الكافي الجزء ١٣

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 776

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 776 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 234595 / تحميل: 6481
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

١٢٥٣٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِذَا كَسَا اللهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنَ ثَوْباً جَدِيداً ، فَلْيَتَوَضَّأْ ، وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا أُمَّ الْكِتَابِ ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ ) و( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدَرِ ) (١) ثُمَّ لْيَحْمَدِ اللهَ(٢) الَّذِي سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَزَيَّنَهُ فِي النَّاسِ ، وَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ(٣) ؛ فَإِنَّهُ لَايَعْصِي اللهَ فِيهِ ، وَلَهُ بِكُلِّ سِلْكٍ فِيهِ مَلَكٌ يُقَدِّسُ لَهُ ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ ، وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ ».(٤)

١٢٥٣٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيِّ(٥) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

أَرَدْتُ الدُّخُولَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَبِسْتُ ثِيَابِي ، وَنَشَرْتُ طَيْلَسَاناً جَدِيداً كُنْتُ مُعْجَباً بِهِ ، فَزَحَمَنِي جَمَلٌ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَتَمَزَّقَ(٦) مِنْ(٧) كُلِّ وَجْهٍ ، فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ ، فَدَخَلْتُ عَلى(٨) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَنَظَرَ إِلَى الطَّيْلَسَانِ ، فَقَالَ لِي(٩) : « مَا لِي أَرَاكَ مُنْهَتِكاً(١٠) » فَأَخْبَرْتُهُ بِالْقِصَّةِ.

فَقَالَ : « يَا عُمَرُ ، إِذَا لَبِسْتَ ثَوْباً جَدِيداً ، فَقُلْ : "لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ" ،

____________________

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والخصال. وفي المطبوعوالوافي : -( فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) .

(٢). في « م » : « لله ».

(٣). في « ن » والخصال : + « العليّ العظيم ».

(٤).الخصال ، ص ٦٢٤ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٠ ، ح ٢٠٣٨٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٧ ، ح ٥٨٦٤.

(٥). في « بح ، جت » : « النيشابوري ».

(٦). في « بح » : « فتمرق ». ومزقت الثوب أمزقه مزقاً : خرقته.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٤ ( مزق ).

(٧). في حاشية « جت » : « في ».

(٨). في « بح » : « إلى ».

(٩). في « م ، ن ، بن ، جد » : - « لي ».

(١٠). في « م ، جت ، جد » : « مهتمّاً ».

٦١

تَبْرَأْ مِنَ(١) الْآفَةِ ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ شَيْئاً ، فَلَا تُكْثِرْ(٢) مِنْ(٣) ذِكْرِهِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِمَّا يَهُدُّكَ(٤) ، وَإِذَا كَانَتْ لَكَ إِلى رَجُلٍ حَاجَةٌ ، فَلَا تَشْتِمْهُ مِنْ خَلْفِهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ يُوقِعُ ذلِكَ فِي قَلْبِهِ ».(٥)

١٤ - بَابُ لُبْسِ الْخُلْقَانِ (٦)

١٢٥٣٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : أَدْنَى الْإِسْرَافِ هِرَاقَةُ(٧) فَضْلِ الْإِنَاءِ ، وَابْتِذَالُ ثَوْبِ(٨) الصَّوْنِ(٩) ، وَإِلْقَاءُ النَّوى ».(١٠)

١٢٥٣٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا أَدْنى مَا يَجِي‌ءُ مِنَ الْإِسْرَافِ؟

قَالَ : « ابْتِذَالُكَ ثَوْبَ صَوْنِكَ ، وَإِهْرَاقُكَ فَضْلَ إِنَائِكَ ، وَأَكْلُكَ التَّمْرَ(١١) ، وَرَمْيُكَ بِالنَّوى(١٢)

____________________

(١). في الوافي : « تدرأ » بدل « تبرأ من ».

(٢). في «بح»:«فلا يكثر».وفي«جت»بالتاء والياء معاً.

(٣). في « م ، ن ، بن »والوسائل : - « من ».

(٤). في « بح ، بف ، جت » : « يهدّه ». وفيالوافي : « يهدكه ». والهدّ : الهدم الشديد والكسر.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٧٢ ( هدد ).

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٠ ، ح ٢٠٣٨٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٠ ، ح ٥٨٧٢.

(٦). الخَلَق - محرّكة - : البالي ، للمذكّر والمؤنّث ، والجمع : خُلقان.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٧٠ ( خلق).

(٧). في « م ، جد » وحاشية « جت » : « إراقة ». وهراقة فضل الإناء : أي إراقته وسكبه. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٠ ( هرق ). (٨). في « بف » : « الثوب ».

(٩). في « بف »والوافي : « المصون ».

(١٠).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٧ ، ح ٣٦٢٦ ، معلّقاً عن إسحاق بن عمّار.الخصال ، ص ٩٣ ، باب الثلاثة ، ح ٣٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٥ ، ح ١٦٩١٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥١ ، ح ٥٨٧٤.

(١١). في « جد » وحاشية « بن » : « التمرة ».

(١٢). فيالكافي ، ح ٦٢٢٩ : « النوى ».

٦٢

هَاهُنَا وَهَاهُنَا ».(١)

١٢٥٣٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ كَثِيرٍ الْمَدَائِنِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٢) : دَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَرَأى عَلَيْهِ قَمِيصاً فِيهِ قَبٌّ(٣) قَدْ رَقَعَهُ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا لَكَ تَنْظُرُ؟ » فَقَالَ(٤) : قَبٌّ مُلْقًى(٥) فِي قَمِيصِكَ ، قَالَ(٦) : فَقَالَ لِيَ(٧) : « اضْرِبْ يَدَكَ(٨) إِلى هذَا الْكِتَابِ ، فَاقْرَأْ مَا فِيهِ » وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ كِتَابٌ ، أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ ، فَنَظَرَ الرَّجُلُ فِيهِ(٩) ، فَإِذَا فِيهِ : لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاحَيَاءَ لَهُ ، وَلَا مَالَ لِمَنْ لَاتَقْدِيرَ لَهُ ، وَلَا جَدِيدَ لِمَنْ لَاخَلَقَ لَهُ.(١٠)

١٥ - بَابُ الْعَمَائِمِ‌

١٢٥٣٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ تَعَمَّمَ وَلَمْ يَتَحَنَّكْ(١١) ، فَأَصَابَهُ دَاءٌ لَادَوَاءَ لَهُ ، فَلَا‌

____________________

(١).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب كراهية السرف والتقتير ، ح ٦٢٢٩. وراجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب اللباس ، ح ١٢٤٤٥الوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٥ ، ح ١٦٩١٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥١ ، ح ٥٨٧٥.

(٢). فيالكافي ، ح ٩٤١١ : « أنّه ».

(٣). « القبّ » : ما يدخل في جيب القميص من الرقاع.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٠ ( قبب ).

(٤). في « بن » : « قال ». وفيالكافي ، ح ٩٤١١ : + « له جعلت فداك ».

(٥). في « م ، بن ، جد » والبحار والكافي ، ح ٩٤١١ : « يلقى ». وفي الوسائل : « يلفى ».

(٦). فيالكافي ، ح ٩٤١١ : - « قال ».

(٧). في « م ، ن ، جد » والبحار : - « لي ». وفيالكافي ، ح ٩٤١١ : « له ».

(٨). في « بف »والوسائل : « يديك ».

(٩). في « بف » : - « فيه ».

(١٠).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح ٩٤١١. وفيه ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الحياء ، ح ١٧٨٥ ، وتمام الرواية فيه : « لا إيمان لمن لاحياء له »الوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٩٠٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٣ ، ح ٥٨٨٢.

(١١). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » : « ولم يحنّك ». وفي الوافي : « ولم يحتنك ».

٦٣

يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ(١) ».(٢)

١٢٥٣٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( مُسَوِّمِينَ ) (٣) قَالَ : « الْعَمَائِمُ اعْتَمَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَسَدَلَهَا(٤) مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَاعْتَمَّ جَبْرَئِيلُ ، فَسَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ».(٥)

١٢٥٣٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَابِرٍ(٦) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْعَمَائِمُ الْبِيضُ الْمُرْسَلَةُ يَوْمَ بَدْرٍ ».(٧)

١٢٥٤٠ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ(٨) بْنِ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ اللهَبِيِّ :

____________________

(١). فيالوافي : « سنّة التلحّي [ أي إدارة العمامة تحت الحنك ] متروكة اليوم في أكثر بلاد الإسلام كقصر الثياب في زمن الأئمّةعليهم‌السلام ، فصارت من لباس الشهرة المنهيّ عنها ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٨٤٦ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ، ح ٨١٨ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٦ ، ح ٢٠٣٩٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٥٢٤ ؛البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٩٤.

(٣). آل عمران (٣) : ١٢٥.

(٤). سدلها ، أي أرخاها وأرسلها. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٢٨ ( سدل ).

