الكافي الجزء ١٤

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 213683 / تحميل: 6486
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

- ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ).(١) - ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين. وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين)(٢) .

ويجدُ العلماءُ والباحثُون في ( العهدين ) أنّ هناكَ نصوصاً صريحةً ودقيقةً وتحملُ نوعاً من الإعجاز الذي لايخفى(٣) على كُلّ طالب حقيقةٍ، وعلى سبيل الثال لا الحصر: ما نلاحظُهُ في ذكر الحوادث المستقبليّة كبعض ( النبوءات، وعلامات ظهور المصلح الأعظم في آخر الزمان، وذكر حادثة مهمّة - لها ثقلها في السموات والأرض في قضيّة إمتداد الخطّ الإلهيّ المقدس وتبتني عليها الثورة الإصلاحية الكبرى لمنقذ العالم في آخر الزمان - أعني واقعةكربلاء الأليمة، التي ورد ذكرها على لسان جميع الأنبياء والرّسل(ع) وبكوا لأجلها بحرقةٍ وألم ٍ بالغ ٍ).ثُمّ أنّ الأعمّ الأغلب من هذه النصوص الواردة في ( العهدين ) ليس لها دخلٌ بالتشريع الإلهيّ الذي قد يَمقُتُهُ البعضُ، ويحاول الفرارَ أو النيلَ منه ،أو إخفاءهُ وطمسهُ، لذا فهي لاتزاحم سياسات الظالمين والمنحرفين على مرّ الدهور لأنّها تتعلّقُ بزمنٍ غير زمنهم وبشعوبٍ وأممٍ غير شعوبهم وأممهم، فعلامَ يتمُّ تحريفَها أو إخفاءَها، ولعلَّ هذا أحد الأسباب المهمّة التي أدّت الى حفظها وعدم ضياعها حتى وصلت الينا بثوبها الجميل البهيّ، وإن شابَها شيءٌ ليسَ من سنخها، بسبب القدَم والنسخ والترجمة. ؟ومع هذا فإننا لانقول مطلقاً بعدم وصول يَد التحريف والتخريب اليها عمداً أو من غير قصد العمد، بسبب الترجمة، أوالنقل بالمعنى، أو تعاقب الترجمات في بعضها.الخ، ولكنّ التمعّن في بعض النصوص يورث الإطمئنان بأنّها ترجمةٌ لنصٍّ مُوحى(٤) وإن سَقَطَ منه شيء أو أ’ضيف اليه شيءٌ أو حُذفَ منهُ شيءٌ، وذلك لأنّ فيها نفحةٌ من الغيب واضحةٌ، وسُمُوٌّ في نقل الصورة المستقبلية للحدث المنتظر، يصعب جدّاً، بل يستحيلُ على أيّ إنسان مهما كانت درجتُهُ العلميّة الإلمامُ بها والإحاطة بجزئيّاتها، ومن ثمّ تقديمها الى العالم على انّها بشارةٌ سماويّةٌ حتميّة الوقوع، ماخلا الأنبياء وأوصيائهم ( عليهم الصلاة والسلام ) فهم يُوحى اليهم ويُحدّثون.

____________________

(١) يونس: ٩٤.

(٢) سورة آل عمران: ١١٣- ١١٥.

(٣) وسنمرّ بشيء منها في بحثنا هذا كلٌّ حسب موضوعه و موقعه مع شيء من التحليل للوقوف على جمال ودقّة النص.

(٤) وخير ما عبّرَ به العلماء قولهم هي: من بقايا الوحي، انظر على سبيل المثال لاالحصر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص٢٤٥. والنص في سفر إشعياء النبيّ (ع) ١١: ١ - ١٠. وحواشي الكتاب المقدس، على المجلد الأول، ص ٥.

٤١

آفاتُ الترجمة وما يرتبطُ بها :

إننا إذا قمنا بترجمة القرآن الكريم الى اللغة الإنكليزية مثلاً، فالكتاب الحاصل بعد الترجمة ليس من حقّنا أن نسميه ( قرآناً ) ولا حتى (ترجمة القرآن )، بل الحقّ أن يسمّى (ترجمةٌ للقرآن ) ،لأنّهُ سيكون ليس كلام الله تعالى قطعاً، بل كلامنا نحن، نحن الذين قمنا بترجمته الى تلك اللغة ؛ ومعنى ذلك: وهذا ما نراه بالوجدان، أنّ القرآن الكريم إذا تُرجمَ الى اللّغات الاخرى فإنه يفقد الكثير من ( المعاني المحتملة، والصور المنقولة، والعمق، والبيان، والبلاغة، وبعض نواحي الإعجاز،. الخ ). وكذلك ترجمات الكتب المقدّسة الاخرى، مع مابها من علاّتٍ أُخَر. لذلك فقد لعبت الترجمات دوراً كبيراً في التشويش والتشويه، وذلك يرجع الى التفاوت الكبير بين المترجمين أنفسهم علميّاً وعقائديّاً، ومن الجدير بالإهتمام أن نذكر شيئاً من ذلك. علماً إننا سنشير الى بعض الشواهد على هذا المدّعى كلٌّ حسبَ موقعه من هذا البحث.

الفروقات بين مترجمي العهدين :

عند دراسة العهدين نجد هناك فروقاً واضحةً بين مُعظَم الترجمات التي قاربت الألف ترجمة للكتاب المقدّس بكلا عهديه لحدّ الآن، ومن الطبيعي لايمكننا الأحاطة بها في بحثنا هذا، ولكن لوقمنا بدراسة إستقرائية لبعضها يتجلّى ذلك بوضوح ؛ وفي البدء لو أننا نظرنا الى المترجمين أنفسهم، على سبيل المثال لاالحصر، ولاحظنا بعض الفروق بين: المترجم ( العالم المتخصّص، ذي العقائد الحقّة والمعارف الهيّة )، وبين المترجم (اللّغوي - الأديب - )، في العهدين. مع عظيم إحترمنا لكافة الجهود العلمية التي بُذلت لترجمة الكتاب المقدس والإعتناء به ولازالت تبذل ؛ ولنُجمل شيئاً من تلك الفروقات بمايلي :

١: إنّا نجد فرقاً ومميّزاً واضحاً بين المترجم العالم باللغة ( الأديب )، وبين المترجم العالم باللغة والعقائد الحقّة والمعارف الإلهية من أتباع مذهب أهل البيت (ع).فالمترجم اللغوي يحاول قدر الإمكان أن يُبرزَ معاني الألفاظ بصورة جيدة فقط ؛ فهو مثلاً يُثبتُ معنىً واحداً فقط يراهُ مناسباً إذا كانت الكلمة محتملة لعدّة معاني وهكذا.وهذا يُحدثُ إرباكاًكبيراً في معنى وجوهر النصّ إذا نظر اليه بمجموعه، فقد تُغيّرُ عدّةَ معانٍ ٍ في نصّ واحد.! لذا يجد المتتبع والقاريء لنصوص الأسفارالمقدّسة في بعض الأحيان كلاماً يُشبهُ كلام ( الطلاسم ) !، وربما في كثير منها لايستطيعُ الوقوفَ على المعنى المراد أو الصورة التي يحاول النصّ ُ رَسمها للقاريء والمستمع على حدٍّ سواءٍ.

٤٢

٢: يتمكّنُ المترجمُ ( ذو العقائد الحقّة والمعرفة بالعلوم الإلهية ) من إثبات الصورة المرادة من النصّ بجدارة، بعكس المترجم اللّغوي الذي قد يَتيهُ ويتخبّطُ في أكثر الأحيان بين الكلمات التي قد يراها غير منسجمة فيما بينها بحسب أفقه الضيّق، ولكونه من غير أهل ألاختصاص.! ولو سئلَ عمّا ترجم في بعض النصوص المهمّة مثلاً، فإنّه لايستطيع نقل الصورة المرادة حينما يُعملُ عقلَهُ وفكرَهُ، بخلاف الأول، الذي له القدرة واللّياقة أن يُثبتَ المراد من النصّ الوارد في أسفار التوراة مثلاً ويثبته نفسه في الإنجيل وإن إختلفت العبارات والألفاظ.، وهكذا ثمّ يستخرجه من القرآن الكريم والسنّة الشريفة وعقائد أهل بيت النبّوة (ع)، فعندئذٍ ٍ يكون مثل هكذا نصّ قد أثبتَ عقيدةً حقّةً واضحةً لاغبارَ عليها في الكتب المقدّسة، لها بعدٌ وعمقٌ شرعيٌّ وتأريخيٌّ وعلميٌّ مهمٌّ ؛ والبشريّة بأسرها بحاجةٍ ماسة اليها، إذ رُبَّما أَخرَجت ولو آدميّاً واحداً من الظلمات الى النور، ومن التيه والضلالة الى سراط الله المستقيم، وتلكَ غايةُ الربّانيينَ على مدى التأريخ.

٤٣

الفصل الثاني: قدسيّةُ ومقامُ منجي العالم وضرورة وجوده

المبحث ألأول :ضرورة وجود المنجي.

اولاً: العقائدُ العامة لجميع البشر بمنجي العالم وحتميّة مجيء يومه الموعود

ثانياً: في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

ثالثاً: في العهدين.

المبحث الثاني:قدسية ومقام منجي العالم بلسان الأنبياء (ع)

اولاً: في القرآن الكريمثانياً: في العهدين

١: يوم الصاحب (المنجي) يومٌ عظيمٌ مهولٌ

٢: العشقُ والإنتظارُ لحبيبهم المنجي

٣: أَنَّهُ المقيمُ لمملكةِ العدل والسلام الإلهيّة الكبرى

٤: أَنَّهُ القائمُ المنتظرُ المطلوبُ بالضرورة

٥: أنَّهُ هو المدعو لهُ في صلاةِ الأنبياء (ع)

٤٤

تمهيد: قدسيّةُ ومقامُ منجي العالم وضرورة وجوده

إنَّ لمنجي العالم قدسيّةٌ خاصّةٌ ومقامٌ شامخٌ عند الله تباركَ وتعالى وعند جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين صلواتُ الله عليهم أجمعين، وأُوضحَ ذلك في جميع الكتب السماويّة المقدّسة وبلسان جميع الأنبياء، ولهُ درجةُ قربٍ من ربّه ليسَ بمقدور الأعمّ الأغلب من البشر الوقوف على كُنهها والإشارة اليها.

ومن ذلك ما أوحى اللهُ عزَّ وجلَّ حسب ما في الكتب المقدسة وما ورد على لسان أنبياءه العظام، أنّ الله سيبدأُ حكمَهُ في الأرض بمجيء المنجي الذي إدّخَرَهُ ليومه الموعود، ويُظهرُ دينهُ على الدين كلّه، وإنّهُ هو الذي يُطهّرُ الأرضَ من الظلم والجور ويملأُها قسطاً وعدلاً، ويُحقّقُ حُلُمَ الأنبياء، ويسخّرُ الله لهُ الكون، ويعطيه كلَّ العلم الخاص بهذه النشأة فيكتملُ بذلك العلم فيصلُ الناسَ ببركة وجوده الى مرحلة من الكمال فائقةٌ في كُلّ أبعادها.ولقد ذكرهُ الأنبياءُ والأولياءُ بكلّ جميلٍ(١) وتمنّوا أن يخدموهُ بأنفسهم والحضور في دولته في آخر الزمان وسَلَّوا أنفسهم بذكره، وفدَّوهُ بأرواحهم وأهليهم، وأظهروا بذلك حبَّهم وعشقهم الأبديّ لوريثهم الشرعي، ومكمل مسيرتهم الطويلة الشاقة، ومدرك ثأرهم.(٢) وأما الإشارة الى ضرورة وجوده(٣) فتكمن في أنَّ الحكيم المطلق لمّا خَلَقَ الإنسان بأحسن تقويمٍ لحكمةٍ بالغةٍ وأمرٍ عظيمٍ وهدفٍ كبيرٍ وليسَ لأمرٍ عاديٍّ عابرٍ، أو للَهوٍ أولعبٍ كان منه سبحانه وتعالى، وأرادَ لَهُ الكمال، وجب عليه بلطفه أن يُرسلَ الرسل مبشّرين ومنذرين، وين-زّلَ الكتب لإخراج الناس من الظلمات الى النور، في كلّ فترات الحيرة والضلالة والبعد عنهُ، وأن يُسعفهم ويُخلّصهم إذا اشتبكت عليهم أغلالُ الظالمين، واشتملت عليهم أصفادُ الكافرين، وأُحكمت عليهم قبضةُ إبليس وجنده المارقين ؛ وكلُّ ذلك حادثٌ في آخر الزمان كما ورد بالتواتر في جميع الأديان، لذا وجبَ عليه بلطفه ومنّه وكرمه وكما وَعَدَ هوَ بنفسه تقدّست أسماؤهُ أن يظهرَ المخلّصَ الأعظم، ولعلَّ في المبحث التالي إثباتٌ لتلك الحقيقة.

____________________

(١) عن أبي جعفر (ع): يكون هذا الأمر في أصغرنا سنَّاً، وأجملنا ذكراً، يورثهُ اللهُ علماً، لايكلهُ الى نفسه). عقد الدرر: ص٤٢.

(٢) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ٣٤٧ وما بعدها في موضوع: يجب أن يكون امام العصر موجود، وفيه أيضاً استدلالاً لطيفاً لأحد العلماء، عن قصص العلماء، ص١٠٠.

(٣) انظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، في موضوع ضرورة الإمام واستدلاله اللطيف في ذلك.

٤٥

المبحث ألأول: ضرورة وجود المنجي

إنّ من أعظم منن الله تبارك وتعالى على خلقه هو الأخذ بأيديهم الى درجات الكمال التي رسمها لهم فاطرُ السموات والأرض ومدبّرها، فهو لا ولن يترك خلقه سداً ولو ليوم واحد أو للحظة واحدة، وهذا واضح لايخفى على كلّ ذي عقل ؛ فقد إبتدأ سبحانه وتعالى بلطفه مسيرةً طويلةً، ورسم خطّاً مقدّساً منيراً يستطيع أن يلمسه ويتفحّصه جميع البشر بشكل مباشر ويسيرون عليه وتثبت عليه أقدامهم، وذلك من خلال إرسال الأنبياء والرسل والكتب السماويّة المقدّسة ونصب أعلام الهدى الرّبّانيين منذ الفجر الأول للإنسانية وعلى كرّ الدهور والأيام والى يومنا هذا.

