الكافي الجزء ١٣

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 776

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 776 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 234558 / تحميل: 6479
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِلرِّجَالِ(١) : « قُصُّوا أَظَافِيرَكُمْ(٢) » ؛ وَلِلنِّسَاءِ : « اتْرُكْنَ(٣) ؛ فَإِنَّهُ أَزْيَنُ لَكُنَّ ».(٤)

١٢٧٣٣ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ فِي قَصِّ الْأَظْفَارِ(٥) : تَبْدَأُ بِخِنْصِرِ(٦) الْأَيْسَرِ ، ثُمَّ تَخْتِمُ بِالْيَمِينِ(٧) (٨)

١٢٧٣٤ / ١٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « احْتَبَسَ الْوَحْيُ عَنِ(٩) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقِيلَ لَهُ : احْتَبَسَ الْوَحْيُ عَنْكَ؟ فَقَالَ : وَكَيْفَ لَايَحْتَبِسُ(١٠) وَأَنْتُمْ لَاتُقَلِّمُونَ أَظْفَارَكُمْ ، وَلَا تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ(١١) ».(١٢)

____________________

(١). في « بح » : « للرجل ».

(٢). في « بح » : « أظفاركم ».

(٣). فيالوسائل والفقيه : + « من أظفاركنّ ».

(٤).الجعفريّات ، ص ٢٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « قصّوا أظافيركم فإنّه أزين لكم ».الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٨ ، ح ٣١٥ ، مرسلاًالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٨٤ ، ح ٥٢٦٦ ؛الوسائل ،ج ٢،ص ١٣٤،ح ١٧٢٠. (٥). في « بح ، بف ، بن ، جت »والوافي : « الأظافير ».

(٦). في « ن ، بح ، بف ، جت ، جد » وحاشية « م » : « بخنصرك ».

(٧). فيالوافي : « لعلّ السرّ في ذلك تحصيل التيامن في كلّ إصبع إصبع ، وذلك لأنّ الوضع الطبيعي لليدين أن يكون ظهرهما إلى فوق ، وبطنهما إلى تحت ».

(٨).الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٣٠٤ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٨٥ ، ح ٥٢٦٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٣٥ ، ح ١٧٢٣.

(٩). في « م ، ن ، بح ، بف ، جد » وحاشية « جت » : « على ».

(١٠). في « ن ، بح ، بف ، جت »والوافي : + « الوحي عليّ ».

(١١). قال ابن الأثير : « وفيه : ألا تنقّون رواجبكم. هي ما بين عُقَد الأصابع من داخل ، واحدها راجبة ».

وقال الفيروزآبادي : « الرواجب : مفاصل اصول الأصابع ، أو بواطن مفاصلها ، أو هي قصب الأصابع ، أو =

١٤١

٣٩ - بَابُ جَزِّ الشَّيْبِ وَنَتْفِهِ‌

١٢٧٣٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِجَزِّ الشَّمَطِ(١) وَنَتْفِهِ(٢) ، وَجَزُّهُ(٣) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَتْفِهِ ».(٤)

١٢٧٣٦ / ٢. عَنْهُ(٥) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِجَزِّ الشَّمَطِ وَنَتْفِهِ مِنَ اللِّحْيَةِ ».(٦)

١٢٧٣٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام كَانَ لَايَرى بِجَزِّ الشَّيْبِ بَأْساً ، وَيَكْرَهُ نَتْفَهُ».(٧)

____________________

= مفاصلها ، أو ظهور السلاميات ، أو ما بين البراجم من السلاميات ، أو المفاصل التي تلي الأنامل ».النهاية ، ج ٢ ، ص ١٩٧ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٦٧ ( رجب ).

(١٢).قرب الإسناد ، ص ٢٣ ، ح ٨٠ ، بسنده عن عبد الله بن ميمون القدّاح ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٩ ، ح ٥٢٤٩ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ، ح ١٧١٥.

(١). « الشمط » : بياض شعر الرأس يخالط سواده.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٣٨ ( شمط ).

(٢). في « بح » : + « من اللحية ».

(٣). النتف : نزع الشعر وما أشبهه. والجزّ : قطع الشعر وما أشبهه. اُنظر :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٢٣ ( نتف ) ؛ وج ٥ ، ص ٣١٩ ( جزّ ).

(٤).الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٣٤٠ ، مرسلاًالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٦٤ ، ح ٥١٩٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٧٠٥.

(٥). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(٦).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٦٥ ، ح ٥١٩٨ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٧٠٦.

(٧).الجعفريّات ، ص ١٥٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٣٣٩ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٦٤ ، ح ٥١٩٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٧٠٧.

١٤٢

١٢٧٣٨ / ٤. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَعليه‌السلام :

« أَوَّلُ مَنْ شَابَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَا هذَا؟ فَقَالَ(١) : نُورٌ وَتَوْقِيرٌ ، قَالَ(٢) : رَبِّ ، زِدْنِي مِنْهُ ».(٣)

١٢٧٣٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ النَّاسُ لَايَشِيبُونَ ، فَأَبْصَرَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام شَيْباً فِي لِحْيَتِهِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَا هذَا؟ فَقَالَ : هذَا(٤) وَقَارٌ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، زِدْنِي وَقَاراً ».(٥)

١٢٧٤٠ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمَدِينِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنِ الرِّضَا ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام قَالَ : « الشَّيْبُ فِي مُقَدَّمِ الرَّأْسِ يُمْنٌ ، وَفِي الْعَارِضَيْنِ سَخَاءٌ ، وَفِي الذَّوَائِبِ شَجَاعَةٌ ، وَفِي الْقَفَا شُؤْمٌ(٦) ».(٧)

____________________

(١). في « م ، بن ، جد » والبحار والجعفريّات : « قال ».

(٢). في « ن ، بح ، بف ، جت » : « فقال ».

(٣).الجعفريّات ، ص ٢٨ ، ضمن الحديث بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٦٣ ، ح ٥١٨٩ ؛البحار ، ج ١٢ ، ص ١٣ ، ح ٣٩.

(٤). في « بح » : - « هذا ».

(٥).علل الشرائع ، ص ١٠٤ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عميرالأمالي للطوسي ، ص ٦٩٩ ، المجلس ٣٩ ، ضمن ح ٣٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٣٣٦ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٦٣ ، ح ٥١٩٠.

(٦). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : في مقدّم الرأس ، يحتمل أن يكون المراد ابتداء حدوثه. قولهعليه‌السلام : وفي القفا شؤم ، يدلّ على نحوسة صاحبه ، أو على أنّه يصيبه بلاء. والأخير أظهر ».

(٧).الخصال ، ص ٢٣٥ ، باب الأربعة ، ح ٧٦ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ، ح ١١ ، بسندهما عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن عليّ بن محمّد ، عن أبي أيّوب المديني ، عن سليمان الجعفري ، عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٣٣٥ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٦٣ ، ح ٥١٩١.

١٤٣

٤٠ - بَابُ دَفْنِ الشَّعْرِ وَالظُّفُرِ‌

١٢٧٤١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١) ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً * أَحْياءً وَأَمْواتاً ) (٣) قَالَ : « دَفْنُ الشَّعْرِ وَالظُّفُرِ(٤) ».(٥)

٤١ - بَابُ الْكُحْلِ‌

١٢٧٤٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ(٦) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٧) ، عَنِ ابْنِ‌

____________________

(١). فيالوافي : « أصحابنا ».

(٢). فيالوافي : « كهمش ».

(٣). المرسلات (٧٧) : ٢٥ و ٢٦.

(٤). قال الراغب : « الكفت : القبض والجمع ، قال تعالى :( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً * أَحْياءً وَأَمْواتاً ) أي تجمع الناس أحياءهم وأمواتهم ». المفردات ، ص ٧١٣.

وقال الطبرسي : « تكفتهم( أحياء ) على ظهرها في دورهم ومنازلهم ، وتكفتهم( أمواتاً ) في بطنها ، أي تحوزهم وتضمّهم ». مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢٣٢.

وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٩٢ : « قولهعليه‌السلام : « دفن الشعر والظفر » يمكن أن يكون ما ذكرهعليه‌السلام تفسيراً لكلّ من قوله( أَحْياءً ) وقوله( أَمْواتاً ) . ولعلّ الأخير أظهر ، ولا ينافي التفسير المشهور ؛ إذ المراد أنّه يشمل هذا أيضاً ؛ لورود ما هو المشهور في أخبارنا أيضاً ».

وقال عليّ بن إبراهيم في تفسيره : « الكفات : المساكن. وقال : نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام في رجوعه من صفّين إلى المقابر ، فقال : هذه كفات الأموات ، أي مساكنهم ، ثمّ نظر إلى بيوت الكوفة فقال : هذه كفات الأحياء ، ثمّ تلا قوله :( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً * أَحْياءً وَأَمْواتاً ) . تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٠٠.

(٥). معاني الأخبار ، ص ٣٤٢ ، ذيل ح ١ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٨ ، ح ٣١٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « أنّ من السنّة دفن الشعر والظفر والدم »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٨٧ ، ح ٥٢٨١ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ، ح ١٦٩٧.

(٦). في السند تحويل بعطف « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٧). في « ن ، بح ، بف ، جت »والوسائل : + « جميعاً ».

١٤٤

أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سُلَيْمٍ الْفَرَّاءِ(١) ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ(٢) إِذَا أَوى إِلى فِرَاشِهِ وَتْراً وَتْراً ».(٣)

١٢٧٤٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :

أَرَانِي أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام مِيلاً مِنْ حَدِيدٍ ، وَمُكْحُلَةً(٤) مِنْ عِظَامٍ ، فَقَالَ : « هذَا كَانَ لِأَبِي الْحَسَنِ ، فَاكْتَحِلْ بِهِ » فَاكْتَحَلْتُ.(٥)

١٢٧٤٤ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ صَفْوَانَ(٦) ، عَنْ زُرَارَةَ :

____________________

(١). فيالوسائل : « الفراري ». وفيالبحار : « سليمان الفزاري ». هذا ، وقد ترجم النجاشي لسليم الفرّاء ، ونسب إليه كتاباً يرويه جماعة منهم محمّد بن أبي عمير ، ووردت رواية ابن أبي عمير عن سليم الفرّاء في بعض الأسناد. وأمّا روايته عن سليمان الفراري أو الفزاري ، فلم نجدها في موضع. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٩٣ ، الرقم ٥١٦ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٤٥ - ٤٤٦.

(٢). الإثمد ، بالكسر : حجر للكحل.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ( ثمد ).

(٣).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٨٩ ، ح ٥٢٨٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٩ ، ح ١٦٠٤ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧١ ، ح ٩١.

(٤). « المكحلة » : ما فيه الكحل ، وهو أحد ماجاء بالضمّ من الأدوات.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٠ ( كحل ).

(٥).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩١ ، ح ٥٢٩٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ، ح ١٦١٨ ؛ وج ٣ ، ص ٥٢٩ ، ح ٤٣٧٢.