(٥).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ١٣٧ ، عن إسماعيل بن همّام ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله : مسوّمين قال : العمائم اعتمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسدلها من بين يديه ومن خلفه »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٠٣٨٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٥ ، ح ٥٨٨٧ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ٢٩٧ ، ح ٤١ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٩٥.

(٦). في البحار ، ج ١٩ : - « عن جابر » ، وهو سهو.

(٧).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ١٣٦ ، عن جابرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٠٣٨٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٥ ، ح ٥٨٨٨ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ٢٩٧ ، ح ٤٢ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٩٨.

(٨). هكذا في « م ، ن ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار ، ج ٤٢. وفي « بح ، جت » والمطبوع : « الحسين ». والرجل مجهول لم نعرفه.

٦٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « عَمَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام بِيَدِهِ ، فَسَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَقَصَّرَهَا مِنْ خَلْفِهِ قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ ، ثُمَّ قَالَ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ(١) : هكَذَا تِيجَانُ الْمَلَائِكَةِ ».(٢)

١٢٥٤١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْعَمَائِمُ تِيجَانُ الْعَرَبِ ».(٣)

١٢٥٤٢/٦. وَرُوِيَ : « أَنَّ الطَّابِقِيَّةَ(٤) عِمَّةُ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللهُ ».(٥)

١٢٥٤٣ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ :

رَفَعَهُ(٦) إِلى(٧) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ مُعْتَمّاً تَحْتَ حَنَكِهِ يُرِيدُ سَفَراً ، لَمْ يُصِبْهُ فِي سَفَرِهِ سَرَقٌ ، وَلَا حَرَقٌ ، وَلَا مَكْرُوهٌ ».(٨)

١٢٥٤٤ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَمْزَةَ(٩) :

____________________

(١). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والبحار ، ج ٤٢ : « فقال » بدل « ثمّ قال ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٠٣٩٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٥ ، ح ٥٨٨٩ ؛البحار ، ج ٤٢ ، ص ٦٩ ، ح ٢١ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٩٨.

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٦ ، ح ٥٨٩٠.

(٤). « الطابقيّة » أي العِمَّة الطابقيّة ، وهي التي لم تُدر تحت الحنك. اُنظر :مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٠٥ ( طبق ).

(٥).المحاسن ، ص ٣٧٨ ، كتاب السفر ، ذيل ح ١٥٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠٢ و ٤٠٣ ، ح ٥٥٢٧ و ٥٥٣٥.

(٦). في « بح ، بف ، جت » : « يرفعه ».

(٧). في حاشية « جت » : « عن ».

(٨).المحاسن ، ص ٣٧٣ ، كتاب السفر ، ح ١٣٧ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٢٢ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٥١٩ ، مرسلاً عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير ؛الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ، ح ٨١٩ ، مرسلاً ، مع اختلافالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠٢ ، ح ٥٥٢٦.

(٩). فيالمحاسن : « عيسى بن أبي حمزة ». والظاهر أنّ الصواب هو « عيسى بن حمزة » وهو عيسى بن حمزة =

٦٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنِ اعْتَمَّ ، فَلَمْ يُدِرِ الْعِمَامَةَ تَحْتَ حَنَكِهِ(١) ، فَأَصَابَهُ أَلَمٌ لَا دَوَاءَ لَهُ ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ».(٢)

١٦ - بَابُ الْقَلَانِسِ‌

١٢٥٤٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَلْبَسُ مِنَ(٣) الْقَلَانِسِ الْيَمَنِيَّةَ(٤) وَالْبَيْضَاءَ وَ(٥) الْمُضَرَّبَةَ(٦) وَذَاتَ(٧) الْأُذُنَيْنِ فِي الْحَرْبِ ، وَكَانَتْ عِمَامَتُهُ السَّحَابَ ، وَكَانَ(٨) لَهُ بُرْنُسٌ(٩) يَتَبَرْنَسُ بِهِ ».(١٠)

____________________

= المدائني الثقفي الذي ترجم له النجاشي ونسب إليه كتاباً يرويه عنه جماعة ، منهم عمرو بن سعيد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٩٤ ، الرقم ٧٩٨.

(١). في « بح ، بف » وحاشية « جت » : « حلقه ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٨٤٧ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٣٧٨ ، كتاب السفر ، ح ١٥٧ ، بسنده عن عمرو بن سعيد ، عن عيسى بن أبي حمزة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٥٢٥.

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل والبحار والمصادر. وفي المطبوع : - « من ».

(٤). في « م ، ن ، بح ، جت ، جد » : « اليمنة ».

(٥). فيالجعفريّات : - « اليمنيّة والبيضاء و ».

(٦). فيالوافي : « والمصريّة ». وفيالأمالي للصدوق : « والمضرية ». وضرّب النجّاد المضرّبة ، إذا خاطها.الصحاح ، ج ١ ، ص ١٦٨ ( ضرب ). (٧). فيالفقيه والأمالي للصدوق : « ذات » بدون الواو.

(٨). في البحار : « وكانت ».

(٩). « البرنس » : قلنسوة طويلة كان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام ، وعن الأزهري : كلّ ثوب رأسه منه ملتزق به درّاعة كانت أو جبّة ممطراً. المغرب ، ص ٤١ ( برنس ).

(١٠).الجعفريّات ، ص ١٨٤ ، صدر الحديث ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ١٧٧ ، ضمن ح ٥٤٠٣ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٧١ ، المجلس ١٧ ، ضمن ح ٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها إلى قوله : « وكانت عمامته السحاب » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٠٤٠٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٨٥ ، ح ٥٩٠١ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، ح ٤٥.

٦٦

١٢٥٤٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ مُضَرَّبَةً(٢) ، وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الْحَرْبِ قَلَنْسُوَةً لَهَا أُذُنَانِ ».(٣)

١٢٥٤٧ / ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اعْمَلْ لِي قَلَانِسَ بَيْضَاءَ ، وَلَا تُكَسِّرْهَا ؛ فَإِنَّ السَّيِّدَ مِثْلِي لَا يَلْبَسُ الْمُكَسَّرَ ».(٤)

١٢٥٤٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اتَّخِذْ لِي قَلَنْسُوَةً ، وَلَا تَجْعَلْهَا مُصَبَّغَةً(٥) ؛ فَإِنَّ السَّيِّدَ مِثْلِي لَا يَلْبَسُهَا » يَعْنِي لَاتُكَسِّرْهَا.(٦) (٧)

١٧ - بَابُ الِاحْتِذَاءِ‌

١٢٥٤٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ‌

____________________

(١). في « م ، ن ، بن »والوسائل والبحار : « بعض أصحابنا ».

(٢). فيالوافي : « مصرية ».

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٠٤٠١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٨ ، ح ٥٩٠٠ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، ح ٤٦.

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٨ ، ح ٢٠٤٠٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٩ ، ح ٥٩٠٣ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٥ ، ح ٦٢.

(٥). في حاشية « جت » : « مضيّقة ». وفيالوسائل : « مصبعة ». وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٥ : « لا تجعلها مصبغة ، أي واسعة طويلة ليحتاج إلى كسر طرفه ، فإنّ الإصباغ لغة في الإسباغ ، وفي بعض النسخ مضيّقة ، أي لا تكسرها لتصير بعد الكسر مضيّقة ، ولعلّهم بعد الكسر أيضاً كانوا يخيطون ».

(٦). في « بح » : « لا يكسّرها ».

(٧).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٨ ، ح ٢٠٤٠٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٩ ، ح ٥٩٠٤.

٦٧

عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : اسْتِجَادَةُ(١) الْحِذَاءِ وِقَايَةٌ لِلْبَدَنِ ، وَعَوْنٌ عَلَى الصَّلَاةِ وَالطَّهُورِ ».(٢)

١٢٥٥٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ النَّعْلَيْنِ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام ».(٣)

١٢٥٥١ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٤) :

« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنِ اتَّخَذَ نَعْلاً ، فَلْيَسْتَجِدْهَا ».(٥)

١٢٥٥٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ(٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : لَاتَحْتَذُوا(٧) الْمَلْسَ ؛ فَإِنَّهَا حِذَاءُ‌

____________________

(١). فيالوافي : « استجاده : وجده ، أو طلب الجيّد ، واستجدّه : صيّره جديداً ».

(٢).الخصال ، ص ٦١٠ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٩ ، ح ٢٠٤٠٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٠ ، ح ٥٩١٢.

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٩ ، ح ٢٠٤٠٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٠ ، ح ٥٩١٠ ؛البحار ، ج ١٢ ، ص ١٣ ، ح ٣٨.

(٤). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام . والمراد بهذا الإسناد هو الطريق المذكور إليه في السند السابق.

(٥).الجعفريّات ، ص ١٥٧ ، ضمن الحديث ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .قرب الإسناد ، ص ٦٩ ، صدر ح ٢٢٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٩ ، ح ٢٠٤٠٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٠ ، ح ٥٩١١.

(٦). هذا الخبر جزءٌ من الحديث المفصّل المعروف بحديث الأربعمائة ، وذاك الحديث يرويه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وهذا الجزء رواه الصدوق فيعلل الشرائع ، ص ٥٣٣ ، بسنده عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . فعليه ، احتمال سقوط الواسطة في ما نحن فيه بين الحسن بن راشد وبين أبي عبداللهعليه‌السلام غير منفيّ.

