الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 78846
تحميل: 4382


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 78846 / تحميل: 4382
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام وسئل عن السحاب : أين يكون(١) ؟

قال : «يكون على شجر(٢) على كثيب(٣) على شاطئ البحر(٤) يأوي إليه ، فإذا أراد الله ـعزوجل ـ أن يرسله أرسل ريحا ، فأثارته ، ووكل به ملائكة(٥) يضربونه(٦) بالمخاريق(٧) ، وهو(٨) البرق ، فيرتفع» ثم قرأ هذه الآية «( وَاللهُ (٩) الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ ) (١٠) الآية(١١) ، والملك اسمه الرعد».(١٢)

١٥٠٨٥ / ٢٧٠. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(١٣) ، عن مثنى الحناط ومحمد بن مسلم(١٤) ، قالا :

__________________

ما أثبتناه ، كما تقدم في الكافي ، ذيل ح ٤٢٦٥.

(١) في «ن» والبحار : «تكون».

(٢) في «بح» : «تكون على شجرة». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : تكون على شجرة ، يحتمل أن يكون نوع من السحاب كذلك ، وأن يكون كناية عن انبعاثه عن البحر وحواليه».

(٣) قال ابن الأثير : «الكثيب : الرمل المستطيل المحدودب». وقال الفيروزآبادي : «الكثيب : التل من الرمل». النهاية ، ج ٤ ، ص ١٥٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٨ (كثب).

(٤) «شاطئ البحر» : جانبه وطرفه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٢ (شطأ).

(٥) في «ع ، ل ، جد» والوافي : «ملائكته».

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي «ن» : «تضربونه». وفي المطبوع : «يضربوه».

(٧) قال ابن الأثير : «في حديث عليعليه‌السلام : البرق مخاريق الملائكة ، هي جمع مخراق ، وهو في الأصل : ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا ، أراد أنه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه». النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ (خرق).

(٨) في الوافي : «وهز».

(٩) هكذا في المصحف الشريف و «ل ، جت» والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : «الله» بدون الواو.

(١٠) فاطر (٣٥) : ٩.

(١١) في «بن» : ـ «الآية».

(١٢) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠١ ، ح ٢٥٥٨٤ ، البحار ، ج ٥٩ ، ص ٣٨٢ ، ح ٢٦.

(١٣) في الكافي ، ح ١٧٧١ : «ابن أبي نجران» بدل «أحمد بن محمد بن أبي نصر».

(١٤) الظاهر وقوع التحريف في السند. والصواب «مثنى الحناط عن محمد بن مسلم قال : قال» ؛ فقد ورد جزء من الخبر في الكافي ، ح ١٧٧١ ، عن مثنى الحناط عن محمد بن مسلم ، وورد جزء آخر منه في المحاسن ، ص ٢٦١ ، ح ٣١٨ عن المثنى الحناط عن محمد بن مسلم.

ويؤكد ذلك عدم ثبوت رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن مسلم.

٥٠١

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام (١) : «من صدق لسانه زكا عمله(٢) ، ومن حسنت(٣) نيته زاد الله ـعزوجل ـ في رزقه ، ومن حسن بره بأهله(٤) زاد الله(٥) في عمره».(٦)

١٥٠٨٦ / ٢٧١. الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(٧) ، عن الحسن بن محمد الهاشمي ، قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده :

عن عليعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ لابن آدم : إن نازعك بصرك إلى بعض(٨) ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقين(٩) ،

__________________

(١) في الكافي ، ح ١٧٧١ والخصال : «عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال» بدل «قالا : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : زكا عمله ، على البناء للفاعل من المجرد ، أي طهر عمله من الرياء والعجب وسائر الآفات ؛ فإن كلا منها نوع من الكذب ويستلزمه ، أو مما عمله وزيد في ثوابه ؛ أو على البناء للمجهول على وزن التفعيل ، أي مدح الله عمله وقبله».

(٣) في «م» : «حسن».

(٤) في «بح» : «في أهله».

(٥) في الكافي ، ح ١٧٧٩ : «بأهل بيته مد له» بدل «بأهله زاد الله». وفي الأمالي للطوسي : «بأهل بيته زيد» بدلها. وفي تحف العقول ، ص ٣٨٧ : «بإخوانه وأهله مد» بدلها.

(٦) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح ١٧٧١ ، إلى قوله : «زكا عمله». المحاسن ، ص ٢٦١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣١٨ ، بسنده عن المثنى الحناط ، عن محمد بن مسلم ، وتمام الرواية فيه : «من حسنت نيته زاد الله في رزقه». الخصال ، ص ٨٧ ، باب الثلاثة ، ح ٢١ ، بسنده عن محمد بن مسلم. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح ١٧٧٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٩ ، ح ١٧ ، بسند آخر. تحف العقول ، ص ٢٩٥ ، عن الباقرعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٣٨٧ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام . فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ٣٧٨ ، وتمام الرواية فيه : «من حسنت نيته زاد الله في رزقه» الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ح ٢٢٦٧.

(٧) تقدم في الكافي ، ح ٧٦١ و ١١٦٤ ، رواية الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محمد الهاشمي. وأحمد بن محمد في مشايخ معلى بن محمد منصرف إلى أحمد بن محمد بن عبد الله. ولم يثبت رواية معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر. فلا يبعد زيادة «بن أبي نصر» في ما نحن فيه. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٦٠.

(٨) في حاشية «د» : «لبعض».

(٩) في «د» : «بطبقتين». والطبق : كل غطاء لازم على الشيء. وقال العلامة المجلسي : «حاصل الفقرات أن الله ـ

٥٠٢

فأطبق(١) ولا تنظر(٢) ، وإن نازعك لسانك إلى بعض ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقين(٣) ، فأطبق ولا تكلم(٤) ، وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقين(٥) ، فأطبق(٦) ولا تأت حراما».(٧)

١٥٠٨٧ / ٢٧٢. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عن مولى لبني هاشم :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ثلاث من كن فيه فلا يرج(٨) خيره(٩) : من لم يستح من العيب ، ويخش(١٠) الله بالغيب ، ويرعو(١١) عند الشيب».(١٢)

١٥٠٨٨ / ٢٧٣. أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحجال ، قال :

قلت لجميل بن دراج : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا أتاكم شريف قوم ، فأكرموه».

قال : نعم.

قلت له : وما الشريف؟

قال : قد سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ذلك(١٣) ، فقال : «الشريف من كان له مال(١٤) ».

__________________

تعالى ـ مكن الإنسان من ترك المحرمات بالاحتراز عما يؤدي إليها ، وليس بمجبور على فعلها حتى يكون له عذر في ذلك». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١١٣ (طبق).

(١) في «بف» : ـ «فأطبق».

(٢) في «بف» : «فلا تنظر».

(٣) في «د» : «بطبقتين».

(٤) في «بن ، جت ، جد» والوسائل : «ولا تتكلم».

(٥) في «د» : «بطبقتين».

(٦) في «د» : + «عليه».

(٧) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١١٩ ، ح ٢٥٣٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٠٤٣٢.

(٨) في «ن ، بف ، بن» وحاشية «م» والوافي : «فلا ترج». وفي «م ، جت» والفقيه : «فلا يرجى».

(٩) في الفقيه : + «أبدا».

