الكافي الجزء ١٥

الكافي6%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 84113 / تحميل: 5103
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

__________________

ص ٩٧ ، ح ٢٥٣٧٨ ؛ البحار ، ج ٧٨ ، ص ٢١٠ ، ح ٩٣. وورد قطعات منه في هذه المصادر : الوسائل ، ج ٦ ، ص ٢٨ ، ح ٧٢٥٨ ؛ وج ٧ ، ص ٢٦ ، ح ٨٦١٢ ؛ وص ٣١ ، ح ٨٦٢٩ ؛ وج ١٢ ، ص ١٨٣ ، ح ١٦٠٢٩ ؛ وص ١٩٦ ، ح ١٦٠٧٣ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٥٣ ، ح ٢٠٤٣١ ؛ وص ٣٧٦ ، ح ٢٠٧٨٩ ؛ وج ١٦ ، ص ٥٦ ، ح ٢٠٩٦٧ ؛ وص ٢٠٧ ، ح ٢١٣٦٩ ؛ وج ١٨ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢٣٨٦٠ ؛ والبحار ، ج ٧٤ ، ص ٢١٧ ؛ وج ٨٤ ، ص ٣٨٠ ، ح ٣٤.

وقد وعدنا عند قوله عليه‌السلام : «ولا صبر لهم على شيء» أن نورد هذا الحديث بتمامه عن الوافي ؛ لأجل ما بينهما من الاختلاف الفاحش في النظم والترتيب ، فقد حان لنا الوفاء بالوعد فنقول : قال العلامة الفيض في الوافي :

«باب رسالة أبي عبد الله عليه‌السلام إلى أصحابه. علي ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وعن ابن بزيع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه ، وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها ، وكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم ، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.

وعن ابن سماعة ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن القاسم بن الربيع الصحاف ، عن إسماعيل بن مخلد السراج قال : خرجت هذه الرسالة من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه : «بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فاسألوا الله ربكم العافية ، وعليكم بالدعة والوقار والسكينة ، وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم ، وعليكم بمجاملة أهل الباطل ، تحملوا الضيم منهم ، وإياكم ومماظتهم ، دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالصتموهم ونازعتموهم الكلام ؛ فإنه لابد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم ، فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر ، ولو لا أن الله تعالى يدفعهم عنكم لسلطوا بكم ، وما في صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون لكم ، مجالسكم ومجالسهم واحدة ، وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف ، لا تحبونهم أبدا ولا يحبونكم ، غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق ، وبصركموه ، ولم يجعلهم من أهله فتجاملونهم وتصبرون عليهم ، وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء من اموركم ، تدفعون أنتم السيئة بالتي هي أحسن فيما بينكم وبينهم ، تلتمسون بذلك وجه ربكم بطاعته ، وهم لا خير عندهم ، لا يحل لكم أن تظهروهم على اصول دين الله ؛ فإنه إن سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه ، ورفعوه عليكم ، وجاهدوا على هلاكهم ، واستقبلوكم بما تكرهون ، ولم يكن لكم النصف منهم في دول الفجار ، فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل ؛ فإنه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل ؛ لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل ، ألم تعرفوا وجه قول الله تعالى في كتابه إذ يقول :( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) ؟ [ص (٣٨) : ٢٨] أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل ، فلا تجعلوا الله تعالى ـ وله المثل الأعلى ـ وإمامكم ودينكم الذي تدينون به عرضة لأهل الباطل ، فتغضبوا الله عليكم ، فتهلكوا ، فمهلا مهلا يا أهل الصلاح ، لا تتركوا أمر الله وأمر من أمركم بطاعته ، فيغير الله ما بكم من نعمة ، أحبوا في الله من

٤١

__________________

وصف صفتكم ، وأبغضوا في الله من خالفكم ، وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم ، ولا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم وعاداكم عليها وبغاكم الغوائل ، هذا أدبنا أدب الله ، فخذوا به ، وتفهموه واعقلوه ، ولا تنبذوه وراء ظهوركم ، ما وافق هداكم أخذتم به ، وما وافق هواكم اطرحتموه ولم تأخذوا به.

واياكم والتجبر على الله ، واعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر على الله إلاتجبر على دين الله ، فاستقيموا لله ، ولا ترتدوا على أعقابكم ، فتنقلبوا خاسرين ، أجارنا الله وإياكم من التجبر على الله ، ولا قوة لنا ولا لكم إلابالله».

وقال : «إن العبد إذا كان خلقه الله في الأصل ـ أصل الخلقة ـ مؤمنا ، لم يمت حتى يكره الله إليه الشر ، ويباعده منه ، ومن كره الله إليه الشر وباعده منه ، عافاه الله من الكبر أن يدخله والجبرية ، فلانت عريكته ، وحسن خلقه ، وطلق وجهه ، وصار عليه وقار الإسلام وسكينته وتخشعه ، وورع عن محارم الله ، واجتنب مساخطه ، ورزقه الله مودة الناس ومجاملتهم وترك مقاطعة الناس والخصومات ، ولم يكن منها ولا من أهلها في شيء ، وإن العبد إذا كان الله خلقه في الأصل ـ أصل الخلق ـ كافرا ، لم يمت حتى يحبب إليه الشر ، ويقربه منه ، فإذا حبب إليه الشر وقربه منه ، ابتلي بالكبر والجبرية ، فقسا قلبه ، وساء خلقه ، وغلظ وجهه ، وظهر فحشه ، وقل حياؤه ، وكشف الله ستره ، وركب المحارم فلم ينزع عنها ، وركب معاصي الله ، وأبغض طاعته وأهلها ، فبعد ما بين حال المؤمن وحال الكافر ، سلوا الله العافية ، واطلبوها إليه ، ولا حول ولا قوة إلابالله.

صبروا النفس على البلاء في الدنيا ؛ فإن تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا وإن طال تتابع نعيمها وزهرتها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته وطاعته ؛ فإن الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم في كتابه في قوله : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) [الأنبياء (٢١) : ٧٣] وهم الذين أمر الله بولايتهم وطاعتهم ، والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم وهم أئمة الضلال الذين قضى الله أن يكون لهم دول في الدنيا على أولياء الله الأئمة من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يعملون في دولتهم بمعصية الله ومعصية رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ ليحق عليهم كلمة العذاب ، وليتم أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل ـ أصل الخلق ـ من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في الأصل ، ومن الذين سماهم الله في كتابه في قوله ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) [القصص (٢٨) : ٤١] فتدبروا هذا واعقلوه ، ولا تجهلوه ؛ فإن من جهل هذا وأشباهه مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر به ونهى عنه ، ترك دين الله ، وركب معاصيه ، فاستوجب سخط الله ، فأكبه الله على وجهه في النار».

وقال : «أيتها العصابة المرحومة المفلحة إن الله تعالى أتم لكم ما آتاكم من الخير ، واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس ، قد أنزل الله القرآن ، وجعل فيه تبيان كل شيء ، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلا ، لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقاييس ، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه ، وخصهم به ، ووضعه عندهم كرامة من الله تعالى أكرمهم بها ، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الامة بسؤالهم ، وهم الذين من سألهم ـ وقد سبق في علم الله أن

٤٢

__________________

يصدقهم ويتبع أثرهم ـ أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى الله بإذنه وإلى جميع سبل الحق ، وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمهم الذي أكرمهم الله به وجعله عندهم إلامن سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة ، فاولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر والذين آتاهم الله تعالى علم القرآن ووضعه عندهم وأمر بسؤالهم ، فاولئك الذين يأخذون بأهوائهم وآرائهم ومقاييسهم حتى دخلهم الشيطان ؛ لأنهم جعلوا أهل الايمان في علم القرآن عند الله كافرين ، وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين ، وحتى جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراما ، وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا ، فذلك أصل ثمرة أهوائهم ، وقد عهد إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل موته فقالوا : نحن بعدما قبض الله رسوله يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض الله تعالى رسوله ، وبعد عهده الذي عهده إلينا وأمرنا به مخالفة لله تعالى ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك ، وزعم أن ذلك يسعه ، والله إن لله على خلقه أن يطيعوه ويتبعوا أمره في حياة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد موته ، هل يستطيع اولئك أعداء الله أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بقوله ورأيه ومقاييسه؟ فإن قال : نعم ، فقد كذب على الله ، وضل ضلالا بعيدا ، وإن قال : لا ، لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه وهواه ومقاييسه ، فقد أقر بالحجة على نفسه وهو ممن يزعم أن الله يطاع ويتبع أمره بعد قبض الله رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد قال الله تعالى ـ وقوله الحق ـ :( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) [آل عمران (٣) : ١٤٤] وذلك ليعلموا أن الله تعالى يطاع ويتبع أمره في حياة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد قبض الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكما لم يكن لأحد من الناس مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه خلافا لأمر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكذلك لم يكن لأحد من الناس من بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه».

