الكافي الجزء ١٣

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 776

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 776 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247942 / تحميل: 6669
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بَلى ، وَلَوْ كُنْتُ إِنَّمَا أَلْبَسُ وَاحِداً لَكَانَ(١) أَقَلَّ بَقَاءً. قَالَ : « لَا بَأْسَ ».(٢)

١٢٤٥٣ / ١٢. عَنْهُ(٣) ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ الْمُوسِرِ يَتَّخِذُ الثِّيَابَ الْكَثِيرَةَ الْجِيَادَ ، وَالطَّيَالِسَةَ(٤) ، وَالْقُمُصَ الْكَثِيرَةَ يَصُونُ(٥) بَعْضُهَا بَعْضاً ، يَتَجَمَّلُ بِهَا : أَ يَكُونُ مُسْرِفاً؟

قَالَ : « لَا ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) (٦) ».(٧)

١٢٤٥٤ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مُتَّكِئاً عَلَيَّ - أَوْ قَالَ(٨) : عَلى أَبِي - فَلَقِيَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ(٩) ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مَرْوِيَّةٌ(١٠) حِسَانٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ(١١) ، وَكَانَ أَبُوكَ‌

____________________

(١). في « م ، ن ، بن ، جد »والوسائل : « كان ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٠٨ ، ح ٢٠٣٠٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢١ ، ح ٥٧٨١.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في سند الحديث العاشر ؛ فقد تكرّر في الأسناد رواية أحمد بن محمّد بن خالد عن نوح بن شعيب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٩١ - ٣٩٣.

(٤). الطيالسة ، جمع الطيلسان مثلّثة اللام : وهو ثوب يحيط بالبدن ، ينسج للبس خال عن التفصيل والخياطة ، وهومن لباس العجم ، والهاء في الجمع للعجمة ؛ لأنّه فارسي معرّب : تالشان.مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٨٢ ( طيلس ). (٥). في « جت » : « تصون ».

(٦). الطلاق (٦٥) : ٧.

(٧).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٠٨ ، ح ٢٠٣٠١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٢ ، ح ٥٧٨٣.

(٨). فيالوافي : - « قال ».

(٩). هكذا في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + « البصري ».

(١٠). « مرويّة » : منسوبة إلى مَرْو على القياس ، وهو بلد بخراسان. وجعلها العلّامة الفيض مأخوذة من الرواء ، حيث قال فيالوافي : « الرواء ، بضمّ الراء والمدّ : المنظر الحسن ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( مرا ) ؛لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٤٨ ( روى ).

(١١). في « بح ، بن ، جت ، جد »والوافي والوسائل والبحار : « نبوّة ».

٢١

وَكَانَ(١) ، فَمَا هذِهِ(٢) الثِّيَابُ الْمَرْوِيَّةُ(٣) عَلَيْكَ ، فَلَوْ لَبِسْتَ دُونَ هذِهِ الثِّيَابِ؟

فَقَالَ لَهُ(٤) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ(٥) ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٦) ؟ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - إِذَا أَنْعَمَ عَلى عَبْدٍ(٧) نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ يَرَاهَا عَلَيْهِ ، لَيْسَ بِهَا(٨) بَأْسٌ ، وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ ، إِنَّمَا أَنَا بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَا تُؤْذِنِي ».

وَكَانَ(٩) عَبَّادٌ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ(١٠) .(١١)

١٢٤٥٥ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : النَّظِيفُ مِنَ الثِّيَابِ يُذْهِبُ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ ، وَهُوَ طَهُورٌ لِلصَّلَاةِ ».(١٢)

____________________

(١). فيالوافي : « وكان أبوك وكان ؛ يعني كان زاهداً ، وكان يلبس الخشن ، وكان تاركاً لنعيم الدنيا. يعني بأبيه : أمير المؤمنينعليه‌السلام ».

(٢). في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت »والوافي والوسائل : « لهذه ».

(٣). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار : « المزيّنة ».

(٤). في « بف » : - « له ».

(٥). في « بن » : +( قُلْ ) .

(٦). الأعراف (٧) : ٣٢.

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « عبده ».

(٨). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار : « به ».

(٩). في « م ، بن ، جد » : « فكان ».

(١٠). في « م ، ن ، جت ، جد » : « قطويّين ». وفي الوافي : « قطن ». وثوب قطري : هو ضرب من البرود فيه حمرة ، ولها أعلام فيها بعض الخشونة. وقيل : هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين.النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٠ ( قطر ). هذا ، إذا كان الوارد « قطريين » كما في بعض النسخ.

وأمّا إذا كان « قطويين » كما في نسخ اُخرى فقد قال الفيروزآبادي : « قَطَوَان ، محرّكة : موضع بالكوفة ، منه الأكسية ».القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٦ ( قطا ).

(١١). راجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب التجمّل وإظهار النعمة ، ح ١٢٤٢٧ و ١٢٤٣٠الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٠٥ ، ح ٢٠٢٩٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٦ ، ح ٥٧٦٩ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٦١ ، ح ٧٣.

(١٢).الخصال ، ص ٦١٢ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن القاسم بن يحيى ، =

٢٢

١٢٤٥٦ / ١٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٢) عليه‌السلام إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، ذَكَرْتَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام كَانَ يَلْبَسُ الْخَشِنَ ، يَلْبَسُ الْقَمِيصَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ ، وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ ، وَنَرى عَلَيْكَ اللِّبَاسَ الْجَيِّدَ(٣) ؟

قَالَ : فَقَالَ لَهُ : « إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام كَانَ يَلْبَسُ ذلِكَ فِي زَمَانٍ لَايُنْكَرُ(٤) ، وَلَوْ لَبِسَ(٥) مِثْلَ ذلِكَ(٦) الْيَوْمَ لَشُهِرَ بِهِ ، فَخَيْرُ لِبَاسِ كُلِّ زَمَانٍ لِبَاسُ أَهْلِهِ ، غَيْرَ أَنَّ قَائِمَنَا(٧) إِذَا قَامَ لَبِسَ لِبَاسَ عَلِيٍّعليه‌السلام ، وَسَارَ بِسِيرَتِهِ ».(٨)

١٢٤٥٧ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ عِشْرُونَ قَمِيصاً ».(٩)

٣ - بَابُ كَرَاهِيَةِ الشُّهْرَةِ‌

١٢٤٥٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ(١٠) :

____________________

= عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٩٩ ، ح ٢٠٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤ ، ح ٥٧٦٣.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٢). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والوافي : « لأبي عبدالله ».

(٣). فيالكافي ، ح ١٠٨٣ : « الجديد ».

(٤). فيالكافي ، ح ١٠٨٣ : + « عليه ».

(٥). في « بف » : + « في ».

(٦). في « بن » : + « اللباس ».

(٧). فيالكافي ، ح ١٠٨٣ : + « أهل البيت ».

(٨).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر ، ح ١٠٨٣ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن حمّاد بن عثمانالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٠٥ ، ح ٢٠٢٩٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٧ ، ح ٥٧٧٢ ؛ وفيه ، ص ٨ ، ح ٥٧٤٨ ، قطعة : « خير لباس كلّ زمان لباس أهله ».

(٩).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٠٧ ، ح ٢٠٢٩٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٢ ، ح ٥٧٨٤.

(١٠). هكذا في « ن ، بح ، جت ، جد »والوسائل . وفي « م ، بف ، بن » والمطبوع : « الخزّاز » وهو سهوٌ كما تقدّم =

٢٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - يُبْغِضُ شُهْرَةَ اللِّبَاسِ(١) ».(٢)

١٢٤٥٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَفى بِالْمَرْءِ خِزْياً(٣) أَنْ يَلْبَسَ ثَوْباً يَشْهَرُهُ ، أَوْ يَرْكَبَ(٤) دَابَّةً تَشْهَرُهُ(٥) ».(٦)

١٢٤٦٠ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الشُّهْرَةُ(٧) خَيْرُهَا وَشَرُّهَا فِي النَّارِ ».(٨)

____________________

= فيالكافي ، ذيل ح ٧٥.

(١). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٢٠ : « قولهعليه‌السلام : يبغض شهرة اللباس ، كلبس الخلق والمرقّع والغليظ بقرينة مامرّ من قولهعليه‌السلام : لو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به.

ويحتمل أن يكون المراد ماهو فوق زيّه فيشتهر ، ويحتمل الأعمّ. ولعلّه أظهر ، كما ستعرف. وقد روت العامّة في صحاحهم عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلّة يوم القيامة ». وقال الطيّبي فيشرح المشكاة : أراد مالا يحلّ لبسه أو ما يقصد به كناية بالثوب عن العمل ، والثاني أظهر لترتّب إلباس ثوب مذلّة عليه. وفي شرحجامع الاُصول : هو الذي إذا لبسه أحد افتضح به واشتهر ، والمراد مالا يحلّ ، وليس من لباس الرجال ، وقال شارح الشفاء : نهي عن الشهرتين ، وهما : الفاخر من اللباس المرتفع في غاية ، والرذل الذي في غاية. انتهى ».

(٢).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس المعصفر ، ح ١٢٤٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام ، وفيه : « نهاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن لبس ثياب الشهرة » مع زيادة في آخره.الأمالي للطوسي ، ص ٦٤٩ ، المجلس ٣٣ ، ضمن ح ١١ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وفيه : « فإنّ الله عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة الناس »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٠٩ ، ح ٢٠٣٠٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٤ ، ح ٥٧٨٩.

(٣). في « بح » : « حزناً ».

