الكافي الجزء ١٢

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 811

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 811 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278913 / تحميل: 6069
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

فَقَالَ : « لَا إِخَالُكَ(١) تَقْبَلُ(٢) مِنِّي ، وَلَسْتَ مِنْ غَنَمِي(٣) ، وَلكِنْ هَلُمَّهَا(٤) ».

فَقَالَ(٥) : رَجُلٌ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ : كُلُّ مَمْلُوكٍ لِي قَدِيمٍ فَهُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - يَقُولُ(٦) فِي كِتَابِهِ(٧) :( حَتّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) (٨) فَمَا كَانَ مِنْ مَمَالِيكِهِ أَتى عَلَيْهِ(٩) سِتَّةُ أَشْهُرٍ ، فَهُوَ قَدِيمٌ وَهُوَ(١٠) حُرٌّ(١١) ».

قَالَ : فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ(١٢) ، وَافْتَقَرَ(١٣) حَتّى مَاتَ(١٤) ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَبِيتُ لَيْلَةٍ لَعَنَهُ اللهُ.(١٥)

___________________

(١). قال ابن الأثير : « ما إخالك سرقت ، أي ما أظنّك. يقال : خلت إخال بالكسر والفتح ، والكسر أفصح وأكثر استعمالاً ، والفتح القياس ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٣ ( خيل ).

(٢). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « إلّا بعيداً » بدل « تقبل ». وفي « بح » : « فقبل ».

(٣). أي أنّك لست من جماعتي.

(٤). في « ن ، بخ ، بف ، جت » وحاشية « م » والوافي وتفسير القمّي : « هاتها ».

(٥). في تفسير القمّي : + « له : ما تقول في ».

(٦). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « قال ».

(٧). في « بخ ، بف » والوافي : - « في كتابه ».

(٨). يس (٣٦) : ٣٩. وفي تفسير القمّي : « ما كان له ستّة أشهر فهو قديم ، وهو حرّ : لأنّ الله يقول :( وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) » بدل « إنّ الله عزّ ذكره يقول في كتابه :( حَتّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) ».

(٩). في « بح ، بن » وحاشية « م » والوسائلوالفقيه والتهذيب والعيون : « له ».

(١٠). في « بح ، بن » والوسائلوالفقيه والتهذيب وتفسير القمّي والعيون والمعاني : - « وهو ». وفي حاشية « بف » : « أو هو ». (١١). في « بف » : « حقّ ».

(١٢). في الفقيه والتهذيب ، ح ٨٣٥ : - « من عنده ».

(١٣). في التهذيب ، ح ٨٣٥ والعيون والمعاني : « فافتقر ».

(١٤). في حاشية « م ، جد » : « حتّى افتقر مات ». وفي تفسير القمّي : « وذهب بصره ثمّ مات » بدل « حتّى مات ».

(١٥).تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، عن أبيه ، عن داود بن محمّد الفهدي.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣١ ، ح ٨٣٥ ، معلّقاً عن الكليني ، من قوله : « وأسألك عن مسالة ». وفيرجال الكشّي ، ص ٤٦٦ ، ح ٨٨٥ ؛وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠٨ ، ح ٧١ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٢١٨ ، ح ١ ، بسند آخر عن إبراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمّد النهدي.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٣١٨ ، ح ١١٨٣ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمّد النهدي ، من قوله : « وأسألك من مسألة » إلى قوله : « فهو قديم وهو حرّ ».رجال الكشّي ، ص ٤٦٥ ، ح ٨٨٤ ، بسنده عن ابن =

٦١

١١٢٢٢ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ(١) رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَضى(٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي رَجُلٍ نَكَحَ وَلِيدَةَ رَجُلٍ أَعْتَقَ(٣) رَبُّهَا أَوَّلَ وَلَدٍ تَلِدُهُ ، فَوَلَدَتْ تَوْأَماً(٤) ، فَقَالَ : « أُعْتِقَ كِلَاهُمَا(٥) ».(٦)

١١٢٢٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنِ الْمَمْلُوكِ يَحْضُرُهُ الْمَوْتُ ، فَيُعْتِقُهُ الْمَوْلى(٧) فِي تِلْكَ السَّاعَةِ ، فَيَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حُرّاً ، فَهَلْ(٨) لِمَوْلَاهُ(٩) فِي(١٠) ذلِكَ أَجْرٌ(١١) ؟ أَوْ يَتْرُكُهُ(١٢) ، فَيَكُونُ لَهُ أَجْرُهُ(١٣)

___________________

= أبي سعيد المكاري ، مع اختلاف يسير ؛الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥٥ ، ح ٣٥٦٤ ، معلّقاً عن ابن أبي سعيد المكاريالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦١١ ، ح ١٠١٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٥٦ ، ح ٢٩٠٩٧ ، من قوله : « رجل قال عند موته » إلى قوله : « فهو قديم وهو حرّ ».

(١). في التهذيب : - « عن أبيه ».

(٢). في « بخ » : « وصّى ».

(٣). في « جد » : « عتق ».

(٤). في حاشية « بف » : « توأمان ». وفي التهذيب : « توأمين ».

(٥). في « م ، بخ ، جد » : « كليهما ». وفي الوافي : « وذلك لأنّه كان في نيّته إعتاق ما في البطن كائناً ما كان ، ولأنّ أحدهما أوّل من جهة العلوق والآخر أوّل من جهة الولادة ». وقال الشهيدقدس‌سره : « لو نذر عتق أوّل ما يملك أو أوّل ما تلده أمته فملك جماعة ، وولدت توأمين دفعة عتق الجميع ، والشيخ لم يقيّد في الولادة بالدفعة كما في الرواية من قضاء أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ونزّلها ابن إدريس على إرادة الناذر أوّل حمل ».الدروس ، ج ٢ ، ص ٢٠٤. وانظر :النهاية ، ص ٥٤٤ ؛السرائر ، ج ٣ ، ص ١٣.

(٦).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣١ ، ح ٨٣٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦١٢ ، ح ١٠١٩٢ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٥٧ ، ح ٢٩٠٩٩.

(٧). في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » والوسائلوالفقيه : « مولاه ».

(٨). في « م ، بخ ، بف ، جد » والوافي والوسائلوالفقيه : « هل ».

(٩). في « بن ، جت ، جد » والوسائلوالفقيه : « للمولى ».

(١٠). في الفقيه : + « عتقه ».

(١١). في الوافي : « في عتقه أجراً » بدل « في ذلك أجر ».

(١٢). في الوافي : + « مملوكاً ».

(١٣). في الوافيوالفقيه : « أجر ».

٦٢

إِذَا مَاتَ وَهُوَ مَمْلُوكٌ(١) ؟

فَكَتَبَ إِلَيْهِ(٢) : « يَتْرُكُ الْعَبْدَ مَمْلُوكاً(٣) فِي حَالِ مَوْتِهِ فَهُوَ أَجْرٌ لِمَوْلَاهُ ، وَهذَا الْعِتْقُ(٤) فِي هذِهِ السَّاعَةِ لَيْسَ بِنَافِعٍ(٥) لَهُ ».(٦)

١١٢٢٤ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَهِيكٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ نَاجِيَةَ ، قَالَ :

رَأَيْتُ رَجُلاً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ(٧) لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَعْتَقْتُ خَادِماً لِي وَهُوَ ذَا أَطْلُبُ(٨) شِرَاءَ خَادِمٍ(٩) مُنْذُ سِنِينَ(١٠) ، فَمَا أَقْدِرُ(١١) عَلَيْهَا(١٢) .

فَقَالَ : « مَا فَعَلَتِ الْخَادِمُ؟ » قَالَ : حَيَّةٌ ، قَالَ : « رُدَّهَا فِي مَمْلُوكَتِهَا(١٣) مَا أَغْنَى(١٤) اللهَ مِنْ(١٥) عِتْقِ أَحَدِكُمْ ، تُعْتِقُونَ(١٦) الْيَوْمَ وَيَكُونُ(١٧) عَلَيْنَا غَداً ، لَايَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تُعْتِقُوا(١٨) إِلَّا

___________________

(١). في الوافيوالفقيه : + « له ».

(٢). في « جد » وحاشية « م » : « له ». وفي « م ، بن » والوسائلوالفقيه : - « إليه ».

(٣). في « ن ، جد » : + « وهو ».

(٤). هكذا في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافيوالفقيه . وفي الوسائل : « وهذا إذا أعتق ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « وهذا عتقٌ ».

(٥). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائلوالفقيه : « لم يكن نافعاً » بدل « ليس بنافع ».

(٦).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥٣ ، ح ٣٥٥٩ ، بسنده عن عليّ بن مهزيارالوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٨٨ ، ح ١٠١٤٩ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٥٨ ، ح ٢٩١٠٠.

(٧). في « ن » : « قال ».

(٨). في « بن » : « طلبت ».

(٩). في « بن » والوسائل : + « لي ».

(١٠). في حاشية « جت » : « سنتين ».

(١١). في « ن ، بخ ، بف » وحاشية « جت » : « فما قدرت ».

(١٢). في « ن » : « عليه ».

(١٣). في « بح ، بن ، جت » والوافي : « مملكتها ». وفي حاشية « م ، بن » : « مملوكيّتها ».

(١٤). فيالوافي : « ما ، في ما أغنى للتعجّب ».

(١٥). في « م ، بن ، جد » والوسائل : « عن ».

(١٦). في « بح ، جت » بالتاء والياء معاً.

(١٧). في « بح » : « يكون » بدون الواو.

(١٨). في « بح » : « أن يعتقوا ». وفي « جت ، جد » بالتاء والياء معاً.

٦٣

عَارِفاً(١) ».(٢)

١١٢٢٥ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ عَلَيْهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ ، وَأَرَادَ أَنْ يُعْتِقَ نَسَمَةً : أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ أَنْ يُعْتِقَ شَيْخاً كَبِيراً ، أَوْ شَابّاً أَجْرَدَ(٣) ؟

قَالَ : « أَعْتَقَ مَنْ أَغْنى نَفْسَهُ(٤) ؛ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الضَّعِيفُ أَفْضَلُ مِنَ الشَّابِّ الْأَجْرَدِ(٥) ».(٦)

‌ ١١٢٢٦ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : لَايَجُوزُ فِي الْعَتَاقِ : الْأَعْمى(٨) وَالْمُقْعَدُ ؛ وَيَجُوزُ الْأَشَلُّ(٩) وَالْأَعْرَجُ(١٠) ».(١١)

___________________

(١). فيالمرآة : « لا خلاف بين الأصحاب ظاهراً في جواز عتق العبد المخالف ، وحملوا هذا الخبر على كراهة عتقه ، ويشكل بأنّ الردّ إلى الرقّ لا يجتمع مع كراهة العتق ، ويمكن حمله على ما إذا كانت ناصبيّة أو خارجيّة بناءً على عدم جواز عتق الكافر كما ذهب إليه جماعة ، أو على أنّه لم يتلفّظ بصيغة العتق ، أو على أنّ المراد بردّها استيجارها للخدمة».

(٢).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٩٠ ، ح ١٠١٥٦ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٣٤ ، ح ٢٩٠٤٤.

(٣). في « بخ ، بف » : « أجرداً ». وفي القرب : « جلداً ». والأجرد : الذي ليس على بدنه شعر ، وهو ضدّ الأشعر ، وهو الذي على جميع بدنه شعر.النهاية ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ( جرد ).

(٤). فيالمرآة : « من أغنى نفسه ، أي عن الخدمة ، فيكون كالتعليل لما بعده. ويحتمل أن يكون المراد أنّ العمدة في ذلك أن يكون له كسب أو صنعة لا يحتاج في معيشته إلى السؤال ، ولو اشتركا في ذلك فالشيخ أفضل ».

(٥). في قرب الإسناد : « الجلد ».

(٦).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٨٣٣ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ٢٨٣ ، ح ١١٢٣ ، بسنده عن عليّ بن جعفر ؛الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٣ ، ح ٣٥٢٥ ، معلّقاً عن عليّ بن جعفر.الكافي ، كتاب العتق والتدبير والكتابة ، باب عتق الصغير والشيخ الكبير وأهل الزمانات ، ح ١١١٥٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .التهذيب ، ج ٨، ص ٢١٨ ، ح ٧٧٩ ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيهما : «سألته عن [ في الكافي : « عمّن أعتق » ] النسمة فقال : أعتق من أغنى نفسه »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٨٧ ، ح ١٠١٤٧ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٣١ ، ح ٢٩٠٣٨. (٧). في التهذيب ، ح ٨٣٢ : « عن أحمد بن محمّد ».

(٨). في الفقيه وقرب الإسناد : + « والأعور ».

(٩). في قرب الإسناد ، ص ٥١ : « الأمثل ».

(١٠). فيالوافي : « وذلك لأنّ الأوّلين ينعتقان بالعمى والإقعاد ؛ ولأنّهما ممّن لا حيلة له ، بخلاف الآخرين. =

٦٤

١١٢٢٧ / ١٢. أَحْمَدُ(١) ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ(٢) بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ بَعْضِ آلِ أَعْيَنَ :

___________________

= واُريد بالعتاق الواجب منه في كفّارة ونحوها ».

