الكافي الجزء ١٣

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 776

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 776 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 234481 / تحميل: 6477
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

١٢٥٣٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِذَا كَسَا اللهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنَ ثَوْباً جَدِيداً ، فَلْيَتَوَضَّأْ ، وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا أُمَّ الْكِتَابِ ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ ) و( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدَرِ ) (١) ثُمَّ لْيَحْمَدِ اللهَ(٢) الَّذِي سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَزَيَّنَهُ فِي النَّاسِ ، وَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ(٣) ؛ فَإِنَّهُ لَايَعْصِي اللهَ فِيهِ ، وَلَهُ بِكُلِّ سِلْكٍ فِيهِ مَلَكٌ يُقَدِّسُ لَهُ ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ ، وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ ».(٤)

١٢٥٣٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيِّ(٥) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

أَرَدْتُ الدُّخُولَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَبِسْتُ ثِيَابِي ، وَنَشَرْتُ طَيْلَسَاناً جَدِيداً كُنْتُ مُعْجَباً بِهِ ، فَزَحَمَنِي جَمَلٌ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَتَمَزَّقَ(٦) مِنْ(٧) كُلِّ وَجْهٍ ، فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ ، فَدَخَلْتُ عَلى(٨) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَنَظَرَ إِلَى الطَّيْلَسَانِ ، فَقَالَ لِي(٩) : « مَا لِي أَرَاكَ مُنْهَتِكاً(١٠) » فَأَخْبَرْتُهُ بِالْقِصَّةِ.

فَقَالَ : « يَا عُمَرُ ، إِذَا لَبِسْتَ ثَوْباً جَدِيداً ، فَقُلْ : "لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ" ،

____________________

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والخصال. وفي المطبوعوالوافي : -( فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) .

(٢). في « م » : « لله ».

(٣). في « ن » والخصال : + « العليّ العظيم ».

(٤).الخصال ، ص ٦٢٤ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٠ ، ح ٢٠٣٨٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٧ ، ح ٥٨٦٤.

(٥). في « بح ، جت » : « النيشابوري ».

(٦). في « بح » : « فتمرق ». ومزقت الثوب أمزقه مزقاً : خرقته.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٤ ( مزق ).

(٧). في حاشية « جت » : « في ».

(٨). في « بح » : « إلى ».

(٩). في « م ، ن ، بن ، جد » : - « لي ».

(١٠). في « م ، جت ، جد » : « مهتمّاً ».

٦١

تَبْرَأْ مِنَ(١) الْآفَةِ ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ شَيْئاً ، فَلَا تُكْثِرْ(٢) مِنْ(٣) ذِكْرِهِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِمَّا يَهُدُّكَ(٤) ، وَإِذَا كَانَتْ لَكَ إِلى رَجُلٍ حَاجَةٌ ، فَلَا تَشْتِمْهُ مِنْ خَلْفِهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ يُوقِعُ ذلِكَ فِي قَلْبِهِ ».(٥)

١٤ - بَابُ لُبْسِ الْخُلْقَانِ (٦)

١٢٥٣٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : أَدْنَى الْإِسْرَافِ هِرَاقَةُ(٧) فَضْلِ الْإِنَاءِ ، وَابْتِذَالُ ثَوْبِ(٨) الصَّوْنِ(٩) ، وَإِلْقَاءُ النَّوى ».(١٠)

١٢٥٣٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا أَدْنى مَا يَجِي‌ءُ مِنَ الْإِسْرَافِ؟

قَالَ : « ابْتِذَالُكَ ثَوْبَ صَوْنِكَ ، وَإِهْرَاقُكَ فَضْلَ إِنَائِكَ ، وَأَكْلُكَ التَّمْرَ(١١) ، وَرَمْيُكَ بِالنَّوى(١٢)

____________________

(١). في الوافي : « تدرأ » بدل « تبرأ من ».

(٢). في «بح»:«فلا يكثر».وفي«جت»بالتاء والياء معاً.

(٣). في « م ، ن ، بن »والوسائل : - « من ».

(٤). في « بح ، بف ، جت » : « يهدّه ». وفيالوافي : « يهدكه ». والهدّ : الهدم الشديد والكسر.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٧٢ ( هدد ).

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٠ ، ح ٢٠٣٨٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٠ ، ح ٥٨٧٢.

(٦). الخَلَق - محرّكة - : البالي ، للمذكّر والمؤنّث ، والجمع : خُلقان.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٧٠ ( خلق).

(٧). في « م ، جد » وحاشية « جت » : « إراقة ». وهراقة فضل الإناء : أي إراقته وسكبه. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٠ ( هرق ). (٨). في « بف » : « الثوب ».

(٩). في « بف »والوافي : « المصون ».

(١٠).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٧ ، ح ٣٦٢٦ ، معلّقاً عن إسحاق بن عمّار.الخصال ، ص ٩٣ ، باب الثلاثة ، ح ٣٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٥ ، ح ١٦٩١٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥١ ، ح ٥٨٧٤.

(١١). في « جد » وحاشية « بن » : « التمرة ».

(١٢). فيالكافي ، ح ٦٢٢٩ : « النوى ».

٦٢

هَاهُنَا وَهَاهُنَا ».(١)

١٢٥٣٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ كَثِيرٍ الْمَدَائِنِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٢) : دَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَرَأى عَلَيْهِ قَمِيصاً فِيهِ قَبٌّ(٣) قَدْ رَقَعَهُ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا لَكَ تَنْظُرُ؟ » فَقَالَ(٤) : قَبٌّ مُلْقًى(٥) فِي قَمِيصِكَ ، قَالَ(٦) : فَقَالَ لِيَ(٧) : « اضْرِبْ يَدَكَ(٨) إِلى هذَا الْكِتَابِ ، فَاقْرَأْ مَا فِيهِ » وَكَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ كِتَابٌ ، أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ ، فَنَظَرَ الرَّجُلُ فِيهِ(٩) ، فَإِذَا فِيهِ : لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاحَيَاءَ لَهُ ، وَلَا مَالَ لِمَنْ لَاتَقْدِيرَ لَهُ ، وَلَا جَدِيدَ لِمَنْ لَاخَلَقَ لَهُ.(١٠)

١٥ - بَابُ الْعَمَائِمِ‌

١٢٥٣٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ تَعَمَّمَ وَلَمْ يَتَحَنَّكْ(١١) ، فَأَصَابَهُ دَاءٌ لَادَوَاءَ لَهُ ، فَلَا‌

____________________

(١).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب كراهية السرف والتقتير ، ح ٦٢٢٩. وراجع :الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب اللباس ، ح ١٢٤٤٥الوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٥ ، ح ١٦٩١٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥١ ، ح ٥٨٧٥.

(٢). فيالكافي ، ح ٩٤١١ : « أنّه ».

(٣). « القبّ » : ما يدخل في جيب القميص من الرقاع.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٠ ( قبب ).

(٤). في « بن » : « قال ». وفيالكافي ، ح ٩٤١١ : + « له جعلت فداك ».

(٥). في « م ، بن ، جد » والبحار والكافي ، ح ٩٤١١ : « يلقى ». وفي الوسائل : « يلفى ».

(٦). فيالكافي ، ح ٩٤١١ : - « قال ».

(٧). في « م ، ن ، جد » والبحار : - « لي ». وفيالكافي ، ح ٩٤١١ : « له ».

(٨). في « بف »والوسائل : « يديك ».

(٩). في « بف » : - « فيه ».

(١٠).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح ٩٤١١. وفيه ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الحياء ، ح ١٧٨٥ ، وتمام الرواية فيه : « لا إيمان لمن لاحياء له »الوافي ، ج ١٧ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٩٠٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٣ ، ح ٥٨٨٢.

(١١). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » : « ولم يحنّك ». وفي الوافي : « ولم يحتنك ».

٦٣

يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ(١) ».(٢)

١٢٥٣٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( مُسَوِّمِينَ ) (٣) قَالَ : « الْعَمَائِمُ اعْتَمَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَسَدَلَهَا(٤) مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَاعْتَمَّ جَبْرَئِيلُ ، فَسَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ».(٥)

١٢٥٣٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَابِرٍ(٦) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْعَمَائِمُ الْبِيضُ الْمُرْسَلَةُ يَوْمَ بَدْرٍ ».(٧)

١٢٥٤٠ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْحَسَنِ(٨) بْنِ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ اللهَبِيِّ :

____________________

(١). فيالوافي : « سنّة التلحّي [ أي إدارة العمامة تحت الحنك ] متروكة اليوم في أكثر بلاد الإسلام كقصر الثياب في زمن الأئمّةعليهم‌السلام ، فصارت من لباس الشهرة المنهيّ عنها ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٨٤٦ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ، ح ٨١٨ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٦ ، ح ٢٠٣٩٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٥٢٤ ؛البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٩٤.

(٣). آل عمران (٣) : ١٢٥.

(٤). سدلها ، أي أرخاها وأرسلها. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٢٨ ( سدل ).

(٥).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ١٣٧ ، عن إسماعيل بن همّام ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله : مسوّمين قال : العمائم اعتمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسدلها من بين يديه ومن خلفه »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٠٣٨٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٥ ، ح ٥٨٨٧ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ٢٩٧ ، ح ٤١ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٩٥.

(٦). في البحار ، ج ١٩ : - « عن جابر » ، وهو سهو.

(٧).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ١٣٦ ، عن جابرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٠٣٨٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٥ ، ح ٥٨٨٨ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ٢٩٧ ، ح ٤٢ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٩٨.

(٨). هكذا في « م ، ن ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار ، ج ٤٢. وفي « بح ، جت » والمطبوع : « الحسين ». والرجل مجهول لم نعرفه.

٦٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « عَمَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام بِيَدِهِ ، فَسَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَقَصَّرَهَا مِنْ خَلْفِهِ قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ ، ثُمَّ قَالَ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ(١) : هكَذَا تِيجَانُ الْمَلَائِكَةِ ».(٢)

١٢٥٤١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْعَمَائِمُ تِيجَانُ الْعَرَبِ ».(٣)

١٢٥٤٢/٦. وَرُوِيَ : « أَنَّ الطَّابِقِيَّةَ(٤) عِمَّةُ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللهُ ».(٥)

١٢٥٤٣ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ :

رَفَعَهُ(٦) إِلى(٧) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ مُعْتَمّاً تَحْتَ حَنَكِهِ يُرِيدُ سَفَراً ، لَمْ يُصِبْهُ فِي سَفَرِهِ سَرَقٌ ، وَلَا حَرَقٌ ، وَلَا مَكْرُوهٌ ».(٨)

١٢٥٤٤ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَمْزَةَ(٩) :

____________________

(١). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والبحار ، ج ٤٢ : « فقال » بدل « ثمّ قال ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٠٣٩٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٥ ، ح ٥٨٨٩ ؛البحار ، ج ٤٢ ، ص ٦٩ ، ح ٢١ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٩٨.

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٦ ، ح ٥٨٩٠.