(٤). في « بف »والوافي : « وأن يركب ».

(٥). في « ن » : « يشهره ». وفي التحف : « مشهورة ، قلت : وما الدابّة المشهورة؟ قالعليه‌السلام : البلقاء » بدل « تشهره ».

(٦).تحف العقول ، ص ٣٦٩الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٠ ، ح ٢٠٣٠٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٤ ، ح ٥٧٩٠.

(٧). فيالمرآة : « لعلّ المراد الاشتهار بالطاعة رياء والاشتهار بالمعصية كلاهما في النار ، أو الاشتهار بلبس خير الثياب وشرّها في النار ، وهذا يؤيّد المعنى الأخير من المعاني التي ذكرناها سابقاً ».

(٨). راجع :كامل الزيارات ، ص ٢٩٤ ، الباب ٩٥ ، ح ٦ و ٨الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٠ ، ح ٢٠٣٠٤ ؛الوسائل ، =

٢٤

١٢٤٦١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ :

عَنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَبِسَ ثَوْباً يَشْهَرُهُ ، كَسَاهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْباً مِنَ النَّارِ ».(١)

٤ - بَابُ لِبَاسِ (٢) الْبَيَاضِ وَالْقُطْنِ‌

١٢٤٦٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْبَسُوا الْبَيَاضَ ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ ، وَكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ ».(٣)

١٢٤٦٣ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله : الْبَسُوا الْبَيَاضَ ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ ، وَكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ ».(٥)

١٢٤٦٤ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ‌

____________________

= ج ٥ ، ص ٢٤ ، ح ٥٧٩١.

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٠ ، ح ٢٠٣٠٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٤ ، ح ٥٧٩٢.

(٢). في « م ، بح ، بن ، جد » : « لبس ».

(٣).الكافي ، كتاب الجنائز ، باب ما يستحبّ من الثياب للكفن وما يكره ، ح ٤٣٦٢ و ٤٣٦٣ ؛والتهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ، ح ١٣٩٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الأمالي للطوسي ، ص ٣٨٨ ، المجلس ١٣ ، ح ١٠٢ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١١ ، ح ٢٠٣٠٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤١ ، ح ٢٩٧٧ ؛ وج ٥ ، ص ٢٦ ، ح ٥٧٩٦.

(٤). في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « النبيّ ».

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١١ ، ح ٢٠٣٠٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤١ ، ذيل ح ٢٩٧٧.

٢٥

صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :

حَمَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام الْحَمْلَةَ الثَّانِيَةَ إِلَى الْكُوفَةِ وَأَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ بِهَا ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْهَاشِمِيَّةِ(١) - مَدِينَةِ أَبِي جَعْفَرٍ - أَخْرَجَ رِجْلَهُ مِنْ غَرْزِ(٢) الرَّحْلِ(٣) ، ثُمَّ نَزَلَ وَدَعَا بِبَغْلَةٍ شَهْبَاءَ(٤) ، وَلَبِسَ ثِيَاباً بِيضاً(٥) ، وَكُمَّةً(٦) بَيْضَاءَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ : لَقَدْ(٧) تَشَبَّهْتَ بِالْأَنْبِيَاءِ.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَأَنّى تُبَعِّدُنِي مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْبِيَاءِ؟ ».

فَقَالَ(٨) : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَى الْمَدِينَةِ مَنْ يَعْقِرُ نَخْلَهَا ، وَيَسْبِي ذُرِّيَّتَهَا.

فَقَالَ : « وَلِمَ ذَاكَ(٩) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ».

فَقَالَ : رُفِعَ إِلَيَّ أَنَّ مَوْلَاكَ الْمُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ يَدْعُو إِلَيْكَ ، وَيَجْمَعُ(١٠) لَكَ الْأَمْوَالَ.

فَقَالَ : « وَاللهِ مَا كَانَ ».

فَقَالَ : لَسْتُ أَرْضى مِنْكَ إِلَّا بِالطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ وَالْهَدْيِ وَالْمَشْيِ.

فَقَالَ : « أَ بِالْأَنْدَادِ(١١) مِنْ دُونِ اللهِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَحْلِفَ؟ إِنَّهُ(١٢) مَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللهِ ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْ‌ءٍ ».

____________________

(١). « الهاشميّة » : بلد بالكوفة للسفّاح.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ١٥٤٠ ( هشم ).

(٢). الغرز : ركاب من جلد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٤ ( غرز ).

(٣). هكذا في « م ، ن ، بف ، جت ، جد »والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الرِّجل ».

(٤). الشهباء ، وهي التي غلب بياضها على السواد. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٩ ( شهب ).

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل ، ج ٥ والبحار. وفي المطبوع : « ثياب بيض ». وفيالوافي : « ثيابا بيضاء ».

(٦). في البحار : « وتكّة ». والكمّة - بالضمّ - : القلنسوة المدوّرة.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٢١ (كمم).

(٧). في « بن »والوسائل ، ج ٥ : « لو ».

(٨). في «بح،بف،جت»والوافي والبحار : « قال ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والبحار. وفي المطبوع : « ذلك ».

(١٠). في « ن » : « فيجمع ».

(١١). في « جت » : « أبأنداد ».

(١٢). في « جت » : - « إنّه ».

٢٦

فَقَالَ : أَ تَتَفَقَّهُ عَلَيَّ؟

فَقَالَ : « وَأَنّى(١) تُبَعِّدُنِي(٢) مِنَ الْفِقْهِ(٣) وَأَنَا ابْنُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ».

قَالَ(٤) : فَإِنِّي(٥) أَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ سَعى بِكَ ، قَالَ : « فَافْعَلْ(٦) ».

فَجَاءَ الرَّجُلُ الَّذِي سَعى بِهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ : « يَا هذَا(٧) » فَقَالَ : نَعَمْ ، وَاللهِ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، لَقَدْ فَعَلْتَ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَيْلَكَ(٨) ، تُمَجِّدُ(٩) اللهَ ، فَيَسْتَحْيِي(١٠) مِنْ تَعْذِيبِكَ ، وَلكِنْ قُلْ : بَرِئْتُ مِنْ حَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ ، وَأَلْجَأْتُ(١١) إِلى حَوْلِي وَقُوَّتِي ».

فَحَلَفَ(١٢) بِهَا الرَّجُلُ ، فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا حَتّى وَقَعَ مَيِّتاً. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ(١٣) : لَا أُصَدِّقُ بَعْدَهَا(١٤) عَلَيْكَ(١٥) أَبَداً ، وَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ ، وَرَدَّهُ.(١٦)

____________________

(١). في الوافي : « أنّي » بدون الواو.

(٢). في « بن » : « يبعدني ».

(٣). في حاشية « جت » والبحار : « التفقّه ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « فقال ».

(٥). في « م ، بن ، جد »والوسائل ، ح ٢٩٥٥٠ : « فأنا ».

(٦). في « م ، بن »والوسائل ، ح ٢٩٥٥٠ : - « قال : فافعل ». وفي حاشية « جت » والبحار : + « قال ». وفيالوافي : « فقال : افعل ». (٧). في الوسائل ، ح ٢٩٥٥٠ : + « أتحلف ».

(٨). في « بح ، بف ، بن ، جد » : « ويحك ».

(٩). في « م » وحاشية « جت »والوافي والوسائل ، ح ٢٩٥٥٠ : « تبجّل ». وفي البحار : « تجلّل ».

(١٠). في « بح ، بف ، بن ، جت ، جد » : « فيستحي ».

(١١). لجأت إلى فلان وعنه ، والتجأت ، وتلجّأت : إذا استندت إليه واعتضدت به.النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٢ ( لجأ ).

(١٢). في « بح » : « وحلف ».

(١٣). في الوسائل ، ح ٢٩٥٥٠ : + « المنصور ».

(١٤). في « م ، بح ، جد » وحاشية « جت »والوافي : « بعد هذا ».

(١٥). في « بن »والوسائل ، ح ٢٩٥٥٠ : « عليك بعد هذا » بدل « بعدها عليك ».

(١٦).الوافي ، ج ١٦ ، ص ١٠٦١ ، ح ١٦٦٩٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٦ ، ح ٥٧٩٧ ، إلى قوله : « تبعّدني من أبناء الأنبياء » ؛وفيه ، ج ٢٣ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٩٤٤٩ ، من قوله : « فقال : رفع إليّ أنّ مولاك » إلى قوله : « فليس من الله في شي‌ء » ؛وفيه ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٩٥٥٠ ، من قوله : « فقال : رفع إليّ أنّ مولاك » ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٠٣ ، ح ٤٤.

٢٧

١٢٤٦٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : الْبَسُوا ثِيَابَ الْقُطْنِ ؛ فَإِنَّهَا لِبَاسُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَهُوَ لِبَاسُنَا ».(١)

٥ - بَابُ لُبْسِ (٢) الْمُعَصْفَرِ (٣)

١٢٤٦٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَهُوَ فِي بَيْتٍ مُنَجَّدٍ(٤) ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ رَطْبٌ(٥) ، وَمِلْحَفَةٌ مَصْبُوغَةٌ قَدْ أَثَّرَ الصِّبْغُ عَلى عَاتِقِهِ(٦) ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْبَيْتِ ، وَأَنْظُرُ(٧) إِلى(٨) هَيْئَتِهِ.

فَقَالَ(٩) : « يَا حَكَمُ ، مَا تَقُولُ(١٠) فِي هذَا؟ ».