(١٠) في «بح» : «ولم يخش». وفي الوافي : «ويخشى».

(١١) الارعواء : الكف عن الشيء ، أو الندم على الشيء والانصراف عنه وتركه ، أو النزوع عن الجهل وحسن النزوع عنه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٦ (رعي) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩١ (رعو).

(١٢) الأمالي للصدوق ، ص ٤١٢ ، المجلس ٦٤ ، ح ٨ ، بسنده عن علي بن أسباط ، عن عمه يعقوب بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٨ ، ح ٤٩١٨ ، مرسلا ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٠ ، ح ٢٠١٣.

(١٣) في «بف» : «ذاك».

(١٤) في شرح المازندراني : «قوله : الشريف من كان له مال ، بين ما هو المراد من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أتاكم شريف

٥٠٣

قلت(١) : فما الحسيب(٢) ؟

قال : «الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله وغير ماله».

قلت : فما الكرم؟ قال : «التقوى(٣) ».(٤)

١٥٠٨٩ / ٢٧٤. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أشد حزن(٥) النساء ، وأبعد فراق الموت(٦) ، وأشد من ذلك كله(٧) فقر(٨) يتملق صاحبه ، ثم(٩) لايعطى شيئا».(١٠)

حديث يأجوج ومأجوج

١٥٠٩٠ / ٢٧٥. الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد(١١) ، عن أحمد بن

__________________

قوم فأكرموه ، وليس المراد بيان حقيقة الشريف بدليل أن الشريف يطلق أيضا على من هو شريف في الدين. وفي القاموس : شرف : ككرم شرفا ، محركة : علا في دين أو دنيا». وفي المرآة : «قوله : وما الشريف ، أي بحسب الدنيا». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٩٨ (شرف).

(١) هكذا في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد». وفي سائر النسخ والمطبوع : «قال : قلت».

(٢) في «ل ، م ، بف ، بن ، جد» وحاشية «ن» والمحاسن : «الحسب».

(٣) في شرح المازندراني : «ليس الغرض بيان حقيقة الكرم وأنه التقوى فقط بدليل أن الكرم يطلق على الجود».

(٤) المحاسن ، ص ٢٢٨ ، كتاب العلل ، ح ٨٤ ، بسنده عن عبد الله بن محمد صاحب الحجال ، عن جميل بن دراج ، مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب العشرة ، باب إكرام الكريم ، ح ٣٧١٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٢ ، ح ٢٩٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٠ ، ح ١٥٧٥٣ ؛ وفيه ، ص ٦٤ ، ح ١٥٦٥٤ ، إلى قوله : «الشريف من كان له مال».

(٥) في «بح» : «صب».

(٦) في شرح المازندراني : «لعل المراد أن الفراق عن الموت بعيد ، والفرار منه صعب شديد ؛ لكونه قريبا ضروري الوقوع». وفي المرآة : «قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأبعد فراق الموت ، أي المفارقة الواقعة بالموت بعيدة عن المواصلة».

(٧) في «د ، جت» : ـ «كله».

(٨) في الجعفريات : «فقير».

(٩) في «د» : ـ «ثم».

(١٠) الجعفريات ، ص ٢٠١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٧ ، ح ٣٠٤٣.

(١١) في البحار ، ج ٦ : ـ «الأشعري ، عن معلى بن محمد». وهو سهو واضح.

٥٠٤

محمد بن عبد الله ، عن العباس بن العلاء ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :

سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن الخلق ، فقال : «خلق الله ألفا ومائتين في البر ، وألفا ومائتين في البحر ، وأجناس بني آدم سبعون جنسا ، والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج(١) ».(٢)

١٥٠٩١ / ٢٧٦. الحسين بن محمد(٣) ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن مثنى ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن(٤) الناس طبقات ثلاث(٥) : طبقة هم منا ونحن منهم ، وطبقة يتزينون بنا(٦) ، وطبقة يأكل بعضهم بعضا بنا(٧) ».(٨)

١٥٠٩٢ / ٢٧٧. عنه ، عن معلى ، عن الوشاء ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن عمار بن مروان(٩) ، عن الفضيل بن يسار ، قال :

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ١٤٥ : «يدل على أن يأجوج ومأجوج ليسوا من ولد آدم ، وروى الصدوق بإسناده عن عبد العظيم الحسني ، عن علي بن محمد العسكري أن جميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من ولد يافث ، والحديث طويل أوردته في الكتاب الكبير ، وهذا الخبر عندي أقوى سندا من خبر المتن ، فيمكن حمله على أن المراد أنهم ليسوا من الناس وإن كانوا من ولد آدمعليه‌السلام ». وراجع : علل الشرائع ، ص ٣١ ، الباب ٢٨ ، ح ١ ؛ البحار ، ج ١١ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠ ، وللمزيد. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٢٧٩ و ٢٨٠.

(٢) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٥٦٠٤ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٣١٤ ، ح ٢٣ ؛ وج ٥٧ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٠.

(٣) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد». وفي المطبوع : «الحسين بن محمد الأشعري».

(٤) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن» والوافي : ـ «إن».

(٥) في الوافي : «ثلاثة».

(٦) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : وطبقة يتزينون بنا ، أي يجعلون حبنا وما وصل إليهم من علومنا زينة لهم عند الناس ووسيلة لتحصيل الجاه ، وليس توسلهم بالأئمةعليهم‌السلام خالصا لوجه الله».

(٧) شرح المازندراني : ـ «بنا». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : يأكل بعضهم بعضا بنا ، أي يأخذ بعضهم أموال بعضهم ، ويأكلونها بإظهار مودتنا ومدحنا وعلومنا أو ينازع بعضهم بعضا فيها ؛ لأن غرضهم التوسل بها إلى الدنيا ، أو يسعى بعضهم في قتل بعضهم بذكر محبتهم وولايتهم لنا عند حكام الجور ، والأول أظهر».

(٨) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥١٠ ، ح ٢٥٦٠٦.

(٩) لم نجد رواية عمار بن مروان عن الفضيل بن يسار في موضع. والمتكرر في الأسناد رواية محمد بن

٥٠٥

قال(١) أبو جعفر(٢) عليه‌السلام : «إذا رأيت الفاقة والحاجة قد كثرت ، وأنكر(٣) الناس بعضهم بعضا(٤) ، فانتظر أمر اللهعزوجل ».

قلت : جعلت فداك ، هذه الفاقة والحاجة(٥) قد عرفتهما ، فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟

قال : «يأتي الرجل منكم أخاه ، فيسأله الحاجة(٦) ، فينظر إليه بغير الوجه الذي كان ينظر إليه ، ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه به(٧) ».(٨)

١٥٠٩٣ / ٢٧٨. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن خالد(٩) ، عن محمد بن علي ، عن عبيد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن الحسين(١٠) ، عن

__________________

مروان عن الفضيل بن يسار. فلا يبعد احتمال وقوع التحريف في العنوان وأن الصواب هو «محمد بن مروان». انظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ٩٥٥ و ٢٢٢٨ و ١٢٢٥٥ و ١٢٢٩٠ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦٩ ، ح ٦٩١ ؛ المحاسن ، ص ١٥٥ ، ح ٨٥ ؛ معاني الأخبار ، ص ١٥ ، ح ٧.