(٤). « الطابقيّة » أي العِمَّة الطابقيّة ، وهي التي لم تُدر تحت الحنك. اُنظر :مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٠٥ ( طبق ).

(٥).المحاسن ، ص ٣٧٨ ، كتاب السفر ، ذيل ح ١٥٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠٢ و ٤٠٣ ، ح ٥٥٢٧ و ٥٥٣٥.

(٦). في « بح ، بف ، جت » : « يرفعه ».

(٧). في حاشية « جت » : « عن ».

(٨).المحاسن ، ص ٣٧٣ ، كتاب السفر ، ح ١٣٧ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٢٢ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٥١٩ ، مرسلاً عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير ؛الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ، ح ٨١٩ ، مرسلاً ، مع اختلافالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠٢ ، ح ٥٥٢٦.

(٩). فيالمحاسن : « عيسى بن أبي حمزة ». والظاهر أنّ الصواب هو « عيسى بن حمزة » وهو عيسى بن حمزة =

٦٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنِ اعْتَمَّ ، فَلَمْ يُدِرِ الْعِمَامَةَ تَحْتَ حَنَكِهِ(١) ، فَأَصَابَهُ أَلَمٌ لَا دَوَاءَ لَهُ ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ».(٢)

١٦ - بَابُ الْقَلَانِسِ‌

١٢٥٤٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَلْبَسُ مِنَ(٣) الْقَلَانِسِ الْيَمَنِيَّةَ(٤) وَالْبَيْضَاءَ وَ(٥) الْمُضَرَّبَةَ(٦) وَذَاتَ(٧) الْأُذُنَيْنِ فِي الْحَرْبِ ، وَكَانَتْ عِمَامَتُهُ السَّحَابَ ، وَكَانَ(٨) لَهُ بُرْنُسٌ(٩) يَتَبَرْنَسُ بِهِ ».(١٠)

____________________

= المدائني الثقفي الذي ترجم له النجاشي ونسب إليه كتاباً يرويه عنه جماعة ، منهم عمرو بن سعيد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٩٤ ، الرقم ٧٩٨.

(١). في « بح ، بف » وحاشية « جت » : « حلقه ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٨٤٧ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٣٧٨ ، كتاب السفر ، ح ١٥٧ ، بسنده عن عمرو بن سعيد ، عن عيسى بن أبي حمزة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٤ ، ح ٢٠٣٩٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٥٢٥.

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل والبحار والمصادر. وفي المطبوع : - « من ».

(٤). في « م ، ن ، بح ، جت ، جد » : « اليمنة ».

(٥). فيالجعفريّات : - « اليمنيّة والبيضاء و ».

(٦). فيالوافي : « والمصريّة ». وفيالأمالي للصدوق : « والمضرية ». وضرّب النجّاد المضرّبة ، إذا خاطها.الصحاح ، ج ١ ، ص ١٦٨ ( ضرب ). (٧). فيالفقيه والأمالي للصدوق : « ذات » بدون الواو.

(٨). في البحار : « وكانت ».

(٩). « البرنس » : قلنسوة طويلة كان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام ، وعن الأزهري : كلّ ثوب رأسه منه ملتزق به درّاعة كانت أو جبّة ممطراً. المغرب ، ص ٤١ ( برنس ).

(١٠).الجعفريّات ، ص ١٨٤ ، صدر الحديث ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ١٧٧ ، ضمن ح ٥٤٠٣ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٧١ ، المجلس ١٧ ، ضمن ح ٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها إلى قوله : « وكانت عمامته السحاب » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٠٤٠٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٨٥ ، ح ٥٩٠١ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، ح ٤٥.

٦٦

١٢٥٤٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ مُضَرَّبَةً(٢) ، وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الْحَرْبِ قَلَنْسُوَةً لَهَا أُذُنَانِ ».(٣)

١٢٥٤٧ / ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اعْمَلْ لِي قَلَانِسَ بَيْضَاءَ ، وَلَا تُكَسِّرْهَا ؛ فَإِنَّ السَّيِّدَ مِثْلِي لَا يَلْبَسُ الْمُكَسَّرَ ».(٤)

١٢٥٤٨ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اتَّخِذْ لِي قَلَنْسُوَةً ، وَلَا تَجْعَلْهَا مُصَبَّغَةً(٥) ؛ فَإِنَّ السَّيِّدَ مِثْلِي لَا يَلْبَسُهَا » يَعْنِي لَاتُكَسِّرْهَا.(٦) (٧)

١٧ - بَابُ الِاحْتِذَاءِ‌

١٢٥٤٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ‌

____________________

(١). في « م ، ن ، بن »والوسائل والبحار : « بعض أصحابنا ».

(٢). فيالوافي : « مصرية ».

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٠٤٠١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٨ ، ح ٥٩٠٠ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، ح ٤٦.

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٨ ، ح ٢٠٤٠٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٩ ، ح ٥٩٠٣ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٥ ، ح ٦٢.

(٥). في حاشية « جت » : « مضيّقة ». وفيالوسائل : « مصبعة ». وفيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٥ : « لا تجعلها مصبغة ، أي واسعة طويلة ليحتاج إلى كسر طرفه ، فإنّ الإصباغ لغة في الإسباغ ، وفي بعض النسخ مضيّقة ، أي لا تكسرها لتصير بعد الكسر مضيّقة ، ولعلّهم بعد الكسر أيضاً كانوا يخيطون ».

(٦). في « بح » : « لا يكسّرها ».

(٧).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٨ ، ح ٢٠٤٠٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٩ ، ح ٥٩٠٤.

٦٧

عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : اسْتِجَادَةُ(١) الْحِذَاءِ وِقَايَةٌ لِلْبَدَنِ ، وَعَوْنٌ عَلَى الصَّلَاةِ وَالطَّهُورِ ».(٢)

١٢٥٥٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ النَّعْلَيْنِ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام ».(٣)

١٢٥٥١ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٤) :

« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنِ اتَّخَذَ نَعْلاً ، فَلْيَسْتَجِدْهَا ».(٥)

١٢٥٥٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ(٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : لَاتَحْتَذُوا(٧) الْمَلْسَ ؛ فَإِنَّهَا حِذَاءُ‌

____________________

(١). فيالوافي : « استجاده : وجده ، أو طلب الجيّد ، واستجدّه : صيّره جديداً ».

(٢).الخصال ، ص ٦١٠ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٩ ، ح ٢٠٤٠٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٠ ، ح ٥٩١٢.

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٩ ، ح ٢٠٤٠٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٠ ، ح ٥٩١٠ ؛البحار ، ج ١٢ ، ص ١٣ ، ح ٣٨.

(٤). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام . والمراد بهذا الإسناد هو الطريق المذكور إليه في السند السابق.

(٥).الجعفريّات ، ص ١٥٧ ، ضمن الحديث ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .قرب الإسناد ، ص ٦٩ ، صدر ح ٢٢٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٤٩ ، ح ٢٠٤٠٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٠ ، ح ٥٩١١.

(٦). هذا الخبر جزءٌ من الحديث المفصّل المعروف بحديث الأربعمائة ، وذاك الحديث يرويه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وهذا الجزء رواه الصدوق فيعلل الشرائع ، ص ٥٣٣ ، بسنده عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . فعليه ، احتمال سقوط الواسطة في ما نحن فيه بين الحسن بن راشد وبين أبي عبداللهعليه‌السلام غير منفيّ.

(٧). في « بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والعلل : « لا تتّخذوا ». وفي « م » : « لا تتّخذ ».

٦٨

فِرْعَوْنَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ(١) الْمَلْسَ(٢) ».(٣)

١٢٥٥٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ لَا أَرَاهُ مُعَقَّبَ النَّعْلَيْنِ(٤) ».(٥)

١٢٥٥٤ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مِنْهَالٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَعَلَيَّ نَعْلٌ مَمْسُوحَةٌ ، فَقَالَ : « هذَا حِذَاءُ الْيَهُودِ » فَانْصَرَفَ مِنْهَالٌ ، فَأَخَذَ سِكِّيناً ، فَخَصَّرَهَا بِهَا ».(٦)

١٢٥٥٥ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي الْخَزْرَجِ(٧) الْحَسَنِ بْنِ‌

____________________

(١). في الخصال : « حذا ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٦ : « في بعض النسخ الملس من الملاسة ، أي الذي يساوي وسطه وطرفاه ، ولا يكون مخصّراً ، وفي بعضها الملسن بالنون ». وقال ابن الأثير : « فيه : أنّ نعله كانت ملسّنة ، أي دقيقة على شكل اللسان. وقيل : هي التي جعل لها لسان ، ولسانها الهنة الناتئة في مقدّمها ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٤٩ ( لسن ).

(٣).الخصال ، ص ٦١٤ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ؛وعلل الشرائع ، ص ٥٣٣ ، ح ١ ، بسندهما عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير [ فيالخصال : + « ومحمّد بن مسلم » ] عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٢ ، ح ٥٩١٧.

(٤). فيالمرآة : « معقّب النعلين ، أي لهما نتوء من عقبه ، من الفوق أو من جهة التحت ، فيكون لازماً مخصّراً ، على أنّ المخصّر يحتمل أن يكون المراد به ما خصر من جانبيه لا من تحته ، بل هو أظهر لفظاً ، لكن بعض الأخبار يؤيّد الأوّل ».

وقال الزمخشري : « إنّ نعلهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت معقّبة مخصّرة ملسّنة » أي مصيراً لها عقب ، مستدقّة الخصر ، وهو وسطها ، مخرّطة الصدر ، مدقّقته من أعلاه على شكل اللسان ».الفائق في غريب الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ ( عقب ).

(٥).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٠٤١٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٢ ، ح ٥٩١٦.

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٢ ، ح ٥٩١٨.

(٧). فيالوافي : + « عن » ، وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١١٠.

٦٩

الزِّبْرِقَانِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْحَذَّاءُ ، قَالَ :

أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَنَحْنُ بِمِنًى : « ائْتِنِي وَمَعَكَ كِنْفُكَ(١) ».

قَالَ(٢) : فَأَتَيْتُهُ فِي مِضْرَبِهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ ، وَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ نَعْلاً جَدِيداً ، فَرَمى بِهَا إِلَيَّ ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَوْ وَهَبْتَ لِي هذِهِ النَّعْلَ وَكُنْتُ(٣) أَحْذُو عَلَيْهَا ، فَرَمى(٤) إِلَيَّ بِالْفَرْدِ الْآخَرِ ، وَقَالَ(٥) : « وَاحِدَةٌ أَيَّ(٦) شَيْ‌ءٍ تَنْفَعُكَ؟ ».

قَالَ : وَكَانَتْ مُعَقَّبَةً(٧) مُخَصَّرَةً(٨) مِنْ وَسَطِهَا(٩) ، لَهَا قِبَالَانِ(١٠) ، وَلَهَا رُؤُوسٌ ، فَقَالَ(١١) : « هذَا حَذْوُ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(١٢)

١٢٥٥٦ / ٨. عَنْهُ(١٣) ، قَالَ : حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْحَذَّاءُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ(١٤) ، قَالَ :

____________________

(١). الكِنف - بالكسر - : وعاء أداة الراعي.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣٢ ( كنف ).

(٢). في « بف ، جت » : - « قال ».

(٣). في « بح ، بف ، جت »والوافي : « فكنت ».

(٤). في « بح » : « فرقى ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « فقال ».

(٦). في « بن » : « فأيّ ».

(٧). المعقّبة : التي لها عقب.لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦١٢ ( عقب ).

(٨). « مخصّرة » قطع خَصْراها حتّى صارا مستدقّين ، وخَصْرُ النعل : ما استدقّ من قدّام الاُذنين منها.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ( خصر ). (٩). في « م ، ن ، بن ، جد » : - « من وسطها ».

(١٠). « القبال » : زمام النعل ، وهو السير الذي يكون بين الإصبعين.النهاية ، ج ٤ ، ص ٨ ( قبل ).

(١١). في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » : « وقال ».

(١٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٠٤٠٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٣ ، ح ٥٩٢٠ ، ملخّصاً.

(١٣). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن أبي عبد الله - بعناوينه المختلفة - عن داود بن إسحاق الحذّاء أو داود بن إسحاق أبي سليمان الحذّاء في بعض الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :الكافي ، ح ٦٤٣٣ و ٩٩٤٤ و ١٢٩١٢.

(١٤). في « م ، ن ، جد » وحاشية « بف ، بن »والوسائل : « عن تيم الزيّات ». وفي « بح » : « من تيم الرياب ». وفي

٧٠

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَرى فِي رِجْلِهِ نَعْلاً غَيْرَ مُخَصَّرَةٍ ، أَمَا إِنَّ أَوَّلَ مَنْ غَيَّرَ حَذْوَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فُلَانٌ ».

ثُمَّ قَالَ : « مَا تُسَمُّونَ(١) هذَا الْحَذْوَ؟ » قُلْتُ(٢) : الْمَمْسُوحَ ، قَالَ : « هذَا الْمَمْسُوحُ».(٣)

١٢٥٥٧ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ(٤) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ :

نَظَرَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام وَعَلَيَّ نَعْلَانِ مَمْسُوحَتَانِ ، فَأَخَذَهُمَا وَقَلَبَهُمَا ، ثُمَّ قَالَ لِي(٥) : « أَتُرِيدُ أَنْ تَهَوَّدَ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّمَا وَهَبَهُمَا(٦) لِي إِنْسَانٌ ، قَالَ : « فَلَا بَأْسَ ».(٧)

١٢٥٥٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ كَرِهَ عَقْدَ شِرَاكِ النَّعْلِ ، وَأَخَذَ نَعْلَ أَحَدِهِمْ وَحَلَّ(٨) شِرَاكَهَا(٩) .(١٠)

____________________

= « بف » : « عن تميم الزيّات ». وفي حاشية « جت » : « عن تيم الرباب ». وفي الوافي : « من تيم الزيّات ».

ومحمّد بن الفيض هذا ، هو محمّد بن الفيض التَّيمي ، والتَّيمي نسبة إلى قبائل اسمها تيم ، منها تيم الرباب. راجع :رجال الطوسي ، ص ٣١٣ ، الرقم ٤٦٤٦ ؛ الإكمال لابن ماكولا ، ج ١ ، ص ٥٤١ ؛الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٤٩٨.

(١). في « بح ، بف »والوافي : « يسمّون ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٢). في « بح ، بف » وحاشية « جت » : « وقلنا ».

(٣).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٠٤١١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٣ ، ح ٥٩٢١.

(٤). في «م ،ن، بن»والوسائل : - « بن عثمان ».

(٥). في « بف » : - « لي ».

(٦). في « م ، بح ، جت » : « وهبها ».

(٧).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٣ ، ح ٥٩١٩.

(٨). في « م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد »والوافي والوسائل : « فحلّ ».

(٩). فيمرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٨ : « قيل : المراد عقد الشراك قبل اللبس ، وقيل : عقده في ظهر القدم ، وهما بعيدان. ويحتمل أن يكون في زمانهم شراك لا يحتاج إلى العقد كما هو الموجود الآن أيضاً ، أو المراد العقد =

٧١

١٢٥٥٩ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي يُطِيلُ ذَوَائِبَ نَعْلَيْهِ ».(١)

١٢٥٦٠ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ نَظَرَ إِلى نَعْلٍ شِرَاكُهَا(٢) مَعْقُودٌ(٣) ، فَتَنَاوَلَهَا(٤) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَحَلَّهَا ، ثُمَّ قَالَ : « لَا تَعْقِدْ(٥) ».(٦)

١٢٥٦١ / ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ ، فَأَخْرَجْتُ مِنْ كُمِّي(٧) شِسْعاً ، فَأَصْلَحَ بِهِ نَعْلَهُ ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ(٨) عَلى كَتِفِيَ الْأَيْسَرِ ، وَقَالَ(٩) : « يَا عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ كَثِيرٍ ، مَنْ حَمَلَ مُؤْمِناً عَلى شِسْعِ نَعْلِهِ(١٠) ، حَمَلَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلى نَاقَةٍ دَمْكَاءَ(١١) حِينَ يَخْرُجُ‌

____________________

= التي تكون في أصل الشراك سوى ما يعقد عند اللبس. وهو أظهر »

والشراك : أحد سيور النعل التي تكون على وجهها.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٦٨ ( شرك ).

(١٠).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٢.

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥١ ، ح ٢٠٤١٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٤.

(٢). في « بح ، جت » : « شراكهما ».

(٣). هكذا في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : « معقودة ».

(٤). في « جت » : « فتناولهما ».

(٥). في «م،ن،بح،جت،جد»والوسائل :«لا تعد ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٣.

(٧). فيالوسائل : « كميتي ».

(٨). في «م،ن،بح،بف،جت،جد»والوافي : « بيده ».

(٩). في « بح ، بف ، جت » : « ثمّ قال ».

(١٠). في «م،ن،بح،بف،بن،جد»والوسائل :- «نعله».

(١١). فيالوافي : « رمكاء ». و « دمكاء » أي سريعة المرّ. والدمك : أسرع عدو الأرنب. والدموك : البكرة السريعة ، و =

٧٢

مِنْ قَبْرِهِ حَتّى يَقْرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ ».(١)

١٢٥٦٢ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، قَالَ :

كُنَّا نَمْشِي مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُعَزِّيَ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ بِمَوْلُودٍ لَهُ ، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَتَنَاوَلَ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ ، ثُمَّ مَشى حَافِياً ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ ، فَخَلَعَ نَعْلَ نَفْسِهِ مِنْ(٢) رِجْلِهِ ، وَخَلَعَ الشِّسْعَ مِنْهَا ، وَنَاوَلَهُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ كَهَيْئَةِ الْمُغْضَبِ ، ثُمَّ أَبى أَنْ يَقْبَلَهُ ، ثُمَّ(٣) قَالَ : « أَلَا(٤) إِنَّ صَاحِبَ الْمُصِيبَةِ(٥) أَوْلى بِالصَّبْرِ عَلَيْهَا ، فَمَشى حَافِياً حَتّى دَخَلَ عَلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ لِيُعَزِّيَهُ ».(٦)

١٢٥٦٣ / ١٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَدَخَلَ عَلى رَجُلٍ ، فَخَلَعَ نَعْلَهُ ، ثُمَّ قَالَ : « اخْلَعُوا نِعَالَكُمْ ؛ فَإِنَّ النَّعْلَ إِذَا خُلِعَتِ اسْتَرَاحَتِ الْقَدَمَانِ ».(٧)

____________________

= كذلك كلّ شي‌ء سريع المرّ.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٥٥ ( دمك ).

وفيالوافي : « ناقة رمكاء : اشتدّت كمتته حتّى يدخلها سواد ، والكمتة لون بين الحمرة والسواد ، ومنها الكميت. وفي بعض النسخ : دمكاء ، وهي البكرة السريعة ».

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٤ ، ح ٥٩٢٥.

(٢). في الوافي « عن ».

(٣). في « ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » : - « ثمّ ».

(٤). في « ن ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار : « لا ».

(٥). فيالوافي : « المصيبة إنّما هي انقطاع شسع النعل ، وإنّما وقعت بحسب الاتّفاق في العراء وليس له مدخل فيها وإنّما كان صاحبه غيره ».

(٦).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٧٤ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٠٨٢ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٥ ، ح ٦٤.

(٧).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٢ ، ح ٢٠٤١٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٦ ، ح ٥٩٢٨.

٧٣

١٨ - بَابُ أَلْوَانِ النِّعَالِ (١)

١٢٥٦٤ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ نَظَرَ إِلى بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، وَعَلَيْهِ نَعْلٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَ : « مَا لَكَ وَلِلنَّعْلِ السَّوْدَاءِ(٢) ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا تُضِرُّ بِالْبَصَرِ ، وَتُرْخِي الذَّكَرَ ، وَهِيَ(٣) بِأَغْلَى(٤) الثَّمَنِ مِنْ غَيْرِهَا ، وَمَا لَبِسَهَا أَحَدٌ إِلَّا اخْتَالَ(٥) فِيهَا؟ ».(٦)

١٢٥٦٥ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَفِي رِجْلِي نَعْلٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَ : « يَا حَنَانُ ، مَا لَكَ وَلِلسَّوْدَاءِ؟ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ : تُضْعِفُ الْبَصَرَ ، وَتُرْخِي الذَّكَرَ ، وَتُورِثُ الْهَمَّ ، وَ(٧) مَعَ ذلِكَ مِنْ لِبَاسِ الْجَبَّارِينَ(٨) ؟ ».

قَالَ : فَقُلْتُ(٩) : فَمَا أَلْبَسُ مِنَ النِّعَالِ؟

قَالَ(١٠) : « عَلَيْكَ بِالصَّفْرَاءِ ؛ فَإِنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ : تَجْلُو(١١) الْبَصَرَ ، وَتَشُدُّ(١٢) الذَّكَرَ ،

____________________

(١). في « ن ، جد » وحاشية « جت » : « النعل ».

(٢). في « بح » : « الأسود ».

(٣). في « بح » : « وهو ».

(٤). في الوافي : « أغلا ».

(٥). اختال : أي تكبّر. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٣ ( خيل ).

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٠٤٢٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٧ ، ح ٥٩٣١.

(٧). فيالوسائل ، ح ٥٩٣٢ والثواب والخصال : « وهي ».

(٨). في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » : - « ومع ذلك من لباس الجبّارين ».

(٩). في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت »والوافي : « قلت ».

(١٠). في « م ، ن ، بف ، جد »والوسائل ، ح ٥٩٣٨ : « فقال ».

(١١). في الثواب والخصال : « تحدّ » بدل « تجلو ».