(١١).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٨٣٢ ، معلّقاً عن الكليني. وفيقرب الإسناد ، ص ٥١ ، ح ١٦٥ ؛ وص ١٥٨ ، ح ٥٧٩ ، بسند آخر عن أبي البختري ؛الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٣ ، ح ٣٥٢٤ ، معلّقاً عن أبي البختري.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٣١٩ ، ح ١١٨٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة. راجع :التهذيب ، ج ٨ ، ص ٣٢٤ ، ح ١٢٠٤الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٨٧ ، ح ١٠١٤٦ ؛الوسائل ، ج ٢٢ ، ص ٣٩٧ ، ح ٢٨٨٨١ ؛ وج ٢٣ ، ص ٤٥ ، ح ٢٩٠٧٤.

(١). فيالمرآة : « قوله : « أحمد » يحتمل البرقي عطفاً على السند السابق والعاصمي ، وهو الأظهر لرواية الكليني عنه‌ عن الحسن بن عليّ عن ابن أسباط كثيراً ».

نقول : عنوان « الحسن بن عليّ » في كلامه سهو ؛ فإنّ المتوسّط بين أحمد بن محمّد [ العاصمي ] وعليّ بن أسباط هو عليّ بن الحسن [ بن فضّال ] في كثيرٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٤٨ ، ص ٥٦٢ وص ٥٧٠.

هذا ، ويؤيّد ما استظهره ما ورد في التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٨٣١ من نقل الخبر عن محمّد بن يعقوب - وقد عبّر عنه بالضمير - عن أحمد بن محمّد عن عدّة من أصحابنا عن عليّ بن أسباط ، إلخ.

ولكنّ الظاهر أنّ المراد من أحمد هو أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ، فيكون السند معلّقاً ، وذلك لاُمور:

الأوّل : أنّا لم نجد في شي‌ءٍ من أسناد الكافي عنوان « أحمد » المراد به أحمد بن محمّد العاصمي شيخ الكليني.

الثاني : أنّ الاختصار في العناوين - سيّما غاية الاختصار كما في ما نحن فيه من دون الاتّكاء على ذكر القيود المشخّصة في الأسناد السابقة - غير معهود غالباً. ولم يتقدّم في السند السابق أو الأسناد السابقة ذكرٌ لأحمد بن محمّد العاصمي حتّى يصحّ الاختصار في عنوانه.

الثالث : أنّا لم نعثر على رواية أحمد بن محمّد العاصمي عن عليّ بن أسباط بتوسّط العناوين المبهمة كعدّة من أصحابنا ، عدّة من أصحابه وغير واحد. وأمّا أحمد بن أبي عبد الله وإن روى في بعض الأسناد عن عليّ بن أسباط مباشرة ولكن روايته عنه بتوسّط العناوين المبهمة متكرّرة في الأسناد. اُنظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ١٠٤٨٨ و ١٠٦٠٢ و ١١٧١٤ و ١١٧٤٩ و ١١٩١٦ و ١٢٠٤٣ و ١٢٦٧٢.

وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٨٣١ ، فهو ناشٍ من عدم التفات الشيخ الطوسي قدس‌سره إلى وقوع التعليق في سند الكافي . وقد وقع هذا الأمر عن الشيخ قدس‌سره في أسنادٍ عديدة تقدّم بعضها في الكافي ، ح ٥٧٤٢ و ٥٩٢٤ و ٦٥٦٩ و ٦٦٨٢ و ٦٦٨٧ و ٧٥٤٦ و ٧٦٢٣ و ٧٦٢٩ و ٧٩٤٤ ، فلاحظ.

(٢). في حاشية « بح » : - « عليّ ».

٦٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَانَ مُؤْمِناً(١) ، فَقَدْ عَتَقَ بَعْدَ سَبْعِ سِنِينَ ، أَعْتَقَهُ صَاحِبُهُ أَمْ(٢) لَمْ يُعْتِقْهُ ، وَلَا تَحِلُّ(٣) خِدْمَةُ مَنْ كَانَ مُؤْمِناً بَعْدَ(٤) سَبْعِ سِنِينَ(٥) ».(٦)

١١٢٢٨ / ١٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَيْسَرَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ الرَّجُلٍ(٧) يَبِيعُ عَبْدَهُ بِنُقْصَانٍ مِنْ ثَمَنِهِ لِيُعْتَقَ(٨) ، فَقَالَ لَهُ الْعَبْدُ فِيمَا بَيْنَهُمَا : إِنَّ(٩) لَكَ عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا : أَ يَأْخُذُهُ(١٠) مِنْهُ؟

فَقَالَ(١١) : « يَأْخُذُهُ مِنْهُ عَفْواً(١٢) ، وَيَسْأَلُهُ إِيَّاهُ فِي عَفْوِهِ(١٣) ، فَإِنْ أَبى(١٤) فَلْيَدَعْهُ(١٥) ».(١٦)

١١٢٢٩ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ :

___________________

(١). في الوافي : « الإيمان عبارة عن المعرفة بالأئمّة المعصومينعليهم‌السلام ».

(٢). في « جت » : « أو ».

(٣). في « بح ، بخ ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل : « ولا يحلّ ».

(٤). في « بف » : - « بعد ».

(٥). فيالمرآة : « حمل على تأكّد استحباب العتق ؛ للإجماع على أنّه لا يعتق بنفسه ».

(٦).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٨٣١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٦٨ ، ح ١٠٣٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٥٩ ، ح ٢٩١٠٢.

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائلوالفقيه . وفي المطبوع : « رجل ».

(٨). في « بخ » : « لعتق ».

(٩). في «م ،بن ،جد » والوسائلوالفقيه : - « إنّ ».

(١٠). في « بخ » والوسائل : « يأخذه » من دون همزة الاستفهام.

(١١). في « م ، ن ، بخ ، بف ، بن ، جد » والوافي والوسائلوالفقيه : « قال ».

(١٢). فيالوافي : « العفو : ما جاء بسهولة من غير تكلّف ».

(١٣). في « بف »والفقيه : « عفو ». وفي « بخ » : « يأخذه منه عقوداً ويسلّمه إيّاه في عقدة ».

(١٤). فيالوافي : « أباه ».

(١٥). فيالمرآة : « يدلّ ظاهراً على أنّ العبد يملك ، وعلى أنّه لو شرط مالاً للمشتري لا يلزم ، كما مرّ ، ويمكن حمله على الاستحباب ».

(١٦).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥٤ ، ح ٣٥٦٢ ، معلّقاً عن معاوية بن ميسرةالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٧٣ ، ح ١٠٣٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٥١ ، ح ٢٩٠٨٨.

٦٦

قَالَ(١) فِي رَجُلٍ كَانَ لَهُ عِدَّةُ مَمَالِيكَ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ عَلَّمَنِي آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَهُوَ حُرٌّ ، فَعَلَّمَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ ، ثُمَّ مَاتَ الْمَوْلى ، وَلَمْ يُدْرَ(٢) أَيُّهُمُ الَّذِي عَلَّمَهُ الْآيَةَ(٣) : هَلْ(٤) يُسْتَخْرَجُ بِالْقُرْعَةِ؟

قَالَ : « نَعَمْ(٥) ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَسْتَخْرِجَهُ أَحَدٌ إِلَّا الْإِمَامُ(٦) ؛ فَإِنَّ(٧) لَهُ كَلَاماً وَقْتَ الْقُرْعَةِ يَقُولُهُ(٨) ، وَدُعَاءً لَايَعْلَمُهُ سِوَاهُ ، وَلَا يَقْتَدِرُ عَلَيْهِ(٩) غَيْرُهُ(١٠) ».(١١)

١١٢٣٠ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١٢) ، عَنْ أَبِي مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام لِإِسْمَاعِيلَ حَقِيبَةَ(١٣) وَالْحَارِثِ النَّصْرِيِّ(١٤) : « اطْلُبُوا(١٥) لِي‌

___________________

(١). في التهذيب : - « قال ».

(٢). في « جت » بالتاء والياء معاً.

(٣). في « م ، ن ، جد » : « آية ». وفي « بن » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب : - « الآية ».

(٤). في حاشية « جت » والتهذيب : « أنّه ». وفي « بن » والوسائل : « أنّه قال ».

(٥). في « بن » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب : - « نعم ».

(٦). في « بح ، بخ ، بف ، جت » وحاشية « جد » : + « أو قال الإمام ». وفي الوسائل : « لا يستخرجه إلّا الإمام » بدل « لا يجوز أن يستخرجه أحد إلاّالإمام ».

وفيالوافي : « وذلك لأنّه متعيّن ، وإذا لم يكن متعيّناً فيه جاز لغير الإمام ، كما في الأخبار الآتية ، وبه يجمع بين الأخبار في ذلك ».

(٧). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب : « لأنّ ». وفي حاشية « بح » : « لأنّ على القرعة ».

(٨). في حاشية « جد » : « يقول له ». وفي الوسائلوالتهذيب : « على القرعة كلاماً » بدل « كلاماً وقت القرعة يقوله ».

(٩). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « على القرعة كلام ودعاء [ في « بن » وحاشية « جت » : « دعاء » بدون الواو. وفي حاشية « م » : « كلاماً ودعاء » ] لا يعلمه » بدل « كلاماً وقت القرعة يقوله ، ودعاءً لا يعلمه سواه ، ولا يقتدر عليه ». وفي الوسائلوالتهذيب : - « سواه ولا يقتدر عليه ».

(١٠). في « جت » : « غيره عليه ».

(١١).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٨٣٠ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦١٢ ، ح ١٠١٩٣ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٠ ، ح ٢٩١٠٦. (١٢). في « بن » والوسائل : - « بن يحيى ».

(١٣). في الوسائل : « وحقيبة ». وفي المحاسن : « حبيبة ».

(١٤). في « م » : « النظري ». وفي « بن ، جد » والوسائل : « النضري ». وفي المحاسن : « حارث البصري ».

(١٥). في « بخ ، بف ، جت » والوافي : « اُطلبا ».

٦٧

جَارِيَةً مِنْ هذَا الَّذِي يُسَمُّونَهُ(١) كَدْبَانُوجَةَ(٢) تَكُونُ(٣) مَعَ أُمِّ فَرْوَةَ » فَدَلُّونَا(٤) عَلى جَارِيَةٍ لِرَجُلٍ(٥) مِنَ السَّرَّاجِينَ قَدْ(٦) وَلَدَتْ لَهُ ابْناً(٧) ، وَمَاتَ وَلَدُهَا ، فَأَخْبَرُوهُ بِخَبَرِهَا ، فَأَمَرَهُمْ(٨) فَاشْتَرَوْهَا ، وَكَانَ اسْمُهَا رِسَالَةَ ، فَغَيَّرَ(٩) اسْمَهَا ، وَسَمَّاهَا(١٠) سَلْمى ، وَزَوَّجَهَا سَالِماً مَوْلَاهُ وَهِيَ(١١) أُمُّ حُسَيْنِ(١٢) بْنِ سَالِمٍ.(١٣)

١٧ - بَابُ الْوَلَاءِ لِمَنْ أَعْتَقَ‌

١١٢٣١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ(١٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ(١٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله : الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ ».(١٦)

___________________

(١). في حاشية « م ، جد » : « يسمّى ». وفي الوافي : « تسمّونه ». وفي المحاسن : « يسمّونها ».

(٢). في « بح » : « كذبابوجه ». وفي « بخ » : « كدياتوجه ». وفي المحاسن : + « مسلمة ».

(٣). في « جد » : « يكون ».

(٤). في المحاسن : « فدلّوه ».

(٥). في «بن » وحاشية «جت» والوسائل : « رجل ».

(٦). في «بخ،بف» : «فقد». وفي « بح » : « وقد ».

(٧). في « بخ » : « ابنة ». وفي المحاسن : « بنتاً ».

(٨). في « بخ » : « فأمرهما ».

(٩). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائلوالمحاسن : « فحوّل ».

(١٠). في الوسائلوالمحاسن : « فسمّاها ».

(١١). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « فهي ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « الحسين ».

(١٣).المحاسن ، ص ٦٢٥ ، كتاب المرافق ، ح ٨٣ ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، إلى قوله : « سمّاها سلمى وزوّجها سالماً »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٦١ ، ح ١٠٣٠٣ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٩٣٢٧.

(١٤). في الكافي ، ح ١٠٠٨٧والفقيه ، ح ٣٤٩٧والتهذيب ، ج ٧ : - « ومحمّد بن مسلم ».

(١٥). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوافي والوسائل والكافي ، ح ١٣٦٣٣والتهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٤٩ : « قال النبيّ ».