وبفيضه ورأفته ورحمته سدّد أحباءه وأولياءه وأهل الكرامة عليه بالأدلّة الدامغة والبراهين الساطعة والمعجزات الباهرة ،ووقف معهم بمقامه الشامخ المنيف في خندق واحد يدافعُ عنهم ويذبُّ عنهم الأعداء، وشدّ أزرهم بقوّته القاهرة وملائكته المسوّمين والمردفين، وأخبرهم بأنّه معهم يسمع ويرى، فهزم بجنده القليلين المستضعفين جيوش الشرّ والمستكبرين الذين كانوا يفوقونهم بالعدّة والعدد وبحشودهم المليونيّة لأنّهم لم يزالوا ملوك الأرض وأسباب الدنيا بأيديهم، فقد هاجم فرعون بكليمه موسى (ع) فانتصر عليه وأكذب ربوبيّته وقتله، وهاجم نمرود بخليله إبراهيم (ع) وفضحه وأخزاه ودمّره، وزحف على جالوت وطواغيته بقائد جيشه الظافر طالوت (ع) فأراح البلاد والعباد من جبروته وغطرسته.الخ.

٤٦

وهكذا دواليك فهذا ديدنُهُ وخُلُقه، وهكذا هي سنَنُهُ الربانيّه عزّ وجلّ التي ليس لها تبديل وليس لها تحويل وهي جارية في كلّ عصر وزمان. وقد أثبت ذلك بشكل قاطع في القرآن الكريم حيث قال عزّ من قائل :

- (فلم يكُ ينفعُهُم إيمنهُمُ لما رأوا بأسنا سنَّتَ الله التي قد خَلَت

في عباده وخَسرَ هنالكَ الكفرون ).(١)

- ( سنّة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنّة الله يبديلا ً)(٢) .

- ( سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا ً)(٣) .

- ( فلن تجد لسنّت الله تبديلا ًولن تجد لسنّت الله تحويلا ً)(٤) .

ثمّ إنّه تبارك وتعالى في كلّ تلك الأحداث الكبيرة وغيرها من الأحداث المروّعة والمريرة والمنعطفات الخطيرة، نراه يوطّد هذا الخطّ المبارك بشكل يدهش الألباب ويحيّر الأفكار ويلفت الأنظار على طول مسير الحياة الإنسانية بالتسديد الغيبي والنصرة والإنارة والتبيين.، حتى صار هذا السراط الإلهيّ المستقيم صلباً منيعاً وذا جذور عميقة ثابتة يصعب على كلّ الظالمين محوه ودثره أو إزالته أوتجاهله، ولكنّهم وبحسب سجايا الإنحطاط والدّناءة التي تغمرهم يحاولون في كلّ عصرٍ وزمانٍ الإلتفاف عليه لتمويه أفعالهم القبيحة لفترة من الزمن وذلك لنيل مآربهم الخسيسة.

هذا وقد آلى الله سبحانه وتعالى على نفسه المقدّسة ووعد المؤمنين من عباده وعداً حتميّاً، وعهد اليهم عهداً قطعيّاً، وكتب ذلك على نفسه المقدّسه، وبيّنه لعموم البشريّة عندما أثبته في كتبه المقدّسة وبشّر به على لسان أنبياءه ورسله (ع) ؛بأنّه لابدّ من أن يظهر دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون، وينصرَ أولياءه وعباده المستضعفين ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين(٥) ، وأنّه يدّخر لذلك خليفته الأعظم وهو المصلح في آخر الزمان الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً وينتقم به لدماء الأنبياء والرسل والشهداء والمظلومين، ويدرك به ثأرَهُ المقدَّس، ويقيم به أحكامه وشرائعه، ويغدق به نعماءه، ولكي يُريَ جميع البشر وغيرهم من عوالم خلقه الأُخرى فَرَجَهُ الأعظم وكيف يكون حكمه تبارك وتعالى(٦) بواسطة وليّه وممثله الشرعي وقوانينه الربوبيّة الرائعة التي مارآها البشر ولاغيرهم يوماً ما قطُّ على وجه هذا الكوكب الذي مرَّ بكلّ أنواع الجور والظلم وسفك الدماء والمحن والمآسي.الخ.

____________________

(١) غافر: ٨٥.

(٢) الفتح :٢٣.

(٣) الأحزاب: ٦٢.

(٤) فاطر: ٤٣.

(٥) انظر: الطُّورُ المهدوي، ص٩٤ - ٩٦ في موضوع: قاعدة النصر الحتمي للمؤمنين.

(٦) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١١٩- ١٢٧، في موضوع: ملكوت الله عند السيد المسيح، يعني حكم الله في آخر الزمان وحتميته ووقت حدوثه وشرحه ومصاديقه.الخ.

٤٧

هذا وقد أخبر عزّ وجلّ أنبياءه ورسله مراراً وتكراراً، وأثبت ذلك في كتبه المن-زلة بأنّه سيستفحل الشر في آخر الزمان(١) حتى يورق ويثمر القتله والجزّارين والسفاحين والمتشيطنيين العفنيين والجاحدين والمشركين والكافرين ،حتى يظهرالتغيُّرُ الفساد في البرّ والبحر وفي كلّ مكان(٢) ، وأنَّهُ سيكون هناكَ تصادماً عنيفاً مع الشريعة الإسلامية المقدَّسة والأُمة المؤمنة من جانب وقوى الكفر والإستكبار العالمي(٣) ؛ فيستغيث الأنبياء والرسل والأولياء والقديسون والشهداء إستغاثةَ الغريق ببارئهم(٤) ليُدرِكَ ثأرهم ويأخُذَ بحقّهم ولينقذ أتباعهم المؤمنين المستضعفين الذين لازالوا يبادون ويُطهّرَ الأرض التي ملئوها ظلماً وجوراً بواسطة رجل الله المقدس الموعود فيملأها عدلاً وقسطاً.(٥)

ووعد أنّه سينتقم من اولئك المجرمين جمياً إنتقاماً مرعباً مخيفاً ليس له مثيل ولم يكن له نظير بواسطة وليّه وخليفته المنتقم من الظالمين ومصلح الكون ومنجي المستضعفين ومنقذ المنكوبين وأمل المحرومين، فمن تشرَّفَ برُؤيةِ وجهه المبارك كان كمن رأى وجوه جميع الأنبياء والأوصياء لأنّه وريثهم الشرعي ومكمل بنيانهم الذي أسّسوا، ومن سمعه كان كمن سمع جميع الرسل والمقدّسين فهو لسانهم الصادق في الآخرين، ومن صلىّ خلفَهُ، يكون قد صلى خلف ( رسول الله )صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه خليفتهُ.(٦)

ويحكم بحكم داود (ع ) ولايحتاجُ الى بيّنةٍٍٍ أو شهود، بل يلهمهُ اللهُ تعالى فيحكم بعلمهِ(٧) .الخ.

ويجدرُ بنا أن نبيِّنَ هنا شيئاً من العقائد التي يؤمنُ بها البشر في هذا الصدد :

____________________

(١) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص١٠٨ وما بعدها في موضوع: نموذج الإنحراف البشري قبل الظهور.

(٢) للمزيد، انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص ٣٧ - ٥١.

(٣) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص ١٥٣، وما بعدها في موضوع: التصادم مع الشريعة الإسلامية والأمة المؤمنة من قبل النظام العالمي.

(٤) كما سيمرُّ بنا في الفصل الثالث في موضوع: دعاء الأنبياء لمنجي العالم.

(٥) للمزيد انظر: الطُّورُ المهدوي، ص ٢٥ ومابعدها في موضوع: البعد الكوني للمهدوية، وص ١٧٩، ومابعدها في موضوع: حتمية الطور المهدوي.الخ.

(٦) الهداية، ص ٤٢ - ٤٥. الغيبة للنعماني: ٧٥ ضمن ح ٩ عن سليم بن قيس: ٢ / ٧٠٧ عن شيخ من نسل حواري عيسى بن مريم، والاعتقادات: ٩٥، وكمال الدين: ١ / ٢٥١ ضمن ح ١، وص ٢٨٠ ح ٢٧ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وص ٣٣١ ضمن ح ١٦ عن الباقرعليه‌السلام ، وص ٣٤٥ ضمن ج ٣١ عن الصادقعليه‌السلام ، والغيبة للطوسي: ١١٦، وكفاية الأثر: ٨٠، وص ٩٩ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله. كمال الدين: ١ / ٢٨٤ ح ٣٦ عن رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وص ٥٢٧ ضمن ح ١ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وص ٣٣٢ ح ١٧ عن الباقرعليه‌السلام ، وكفاية الأثر: ٢٢٥ عن الحسن بن عليعليه‌السلام نحوه. البيان في أخبار صاحب الزمان :ص١٠٩، ص١١٠، وص١١٢، وص ١١٣، وص ١١٧، وص ١٢٤، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي:ص ١٩١، وص٢٩٢، وص ٢٩٣، والعرف الوردي في أخبار المهدي: ٦٤، وص ٧٨، وص ٨١، وص ٨٦. والبرهان في علامات مهدي آخر الزمانعليه‌السلام : ١٥٨ ح ١، وص ١٦٠ ح ٧ وح٨ و ح ٩ نحوه، وص ١٧٦ مثله. انظر صحيح مسلم: ١ / ٩٤، وص ٩٥، وشرح سنن ابن ماجة: ٢ / ٥١٤، ومسند ابن حنبل: ٣ / ٣٤٥، وص ٣٦٧، وص ٣٨٤، و ج ٤ / ٢١٧.

(٧) قال الصادقُ (ع): ( إذا قامَ قائمُ آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حكمَ بين الناسِ بحكم داود، ولايحتاجُ الى بيّنةٍ، يلهمهُ الله تعالى فيحكم بعلمه ). روضة الواعظين، ص ٢٦٦. بصائر الدرجات، ج٥، ص ٢٥٩.

٤٨

اولاً :العقائدُ العامّةُ لجميع البشر بمنجي العالم وحتميّة مجيء يومه الموعود

إنّ‌ امرَ منجي العالم المنتَظر‌، وقوة‌ ظهوره‌، وشدّة‌ نوره‌، قد إخترق‌ جميع‌ العوالم‌ عبر الدهور ولم يقف‌ عند حدٍّ وأمدٍٍ أبدا ً! لذا نجد ان‌ جميع‌ البشر(١) على وجه‌ الارض‌ سواء كانوا من‌ اهل‌ الديانات‌ السماوية ‌او من‌ اهل‌ المذاهب‌ والفلسفات‌ بما فيها الوثنية‌ والالحادية‌ وغيرهم‌، يلهجون ‌بذكر المصلح‌ والمنقذ لسكان‌ العالم‌.(٢)

وقد كان للفطرة الإنسانية دورٌ كبيرٌ في ترسيخ هذه العقيدة وغرسها في النفوس، وأنَّ الله تباركَ وتعالى لم يقطع أملَ الإنسانية في كلّ عصرٍ من العصور، وهو نوعٌ من التربية الرَّبّانيَّة لعموم البشر ولطفٌ محضٌ، وقد عبَّر عن هذه الحقيقة أَحدُ أعاظم العلماء يقوله:

(. ليسَ المهدي(٣) تجسيداً لعقيدةٍ إسلاميةٍ ذات طابعٍ دينيٍّ فحسب، بل هو عنوانٌ لطموح ٍ اتَّجهت اليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغةٍ لإلهامٍ فطري. ) الخ.(٤)

وعلى سبيل المثال لاالحصر، فإنّ أصحاب‌ الديانة‌ (البرهمية‌) يعتقدون‌ بمخلص‌ الانسان(٥) ، ويعتقد البوذيّون‌ ب- (المولود الوحيد ومخلّص‌ العالم‌)(٦) ، وهو: المنتظر عندهم وهو ( بوذا الخامس )(٧) ، واما العقيدة‌ (المانويّة‌) فانها‌ ترى‌' ان‌ المسيح ‌اختفى وسيعود في‌ المستقبل(٨) . وما الى‌ ذلك‌.

____________________

(١) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة ،ص ١٩٢ وما بعدها في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع). و: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، تحت عنوان: فكرة المخلص المنتظر.

(٢) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١ وما بعدها في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع).

(٣) الإمام المهدي (ع): هو منجي العالم في عقائد المسلمين.

(٤) كتاب: بحثٌ حول المهدي، ص ٧، وما بعدها. وانظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، تحت عنوان: فكرة المخلص المنتظر: سادت هذه الفكرة ومازالت لدى كلّ الأديان المعروفة، وبشكلٍ خاص الأديان السماوية نتيجةً لإخبار أَصحاب الرسالات السماوية بها.الخ.

(٥) د: على عبد الواحد، ألأسفار المقدسه: ص١٢٨ - ١٣٠.

(٦) د: على عبد الواحد، ألأسفار المقدسه: ص ١٣٠.

(٧) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١، في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع).

(٨) الفرق الاسلاميه: ص٣٠.

٤٩

وأما الزرادشتية: فانَّهم ( يترقبون موعوداً في كتبهم، ككتاب أوستا و زند و رسالة جاماسب و دينيك و زرادشت، وهو الموعود الثالث عندهم ويلقّبونهُ ب- ( سوشيانت المنتصر ) حيث قالوا:

( إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهود، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين ).(١)

وأما الهنود: فقد ( ذكروا منقذاً موعوداً في كتبهم، ككتاب ( مهابهاراتا ) وكتاب (بورانهها)، وقالوا: ( تذهب الأديان جميعاً الى أنه في نهاية كلّ مرحلةٍ ٍمن مراحل التأريخ يتجهُ البشرُ صوبَ الإنحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضيَّ الأحجار الهابطة نحو الأسفل، فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهايةً لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذاً فلا بدَّ من يومٍ تظهرُ فيه شخصيةٌ معنويةٌ على مستوىً رفيع تستلهمُ مبدأ الوحي وتنتشلُ العالمَ من ظلمات الجهل والضياع والظلم والجور ).(٢)

ويعتقدُ اليهود بان‌ المصلح‌ المنتظر في‌ آخر الزمان‌ هو «ايليَّا»، واما المسيحيون ‌فيعتقدون‌ بانه‌ «عيسي‌ بن‌ مريم‌»(٣) . وأنّ ( إيليَّا ) هذا، وكما يعتقد اليهود هو: نبيٌّ يأتي في آخر الزمان فينصره الله تعالى وينتقم من الظالمين، هذا وتضجُّ أسفارُ توراتهم وآثارهم بانتظار موعود مخلّصٍ، كما في كتاب: ( نبوءة هيلد ) و ( بشارات العهدين) ص٧ وما بعدها، و ( دانيال النبيّ ) و ( النبيّ حجّي ) و ( النبيّ صفينا ) و ( النبيّ إشعيا)، وكلّها مطبوعةٌ ضمن الكتاب المقدّس ( التوراة ).(٤) فأمّا قولهم بأنّه نبيٌّ فهو باطلٌ بسبب ختم النبوّات والرسالات بالنبيّ والرسول الخاتم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولانبيّ بعده قطعاً ؛ ومادامت هذه البشارة صحيحةٌ وثابةٌ فيبقى لها وجهٌ واحدٌ للحقّ والصدق بعد دراسة هذه العبارة والتمعّن فيها.