(١٢). في « بح » وحاشية « جت » : « وتقوّي ».

٧٤

وَتَدْرَأُ(١) الْهَمَّ ، وَهِيَ مَعَ ذلِكَ مِنْ(٢) لِبَاسِ النَّبِيِّينَ ».(٣)

١٢٥٦٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَعَلَيَّ نَعْلٌ بَيْضَاءُ ، فَقَالَ(٤) : « يَا سَدِيرُ ، مَا هذِهِ(٥) النَّعْلُ؟ احْتَذَيْتَهَا عَلى عِلْمٍ؟ ».

قُلْتُ : لَاوَاللهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ.

فَقَالَ : « مَنْ دَخَلَ السُّوقَ قَاصِداً لِنَعْلٍ(٦) بَيْضَاءَ ، لَمْ يُبْلِهَا حَتّى يَكْتَسِبَ مَالاً مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ ».

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ(٧) : أَخْبَرَنِي سَدِيرٌ أَنَّهُ لَمْ يُبْلِ(٨) تِلْكَ النَّعْلَ حَتّى اكْتَسَبَ مِائَةَ دِينَارٍ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ.(٩)

١٢٥٦٧ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بُرَيْدِ(١٠) بْنِ‌

____________________

(١). في الوسائل ، ح ٥٩٣٨ والثواب والخصال : « وتنفي ».

(٢). في « ن ، بف » : - « من ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٤٣ ، ح ١ ؛والخصال ، ص ٩٩ ، باب الثلاثة ، ح ٥٠ ، بسندهما عن حنان بن سدير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٠٤٢١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٧ ، ح ٥٩٣٢ ، إلى قوله : « من لباس الجبّارين » ؛ وفيه ، ص ٦٩ ، ح ٥٩٣٨ ، من قوله : « قال : فقلت : فما ألبس من النعال؟».

(٤). في « ن ، بف ، بن ، جت »والوسائل والثواب : + « لي ».

(٥). في « جد » : « هذا ».

(٦). في الثواب : « لشراء نعل » بدل « لنعل ».

(٧). أبو نُعيم كنية الفضل بن دُكين وهو من رواة العامّة المشهورين. فعليه يكون سند ذيل الخبر معلّقاً على سند الصدر. راجع :تهذيب الكمال ، ج ٢٣ ، ص ١٩٧ ، الرقم ٤٧٣٢.

(٨). في « ن » : « لم يبلها ».

(٩).ثواب الأعمال ، ص ٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد عن أبي نعيم الفضل دكينالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٨ ، ح ٥٩٣٥ ، إلى قوله : « يكتسب مالا من حيث لا يحتسب ».

(١٠). في « بف »والوافي : « يزيد ». والرجل مجهول لم نعرفه.

٧٥

مُحَمَّدٍ الْغَاضِرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

رَآنِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَعَلَيَّ(١) نَعْلٌ سَوْدَاءُ ، فَقَالَ : « يَا عُبَيْدُ ، مَا لَكَ وَلِلنَّعْلِ السَّوْدَاءِ؟ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ : تُرْخِي الذَّكَرَ ، وَتُضْعِفُ(٢) الْبَصَرَ(٣) ، وَهِيَ أَغْلى ثَمَناً مِنْ غَيْرِهَا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَلْبَسُهَا(٤) وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا(٥) أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ جَبَّاراً ».(٦)

١٢٥٦٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ ، كَانَ فِي سُرُورٍ حَتّى يُبْلِيَهَا(٧) ».(٨)

١٢٥٦٩ / ٦. عَنْهُ(٩) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٠) بَلَغَ بِهِ جَابِرَ الْجُعْفِيَّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ ، لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ فِي سُرُورٍ مَا دَامَتْ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النّاظِرِينَ ) (١١) ».(١٢)

١٢٥٧٠ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بَحْرٍ صَاحِبِ اللُّؤْلُؤِ ، قَالَ :

____________________

(١). في « بح » : « وعليه ».

(٢). في « بف » : « ويضعّف ».

(٣). في « بح » : « تضعف البصر وترخي الذكر ».

(٤). في الوسائل : « يلبسها ».

(٥). في « بن » : « لا ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٨ ، ح ٥٩٣٣.

(٧). في تفسير العيّاشي : « لم يبلها حتّى يستفيد علماً أو مالاً » بدل « كان فى سرور حتّى يبليها ».

(٨).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ٦٠ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٩ ، ح ٥٩٣٦.

(٩). الظاهر رجوع الضمير إلى أحمد بن أبي عبد الله المعتمد على المراسيل.

(١٠). في « بح » والبحار : « أصحابه ».

(١١). البقرة (٢) : ٦٩.

(١٢).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٤٧ ، ح ٥٩ ، عن الفضل بن شاذان ، عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٤ ، ح ٢٠٤٢٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٩ ، ح ٥٩٣٧ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٢٦١.

٧٦

مَنْ أَرَادَ لُبْسَ النَّعْلِ ، فَوَقَعَتْ لَهُ صَفْرَاءُ إِلَى الْبَيَاضِ ، لَمْ يَعْدَمْ مَالاً وَوَلَداً ؛ وَمَنْ وَقَعَتْ لَهُ سَوْدَاءُ ، لَمْ يَعْدَمْ غَمّاً وَهَمّاً(١) .(٢)

١٩ - بَابُ الْخُفِّ‌

١٢٥٧١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي حَيَّةَ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لُبْسُ الْخُفِّ يَزِيدُ فِي قُوَّةِ الْبَصَرِ ».(٤)

١٢٥٧٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْعَوْسِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُسْلِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَعْدٍ(٥) ، عَنْ مَنِيعٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « لُبْسُ الْخُفِّ أَمَانٌ مِنَ السِّلِّ ».(٦)

١٢٥٧٣ / ٣. عَنْهُ(٧) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُبَارَكٍ غُلَامِ الْعَقَرْقُوفِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِدْمَانُ لُبْسِ الْخُفِّ أَمَانٌ مِنَ السِّلِّ ».(٨)

____________________

(١). في « بح » وحاشية « جت » : « عماها ». وفي « بن » : « غمّاها » كلاهما بدل « غمّاً وهمّاً ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٠٤٢٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٦٨ ، ح ٥٩٣٤.

(٣). هكذا في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » وظاهر « بف ». وفي « بح » والمطبوعوالوسائل : « سلمة بن أبي حبّة ».

هذا ، والظاهر اتّحاد هذا العنوان مع مسلم بن أبي حيّة الوارد فيرجال الكشّي ، ص ٣٣١ ، الرقم ٦٠٤ وسليم بن أبي حيّة المذكور فيرجال النجاشي ، ص ١٣ ، في ترجمة أبان بن تغلب وسالم بن أبي حيّة الذي ورد فيالغيبة للطوسي ، ص ٢٣٣. وتصحيف أحد العناوين الأربعة - مسلم ، سليم ، سالم وسلمة - بالآخر في الخطوط القديمة أمر رائج.

(٤).ثواب الأعمال ، ص ٤٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٠٤٢٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤٤. (٥). في « بح » وهامش المطبوع : « سليمان بن سعيد ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٠٤٢٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤٢.

(٧). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.

(٨).الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٧ ، المجلس ٣٦ ، ذيل ح ٣ ، بسند آخر.ثواب الأعمال ، ص ٤٤ ، ح ٢ ، بسند =

٧٧

١٢٥٧٤ / ٤. عَنْهُ(١) ، عَنْ بَعْضِ مَنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

خَرَجْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى يَنْبُعَ ، فَلَمَّا خَرَجَ(٢) رَأَيْتُ عَلَيْهِ خُفّاً أَحْمَرَ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا هذَا الْخُفُّ الْأَحْمَرُ الَّذِي أَرَاهُ عَلَيْكَ؟

فَقَالَ : « خُفٌّ اتَّخَذْتُهُ لِلسَّفَرِ ، وَهُوَ(٣) أَبْقى عَلَى الطِّينِ وَالْمَطَرِ ، وَأَحْمَلُ لَهُ(٤) ».

قُلْتُ : فَأَتَّخِذُهَا وَأَلْبَسُهَا؟

قَالَ(٥) : « أَمَّا فِي السَّفَرِ فَنَعَمْ ، وَأَمَّا فِي الْحَضَرِ فَلَا تَعْدِلَنَّ(٦) بِالسَّوَادِ(٧) شَيْئاً ».(٨)

١٢٥٧٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَعَلَيَّ خُفٌّ مَقْشُورٌ ، فَقَالَ : « يَا زِيَادُ ، مَا هذَا الْخُفُّ الَّذِي أَرَاهُ عَلَيْكَ؟ ».

قُلْتُ : خُفٌّ اتَّخَذْتُهُ(٩) .

فَقَالَ(١٠) : « أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْبِيضَ مِنَ الْخِفَافِ - يَعْنِي الْمَقْشُورَةَ - مِنْ لِبَاسِ الْجَبَابِرَةِ ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَهَا ، وَالْحُمْرَ مِنْ لِبَاسِ الْأَكَاسِرَةِ ، وَهُمْ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَهَا(١١) ،

____________________

= آخر ، وتمام الرواية فيه : « إدمان لبس الخفّ أمان من الجذام » مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٠٤٢٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤١.

(١). مرجع الضمير هو أحمد بن أبي عبد الله.

(٢). في « جد » وحاشية « جت »والوسائل : « خرجت ».

(٣). في « ن ، بف » : « وهي ».

(٤). فيالمحاسن : - « وأحمل له ».

(٥). في «بح،بف،جت»والوسائل والمحاسن: « فقال ».

(٦). في « م » : « فلا يُعدلنّ ».

(٧). في « بف » : « بالسود ».

(٨).المحاسن ، ص ٣٧٨ ، كتاب القرائن ، ح ١٥٦ ، بسنده عن ابن سنانالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٠٤٣١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٣ ، ح ٥٩٥١. (٩). في الوافي : « أخذته ».

(١٠). في « بف ، جت »والوافي والوسائل : « قال ».

(١١). في « بف » : - « والحمر من لباس الأكاسرة هم أوّل من اتّخذها ».

٧٨

وَالسُّودَ مِنْ لِبَاسِ بَنِي هَاشِمٍ ، وَسُنَّةٌ؟ ».(١)

١٢٥٧٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الضَّرِيرِ(٢) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ السَّرَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِدْمَانُ الْخُفِّ يَقِي مِيتَةَ السَّوْءِ(٣) ».(٤)

٢٠ - بَابُ السُّنَّةِ فِي لُبْسِ الْخُفِّ وَالنَّعْلِ وَخَلْعِهِمَا‌

١٢٥٧٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنَ السُّنَّةِ خَلْعُ الْخُفِّ(٥) الْيَسَارِ قَبْلَ الْيَمِينِ ، وَلُبْسُ الْيَمِينِ قَبْلَ الْيَسَارِ ».(٦)

١٢٥٧٨ / ٢. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : إِذَا لَبِسْتَ نَعْلَكَ أَوْ خُفَّكَ ، فَابْدَأْ بِالْيَمِينِ(٧) ، وَإِذَا(٨) خَلَعْتَ ، فَابْدَأْ(٩) بِالْيَسَارِ(١٠) ».(١١)

____________________

(١).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٠٤٣٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٣ ، ح ٥٩٥٠.