وقال : «دعوا رفع أيديكم في الصلاة إلامرة واحدة حين تفتتح الصلاة ؛ فإن الناس قد شهروكم بذلك والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلابالله».

وقال : «أكثروا من أن تدعوا الله ؛ فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه ، وقد وعد عباده المؤمنين بالاستجابة ، والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة ، فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار ؛ فإن الله تعالى أمر بكثرة الذكر له ، والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين ، واعلموا أن الله لمن يذكره أحد من عباده المؤمنين إلاذكره بخير ، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته ؛ فإن الله لا يدرك شيء من الخير عنده إلابطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله تعالى في ظاهر القرآن وباطنه ؛ فإن الله تعالى قال في كتابه ـ وقوله الحق ـ( وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ ) [الأنعام (٦) : ١٢٠] واعلموا أن ما أمر الله أن تجتنبوه فقد حرمه الله ، واتبعوا آثار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسنته ، فخذوابها ، ولا تتبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلوا ؛ فإن أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله ، وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم ، فإن أحسنتم

٤٣

__________________

أحسنتم لأنفسكم ، وإن أسأتم فلها ، وجاملوا الناس ، ولا تحملوهم على رقابكم ، تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم ، وإياكم ، وسب أعداء الله حيث يسمعونكم ، فيسبوا الله عدوا بغير علم ، وقد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو ، إنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله ، ومن أظلم عند الله ممن استسب لله ولأوليائه ، فمهلا مهلا ، فاتبعوا أمر الله ، ولا قوة إلابالله».

وقال : «أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم ، عليكم بآثار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسنته وآثار الأئمة الهداة من أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من بعده وسنتهم ؛ فإنه من أخذ بذلك فقد اهتدى ، ومن ترك ذلك ورغب عنه ضل ؛ لأنهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم ، وقد قال أبونا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن ـ وإن قل ـ أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء ، ألا إن اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال ، وكل ضلال بدعة ، وكل بدعة في النار ، ولن ينال شيء من الخير عند الله إلابطاعته والصبر والرضا ؛ لأن الصبر والرضا من طاعة الله.

واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه ، وصنع به على ما أحب وكره ، ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله إلاما هو أهله ، وهو خير له مما أحب وكره.

وعليكم بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى ، وقوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم ، وعليكم بحب المساكين المسلمين ؛ فإنه من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله ، والله له حاقر وماقت ، وقد قال أبونا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم.

واعلموا أنه من حقر أحدا من المسلمين ، ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى يمقته الناس ، والله له أشد مقتا ، فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين منهم ؛ فإن لهم عليكم حقا أن تحبوهم ؛ فإن الله أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله بحبهم ، فمن لم يحب من أمر الله بحبه ، فقد عصى الله ورسوله ، ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك ، مات وهو من الغاوين.

واياكم والعظمة والكبر ، فإن الكبر رداء الله تعالى ، فمن نازع الله رداءه قصمه الله ، وأذله يوم القيامة.

وإياكم أن يبغي بعضكم على بعض ؛ فإنها ليست من خصال الصالحين ؛ فإنه من بغى صير الله بغيه على نفسه ، وصارت نصرة الله لمن بغي عليه ، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله.

واياكم أن يحسد بعضكم بعضا ؛ فإن الكفر أصله الحسد.

وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم ، فيدعو الله عليكم ، فيستجاب له فيكم ؛ فإن أبانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول : إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة ، وليعن بعضكم بعضا ؛ فإن أبانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول : إن معونة المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام.

وإياكم وإعسار أحد من إخوانكم المؤمنين أن تعسروه بالشيء يكون لكم قبله وهو معسر ؛ فإن أبانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول : ليس لمسلم أن يعسر مسلما ، ومن أنظر معسرا أظله الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلاظله.

٤٤

__________________

وإياكم أيتها العصابة المرحومة المفضلة على من سواها ، وحبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم ، وساعة بعد ساعة ؛ فإنه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر على التعجيل له إلى مضاعفة الخير في العاجل والآجل ، وإنه من أخر حقوق الله قبله ، كان الله أقدر على تأخير رزقه ، ومن حبس الله رزقه ، لم يقدر أن يرزق نفسه ، فأدوا إلى الله حق ما رزقكم ، يطيب لكم بقيته ، وينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة التي لا يعلم بعددها ولا بكنه فضلها إلا الله رب العالمين».

وقال : «اتقوا الله أيتها العصابة ، وإن استطعتم أن لا يكون منكم محرج للإمام ، وإن محرج الإمام هو الذي يسعى بأهل الصلاح من أتباع الإمام المسلمين لفضله ، الصابرين على أداء حقه ، العارفين بحرمته ، واعلموا أن من نزل بذلك المنزل عند الإمام ، فهو محرج للإمام ، فإذا فعل ذلك عند الإمام ، أحرج الإمام إلى أن يعلن أهل الصلاح من أتباعه ، المسلمين لفضله ، الصابرين على أداء حقه ، العارفين بحرمته ، فإذا لعنهم لإحراج أعداء الله الإمام ، صارت لعنته رحمة من الله عليهم ، وصارت اللعنة من الله ومن الملائكة ورسوله على اولئك.

واعلموا أيتها العصابة ، أن السنة من الله قد جرت في الصالحين قبل».

وقال : «من سره أن يلقى الله وهو مؤمن حقا حقا ، فيتول الله ورسوله والذين آمنوا ، وليبرأ إلى الله من عدوهم ، وليسلم لما انتهى من فضلهم ؛ لأن فضلهم لا يبلغه ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا من دون ذلك ، ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون قال : ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) [النساء (٤) : ٦٩] فهذا وجه من وجوه فضل أتباع الأئمة ، فكيف بهم وفضلهم؟!

ومن سره أن يتم الله له إيمانه حتى يكون مؤمنا حقا حقا ، فليف لله بشروطه التي اشترطها على المؤمنين ؛ فإنه قد اشترط مع ولايته وولاية رسوله وولاية أئمة المؤمنين عليهم‌السلام : إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإقراض الله قرضا حسنا واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فلم يبق شيء مما فسر مما حرم الله إلاوقد دخل في جملة قوله ، فمن دان الله فيما بينه وبين الله مخلصا لله ، ولم يرخص لنفسه في ترك شيء من هذا ، فهو عند الله في حزبه الغالبين ، وهو من المؤمنين حقا.

وإياكم والإصرار على شيء مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه وقد قال الله : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [آل عمران (٣) : ١٣٥] (إلى هاهنا رواية القاسم بن الربيع) يعني المؤمنين قبلكم إذا نسوا شيئا مما اشترط الله في كتابه ، عرفوا أنهم قد عصوا الله في تركهم ذلك الشيء ، فاستغفروا ، ولم يعودوا إلى تركه ، فذلك معنى قول الله تعالى : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) واعملوا أنه إنما أمر ونهى ؛ ليطاع فيما أمر به ، ولينتهى عما نهى عنه ، فمن اتبع أمره فقد أطاعه وقد أدرك كل شيء من الخير عنده ، ومن لم ينته عما نهى الله عنه فقد عصاه ، فإن مات على معصيته أكبه الله على وجهه في النار.

واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم

٤٥

__________________

إلاطاعتهم له ، فجدوا في طاعة الله إن سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا ، ولا قوة إلابالله».

وقال : «عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم ؛ فإن الله ربكم ، واعلموا أن الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو الإسلام ، فمن سلم فقد أسلم ، ومن لم يسلم فلا إسلام له ، ومن سره أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان ، فليطع الله ؛ فإنه من أطاع الله ، فقد أبلغ إلى نفسه في الإحسان.

وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها ؛ فإنه من انتهك معاصي الله فركبها ، فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه ، وليس بين الإحسان والإساءة منزلة ، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة ، ولأهل الإساءة عند ربهم النار ، فاعملوا بطاعة الله ، واجتنبوا معاصيه.

واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئا ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا من دون ذلك ، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله ، فليطلب إلى الله أن يرضى عنه.

واعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضاء الله إلابطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من آل محمد صلى الله عليهم ، ومعصيتهم من معصية الله ، ولم ينكر لهم فضلا عظم ولا صغر.

واعلموا أن المنكرين هم المكذبون ، وأن المكذبين هم المنافقون ، وأن الله تعالى قال للمنافقين ـ وقوله الحق ـ : ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ) [النساء (٤) : ١٤٥] ولا يفرقن أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته وخشيته من أحد من الناس ، أخرجه الله من صفة الحق ، ولم يجعله من أهلها ؛ فإن من لم يجعله الله من أهل صفة الحق ، فاولئك هم شياطين الإنس والجن ؛ فإن لشياطين الإنس حيلا ومكرا وخدائع ووسوسة بعضهم إلى بعض ، يريدون إن استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الإنس من أهله إرادة أن يستوي أعداء الله وأهل الحق في الشك والإنكار والتكذيب ، فيكونون سواء كما وصف الله في كتابه من قوله سبحانه : ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً ) [النساء (٤) : ٨٩] ، ثم نهى الله أهل النصر بالحق أن يتخذوا من أعداء الله وليا ولا نصيرا ، فلا يهولنكم ، ولا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلة شياطين الإنس ومكرهم وحيلهم ووساوس بعضهم إلى بعض ؛ فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق ، فيعصمكم الله من ذلك ، فاتقوا الله ، وكفوا ألسنتكم إلامن خير.

وإياكم أن تذلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان ؛ فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكره الله مما نهاكم عنه ، كان خيرا لكم عند ربكم من أن تذلقوا ألسنتكم به ؛ فإن ذلق اللسان فيما يكره الله وفيما ينهى عنه لدناءة للعبد عند الله ، ومقت من الله ، وصمم وعمى وبكم يورثه الله إياه يوم القيامة ، فيصيروا كما قال الله : ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) [البقرة (٢) : ١٨] يعني لا ينطقون ( وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) [المرسلات (٧٧) : ٣٦].

وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه ، وعليكم بالصمت إلافيما ينفعكم الله به في أمر آخرتكم ، ويؤجركم عليه ، وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح ، والثناء على الله ، والتضرع إليه ، والرغبة فيما عنده من الخير الذي

٤٦

__________________

لا يقدر قدره ، ولا يبلغ كنهه أحد ، فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار لمن مات عليها ولم يتب إلى الله منها ولم ينزع عليها (عنها ـ خ ل).

وعليكم بالدعاء ؛ فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه ، والتضرع إلى الله ، والمسألة له ، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه ، وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله.

وإياكم أن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم ؛ فإنه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا ، حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.

واعلموا أنه بئس الحظ الخطر لمن خاطر بترك طاعة الله وركوب معصيته ، فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة ولذاتها وكرامة أهلها ، ويل لاولئك ما أخيب حظهم ، وأخسر كرتهم ، وأسوأ حالهم عند ربهم يوم القيامة ، استجيروا الله أن يجريكم في مثالهم أبدا ، وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ، ولا قوة لنا ولكم إلابه.

فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ، إن أتم الله لكم ما أعطاكم فإنه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم ، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم ، وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا ، فتصبروا وتعركوا بجنوبكم ، وحتى يستذلوكم ويبغضوكم ، وحتى يحملوا عليكم الضيم ، فتحتملوه منهم ، تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة ، وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله يجترمونه إليكم ، وحتى يكذبوكم بالحق ، ويعادوكم فيه ، ويبغضوكم عليه ، فتصبروا على ذلك منهم.

ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل على نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله سمعتم قول الله ـ تعالى ـ لنبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ) [الأحقاف (٤٦) : ٣٥] ثم قال : ( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ) [فاطر (٣٥) : ٤] ، ( فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا ) [الأنعام (٦) : ٣٤] فقد كذب نبي الله والرسل من قبله ، واوذوا مع التكذيب بالحق ، فإن سركم أن تكونوا مع نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والرسل من قبله ، فتدبروا ما قص الله عليكم في كتابه مما ابتلى به أنبياءه وأتباعهم المؤمنين ، ثم سلوا الله أن يعطيكم الصبر على البلاء في السراء والضراء والشدة والرخاء مثل الذي أعطاهم.

وإياكم ومماظة أهل الباطل ، وعليكم بهدي الصالحين ووقارهم وسكينتهم وحلمهم وتخشعهم وورعهم عن محارم الله وصدقهم ووفائهم واجتهادهم لله في العمل بطاعته ؛ فإنكم إن لم تفعلوا ذلك لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم ، واعلموا أن الله ـ تعالى ـ إذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للإسلام ، فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق ، وعقد قلبه عليه ، فعمل به ، فإذا جمع الله له ذلك تم إسلامه ، وكان عند الله إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقا ، وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى نفسه ، وكان صدره ضيقا حرجا ، فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه ، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به ، فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال ، كان عند الله من المنافقين ، وصار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه

٤٧

صحيفة علي بن الحسينعليهما‌السلام وكلامه في الزهد

١٤٨١٧ / ٢. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ؛

وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، قال :

ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسينعليهما‌السلام إلا ما بلغني عن(١) علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال أبو حمزة : كان(٢) علي بن الحسينعليهما‌السلام إذا تكلم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته ، قال أبو حمزة : وقرأت(٣) صحيفة(٤) فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسينعليهما‌السلام ، وكتبت(٥) ما فيها ، ثم أتيت علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فعرضت ما فيها عليه ، فعرفه وصححه ، وكان ما فيها :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، كفانا الله وإياكم كيد الظالمين ، وبغي الحاسدين ، وبطش(٦) الجبارين ؛ أيها المؤمنون ،

__________________

ولم يعطه العمل به حجة عليه ، فاتقوا الله ، وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام ، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك ، وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم ، ولا قوة إلابالله ، والحمد لله رب العاليمن.

ومن سره أن يعلم أن الله يحبه ، فليعمل بطاعة الله وليتبعنا ، ألم يسمع قول الله ـ تعالى ـ لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) ؟والله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا ، ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله ، ولا والله لا يدع اتباعنا أحد أبدا إلا أبغضنا ، ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلاعصى الله ، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله ، وأكبه على وجهه في النار ، والحمد لله رب العاليمن».

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والأمالي للمفيد. وفي المطبوع والوافي : «من».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والأمالي للمفيد. وفي المطبوع : + «الإمام».

(٣) في حاشية «ن ، بح» والوافي : + «في».

(٤) في «بف» والوافي : + «كان».

(٥) في الوسائل : «فكتبت».

(٦) البطش : الأخذ القوي الشديد ، أو الأخذ بالعنف والسطوة ، يقال : بطش به يبطش ويبطش بطشا ، أي

٤٨

لا يفتننكم(١) الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا ، المائلون إليها ، المفتتنون(٢) بها ، المقبلون عليها وعلى حطامها(٣) الهامد(٤) ، وهشيمها(٥) البائد غدا(٦) ، واحذروا ما حذركم الله منها ، وازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها(٧) ، ولا تركنوا(٨) إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان ، والله(٩) إن لكم مما فيها عليها دليلا(١٠) وتنبيها(١١) من تصريف(١٢) أيامها وتغير(١٣) انقلابها ومثلاتها(١٤) وتلاعبها بأهلها ، إنها لترفع الخميل(١٥) ، وتضع الشريف ، وتورد أقواما إلى النار غدا ،

__________________

أخذه بالعنف والسطوة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٩٩ (بطش).

(١) في «د» : «لا تفتننكم».

(٢) في «بح ، جت» : «المفتنون». وفي الأمالي للمفيد وتحف العقول : «المفتونون».

(٣) قال الجوهري : «الحطام : ما تكسر من اليبيس» ، وعن الأصمعي : «إذا تكسر يبيس البقل فهو حطام». الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٠١ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٧ (حطم).

(٤) «الهامد» : اليابس من النبات ، والبالي المسود المتغير. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٧٣ (همد).

(٥) الهشيم من النبات : اليابس المتكسر ، قال الجوهري : «والشجرة البالية يأخذها الحاطب كيف يشاء». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٥٨ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٤ (هشم).