(٧). في « بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والعلل : « لا تتّخذوا ». وفي « م » : « لا تتّخذ ».

٦٨

فِرْعَوْنَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ(١) الْمَلْسَ(٢) ».(٣)

١٢٥٥٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ لَا أَرَاهُ مُعَقَّبَ النَّعْلَيْنِ(٤) ».(٥)

١٢٥٥٤ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مِنْهَالٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَعَلَيَّ نَعْلٌ مَمْسُوحَةٌ ، فَقَالَ : « هذَا حِذَاءُ الْيَهُودِ » فَانْصَرَفَ مِنْهَالٌ ، فَأَخَذَ سِكِّيناً ، فَخَصَّرَهَا بِهَا ».(٦)

١٢٥٥٥ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي الْخَزْرَجِ(٧) الْحَسَنِ بْنِ‌

____________________

(١). في الخصال : « حذا ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٦ : « في بعض النسخ الملس من الملاسة ، أي الذي يساوي وسطه وطرفاه ، ولا يكون مخصّراً ، وفي بعضها الملسن بالنون ». وقال ابن الأثير : « فيه : أنّ نعله كانت ملسّنة ، أي دقيقة على شكل اللسان. وقيل : هي التي جعل لها لسان ، ولسانها الهنة الناتئة في مقدّمها ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٤٩ ( لسن ).

(٣).الخصال ، ص ٦١٤ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ؛وعلل الشرائع ، ص ٥٣٣ ، ح ١ ، بسندهما عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير [ فيالخصال : + « ومحمّد بن مسلم » ] عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٢ ، ح ٥٩١٧.

(٤). فيالمرآة : « معقّب النعلين ، أي لهما نتوء من عقبه ، من الفوق أو من جهة التحت ، فيكون لازماً مخصّراً ، على أنّ المخصّر يحتمل أن يكون المراد به ما خصر من جانبيه لا من تحته ، بل هو أظهر لفظاً ، لكن بعض الأخبار يؤيّد الأوّل ».

وقال الزمخشري : « إنّ نعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت معقّبة مخصّرة ملسّنة » أي مصيراً لها عقب ، مستدقّة الخصر ، وهو وسطها ، مخرّطة الصدر ، مدقّقته من أعلاه على شكل اللسان ».الفائق في غريب الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ ( عقب ).

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٠٤١٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٢ ، ح ٥٩١٦.

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٢ ، ح ٥٩١٨.

(٧). فيالوافي : + « عن » ، وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١١٠.

٦٩

الزِّبْرِقَانِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْحَذَّاءُ ، قَالَ :

أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَنَحْنُ بِمِنًى : « ائْتِنِي وَمَعَكَ كِنْفُكَ(١) ».

قَالَ(٢) : فَأَتَيْتُهُ فِي مِضْرَبِهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ ، وَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ نَعْلاً جَدِيداً ، فَرَمى بِهَا إِلَيَّ ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَوْ وَهَبْتَ لِي هذِهِ النَّعْلَ وَكُنْتُ(٣) أَحْذُو عَلَيْهَا ، فَرَمى(٤) إِلَيَّ بِالْفَرْدِ الْآخَرِ ، وَقَالَ(٥) : « وَاحِدَةٌ أَيَّ(٦) شَيْ‌ءٍ تَنْفَعُكَ؟ ».

قَالَ : وَكَانَتْ مُعَقَّبَةً(٧) مُخَصَّرَةً(٨) مِنْ وَسَطِهَا(٩) ، لَهَا قِبَالَانِ(١٠) ، وَلَهَا رُؤُوسٌ ، فَقَالَ(١١) : « هذَا حَذْوُ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(١٢)

١٢٥٥٦ / ٨. عَنْهُ(١٣) ، قَالَ : حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْحَذَّاءُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ(١٤) ، قَالَ :

____________________

(١). الكِنف - بالكسر - : وعاء أداة الراعي.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣٢ ( كنف ).

(٢). في « بف ، جت » : - « قال ».

(٣). في « بح ، بف ، جت »والوافي : « فكنت ».

(٤). في « بح » : « فرقى ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « فقال ».

(٦). في « بن » : « فأيّ ».

(٧). المعقّبة : التي لها عقب.لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦١٢ ( عقب ).

(٨). « مخصّرة » قطع خَصْراها حتّى صارا مستدقّين ، وخَصْرُ النعل : ما استدقّ من قدّام الاُذنين منها.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ( خصر ). (٩). في « م ، ن ، بن ، جد » : - « من وسطها ».

(١٠). « القبال » : زمام النعل ، وهو السير الذي يكون بين الإصبعين.النهاية ، ج ٤ ، ص ٨ ( قبل ).

(١١). في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » : « وقال ».

(١٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٠٤٠٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٣ ، ح ٥٩٢٠ ، ملخّصاً.

(١٣). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن أبي عبد الله - بعناوينه المختلفة - عن داود بن إسحاق الحذّاء أو داود بن إسحاق أبي سليمان الحذّاء في بعض الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :الكافي ، ح ٦٤٣٣ و ٩٩٤٤ و ١٢٩١٢.

(١٤). في « م ، ن ، جد » وحاشية « بف ، بن »والوسائل : « عن تيم الزيّات ». وفي « بح » : « من تيم الرياب ». وفي

٧٠

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَرى فِي رِجْلِهِ نَعْلاً غَيْرَ مُخَصَّرَةٍ ، أَمَا إِنَّ أَوَّلَ مَنْ غَيَّرَ حَذْوَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فُلَانٌ ».

ثُمَّ قَالَ : « مَا تُسَمُّونَ(١) هذَا الْحَذْوَ؟ » قُلْتُ(٢) : الْمَمْسُوحَ ، قَالَ : « هذَا الْمَمْسُوحُ».(٣)

١٢٥٥٧ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ(٤) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ :

نَظَرَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام وَعَلَيَّ نَعْلَانِ مَمْسُوحَتَانِ ، فَأَخَذَهُمَا وَقَلَبَهُمَا ، ثُمَّ قَالَ لِي(٥) : « أَتُرِيدُ أَنْ تَهَوَّدَ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّمَا وَهَبَهُمَا(٦) لِي إِنْسَانٌ ، قَالَ : « فَلَا بَأْسَ ».(٧)

١٢٥٥٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ كَرِهَ عَقْدَ شِرَاكِ النَّعْلِ ، وَأَخَذَ نَعْلَ أَحَدِهِمْ وَحَلَّ(٨) شِرَاكَهَا(٩) .(١٠)

____________________

= « بف » : « عن تميم الزيّات ». وفي حاشية « جت » : « عن تيم الرباب ». وفي الوافي : « من تيم الزيّات ».

ومحمّد بن الفيض هذا ، هو محمّد بن الفيض التَّيمي ، والتَّيمي نسبة إلى قبائل اسمها تيم ، منها تيم الرباب. راجع :رجال الطوسي ، ص ٣١٣ ، الرقم ٤٦٤٦ ؛ الإكمال لابن ماكولا ، ج ١ ، ص ٥٤١ ؛الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٤٩٨.

(١). في « بح ، بف »والوافي : « يسمّون ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٢). في « بح ، بف » وحاشية « جت » : « وقلنا ».

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٠٤١١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٣ ، ح ٥٩٢١.

(٤). في «م ،ن، بن»والوسائل : - « بن عثمان ».

(٥). في « بف » : - « لي ».

(٦). في « م ، بح ، جت » : « وهبها ».

(٧).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٣ ، ح ٥٩١٩.

(٨). في « م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد »والوافي والوسائل : « فحلّ ».

(٩). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٨ : « قيل : المراد عقد الشراك قبل اللبس ، وقيل : عقده في ظهر القدم ، وهما بعيدان. ويحتمل أن يكون في زمانهم شراك لا يحتاج إلى العقد كما هو الموجود الآن أيضاً ، أو المراد العقد =

٧١

١٢٥٥٩ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي يُطِيلُ ذَوَائِبَ نَعْلَيْهِ ».(١)

١٢٥٦٠ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ نَظَرَ إِلى نَعْلٍ شِرَاكُهَا(٢) مَعْقُودٌ(٣) ، فَتَنَاوَلَهَا(٤) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَحَلَّهَا ، ثُمَّ قَالَ : « لَا تَعْقِدْ(٥) ».(٦)

١٢٥٦١ / ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ ، فَأَخْرَجْتُ مِنْ كُمِّي(٧) شِسْعاً ، فَأَصْلَحَ بِهِ نَعْلَهُ ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ(٨) عَلى كَتِفِيَ الْأَيْسَرِ ، وَقَالَ(٩) : « يَا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ كَثِيرٍ ، مَنْ حَمَلَ مُؤْمِناً عَلى شِسْعِ نَعْلِهِ(١٠) ، حَمَلَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلى نَاقَةٍ دَمْكَاءَ(١١) حِينَ يَخْرُجُ‌

____________________

= التي تكون في أصل الشراك سوى ما يعقد عند اللبس. وهو أظهر »

والشراك : أحد سيور النعل التي تكون على وجهها.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٦٨ ( شرك ).