(١) في «بح ، جت» وحاشية «م» : + «لي».

(٢) في الوافي : «أبو عبد الله».

(٣) في المرآة : «الظاهر أن الإنكار استعمل هنا مقابل المعرفة».

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي حاشية «جت» والمطبوع والوافي : + «فعند ذلك».

(٥) في «ل ، بن» : «الحاجة والفاقة».

(٦) في «بن» : ـ «فيسأله الحاجة».

(٧) في «بف» : ـ «به».

(٨) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣١٠ ، ذيل الحديث ، بسند آخر. الغيبة للطوسي ، ص ٤٢٧ ، ضمن الحديث ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : «فانتظر أمر اللهعزوجل » وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٥٥٤٦.

(٩) لم يتوسط أحمد بن محمد بن خالد ـ بهذا العنوان أو بعناوينه الاخرى ـ بين سهل بن زياد وبين محمد بن علي في موضع. فلا يبعد وقوع التحريف في السند وأن يكون الصواب فيه هكذا : «سهل بن زياد وأحمد بن محمد بن خالد» ؛ فإن أحمد بن محمد هذا وسهل بن زياد كلاهما من تلامذة محمد بن علي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ ـ ٤٠٥ وص ٦٤٢ ـ ٦٤٣ ؛ وج ٨ ، ص ٥٢٨.

(١٠) روى عبيد بن يحيى ، وهو عبيد بن يحيى الثوري العطار ، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين

٥٠٦

أبيه ، عن جده ، قال :

«قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وكل الرزق بالحمق ، ووكل الحرمان بالعقل(١) ، ووكل البلاء بالصبر».(٢)

١٥٠٩٤ / ٢٧٩. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عبد الحميد العطار ، عن يونس بن يعقوب ، عن عمر أخي عذافر ، قال :

دفع إلي إنسان ستمائة درهم(٣) أو سبعمائة درهم لأبي عبد اللهعليه‌السلام ، فكانت في جوالقي(٤) ، فلما انتهيت إلى الحفيرة(٥) شق جوالقي ، وذهب بجميع ما فيه ،

__________________

ـ بهذا العنوان وبعنوان محمد بن الحسين العلوي ومحمد بن الحسين ـ في الأسناد. ومحمد بن الحسين يروي في تلك الأسناد عن أبيه عن جده ، فالظاهر أن لفظة «عن» بعد «محمد بن الحسين» محرفة من لفظة «بن». ومحمد بن الحسين هو محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المذكور في رجال الطوسي ، ص ٢٧٦ ، الرقم ٣٩٨٤. راجع : الكافي ، ح ١٢٦١٥ و ١٢٨٠٨ ؛ معاني الأخبار ، ص ٣٦ ، ح ٨ ؛ كامل الزيارات ، ص ٥٨ ، ح ٧ ؛ الغيبة للطوسي ، ص ١٨٤ ؛ شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ ، ح ٨٩٧.

هذا ، وظهر مما تقدم أن ما ورد في «ع ، بف ، بن ، جد» وحاشية «د» من «علي بن الحسن» بدل «علي بن الحسين» تحريف في التحريف.

(١) قال العلامة المجلسي : «قولهعليه‌السلام : وكل الرزق بالحمق ، أي الأحمق في غالب الأحوال مرزوق موسع عليه ، والعاقل محروم مقتر عليه». وقال العلامة المازندراني : «ولعل السر فيه أن الأحمق يطلب الدنيا فيجدها ، كما قال الله تعالى :( مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ) [الشورى (٤٢) : ٢٠] ، والعاقل يترك الدنيا ويطلب الآخرة فيصيبه قليل في الدنيا. أو الوجه فيه أن يعلم العاقل أن الرزق بيد غيره لا يناله بالتدبير ، فيحصل له بذلك زيادة معرفة». شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٢٨١ ؛ مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ١٤٦.

(٢) تحف العقول ، ص ٢٠٩ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٨ ، ح ٣٠٤٢.

(٣) في «بف» وشرح المازندراني : ـ «درهم».

(٤) قال الفيروزآبادي : «الجوالق ، بكسر الجيم واللام ، وبضم الجيم وفتح اللام وكسرها : وعاء معروف». وفي شرح المازندراني : «وفي الكنز أنه فارسي معرب ، يقال له بالفارسية : خورجين». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٥٩ (جلق).

(٥) الحفيرة ، بفتح الحاء وكسر الفاء : موضع على طريق اليمامة ، وموضع بين مكة والبصرة ، والحفيرة مصغرة : موضع بالعراق. راجع : معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٣٦ ؛ تاج العروس ، ج ٦ ، ص ٢٩٨ (حفر).

٥٠٧

ووافقت(١) عامل المدينة بها ، فقال : أنت الذي شقت زاملتك(٢) ، وذهب(٣) بمتاعك؟ فقلت : نعم ، فقال(٤) : إذا قدمنا المدينة فأتنا حتى أعوضك(٥) .

قال : فلما انتهيت(٦) إلى المدينة ، دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : «يا عمر ، شقت زاملتك ، وذهب بمتاعك؟» فقلت(٧) : نعم ، فقال : «ما أعطاك الله(٨) خير مما أخذ منك ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ضلت ناقته ، فقال الناس فيها : يخبرنا عن السماء ، ولا يخبرنا عن ناقته ، فهبط عليه(٩) جبرئيلعليه‌السلام ، فقال : يا محمد ، ناقتك في وادي كذا وكذا ، ملفوف خطامها(١٠) بشجرة كذا وكذا».

قال : «فصعد المنبر ، فحمد(١١) الله وأثنى عليه ، وقال : يا(١٢) أيها الناس ، أكثرتم علي في ناقتي ، ألا وما أعطاني الله(١٣) خير مما أخذ مني ، ألا وإن ناقتي في وادي

__________________

(١) في «ن» وحاشية «د ، جد» : «وواقفت». وفي المرآة : «قوله : ووافقت ، أي صادفت». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٣١ (وفق).

(٢) في «بن» : «جوالقك». وقال ابن الأثير : «الزاملة : البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع ، كأنها فاعلة من الزمل : الحمل». وقال الفيروزآبادي : «الزاملة : التي يحمل عليها من الإبل وغيرها». النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٣٦ (زمل).

هذا ، وفي شرح المازندراني : «والمراد بهاهنا الجوالق مجازا من باب إطلاق المحل على الحال».

(٣) في الوسائل : «شق جوالقك فذهب» بدل «شقت زاملتك وذهب».

(٤) في الوسائل : «قال».

(٥) في الوسائل : «نعوضك».

(٦) في الوسائل : «انتهينا».

(٧) في «د ، بح» : «قلت».

(٨) «ما أعطاك الله» ، هو دين الحق وولاية علي وأهل البيتعليهم‌السلام ، أو الثواب في الآخرة. هذا في شرح المازندراني والمرآة. وفي الوافي : «ما أعطاك الله ؛ يعني المعرفة والهداية».

(٩) في «بح» : ـ «عليه».

(١٠) الخطام : هو الحبل الذي يقاد به البعير ، أو هو الزمام ، أو هو كل حبل يعلق في حلق البعير ثم يعقد على أنفه ، كان من جلد أو صوف أو ليف أو قنب ، أو حبل يجعل في طرفه حلقة ، ثم يقلد البعير ، ثم ينثى على مخطمه. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٨٦ (خطم).