____________________

(١).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس الصوف والشعر والوبر ، ح ١٢٤٨٤ ، بسنده عن أبي بصير ، مع زيادة في آخره.الخصال ، ص ٦١٢ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .تحف العقول ، ص ١٠٠ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلى قوله : « لباس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٩ ، ح ٢٠٣٢٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨ ، ح ٥٨٠٢. (٢). في « بح ، بف ، بن ، جت » : « لباس ».

(٣). « المعصفر » : المصبوغ بصبغ أحمر. راجع :المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٦٠٥ ( عصفر ).

(٤). التنجيد : التزبين. يقال : بيت منجّد ، والنَجَد - بالتحريك - : متاع البيت من فرش ونمارق وستور.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩ ( نجد ).

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٢٣ : « وعليه قميص رطب ، أي لكثرة ما رشّ عليه من الطيب ، والأظهر أنّ المراد الناعم ». وقال الفيروزآبادي : « الرطب من الغصن والريش وغيره : الناعم ».القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٦٨ ( رطب ). (٦). في « بح » : « عانقه ». وفي « بف ، جت » : « ثيابه ».

(٧). في الوافي : - « أنظر ».

(٨). في « ن ، بح ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار : « في ».

(٩). في « م ، ن ، جد »والوسائل والبحار : + « لي ». وفي « بن » : + « له ».

(١٠). في البحار ، « وما تقول ».

٢٨

فَقُلْتُ : وَمَا(١) عَسَيْتَ أَنْ أَقُولَ وَأَنَا(٢) أَرَاهُ عَلَيْكَ ، وَأَمَّا(٣) عِنْدَنَا فَإِنَّمَا يَفْعَلُهُ الشَّابُّ الْمُرَهَّقُ(٤) .

فَقَالَ لِي(٥) : « يَا حَكَمُ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٦) ؟ وَهذَا مِمَّا أَخْرَجَ اللهُ لِعِبَادِهِ(٧) ، فَأَمَّا هذَا الْبَيْتُ الَّذِي تَرى ، فَهُوَ(٨) بَيْتُ الْمَرْأَةِ ، وَأَنَا قَرِيبُ الْعَهْدِ بِالْعُرْسِ ، وَبَيْتِي الْبَيْتُ الَّذِي تَعْرِفُ ».(٩)

١٢٤٦٧ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ وَجَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِلُبْسِ الْمُعَصْفَرِ ».(١٠)

١٢٤٦٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ثَوْباً مُعَصْفَراً ، فَقَالَ : « إِنِّي(١١) تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ».(١٢)

١٢٤٦٩ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ:

____________________

(١). في البحار : « ما » بدون الواو.

(٢). في « ن » : « أنا » بدون الواو.

(٣). في « م ، بف ، بن ، جد »والوافي والوسائل والبحار : « فأمّا ».

(٤). « المرهّق » كمعظّم : الموصوف بالرهق ، وهو غشيان المحارم من شرب الخمر ونحوه ، أو المظنون بالسوء. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٢٩ و ١٣١ ( رهق ).

(٥). في « م ، ن ، بف ، بن ، جد »والوافي والوسائل والبحار : - « لي ».

(٦). الأعراف (٧) : ٣٢.

(٧). في « م ، بن ، جد »والوسائل والبحار : - «( وَالطَّيّباتِ مِنَ الرّزْقِ ) وهذا ممّا أخرج الله لعباده ».

(٨). في الوافي : - « فهو ».

(٩).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٦ ، ح ٢٠٣٢٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣١ ، ح ٥٨١٤ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٨.

(١٠).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٨ ، ح ٢٠٣٢٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣١ ، ح ٥٨١٥.

(١١). فيالوافي : - « إنّي ».

(١٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٦ ، ح ٢٠٣٢١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٩ ، ح ٥٨٠٥.

٢٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : نَهَانِي رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْ لُبْسِ(١) ثِيَابِ الشُّهْرَةِ(٢) ، وَلَا أَقُولُ : نَهَاكُمْ عَنْ لِبَاسِ(٣) الْمُعَصْفَرِ الْمُفْدَمِ(٤) ».(٥)

١٢٤٧٠ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام قَالَ : « يُكْرَهُ الْمُفْدَمُ(٧) إِلَّا لِلْعَرُوسِ(٨) ».(٩)

١٢٤٧١ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّا نَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَاتِ وَالْمُضَرَّجَاتِ(١٠) ».(١١)

١٢٤٧٢ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ(١٢) ، عَنْ بُرَيْدٍ ،

____________________

(١). في « بح ، جت » : « لباس ».

(٢). في « ن ، بن » : - « عن لباس ثياب الشهرة ».

(٣). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « لبس ».

(٤). في « جت » : « المقدم ». وفي « بح » : « المعدم ». و « المفدم » : الثوب المشبَع حمرةً أو ما حمرته غير شديدة.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٠٧ ( قدم ).

(٥). راجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب كراهية الشهرة ، ح ١٢٤٥٨ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٤٩ ، المجلس ٣٣ ، ح ١١الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٥ ، ح ٢٠٣١٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠ ، ح ٥٨٠٩.

(٦). في « بف ، جت » : - « بن إبراهيم ».

(٧). في « بح ، جت » : « المقدم ».

(٨). في « بن » : « للعرس ». و « العروس » : الرجل والمرآة ما داما في إعراسهما ، وهم عرس ، وهنّ عرائس.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٦٣ ( عرس ).

(٩).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٥ ، ح ٢٠٣١٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٩ ، ح ٥٨٠٦.

(١٠). ضرج الثوب : صبغهُ بالحمرة.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٠٥.

(١١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٦ ، ح ٢٠٣٢٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠ ، ح ٥٨١٢.

(١٢). صفوان في مشايخ محمّد بن عبد الجبّار هو صفوان بن يحيى ، وتوفي هو في سنة ٢١٠ ، كما صرّح به النجاشي‌ في كتابه ، ص ١٩٧ ، الرقم ٥٢٤ ، ولم يثبت روايته عن بريد - وهو بريد بن معاوية - في غير هذا الخبر ، بل الظاهر عدم إدراك صفوان بريداً بحيث يمكن روايته عنه ؛ فقد قال النجاشي في ص ١١٢ ، الرقم ٢٨٧ : إنّه مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ونقل عن عليّ بن الحسن بن فضّال أنّه قال : « مات بريد بن معاوية سنة مائة وخمسين ». =

٣٠

عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ حَمْرَاءُ(١) ، شَدِيدَةُ الْحُمْرَةِ ، فَتَبَسَّمْتُ حِينَ دَخَلْتُ.

فَقَالَ : « كَأَنِّي أَعْلَمُ لِمَ ضَحِكْتَ ، ضَحِكْتَ مِنْ هذَا الثَّوْبِ الَّذِي هُوَ عَلَيَّ ؛ إِنَّ الثَّقَفِيَّةَ أَكْرَهَتْنِي عَلَيْهِ وَأَنَا أُحِبُّهَا ، فَأَكْرَهَتْنِي عَلى لُبْسِهَا ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّا لَانُصَلِّي فِي هذَا ، وَلَا تُصَلُّوا فِي الْمُشْبَعِ(٢) الْمُضَرَّجِ ».

قَالَ : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ طَلَّقَهَا ، فَقَالَ : « سَمِعْتُهَا تَبَرَّأُ مِنْ عَلِيٍّعليه‌السلام ، فَلَمْ يَسَعْنِي(٣) أَنْ أُمْسِكَهَا وَهِيَ تَبَرَّأُ مِنْهُ ».(٤)

١٢٤٧٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام يَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ وَالْمُنَيَّرَ(٥) .(٦)

____________________

= ويؤكّد ذلك أنّ عمدة مشايخ صفوان بن يحيى - وهم : عبد الله بن مسكان ومعاوية بن عمّار والعلاء بن رزين وعبد الرحمن بن الحجّاج وإسحاق بن عمّار ومنصور بن حازم والعيص بن القاسم وعبد الله بن بكير - في طبقة رواة بريد بن معاوية ومن في طبقته.

فعليه لا يخلو السند من خلل.

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل ، ج ٤ والبحار. وفي المطبوع : + « جديدة ».

(٢). في « بح » : « المشرع ».

(٣). في « ن » : « فلم يسعها ».

(٤). راجع :الكافي ، كتاب الصلاة ، باب اللباس الذي تكره الصلاة فيه وما لا تكره ، ح ٥٣٧٢ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٥٤٩ و ١٥٥٠الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٧ ، ح ٢٠٣٢٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٦٠ ، ح ٥٧٢٢ ؛ وج ٢٠ ، ص ٥٥١ ، ح ٢٦٣٢٤ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٩.

(٥). النيّر - بالكسر - : القصب والخيوط إذا اجتمعت ، وعلم الثوب ، والجمع : أنيار. ونرت الثوب نيراً ، ونيّرته وأنرته : جعلت له نِيراً.

وثوب منيّر ، كمعظّم : منسوج على نيرين ، فارسيّته : « دو پود ».القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥١ ( نير ).

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٥ ، ح ٢٠٣١٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣١ ، ح ٥٨١٦.

٣١

١٢٤٧٤ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَتْ لَهُ مِلْحَفَةٌ مُوَرَّسَةٌ(١) ، يَلْبَسُهَا فِي أَهْلِهِ‌ حَتّى يَرْدَعَ(٢) عَلى جَسَدِهِ ».