(١٦).الكافي ، كتاب النكاح ، باب الأمة تكون تحت المملوك فتعتق أو يعتقان جميعاً ، ضمن ح ١٠٠٨٧؛ وكتابالمواريث ، باب أنّ الولاء لمن أعتق، ح ١٣٦٣٣. وفيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٤١ ، ضمن ح ١٣٩٦ ؛ وج ٨، =

٦٨

١١٢٣٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ إِذَا أُعْتِقَ : أَلَهُ(١) أَنْ يَضَعَ نَفْسَهُ حَيْثُ شَاءَ ، وَيَتَوَلّى مَنْ أَحَبَّ؟

فَقَالَ : « إِذَا أُعْتِقَ لِلّهِ ، فَهُوَ مَوْلًى لِلَّذِي أَعْتَقَهُ ؛ فَإِذَا(٢) أُعْتِقَ وَجُعِلَ(٣) سَائِبَةً(٤) ، فَلَهُ أَنْ يَضَعَ نَفْسَهُ حَيْثُ شَاءَ(٥) ، وَيَتَوَلّى مَنْ شَاءَ ».(٦)

١١٢٣٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي حَدِيثِ بَرِيرَةَ : « أَنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ لِعَائِشَةَ : أَعْتِقِي ؛ فَإِنَّ الْوَلَاءَ‌

___________________

= ص ٢٤٩ ، ح ٩٠٥ ، معلّقاً عن الكليني.الخصال ، ص ١٩٠ ، باب الثلاثة ، ضمن ح ٢٦٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان الناب ، عن عبيد الله بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٣٤ ، ضمن ح ٣٤٩٧ ، معلّقاً عن عبيد الله بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الجعفريّات ، ص ١١٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .قرب الإسناد ، ص ٩٤ ، ضمن ح ٣١٦ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٣٣ ، ح ٣٤٩٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.تقريب المعارف ، ص ١٢٨ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٩٢٦ ، ح ٢٥٢٩٣ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦١ ، ح ٢٩١٠٧.

(١). في « بخ »والتهذيب ، ح ٩٠٩ : « له » من دون همزة الاستفهام.

(٢). في « م ، ن ، بخ ، بن ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب ، ح ٩٠٩ : « وإذا ».

(٣). في « ن ، بن » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب ، ح ٩٠٩ : « فجعل ». وفي « م ، جد » : « فجعله».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ٢١ ، ص ٣٢٨ : « فجعل سائبة ، أي تبرّأ من ضمان جريرته ؛ فإنّه إذا فعل ذلك لم يرثه ، أو لم يعتقه تبرّعاً ، بل في نذر أو كفّارة. والأوّل أظهر ».

(٥). في « بن » والوسائل والتهذيب ، ح ٩٠٩ : - « حيث شاء ».

(٦).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٠٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالكافي ، كتاب المواريث ، باب ولاء السائبة ، صدر ح ١٣٦٤٢ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ١٣٦ ، صدر ح ٣٥٠٣ ؛والتهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٥ ، صدر ح ٩٢٧ ؛ وج ٩ ، ص ٣٩٥ ، صدر ح ١٤٠٩ ، بسند آخر ، من قوله : « فإذا اعتق وجعل سائبة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٩٣٣ ، ح ٢٥٣١١ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٢ ، ح ٢٩١٠٨.

٦٩

لِمَنْ أَعْتَقَ ».(١)

١١٢٣٤ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٢) ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَتْ عَائِشَةُ لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ أَهْلَ بَرِيرَةَ اشْتَرَطُوا وَلَاءَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ ».(٣)

١١٢٣٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٥) فِي امْرَأَةٍ أَعْتَقَتْ رَجُلاً : لِمَنْ وَلَاؤُهُ؟ وَلِمَنْ مِيرَاثُهُ(٦) ؟

قَالَ : « لِلَّذِي أَعْتَقَهُ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ وَارِثٌ غَيْرُهَا ».(٧)

___________________

(١).الكافي ، كتاب المواريث ، باب أنّ الولاء لمن أعتق ، ح ١٣٦٣٤.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٠٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٩٢٦ ، ح ٢٥٢٩٤ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦١ ، ح ٢٩١٠٧.

(٢). في « م ، بخ ، بن ، جد » وحاشية « ن » والوسائل والتهذيب : - « بن يحيى ».

(٣).الكافي ، كتاب المواريث ، باب أنّ الولاء لمن أعتق. ح ١٣٦٣٥.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٠٧ ، معلّقاً عن الكليني. وراجع : المصادر التي ذكرناها في ذيل ح ١٣٦٣٣الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٩٢٦ ، ح ٢٥٢٩٥ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٤ ، ح ٢٩١١٤.

(٤). يأتي الخبر فيالكافي ، ح ١٣٦٣٧ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن الفضيل ، من دون‌ توسّط محمّد بن إسماعيل. والمتكرّر في الأسناد رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن إسماعيل [ بن بزيع ] عن محمّد بن الفضيل. وما ورد في بعض الأسناد القليلة ومنها ما يأتي فيالكافي ، ح ١٣٦٣٧ لا يخلو من خللٍ.

(٥). في « م ، بن » والوافي والوسائل ، ج ٢٣ والكافي ، ح ١٣٦٣٧والتهذيب ، ح ٩٠٨ : - « قال ».

(٦). في التهذيب ، ح ٩٢٠ : - « ولمن ميراثه ».

(٧).الكافي ، كتاب المواريث ، باب أنّ الولاء لمن أعتق ، ح ١٣٦٣٧.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٠٨ ، معلّقاً عن الكليني.وفيه ، ص ٢٥٣ ، ح ٩٢٠ ، بسند آخرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٩٢٥ ، ح ٢٥٢٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٢ ، ح ٢٩١٠٩.

٧٠

١٨ - بَابٌ‌

١١٢٣٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سُلَيْمٍ الْفَرَّاءِ :

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ(١) ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، قَالَتْ : إِنِّي جَالِسَةٌ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَمَّا رَآنِي ، مَالَ إِلَيَّ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ(٢) : « مَا يُجْلِسُكِ(٣) هَاهُنَا؟ » فَقُلْتُ : أَنْتَظِرُ مَوْلًى لَنَا ، قَالَتْ : فَقَالَ لِي : « أَعْتَقْتُمُوهُ؟ » قُلْتُ(٤) : لَا ، وَلكِنْ(٥) أَعْتَقْنَا أَبَاهُ ، فَقَالَ : « لَيْسَ ذلِكِ(٦) مَوْلَاكُمْ ، هذَا أَخُوكُمْ وَابْنُ عَمِّكُمْ ، إِنَّمَا الْمَوْلَى الَّذِي جَرَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ ، فَإِذَا جَرَتْ عَلى أَبِيهِ وَجَدِّهِ ، فَهُوَ ابْنُ عَمِّكِ وَأَخُوكِ(٧) ».(٨)

١١٢٣٧ / ٢. عَنْهُ(٩) ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ :

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ يَرْفَعُهُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ الأَوَّلِ(١٠) عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّمَا الْمَوْلَى‌

___________________

(١). في « بخ » « الحسين بن مسلم ». وفي « بف » : « الحسين بن سعيد ».

(٢). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائلوالتهذيب والاستبصار . وفي المطبوع والوافي : « فقال ». وفي « جد » وحاشية « م » : « فقال لي ». (٣). في حاشية « م ، جد »والاستبصار : « ما يحبسك ».

(٤). في « بن ، جت » والوسائل : « فقلت ».

(٥). في « ن ، بح ، بف ، جت » والتهذيب والاستبصار : « ولكنّا ».

(٦). في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » والوسائل : « ذاك ».

(٧). في المرآة : « الظاهر أنّ نهيهعليه‌السلام كان لاستخفافها به ، وهو مكروه ، أو لأنّ الولاء موروث به لا موروث ».

(٨).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٢ ، ح ٩١٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ؛الاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٢ ، ح ٧٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سليم الفرّاء ، عن الحسين بن مسلمالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٧٥ ، ح ١٠٣٣٣ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٨ ، ح ٢٩١٢٤.

(٩). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد البرقي كتاب سعد بن سعد الأشعري ومسائله. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٩ ، الرقم ٤٧٠.

(١٠). هكذا في « م ، ن ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل. وفي المطبوع : - « الأوّل ». وفي حاشية « جت » : « أبي عبد الله ».

٧١

الْجَلِيبُ(١) الْعَتِيقُ ، وَابْنُهُ عَرَبِيٌّ ، وَابْنُ ابْنِهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ».(٢)

١١٢٣٨ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَمَعِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ لِي : « مَنْ هذَا؟ » فَقُلْتُ : مَوْلًى لَنَا ، فَقَالَ : « أَعْتَقْتُمُوهُ ، أَوْ أَبَاهُ؟ » فَقُلْتُ : بَلْ(٣) أَبَاهُ ، فَقَالَ : « لَيْسَ هذَا مَوْلَاكَ ، هذَا أَخُوكَ وَابْنُ عَمِّكَ ، وَإِنَّمَا الْمَوْلى هُوَ(٤) الَّذِي جَرَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ ، فَإِذَا جَرَتْ عَلى أَبِيهِ ، فَهُوَ أَخُوكَ وَابْنُ عَمِّكَ ».(٥)

١١٢٣٩ / ٤. بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنْ جُوَيْرَةَ(٧) ، قَالَتْ :

مَرَّ بِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْتَظِرُ مَوْلًى لَنَا ، فَقَالَ : « يَا أُمَّ عُثْمَانَ ، مَا يُقِيمُكِ هَاهُنَا؟ » فَقُلْتُ(٨) : أَنْتَظِرُ مَوْلًى لَنَا ، فَقَالَ : « أَعْتَقْتُمُوهُ؟ »

___________________

(١). فيالوافي : « الجليب : المجلوب الذي سيق من موضع إلى آخر ، والعرب يقال لهذا الجيل من الناس ولا واحد له ، ويختصّ بأهل الأمصار ، كما أنّ الأعراب بالفتح يختصّ بأهل البادية منهم ، والعرب كانوا يفتخرون بهذه النسبة ، ولعلّ ذلك لفصاحة لسانهم وإبانة كلامهم ومكارم أخلاقهم ونجابة أعراقهم ؛ يقال : أعرب في كلامه : إذا أفصح فيه وأبان. قال الله تعالى :( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) . وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في بعض خطبه : « إنّ العربيّة ليست بأب والد ، ولكنّها لسان ناطق ، فمن قصر به عمله لم يبلغه رضوان الله حسبه ». يقال لبيّن العروبة والعتيق ليس من العرب ؛ لأنّ الجليب وابنه إذا نشأ بين العرب جاز أن ينسب إليهم وابن ابنه لمـّا كان أعرق في العربيّة منشأ ومحتداً ، فهو مثل سائر العرب ، فهو من أنفسهم ».

(٢).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٧٦ ، ح ١٠٣٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٩ ، ح ٢٩١٢٥.

(٣). في « بخ ، بف » : - « بل ».

(٤). في « ن ، بن »والفقيه والتهذيب والاستبصار وقرب الإسناد : - « هو ».

(٥).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٢ ، ح ٩١٧ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٢ ، ح ٧٣ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ٤١ ، ح ١٣٣ ، بسنده عن بكر بن محمّد الأزدي.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٣٥ ، صدر ح ٣٤٩٩ ، معلّقاً عن بكر بن محمّدالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٧٦ ، ح ١٠٣٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٩ ، ح ٢٩١٢٦.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويجري عليه كلا الطريقين المذكورين إلى بكر بن محمّد.

(٧). في « ن ، بن » وحاشية « م ، جت ، جد » : « كبيرة ». وفي حاشية « جت » : « جويرية ». وفي الوسائل : « كثيرة ».

(٨). في « م ، بن ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب : « قلت ».

٧٢

فَقُلْتُ(١) : لَا ، فَقَالَ : « أَعْتَقْتُمْ أَبَاهُ؟ » قُلْتُ : لَا ، أَعْتَقْنَا جَدَّهُ ، فَقَالَ(٢) : « لَيْسَ هذَا مَوْلَاكُمْ ، بَلْ(٣) هذَا أَخُوكُمْ ».(٤)

١١٢٤٠ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٥) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « صُحْبَةُ عِشْرِينَ سَنَةً قَرَابَةٌ ».(٦)

١٩ - بَابُ الْإِبَاقِ‌

١١٢٤١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « ثَلَاثَةٌ لَايَقْبَلُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُمْ صَلَاةً أَحَدُهُمُ الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتّى يَرْجِعَ إِلى مَوْلَاهُ(٧) ».(٨)

___________________

(١). « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « قلت ».

(٢). في « بن » : + « لي ».

(٣). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي والتهذيب والاستبصار : - « بل ».

(٤).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٥٣ ، ح ٩١٨ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣ ، ح ٧٤ ، معلّقاً عن بكر بن محمّدالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٧٥ ، ح ١٠٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٦٩ ، ح ٢٩١٢٧.

(٥). هكذا في « م ، جت ، جد ». وفي « ن ، بح ، بخ ، بف ، بن » والمطبوع والوسائل : « أحمد بن محمّد ».

وما أثبتناه هو الظاهر كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٧١٧.

(٦).قرب الإسناد ، ص ٥١ ، ح ١٦٤ ، بسنده عن الحسين بن علوان.عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ،وفيه هكذا : « مودّة عشرين سنة قرابة » مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٣٥٨.وفيه ، ص ٢٩٣ ، عن الباقرعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٤ ، ح ٢٤٧٠ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٥٩ ، ح ٢٩١٠٣.

(٧). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائل : « مواليه ».

(٨).الكافي ، كتاب النكاح ، باب حقّ الزوج على المرأة ، صدر ح ١٠١٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الخصال ، ص ٢٤٢ ، باب الأربعة ، ح ٩٤ ، ضمن أربعة لا تقبل لهم صلاة ، بسند آخر عن أبي عبد =

٧٣

١١٢٤٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ يَتَخَوَّفُ إِبَاقَ مَمْلُوكِهِ ، أَوْ يَكُونُ الْمَمْلُوكُ(١) قَدْ أَبَقَ : أَيُقَيِّدُهُ ، أَوْ يَجْعَلُ فِي رَقَبَتِهِ رَايَةً(٢) ؟

فَقَالَ(٣) : « إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ بَعِيرٍ تَخَافُ(٤) شِرَادَهُ ، فَإِذَا(٥) خِفْتَ ذلِكَ فَاسْتَوْثِقْ مِنْهُ ، وَلكِنْ(٦) أَشْبِعْهُ وَاكْسُهُ ».