(٦). صفوان في مشايخ موسى بن القاسم هو صفوان بن يحيى. ومات صفوان سنة عشر ومائتين. وزرارة - وهو ابن أعين - مات سنة خمسين ومائة. ولم يثبت رواية صفوان بن يحيى عن زرارة ، بل عمدة مشايخ صفوان - وهم : عبد الله بن مسكان ومعاوية بن عمّار والعلاء بن رزين وعبد الرحمن بن الحجّاج وإسحاق بن عمّار ومنصور بن حازم والعيص بن القاسم وموسى بن بكر - في طبقة رواة زرارة. وقد روى صفوان [ بن يحيى ] عن موسى بن بكر عن زرارة في عددٍ من الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٥ ، الرقم ٤٦٣ ؛ وص ١٩٧ ، الرقم ٥٢٤ ؛ ومعجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٤٣ وص ٣٤٧ وص ٣٦١ - ٣٦٣.

فعليه ماورد في أسنادٍ قليلةٍ جدّاً - ومنها سند الحديث الثاني عشر من الباب - من رواية صفوان عن زرارة لا يخلو من خللٍ.

١٤٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكُحْلُ بِاللَّيْلِ يَنْفَعُ الْعَيْنَ(١) ، وَهُوَ بِالنَّهَارِ زِينَةٌ ».(٢)

١٢٧٤٥ / ٤. عَنْهُ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ ، قَالَا :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « الِاكْتِحَالُ بِالْإِثْمِدِ يُطَيِّبُ النَّكْهَةَ ، وَيَشُدُّ أَشْفَارَ(٤) الْعَيْنِ ».(٥)

١٢٧٤٦ / ٥. عَنْهُ(٦) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكُحْلُ يُعْذِبُ الْفَمَ ».(٧)

١٢٧٤٧ / ٦. عَنْهُ(٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكُحْلُ يُنْبِتُ الشَّعْرَ(٩) ، وَيُحِدُّ الْبَصَرَ ، وَيُعِينُ‌

____________________

(١). في « م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، بف ، جت »والوسائل : « البدن ».

(٢). راجع :ثواب الأعمال ، ص ٤٠ ، ح ١ و ٤الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٨٩ ، ح ٥٢٨٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ، ح ١٦١٢.

(٣). هكذا في « بح ، جت » وهامش المطبوع. وفي « م ، ن ، بن ، جد » والمطبوع : « عليّ بن إبراهيم ». وفيالوافي : « عليّ ». وأمّا فيالوسائل ، فقد أورد الخبر وسنده هكذا : « وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه » وهو موافق لما أثبتناه ، كما سيظهر.

وعبد الله بن الفضل هذا ، من أحفاد الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم ، ولذا قد يلقَّب بالنوفلي ، كما تقدّم في ح ١٢٧٣١ وقد يلقَّب بالهاشمي ، كما في نحن فيه. وعلى أيّة حال لم نجد رواية إبراهيم بن هاشم والد عليّ بن إبراهيم عن عبد الله بن الفضل في موضع. وأمّا محمّد بن خالد والد أحمد بن أبي عبد الله ، فقد روى عن عبد الله بن الفضل في عددٍ من الأسناد ، وقد وصف عبد الله في أكثرها بالنوفلي وفي بعضها بالهاشمي. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٢٧٦ ، الرقم ٧٠٥٢ ؛ وص ٤٨٨ - ٤٨٩ ؛الكافي ، ح ٩٧٦٥ و ١١٢٢٢ ؛المحاسن ، ص ٣٧٥ ، ح ١٤٤. ولاحظ أيضاًرجال النجاشي ، ص ٢٢٣ ، الرقم ٥٨٥.

فتحصّل ممّا مرّ أنّ مرجع الضمير هو أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.

ويؤكِّد ذلك وجود الضمير الراجع إلى أحمد بن أبي عبدالله في صدر سند الخبرين الآتيين بعد خبرنا هذا.

(٤). « الشفر » ، بالضمّ : أصل منبت الشعر في الجفن.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٨٧ ( شفر ).

(٥).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٨٩ ، ح ٥٢٨٤ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠٠ ، ح ١٦٠٥.

(٦). مرجع الضمير هو أحمد بن أبي عبد الله.

(٧).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٨٩ ، ح ٥٢٨٥ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٨ ، ح ١٥٩٩.

(٨). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٩). فيالمرآة : « لعلّ المراد بالشعر الأشفار ».

١٤٦

عَلى طُولِ السُّجُودِ ».(١)

١٢٧٤٨ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْإِثْمِدُ يَجْلُو الْبَصَرَ ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ فِي الْجَفْنِ(٢) ، وَيَذْهَبُ بِالدَّمْعَةِ ».(٣)

١٢٧٤٩ / ٨. ابْنُ فَضَّالٍ(٤) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكُحْلُ يَزِيدُ فِي الْمُبَاضَعَةِ(٥) ».(٦)

١٢٧٥٠ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ نَامَ عَلى إِثْمِدٍ غَيْرِ مُمَسَّكٍ(٧) ، أَمِنَ مِنَ الْمَاءِ الْأَسْوَدِ أَبَداً مَا دَامَ يَنَامُ عَلَيْهِ ».(٨)

١٢٧٥١ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌

____________________

(١).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩٠ ، ح ٥٢٨٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٨ ، ح ١٦٠٠.

(٢). هكذا في « م ، بح ، بف ، جت ، جد »والوافي والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : - « في الجفن ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٤٠ ، ح ١ ، بسنده عن الحسين بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن يونس بن يعقوب ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩٠ ، ح ٥٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠٠ ، ح ١٦٠٦.

(٤). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن فضّال ، محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٥). « المباضعة » : المجامعة.المصباح المنير ، ص ٥١ ( بضع ).

(٦).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩٠ ، ح ٥٢٨٨ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٨ ، ح ١٦٠١.

(٧). المسك - بالكسر - : طيب معروف. ودواء ممسّك : خلط به ، ومسّكه تمسيكاً : طيّبه به.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٦٢ ( مسك ).

(٨).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩٠ ، ح ٥٢٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠٠ ، ح ١٦٠٧.

١٤٧

حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكُحْلُ يُنْبِتُ الشَّعْرَ ، وَيُجَفِّفُ(١) الدَّمْعَةَ ، وَيُعْذِبُ الرِّيقَ ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ ».(٢)

١٢٧٥٢ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ ، وَمَنْ فَعَلَ(٣) فَقَدْ أَحْسَنَ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَا بَأْسَ ».(٤)

١٢٧٥٣ / ١٢. عَنْهُ(٥) ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ يَكْتَحِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ أَرْبَعاً فِي الْيُمْنى ، وَثَلَاثاً فِي الْيُسْرى(٦) ».(٧)

____________________

(١). في « بح ، بف » : « ويخفّف ».

(٢).الخصال ، ص ١٨ ، باب الواحد ، ح ٦٣ ، بسنده عن محمّد بن سنان ؛ثواب الأعمال ، ص ٤١ ، ح ٤ ، بسنده عن ابن سنان ، عن حمّاد بن عثمانالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩٠ ، ح ٥٢٨٩ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩٩ ، ح ١٦٠٢.

(٣). فيالمرآة : « ومن فعل ، أي الاكتحال وتراً ».

(٤).الجعفريّات ، ص ١٦٩ ، ضمن الحديث ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من اكتحل فليوتر »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩٢ ، ح ٥٢٩١ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠١ ، ح ١٦٠٩.

(٥). في « ن ، جت » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٩٤ : « يدلّ على أنّ المراد بقولهم « وتراً » كون عدد ما يكتحل في العينين معاً وتراً ، لكن تكرير « وتراً » كما مرّ في الخبر ينافي ذلك. ويمكن القول بالتخيير ، ويمكن حمل كون كلّ عين وتراً على التقيّة ؛ إذ أكثرهم رووا أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكتحل في كلّ عين ثلاثاً ».

وقال الشهيد : « يستحبّ الاكتحال بالإثمد عند النوم وتراً وتراً تأسّياً بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعن الصادقعليه‌السلام : أنّه أربع في اليمين وثلاث في اليسار ».الذكرى ، ج ١ ، ص ١٦١.

(٧).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٩٢ ، ح ٥٢٩٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٠١ ، ح ١٦١١ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٢ ، ح ٩٣.

١٤٨

٤٢ - بَابُ السِّوَاكِ‌

١٢٧٥٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ،قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ السِّوَاكُ ».(١)

١٢٧٥٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٢) : « السِّوَاكُ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ ».(٣)

١٢٧٥٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا زَالَ جَبْرَئِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتّى خَشِيتُ أَنْ أَدْرَدَ وَأُحْفِيَ(٤) ».(٥)

____________________

(١).المحاسن ، ص ٥٦٠ ، كتاب الماء ، ح ٩٣٩ ، بسنده عن إسحاق بن عمّار. راجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الطيب ، ح ١٢٨٤٤ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٣٤١ ؛ والجعفريّات ، ص ١٦الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧١ ، ح ٥٢١٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٥ ، ح ١٣٠٢.(٢). في « جد » وحاشية « م »والوسائل : + « قال لي ».

(٣).الكافي ، كتاب الطهارة ، باب السواك ، ح ٣٩١١ ، بسند آخر.الخصال ، ص ٢٤٢ ، باب الأربعة ، ح ٩٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة.الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٢ ، ح ١١١ ، مرسلاً ، مع زيادة ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ح ٥٧٦٢ ؛ والخصال ، ص ٦١٠ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ح ١٠ ؛ وفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٦٥ ؛ ومصباح الشريعة ، ص ١٢٣ ، الباب ٨٥ ؛ وتحف العقول ، ص ١٠٠الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧١ ، ح ٥٢١٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٦ ، ح ١٣٠٦ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧١ ، ح ٩٢.

(٤). في « بن » : « أو اُحفي ». وفيالكافي ، ح ٣٩٨٢والفقيه : « اُحفي أو أدرد » بدل « أدرد واحفي ».

وقال ابن الأثير : « فيه : لزمت السواك حتّى خشيت أن يدردني ، أي يذهب بأسناني. والدرد : سقوط الأسنان ».النهاية ، ج ٢ ، ص ١١٢ ( درد ).

وقال : « وحديث السواك : لزمت السواك حتّى كدت احفي فمي ، أي أستقصي على أسناني فأذهبها بالتسوّك ».النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٠ ( سوك ).

(٥).المحاسن ، ص ٥٦٠ ، كتاب الماء ، ح ٤٩٠ ، عن جعفر بن محمّد ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله ، =

١٤٩

١٢٧٥٧ / ٤. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(١) :

« قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ ، مَرْضَاةٌ(٢) لِلرَّبِّ(٣) ».(٤)

١٢٧٥٨ / ٥. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَحْرٍ(٦) ، عَنْ مِهْزَمٍ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « فِي السِّوَاكِ عَشْرُ(٧) خِصَالٍ : مَطْهَرَةٌ(٨) لِلْفَمِ ، وَمَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ، وَمَفْرَحَةٌ لِلْمَلَائِكَةِ ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ ، وَيَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ(٩) ، وَيَذْهَبُ بِالْحَفْرِ(١٠) ».(١١)

____________________

= عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الجعفريّات ، ص ١٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الكافي ، كتاب الطهارة ، باب السواك ، ح ٣٩١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٢ ، ح ١٠٨ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧١ ، ح ٥٢٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٦ ، ح ١٣٠٦.