(١١) في الوافي : «وحمد».

(١٢) في «م ، بح ، بف ، جت» والوافي : ـ «يا».

(١٣) في الوافي : «وما أعطاني الله ؛ يعني به النبوة». وفي المرآة : «قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أعطاني الله ، أي من النبوة والقرب

٥٠٨

كذا وكذا ، ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا ، فابتدرها الناس(١) فوجدوها كما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قال : ثم قال : «ائت عامل المدينة ، فتنجز(٢) منه ما وعدك ، فإنما هو شيء دعاك الله إليه لم تطلبه منه(٣) ».(٤)

١٥٠٩٥ / ٢٨٠. سهل(٥) ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس ، عن شعيب العقرقوفي(٦) ، قال :

قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : شيء يروى عن أبي ذر ـرضي‌الله‌عنه ـ أنه كان يقول :

ثلاث(٧) يبغضها الناس وأنا أحبها : أحب الموت ، وأحب الفقر ، وأحب البلاء.

فقال : «إن هذا ليس على ما يروون(٨) ، إنما عنى(٩) الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله ، والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله ، والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله».(١٠)

__________________

والكمال».

(١) «فابتدرها الناس» أي عاجلوه واستبقوا إليه وتسارعوا إلى أخذه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٩٦ (بدر).

(٢) في شرح المازندراني : «تنجز ، أمر من تتنجز ، يقال : تنجز الرجل حاجته ، إذا استنجحها وظفر بها». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٢٤ (نجز).

(٣) في المرآة : «أي يسره الله لك من غير طلب».

(٤) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤١٣ ، ح ٢٥٤٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢١٥ ، ح ٢٢٣٦٣.

(٥) السند معلق على سابقه. ويروي عن سهل ، عدة من أصحابنا.

(٦) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد». وفي المطبوع : «العقرقوقي». وشعيب هذا ، شعيب بن يعقوب العقرقوفي. راجع : رجال البرقي ، ص ٢٩ ؛ رجال النجاشي ، ص ١٩٥ ، الرقم ٥٢٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢٣٤ ، الرقم ٣٥١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٢٤ ، الرقم ٣٠٠٥.

(٧) في «بف» والأمالي : «ثلاثة».

(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بن ، جد» والوافي : «ما تروون». في الأمالي : «ما يذهب».

(٩) في الأمالي : + «بقوله : احب الموت أن».

(١٠) معاني الأخبار ، ص ١٦٥ ، ح ١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٩٠ ، المجلس ٢٣ ، ح ١٧ ، بسندهما عن يونس بن

٥٠٩

١٥٠٩٦ / ٢٨١. سهل بن زياد(١) ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس ، عن علي بن عيسى القماط ، عن عمه ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «هبط جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كئيب(٢) حزين ، فقال : يا رسول الله ، ما لي أراك كئيبا حزينا؟

فقال : إني رأيت الليلة رؤيا.

قال : وما الذي رأيت؟

قال : رأيت بني أمية يصعدون المنابر ، وينزلون منها.

قال(٣) : والذي بعثك بالحق نبيا(٤) ما علمت بشيء من هذا.

وصعد جبرئيلعليه‌السلام إلى السماء ، ثم أهبطه الله ـ جل ذكره ـ بآي من القرآن يعزيه(٥) بها : قوله :( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ) (٦) وأنزل(٧) الله جل ذكره :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (٨) للقوم(٩) ، فجعل الله ـعزوجل ـ ليلة القدر لرسوله(١٠) خيرا من

__________________

يعقوب ، عن شعيب العقرقوفي الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٩٨٦.

(١) السند معلق كسابقه.

(٢) الكئيب : فعيل من الكآبة والكأبة ، وهو سوء الحال وتغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ (كأب).

(٣) في «ن ، بف ، بن» والوافي : «فقال».

(٤) في «د ، ع ، ل ، بف» : ـ «نبيا».

(٥) «يعزيه» أي يسليه. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٠٨ (عزا).

(٦) الشعراء (٢٦) : ٢٠٥ ـ ٢٠٧. وفي المرآة : «قوله :( ما كانُوا يُوعَدُونَ ) فسره الأكثر بقيام الساعة ، وفسر في أكثرأخبارنا بقيام القائمعليه‌السلام ، وهذا أنسب بالتسلية».

(٧) في «بح» : «فأنزل».

(٨) القدر (٩٧) : ١ ـ ٣.

(٩) في «بن» : ـ «للقوم». وفي شرح المازندراني : «قوله : للقوم ، صفة لألف شهر ، والمراد بهم بنو امية ، وتعلقه بخير وحمل القوم على المؤمنين بعيد». وفي الوافي : «حوسب ملك بني امية ، فكان ألف شهر من دون زيادة يوم ونقصان يوم ، وهذا من جملة إخبارهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالغيب».

(١٠) في «ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جد» : ـ «لرسوله».

٥١٠

ألف شهر».(١)

١٥٠٩٧ / ٢٨٢. سهل(٢) ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس ، عن عبد الأعلى ، قال :

سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٣) قال : «فتنة في دينه ، أو جراحة(٤) لايأجره الله عليها».(٥)

١٥٠٩٨ / ٢٨٣. سهل بن زياد ، عن محمد ، عن يونس ، عن عبد الأعلى ، قال :

قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إن شيعتك قد تباغضوا وشنئ(٦) بعضهم بعضا ، فلو نظرت ـ جعلت فداك ـ في أمرهم.

فقال : «لقد(٧) هممت أن أكتب(٨) كتابا(٩) لايختلف علي منهم اثنان».

قال : فقلت : ما كنا قط أحوج إلى ذلك(١٠) منا اليوم.

قال : ثم قال : «أنى(١١) هذا ومروان وابن ذر»(١٢) .

__________________

(١) الكافي ، كتاب الصيام ، باب في ليلة القدر ، ح ٦٦٢٨ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٢ ، بسندهما عن يونس بن يعقوب ، عن علي بن عيسى القماط. الأمالي للطوسي ، ص ٦٨٨ ، المجلس ٣٩ ، ح ٧ ، وفيه هكذا : «وعنه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ...». الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ، ح ٢٠٢٢ ، مرسلا وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٥٨ الوافي ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، ح ٦٥١ ؛ البحار ، ج ٢٨ ، ص ٧٧ ، ح ٣٧.

(٢) السند والسند الآتي بعده معلقان ، كالسندين السابقين.

(٣) النور (٢٤) : ٦٣.

(٤) في «بح» : «وجراحة». وفي شرح المازندراني : «العذاب أعم من الجراحة وغيرها ، ولعل ذكر الفتنة في الدين والجراحة من باب التمثيل». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : أو جراحة ، إما تفسير للفتنة أيضا ، أو للعذاب».

(٥) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٣٦ ، ح ٢٥٥٢٦.

(٦) يقال : شنئه ، من باب تعب ومنع ، أي أبغضه. المصباح المنير ، ص ٣٢٤ (شنأ).

(٧) في «ع» وحاشية «م» : «لو قد» بدل «لقد».

(٨) في «بن» : + «لهم».

(٩) في شرح المازندراني : + «إليهم».

(١٠) في «ع» : «ذاك».