(١٠).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٢.

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٤.

(٢). في « بح ، جت » : « شراكهما ».

(٣). هكذا في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : « معقودة ».

(٤). في « جت » : « فتناولهما ».

(٥). في «م،ن،بح،جت،جد»والوسائل :«لا تعد ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٣.

(٧). فيالوسائل : « كميتي ».

(٨). في «م،ن،بح،بف،جت،جد»والوافي : « بيده ».

(٩). في « بح ، بف ، جت » : « ثمّ قال ».

(١٠). في «م،ن،بح،بف،بن،جد»والوسائل :- «نعله».

(١١). فيالوافي : « رمكاء ». و « دمكاء » أي سريعة المرّ. والدمك : أسرع عدو الأرنب. والدموك : البكرة السريعة ، و =

٧٢

مِنْ قَبْرِهِ حَتّى يَقْرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ ».(١)

١٢٥٦٢ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، قَالَ :

كُنَّا نَمْشِي مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُعَزِّيَ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ بِمَوْلُودٍ لَهُ ، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَتَنَاوَلَ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ ، ثُمَّ مَشى حَافِياً ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ ، فَخَلَعَ نَعْلَ نَفْسِهِ مِنْ(٢) رِجْلِهِ ، وَخَلَعَ الشِّسْعَ مِنْهَا ، وَنَاوَلَهُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ كَهَيْئَةِ الْمُغْضَبِ ، ثُمَّ أَبى أَنْ يَقْبَلَهُ ، ثُمَّ(٣) قَالَ : « أَلَا(٤) إِنَّ صَاحِبَ الْمُصِيبَةِ(٥) أَوْلى بِالصَّبْرِ عَلَيْهَا ، فَمَشى حَافِياً حَتّى دَخَلَ عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ لِيُعَزِّيَهُ ».(٦)

١٢٥٦٣ / ١٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَدَخَلَ عَلى رَجُلٍ ، فَخَلَعَ نَعْلَهُ ، ثُمَّ قَالَ : « اخْلَعُوا نِعَالَكُمْ ؛ فَإِنَّ النَّعْلَ إِذَا خُلِعَتِ اسْتَرَاحَتِ الْقَدَمَانِ ».(٧)

____________________

= كذلك كلّ شي‌ء سريع المرّ.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٥٥ ( دمك ).

وفيالوافي : « ناقة رمكاء : اشتدّت كمتته حتّى يدخلها سواد ، والكمتة لون بين الحمرة والسواد ، ومنها الكميت. وفي بعض النسخ : دمكاء ، وهي البكرة السريعة ».

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٥.

(٢). في الوافي « عن ».

(٣). في « ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » : - « ثمّ ».

(٤). في « ن ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار : « لا ».

(٥). فيالوافي : « المصيبة إنّما هي انقطاع شسع النعل ، وإنّما وقعت بحسب الاتّفاق في العراء وليس له مدخل فيها وإنّما كان صاحبه غيره ».

(٦).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٧٤ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٠٨٢ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٥ ، ح ٦٤.

(٧).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٦ ، ح ٥٩٢٨.

٧٣

١٨ - بَابُ أَلْوَانِ النِّعَالِ (١)

١٢٥٦٤ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ نَظَرَ إِلى بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، وَعَلَيْهِ نَعْلٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَ : « مَا لَكَ وَلِلنَّعْلِ السَّوْدَاءِ(٢) ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا تُضِرُّ بِالْبَصَرِ ، وَتُرْخِي الذَّكَرَ ، وَهِيَ(٣) بِأَغْلَى(٤) الثَّمَنِ مِنْ غَيْرِهَا ، وَمَا لَبِسَهَا أَحَدٌ إِلَّا اخْتَالَ(٥) فِيهَا؟ ».(٦)

١٢٥٦٥ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَفِي رِجْلِي نَعْلٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَ : « يَا حَنَانُ ، مَا لَكَ وَلِلسَّوْدَاءِ؟ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ : تُضْعِفُ الْبَصَرَ ، وَتُرْخِي الذَّكَرَ ، وَتُورِثُ الْهَمَّ ، وَ(٧) مَعَ ذلِكَ مِنْ لِبَاسِ الْجَبَّارِينَ(٨) ؟ ».

قَالَ : فَقُلْتُ(٩) : فَمَا أَلْبَسُ مِنَ النِّعَالِ؟

قَالَ(١٠) : « عَلَيْكَ بِالصَّفْرَاءِ ؛ فَإِنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ : تَجْلُو(١١) الْبَصَرَ ، وَتَشُدُّ(١٢) الذَّكَرَ ،

____________________

(١). في « ن ، جد » وحاشية « جت » : « النعل ».

(٢). في « بح » : « الأسود ».

(٣). في « بح » : « وهو ».

(٤). في الوافي : « أغلا ».

(٥). اختال : أي تكبّر. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٣ ( خيل ).

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٠٤٢٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٧ ، ح ٥٩٣١.

(٧). فيالوسائل ، ح ٥٩٣٢ والثواب والخصال : « وهي ».

(٨). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » : - « ومع ذلك من لباس الجبّارين ».

(٩). في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت »والوافي : « قلت ».

(١٠). في « م ، ن ، بف ، جد »والوسائل ، ح ٥٩٣٨ : « فقال ».

(١١). في الثواب والخصال : « تحدّ » بدل « تجلو ».

(١٢). في « بح » وحاشية « جت » : « وتقوّي ».

٧٤

وَتَدْرَأُ(١) الْهَمَّ ، وَهِيَ مَعَ ذلِكَ مِنْ(٢) لِبَاسِ النَّبِيِّينَ ».(٣)

١٢٥٦٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَعَلَيَّ نَعْلٌ بَيْضَاءُ ، فَقَالَ(٤) : « يَا سَدِيرُ ، مَا هذِهِ(٥) النَّعْلُ؟ احْتَذَيْتَهَا عَلى عِلْمٍ؟ ».

قُلْتُ : لَاوَاللهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ.

فَقَالَ : « مَنْ دَخَلَ السُّوقَ قَاصِداً لِنَعْلٍ(٦) بَيْضَاءَ ، لَمْ يُبْلِهَا حَتّى يَكْتَسِبَ مَالاً مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ ».

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ(٧) : أَخْبَرَنِي سَدِيرٌ أَنَّهُ لَمْ يُبْلِ(٨) تِلْكَ النَّعْلَ حَتّى اكْتَسَبَ مِائَةَ دِينَارٍ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ.(٩)

١٢٥٦٧ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بُرَيْدِ(١٠) بْنِ‌

____________________

(١). في الوسائل ، ح ٥٩٣٨ والثواب والخصال : « وتنفي ».

(٢). في « ن ، بف » : - « من ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٤٣ ، ح ١ ؛والخصال ، ص ٩٩ ، باب الثلاثة ، ح ٥٠ ، بسندهما عن حنان بن سدير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٠٤٢١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٧ ، ح ٥٩٣٢ ، إلى قوله : « من لباس الجبّارين » ؛ وفيه ، ص ٦٩ ، ح ٥٩٣٨ ، من قوله : « قال : فقلت : فما ألبس من النعال؟».

(٤). في « ن ، بف ، بن ، جت »والوسائل والثواب : + « لي ».

(٥). في « جد » : « هذا ».

(٦). في الثواب : « لشراء نعل » بدل « لنعل ».

(٧). أبو نُعيم كنية الفضل بن دُكين وهو من رواة العامّة المشهورين. فعليه يكون سند ذيل الخبر معلّقاً على سند الصدر. راجع :تهذيب الكمال ، ج ٢٣ ، ص ١٩٧ ، الرقم ٤٧٣٢.

(٨). في « ن » : « لم يبلها ».

(٩).ثواب الأعمال ، ص ٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد عن أبي نعيم الفضل دكينالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٨ ، ح ٥٩٣٥ ، إلى قوله : « يكتسب مالا من حيث لا يحتسب ».

(١٠). في « بف »والوافي : « يزيد ». والرجل مجهول لم نعرفه.

٧٥

مُحَمَّدٍ الْغَاضِرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

رَآنِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَعَلَيَّ(١) نَعْلٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَ : « يَا عُبَيْدُ ، مَا لَكَ وَلِلنَّعْلِ السَّوْدَاءِ؟ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ : تُرْخِي الذَّكَرَ ، وَتُضْعِفُ(٢) الْبَصَرَ(٣) ، وَهِيَ أَغْلى ثَمَناً مِنْ غَيْرِهَا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَلْبَسُهَا(٤) وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا(٥) أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ جَبَّاراً ».(٦)

١٢٥٦٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ ، كَانَ فِي سُرُورٍ حَتّى يُبْلِيَهَا(٧) ».(٨)

١٢٥٦٩ / ٦. عَنْهُ(٩) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٠) بَلَغَ بِهِ جَابِرَ الْجُعْفِيَّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ ، لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ فِي سُرُورٍ مَا دَامَتْ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النّاظِرِينَ ) (١١) ».(١٢)

١٢٥٧٠ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بَحْرٍ صَاحِبِ اللُّؤْلُؤِ ، قَالَ :

____________________

(١). في « بح » : « وعليه ».