قُلْتُ : وَكَمْ شِبَعُهُ(٧) ؟

فَقَالَ(٨) : « أَمَّا(٩) نَحْنُ ، فَنَرْزُقُ(١٠) عِيَالَنَا(١١) مُدَّيْنِ مِنْ تَمْرٍ ».(١٢)

___________________

= اللهعليه‌السلام ،وفيه هكذا : « والعبد الآبق من مواليه من غير ضرورة ». وفيالأمالي للمفيد ، ص ١٧٣ ، المجلس ٢٢ ، صدر ح ٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٩٣ ، المجلس ٧ ، صدر ح ٢٩ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيالمحاسن ، ص ١٢ ، كتاب القرائن ، صدر ح ٣٦ ؛والخصال ، ص ٤٠٧ ، باب الثمانية ، صدر ح ٣ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٤٠٤ ، صدر ح ٧٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٨ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .وفيه ، ج ١ ، ص ٥٩ ، صدر ح ١٣١ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الخمسة الأخيرة في ضمن ثمانية لا تقبل له الصلاة ، مع اختلاف يسير.وفيه أيضاً ، ج ٣ ، ص ١٤٥ ، ح ٣٥٣٤ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية هكذا : « العبد الآبق لا تقبل له الصلاة حتّى يرجع إلى مولاه »الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤ ، ح ٥٤٤٤ ؛ وج ١٥ ، ص ٥١٩ ، ح ١٥٦٠٠ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨١ ، ح ٢٩١٥١.

(١). في « ن ، بح ، بخ ، جت » والوافي : « العبد ».

(٢). قال الفيروز آبادي : « الراية : القلادة ، أو التي توضع في عنق الغلام الآبق ».القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٤ ( ريي ). (٣). في « بح ، بخ ، بف ، جت »والفقيه : « قال ».

(٤). في « ن ، بح ، بخ ، بف » والفقيه والوسائل ، ج ٢٣ : « يخاف ».

(٥). في « بخ ، بف ، جت » والوافي : « فإن ».

(٦). في « ن » وحاشية « جت » : - « لكن ».

(٧). في « ن » : « شبعة ».

(٨). في «م ، بن ، جد» والوسائلوالفقيه : « قال ».

(٩). في الوافي : « وأمّا ».

(١٠). في « بن ، جد »والفقيه : « نرزق ».

(١١). في « بخ » : « عيالاً لنا ». وفي « بح » : « عيالاً منّا ». وفي حاشية « جت » : « عيالاتنا ».

(١٢).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ، ح ٣٥٣٦ ، معلّقاً عن زيد الشحّامالوافي ، ج ١٥ ، ص ٥١٨ ، ح ١٥٥٩٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥١٢ ، ذيل ح ٢٧٧٢٤ ؛ وج ٢٣ ، ص ٨٣ ، ح ٢٩١٥٦.

٧٤

١١٢٤٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ(٢) عليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ قَدْ أَبَقَ مِنْهُ مَمْلُوكُهُ : يَجُوزُ(٣) أَنْ يُعْتِقَهُ فِي كَفَّارَةِ اليَمِينِ وَ(٤) الظِّهَارِ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ(٥) مَا لَمْ يَعْرِفْ(٦) مِنْهُ مَوْتاً(٧) ».

قَالَ(٨) أَبُو هَاشِمٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ(٩) - : وَكَانَ سَأَلَنِي نَصْرُ(١٠) بْنُ عَامِرٍ الْقُمِّيُّ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ ذلِكَ.(١١)

١١٢٤٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَوَّلِ(١٢) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ جَارِيَةٍ مُدَبَّرَةٍ أَبَقَتْ مِنْ(١٣) سَيِّدِهَا‌

___________________

(١). في « م ، بن » والتهذيب وحاشية « بح » : - « بن إبراهيم ».

(٢). في « بخ ، بف » : « أبا جعفر ». وقد شاهد أبو هاشم الجعفري جماعة من الأئمّةعليهم‌السلام منهم الرضا والجوادوالعسكري وروى عنهم. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٨١ ، الرقم ٢٧٧ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٧٥ ، الرقم ٥٥٥٣.

(٣). في التهذيب : « أيجوز ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : - « اليمين و ».

(٥). في « بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « بذلك ». وفي حاشية « ن » : « لك ».

(٦). في « بن » : « لم تعرف ».

(٧). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » وحاشية « م ، بن ، جد » والوافي : « ما علم أنّه حيّ مرزوق » بدل « ما لم يعرف منه موتاً ».

(٨). في « ن ، بخ » وحاشية « م ، جد » : + « أبو الحسن أو ». وفي « بف » : + « أبو الحسن أو قال ». وفي « بح » : « وقال ».

(٩). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » : - « رضي‌ الله‌ عنه ».

(١٠). في « جت » : « النضر ».

(١١).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٨٩٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٤ ، ح ٣٥٢٧ ، معلّقاً عن أبي هاشم الجعفريالوافي ، ج ١١ ، ص ٥٩٦ ، ح ١١٤٢٥ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٣ ، ح ٢٩١٥٧.

(١٢). في « م ، ن ، بح ، بن ، جت » والوسائل ، ح ٢٩٢٤٧ والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « الأوّل ».

(١٣). في « م ، جد » والتهذيب : « عن ».

٧٥

مُدَّةَ(١) سِنِينَ(٢) كَثِيرَةٍ(٣) ، ثُمَّ جَاءَتْ مِنْ(٤) بَعْدِ مَا مَاتَ سَيِّدُهَا بِأَوْلَادٍ وَمَتَاعٍ كَثِيرٍ ، وَشَهِدَ لَهَا شَاهِدَانِ أَنَّ سَيِّدَهَا قَدْ(٥) كَانَ(٦) دَبَّرَهَا فِي حَيَاتِهِ(٧) مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْبِقَ(٨) ؟

قَالَ : فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « أَرى أَنَّهَا وَجَمِيعَ مَا مَعَهَا فَهُوَ(٩) لِلْوَرَثَةِ ».

قُلْتُ : لَاتُعْتَقُ(١٠) مِنْ ثُلُثِ سَيِّدِهَا؟

قَالَ : « لَا ؛ لِأَنَّهَا(١١) أَبَقَتْ عَاصِيَةً لِلّهِ وَلِسَيِّدِهَا ، فَأَبْطَلَ(١٢) الْإِبَاقُ التَّدْبِيرَ ».(١٣)

١١٢٤٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ(١٤) ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ فِي جُعْلِ الْآبِقِ(١٥) : الْمُسْلِمُ يُرَدُّ(١٦) عَلَى الْمُسْلِمِ(١٧) ».(١٨)

___________________

(١). في « ن ، بن » والوافي والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « مدّة ».

(٢). في التهذيب : « سنينا ».

(٣).في«م،بن»والفقيه والتهذيب والاستبصار:-«كثيرة».

(٤). في « ن ، بن ، جد » والوسائل ، ح ٢٩٢٤٧ والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « من ».

(٥). في « جت » : - « قد ».

(٦). في « بخ ، بف » : - « قد كان ».

(٧). في « بف » : + « تدبيرها ».

(٨). في «بح،بخ ،بف،جت»:«الإباق»بدل«أن تأبق».

(٩). في « م ، ن ، بن » والوسائل ، ح ٢٩٢٤٧ والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « فهو ».

(١٠). في « بح ، بخ » : « ولا يعتق ». وفي « بف ، جت » : « ولا تعتق ». وفي التهذيب والاستبصار : « ألا تعتق ».

(١١). في « بن » والوافي والوسائل ، ح ٢٩٢٤٧ والفقيه والتهذيب : « أنّها ».

(١٢). في التهذيب والاستبصار : « وأبطل ».

(١٣).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٦٤ ، ح ٩٦٤ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٣٢ ، ح ١١٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ، ح ٣٥٣٧ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلمالوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٣١ ، ح ١٠٢٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٢ ، ح ٢٩١٥٢ وص ١٢٩ ، ح ٢٩٢٤٧.

(١٤). كذا في النسخ ، والظاهر زيادة « الخثعمي » ، أو كونه محرّفاً من « الخزّاز » ؛ فإنّ المتكرّر في الأسناد رواية محمّدبن يحيى الخزّاز عن غياث بن إبراهيم. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٩٢ - ٣٩٣.

(١٥). في « بف » : + « قال ». وفي حاشية « م » والوافي : + « إنّ ».

(١٦). في « بخ ، بف » : « تردّ ».

(١٧). فيمرآة العقول ، ج ٢١، ص ٣٣٢ : « المسلم يردّ على المسلم ، أي يلزم أن يردّ المسلمُ الآبقَ على المسلم ، =

٧٦

وَقَالَعليه‌السلام فِي رَجُلٍ أَخَذَ آبِقاً ، فَأَبَقَ مِنْهُ ، قَالَ : « لَا شَيْ‌ءَ عَلَيْهِ(١) ».(٢)

١١٢٤٦ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(٤) رَفَعَهُ :

عَنْ(٥) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمَمْلُوكُ إِذَا هَرَبَ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ مِصْرِهِ ، لَمْ يَكُنْ آبِقاً(٦) ».(٧)

___________________

= ولا يأخذ منه جعلاً ، أو ينبغي أن يردّ الجعل على المسلم لو أخذه منه ، أو لا يأخذه لو أعطاه. ويحتمل بعيداً أن يكون المعنى : أنّ المسلم المالك يردّ ، أي يعطي الجعل. وعلى التقادير الأوّلة فهو محمول على الاستحباب إذا قرّر جعلاً ، وعلى الوجوب مع عدمه إذا لم نقل بوجوب الدينار والأربعة دنانير ، ويمكن أن يكون المراد أنّه إذا أخذ جعلاً ولم يردّ العبد يجب عليه ردّ الجعل ».

وقال الشهيد الثانيقدس‌سره ما مضمونه : « لو استدعى الردّ ولم يتعرّض للاُجرة لزمه اُجرة المثل إلّافي الآبق ؛ فإنّه يثبت بردّه من مصره دينار ، ومن غيره أربعة دنانير على المشهور بين الأصحاب. ومستنده رواية مسمع بن عبد الملك أبي سيّار. وفي طريق الرواية ضعف. ونزّلها الشيخ على الأفضل ، ولا بأس به ؛ للتساهل في دليل الفضل. وعمل المحقّق بمضمونها وإن نقصت قيمة العبد عن ذلك. وتمادى الشيخان فيالنهاية والمقنعة ، فأثبتا ذلك وإن لم يتبرّع المالك ».المسالك ، ج ١١ ، ص ١٦٤ - ١٦٥. وانظر :المبسوط ، ج ٣ ، ص ٣٣٣ ؛النهاية ، ص ٣٢٣ - ٣٢٤ ؛المقنعة ، ص ٦٤٨ - ٦٤٩.

(١٨).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ، ح ٣٥٣٩ ، معلّقاً عن غياث بن إبراهيم الدارمي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٠٦ ، ح ١٧٥٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٤ ، ح ٢٩١٥٩ ؛ وص ٨٧ ، ح ٢٩١٦٥.

(١). في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوافي والوسائل والفقيه والتهذيب : « ليس عليه شي‌ء ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٨ ، ح ١٢٠٢ ، بسنده عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٧ ، ح ٣٥٤٠ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢١ ، ح ١٨٥٩٧ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٤ ، ح ٢٩١٥٩.

(٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٤). في « بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي : « بعض أصحابه ».

(٥). في الوافي : « إلى ».

(٦). فيالمرآة : « مخالف للمشهور ولما ورد في جعل من ردّ الآبق من المصر. وتظهر الفائدة في إبطال التدبير ، وفي نسخ المشتري ، وفي الجعل لردّ الآبق وغيرها ، ويمكن حمله على ما إذا كان في بيوت أقاربه وأصدقائه بحيث لا يسمّى آبقاً عرفاً ».

(٧).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٥ ، ح ٣٥٣٥ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٥ ، ص ٥١٩ ، ح ١٥٦٠٢ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٢ ، ح ٢٩١٥٣.

٧٧

١١٢٤٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَ(١) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ أَصَابَ عَبْداً آبِقاً ، فَأَخَذَهُ ، وَأَفْلَتَ(٢) مِنْهُ الْعَبْدُ؟

قَالَ : « لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ ».

قُلْتُ : فَأَصَابَ جَارِيَةً(٣) قَدْ سُرِقَتْ مِنْ جَارٍ لَهُ ، فَأَخَذَهَا لِيَأْتِيَهُ بِهَا ، فَنَفَقَتْ(٤) ؟

قَالَ(٥) : « لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ »(٦) .(٧)

١١٢٤٨ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهعليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام اخْتُصِمَ إِلَيْهِ فِي رَجُلٍ أَخَذَ عَبْداً آبِقاً ، فَكَانَ(٨) مَعَهُ ، ثُمَّ هَرَبَ مِنْهُ ، قَالَ : يَحْلِفُ بِاللهِ الَّذِي لَاإِلهَ إِلَّا هُوَ مَا سَلَبَهُ ثِيَابَهُ ، وَلَا شَيْئاً مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ ، وَلَا بَاعَهُ ، وَلَا دَاهَنَ فِي إِرْسَالِهِ ، فَإِذَا(٩) حَلَفَ بَرِئَ مِنَ الضَّمَانِ(١٠) ».(١١)

___________________

(١). في السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه » على « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ».

