الكافي الجزء ١٥

الكافي4%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 84000 / تحميل: 5080
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

عنه مخافة أن تدخل(١) الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم ، فاتق الله ـ جل ذكره ـ وخص بذلك الأمر أهله ، واحذر أن تكون(٢) سبب بلية على(٣) الأوصياء ، أو حارشا(٤) عليهم بإفشاء ما استودعتك وإظهار ما استكتمتك ، ولن تفعل(٥) إن شاء الله.

إن أول ما أنهي إليك أني(٦) أنعى إليك نفسي(٧) في ليالي هذه غير جازع ولا نادم(٨) ولا شاك(٩) فيما هو كائن مما قد قضى الله ـعزوجل ـ وحتم ، فاستمسك بعروة الدين آل محمد ، والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي والمسالمة لهم والرضا(١٠) بما قالوا ، ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ، ولا تحبن(١١) دينهم ؛ فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، وتدري ما خانوا أماناتهم ، ائتمنوا على كتاب الله ، فحرفوه وبدلوه ، ودلوا(١٢) على ولاة الأمر منهم ، فانصرفوا(١٣) عنهم ، فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

__________________

(١) هكذا في «د ، ل ، بح ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «أن يدخل».

(٢) في «بح» : «أن يكون».

(٣) في «د ، ع ، ل ، ن ، بح ، جت» والبحار ، ج ٤٨ : ـ «على».

(٤) قال الخليل : «الحرش والتحريش : إغراؤك إنسانا بغيره». وقال ابن الأثير : «التحريش بين البهائم هو الأغراء وتهييج بعضها على بعض». ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٦٧ (حرش).

وفي الوافي : «أو حارشا عليهم ، أي مغريا لأعدائهم عليهم».

(٥) في «م» وحاشية «د» : «ولم تفعل». وفي «بح» : «فلن تفعل».

(٦) في حاشية «ن» : «أن».

(٧) «أنعى إليك نفسي» أي اخبرك بموتي وقرب أجلي ؛ من النعي ، وهو خبر الموت والإخبار به ، يقال : نعى الميت ينعاه نعيا ونعيا ، إذا أذاع موته وأخبر به ، وإذا ندبه. والتعدية ب «إلى» للتأكيد. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥١٢ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ (نعا).

(٨) في «جت» : «غير نادم ولا جازع».

(٩) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : ولا شاك ، بالتخفيف من الشكاية ؛ أو بالتشديد ، أي لا أشك في وقوع ما قضي وقدر ، بل أعلمه يقينا ، أو لا أشك في خيريته».

(١٠) في «بن» : ـ «والرضا».

(١١) في حاشية «بح» : «ولا تختر».

(١٢) في «بح» : «وولوا».

(١٣) في حاشية «بف» : + «فارضوا».

٣٠١

وسألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله ، فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما ، فلما أحرزاه توليا إنفاقه ، أيبلغان بذلك كفرا(١) ؟ فلعمري(٢) لقد نافقا قبل ذلك ، وردا على الله ـعزوجل ـ كلامه ، وهزئا برسوله(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله وهما الكافران ـ عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ـ والله ما دخل قلب أحد منهما شيء من الإيمان منذ خروجهما من(٤) حالتيهما(٥) ، وما ازدادا إلا شكا ، كانا خداعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام.

وسألت عمن حضر ذلك الرجل وهو يغصب ماله ، ويوضع على رقبته ، منهم عارف ومنكر ، فأولئك أهل الردة الأولى من(٦) هذه الأمة ، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وسألت عن مبلغ علمنا ، وهو على ثلاثة وجوه : ماض ، وغابر(٧) ، وحادث ؛ فأما الماضي فمفسر ، وأما الغابر فمزبور(٨) ، وأما الحادث فقذف في القلوب ، ونقر(٩) في

__________________

(١) في المرآة : «قوله : أيبلغان بذلك كفرا؟ استفهام ، من تتمة نقل كلام السائل ، وقوله : فلعمري ، ابتداء الجواب. وفي بعض النسخ : ليبلغان باللام المفتوحة ، أي والله ليكفران بذلك ، فهذا ابتداء الجواب».

(٢) في «بح» والبحار ، ج ٧٨ : «ولعمري».

(٣) في «ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي : «برسول الله».

(٤) في «بف» : «عن».

(٥) في «بف ، جت» وحاشية «بح» والمرآة : «جاهليتهما». وفي «د ، بح» : «حالتهما».

(٦) في «جت» : «في».

(٧) الغابر : الماضي والمستقبل ، وهو من الأضداد ، والمراد هنا الثاني بقرينة مقابلته بالماضي. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٧ (غبر).

(٨) في حاشية «د ، بح» والبحار ، ج ٤٨ : «فمكتوب». والمزبور : المكتوب بالإتقان ، يقال : زبرت الكتاب أزبره ، إذا أتقنت كتابته. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ (زبر).

(٩) النقر : الضرب والإصابة ، يقال : نقره ينقره نقرا ، أي ضربه ، ويقال : رمى الرامي الغرض فنقره ، أي أصابه ولم ينفذه. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ و ٢٣٠ (نقر).

٣٠٢

الأسماع ، وهو أفضل علمنا ، ولا نبي بعد نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وسألت عن أمهات أولادهم ، وعن نكاحهم ، وعن طلاقهم ؛ فأما أمهات أولادهم ، فهن عواهر(١) إلى يوم القيامة نكاح بغير ولي ، وطلاق في غير(٢) عدة. فأما(٣) من دخل في دعوتنا ، فقد هدم إيمانه ضلاله(٤) ، ويقينه شكه.

وسألت عن الزكاة فيهم ، فما كان من الزكاة(٥) فأنتم أحق به ؛ لأنا قد أحللناها(٦) ذلك لكم من كان منكم ، وأين كان.

وسألت عن الضعفاء ، فالضعيف من لم يرفع(٧) إليه حجة ، ولم يعرف الاختلاف فإذا عرف الاختلاف ، فليس بضعيف(٨) .

وسألت عن الشهادات(٩) لهم ، فأقم الشهادة لله ـعزوجل ـ ولو على نفسك والوالدين(١٠) والأقربين فيما بينك وبينهم ، فإن(١١) خفت على أخيك ضيما(١٢) فلا.

__________________

(١) العواهر : جمع العاهرة ، وهي الزانية ؛ من العهر ، وهو الزنا ، وكذلك العهر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٢ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٢٦ (عهر).

(٢) في «جت» وحاشية «ن ، بح» والوافي والبحار ، ج ٤٨ : «لغير». وفي البحار ، ج ٧٨ والمرآة : «بغير».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «وأما».

(٤) في «بح» : «ضلالته».

(٥) في «ع ، ن ، بف ، جت» وحاشية «بح» وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٤٨ : «الزكوات».

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع وشرح المازندراني والوافي والبحار : «قد أحللنا». وفي المرآة : «فقد أحللنا» بدل «لأنا قد أحللناها».

(٧) في «ل ، بح ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والمرآة والبحار والكافي ، ح ٢٩٠٢ : «لم ترفع».

(٨) في الكافي ، ح ٢٩٠٢ : «بمستضعف».

(٩) في الكافي ، ح ١٤٤٨٣ : «الشهادة».

(١٠) في «م ، بف ، بن ، جد» والكافي ، ح ١٤٤٨٣ والبحار ، ج ٤٨ : «أو الوالدين».

(١١) في المرآة : «وإن».

(١٢) الضيم : الظلم والانتقاص. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٣ (ضيم).

٣٠٣

وادع إلى شرائط(١) الله(٢) ـ عز ذكره ـ بمعرفتنا(٣) من رجوت(٤) إجابته ، ولا تحصن بحصن رياء(٥) ، ووال آل محمد ، ولا تقل لما بلغك(٦) عنا ونسب إلينا : هذا باطل وإن كنت تعرف منا(٧) خلافه ؛ فإنك لاتدري لما(٨) قلناه ، وعلى أي وجه وصفناه(٩) .

آمن بما أخبرك(١٠) ، ولا تفش ما(١١) استكتمناك(١٢) من خبرك(١٣) ؛ إن من واجب(١٤) حق أخيك أن لاتكتمه شيئا تنفعه(١٥) به لأمر دنياه وآخرته ، ولا تحقد عليه وإن أساء ، وأجب دعوته إذا دعاك ، ولا تخل بينه وبين عدوه من الناس وإن كان أقرب إليه منك ، وعده في مرضه ، ليس(١٦) من أخلاق المؤمنين الغش(١٧) ولا

__________________

(١) في حاشية «جت» : «صراط».

(٢) في رجال الكشي : «صراط ربك» بدل «شرائط الله».

(٣) في «ن» : «لمعرفتنا». وفي رجال الكشي : «فينا».

(٤) في «جد» : «وجوب».

(٥) في «بح» وحاشية «ن» : «ولا تحصن حصن رياء». وفي «د ، ع ، بن ، جت» والبحار ، ج ٤٨ : «لا تحضر حصن زنى». وفي «م ، جت» وحاشية «ن» وشرح المازندراني : «لا تحضر حصن زنى». وفي رجال الكشي : «فلا تحضر حضرنا».

(٦) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» : «بلغت».

(٧) في «بح» : ـ «منا».

(٨) في «جد» وحاشية «بح» ورجال الكشي : «لم». وفي «بف» : «بم».

(٩) في «د ، ل ، م ، بح ، بن ، جت ، جد» ورجال الكشي : «وضعناه».

(١٠) في شرح المازندراني عن بعض النسخ : «بما أخبرتك».

(١١) في «د ، بح» : «بما».

(١٢) في «جت» وحاشية «بح» ورجال الكشي : «ما استكتمك».

(١٣) في شرح المازندراني عن بعض النسخ والوافي : «من خيرك».

(١٤) في حاشية «بح» ورجال الكشي : «أوجب».

(١٥) في «ن ، بح ، بف ، جد» : «ينفعه». وفي «د ، بن» بالتاء والياء معا.

(١٦) في «م» : «وليس».

(١٧) «الغش» : اسم من غشه ، أي لم يمحضه النصح ، أو أظهر له خلاف ما أضمره ، وهو ضد النصح. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨١٧ (غشش).

٣٠٤

الأذى(١) ولا الخيانة ولا الكبر ولا الخنا ولا الفحش(٢) ولا الأمر(٣) به ، فإذا رأيت المشوه(٤) الأعرابي في جحفل(٥) جرار(٦) ، فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، وإذا(٧) انكسفت الشمس ، فارفع بصرك إلى السماء ، وانظر(٨) ما فعل الله ـعزوجل ـ بالمجرمين ، فقد فسرت لك جملا مجملا(٩) ، وصلى الله على محمد وآله الأخيار(١٠) ».(١١)

__________________

(١) في «بف» : ـ «ولا الأذى».

(٢) «الخنا» : الفحش في القول ، «والفحش» : القبيح من القول والفعل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٦ (خنا) ؛ وج ٣ ، ص ٤١٥ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٢٥ (فحش).

(٣) في الوافي : «امر». وفي المرآة : «آمر» كلاهما بدل «ولا الأمر».

(٤) المشوه : القبيح الخلقة والمنظر ، يقال : شوهه اللهعزوجل ، أي قبح وجهه. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٠٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٣٩ (شوه).

(٥) الجحفل : الجيش ، أو الجيش الكثير. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٥٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٩١ (جحفل).

(٦) يقال : عسكر جرار ، أي كثير ، أو هو الذي لا يسير إلازحفا ؛ لكثرته. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٣٠ (جرر).

(٧) في «د ، م ، بح ، جت» : «فإذا».

(٨) في «بح» : «فانظر».

(٩) في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن» والوافي والبحار : «جملا».

(١٠) في «ن» : ـ «الأخيار».

(١١) الكافي ، كتاب الحجة ، باب جهات علوم الأئمةعليهم‌السلام ، ح ٦٨٩ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن علي السائي ، عن أبي الحسن الأول موسىعليه‌السلام ، من قوله : «مبلغ علمنا وهو على ثلاثة وجوه» إلى قوله : «ولا نبي بعد نبينا». وفيه ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المستضعف ، ح ٢٩٠٢ ، بالإسناد الأول ، من قوله : «وسألت عن الضعفاء» إلى قوله : «فليس بضعيف» ؛ وفيه ، كتاب الشهادات ، باب كتمان الشهادة ، ح ١٤٤٨٣ ، بالإسناد الأول ، من قوله : «وسألت عن الشهادات» إلى قوله : «ضيما فلا». التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٧٦ ، ح ١٦٢ ، معلقا عن سهل بن زياد ، بالإسناد الأول ، وفي الأخيرين هكذا : «عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : كتب أبي في رسالته إلى وسألته عن الشهادات (في الكافي : الشهادة) ...». رجال الكشي ، ص ٤٥٤ ، ح ٨٥٩ ، بسنده عن إسماعيل بن مهران ، بالإسناد الأول ، إلى قوله : «بتفضيلك إياهم وبردك الأمور إليهم» ومن قوله : «وادع إلى شرائط الله عز ذكره بمعرفتنا» إلى قوله : «أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه وآخرته» مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٦٧١ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٤٢ ، ح ٥١ ؛ وج ٧٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧.