وَقَالَ(٣) : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : كُنَّا نَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ فِي الْبَيْتِ ».(٤)

١٢٤٧٥ / ١٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « صِبْغُنَا الْبَهْرَمَانُ(٥) ، وَصِبْغُ بَنِي أُمَيَّةَ الزَّعْفَرَانُ ».(٦)

١٢٤٧٦ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ(٧) عليه‌السلام طَيْلَسَاناً أَزْرَقَ(٨) .(٩)

____________________

(١). قال ابن الأثير : « الورس : نبت أصفر يصبغ به ».

وقال الفيروزآبادي : « الورس : نبات كالسمسم ، ليس إلّا باليمن ، يزرع فيبقى عشرين سنة ، نافع للكلف طلاءً ، وللبهق شرباً ، وورّسه توريساً ، صبغه به ».النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٣ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٩٢ (ورس).

(٢). في « بف » : « تردع ». و « حتّى يردع على جسده » أي ينفض صبغه عليه ، من الردع بمعنى اللطخ بالزعفران ، أو يؤثّر فيه أثر الطيب ، من الردع بمعنى اللطخ بطيب ، أو أثر الخلوق والطيب في الجسد. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٢١ ( ردع ).

(٣). في « م ، ن ، بح ، بن ، جد »والوافي : « قال و ».

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٨ ، ح ٢٠٣٢٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠ ، ح ٥٨١٠ و ٥٨١١.

(٥). البهرم - كجعفر - : العُصْفُر ، كالبهرمان ، والحنّاء.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٢٧ ( بهرم ).

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٨ ، ح ٢٠٣٢٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠ ، ح ٥٨٠٨.

(٧). فيالوسائل : + « الرضا ».

(٨). الأزرق : ذو الزُرْقة ، وهو لون معروف ، وهو لون كلون السماء ، وهو بالفارسيّة : « آبى » و « نيلگون ». راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٠ ( زرق ).

(٩).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس السواد ، ح ١٢٤٨١ ، بسند آخر ، وفيه هكذا : « عن سليمان بن

٣٢

١٢٤٧٧ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ثَوْباً عَدَسِيّاً.(٢)

١٢٤٧٨ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٣) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ(٤) بْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ الزَّيَّاتِ الْبَصْرِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام أَنَا وَصَاحِبٌ لِي ، وَإِذَا(٥) هُوَ فِي بَيْتٍ مُنَجَّدٍ ، وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ وَرْدِيَّةٌ ، وَقَدْ حَفَّ(٦) لِحْيَتَهُ وَاكْتَحَلَ ، فَسَأَلْنَاهُ(٧) عَنْ مَسَائِلَ ، فَلَمَّا قُمْنَا قَالَ لِي(٨) : « يَا حَسَنُ » قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قَالَ : « إِذَا كَانَ غَداً فَائْتِنِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ » فَقُلْتُ : نَعَمْ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ.

فَلَمَّا(٩) كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَيْهِ(١٠) ، وَإِذَا(١١) هُوَ فِي بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ إِلاَّ حَصِيرٌ ، وَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ غَلِيظٌ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى صَاحِبِي ، فَقَالَ : « يَا أَخَا أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، إِنَّكَ دَخَلْتَ عَلَيَّ أَمْسِ وَأَنَا فِي بَيْتِ الْمَرْأَةِ ، وَكَانَ أَمْسِ يَوْمَهَا ، وَالْبَيْتُ بَيْتَهَا ، وَالْمَتَاعُ مَتَاعَهَا ، فَتَزَيَّنَتْ لِي عَلى أَنْ أَتَزَيَّنَ لَهَا كَمَا تَزَيَّنَتْ لِي ، فَلَا يَدْخُلْ قَلْبَكَ شَيْ‌ءٌ ».

فَقَالَ لَهُ صَاحِبِي : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ كَانَ وَاللهِ دَخَلَ فِي(١٢) قَلْبِي شَيْ‌ءٌ(١٣) ، فَأَمَّا‌

____________________

= راشد ، عن أبيه ، قال : رأيت عليّ بن الحسينعليه‌السلام وعليه درّاعة سوداء وطيلسان أزرق »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٥ ، ح ٢٠٣١٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٣ ، ح ٥٨٢١.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن محمّد بن عيسى ، عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد.

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٥ ، ح ٢٠٣١٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣١ ، ح ٥٨١٣.

(٣). في « بف » : - « بن خالد ».

(٤). في « بح » : - « عبد الله ».

(٥). في « م ، ن ، بن ، جد » : « فإذا ».

(٦). في « بح » : « حفّت ». و « حفّ شاربه ورأسه : أحفاهما ، أي بالغ في أخذهما. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٨ ( حفف ). (٧). في « م ، بف ، بن ، جت ، جد » : « فسألنا ».

(٨). في « بن » : - « لي ».

(٩). فيالوسائل : + « أن ».

(١٠). في « ن ، بف ، جت » : « إليه ».

(١١). في « بن »والوسائل : « فإذا ».

(١٢). في « م ، ن ، بف ، بن ، جد »والوسائل : - « في ».

(١٣). في « جت » والبحار : - « شي‌ء ».

٣٣

الْآنَ فَقَدْ - وَاللهِ - أَذْهَبَ اللهُ(١) مَا كَانَ ، وَعَلِمْتُ أَنَّ الْحَقَّ فِيمَا قُلْتَ.(٢)

٦ - بَابُ لُبْسِ السَّوَادِ‌

١٢٤٧٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ(٣) ، قَالَ :

كَانَ(٤) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) يَكْرَهُ السَّوَادَ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ(٦) : الْخُفِّ ، وَالْعِمَامَةِ ، وَالْكِسَاءِ.(٧)

١٢٤٨٠ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بِالْحِيرَةِ(٨) ، فَأَتَاهُ(٩) رَسُولُ أَبِي جَعْفَرٍ(١٠) الْخَلِيفَةِ يَدْعُوهُ ،

____________________

(١). في « ن » : - « الله ».

(٢).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الفرش ، ح ١٢٦٤٠ ، ملخّصاًالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٧ ، ح ٢٠٣٢٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٢ ، ح ٥٨١٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٣ ، ح ٢٠.

(٣). في « بح ، بن » : « يرفعه ».

(٤). فيالخصال : « قال ».

(٥). فيالكافي ، ح ٥٣٨٠والتهذيب : - « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٦). فيالكافي ، ح ٥٣٨٠والفقيه والتهذيب والخصال والعلل : « ثلاثة ».

(٧).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب اللباس الذي تكره الصلاة فيه وما لا تكره ، ح ٥٣٨٠ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد رفعه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ٨٣٥ ، معلّقاً عن الكليني فيالكافي ، ح ٥٣٨٠.الخصال ، ص ١٤٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٩ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام .علل الشرائع ، ص ٣٤٧ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الصلاة ، باب اللباس الذي تكره الصلاة فيه وما لا تكره ، ذيل ح ٥٣٧٤ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥١ ، ح ٧٦٨ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١١ ، ح ٢٠٣٠٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٣ ، ح ٥٤٦٢.

(٨). في « بف » : - « بالحيرة ».

(٩). في « م ، ن ، بن ، جد » : « فأتى ».

(١٠). في « بن ، جد » وحاشية « م ، بح ، جت » والبحار والفقيه والعلل : « أبي العبّاس ». وفي « ن » : « أبي عبّاس ».

٣٤

فَدَعَا بِمِمْطَرٍ(١) أَحَدُ وَجْهَيْهِ أَسْوَدُ ، وَالْآخَرُ أَبْيَضُ ، فَلَبِسَهُ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَمَا إِنِّي أَلْبَسُهُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ لِبَاسُ أَهْلِ النَّارِ(٢) ».(٣)

١٢٤٨١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عَلى أبِي الْحَسَنِعليه‌السلام (٥) دُرَّاعَةٌ(٦) سَوْدَاءُ(٧) ، وَطَيْلَسَانٌ(٨) ...............

____________________

(١). المِمطر - بالكسر - : ثوب صوف يتوقّى به من المطر.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٦٢ ( مطر ).

(٢). فيالوافي : « وإنّما كان من لباس أهل النار لسواده ، وإنّما لبسهعليه‌السلام مع علمه بذلك للتقيّة ؛ لأنّ آل عبّاس كانوا يلبسون السواد ، ولا يعجبهم إلّا ذلك ».

(٣).علل الشرائع ، ص ٣٤٧ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ٧٧١ ، معلّقاً عن حذيفة بن منصور. وراجع :الكافي ، كتاب الصلاة ، باب اللباس الذي تكره الصلاة فيه وما لا تكره ، ح ٥٣٨١ ومصادرهالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٢ ، ح ٢٠٣٠٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٤ ، ذيل ح ٥٤٦٧ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٥ ، ح ٦١.

(٤). هكذا في « م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد »والوافي والوسائل . وفي المطبوع والبحار : « سليمان بن راشد ».

والظاهر أنّ سليمان هذا ، هو سليمان بن رشيد المذكور فيرجال البرقي ، ص ٥٢ من رواة أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وفيرجال الطوسي ، ص ٣٥٨ ، الرقم ٥٣٠٢ من رواة أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام .

ويؤكّد ذلك ما ورد فيالكافي ، ح ٣٤٩٤ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٣٨٠ ، المجلس ٦٠ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٢٤ ، المجلس ١٥ ، ح ٩٥١ ، من رواية محمّد بن عيسى [ بن عبيد ] عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن معاوية بن عمّار. وكذا ما يأتي فيالكافي ، ح ١٢٩٢٥ من رواية أحمد بن أبي عبد الله ، عن نوح بن شعيب ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه ، عن بشير قال : سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول.