(٦) في الوسائل : ـ «المائلون إليها ـ إلى ـ غدا».

وفي شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٨٧ : «البائد : الزائل الهالك ، وغدا ظرف له ، أو للهامد أيضا ، وهو كناية عن وقت الموت ، أو قبله في أقرب الأوقات ، أو بعده يوم القيامة ، أو الجميع».

(٧) في «بح» : ـ «منها».

(٨) الركون : السكون إلى الشيء والميل إليه ، وفعله من باب نصر وعلم ومنع. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٧٩ (ركن).

(٩) في «م» : «ولله».

(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع وشرح المازندراني والوافي : «لدليلا».

(١١) في «د ، ع ، ل» وحاشية «بح ، جت» : «وتنبها».

(١٢) في الأمالي للمفيد وتحف العقول : «دليلا من زينتها من تصريف (الأمالي : «وتصرف»)».

(١٣) في «ل ، بن» وحاشية «د» : «وتغيير».

(١٤) المثلات : جمع المثلة بفتح الميم وضم الثاء بمعنى العقوبة ، ويقال : بضم الميم وسكون الثاء أيضا ، وجمعها : مثلات ، مثلات ومثلات. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٦ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦١٥ (مثل).

(١٥) «الخميل» : من خفي ذكره وصوته ، والساقط الذي لانباهة له. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٠ ؛

٤٩

ففي(١) هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه ، إن الأمور الواردة عليكم في كل يوم وليلة ـ من مظلمات(٢) الفتن ، وحوادث البدع ، وسنن الجور ، وبوائق(٣) الزمان ، وهيبة السلطان ، ووسوسة الشيطان ـ لتثبط(٤) القلوب عن تنبهها(٥) ، وتذهلها(٦) عن موجود الهدى ومعرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم الله ، فليس(٧) يعرف تصرف أيامها ، وتقلب حالاتها وعاقبة ضرر فتنتها(٨) إلا من عصم(٩) الله ، ونهج سبيل الرشد ، وسلك طريق القصد ، ثم(١٠) استعان على ذلك بالزهد ، فكرر الفكر(١١) ، واتعظ بالصبر(١٢) ، فازدجر(١٣) وزهد في عاجل بهجة الدنيا ، وتجافى(١٤) عن لذاتها(١٥) ، ورغب في دائم(١٦) نعيم الآخرة ، وسعى لها

__________________

القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٦ (خمل).

(١) في حاشية «جت» : «فهل من» بدل «ففي». وفي شرح المازندراني : «وفي».

(٢) في «بف» وحاشية «د ، م ، ن ، بح ، جت ، جد» والوافي : «ملمات». وفي «ن» وحاشية «د ، م ، جت» والأمالي للمفيد : «مضلات».

(٣) البوائق : جمع البائقة ، وهي الداهية والشر الشديد. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٦٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٦ (بوق).

(٤) في الأمالي للمفيد : «ليدرأ». والتثبيط : التعويق والشغل عن المراد ، يقال : قعد به عن الأمر وشغله عنه ومنعه وعوقه وبطأ به عنه. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٨٠ (ثبط).

وفي شرح المازندراني : «وهذا ـ أي لتثبط ـ في اللفظ خبر ـ أي خبر «إن» ـ وفي المعنى زجر عن تثبط القلوب بأمثال هذه الموانع عن الحق ومعرفة أهله بالتفكر في أن هذه الامور خارجة من القوانين العدلية ، وزمانها قليل منصرم ، وعقوبة مخالفة الحق وأهله شديدة دائمية».

(٥) في تحف العقول : «نيتها».

(٦) في «بف» : «ويذهلها».

(٧) في «بن» والوسائل والأمالي للمفيد : «وليس».

(٨) في «م ، ن ، بح ، جت ، جد» : «فتنها».

(٩) في الوسائل والأمالي للمفيد : «عصمه».

(١٠) في الأمالي للمفيد : «ممن».

(١١) في حاشية «بح» : «النظر».

(١٢) في حاشية «ن ، بح ، جت» والوافي والأمالي للمفيد : «بالعبر».

(١٣) في الوسائل : ـ «فازدجر».

(١٤) «تجافى» أي بعد واجتنب ؛ من الجفاء ، وهو البعد والاجتناب عن الشيء. راجع : النهاية ج ١ ، ص ٢٨٠ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٤٨ (جفا).

(١٥) في «د ، ع ، ل ، بح ، بن ، جد» والوسائل : «لذتها».

(١٦) في «بف» والوافي : «دار». وفي حاشية «م» : «دائر».

٥٠

سعيها ، وراقب(١) الموت ، وشنأ(٢) الحياة مع القوم الظالمين ، نظر(٣) إلى ما في الدنيا بعين نيرة(٤) حديدة النظر(٥) ، وأبصر حوادث الفتن(٦) وضلال البدع وجور الملوك الظلمة.

فقد(٧) لعمري(٨) استدبرتم(٩) الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك(١٠) فيما تستدلون به على تجنب الغواة(١١) وأهل البدع والبغي والفساد في الأرض بغير الحق ، فاستعينوا بالله ، وارجعوا(١٢) إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتبع ، فأطيع.

فالحذر الحذر من قبل(١٣) الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين يديه ،

__________________

(١) في الوافي : «وراغب».

(٢) في الأمالي للمفيد : «وسئم». وشنأه ـ كمنعه وسمعه ـ أي أبغضه ؛ من الشناءة ، وهو البغض. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٠١ (شنأ).

(٣) في «بن» : «ونظر». وفي الأمالي للمفيد وتحف العقول : «فعند ذلك نظر».

(٤) في «بف» وحاشية «م» : «تنزه». وفي الوافي : «قرة».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي وتحف العقول والأمالي للمفيد. وفي المطبوع : «البصر».

(٦) في «ع ، ل ، بف ، بن» وحاشية «د ، بح» والوافي : «الفتنة».

(٧) هكذا في «ع ، م ، بح ، بف ، جت ، جد» وحاشية «ن» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «فلقد».

(٨) العمر والعمر : مصدران بمعنى ، ولا يستعمل في القسم إلا المفتوح ، فإذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء والخبر محذوف ، تقديره : لعمر الله قسمي ، أو لعمر الله ما اقسم به ، واللام لتأكيد الابتداء ، وإن لم تأت باللام نصبته نصب المصادر فقلت : عمر الله. ومعنى لعمر الله وعمر الله : أحلف ببقاء الله ودوامه ، وإذا قلت : عمرك الله فكأنك قلت : بتعميرك الله ، أي بإقرارك له بالبقاء. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٩٨ (عمر).

(٩) في الأمالي للمفيد : + «من».

(١٠) في «بف» : «والإهمال». والانهماك : التمادي في الشيء واللجاج فيه ، يقال : انهمك الرجل في الأمر ، أي جدولج. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦١٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٤ (همك).

(١١) «الغواة» : جمع الغاوي ، وهو الضال الخائب والمنهمك في الباطل ؛ من الغي بمعنى الضلال والخيبة والانهماك في الباطل. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٠ (غوي) ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٩٧ (غوا).

(١٢) في حاشية «بح» : «وراجعوا».

(١٣) في «ع ، ل» : ـ «قبل».

٥١

وتالله ما صدر(١) قوم قط(٢) عن معصية الله إلا إلى(٣) عذابه ، وما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم(٤) وساء مصيرهم ، وما العلم بالله والعمل(٥) إلا إلفان(٦) مؤتلفان ، فمن عرف الله خافه ، وحثه(٧) الخوف على العمل بطاعة الله(٨) ، وإن أرباب العلم وأتباعهم(٩) الذين عرفوا الله(١٠) ، فعملوا له ورغبوا إليه ، وقد قال الله :( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) (١١) فلا تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله ، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله ، واغتنموا أيامها ، واسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله ؛ فإن ذلك أقل للتبعة(١٢) ، وأدنى من العذر ، وأرجى للنجاة ، وقدموا(١٣) أمر الله(١٤) وطاعة من

__________________

(١) قال الجوهري : «أصدرته فصدر ، أي رجعته فرجع». وقال ابن الأثير : «الصدر ـ بالتحريك ـ : رجوع المسافرمن مقصده ، والشاربة من الورد ، يقال : صدر يصدر صدورا وصدرا». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧١٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥ (صدر).