(١). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام . والمراد من « بهذا الإسناد » هو الطريق المذكور إليه في السند السابق.

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل . وفي المطبوعوالوافي والمحاسن ، ح ٩٥١ : « ومرضاة ».

(٣). فيالمحاسن ، ح ٩٥٢ : « السواك مرضاة الله وسنّة النبيّ ومطهرة للفم » بدل « السواك مطهرة للفم ومرضاة للربّ ».

(٤).المحاسن ، ص ٥٦٢ ، كتاب الماء ، ح ٩٥١ ، عن جعفر بن محمّد ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيه ، ص ٥٦٢ ، ح ٩٥٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسير. مصباح الشريعة ، ص ١٢٣ ، الباب ٨٥ ، عن الصادقعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ١٠٠ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفيه هكذا : « السواك مرضاة للربّ ، ومطيبة للفم »الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٣ ، ح ٥٢٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٧ ، ح ١٣٠٩.

(٥). السند معلّق. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٦). هكذا في « م ، ن ، بن ، جد »والوسائل . وفي « جت » : « الحسين بن يحيى ». وفي حاشية « جت »والوافي والمحاسن : « الحسن بن يحيى ». وفي « بح ، بف » والمطبوع : « الحسن بن بحر ».

(٧). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل والمحاسن . وفي « ن » والمطبوع : « عشرة ».

(٨). في « بح ، جت » : « مطهّرة » بتضعيف الهاء.

(٩). في « بح » : « البلغم ».

(١٠). في « بن » : « بالخفر ». وفيالمحاسن : + « يبيّض الأسنان ، ويشهّي الطعام ». و « الحفر » - بالتحريك - : سُلاق =

١٥٠

١٢٧٥٩ / ٦. عَنْهُ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي السِّوَاكِ اثْنَتَا عَشْرَةَ خَصْلَةً : هُوَ(٣) مِنَ السُّنَّةِ ، وَمَطْهَرَةٌ(٤) لِلْفَمِ ، وَمَجْلَاةٌ(٥) لِلْبَصَرِ ، وَيُرْضِي الرَّبَّ(٦) ، وَيَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ(٧) ، وَيَزِيدُ فِي الْحِفْظِ ، وَيُبَيِّضُ الْأَسْنَانَ ، وَيُضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ ، وَيَذْهَبُ بِالْحَفْرِ ، وَيَشُدُّ اللِّثَةَ ، وَيُشَهِّي الطَّعَامَ ، وَتَفْرَحُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ ».(٨)

١٢٧٦٠ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ‌

____________________

= في اُصول الأسنان ، أو صفرة تعلوها ، ويسكّن.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٣٦ ( حفر ).

وفيالوافي : « والخصلتان الباقيتان إمّا مطويّتان في مقام التفصيل ، أو ساقطتان من قلم النسّاخ ».

(١١).المحاسن ، ص ٥٦٢ ، كتاب الماء ، ح ٩٥٤ ، عن محمّد بن عيسى.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة.المحاسن ، ص ٥٦٣ ، كتاب الماء ، ح ٩٥٦ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم ». وفيه ، ص ٥٦٣ ، ح ٩٥٧ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام وتمام الرواية فيه : « السواك يجلو البصر ». وفيه ، ص ٥٦٣ ، ح ٩٥٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « السواك يجلو البصر وهو منفاة للبلغم » ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٤ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « السواك يذهب بالبلغم ويزيد في العقل ». وفيالخصال ، ص ٤٤٩ ، باب العشرة ، ح ٥١ ؛ وص ٤٨٠ ، أبواب الاثني عشر ، ح ٥٢ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٤ ، ح ٥٢٢٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٧ ، ح ١٣١٠.

(١). مرجع الضمير هو سهل بن زياد.

(٢). في « م » : « عبد الله بن سنان ».

(٣). في « ن » : « وهو ».

(٤). في « ن » : « مطهرة » بدون الواو.

(٥). في « ن » : « مجلاة » بدون الواو. وفي « بح » : « ومجلاء ».

(٦). فيالفقيه وثواب الأعمال والخصال : « الرحمن ».

(٧). في حاشية « بح ، بن »والوسائل : « بالغمّ ».

(٨).المحاسن ، ص ٥٦٢ ، كتاب الماء ، ح ٩٥٣ ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني.ثواب الأعمال ، ص ٣٤ ، ح ٣١ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن عبيد الله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور ، عن عبد الله بن سنان ،الخصال ، ص ٤٨١ ، أبواب الاثني عشر ، ح ٥٣ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن عبيد الله الدهقان ، عن درست ، عن عبد الله بن سنان.الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٥ ، ح ١٢٦ ، مرسلاً ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٤ ، ح ٥٢٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٧ ، ح ١٣١١.

١٥١

عِيسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « السِّوَاكُ يَذْهَبُ بِالدَّمْعَةِ ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ ».(١)

١٢٧٦١ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَوْصَانِي جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِالسِّوَاكِ حَتّى خِفْتُ عَلى أَسْنَانِي ».(٢)

١٢٧٦٢ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مَا لِي أَرَاكُمْ قُلْحاً(٣) ؟ مَا لَكُمْ(٤) لَاتَسْتَاكُونَ؟ ».(٥)

١٢٧٦٣ / ١٠. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « عَلَيْكَ(٧)

____________________

(١).المحاسن ، ص ٥٦٣ ، كتاب المآكل ، ح ٩٥٨ ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن فضّالالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٥ ، ح ٥٢٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩ ، ح ١٣١٣.

(٢).المحاسن ، ص ٥٦٠ ، كتاب الماء ، ح ٩٤٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير.الجعفريّات ، ص ١٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٢ ، ح ٥٢٢٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٩ و ١٣ ، ح ١٣١٤ و ١٣٣٢.

(٣). فيالمحاسن : « أراكم تدخلون عليّ قلحاً مرغاً » بدل « أراكم قلحاً ». وقلحت الأسنان قلحاً ، من باب تعب : تغيّرت بصفرة أوخضرة ، فالرجل أقلح ، والمرآة قلحاء ، والجمع قُلْحٌ ، من باب أحمر.المصباح المنير ، ص ٥١٢ ( قلح ).

(٤). في « بن » : - « مالكم ».

(٥).المحاسن ، ص ٥٦١ ، كتاب الماء ، ح ٩٤٣ ، عن عليّ بن الحكم. وراجع :الجعفريّات ، ص ١٥الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٥ ، ح ٥٢٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٥ ، ح ١٣٤١.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٧). في « م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد » : - « عليك ».

١٥٢

بِالسِّوَاكِ لِكُلِّ صَلَاةٍ ».(١)

٤٣ - بَابُ الْحَمَّامِ‌

١٢٧٦٤ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ غَيْرِهِ(٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الْجَبَلِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : نِعْمَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ ، يُذَكِّرُ(٣) النَّارَ(٤) ، وَيَذْهَبُ بِالدَّرَنِ ، وَقَالَ عُمَرُ : بِئْسَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ يُبْدِي(٥) الْعَوْرَةَ ، وَيَهْتِكُ(٦) السِّتْرَ».

قَالَ : « فَنَسَبَ(٧) النَّاسُ قَوْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام إِلى عُمَرَ ، وَقَوْلَ عُمَرَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ».(٨)

____________________

(١).المحاسن ، ص ٥٦١ ، كتاب الماء ، ح ٩٤٥ ، عن ابن محبوب. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٨ ، ضمن ح ٥٤٣٢ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٥ ، ضمن ح ٧١٣ ؛ والزهد ، ص ٨٢ ، ضمن ح ٤٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.المحاسن ، ص ٥٦١ ، كتاب الماء ، ح ٩٤٤ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « عليك بالسواك عند كلّ وضوء ، وقال بعضهم : لكلّ صلاة ». وفيالكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٤٨٤٨ ؛ والمحاسن ، ص ١٧ ، كتاب القرائن ، ضمن ح ٤٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما هكذا : « عليك بالسواك لكلّ [ فيالكافي : « عند كلّ » ] وضوء ».الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٣ ، ح ١١٣ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « يا عليّ عليك بالسواك عند وضوء كلّ صلاة ». وراجع :الكافي ، كتاب الطهارة ، باب السواك ، ح ٣٩١٠ ومصادرهالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٧٢ ، ح ٥٢٢٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٨ ، ح ١٣٥٢.

(٢). في « بف » وحاشية «جت»والوافي : « وغيره ».

(٣). في حاشية « جت » : « تذكّر ».

(٤). في « جت » : « بالنار ».

(٥). في«بن»: «تبدي».وفي «جت» بالتاء والياء معاً.

(٦). في « بن » : « وتهتك ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل . وفي المطبوع : « ونسب ».

(٨).التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ١١٦٦ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام ، إلى قوله : « ويهتك الستر » مع اختلاف.الفقيه ، ج ١ ، ص ١١٥ ، ح ٢٣٧ ، مرسلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلى قوله : « ويذهب بالدرن ». وراجع :الفقيه ، ج ١ ، ص ١١٥ ، ح ٢٣٨الوافي ، ج ٦ ، ص ٥٩١ ، ح ٤٩٩١ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٩ ، ح ١٣٨٣.

١٥٣

١٢٧٦٥ / ٢. عَنْهُ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ وَعَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ(٢) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْحَمَّامُ يَوْمٌ وَيَوْمٌ لَا ، يُكْثِرُ اللَّحْمَ ، وَإِدْمَانُهُ فِي(٣) كُلِّ يَوْمٍ يُذِيبُ(٤) شَحْمَ الْكُلْيَتَيْنِ ».(٥)

١٢٧٦٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ ».(٦)

١٢٧٦٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

مَرِضْتُ حَتّى ذَهَبَ لَحْمِي ، فَدَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - فَقَالَ :

« أَيَسُرُّكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْكَ لَحْمُكَ؟ ».

____________________

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٢). في « ن ، بح ، بف ، جت » : « سليمان بن جعفر الجعفري ».

(٣). في « م ، ن ، بف ، بن ، جد »والوسائل والفقيه : - « في ».

(٤). فيالفقيه : « يذهب ».

(٥).الفقيه ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٢٤٧ ، مرسلاً عن موسى بن جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٠٧ ، ح ٥٠٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ١٣٩١.

(٦).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٦ ، ضمن ح ٤٩١٤ ؛ وج ٤ ، ص ٣٥٦ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٣٠١ ، المجلس ٥ ، ضمن ح ٣ ؛ وص ٤٢٤ ، المجلس ٦٦ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛ والخصال ، ص ٥٢٠ ، أبواب العشرين ، ضمن ح ٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « فلا يدخل الحمّام » مع اختلاف يسير.الخصال ، ص ١٦٣ ، باب الثلاثة ، ضمن ح ٢١٥ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ١١٤٥ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام من قوله : « فلا يدخل الحمّام » مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الحمّام ، صدر ح ١٢٧٩٨ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ١١٠ ، صدر ح ٢٢٦ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٨٤ ، مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ١٣ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « يا عليّ إيّاك ودخول الحمّام بغير مئزر »الوافي ، ج ٦ ، ص ٥٩٣ ، ح ٥٠٠٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٤١٦.