وأمّا سليمان بن راشد ، فقد عدّ الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٢١٧ ، الرقم ٢٨٦٢ ، سليمان بن راشد الكوفي ، من رواة أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو متقدّم طبقةً على سليمان بن رشيد ، كما هو واضح.

(٥). هكذا في « بح ، بف ، جت ». وفي « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والمطبوعوالوسائل والبحار : « رأيت‌عليّ بن الحسينعليهما‌السلام وعليه » بدل « رأيت على أبي الحسنعليه‌السلام ».

وما أثبتناه هو الظاهر ، ويعلم ذلك ممّا قدّمناه آنفاً حول سليمان بن رشيد.

(٦). قال ابن منظور : « الدرّاعة : ضرب من الثياب التي تلبس ، وقيل : جبّة مشقوقة المقدّم. والدرعة : ضرب آخر ، ولا تكون إلّا من الصوف خاصّة ».لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٨٢ ( درع ).

(٧). فيالكافي ، ح ١٢٤٧٦ : - « وعليه دراعة سوداء و ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٢٧ : « قال السيوطي في الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان : « الطيلسان بفتح =

٣٥

أَزْرَقُ.(١)

٧ - بَابُ (٢) الْكَتَّانِ‌

١٢٤٨٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً(٣) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « الْكَتَّانُ مِنْ لِبَاسِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَهُوَ يُنْبِتُ اللَّحْمَ ».(٤)

٨ - بَابُ لُبْسِ الصُّوفِ وَالشَّعْرِ وَالْوَبَرِ‌

١٢٤٨٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَلْبَسِ(٥) الصُّوفَ وَالشَّعْرَ إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ ».(٦)

____________________

= الطاء واللام على الأشهر ، وحكي كسر اللام وضمّها ، قال ابن قرقول فيمطالع الأنوار : الطيلسان شبه الأردية يوضع على الرأس والكتفين والظهر ، وقال ابن دريد في الجمهرة : وزنه فيعلان ، قال : وربّما سمّي طيلساً. وقال ابن الأثير في شرحمسند الشافعي في حديث عبد الله بن زيد : « أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله حوّل رداء في الاستسقاء » مانصّه : « الرداء الثوب الذي يطرح على الأكتاف يلقى فوق الثياب ، وهو مثل الطيلسان إلّا أنّ الطيلسان يكون على الرأس والأكتاف ، وربّما ترك في بعض الأوقات على الرأس ، وسمّي رداء كما يسمّى طيلساناً. انتهى ».

(١).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس المعصفر ، ح ١٢٤٧٦ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « رأيت على أبي الحسنعليه‌السلام طيلسانا أزرق »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٤ ، ح ٢٠٣١٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤ ، ح ٥٨٢٢ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٦ ، ح ٩٦. (٢). في « بف » : + « لبس ».

(٣). في « بن » : - « جميعاً ».

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٩ ، ح ٢٠٣٢٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨ ، ح ٥٨٠٣.

(٥). في « م ، ن ، بح ، بن » : « لا يلبس ». وفي « جت ، جد » بالتاء والياء.

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٠ ، ح ٢٠٣٣١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤ ، ح ٥٨٢٤.

٣٦

١٢٤٨٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليهما‌السلام ، قَالَ : « الْبَسُوا الثِّيَابَ مِنَ الْقُطْنِ ؛ فَإِنَّهُ لِبَاسُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَلِبَاسُنَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَلْبَسُ(١) الصُّوفَ وَالشَّعْرَ إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ ».(٢)

١٢٤٨٥ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ أَبِي تَمَامَةَ(٣) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام : إِنَّ بِلَادَنَا بِلَادٌ بَارِدَةٌ ، فَمَا تَقُولُ فِي لُبْسِ هذَا الْوَبَرِ؟

فَقَالَ(٤) : « الْبَسْ مِنْهَا مَا أُكِلَ ، وَضُمِنَ(٥) ».(٦)

١٢٤٨٦ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ كَثِيرٍ الْخَزَّازِ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

____________________

(١). في الوافي والخصال : « لم نكن نلبس ».

(٢).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لباس البياض والقطن ، ح ١٢٤٦٥ ، بسنده عن أبي بصير ، إلى قوله : « ولباسنا ».الخصال ، ص ٦١٣ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .تحف العقول ، ص ١٠٣ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧١٩ ، ح ٢٠٣٣٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨ ، ذيل ح ٥٨٠٢ ؛ وص ٣٤ ، ح ٥٨٢٥ ، وفيهما من قوله : « لم يكن يلبس » ؛ وفيه ، ص ٣٥ ، ح ٥٨٢٦ ، وتمام الرواية فيه : « أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن يلبس الصوف والشعر إلّامن علّة ».

(٣). في « بف »والوافي : « أبي ثمامة ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٤). هكذا في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والوافي والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٢٨ : « قولهعليه‌السلام : « وضمن » على بناء المجهول ، أي ضمن بائعه كونه ممّا يؤكل لحمه ، إمّا حقيقة أو حكماً بأن أخذه من مسلم أو ضمن تذكيته ، بأن يكون المراد بالوبر الجلد مع الوبر ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٠ ، ح ٢٠٣٣٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ ، ح ٥٣٤٦.

(٧). في « ن ، بف ، بن ، جد »والوسائل : « الخرّاز ». والمذكور في بعض كتب الرجال ، هو الحسين بن كثير الخزّاز. راجع :رجال الطوسي ، ص ١٨٤ ، الرقم ٢٢٣٤ و ٢٢٣٥.

٣٧

رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ غَلِيظٌ خَشِنٌ تَحْتَ ثِيَابِهِ ، وَفَوْقَهَا(١) جُبَّةُ صُوفٍ ، وَفَوْقَهَا قَمِيصٌ غَلِيظٌ ، فَمَسِسْتُهَا ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَ لِبَاسَ الصُّوفِ.

فَقَالَ : « كَلَّا ، كَانَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّعليهما‌السلام يَلْبَسُهَا ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَلْبَسُهَا(٢) ، وَكَانُوا - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - يَلْبَسُونَ أَغْلَظَ ثِيَابِهِمْ إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ ، وَنَحْنُ نَفْعَلُ ذلِكَ(٣) ».(٤)

١٢٤٨٧ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْقُمِّيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام عَنِ الرِّيشِ : أَ ذَكِيٌّ هُوَ؟

فَقَالَ : « كَانَ أَبِي يَتَوَسَّدُ الرِّيشَ ».(٥)

٩ - بَابُ لُبْسِ الْخَزِّ‌

١٢٤٨٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام يُصَلِّي عَلى بَعْضِ أَطْفَالِهِمْ ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ(٦) خَزٍّ صَفْرَاءُ ،

____________________

(١). في « م ، ن ، بن ، جد »والوافي والبحار : « وفوقه ».

(٢). في « بن » : - « وكان عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يلبسها ».

(٣). قال الشهيد - بعد ذكره هذا الخبر - : « قلت : هذا إمّا للمبالغة في الستر وعدم الشفّ والوصف ، وإمّا للتواضع لله‌ تعالى ، مع أنّه قد روي استحباب التجمّل في الصلاة ، وذكره ابن الجنيد وابن البرّاج وأبو الصلاح وابن إدريس ».الذكرى ، ج ٣ ، ص ٦٩.

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٠ ، ح ٢٠٣٣٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٥٦٩٩ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٢ ، ح ٥٥ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٧٥.

(٥). راجع :الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب ما لا ينتفع به من الميتة وما لا ينتفع به منها ، ح ١١٥٠٥ ومصادرهالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٢ ، ح ٢٠٣٣٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٥٧١١ ؛ وج ٥ ، ص ٣٣٧ ، ح ٦٧٢٤.

(٦). في « بح » : - « جبّة ».

٣٨

وَمِطْرَفُ(١) خَزٍّ أَصْفَرُ.(٢)

١٢٤٨٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَلْبَسُ الْجُبَّةَ الْخَزَّ بِخَمْسِينَ دِينَاراً ، وَالْمِطْرَفَ الْخَزَّ بِخَمْسِينَ دِينَاراً ».(٣)

١٢٤٩٠ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام رَجُلٌ - وَأَنَا عِنْدَهُ - عَنْ جُلُودِ الْخَزِّ؟

فَقَالَ : « لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ ».

فَقَالَ الرَّجُلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّهَا فِي بِلَادِي(٤) ، وَإِنَّمَا هِيَ كِلَابٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَاءِ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا خَرَجَتْ مِنَ الْمَاءِ تَعِيشُ خَارِجَةً مِنَ الْمَاءِ(٥) ؟ ».

فَقَالَ الرَّجُلُ : لَا. قَالَ : « فَلَا بَأْسَ »(٦) .(٧)

____________________

(١). قال ابن الأثير : « المطرف - بكسر الميم وفتحها وضمّها - : الثوب الذي في طرفيه علمان والميم زائدة ». وقال الفيروزآبادي : « المـُطرف - كمُكرم - : رداء من خزّ مربّع ، ذو أعلام ، جمعه مطارف ».النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٠٨ ( طرف ).

(٢).الكافي ، كتاب الجنائز ، باب غسل الأطفال والصبيان والصلاة عليهم ، ضمن ح ٤٦٠١ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٩٨ ، ضمن ح ٤٥٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٧٩ ، ضمن ح ١٨٥٦ ، بسند آخر عن زرارة ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٢ ، ح ٢٠٣٣٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥٩ ، ح ٥٣٨٩ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٢٩٣ ، ح ٢١.