٣٠٥

حديث نادر(١)

١٤٩١١ / ٩٦. حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن محمد بن أيوب ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «أتى أبو ذر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، إني قد اجتويت(٢) المدينة ، أفتأذن(٣) لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى مزينة(٤) ، فنكون بها؟

فقال : إني أخشى أن يغير(٥) عليك خيل من العرب ، فيقتل(٦) ابن أخيك ، فتأتيني شعثا(٧) ، فتقوم بين يدي متكئا على عصاك ، فتقول : قتل ابن أخي ، وأخذ السرح(٨) .

فقال : يا رسول الله ، بل(٩) لايكون إلا

__________________

(١) في شرح المازندراني : «حديث نادر ؛ لأنه شاذ ، أو لأن مضمونه غريب ، أو لأنه متعلق بشخص معين».

(٢) قال ابن الأثير : «في حديث العرنيين : فاجتووا المدينة ، أي أصابهم الجوى ، وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها ، ويقال : اجتويت البلد ، إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة». النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٨ (جوا).

(٣) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن ، جت ، جد» : «فتأذن» بدون همزة الاستفهام.

(٤) «مزينة» : قبيلة من مضر ، وهو مرينة بن ادبن طابخة بن إلياس بن مضر ، والنسبة إليهم : مزني. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠٤ (مزن).

(٥) في «ع ، ل ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والبحار : «تغير». وفي «جد» بالتاء والياء معا. وأغار على القوم إغارة ، أي دخل عليهم الخيل ، وأغار على العدو ، أي هجم عليهم ديارهم وأوقع بهم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٧٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٥٦ (غور).

(٦) في «ع ، ل ، بح ، بن» والوافي : «فتقتل».

(٧) الشعث : انتشار الأمر وخلله ، واغبرار الرأس. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٧٢ (شعث).

(٨) السرح : المال السائم ، يقال : سرحت الإبل سرحا من باب نفع وسروحا أيضا ، أي رعت بنفسها ، ويقال للمال الراعي : سرح ، تسمية بالمصدر. المصباح المنير ، ص ٢٧٣ (سرح).

(٩) في «بف» : ـ «بل».

٣٠٦

خيرا(١) إن شاء الله(٢) .

فأذن له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، فخرج هو وابن أخيه وامرأته ، فلم يلبث هناك إلا يسيرا حتى غارت خيل لبني فزارة(٤) فيها عيينة بن حصن(٥) ، فأخذت(٦) السرح ، وقتل(٧) ابن أخيه ، وأخذت(٨) امرأته من بني غفار ، وأقبل أبو ذر يشتد(٩) حتى وقف بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبه طعنة(١٠) جائفة(١١) ، فاعتمد على عصاه ، وقال(١٢) : صدق الله ورسوله(١٣) ، أخذ السرح ، وقتل ابن أخي ، وقمت بين يديك على عصاي.

فصاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المسلمين ، فخرجوا في الطلب ، فردوا السرح ، وقتلوا

__________________

(١) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٨٢ : «قال ذلك لظنه أن خشية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من باب الاحتمال ، فلما وقع ما خشيه علم أنه كان من باب الإخبار ، فلذلك قال : صدق الله ورسوله».

وفي مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٣٠٤ : «قوله : لا يكون إلاخيرا ، أي لا يكون الأمر شيئا إلاخيرا. لعله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينهه عن الخروج ، وإنما أخبر بوقوع ذلك ، واحتمل أبوذر أن لا يكون من التقديرات الحتمية ، أو اختار خير الآخرة بتحمل مشاق الدنيا والصبر عليها لو كان في بدو إسلامه ولما يكمل في الإيمان واليقين ومعرفة كمال سيد المرسلين. والأول أنسب برفعة شأنه».

(٢) في «بح» : ـ «إن شاء الله».

(٣) في «بن» : ـ «فأذن له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٤) قال الجوهري : «فزارة : أبو حي من غطفان ، وهو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان». وقال الفيومي ، «الفزارة بالفتح : انثى الببر ، وبه سميت القبيلة لشدتها». الصحاح ، ج ١٢ ، ص ٧٨١ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٧١ (فزر).

(٥) في «بح» والوافي : «حصين». وهو سهو ، وعبينة هذا هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. راجع : الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، ج ٣ ، ص ٣١٦ ، الرقم ٢٠٧٨ ؛ اسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ، الرقم ٤١٦٦.

(٦) في حاشية «جت» : «فأخذوا».

(٧) في حاشية «جت» : «وقتلوا».

(٨) في «بح» : «فاخذت».

(٩) «يشتد» أي يعدو ويسرع في المشي. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٢ (شدد).

(١٠) الطعن : الضرب بالرمح ونحوه ، والطعنة : أثر الطعن. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٦٦ (طعن).

(١١) الجائفة : طعنة تبلغ الجوف. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٥ (جوف).

(١٢) في «جت» : «فقال».

(١٣) في «ل» والوافي : «صدق رسول الله» بدل «صدق الله ورسوله».

٣٠٧

نفرا من المشركين».(١)

١٤٩١٢ / ٩٧. أبان(٢) ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال(٣) : نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة(٤) ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد ، فأقبل(٥) سيل ، فحال بينه وبين أصحابه ، فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير(٦) الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل ، فقال رجل من المشركين لقومه : أنا أقتل محمدا ، فجاء ، وشد(٧) على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالسيف ، ثم قال(٨) : من ينجيك مني يا محمد؟ فقال : ربي وربك ، فنسفه(٩) جبرئيلعليه‌السلام عن(١٠) فرسه ، فسقط على ظهره ، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخذ(١١) السيف ، وجلس على صدره ، وقال(١٢) : من ينجيك مني يا غورث(١٣) ؟ فقال : جودك وكرمك يا محمد ، فتركه(١٤) فقام(١٥) وهو يقول : والله لأنت خير مني وأكرم».(١٦)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ٢٥٤٧٩ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٠٢ ، ح ١٣.

(٢) السند معلق على سابقه ، فيجري عليه كلا الطريقين المتقدمين.

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ «قال».

(٤) في الوافي : «بغزوة».

(٥) في «جت» : «فإذا قبل».

(٦) شفير كل شيء : حرفه وجانبه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ (شفر).

(٧) «شد» أي حمل ، يقال : شد عليه في الحرب يشد شدا ، أي حمل عليه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ (شدد).

(٨) في «بن» : + «له».

(٩) «نسفه» أي قلعه ، يقال : نسف البناء ، أي قلعه من أصله. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣٨ (نسف).

(١٠) في «جت» : «من».

(١١) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والبحار : «فأخذ».

(١٢) في حاشية «جت» : «ثم قال» بدل «وقال».

(١٣) في «ع ، جد» : «عورث». و «غورث» ، اسم ذلك الرجل ، وهو غورث بن الحارث ، على ما نص عليه في القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٧٤ (غرث).

(١٤) في الوافي : «فترك».

(١٥) في «م ، ن ، بح ، جت» وشرح المازندراني والبحار : «وقام».

(١٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١١ ، ح ١٣٢٦ ؛ البحار ، ج ٢٠ ، ص ١٧٩ ، ح ٦.

٣٠٨

١٤٩١٣ / ٩٨. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ؛ وعلي بن محمد ، عن القاسم بن محمد(١) ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال : «إن قدرتم أن لاتعرفوا فافعلوا ، وما عليك إن لم يثن(٢) الناس عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله تبارك وتعالى.

إن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان يقول : لاخير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل يزداد فيها(٣) كل يوم إحسانا ، ورجل يتدارك منيته(٤) بالتوبة ، وأنى له بالتوبة ؛ فو الله(٥) أن لو(٦) سجد حتى ينقطع عنقه ، ما قبل الله ـعزوجل ـ منه عملا(٧) إلا بولايتنا أهل البيت.

ألا ومن عرف حقنا(٨) ، أو

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» وحاشية «جد» والوسائل والبحار : ـ «وعلي بن محمد عن القاسم بن محمد». وفي «حاشية «م» : ـ «عن القاسم بن محمد». وما في المتن مطابق للمطبوع و «بف ، جد».

هذا ، وزيادة «وعلي بن محمد عن القاسم بن محمد» وإن كان محتملا ، لكن بعد احتمال جواز النظر من «القاسم بن محمد» إلى «القاسم بن محمد» المذكور بعد «علي بن محمد» ، حذف هذه العبارة باحتمال الزيادة مشكل. فعليه يكون في السند تحويل بعطف «علي بن محمد ، عن القاسم بن محمد» على «أبيه ، عن القاسم بن محمد».

(٢) في «ع ، ن ، بن» وحاشية «بح» : «لم تثن». وفي «بح» : «ألا تثنى» بدل «لم يثن». وفي حاشية «م» : «لا يثنى».

(٣) في «بف» وتفسير القمي والأمالي للصدوق : ـ «فيها».

(٤) في الوافي والأمالي للصدوق : «سيئته». والمنية : الموت ، من المنى بمعنى التقدير ؛ لأنها مقدرة بوقت مخصوص ، قال العلامة المجلسي : «والمراد تدارك أمر منيته والتهيئة لنزوله. ويحتمل أن تكون منصوبة بنزع الخافض ، أي يتدارك ذنوبه لمنيته». واحتمل العلامة المازندراني كونها بسكون النون وضم الميم ، أو كسرها ، وهو ما أرادته نفسك وتمنته من الأباطيل. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨. (مني).

(٥) في البحار وتفسير القمي والأمالي للصدوق : «والله».

(٦) في حاشية «م ، جد» : «لو أن». وفي تفسير القمي : «إن» بدل «أن لو».

(٧) في تفسير القمي والأمالي للصدوق : ـ «عملا».

(٨) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : ألا ومن عرف حقنا ، كأن الخبر مقدر ، أي هو ناج ، أو نحوه. ويحتمل أن يكون

٣٠٩

رجا(١) الثواب بنا ، ورضي بقوته نصف مد كل(٢) يوم ، وما يستر به عورته ، وما أكن(٣) به رأسه وهم مع ذلك والله خائفون وجلون ، ودوا أنه حظهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله ـعزوجل ـ حيث يقول :( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) (٤) ما(٥) الذي أتوا به ، أتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية ، وهم في(٦) ذلك خائفون أن لايقبل منهم ، وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين ، ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا».

ثم قال : «إن قدرت(٧) أن لاتخرج من بيتك فافعل ؛ فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ، ولا تكذب ، ولا تحسد ، ولا ترائي(٨) ، ولا تتصنع ، ولا تداهن(٩) ».

ثم قال : «نعم ، صومعة المسلم(١٠) بيته ، يكف فيه(١١) بصره ولسانه ونفسه وفرجه ؛ إن من عرف نعمة الله بقلبه ، استوجب المزيد من(١٢) الله ـعزوجل ـ قبل أن يظهر شكرها على لسانه ، ومن ذهب يرى أن له على الآخر فضلا ، فهو من المستكبرين».

فقلت له(١٣) : إنما يرى أن له عليه فضلا بالعافية(١٤) إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟

__________________

قولهعليه‌السلام : ودوا ، خبرا ، لكنه بعيد».

(١) في الوافي وتفسير القمي : «ورجا».

(٢) في «بح» : «لكل».

(٣) «أكن» أي ستر ، من الإكنان ، وهو الستر والإخفاء ، مثل الكن. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٤٢ (كنن).

(٤) المؤمنون (٢٣) : ٦٠.

(٥) في البحار : «وما».

(٦) في «بن» : «مع».

(٧) في «د ، بح ، بن ، جت ، جد» والبحار : + «على».

(٨) في شرح المازندراني : «أي لا تعمل عملا رياء وسمعة ليراه الناس ويمدحونك به. وقد يأتي المرائي بمعنى المجادل».

(٩) المداهنة : المساهله والمصالحة والمصانعة والمسالمة والملاينة والمداراة ، وإظهار خلاف ما يضمر. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٧٤ (دهن).

(١٠) في «بح» : «المؤمن».

(١١) في الوافي : «به».

(١٢) في «بح» : «عن».

(١٣) في «ن ، بف ، بن» : ـ «له».

(١٤) في «جت» وحاشية «بح» : «بالعاقبة».

٣١٠

فقال : «هيهات هيهات ، فلعله أن يكون قد غفر له ما أتى(١) وأنت موقوف محاسب(٢) ، أما تلوت قصة سحرة موسىعليه‌السلام ؟».

ثم قال : «كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه؟ وكم من مستدرج(٣) بستر(٤) الله عليه؟ وكم من مفتون بثناء الناس عليه؟».