(١١) في «د ، ع ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «جت» : «أي». وفي «ل» : «بأي».

(١٢) في حاشية «د ، جد» : «وأبي ذر». وفي مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ١٥٠ : «أي لاينفع هذا في رفع منازعة

٥١١

قال : فظننت(١) أنه قد منعني(٢) ذلك ، قال : فقمت من عنده ، فدخلت على إسماعيل ، فقلت : يا أبا محمد ، إني ذكرت لأبيك اختلاف شيعته وتباغضهم ، فقال : «لقد هممت أن أكتب كتابا لايختلف علي منهم اثنان» قال : فقال(٣) ما قال مروان وابن ذر(٤) ؟ قلت : بلى ، قال : يا عبد؟؟ الأعلى ، إن لكم علينا لحقا كحقنا عليكم ، والله ما أنتم إلينا بحقوقنا أسرع منا إليكم(٥) ، ثم قال : سأنظر ، ثم قال : يا عبد الأعلى ، ما على قوم إذا كان أمرهم أمرا واحدا متوجهين إلى رجل واحد يأخذون عنه ألا يختلفوا عليه ، ويسندوا أمرهم إليه ، يا عبد الأعلى ، إنه(٦) ليس ينبغي للمؤمن ـ وقد(٧) سبقه أخوه إلى درجة من درجات الجنة ـ أن يجذبه عن(٨) مكانه الذي هو به ، ولا ينبغي

__________________

مروان ، والمراد به أحد أصحابهعليه‌السلام ، وأبن ذر رجل آخر من أصحابه ، ولعله كان بينهما منازعة شديدة لتفاوت درجتهما واختلاف فهمهما ، فأفادعليه‌السلام أن الكتاب لايرفع النزاع الذي منشأه سوء الفهم واختلاف مراتب الفضل. ويحتمل أن يكن المراد بابن ذر ، عمر بن ذر القاضي العامي ، وقد روي أنه دخل على الصادقعليه‌السلام وناظره ، فالمراد أن هذا لايرفع النزاع بين الأصحاب والمخالفين ، بل يصير النزاع بذلك أشد ويصير سببا لتضرر الشيعة بذلك ، كما ورد في كثير من الأخبار ذلك لبيان سبب اختلاف الأخبار ، فظن عبدالأعلى عند سماع هذا الكلام أنهعليه‌السلام لايجيبه إلى كتابة هذا الكتاب ، فآيس وقام ودخل على إسماعيل ابنهعليه‌السلام وذكر ماجرى بينه وبين أبيهعليه‌السلام ».

(١) في «بف» : «وظننت».

(٢) في «بن» : + «من».

(٣) في حاشية «م» : + «أبي». وفي المرآة : «قوله : قال : فقال ، أي قال عبدالأعلى : فقال الصادق ، وذكر ماجرى بين مروان وابن ذر من المخاصمة فصدقه الراوي على ذلك وقال : بل جرى بينهم ذلك. وهذا يحتمل أن يكون في وقت آخر أتاهعليه‌السلام أو في هذا الوقت كان يكلم إسماعيل سمععليه‌السلام كلامه فأجابه. ويحتمل أن يكون فاعل «قال» إسماعيل ، أي قال عبدالأعلى : قال إسماعيل ـ عند ما ذكرت بعض كلام أبيهعليه‌السلام ـ مبادرا : ما قال أبي في جوابك قصة مروان وابن ذر؟ قال عبدالأعلى : بلى قال أبوك ذلك ، فيكون إلى آخر الخبر كلام إسماعيل ، حيث كان سمع من أبيهعليه‌السلام علة ذلك فأفاده ، وهذا أظهر لفظا ، والأول معنى. وعلى الاحتمال الأخير يحتمل أن يكون «يا عبدالأعلى» من كلام الصادقعليه‌السلام ، لكنه بعيد».

(٤) في الوافي : + «قال».

(٥) في شرح المازندراني : + «بحقوقكم».

(٦) في شرح المازندراني : ـ «إنه».

(٧) في «د ، ع ، بن» : «قد» بدون الواو.

(٨) في شرح المازندراني : «من».

٥١٢

لهذا الآخر الذي لم يبلغ(١) أن يدفع في صدر الذي لم يلحق به ، ولكن يستلحق إليه ويستغفر الله.(٢)

١٥٠٩٩ / ٢٨٤. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي خالد الكابلي :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً ) (٣) قال(٤) : «أما الذي فيه شركاء متشاكسون(٥) ، فلأن الأول(٦) يجمع المتفرقون ولايته(٧) ، وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ، ويبرأ بعضهم من بعض ، فأما(٨)

__________________

(١) في شرح المازندراني : «الظاهر أن «لم يبلغ» مبني للمفعول ، أي الذي لم يبلغه الأول المسبوق أن يدفع في صدرالذي لم يلحق به بأن يذمه ويلومه ويعيره ويحقره ولا يعينه ، ولكن يستلحق إليه ويستغفر الله له ولنفسه ، والغرض أنه ينبغي لكل واحد أن يعرف حق آخر ، فالمفضول يقر بفضل الأفضل ، والأفضل يعين المفضول ويسعى في ترقيه حتى يستقر بالهم وينتظم حالهم وينزلوا منزلة الأبرار ومرتبة الأخيار».

وفي المرآة : «ولا ينبغي لهذا الآخر الذي لم يبلغ ، على البناء للمجهول ، أي لم يبلغ إلى أخيه بعد التيه ؛ أو على البناء للمعلوم ، أي هذا السابق الذي لم يبلغ إلى أعلى درجات الكمال ، ولكن قد سبق الآخر ، ففيه إشعار بأنه أيضا ناقص بالنسبة إلى من سبقه ، فينبغي أن لا يزاحم الناقص عن الوصول إليه ؛ ليوفق للوصول إلى من هو فوقه ...».

وفي الوافي : «اريد بالآخر ـ الذي لم يبلغ ـ السابق ؛ فإنه وإن سبق إلا أنه لم يبلغ غايته بعد ، أشار بذلك إلى أن الاختلاف والتباغض يمنعان من الترقي في الكمال الموجب للوصول».

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢١ ، ح ٢٩٣٤.

(٣) الزمر (٣٩) : ٢٩.

(٤) في «بن» : «فقال».

(٥) المتشاكسون : العسرون المختلفون الذين لا يتفقون. وتشاكسوا : تخالفوا. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١١٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٥٧ (شكس).

(٦) قرأ العلامة الفيض : فلان الأول ؛ حيث قال في الوافي : «أراد بفلان الأول ـ في أول ما قال ـ أبابكر ؛ فإنه كان أول الخلفاء باطلا ، وفي ما قاله ثانيا أميرالمؤمنينعليه‌السلام ؛ فانه كان أول الخلفاء حقا ...». ولتوضيح الحديث الشريف راجع أيضا : مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ١٥٣ ـ ١٥٥.

(٧) قال ابن العلامة الفيض في هامش الوافي : «في طائفة من نسخ الكافي الموثوق بها : يجمع المتفرقين ولايته ، ولعله أجود».

(٨) في «بح» والوافي : «وأما».

٥١٣

رجل سلم(١) لرجل(٢) ، فإنه(٣) الأول حقا وشيعته».