(٣).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٦ ، ح ٣٤ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٢ ، ح ٢٠٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٦٤ ، ح ٥٣٩٩ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٦ ، ح ٩٧.

(٤). في الوسائل والعلل : « إنّها علاجي » بدل « إنّها في بلادي ».

(٥). فيالوافي : - « من الماء ».

(٦). في « ن » : « لا بأس ». وفي الوسائل والعلل : « ليس به بأس » بدل « فلا بأس ». وفيالوافي : « قد مضى في باب ما يحلّ أكله وما لا يحلّ من الوحوش أنّ الخزّ سبع يرعى في البرّ ، ويأوي الماء وأنّه إن كان له ناب لا يؤكل لحمه وأنّ أكله مطلقاً مكروه ، ومضى في كتاب الصلاة أيضاً فيه كلام ».

(٧).علل الشرائع ، ص ٣٥٧، ح ١، بسنده عن صفوان بن يحيىالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٥ ، ح ٢٠٣٤٨ ؛ =

٣٩

١٢٤٩١ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ(١) الْخَزَّ(٢) ، وَالْمِطْرَفَ الْخَزَّ ، وَالْقَلَنْسُوَةَ الْخَزَّ ، فَيَشْتُو فِيهِ(٣) ، وَيَبِيعُ الْمِطْرَفَ فِي الصَّيْفِ ، وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ :( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٤) ؟ ».(٥)

١٢٤٩٢ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْعِيصِ(٦) بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ(٧) ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَعَلَيَّ قَبَاءُ خَزٍّ وَبِطَانَتُهُ خَزٌّ ، وَطَيْلَسَانُ خَزٍّ مُرْتَفِعٌ ، فَقُلْتُ : إِنَّ عَلَيَّ ثَوْباً أَكْرَهُ لُبْسَهُ ، فَقَالَ : « وَمَا هُوَ؟ » قُلْتُ : طَيْلَسَانِي هذَا ، قَالَ : « وَمَا بَالُ‌

____________________

=الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٦٢ ، ح ٥٣٩٥.

(١). في الوسائل والبحار : + « الجبّة ».

(٢). فيالوافي : « يلبس في الشتاء الخزّ ، كذا وجد في النسخ ، والظاهر : الجبّة الخزّ أو الكساء الخزّ كما في الحديث الآتي ».

(٣). فيالوافي : « فيستو فيه ». وقال : « أي يستوفي حظّه ، أو يلبسه حتّى يخلق ». شتا بالبلد : أقام به شتاء ، كشتّى وتشتّى.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٣ ( شتا ).

(٤). الأعراف (٧) : ٣٢.

(٥).قرب الإسناد ، ص ٣٥٧ ، ذيل ح ١٢٧٧ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٤ ، ح ٣١ ، عن الوشّاء ، عن الرضاعليه‌السلام .وفيه ، ص ١٦ ، ح ٣٥ ، عن عمر بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. وراجع :الخصال ، ص ٥١٧ ، أبواب العشرين ، ح ٤الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٢ ، ح ٢٠٣٤١ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٦٤ ، ح ٥٤٠٠ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٦ ، ح ٩٨.

(٦). في « م ، بن ، جد »والوسائل : « عيص » بدل « العيص ».

(٧). في « م » وحاشية « جت »والوسائل : « أبي داود بن يوسف بن إبراهيم ».

والمذكور في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، هو داود بن يوسف أبو داود. راجع :رجال البرقي ، ص ٢٩ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٤٨٤٠. وتقدّم في ح ١٢٤٤٨ ، شبه مضمون الخبر ، عن يوسف بن إبراهيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

عبد الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب، مذكور في كتاب المكتفي »(١) .

نتيجة البحث

فتلخص مما تقدّم: بطلان تكلّم النووي في حديث « أنا دار الحكمة »، ومن ذلك يتضّح بطلان ما يتوجّه من ذلك من القدح في حديث « أنا مدينة العلم » بناءٌ على تسليم كونه روايةً من روايات الحديث الأوّل، فظهر سقوط الاحتجاج بكلام النووي مطلقاً.

بطلان قدحه من كلام العلماء

ولقد تعرّض جماعة من العلماء لقدح النووي وأعرضوا عنه أو أبطلوه، ومنهم:

١ - السيوطي في تاريخ الخلفاء: ١٧٠.

٢ - ابن حجر المكي في المنح المكيّة في شرح الهمزيّة والصّواعق.

٣ - الشيخ عبد الحق الدهلوي في أسماء رجال المشكاة.

٤ - محمد بن علي الصبان في إسعاف الرّاغبين: ١٥٦.

٥ - القاضي ثناء الله في السّيف المسلول وهو بيهقي عصره عند ( الدهلوي ).

٦ - المولوي حسن على المحدّث في تفريح الأحباب وهو تلميذ ( الدهلوي ).

____________________

(١). زين الفتى بتفسير سورة هل اتى. مخطوط.

١٤١

ثبوت حديث مدينة العلم من شعر للنووي

ومن آيات علوّ الحق أن النووي أثبت حديث « أنا مدينة العلم » في أبياتٍ له من الشعر ذكرها شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل وقد تقدّمت سابقاً.

(٢)

رأي شمس الدين الذّهبي

وأمّا شمس الدين الذّهبي فإنّه وإنْ قدح في حديث مدينة العلم غير أنّه لا يلتفت إلى قدحه ولا يعبأ به، لوجوه:

١ - إنحراف الذّهبي وتعصّبه

لقد اشتهر الذهبي بالانحراف عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وتعصّبه عليهم ونصبه العداء لهم، وقد فصّلنا الكلام حول ذلك على ضوء كلمات واعترافات كبار علماء أهل السنة في مجلد حديث الطير، وعلى هذا الأساس فلا أثر ولا قيمة لطعنه في حديث مدينة العلم

٢ - تحقيق العلائي

وقد تعرّض الحافظ العلائي لقدح الذهبي وردَّ عليه الرّد الصريح وحقّق هذا الحديث الصّحيح، وهذا نصّ كلامه على ما نقله السيوطي حيث قال: « وقال

١٤٢

الحافظ صلاح الدين العلائي في أجوبته: هذا الحديث ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من طرقٍ عدّة، وحكم ببطلان الكل، وكذلك قال بعده جماعة منهم الذهبي في الميزان وغيره.

والمشهور به رواية أبي الصّلت عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعاً، وعبد السلام هذا تكلّموا فيه كثيراً، قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدار قطني وابن عدى: متّهم زاد الدار قطني: رافضي، وقال أبو حاتم: لم يكن عندي بصدوق، وضرب أبوزرعة على حديثه.

ومع ذلك فقد قال الحاكم: حدّثنا الأصم، حدثنا عباس - يعني الدوري - قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي - وهو ثقة - عن أبي معاوية، وكذلك روى صالح جزرة أيضاً عن ابن معين. ثمّ ساقه الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن الضريس - وهو ثقة حافظ - عن محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية. و قال أبو الصّلت أحمد بن محمد بن محرز: سألت يحيى إبن معين عن أبي الصلت فقال: ليس ممّن يكذب، فقال: له في حديث أبي معاوية، أنا مدينة العلم، فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً ثمّ كفّ عنه، وقال: كان أبو الصلت رجلاً موسراً يطلب هذه الأحاديث ويلزم المشايخ.

قلت: فقد برئ أبو الصّلت عبد السلام من عهدته، وأبو معاوية ثقة مأمون من كبار الشيوخ وحفّاظهم المتّفق عليهم، وقد تفرّد به عن الأعمش فكان ماذا؟ وأيّ استحالةٍ في أن يقول النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل هذا في حقّ علي؟

ولم يأت كلّ من تكلّم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجوابٍ عن هذه الروايات الصحيحة عن يحيى بن معين، ومع ذلك فله شاهد »(١) .

____________________

(١). قوت المغتذي - كتاب المناقب، مناقب علي.

١٤٣

٣ - ردّ ابن حجر العسقلاني على الذهبي

وقد بلغت دعوى الذهبي هذه من البطلان حدّاً حتى ردّ عليها الحافظ ابن حجر العسقلاني، وتعقِّبه بكلامه الحق الحقيق بالقبول، ولنورد أوّلاً نصّ كلام الذهبي في الميزان:

قال « جعفر بن محمد الفقيه، فيه جهالة، قال مطين: حدثنا جعفر، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس [ قال ]: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها [ و ] هذا موضوع »(١) .

فقال ابن حجر: « هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم، أقلّ أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أنْ يطلق القول عليه بالوضع »(٢) .

٤ - ردّ ابن حجر المكي عليه

وردّ إبن حجر المكّي - على ما هو عليه من التعصّب والتعنّت - على القول بوضع الحديث بعد أنْ نسبه إلى جماعةٍ - منهم الذهبي في ميزانه - وهذا نصّ كلامه: « وهؤلاء وإنْ كانوا أئمّةً أجلّاء، لكنّهم تساهلوا تساهلاً كثيراً كما علم مما قرّرته، وكيف ساغ الحكم بالوضع مع ما تقرّر أنَّ رجاله كلّهم رجال الصحيح إلّا واحد فمختلف فيه؟! ويجب تأويل كلام القائلين بالوضع بأن ذلك لبعض طرقه لا لكلّها، وما أحسن قول بعض الحفاظ في أبي معاوية أحد رواته المتكلَّم فيهم بما لا يسمع: هو ثقة مأمون من كبار المشايخ وحفّاظهم، وقد تفرَّد به عن الأعمش، فكان ما ذا؟ وأيّ استحالة في أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول مثل هذا في حق علي؟ »

____________________

(١). ميزان الاعتدال: ١ / ٤١٥.