ثم قال : «إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد(٥) ثلاثة :

صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى ، والفاسق المعلن».

ثم تلا(٦) :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) (٧) .

ثم قال : «يا حفص ، الحب أفضل من الخوف» ثم قال : «والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا ، ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى».

فبكى رجل(٨) ، فقال : «أتبكي؟ لو أن أهل السماوات والأرض كلهم اجتمعوا يتضرعون إلى الله ـعزوجل ـ أن ينجيك من النار ويدخلك الجنة ، لم يشفعوا فيك(٩) ».

__________________

(١) في «جت» : + «به».

(٢) في «د ، م ، بن ، جد» وحاشية «جت» والبحار : «تحاسب». وفي «ن» : «فتحاسب». وفي شرح المازندراني : «ومحاسب».

(٣) يقال : استدرجه ، أي خدعه ، واستدراج الله تعالى العبد : أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار ، أو أن يأخذه قليلا قليلا ولا يباغته. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٩٤ (درج).

(٤) في «د ، م ، بح ، جد» : «يستر».

(٥) في «ع ، ل ، م ، بف ، بن» : «لإحدى».

(٦) في البحار : «قال».

(٧) آل عمران (٣) : ٣١.

(٨) في شرح المازندراني : «فبكى رجل ، كأنه كان من المنافقين». وفي المرآة : «قوله : فبكى رجل ، هو كان مخالفاغير موال للأئمةعليهم‌السلام فلذا قال لهعليه‌السلام : إنه لا ينفعه شفاعة الشافعين ؛ لعدم كونه على دين الحق».

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي حاشية «جت» والمطبوع والبحار : + «ثم كان لك قلب حي لكنت أخوف الناس لله ـعزوجل ـ في تلك الحال».

٣١١

ثم قال(١) : «يا حفص ، كن ذنبا ، ولا تكن رأسا(٢) ، يا حفص ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من خاف الله كل(٣) لسانه».

ثم قال : «بينا موسى بن عمرانعليه‌السلام يعظ أصحابه إذ قام رجل ، فشق قميصه ، فأوحى الله ـعزوجل ـ إليه : يا موسى(٤) ، قل له : لاتشق قميصك ، ولكن اشرح(٥) لي عن قلبك».

ثم قال : «مر موسى بن عمرانعليه‌السلام برجل من أصحابه وهو ساجد ، فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله ، فقال(٦) موسىعليه‌السلام : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك ، فأوحى الله ـعزوجل ـ إليه : يا موسى ، لو سجد حتى ينقطع عنقه ، ما قبلته حتى يتحول عما أكره إلى ما أحب».(٧)

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي المطبوع : + «له».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : كن ذنبا ، أي تابعا لأهل الحق ، ولا تكن رأسا ، أي متبوعا لأهل الباطل».

(٣) الكل : العجز ، والإعياء ، والثقل ، والتعب ، والوهن. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٠ و ٥٩٤ (كلل).

(٤) في الوافي : + «بن عمران».

(٥) في شرح المازندراني : «شرح زيد صدره للحق ، أي فسحه ووسعه لقبوله ، وتعديته ب «عن» لتضمين معنى الكشف ، أي كاشفا عن قلبك برفع ما يواريه ويغطيه من موانع دخول الحق فيه. وفي القاموس : شرح كمنع : كشف ، وحينئذ لا حاجة إلى التضمين». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٢ (شرح).

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بح» والمطبوع والوافي : + «له».

(٧) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستدراج ، ح ٣٠٢٠ ، من قوله : «كم من مغرور» إلى قوله : «مستدرج بستر الله عليه» ؛ وفيه ، باب محاسبة العمل ، ح ٣٠٣٥ ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان المنقري ، إلى قوله : «خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا» مع اختلاف يسير. تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ، ذيل الحديث ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، إلى قوله : «وهم مع ذلك والله خائفون وجلون». الأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٥ ، ذيل ح ٢ ، إلى قوله : «ما قبل اللهعزوجل منه عملا إلابولايتنا أهل البيت» ؛ الخصال ، ص ١١٩ ، باب الثلاثة ، ح ١٠٧ ، من قوله : «إني لأرجو النجاة» إلى قوله : «والفاسق المعلن» وفي الأخيرين بسند آخر عن القاسم بن محمد

٣١٢

حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

١٤٩١٤ / ٩٩. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم وغيره :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ما كان شيء أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أن يظل(١) جائعا خائفا(٢) في الله».(٣)

١٤٩١٥ / ١٠٠. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا(٤) ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم ، قال :

دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ذات يوم وهو يأكل متكئا(٥) ، قال وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه ، فلما فرغ قال : «يا محمد ، لعلك ترى أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما(٦) رأته عين(٧) يأكل وهو متكئ

__________________

الاصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان وو الكفر ، باب الشكر ، ح ١٧٢٣ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٥٤٠٩ ؛ البحار ، ج ٧٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٥.

(١) في «د» وحاشية «ن» : «أن يصل».

(٢) في الكافي ، ح ١٤٩٨٦ : «خائفا جائعا» بدل «جائعا خائفا».

(٣) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٨٦ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٢١٧٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣٠٤٤٥ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٩ ، ح ١١٩.

(٤) رواية عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال متكررة في الأسناد. فعليه ما ورد في الوسائل من ذكر «جميعا» بعد «ابن فضال» ، سهو.

(٥) في الوافي : «أراد بالاتكاء معناه المتعارف ؛ أعني الميل في القعود معتمدا على أحد الشقين. وفي النهاية الأثيرية فسر المتكئ هنا بالمتمكن المطمئن الذي يريد الاستكثار من الأكل». وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٩٣ (تكأ).

وفي المرآة : «قوله : وهو يأكل متكئا ، لعله كان فعله عليه‌السلام إما لبيان الجواز ، أو لعذر وضعف».

(٦) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : ـ «ما».

(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + «وهو».

٣١٣

من(١) أن(٢) بعثه الله إلى أن قبضه».

قال(٣) : ثم رد على نفسه ، فقال(٤) : «لا والله ، ما رأته عين يأكل وهو متكئ(٥) من(٦) أن(٧) بعثه الله إلى أن قبضه».

ثم قال : «يا محمد ، لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية(٨) من أن(٩) بعثه الله إلى أن قبضه(١٠) ».

ثم(١١) رد على نفسه ، ثم قال(١٢) : «لا والله ، ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ(١٣) بعثه الله إلى أن قبضه ، أما إني لا أقول : إنه(١٤) كان لايجد ؛ لقد كان يجيز الرجل(١٥) الواحد بالمائة من الإبل ، فلو أراد أن يأكل لأكل ، ولقد أتاه جبرئيلعليه‌السلام بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره(١٦) من غير أن ينقصه الله ـ تبارك وتعالى ـ مما أعد له(١٧) يوم القيامة شيئا ، فيختار

__________________

(١) في «بح ، بف» وحاشية «م ، جت» والوافي والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : «منذ».

(٢) في «بح» وحاشية «م ، جت» والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : ـ «أن».

(٣) في «ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» والوافي والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : ـ «قال».

(٤) في «د ، بح» : «وقال». وفي «بن» : «ثم قال».

(٥) في شرح المازندراني : «فعلهعليه‌السلام ـ مع أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يفعله ـ لبيان الجواز».

(٦) في الوافي والأمالي للطوسي : «منذ».

(٧) في «بف» والوسائل : «منذ» بدل «من أن».

(٨) في الوسائل : ـ «متوالية».

(٩) في حاشية «بح» والوسائل : «منذ» بدل «من أن». وفي الوافي والأمالي للطوسي : «منذ أن».

(١٠) في الوسائل : «أن قبض».

(١١) في البحار والأمالي للطوسي+ «إنه».

(١٢) في «م» وحاشية «بح ، جت» والوافي : «فقال» بدل «ثم قال».

(١٣) في حاشية «بح» : «من أن» بدل «منذ».

(١٤) في «ن» : ـ «إنه».

(١٥) «يجيز الرجل» أي يعطيه ، يقال : أجازه يجيزه ، إذا أعطاه الجيزة والجائزة ، وهي العطية. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٤ (جوز).

(١٦) في الوافي : «يخيره ؛ يعني بين القبول من غير نقص مما أعد الله له وبين الرد».

(١٧) هكذا في «ع ، ل ، ن ، بف ، جت ، جد» وحاشية «بح» والوافي. وفي «د ، م ، بح ، بن» والمطبوع : «أعد الله له». وفي الوسائل : «من غير أن ينقص مما أعده الله له».

٣١٤

التواضع(١) لربه جل وعز ، وما سئل شيئا قط فيقول : لا ، إن كان أعطى ؛ وإن لم يكن قال : يكون(٢) ، وما أعطى على الله شيئا(٣) قط إلا سلم ذلك إليه حتى إن(٤) كان ليعطي الرجل الجنة ، فيسلم الله ذلك له».

ثم(٥) تناولني(٦) بيده(٧) ، وقال : «وإن كان صاحبكم(٨) ليجلس جلسة العبد ، ويأكل إكلة العبد ، ويطعم الناس خبز البر واللحم ، ويرجع إلى أهله(٩) ، فيأكل الخبز والزيت ، وإن كان ليشتري القميص السنبلاني(١٠) ، ثم يخير(١١) غلامه خيرهما ، ثم يلبس الباقي ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ، وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا

__________________

(١) في الوافي : «فيختار التواضع ؛ يعني الرد ؛ فإن ترك الدنيا والزهد فيها تواضع لله سبحانه».

(٢) في الأمالي للطوسي : + «إن شاء الله تعالى». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : قال : يكون ، أي يحصل بعد ذلك فنعطيك». وقد روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنه قال : «ما سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيئا قط ، فقال : لا ، إن كان عنده أعطاه ، وإن لم يكن عنده قال : يكون إن شاء الله». راجع : مستدرك الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٠٤ ، ح ٨٠٤١.

(٣) في الوافي : «ضمن الإعطاء معنى الضمان فعداه ب «على» ؛ يعني ما ضمن على الله شيئا أن يعطيه أحد». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : وما أعطى على الله ، أي معتمدا ومتوكلا على الله ، ويحتمل أن تكون «على» بمعنى «عن» ، أي عنه ومن قبله».

(٤) في «بح» : «انه».

(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» وحاشية «جت» : «من». وفي المرآة : «في كثير من النسخ : من يناوله بيده ، فلعله بيان وتفسير ، أو بدل لقوله : ذلك ، أو الباء السببية فيه مقدرة ، أي يسلم ذلك له بأن يبعث إليه من يعطيه بيده. ولعله تصحيف».

(٦) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جد» وحاشية «جت» : «يناوله». وفي «بح» : «يناله».

(٧) في الوافي : «ثم تناولني ، أي أخذني».

(٨) «إن» ، هي المخففة للتأكيد بحذف ضمير الشأن ، والمراد بالصاحب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال العلامة الفيض : «سماه صاحب الشيعة ؛ لنسبتهم إليه».

(٩) في الأمالي للطوسي : «رحله».

(١٠) في «ع ، جد» وحاشية «د ، م ، ن» : «السبلاني». وفي الأمالي للطوسي : «القميصين السنبلانيين» بدل «القميص السنبلاني». والسنبلاني ، سابغ الطول ، يقال : سنبل ثوبه ، إذا أسبله وجره من خلفه أو أمامه ، والنون زائدة ؛ أو منسوب إلى بلد بالروم ، وسنبلان وسنبل : بلدان بالروم ، بينهما عشرون فرسخا. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٤٣ (سنبل).

(١١) في «بن» : «فيخير» بدل «ثم يخير».

٣١٥

إلا أخذ بأشدهما على بدنه ، ولقد ولي الناس خمس سنين ، فما وضع آجرة(١) على آجرة ، ولا لبنة(٢) على لبنة ، ولا أقطع قطيعة(٣) ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما(٤) ، وما أطاق(٥) أحد عمله(٦) ، وإن(٧) كان علي بن الحسينعليهما‌السلام لينظر(٨) في الكتاب(٩) من كتب عليعليه‌السلام ، فيضرب به الأرض ، ويقول : من يطيق هذا؟».(١٠)

١٤٩١٦ / ١٠١. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، قال : حدثني علي بن المغيرة(١١) ، قال :

__________________

(١) الآجرة : واحدة الآجر ، وهو اللبن إذا طبخ ؛ بمد الهمزة ، والتشديد أشهر من التخفيف ، وهو معرب. المصباح المنير ، ص ٦ (أجر).

(٢) اللبنة بفتح اللام وكسر الباء : واحدة اللبن ، وهي التي يبنى بها الجدار. ويقال بكسر اللام وسكون الباء. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ (لبن).