١٥٤

قُلْتُ(١) : بَلى.

قَالَ(٢) : « الْزَمِ الْحَمَّامَ غِبّاً ؛ فَإِنَّهُ يَعُودُ إِلَيْكَ لَحْمُكَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُدْمِنَهُ ؛ فَإِنَّ إِدْمَانَهُ يُورِثُ السِّلَّ(٣) ».(٤)

١٢٧٦٨ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الْوَلِيدِ الْحَنَّاطِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا وَفِي جَوْفِكَ شَيْ‌ءٌ(٦) يُطْفَأُ بِهِ(٧) عَنْكَ وَهَجُ(٨) الْمَعِدَةِ ، وَهُوَ أَقْوى لِلْبَدَنِ(٩) ؛ وَلَا تَدْخُلْهُ وَأَنْتَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الطَّعَامِ ».(١٠)

١٢٧٦٩ / ٦. عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ(١١) ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسى ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ دُخُولَ الْحَمَّامِ ، تَنَاوَلَ شَيْئاً فَأَكَلَهُ.

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ عِنْدَنَا يَقُولُونَ : إِنَّهُ عَلَى الرِّيقِ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ(١٢)

____________________

(١). في « بح ، ن ، بف ، جت »والوسائل والتهذيب : « فقلت ».

(٢). في « ن ، بح ، بف ، جت »والتهذيب : « فقال ».

(٣). فيالوافي : « الغِبّ - بكسر المعجمة وتشديد الموحّدة - : أن يدخله يوماً ويتركه يوماً ، ومنه حمّى الغبّ. وأمّا تفسير بعض اللغويين الغبّ في « زر غبّاً تزدد حبّاً » بالزيادة في كل اُسبوع ، فإن صحّ فهو مخصوص بالغبّ في الزيادة لا غير. والسلّ - بالكسر والضمّ - : قرحة في الرئة يلزمها حمّى غير حادّة ولا مضطربة ». وانظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٦ ( غبّ ) ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٤٢ ( سلّ ).

(٤).التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ١١٦٢ ، بسنده عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الرضاعليه‌السلام الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٠٦ ، ح ٥٠٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ١٣٩٢.

(٥). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٦). في « بح » : + « من الطعام ».

(٧). في « م ، ن ، جد »والوسائل : - « به ».

(٨). الوهج : حرّ النار إذا توقّدت. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٢١ ( وهج ).

(٩). في « جت » : « البدن ».

(١٠).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٠٨ ، ح ٥٠٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ١٤٥٢.

(١١). السند معلّق. ويروي عن عليّ بن الحكم ، محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد.

(١٢). في « جد » بالتاء والياء معاً.

١٥٥

قَالَ : « لَا ، بَلْ يُؤْكَلُ شَيْ‌ءٌ(١) قَبْلَهُ يُطْفِئُ(٢) الْمَرَارَةَ(٣) ، وَيُسَكِّنُ حَرَارَةَ الْجَوْفِ ».(٤)

١٢٧٧٠ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الرَّافِقِيِّ(٥) ، قَالَ :

دَخَلْتُ حَمَّاماً بِالْمَدِينَةِ ، فَإِذَا(٦) شَيْخٌ كَبِيرٌ وَهُوَ قَيِّمُ الْحَمَّامِ ، فَقُلْتُ : يَا شَيْخُ ، لِمَنْ هذَا الْحَمَّامُ؟ فَقَالَ(٧) : لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(٨) عليهم‌السلام ، فَقُلْتُ : كَانَ يَدْخُلُهُ؟ قَالَ(٩) : نَعَمْ ، فَقُلْتُ : كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ؟

قَالَ(١٠) : كَانَ يَدْخُلُ ، فَيَبْدَأُ(١١) ، فَيَطْلِي عَانَتَهُ وَمَا يَلِيهَا ، ثُمَّ يَلُفُّ(١٢) عَلى طَرَفِ(١٣) إِحْلِيلِهِ ، وَيَدْعُونِي فَأَطْلِي سَائِرَ بَدَنِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ : الَّذِي تَكْرَهُ(١٤) أَنْ أَرَاهُ قَدْ رَأَيْتُهُ ، فَقَالَ : « كَلَّا ، إِنَّ النُّورَةَ سُتْرَةٌ(١٥) ».(١٦)

____________________

(١). في « بح ، بف ، جت »والوافي : « يأكل شيئاً » بدل « يؤكل شي‌ء ».

(٢). في « ن » : + « به ».

(٣). فيالوافي والوسائل : « المرار ».

(٤).الوافي ، ج ٦ ، ص ٦٠٨ ، ح ٥٠٣٨ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ١٤٥٣.

(٥). هكذا في « جت »والوافي . وفي « م ، ن ، بن ، جد »والوسائل والمطبوع : « الدابقي ». وفي « بح » : « الواقفي ». وظاهر « بف » : « الراقفي ». وورد الخبر فيالفقيه ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٢٥٠ ، عن عبيد الله المرافقي ، لكنّ المذكور في بعض نسخه : « الواقفي » وفي بعضها : « الرافقي ». وقد ذكر الشيخ الصدوق في مشيخة الكتاب طريقه إلى عبيد الله الرافقي وهذا الطريق ناظر إلى خبرنا المبحوث عن سنده ، كما يعلم ذلك بمقارنة ترتيب مشيخةالفقيه مع الأخبار الواردة في الكتاب.

والرافقي نسبة الى الرافقة ، وهي مدينة على شاطى‌ء الفرات. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ٣ ، ص ٢٨ ؛ توضيح المشتبه لابن ناصر الدين ، ج ٤ ، ص ٩٢.

وأمّا الرابقي والواقفي والمرافقي لم نجدها كالألقاب في موضع.

(٦). في « بح ، بف ، جت »والوافي : « وإذا ».

(٧). في « م ، ن ، جد » : « قال ».

(٨). في « بح ، بف ، جت » : + « بن عليّ ».

(٩). في«م،ن،بح،بف،جت،جد»والوسائل : « فقال ».

(١٠). في « م ، جد » : « فقال ».

(١١). في « بح ، بف » : « يبدأ ».

(١٢). في « ن »والوافي والفقيه : + « إزاره ».

(١٣). في « بح ، جت »والفقيه : « أطراف ».

(١٤). في « بح » : « يكره ». وفي « ن ، جت » بالتاء والياء معاً.

(١٥). في « م ، ن ، بح ، بف ، جد » : « ستر ». وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٩٨ : « يدلّ على أنّ عورة الرجل سوأتاه =

١٥٦

١٢٧٧١ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ جَمِيعاً ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي وَعَمِّي حَمَّاماً بِالْمَدِينَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ فِي بَيْتِ الْمَسْلَخِ ، فَقَالَ لَنَا : « مِمَّنِ(١) الْقَوْمُ؟ » فَقُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَقَالَ : « وَأَيُّ الْعِرَاقِ(٢) ؟ » قُلْنَا(٣) : كُوفِيُّونَ ، فَقَالَ : « مَرْحَباً بِكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ(٤) ، أَنْتُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ(٥) ».

ثُمَّ قَالَ : « مَا يَمْنَعُكُمْ مِنَ الْأُزُرِ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ(٦) ».

قَالَ(٧) : فَبَعَثَ(٨) إِلى أَبِي(٩) كِرْبَاسَةً ، فَشَقَّهَا بِأَرْبَعَةٍ ، ثُمَّ أَخَذَ(١٠) كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِداً ، ثُمَّ‌

____________________

= لا غير ، وعلى أنّ الواجب ستر اللون لا الحجم. ويمكن أن يكون ما رآه غير السوأتين ممّا يقرب منهما ، ولعلّه أظهر وأصوب وأنسب بسيرتهمعليهم‌السلام ، مع أنّ الرأي غير معلوم الحال ، ولعلّ المصنّف لو لم يورد مثل هذا الخبر كان أولى ».

(١٦).الفقيه ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٢٥٠ ، معلّقاً عن عبيد الله المرافقيالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٩٧ ، ح ٥٠١٣ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ١٥٠٤ ؛ وفيه ، ص ٢٩ ، ح ١٣٨٤ ، إلى قوله : « فقلت : كان يدخله؟ قال : نعم ».

(١). في « بح » : « فمن ».

(٢). فيالوافي : « إنّما سأل عن تخصيص العراق ، لأنّه يطلق على البصرة كما يطلق على الكوفة ».

(٣). في « م ، بف ، جت ، جد » : « فقلنا ».

(٤). فيالفقيه : + « وأهلاً ».

(٥). « الشعار » : ما تحت الدثار من اللباس ، وهو يلي شعر الجسد. و « والدثار » - بالكسر - : ما فوق الشعار من الثياب.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٨٥ ( شعر ) ؛ وص ٥٥٢ ( دثر ).

وفيالمرآة : « والغرض بيان غاية الاختصاص والمحرميّة للأسرار ». وفيالوافي : « يعني أنتم الخاصّة والبطانة ، وذلك لأنّ أكثر أهل الكوفة كانوا من شيعتهمعليهم‌السلام وإن قصّروا أوّلاً ».

(٦). فيالوافي : « قد مضت في كتاب الإيمان والكفر أخبار في أنّ المراد بالعورة في الحديث النبوي إذاعة سرّ المؤمن أو تعييره دون سفليه ، والتوفيق بينها ، وبين هذا الحديث بأن تفسّر العورة بما يشمل الأمرين ، ويأوّل نفي إرادة السفلين في تلك الأخبار بنفي تخصيصها بذلك لا شمولها له ».

(٧). في « ن » : - « قال ».

(٨). فيالبحار : « ثمّ بعث ».

(٩). في « م ، ن ، بح ، جد »والوافي : « أبي إليّ ». وفيالوافي عن بعض النسخوالفقيه : « عمّي إليّ » كلاهما بدل « إلى أبي ». (١٠). فيالبحار : « أعطى ».

١٥٧

دَخَلْنَا(١) فِيهَا ، فَلَمَّا كُنَّا(٢) فِي الْبَيْتِ الْحَارِّ صَمَدَ(٣) لِجَدِّي ، فَقَالَ : « يَا كَهْلُ ، مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْخِضَابِ؟ ».

فَقَالَ(٤) لَهُ جَدِّي : أَدْرَكْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَمِنْكَ لَايَخْتَضِبُ.

قَالَ : فَغَضِبَ لِذلِكَ حَتّى عَرَفْنَا غَضَبَهُ فِي الْحَمَّامِ ، قَالَ : « وَمَنْ ذلِكَ(٥) الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنِّي(٦) ؟ ».

فَقَالَ(٧) : أَدْرَكْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام وَهُوَ لَايَخْتَضِبُ.