ثم قال : «إن اليهود تفرقوا من(٤) بعد موسىعليه‌السلام على إحدى وسبعين فرقة ، منها فرقة(٥) في الجنة ، وسبعون فرقة(٦) في النار ، وتفرقت النصارى بعد عيسىعليه‌السلام على(٧) اثنتين(٨) وسبعين فرقة ، فرقة منها(٩) في الجنة ، وإحدى وسبعون(١٠) في النار ، وتفرقت هذه الأمة بعد نبيها(١١) صلى‌الله‌عليه‌وآله على ثلاث(١٢) وسبعين فرقة ، اثنتان(١٣) وسبعون فرقة(١٤) في النار ، وفرقة في الجنة ، ومن الثلاث وسبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل(١٥) ولايتنا ومودتنا ، اثنتا عشرة فرقة منها في النار ، وفرقة في الجنة ، وستون فرقة من سائر الناس في النار».(١٦)

١٥١٠٠ / ٢٨٥. وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان :

__________________

(١) في «ل» وحاشية «جت» : «سالم». وفي شرح المازندراني : «السلم ، بالتحريك : الصلح والاستسلام والإذعان والانقياد ، قال الله تعالى :( وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ) [النساء (٤) : ٩٠] ، أي الانقياد ، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع ، وهم عليعليه‌السلام وشيعته ، كما ذكرهعليه‌السلام ؛ حيث إنهعليه‌السلام راض عنهم ، وهم راضون عنه ، وبينهم الاستسلام في الدنيا والآخرة». وراجع : المفردات للراغب ، ص ٤٢٣ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ (سلم).

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : «رجل».

(٣) في «بف» والوافي : + «فلان».

(٤) في «م» : ـ «من».

(٥) في «م ، ن» : «فرقة منها».

(٦) في «جت» : ـ «فرقة».

(٧) في «بف ، بن ، جد» : ـ «على».

(٨) هكذا في «بن». وفي «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» والمطبوع والوافي : «اثنين».

(٩) في «بح» : «منها فرقة».

(١٠) في «م» : + «فرقة».

(١١) في «بف» : «نبينا».

(١٢) في «ن» : «ثلاثة».

(١٣) في «ن ، بن ، جت» : «اثنان».

(١٤) في «جد» : ـ «فرقة».

(١٥) في «بح» والوافي : «ينتحل». والانتحال : ادعاء الرجل لنفسه ما ليس له ، يقال : انتحله وتنحله ، أي ادعاه لنفسه وهو لغيره. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٢٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٠ (نحل).

(١٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ ، ح ٦٧٠ ؛ البحار ، ج ٢٨ ، ص ١٣ ، ح ٢١ ؛ وفيه ، ج ٢٤ ، ص ١٦٠ ، ح ٩ ، إلى قوله : «فإنه الأول حقا وشيعته».

٥١٤

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «لم تزل دولة(١) الباطل طويلة ، ودولة الحق قصيرة».(٢)

١٥١٠١ / ٢٨٦. وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب السراج ، قال :

قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : متى فرج شيعتكم؟

قال(٣) : فقال : «إذا اختلف ولد العباس(٤) ، ووهى(٥) سلطانهم ، وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم ، وخلعت العرب أعنتها(٦) ، ورفع(٧) كل ذي صيصية(٨) صيصيته ، وظهر الشامي(٩) ، وأقبل اليماني ، وتحرك الحسني ، وخرج(١٠) صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

فقلت : ما تراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال : «سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبرده(١١) وقضيبه(١٢)

__________________

(١) الدولة : الغلبة ، والفعل والانتقال من حال إلى حال. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤١ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٥٢ (دول).

(٢) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ٧٢٦.

(٣) في «بن» : ـ «قال».

(٤) الاختلاف : هو مجيء كل واحد خلف الآخر وتعاقبهم ، قال العلامة المازندراني : «أي جاء بعضهم بعد بعض وقام بأمر الإماراة والسلطنة». راجع : المفردات للراغب ، ص ٢٩٥ (خلف).

(٥) الوهي : الشق في الشيء والخرق فيه ، واسترخاء الرباط ، والضعف ، والسقوط. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٧٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٦١ (وهي).

(٦) الأعنة : جمع العنان ، وهو سير اللجام الذي تمسك به الدابة. لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٩١ (عنن).

(٧) في حاشية «جت» : «ودفع».

(٨) كل شيء امتنع به وتحصن به فهو صيصية ، أي أظهر كل ذي قدرة قدرته وقوته. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٦٧ (صيص).

(٩) في الغيبة للنعماني ، ح ٤٢ : «السفياني».

(١٠) في «بح» : «فقد خرج». وفي «بف» والوافي والغيبة للنعماني ، ح ٤٢ : «خرج» بدون الواو.

(١١) البرد : ثوب فيه خطوط ، أو هو معروف من برود العصب والوشي ، وأما البردة فهي الشملة المخططة ، أو كساءمربع فيه صفر تلبسه العرب. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١١٦ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٨٧ (برد).

(١٢) القضيب : الغصن المقضوب ، أي المقطوع ، فعيل بمعنى مفعول ، والناقة التي لم ترض ، أو لم تمهر الرياضة ، والقوس الذي عملت من قضيب أو من غصن غير مشقوق. وقيل غير ذلك. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٧٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٤ (قضب).

٥١٥

ورايته(١) ولامته(٢) وسرجه حتى ينزل(٣) مكة ، فيخرج(٤) السيف من غمده(٥) ، ويلبس الدرع ، وينشر الراية والبردة والعمامة(٦) ، ويتناول القضيب(٧) بيده ، ويستأذن الله في ظهوره ، فيطلع على ذلك بعض مواليه(٨) ، فيأتي الحسني ، فيخبره الخبر ، فيبتدر(٩) الحسني إلى الخروج ، فيثب عليه أهل مكة ، فيقتلونه ويبعثون برأسه(١٠) إلى الشامي(١١) ، فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر ، فيبايعه الناس ويتبعونه ، ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلى المدينة ، فيهلكهم الله ـعزوجل ـ دونها(١٢) ، ويهرب(١٣) يومئذ من كان بالمدينة من ولد عليعليه‌السلام إلى مكة ، فيلحقون بصاحب هذا الأمر ، ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق ، ويبعث جيشا إلى المدينة ، فيأمن(١٤) أهلها(١٥) ويرجعون إليها».(١٦)

١٥١٠٢ / ٢٨٧. عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن

__________________

(١) في الغيبة للنعماني ، ح ٤٢ : «رايته وقضيبه وفرسه» بدل «قضيبه ورايته».

(٢) قال ابن الأثير : «اللأمة مهموزة : الدرع. وقيل : السلاح. ولأمة الحرب : أداته ، وقد يترك الهمزة تخفيفا». النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ (لأم).

(٣) في الغيبة للنعماني ، ح ٤٣ : + «بأعلى».

(٤) في «ل» : «يخرج».

(٥) غمد السيف : غلافه ، قال العلامة المازندراني : «يخرج ، إمامن الإخراج ، وفاعله ضمير الصاحبعليه‌السلام ، أو من الخروج والسيف فاعله ، فيكون ذلك علامة لظهورهعليه‌السلام ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٣ (غمد).

(٦) في الغيبة للنعماني ، ح ٤٣ : «ويعتم بالعمامة».

(٧) في «بح» : + «هو».