____________________

(١) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١.عن دائرة المعارف الفارسية، الجزء الأول، ص١٣٧٣. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٢.

(٢) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١.عن شمس المغرب، للحكيمي، ص٥٣. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٣ - ٥٤.

(٣) انظر اصول الدين: ص٣٦٧.

(٤) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٥ - ٥٧.

٥٠

فلو قارنّا بين اسمي (ايليَّا ) و (عليّا ) لفُتحَ لنا عالمٌ آخر، فلعلَّ المراد هو البشارة بمجيء عليّ (ع) سواءٌ بمجيئه الأوّل مع النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوالثاني وذلك في زمن الرجعة فقد جاءت بذلك الأخبارالشريفة وليس هنا مجال بحثه، ولكن لو رجعنا الى الإنجيل لسهل الأمر أكثر، حيث جاء في‌ الانجيل‌ قوله‌ :

( وهذه‌ شهادة‌ُ يوحنا، حين‌ َ أرسَلَ‌ اليهودُ من‌ أورشليم كهنةً‌ ولاويّينَ ؛ليسألوه: من ‌انت ‌؟ فاعترف، ولم‌ ينكر، وأقرَّ: أني‌ لست‌ُ أنا المسيح.فسألوه‌: إذن‌ ماذا ؟ إيليَّا ؟ فقال‌: لست‌ُ أنا. النبي‌ ُّ أنت ‌؟ فأجاب: لا ).(١) فانَّ المراد بايليَّا ليسَ‌ الياساً - كما ربّما يُدّعى - وذلك‌ لانه‌ قد كان‌ قبل‌ عيسى بقرون ‌،فلا بد أن‌ يكون‌ المقصود به‌ رجلاً يأتي‌ بعد عيسى. وكذلك‌ الحال‌ بالنسبة‌ الى‌النبي‌ الذي‌ سألوه‌ عنه‌.

ومن‌ المعلوم‌ انه‌ لم‌ يأت‌ بعد عيسى غير نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،واوصيائه‌عليهم‌السلام فلعل‌ المقصود بالنبي‌ هو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبايليَّا وصيّه‌ُ علي‌ّعليه‌السلام .(٢)

ويعتقد النصاري‌: أن‌ المسيح‌ (ع) قُتلَ‌ وصُلبَ‌ ودٌفنَ‌ ثم‌ قام‌ في‌ اليوم‌ الثالث ‌وصعد الى‌ السماء وجلس‌ عن‌ يمين‌ ابيه‌ وهو مستعد للمجي‌ء تارة‌ اخرى للقضاء بين‌ الاموات‌ والاحياء.)(٣) .

____________________

(١) انجيل يوحنا :الاصحاح الأول، الفقرات (١٩ - ٢١ ) الأصل العبري.سفر يوحنا، ١: ١٩ - ٢١، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ١٢٥.العهد الجديد، سفر يوحنا، الإصحاح ١، الفقرات ١٩ - ٢١، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر.

(٢) الصحيح من سيرة النبى ألأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ج٢ ص٢٢٠.

(٣) الملل والنحل: ج١ ص٢٢٧ باختصار شديد من ملخص عقيدة النصارى. و أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص ١٥٨ في موضوع عودة المسيح (ع)، وكذلك تواتر الأحاديث في نزوله، ص ٢٠٦، والرجاء المبارك لدى النصارى بنزول عيسى (ع) في ص ٢٥٠، وأنَّ رجوعهُ ونزولهُ حقٌّ يقينٌ حتميٌّ لاشبهةَ فيه كما في: دانيال: ٧/ ١٣، وإنجيل يوحنا: ٤/٢٨، وسفر ألأعمال: ١ / ١٠ - ١١، ورؤيا يوحنا: ١ / ٧ , ورؤيا يوحنا: ٢٢/ ٧، ورؤيا يوحنا: ٢٢ / ١٢.

٥١

وأما بشأن عقيدة المسيحيين بكون المنجي هو عيسى (ع): فمن المعلوم عند جميع فرق المسلمين وهو حقٌّ لاريبَ فيه: اقتران‌ ظهور المهدي‌ المنتظر (عج‌) مع‌ نزول‌ عيسى(ع) من‌ السماء، وقد تواترت(١) روايات المسلمين في ذلك، ومن مضامينها:

( ان عيسى ين-زل وقد صلى الامام وهو المهدىُّ بالناس، العصر، وقيل: الصبح، فيتأخر فيقدمه عيسى، ويصلى عيسى خلفه. وما نزل عيسى على مقتضى هذه الأخبار الا بعد نفوذ دعوة الامام واجتماع الناس عليه فيكون مصدقا لدعوة الامام في دعواه، وقوة له وعونا. )(٢)

من هنا فقد وقع أتباع معظم الديانات التي سبقت الإسلام ،وخاصةً المسيحية منها، في إرباكٍ كبير وخلط واسع بين البشارات الخاصة ب- (منجي العالم ) والبشارات الخاصة ب- (نزول عيسى -ع - من السماء ورجوعه الى الأرض مرةً ثانية )،وذلك لكون مجيئهما وحضورهما في عصر واحد، وبسبب التشابه الكبير بين نصوص البشارات الخاصة بكلّ واحدٍ منهما، وعدم إطّلاعهم على بشارات القرآن والنبيّ الأكرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأتباعه الصالحين (رض) بخصوص هذا الأمر، وإعتمادهم كليّاً ووقوفهم على ماقاله السلف والآباء حول تفسير هذه البشارات الواردة في كتبهم المقدسة - وهذا موضوعٌ خصبٌ يطول بحثه وليس هنا محلّه - لذا فقد غابت عنهم حقيقةٌ إلهيّة ٌمهمةٌ لطالما نادى بها الدين الإسلاميّ الحنيف عبرَ القرآن الكريم والرسول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمَّة الأطهار من أهل بيته (ع) وصحبه أجمعين ؛ إذ يملكُ الأسلامُ في هذا الموضوع صورةً ربّانيّةً مشرقةً وواضحةً لها عمقُها وبعدُها التأريخيّ والعقيديّ، فقد قال الله تباركَ وتعالى في كتابه العزيز :

____________________

(١) وكونها متواترةٌ تواتراً معنويّاً في نزول المسيح (ع)، أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص٢٠٦.

(٢) العمدة، ص٤٣٨.

٥٢

( إذ قالَ اللهُ يعيسى إنّي مُتوفيّكَ ورافعُكَ إليَّ ومطهّرُكَ من الذين كفروا وجاعلُ الذينَ اتَّبعوكَ فوقَ الذينَ كفروا الى يوم القيامة ثُمَّ إليَّ مرجعكم لإَأَحكُمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ).(١)

وجاء في الخبر أيضاً: (. قال تعالى لعيسى: أَرفعُكَ إليَّ ثمَّ أُهبطكَ في آخر الزمان لترى من أُمَّة ذلك النبيّ العجائب، ولتعينهم على اللعين الدَّجال، أُهبطُكَ في وقت الصلاة لتصلّي معهم، إنَّهم أُمَّةٌ مرحومةٌ ).(٢)

____________________

(١) سورة آل عمران: آية ٥٥، و( متوفيك) هنا: ليس بمعنى، توفّى الله فلاناً: قبض روحه، انظر القاموس الفقهي، د. سعدي أبو حبيب، ص ٣٨٤، حرف الواو. ولكن هنا بمعنى إني آخذك إليَّ تاماً وافياً لابعيب ولانقص ورافعك الى سمائي أو الى كرامتي.، أو كما قيل بالتقديم والتأخير وأن المعنى: رافعك ومتوفيك. الخ، وسمى رفعه إلى السماء رفعا إليه: تفخيما لأمر السماء يعني: رافعك لموضع لا يكون عليك إلا أمري. كما قال حكاية عن إبراهيمعليه‌السلام : ( اني ذاهب إلى ربي سيهدين ) أي إلى حيث أمرني ربي، سمى ذهابه إلى الشام ذهابا إلى ربه. الخ. وللمزيد انظر: كمال الدين وتمام النعمة، ص٢٢٥. بحار الأنوار، ج١٤ ص ٢٥٠, و ص ٣٣٥، و ص ٣٣٦، و ص ٣٣٨ ,و ص ٣٤٤، و ص ٥١٦.الخ. تفسير القمي، ج١ ص ١٠٣. الكشاف، ج١ ص٣٤٢. تفسير جوامع الجامع، ج١ ص٢٩١. ففي بحار الأنوار :ج ١٤، ص ٣٤٣ - ٣٤٤ :

( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) قيل في معناه أقوال: أحدها أن المراد به أني قابضك برفعك من الأرض إلى السماء من غير وفاة بموت عن الحسن وكعب وابن جريح وابن زيد والكلبي وغيرهم، وعلى هذا القول يكون للمتوفي تأويلان: أحدهما: إني رافعك إلي وافياً لم ينالوا منك شيئاً، من قولهم: توفيت كذا واستوفيته، أي أخذته تاماً. والآخر: إني متسلمك، من قولهم: توفيت منك كذا أي تسلمته. وثانيها: إني متوفيك وفاة نوم، ورافعك إليَّ في النوم، عن الربيع، قال: رفعه نائماً، ويدل عليه قوله: ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) أي ينيمكم، إن النوم أخو الموت، وقوله: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ). وثالثها: إني متوفيك وفاة موت، عن ابن عباس ووهب، قالا: أماته الله ثلاث ساعات. وأما النحويون فيقولون: هو على التقديم والتأخير، أي إني رافعك ومتوفيك، لان الواو لا توجب الترتيب بدلالة قوله: ( فكيف كان عذابي ونذر) والنذر قبل العذاب وهذا مروي عن الضحاك. ويدل عليه ما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: عيسىعليه‌السلام لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة. وقد صح عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ؟ رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، فعلى هذا يكون تقديره: إني قابضك بالموت بعد نزولك من السماء. وقوله: ( ورافعك إلي) فيه قولان: أحدهما: أني رافعك إلى سمائي والآخر أن معناه: رافعك إلى كرامتي، ومطهرك من الذين كفروا، بإخراجك من بينهم فإنهم أرجاس، وقيل: تطهيره منعه من كفر يفعلونه بالقتل الذي كانوا هموا به لان ذلك رجس طهره الله منه. الخ.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة، ص ١٦٠. الجواهر السنية، ص ١١٣. حلية الأبرار، ج ١، ص ١٦٩. آمالي الصدوق، ص ١٦٠. بحار الأنوار، ج ١٤ ص ٢٨٦، وج ١٦ ،ص ١٤٥ ب ٨ ح١، وج ٥٢ ص ١٨١ ب ٢٥ ح ١ آخره. الزام الناصبب، ج ١، ص ١٦٠، عن العوالم. اعلام الورى، ج١ ص ٦٠. الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، ص ٣٠٠. الإيمان والكفر، ص ١٣٧،. الخ.

٥٣

هذا وقد صرَّحَ عيسى (ع) بأنّه ليسَ هو المنجي للعالم في آخر الزمان، بل هناك من يأتي ويطلبُ بحقّ الجميع بما فيهم عيسى (ع) نفسه، كما في قوله: ( أنا لا أطلُبُ مجداً لي. هناكَ من يطلُبُهُ لي ويحكم ).(١) وأمثالُ هذا كثير ٌ لمن تمعَّنَ وتدبَّرَ في الكتب المقدَّسة.

ثمّ (أنَّ المفسّرينَ الإنجيليّين َيقولون: المبشَّر به في هذه الآيات(٢) ، لم يولد حتى الآن، ولانعرفُ لها تفسيراً واضحاً، حتى يُولد فنعرف كيف هو وأنّى).(٣)

بل إنَّ الكثير من سنخ هذه الآيات كما عبَّروا تعتبرُ ألغازاً بالنسبة لهم، ولم يستطيعوا الوقوفَ على تفسيرها لما بيَّنّا ومرَّ آنفاً.

واعتقاد اهل‌ السنة‌: انه‌ سيظهر في‌ آخر الزمان‌ مهدي‌ يقوم‌ بالسيف‌ وانه: (قد تواترت‌ الاخبار واستفاضت‌ بكثرة‌ رواتها عن‌ المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . بخروجه‌، وانه‌من‌ اهل‌ بيته‌، وانه‌ يملك‌ سبع‌ سنين‌، وانه‌ يملا الارض‌ عدلاً، وانه‌ يخرج‌ مع‌ عيسى علي‌ نبينا وعليه‌ افضل‌ الصلاة‌ والسلام‌. وانه‌ يؤمُّ‌ هذه‌ الامة‌ ويصلي‌ عيسى خلفه‌ ).(٤)

____________________

(١) انجيل يوحنا ٨: ٥٠، العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس ،ص ١٦٩. المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص ٦٠ - ٦٨. انجيل يوحنا٨: ٥٠،الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر.

(٢) والآيات التي عَنَوها هي في: رؤيا يوحنا ٢: ٢٦ - ٢٩. رؤيا يوحنا ١٢: ١ - ١٧. إنجيل متى: ٢٤. انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١٠٣ - ١٠٧.

(٣) المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١٠٣ - ١٠٨.