قَالَ : فَنَكَسَ رَأْسَهُ ، وَتَصَابَّ عَرَقاً ، فَقَالَ : « صَدَقْتَ ، وَبَرِرْتَ » ثُمَّ قَالَ : « يَا كَهْلُ ، إِنْ تَخْتَضِبْ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَدْ خَضَبَ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّعليه‌السلام ، وَإِنْ(٨) تَتْرُكْ فَلَكَ بِعَلِيٍّ سُنَّةٌ(٩) ».

قَالَ : فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحَمَّامِ سَأَلْنَا(١٠) عَنِ الرَّجُلِ ، فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، وَمَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّعليهما‌السلام (١١) .(١٢)

____________________

(١). فيالبحار : « فدخلنا ».

(٢). فيالوسائل ، ح ١٥٥٣ : « كان ».

(٣). الصمد : القصد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ( صمد ).

(٤). في « ن ، جت »والوافي : « قال » بدون الواو.

(٥). في « م ، ن ، جد »والوسائل ، ح ١٥٥٣ والبحار والفقيه : « ذاك ».

(٦). في « بف » : + « ومنك ». وفيالوافي : + « ومنك لا يختضب ».

(٧). في « ن ، بح ، بف »والوافي : « قال ».

(٨). في « ن ، بح ، بف » : « فإن ».

(٩). في « بف »والوافي والفقيه : « اُسوة ». وفيالمرآة : « تصابّ عرقاً ، إمّا لا ستحياء أنّه استبعد أوّلاً عن كونه خيراً منه ، أو لذكره عليّاًعليه‌السلام والسبب الذي من أجله لم يختضب كما مرّ قولهعليه‌السلام : « بعليّ سنّة » أي طريقة موافقة،وفيالفقيه :« اُسوة»أي قدوة.وهو أظهر ». (١٠). فيالوافي :«سألت».وفيالفقيه :+«في المسلخ».

(١١). قال الشيخ الصدوق - بعد ذكر هذا الخبر - : « وفي هذا الخبر إطلاق للإمام أن يدخل ولده معه الحمّام دون من ليس بإمام وذلك أنّ الإمام معصوم في صغره وكبره لا يقع منه النظر إلى عورة في الحمّام ولا غيره ».الفقيه ، ج ١ ، ص ١١٩.

وقال العلّامة : « قد اشتمل هذا الحديث على فوائد : إحداها : الأمر بالمعروف برفق. الثانية : تحريم النظر إلى =

١٥٨

١٢٧٧٢ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَصِيرٍ الْحَمَّامَ ، فَنَظَرْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام قَدِ اطَّلى ، وَاطَّلى(١) إِبْطَيْهِ بِالنُّورَةِ ، قَالَ : فَخَبَّرْتُ أَبَا بَصِيرٍ ، فَقَالَ : أَرْشِدْنِي إِلَيْهِ لِأَسْأَلَهُ عَنْهُ ، فَقُلْتُ : قَدْ رَأَيْتُهُ أَنَا ، فَقَالَ : أَنْتَ قَدْ رَأَيْتَهُ وَأَنَا لَمْ أَرَهُ ، أَرْشِدْنِي إِلَيْهِ ، قَالَ : فَأَرْشَدْتُهُ إِلَيْهِ(٢) ، فَقَالَ لَهُ :جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبَرَنِي قَائِدِي أَنَّكَ اطَّلَيْتَ(٣) ، وَطَلَيْتَ(٤) إِبْطَيْكَ بِالنُّورَةِ؟

قَالَ(٥) : « نَعَمْ ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ(٦) ؛ إِنَّ نَتْفَ الْإِبْطَيْنِ يُضْعِفُ الْبَصَرَ ، اطَّلِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ »(٧)

قَالَ : فَقَالَ :(٨) اطَّلَيْتُ مُنْذُ أَيَّامٍ.

فَقَالَ(٩) : « اطَّلِ ؛ فَإِنَّهُ طَهُورٌ ».(١٠)

____________________

= عورة المؤمن. الثالثة : الأمر بالخضاب. الرابعة : جواز دخول الرجل وابنه الحمّام. الخامسة : الدلالة على متابعة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في أفعاله ». منتهى المطلب ، ج ١ ، ص ٣١٣.

وفيالمرآة : « لعلّ النهي عن إدخال الرجل ولده الحمّام مختصّ بما إذا كان أحدهما أو كلاهما بغير مئزر ، وأمّا ما ذكره الصدوق فيرد عليه أنّهعليه‌السلام قرّر دخول سدير وأبيه وجدّه الحمّام ، ولم يكونوا معصومين إلّا أن يقال : التقرير على المكروه لا يدلّ على عدم كونه مكروهاً ».

(١٢).الفقيه ، ج ١ ، ص ١١٨ ، ح ٢٥٢ ، معلّقاً عن حنان بن سدير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٦٣٩ ، ح ٥١٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٨٢ ، ح ١٥٥٣ ؛ وفيه ، ص ٣٩ ، ح ١٤١٥ ، ملخّصاً ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٤١ ، ح ٢٤.

(١). في « ن ، بح ، بن ، جت »والوسائل : « وطلى ». وفي « بف » : « وطلي ». وفيالوافي : - « واطّلي ».

(٢). في « م ، بن ، جد »والوسائل : - « إليه ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « قد اطّليت ».

(٤). في « بح » : « وأطليت ».

(٥). في « ن »والوسائل : « فقال ».

(٦). في « بف » : « يا محمّد ». وفيالوافي والوسائل : « يا با محمّد ».

(٧). في « بح »والوافي : + « فإنّه طهور ».

(٨). في « جت » : « فقلت ».

(٩). في « بن » : « قال ».

(١٠). راجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب النورة ، ح ١٢٨١٠ و ١٢٨١٤ ؛ باب الإبط ، ح ١٢٨٢٦الوافي ، ج ٦ ، ص ٦١٧ ، ح ٥٠٦٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٣٦ ، ح ١٧٢٩.

١٥٩

١٢٧٧٣ / ١٠. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ :سَلِّمْ عَلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام فَإِنَّهُ فِي الصَّدْرِ ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَلْقَاكَ مُنْذُ حِينٍ لِأَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ.

فَقَالَ(٢) : « سَلْ مَا بَدَا لَكَ ».

قُلْتُ : مَا تَقُولُ فِي الْحَمَّامِ؟

قَالَ : « لَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ ، وَغُضَّ بَصَرَكَ ، وَلَا تَغْتَسِلْ مِنْ غُسَالَةِ(٣) مَاءِ(٤) الْحَمَّامِ ؛ فَإِنَّهُ يُغْتَسَلُ فِيهِ مِنَ الزِّنى ، وَيَغْتَسِلُ فِيهِ وَلَدُ الزِّنى ، وَالنَّاصِبُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَهُوَ شَرُّهُمْ(٥) ».(٦)

١٢٧٧٤ / ١١. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَشْيَمَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْمِلَ لَحْماً ، فَلْيَدْخُلِ الْحَمَّامَ(٨) يَوْماً وَيَغِبُّ(٩) يَوْماً ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ‌

____________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٢). في « م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد »والوافي : « قال ».

(٣). في « ن » : « بغسالة ».

(٤). في « بح ، بن » : - « ماء ».

(٥). فيالمرآة : « يدلّ ظاهراً على نجاسة سؤر الناصب كما هو المشهور بين الأصحاب ، وعلى نجاسة ولد الزنى ، كما حكي عن المرتضى. وأمّا غسالة الغسل من الزنى فلمرجوحيّة الغسالة ، وكونه من الزنى علاوة لخبثه وقذارته ، أو لكون الغسل مشتملاً على إزالة المنيّ ، وكونه من الزنى علاوة ، ويمكن ابتناؤه على نجاسة عرق الجنب فى الحرام. والوجهان الأوّلان جاريان في ولد الزنى على المشهور من طهارته إذا أظهر الإسلام ».

(٦).التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ١١٤٣ ، بسند آخر عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام . وفيالكافي ، كتاب الطهارة ، باب ماء الحمّام والماء الذي تسخّنه الشمس ، صدر ح ٣٨٦٥ ؛وعلل الشرائع ، ص ٢٩٢ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي كلّها من قوله : « ولا تغتسل من غسالة ماء الحمّام » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٥٩٤ ، ح ٥٠٠٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٢١٩ ، ح ٥٥٨ ، من قوله : « لا تغتسل من غسالة ماء الحمّام » ؛ وفيه ، ج ٢ ، ص ٤٠ ، ح ١٤١٨ ، وتمام الرواية هكذا : « لا تدخل الحمّام إلّا بمئزر وغضّ بصرك » ؛ وفيه ، ج ٣ ، ص ٤٤٨ ، ح ٤١٣٥ ، من قوله : « لا تغتسل من غسالة ماء الحمّام ».(٧). السند معلّق كسابقه.

(٨). في « بف » : + « فضمن ».

(٩). في « بح » : « ويغبب ».

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

« سر الى موضع قتل ابيك فاوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش ، فاغز صباحا وشنّ الغارة على أهل ابنى »(١) .

فاعطى « اسامة » اللواء الى « بريدة » وعسكر بالجرف(٢) ليلتحق به جنود الاسلام أفواجا أفواجا ، وليتحرك الجميع في وقت واحد.

لقد اختار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقيادة هذا الجيش شابا في مقتبل العمر ، وأمّره على طائفة كبيرة من شيوخ الانصار والمهاجرين ، ولقد أرادصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فعله هذا أمرين :

أولا : أن يجبر ـ من خلال ذلك ـ ما لحق من المصيبة باسامة بسبب مقتل والده « زيد بن حارثة » الذي استشهد في معركة مؤتة مع الروم ، وليرفع من شخصيته.

ثانيا : أراد أن يؤكد قانونه في مجال التوصيف وتوزيع المناصب والمسئوليات ويجعل ذلك على اساس الكفاءة والشخصية القيادية ان المناصب والمسئوليات الاجتماعية لا تحتاج إلى غير الكفاءات والموهّلات ولا ترتبط بحال بالعمر والسن. لقد فعل النبي ذلك حتى يهيّى الشباب الذين يتمتعون بالموهّلات الكافية لتسلّم المسئوليات الاجتماعية الثقيلة ويحلموا أن المناصب والمهامّ ـ في النظام الاسلامي ـ ترتبط ارتباطا مباشرا بالكفاءة والمؤهلات القيادية ، لا العمر والسنّ.

ثم ان الاسلام الواقعي هو الانضباطية الشديدة والانقياد الكامل تجاه التعاليم الالهية السامية ، والمسلم الحقيقي هو من ينقاد لتعاليم الله تعالى واوامره تعاليمه ويقبل بها من كل قلبه كجندي في ساحة القتال ، سواء أكانت له فيها نفع أم لا ، وسواء أكانت تضرّ به أم لا ، وسواء أكانت مطابقة لأهوائه ومطامحه أم لا.

__________________

(١) « ابنى » من مناطق البلقاء وتقع في الأراضي السورية وقرب مؤتة بين « عسقلان » و « الرملة ».

(٢) منطقة واسعة على بعد ثلاثة أميال مدينة من جانب الشام.