(٢). في « بح » : « محمّد بن عليّ بن عبد الله البغدادي أبو الحسن الضرير ». وفي « بف » : « محمّد بن عبد الله عن عليّ البغدادي أبي الحسن الضرير ».

(٣). في « م ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوافي والوسائل : « ميتة السلّ ».

(٤).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٠٤٣٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧١ ، ح ٥٩٤٣.

(٥). في « بح » : « خفّ ».

(٦).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٤ ، ح ٥٩٥٢.

(٧). في « بح » : « باليمنى ».

(٨). في « بح ، بف ، جت » : « فإذا ».

(٩). في « بح » : « فابدأه ».

(١٠). في « بح » : « باليسرة ».

(١١).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٩٧ ، وتمام الرواية فيه : « وإذا لبست الخفّ أو النعل فابدأ برجلك اليمنى قبل =

٧٩

١٢٥٧٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ : « إِذَا لَبِسَ أَحَدُكُمْ نَعْلَهُ ، فَلْيَلْبَسِ الْيَمِينَ قَبْلَ الْيَسَارِ ، وَإِذَا خَلَعَهَا(١) ، فَلْيَخْلَعِ الْيُسْرى قَبْلَ الْيُمْنى ».(٢)

١٢٥٨٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَمْشِ فِي حِذَاءٍ وَاحِدٍ ».

قُلْتُ : وَلِمَ(٣) ؟ قَالَ : « لِأَنَّهُ إِنْ أَصَابَكَ مَسٌّ مِنَ الشَّيْطَانِ ، لَمْ يَكَدْ يُفَارِقُكَ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ».(٤)

١٢٥٨١ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ مَشى فِي حِذَاءٍ وَاحِدٍ ، فَأَصَابَهُ مَسٌّ مِنَ(٥) الشَّيْطَانِ ، لَمْ يَدَعْهُ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ ».(٦)

١٢٥٨٢ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

____________________

= اليسرى »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٤ ، ح ٥٩٥٣.

(١). في « بف ، بن » : « خلعهما ».

(٢).الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٤ ، ح ٥٩٥٤.

(٣). في « جد » : « فَلِمَ ».

(٤).الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٦ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه هكذا : « ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل »الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٠٤٣٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٥ ، ح ٥٩٥٦. (٥). في « بف » : - « من ».

(٦).الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب كراهية أن يبيت الإنسان وحده ، ضمن ح ١٢٩٧٤ ، بسنده عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، مع اختلاف يسير. وفيه ، نفس الباب ، ح ١٢٩٨٠ ، بسنده عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٠٤٣٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٧٥ ، ح ٥٩٥٨.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

العمريّة ) أن أخبار كل فرقة لا تصلح للاعتبار والاعتماد في مقام البحث والنقاش مع غيرها من الفرق، لأن رواة أخبار كل فرقة مقدوحون لدى علماء الفرقة الأخرى.

أقول: فحديث أبي نعيم لا يجوز الاحتجاج به في مقابلة الشيعة الامامية، فكيف بدعوى التعارض بينه وبين حديث متواتر لدى الفريقين؟

وعلى ما ذكره رشيد الدين الدهلوي فإنّه يلزم على أهل السنة التسليم والاذعان باستدلال الشيعة بأحاديث فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام المخرجة في كتب أهل السنّة، وبهذا تسقط مكابرات ( الدهلوي ) وأسلافه كابن حجر وابن تيمية وأمثالها، لأن استدلال الشيعة كان مطابقاً للقواعد المقرّرة المتّبعة في مقام المناقشة والمناظرة، فيجب على من خالفهم التسليم والقبول.

٩ - اعتراضهم على تمسك الامامية برواية أبي نعيم

وهل من العدل والانصاف اعتراضهم على الامامية التمسك برواية أبي نعيم لفضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهم في نفس الوقت يستندون إلى حديث يرويه أبو نعيم في مقابلة حديث الغدير المتواتر؟!

لقد قال ابن تيمية: « فإن أبا نعيم روى كثيراً من الأحاديث التي هي ضعيفة بل موضوعة باتفاق علماء الحديث وأهل السنة والشيعة ».

وقال أيضاً: « مجرّد رواية صاحب الحلية ونحوه لا يفيد ولا يدل على الصحة، فإنّ صاحب الحلية قد روى في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والأولياء وغيرهم أحاديث ضعيفة بل موضوعة باتفاق أهل العلم ».

١٠ - تنصيص الدهلوي على عدم اعتبار تصانيف أبي نعيم

وقال ( الدهلوي ) في رسالته في أصول الحديث في بيان طبقات كتب الحديث نقلاً عن والده ما تعريبه: « الطبقة الرابعة: الأحاديث غير المعروفة في

٢٤١

القرون السابقة والتي رواها المتأخرون، فلا يخلو حالها عن أحد أمرين، فإمّا قد تفحص عنها السلف ولم يقفوا لها على أصل حتى يروونها، وإما وقفوا لها على أصل لكن رأوا فيه علة أوجبت ترك جميع تلك الأحاديث، وعلى كلّ حال فإن هذه الأحاديث لا يجوز الاعتماد عليها والتمسك بها في عقيدة أو عمل. ولنعم ما قال بعض الشيوخ في أمثال هذا:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة

و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ولقد قطع هذا القسم من الأحاديث الطريق على كثير من المحدّثين، واغتروا بكثرة طرقها الواردة في هذا القسم من الكتب، فحكموا بتواترها وتمسكوا بها في مقام القطع واليقين، خلافاً لما تدل عليه الأحاديث في الطبقة الأولى والثانية والثالثة.

وقد تضمنّت كتب كثيرة لهذا القسم من الأحاديث وهذه أسامي بعضها: كتاب الضعفاء لابن حبان، تصانيف الحاكم، كتاب الضعفاء للعقيلي، كتاب الكامل لابن عدي، تصانيف الخطيب، تصانيف ابن شاهين، تفسير ابن جرير، الفردوس للديلمي بل جميع تصانيفه، تصانيف أبي نعيم، تصانيف الجوزجاني، تصانيف ابن عساكر، تصانيف أبي الشيخ، تصانيف ابن النجار.

وإن اكثر المساهلة والوضع هو في باب المناقب والمثالب والتفسير وأسباب النزول و ».

أقول على ضوء هذا الكلام: إن الحديث الذي استند إليه ( الدهلوي ) في مقابلة استدلال الامامية بحديث الغدير المتواتر هو من الأحاديث المجهولة في القرون السابقة، ولا يخلو أمره من أحد الأمرين اللذين ذكرهما، وعلى كل حال لا يجوز الاستناد اليه والاعتماد عليه، فالعجب، إن هذا الرجل يعتمد على حديث يراه هو والده حديثاً باطلاً لا يجوز التمسك به فناسب أن نقول له:

فإنْ كنت لا تدري فتلك مصيبة

وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

٢٤٢

بل إنه يدري فالمصيبة أعظم

١١ - طعن ابن الجوزي في أبي نعيم

ولقد بالغ الحافظ ابن الجوزي في ذم أبي نعيم والطعن عليه، وإليك نص عبارته: « وجاء أبو نعيم الاصبهاني فصنّف لهم - أي للصوفية - كتاب الحلية، وذكر في حدود التصوف أشياء قبيحة، ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثماناً وعلي بن أبي طالب وسادات الصّحابة رضي الله عنهم، فذكر عنهم فيه العجب »(١) .

١٢ - ومن رواته « فضيل بن مرزوق »

ومن رواة هذا الخبر هو « فضيل بن مرزوق » كما في ( الاكتفاء ) حيث جاء فيه: « و روي عن فضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن - أي المثنى ابن الحسن السبط - وقال له رجل: ألم يقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنتَ مولاه فعلي مولاه.؟ قال: بلى. أما والله لو يعني بذلك الامارة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح بالصلاة والزكاة والصيام والحج، فإن رسول الله كان أفصح الناس للمسلمين، ولقال لهم: يا أيها الناس هذا والي الأمر والقائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا »(٢) .

و« فضيل بن مرزق » وإن وثّقه غير واحد فقد تكلّم فيه جماعة من الأعلام، قال الذهبي: « قال النسائي: ضعيف، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد »(٣) .

قال: « قال أبو عبد الله الحاكم: فضيل بن مرزوق ليس من شرط

____________________

(١). تلبيس ابليس: ١٥٩.

(٢). الاكتفاء في فضل الاربعة الخلفاء - مخطوط.

(٣). ميزان الاعتْدال في نقد الرجال ٣ / ٣٦٢

٢٤٣

الصحيح، عيب على مسلم إخراجه في الصحيح. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدّاً كان ممن يخطئ على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات »(١) .

وذكره الذهبي في ( المغني في الضعفاء ) قائلا: « فضيل بن مرزوق الكوفي، عن أبي حازم الأشجعي والكبار. وثّقه غير واحد، وضعّفه النسائي وابن معين أيضاً. قال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه في الصحيح »(٢) .

وقال ابن حجر: « قال عبد الخالق بن منصور عن ابن معين: صالح الحديث صدوق يهمّ كثيراً يكتب حديثه. قلت: يحتج به؟ قال: لا. وقال النسائي: ضعيف قال مسعود عن الحاكم: ليس هو من شرط الصحيح وقد عيب على مسلم إخراجه لحديثه. قال ابن حبان في الثقات: يخطئ، وقال في الضعفاء: يخطئ على الثقات. وروى عن عطية الموضوعات. وقال ابن شاهين في الثقات: اختلف قول ابن معين فيه. وقال في الضعفاء قال أحمد بن صالح: حدّث فضيل عن عطية عن أبي سعيد حديث إن الذي خلقكم من ضعف، ليس له عندي أصل ولا هو بصحيح. وقال ابن رشدين: لا أدري من أراد أحمد ابن صالح بالتضعيف أعطية أم فضيل بن مرزوق »(٣) .

هذه كلمات القوم في « فضيل بن مرزوق ».

١٣ - اشتمال الحديث على فرية قبيحة

لقد ظهر إلى الآن أن هذا الكلام موضوع على الحسن المثنى وأنه لم يقله قطعاً، وقد اشتمل في رواية محب الدين الطبري على فرية أخرى عليه، إذ جاء فيه: « ويحكم، لو كان نافعاً بقرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منّا، أباه وأمّه ».

وهذا نص ما ذكره بتمامه: « ذكر ما روي عن الحسن بن الحسن أخي عبد الله

____________________

(١). ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٢.

(٢). المغني في الضعفاء ٢ / ٥١٥.

(٣). تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٨.