(٢). لسان الميزان: ٢ / ١٢٢.

١٤٤

هذا كلامه في المنح المكية في شرح الهمزيّة وقال في فتاواه: « وأمّا حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فهو حديث حسن بل قال الحاكم صحيح، وقول البخاري ليس له وجه صحيح، والترمذي منكر، وابن معين كذب - معترض وانْ ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه الذهبي وغيره على ذلك ».

٥ - إعراض جماعة آخرين وردّهم عليه

ولقد أعرض جماعة آخرون عن قدح الذهبيّ وردّوا عليه، مثبتين للحديث ومستشهدين بأجوبة العلائي وابن حجر وغيرهما على ذلك ومنهم:

١ - السّيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) و ( جمع الجوامع ) و ( قوت المغتذي ).

٢ - السخاوي في ( المقاصد الحسنة ).

٣ - المتقي في ( كنز العمال ).

٤ - عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات في شرح المشكاة ).

٥ - القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).

٦ - المناوي في ( فيض القدير ).

٧ - محمد صدر العالم في ( معارج العلى ).

٨ - محمد الأمير الصنعاني في ( الروضة النديّة في شرح التحفة العلوية ).

٩ - الدمنتي الشاذلي في ( نفح قوت المغتذى ).

وقد تقدمت نصوص عباراتهم سابقاً.

٦ - من آيات علوّ الحق

ومن آثار علوّ الحق وآياته رواية الذهبي هذا الحديث بسنده، عن سويد بن

١٤٥

سعيد، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضمن ما وقع له من عالي حديثه، فقد قال بترجمة سويد من ميزانه ما نصّه: « قلت: عاش سويد مائة سنة، ومات في سنة أربعين ومائتين، وقع لنا من عالي حديثه:

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا المبارك بن أبي الجود أنا أحمد بن أبي غالب، أنا عبد العزيز بن علي، أنا أبو طاهر الذهبي، ثنا عبد الله بن محمّد، ثنا سويد بن سعيد، ثنا زياد بن الربيع، عن صالح الدهان، عن جابر بن زيد قال: نظرت في أعمال المرء، فإذا الصّلاة تجهد بالبدن ولا تجهد بالمال، وكذلك الصيام، والحج يجهد المال والبدن، فرأيت أنّ الحجج أفضل من ذلك كلّه.

أخبرنا محمد بن عبد السّلام، عن زينب بنت أبي القاسم، أنا عبد المنعم ابن القشيري، أنا أبو سعيد الأديب، ثنا محمد بن بشير، ثنا أبو لبيد السرخسي، ثنا سويد، ثنا علي بن مسهر، عن داود، عن عكرمة عن ابن عباس قال: صاحب الذبح إسحاق، وقوله:( وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ ) أي بنبوّته.

وبه نا علي، عن أشعب، عن ابن سيرين، عن الجارود العبدي قال: أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبايعه فقلت: إني على دين. وإنّي إن تركت ديني ودخلت في دينك لا يعذّبني الله في الآخرة؟ قال: نعم.

وبه ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد بن أبي الجحد قال: سئل جابر عن قتال علي، فقال: ما يشكّ في قتاله إلّا كافر.

وبه ثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت باب المدينة »(١) .

هذا كلام الذهبي في الميزان، وبعد هذا البيان، وغبّ ذلك التبيان، لا يخلد إلى قدح هذا الحديث إلّا من غلب على قلبه العناد وران، واستهام به الغرور

____________________

(١). ميزان الاعتدال: ٢ / ٢٥٠ - ٢٥١ بتقديم وتأخير في العبارة.

١٤٦

واستهواه الشيطان، والله العاصم عمّا يروث سخط الرحمن ويقود إلى لظى النيران

(٣)

رأي شمس الدين الجزري

وأمّا نسبة القدح في حديث مدينة العلم إلى شمس الدين الجزري فكذب فاضح وفرية واضحة. فلقد روى الجزري حديث أنا مدينة العلم في كتابه ( أسنى المطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) وبالغ في إثباته وتحقيقه، وهذه عبارته فيه بلفظها:

« أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال - قراءةً عليه - عن علي بن أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا احمد بن محمد بن محمد - في كتابه من أصبهان - أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا عبد الحميد بن بحر، أخبرنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن عليرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى، حدّثنا محمد بن عمر الرومي، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي عن علي وقال: حديث غريب، ورواه بعضهم عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي، قال: ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. إنتهى.

قلت: ورواه بعضهم عن شريك عن سلمة ولم يذكر فيه عن سويد، ورواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه، و رواه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن

١٤٧

عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. و رواه أيضاً من حديث جابر بن عبد الله ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

هذا، وقد قال الجزري في صدر كتابه المذكور: « وبعد، فهذه أحاديث مسندة ممّا تواتر وصحَّ وحسن من أسنى مناقب الأسد [ اسد الله ] الغالب، مفرّق الكتائب ومظهر العجائب، ليث بني غالب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب - كرّم الله تعالى وجهه ورضي عنه وأرضاه - أردفتها بمسلسلات من حديثه وبمتّصلات من روايته وتحديثه، وبأعلى إسناد صحيح إليه، من القرآن والصحبة والخرقة التي اعتمد فيها أهل الولاية عليه، نسأل الله تعالى أنْ يثيبنا على ذلك ويقرّبنا لديه ».

وقال بعد إيراد أحاديث المناقب التي أشار إليها « قلت: فهذا نزر من بحر، وقل من كثر، بالنسبة إلى مناقبه الجليلة ومحاسنه الجميلة، ولو ذهبنا لاستقصاء ذلك بحقّه لطال الكلام بالنسبة إلى هذا المقام، ولكنْ نرجو من الله تعالى أن ييسِّر إفراد ذلك بكتابٍ نستوعب فيه ما بلغنا من ذلك، والله الموفق للصَّواب ».

فظهر أنّ الجزري قد روى حديث مدينة العلم في هذا الكتاب، الذي ألَّفه لما تواتر وصحَّ وحسن من أسنى مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام الجليلة ومحاسنه الجميلة، وهو يرجو الله تعالى أن يثيبه على ذلك ويقرِّبه لديه

فوا عجباه!! كيف يستجيز ( الدهلوي ) نسبة القدح إليه مع كلّ هذا؟ ويرتكب هذا الإِفك المبين؟ ولكنْ ليس هذا منه ببديع وطريف، فقد عرف قدماً بالتهالك على الإِفتراء والتحريف، والله المجازي كلّ من يعتدي لزيغه على الحق ويحيف.

____________________

(١). أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٦٩.

١٤٨

هذا، والجدير بالذكر: إن القاضي باني بتي نسب القدح كذلك إلى الجزري، غير أنَّه أبطله بكلام ابن حجر، وأضاف أنّه بالنظر إلى كثرة شواهد هذا الحديث يمكن الحكم بصحّته

١٤٩

قوله:

« فالتّمسك بهذه الأحاديث الموضوعة - التي أخرجها أهل السنة عن دائرة ما يجوز التّمسك والاحتجاج به - في مقام إلزامهم بها، دليل واضح على مزيد فهم علماء الشيعة!! ».

أقول:

لقد علم - ممّا تقدّم في الكتاب من كلمات كبار الأئمة والحفاظ، ومشاهير العلماء والمحققين - أن حديث مدينة العلم من الأحاديث الصحيحة والأخبار المعتبرة المحتج بها وأن ذلك كلّه يشهد بصحّة استدلال أهل الحق به لإثبات خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل، وكذا إلزامهم من خالف ذلك بهذا الحديث الشريف

فقد عني بروايته وإخراجه وإثباته جمّ غفير من الحفّاظ المسندين، ونصَّ على صحّته طائفة منهم، وعلى حسنه آخرون، وصرّح بعضهم ببلوغه درجة

١٥٠

الحسن المحتج به

استدلال علماء أهل السنة بحديث مدينة العلم

بل احتج بحديث مدينة العلم جماعة من مشاهير علمائهم، واستدلّوا به في مختلف بحوثهم، وهذا من أقوى الشواهد على أنّه من الأحاديث المحتج بها

فمنهم: العاصمي، حيث قال في ذكر الشّبه بين أمير المؤمنين وداودعليهما‌السلام « فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من فصل الخطاب، كما ذكرناه في معنى قولهعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي فصل قضائه »(١) .

ومنهم: الخوارزمي، حيث استدل بحديث مدينة العلم على غزارة علم أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) .

ومنهم: أبو الحجاج البلوي، استدل به على علوّ مكانهعليه‌السلام في العلم(٣) .

ومنهم: ابن عربي إذ قال في كتاب ( الدرر المكنون والجوهر المصون ) - على ما نقل عنه القندوزي البلخي -: « والامام عليرضي‌الله‌عنه ورث علم الحروف من سيّدنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإليه الاشارة بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فعليه بالباب »(٤) .

ومنهم: إبن طلحة الشافعي حيث استشهد به في الفصل الرابع، في كلامٍ له حول وصف أمير المؤمنينعليه‌السلام بـ « الأنزع البطين »، وقد تقدم نصّه(٥) .

____________________

(١). زين الفتى - مخطوط.