(٣) «لا أقطع قطيعة» أي ما جعل لنفسه أو لأهله أرضا مع أن ذلك كان جايزا ، يقال : أقطعة قطيعة ، أي أذن له في اقتطاعها ، أي أخذها ، أو جعلها ملكا له ، أو أعطاه إياه ، والإقطاع يكون تمليكا وغير تمليك ، والقطيعة : اسم لذلك الشيء الذي يقطع. والقطيعة أيضا : طائفة من أرض الخراج. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٢ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٨٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٠٩.

(٤) في «بن» : «بها خادما لأهله». وفي الوافي : «بها لأهله خادما».

(٥) في «ن ، جت» : «ولا أطاق».

(٦) في الأمالي للطوسي : «عمله منا أحد» بدل «أحد عمله».

(٧) في «بح ، جت» : «ولقد». وفي الأمالي : «وإنه».

(٨) في «بن» : «ينظر».

(٩) في «بف» : «في كتاب».

(١٠) الأمالي للطوسي ، ص ٦٨١ ، المجلس ٣٨ ، ح ٢ ، إلى قوله : «قد كان يبلغنا أن ذلك يكره» ؛ وفيه ، ص ٦٩٢ ، المجلس ٣٩ ، ح ١٣ ، وفيهما بسند آخر عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، مع اختلاف يسير. الأمالي للصدوق ، ص ٢٨١ ، المجلس ٤٧ ، صدر ح ١٤ ، بسند آخر ، من قوله : «كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد» إلى قوله : «ولا أورث بيضاء ولا حمراء» مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب الأكل متكئا ، ح ١١٥٧٢ ومصادره الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٨ ، ح ١٣٢١ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ٣٠٤٦٥ ، إلى قوله : «ويرجع إلى أهله فيأكل الخبز والزيت» ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٧ ، ح ١١٦.

(١١) كذا في النسخ. ولا يبعد كون الصواب في العنوان : علي بن أبي المغيرة ، كما تقدم في الكافي ، ذيل

٣١٦

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «إن جبرئيلعليه‌السلام أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ، فخيره وأشار عليه(٢) بالتواضع وكان له ناصحا ، فكان(٣) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل إكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد تواضعا لله تبارك وتعالى ، ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا ، فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، بعث(٤) بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت الأرض(٥) من غير أن ينقصك شيئا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في الرفيق(٦) الأعلى».(٧)

١٤٩١٧ / ١٠٢. سهل(٨) ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عرضت علي بطحاء مكة(٩) ذهبا ، فقلت : يا رب ، لا ، ولكن أشبع يوما ، وأجوع يوما ، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ، وإذا جعت دعوتك وذكرتك».(١٠)

__________________

ح ٣٩٢٧ ، فلا حظ.

(١) في الوافي : «أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ يعنى بمفاتيح خزائن الأرض ، كما في الحديث السابق وفي آخر هذا الحديث».

(٢) في «بح ، جت» : «إليه». وفي الوافي : «أشار عليه بالتواضع ، أي أمره به ؛ من المشورة ، ولذا تعدى ب «على».

(٣) في «جت» : «وكان».

(٤) في الوافي : «يبعث».

(٥) «ما أقلت الأرض» أي حملته ورفعته. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٨٦ (قلل).

(٦) «الرفيق» : اسم جاء على فعيل ، ومعناه الجماعة ، كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع ، والمراد جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين ، أو الملائكة المقربون ، أو المراد به الله تعالى ، يقال : الله رفيق بعباده ، من الرفق والرأفة ، فهو فعيل بمعنى فاعل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ (رفق) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٩٢.

(٧) راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٦٣ ، ح ٥٣٧٠ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٥٣ ، المجلس ٦ ، ح ١٥ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٩ ، ح ١٣٢٢ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٨ ، ح ١١٧.

(٨) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جد» وحاشية «بح ، جت». وفي «بح ، جت» والمطبوع : «سهل بن زياد». والسند ـ على كل حال ـ معلق على سابقه. ويروي عن سهل ، عدة من أصحابنا.

(٩) البطحاء : مسيل واسع فيه دقاق الحصى ، وقد يطلق على تلك الدقاق. وبطحاء مكة : مسيل واديها. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٢٦ (بطح).

(١٠) الأمالي للطوسي ، ص ٦٩٣ ، المجلس ٣٩ ، ح ١٥ ، بسنده عن الحسن بن فضال ، عن علي بن عقبة. الزهد ،

٣١٧

حديث عيسى بن مريمعليهما‌السلام

١٤٩١٨ / ١٠٣. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط :

عنهمعليهم‌السلام قال : «فيما وعظ الله ـعزوجل ـ به عيسى(١) عليه‌السلام : يا عيسى ، أنا ربك ورب آبائك ، اسمي واحد ، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شيء ، وكل شيء من صنعي ، وكل(٢) إلي راجعون.

يا عيسى ، أنت المسيح(٣) بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي ، فكن إلي راغبا ، ومني راهبا ، ولن تجد مني ملجأ إلا إلي.

يا عيسى ، أوصيك وصية المتحنن(٤) عليك بالرحمة حتى(٥) حقت لك مني الولاية بتحريك(٦) مني المسرة ، فبوركت كبيرا ، وبوركت صغيرا حيث ما كنت ، أشهد أنك عبدي ، ابن أمتي(٧) ، أنزلني من نفسك كهمك ، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إلي بالنوافل ، وتوكل علي أكفك ، ولا تول غيري(٨) ، فآخذ لك.

__________________

ص ٥٢ ، ح ١٣٩ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير. وفي صحيفة الرضاعليه‌السلام ، ص ٥٧ ، ح ٧٥ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٣٦ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٢٤ ، المجلس ١٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٠ ، ح ١٣٢٣ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٩ ، ح ١١٨.

(١) في البحار والأمالي للصدوق : «كان فيما وعظ اللهعزوجل به عيسى بن مريمعليه‌السلام أن قال له».

(٢) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : «وكل خلقي».

(٣) سميعليه‌السلام مسيحا لأنه كان لا يمسح بيده ذاعاهة إلابرئ ، وقيل فيه وجوه اخر شتى. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ (مسح) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٩٤ ؛ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١٣٩.

(٤) التحنن : الترحم ، يقال : تحنن عليه ، أي ترحم. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٤ (حنن).

(٥) في البحار والأمالي للصدوق : «حين».

(٦) في «بف» : «ينجزلك». وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ : «تنجزلك» ، كلاهما بدل «بتحريك». والتحري : القصد والاجتهاد في الطلب ، والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٦ (حرا).

(٧) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : + «يا عيسى».

(٨) هكذا في «د ، ع ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والمرآة والبحار والأمالي للصدوق

٣١٨

يا عيسى ، اصبر على البلاء ، وارض بالقضاء ، وكن كمسرتي فيك ؛ فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى(١) .

يا عيسى ، أحي ذكري بلسانك ، وليكن ودي في قلبك.

يا عيسى ، تيقظ في ساعات الغفلة ، واحكم لي لطيف(٢) الحكمة.

يا عيسى ، كن راغبا راهبا(٣) ، وأمت قلبك بالخشية.

يا عيسى ، راع الليل لتحري(٤) مسرتي ، وأظمئ(٥) نهارك ليوم حاجتك عندي.

يا عيسى ، نافس(٦) في الخير جهدك تعرف(٧) بالخير حيثما توجهت.

يا عيسى ، احكم في عبادي بنصحي ، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت(٨) عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان.

يا عيسى ، لاتكن جليسا لكل مفتون.

يا عيسى ، حقا أقول : ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي ، ولا خشعت(٩) لي إلا رجت ثوابي ، فأشهد(١٠) أنها آمنة من عقابي(١١) ما لم تبدل

__________________

وتحف العقول. وفي سائر النسخ : «على غيري». وفي المطبوع : «ولا توكل على غيري» بدل «ولا تول غيري».

(١) في «م» : «ولا اعصى».

(٢) في حاشية «جت» : «بلطيف».

(٣) في البحار : «وراهبا».

(٤) في «بح ، بف ، بن» : «لتجري».

(٥) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ص ٩٧ : «أمر من ظمأ مهموز اللام ، كفرح ، إذا عطش ، «نهارك» مفعول فيه ، وهو كناية عن الصوم». وفي الوافي : «المراد بمراعاة الليل وإظماء النهار قيام الليل وصيام النهار». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٦١ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٢ (ظمأ).

(٦) في حاشية «جد» : «راغب». والمنافسة : الرغبة في الشيء والانفراد به. و «جهدك» ، أي بقدر وسعك وطاقتك. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٩٥ (نفس).

(٧) في الوافي والبحار : «لتعرف».

(٨) في المرآة : «أنزلته».

(٩) في البحار والأمالي للصدوق : «ما خشعت».

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق : «فأشهدك». وفي شرح المازندراني : «أشهد ، إما متكلم ، أو أمر».

(١١) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «من عذابي».

٣١٩

ولاتغير(١) سنتي.

يا عيسى ابن البكر البتول(٢) ، ابك على نفسك بكاء من ودع(٣) الأهل ، وقلى الدنيا(٤) ، وتركها لأهلها ، وصارت رغبته فيما عند إلهه(٥) .

يا عيسى ، كن مع ذلك تلين الكلام ، وتفشي السلام ، يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذرا(٦) للمعاد ، والزلازل الشداد ، وأهوال يوم القيامة حيث لاينفع أهل ولا ولد ولا مال.

يا عيسى ، اكحل عينك(٧) بميل(٨) الحزن إذا ضحك البطالون.

يا عيسى ، كن خاشعا صابرا ، فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون.

يا عيسى ، رح(٩) من الدنيا يوما فيوما ، وذق لما(١٠) قد ذهب طعمه ، فحقا أقول : ما أنت إلا بساعتك ويومك ، فرح من الدنيا ببلغة(١١) ، وليكفك الخشن الجشب(١٢) ، فقد

__________________

(١) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وحاشية «جد» والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «أو تغير» بدل «ولا تغير».

(٢) قال ابن الأثير : «التبتل : الانقطاع عن النساء وترك النكاح ، وامرأة بتول : منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم ام المسيحعليهما‌السلام ، وسميت فاطمة البتول ؛ لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا. وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى». النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ (بتل).

(٣) في «بح ، جت» والبحار والأمالي للصدوق : «قد ودع».

(٤) «قلى الدنيا» أي أبغضها ؛ من القلى ، وهو البغض. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٥ (قلا) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٧ (قلي).

(٥) في «بن» والبحار والأمالي للصدوق : «عند الله».

(٦) في المرآة : «قوله تعالى : حذرا ، بفتح الذال ؛ ليكون مفعولا لأجله ، أو بكسر الذال ، أي كن حذرا».

(٧) في «جت» والبحار والأمالي للصدوق : «عينيك».

(٨) في «ع ، بف» : «بهلول». وفي الوافي : «بميول».

(٩) «رح» أي اذهب وسر. وراجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ (روح).

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق وشرح المازندراني عن بعض النسخ : «ما» بدون اللام.

(١١) في البحار والأمالي للصدوق : «بالبلغة». والبلغة : ما يتبلغ من العيش ويكتفى ولا يفضل. راجع : المصباح المنير ، ص ٦١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٤٢ (بلغ).

(١٢) طعام جشب ومجشوب ، أي غليظ وخشن ، ويقال : هو الذي لا ادم معه. الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٩ (جشب).

٣٢٠

رأيت إلى ما تصير(١) ، ومكتوب ما أخذت وكيف أتلفت.

يا عيسى ، إنك مسؤول ، فارحم الضعيف كرحمتي إياك ، ولا تقهر اليتيم.

يا عيسى ، ابك على نفسك في الخلوات(٢) ، وانقل قدميك إلى مواقيت(٣) الصلوات ، وأسمعني لذاذة نطقك بذكري ؛ فإن صنيعي إليك حسن.

يا عيسى ، كم من أمة قد أهلكتها بسالف(٤) ذنوب(٥) قد عصمتك منها(٦) .

يا عيسى ، ارفق بالضعيف ، وارفع طرفك الكليل(٧) إلى السماء وادعني ، فإني منك قريب ، ولا تدعني(٨) إلا متضرعا إلي وهمك(٩) هما(١٠) واحدا(١١) ، فإنك متى تدعني كذلك أجبك.

يا عيسى ، إني لم أرض بالدنيا ثوابا لمن كان قبلك ، ولا عقابا لمن انتقمت منه.

يا عيسى ، إنك تفنى ، وأنا أبقى ، ومني رزقك ، وعندي ميقات أجلك ، وإلي إيابك ، وعلي حسابك ، فسلني(١٢) ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ، ومني الإجابة.

يا عيسى ، ما أكثر البشر ، وأقل عدد من صبر ، الأشجار كثيرة ، وطيبها قليل ،

__________________

(١) في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن» والمرآة : «يصير».

(٢) في البحار والأمالي للصدوق : «في الصلاة».

(٣) في حاشية «بف» والبحار والأمالي للصدوق : «مواضع».