(٢). في « بف » : « ويضعّف ».

(٣). في « بح » : « تضعف البصر وترخي الذكر ».

(٤). في الوسائل : « يلبسها ».

(٥). في « بن » : « لا ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٨ ، ح ٥٩٣٣.

(٧). في تفسير العيّاشي : « لم يبلها حتّى يستفيد علماً أو مالاً » بدل « كان فى سرور حتّى يبليها ».

(٨).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ٦٠ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٩ ، ح ٥٩٣٦.

(٩). الظاهر رجوع الضمير إلى أحمد بن أبي عبد الله المعتمد على المراسيل.

(١٠). في « بح » والبحار : « أصحابه ».

(١١). البقرة (٢) : ٦٩.

(١٢).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ٥٩ ، عن الفضل بن شاذان ، عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٩ ، ح ٥٩٣٧ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٢٦١.

٧٦

مَنْ أَرَادَ لُبْسَ النَّعْلِ ، فَوَقَعَتْ لَهُ صَفْرَاءُ إِلَى الْبَيَاضِ ، لَمْ يَعْدَمْ مَالاً وَوَلَداً ؛ وَمَنْ وَقَعَتْ لَهُ سَوْدَاءُ ، لَمْ يَعْدَمْ غَمّاً وَهَمّاً(١) .(٢)

١٩ - بَابُ الْخُفِّ‌

١٢٥٧١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي حَيَّةَ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لُبْسُ الْخُفِّ يَزِيدُ فِي قُوَّةِ الْبَصَرِ ».(٤)

١٢٥٧٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْعَوْسِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُسْلِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَعْدٍ(٥) ، عَنْ مَنِيعٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « لُبْسُ الْخُفِّ أَمَانٌ مِنَ السِّلِّ ».(٦)

١٢٥٧٣ / ٣. عَنْهُ(٧) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُبَارَكٍ غُلَامِ الْعَقَرْقُوفِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِدْمَانُ لُبْسِ الْخُفِّ أَمَانٌ مِنَ السِّلِّ ».(٨)

____________________

(١). في « بح » وحاشية « جت » : « عماها ». وفي « بن » : « غمّاها » كلاهما بدل « غمّاً وهمّاً ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٠٤٢٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٨ ، ح ٥٩٣٤.

(٣). هكذا في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » وظاهر « بف ». وفي « بح » والمطبوعوالوسائل : « سلمة بن أبي حبّة ».

هذا ، والظاهر اتّحاد هذا العنوان مع مسلم بن أبي حيّة الوارد فيرجال الكشّي ، ص ٣٣١ ، الرقم ٦٠٤ وسليم بن أبي حيّة المذكور فيرجال النجاشي ، ص ١٣ ، في ترجمة أبان بن تغلب وسالم بن أبي حيّة الذي ورد فيالغيبة للطوسي ، ص ٢٣٣. وتصحيف أحد العناوين الأربعة - مسلم ، سليم ، سالم وسلمة - بالآخر في الخطوط القديمة أمر رائج.

(٤).ثواب الأعمال ، ص ٤٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٠٤٢٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤٤. (٥). في « بح » وهامش المطبوع : « سليمان بن سعيد ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٠٤٢٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤٢.

(٧). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.

(٨).الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٧ ، المجلس ٣٦ ، ذيل ح ٣ ، بسند آخر.ثواب الأعمال ، ص ٤٤ ، ح ٢ ، بسند =

٧٧

١٢٥٧٤ / ٤. عَنْهُ(١) ، عَنْ بَعْضِ مَنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

خَرَجْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى يَنْبُعَ ، فَلَمَّا خَرَجَ(٢) رَأَيْتُ عَلَيْهِ خُفّاً أَحْمَرَ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا هذَا الْخُفُّ الْأَحْمَرُ الَّذِي أَرَاهُ عَلَيْكَ؟

فَقَالَ : « خُفٌّ اتَّخَذْتُهُ لِلسَّفَرِ ، وَهُوَ(٣) أَبْقى عَلَى الطِّينِ وَالْمَطَرِ ، وَأَحْمَلُ لَهُ(٤) ».

قُلْتُ : فَأَتَّخِذُهَا وَأَلْبَسُهَا؟

قَالَ(٥) : « أَمَّا فِي السَّفَرِ فَنَعَمْ ، وَأَمَّا فِي الْحَضَرِ فَلَا تَعْدِلَنَّ(٦) بِالسَّوَادِ(٧) شَيْئاً ».(٨)

١٢٥٧٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَعَلَيَّ خُفٌّ مَقْشُورٌ ، فَقَالَ : « يَا زِيَادُ ، مَا هذَا الْخُفُّ الَّذِي أَرَاهُ عَلَيْكَ؟ ».

قُلْتُ : خُفٌّ اتَّخَذْتُهُ(٩) .

فَقَالَ(١٠) : « أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْبِيضَ مِنَ الْخِفَافِ - يَعْنِي الْمَقْشُورَةَ - مِنْ لِبَاسِ الْجَبَابِرَةِ ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَهَا ، وَالْحُمْرَ مِنْ لِبَاسِ الْأَكَاسِرَةِ ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَهَا(١١) ،

____________________

= آخر ، وتمام الرواية فيه : « إدمان لبس الخفّ أمان من الجذام » مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٠٤٢٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤١.

(١). مرجع الضمير هو أحمد بن أبي عبد الله.

(٢). في « جد » وحاشية « جت »والوسائل : « خرجت ».

(٣). في « ن ، بف » : « وهي ».

(٤). فيالمحاسن : - « وأحمل له ».

(٥). في «بح،بف،جت»والوسائل والمحاسن: « فقال ».

(٦). في « م » : « فلا يُعدلنّ ».

(٧). في « بف » : « بالسود ».

(٨).المحاسن ، ص ٣٧٨ ، كتاب القرائن ، ح ١٥٦ ، بسنده عن ابن سنانالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٠٤٣١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٣ ، ح ٥٩٥١. (٩). في الوافي : « أخذته ».

(١٠). في « بف ، جت »والوافي والوسائل : « قال ».

(١١). في « بف » : - « والحمر من لباس الأكاسرة هم أوّل من اتّخذها ».

٧٨

وَالسُّودَ مِنْ لِبَاسِ بَنِي هَاشِمٍ ، وَسُنَّةٌ؟ ».(١)

١٢٥٧٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الضَّرِيرِ(٢) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ السَّرَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِدْمَانُ الْخُفِّ يَقِي مِيتَةَ السَّوْءِ(٣) ».(٤)

٢٠ - بَابُ السُّنَّةِ فِي لُبْسِ الْخُفِّ وَالنَّعْلِ وَخَلْعِهِمَا‌

١٢٥٧٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنَ السُّنَّةِ خَلْعُ الْخُفِّ(٥) الْيَسَارِ قَبْلَ الْيَمِينِ ، وَلُبْسُ الْيَمِينِ قَبْلَ الْيَسَارِ ».(٦)

١٢٥٧٨ / ٢. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : إِذَا لَبِسْتَ نَعْلَكَ أَوْ خُفَّكَ ، فَابْدَأْ بِالْيَمِينِ(٧) ، وَإِذَا(٨) خَلَعْتَ ، فَابْدَأْ(٩) بِالْيَسَارِ(١٠) ».(١١)

____________________

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٠٤٣٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٣ ، ح ٥٩٥٠.

(٢). في « بح » : « محمّد بن عليّ بن عبد الله البغدادي أبو الحسن الضرير ». وفي « بف » : « محمّد بن عبد الله عن عليّ البغدادي أبي الحسن الضرير ».

(٣). في « م ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوافي والوسائل : « ميتة السلّ ».

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٠٤٣٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤٣.

(٥). في « بح » : « خفّ ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٤ ، ح ٥٩٥٢.

(٧). في « بح » : « باليمنى ».

(٨). في « بح ، بف ، جت » : « فإذا ».

(٩). في « بح » : « فابدأه ».

(١٠). في « بح » : « باليسرة ».

(١١).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٩٧ ، وتمام الرواية فيه : « وإذا لبست الخفّ أو النعل فابدأ برجلك اليمنى قبل =

٧٩

١٢٥٧٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ : « إِذَا لَبِسَ أَحَدُكُمْ نَعْلَهُ ، فَلْيَلْبَسِ الْيَمِينَ قَبْلَ الْيَسَارِ ، وَإِذَا خَلَعَهَا(١) ، فَلْيَخْلَعِ الْيُسْرى قَبْلَ الْيُمْنى ».(٢)

١٢٥٨٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَمْشِ فِي حِذَاءٍ وَاحِدٍ ».