٦٦١

ولقد بيّن الامام عليعليه‌السلام حقيقة الاسلام في عبارة موجزة ولكن بليغة ومعبرة اذ قال : « الاسلام هو التسليم »(١) .

إن الذين يؤمنون ببعض تعاليم الاسلام دون بعض ، كلما واجهوا ما لا يوافق اهواءهم الباطنية منها اعترضوا عليه وحاولوا التملّص من المشاركة في تنفيذه بشتى المعاذير والحجج.

لا شك أن هذا الفريق يفتقر إلى روح الانضباطية ، والتسليم الواقعيّ والانقياد الكامل الذي يمثل روح الاسلام وأساسه.

لقد كان تأمير قائد شاب يدعى « اسامة بن زيد » الذي لم يكن يتجاوز يومذاك ـ العشرين عاما(٢) شاهد صدق على ما نقول ، لأنّ تأميره على لفيف من الصحابة يكبرون عنه في العمر أضعافا شقّ على البعض ، لأنهم اعترضوا على الاجراء ، وطعنوا في اسامة ، واطلقوا عبارات تكشف جميعها عن افتقارهم لروح الانقياد والطاعة والتسليم الذي يجب أن يتحلى بها الجندي المسلم تجاه قائد الاسلام الأعلى ( النبي ) ، واوامره وتعييناته.

ولقد كان محور كلامهم هو أن النبي أمّر شابا صغير السنّ على شيوخ من الصحابة(٣) .

ولكنهم غفلوا عن المصالح والأهداف التي توخّاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذا الإجراء ، وكانوا يقدّرون كل عمل بعقولهم الضيقة المحدودة ، ويقيسونه بمقايسهم الشخصية.

فرغم أنهم لمسوا من قريب كيف أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يحرص على تعبئة هذا الجيش وبعثه ، ولكن عناصر مشبوهة أخّرت حركة الجيش المذكور

__________________

(١) نهج البلاغة : قصار الحكم ١٢٥.

(٢) ذهب البعض مثل السيرة الحلبية إلى انه كان في السابعة عشرة من عمره وذهب آخرون إلى انه كان في الثامنة عشرة من عمره. المهم انهم اتفقوا على انه لم يتجاوز العشرين سنة.

(٣) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ١٩٠.

٦٦٢

من معسكر « الجرف » وتوجهه إلى النقطة المطلوبة ، وكانت تسعى لعرقلة هذه المهمة.

وبعد يوم من عقد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اللواء لاسامة تمرّضصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشدة وأصابه صداع شديد تركه طريح الفراش واستمر هذا المرض عدة أيام حتى قضى صلوات الله عليه.

وقد علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه أنّ هناك من تخلّف عن جيش اسامة وأن هناك من يعرقل توجّهه نحو المنطقة التي عيّنها ، وأن هناك بالتالي من يطعن في اسامة فغضبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لذلك غضبا شديدا ، وخرج وهو يلتحف قطيفة ، وقد عصّب جبهته بعصابة إلى مسجده ليتحدث إلى المسلمين من قريب ، ويحذّرهم من مغبّة هذا التخلّف ، فصعد المنبر على ما هو عليه من حمّى شديدة وبعد أن حمد الله واثنى عليه قال :

« أمّا بعد أيّها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميرى اسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي اسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله كان للإمارة خليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ، وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ وانّهما لمخيلان لكل خير ، واستوصوا به خيرا فانه من خياركم ».

ثم نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودخل بيته واشتدت به الحمى ، فجعل يقول لمن يعوده من أصحابه :

« أنفذوا بعث اسامة »(١) .

ولقد بلغ من إصرار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على بعث جيش اسامة انه كان يقول وهو في فراش المرض :

« جهزوا جيش اسامة ، لعن الله من تخلّف عنه »(٢) .

وقد تسببت هذه التاكيدات في أن يحضر جماعة من المهاجرين والأنصار

__________________

(١) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ١٩٠.

(٢) الملل والنحل : ج ١ المقدمة الرابعة ص ٢٣.

٦٦٣

عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للتوديع والخروج عن المدينة تلقائيا والالتحاق بجيش اسامة في معسكره بالجرف.

وفيما كان اسامة يتهيّأ للتوجه بجيشه إلى حيث أمر الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلغ بعض الصحابة الحاضرين في الجيش انباء عن تدهور صحة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتسببت في عدولهم عن الحركة حتى كان يوم الاثنين ، فحضر اسامة عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليودّعه فرأى آثار التحسن بادية على ملامح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حاثا اياه على المبادرة والمسارعة في الخروج :

« اغد على بركة الله »(١) .

فعاد اسامة إلى المعسكر وأمر بالتحرك فورا ، ولكن الجيش لم يكن قد غادر « الجرف » بعد ، حتى جاء نبأ من المدينة بأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحتضر ، فعمد من كانوا يبحثون عن حجة للتخلف عن جيش اسامة ، والذين حاولوا خلال ستة عشر يوما أن يعرقلوا توجهه بشتى المعاذير والحجج إلى التوسل هذه المرة بقضية احتضار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعادوا إلى المدينة فورا ، وعاد الجيش برمته هو الآخر إلى المدينة متجاهلين ـ جميعا ـ أوامر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالخروج.

ولم يتحقق أحد آمال النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أيام حياته بسبب اللاانضباطية التي ابداها فريق من شيوخ القوم واعيان الجيش.

الاعذار غير المقبولة :

إن خطأ كبيرا كهذا ارتكبه بعض من تسلّم أمور الخلافة بعد رسول الله

__________________

(١) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ١٩٠.

٦٦٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسموا أنفسهم خلفاء النبي لا يمكن أن يبرّر أبدا.

ولقد أراد بعض علماء السنة أن يبرّروا هذا التخلف بطرق ووجوه مختلفة إلاّ أنهم عجزوا ـ رغم ذلك ـ أن يخرجوا عذرا مقبولا ودليلا مرضيا لأولئك المتخلفين عن جيش اسامة.

وللاطلاع على ما نحت لذلك من أعذار سقيمة راجع « المراجعات »(١) . و « النص والاجتهاد »(٢) .

الاستغفار لأهل البقيع :

كتب فريق من اصحاب السيرة ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج في الليلة التي توفي في صبيحتها مع أبي مويهبة خادمه إلى البقيع مع ما كان عليه من شدة الحمّى والوجع ليستغفر لأهل البقيع(٣) .

ولكن المؤرخين الشيعة يرون أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم أحس بالوجع اخذ بيد « عليّ »عليه‌السلام وخرج معه إلى البقيع وخرج خلفه جماعة فقال لمن خرج معه :

« إنّي امرت أن استغفر لأهل البقيع ».

وعند ما جاء البقيع سلّم على أهل القبور هناك وقال :

« السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه ممّا أصبح الناس فيه اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا يتبع آخرها أوّلها ».

ثم استغفر ودعا لأهل البقيع طويلا ثم التفت إلى عليّعليه‌السلام وقال : يا عليّ إنّي خيّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنّة فاخترت لقاء ربّي والجنّة. إن جبرئيل كان يعرض عليّ القرآن كلّ سنة مرّة وقد عرضه عليّ العام مرّتين ولا

__________________

(١) المراجعة ٩٠ و ٩١.

(٢) ص ١٥ ـ ١٦.

(٣) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٠٤.

٦٦٥

أراه إلاّ لحضور أجلي »(١) .

انّ الذين ينظرون إلى الكون من المنظار المادي البحت ويحصرون كل الوجود في أطار المادة وآثارها ، فالوجود عندهم يساوق المادة قد يتردّدون في قبول هذا الأمر ، ويقولون : كيف يمكن مخاطبة الأرواح؟ وكيف يمكن الاتّصال بهم؟

كيف يمكن أن يعرف المرء بموته وأجله؟

ولكن الذين كسروا جدار المادية هذا واعتقدوا بوجود الروح المجردة عن البدن المادي العنصري لا ينكرون مسألة الارتباط والاتصال بالارواح(٢) ، ويعتبرونه امرا ممكنا وواقعيا.

ثم ان النبي الذي يتحلى بالعصمة في مجال ارتباطه بعالم الوحي والعوالم المجرّدة من المادة ، يمكنه ـ على وجه القطع واليقين ـ أن يخبر عن حلول أجله بأمر الله واذنه وإخباره إياه.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٤٦٦ و ٤٧٢ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٠٤.

(٢) طبعا نحن لا نعترف بكل ما يدعيه ادعياء الاتصال بالارواح فان لذلك طريقه الصحيح ، وأسلوبه المشروع.

٦٦٦

حوادث السنة الحادية عشرة من الهجرة

٦٤

الكتاب الذي لم يكتب

تعدّ الايام الاخيرة من حياة رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من اكثر حقول التاريخ الاسلامي أهميّة وحساسية ودقة.

لقد مرّ الاسلام والمسلمون في تلك الايام بساعات مؤلمة ، وحرجة.

إن مخالفة بعض الصحابة الصريحة لاوامر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتخلّفهم عن جيش اسامة كل ذلك كان يكشف عن نشاطات سرية تنبئ عن عزمهم المؤكّد على الاستيلاء على زمام الحكومة والإمارة والقيادة السياسية في المجتمع الاسلامي بعد رحيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإزاحة الخليفة الذي نصبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الغدير للإمارة عن مسند الحكم.

ولقد كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه عارفا بنواياهم على نحو الاجمال ولهذا كان يصرّ على خروج جميع أعيان الصحابة في جيش اسامة ومغادرة المدينة فورا لمقاتلة الروم ، لكي يعطل بذلك خطتهم.

ولكن دهاة السياسة اعتذروا عن الخروج مع اسامة بحجج ومعاذير معينة ، لكي يستطيعوا من تنفيذ خططهم بل وعرقلوا مسير الجيش المذكور حتى توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فعادوا إلى المدينة ـ بعد توقّف دام ١٦ يوما ـ على أثر تدهور صحة النبي واحتضاره ، فلم يتحقق ما كان يريده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تفريغ المدينة منهم ، فلا يكون أحد منهم فيها يوم وفاته ليستطيع خليفته المنصوب للامارة

٦٦٧

يوم غدير خم ( نعنى الامام عليا ) من تسلم زمام الحكم دون منازع ومزاحم من المعارضين السياسيين.

إنهم لم يكتفوا فقط بالعودة إلى المدينة بل حاولوا أن يحولوا دون أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى دعم وتثبيت منصب الامام علي وخلافته لرسول الله بلا فصل ، فحاولوا منع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصرفه عن البحث في هذه المسألة بشتى الوسائل ، والسبل.

فعمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي عرف بنشاط بعض زوجاته من بنات بعض اولئك الصحابة ، المشين ، عمد إلى الخروج إلى المسجد مع ما كان عليه من الحمّى والوجع ، ووقف إلى جانب المنبر وقال للناس بصوت عال سمع خارج المسجد :

« أيّها الناس سعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإنّي والله ما تمسّكون عليّ بشيء ، اني لم احلّ إلاّ ما أحلّ الله ، ولم احرّم إلاّ ما حرّم الله »(١) .