(٤) في شرح المازندراني : «بسالفة».

(٥) في البحار والأمالي للصدوق : «ذنب».

(٦) في البحار والأمالي للصدوق : «منه».

(٧) في المرآة : «قوله : وارفع طرفك الكليل ، قال الجزري : طرف كليل ، إذا لم يحقق المنظور به. أي لاتحدق النظر إلى السماء حياء ، بل انظر بتخشع. ويحتمل أن يكون وصف الطرف بالكلال لبيان عجز قوي المخلوقين». وراجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٨ (كلل).

(٨) في التحف ، ص ٤٩٦ : «ولا تذكرني».

(٩) في «ن» : «وليكن همك» بدل «وهمك».

(١٠) في شرح المازندراني : «وهمك هما واحدا ، الهم : الحزن والقصد وما قصدته أيضا. والظاهر أنه عطف على «متضرعا» وأن «هما» منصوب على المفعولية». وفي المرآة : «قوله تعالى : وهمك هما واحدا ، أي اجعل همك هما واحدا ، أو لا تجعل همك إلاهما واحدا ، وفي الأمالي : هم واحد ، وهو أظهر».

(١١) في البحار والأمالي للصدوق : «هم واحد».

(١٢) في «م ، جت» والبحار : «فاسألني».

٣٢١

فلا يغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرها(١) .

يا عيسى ، لايغرنك المتمرد علي بالعصيان يأكل رزقي ، ويعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى ما كان عليه ، فعلي(٢) يتمرد ، أم بسخطي(٣) يتعرض ، فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له(٤) منها منجى(٥) ، ولا دوني ملجأ(٦) ، أين يهرب من سمائي وأرضي؟

يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : لاتدعوني والسحت(٧) تحت أحضانكم(٨) ، والأصنام(٩) في بيوتكم ؛ فإني آليت(١٠) أن أجيب من دعاني ، وأن(١١) أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا.

يا عيسى ، كم أطيل(١٢) النظر ، وأحسن الطلب والقوم في غفلة لايرجعون ، تخرج(١٣) الكلمة من أفواههم لاتعيها(١٤) قلوبهم ، يتعرضون لمقتي ، ويتحببون

__________________

(١) في حاشية «جت» والبحار والأمالي للصدوق : «ثمرتها».

(٢) في البحار والأمالي للصدوق «أفعلي» بدل «عليه فعلي».

(٣) في البحار والامالي للصدوق : «لسخطي».

(٤) في «ع ، ل» والأمالي للصدوق : ـ «له».

(٥) في «ل ، جت ، جد» : «ملجأ».

(٦) في «جت» : «منجى». وفي البحار والأمالي للصدوق : «ملتجأ».

(٧) السحت : الحرام الذي لا يحل كسبه ؛ لأنه يسحت البركة ، أي يذهبها. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ (سحت).

(٨) في حاشية «بح ، جت» : «أقدامكم». والأحضان : جمع الحضن ، وهو ما دون الإبط إلى الكشع ، أو الصدر العضدان وما بينهما ، وجانب الشيء وناحيته. والمراد أكل الحرام ، أو هو كناية عن ضبط الحرام وحفظه وعدم رده إلى أهله. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٦٥ (حضن) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ١٠٣ ؛ مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٣١٩.

(٩) في الوافي : «لعله كنى بالأصنام عما يحبونه ويهتمون به من فضول متاع الدنيا ؛ لأنهم كانوا مسلمين».

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق : «رأيت». والإيلاء : الحلف ، يقال : آلى يولي إيلاء ، أي حلف وأقسم ؛ من الألية ، وهو اليمين. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٦٢ (ألي) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٥ (ألو).

(١١) في «ع ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» وشرح المازندراني والمرآة : ـ «أن».

(١٢) في البحار والأمالي للصدوق : «أجمل».

(١٣) في «جت» : «يخرج».

(١٤) في «د» : «ولا تعيها». وفي «بف» : «لا يعيها». وفي الوافي : «لا تعني». وفي المرآة : «قوله تعالى : «تعيها ،

٣٢٢

بقربي(١) إلى المؤمنين.

يا عيسى ، ليكن لسانك في السر والعلانية واحدا ، وكذلك فليكن قلبك وبصرك ، واطو قلبك ولسانك عن المحارم ، وكف بصرك(٢) عما لاخير فيه ، فكم من(٣) ناظر نظرة قد(٤) زرعت في قلبه شهوة ، ووردت به موارد حياض(٥) الهلكة.

يا عيسى ، كن رحيما مترحما(٦) ، وكن(٧) كما تشاء أن يكون(٨) العباد لك ، وأكثر ذكر الموت(٩) ومفارقة الأهلين ، ولا تله ؛ فإن اللهو يفسد صاحبه ، ولا تغفل ؛ فإن الغافل مني بعيد ، واذكرني بالصالحات(١٠) حتى أذكرك.

يا عيسى ، تب إلي بعد الذنب ، وذكر بي الأوابين ، وآمن بي ، وتقرب بي(١١) إلى المؤمنين ، ومرهم يدعوني معك ، وإياك ودعوة المظلوم ؛ فإني آليت(١٢) على نفسي أن(١٣) أفتح لها بابا من السماء بالقبول(١٤) ، وأن أجيبه ولو بعد حين.

__________________

اى لا تحفظها وترعاها بالعمل بها». وراجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ (وعا).

(١) في «د ، ع ، ل ، م ، بن ، جت ، جد» وحاشية «بح» والبحار والأمالي للصدوق والمرآة : «بي» بدل «بقربي».

(٢) في البحار والأمالي للصدوق : «وغض طرفك» بدل «وكف بصرك».

(٣) في «ع ، ل ، بن ، جت» والبحار والأمالي للصدوق : ـ «من».

(٤) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «قد».

(٥) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «حياض».

(٦) في المرآة : «الرحم : رقة القلب ، والترحم : إعمالها وإظهارها».

(٧) في «بح» وحاشية «ن» والبحار والأمالي للصدوق : + «للعباد».

(٨) في «ن ، بف» : «أن تكون».

(٩) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جت ، جد» والبحار والأمالي للصدوق. وفي «بح ، بف» والمطبوع : «ذكرك الموت» بدل «ذكر الموت».

(١٠) في الوافي : «بالصالحين».

(١١) في «بف ، بن» والبحار والأمالي للصدوق : ـ «بي».

(١٢) في البحار والأمالي للصدوق : «وأيت».

(١٣) في «د ، ع ، ل ، م ، جت ، جد» وحاشية «بح ، بن» : «أني».

(١٤) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «بالقبول».

٣٢٣

يا عيسى ، اعلم أن صاحب السوء(١) يعدي(٢) ، وقرين(٣) السوء يردي(٤) ، واعلم(٥) من تقارن ، واختر لنفسك إخوانا من المؤمنين.

يا عيسى ، تب إلي ؛ فإني(٦) لايتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الراحمين(٧) ؛ اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لايعمل(٨) لها غيرك(٩) ، واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون ، فيه(١٠) أجزي بالحسنة أضعافها ، وإن السيئة توبق(١١) صاحبها ، فامهد(١٢) لنفسك في مهلة(١٣) ، ونافس في(١٤) العمل الصالح ، فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون(١٥) من النار.

يا عيسى ، ازهد في الفاني المنقطع ، وطأ رسوم(١٦)

__________________

(١) في المرآة : «قوله تعالى : إن صاحب السوء يعدي ، من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة ، والسوء بالفتح ، وقيل : يجوز الضم ، أي المصاحب الشرير السيء الخلق يعدي ، أي تؤثر أخلاقه فيمن صحبه ، يقال : أعداه الداء يعديه إعداء ، وهو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء». والإعداء أيضا : الظلم. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٢ (عدا) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٧ (عدو).

(٢) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : «يغوي».

(٣) في البحار والأمالي للصدوق : «وأن قرين».

(٤) «يردي» أي يهلك. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٣٥٥ (ردي).

(٥) في «بف ، بن ، جت» والبحار والأمالي للصدوق والوافي وشرح المازندراني : «فاعلم».

(٦) في البحار والأمالي للصدوق : «فإنه».

(٧) في البحار والأمالي : + «يا عيسى».

(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» : «أن لا تعمل».

(٩) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح» : ـ «غيرك».

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق : «فإني».

(١١) «توبق» أي تهلك. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤٦ (وبق).

(١٢) في «بف» : «فاجهد». و «فامهد» أي اعمل واكسب. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٣ (مهد).

(١٣) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «فامهد لنفسك في مهلة».

(١٤) المنافسة : الرغبة في الشيء والانفراد به. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٥ (نفس).

(١٥) في حاشية «د» : «مجاوزون». وفي الأمالي للصدوق : «مجاورون». و «مجارون» ، أي منقذون ، يقال : أجاره الله من العذاب ، أي أنقذه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٩١٨ (جور).

(١٦) في المرآة : «قوله تعالى : وطأ رسوم ، أي امش على آثار منازل من كان قبلك». و «طأ» : أمر من الوطء ،

٣٢٤

منازل(١) من كان قبلك ، وادعهم(٢) وناجهم(٣) هل تحس منهم من أحد ، وخذ(٤) موعظتك منهم ، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين.

يا عيسى ، قل لمن تمرد علي(٥) بالعصيان ، وعمل بالإدهان(٦) : ليتوقع(٧) عقوبتي ، وينتظر إهلاكي إياه ، سيصطلم(٨) مع الهالكين.

طوبى لك يا ابن مريم ، ثم طوبى لك إن أخذت بأدب إلهك الذي يتحنن(٩) عليك ترحما ، وبدأك بالنعم منه تكرما ، وكان لك في الشدائد.

لا تعصه يا عيسى ؛ فإنه لايحل لك عصيانه ، قد عهدت إليك كما عهدت إلى من كان قبلك ، وأنا على ذلك من الشاهدين.

يا عيسى ، ما أكرمت خليقة بمثل ديني ، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي.

يا عيسى ، اغسل بالماء منك ما ظهر ، وداو بالحسنات منك ما بطن ؛ فإنك إلي راجع.

__________________

وهو الدوس بالقدم. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٠ (وطأ).

(١) في «ل» : ـ «منازل».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والمرآة. وفي المطبوع : «فادعهم».

(٣) في المرآة : ـ «وناجهم».

(٤) في البحار والأمالي للصدوق : «فخذ».

(٥) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «علي».

(٦) في شرح المازندراني : «الإدهان : مصدر من باب الإفعال ، وهو ـ كالمداهنة ـ إظهار خلاف ما يضمر ، وبعبارة اخرى : إخفاء الحق ، أو المساهلة فيه ، أو ترك النصيحة». وفي الوافي : «الأذهان : جمع الذهن ، وهو الفهم والعقل والفطنة ، أو بكسر الهمزة والدال المهملة بمعنى إظهار خلاف ما يضمر». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٧٤ (دهن).

(٧) في «د» : «يتوقع». وفي البحار : «يستوقع».

(٨) الاصطلام : الاستئصال ؛ من الصلم ، وهو القطع المستأصل. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٦٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٩ (صلم).

(٩) في الوافي : «تحنن». وفي شرح المازندراني : «التحنن : التعطف والترحم ، فقوله : ترحما منصوب على أنه مفعول مطلق ، أو على التميز». وراجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٤ (حنن).

٣٢٥

يا عيسى ، أعطيتك بما(١) أنعمت به(٢) عليك فيضا من غير تكدير ، وطلبت منك قرضا لنفسك فبخلت به عليها(٣) لتكون من الهالكين.

يا عيسى ، تزين بالدين وحب المساكين ، وامش على الأرض هونا(٤) ، وصل على البقاع(٥) ؛ فكلها طاهر.

يا عيسى ، شمر(٦) ؛ فكل ما هو آت قريب ، واقرأ كتابي وأنت طاهر ، وأسمعني منك صوتا حزينا.

يا عيسى ، لاخير في لذاذة لاتدوم ، وعيش من(٧) صاحبه يزول.

يا ابن مريم ، لو(٨) رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك ، وزهقت(٩)

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وحاشية «بح» وشرح المازندراني والوافي. وفي «بح» والمطبوع : «ما».

(٢) في «بف» : ـ «به».

(٣) في «بن» : «عليها به». وفي الوافي : «فبخلت به عليها ، لعله من قبيل «إياك أعني واسمعي يا جارة» ؛ لأنه كانعليه‌السلام منزها عن البخل».

(٤) قال الجوهري : «الهون : السكينة والوقار». وقال ابن الأثير : «الهون : الرفق واللين والتثبت». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢١٨ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٨٤ (هون).

(٥) البقاع : جمع البقعة ، وهي قطعة من الأرض على غير هيأة التي بجنبها. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٨٢ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٨ (بقع).