(٤) الصواعق المحرقه :٩٩. أصول الدين: ص٣٨٣ - ٣٨٤

٥٤

ويعتقدون‌ أيضاً:

ان‌ المهدي‌: «من‌ اشراط‌ الساعة‌ وانه‌ لا بد في‌ آخر الزمان‌ من‌ ظهور رجل‌ من‌ اهل‌البيت‌ يؤيد الدين‌ ويظهر العدل‌ ويتبعه‌ المسلمون‌ ويستولي‌ على الممالك ‌الاسلامية‌، ويسمى - المهدي‌ - ).(١) وانهم‌ ليرون‌ في‌ ذلك‌ ما يراه‌ الشيخ‌ عبد العزيز بن‌ باز رئيس‌ الجامعة‌ الاسلامية‌ في‌المدينة‌ المنورة‌ اذ يقول: ان‌ «امر المهدي‌ امر معلوم‌ والاحاديث‌ فيه‌ مستفيضة‌ بل‌متواترة‌ متعاضدة‌. فهي‌ بحق‌ تدل‌ على ان‌ هذا الشخص‌ الموعود؛ امره‌ ثابت‌ وخروجه‌ حق‌ ».(٢) ولقد لخَّص‌ هذه‌ الحقيقة‌ العالم‌ العراقي‌ السني‌ الشيخ‌ صفاء الدين‌ آل‌ شيخ‌ الحلقة ‌فقال: «واما المهدي‌ المنتظر فقد بلغت‌ الاحاديث‌ الواردة‌ فيه‌ حداً من‌ الكثرة‌ يورث‌الطمأنينة‌ بان‌ هذا كائن‌ في‌ آخر الزمان‌، فيعيد للاسلام‌ سلامته‌ وللايمان‌ قوته‌وللدين‌ نضارته‌. وهي‌ متواترة‌ بلا شك‌ ولا شبهه‌، بل‌ يصدق‌ وصف‌ التواتر على‌ ما دونها، على‌جميع‌ الاصطلاحات‌ المحررة‌ في‌ الاصول‌».(٣)

وهكذا فان‌ نور الامام‌ المنتظر (عج‌) قد إخترق‌ افهام‌ العلماء واستقرّ في‌ جوانحهم‌ منذ احقاب‌بعيدة‌ جداً، فجعلهم‌ يسارعون‌ في‌ تأليف‌ الكتب‌ والرسائل‌ الخاصة‌ به‌(عج‌)، انطلاقاً من‌ ايمانهم‌ به‌ وتصحيحاً للاخبار الواردة‌ فيه‌، لتعرف‌ الاجيال‌ من‌ بعدهم‌جلية‌ الامر وواقعه‌ كما ورد في‌ التشريع‌ على‌ لسان‌ النبي‌ الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ‌، وكان‌ من‌ جملة‌ اولئك‌ على‌ سبيل‌ التمثيل‌ لا الحصر:

____________________

(١) المهدى والمهدويه :ص١١٠. أصول الدين: ص٣٦٨.

(٢) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد ٣ ص ١٦١- ١٦٢، أصول الدين: ص٣٦٨.

(٣) أصول الدين: ص٣٧١.

٥٥

١ - عباد بن‌ يعقوب‌ الرواجني‌ المتوفي‌ سنة‌ ٢٥٠ ه-: له‌ كتاب‌ «اخبار المهدي‌».

٢ - ابو نعيم‌ الاصبهاني‌ المتوفي‌ سنة‌ ٤٣٠ ه-: له‌ كتاب‌( اربعين‌ حديثاً في‌ امرالمهدي‌»(١) ، وكتاب‌ «مناقب‌ المهدي‌»، وكتاب‌ «نعت‌ المهدي‌».(٢) ٣ - محمد بن‌ يوسف‌ الكنجي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٦٥٨ ه-: له‌ كتاب‌ «البيان‌ في‌اخبار صاحب‌ الزمان‌» - مطبوع‌.

٤ - يوسف‌ بن‌ يحيي‌ السلمي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٦٥٨ ه-: له‌ كتاب‌ «عقد الدررفي‌ اخبار المهدي‌ المنتظر».(٣)

٥ - ابن‌ قيم‌ الجوزية‌ المتوفي‌ سنة‌ ٧٥١ ه-: له‌ كتاب‌ (المهدي‌).٦ - ابن‌ حجر الهيتمي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٨٥٢ ه-: له‌ كتاب‌ «القول المختصر في‌علامات‌ المهدي‌ المنتظر».(٤)

٧ - جلال‌ الدين‌ السيوطي‌ المتوفي سنة‌ ٩١١ ه-: له‌ كتاب‌ «العرف‌ الوردي‌ في‌اخبار المهدي‌» - مبطوع‌ - وكتاب‌ «علامات‌ المهدي‌». ٨ - ابن‌ كمال‌ باشا الحنفي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٤٠ ه-: له‌ كتاب‌ «تلخيص‌ البيان‌ في‌علامات‌ مهدي‌ آخر الزمان‌».(٥)

٩ - محمد بن‌ طولون‌ الدمشقي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٥٣ ه-: له‌ كتاب‌ «المهدي‌ الى‌ ما ورد في‌ المهدي‌».(٦)

١٠ - علي‌ بن‌ حسام الدين‌ المتقي‌ الهندي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٧٥ ه-: له‌ كتاب‌ «البرهان‌في‌ علامات‌ مهدي‌ آخر الزمان‌»، وكتاب‌ «تلخيص‌ البيان‌ في‌ اخبار مهدي‌ آخرالزمان‌».(٧)

١١ - علي القاري‌ الحنفي المتوفي‌ سنة‌ ١٠١٤ ه-: له‌ كتاب‌: «الرد على من‌ حكم ‌وقضى ان‌ المهدي‌ جاء ومضى»، وكتاب‌: «المشرب‌ الوردي‌ في‌ اخبار المهدي‌».(٨) ١٢ - القاضي‌ محمد بن‌ علي‌ الشوكاني‌ المتوفي‌ سنة‌ ١٢٥٠ ه-: له‌ كتاب‌ «التوضيح‌ من‌ تواتر ما جاء في‌ المهدي‌ المنتظر والدجال‌ والمسيح‌».(٩)

١٣ - مرعي‌ بن‌ يوسف‌ الكرمي‌ الحنبلي‌ المتوفي‌ سنة‌ ١٠٣١ ه-: له‌ كتاب‌ «فرائدفوائد الفكر في‌ الامام‌ المهدي‌ المنتظر».(١٠)

١٤ - رشيد الراشد التاذفي‌ الحلبي‌ المعاصر: له‌ «تنوير الرجال‌ في‌ ظهور المهدي ‌والدجال ‌»(١١) مطبوع.(١٢)

____________________

(١) روى عنه ابن الصباغ المالكى فى الفصول المهمه :٢٧٥.

(٢) روى عنه الحافظ الكنجى الشافعى كثيرا فى كتابه (البيان ).

(٣) توجد منه نسخه مصوّره بمعهد المخطوطات العربيه بالقاهره.

(٤) وردت نصوص منه فى اسعاف الراغبين: ١٣٩، وتوجد نسخ مخطوطه منه فى حلب واستانبول. الخ.

(٥) توجد منه نسخ خطيه فى استانبول.

(٦) ذكره مؤلفه فى كتابه ( ألأئمه ألأثنى عشر ): ص١١٨.

(٧) من الكتابين نسخ مخطوطه فى استانبول،. وغيرها.

(٨) من ألأول نسخه مخطوطه فى الهند، ومن الثاني باستانبول.

(٩) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد ٣ ص١٣١.

(١٠) توجد منه نسخه خطيّه باستانبول.

(١١) انظر ( أصول الدين ): ص٣٧٢ - ٣٧٥.

(١٢) وذكر الشيخ يوسف محمد عمرو ،في كتابه: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص ١٤٠ - ١٥٨، ثمانية وستين عالماً من أهل السنة: وافقوا الشيعة على تطهير الأرض بواسطة المهدي (ع) ويذكر أسمائهم، ص١٥٢ - ١٥٨.

٥٦

ومايعتقده أتباع أهل البيت (ع) :

أنّ الأرضَ لم تخلو من حجة لله تعالى وهو إمامٌ معصومٌ(١) ،

____________________

(١) انظر: الهداية، ص ٤٥. ٣٨ - وفي قول الله تعالى: ( إنا أرسلناك بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر: ٢٤. و في سورة الرعد: ٧. تفسير القمي: ١ / ٣٥٩، والاعتقادات: ٩٤، وكمال الدين: ٢٩١. ونهج البلاغة: ٤ / ٣٧ مثله. بصائر الدرجات: ٤٨٦ ح ١٥، والغيبة للنعماني: ١٣٦ ح ١، وص ١٣٧ ح ٢، وعلل الشرائع: ١٩٥ ح ٢. عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : ٢ / ١٢٠ ح ١ مثل صدره. راجع بصائر الدرجات: ٤٨٤ باب الأرض لا يخلو من الحجة وهم الأئمةعليهم‌السلام ، وص ٤٨٧ باب في الأئمة إن الأرض لا تخلو منهم ولو كان في الأرض اثنان لكان أحدهما الحجة، وص ٤٨٨ إن الأرض لا تبقى بغير أمام، لو بقيت لساخت، والكافي: ١ / ١٦٨ باب الاضطرار إلى الحجة، وص ١٧٨ باب إن الأرض لا تخلو من حجة، والغيبة للنعماني: ١٣٦ باب ما روي في أن الله لا يخلي أرضه بغير حجة، وكمال الدين: ١ / ٢١١ باب اتصال الوصية من لدن آدمعليه‌السلام وإن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل على خلقه إلى يوم القيامة، وعلل الشرائع: ١٩٥ باب العلة التي من أجلها لا تخلو الأرض من حجة الله عز وجل على خلقه، والبحار ٢٣ / ٢ باب الاضطرار إلى الحجة وإن الأرض لا تخلوا من حجة. الخ. والمعنى الأعلى المراد من ذلك كلّه هو: انَّ عالم الإمكان لايخلوا من حجة الله تعالى بحالٍٍ من الأحوال قط، وللمزيد من التفصيل: مراجعة دروس سماحة السيد كمال الحيدري، شرح فصوص الحكم للقيصري، ص٥٦ وما قبلها وما بعدها، وهو مايسمى بالخلافة الأسمائية عند العرفاء والخلافة في القرآن تشير الى هذا المعنى وهو يختلف عن المعنى الكلامي والفقهي، وقد وقف السيد الحيدري على هذا المعنى في كتابه التوحيد، الجزء الثاني.

٥٧

وانه الآن غائبٌ مستور(١) وسيظهَرُ بإذن الله في آخر الزمان ليقيم الحقَّ والعدل واسمه المهدي (عج )(٢) .

____________________

(١) مستورأو مغمور. انظر النهاية: ٣ / ٣٨٤.

(٢) الهداية، ص ٣٨ -٤٥: وفيه أيضاً:.وأنه هو الذي أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به عن الله عز وجل باسمه ونسبه، وأنه هو الذي يملأ الأض قسطا وعدلا كما ملئت ( جورا وظلما ). الاعتقادات: ٩٥، وكمال الدين: ١ / ٢٥٢ ح ٢، وكفاية الأثر: ٥٤ مثله.وفي قول الله تبارك وتعالى: ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن. ) النور: ٥٥. تفسير العياشي: ١ / ٢٥٤ ذيل ح ١٧٧، وتفسير القمي: ٢ / ٣٦٥، والغيبة للنعماني: ٦٠ ح ٢. والاعتقادات: ٩٥. والغيبة للطوسي: ١٠٤، وص ١١١. الغيبة للنعماني: ١٨٦ ح ٣٨. مسند أحمد بن حنبل: ٣ / ٣٧. والبيان في أخبار صاحب الزمانعليه‌السلام للكنجي الشافعي :ص ١٠٠. والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان لعلاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي: ٧٨ ح٢٠. والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ٢٧٧، وص ٢٨٨ - ص ٢٩٠، وص ٢٩٣، والعرف الوردي في أخبار المهدي لجلال الدين السيوطي المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي: ص٥٨ - ص٦٠ وص ٦٣ - ص ٦٥ وص ٨٠ مثله. مسند أحمد بن حنبل: ١ / ٩٩، و ج ٣ / ١٧.وشرح سنن ابن ماجة: ٢ / ٥١٨. وقال السيوطي في العرف الوردي: ٨٥: قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم عاصم السجزي: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمجئ المهديعليه‌السلام وإنه من أهل بيته، وإنه سيملك سبع سنين، وإنه يملأ الأرض عدلا.الخ. إحقاق الحق: ١٣ / ١٣٢ - ١٥٦، الأحاديث المروية بأن المهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا عن أبي سعيد الخدري، وص ١٥٦ - ص ١٦٠ حديث قيس بن جابر عن أبيه عن جده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :. يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وص ١٦١ - ص ١٦٥ حديث حذيفة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المهدي رجل من ولدي. يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وهكذا ص ١٦٦ - ص ١٦٨ أحاديث ابن عمر، وص ١٦٩ حديث قرة المزني، وص ١٧١ - ص ١٧٧ أحاديث عليعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه إنه من ولد الحسين ( ع )، وص ١٧٨، وص ١٧٩ أحاديث أبي هريرة، وص ١٨٠، وص ١٨١ حديث عبد الرحمن بن عوف، وص ١٨٢ - ص ١٩٤ أحاديث ابن مسعود.

٥٨

وهو التاسعُ من وُلد الحسين (ع)المقتول بكربلاء ويرجعُ نَسَبَهُ الى النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريق ابنته فاطمة الزهراء (ع)(١) .

____________________

(١) الاعتقادات: ٩٥، والغيبة للطوسي: ١٦٤، والصراط المستقيم: ٢ / ٢٣٣، ومنتخب الأنوار المضيئة: ١٤٣، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ٢٨٨ من محمد بن الحسنعليه‌السلام إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام مثله. وفي كفاية الأثر: ٢٦١ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام :. إن قائمنا يخرج من صلب الحسن والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام - وهذا خرج من صلبي نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون. وفي كمال الدين: ٢٥٣ ح ٣ عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :. أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد ابن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للأيمان، وهكذا في كفاية الأثر: ٥٤. وقال الشعراني في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر: ٢ / ١٢٨ عبارة الشيخ محي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات: واعلموا أنه لا بد من خروج المهديعليه‌السلام ، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا،. وهو من عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ولد فاطمة رضي ‌الله‌ عنه ا، جده الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الإمام حسن العسكري ابن الإمام علي النقي بالنون ابن الإمام محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، يواطئ اسمه اسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الخلق بفتح الخاء، وينزل عنه في الخلق بضمها، إذ لا يكون أحد مثل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أخلاقه. وكذا في إحقاق الحق: ١٩ / ٦٩٧ عن الفتوحات.

٥٩

وأنه هو الذي يظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون(١) .

