وَالزَّبِيبِ ، وَالْحِنْطَةِ ، وَالشَّعِيرِ ، وَالْعَسَلِ ».

* مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٢) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام مِثْلَهُ.(٣)

١٢٢٢٣ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ(٤) بْنِ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْخَمْرُ مِنْ خَمْسَةٍ : الْعَصِيرُ مِنَ الْكَرْمِ ، وَالنَّقِيعُ مِنَ الزَّبِيبِ ، وَالْبِتْعُ مِنَ الْعَسَلِ ، وَالْمِزْرُ مِنَ الشَّعِيرِ ، وَالنَّبِيذُ مِنَ التَّمْرِ ».(٥)

١٣ - بَابُ أَصْلِ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ‌

١٢٢٢٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

___________________

(١). في « ن ، جت » وحاشية « بن » : - « بن إبراهيم ».

(٢). هكذا في « بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل. وفي « ط ، ق ، م ، ن ، بح ، بف ، جت » والمطبوع : « محمّد بن‌أحمد ». ولم نجد رواية محمّد بن أحمد - وهو محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران - عن ابن أبي نجران - وهو عبد الرحمن بن أبي نجران - في موضع. والمتكرّر في الأسناد رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن [ عبد الرحمن ] بن أبي نجران. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ - ٤٦٨ ، ص ٥٢٤ - ٥٢٥ ، ص ٦٥٦ وص ٦٧٨.

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٩٤ ، ح ٢٠٠٧٩ و ٢٠٠٨٠ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٣١٩٠٨.

(٤). في « م ، بن » وحاشية « جت ، جد » والوسائل : - « بن جعفر ».

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٩٣ ، ح ٢٠٠٧٨ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٨٠ ، ح ٣١٩٠٩.

٦٦٠

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811