وفي شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ١١٠ : «قد من الله ـ تعالى ـ عليه بهذه النعمة الجليلة رفقا به وبأمته ؛ حيث كانوا سائحين في الأرض ، فجعل كلها محلا لصلاته ، ولم يجعلهم محصورين على أدائها في البيع ، كما حصر بعض الامم السابقة على أدائها في محل مخصوص ، كالكنائس لليهود».

وفي المرآة : «قوله تعالى : وصل على البقاع ، هذا خلاف ما هو المشهور من أن جواز الصلاة في كل البقاع من خصائص نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل كان يلزمهم الصلاة في بيعهم وكنايسهم ، فيمكن أن يكون هذا الحكم فيهم بالفرائض ، أو بغيره عليه‌السلام من امته».

(٦) «شمر» أي شمر في العبادة ، والتشمير : الهم ، والتشمير في الأمر : السرعة فيه والجد فيه والإجتهاد ، ومنه قيل : شمر في العبادة ، إذا اجتهد وبالغ فيه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٢٢ (شمر).

(٧) في حاشية «د» وتحف العقول : «عن».

(٨) في «جت» : + «أن».

(٩) في شرح المازندراني : «وزهقت نفسك شوقا إليه ، أي خرجت». وفي المرآة : «قوله تعالى : وزهقت

٣٢٦

نفسك شوقا إليه ، فليس(١) كدار الآخرة دار تجاور(٢) فيها الطيبين(٣) ، ويدخل(٤) عليهم فيها(٥) الملائكة المقربون ، وهم مما(٦) يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون ، دار لايتغير(٧) فيها النعيم ، ولا يزول عن أهلها.

يا ابن مريم ، نافس فيها مع المتنافسين ؛ فإنها أمنية المتمنين(٨) حسنة المنظر ، طوبى لك يا ابن مريم ، إن كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم ، لاتبغي(٩) بها(١٠) بدلا ولا تحويلا ، كذلك أفعل بالمتقين.

يا عيسى ، اهرب إلي مع من يهرب من نار ذات لهب ، ونار ذات أغلال وأنكال(١١) ، لا يدخلها روح(١٢) ، ولا يخرج منها غم أبدا ، قطع كقطع الليل المظلم ، من ينج منها يفز ، ولن ينجو(١٣) من كان من الهالكين ، هي دار الجبارين والعتاة الظالمين ، وكل فظ(١٤) غليظ ، وكل مختال(١٥) فخور.

__________________

نفسك ، أي هلكت واضمحلت». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٢ ؛ القاموس المحيط ، ح ١١٨٤ (زهق).

(١) في «ن» : «وليس».

(٢) في «ع ، بح ، جت» : «يجاور».

(٣) هكذا في «د ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «تجاور فيها الطيبون».

(٤) في «بح ، جت» والوافي : «وتدخل».

(٥) في شرح المازندراني : ـ «فيها».

(٦) في «بح ، جت» : «فيما».

(٧) في شرح المازندراني : «ولا يتغير» بدل «دار لا يتغير».

(٨) في تحف العقول : «المتمكنين».

(٩) في حاشية «جت» : «لا تبتغي».

(١٠) في حاشية «بح» : «لها».

(١١) الأنكال : جمع النكل بكسر النون ، وهو القيد الشديد ، أو قيد من نار ، وضرب من اللجم ، أو لجام البريد ، وحديدة اللجام ، والزمام. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٥ (نكل).

(١٢) الروح : الراحة ، والسرور ، والفرح ، والرحمة ، ونسيم الريح. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ١٤٨ (روح).

(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي حاشية «جت» والمطبوع والبحار : + «منها».

(١٤) الفظ : الغليظ الجانب ، السيء الخلق ، القاسي ، الخشن الكلام. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٣٩ (فظظ).

(١٥) المختال : المتكبر. النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٩ (خول).

٣٢٧

يا عيسى ، بئست الدار لمن ركن(١) إليها ، وبئس القرار دار الظالمين ، إني أحذرك نفسك(٢) ، فكن بي خبيرا.

يا عيسى ، كن حيث ما كنت مراقبا(٣) لي(٤) ، واشهد على أني خلقتك وأنت(٥) عبدي ، وأني(٦) صورتك ، وإلى الأرض أهبطتك.

يا عيسى ، لايصلح لسانان في فم واحد ، ولا قلبان في صدر واحد ، وكذلك الأذهان.

يا عيسى ، لاتستيقظن عاصيا ، ولا تستنبهن لاهيا ، وافطم(٧) نفسك عن الشهوات الموبقات(٨) ، وكل شهوة تباعدك مني فاهجرها ، واعلم أنك مني بمكان الرسول الأمين ، وكن(٩) مني على حذر ، واعلم أن دنياك مؤديتك إلي ، وأني آخذك بعلمي ، فكن ذليل النفس عند ذكري ، خاشع القلب حين تذكرني ، يقظان(١٠) عند نوم الغافلين.

يا عيسى ، هذه نصيحتي إياك ، وموعظتي لك ، فخذها مني ، وإني(١١) رب

__________________

(١) الركون : السكون إلى الشيء والميل إليه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦١ (ركن).

(٢) في «بح» : «بنفسك».

(٣) في شرح المازندراني : «مراقبته تعالي : محافظة القلب له ومراعاته إياه في السر والعلانية».

(٤) في «د ، ع ، جت ، جد» وحاشية «م» والمرآة : «من إقبالي».

(٥) في «ن ، بف ، جت» وحاشية «د ، بح» وشرح المازندراني والوافي : «وأنك».

(٦) في «د» : «وأنا».

(٧) الفطم : القطع ، والفصل ، والمنع. المصباح المنير ، ص ٤٧٧ (فطم).

(٨) «الموبقات» أي المهلكات. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤٦ (وبق).

(٩) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي «ع» والمطبوع : «فكن».

(١٠) هكذا في «بف» وحاشية «ن ، جت» وشرح المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع والوافي والبحار : «يقظانا» ، وهو سهو ؛ فإن مؤنث هذه الصفة تأتي على وزن «فعلى» ، فيكون مذكرها غير منصرف.

(١١) في «بن ، جت» : «وأنا». وفي البحار وشرح المازندراني : «فإني».

٣٢٨

العالمين.

يا عيسى ، إذا صبر عبدي في جنبي(١) ، كان ثواب عمله علي ، وكنت عنده حين يدعوني ، وكفى بي منتقما ممن عصاني ، أين يهرب مني الظالمون؟

يا عيسى ، أطب الكلام ، وكن حيثما كنت عالما متعلما.

يا عيسى ، أفض(٢) بالحسنات إلي حتى يكون(٣) لك ذكرها عندي ، وتمسك بوصيتي ؛ فإن فيها شفاء للقلوب.

يا عيسى ، لاتأمن إذا مكرت مكري ، ولا تنس عند خلوات الدنيا(٤) ذكري.

يا عيسى ، حاسب(٥) نفسك بالرجوع إلي حتى تتنجز(٦) ثواب ما عمله(٧) العاملون ، أولئك(٨) يؤتون أجرهم(٩) وأنا خير المؤتين.

يا عيسى ، كنت خلقا بكلامي(١٠) ، ولدتك مريم بأمري ، المرسل إليها روحي جبرئيل الأمين من ملائكتي حتى قمت على الأرض حيا تمشي ، كل ذلك في

__________________

(١) في المرآة : «قوله تعالى : في جنبي ، أي في قربي ، أو طاعتي».

(٢) في الوافي : «اقض» بالقاف. وفي المرآة : «قوله تعالى : وأفض ، من الإفضاء بمعنى الإيصال ، أو من الإفاضة بمعنى الاندفاع والإسراع في السير ، أي أقبل إلى بسبب حسناتك ، أو معها». وأما العلامة المازندراني فقرأها من الافاضة.

(٣) في «بح» : «حتى تكون».

(٤) في البحار والأمالي للصدوق : «خلوتك بالذنب» بدل «خلوات الدنيا».

(٥) في «بن» : «خالف».

(٦) يقال : نجز الوعد ، أي تعجل وحضر ، وتنجز الحاجة ، أي طلب قضاءها ممن وعده إياها. فالتنجز : طلب شيء قد وعدته. وفي شرح المازندراني : «أي تجد ثوابه يوم القيامة عند البعث منجزا بلا تأخير ولا توقيف للحساب ؛ لانك أديت حسابك في الدنيا ، أو تجد ثوابه به منجزا في الدنيا ، وهو السعادة الروحانية الأبدية». وفي الوافي : «حتى يتنجز ، أي يتعجل ، وذلك لأن المحاسبة يزيد في الحسنة ويستغفر عن السيئة ويصير ثوابهما ثواب المحاسبة عجالة». راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٤١٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٩٤ (نجز).

(٧) في «جت» : «عمل».

(٨) في «بح» : + «الذين».

(٩) في «بح ، بن» : + «مرتين».

(١٠) في المرآة : «خلقتك بكلامي» بدل «كنت خلقا بكلامي» وقال : «أي بلفظ «كن» من غير والد».

٣٢٩

سابق علمي.

يا عيسى ، زكريا بمنزلة أبيك ، وكفيل أمك إذ يدخل عليها المحراب ، فيجد عندها رزقا ، ونظيرك يحيى من خلقي ، وهبته لأمه بعد الكبر من غير قوة بها ، أردت بذلك أن يظهر لها(١) سلطاني ، ويظهر(٢) فيك قدرتي ، أحبكم إلي أطوعكم لي وأشدكم خوفا مني.

يا عيسى ، تيقظ ، ولا تيأس من روحي ، وسبحني مع من يسبحني ، وبطيب الكلام فقدسني.

يا عيسى ، كيف يكفر العباد بي ونواصيهم في قبضتي(٣) ، وتقلبهم في أرضي؟ يجهلون نعمتي ، ويتولون عدوي ، وكذلك يهلك الكافرون.

يا عيسى ، إن الدنيا سجن(٤) منتن الريح ، وحسن(٥) فيها ما قد ترى(٦) مما قد تذابح(٧) عليه الجبارون ، وإياك والدنيا ؛ فكل(٨) نعيمها يزول ، وما نعيمها إلا قليل.

يا عيسى ، ابغني عند وسادك تجدني(٩) ، وادعني وأنت لي محب ، فإني أسمع السامعين أستجيب للداعين إذا دعوني.

__________________

(١) في «بف» : ـ «لها».

(٢) في «د ، م ، بح ، بن ، جت» والبحار ، ج ١٤ : «وتظهر».

(٣) في شرح المازندراني : «بيدي».

(٤) في «بف ، جت» والأمالي للصدوق والوافي وشرح المازندراني : + «ضيق».

(٥) في «بف ، جت» : «وخسر». وفي البحار : «وحش و». وفي الأمالي للصدوق : «خشن» كلاهما بدل «وحسن».

(٦) في «ل» : «يرى».

(٧) في البحار والأمالي للصدوق : «ألح». وفي المرآة : «حسن فيها ، أي زين للناس فيها ما قد ترى من زخارفها التي اقتتل عليها الجبارون وذبح بعضهم بعضا لأجلها».

(٨) في «ن» : «وكل».

(٩) الوساد : كل شيء يوضع تحت الرأس. وفي المرآة : «أي اطلبني وتقرب إلي عند ما تتكئ على وسادك للنوم بذكري تجدني لك حافظا في نومك أو قريبا منك مجيبا».

٣٣٠

يا عيسى ، خفني وخوف بي عبادي لعل المذنبين أن يمسكوا(١) عما هم عاملون به ، فلا يهلكوا(٢) إلا وهم يعلمون(٣) .

يا عيسى ، ارهبني رهبتك من السبع والموت الذي أنت لاقيه ، فكل هذا أنا(٤) خلقته(٥) ، فإياي فارهبون.

يا عيسى ، إن الملك لي وبيدي وأنا الملك ، فإن تطعني أدخلتك جنتي في جوار الصالحين.

يا عيسى ، إني(٦) إن(٧) غضبت عليك لم ينفعك رضا من رضي عنك ، وإن رضيت عنك لم يضرك غضب المغضبين.

يا عيسى ، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي(٨) ، واذكرني في ملئك(٩) أذكرك في ملإ خير من ملإ الآدميين(١٠) .

يا عيسى ، ادعني دعاء الغريق الحزين(١١) الذي ليس له(١٢) مغيث.

يا عيسى ، لاتحلف بي(١٣) كاذبا ، فيهتز عرشي

__________________

(١) في «جت» : + «به».

(٢) في «م ، بف» : «فلا يهلكون».

(٣) في المرآة : «أي إن هلكوا وضلوا وأحروا على المعاصي يكون بعد إتمام الحجة عليهم».

(٤) في «بح» : «أنت».

(٥) في «جت» : «خالقه».

(٦) في «بف ، جد» : ـ «إني».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي «بف» والمطبوع : «إذا».

(٨) في المرآة : «أي أفيص عليك من رحماتي الخاصة من غير أن يطلع عليها غيري».