وأنه هو الذي يفتح الله عز وجل على يديه(٢) مشارق الأرض ومغاربها حتى لا يبقى في الأرض مكانٌ إلا ينُادى فيه بالأذان، ويكون الدين كلُّهُ لله.

____________________

(١) قال الله تبارك وتعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) التوبة: ٣٣، والصف: ٩. الاعتقادات: ٩٥ مثله، كمال الدين: ١ / ٣١٧ ح ٣، وص ٣٣١ ح ١٦، و ج ٢ / ٦٧٠ ح ١٦، وكفاية الأثر: ٢٣٢، والفصول المهمة: ٢٩٦، وص ٢٩٩، والبيان في أخبار صاحب الزمان: ١٥٦ بمعناه. انظر الكافي ١ / ٤٣٢ ح ٩١.

(٢) ( يَدَهُ ) ب. قال الله تبارك وتعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) الأنفال: ٣٩. و في سورة البقرة: ١٩٣. الاعتقادات: ٩٥ مثله. الغيبة للطوسي: ٢٨٣ نحوه. تفسير العياشي: ١ / ١٨٣ ح ٨١ و ح ٨٢، وكمال الدين ١ / ٢٥٦ ذيل ح ٤ بمعناه. كمال الدين: ١ / ٢٥٣ ح ٣، وص ٢٨٢ ح ٣٥، كفاية الأثر: ٥٤، وص ١٩٦، والغيبة للطوسي: ٢٧٩، ومناقب آل أبي طالب: ١ / ٢٨٢، وإحقاق الحق: ١٣ / ٢٥٩ مثل صدره. الغيبة للنعماني: ٢٣٤ ح ٢٢، وكمال الدين: ١ / ٢٨٠ ح ٢٧ نحو صدره. تفسير القمي: ٢ / ٣٦٥، والبيان في أخبار صاحب الزمان: ١٢٧ - ١٢٨ نحو ذيله. انظر الفصول المهمة: ٢٩٩. راجع تفسير العياشي: ٢ / ٥٦ ح ٤٨ و ح ٤٩ ذيل الآية، وص ٥٠ ح ٢٤.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

١٣٨٣٥ / ١٠. يُونُسَ(١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :« الْحَدُّ فِي الْخَمْرِ إِنْ شُرِبَ(٢) مِنْهَا(٣) قَلِيلاً أَوْ كَثِيراً ».

قَالَ :ثُمَّ قَالَ(٤) :« أُتِيَ عُمَرُ بِقُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَقَدْ(٥) شَرِبَ الْخَمْرَ ، وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ ، فَسَأَلَ عَلِيّاًعليه‌السلام ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِدَهُ(٦) ثَمَانِينَ ، فَقَالَ(٧) قُدَامَةُ :يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَيْسَ عَلَيَّ حَدٌّ ؛ أَنَا مِنْ أَهْلِ هذِهِ الْآيَةِ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) (٨) ».

قَالَ :« فَقَالَ عَلِيٌّعليه‌السلام :لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا ، إِنَّ طَعَامَ أَهْلِهَا لَهُمْ حَلَالٌ ، لَيْسَ يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ إِلَّا مَا أَحَلَّ(٩) اللهُ لَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّعليه‌السلام :إِنَّ الشَّارِبَ إِذَا شَرِبَ لَمْ يَدْرِ مَا يَأْكُلُ وَلَا مَا يَشْرَبُ ، فَاجْلِدُوهُ ثَمَانِينَ جَلْدَةً(١٠) ».(١١)

____________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن يونس ، عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى.

(٢). فيالوافي :« أن يشرب ».

(٣). في « بن » :« يشرب » بدل « إن شرب منها ». وفي « بف » :- « إن شرب منها ». وفيالوسائل والتهذيب :« أن يشرب » بدلها.(٤). في « بف » والوسائل :- « قال ».

(٥). في « ن » :« قد » بدون الواو.

(٦). في « بف » والتهذيب :« أن يضربه ».

(٧). في « بف » والوافي :« قال ».

(٨). المائدة(٥) :٩٣.

(٩). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار ، ج ٤٠ ، ص ٢٩٧ والتهذيب . وفي « ن » والمطبوع :« أحلّه ».

(١٠). فيالمرآة :« لعلّ المراد أنّ الله قيّد الحكم بالإيمان والأعمال الصالحة ، فمن شرب محرّماً لا يكون داخلاً فيه ، فالمراد بعدم الجناح أنّهم لا يحاسبون يوم القيامة على ما تصرّفوا فيه من الحلال ، أو المراد أنّ ما أحلّ الله للعباد لا يحلّ حلّاً خالصاً على غير الصلحاء ، الله أعلم ».

وقال الطبرسي :« لـمّا نزل تحريم الخمر والميسر قالت الصحابة :يا رسول الله ما تقول في إخواننا الذين مضوا وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر؟ فأنزل الله هذه الآية ، وقيل :إنّها نزلت في القوم الذين حرّموا على أنفسهم اللحوم وسلكوا طريق الترهّب كعثمان بن مظعون وغيره والمعنى :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصلِحتِ جُنَاحٌ ) أي إثم وحرج( فِيمَا طَعِمُوا ) من الحلال وهذه اللفظة صالحة للأكل والشرب جميعاً.( إِذَا مَا اتَّقَوا ) شربها بعد التحريم.( وَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) أي الطاعات ». مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٢٤٠.

(١١). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٣ ، ح ٣٦٠ ، معلّقاً عن يونس.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٤١ ، ح ١٨٩ ، عن =

١٢١

١٣٨٣٦ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ :« فِي كِتَابِ عَلِيٍّعليه‌السلام :يُضْرَبُ شَارِبُ الْخَمْرِ وَشَارِبُ الْمُسْكِرِ ».

قُلْتُ :كَمْ؟ قَالَ :« حَدُّهُمَا وَاحِدٌ ».(١)

١٣٨٣٧ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« كَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام يَجْلِدُ الْحُرَّ وَالْعَبْدَ وَالْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ(٢) ».(٣)

١٣٨٣٨ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ(٤) ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« كُلُّ مُسْكِرٍ مِنَ الْأَشْرِبَةِ يَجِبُ فِيهِ كَمَا يَجِبُ فِي‌

____________________

= عبدالله بن سنان ، مع اختلاف يسير.علل الشرائع ، ص ٥٣٩ ، ح ٧ ، مرسلاً.النوادر للأشعري ، ص ١٥٢ ، ح ٣٩٠ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله :« ولا يشربون إلّا ما أحلّ الله » مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٥٣٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣٤٦٠٧ ؛البحار ، ج ٤٠ ، ص ٢٤٩ ، ذيل ح ٢٣ ؛ وص ٢٩٧ ، ح ٥٣.

(١). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٠ ، ح ٣٤٥ ، معلّقاً عن سهل بن زيادالوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٥٣٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٣٤٦٣٠.

(٢). في « جت » :+ « جلدة ».

(٣). الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٥٣٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٢٨ ، ح ٣٤٦٢٣.

(٤). ورد الخبر فيالتهذيب عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعليّ بن النعمان ، عن أبي الصبّاح الكناني. وهو سهو ؛ فإنّه مضافاً إلى كثرة روايات محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن عليّ بن النعمان ، ليس أبو الصبّاح الكناني في طبقة من يروي عنه أحمد بن محمّد بن عيسى مباشرة ؛ فقد عدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبداللهعليهما‌السلام . راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٥٠ - ٥٥١ ، ص ٦٨٨ ؛رجال البرقي ، ص ١١ ، ص ١٨ ؛رجال الطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٢٣٠ ؛ وص ١٥٦ ، الرقم ١٧٢٩.

١٢٢

الْخَمْرِ مِنَ الْحَدِّ ».(١)

١٣٨٣٩ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ(٢) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ(٣) ، قَالَ :

قَالَ :« حَدُّ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ وَالْمَمْلُوكِ(٤) فِي الْخَمْرِ وَالْفِرْيَةِ(٥) سَوَاءٌ ، وَإِنَّمَا صُولِحَ أَهْلُ الذِّمَّةِ(٦) أَنْ يَشْرَبُوهَا فِي بُيُوتِهِمْ ».(٧)

قَالَ :وَسَأَلْتُهُ عَنِ السَّكْرَانِ وَالزَّانِي؟

قَالَ(٨) :« يُجْلَدَانِ بِالسِّيَاطِ مُجَرَّدَيْنِ بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ ، فَأَمَّا الْحَدُّ فِي الْقَذْفِ فَيُجْلَدُ عَلى ثِيَابِهِ ضَرْباً بَيْنَ الضَّرْبَيْنِ ».(٩)

١٣٨٤٠ / ١٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ(١٠) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ‌

____________________

(١). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٨٩ ، ح ٣٤٤ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيىالوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٣ ، ح ١٥٣٣١ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٠ ، ح ٣٤٦٢٩.

(٢). هكذا في « م ، بح ، بن ، جت » وحاشية « ن ». وفي « ع ،ك ، ل ، ن ، بف ، جد » :« يونس عن عبدالرحمن بن مسكان ». وفي المطبوع وحاشية « جت » :« يونس بن عبدالرحمن عن ابن مسكان ».

والمتكرّر في الأسناد رواية يونس [ بن عبدالرحمن ] عن [ عبدالله ] بن مسكان عن أبي بصير. راجع : معجم رجال الحديث، ج ١٠ ، ص ٥٠١ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٩٠.

(٣). فيالوسائل ، ح ٣٤٦٢٤ :+ « عن أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(٤). في « بف » :+ « والحرّ ».

(٥). فيالاستبصار ، ح ٨٦٦ :« والقذف ».

(٦). فيالوسائل ، ح ٣٤٥٥٧ والكافي ، ح ١٣٩٥٦ :+ « على ».

(٧). الكافي ، كتاب الحدود ، باب ما يجب على أهل الذمّة من الحدود ، ح ١٣٩٥٦. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٧٤ ، ح ٢٨٣ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٠ ، ح ٨٦٦ ؛ وص ٢٣٧ ، ح ٨٩٢ ، معلّقاً عن يونس بن عبدالرحمنالوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٧٩ ، ح ١٥٢٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ١٩٩ ، ح ٣٤٥٥٧ ؛ وص ٢٢٨ ، ح ٣٤٦٢٤.

(٨). في « بف » :« فقال ».

(٩). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٢ ، ح ٣٥٥ ، معلّقاً عن يونس ، عن عبدالله بن مسكان. وراجع :الكافي ، كتاب الحدود ، باب صفة حدّ الزاني ، ح ١٣٦٩٨الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٥٠٥١ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣١ ، ح ٣٤٦٣١.

(١٠). في « ع ،ك ، ل ، م ، ن ، بن ، جت ، جد » والوسائل والبحار :- « عن محمّد بن سالم ». =

١٢٣

عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ :

أُتِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بِالنَّجَاشِيِّ الشَّاعِرِ قَدْ(١) شَرِبَ الْخَمْرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَضَرَبَهُ ثَمَانِينَ(٢) ، ثُمَّ حَبَسَهُ لَيْلَةً(٣) ، ثُمَّ دَعَا بِهِ مِنَ الْغَدِ ، فَضَرَبَهُ عِشْرِينَ سَوْطاً(٤) .

فَقَالَ لَهُ :يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هذَا(٥) ضَرَبْتَنِي ثَمَانِينَ(٦) فِي شُرْبِ الْخَمْرِ ، وَهذِهِ الْعِشْرِينَ(٧) مَا هِيَ؟

فَقَالَ :« هذَا لِتَجَرِّيكَ عَلى شُرْبِ(٨) الْخَمْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ».(٩)

١٣٨٤١ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« شَرِبَ رَجُلٌ الْخَمْرَ عَلى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ(١٠) ، فَرُفِعَ إِلى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ :أَشَرِبْتَ خَمْراً؟ قَالَ :نَعَمْ ، قَالَ(١١) :وَلِمَ وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ؟ ».

____________________

= و ورد الخبر فيالتهذيب عن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن أحمد بن النضر. والمتكرّر في الأسناد رواية أبي عليّ الأشعري أو أحمد بن إدريس - وكلاهما واحد - عن محمّد بن سالم عن أحمد بن النضر ، وما ورد في بعض الأسناد القليلة من توسّط محمّد بن عبدالجبّار بين أبي عليّ الأشعري وأحمد بن النضر لا يأمن من التحريف. لاحظ ما قدّمناه فيالكافي ، ذيل ح ١٧١٢ و ١١٥٥١.

(١). فيالوافي والتهذيب :« وقد ».

(٢). في«ك ،م،ن،بح،بف،جد»والتهذيب :+«جلدة ».

(٣). في « بف » :- « ليلة ».

(٤). فيالوسائل :- « سوطاً ».

(٥). هكذا في « ع ، ل ، بف ، بن ، جت » والوافي والوسائل والتهذيب . وفي «ك ، م ، ن ، بح ، جد » والبحار :« ما هذا ». وفي المطبوع :« فقد » بدل « هذا ».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب . وفي المطبوع :- « ثمانين ». وفي « بف » والتهذيب :+ « جلدة ». وفيالفقيه :+ « سوطاً ».

(٧). في « م ، بح » والوافي والوسائل :« العشرون ».

(٨). في « بف » :« لشرب » بدل « على شرب ».

(٩). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٤ ، ح ٣٦٢ ، معلّقاً عن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن أحمد بن النضر.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٥٥ ، ح ٥٠٨٩ ، معلّقاً عن عمرو بن شمر ، عن جابر يرفعه إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٤ ، ح ١٥٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣١ ، ح ٣٤٦٣٢ ؛البحار ، ج ٤٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٥٤.

(١٠). في « بف » والوافي :« شرب رجل على عهد أبي بكر الخمر [الوافي :خمراً ] ».

(١١). في « بف » والوافي :« فقال ».

١٢٤

قَالَ :« فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ :إِنِّي أَسْلَمْتُ وَحَسُنَ إِسْلَامِي ، وَمَنْزِلِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمٍ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْتَحِلُّونَهَا(١) ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّهَا حَرَامٌ اجْتَنَبْتُهَا.

فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ إِلى عُمَرَ ، فَقَالَ :مَا تَقُولُ فِي أَمْرِ هذَا الرَّجُلِ؟

فَقَالَ(٢) عُمَرُ :مُعْضِلَةٌ وَلَيْسَ لَهَا إِلَّا أَبُو الْحَسَنِ(٣) ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ :ادْعُ لَنَا عَلِيّاً ، فَقَالَ عُمَرُ :يُؤْتَى(٤) الْحَكَمُ(٥) فِي بَيْتِهِ ، فَقَامَا وَالرَّجُلُ مَعَهُمَا ، وَمَنْ حَضَرَهُمَا مِنَ النَّاسِ حَتّى أَتَوْا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَأَخْبَرَاهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ ، وَقَصَّ الرَّجُلُ قِصَّتَهُ ».

قَالَ :« فَقَالَ :ابْعَثُوا مَعَهُ مَنْ يَدُورُ بِهِ عَلى مَجَالِسِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مَنْ كَانَ تَلَا عَلَيْهِ آيَةَ التَّحْرِيمِ ، فَلْيَشْهَدْ عَلَيْهِ ، فَفَعَلُوا ذلِكَ بِهِ(٦) ، فَلَمْ يَشْهَدْ(٧) عَلَيْهِ أَحَدٌ بِأَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ آيَةَ التَّحْرِيمِ ، فَخَلّى عَنْهُ ، وَقَالَ(٨) لَهُ :إِنْ شَرِبْتَ بَعْدَهَا أَقَمْنَا عَلَيْكَ الْحَدَّ ».(٩)

٣٢ - بَابُ الْأَوْقَاتِ الَّتِي يُحَدُّ فِيهَا مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْحَدُّ‌

١٣٨٤٢ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ ، قَالَ :

____________________

(١). في أكثر النسخ والوافي والوسائل والبحار والتهذيب :« ويستحلّون ».

(٢). في « بف » والوافي والتهذيب :« قال ».

(٣). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب . وفي « ع ، بف » :« أبوحسن ». وفي المطبوع :+ « قال ».(٤). في « بف » :« نؤتي ».

(٥). فيالمرآة :« قوله :يؤتى الحكم ، بالضمّ أو بالتحريك ، والأخير أظهر ، وهو مَثَل سائر. وقال الجوهري :الحكم بالتحريك :الحاكم ، وفي المثل :في بيته يؤتى الحكم ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٠٢ ( حكم ).

(٦). في « بح » والبحار والتهذيب :- « به ». وفيالوافي :« به ذلك ».

(٧). في « بف » والوافي :« ولم يشهد ».

(٨). في « بن » والوسائل :« فقال ».

(٩). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٤ ، ح ٣٦١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الكافي ، كتاب الحدود ، باب من زنى أو سرق أو شرب الخمر بجهالة ، ح ١٤٠٠٤ ، بسند آخر.خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٨١ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٥٦١٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٢ ، ح ٣٤٦٣٣ ؛البحار ، ج ٤٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ٥٥.

١٢٥

حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

مَرَرْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بِالْمَدِينَةِ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ ، وَإِذَا رَجُلٌ يُضْرَبُ بِالسَّوْطِ(١) ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :« سُبْحَانَ اللهِ! فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ يُضْرَبُ؟ ».

قُلْتُ لَهُ :وَلِلضَّرْبِ حَدٌّ؟

قَالَ :« نَعَمْ ، إِذَا كَانَ فِي الْبَرْدِ ضُرِبَ فِي حَرِّ النَّهَارِ ، وَإِذَا كَانَ فِي الْحَرِّ ضُرِبَ فِي بَرْدِ النَّهَارِ(٢) ».(٣)

١٣٨٤٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ(٤) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ(٥) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ :

عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِعليه‌السلام ، قَالَ :كَانَ جَالِساً فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا مَعَهُ ، فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ يُضْرَبُ صَلَاةَ الْغَدَاةِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْبَرْدِ(٦) ، فَقَالَ :« مَا هذَا؟ » فَقَالُوا(٧) :رَجُلٌ يُضْرَبُ.

____________________

(١). في « ع ، ل ، م ، بح ، بن » وحاشية « جت » والوافي والوسائل والتهذيب :« بالسياط ». وفي « جد » :« السياط ».

(٢). قال الشهيد الثاني :« لا يقام الحدّ في الحرّ والبرد المفرطين خشية الهلاك بتعاون الجلد والهواء ، ولكن يؤخّر إلى اعتدال الهواء ، وذلك في وسط نهار الشتاء وطرفي نهار الصيف ، ونحو ذلك ممّا يراعى فيه السلامة. والكلام في الحدّ الموجب للرجم كما مرّ في إقامته على المريض. وظاهر النصّ والفتوى أنّ الحكم على وجه الوجوب لا الاستحباب فلو أقامه لا كذلك ضمن لتفريطه ».المسالك ، ج ١٤ ، ص ٣٨١.

(٣). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣٩ ، ح ١٣٧ ، معلّقاً عن الكليني.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٦ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٨٠ ، ح ١٥٠٥٧ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢١ ، ح ٣٤١١٨.

(٤). في « جت » :« صفوان بن يحيى ».

(٥). هكذا في حاشية « جت ». وفي « ع ،ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوسائل :« الحسين بن عطيّة » ، وهو سهو كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٥٦٠ ، فلاحظ.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد فيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣٩ ، ح ١٣٦ - وهو مأخوذ منالكافي من دون تصريح - عن عليّ ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن الحسن بن عطيّة.

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب . وفي المطبوع :+ « قال ».

(٧). في « بف ، بن ، جت » والوافي والوسائل والتهذيب :« قالوا ».

١٢٦

فَقَالَ(١) :« سُبْحَانَ اللهِ! فِي(٢) هذِهِ السَّاعَةِ؟ إِنَّهُ لَايُضْرَبُ أَحَدٌ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْحُدُودِ فِي الشِّتَاءِ إِلَّا فِي أَحَرِّ(٣) سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ ، وَلَافِي الصَّيْفِ إِلَّا فِي أَبْرَدِ مَا يَكُونُ مِنَ النَّهَارِ ».(٤)

١٣٨٤٤ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

خَرَجَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام فِي بَعْضِ حَوَائِجِهِ ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ يُحَدُّ فِي الشِّتَاءِ.

فَقَالَ :« سُبْحَانَ اللهِ! مَا يَنْبَغِي هذَا؟ ».

فَقُلْتُ :وَلِهذَا حَدٌّ؟

قَالَ :« نَعَمْ ، يَنْبَغِي لِمَنْ يُحَدُّ فِي الشِّتَاءِ أَنْ يُحَدَّ فِي حَرِّ(٥) النَّهَارِ ، وَلِمَنْ حُدَّ فِي الصَّيْفِ أَنْ يُحَدَّ فِي بَرْدِ النَّهَارِ ».(٦)

١٣٨٤٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :« قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام :لَايُقَامُ عَلى أَحَدٍ حَدٌّ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ(٧) ».(٨)

____________________

(١). في « م ، جد » والوافي والتهذيب :« قال ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب . وفي المطبوع :+ « مثل ».

(٣). هكذا في « م ، بح » والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع :« في آخر ».

(٤). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣٩ ، ح ١٣٦ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٨١ ، ح ١٥٠٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢١ ، ح ٣٤١١٧.(٥). في « بن » :« أحرّ ». وفي « بف » :« آخر ».

(٦). قرب الإسناد ، ص ٣١٥ ، ح ١٢٢٣ ؛والمحاسن ، ص ٢٧٤ ، ح ٣٧٩ ، بسندهما عن سعدان بن مسلم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٨١ ، ح ١٥٠٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٢ ، ح ٣٤١١٩.

(٧). قال الشهيد الثاني :« يكره إقامة الحدّ في أرض العدوّ ، وهم كفّار ، مخافة أن تحمل المحدود الحميّة فيلتحق بهم. روى ذلك إسحاق بن عمّار والعلّة مخصوصة بحدّ لا يوجب القتل ».المسالك ، ج ١٤ ، ص ٣٨١.

(٨). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٤٠ ، ح ١٣٨ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٤٠ ، صدر =

١٢٧

٣٣ - بَابُ أَنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ يُقْتَلُ فِي الثَّالِثَةِ‌

١٣٨٤٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْمُعَلّى ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا أُتِيَ بِشَارِبِ الْخَمْرِ ضَرَبَهُ(١) ، ثُمَّ إِنْ أُتِيَ بِهِ ثَانِيَةً ضَرَبَهُ ، ثُمَّ إِنْ(٢) أُتِيَ بِهِ ثَالِثَةً ضَرَبَ عُنُقَهُ(٣) ».(٤)

١٣٨٤٧ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ ، فَإِنْ عَادَ(٥) فَاقْتُلُوهُ ».(٦)

١٣٨٤٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

____________________

= ح ١٣٩ ؛ وص ١٤٧ ، ضمن ح ٥٨٦ ؛وعلل الشرائع ، ص ٥٤٤ ، صدر ح ١ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٨٢ ، ح ١٥٠٦٢ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤ ، ح ٣٤١٢٣.

(١). فيالتهذيب ، ح ٣٦٦+ « ضربة ».

(٢). في « ع ،ك ، بن » وحاشية « م » والوسائل والتهذيب ، ح ٣٦٦ :« ثمّ إذا ». وفي « بف » :« وإذا » بدل « ثمّ إن ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٣٣٧ :« المشهور بين الأصحاب أنّ الشارب يقتل في الثالثة ، وقال الشيخ في المبسوط والخلاف والصدوق في المقنع :يقتل في الرابعة ، ولا يخفى ما فيه من ترك الأخبار الصحيحة الصريحة بلا معارض يصلح لذلك ، والله يعلم ».

(٤). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٥ ، ح ٣٦٦ ، معلّقاً عن يونس. وفيه ، ص ٩٦ ، صدر ح ٣٧٠ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٥ ، صدر ح ٨٨٦ ، بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٤٢ ، ضمن ح ١٩٠ ، عن أبي الربيع ، عن أبي عبدالله ، عن عليّعليهم‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٥٣٣٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٤ ، ح ٣٤٦٣٧.

(٥). في حاشية « جت » :+ « ثالثة ».

(٦). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٥ ، ح ٣٦٧ ، معلّقاً عن صفوان. وفيه ، ص ٩٥ ، ح ٣٦٣ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٥٣٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٤ ، ح ٣٤٦٣٦.

١٢٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ(١) ، فَإِنْ عَادَ الثَّالِثَةَ فَاقْتُلُوهُ ».(٢)

١٣٨٤٩ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ وَ(٣) ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ :« إِذَا شَرِبَ ضُرِبَ ، فَإِنْ عَادَ ضُرِبَ ، فَإِنْ عَادَ قُتِلَ فِي الثَّالِثَةِ ».

* قَالَ جَمِيلٌ :وَرَوى(٤) بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ يُقْتَلُ فِي الرَّابِعَةِ.

قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ :كَانَ الْمَعْنى أَنْ يُقْتَلَ فِي الثَّالِثَةِ ، وَمَنْ كَانَ إِنَّمَا يُؤْتى بِهِ(٥) ، يُقْتَلُ فِي الرَّابِعَةِ(٦) .(٧)

____________________

(١). في « ع ،ك ، ل ، بن » :- « فإن عاد فاجلدوه ».

(٢). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٥ ، ح ٣٦٤ ، بسنده عن هشام ، عن سليمان بن خالد. الأمالي للطوسي ، ص ٣٩٤ ، المجلس ١٤ ، ح ١٩ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .قرب الإسناد ، ص ٢٥٨ ، ح ١٠٢٢ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .النوادر للأشعري ، ص ١٥٤ ، ح ٣٩٦ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٤ ، ح ١٥٣٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٣ ، ح ٣٤٦٣٤.

(٣). في « بف » :- « عليّ بن حديد و ».

(٤). في « بن » وحاشية « جت » :+ « عن ».

(٥). في العلل :+ « في الرابعة ».

(٦). فيالمرآة :« قوله :إنّما يؤتى به ، لعلّ المعنى :إن لم يؤت به إلى الإمام في الثالثة و اُتي به في الرابعة أو فرّ في الثالثة فاُتي به في الرابعة يقتل في الرابعة ، فقوله :« في الرابعة » يتعلّق بيؤتى به ويقتل في التنازع ».

وفيالوافي :« [ سيأتي ] في حديث يونس عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام :إنّ أصحاب الكبائر كلّها إذا اُقيم عليهم الحدود مرّتين قتلوا في الثالثة ».

(٧). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٥ ، ح ٣٦٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، إلى قوله :« قتل في الثالثة ».علل الشرائع ، ص ٥٤٧ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ضمن الحديث ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه هكذا :« من شرب الخمر فاجلدوه ومن عاد في الرابعة فاقتلوه ».الفقيه ، ج ٤ ، ص ٥٦ ، ذيل ح ٥٠٨٩ ، إلى قوله :« يقتل في الرابعة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٥٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٥ ، ح ٣٤٦٣٩ و ٣٤٦٤٠.

١٢٩

١٣٨٥٠ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ :« مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ(١) ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ ».(٢)

١٣٨٥١ / ٦. مُحَمَّدٌ(٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ يُونُسَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِيعليه‌السلام ، قَالَ :« أَصْحَابُ الْكَبَائِرِ كُلِّهَا إِذَا أُقِيمَ عَلَيْهِمُ(٤) الْحُدُودُ(٥) مَرَّتَيْنِ ، قُتِلُوا فِي الثَّالِثَةِ ».(٦)

٣٤ - بَابُ مَا يَجِبُ عَلى مَنْ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِحَدٍّ

وَمَنْ لَايَجِبُ عَلَيْهِ الْحَدُّ‌

١٣٨٥٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :

____________________

(١). في « ع ،ك ، ل » :- « فإن عاد فاجلدوه ».

(٢). علل الشرائع ، ص ٥٣٩ ، ذيل ح ٩ ، بسند آخر عن أحدهما ، عن عليّعليهم‌السلام .التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٥ ، ح ٣٦٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٥٣٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٤ ، ح ٣٤٦٣٨.

(٣). في «ك ، م ، بح ، جد » وحاشية « جت » :« محمّد بن يحيى ».

(٤). في « ع ، ل ، بن » :« عليها ».

(٥). فيالوسائل ، ح ٣٤١١٣ والكافي ، ح ١٣٧٢٧ والفقيه والتهذيب والاستبصار وفقه الرضا :« الحدّ ».