٢٤٤

ابن الحسن أنه قال لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم أحبّونا بالله، فإن أطعنا الله فأحبّونا وإنْ عصينا الله فابغضونا. فقال له رجل: إنكم ذوو قرابة من رسول الله وأهل بيته. قال: ويحكم لو كان نافعاً بقرابة رسول الله بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منّا، أباه وأمّه، والله إني أخاف أن يضاعف الله للمعاصي منّا العذاب ضعفين، والله إني لأرجو أن يؤتي المحسن منّا أجره مرتين.

قال: ثم قال: لقد أساءنا آباؤنا وأمهاتنا، إن كان ما تقولون من دين الله ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبوا فيه، ونحن كنا أقرب منهم قرابة منكم وأوجب عليهم وأحق أن يرغبونا فيه منكم، ولو كان الأمر كما تقولون أن الله جلّ وعلا ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اختار علياً لهذا الأمر وللقيام على الناس بعده، فإنّ علياً أعظم الناس خطيئة وجرماً، إذ ترك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس.

فقال له الرافضي: ألم يقل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أما والله لو يعني رسول الله بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس، لأفصح كما أفصح بالصلاة والزكاة والصيام والحج، ولقال أيها الناس إن هذا الولي بعدي فاسمعوا وأطيعوا.

خرّج جميع الأذكار عن أهل البيت الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن السّمان الرازي، في كتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة رضوان الله أجمعين »(١) .

وإن نفي انتفاع والدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذه القرابة من رسول الله من أوضح الأباطيل عند المسلمين قاطبة، كما لا يخفى على من طالع رسائل الحافظ السيوطي في هذا الباب.

فنسبة هذا الكلام إلى الحسن المثنى فرية شنيعة، ووجوده في هذا الحديث قرينة أخرى على وضع الحديث وبطلانه من أصله.

____________________

(١). الرياض النضرة ١ / ٦٠.

٢٤٥

١٤ - اشتماله على فرية أخرى

وما جاء في هذا الحديث من أنه « لو كان الأمر كما تقولون فإن علياً أعظم الناس خطيئة وجرماً إذ ترك أمر رسول الله » فرية أخرى على الحسن المثنى، فإن هذا الكلام من عجائب الخرافات، لأن أمير المؤمنينعليه‌السلام قد طالب بحقه مراراً، وامتنع عن البيعة مع أبي بكر، فلما لم يعطعليه‌السلام حقه ولم يعنه الناس على قيامه على الظالمين بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما ذنبه؟!

ويكون هذا الكلام في البطلان كما لو قال المنكرون لنبوة الأنبياء في حق الأنبياء الذين ظلموا، واستشهدوا على أيدي الأمم السالفة، ولم يتمكنوا من إنفاذ الشرائع السماوية: أنه لو كانوا أنبياء الله حقا فإنهم أعظم الناس خطيئة، لعدم قيامهم بما بعثهم الله عليه

وقال ابن حجر المكي: « تنبيه - استدل أهل السنة بمقاتلة علي لمن خالفوه من أهل الجمل والخوارج وأهل صفين مع كثرتهم، وبإمساكه عن مقاتلة المبايعين لأبي بكر والمستخلفين له، مع عدم إحضارهم لعليرضي‌الله‌عنه وعدم مشاورتهم له في ذلك، مع أنه ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزوج بنته رضي الله عنها، والمحبو منها بمزايا ومناقب لا توجد في غيره، ومع كونه الشجاع القرم والعالم الذي يلقي كل منهم إلى علمه السلم، والفائق لهم في ذلك، المحتمل عنهم مشقة القتال في أوعر المسالك، وبإمساكه أيضاً عن مقاتلة عمر المستخلف له أبي بكر ولم يستخلف عليا كرم الله وجهه، وعن مقاتلة أهل الشورى ثم ابن عوف المنحصر أمرها فيه باستخلافه لعثمان، على أنه لم يكن عنده علم ولا ظن بأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد له صريحاً ولا إيماء بالخلافة، وإلّا لم يجز له عند أحد من المسلمين السكوت على ذلك، لما يترتب عليه من المفاسد التي لا تتدارك، لأنه إذا كان خليفة بالنص ثم مكّن غيره من الخلافة ذلك الغير باطلة وأحكامها كلها

٢٤٦

كذلك، فيكون إثم ذلك كله على علي كرم الله وجهه، وحاشاه من ذلك.

وزعم أنه إنما سكت لكونه كان مغلوباً على أمره. يبطله أنه كان يمكنه أن يعلمهم باللسان ليبرأ من آثام تبعة ذلك، ولا يتوهم أحد أنه لو قال: عهد إلى رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بالخلافة فإن أعطيتموني حقي وإلّا صبرت أنه يحصل له بسبب هذا الكلام لوم من أحد من الصحابة بوجه وإن كان أضعفهم، فإذا لم يقل ذلك كان سكوته عنه صريحاً في أنه لا عهد عنده ولا وصية إليه بشيء من أمور الخلافة، فيبطل إدعاء كونه مغلوباً »(١) .

أقول: فإذا كان إعلام الصحابة بالنص كافياً لأن يبرأ عليه الصلاة والسلام من الآثام المترتبة على السكوت، فإن الامام قد أعلم المتغلبين بوجود النصوص النبوية بشأن إمامته وخلافته، كما تقدم نموذج ذلك من رواية الواحدي وأسعد الاربلي وسيجيء الباقي فيما بعد ان شاء الله تعالى، وقد برأ عليه الصلاة والسلام - حسب كلام ابن حجر - من تبعات الآثام، وبذلك يظهر بطلان هذا الكلام المنسوب إلى الحسن المثنى.

١٥ - إفصاح النبي بأمر خلافة علي عليه‌السلام

ثم إن ما جاء في هذا الحديث من قوله: « أما والله لو يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس لأفصح به » تبطله الوجوه العديدة التي أقمناها سابقاً على دلالة حديث الغدير على إمامتهعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولقد بلغت دلالة الحديث على ذلك مبلغاً جعلت حسان بن ثابت يفصح عن معنى هذا الحديث عن لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي حضوره مع تقريره لكلامه فيقول: « رضيتك من بعدي إماماً وهادياً » . ولم نجد أحداً من الصحابة ينكر عليه هذا القول

____________________

(١). تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان - هامش الصواعق ٨٤.

٢٤٧

فالافصاح قد تحقق بأحسن ما يمكن وأتم ما يرام، وبطلت شبهات المنكرين ووساوس الشياطين.

والخلاصة: إنه متى أفاد الكلام - ولو بلحاظ القرائن - المعنى المطلوب فقد تمّت به الحجة وكملت النعمة، وكان نصاً قطعياً ثابتاً لا يعتريه ريب، ولا تمنع عن دلالته الاحتمالات البعيدة التي يبديها المتعصبون، لأنه لو جاز الإِصغاء إلى تلك الاحتمالات البعيدة التي يذكرها بعض أهل السنة حول مفاد حديث الغدير، لم يبق مصداق للنص، ولسقطت جميع النصوص عن الدلالة حتى أمثال «( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) » و« محمد رسول الله ».

قال الغزالي: « ولو شرط في النص انحسام الاحتمالات البعيدة - كما قال بعض أصحابنا - لم يتصوّر لفظ صريح، وما عدّوه من الآيات والأخبار يتطرق إليها احتمالات، فقوله:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) يعني آله الناس دون الجن، وقوله: محمد رسول الله أي محمد؟ وإلى أي إقليم؟ وفي أي زمان؟ وقوله: يجزي عنك أي يثاب عليه، وقوله: ان اعترفت فارجمها. أي اذا لم تتب. فهذه احتمالات بعيدة تتطرق إليها »(١) .

١٦ - تأييد هذا الحديث للمذهب الحق بوجوه

وبالرغم من أن أهل السنة ينسبون هذا الكلام إلى الحسن المثنى للرد به على المذهب الحق بزعمهم، إلّا أنه يظهر بالتأمل تأييده للحق بوجوه عديدة:

( الأول ): إنه يفيد أن عبارة « يا أيها الناس إن علياً والي أمركم من بعدي والقائم في الناس » نص صريح في الامامة والخلافة، كنصوصه الواردة في الصلاة والزكاة والصيام والحج، فكانت تلك العبارة واضحة الدلالة بالنصوصية على خلافة عليعليه‌السلام ، مثل عباراته الواردة في الصلاة والزكاة وغيرهما من الواجبات الدينية، ولا يكون في دلالتها قصور أو التباس أو إبهام.

____________________

(١). المنخول في علم الاصول: ١٨٤.

٢٤٨

أقول: ولو قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك أيضاً لما خضع المتعصبون المتسولون له، ولما آمنوا وسلّموا، بل يذكرون له الاحتمالات البعيدة، فيقولون مثلاً إن المراد من « الأمر » هو المحبة والنصرة لا الامارة والخلافة، أو أن المراد مقام القطبية والامامة في الباطن، بأن يكن القيام في الناس بمعنى أن يأخذوا منه العلوم الباطنية ويقتدون به في تلك الجهات فحسب وبذلك يخرج هذا الكلام عن كونه نصاً صريحاً في الامامة والخلافة، وحينئذ ينسب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التقصير في إبلاغ الرسالة الإِلهية، والقصور في بياناته الشريفة حول المسائل المهمة الاساسية، وحيث يراد تنزيه مقام النبوة من هذه النقائص تدفع تلك الاحتمالات بالقرائن القطعية الحافة بالكلام، ويقال بوجوب حمل « الأمر » في « أمركم » على الامامة والخلافة.

ونحن على ضوء هذه المقدمة نقول: إن حديث الغدير نص في الامامة، ولو أن المتعصبين حاولوا صرفه عن الدلالة على ذلك بذكر الاحتمالات البعيدة فإنا ندفع تلك الاحتمالات بالقرائن القطعية.

فعلم أن هذا الكلام المنسوب إلى الحسن المثنى يؤيد مرام أهل الحق، وأن من احتج به فقد غفل أو تغافل عن ذلك.

( الثاني ): إنه يثبت دلالة « من بعدي » على الاتصال دلالة صريحة لا يعتريها ريب ولا يشوبها شك، وبذلك يبطل حمل بعضهم هذا القيد الموجود في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « علي وليكم بعدي» ونحوه على الانفصال، وكفى الله المؤمنين القتال.

( الثالث ): إنه لما كانت هذه العبارة: « يا أيها الناس إنّ علياً والي أمركم من بعدي والقائم عليكم في الناس بأمري » نصاً صريحاً في الامامة والخلافة، وتدل على المطلوب بلا ريب أو شبهة بحيث لا يبقى مجال لأيّ تأويل أو احتمال فإن سائر نصوص إمامة أمير المؤمنين المشتملة على لفظ « الامامة » أو « الخلافة » التي سمعت بعضها تكون دالةً على المطلوب بالقطع واليقين، وبذلك تذهب تأويلات

٢٤٩

المتأولين واحتمالات المتعصبين أدراج الرياح.