(٢). مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي: ٤٠.

(٣). الالف باء ١ / ١٣٢.

(٤). ينابيع المودة: ٤١٤.

(٥). مطالب السئول: ٣٢.

١٥١

ومنهم: الكنجي الحافظ، استدل به على أولويّة الامامعليه‌السلام في قتال أهل البغي(١) .

ومنهم: محبّ الدين الطبري، استشهد به ذخائر العقبى على أنهعليه‌السلام باب مدينة العلم، واستدل به على اختصاصه بهذه الفضيلة في الرياض النضرة(٢) .

ومنهم: سعيد الدين الفرغاني، ذكره في شرح التائيّة في بيان حصّة أمير المؤمنين من العلم

ومنهم: السيد علي الهمداني، احتج به في مشارب الأذواق وقد تقدم كلامه.

ومنهم: إمام الدين الهجروي، استدل بهذا الحديث على كون « باب مدينة العلم » من أسمائهعليه‌السلام في كتابه أسماء النبيّ وخلفائه الأربعة.

ومنهم: الخوافي، أورده تأييداً لما ذكره من اختصاصهعليه‌السلام بمزيد العلم والحكمة.

ومنهم: الدَولت آبادي، احتجّ به في كتابه هداية السّعداء.

ومنهم: شهاب الدين احمد، استدل به في الفصل الخامس عشر من كتابه توضيح الدلائل على أنّهعليه‌السلام « باب مدينة العلم ».

ومنهم: ابن الصباغ المالكي، تمسّك به في بيان تفجّر بحار العلوم من صدرهعليه‌السلام (٣) .

ومنهم: البسطامي في درة المعارف حيث استدل به على أنَّهعليه‌السلام ورث علم الحروف من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

____________________

(١). كفاية الطالب: ١٦٨.

(٢). ذخائر العقبى: ٧٧، الرياض النضرة: ٢ / ٢٥٥.

(٣). الفصول المهمة: ١٩.

١٥٢

ومنهم: شمس الدين اللاهيجي، إستدل به في مفاتيح الإِعجاز على أنّهعليه‌السلام أقرب النّاس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ومنهم: الكاشفي، إستدلّ به في روضة الشهداء في مدح علم الامامعليه‌السلام .

ومنهم: إبن روزبهان، إستدل به على وفور علمه في كتابه الباطل.

ومنهم: الميبدي، إستدل به في شرح الديوان على وجوب توجّه أهل العرفان إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ومنهم: الشّامي صاحب السّيرة استدل به على كون « مدينة العلم » من أسماء الرّسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سيرته.

ومنهم: ابن حجر المكي، استدل به في المنح المكية على أنّ الامامعليه‌السلام وارث معظم علم القرآن من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي تطهير الجنان على أعلميّته

ومنهم: جمال الدين المحدّث، استدل به في روضة الأحباب في مدح علم الامامعليه‌السلام .

ومنهم: السيد محمد البخاري في تذكرة الأبرار على وفور علمه.

ومنهم: العزيزي في السراج المنير، استدل به على أنه ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من علم فضله(١) .

ومنهم: الشبراملسي في تيسير المطالب على أن من أسماء النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مدينة العلم ».

ومنهم: الكردي في النبراس على أن « باب مدينة العلم » من أسماء الامامعليه‌السلام

ومنهم: إسماعيل الكردي في جلاء النظر، استدل به على براءة ساحته عليه

____________________

(١). السراج المنير في شرح الجامع الصغير: ٢ / ٦٣.

١٥٣

السلام عن الخطأ

ومنهم: الزرقاني، استدل به في شرح المواهب اللدنيّة على كون « مدينة العلم » من أسماء النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .(١) .

ومنهم: سليمان جمل، إستدل به في الفتوحات الأحمدية على إمداد النبي علياً بالعلوم.

ومنهم: الأورنقابادي، إستدل به في نور الكريمتين على أن النبي أشار إلى كلّية بيت النبوّة

ومنهم: العجيلي، احتج به في ذخيرة المآل على أنهعليه‌السلام باب مدينة العلم.

إحتجاج شاه ولي الله

ومن العجيب إنكار ( الدهلوي ) صلوح حديث مدينة العلم للاحتجاج به، مع احتجاج والده في مواضع من ( قرة العينين ) وكذا في ( إزالة الخفاء ) به

إحتجاج ( الدهلوي ) نفسه

والأعجب من ذلك أنّه يقول هذا مع استدلاله هو بحديث مدينة العلم في فتوىً له، وقد تقدّم ذكر السؤال وجوابه عنه في محلّه من الكتاب، وهل هذا إلّا تناقض؟!

ومن هنا يتضّح لك أنّ « الحقّ يعلو ولا يعلى عليه » والحمد لله على ذلك حمداً جزيلاً.

____________________

(١). شرح المواهب اللدنية: ٣ / ١٤٣.

١٥٤

قوله:

« إنّ هذا العمل منهم ليشبه حال من تعامل مع خادم - لشخصٍ عزله عن الخدمة لتقصيراته وخيانته، وأخرجه من داره، ونادى المنادي بذلك بأمره، معلناً أنْ لا علاقة لفلان الخادم بفلان ولا ذمّة له عنده - ثم جاء هذا المتعامل مع هذا الخادم عالماً بكلّ ما ذكر، إلى سيّده، ليطالبه بدينه على الخادم!! إنّ هذا الشخص في أعلى مراتب الحمق في نظر العقلاء ».

أقول:

لا يخفى على المنصف النبيل أن ( الدهلوي ) قد ضلّ سواء السبيل في هذا التمثيل العليل، كبر مقتاً عند الله أنْ يرمى الحديث الصحيح بالسّخرية والاستهزاء، ويعزو الحق الواضح إلى الكذب والافتراء، ولا يخاف بطش الله وسطوته، ولا يخشى أخذه بالقدرة ونقمته. ولكنّ حب الباطل يعمي البصائر ويغشى السرائر، ويصمّ الآذان ويفسد الإِيمان، ويبعث على الاقتحام في المهالك والتوغّل في الحوالك.

وقد حاق - والحمد لله - بنفسه وبال هذا التمثيل الأعوج، ونزل به بوالده نكال هذا الهذر الأسمج، فإنّهما بنفسهما قد اعتمدا على هذا الحديث الشريف واستندا بهذا الخبر المنيف، فكيف ينسب نفسه ووالده إلى الاعتماد على الخادم الخائن، والركون إلى السارق المائن، هل هذا إلّا هذر قبيح وهراء فضيح؟!

١٥٥

١٥٦

دلالة حديث

أنا مدينة العلم وعلي بابها

١٥٧

١٥٨

قوله:

« ومع هذا، فإنّ هذا الحديث غير مفيد لما يدّعونه! فأيّ ملازمةٍ بين كون الشخص باب مدينة العلم وكونه صاحب الرئاسة العامة بلا فصلٍ بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ ».

أقول:

إنَّ انكار دلالة حديث مدينة العلم على مذهب أهل الحق عدوان محض وغمط للحق، ولا يرتضيه ذوو الإِنصاف والبصيرة والمتجنّبون للعناد والعصبيّة، ونحن نوضّح دلالته في وجوهٍ:

١ - دلالة حديث مدينة العلم على الأعلميّة

إنّ حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها يدلّ على أعلميّة أمير المؤمنين عليه

١٥٩

السلام، والأعلمية تسْتلزم الأفضليّة، ولا ريب في استحقاق الأفضل الامامة وتعيّنه لها دون غيره.

أمّا دلالته على أعلميّته فلأنّه باب مدينة العلم، إذ لو كان غيره أعلم منه لزم النقص في الباب، والنقص فيه يفضي إلى النقص في المدينة، وذلك ما لا يجترئ مسلم على تقوّله ولا مؤمن على تخيّله

وأيضاً: صريح الحديث إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مدينة العلم، وإنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام باب تلك المدينة، والعقل السليم يحكم بأنّه لا يكون باباً لمدينة العلم إلّا من أحاط بجميع علومها وهذا المعنى يستلزم أعلميّة أمير المؤمنينعليه‌السلام من كافّة الخلائق - فضلاً عن سائر الأصحاب - لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أفضل وأكمل من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين بالاجماع

ونحن نورد في المقام كلمات بعض العلماء الأعلام في تقرير أعلميّة مدينة العلم عليه وآله السلام، لئلّا يرتاب أحد في حصول كمالاته وعلومه لباب المدينةعليه‌السلام :

قال أبو حامد الغزالي في ( الرسالة اللدنيّة ):

« والطريق الثاني: التعليم الرّباني، وذلك على وجهتين: الأوّل: إلقاء الوحي وهو أنّ النفس إذا كملت بذاتها يزول عنها دنس الطبيعة ودرن الحرص والأمل، وينفصل نظرها عن شهوات الدنيا وينقطع نسبها عن الاماني الفانية، وتقبل بوجهها على بارئها ومنشئها، وتتمسّك بجود مبدعها وتعتمد على إفادته وفيض نوره، والله تعالى - بحسن عنايته - يقبل على تلك النفس إقبالا كلّيا وينظر إليها نظراً إليهاً، ويتّخذ منها ألواحاً ومن النفس الكلّي قلماً، وينقش فيها جميع علومه، ويصير العقل الكلّي كالمعلِّم والنفس القدسي كالمتعلِّم، فيحصل جميع العلوم لتلك النفس وينقش فيها جميع الصّور من غير تعلّم وتفكّر، ومصداق هذا قول الله تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) الآية.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776