(٢). في « ن » : « فأفلت ».

(٣). في الفقيه : «أصاب دابّة»بدل « فأصاب جارية ».

(٤). نفقت ، أي ماتت. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٩٩ ( نفق ).

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والفقيه. وفي المطبوع : « فأنقت » بدل « فنفقت قال » وهو سهو مطبعي ، والصحيح : « فأنفقت ».

(٦). فيالمرآة : « محمول على عدم التفريط ؛ فإنّ المشهور بين الأصحاب أنّه لو أبق العبد اللقيط أو ضاع من غير تفريط لم يضمن ، ولو كان بتفريط ضمن ، ولو اختلفا في التفريط ولا بيّنة فالقول قول الملتقط مع يمينه ».

(٧).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٧ ، ح ٣٥٤١ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، من قوله : « فأصاب جارية قد سرقت »الوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٠ ، ح ١٨٥٩٤ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٥ ، ح ٢٩١٦٠.

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب ، ج ٨. وفي المطبوع والوافي : « وكان ».

(٩). في الوسائل : « فإن ».

(١٠). فيالمرآة : « محمول على ما إذا ادّعى المالك عليه تلك الاُمور ».

(١١).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٨٩١ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ، ح ٣٥٣٨ ، معلّقاً عن إسماعيل بن =

٧٨

١١٢٤٩ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ جُعْلِ الْآبِقِ وَالضَّالَّةِ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ ».(١)

١١٢٥٠ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ فِي الْإِبَاقِ(٢) عُهْدَةٌ ».(٣)

تَمَّ كِتَابُ الْعِتْقِ وَالتَّدْبِيرِ وَالْكِتَابَةِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؛

وَصَلَّى اللهُ عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

وَيَتْلُوهُ كِتَابُ الصَّيْدِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى.(٤)

___________________

= مسلم ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٨ ، ح ١٢٠١ ، بسنده عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن جعفر ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام الوافي ، ج ١٨ ، ص ٩٢٠ ، ح ١٨٥٩٦ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٥ ، ح ٢٩١٦١.

(١).مسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٤٠.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٨٩٢ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ٢٩٥ ، ح ١١٦٣ ، بسند آخر عن عليّ بن جعفر. وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ٤٠٦٠ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٦ ، ح ١١٩٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام ، وفي الأخيرة مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٠٥ ، ح ١٧٥٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٦ ، ح ٢٩١٦٤ ؛ وص ١٨٩ ، ح ٢٩٣٤٦.

(٢). فيالمرآة : « ليس في الإباق ، أي أباق العبد الآبق من عند الملتقط ».

(٣).التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٨٩٣ ، معلّقاً عن الكليني.وفيه ، ج ٦ ، ص ٣١٢ ، ح ٨٦٤ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عمّن حدّثه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . وراجع :الكافي ، كتاب المعيشة ، باب من يشتري الرقيق فيظهر به عيب ، ح ٨٩٧٦الوافي ، ج ١٧ ، ص ٥١٧ ، ح ١٧١٥٧ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٨٦ ، ح ٢٩١٦٢.

(٤). في النسخ من قوله : « تمّ كتاب العتق » إلى هنا ، عبارات مختلفة.

٧٩

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

الفصل السابع

فلسفة النهضة الحسينيّة وأهدافها

١ ـ أسباب ضة الحسينعليه‌السلام

٢ ـ مبررات النهضة

٣ ـ متى يجب القيام؟

٤ ـ لماذا خرج الحسينعليه‌السلام بعياله؟

٥ ـ هل ألقى الحسينعليه‌السلام بيده إلى التهلكة؟

ـ بين هجرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهجرة السبطعليه‌السلام

٦ ـ معالم النهضة المقدّسة

٧ ـ أهداف ضة الحسينعليه‌السلام

٨ ـ ثمرات النهضة الحسينية

ـ فلسفة الابتلاء.

٢٦١

نهضة الإمام الحسين (ع)

قال الامام الحسين (ع) في وصيته لاخيه محمد بن الحنفية :

إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ، ولا مفسدا ولا ظالما ، وانما خرجت أطلب الاصلاح في أمة جدي محمد (ص).

أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي محمد (ص) وسيرة أبي علي بن أبي طالب (ع).

وقال الشاعر على لسان الامام الحسين (ع) :

إن كان دين محمد لم يستقم

الا بقتلي ، يا سيوف خذيني

٢٦٢

الفصل السابع

فلسفة النهضة الحسينيّة وأهدافها

* تعريف بالفصل :

قبل الدخول في النهضة الحسينية وأحداثها المختلفة ، لا بدّ لنا من معرفة أسبابها وأهدافها ونتائجها. وهو ما سنعالجه في هذا الفصل.

نبدأ الفصل بالتفريق بين معنى (النهضة) ومعنى الثورة ، ثم نبيّن أسباب النهضة التي واكبت موت معاوية ومجيء يزيد ، وقد تغيرت الأوضاع ومستوى الانحراف عما كانت عليه في عهد الإمام الحسنعليه‌السلام ، وأصبح الإسلام على عتبة الزوال والاضمحلال. فكان لا بدّ لقائد الأمة وهو الحسينعليه‌السلام من القيام بمسؤوليته في التصحيح والأمر بالمعروف. لقد كان تصميم بني أمية من خلال معاوية على تقويض الإسلام ، وفق المستوى النظري والعملي ، فحاولوا الإبقاء على المظهر الخارجي للإسلام كغطاء ، للإجهاض على معانيه وجوهره الداخلي. ومن أهم مظاهر ذلك التغيير إحباط نظام الشورى ، وجبر المسلمين على نظام الملكية الوراثية ، الّذي يحاربه الإسلام ولا يرضى به. فاستلم معاوية الحكم قهرا عن المسلمين ، بالخديعة والمكر والنزاع والخروج على إمام زمانه ، وهو يعلم أنه من الطلقاء الذين ناهضوا هم وآباؤهم الدعوة الإسلامية منذ بزوغها ، والذين لا تجوز لهم الخلافة قطعا ، مصداقا لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان ، الطلقاء وأبناء الطّلقاء».

وقد استخدم معاوية وبنو أمية في حربهم للإسلام ، ولنشر المبادئ المعاكسة للإسلام ، كلّ وسيلة من وسائل الإرهاب والتجويع والتهجير والتفريق للتسلط على المسلمين. وبما أن المسلمين كانوا قد وصلوا إلى وضع معنوي مائع مهلهل ، فقد عملت أساليب بني أمية فعلها فيهم ، واستعبدتهم لأنهم كانوا عبيدا للدنيا ، وكان الدين لعقا على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم. لكن أهداف هذه الردّة

٢٦٣

الجديدة ضد الإسلام ، بعد ردّة مسيلمة الكذاب ، لم تدم كثيرا بفضل نهضة الحسينعليه‌السلام وإيقاظه ضمائر المسلمين للدفاع عن دينهم وشريعتهم ، ونبذ أعداء الإسلام المتبرقعين بلباسه ورسمه. فكانت ثورة كربلاء نقطة الانطلاق إلى ثورات مستمرة لم تسكن حتّى قوّضت عرش الأمويين عام ١٣٢ ه‍. وكما يقول الفيلسوف الألماني (ماربين) : «إن الحسين قد أدى الغاية الأساسية من نهضته بأسلوبه الفذّ العبقري ، حتّى أن استشهاده قد قصم عمر تلك الدولة العنصرية إلى أقل من مائة عام ، بينما كان يتوقع لها أن تعيش أضعاف تلك المدة».

وبعد مناقشة أسباب النهضة ومراميها ، نردّ على من زعم أن الحسينعليه‌السلام كان مخطئا في خروجه على يزيد ، وأنه بخروجه شقّ عصا المسلمين ، وهؤلاء نفسهم لم ينسبوا إلى معاوية هذا الحكم حين شقّ عصا الطاعة فعلا وخرج على إمام زمانه أمير المؤمنين عليعليه‌السلام وحاربه ، وسبّب بذلك تشتت المسلمين وتنازعهم ، وبالتالي أضعف الإسلام والمسلمين إلى يوم الدين.

ثم نردّ على من ادّعى أن الحسينعليه‌السلام قد ألقى بنفسه إلى التهلكة ، إذ لم يكترث بالنصائح العديدة التي وجّهت إليه. كما نردّ على الذين أنكروا عليه حمله نساءه وأطفاله معه إلى كربلاء.

وكما قال بعضهم : لو قدّر هؤلاء الناصحون الأخطار المحيطة بالإسلام في ذلك المنعطف التاريخي الحاسم ، كما قدّرها الحسينعليه‌السلام ، لكان الأولى بهم نصرته بالسيف والسنان ، عن تقديم النصيحة له بالقول واللسان.

وننهي الفصل بلمحة عن «فلسفة الابتلاء». وكيف أن الله يبتلي المؤمنين أكثر من الفاسقين والكافرين ، ليعلي من منزلتهم ويجعلهم قدوة ومنارا للآخرين.

ـ الفرق بين الثورة والنهضة :

المقصود من كلمة (النهضة) في هذا الفصل ، تلك الحركة المدروسة المخططة التي قام بها الإمام الحسينعليه‌السلام ، والتي كان عارفا بمقاصدها ومصمما على خوضها ، مهما كلفّه ذلك من إيثار وبذل وتضحيات.

ولم تكن تلك الحركة وليدة الصدفة والاتفاقات ، ولا نتيجة ردود فعل ولا أحقاد ، بل كانت خطة مقررة ، تسير على خط مرسوم ، من أول حركتها إلى آخر أحداثها ، تنهج على مبدأ راسخ ورسالة ثابتة. خطة رسمها الإمام العظيم ، ذو العقل

٢٦٤

الكبير والقلب الجريء ، لا يبغي من ورائها النتائج الوقتية الآنيّة ، بقدر ما يرمي إلى نتائجها الجسيمة البعيدة المدى.

وبحق لقد كانت شهادة الحسينعليه‌السلام في كربلاء يوم عاشوراء ، المشعل الّذي ألهب الثورة في قلوب المسلمين للحفاظ على عقيدتهم والدفاع عن شريعتهم ، بعد ما أظهرعليه‌السلام حقيقة منتحلي الإسلام ، من الأعوان والحكام. فما لبثت الثورات أن تعاقبت تباعا بعد استشهاد الحسينعليه‌السلام ، حتّى تقوّض عرش بني أمية في قرن من الزمن ، وقد كان مقدّرا له أن يدوم عدة قرون.

١ ـ أسباب نهضة الحسينعليه‌السلام

* مدخل :

لم تكن معركة الحق مع الباطل سهلة بسيطة ، بل كانت متشابكة المعالم. وحين استلم عثمان الخلافة طأطأ بنو أمية فرحا ، وعلموا أن الأمر قد توطّد لهم. وفعلا فإن عثمان ـ وهو من وجوه بني أمية ـ قد فعل ما حذّره منه سلفه عمر بن الخطاب ، فعزل الولاة الأكفاء ، واستبدل بهم ولاة من بني أمية ، حتّى صار مروان بن الحكم طريد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمين سرّ الخليفة ، يسرح ويمرح.

ولما تولى الخلافة الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام أصيب بنو أمية بنكسة عارمة ، وخافوا أن يفلت الأمر من أيديهم إلى الأبد ، فقاموا بقيادة زعيمهم معاوية ، الّذي تمركز في الشام ، قاموا بإعلان الحرب على الإمام وخلع الطاعة عن خليفة الإسلام. وبما أنه ليس لهم أي سهم وقدم في الإسلام أمام عليعليه‌السلام . فحاولوا إيهام الرأي العام بأن علياعليه‌السلام له ضلع في مقتل عثمان ، أو أنه متواطئ مع قتلته لأنه لم يقبض عليهم ويحاكمهم.

وفي الواقع إن الّذي قتل عثمان هو معاوية ، لأنه منّاه بالمساعدة العسكرية سرّا ، حتّى إذا أحيط به أسلمه وتخلّى عنه. أما قتلة عثمان ، فإن الأمر لما صار بيد معاوية لم يحاكمهم ولم يقبض عليهم ، فما عدا مما بدا!.

وتنفس بنو أمية الصعداء حين اغتيل عليعليه‌السلام ، فتنادوا لحرب الإمام الحسنعليه‌السلام ، بعد أن فتنوا أصحابه بالأموال ، وأفسدوا ضمائرهم بالآمال.

٢٦٥

فكانت حكمة الحسنعليه‌السلام أن يلوذ بالصلح حقنا للدماء. لكن الحسينعليه‌السلام وإن رضي بالصلح طاعة لأخيه الحسنعليه‌السلام ، إلا أنه كان كمن يجدع أنفه بالمقراض ويضرب بالسياط. وظل محترما لعهد الصلح الّذي أمضاه أخوه رغم تخلّي معاوية عنه ، فلم يجد بعد وفاة أخيه أية مصلحة في التحرك ، مادام معاوية حيا.