١٧ - معارضة ما نسبوه إلى الحسن المثنى بما رووه عن حفيده

ثم إن هذا الحديث الذي نسبوه إلى الحسن المثنى - لو سلّم صدقه وجواز الاستدلال به - يعارضه ما رووه عن حفيده ( محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ). فقد ذكر فخر الدين الرازي بتفسير قوله تعالى:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) ما نصه: « تمسّك محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب فقال: قوله تعالى:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) يدلّ على ثبوت الأولوية، وليس في الآية شيء معيّن في ثبوت هذه الأولوية، فوجب حمله على الكلّ إلاّ ما خصّه الدليل، وحينئذ يندرج فيه الامامة. ولا يجوز أن يقال: إن أبا بكر كان من أولي الأرحام، لما نقل أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطاه سورة براءة ليبلّغها إلى القوم ثم بعث علياً خلفه، وأمر بأن يكون المبلّغ هو علي و قال: لا يؤدّيها إلّا رجل مني. وذلك يدل على أن أبا بكر ما كان منه. فهذا وجه الاستدلال بهذه الآية »(١) .

لكنّ ما نسبوه إلى الحسن مكذوب عليه قطعاً، ولا يجوز الاستدلال به ألبتّة

وقال أبو العباس المبرد: « ونحن ذاكرون الرسائل بين أمير المؤمنين المنصور وبين محمد بن عبد الله بن حسن العلوي، كما وعدنا في أول الكتاب. ونختصر ما يجوز ذكره منه ونمسك عن الباقي، فقد قيل الراوية أحد الشاتمين. قال: لمـّا خرج محمد بن عبد الله على المنصور كتب إليه المنصور:

بسم الله الرحمن الرحيم - من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله أما بعد: فـ( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ

____________________

(١). تفسير الرازي ١٥ / ٢١٣.

٢٥٠

يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ. إِلُّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ذلك عهد الله وذمته وميثاقه وحق نبيه، إنْ تبت من قبل أن أقدر عليك أؤمنك على نفسك وولدك وإخوتك ومن بايعوك وتابعوك وجميع شيعتك، وأن أعطيك ألف ألف درهم، وأنزلك من البلاد حيث شئت، وأقضى ما شئت من الحاجات، وأطلق من سجني أهل بيتك وشيعتك وأنصارك، ثم لا أتبع أحداً منكم بمكروه. فإن شئت أن تتوثق لنفسك فوجّه إليَّ من يأخذ لك من الميثاق والعهد والأمان ما أحببت. والسلام.

فكتب إليه محمد بن عبد الله: بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله محمد المهدي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد - أما بعد:( طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَأ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) .

وأنا أعرض عليك من الأمان مثل الذي أعطيتني، قد تعلم أن الحق حقنا وأنكم طلبتموه بنا، ونهضتم فيه بشيعتنا وحظيتموه بفضلنا، وإن أبانا عليّاً كان الوصي والامام، فكيف ورثتموه دوننا ونحن أحياء؟! ولقد علمتم أنه ليس أحد من بني هاشم يمتُّ بمثل فضلنا ولا يفخر بمثل قديمنا وحديثنا ونسبنا وسببنا، وإنا بنو أمّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة بنت عمرو في الجاهلية دونكم، وبنو فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الإسلام من بينكم، فإنا أوسط بني هاشم نسباً وخيرهم أماً وأباً، لم تلدني العجم ولم تعرق فيَّ أمهات الأولاد، وإنَّ الله تبارك وتعالى لم يزل يختار لنا، فولدني من النبيين أفضلهم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن الأصحاب أقدمهم إسلاماً وأوسعهم علماً وأكثرهم

٢٥١

جهاداً علي بن أبي طالب، ومن نسائه أفضلهنّ سيدة نساء الجاهلية خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أول من آمن بالله من النساء وصلّى إلى القبلة، ومن بناته أفضلهنّ وسيدة نساء أهل الجنة ».

فقد نص في هذا الكتاب على « ان أبانا علياً كان الوصي والامام ».

وجاء في جواب المنصور قوله: « ولقد طلب بها أبوك بكلّ وجه فأخرجها [ يعني الزهراءعليها‌السلام ] تخاصم، ومرّضها سرّاً، ودفنها ليلاً فأبى الناس إلّا تقديم الشيخين » وهذا نص كتاب المنصور كما روى المبرد:

« فكتب اليه المنصور: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله. أما بعد: فقد أتاني كتابك وبلغني كلامك، فإذا جلّ فخرك بالنساء لتضل به الجفاة والغوغاء، ولم يجعل الله النساء كالعمومة ولا الآباء كالعصبة والأولياء، ولقد جعل العمّ أباً وبدأ به على الوالد الأدنى فقال جل ثناؤه عن نبيه:( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ) ولقد علمت أن الله بعث محمداً وعمومته أربعة، فأجابه إثنان وكفر اثنان. وأما ما ذكرت من النساء وقراباتهن، فلو أعطين على قرب الأنساب وحق الأحساب لكان الخير كله لآمنة بنت وهب، ولكن الله يختار لدينه من يشاء من خلقه. فأما ما ذكرت من فاطمة أم أبي طالب فإن الله لم يهد أحداً من ولدها إلى الاسلام، ولو فعل لكان عبد الله بن عبد المطلب أولاهم بكلّ خير في الآخرة والأولى، وأسعدهم بدخول الجنة غداً، ولكن الله أبى ذلك فقال:( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) وأما ما ذكرت من فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب وفاطمة أم الحسن والحسين، وأن هاشماً ولد علياً مرتين، وان عبد المطلب ولد الحسن مرتين، فخير الأولين والآخرين رسول الله لم يلده هاشم إلّا مرة واحدة.

وأما ما ذكرت من أنك ابن رسول الله فإنّ الله جل وعز أبى ذلك فقال:

( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ ) ولكنّكم بنو بنته وإنها لقرابة قريبة، غير أنها امرأة لا تحوز الميراث ولا تؤم، فكيف تورث الامامة

٢٥٢

من قبلها، ولقد طلب بها أبوك بكلّ وجه فأخرجها تخاصم ومرّضها سرّاً ودفنها ليلاً، فأبى الناس إلّا تقديم الشيخين. ولقد حضر أبوك وفاة رسول الله فأمر بالصلاة غيره، ثم أخذ الناس رجلاً رجلاً فلم يأخذوا أباك فيهم »(١) .

هذا، وقد روى هذه الكتب ابن الأثير وابن خلدون أيضاً في تاريخيهما.

١٨ - طعن علماء أهل السنة في أئمة أهل البيت

وأهل السنة في مثل هذا المورد الذي يريدون فيه التغلّب على أهل الحق يحترمون الحسن المثنى، ويوجبون متابعته والانقياد له، والحال أن المتعصبين منهم يقدحون في الأئمة الاثني عشر المعصومين أنفسهم، ويسقطون إجماعهم عن الاعتبار، ويطعنون في عدالتهم.

فهذه عقيدة متعصبيهم - كوالد الدهلوي في ( قرّة العينين ) - في الأئمة أنفسهم - وفي سيّدهم أمير المؤمنينعليه‌السلام - الذي تعتقد الامامية العصمة فيهم وتوجب إطاعتهم والانقياد لهم، فهل يجوز لمن يطعن في هؤلاء الائمّة الاطهار أن يلزم شيعتهم بكلام ينسبونه إلى أحد أولادهم؟! وهل يجوز الاصغاء إلى هكذا استدلال من هكذا أناس؟!.

١٩ - طعنهم في أولاد الأئمة

وهكذا شأن اهل السنة مع أولاد الائمة، فإنهم متى أرادوا التغلّب على أهل الحق - بزعمهم - عن طريق التشبث بكلامٍ لواحدٍ من المنتمين إلى أهل البيت قد قاله أو وضع على لسانه، ذكروا ذلك الكلام مع مزيد التكريم والاحترام لقائله، ليتم لهم الإِلزام به كما يريدون.

ولكنّهم يطعنون في كثير من أولاد أئمة أهل البيت، ويجرحونهم في الكتب الرجالية، ويسقطون أخبارهم عن درجة الاعتبار:

____________________

(١). الكامل للمبرد ٢ / ٣٨٢.

٢٥٣

فقال الذهبي في ( محمد بن جعفر بن محمد بن علي ): « تكلم فيه » وهذا نص كلامه: « محمد بن جعفر بن محمد بن علي الهاشمي الحسيني. عن أبيه. تكلّم فيه ذكره ابن عدي في الكامل، وقال البخاري: أخوه اسحاق أوثق منه »(١) .

وقال ابن حجر: « وقول المؤلّف: إنه مات ببغداد غير مستقيم، فقد روى الخطيب في ترجمته: إنه لما ظفر به أصعد المنبر فقال: يا أيها الناس إني قد حدّثتكم بأحاديث زوّرُتها، فشقّ الناس الكتب والسماع الذي كانوا سمعوه منه، ثم خرج إلى المأمون بخراسان فمات عنده، وتولّى المأمون دفنه، وهو أخو موسى الكاظم بن جعفر الصادق »(٢) .

وقال في حديثٍ وقع محمد بن جعفر في طريقه: « ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم، حدّث عن أبيه وغيره، روى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره، وكان قد دعا لنفسه بالمدينة ومكّة وحجّ بالناس سنة ٢٠٠ وبايعوه بالخلافة، فحجّ المعتصم فظفر به، فحمله إلى أخيه المأمون بخراسان، فمات بجرجان سنة ٢٠٣. وذكر الخطيب في ترجمته أنه لما ظفر به صعد المنبر فقال: أيّها الناس إني قد كنت حدّثتكم بأحاديث زوّرتها، فشقّ الناس الكتب التي سمعوها منه، وعاش سبعين سنة. قال البخاري: أخوه إسحاق أوثق منه، وأخرج له الحاكم حديثاً. قال الذّهبي: انه ظاهر النكارة في ذكر سليمان بن داودعليهما‌السلام »(٣) .

وقال الذهبي في( علي بن جعفر ): « علي بن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه وأخيه موسى والثوري. وعنه عبد العزيز الاويسي ونصر بن علي الجهضمي وأحمد البري وجماعة، ما هو من شرط كتابي، لأني ما رأيت أحداً ليّنه ولا من وثّقه، لكنّ حديثه منكر جدّاً ما صححه الترمذي ولا حسّنه، رواه نصر بن علي عنه عن موسى عن أبيه عن أجداده. أخبرني ابن قدامة إجازة أنا عمر بن محمد أنا ابن

____________________

(١). ميزان الاعتدال في نقد الرجال ٣ / ٥٠٠.

(٢). لسان الميزان ٥ / ١٠٣.

(٣) الاصابة لابن حجر العسقلاني - ترجمة الخضرعليه‌السلام ١ / ٤٢٨.