وفي شرح المازندراني : «أي ما رجعوا عن معصية الله تعالى وما فرغوا منها إلا إلى عذابه ، فيدل على مقارنة العذاب للمعصية من غير مفارقة بينهما ولا مهلة ؛ فإن جهنم لمحيطة بالكافرين».

(٢) في «ع ، بف ، بن ، جد» وشرح المازندراني : ـ «قط».

(٣) في «ن» : «على».

(٤) في «جت» : «مقيلهم».

(٥) في الأمالي للمفيد وتحف العقول : + «بطاعته».

(٦) في شرح المازندراني : «في المصباح : ألفته ، من باب علم : آنسته وأحببته ، واسم الفاعل : أليف ، مثل عليم ، وآلف ، مثل عالم ، وفي القاموس : الإلف ، بالكسر والألف ، ككتف : الأليف ، وعلى هذا يجوز في «إلفان» مد الألف وكسرها ، وفتحها مع كسر اللام». وراجع : المصباح المنير ، ص ١٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٨ (ألف).

(٧) في الوافي : «وحته».

(٨) في «بف» وحاشية «د» : «بطاعته» بدل «بطاعة الله».

(٩) في الأمالي للمفيد : + «هم».

(١٠) قولهعليه‌السلام : «الذين عرفوا الله» خبر «إن».

(١١) طه (٢٠) : ٣٠.

(١٢) التبعة ـ بفتح التاء وكسر الباء ـ : ما على أحد من حق الغير ، سمي بها لأن صاحبه يتبعه ويطلبه ويطلب منه. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٧٢ ؛ شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٩٤.

(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «فقدموا».

(١٤) في الأمالي للمفيد وتحف العقول : + «وطاعته».

٥٢

أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلها ، ولا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة(١) الطواغيت من(٢) زهرة الدنيا(٣) بين يدي الله وطاعته وطاعة أولي الأمر منكم

واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم(٤) ، يحكم(٥) علينا وعليكم سيد حاكم غدا وهو موقفكم ومسائلكم ، فأعدوا الجواب قبل الوقوف والمساءلة والعرض على رب العالمين ، يومئذ لاتكلم نفس إلا بإذنه.

واعلموا أن الله لايصدق يومئذ كاذبا ، ولا يكذب صادقا ، ولا يرد عذر مستحق ، ولا يعذر غير معذور(٦) ، له(٧) الحجة على خلقه بالرسل والأوصياء بعد الرسل.

فاتقوا الله عباد الله ، واستقبلوا من(٨) إصلاح أنفسكم وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها ، لعل نادما قد ندم فيما(٩) فرط بالأمس في جنب الله(١٠) ، وضيع من حقوق الله ،

__________________

(١) في الأمالي للمفيد : ـ «طاعة».

(٢) في الأمالي للمفيد : + «فتن». وفي تحف العقول : «وفتنة» بدل «من».

(٣) في شرح المازندراني : «من» الاولى بيان للامور ، أو ابتدائية لها ، وكذا الثانية بعطفها على الاولى من غير عاطف ، وتركها شائع ، ويحتمل أن يكون الثانية بيانا لطاعة الطواغيت ، أو ابتدائية لها».

وفي المرآة : «قوله عليه‌السلام : من طاعة ، «من» ابتدائية ، وقوله عليه‌السلام : من زهرة ، بيانية ، أي لا تقدموا على طاعة الله الامور التي تحصل لكم بسبب طاعة الطواغيت ، والامور هي زهرات الدنيا ، أي بهجتها ونضارتها وحسنها».

(٤) في الأمالي للمفيد : «أنكم ونحن عباد الله» بدل «أنكم عبيد الله ونحن معكم».

(٥) في «جت» : ـ «يحكم».

(٦) قال ابن الأثير : «حقيقة عذرت : محوت الإساءة وطمستها». وقال الفيومي : «عذرته في ما صنع عذرا ، من باب ضرب : رفعت عنه اللوم فهو معذور». النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٩٨ (عذر). وفي شرح المازندراني : «أي يلوم ويعاقب من ليس له عذر في ترك ما امر به من طاعته وطاعة رسوله وطاعة ولي الأمر بعدها ، إذ ليس له حجة وعذر على الله بعد البيان وإنما الحجة لله عليه».

(٧) في «بح» : «وله».

(٨) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بف» والمطبوع وشرح المازندراني والوافي والمرآة : «في».

(٩) في حاشية «بح ، جت» : «على ما».

(١٠) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : لعل نادما ، على سبيل المماشاة ، أي يمكن أن يندم نادم يوم القيامة على ماقصر بالأمس ،

٥٣

واستغفروا الله ، وتوبوا إليه(١) ، فإنه يقبل التوبة(٢) ، ويعفو عن السيئة(٣) ، ويعلم ما تفعلون.

وإياكم وصحبة العاصين ، ومعونة الظالمين ، ومجاورة الفاسقين ، احذروا(٤) فتنتهم(٥) ، وتباعدوا من(٦) ساحتهم.

واعلموا أنه(٧) من خالف أولياء الله ، ودان بغير دين الله ، واستبد بأمره دون أمر ولي الله ، كان(٨) في نار تلتهب ، تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها(٩) ، وغلبت عليها شقوتها ، فهم موتى لايجدون حر النار ، ولو كانوا أحياء لوجدوا مضض(١٠) حر النار ، واعتبروا(١١) يا أولي الأبصار ، واحمدوا الله على ما هداكم.

واعلموا أنكم لاتخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته ، وسيرى الله عملكم(١٢) ثم

__________________

أي في الدنيا. في جنب الله ، أي في قربه وجواره ، أو في أمره وطاعته ، أو مقري جنابه ، أعني الأئمةعليهم‌السلام وإطاعتهم ، كما ورد في الأخبار الكثيرة. والحاصل أن إمكان وقوع ذلك الندم كاف في الحذر فكيف مع تحققه ، أو لأن بالنسبة إلى كل شخص غير متحقق. وفي تحف العقول : من إصلاح أنفسكم وطاعة الله وطاعة من تولونه في ما لعل نادما. وهو أظهر». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٤٣ (جنب).

(١) في «ن» وحاشية «بح» : «إلى الله».

(٢) في حاشية «ن» : + «عن عباده».

(٣) في حاشية «د ، ن» : «السيئات».

(٤) في «بف» : «واحذروا».

(٥) في «د» : «فتنهم».

(٦) في «بح ، بف ، جت» : «عن».

(٧) في «بح» : «أن».

(٨) في شرح المازندراني : «قال الفاضل الأمين الإسترآبادي : «كأن» بالتشديد ؛ ليكون من الحروف المشبهة بالفعل ، والمراد أن حاله هكذا في الدنيا في نظر أولياء الله. أقول : الجزاء حينئذ غير مرتبط بالشرط ، وتقدير العائد خلاف الظاهر ، والظاهر أن «كان» ناقصة».

(٩) في شرح المازندراني : «قد غابت عنها أرواحها ، من باب نسبة الجمع إلى الجمع بالتوزيع ، والمراد بغيوبها فسادها بالمهلكات».

(١٠) المضض : الألم والوجع. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٠٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٧٤ (مضض).

(١١) في «م ، بح» وحاشية «د» وشرح المازندراني والوافي وتحف العقول : «فاعتبروا».

(١٢) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني وتحف العقول. وفي المطبوع : + «ورسوله». وفي الوافي : «أعمالكم».

٥٤

إليه تحشرون ؛ فانتفعوا بالعظة ، وتأدبوا بآداب الصالحين».(١)

١٤٨١٨ / ٣. أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي وهو العاصمي ، عن عبد الواحد(٢) بن الصواف ، عن محمد بن إسماعيل الهمداني :

عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال : «كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يوصي أصحابه ويقول :

أوصيكم بتقوى الله ؛ فإنها غبطة(٣) الطالب الراجي ، وثقة الهارب اللاجي ، واستشعروا التقوى(٤) شعارا باطنا ، واذكروا الله ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة ، وتسلكوا به طريق النجاة ، انظروا(٥) في الدنيا نظر الزاهد المفارق لها ؛ فإنها تزيل الثاوي(٦) الساكن ، وتفجع(٧) المترف(٨) الآمن ، لايرجى منها ما تولى فأدبر ، ولا يدرى ما هو آت منها

__________________

(١) الأمالي للمفيد ، ص ١٩٩ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، إلى قوله : «يومئذ لا تكلم نفس إلابإذنه». تحف العقول ، ص ٢٥٢ ، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، من قوله : «كفا نا الله وإياكم كيد الظالمين» وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الروضة ح ١٤٨٤٤ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٥٤٠٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١ ، ح ٢٠٨٢٨ ، إلى قوله : «ورغب في دائم نعيم الآخرة وسعى لها سعيها».