(٨) في شرح المازندراني : «الأنسب أن ضمير مواليه عائد إلى الحسني المذكور سابقا ، وعوده إلى الصاحب بعيدجدا».

(٩) يقال : ابتدر إليه : عجل إليه واستبق. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٩٦ (بدر).

(١٠) في «بف» : «رأسه».

(١١) في «د» وحاشية «م» : «الشام».

(١٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : فيهلكهم الله دونها ، أي قبل الوصول إلى المدينة بالبيداء ، يخسف الله به وبجيشه الأرض ، كما وردت به الأخبار المتظافرة».

(١٣) في الوافي : «فيهرب».

(١٤) في «ع ، ل ، بح ، بف ، بن» : «فتأمن». وفي الغيبة للنعماني ، ح ٤٣ : «فيأمر».

(١٥) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : فيأمن أهلها ، أي يبذل القائمعليه‌السلام لأهل المدينة الأمان ، فيرجعون إلى المدينة مستأمنين».

(١٦) الغيبة للنعماني ، ص ٢٧٠ ، ح ٤٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. وفيه ، ح ٤٢ ، بسنده عن يعقوب بن السراج ، إلى قوله : «رايته ولامته وسرجه» الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ، ح ٩٦٤ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٠١ ، ح ٦٦.

٥١٦

عطية :

عن بعض أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : خرج إلينا أبو عبد اللهعليه‌السلام وهو مغضب ، فقال : «إني خرجت آنفا في حاجة(١) ، فتعرض لي بعض سودان المدينة ، فهتف(٢) بي : لبيك يا(٣) جعفر بن محمد لبيك(٤) ، فرجعت عودي على بدئي(٥) إلى منزلي خائفا ذعرا(٦) مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي ، وعفرت له(٧) وجهي ، وذللت له نفسي ،

__________________

(١) في «بن» : + «لي».

(٢) الهتف : الصوت ، أو الصوت الشديد ، تقول : سمعت هاتفا يهتف ، إذا كنت تسمع الصوت ولا تبصر أحدا. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٤٢ ؛ المغرب ، ص ٤٩٩ (هتف).

(٣) في البحار ، ج ٢٥ : ـ «يا».

(٤) في شرح المازندراني : «فهتف به : لبيك يا جعفر بن محمد لبيك ، كأنه قصد ربوبيتهعليه‌السلام ، أو قال : لبيك اللهم يا جعفر بن محمد لبيك ، فحذفعليه‌السلام «اللهم» لكراهته ذكره في الحكاية فلا يرد أن مثل هذا الكلام قد يقال لقصد تعظيم المخاطب ، لا لقصد ربوبيته».

وفي المرآة : «الظاهر أن هذا الكافر كان من أصحاب أبي الخطاب ، وكان يعتقد ربوبيته عليه‌السلام ، كاعتقاد أبي الخطاب ؛ فإنه كان أثبت ذلك له عليه‌السلام وادعى النبوة من قبله عليه‌السلام على أهل الكوفة ، فناداه عليه‌السلام هذا الكافر بما ينادى به الله في الحج وقال ذلك على هذا الوجه ، فذعر من ذلك لعظيم ما نسب إليه ، وسجد لربه وبرأ نفسه عند الله مما قال ، ولعن أبا الخطاب ؛ لأنه كان مخترع هذا المذهب الفاسد».

وفي الوافي : «إنما خاف الله عزوجل عن قول الأسود : لبيك ؛ لدلالة قوله ذلك على أنه اعتقد فيه الربوبية».

(٥) في «م ، بف ، جد» وحاشية «د» : «يدي». وقال الجوهري : «يقال : رجع عوده على بدئه ، إذا رجع في الطريق الذي جاء منه». وقال الفيروزآبادي : «رجع عودا على بدء ، وعوده على بدئه ، أي لم يقطع ذهابه حتى وصله برجوعه». وقال العلامة المازندراني : «قال السيد رضي الدين ـرضي‌الله‌عنه ـ : عودي ، حال مؤكدة ، و «على» متعلق به ، أو ب «رجعت» ، والبدء : مصدر بمعنى الابتداء جعل بمعنى المفعول ، أي رجعت عائدا على ما ابتدأه ، أقول : المقصود منه هو المبالغة في عدم الاستقرار وكون عوده من السير متصلا بابتدائه ، ثم قال : ويجوز أن يكون «عودي» مفعولا مطلقا ل «رجع» أي رجع على يديه عودا معهودا ، وكأنه عهد منه أن لا يستقر على ما ينتقل إليه ، بل يرجع إلى ما كان عليه قبل». وفي الوافي : «عودي على بدئي ، أي عودا مني واقعا على بدئي ، أي عدت إلى منزلي من غير مكث. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥ (بدأ) ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤٠ (عود) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٢٨٧.

(٦) «ذعرا» أي فزعا ؛ من الذعر ، وهو الخوف والفزع. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٠٦ (ذعر).

(٧) في «بف» : ـ «له». وتعفير الوجه : تمريغه وتعليبه في التراب ، والعفر : التراب. راجع : الصحاح ،

٥١٧

وبرئت إليه مما هتف بي ، ولو(١) أن عيسى بن مريم عدا ما قال الله فيه(٢) ، إذا لصم صما(٣) لا يسمع بعده أبدا ، وعمي عمى(٤) لايبصر بعده أبدا ، وخرس خرسا لايتكلم بعده أبدا» ثم قال : «لعن الله أبا الخطاب(٥) ، وقتله بالحديد(٦) ».(٧)

١٥١٠٣ / ٢٨٨. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جهم بن أبي جهيمة(٨) :

عن بعض موالي أبي الحسنعليه‌السلام ، قال : كان عند أبي الحسن موسىعليه‌السلام رجل من قريش ، فجعل يذكر قريشا والعرب(٩) .

__________________

ج ٢ ، ص ٧٥١ (عفر).

(١) في «بح» : «فلو».

(٢) في شرح المازندراني : «عدا ما قال الله فيه ، أي جاوز عما قال الله في وصفه من أنه رسوله وكلمته إلى ما عداه من الربوبية والصفات المختصة بالرب».

(٣) في «ل ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» وحاشية «د» وشرح المازندراني والوافي : «صمما».

(٤) في حاشية «جت» : «عميا».

(٥) في شرح المازندراني : «ثم قال : لعن الله أبا الخطاب ، اسمه محمد بن مقلاص ، وكان غاليا ملعونا يعتقد بأن جعفر بن محمد إله ، وكان يدعو من تبعه إليه وأمره مشهور».

(٦) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : وقتله بالحديد ، استجيب دعاؤهعليه‌السلام فيه ، وذكر الكشي أنه بعث عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس ـ وكان عامل المنصور على الكوفة ـ إلى أبي الخطاب وأصحابه لما بلغه أنهم قد أظهروا الإباحات ودعوا الناس إلى نبوة أبي الخطاب وأنهم يجتمعون في المسجد ولزموا الأساطين ، يورون الناس أنهم قد لزموها للعبادة ، وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا فلم يفلت منهم إلارجل واحد ، أصابته جراحات فسقط بين القتلى يعد فيهم ، فلما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص ، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال ، وروي أنهم كانوا سبعين رجلا». وراجع : رجال الكشي ، ص ٣٥٣ ، ح ٦٦١.