(٦). الكافي ، كتاب الحدود ، باب في أنّ صاحب الكبيرة يقتل في الثالثة ، ح ١٣٧٢٧.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٧٢ ، ح ٥١٣٨ ، معلّقاً عن صفوان بن يحيى. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣٧ ، ح ١٣٠ ؛ وص ٦٢ ، ح ٢٢٨ ؛ وص ٩٥ ، ح ٣٦٩ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢١٢ ، ح ٧٩١ ؛ وص ٢٢٥ ، ح ٨٤١ ، معلّقاً عن يونس.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٠٩. وراجع :الكافي ، كتاب الحدود ، باب حدّ المرتدّ ، ح ١٤٠٣٣الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٤٩٨٦ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ١٩ ، ح ٣٤١١٣ ؛ وص ٢٣٤ ، ح ٣٤٦٣٥.

١٣٠

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي رَجُلٍ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِحَدٍّ وَلَمْ يُسَمِّ أَيَّ حَدٍّ(١) هُوَ ، قَالَ :« أَمَرَ أَنْ يُجْلَدَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْهى عَنْ نَفْسِهِ فِي(٢) الْحَدِّ ».(٣)

١٣٨٥٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام فِي رَجُلٍ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِالزِّنى أَرْبَعَ مَرَّاتٍ وَهُوَ مُحْصَنٌ :« رُجِمَ(٤) إِلى أَنْ يَمُوتَ(٥) ، أَوْ يُكَذِّبَ نَفْسَهُ(٦) قَبْلَ أَنْ يُرْجَمَ ، فَيَقُولَ :لَمْ أَفْعَلْ ، فَإِنْ(٧) قَالَ ذلِكَ تُرِكَ وَلَمْ يُرْجَمْ».

وَقَالَ :« لَا يُقْطَعُ السَّارِقُ حَتّى يُقِرَّ بِالسَّرِقَةِ مَرَّتَيْنِ(٨) ، فَإِنْ رَجَعَ ضَمِنَ السَّرِقَةَ ، وَلَمْ يُقْطَعْ(٩) إِذَا لَمْ يَكُنْ(١٠) شُهُودٌ ».

وَقَالَ :« لَا يُرْجَمُ الزَّانِي حَتّى يُقِرَّ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ بِالزِّنى إِذَا لَمْ يَكُنْ(١١) شُهُودٌ ، فَإِنْ رَجَعَ(١٢) تُرِكَ وَلَمْ يُرْجَمْ ».(١٣)

____________________

(١). في «ك ، بف » :« الحدّ ».

(٢). في «بف،جد»والوافي والتهذيب :- «في ».

(٣). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٤٥ ، ح ١٦٠ ، معلّقاً عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نجرانالوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٢٤ ، ح ١٥٦١٤ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٥ ، ح ٣٤١٢٥.

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٣٤١٣٠. وفي المطبوع :« يرجم ».

(٥). في « م ، بف ، جد » وحاشية « بن » والوافي :« إلّا أن يهرب » بدل « إلى أن يموت ». وفي حاشية اُخرى لـ « بن » :« إلّا أن يتوب » بدلها.(٦). في «ك » :- « نفسه ».

(٧). في « بح » :« فإذا ».

(٨). فيالمرآة :«هذا هو المشهور،وذهب الصدوق إلى ثبوت الحدّ في السرقة بالإقرار مرّة،وتبعه بعض‌المتأخّرين».(٩). في « بف » :« ولا يقطع ».

(١٠). في « بح » :« لم تكن ».

(١١). في « بح » :+ « لهم ».

(١٢). فيالمرآة :« قولهعليه‌السلام :فإن رجع ، أي بعد الإقرار مرّة وعليه الفتوى ».

(١٣). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٢٢ ، ح ٤٩١ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٤٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ؛التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٢٩ ، ح ٥١٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، إلى قوله :« إذا لم يكن شهود » وفي كلّها من =

١٣١

١٣٨٥٤ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« إِذَا أَقَرَّ الرَّجُلُ عَلى نَفْسِهِ(١) بِحَدٍّ(٢) أَوْ فِرْيَةٍ ، ثُمَّ جَحَدَ ، جُلِدَ ».

قُلْتُ :أَرَأَيْتَ إِنْ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِحَدٍّ(٣) يَبْلُغُ فِيهِ الرَّجْمَ(٤) ، أَكُنْتَ تَرْجُمُهُ(٥) ؟

قَالَ :« لَا ، وَلكِنْ كُنْتُ ضَارِبَهُ(٦) ».(٧)

____________________

= قوله :« لايقطع السارق ». وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٨ ، ح ٢١ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧٦٢ ، بسندهما عن جميل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه :« لا يقطع السارق حتّى يقرّ السرقة مرّتين ، ولا يرجم الزاني حتّى يقرّ أربع مرّات ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣١٩ ، ح ١٠٧ ، عن جميل ؛الفقيه ، ج ٤ ، ص ٦١ ، ح ٥١٠٣ ، مرسلاً ، وفيهما من قوله :« لا يقطع السارق » إلى قوله :« لم يكن شهود ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٦ ، من قوله :« لا يقطع السارق ». راجع :التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٢٦ ، ح ٥٠٥ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٥٠الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٥٠١٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٧ ، ح ٣٤١٣٠ ؛ وفيه،ص ٢٤٩،ح ٣٤٦٨٠،من قوله :« لا يقطع السارق » إلى قوله :« لم يكن شهود ».(١). في « ع » :- « الرجل على نفسه ».

(٢). فيالتهذيب :« بخمر ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٣٤١٢٧ والتهذيب . وفي المطبوع :« بحدّ على نفسه ».(٤). فيالتهذيب :+ « ثمّ جحد ».

(٥). في «ك » :« ترجم ». وفيالتهذيب :« راجمه ».

(٦). قال المحقّق :« لو أقرّ بما يوجب الرجم ثمّ أنكر سقط الرجم ، ولو أقرّ بحدّ سوى الرجم لم يسقط بالإنكار. ولو أقرّ بحدّ ثمّ تاب كان الإمام مخيّراً في إقامته رجماً كان أو حدّاً ».الشرائع ، ج ٤ ، ص ٩٣٥.

وقال الشهيد الثاني :« تخيير الإمام بعد توبة المقرّ بين حدّه والعفو عنه مطلقاً هو المشهور بين الأصحاب. وقيّده ابن إدريس بكون الحدّ رجماً. والمعتمد المشهور ؛ لاشتراك الجميع في المقتضي ، ولأنّ التوبة إذا أسقطت تحتّم أشدّ العقوبتين فإسقاطها لتحتّم الأضعف أولى ».المسالك ، ج ١٤ ، ص ٣٥٠.

وفيالمرآة :« هذا الخبر وما يوافقه من الأخبار الآتية محمولة على أنّه جحد بعد الإقرار ، فإنّه يسقط به الرجم دون غيره من الحدود ، ويكون الحدّ المذكور في بعض الأخبار محمولاً على التعزير ؛ إذ ظاهر كلامهم أنّه مع سقوط الرجم لايثبت الجلد تامّاً ، والله يعلم ».

(٧). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٢٦ ، ح ٥٠٣ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبيّ ومحمّد بن الفضيل ، عن الكناني وفضالة ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّلهالوافي ،ج ١٥، =

١٣٢

١٣٨٥٥ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبَانٍ ،عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِحَدٍّ ، ثُمَّ جَحَدَ بَعْدُ ، فَقَالَ :« إِذَا أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ عِنْدَ الْإِمَامِ أَنَّهُ سَرَقَ ، ثُمَّ جَحَدَ ، قُطِعَتْ يَدُهُ وَإِنْ(١) رَغِمَ أَنْفُهُ(٢) ، وَإِنْ(٣) أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ أَنَّهُ شَرِبَ خَمْراً(٤) أَوْ بِفِرْيَةٍ ، فَاجْلِدُوهُ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ».

قُلْتُ :فَإِنْ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِحَدٍّ يَجِبُ فِيهِ الرَّجْمُ ، أَكُنْتَ رَاجِمَهُ(٥) ؟

قَالَ(٦) :« لَا ، وَلكِنْ كُنْتُ ضَارِبَهُ الْحَدَّ(٧) ».(٨)

١٣٨٥٦ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« مَنْ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِحَدٍّ أَقَمْتُهُ عَلَيْهِ ، إِلَّا الرَّجْمَ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ ثُمَّ جَحَدَ ، لَمْ يُرْجَمْ ».(٩)

____________________

= ص ٥٢٣ ، ح ١٥٦١٠ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٦ ، ح ٣٤١٢٧ ؛ وفيه ، ص ١٩٨ ، ح ٣٤٥٥٦ ، إلى قوله :« ثمّ جحد جلّد ».(١). في « ل » :« وأنّه ».

(٢). « رغم أنفه » أي ذلّ وانقاد على كره ، يقال :رغم أنفه ، أي لصق بالرَّغام ، وأرغم الله أنفه ، أي ألصقه بالرَّغام ، وهو التراب. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذلّ والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ و ٢٤٦ ( رغم ).

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب . وفي المطبوع :« فإن ».

(٤). في « جت » :« الخمر ».

(٥). في « بح ، بف » والوافي :« ترجمه ».

(٦). في « بن » والوسائل :« فقال ».

(٧). قال المحقّق الحلّي :« يسقط الحدّ بالتوبة قبل ثبوته ، ويتحتّم لو تاب بعد البيّنة. ولو تاب بعد الإقرار ، قيل :يتحتّم القطع ، وقيل :يتخيّر الإمام في الإقامة والعفو على رواية فيها ضعف ».الشرائع ، ج ٤ ، ص ٩٥٦.

(٨). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٢٣ ، ح ٤٩٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٢٣ ، ح ١٥٦٠٨ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٦ ، ح ٣٤١٢٦.

(٩). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٤٥ ، ح ١٦١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٢٤ ، ح ١٥٦١١ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٧ ، ح ٣٤١٢٨.

١٣٣

١٣٨٥٧ / ٦. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ،عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ:

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام أَنَّهُ قَالَ :« إِذَا أَقَرَّ الرَّجُلُ عَلى نَفْسِهِ بِالْقَتْلِ ، قُتِلَ إِذَا لَمْ يَكُنْ(١) عَلَيْهِ شُهُودٌ ، فَإِنْ(٢) رَجَعَ وَقَالَ(٣) :لَمْ أَفْعَلْ ، تُرِكَ وَلَمْ يُقْتَلْ(٤) ».(٥)

١٣٨٥٨ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :« الْعَبْدُ إِذَا أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ عِنْدَ الْإِمَامِ(٦) مَرَّةً أَنَّهُ قَدْ(٧) سَرَقَ ، قَطَعَهُ ؛ وَالْأَمَةُ إِذَا أَقَرَّتْ(٨) عَلى نَفْسِهَا(٩) بِالسَّرِقَةِ(١٠) ، قَطَعَهَا(١١) ».(١٢)

____________________

(١). في « بح » :« لم تكن ».

(٢). في « بف » والوافي :« قال إن » بدل « فإن ».

(٣). في « م ، جد » :« فقال ».

(٤). فيالمرآة :«لعلّ المراد ما يوجب القتل من الحدود».

(٥). الكافي ، كتاب الديات ، باب قتل العمد وشبه العمد والخطأ ، ذيل ح ١٤١٢٢ ؛ والتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٥٥ ، ح ٦٢٣ ، بسندهما عن ابن أبي عمير ، وتمام الرواية هكذا :« إذا أقرّ على نفسه بالقتل قتل وإن لم يكن عليه بيّنة »الوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٢٤ ، ح ١٥٦١٢ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٧ ، ح ٣٤١٢٩.

(٦). في « جد » :« عند الإمام على نفسه ».

(٧). في « بف » والوافي والكافي ، ح ١٣٩٤٧والفقيه والتهذيب والاستبصار :- « قد ».

(٨). في « بف » :+ « عند الإمام ».

(٩). في «ك » والوافي والكافي ، ح ١٣٩٤٧والفقيه والتهذيب والاستبصار :+ « عند الإمام ».

(١٠). في «ك » :« السرقة ».

(١١). قال الشيخ :« فالوجه في هذا الخبر أن نحمله على أنّه إذا انضاف إلى الإقرار الشهادة عليه بالسرقة ، فأمّا بمجرّده فلا يجب عليه القطع ؛ لأنّ إقراره على نفسه إقرار على مال الغير ، وذلك لا يقبل بغير خلاف ».الاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤٤ ، ذيل الحديث ٩٢١.

وقال الصدوق :« متى كان العبد ممّن يعلم أنّه يريد الإضرار بسيّده لم يقطع إذا أقرّ على نفسه بالسرقة ، فإن شهد عليه شاهدان قطع ». الفقيه ، ج ٤ ، ص ٧٠ ، ذيل الحديث ٥١٢٩.

(١٢). الكافي ، كتاب الحدود ، باب ما يجب على المماليك والمكاتبين من الحدّ ، ح ١٣٩٤٧. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١١٢ ، ح ٤٤١ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤٤ ، ح ٩٢١ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن ضريس الكناسي.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٧٠ ، ح ٥١٢٩ ، معلّقاً عن عليّ بن رئاب ، عن ضريس الكناسي. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٢٦ ، ح ٥٠٤ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٤٩ ، بسند آخر =

١٣٤

١٣٨٥٩ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« السَّارِقُ إِذَا جَاءَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ تَائِباً إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَدَّ(١) سَرِقَتَهُ عَلى(٢) صَاحِبِهَا(٣) ، فَلَا قَطْعَ(٤) عَلَيْهِ ».(٥)

١٣٨٦٠ / ٩. ابْنُ مَحْبُوبٍ(٦) ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :قَالَ :« مَنْ أَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ عِنْدَ الْإِمَامِ بِحَقِّ أَحَدٍ مِنْ(٧) حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُقِيمَ عَلَيْهِ(٨) الْحَدَّ الَّذِي أَقَرَّ بِهِ عِنْدَهُ حَتّى يَحْضُرَ صَاحِبُ حَقِّ الْحَدِّ أَوْ وَلِيُّهُ ، فَيَطْلُبَهُ(٩) بِحَقِّهِ(١٠) ».(١١)

٣٥ - بَابُ قِيمَةِ مَا يُقْطَعُ فِيهِ (١٢) السَّارِقُ‌

١٣٨٦١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :

____________________

= عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله :« قد سرق قطعه » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٤١٥ ، ح ١٥٣٨٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ٣٤٦٨١.

(١). في « بن » والوسائل ، ح ٣٤١٥٤ :« تردّ » بدون الواو.

(٢). فيالوسائل ، ح ٣٤١٥٤ :« إلى ».

(٣). في « ن » :« صاحبه ».

(٤). فيالوسائل ، ح ٣٤١٥٤ :« ولا قطع ».