لكن ما أن هلك معاوية سنة ٦٠ ه‍ حتّى صمم الحسينعليه‌السلام على إعلان النهضة المقدسة ، لتوفّر ظروفها وأسبابها. ومن هذه الظروف تكشير يزيد عن أنيابه للإجهاز على آخر رمق من الإسلام ، ثم تنادي العراقيين لعقد رايتهم تحت لواء الحسينعليه‌السلام . وقد صرّح الحسينعليه‌السلام بأنه لم يبايع معاوية ولن يبايع يزيد ، وأنه يرفض كل حلّ سلمي أو وسط. وحتى لو كان بعض أهل العراق قد شبّ على الشقاق والنفاق والغدر والخيانة ، فكان لا بدّ له كمسؤول عن الدين والإسلام ، من متابعة المسيرة معهم إلى آخر الطريق. لأن من واجبه إقامة الحجة عليهم ، واستيعابهم وعدم التخلي عنهم.

ولم يكن من رأيهعليه‌السلام البقاء في الحجاز ، لأن أهلها لم يكونوا من المتعاطفين معه ، ولا أن يسير إلى اليمن لأنهم لم يثبتوا صلابتهم سابقا. فكان العراق ملجأه الوحيد.

وحتى مع علم الحسينعليه‌السلام بغدر أهل العراق وسرعة تقلّبهم ، وبأن مصيره القتل المعلوم ، إلا أن ذلك لا يسوّغ له شرعا إلا أن يعاملهم على الظاهر ، وينهد إليهم عند الطلب. فكان هو كبش الفداء ، الّذي قدّم نفسه عامدا متعمدا ، قربانا لإحياء دين جده ، إن لم يكن ذلك عاجلا فآجلا.

وكان كلما نصحه أحد من أصحابه ، كأخيه محمّد بن الحنفية أو ابن عمه عبد الله بن عباس أو ابن عمه عبد الله بن جعفر أو غيرهم ، بالبقاء أو المسير إلى جهة أخرى ، كان يشكرهم على نصيحتهم ، ويعتذر لهم بأن ما قضى الله فهو كائن ، وأن مسيره إلى مصرعه ليس بأمره.

وحين قال له ابن الحنفية : فما سبب حملك هذه النسوة معك؟ أجابعليه‌السلام :«قد شاء الله تعالى أن يراهنّ سبايا».

٢٦٨ ـ الدوافع إلى النهضة :

(وقعة كربلاء للشيخ الركابي ص ٧٤)

إن جملة من العوامل دفعت الإمام الحسينعليه‌السلام إلى إعلان نهضته إثر حكم

٢٦٦

يزيد ، منها نقض معاوية لبنود الصلح بتولية يزيد ، ومنها مكاتبة أهل العراق للحسينعليه‌السلام يطلبون منه النهوض.

والسؤال الّذي يطرح نفسه بإلحاح ، هو مدى تأثير دعوة أهل الكوفة للإمامعليه‌السلام للثورة ، وهل إن هذا العامل يعتبر سرّ التحرك الحسيني؟. وما هي الدوافع الحقيقية من تحرك الإمامعليه‌السلام ؟. أهي للشهادة كما صوّرها البعض ، باعتبار أنه يعلم مصيره المحتوم؟ أم لإقامة حكومة إسلامية؟.

وللإجابة على هذا السؤال نقول : إن حركة الإمام الحسينعليه‌السلام هي حركة روحية ، وحاجة نفسية ، كحاجة الإنسان إلى الماء والغذاء. فلو أن الحسينعليه‌السلام لم يكن عالما بمصيره ، لم يكن تحرّكه المندفع من الشعور الذاتي ليتغير عما فعل.

٢٦٩ ـ الأسباب المباشرة وغير المباشرة لنهضة الحسينعليه‌السلام وما هو تكليفه الواقعي والظاهري :

(مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرّم ص ١٩٧)

قال السيد عبد الرزاق المقرّم بعد عرضه لنصائح الأصحاب :

هذه غاية ما وصل إليه إدراك من رغب في تريّثهعليه‌السلام عن السفر إلى العراق.وأبو عبد الله الحسينعليه‌السلام لم تخف عليه نفسيات الكوفيين وما شيبت من الغدر والنفاق ، ولكن ماذا يصنع بعد إظهارهم الولاء والانقياد له والطاعة لأمره ، وهل يعذر أمام الأمة في ترك ما يطلبونه من الإرشاد والانقاذ من مخالب الضلال ، وتوجيههم إلى الأصلح الّذي يرضي الله رب العالمين ، مع أنه لم يظهر منهم الشقاق والخلاف. واعتذارهعليه‌السلام عن المصير إليهم بما جبلوا عليه من الخيانة كما فعلوا مع أبيه وأخيه ، يسبب إثارة اللوم من كل من يبصر ظواهر الأشياء. والإمام المقيّض لهداية البشر أجلّ من أن يعمل عملا يكون للأمة الحجة عليه. والبلاد التي أشاربها ابن عباس وغيره لا منعة فيها ، وما أجرى بسر بن أرطاة مع أهل اليمن يؤكد وهنهم في المقاومة والضعف عن ردّ الباغي.

وبهذا يصرّح الشيخ التستري أعلى الله مقامه ، فإنه يقول : كان للحسينعليه‌السلام تكليفان : واقعي وظاهري.

أما [التكليف الواقعي] الّذي دعاه للإقدام على الموت وتعريض عياله للأسر وأطفاله للذبح مع علمه بذلك ، فالوجه فيه أن عتاة بني أمية قد اعتقدوا أنهم على

٢٦٧

الحق ، وأن عليا وأولاده وشيعتهم على الباطل ، حتّى جعلوا سبّه من أجزاء صلاة الجمعة ، وبلغ الحال ببعضهم أنه نسي اللعن في خطبة الجمعة ، فذكره وهو في السفر فقضاه. وبنوا مسجدا سمّوه (مسجد الذكر) فلو بايع الحسين يزيد وسلّم الأمر إليه لم يبق من الحق أثر ، فإن كثيرا من الناس يعتقد بأن المحالفة لبني أمية دليل استصواب رأيهم وحسن سيرتهم. وأما بعد محاربة الحسين لهم وتعريض نفسه المقدسة وعياله وأطفاله للفوادح التي جرت عليهم ، فقد تبيّن لأهل زمانه والأجيال المتعاقبة أحقيته بالأمر وضلال من بغى عليه.

وأما [التكليف الظاهري] فلأنهعليه‌السلام سعى في حفظ نفسه وعياله بكل وجه ، فلم يتيسّر له وقد ضيّقوا عليه الأقطار ، حتّى كتب يزيد إلى عامله على المدينة أن يقتله فيها ، فخرج منها خائفا يترقّب ، فلاذ بحرم الله الّذي هو أمن الخائف وكهف المستجير ، فجدّوا في إلقاء القبض عليه أو قتله غيلة ولو وجد متعلقا بأستار الكعبة ، فالتزم بأن يجعل إحرامه عمرة مفردة وترك التمتع بالحج ، فتوجه إلى الكوفة لأنهم كاتبوه وبايعوه وأكدوا المصير إليهم لإنقاذهم من شرور الأمويين ، فألزمه التكليف بحسب ظاهر الحال إلى موافقتهم إتماما للحجة عليهم ، لئلا يعتذروا يوم الحساب بأنهم لجؤوا إليه واستغاثوا به من ظلم الجائرين ، فاتّهمهم بالشقاق ولم يغثهم. مع أنه لو لم يرجع إليهم ، إلى أين يتوجه وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت؟!. وهو معنى قولهعليه‌السلام لعبد الله بن جعفر :

«لو كنت في حجر هامّة من هذه الهوام ، لاستخرجوني حتّى يقتلوني».

٢٧٠ ـ من أسباب نهضة الحسينعليه‌السلام لأحد علماء الأزهر :

(الحسين في طريقه إلى الشهادة للسيد علي بن الحسين الهاشمي ص ١٢)

قال الأستاذ محمّد عبد الباقي سرور ، أحد علماء الأزهر ، في كتابه (الثائر الأول في الإسلام) ص ٧٩ ط مصر :

فلو بايع الحسين يزيد الفاسق المستهتر ، والذي أباح الخمر والزنا ، وحطّ بكرامة الخلافة إلى مجالسة الغانيات وعقد حلقات الشراب في مجلس الحكم ، والذي ألبس الكلاب والقرود جلاجل من ذهب ، ومئات الألوف من المسلمين صرعى الجوع والحرمان. لو بايع الحسين يزيد أن يكون خليفة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا الوضع ، لكانت فتيا من الحسين بإباحة هذا للمسلمين. وكان سكوته هذا أيضا على

٢٦٨

هذا رضى ، والرضى عن ارتكاب المنكرات ولو بالسكوت إثم وجريمة في حكم الشريعة الاسلامية. والحسين بوضعه الراهن في عهد يزيد هو الشخصية الأولى المسؤولة في الجزيرة العربية بل في البلاد الاسلامية كافة ، عن حماية التراث الإسلامي ، لمكانته في المسلمين ولقرابته من رسول رب العالمين ، ولكونه بعد موت كبار المسلمين أعظم المسلمين في ذلك الوقت علما وزهدا وحسبا ومكانة.فعلى هذا الوضع أحسّ بالمسؤولية تناديه وتطلبه لإيقاف المنكرات عند حدها ، ولا سيما أن الّذي يرتكب هذه المنكرات ويشجع عليها هو الجالس في مقعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

هذا أولا ، وثانيا : إنهعليه‌السلام جاءته المبايعات بالخلافة من جزيرة العرب ، وجاءه ثلاثون ألفا من الخطابات من ثلاثين ألفا من العراقيين من سكان البصرة والكوفة ، يطلبون فيها منه الشخوص لمشاركتهم في محاربة العربيد (يزيد بن معاوية). وألحّوا في تكرار هذه الخطابات ، حتّى قال رئيسهم عبد الله بن أبي الحصين الأزدي : يا حسين سنشكوك إلى الله تعالى يوم القيامة إذا لم تلبّ طلبنا وتقوم لنجدة الإسلام. وكيف والحسين ذو حمية دينية ونخوة إسلامية ، والمفاسد تترى أمام عينيه ، كيف لا يقوم بتلبية النداء!. وعلى هذا الوضع لبّىعليه‌السلام النداء كما تأمر به الشريعة الإسلامية ، فنحا نحو العراق.

(أقول) : ولقد فات الأستاذ سرور أن يكمل كلامه المنصف فيقول : وبالحق لو لم يقم الحسينعليه‌السلام بثورته هذه ، لما كانت تقوم للإسلام قائمة من بعده ، لطغيان الباطل وانطفاء شعلة الإسلام.

٢ ـ مبررات النهضة

* مدخل :

يتساءل الكثيرون : لماذا قام الحسينعليه‌السلام بنهضته المباركة ، في حين لزم الحسينعليه‌السلام جانب الصمت؟. والواقع أن الظروف التي صارت في عصر يزيد تختلف كثيرا عن الظروف التي كانت في عهد معاوية. فحين صالح الإمام الحسنعليه‌السلام مكرها ، ثم داس معاوية على وثيقة الصلح ، انكشفت حقيقته لأتباع الحسنعليه‌السلام وقد كانوا مغرورين به ، فأصبحوا مهيئين للثورة ضده أكثر من ذي قبل.

٢٦٩

هذا من ناحية المحكومين ، أما من ناحية الحاكم ، فإن يزيد كان معلنا بالفسق ، بينما معاوية فقد كان متسترا به ، وإن موت معاوية جعل الحسينعليه‌السلام في حلّ من عقد الصلح كل هذا دفع الحسينعليه‌السلام إلى إعلان النهضة المقدسة في وجه الباطل.

يقول أحدهم في هذا المعنى : (مجموعة نفيسة ، ص ٤٤٨ ط إيران)

لما مات معاوية وانقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسينعليه‌السلام من الدعوة إلى نفسه ، أظهر أمره بحسب الإمكان ، وأبان عن حقه للجاهلين به ، حالا بعد حال ، إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار. فدعا إلى الجهاد وشمّر للقتال ، وتوجّه بولده وأهل بيته من حرم الله وحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو العراق ، للاستنصار بمن دعاه من شيعته على الأعداء.

وقد اقتطعت هذه الفقرات من كتاب (الأئمة الاثنا عشر ـ دراسة تحليلية) للأستاذ عادل الأديب ، من ص ١٠٥ ـ ١٢٣ :

٢٧١ ـ تغير الأوضاع بين عصر الحسنعليه‌السلام وعصر الحسينعليه‌السلام :

إن دور الإمام الحسنعليه‌السلام يختلف عن دور الإمام الحسينعليه‌السلام . ففي مرحلة الإمام الحسينعليه‌السلام ارتفع الشك عن المسلمين في صحة المعركة وشرعيتها ، وأصبح المسلمون في هذه المرحلة يعيشون تجربة الإمام عليعليه‌السلام كمثل أعلى للحكم الإسلامي العادل. وأدركوا أن انتصار بني أمية هو انتصار للإرستقراطية الجاهلية التي ناصبت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه العداء ، والتي جاهدها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى قضى عليها ، وأقاموا على أنقاضها دعائم الإسلام.