قُلْتُ : وَلِمَ(٣) ؟ قَالَ : « لِأَنَّهُ إِنْ أَصَابَكَ مَسٌّ مِنَ الشَّيْطَانِ ، لَمْ يَكَدْ يُفَارِقُكَ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ».(٤)

١٢٥٨١ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ مَشى فِي حِذَاءٍ وَاحِدٍ ، فَأَصَابَهُ مَسٌّ مِنَ(٥) الشَّيْطَانِ ، لَمْ يَدَعْهُ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ ».(٦)

١٢٥٨٢ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

____________________

= اليسرى »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٤ ، ح ٥٩٥٣.

(١). في « بف ، بن » : « خلعهما ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٤ ، ح ٥٩٥٤.

(٣). في « جد » : « فَلِمَ ».

(٤).الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٦ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه هكذا : « ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٥ ، ح ٥٩٥٦. (٥). في « بف » : - « من ».

(٦).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب كراهية أن يبيت الإنسان وحده ، ضمن ح ١٢٩٧٤ ، بسنده عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، مع اختلاف يسير. وفيه ، نفس الباب ، ح ١٢٩٨٠ ، بسنده عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٠٤٣٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٥ ، ح ٥٩٥٨.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

على ما صنعت؟ فقال الرجل: حملني على ذلك مخافة الله عزّوجلّ، وقلت لنفسي: يا نفس ذوقي، فما عند الله أعظم مما صنعت بك؟

فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: لقد خفت ربك حق مخافته، وإن ربك ليباهي بك أهل السماء. ثم قال لاصحابه: يا معشر من حضر، ادنوا من صاحبكم حتى يدعو لكم. فدنوا منه فدعا لهم، وقال: اللهم اجمع أمرنا على الهدى، واجعل التقوى زادنا، والجنة مآبنا(١) .

وصلّى الله على محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) بحار الانوار ٧٠: ٣٧٨/٢٣.

٤٢١

[ ٥٥ ]

المجلس الخامس والخمسون

مجلس يوم الجمعة

الرابع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٥٦٠/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعليّ بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني (رضي الله عنهم)، قالوا: حدّثنا أبوالعباس أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا محمّد بن العباس، قال: حدثني محمّد بن أبي السري، قال: حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني، عن الاصبغ بن نباتة، قال: لما جلس علي عليه السلام في الخلافة وبايعه الناس، خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لابسا بردة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منتعلا نعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، متقلدا سيف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فصعد المنبر، فجلس عليه متمكنا، ثم شبك بين أصابعه، فوضعها أسفل بطنه، ثم قال: يا معشر الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، هذا ما زقني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زقا زقا، سلوني فإن عندي علم الاولين والآخرين، أما والله لوثنيت لي وسادة، فجلست عليها، لافتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الانجيل بإنجيلهم حتى ينطق الانجيل فيقول: صدق علي ما كذب، لقد

٤٢٢

أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه؟ ولولا آية في كتاب الله عزّوجلّ لاخبرتكم بما كان وبما يكون، وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية:( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (١) .

ثم قال: عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو سألتموني عن أية آية، في ليل أنزلت، أو في نهار أنزلت، مكيها ومدنيها، سفريها وحضريها، ناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها، إلا أخبرتكم.

فقال إليه رجل يقال له ذعلب، وكان ذرب اللسان، بليغا في الخطب، شجاع القلب، فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة، لاخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه.

فقال: يا أميرالمؤمنين، هل رأيت ربك؟ فقال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره.

قال: فكيف رأيته؟ صفه لنا. قال: ويلك! لم تره العيون بمشاهدة الابصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب، إن ربي لا يوصف بالعبد ولا بالحركة ولا بالسكون، ولا بقيام - قيام انتصاب - ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسة(٢) ، قائل لا بلفظ، هو في الاشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، أمام كل شئ ولا يقال له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج منها لا كشئ من شئ خارج. فخر ذعلب

______________

(١) الرعد ١٣: ٣٩.

(٢) المجسة: ما يجس به.

٤٢٣

مغشيا عليه، ثم قال: تا لله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها.

ثم قال عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني. فقام إليه الاشعث بن قيس، فقال: يا أميرالمؤمنين، كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب، ولم يبعث إليهم نبي؟ فقال: بلى يا أشعث، قد أنزل الله عليهم كتابا، وبعث إليهم نبيا، وكان لهم ملك سكر ذات ليلة، فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه، فاجتمعوا إلى بابه، فقالوا: أيها الملك، دنست علينا ديننا فأهلكته، فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد. فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا كلامي، فإن يكن لي مخرج مما ارتكبت وإلا فشأنكم. فاجتمعوا، فقال لهم: هل علمتم أن الله عزّوجلّ لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء؟ قالوا: صدقت أيها الملك. قال: أفليس قد زوج بنيه من بناته، وبناته من بينه؟ قالوا: صدقت، هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك، فمحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة، يدخلون النار بلا حساب، والمنافقون أشد حالا منهم.

فقال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عدت إلى مثلها أبدا.

ثم قال عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني. فقام إليه رجل من أقصى المسجد، متوكئا على عكازة، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال: يا أميرالمؤمنين، دلني على عمل إذا أنا عملته نجاني الله من النار. فقال له: اسمع يا هذا، ثم افهم، ثم استيقن، قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عزّوجلّ، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني، ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها، أي إلى الكفر بعد الايمان. أيها السائل، فلا تغترن بكثرة المساجد، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى.

أيها الناس، إنما الناس ثلاثة: زاهد، وراغب، وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه، ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من

٤٢٤

حل أصابها أم من حرام.

قال: يا أميرالمؤمنين، فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حبيبا قريبا. قال: صدقت والله يا أميرالمؤمنين، ثم غاب الرجل فلم نره، وطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسم علي عليه السلام على المنبر ثم قال: ما لكم، هذا أخي الخضر عليه السلام.

ثم قال عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني. فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم قال للحسن عليه السلام: يا حسن، قم فاصعد المنبر، فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي، فيقولون: إن الحسن لا يحسن شيئا.

قال الحسن عليه السلام: يا أبه، كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى؟ قال: بأبي وأمي أواري نفسي عنك، وأسمع وأرى ولا تراني.

فصعد الحسن عليه السلام المنبر، فحمد الله بمحامد بليغة شريفة، وصلى على النبي وآله صلاة موجزة، ثم قال: أيها الناس، سمعت جدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وهل تدخل المدينة إلا من بابها، ثم نزل، فوثب إليه علي عليه السلام فتحمله، وضمه إلى صدره.

ثم قال للحسين عليه السلام: يا بني، قم فاصعد فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي، فيقولون: إن الحسين بن عليّ لا يبصر شيئا، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك، فصعد الحسين عليه السلام، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه وآله صلاة موجزة، ثم قال: معاشر الناس، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يقول: إن عليا مدينة هدى، فمن دخلها نجا، ومن تخلف عنها هلك. فوثب علي عليه السلام فضمه إلى صدره وقبله، ثم قال: معاشر الناس، اشهدوا أنهما فرخا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووديعته التي استودعنيها، وأنا استودعكموها. معاشر الناس، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سائلكم عنهما(١) .

______________

(١) التوحيد: ٣٠٤/١، الاختصاص: ٢٣٥، بحار الانوار ١٠: ١١٧/١.

٤٢٥

٥٦١/٢ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن مثنى بن الوليد الحناط، عن أبي بصير، قال: قال لي أبوعبدالله الصادق عليه السلام: أما تحزن، أما تهتم، أما تألم؟ قلت: بلى والله. قال: فإذا كان ذلك منها فاذكر الموت، ووحدتك في قبرك، وسيلان عينيك على خديك، وتقطع أوصالك، وأكل الدود من لحمك، وبلاك، وانقطاعك عن الدنيا، فإن ذلك يحثك على العمل، ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا(١) .

٥٦٢/٣ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم رحمه الله، قال: حدثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إن أبا ذر رحمه الله، مر برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنده جبرئيل عليه السلام في صورة دحية الكلبي، وقد استخلاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلما رآهما انصرف عنهما، ولم يقطع كلامهما. فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمّد، هذا أبوذر قد مر بنا، ولم يسلم علينا، أما لو سلم علينا لرددنا عليه. يا محمّد، إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء، فسله عنه إذا عرجت إلى السماء. فلما ارتفع جبرئيل عليه السلام جاء أبوذر إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما منعك - يا أبا ذر - أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا؟ فقال: ظننت - يا رسول الله - أن الذي كان معك دحية الكلبي، قد استخليته لبعض شأنك. فقال: ذاك كان جبرئيل عليه السلام يا أبا ذر، وقد قال: أما لو سلم علينا لرددنا عليه. فلما علم أبوذر أنه كان جبرئيل عليه السلام دخله من الندامة ما شاء الله حيث لم يسلم.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما هذا الدعاء الذي تدعو به؟ فقد أخبرني أن لك دعاء معروفا في السماء. قال: نعم يا رسول الله، أقول: اللهم إني أسألك الايمان بك، والتصديق بنبيك، والعافية من جيمع البلاء، والشكر على العافية، والغنى عن

______________

(١) بحار الانوار ٧٦: ٣٢٢/٥.