(٧) راجع : رجال الكشي ، ص ٢٩٥ ، ح ٥٢١ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٧٠ ، ح ١٢٧٥ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ٣٢٠ ، ح ٩٠ ؛ وج ٤٧ ، ص ٤٣ ، ح ٥٧.

(٨) في «م ، جت» وحاشية «د ، ن» : «جهم بن أبي جهمة». وفي «بف» : «جهم بن أبي جهيم». والظاهر أن المراد من جهم هذا ، هو جهيم أو جهم بن أبي جهم المذكور في مصادرنا الرجالية. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣١ ، الرقم ٣٣٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٥٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٣٣ ، الرقم ٤٩٦٣.

(٩) في شرح المازندراني : «تفاخر الرجل بشرافة الآباء والأنساب والقبائل باعتبار الشهرة أو بنوع من المزية

٥١٨

فقال له أبو الحسنعليه‌السلام عند ذلك : «دع هذا ، الناس ثلاثة : عربي ، ومولى(١) ، وعلج(٢) ؛ فنحن العرب ، وشيعتنا الموالي ، ومن لم يكن على مثل ما نحن عليه(٣) فهو علج(٤) ».

فقال القرشي : تقول هذا يا أبا الحسن ، فأين(٥) أفخاذ(٦) قريش والعرب؟

فقال أبو الحسنعليه‌السلام : «هو ما قلت لك».(٧)

١٥١٠٤ / ٢٨٩. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الأحول ، عن سلام بن المستنير ، قال :

سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يحدث : «إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب(٨) ، فإن

__________________

الدنيوية ، وهذه مفاخر جاهلية مذمومة في القرآن والأخبار ، ولذلك أمرهعليه‌السلام بتركها وزجره عنها».

وفي المرآة : «قوله : يذكر قريشا والعرب ، أي كان يذكر فضائلهم ويفتخر بالانتساب بهم».

(١) في المرآة : «المراد بالمولى هنا غير العربي الصليب الذي صار حليفا لهم ودخل بينهم وصار في حكمهم وليس منهم». وراجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤٠٨ (ولي).

(٢) في شرح المازندراني : «وعلجا». والعلج : الرجل من كفار العجم. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨٦ (علج).

(٣) في «د ، ن ، بح» : «فيه».

(٤) في شرح المازندراني : «أشار بتقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام إلى أن المزية والكمال والشرافة المعتبرة شرعا وعقلا إنما هي دينية ، وأراد بالعرب من قنن القوانين الشرعية وأوضحها وبين الامور الدينية وأفصحها ، وهو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصياؤهعليهم‌السلام ، وبالموالي من تبعهم ونصرهم وأحبهم ووفى بعهدهم ، وهم الشيعة ، وبالعلج الحمار الوحشي والكافر العجمي الذي لا يفهم المقاصد ولا يعرف المراشد من سواهم». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : فهو علج ، أي فرجل من كفار العجم وإن كان عربيا صلبيا ، كما مر».

(٥) في «د ، ع ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» : «وأين».

(٦) الأفخاذ : جمع الفخذ ، ككتف ، وهو في العشائر : أقل من البطن ، أولها الشعب ، ثم القبيلة ، ثم الفصيلة ، ثم العمارة ، ثم البطن ، ثم الفخذ. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٦٨ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ (فخذ).

(٧) الخصال ، ص ١٢٣ ، باب الثلاثة ، ح ١١٦ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٤٠٣ ، ح ٧٠ ، بسند آخر ، من قوله : «الناس ثلاثة» إلى قوله : «مثل ما نحن فيه فهو علج» مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٢٩ ، ح ٣١٠٣.

(٨) النصب : المعاداة ، ومنه الناصب ، وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيتعليهم‌السلام ، أو لمواليهم لأجل متابعتهم لهم. وقال الفيروزآبادي : «النواصب والناصبية وأهل النصب : المتدينون ببغضة علي ـرضي‌الله‌عنه ـ ؛ لأنهم نصبوا له ، أي عادوه». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٧٣ (نصب).

٥١٩

دخل فيه بحقيقة(١) ، وإلا ضرب عنقه ، أو يؤدي الجزية(٢) كما يؤديها اليوم أهل الذمة ، ويشد على وسطه الهميان(٣) ، ويخرجهم من الأمصار إلى السواد(٤) ».(٥)

١٥١٠٥ / ٢٩٠. الحسين بن محمد الأشعري ، عن علي بن محمد بن سعد(٦) ، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة(٧) ، عن محمد بن سعيد بن غزوان ، عن محمد بن بنان ، عن أبي مريم :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : «قال أبي يوما وعنده أصحابه : من منكم(٨) تطيب(٩) نفسه أن يأخذ جمرة(١٠) في كفه فيمسكها حتى تطفأ؟».

قال : «فكاع الناس(١١) كلهم

__________________

(١) في حاشية «م ، جت» والوافي : «بحقيقته».

(٢) قال العلامة المازندراني : «في هذا الخبر دلالة على أنهعليه‌السلام يقبل الجزية منهم إن لم يؤمنوا إيمانا خالصا ، إلا أنه ضعيف ، وعلى تقدير العمل به فلعل الجمع بينه وبين ما روي من أنه يضع الجزية عند ظهوره ، أنه يضعها عن أهل الكتاب ؛ فإنهم حينئذ بمنزلة الحربي لا يرفع عنهم السيف حتى يؤمنوا ، أو يقتلوا ، والله يعلم».

وقال العلامة المجلسي : «لعل هذا في أوائل زمانه عليه‌السلام ، وإلا فالظاهر من الأخبار أنه لا يقبل منهم إلا الإيمان أو القتل ، كما مر».

(٣) «الهميان» : المنطقة ، وتكة السراويل ، وكيس للدراهم الذي تجعل فيه النفقة ، وشداد السراويل. وقال العلامة المجلسي : «والظاهر أن المراد به أنه يعطيهم النفقة ليخرجوا من الأمصار ، يكون زادهم في الطريق ، وقيل : هو كناية عن الزنار». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٦ (هيمن) ؛ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٦٤ و ٣٦٥ (همي).

(٤) في شرح المازندراني : «السواد من البلد : قراها».

(٥) الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٥٥ ، ح ٩٦٩ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٧٥.

(٦) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن» وحاشية «جت». وفي «بح ، جت ، جد» والمطبوع : «علي بن محمد بن سعيد». وتقدم في الكافي ، ذيل ح ١٦٤٢ و ٢١٢٦ وبعض مواضع اخر ، أن علي بن محمد هذا ، هو علي بن محمد بن سعد الأشعري الراوي عن محمد بن سالم بن أبي سلمة الكندي ، فراجع.

(٧) هكذا في حاشية «ن ، جت». وفي «ع ، ل» : «محمد بن سلم بن أبي سلمة». وفي «د ، م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» والمطبوع : «محمد بن مسلم بن أبي سلمة».

(٨) في «د ، جت» : «فيكم».

(٩) في «جد» : «يطيب».

(١٠) الجمرة : القطعة الملتهبة من النار ، واحدة الجمر ، وهي النار المتقدة. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٤٤ ؛ المصباح المنير ، ص ١٠٨ (جمر).

(١١) «فكاع الناس» أي هابوا وجبنوا ، من الكيع ، وهو الجبن. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣١٨ ؛ مجمع

٥٢٠