ولا ندهش إذا كره المسلمون بني أمية وغطرستهم وكبريائهم وإثارتهم للأحقاد القديمة ونزوعهم للروح الجاهلية ، والأمويون لم يعتنقوا الإسلام إلا سعيا وراء مصالحهم الشخصية(١) . وهم أول من ابتدع وبشكل سافر في التاريخ الإسلامي نظما وتقاليد بعيدة عن الإسلام ، محاولة منهم التشبّه بملوك الفرس والبيزنطيين ، وحوّلوا الخلافة إلى ملك كسروي وعصب قيصري(٢) .

__________________

(١) تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم ، ج ١ ص ٢٧٨.

(٢) رسالة في معاوية والأمويين للجاحظ ، تحقيق عزة العطار ، ص ١٦.

٢٧٠

٢٧٢ ـ الإسلام على شفا جرف هار :(المصدر السابق ص ١٠٦)

أما بالنسبة لواقع المجتمع الإسلامي ووعيه لقضية الإسلام ، فقد تلخصت نظرة الحسينعليه‌السلام له بالحقيقة التالية : وذلك أن الأمة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم تكن تملك وعيا عقائديا ، وأن أقصى ما أفادته منه عاطفة رسالية ، أخذت تتضاءل بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نتيجة للأخطاء والتقصيرات المتراكمة والمتلاحقة ، التي مارسوها عبر حياتهم العلمية والعملية ، هذه التقصيرات والأخطاء التي قد لا يحسّ بكل واحد منها على حدة ، ولكنها حين تتراكم تتحول إلى واقع فاسد ، والواقع الفاسد يتحول إلى فتنة(١) ، كما حدث للحسينعليه‌السلام في زمن يزيد.

٢٧٣ ـ الحسينعليه‌السلام أمام مسؤولية الثورة :(المصدر السابق)

هذه الحقائق هي التي دفعت بالحسينعليه‌السلام لأن يخوض غمار معركة يائسة ، حتّى ولو كان لا يرجى منها النصر العسكري الآني. فالمعركة خاسرة لا محالة في حسابها العاجل ، ولكنه استهدف بعمله هذا أن يهزّ ضمير الأمة ، وأن يعيد للإنسان المسلم همّه الرسالي الكبير ، بعد أن غرق حتّى أذنيه بهموم مصلحية صغيرة. فرأى الحسينعليه‌السلام أن يشقّ طريقه في وسط الأمة ، وأن يبذل وجوده ، ووجود أصحابه وأهله وذويه ، بعمل فدائي لاهب ، وأن لا يبخل على مسيرته بما تحتاجه من وقود ، إن من دماء الأمة وآلامها ، وإن من قلبه ودمه.

إلا أن الحسينعليه‌السلام بكل ما حفل به من صفات وظروف مواتية ، أدرك أن تحريك الأمة وهزّها ، لا يمكن أن تجدي له الكلمات والخطب الحماسية ، بل لا بدّ من تحريك إرادتها المهزومة بفدية تتوهج بالدم ، مبرهنا على صدق رؤيته للحاضر والمستقبل ، بتضحيته الفريدة.

٢٧٤ ـ بين فقدان الثقة وفقدان الإرادة :(المصدر السابق ، ص ١٠٨)

لقد أسرع الحسينعليه‌السلام بأخذ زمام المبادرة بعد أن أدرك بأن المجتمع في ظرفه الحالي وتأثره الشديد بالتخدير الديني للأفكار المضللة التي روّج لها بنو أمية ، وخوفه من القمع المادي ، وخضوعه الطويل للحكام المستبدين ؛ لا يمكن أن تنبعث فيه مفاهيم الرسالة ، بطريق الحوار الفكري والإقناع ، فهو آخر شيء يمكن أن يؤثر

__________________

(١) الكامل لابن الأثير ، ج ٣ ص ٢٦٤.

٢٧١

فيه. ولأن الأمة كما ذكرنا في عصر الإمام الحسنعليه‌السلام قد ابتليت بظاهرة الشك في القيادة ، فكان الصلح أسلوبا تسترجع معه الثقة ؛ أما الأمة في عصر الحسينعليه‌السلام فقد ابتليت بفقدان الإرادة ، وتميّعت فيها إرادة النضال ، وأصبح المسلمون أذلاء مستضعفين ، فهم يدركون بعد الخليفة الأموي عن الإسلام ، وأن الحسينعليه‌السلام هو القائد الحق ، ولكن إرادتهم كانت ضعيفة إزاء نصرة الحسينعليه‌السلام ، وكما قيل : «قلوبهم مع الحسين ، وسيوفهم عليه»(١) .

هذا القول الأخير هو تصوير دقيق ومعبّر للمجتمع الّذي وصل إليه الوضع الأموي ، بكل ما ملك من أسباب القوة والتشريد والتقتيل ، فكانت بوادر الخنوع والرضا بالوضع القائم ، لإيجاد مختلف الوسائل والمبررات على القعود والاستكانة(٢) .

فالحسينعليه‌السلام أراد باستشهاده الفاجع إيقاظ الإرادة المخدّرة بفعل المذاهب الدينية المفتعلة ، ولكي تكون سوطا لاهبا يدمي ظهور الحكام ، وموقظا بها تلك النفوس الغافلة لتقوم بمحاكمة واعية لذاتها إزاء نظرة الرسالة ، ويعينها في تحرير إرادتها من ظاهرة القلق والتردد الفكري ، وتفاقم شكّها في القيادة الحكيمة ، وهو بهذا يخرجها إلى مواقف ثابتة ، تأخذ أبعادها بوعي من تحديات الشريعة الإسلامية وموقفها الصارم من الإنحراف.

٢٧٥ ـ الحسينعليه‌السلام لا يعبأ بالنصائح والتحذيرات :

وإزاء إصرار الإمامعليه‌السلام على خطة الثورة ، نشطت محاولات كثيرة تنصح الحسينعليه‌السلام بعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يشعل فتيل المواجهة مع يزيد ، بحجة الفشل المحتم لنتائج المواجهة العسكرية المحتملة ، ولكن الإمامعليه‌السلام كان يعرف هدفه جيدا ببصيرته المعصومة ، بأنه سوف ينتصر باستشهاده الفاجع ، ولا يفكر بنتائج الربح العسكري الآني ، مع علمه بقلة العدد وخذلان الناصر : «ألا وإني زاحف بهذه الأسرة ، على قلة العدد وخذلان الناصر».

ولمن يريد أن يفهم الحسينعليه‌السلام في ثورته ، عليه أن يبحث عن أهدافه ونتائج

__________________

(١) القول للفرزدق الشاعر ، انظر الطبري ، ج ٤ ص ٢٩٠.

(٢) ثورة الحسينعليه‌السلام في الواقع التاريخي والوجدان الشعبي للشيخ محمّد مهدي شمس الدين ، ص ٢١.

٢٧٢

ثورته ، في غير النصر الآنيّ الحاسم ، وفي غير الاستيلاء على مقاليد الحكم والسلطان.

فالنصوص المتوفرة لدينا تدلّ بصراحة على أن الحسينعليه‌السلام كان عالما بالمصير الّذي كان ينتظره. ولقد كان يجيب من ينصحه بالمهادنة والسكوت ، ومن يخوفونه بالموت :

«لقد غسلت يدي من الحياة ، وعزمت على تنفيذ أمر الله»(١) .

٢٧٦ ـ محاولة معاوية حرف مبادئ الإسلام على المستويين النظري والعملي :

(المصدر السابق ، ص ١١٧)

لقد مال الإمام الحسنعليه‌السلام من خلال صلحه مع معاوية إلى إيقاف العمل السياسي والعسكري الظاهر ولو مؤقتا ، لكي يسترجع الإمامعليه‌السلام قيادته ، وثقة الجماهير به ، بعد أن ينكشف معاوية أمام الجماهير ، وتتضح معالم أطروحته الجاهلية لها. فمعاوية في أواخر حياته فقد كل رصيده الروحي ، وكل تلك المبررات التي اصطنعها لنفسه ، محاولا تزييفها في نفوس المسلمين.

وحين سيطر معاوية على الحكم نتيجة للهدنة مع الحسنعليه‌السلام بدأ يعمل بدأب من أجل تهديم الإسلام وحرفه ، ومن أجل تثبيت أطروحته وقيادته الجاهلية ، سواء على المستوى النظري أو المستوى العملي.

٢٧٧ ـ تغيير مفاهيم الإسلام :

(المصدر السابق)

أخذ معاوية يعمل على طمس وتشويه النظرية الإسلامية ومحاولة تزييفها ، ولعل أخطر ما توصل إليه الأمويون من طرق التغلب على الشعور الإسلامي الثائر ، وتحطيم ما لأهل البيتعليهم‌السلام من سلطان روحي على المسلمين ؛ وذلك بتخدير شعورهم الديني ، وإيجاد تبرير ديني لسلطان بني أمية ، أو على الأقل لكبح الجماهير عن الثورة ، برادع داخلي هو الدين نفسه.

وتمثلت أساليبه في طمس النظرية الإسلامية وتزييفها بالخطين التاليين :

١) ـ اختلاق الأحاديث وشراء الأحاديث من بعض الذين كان لهم من

__________________

(١) ثورة الحسينعليه‌السلام في الواقع التاريخي والوجدان الشعبي ، ص ٢٠.

٢٧٣

الاستعداد في ذم عليعليه‌السلام والبراءة منه ، والكذب على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مقابل عطاء كبير. أما بالنسبة للذين أبوا الانصياع لأوامره في الدس والكذب على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد نعتهم بالروافض ، لأنهم رفضوا مسايرته وتنفيذ خططه الجاهلية ، وحاول الضغط عليهم وإرهابهم بشتى الوسائل.

فقد كتب معاوية إلى ولاته بعد «عام الجماعة «أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب وأهل بيته. فقام الخطباء المنافقون في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرؤون منه. وكان أشد الناس بلاء على حكمه حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة الإمامعليه‌السلام ، فاستعمل عليها زياد بن سمية وضم إليه البصرة ، فكان يتتبع الشيعة فيقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وقطع الأيدي والأرجل ، وسمل العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم وشرّدهم عن العراق(١) .

وقد عملت أحاديث عمرو بن العاص وأبي هريرة والمغيرة بن شعبة وعمرو ابن الزبير عملها السام ، وأعطت ثمارها الخبيثة ، في صورة تسليم تام وخضوع أعمى للحكم الأموي(٢) .

٢) ـ اختلاق الفرق الدينية ذات الأغراض السياسية باسم الإسلام ، لتبرير حكم بني أمية ، بعد أن توضع لها التفسيرات الدينية المضللة ، وتصاغ بأطر إسلامية مزيفة ، تتّخذ اسم (المرجئة) تارة (والجبرية) أخرى ، هادفين من وراء هذا العمل الدنيء لفت أنظار المسلمين عن الثورة.

فمعاوية أول من قال بالفكرة الجبرية ودافع عنها ، وأوهم الناس أنه طالما كل شيء يجري بقضاء الله ، فإن تولّيه الحكم هو بأمر الله ومشيئته ، وهو يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء. فاعتلاؤه إلى السلطة هو عطاء إلهي ومشروع.

أما المرجئة فكانوا عونا وسندا لحكم معاوية ، جاءت آراؤهم ومعتقداتهم تبريرا لخلافته ، وإقناعا للمسلمين بوجوب طاعته. وتتلخص فكرتهم في توقّف الحكم

__________________

(١) ثورة الحسينعليه‌السلام في الواقع التاريخي والوجدان الشعبي للشيخ محمّد مهدي شمس الدين ، ص ١٦٤.

(٢) الحركات السرية في الإسلام للذكتور محمود إسماعيل ، ص ٩٣. والمغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار ، ج ٨ ص ٤.

٢٧٤

على فاعل الكبيرة ، وإرجاء أمره إلى الله ، فهو يحاسبه وليس نحن. ويقولون بأن الإيمان تصديق بالقول وليس بالعمل.

ولا غرو فقد تحول معظم المسلمين إلى «الإرجاء «وعنوا بأمورهم الداخلية ، دون النظر إلى نوعية السلطة الحاكمة ، وخاصة عند حدوث الفتن.

ويستند المرجئة لترويج مذهبهم بحديث ينقلونه عن لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

«ستكون فتن ، القاعد فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ...».

وفعلا نرى أن ظاهرة التخدير الديني أخذت تتمكن من النفوس وتتجاوب معها ، وأخذ الوعي الإسلامي بالانحسار ، حتّى أصبح الإسلام مهددا في وجوده كرسالة للحياة.

٢٧٨ ـ استخدام أساليب الإرهاب والتجويع والتهجير والتفريق ، للتسلط على المسلمين :

(المصدر السابق ، ص ١٢١)

أما على مستوى الأمة التطبيقي ، فقد مارس معاوية ألوانا كثيرة من الإذلال ، ومحاولات دؤوبة لتمييع شخصية الأمة ، وإثارة الضغائن والأحقاد القومية والإقليمية والطبقية داخل المجتمع الإسلامي.