(٢) في حاشية «د» : «عبد الرحمن».

(٣) الغبطة : حسن الحال والنعمة والسرور ، وهي أيضا : أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه ، وليس بحسد. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٦ (غبط).

(٤) «استشعروا التقوى» أي لبسوه ؛ من الشعار ، وهو الثوب الذي يلي الجسد ؛ لأنه يلي شعره ، يقال : استشعرالثوب : لبسه. وهو كناية عن غاية الملابسة والملازمة ، ولزوم خفائها وخلوصها عن الرياء والسمعة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٠ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤١٣ (شعر) ؛ شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٩٩.

(٥) في «بح» : «فانظروا».

(٦) «الثاوي» : المقيم ؛ من ثوى بالمكان يثوي : إذا أقام فيه. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٠ (ثوا).

(٧) الفجع : الإيجاع ، يقال : فجعه ـ كمنعه ـ : أوجعه ، كفجعه ، أو هو أن يوجع الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٣٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٩ (فجع).

(٨) «المترف» : كمكرم ، وهو المتروك الذي يصنع ما يشاء لا يمنع ، والمتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها ، والجبار. يقال : أترفته النعمة ، أي أطغتها ، أو نعمته. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٠ (ترف).

٥٥

فينتظر ، وصل(١) البلاء منها بالرخاء(٢) ، والبقاء منها إلى فناء(٣) ، فسرورها(٤) مشوب(٥) بالحزن ، والبقاء فيها إلى الضعف والوهن ، فهي(٦) كروضة اعتم(٧) مرعاها ، وأعجبت من يراها ، عذب شربها ، طيب تربها(٨) ، تمج(٩) عروقها الثرى ، وتنطف(١٠) فروعها الندى(١١) ،

__________________

(١) «وصل» على صيغة المجهول ، كما نص عليه العلامة المجلسي ، والظاهر أن العلامة المازندراني قرأه معلوما ، حيث قال : «وصل الشيء بالشيء وصلا وصلة : بلغه وانتهى إليه» ، ولكن لا تساعده اللغة.

(٢) في تحف العقول : «الرخاء منها بالبلاء» بدل «البلاء منها بالرخاء».

(٣) في تحف العقول : «الفناء».

(٤) في حاشية «د» وتحف العقول : «سرورها». وفي حاشية اخرى ل «د» : «لسرورها».

(٥) في شرح المازندراني : «فسرورها مشوب بالحزن ، أي مختلط مشبك به. وفي بعض النسخ : مشرب ، والإشراب : خلط لون بلون آخر ، كأن أحد اللونين سقي اللون الآخر ، والتشريب مثله مع المبالغة والتكثير. والمراد به هنا مطلق الخلط ، وهذا ناظر إلى وصل البلاء بالرخاء».

(٦) في «م» : «وهي».

(٧) في حاشية «بح» : «اغتم». ويقال للنبت إذا طال : قد اعتم. ويقال : اعتم النبت : إذا التف وطال واكتهل. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٢٥ ـ ٤٢٦ (عمم).

(٨) في «د ، بف ، جت» وحاشية «بح» وشرح المازندراني : «تربتها».

(٩) في «د ، ع ، ن ، بن» وحاشية «بف» وشرح المازندراني : «يمج». وفي «بف» بالتاء والياء معا.

(١٠) في «ع ، ل ، م ، بن» وشرح المازندراني : «ينطف».

(١١) في شرح المازندراني : «الثرى ـ بفتح الثاء والراء ـ : الندى ، والتراب الندي ، أو الذي إذا بل لم يصر طينا لازبا ، ولعل المراد هنا هو الأول. والمج : الرمي ، يقال : مج الرجل الماء من فمه ـ من باب نصر ـ : إذا رماه. ونطف الماء ـ من باب نصر وضرب ـ : إذا قطر قليلا قليلا ، أو إذا سال. والمقصود بيان كثرة مائها بحيث ترميه عروقهاوفروعها ، وإنما قلنا : لعل ؛ لأنه لو اريد الثاني لكان له أيضا وجه ، وهو : أي عروقها ترمي التراب عن جنبيها وتنقب فيه لقوتها».

وفي الوافي : «المج : الرمي عن الفم ، والنطف : المص ، كأن الأول كناية عن إحكام العروق وأعراقها في الأرض ، والثاني عن نضرة الفروع وخضرتها وطراوتها».

وفي المرآة : «أقول : إذا حملت الثرى على الندى ، فالمعنى ظاهر ، أي يترشح من عروقها الماء ؛ لكثرة طراوتها وارتوائها. وإذا حملت على التراب الندي ، فالمعنى : تقذف عروقها الماء في الثرى ، أو المراد أن عروقها لقوتها وكثرتها تقذف التراب وتدفعها إلى فوق وترفعها». راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١١ (ثرا) ؛ المصباح المنير ، ص ٥٦٤ (مجج) وص ٦١١ (نطف).

٥٦

حتى إذا بلغ العشب(١) إبانه(٢) واستوى بنانه(٣) ، هاجت ريح تحت الورق(٤) ، وتفرق ما اتسق(٥) ، فأصبحت كما قال الله :( هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) (٦) ؛ انظروا في الدنيا في كثرة ما يعجبكم وقلة ما ينفعكم».(٧)

خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة(٨)

١٤٨١٩ / ٤. محمد بن علي بن معمر(٩) ، عن محمد بن علي بن عكابة(١٠) التميمي ، عن

__________________

(١) «العشب» : الكلأ مادام رطبا ، ولا يقال له : حشيش حتى يهيج. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٢ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٨ (عشب).

(٢) إبان الشيء : وقته وأوانه. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٧ (أبن).

(٣) في «د ، ل ، بح ، بف ، بن ، جد» والوافي : «نباته».

(٤) الحت والحك والقشر سواء ، يقال : حت الرجل الورق وغيره حتا من باب قتل : فركه وقشره وأزاله. وعن الأزهري : الحت : أن يحك بطرف حجر أو عود. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٣٧ ؛ المصباح المنير ، ص ١٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٤٥ (حتت).

(٥) الاتساق : الانتظام والاجتماع. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٨٠ (وسق).

(٦) الكهف (١٨) : ٤٥.

(٧) تحف العقول ، ص ٢٠٢ ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : «والبقاء فيها إلى الضعف والوهن». وراجع : نهج البلاغة ، ص ١٤٨ ، الخطبة ١٠٣ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٢٥٣٩٤.

(٨) في شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٢٠٢ : «قوله : خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهي خطبة الوسيلة ؛ لاشتمالها على ذكر الوسيلة ومقامها وكيفيتها ومن عليها».

(٩) ورد بعض قطعات الخبر في الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٣ ، المجلس ٥٢ ، ح ٩ ؛ والتوحيد ، ص ٧٢ ، ح ٢٧ ، بسنده عن محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معن. وهذا العنوان لم نجده في موضع. والظاهر أن محمد بن علي هذا ، هو محمد بن علي بن معمر أبو الحسين الكوفي الذي سمع منه التلعكبري سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة. راجع : رجال الطوسي ، ص ٤٤٢ ، الرقم ٦٣١٠ ؛ رجال النجاشي ، ص ١٣٨ ، الرقم ٣٥٦ وص ٢٣٥ ، الرقم ٦٢٢.

(١٠) هكذا في «د ، ع». وفي «ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والمطبوع : «عكاية».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإن المتتبع في مواضع استعمال هذا العنوان يرى وجدانا أن ما ورد في بعض الموارد

٥٧

الحسين بن النضر الفهري ، عن أبي عمرو الأوزاعي(١) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، قال :

دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، فقلت(٢) : يا ابن رسول الله ، قد أرمضني(٣) اختلاف الشيعة في مذاهبها.

فقال : «يا جابر ، ألم أقفك(٤) على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ، ومن أي جهة تفرقوا؟».

قلت : بلى يا ابن رسول الله.