٢٥٤

ملوك وأبو بكر القاضي، قال أنا أبو الطيب الطبري، أنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا عبد الرحمن بن المغيرة، ثنا نصر بن علي، أنا علي بن جعفر بن محمد، حدثني أخي موسى عن أبيه عن أبيه محمد عن أبيه علي عن جدّه علي رضي‌الله‌عنه : إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال: من أحبّني وأحبّ هذين وأبويهما كان معي في درجتي يوم القيامة. قال الترمذي: لا نعرفه إلّا من هذا الوجه»(١) .

وقال الذهبي في ( حسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله ابن الحسين بن زين العابدين علي بن الحسين ): « الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين علي ابن الشهيد الحسين العلوي. ابن أخي أبي طاهر النسابة. عن إسحاق الديري.

روى بقلّة حياء عن الديري عن عبد الرزاق باسناد كالشمس: علي خير البشر.

وعن الديري عن عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعاً قال: علي وذريته يختمون الأوصياء إلى يوم القيامة.

فهذان دالّان على كذبه ورفضه. عفا الله عنه »(٢) .

و« حسن بن زيد » قال ابن المديني: « فيه ضعف »(٣) .

(٦) ليس في الحديث تقييد بلفظ « بعدي »

قوله: « وأيضاً: ففي الحديث ما يدل بصراحة على اجتماع الولايتين في زمان واحد، إذ لم يقع فيه التقييد بلفظ بعدي ».

أقول: لقد علمت سابقاً أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال بعد نزول

____________________

(١). ميزان الاعتدال ٣ / ١١٧.

(٢). ميزان الاعتدال ١ / ٥٢١.

(٣). المصدر ١ / ٤٩٢.

٢٥٥

قوله عز وجل:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) في واقعة غدير خم قال: « الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرّب برسالتي والولاية لعلي من بعدي » وتقييده الولاية هنا بلفظ « من بعدي » دليلُ صريح على أنّ مراده منقوله: « من كنت مولاه » هو هذا المعنى أيضاً.

وأيضاً: شعر حسان بن ثابت صريح في أن المراد من حديث الغدير هو الامامة والولاية لأمير المؤمنينعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّه قد جاء في شعره: « رضيتك من بعدي إماماً وهادياً».

وأيضاً: رواية عبد الرزاق الحديث الغدير - الواردة في تاريخ ابن كثير - هي بلفظ: « من كنت مولاه فإن علياً بعدي مولاه ».

ومتى ورد هذا القيد حمل عليه سائر ألفاظ الحديث التي لم يرد فيها القيد، لأن الحديث يفسّر بعضه بعضاً كما في ( فتح الباري ) وغيره.

هذا، وفي بعض طرق حديث الغدير قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « هذا وليّكم بعدي » ففي كتاب ( فضائل أمير المؤمنين للسمعاني ): « عن البراء أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بغدير خم، وأمر فكسح بين شجرتين وصيح بالناس فاجتمعوا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فدعا علياً فأخذ بعضده ثم قال: هذا وليّكم من بعدي، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقام عمر الى علي فقال: ليهنئك يا ابن أبي طالب أصبحت - أو قال أمسيت - مولى كلّ مؤمن».

حديث تسمية علي بأمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد

ومع ذلك كله: فإنه لا يلزم محذور من اجتماع الولايتين في الزمان الواحد، ولا يلزم من ذلك أمر محال أبداً، كيف؟ والأحاديث الدالة على ثبوت إمامة عليعليه‌السلام في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرة، وأهل السنة وإنْ حاولوا إخفاء تلك الأحاديث وإنكارها، لكن الحقّ يعلو ولا يعلى عليه:

فقد روى الحافظ شيرويه الديلمي عن حذيفة بن اليمان حديثاً هذا نصه:

٢٥٦

« حذيفة: لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد، قال الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ألست بِرَبِّكُمْ ) قالت الملائكة بلى فقال: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم»(١) .

وروى السيد علي الهمداني: « عن حذيفةرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد »(٢) .

وروى عنه أيضاً: « قال قالعليه‌السلام : لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد قال الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ألست بِرَبِّكُمْ ) قالت الملائكة بلى. فقال الله تبارك وتعالى: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم(٣) .

وروى الحاج عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين بن أحمد في تفسيره: « عن حذيفةرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو يعلم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي بذلك وآدم بين الروح والجسد، حين قال تعالى( ألست بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) فقال الله تعالى: انا ربكم ومحمد نبيّكم وعلي أميركم. رواه صاحب الفردوس »(٤) .

وروى السيد علي بن شهاب الدين الهمداني أيضاً: « عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال: قبل أن يخلق الله آدم وينفخ الروح فيه وقال:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى

____________________

(١). فردوس الاخبار ٣ / ٢٨٦.

(٢). المودة في القربى، انظر ينابيع المودة ٢٤٨.

(٣). روضة الفردوس الباب الرابع عشر - مخطوط.

(٤). تفسير الحاج عبد الوهاب - بتفسير آية المودة.

٢٥٧

أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) قالت الملائكة بلى. فقال: أنا ربكم ومحمّد نبيّكم وعلي أميركم »(١) .

وقال أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي: « روى لنا أبو الحسن البديهي قال سمعت أبا عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي يقول: وأخبر أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تولّى دفن فاطمة بنت أسد وكان أشعرها قميصاً له، فسمعصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: ابنك ابنك، فسئلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: إنها سئلت عن ربّها فأجابت وعن نبيّها فأجابت، وعن إمامها فلجلجت فقلت: ابنك ابنك »(٢) .

وقال عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني: « أبو عبد الله الرازي - حدّث بقزوين عن محمد بن أيوب. قال ميسرة في المشيخة: ثنا أبو عبد الله الرازي الشيخ الصّالح في الجامع بقزوين، ثنا محمد بن أيوب، ثنا علي بن المؤمن، ثنا إسماعيل ابن أبان عن ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كان عليرضي‌الله‌عنه يقول: أرأيتم لو أن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبض من كان أمير المؤمنين إلّا أنا. قال: وربما قيل له: يا أمير المؤمنين والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينظر إليه ويتبسّم. ويمكن أن يكون هذا أبا عبد الله الأرنبوي الذي روى عنه أبو الحسن القطان. وذكر حديثه عن يحيى بن درست وأبي مصعب وغيرهما »(٣) .

وروى جمال الدّين المحدّث الشيرازي - من مشايخ والد ( الدهلوي ) - في روضة الأحباب عن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قوله: « علي خليفتي عليكم في حياتي ومماتي فمن عصاه فقد عصاني »

وروى عن أم سلمة أنها قالت سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

____________________

(١). المودة في القربى. انظر ينابيع المودة: ٢٤٨.

(٢). كتاب الازمنة والامكنة. الباب الحادي والخمسون.

(٣). التدوين في ذكر علماء قزوين ٤ / ١٨٨.

٢٥٨

« علي خليفتي عليكم في حياتي ومماتي، فمن عصاه فقد عصاني » ثم قالت لعائشة: وهل تشهدين بذلك يا عائشة؟ قالت: نعم ».

ولا يخفى، أن المراد من إمامة علي في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو وجوب إطاعته وامتثال أوامره ونواهيه على جميع المسلمين، كما هو الأمر بالنسبة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمراد من إمامتهعليه‌السلام بعد رسول الله هو كون تنفيذ الأحكام الشرعية والقيام بأمور الرعية والتصرف في شئونهم منصباً خاصّاً به، فإنّ هذا للنبي في حياته، ولو أنهعليه‌السلام قام بأمرٍ من أمور المسلمين نيابةً عن النبي في حال حياته وجب عليهم امتثاله.

بل إنّ طريق إثبات إمامة عليعليه‌السلام في حال حياته النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بل في الزمان السابق عليها - كما يدل عليه خبر الفردوس - هو نفس طريق إثبات النبوّة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل الوجود الظاهري، قال محمد بن يوسف الشامي في ( سبل الهدى والرشاد ): « ويستدل بخبر الشعبي وغيره مما تقدم في الباب السابق على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولد نبياً، فإن نبوّته وجبت له حين أخذ الميثاق، حيث استخرج من صلب آدم، فكان نبياً من حينئذ، لكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك، وذلك لا يمنع كونه نبياً، كمن يولّى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل، فحكم الولاية ثابت له من حين ولايته، وان كان تصرفه يتأخر إلى حين مجيء الوقت، والأحاديث السابقة في باب تقدّم نبوته صريحة في ذلك ».

وحديث الشّعبي الذي أشار إليه هو ما رواه ابن سعد « عن الشعبي مرسلاً قال رجل: يا رسول الله متى استنبئت؟ قال: وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق ».

قوله:

« بل سوق الكلام هو للتسوية بين الولايتين في جميع الأوقات ومن جميع الوجوه ».

أقول: إنه وإنْ قصد ( الدهلوي ) من هذا الكلام إبطال الحق، لكنه كلام

٢٥٩

يفيد مطلوب أهل الحق بأدنى تأمل، لأنه إذا كانت محبة أمير المؤمنين مساوية لمحبة النبيعليهما‌السلام من جميع الوجوه، فقد ثبتت أفضلية الأميرعليه‌السلام ، لأن هذه المرتبة غير حاصلة لغيره.

وأيضاً: لا ريب في كون محبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مطلقة، بمعنى وجوبها على كل الأحوال ومن جميع الوجوه وفي كل الأزمنة، وهذه المحبوبية بهذه الكيفية غير واجبة إلّا بالنسبة إلى المعصوم، وإذا ثبتت هذه المرتبة للأميرعليه‌السلام فقد ثبتت عصمته من هذا الطريق أيضاً، وفيه المطلوب.

ثم هل يخرج ( الدهلوي ) الصحابة الذين عادوا أمير المؤمنينعليه‌السلام وقاتلوه وشهروا سيوفهم في وجهه من زمرة المسلمين، من جهة كون عداوته كعداوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المستلزمة للخروج من الدين، أو أن ( الدهلوي ) يقلّد أسلافه فيرفع اليد عما ذكره هنا واعترف به، حمايةً لأولئك الأصحاب، وتجنّباً عن أن يلتزم فيهم بلازم كلامه؟!

قوله:

« لوضوح امتناع كون علي شريكاً للنبي في كلّ ما يستحق النبي التصرّف فيه في حال حياته».

أقول: لا خفاء في عدم امتناع شركة أمير المؤمنينعليه‌السلام مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التصرف في حال حياته، لأن المراد من هذه المشاركة هي المشاركة من حيث النيابة والخلافة لا من حيث الاستقلال والأصالة.

وإذا ثبت له التصرّف في شئون الرعية من هذه الحيث في حال حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يلزم أيّ محذور، وليس لمن يدعي امتناع ذلك دليل يصغى إليه.

قوله:

« فهذا أدل دليل على أن المراد وجوب المحبة، إذ لا مانع من اجتماع المحبتين ».

أقول: هذا أدل دليل على أن غرض ( الدهلوي ) هو تلبيس الأمر على

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776