(٩) قال ابن الأثير : «الملأ : أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم ، والجمع : أملاء». النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٥١ (ملأ).

(١٠) في شرح المازندراني : «استدل به بعضهم على أن الملائكة أفضل من الأنبياء ؛ إذ عد ملأ الملائكة خيرا من ملإ الآدميين ولو كان فيهم نبي. والجواب أن تفضيل المجموع على المجموع لا يوجب تفضيل الأجزاء على الأجزاء». وللمزيد راجع : مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٣٣١.

(١١) في «د ، بح» وحاشية «جت» : «الحزين الغريق». وفي البحار والأمالي للصدوق وتحف العقول : ـ «الحزين».

(١٢) في «جت» : «معه».

(١٣) في البحار والأمالي للصدوق : «باسمي».

٣٣١

غضبا(١) ، الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل ، وعندي دار خير مما تجمعون(٢) .

يا عيسى(٣) ، كيف أنتم صانعون(٤) إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق ، وأنتم تشهدون بسرائر(٥) قد كتمتموها ، وأعمال كنتم بها عاملين(٦) .

يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : غسلتم وجوهكم ، ودنستم قلوبكم ، أبي تغترون ، أم علي تجترئون؟ تطيبون(٧) بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميتون.

يا عيسى ، قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصموا أسماعكم عن(٨) ذكر الخنا(٩) ، وأقبلوا علي بقلوبكم ؛ فإني لست أريد ضرركم(١٠) .

يا عيسى ، افرح بالحسنة ؛ فإنها لي رضا ، وابك على السيئة ؛ فإنها شين(١١) ، وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك ، وإن لطم(١٢) خدك الأيمن فأعطه(١٣) الأيسر ، وتقرب إلي بالمودة جهدك ، وأعرض عن الجاهلين.

يا عيسى ، ذل(١٤) لأهل الحسنة ، وشاركهم فيها ، وكن عليهم شهيدا ، وقل لظلمة

__________________

(١) في «م ، بح» والبحار والأمالي للصدوق : + «يا عيسى».

(٢) في «بف» والأمالي للصدوق وشرح المازندراني : «يجمعون».

(٣) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق والوافي : + «قل لظلمة بني إسرائيل».

(٤) في شرح المازندراني : ـ «أنتم صانعون».

(٥) في البحار والأمالي للصدوق : «فتنكشف سرائر» بدل «وأنتم تشهدون بسرائر».

(٦) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «وأعمال كنتم بها عاملين».

(٧) في «جت ، جد» والبحار والأمالي للصدوق : «تتطيبون».

(٨) في «ع ، ل ، م ، ن ، بف ، جد» وحاشية «د» والوافي : «من».

(٩) الخنا : الفحش في القول ، والفحش : القبيح من القول والفعل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٦ (خنا).

(١٠) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والمرآة. وفي «بن» والمطبوع والوافي : «صوركم».

(١١) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : «لي سخط» بدل «شين».

(١٢) في «بن» وتحف العقول : + «أحد».

(١٣) في البحار والأمالي للصدوق : «فأعط».

(١٤) في تحف العقول : «دل».

٣٣٢

بني إسرائيل : يا أخدان(١) السوء والجلساء عليه(٢) ، إن لم تنتهوا أمسخكم(٣) قردة وخنازير.

يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : الحكمة(٤) تبكي فرقا(٥) مني وأنتم بالضحك تهجرون(٦) ، أتتكم براءتي ، أم لديكم أمان من عذابي ، أم تعرضون(٧) لعقوبتي(٨) ؟ فبي حلفت لأتركنكم مثلا للغابرين(٩) .

ثم(١٠) أوصيك يا ابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي ، فهو(١١) أحمد صاحب الجمل الأحمر ، والوجه الأقمر(١٢) ، المشرق بالنور ، الطاهر القلب ، الشديد

__________________

(١) الأخدان : جمع الخدن ، وهو الصديق ، والصاحب. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٥ (خدن).

(٢) في الوافي عن بعض النسخ : «وجلساء علة».

(٣) في «د» : «مسختكم».

(٤) في شرح المازندراني : «الظاهر أن الحكمة بالتحريك ، جمع الحاكم ، وهو صاحب الحكم والقدر والمنزلة من عند الله تعالى ، كالحفظة جمع الحافظ. ويحتمل أن يكون بكسر الحاء وسكون الكاف ، على حذف المضاف ، أي صاحب الحكمة ، وهي العدل والعلم والحلم والنبوة».

وفي المرآة : «استناد البكاء إلى الحكمة مجازي ؛ لأنها سببه. ويمكن أن يكون بتقدير مضاف ، أي أهل الحكمة. ويمكن أن تقرأ «تبكي» من باب الإفعال».

(٥) الفرق بالتحريك : الخوف والفزع. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٨ (فرق).

(٦) «تهجرون» إما من الهجر بمعنى الهذيان ، يقال : هجر يهجر من باب قتل هجرا ، إذا خلط في كلامه ، وإذا هذى ؛ أو من الهجر ، وهو الخنا والفحش ، اسم من هجر يهجر وأهجر يهجر إهجارا : إذا أفحش ، وإذا أكثر الكلام في ما لاينبغي. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٤٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٣٤ (هجر).

(٧) في البحار والأمالي للصدوق : «تتعرضون».

(٨) في «بف» والوافي : «بعقوبتي».

(٩) قال الجوهري : «الغابر : الباقي ، والماضي ، وهو من الأضداد. وفي شرح المازندراني : «مثلا للغابرين ، أي الباقين إلى يوم الدين ، والمثل بالتحريك : الحديث ، وتفسير الغابرين بالماضين ، والمثل بالشبه والتطير بعيد». وفي الوافي : «ومثلا للغابرين ، حديثا للآخرين يتحدثون به». وراجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ (غبر) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٥ (مثل).

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق : + «إني».

(١١) في البحار والأمالي للصدوق : «منهم».

(١٢) في تحف العقول : «الأزهر». والأقمر : الأبيض ، أو هو الشديد البياض. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٩ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٧ (قمر).

٣٣٣

البأس(١) ، الحيي(٢) المتكرم(٣) ، فإنه رحمة للعالمين ، وسيد ولد آدم(٤) يوم يلقاني ، أكرم السابقين علي(٥) ، وأقرب المرسلين مني ، العربي الأمين(٦) ، الديان(٧) بديني ، الصابر في ذاتي ، المجاهد المشركين(٨) بيده(٩) عن ديني(١٠) ؛ أن تخبر(١١) به بني إسرائيل ، وتأمرهم أن يصدقوا به ، وأن(١٢) يؤمنوا به ، وأن(١٣) يتبعوه ، وأن(١٤) ينصروه.

قال عيسىعليه‌السلام : إلهي ، من هو حتى أرضيه(١٥) ، فلك(١٦) الرضا(١٧) ؟

قال : هو(١٨) محمد رسول الله إلى الناس كافة ، أقربهم مني منزلة ، وأحضرهم(١٩) شفاعة ، طوبى له(٢٠) من نبي ، وطوبى(٢١) لأمته إن(٢٢)

__________________

(١) البأس : الشدة ، والقوة ، والشجاعة. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢١ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٥ (بأس).

(٢) الحيي ، كغني : ذو الحياء. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٧٧ (حيي).

(٣) المتكرم : المتنزه ، يقال ، تكرم عنه وتكارم ، أي تنزه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥١٨ (كرم).

(٤) في البحار والأمالي للصدوق : + «عندي».

(٥) في «بن» : ـ «علي».

(٦) في البحار والأمالي للصدوق وتحف العقول : «الامي».

(٧) الديان : الحاكم والقاضي والقهار ، أو المتعبد ، يقال : دان بالإسلام دينا بالكسر ، أي تعبد به ، وتدين به كذلك. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٠٥ (دين).

(٨) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق وتحف العقول : «للمشركين».

(٩) في «بف» : «بيديه». وفي البحار والأمالي للصدوق : «ببدنه». وفي تحف العقول : «بذبه».

(١٠) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : + «يا عيسى آمرك».

(١١) «أن تخبر» بدل اشتمال من قوله : «سيد المرسلين» ، فهو المقصود بالوصية.

(١٢) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «أن».

(١٣) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «أن».

(١٤) في «ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جد» والبحار والأمالي للصدوق وتحف العقول : ـ «أن».

(١٥) في «بف» : + «قال : يا عيسى أرضه». وفي البحار والأمالي للصدوق : «قال : يا عيسى أرضه» بدل «حتى أرضيه».

(١٦) في «د ، م» وحاشية «ن ، جت» : «ذلك».

(١٧) في «بف» : + «اللهم رضيت فمن هو ، قال».

(١٨) في البحار والأمالي للصدوق : «قال اللهم رضيت فمن هو ، قال» بدل «قال : هو».

(١٩) في البحار والأمالي للصدوق : «وأوجبهم عندي».

(٢٠) في البحار والأمالي للصدوق : «طوباه» بدل «طوبى له».

(٢١) في البحار : «وطوباه».

(٢٢) في حاشية «د ، ن» والمرآة «إذ».

٣٣٤

هم(١) لقوني على سبيله ، يحمده أهل الأرض ، ويستغفر له أهل السماء(٢) ، أمين ميمون(٣) ، طيب(٤) مطيب ، خير(٥) الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت(٦) السماء عزاليها(٧) ، وأخرجت(٨) الأرض زهرتها(٩) حتى يروا البركة ، وأبارك لهم(١٠) فيما وضع يده عليه ، كثير الأزواج ، قليل الأولاد(١١) ، يسكن بكة موضع أساس إبراهيم.

يا عيسى ، دينه الحنيفية(١٢) ، وقبلته يمانية(١٣) وهو من حزبي وأنا معه ، فطوبى له ، ثم طوبى له(١٤) ، له الكوثر والمقام الأكبر في(١٥) جنات عدن(١٦) ، يعيش أكرم من

__________________

(١) في «م ، بح ، جت» وتحف العقول : «إنهم».

(٢) في «ن» : «السماوات».

(٣) في الوافي : «مأمون».

(٤) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «طيب».

(٥) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : + «الماضين و».

(٦) الإرخاء : الإرسال والإسدال. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٩ (رخا).

(٧) العزالي : جمع العزلاء ، وهو فم المزادة الأسفل ، فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣١ (عزل).

(٨) في «بح» : «فأخرجت».

(٩) الزهرة : النبات ، ونوره ، أو الأصفر منه ، والجمع : زهر وأزهار. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٨ (زهر).

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «لهم».

(١١) في شرح المازندراني : «قليل الأولاد ، من صلبه ، وإلا أولاده أكثر من أن تحصى».

(١٢) في «م» والبحار : «الحنفية». وفي «جد» وحاشية «م» : «حنيفية». وقال العلامة المازندراني : «يا عيسى دينه الحنيفية ، أي المائلة من الباطل إلى الحق ، أو الطاهرة من النواقض والنواقص ، أو ملة إبراهيمعليه‌السلام . والتأنيث باعتبار إرادة الملة من الدين ، أو بتقديرها». وقال العلامة المجلسي : «وقيل : المراد الملة المائلة عن الشدة إلى السهولة». وأصل الحنف : الميل ، والحنيف : المائل إلى الإسلام والثابت عليه ، والحنيف عند العرب : من كان على دين إبراهيمعليه‌السلام . راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥١ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٥٧ (حنف).

(١٣) في البحار والأمالي للصدوق : «مكية». وقال ابن الأثير : «فيه : الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، إنما قال ذلك لأن الإيمان بدأ من مكة ، وهي من تهامة ، وتهامة من أرض اليمن ، ولهذا يقال لكعبة : اليمانية». والنسبة إلى اليمن : يمني ، على القياس ، ويمان على غير القياس ، ففي الياء مذهبان ، أشهر هما التخفيف. قاله الفيومي. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٠٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٨٢ (يمن).

(١٤) في «بف» : ـ «له». وفي البحار والأمالي للصدوق : «فطوباه طوباه» بدل «فطوبى له ثم طوبى له».

(١٥) في البحار والأمالي للصدوق : «من».

(١٦) «جنات عدن» أي جنات استقرار وثبات وإقامة ، يقال : عدن بالمكان يعدن عدنا ، أي استقر ولزمه

٣٣٥

عاش(١) ، ويقبض شهيدا ، له حوض أكبر(٢) من بكة(٣) إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم ،(٤) ، فيه آنية مثل نجوم السماء ، وأكواب(٥) مثل مدر(٦) الأرض ، عذب(٧) فيه من كل شراب ، وطعم كل ثمار في الجنة ، من شرب منه شربة(٨) لم يظمأ أبدا(٩) ، وذلك من قسمي(١٠) له وتفضيلي إياه(١١) على فترة(١٢) بينك وبينه ، يوافق(١٣) سره علانيته ، وقوله فعله ، لايأمر الناس إلا بما يبدؤهم به ، دينه الجهاد في عسر ويسر(١٤) ، تنقاد(١٥) له البلاد ، ويخضع له صاحب الروم على(١٦) دين إبراهيم(١٧) ، يسمي(١٨) عند الطعام ،

__________________

ولم يبرح منه. وقال العلامة المازندراني : «قيل : جنة عدن : اسم لمدينة الجنة ، فيها جنان كثيرة ، وهي مسكن الأنبياء والعلماء والشهداء وأئمة العدل ، والناس سواهم في جنات حواليها».