٤٢٦

شرار الناس(١) .

٥٦٣/٤ - حدّثنا سليمان بن أحمد اللخمي، قال: حدّثنا الحضرمي، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب، قال: حدّثنا ثابت بن حماد، عن موسى بن صهيب، عن عبادة ابن نسي، عن عبدالله بن أبي أوفى، قال: آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين أصحابه وترك عليا عليه السلام، فقال له: آخيت بين أصحابك وتركتني؟ فقال: والذي نفسي بيده، ما أخرتك إلا لنفسي، أنت أخي ووصيي ووارثي. قال: ما أرث منك، يا رسول الله؟ قال: ما أورث النبيون قبلي، أورثوا كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت وابناك معي في قصري في الجنة(٢) .

٥٦٤/٥ - حدّثنا عبدالله بن محمّد الصائغ رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوحاتم محمّد بن عيسى بن محمّد الوسقندي، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن ديزيل، قال: حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبومحمّد، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن مطير بن ميمون، أنه سمع أنس بن مالك يقول: حدثني سلمان الفارسي رحمه الله، أنه سمع نبي الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام(٣) .

٥٦٥/٦ - حدّثنا أبوعبدالله الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمّد بن عليّ ابن أبي طالب، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن أحمد بن موسى، قال: حدّثنا أحمد بن علي، قال: حدثني أبوعلي الحسن بن إبراهيم بن عليّ العباسي، قال: حدثني أبوسعيد عمير بن مرداس الدولقي(٤) ، قال: حدثني جعفر بن بشير المكي، قال: حدّثنا وكيع، عن المسعودي رفعه، عن سلمان الفارسي رحمه الله، قال: مر إبليس بنفر يتناولون أميرالمؤمنين عليه السلام، فوقف أمامهم، فقال القوم: من الذي وقف أمامنا؟

______________

(١) الكافي ٢: ٤٢٧/٢٥، بحار الانوار ٢٢: ٤٠٠/٩.

(٢) بحار الانوار ٣٨: ٣٣٤/٦.

(٣) بحار الانوار ٤٠: ٦/١٢.

(٤) في الانساب ٢: ٥٠٩، ومعجم البلدان ٢: ٤٨٩: الدونقي.

٤٢٧

فقال: أنا أبومرة. فقالوا: يا أبا مرة أما تسمع كلامنا؟ فقال: سوءة لكم، تسبون مولاكم عليّ بن أبي طالب! فقالوا له: من أين علمت أنه مولانا؟ فقال: من قول نبيكم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته، ولكني أحبه، وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد.

فقالوا له: يا أبا مرة، فتقول في علي شيئا؟ فقال لهم: اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين، عبدت الله عزّوجلّ في الجان اثني عشر ألف سنة، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عزّوجلّ الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت الله عزّوجلّ في السماء الدنيا اثني عشر ألف سنة أخرى في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبح الله عزّوجلّ ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني، فخرت الملائكة لذلك النور سجدا، فقالوا: سبوح قدوس، نور ملك مقرب أو نبي مرسل، فإذا النداء، من قبل الله عزّوجلّ: لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل، هذا نور طينة عليّ بن أبي طالب(١) .

٥٦٦/٧ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن إبراهيم بن الحكم، عن عمرو بن جبير، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليا عليه السلام إلى اليمن، فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن، فنفح(٢) رجلا برجله فقتله، وأخذه أولياء المقتول، فرفعوه إلى علي عليه السلام، فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله، فأبطل علي عليه السلام دم الرجل، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يشكون عليا عليه السلام فيما حكم عليهم، فقالوا: إن عليا ظلمنا، وأبطل دم صاحبنا. فقال رسول

______________

(١) علل الشرائع: ١٤٣/٩، بحار الانوار ٣٩: ١٦٢/١.

(٢) نفحت الدابة الشئ: ضربته بحد حافرها.

٤٢٨

الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن عليا ليس بظلام، ولم يخلق علي للظلم، وإن الولاية من بعدي لعلي، والحكم حكمه، والقول قوله، لا يرد حكمه وقوله وولايته إلا كافر، ولا يرضى بحكمه وقوله وولايته إلا مؤمن. فلما سمع اليمانيون قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في علي عليه السلام قالوا: يا رسول الله، رضينا بقول علي وحكمه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: هو توبتكم مما قلتم(١) .

وصلّى الله على محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ١٠١/٢٢.

٤٢٩

[ ٥٦ ]

المجلس السادس والخمسون

مجلس يوم الثلاثاء

الثامن من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٥٦٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن سنان، عن الفضيل بن يسار، قال: انتهيت إلى زيد بن عليّ عليه السلام صبيحة يوم خرج بالكوفة فسمعته يقول: من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام؟ فو الذي بعث محمّدا بالحق بشيرا، لا يعينني منكم على قتالهم أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن الله.

قال: فلما قتل اكتريت راحلة، وتوجهت نحو المدينة، فدخلت على الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، فقلت في نفسي: لا أخبرته بقتل زيد بن عليّ فيجزع عليه، فلما دخلت عليه قال لي: يا فضيل، ما فعل عمي زيد؟ قال: فخنقتني العبرة، فقال لي: قتلوه؟ قلت: إي والله، قتلوه. قال: فصلبوه؟ قلت: إي والله صلبوه. قال: فأقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان.

ثم قال: يا فضيل، شهدت مع عمي قتال أهل الشام؟ قلت: نعم. قال: فكم

٤٣٠

قتلت منهم؟ قلت: ستة. قال: فلعلك شاك في دمائهم؟ قال: فقلت: لو كنت شاكا ما قتلتهم. قال: فسمعته وهو يقول: أشركني الله في تلك الدماء، مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء، مثلما مضى عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه(١) .

٥٦٨/٢ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أي المال خير؟ قال: زرع زرعه صاحبه وأصلحه، وأدى حقه يوم حصاده.

قيل: يا رسول الله، فأي المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنمه، قد تبع بها مواضع القطر، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة.

قيل: يا رسول الله، فأي المال بعد الغنم خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير.

قيل: يا رسول الله فأي المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات في الوحل، والمطعمات في المحل، نعم الشئ النخل، من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق اشتدت به الريح في يوم عاصف، إلا أن يخلف مكانها.

قيل: يا رسول الله، فأي المال بعد النخل خير، فسكت. فقال له رجل: فأين الابل؟ قال: فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة، ولا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشأم(٢) ، أما إنها لا تعدم الاشقياء الفجرة(٣) .

٥٦٩/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن عبدالله بن أبي يعفور، عن الصادق جعفر بن

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٥٢/٧، بحار الانوار ٤٦: ١٧١/٢٠.

(٢) زاد في نسخة: قيل: فيترك الناس الابل حينئذ، قال: كلا.

(٣) الخصال: ٢٤٥/١٠٥، معاني الاخبار: ١٩٦/٣، بحار الانوار ٦٤: ١٢١/٥.

٤٣١

محمّد عليهما السلام، قال: خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الناس في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل(١) عليهن قلب امرء مسلم: اخلاص العمل لله والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافا دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، هم يد على من سواهم(٢) .

٥٧٠/٤ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رحمه الله، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي، الاسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو والاداء هو العمل، إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ولم يأخذه عن رأيه.

أيها الناس، دينكم دينكم، تمسكوا به، لا يزيلكم أحد عنه، لان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، لان السيئة فيه تغفر، والحسنة في غيره لا تقبل(٣) .

٥٧١/٥ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم رضي الله عنه، قال: حدثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال: دخل أبوشاكر الديصاني على أبي عبدالله الصادق عليه السلام، فقال له: إنك أحد النجوم الزواهر، وكان آباؤك بدورا بواهر، وأمهاتك عقيلات عباهر(٤) ، وعنصرك من أكرم

______________

(١) هو من الاغلال: الخيانة في كل شئ. ويروى (يغل) بفتح الياء، من الغل: وهو الحقد والشحناء، أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق. وروي (يغل) بالتخفيف، من الوغول: الدخول في الشر. والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر « النهاية ٣: ٣٨١ ».

(٢) الخصال: ١٤٩/١٨٢، بحار الانوار ٢٧: ٦٧/٣.

(٣) معاني الاخبار: ١٨٥/١، بحار الانوار ٦٨: ٣٠٩/١.

(٤) في نسخة: أباهر، والعباهر: العظيم من كل شئ، والعبهرة من النساء: التي تجمع الحسن في الجسم والخلق.