قال : «فلا تختلف إذا اختلفوا ؛ يا جابر ، إن الجاحد لصاحب الزمان(٥) كالجاحد

__________________

القليلة ، مثل كمال الدين ، ص ٥٦١ ؛ وحاشية الأنساب للسمعاني ، ج ٢ ، ص ٥٠٥ ؛ وحاشية تهذيب الكمال ، ج ٢ ، ص ٥٣ ، الرقم ١٥٤ ، من «عكاية» محرف. انظر على سبيل المثال : الإكمال لابن ما كولا ، ج ١ ، ص ١٥٥ ، ص ٥٤١ ؛ تاريخ بغداد ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ، الرقم ٣٣ ؛ ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، الرقم ٧٥٦ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٧ ، ص ١٧٩ ، الرقم ١٢٣٠٠ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١ ، ص ٤٤٣ ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ ؛ رجال النجاشي ، ص ١٢٤ ، الرقم ٣١٩ ، ص ٤٢٠ ، الرقم ١١٢٤ ؛ الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٣٨٥ ؛ الفهرست لابن النديم ، ص ٦٢.

هذا ، وما ورد في التوحيد والأمالي للصدوق من «محمد بن علي بن عاتكة» لا يؤثر في ما أثبتناه ، وذلك لعدم ثبوت أخذ الخبر في الكتابين من الكافي أولا ، بل المظنون قويا عدم أخذه مما نحن فيه ، كما يدل عليه عبارات السند ، فانظر « محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معن ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عاتكة». وثانيا لما ورد في سند الكتابين من التحريف في عنوان محمد بن علي بن معن ، كما تقدم ، وفي عنوان عمرو الأوزاعي ، كما يظهر.

(١) في التوحيد والأمالي للصدوق : «عمرو الأوزاعي» ، وهو سهو. والأوزاعي هذا ، هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو ، أبو عمرو الأوزاعي. راجع : تهذيب الكمال ، ج ١٧ ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٣٩١٨.

(٢) في «ن» : + «له».

(٣) قال الجوهري : «الرمض : شدة وقع الشمس على الرمل وغيره ، والأرض : رمضاء وأرمضتني الرمضاء : أحرقتني ، ومنه قيل : أرمضه الأمر». وقال الفيروزآبادي : «أرمضه : أوجعه وأحرقه». الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٨٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٧٢ (رمض).

(٤) في شرح المازندراني : «ألا أوقفك».

(٥) في الوافي : «الجاحد لصاحب الزمان ، يعني إمام الوقت ، وجحوده إما بإنكار أنه لابد منه ، أو بإنكار وجوده ، أو

٥٨

لرسول الله(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله في أيامه ؛ يا جابر ، اسمع ، وع».

قلت : إذا شئت(٢) .

قال : «اسمع ، وع ، وبلغ حيث انتهت بك راحلتك : إن أمير المؤمنينعليه‌السلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام(٣) من وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه(٥) ، فقال : الحمد لله الذي منع(٦) الأوهام أن تنال إلا وجوده ، وحجب العقول أن تتخيل ذاته ، لامتناعها من الشبه(٧) والتشاكل(٨) ؛ بل هو الذي لايتفاوت(٩) في ذاته ، ولا يتبعض(١٠) بتجزئة العدد في كماله ، فارق الأشياء لاعلى اختلاف الأماكن ، ويكون فيها لاعلى وجه الممازجة ، وعلمها لابأداة ، لايكون العلم إلا بها ، وليس بينه وبين معلومه علم غيره(١١) به كان عالما بمعلومه ، إن قيل : «كان» فعلى تأويل أزلية

__________________

بإنكار أنه هو». والظاهر من كلام العلامة المازندراني أن المراد هو الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف ، حيث قال في شرحه : «وذكر الصاحبعليه‌السلام على سبيل التمثيل».

(١) في «ع ، بف» وحاشية «بح» : «للرسول».

(٢) في شرح المازندراني : «قلت : إذا شئت ، بفتح التاء بمنزلة إن شاء الله ؛ لأن مشيئته مشيئة الله تعالى ، وفي «إذا» دلالة على وقوع المشيئة المستفاد من الأمر ، والجزاء محذوف بقرينة المقام ، أي إذا شئت أسمع ، أو بضم التاء ، وإذن بالتنوين ، كما قيل».

(٣) في الأمالي للصدوق : «بتسعة أيام».

(٤) في «بف» : + «ذلك».

(٥) في الأمالي للصدوق والتوحيد : ـ «وتأليفه».

(٦) في الأمالى للصدوق والتوحيد : «أعجز».

(٧) في «ن» : «التشبه». وفي حاشية «بح» : «عن التشبيه» بدل «من الشبه».

(٨) في الأمالي للصدوق والتوحيد : «والشكل».

(٩) في «جت» وحاشية «بح» والمرآة والتوحيد : «لم يتفاوت».

(١٠) في «بف ، جت» وشرح المازندراني والمرآة والتوحيد : «ولم يتبعض». وفي حاشية «بح» : «ولم يبعض».

(١١) في شرح المازندراني : «وليس بينه وبين معلومه علم غيره ، بالتنوين والتوصيف ، أي ليس بينه وبين معلومه علم مغاير له تعالى بسببه كان عالما بمعلومه ، بل ذاته تعالى علم بمعلوماته. ولو قرئ : «علم» بالإضافة كان معناه : ليس بينهما علم مغاير له تعالى بعلم ذلك العالم كان عالما بمعلومه ، وهو حينئذ رد على من ذهب إلى أنه يعلم الأشياء بالصور الحالة في المبادي العالية والعقول المجردة ، أو على من ذهب إلى أن إيجاده للخلق ليس

٥٩

الوجود ، وإن قيل(١) : «لم يزل» فعلى تأويل نفي العدم ، فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه ، واتخذ إلها غيره علوا كبيرا.

نحمده(٢) بالحمد الذي ارتضاه من خلقه ، وأوجب قبوله على نفسه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، شهادتان ترفعان(٣) القول وتضاعفان(٤) العمل ، خف ميزان ترفعان(٥) منه ، وثقل ميزان توضعان(٦) فيه ، وبهما الفوز بالجنة ، والنجاة من النار ، والجواز على الصراط(٧) ، وبالشهادة(٨) تدخلون الجنة ، وبالصلاة(٩) تنالون الرحمة ، أكثروا من الصلاة(١٠) على نبيكم ؛( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (١١) ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسليما(١٢) .

أيها الناس ، إنه لاشرف أعلى من الإسلام ، ولا كرم أعز من التقوى ، ولا معقل(١٣)

__________________

من باب الاختراع والاهتداء. توضيحه : أنه ليس إنشاؤه للخلق على وجه التعليم من الغير بحيث يشير عليه وجه الصواب ، حتى يكون أقرب إليه ، كما أشار إليه ـ جل شأنه ـ بقوله :( ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ ) [الكهف (١٨) : ٥١] ، وأشار إليه أمير المؤمنين في بعض خطبه بقوله : مبتدع الخلائق بعلمه بلا اقتداء وتعليم».

(١) في شرح المازندراني : + «له».

(٢) في شرح المازندراني : «نحمد».

(٣) في «ع ، بف ، جد» : «يرفعان». وفي «ل» بالتاء والياء معا.

(٤) في «ع ، بف ، جد» : «ويضاعفان».

(٥) في «ع ، بف» : «يرفعان». وفي «بن» بالتاء والياء معا.

(٦) في «ع ، بف» : «يوضعان». وفي «جد» بالتاء والياء معا.

(٧) في «ع» وحاشية «د» : «السراط».

(٨) في الأمالي للصدوق والتوحيد : «بالشهادتين».

(٩) المراد بالصلاة الصلاة على النبي وآله.

(١٠) في «د» : «بالصلاة» بدل «من الصلاة».

(١١) الأحزاب (٣٣) : ٥٦.

(١٢) في «ل ، بن» والوافي : ـ «صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسليما». وفي «ن» : + «كثيرا».

(١٣) في «بف» : ـ «أعز من التقوى ولا معقل». والمعقل ، كمنزل : الملجأ ، أو الحصن. والجمع : معاقل. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٦٩ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨١ (عقل).

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

وَلَا سَوَاءٌ ، وَإِنَّنِي(١) سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ(٢) : إِذَا كَتَبَ اللهُ(٣) عَلى عَبْدٍ أَنْ يُدْخِلَهُ(٤) فِي هذَا الْأَمْرِ ، كَانَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّيْرِ إِلى وَكْرِهِ(٥) ».(٦)

٢٢٣٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ قَوْماً لِلْحَقِّ ؛ فَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ ، قَبِلَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَايَعْرِفُونَهُ ؛ وَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ(٧) الْبَاطِلِ ، أَنْكَرَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَايَعْرِفُونَهُ ؛ وَخَلَقَ قَوْماً لِغَيْرِ ذلِكَ ، فَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ ، أَنْكَرَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنْ(٨) كَانُوا لَايَعْرِفُونَهُ ؛ وَإِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْبَاطِلِ ، قَبِلَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَهُ(٩) ».(١٠)

٢٢٣١/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، نَكَتَ فِي‌

__________________

(١). في « ه » والوافي : « وإنّي ».