إنّ هذه العبارة تكشف عن القلق الشديد الذي كان يحمله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على مستقبل الاسلام بعد وفاته ، فما هو المقصود ـ ترى ـ من النار التي سعرت؟

أليس هي فتنة الاختلاف والافتراق التي كانت تنتظر المسلمين ، والتي اشتعلت بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعالى لهيبها ، ولا يزال ذلك اللهيب مشتعلا ، وتلك النار مستعرة؟!

ايتوني بقلم وقرطاس :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعرف بما يجرى من نشاطات خارج

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٦٥٤ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢١٥ و ٢١٦.

٦٦٨

منزله للسيطرة على مقاليد الحكم ، ولهذا قرر بغرض الحيلولة دون انحراف مسألة الخلافة من محوره الأصلي والحيلولة دون ظهور الاختلاف والافتراق ـ أن يدعم مكانة عليّ ويعزر امارته وخلافته وخلافة أهل بيته ، وذلك بأن يثبت الأمر في وثيقة حيّة وخالدة تضمن بقاء الخلافة في خطها الصحيح.

من هنا يوم جاء بعض الصحابة لعيادته اطرق برأسه إلى الارض ساعة ثم قال بعد شيء من التفكير وقد التفت إليهم :

« ايتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ».

فبادر عمر وقال : ان رسول الله قد غلبه الوجع ، حسبنا كتاب الله(١) .

فناقش الحاضرون رأى الخليفة ، فخالفه قوم وقالوا : هاتوا بالدواة والصحيفة ليكتب النبي ما يريد ، وناصر آخرون عمر وحالوا دون الاتيان بما طلبه النبي ، ووقع تنازع بينهم وكثر اللغط فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشدة لتنازعهم ولما وجّه إليه من كلمة مهينة ، وقال :

« قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع »

قال ابن عباس بعد نقل هذه الواقعة المؤلمة المؤسفة : « الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله »(٢) .

إن هذه الواقعة التاريخية قد نقلها فريق كبير من محدثي الشيعة والسنة ومؤرخيهم وتعتبر روايتها ـ حسب قواعد فنّ الدراية والحديث ـ من الروايات المعتبرة الصحيحة غاية ما في الأمران اغلب محدّثي أهل السنة نقلوا كلام « عمر » بالمعنى لا باللفظ ، ولم يورد نص الكلمات الجارحة النابية التي نطق بها في ذلك

__________________

(١) الملل والنحل : ج ١ المقدمة الرابعة ص ٢٢. طبعا لم يكن الهدف من « اكتب » أن يكتب النبي بيده ذلك الكتاب فالنبي لم يكتب شيئا في حياته أبدا كما هو مبحوث في ابحاث أميّة النبي بل المقصود هو الإملاء على كاتب.

(٢) صحيح البخاري كتاب العلم : ج ١ ص ٢٢ وج ٢ ص ١٤ ، صحيح مسلم : ج ٢ ص ١٤ مسند أحمد : ج ١ ص ٣٢٥ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٤٤ ، الملل والنحل : ج ١ ص ٢٢.

٦٦٩

المجلس المقدس.

ولا يخفى أن الإحجام عن نقل نص عبارته ليس لأجل أن العبارات التي تفوه بها تعدّ إهانة لمقام النبوة ، بل ان هذا التصرف لأجل الحفاظ على مقام الخليفة ومكانته حتى لا يسيء الآخرون النظرة إليه اذا عرفوا بما قاله في حق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

من هنا عند ما بلغ أبو بكر الجوهري مؤلف كتاب « السقيفة » في كتابه إلى هذا الموضع من القضية قال عند نقل كلام عمر هكذا : وقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله(١) .

ولكن بعضا آخر عند ما يريد نقل ما قاله الخليفة لا يصرّح باسمه حفظا لمقامه فيقول : فقالوا : هجر رسول الله(٢) .

إن من المسلّم ان مثل هذه العبارة الجارحة النابية لو صدرت عن أي شخصية مهما كان مقامها لعدّت ذنبا لا يغتفر لأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنص القرآن مصون من أي نوع من انواع الخطأ والاشتباه والهذيان فهو لا ينطق إلاّ بالوحي.

إن اختلاف الصحابة لدى رسول الله الطاهر المعصومصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي محضره كان عملا سيئا ، ومشينا إلى درجة أن احدى أزواجهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعترضت على هذه المخالفة وقالت من وراء حجاب : ألا تسمعون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعهد إليكم؟ ائتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحاجته.

فقال عمر : اسكتن فانكن صويحبات يوسف. اذا مرض عصرتنّ اعينكنّ. واذا صحّ أخذتنّ بعنقه(٣) .

__________________

(١) شرح نهج البلاغة الحديدي : ج ٢ ص ٢٠.

(٢) صحيح مسلم : ج ١ ص ١٤ ، مسند أحمد : ج ١ ص ٣٥٥.

(٣) كنز العمال : ج ٣ ص ١٣٨ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٤٤. وفي الطبقات : ان النبي قال ( في الرد على عمر ) هنّ خير منكم

٦٧٠

ان بعض المتعصبين وان التمسوا لمخالفة الخليفة لطلب النبي اعذارا(١) في الظاهر إلاّ انّهم خطّئوا كلامه الذي قال فيه « حسبنا كتاب الله » ، واعتبروه كلاما غير صحيح ، وصرّحوا جميعا بأن الركن الاساسي للاسلام هو السنة النبوية ، ولا يمكن أن يغني كتاب الله الامة الاسلامية عن احاديث رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واقواله.

ولكن الاعجب من كل ذلك أن الدكتور « هيكل » مؤلف كتاب « حياة محمّد »(٢) ضمن دفاعه عن الخليفة كتب يقول : ما فتئ ابن عباس بعدها يرى أنهم أضاعوا شيئا كثيرا بأن لم يسارعوا إلى كتابة ما أراد النبيّ إملاءه. أمّا عمر فظلّ ورأيه أن قال الله في كتابه الكريم : « ما فرّطنا في الكتاب من شيء »(٣) .

فلو أنه لاحظ ما قبل هذه الجملة القرآنية وما بعدها لما فسرها بمثل هذا التفسير ، ولما أيّد الخليفة في مقابل نصّ النبي المعصوم المطاع ، لأن المقصود من الكتاب في الآية هو الكتاب التكويني ، وصفحات الوجود ، فان لكل نوع من الانواع في عالم الوجود صفحة من كتاب الصنع ، وتشكل كل الصفحات غير المعدودة كتاب الخليقة والوجود وإليك نص الآية :

«وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ »(٤) .

وحيث أن ما قبل الجملة التي استدل بها يرتبط بخلقة الدواب والطيور ، ويرتبط ما بعدها بموضوع الحشر في يوم القيامة يمكن القول بصورة قاطعة بان المراد من الكتاب في الجملة المستدل بها والذي لم يفرّط فيه من شيء هو الكتاب التكويني ، وصفحة الخلق.

__________________

(١) رد العلامة المجاهد السيد شرف الدين في كتاب المراجعات المراجعة ٨٦ جميع هذه الاعذار بصورة رائعة.

(٢) حياة محمّد : ص ٥٠١.

(٣) الانعام : ٣٨.

(٤) الانعام : ٣٨.

٦٧١

ثم اننا لو قبلنا بأن المقصود من الكتاب هو القرآن الكريم فان من المسلّم أن فهم هذا الكتاب ـ وبحكم تصريحه ـ يحتاج إلى بيان النبي وهدايته كما يقول :

« وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم »(١) .

تأمل في هذه الآية فانها لا تقول « لتقرأ » بل تقول بصراحة : « لتبيّن ».

وعلى هذا الاساس اذا كان كتاب الله كافيا لم نحتج إلى توضيح النبي وبيانه احتياجا شديدا(٢) .

ولو كان حقا أن الامة الاسلامية لا تحتاج إلى النبي فلما ذا كان حبر الامة وعالمها الكبير ابن عباس يقول : يوم الخميس وما ادراك ما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خده كأنها نظام اللؤلؤ وقال : قال رسول الله ايتونى بالكتف والدواة أو اللوح والدواة اكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا فقالوا(٣) .

فمع هذا الحزن الذي كان يبديه ابن عباس ، مضافا إلى الاصرار الذي أظهره رسول الله كيف يمكن القول بان القرآن يغني الامة الاسلامية من هذه الوصية ( أو الكتاب ) الذي كان النبي يريد كتابته.

والآن إذا كان النبي لم يوفق لكتابة الكتاب واملائه فهل يمكن ان نحدس ـ في ضوء القرائن القطعية ـ ما ذا كان ينوي النبيّ كتابته في هذه الرسالة؟

ما ذا كان الهدف من الكتاب؟

إن الطريقة الجديدة والقويمة في تفسير القرآن الكريم التي اصبحت اليوم موضع عناية المحققين والعلماء في هذا العصر هو رفع إبهام الآية واجمالها في موضوع معين بواسطة آية اخرى تتحدث عن ذلك الموضوع ذاته ولكنها أوضح من الاولى

__________________

(١) النحل : ٤٤.

(٢) ان بيان مدى حاجة القرآن إلى بيان النبي خارج عن نطاق هذه الرسالة ، فاطلبه في محله.

(٣) مسند احمد : ج ١ ص ٣٥٥. صحيح البخاري : كتاب الجزية ج ٤ ص ٦٥ و ٦٦.

٦٧٢

دلالة ومفادا ، وبعبارة اخرى الاستعانة في تفسير آية بآية اخرى.

إن هذه الطريقة لا تختصّ بتفسير آيات القرآن بل تنسحب على الأحاديث والروايات الاسلامية أيضا اذ يمكن رفع الاجمال عن حديث بحديث مشابه ، لأن القادة الكبار يتحدثون في موضوع مهمّ وخطير بصورة مؤكدة ومكررة لا تتشابه ولا تتحد في دلالتها ، فقد تكون دلالتها على الآية واضحة وقد يكون بيان المقصود فيها بالاشارة والكناية حسب المقتضيات.

قلنا ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طلب من اصحابه وهو في فراش المرض دواة وصحيفة ليملي عليهم شيئا لا يضلّون بعده أبدا ثم تسبب التنازع الذي حدث بين الحاضرين في ان ينصرف من كتابة ما اراد.

يمكن أن يسأل سائل : ما ذا كان يريد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابته في ذلك الكتاب.

إن الاجابة على هذا السؤال واضحة لأنه مع أخذ الأصل الذي ذكرناه في مطلع البحث بنظر الاعتبار يجب القول بأن هدف النبي لم يكن الاّ تعزيز الوصيّة ودعم خلافة الامام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام وامرته والتأكيد على لزوم اتباع اهل بيته الذي صرح به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الغدير وغيره.

وهذا المطلب يستفاد من حديث الثقلين المتفق عليه بين محدثى السنة والشيعة ، لأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في شأن الكتاب الذي نوى كتابته : انه يبتغي كتابة شيء لا يضلون بعده ابدا. وقد جاءت هذه العبارة بعينها في حديث الثقلين اذ يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معتبرا عدم الضلال بعده معلولا لاتباع الكتاب والعترة اذ قال :

« إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(١) .