حتّى أننا نشاهد ذلك الإنسان المسلم الّذي حارب بالأمس طاغوت كسرى ، ووقف أمامه متحديا بكل إباء ، وعاش هموم المظلومين والمحرومين في كل أرجاء الأرض ، ينقلب فجأة إلى فرد لا يهمه إلا عطاؤه وطعامه ومصالحه الشخصية الحقيرة.

فبنو أمية استعانوا بكل وسائل القمع والقهر لتبديد قوة الخصوم ، وسحق الجماعات المعارضة لهم بالأساليب التالية :

١ ـ الإرهاب : وكان الرجل ـ على عكس مبدأ الإسلام ـ يؤخذ بمجرد الشبهة ، ويجرى القصاص مع أهل بيته إذا لم يمكن مسكه. وسيرة زياد بن أبيه لم تنس بعد ، فقد خطب في أهل العراق مهددا بأنه سيأخذ البريء بالمسيء. حتّى إذا ردّه حجر بن عديّ في هذا وذكّره بقوله تعالى :( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) [الأنعام : ١٦٤] صنع معه ما صنع ، حتّى كانت حادثة قتل حجر وأصحابه رضي الله عنهم.

٢٧٥

٢ ـ التجويع : فكانت سياسة معاوية تخفيض جرايات أهل العراق وزيادة جرايات أهل الشام ، مبررا عمله هذا بقوله : الأرض لله ، وأنا خليفة الله ، فما آخذ من مال الله فهو لي ، وما تركته كان جائزا لي.

٣ ـ الطرد الجماعي والتهجير : فقد حمل زياد بن أبيه والي العراق في زمن معاوية خمسين ألفا من الكوفيين وأجبرهم على النزوح من الكوفة إلى خراسان ، وبذلك حطّم المعارضة في الكوفة وخراسان معا.

٤ ـ إحياء النزعة القبلية والعنصرية : كان يثيرها معاوية لسببين :

الأول : لضمان ولاء القبائل له.

الثاني : لضرب بعضهم ببعض.

ولقد أثار معاوية العصبية العنصرية عند العرب عموما ضد المسلمين غير العرب.

٢٧٩ ـ نهضة الحسينعليه‌السلام :(المصدر السابق ، ص ١٢٣)

ومن هنا رأى الحسينعليه‌السلام أن كل شيء جاهز ، ليطلق الإسلام صيحته في حسم هذا الركام الّذي يغطّ في نوم عميق ، لعلها تشقّ سمعه ولو بعد حين. وكان الحسينعليه‌السلام أول من شقّ طريقه في وسط الأمة ، ورمى بثقله في إصلاح كيانها من الداخل ، ولم يبخل على مسيرته بما تحتاجه من وقود ، من نفسه ومن دماء أصحابه.

٣ ـ متى يجب القيام؟

* مدخل :

كانت دعوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أول أمرها سرّية ، حتّى اجتمعت له مقوّمات معينة لإعلانها على الملأ. ومن أهم هذه المقوّمات وجود الأنصار الصادقين. ولذلك قال الإمام عليعليه‌السلام : «لو تمكّنت من أربعين رجلا ...». وحين اجتمع له الأنصار بعد عثمان قام بالأمر ، وقال في آخر خطبته الشّقشقيّة : «أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة (أي خلق الناس) ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء في أن لا يقارّوا على كظةّ ظالم ولا سغب مظلوم ؛ لألقيت حبلها على غاربها ..». أي لو لا هذه الأشياء لأقلعت عن الخلافة وتركتها.

٢٧٦

من هذه الوثيقة المقدسة ، نتعرّف على أسباب النهضة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ، وهي :

١ ـ وجود الأنصار الملتزمين ، الذين لا يسلمون رئيسهم عند الوثبة.

٢ ـ أن النهضة تكون أكثر تعيّنا على العلماء وهم قادة الحق والدين ، فالله قد أخذ ميثاقهم على إنكار كل ظلم وحيف ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إذا كان في ذلك فائدة تحصل ، آنيّة أو مستقبلية.

ومن هذا المنطلق وجد الحسينعليه‌السلام أن الانحراف عن الدين استشرى ، وأنه قد تسلّط على الخلافة أعتى وجوه القوم. فحين آنس من الأنصار القيام ،

لم يتلكأ ساعة عن إعلان النهضة. إنها المسؤولية الشرعية الكبرى التي تقع على كل مسلم ، وعلى كل عالم ، فكيف على إمام الأمة وممثل الإسلام؟!.

وفي مقابل هذه النهضة المبينة ، بدأ الإعلام الأموي يفعل فعله.

٢٨٠ ـ الإعلام الأموي المضاد للثورة :

(ثورة الحسين في الواقع التاريخي والوجدان الشعبي ص ٢٨ ـ ٣١)

قال الشيخ محمّد مهدي شمس الدين :

لقد تمثلت جهود الأمويين في سبيل تعطيل فعل الثورة في الأمة باتجاهات ثلاثة :

ـ الاتجاه الأول : رفع مسؤولية يزيد عما حدث ، وإلقاء المسؤولية على ابن زياد.تماما كما فعل في كتابه الصغير الّذي وصفه المؤرخون بأنه (أذن فأرة) وقد أرفقه يزيد مع كتابه الكبير إلى الوليد بن عتبة واليه على المدينة ، بأخذ البيعة من أهلها. وجاء في كتابه الصغير : خذ البيعة من الحسينعليه‌السلام ، فإن أبى فاضرب عنقه ، وابعث إليّ برأسه. أراد بهذا الكتاب الصغير أيضا تعمية الأمر على الناس وخداعهم وإضاعة المسؤولية.

ـ الاتجاه الثاني : تشويه الثورة ، ومنه إيهام الناس بأن الحسينعليه‌السلام عرض على يزيد أن يضع يده في يده. وهذا محال ينفيه تصريح عقبة بن سمعان. ثم إيهام الناس أن الثورة هي من صنع الخوارج والحرورية.

٢٧٧

ـ الاتجاه الثالث : نزع صفة الشرعية عن الثورة الحسينية ، وأن الحسينعليه‌السلام كان مخطئا في قيامه على يزيد.

وقد صوّب أكثر علماء السنة قيام الحسينعليه‌السلام على الظلم والفساد ، نعطي أمثلة منهم.

٢٨١ ـ تصويب الخارجين على الظلم :

(شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي ، ص ٦٨)

يقول ابن عماد : والعلماء مجمعون على تصويب قتال عليعليه‌السلام لمخالفيه ، لأنه الإمام الحق. ونقل الاتفاق أيضا على تحسين خروج الحسينعليه‌السلام على يزيد ، وخروج ابن الزبير وأهل الحرمين على بني أمية ، وخروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين وخيار المسلمين على الحجاج. ثم الجمهور رأوا جواز الخروج على من كان مثل يزيد والحجاج ، ومنهم من جوّز الخروج على

كل ظالم.

وعدّ ابن حزم خروم الإسلام أربعة : قتل عثمان ، وقتل الحسينعليه‌السلام ، ويوم الحرّة ، وقتل ابن الزبير.

٢٨٢ ـ قول ابن الجوزي :

(ثورة الحسين في الواقع التاريخي والوجدان الشعبي ، ص ٣٢)

قال ابن الجوزي في (السرّ المصون) :

من الاعتقادات العامية التي غلبت على جماعة من المنتسبين إلى السنة أنهم قالوا : كان يزيد على الصواب ، والحسينعليه‌السلام مخطئ في الخروج عليه وإنما يميل إلى هذا جاهل بالسيرة ، عاميّ المذهب ، يظن أنه يغيظ بذلك الرافضة.

٢٨٣ ـ قول الشوكاني :

(نيل الأوطار للشوكاني ، ج ٧ ص ١٤٧)

وقال الشوكاني : لقد أفرط بعض أهل العلم ، فحكموا بأن الحسين السبط رضي الله عنه وأرضاه ، باغ على الخمّير السّكّير الهاتك لحرمة الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله. فياللعجب من مقالات تقشعر منها الجلود ، ويتصدّع من سماعها كل جلمود.

٢٧٨

٢٨٤ ـ تأييد نهضة الحسينعليه‌السلام للشيخ محمّد عبده :

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ١٣)

قال الشيخ محمّد عبدهرحمه‌الله : إذا وجدت في الدنيا حكومة عادلة تقيم الشرع ، وحكومة جائرة تعطله ، وجب على كل مسلم نصر الأولى وخذل الثانية.

ثم قال : ومن هذا الباب ، خروج الإمام الحسينعليه‌السلام سبط الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على إمام الجور والبغي ، الّذي ولي أمر المسلمين بالقوة والمكر يزيد بن معاوية ، خذله الله ، وخذل من انتصر له من الكرامية والنواصب(١) . قال تعالى :( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ ) (٩) [الحجرات : ٩].

٢٨٥ ـ من الّذي خرج على إمام زمانه؟ :

(أقول) : ولقد دفع التعصب المقيت بعض المؤرخين حتّى إلى تخطئة الإمام الحسينعليه‌السلام في نهضته ، وقالوا : إنه كان يجب عليه أن لا يخرج على إمام زمانه!. سمعت هذا بأذني من إذاعة دمشق في الخمسينات ، في حديث للأستاذ الشهير علي الطنطاوي قبل ارتحاله إلى السعودية. فلقد قال : إن يزيد هو الإمام الواجب الطاعة ، وإن الحسين مخطئ لأنه خرج على إمام زمانه!.

(أقول) : ومتى كان يزيد إمام زمان الحسينعليه‌السلام ؟. ومن الّذي وضعه إماما عليهم ، سواء من أهل الحل والعقد ، أو من أجلّاء الصحابة والتابعين ، من الأنصار والمهاجرين؟. لا بل إن أبناء الصحابة المشهورين كلهم لم يبايعوا يزيد رغم الإنذار والوعيد ؛ أمثال : عبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير.وإذا كان لا يجوز القيام ضدّ الفاجر المتسلط يزيد لأنه إمام زمانهم ، فلما ذا قام أهل المدينة بثورتهم ضد يزيد وأخرجوا عامله منها؟ وكانت لهم معه وقعة الحرّة في المدينة ، التي قتل فيها أجلّاء الصحابة والتابعين!. أفهؤلاء كلهم كانوا على خطأ ، ويزيد هو الوحيد الّذي كان على حق ، يا شيخ علي؟!.

__________________

(١) تفسير المنار ، ج ١ ص ٣٦٧ في تفسير سورة المائدة الآية ٣٦ و ٣٧ ؛ وج ١٢ ص ١٨٣ و ١٨٥.

٢٧٩

٤ ـ لماذا خرج الحسينعليه‌السلام بعياله؟

٢٨٦ ـ ما العذر في خروج الحسينعليه‌السلام من مكة بأهله وعياله؟ :

(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٢٥)

قال السيد المرتضى في كتاب (تنزيه الأنبياء) :

فإن قيل : ما العذر في خروج سيد الشهداءعليه‌السلام من مكة بأهله وعياله إلى الكوفة ، والمستولي عليها أعداؤه والمتأمّر فيها من قبل يزيد اللعين بتسلط الأمر والنهي ، وقد رأى صنع أهل الكوفة بأبيه وأخيهعليهم‌السلام ، وأنهم غادرون خوّانون؟وكيف خالف ظنّه ظنّ جميع نصحائه في الخروج ، وابن عباس يشير عليه بالعدول عن الخروج ويقطع على العطب فيه ، وابن عمر لما ودّعه يقول له : أستودعك الله من قتيل إلى غير ذلك ممن تكلم في هذا الباب. ثم لما علم بقتل مسلم بن عقيل وقد أنفذه رائدا له ، كيف لم يرجع ، ويعلم الغرور من القوم ويفطن بالحيلة والمكيدة؟ ثم كيف استجاز أن يحارب بنفر قليل لجموع عظيمة خلفها موادّ لها كثيرة؟ ثم لما عرض عليه ابن زياد الأمان وأن يبايع يزيد ، كيف لم يستجب حقنا لدمه ودماء من معه من أهل بيته وشيعته ومواليه ، ولم ألقى بيده إلى التهلكة؟. وبدون هذا الخوفسلّم أخوه الحسنعليه‌السلام الأمر إلى معاوية ، فكيف يجمع بين فعليهما في الصحة؟.

يقول السيد محسن الأمين في (لواعج الأشجان) ص ٢١٩ ط نجف :

وقد أجاب السيد المرتضى عن هذا السؤال بما حاصله : إن الحسينعليه‌السلام غلب على ظنه بمقتضى ما جرى من الأمور ، أنه يصل إلى حقه بالمسير ، فوجب عليه ، وذلك بمكاتبة وجوه الكوفة وأشرافها وقرائها ، مع تقدّم ذلك منهم في أيام الحسنعليه‌السلام وبعد وفاته ، وإعطائهم العهود والمواثيق طائعين مبتدئين مكررين للطلب ، مع تسلطهم على واليهم في ذلك الوقت وقوتهم عليه وضعفه عنهم ...ثم يقول السيد المرتضى عليه الرحمة : وأما الجمع بين فعله وفعل أخيه الحسنعليه‌السلام فواضح صحيح ، لأن أخاه سلّم (الأمر) كفّا للفتنة وخوفا على نفسه وأهله وشيعته ، وإحساسا بالغدر من أصحابه ، وهذا (أي الحسين) لمّا قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه ووثق له ، ورأى من أسباب قوة نصّار الحق وضعف نصّار الباطل ،

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811