(٥). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٢٢ ، ح ٤٨٩ ؛ وص ١٤٦ ، ح ٥٨٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٥ ، ص ٤١٥ ، ح ١٥٣٨٧ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٣٦ ، ح ٣٤١٥٤ ؛ وص ٣٠٢ ، ذيل ح ٣٤٨٢٥.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٧). فيالتهذيب :« بحقّ حدّ من حدود الله في » بدل « بحقّ أحد من ».

(٨). في « جد » :- « عليه ».

(٩). في « بن » والوسائل :« ويطلبه ». وفي « بف » :« فيطلب ». وفيالوافي والتهذيب :« فيطالبه ».

(١٠). في « بف » والوافي :+ « قال :فقال له بعض أصحابنا :يابا عبدالله ، فما هذه الحدود التي أقرّ بها عند الإمام ». وفيالوافي :« كأنّه استفهام إنكار وتعجّب ، يعني على هذا لاوجه لهذه الحدود التي يقيمها إمام الجور ».

(١١). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٧ ، ضمن ح ٢٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٣٤ ، ح ١٥٦٣١ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٥٧ ، ح ٣٤٢٠٣.(١٢). في « بح » :+ « يد ».

١٣٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« قَطَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي بَيْضَةٍ »(١) .

قُلْتُ :وَمَا بَيْضَةٌ(٢) ؟ قَالَ(٣) :« بَيْضَةٌ قِيمَتُهَا رُبُعُ دِينَارٍ ».

وَقُلْتُ(٤) :هُوَ أَدْنى حَدِّ السَّارِقِ؟ فَسَكَتَ(٥) (٦)

١٣٨٦٢ / ٢. عَنْهُ(٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« لَا يُقْطَعُ(٨) يَدُ السَّارِقِ إِلَّا فِي شَيْ‌ءٍ تَبْلُغُ(٩) قِيمَتُهُ مِجَنّاً(١٠) ، وَهُوَ رُبُعُ دِينَارٍ ».(١١)

____________________

(١). في « م ، بح ، بف ، جت ، جد » والوافي :+ « قال ».

(٢). فيالوافي والاستبصار :« البيضة ».

(٣). في « بف » والوافي والتهذيب والاستبصار :« فقال ».

(٤). في « ع ،ك ، ل ، جد » :« فقلت ». وفي « بف » والوافي :« قال :فقلت » بدل « وقلت ». وفيالوسائل :« قلت » بدون الواو.

(٥). قال الشهيد الثاني :« يعتبر في ثبوت القطع على السارق بلوغ سرقته قدر النصاب بإجماع علمائنا. ولكن اختلفوا في مقداره ، فالمشهور بينهم أنّه ربع دينار من الذهب الخالص المضروب بسكّة المعاملة ، أو ما قيمته ربع دينار ، فلا قطع فيما دون ذلك واعتبر ابن أبي عقيل ديناراً فصاعداً. وقال ابن بابويه :يقطع في خمس دينار ، أو في قيمة ذلك. ويظهر من ابن الجنيد الميل إليه ، والمذهب هو الأوّل ».المسالك ، ج ١٤ ، ص ٤٩١ - ٤٩٣.

(٦). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٠ ، ح ٣٨٦ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٨٩٨ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٦١ ، ح ٥١٠١ ؛ والتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠١ ، ح ٣٩٢ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤٠ ، ح ٩٠٤الوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٥٣٦٠ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٤ ، ح ٣٤٦٦١.

(٧). الضمير راجع إلى يونس المذكور في السند السابق.

(٨). في « ل ، بح ، بف » والوافي والوسائل :« لا تقطع ».

(٩). في « ن ، جت ، جد » :« يبلغ ».

(١٠). المجنّ :الترس ، وهي من السلاح :المتوقّى به ؛ من جنّ بمعنى ستر ، سمّي به لأنّه يستر صاحبه ، أو من مجن بمعنى صلب وغلظ. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٩٤ ( جنن ) ؛ وص ٤٠٠ ( مجن ).

(١١). الفقيه ، ج ٤ ، ص ٦٣ ، ذيل ح ٥١٠٩ ؛ والتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٠ ، ح ٣٨٧ ؛ وص ١٠٦ ، ذيل ح ٤١٠ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٨٩٩ ؛ وص ٢٤٠ ، ح ٩٠٥ ؛ وص ٢٤٢ ، ذيل ح ٩١٤ ، معلّقاً عن يونس ، عن =

١٣٦

١٣٨٦٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« لَا يُقْطَعُ(١) يَدُ(٢) السَّارِقِ حَتّى تَبْلُغَ سَرِقَتُهُ رُبُعَ دِينَارٍ ، وَقَدْ قَطَعَ عَلِيٌّعليه‌السلام فِي بَيْضَةِ حَدِيدٍ »(٣) .

١٣٨٦٤ / ٤. قَالَ عَلِيٌّ :وَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ أَدْنى مَا يُقْطَعُ فِيهِ السَّارِقُ؟

فَقَالَ :« فِي(٤) بَيْضَةِ حَدِيدٍ ».

قُلْتُ(٥) :وَكَمْ ثَمَنُهَا؟ قَالَ :« رُبُعُ دِينَارٍ ».(٦)

١٣٨٦٥ / ٥. عَلِيٌّ(٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ؛

____________________

= عن عبدالله بن سنان.النوادر للأشعري ، ص ١٥١ ، صدر ح ٣٨٩ ، بسنده عن عبدالله بن سنان ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٥٣٦١ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣٤٦٥٩.

(١). في « ل ، ن ، بح ، بن » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار ، ح ٨٩٧ :« لا تقطع ».

(٢). في « جت »والاستبصار ، ح ٩٠١ :- « يد ».

(٣). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٩ ، ح ٣٨٥ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٨ ، ح ٨٩٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٠ ، ح ٣٨٩ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٩٠١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم ، عن عليّ بن أبي حمزة. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٠ ، ح ٣٨٨ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٩٠٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أبيهعليهما‌السلام ، وتمام الرواية فيه :« أنّ أميرالمؤمنينعليه‌السلام كان يقطع السارق في ربع دينار ».الجعفريّات ، ص ١٤٠ ، بسند آخر ، وتمام الرواية هكذا :« أنّ عليّاً قطع في بيضة من حديد ». راجع :التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٥ ، ح ٤٠٨ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ، ح ٩١٣ ؛ ومسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٣٢الوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٥٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٤ ، ح ٣٤٦٦٢.

(٤). في « ن ، جت » :- « في ».

(٥). في « بح ، جت » :« فقلت ».

(٦). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٩ ، ح ٣٨٥ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٨ ، ح ٨٩٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ ، عن أبي بصير. وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٠ ، ح ٣٨٩ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ٩٠١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم ، عن عليّ ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٠٧ ، ح ١٥٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٤ ، ح ٣٤٦٦٣.

(٧). في حاشية « جت » :« عليّ بن إبراهيم ».

١٣٧

وَ(١) عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ جَمِيعاً(٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :« أَدْنى مَا يُقْطَعُ(٣) فِيهِ يَدُ(٤) السَّارِقِ خُمُسُ دِينَارٍ(٥) ».(٦)

١٣٨٦٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :« أَقَلُّ مَا يُقْطَعُ فِيهِ الرَّجُلُ(٧) خُمُسُ دِينَارٍ ».(٨)

____________________

(١). في السند تحويل بعطف « أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج » على « محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن محمّد بن حمران ».

فعليه ما ورد في « ك ، ن ، بف ، بن ، جد » وحاشية « م » من « محمّد بن حمران عن أبيه » ، وما ورد في الوسائل من « محمّد بن حمران عن أبيه وابن أبي عمير » سهوٌ ، وهذا واضح لمن ينظر نظرةً عابرةً إلى أسنادٍ كثيرة روى فيها عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير.(٢). في « جد » وحاشية « م » :- « جميعاً ».

(٣). في « بح ، بن » والتهذيب ، ح ٣٩٦ :« ما تقطع ».

(٤). في الوافي والفقيه والتهذيب ، ح ٣٩٣والاستبصار ، ح ٩٠٦ :- « يد ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٣٤٢ :« هذا الخبر والخبر الآتي يدلاّن على ما ذهب إليه الصدوق وابن الجنيد ، ولعلّه أقوى دليلاً من المشهور ، لكون الأخبار الواردة فيه أقوى سنداً وأبعد من موافقة العامّة ؛ إذ الأشهر بينهم هو ربع الدينار ، ولم أر قائلاً منهم بالخمس ، ولو كان فيهم قائل به كان نادراً ، فحمل أخبار الربع على التقيّة أولى من حمل أخبار الخمس على التقيّة كما فعله الشيخ فيالتهذيب ، مع أنّ السكوت في خبر سماعة وغيره يشعر بالتقيّة ». وانظر :التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٢.

(٦). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٢ ، صدر ح ٣٩٦ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤٠ ، صدر ح ٩٠٩ ، معلّقاً عن يونس ، عن محمّد بن حمران ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠١ ، ح ٣٩٣ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن جميل وعبدالرحمن ، عن محمّد بن حمران جميعاً ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛الاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤٠ ، ح ٩٠٦ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن عبدالرحمن ومحمّد بن حمران جميعاً ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٢ ، ح ٣٩٥ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤٠ ، ح ٩٠٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٦٤ ، ح ٥١١٤ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٠٩ ، ح ١٥٣٦٩ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣٤٦٦٠.(٧). في « بن » والوسائل :« السارق ».

(٨). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٢ ، ح ٣٩٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله وفضالة ، عن أبان ، عن زرارة ؛الاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٤٠ ، ح ٩٠٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد وفضالة ، عن أبان ، عن زرارةالوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٠٩ ، ح ١٥٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٥ ، ح ٣٤٦٦٤.

١٣٨

١٣٨٦٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :فِي كَمْ يُقْطَعُ السَّارِقُ؟

فَقَالَ :« فِي رُبُعِ دِينَارٍ ».

قَالَ :قُلْتُ لَهُ :فِي دِرْهَمَيْنِ؟

فَقَالَ :« فِي رُبُعِ دِينَارٍ بَلَغَ الدِّينَارُ مَا بَلَغَ ».

قَالَ :فَقُلْتُ لَهُ :أَرَأَيْتَ مَنْ سَرَقَ أَقَلَّ مِنْ رُبُعِ دِينَارٍ ، هَلْ يَقَعُ عَلَيْهِ حِينَ سَرَقَ اسْمُ السَّارِقِ؟ وَهَلْ هُوَ عِنْدَ اللهِ سَارِقٌ فِي تِلْكَ الْحَالِ(١) ؟

فَقَالَ :« كُلُّ مَنْ سَرَقَ مِنْ مُسْلِمٍ شَيْئاً قَدْ حَوَاهُ وَأَحْرَزَهُ ، فَهُوَ يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ السَّارِقِ ، وَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَارِقٌ ، وَلكِنْ لَايُقْطَعُ(٢) إِلَّا فِي رُبُعِ دِينَارٍ أَوْ أَكْثَرَ ، وَلَوْ قُطِعَتْ أَيْدِي(٣) السُّرَّاقِ(٤) فِيمَا هُوَ أَقَلُّ(٥) مِنْ رُبُعِ دِينَارٍ ، لَأَلْفَيْتَ(٦) عَامَّةَ النَّاسِ مُقَطَّعِينَ ».(٧)

٣٦ - بَابُ حَدِّ الْقَطْعِ وَكَيْفَ هُوَ‌

١٣٨٦٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

____________________

(١). فيالوسائل :- « في تلك الحال ».

(٢). في « بف » :« لا قطع ».

(٣). في « بف » والوافي والتهذيب والاستبصار :« يد ».

(٤). في «ك ، بف » والتهذيب والاستبصار :« السارق ».

(٥). فيالوسائل :« أقلّ هو » بدل « هو أقلّ ».

(٦). في « بف » :« لألقيت ».

(٧). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٩٩ ، ح ٣٨٤ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٣٨ ، ح ٨٩٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وراجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٦٤ ، ح ٥١١٤الوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٠٦ ، ح ١٥٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣٤٦٥٨.

١٣٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :قُلْتُ لَهُ :مِنْ أَيْنَ يَجِبُ الْقَطْعُ(١) ؟

فَبَسَطَ أَصَابِعَهُ وَقَالَ :« مِنْ هاهُنَا(٢) » يَعْنِي مِنْ مَفْصِلِ الْكَفِّ(٣) (٤)

١٣٨٦٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« الْقَطْعُ مِنْ وَسَطِ الْكَفِّ ، وَلَايُقْطَعُ(٥) الْإِبْهَامُ ، وَإِذَا قُطِعَتِ الرِّجْلُ تُرِكَ الْعَقِبُ لَمْ يُقْطَعْ(٦) ».(٧)

١٣٨٧٠ / ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :« كَانَ عَلِيٌّ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - لَايَزِيدُ عَلى قَطْعِ الْيَدِ وَالرِّجْلِ ، وَيَقُولُ :إِنِّي(٨) لَأَسْتَحْيِي(٩) مِنْ رَبِّي أَنْ أَدَعَهُ لَيْسَ لَهُ(١٠) مَا يَسْتَنْجِي‌

____________________

(١). في « بف » :+ « قال ».

(٢). في «ك » :+ « من هاهنا ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٣٤٤ :« قوله :من مفصل الكفّ ، أي المفصل التي بين الكفّ والأصابع ، فإنّ المشهور بين الأصحاب أنّه يقطع الأصابع الأربع من اليد اليمنى أوّلاً ، ويترك له الراحة والإبهام ، ولو سرق ثانياً قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم يترك له العقب يعتمد عليها ، فإن سرق ثالثة حبس دائماً ، ولو سرق بعد ذلك قتل ».

(٤). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٢ ، ح ٣٩٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.الجعفريّات ، ص ١٤١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام .خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٨٥ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٥٤٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٥١ ، ح ٣٤٦٨٦.

(٥). فيالوافي :« ولا تقطع ».

(٦). في « بف » والتهذيب :« ولم يقطع ».

(٧). التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٠٢ ، ح ٣٩٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.النوادر للأشعري ، ص ١٥١ ، ح ٣٨٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٨٥ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ١٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٥٤٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢٥١ ، ح ٣٤٦٨٧.

(٨). في «ك » :« لأنّي ».

(٩). في «ك ، م ، ن ، بح ، بف ، جد » والتهذيب والعلل :« لأستحي ».

(١٠). في « جت » والعلل :- « له ».

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800