__________________

(١) صحيح الترمذي : ج ٥ ص ٣٢٨ ح ٣٨٧٤ جامع الاصول : ج ١ ص ١٨٧ راجع المراجعات : المراجعة ٨.

٦٧٣

ألا يمكن بعد ملاحظة هذين الحديثين والتشابه الموجود بينهما الحدس ـ بصورة قطعية ـ بان ما كان يهدفه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طلب الدواة والصحيفة هو مفاد كتابة حديث الثقلين ، أو ما هو أعلى ممّا يفيده حديث الثقلين وهو تعزيز ودعم ولاية الامام عليعليه‌السلام وخليفته مباشرة وبلا فصل وهو الذي عيّنه للإمارة والخلافة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة عند مفترق طرق الحجاج المدنيين والعراقيين والمصريين والحجازيين وأعلن عن ذلك بصورة شفاهية.

هذا مضافا إلى أن مخالفة من شكّل شورى الخلافة في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورشح رفيقه القديم للخلافة بصورة خاصة بعد رحيل رسول الله إلى ربّه ، وحصل هو بدوره على اجرته عند موت الأوّل بصورة نقديّة وعينه للخلافة خلافا لجميع القواعد والاصول ، خير شاهد على أن القرائن التي كانت في مجلس النبي وكلامه كانت تكشف عن أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يريد أن يملي علي كاتبه امرا يتعلق بخلافة المسلمين والامارة والقيادة التي اثبتها لعلي واهل بيته الطاهرين في احاديثه وخطبه.

ولهذا خالف القوم الحضور هذا المطلب بشدة وحالوا دون الاتيان بالقلم والقرطاس بوقاحة ، وخالفوا كتابة شيء ، وإلاّ فلما ذا أصرّوا في مخالفتهم وارتكبوا ما ارتكبوا.

لما ذا لم يصرّ النبي في كتابة الكتاب؟

كان في إمكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رغم معاكسات جماعة من أصحابه أن يطلب كاتبه ويكتب الكتاب الذي كان يريد ، فلما ذا لم يتصرف هكذا ، ولم يستغل مكانته القويّة بل امتنع عن ذلك؟

إن الاجابة على هذا السؤال واضحة : فلو أن النبي كان يصرّ على كتابة الكتاب لأصرّوا في الاساءة الى النبي الذي قالوا عنه انه غلبه الوجع أو هجر ،

٦٧٤

ولعمد أنصارهم إلى اشاعة وبثّ هذا الأمر الرخيص ، وصنعوا لاثباته الافاعيل فكانت تتسع رقعة الاساءة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذه الحالة وتستمرّ ، فتفقد الرسالة أثرها المنشود.

من هنا عند ما قال البعض للنبي ـ ملافاة لما لحق به من الأذى ـ أبعد الذي قلتم؟ فقال :

« أبعد الذي قلتم؟ لا ولكن اوصيكم بأهل بيتي خيرا »(١) .

ملافاة الأمر وتداركه :

إن مخالفة بعض الصحابة الصريحة وإن صرفت النبي عن الكتابة إلاّ انه بلّغ مقصوده من طريق آخر ، فهو ـ بشهادة التاريخ ـ بينما كان يعاني المرض ، والوجع الشديدين ، خرج إلى المسجد وهو متوكئ على « علي بن أبي طالب » و « ميمونة » مولاته فجلس على المسجد ثم قال :

« يا أيّها الناس إنى تارك فيكم الثقلين ».

وسكت ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ما هذان الثقلان؟ فغضب حتى احمرّ وجهه ثم سكن ، قال :

« ما ذكرتهما إلاّ وأنا اريد أن أخبركم بهما ولكن ربوت فلم استطع ، سبب طرفه بيد الله ، وطرف بايديكم ، تعلمون فيه كذى ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتى ».

ثم قال :

« وأيم الله إني لأقول لكم هذا ورجال في اصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم ».

ثم قال :

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٤٦٩ نقلا عن الارشاد واعلام الورى.

٦٧٥

« والله لا يحبّهم عبد إلاّ أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد عليّ الحوض ، ولا يبغضهم عبد إلاّ احتجب الله عنه يوم القيامة »(١) .

هذا وقد روى ابن حجر العسقلاني تدارك ما فات بصورة اخرى ، ولا تنافي بين الصورتين ، اذ يمكن وقوع كليهما.

انه يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاصحابه وقد امتلأت بهم الحجرة وهو في مرضه الذي قبض فيه :

« أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا ، فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إنّي مخلف فيكم كتاب الله ربي عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ».

ثم أخذ بيد علىعليه‌السلام فقال :

« هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان نصيران ، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألهما ما ذا خلّفت فيهما »(٢) .

فمع أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكر حديث الثقلين(٣) قبل مرضه في مواضع متعددة وبألفاظ مختلفة ، ولفت نظر الناس إلى أهميّة هذين الثقلين ، ولكنه لفت الأنظار مرة اخرى وهو في فراش المرض أمام جمع اصحابه الذين حالوا دون كتابة ما اراد إلى عدم افتراق القرآن والعترة يمكن الحدس بأن الهدف من التكرار هو تدارك ما فات من كتابة الكتاب الذي لم يوفق لكتابته.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ نقلا عن مجالس المفيد.

(٢) الصواعق المحرقة : الباب ٩ من الفصل الثاني ص ٥٧ وكشف الغمة : ص ٤٣.

(٣) حديث الثقلين من الروايات المتفق عليها بين الشيعة والسنة وقد نقل عن الصحابة باكثر من ٦٠ طريقا يقول ابن حجر العسقلاني في الصواعق ص ١٣٦ : وقد خصص المرحوم مير حامد حسين الهندي قسما من موسوعته « العبقات » بذكر اسناده حديث الثقلين ودلالته. وقد طبعت في ستة أجزاء مؤخرا.

٦٧٦

تقسيم الدنانير :

دأب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مجال بيت المال أن يوزع أمواله في أقرب فرصة سانحة بين الفقراء والمحتاجين.

وعند ما كان في فراش المرض تذكّر أن هناك دنانير عند إحدى زوجاته فطلبها فورا ، فاحضرتها عنده فاخذهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيده وقال :

« ما ظنّ محمّد بالله لو لقي الله وهذه عنده؟ انفقيها ».

ثم أمر علياعليه‌السلام فتصدّق بها(١) .

غضب النبي من الدواء الذي سقي :

لما كانت أسماء بنت عميس وهي من قريبات « ميمونة » زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والتي اقامت ايام الهجرة زمنا في الحبشة تعلّمت من أهلها صنع عقار مركب من النباتات والاعشاب المختلفة ، فلما اشتكى واغمى عليه تصورت ان الذي دهاه هو داء : « ذات الجنب » ، وكانوا في الحبشة يداوون هذا المرض بذلك العقار ، فعمدت إلى معالجته بذلك الدواء ، بصبّ شيء منه في فم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولما أفاق وعرف بما صنعوا غضب وقال :

« ما كان الله ليسلّط عليّ ذات الجنب »(٢) .

وداع النبي مع أهله :

خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أيام مرضه إلى مسجده مرارا يصلّي بالناس ، ويذكّرهم امورا.

وذات يوم من أيام مرضه اخرج الى مسجده معصوب الرأس متكئا على

__________________

(١) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٣٨ و ٢٣٩.

(٢) الطبقات : ج ٢ ص ٢٣٥.

٦٧٧

« علي »عليه‌السلام بيمنى يديه وعلى الفضل باليد الاخرى فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال :

« أما أيها الناس فان قد حان مني خفوق بين اظهركم فمن كانت له عندى عدة فليأتني أعطه اياها ، ومن كان له عليّ دين فليخبرني به ».

فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ان لي عندك عدة ، اني تزوجت فوعدتني ان تعطيني ثلاثة أواقي.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انحلها يا فضل ثم نزل وعاد إلى بيته.

فلما كان يوم الجمعة ـ ثلاثة ايام قبل وفاته ـ صعد المنبر فخطب وقال فيما قال :

« أيّ رجل كانت له قبل محمّد مظلمة إلاّ قام فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رءوس الملائكة والاشهاد ».

فقام إليه رجل يقال له سوادة بن قيس فقال : انك لما اقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضيب الممشوق فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فاصاب بطني.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبلال : قم الى منزل فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق.

ان طلب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا بان يقتص منه من له ذلك لم يكن مجرد مجاملة اخلاقية بل كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريدان ينبه الناس إلى أهمية مثل هذه الحقوق جدا(١) ولما أتى بالقضيب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اين الشيخ؟ قال سوادة : ها انا ذا يا رسول الله بابي أنت وأمي فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) هذا مضافا إلى ان ضرب بطن سوادة بالقضيب من قبل النبي لم يكن عمدا ولهذا لم يكن له الحق إلاّ في اخذ الدية دون القصاص ، مع ذلك أراد النبي أن يلبي طلبه لما قال اريد ان اقتص.

٦٧٨

« فاقتصّ منّي حتى ترضى ».

فقال سوادة : فاكشف لي عن بطنك.

ثم انه وسط دهشة الصحابة وحزنهم وغمهم وبكائهم تقدم سوادة إلى النبي وقال : أتأذن لي ان اضع فمي على بطنك؟ فاذن له ، فقال اعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله ، وقبّل بطن النبي وصدره الشريف. فدعا له رسول الله وقال :

اللهم اعف عن سوادة بن قيس كما عفى عن نبيك محمّد(١) .

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ج ١ ص ٢٣٥.

٦٧٩

٦٥

اللحظات الأخيرة

كان القلق والاضطراب يلفّ المدينة المنورة بأسرها فصحابة النبي يحيطون ببيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعيون باكية وقلوب حزينة ليطّلعوا على صحته ، وكانت تخرج من منزله بين الحين والآخر أخبار عن اشتداد مرضه ، وتفاقم وجعه ، لتقضي على كل أمل بتحسّن حالته ، وتجعل الناس على يقين بانه لم يبق من حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الاّ سويعات قلائل ، وانه سرعان ما تنطفئ الشعلة المقدسة ، التي أنارت العالم بضيائها.

كان فريق من الصحابة يودّون أن يزوروا نبيّهم وقائدهم من قريب ولكن تدهور صحته ما كان ليسمح لذلك ، فلم يكن من الممكن ان يتردد على غرفته إلاّ أهل بيته خاصة.

ولقد كانت ابنته الكريمة ووديعته الوحيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام جالسة عند فراش ابيها ، تنظر إلى وجهه المشرق كانت ترى كيف ان عرق الموت يتحدر على جبينه وخده مثل حبات اللؤلؤ ، فراحت تردد أبياتا من الشعر وقلبها يعتصره الحزن ، ويملأ عيونها دموع الاسى والحزن ويكاد يخنقها الغصة :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للارامل

وفي هذه اللحظات بالذات فتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عينيه وقال لابنته الزهراء بصوت خافت :

يا بنيّة هذا قول عمّك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي :

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776