(١) في «ع ، ل ، بن» وحاشية «د» والبحار والأمالي للصدوق : «معاش» بدل «من عاش».

(٢) في البحار والأمالي للصدوق ، «أبعد».

(٣) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : «مكة».

(٤) قال ابن الأثير : «الرحيق : من أسماء الخمر ، يريد خمر الجنة ، والمختوم : المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه». وقال الفيروزآبادي : «الرحيق : الخمر ، أو أطيبها ، أو أفضلها ، أو الخالص ، أو الصافي». النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٧٧ (رحق).

(٥) الأكواب : جمع الكوب ، بالضم ، وهو كوز لا عروة له ، أو لا خرطوم له. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٢٣ (كوب).

(٦) المدر ، محركة : قطع الطين اليابس ، أو العلك الذي لارمل فيه. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٥٨ (مدر).

(٧) في «بف» والأمالي للصدوق : «ماؤه عذب». وفي الأمالي للصدوق : ـ «وأكواب مثل مدر الأرض».

(٨) في «م» : ـ «شربة».

(٩) في البحار والأمالي للصدوق : + «بعدها».

(١٠) القسم : العطاء. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥١٣ (قسم).

(١١) في «بف» والأمالي للصدوق : + «أبعثه». وفي البحار والأمالي للصدوق : ـ «وذلك من قسمي له وتفضيلي إياه».

(١٢) الفترة : ما بين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة ؛ من الفتور ، وهو الضعف والانكسار. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٧٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ (فتر).

(١٣) في «بح ، بف» : «موافق».

(١٤) في «م» : «يسر وعسر».

(١٥) في شرح المازندراني : «ينقاد».

(١٦) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : + «دينه و».

(١٧) في المرآة : «قوله تعالى : على دين إبراهيمعليه‌السلام ، أي هو على دين إبراهيم ، أو يخضع له ، أو لأنه على دين إبراهيمعليه‌السلام ».

(١٨) في البحار والأمالي للصدوق : «ويسمى». ويسمى عند الطعام ، أي يقول : بسم الله الرحمن الرحيم.

٣٣٦

ويفشي السلام ، ويصلي والناس نيام ، له كل يوم خمس صلوات متواليات ، ينادي إلى الصلاة(١) كنداء الجيش بالشعار ، ويفتتح(٢) بالتكبير ، ويختتم(٣) بالتسليم ، ويصف قدميه في الصلاة(٤) كما تصف الملائكة أقدامها ، ويخشع لي قلبه ورأسه ، النور في صدره ، والحق على(٥) لسانه ، وهو على(٦) الحق حيثما كان ، أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به(٧) ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، له الشفاعة ، وعلى أمته تقوم الساعة ، ويدي فوق أيديهم(٨) ، فمن(٩) نكث فإنما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه(١٠) أوفيت(١١) له بالجنة ، فمر ظلمة بني إسرائيل ألا يدرسوا(١٢) كتبه ، ولا يحرفوا سنته ، وأن يقرئوه السلام ؛ فإن له في المقام شأنا من الشأن.

يا عيسى ، كل ما يقربك مني فقد(١٣) دللتك عليه ، وكل ما يباعدك مني فقد نهيتك عنه ، فارتد(١٤) لنفسك.

__________________

(١) في «بح» : «الصلوات».

(٢) في «م ، ن» : «ويفتح».

(٣) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت» : «ويختم».

(٤) في «ع ، ل ، بن» : «الصلوات». وفي «بح» : «بالصلاة» بدل «في الصلاة».

(٥) في البحار والأمالي للصدوق : «في».

(٦) في البحار والأمالي للصدوق : «مع».

(٧) في المرآة : «أصله يتيم ، أي بلا أب ، أو بلا نظير ، أو متفرد عن الخلق. ضال برهة ، أي طايفة من زمانه عما يرادبه ، أي الوحي والبعثة ، أو ضال من بين قومه لا يعرفونه بالنبوة ، فكأنه ضل عنهم ، ثم وجدوه». وللمزيد راجع : شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ١٣٠ ؛ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١٤١.

(٨) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : + «إذا بايعوه».

(٩) في «بف» والوافي : «ومن».

(١٠) في «بف» : ـ «عليه».

(١١) في البحار والأمالي للصدوق : «وفيت».

(١٢) الدروس : العفو والمحو. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٧٩.

(١٣) في الوافي والبحار والأمالي للصدوق وتحف العقول : «قد».

(١٤) قال الفيروزآبادي : «الرود : الطلب ، كالرياد والارتياد ، والذهاب والمجيء». وقال العلامة المازندراني : «فارتد لنفسك ، أي اطلب لنفسك ما هو خير لك من هذين الأمرين ، وارتد : أمر من الارتياد ، وهو طلب الشيء بالتفكر فيه مرة بعد اخرى ، كالرود والرياد ، ومنه المراودة». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٥ (رود).

٣٣٧

يا عيسى ، إن الدنيا حلوة ، وإنما استعملتك فيها(١) ، فجانب منها(٢) ما حذرتك ، وخذ منها ما أعطيتك عفوا(٣) .

يا عيسى ، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الرب(٤) ، كن(٥) فيها زاهدا ، ولا ترغب(٦) فيها ، فتعطب(٧) .

يا عيسى ، اعقل وتفكر وانظر في نواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين.

يا عيسى ، كل وصفي لك نصيحة(٨) ، وكل قولي لك(٩) حق ، وأنا الحق المبين فحقا(١٠) أقول : لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك ، ما لك من دوني ولي ولا نصير.

يا عيسى ، أذل(١١) قلبك بالخشية ، وانظر إلى من هو(١٢) أسفل منك ، ولا تنظر إلى من هو(١٣) فوقك ، واعلم أن رأس كل خطيئة وذنب(١٤) هو(١٥) حب الدنيا ، فلا تحبها ؛

__________________

(١) في البحار والأمالي للصدوق : + «لتطيعني».

(٢) في حاشية «م ، جد» : «فيها».

(٣) العفو : أحل المال وأطيبه ، وخيار الشيء وأجوده ، والفضل ، والمعروف. والمعنى : أعطيتك فضلا وإحسانا ، أو حلالا طيبا ، أو بلا مسألة ، من قولهم : أعطيته عفوا ، أي بغير مسألة. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢١ (عفا).

(٤) في حاشية «م» : «ربك». وفي شرح المازندراني : «الريب». وفي البحار والأمالي للصدوق : «نظر الرب» بدل «بمنزلة الرب».

(٥) في شرح المازندراني : «فكن». وفي البحار والأمالي للصدوق : «وكن».

(٦) في تحف العقول : «ولا ترهب».

(٧) «فتعطب» أي تهلك ؛ من العطب ، وهو الهلاك ، وفعله من باب «تعب». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ؛ المصباح المنير ، ج ٤١٦ (عطب).

(٨) في البحار والأمالي للصدوق : «كل وصيتي نصيحة لك».

(٩) في «ن ، بف» والأمالي للصدوق : ـ «لك».

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق : «وحقا».

(١١) في البحار والأمالي للصدوق : «ذلل». وفي تحف العقول : «أدب».

(١٢) في «بن ، جد» وتحف العقول : ـ «هو».

(١٣) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جد» وتحف العقول : ـ «هو».

(١٤) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» وشرح المازندراني والمرآة : «أو ذنب».

(١٥) في البحار والأمالي للصدوق : ـ «هو».

٣٣٨

فإني لا أحبها.

يا عيسى ، أطب لي(١) قلبك ، وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أن سروري أن تبصبص(٢) إلي ، كن(٣) في ذلك حيا ، ولا تكن ميتا.

يا عيسى ، لاتشرك بي شيئا ، وكن مني على حذر ، ولا تغتر(٤) بالنصيحة(٥) ، ولا تغبط(٦) نفسك ؛ فإن الدنيا كفيء زائل ، وما أقبل منها كما أدبر ، فنافس في الصالحات جهدك(٧) ، وكن مع الحق حيثما كان وإن قطعت وأحرقت(٨) بالنار ، فلا تكفر بي بعد المعرفة ، ولا تكونن(٩) من(١٠) الجاهلين ؛ فإن الشيء(١١) يكون مع الشيء.

__________________

(١) في حاشية «ن». وفي البحار والأمالي للصدوق : «بي».

(٢) التبصبص : التملق ، ويقال أيضا : بصبص الكلب بذنبه ، إذا حركه ، وإنما يفعل ذلك من طمع أو خوف. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٣٠ (بصص) ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٣١ (بصبص).

(٣) في الأمالي للصدوق : «وكن».

(٤) الاغترار : الانخداع ، والغفلة. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٧ و ٦٢٨ (غرر).

(٥) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي «بف» والمطبوع : «بالصحة».

(٦) هكذا في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» وشرح المازندراني والوافي والبحار والأمالي والتحف. وفي سائر النسخ والمطبوع : «وتغبط» بدل «ولا تغبط». وتغبيط النفس : حملها على الغبطة ، قال ابن الأثير : «الغبط : حسد خاص ، يقال : غبطت الرجل أغبطه غبطا ، إذا اشتهيت أن يكون لك مثل حاله وأن يدوم عليه ما هو فيه». وقرأها العلامة المازندراني بالتخفيف ، حيث قال : «أي لا تتمن نفسك ما في يد أهل الدنيا من متاعها ، من الغبطة ، وهي تمني نعمة لا تتحول عن صاحبها» ، واحتمله أيضا العلامة المجلسي ، حيث قال : «ويمكن أن يقرأ بالتخفيف ، ونفسك بالرفع». وأما العلامة الفيض فإنه قرأها بالتخفيف وبالعين المهملة ، حيث قال في بيان الحديث في الوافي : «العبط بالمهملتين : الذبح بلا جناية وجريرة». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٩ (غبط).

(٧) المنافسة : الرغبة في الشيء والانفراد به. و «جهدك» أي بقدر وسعك وطاقتك.

(٨) في «بح» : «فاحرقت». وفي «ع ، ل ، بف ، بن» وحاشية «د» : «وحرقت».

(٩) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «ن» والمطبوع : «فلا تكونن». وفي «بف» والوافي وشرح المازندراني والبحار والأمالي للصدوق وتحف العقول : «ولا تكن».

(١٠) في «بح» وشرح المازندراني والبحار وتحف العقول : «مع». وفي الأمالي للصدوق : «مع (من)».

(١١) في شرح المازندراني عن بعض النسخ والوافي : «السيء» في الموضعين.

٣٣٩

يا عيسى ، صب لي الدموع من عينيك(١) ، واخشع لي بقلبك.

يا عيسى ، استغث بي(٢) في حالات(٣) الشدة ؛ فإني أغيث المكروبين ، وأجيب المضطرين ، وأنا أرحم الراحمين».(٤)

١٤٩١٩ / ١٠٤. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم ، فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض :( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) (٥) ».

قال : «وذلك(٦) قول اللهعزوجل :( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) (٧) يتخاصمون فيكم فيما(٨) كانوا يقولون في الدنيا».(٩)

__________________

(١) في «ن» : «عينك».

(٢) في البحار والأمالي للصدوق : «استغفرني» بدل «استغث بي».

(٣) في حاشية «جت» وتحف العقول : «حال».

(٤) الأمالي للصدوق ، ص ٥١٤ ، المجلس ٧٨ ، ح ١ ، بسنده عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . تحف العقول ، ص ٤٩٦ ، في مناجاة الله جل ثناؤه لعيسى بن مريمعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذي اللسانين ، ح ٢٧٠٧ ومصادره ؛ وفيه ، كتاب الدعاء ، باب ذكر اللهعزوجل في السر ، ح ٣٢١٠ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦٠٥ ، المجلس ٨٨ ، ح ٧ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣١٩ ، ح ٥ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٣٦ ، المجلس ٢٧ ، ح ٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٢ ، المجلس ١ ، ح ١٥ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١٣٠ ، ح ٢٥٣٨٢ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٤١٥ ، ح ٨٣١١ ، قطعة منه ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٣.

(٥) ص (٣٨) : ٦٢ و ٦٣.

(٦) في «د ، ع ، بف ، جد» : «وذاك». وفي «م» : «فذاك».

(٧) ص (٣٨) : ٦٤.

(٨) في الوافي : «كما».

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٠٩ ، ح ٣٠٧٤ ؛ البحار ، ج ٨ ، ص ٣٥٤ ، ح ٥.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909