٤٣٢

العناصر، وإذا ذكر العلماء فبك تثني الخناصر، فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر، ما الدليل على حدث العالم؟

فقال الصادق عليه السلام: يستدل عليه بأقرب الاشياء، قال: وما هو؟ قال: فدعا الصادق عليه السلام ببيضة، فوضعها على راحته، ثم قال: هذا حصن ملموم، داخله غرقئ(١) رقيق، تطيف به فضة سائلة، وذهبة مائعة، ثم تنفلق عن مثل الطاوس، أدخلها شئ؟ قال: لا. قال: فهذا الدليل على حدث العالم. قال: أخبرت فأوجزت، وقلت فأحسنت، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو لمسناه بأكفنا، أو شممناه بمناخرنا، أو ذقناه بأفواهنا، أو تصور في القلوب بيانا، واستنبطته الروايات إيقانا.

فقال الصادق عليه السلام: ذكرت الحواس الخمس، وهي لا تنفع شيئا بغير دليل، كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح(٢) .

٥٧٢/٦ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد ابن عبدالله، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام أنه دخل عليه رجل، فقال له: يابن رسول الله، ما الدليل على حدث العالم؟ قال: أنت لم تكن ثم كنت، وقد علمت أنك لم تكون نفسك، ولا كونك من هو مثلك(٣) .

٥٧٣/٧ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، قال: حدثني أبوأحمد محمّد بن زياد الازدي، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم وهو في

______________

(١) الغرقئ: القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض

(٢) التوحيد: ٢٩٢/١، بحار الانوار ٣: ٣٩/١٣.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١٣٤/٣٢، التوحيد: ٢٩٣/٣، الاحتجاج: ٣٩٦، بحار الانوار ٣: ٣٦/١١.

٤٣٣

مسجد قباء والانصار مجتمعون: يا علي، أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت وصيي، وخليفتي، وإمام امتي بعدي، وإلى الله من والاك، وعادى الله من عاداك، وأبغض الله من أبغضك، ونصر الله من نصرك، وخذل الله من خذلك.

يا علي، أنت زوج ابنتي، وأبو ولدي. يا علي، إنه لما عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد. قلت: لبيك ربي وسعديك، تبارك وتعاليت. فقال: إن عليا إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين(١) .

٥٧٤/٨ - حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن على الباقر عليه السلام، قال: سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان ذات يوم في منزل أم إبراهيم، وعنده نفر من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلما بصر به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: يا معشر الناس، أقبل إليكم خير الناس بعدي، وهو مولاكم، طاعته مفروضة كطاعتي، ومعصيته محرمة كمعصيتي. معاشر الناس، أنا دار الحكمة، وعلي مفتاحها، ولن يوصل إلى الدار إلا بالمفتاح، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا(٢) .

٥٧٥/٩ - حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عنه، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال ذات يوم لجابر بن عبدالله الانصاري: يا جابر، إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، المعروف في التوراة بالباقر فإذا لقيته فأقرئه مني السلام.

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ١٠٢/٢٣.

(٢) بحار الانوار ٣٦: ١٠٢/٢٤.

٤٣٤

فدخل جابر إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام فوجد محمّد بن عليّ عليهما السلام عنده غلاما، فقال له، يا غلام، أقبل. فأقبل، ثم قال له: أدبر. فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول الله ورب الكعبة، ثم أقبل على عليّ بن الحسين عليهما السلام فقال له، من هذا؟ قال: هذا ابني، وصاحب الامر بعدي محمّد الباقر. فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما، ويقول: نفسي لنفسك الفداء يا بن رسول الله، اقبل سلام أبيك، إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرأ عليك السلام. قال: فدمعت عينا أبي جعفر عليه السلام، ثم قال: يا جابر، على أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم السلام ما دامت السماوات والارض، وعليك - يا جابر - بما بلغت السلام(١) .

٥٧٦/١٠ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الاسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبدالله بن عباس، قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما أسري به إلى السماء، انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عزّوجلّ: [خلق الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ](٢) ، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال: له جبرئيل عليه السلام: يا محمّد، اعبر على بركة الله، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم أخرج منه، فأنفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر.

فعبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتي انتهى إلى الحجب، والحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم يا محمّد. فقال له: يا جبرئيل، ولم لا تكون معي؟ قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان. فتقدم

______________

(١) بحار الانوار ٤٦: ٢٢٣/١.

(٢) كذا، وفي سورة الانعام ٦: ١: [وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ].

٤٣٥

رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: أنا المحمود، وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته(١) انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزيرك.

فهبط رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه، لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتى مضى لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك وتعالى:( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) (٢) ، فاحتمل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك حتى كان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٣) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: تهديد بعد وعيد، لامضين أمر الله عزّوجلّ، فإن يتهموني ويكذبوني، فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة.

قال: وسلم جبرئيل على علي بإمرة المؤمنين، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، أسمع الكلام ولا أحس الرؤية. فقال: يا علي، هذا جبرئيل، أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني.

ثم أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين، ثم قال: يا بلال، ناد في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعا مخافة ان تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد،

______________

(١) في نسخة: بتكته، وكلاهما بمعنى قطعته.

(٢) هود ١١: ١٢.

(٣) المائدة ٥: ٦٧.

٤٣٦

فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي، إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال: يا محمّد، أنا المحمود، وأنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتلته(١) ، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزيرك.

ثم أخذ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيدي عليّ بن أبي طالب، فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ولم ير قبل ذلك، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيع: نبرأ إلى الله من مقالة ليس بحتم، ولا نرضى أن يكون علي وزيره، هذه منه عصبية.

فقال سلمان والمقداد وأبوذرّ وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (٢) ، فكرر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك ثلاثا، ثم قال: إن كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بإرسالي إليكم، بالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب(٣) .

وصلّى الله على محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) في نسخة: بتكته.

(٢) المائدة ٥: ٣.

(٣) بحار الانوار ٣٧: ١٠٩/٣.

٤٣٧

[ ٥٧ ]

المجلس السابع والخمسون

مجلس يوم الجمعة

الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٥٧٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت مولاي الصادق عليه السلام يقول: كان فيما ناجى الله عزّوجلّ به موسى بن عمران عليه السلام أن قال له: يا بن عمران، كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه، ها أنا ذا - يا بن عمران - مطلع على أحبائي، إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلموني عن الحضور. يا بن عمران، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني فإنك تجدني قريبا مجيبا(١) .

٥٧٨/٢ - وبهذا الاسناد قال: كان الصادق عليه السلام يدعو بهذا الدعاء: إلهي كيف أدعوك وقد عصيتك، وكيف لا أدعوك وقد عرفت حبك في قلبي! وإن كنت

______________

(١) بحار الانوار ١٣: ٣٢٩/٧.

٤٣٨

عاصيا مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة، وعينا بالرجاء ممدودة، مولاي أنت عظيم العظماء، وأنا أسير الاسراء، أنا أسير بذنبي مرتهن بجرمي، إلهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنك بكرمك، ولئن طالبتني بجريرتي لاطالبنك بعفوك، ولئن أمرت بي إلى النار لاخبرن أهلها أني كنت أقول: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، اللهم إن الطاعة تسرك، والمعصية لا تضرك، فهب لي ما يسرك، واغفر لي ما لا يضرك، يا أرحم الراحمين(١) .

٥٧٩/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد ابن نجيح الجواز، عن وهب بن عبد ربه، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: من قال يعلم الله لما لا يعلم الله، اهتز العرش إعظاما لله عزّوجلّ(٢) .

٥٨٠/٤ - حدّثنا محمّد بن القاسم الاسترآبادي رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن عليّ بن الناصر، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه الرضا، عن موسى بن جعفر عليهم السلام، قال: سئل الصادق عليه السلام عن الزاهر في الدنيا. قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عذابه(٣) .

٥٨١/٥ - وبهذا الاسناد، قال: رأى الصادق عليه السلام رجلا قد اشتد جزعه على ولده، فقال: يا هذا، جزعت للمصيبة الصغرى، وغفلت عن المصيبة الكبرى، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد عليه جزعك، فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك(٤) .

٥٨٢/٦ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى

______________

(١) بحار الانوار ٩٤: ٩٢/٥.

(٢) بحار الانوار ١٠٤: ٢٠٧/٥.

(٣) معاني الاخبار: ٢٨٧/١، عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٢/١٩٩، بحار الانوار ٧٠: ٣١٠/٦.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥/١٠، وسائل الشيعة ٢: ٦٤٩/٦.

٤٣٩

الله عزّوجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال الحق فيما عليه وله(١) .

٥٨٣/٧ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، قال: حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام: بم يعرف الناجي؟ فقال: من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع(٢) .

٥٨٤/٨ - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، عن الصادق جعفر ابن محمّد عليهما السلام، أنه قال: عليكم بأتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الارض، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء، وصلوا من المساجد في بقاع مختلفة، فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة(٣) .

٥٨٥/٩ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا الحسن ابن محبوب، قال: حدّثنا معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول: اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم(٤) .

٥٨٦/١٠ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن

______________

(١) بحار الانوار ٦٩: ٣٧٠/١٠.

(٢) بحار الانوار ٢: ٢٦/١.

(٣) بحار الانوار ٨٣: ٣٨٤/٥٩.

(٤) بحار الانوار ٢: ٤١/٢.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776