(٢). في شرح المازندراني : + « إنّ الله ». وفي الوافي : + « إنّ الله عزّ وجلّ ».

(٣). في شرح المازندراني والوافي : - « الله ».

(٤). في شرح المازندراني والوافي : « أن يدخل ».

(٥). وَكْرُ الطائر : عُشّه أين كان في جبل أو شجر. والجمع : وِكار وأو كار.المصباح المنير ، ص ٦٧٠ ( وكر ).

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح ٢٤٨٨ ، إلى قوله : « وما كان للناس فلا يصعد إلى السماء ». وفيه ، كتاب التوحيد ، باب الهداية أنّها من الله عزّوجلّ ، ح ٤٣٢ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال.التوحيد ، ص ٤١٤ ، ح ١٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال.المحاسن ، ص ٢٠١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٨ ، عن ابن فضّال.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٣٧ ، ح ٤٨ ، عن عليّ بن عقبة.الوافي ، ج ١ ، ص ٥٦٤ ، ح ٤٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٠ ، ح ٢١٣١٦ ؛البحار ، ج ٦٥ ، ص ٢٠٩ ، ح ١٤.

(٧). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « الباب من ».

(٨). في « بف » : « ولو ».

(٩). في «ه»:-«وخلق قوماً لغير ذلك-إلى- يعرفونه».

(١٠).الوافي ، ج ١ ، ص ٥٦٣ ، ح ٤٧٥ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٠ ، ح ١٥.

٥٤١

قَلْبِهِ نُكْتَةً مِنْ نُورٍ ، فَأَضَاءَ لَهَا(١) سَمْعُهُ وَقَلْبُهُ(٢) حَتّى يَكُونَ أَحْرَصَ عَلى مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْكُمْ ؛ وَإِذَا(٣) أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ ، فَأَظْلَمَ لَهَا(٤) سَمْعُهُ وَقَلْبُهُ(٥) ».

ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ) (٦) .(٧)

٢٢٣٢/ ٧. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ(٨) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً بَيْضَاءَ(٩) ، وَفَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ ، وَوَكَّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدِّدُهُ ؛ وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ ، وَسَدَّ مَسَامِعَ قَلْبِهِ ، وَوَكَّلَ بِهِ شَيْطَاناً يُضِلُّهُ ».(١٠)

__________________

(١). في « بر » : « بها ». وفي مرآة العقول : « له ».

(٢). يجوز نصب «سمعه» و « قلبه » كما في « ب ».

(٣). في « ف » : « فإذا ».

(٤). في « بر » : « بها ».

(٥). في « ض » : « قلبه وسمعه ».

(٦). الأنعام (٦) : ١٢٥.

(٧).الوافي ، ج ١ ، ص ٥٦٣ ، ح ٤٧٣ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٠ ، ح ١٦.

(٨). في الكافي ، ح ٤٣١ والتوحيد : « سليمان بن خالد » بدل « محمّد بن مسلم ».

(٩). في الكافي ، ح ٤٣١ والتوحيد : + « من نور ». وفيالوافي : « ألقى في قلبه نيّة صالحة أو خاطر خير يؤثّر فيه من ‌فعلٍ فَعَلَ أو قول سَمِعَ ، والنكت : أن يضرب في الأرض بقضيب ونحوه فيؤثّر فيها ». وفي هامشه عن رفيع رحمه‌ الله تعالى : « أي أدخل في قلبه وأحدث فيه أثراً من نور وفتح مسامع قلبه وجعلها مفتوحة تسع المعارف ، ووكّل به ملكاً يسدّده ويعرّفها إيّاه ويحفظه عن الزيغ. وقوله : « إذا أراد بعبد سوءً » أراد به وقوع مراد العبد وعلمه بأنّه يريد السوء « نكت في قلبه نكتة سوداء » بأن يتركه مخلّى بينه وبين مراده فيحدث في قلبه نكتة سوداء من سوء اختياره ، ويصير مسامع قلبه مسدودة ، وتركه والشيطان الموكّل به لإضلاله لما فيه من سوء اختياره ».

(١٠).الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الهداية أنّها من الله عزّ وجلّ ، ح ٤٣١ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير ، عن محمّد بن حمران ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .التوحيد ، ص ٤١٥ ، ح ١٤ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير ، عن محمّد بن حمران ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي‌ عبداللهعليه‌السلام .المحاسن ، ص ٢٠٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٥ ، بسند آخر عن سليمان بن خالد ، عن=

٥٤٢

٩٥ - بَابُ أَنَّ اللهَ إِنَّمَا يُعْطِي الدِّينَ (١) مَنْ يُحِبُّهُ‌

٢٢٣٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٢) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا أَبَا الصَّخْرِ ، إِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَ(٣) يُبْغِضُ ، وَلَا يُعْطِي هذَا الْأَمْرَ إِلَّا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ ؛ أَنْتُمْ وَاللهِ عَلى دِينِي وَدِينِ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ، لَا أَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَلَا(٤) مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَإِنْ كَانَ هؤُلَاءِ عَلى دِينِ هؤُلَاءِ(٥) ».(٦)

__________________

= أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٢١ ، ح ١١٠ ؛ وص ٣٧٦ ، ح ٩٤ ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١ ، ص ٥٦٢ ، ح ٤٧٢ ؛بحار الأنوار ، ج ٦٨ ، ص ٢١١ ، ح ١٧.

(١). في حاشية « ف » : « الدنيا ».

(٢). في « ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بس ، بف » والوافي : - « لي ».

(٣). في مرآة العقول : « ومن ».

(٤). في « ه » : - « لا ».

(٥). قال العلّامة الطباطبائي : « الحبّ انجذاب خاصّ من المحبّ نحو المحبوب ؛ ليجده ، ففيه شوب من معنى الانفعال ، وهو بهذا المعنى وإن امتنع أن يتّصف به الله سبحانه ، لكنّه تعالى يتّصف به من حيث الأثر ، كسائر الصفات من الرحمة والغضب وغيرهما ، فهو تعالى يحبّ خلقه من حيث إنّه يريد أن يجده وينعم عليه بالوجود والرزق ونحوهما ، وهو تعالى يحبّ عبده المؤمن حيث إنّه يريد أن يجده ولايفوته فينعم عليه بنعمة السعادة والعاقبة الحسنى ، فالمراد بالمحبّة في هذه الروايات المحبّة الخاصّة. قوله : « لا أعني عليّ بن الحسين » إلى آخره ، أي أنّ المراد بآبائي آبائي الأقربون والأبعدون جميعاً ، لاخصوص آبائي الأدنين ، وهو كناية عن أنّ الدين الحقّ واحد ، ودين إبراهيم ومذهب أهل البيت دين واحد ، لا أنّ هذا المذهب شعبة من شعب دين الحقّ ».

(٦).فضائل الشيعة ، ص ٤٠ ، ح ٤١ ، بسنده عن عمر بن حنظلة ؛المحاسن ، ص ٢١٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١١٠ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ؛كتاب سليم بن قيس ، ص ٨٢٦ ، ضمن الحديث الطويل ٣٨ ، عن أبان ، عن سليم ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٣٧٤ ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « إلّا صفوته من خلقه » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٧٣٩ ، ح ٢٩٥٥ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠١ ، ح ١.

٥٤٣

٢٢٣٤/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « يَا مَالِكُ ، إِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَيُبْغِضُ ، وَلَا يُعْطِي دِينَهُ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ ».(١)

٢٢٣٥/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ مُعَلًّى ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَ(٢) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ حُمْرَانَ(٣) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا يُعْطِيهَا اللهُ الْبَرَّ وَالْفَاجِرَ ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ(٤) إِلَّا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ ».(٥)

__________________

(١).المحاسن ، ص ٢١٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٠٧ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ومحمّد بن عبدالحميد العطّار ، عن عاصم بن حميد.فضائل الشيعة ، ص ٣٥ ، ح ٣٢ ، بسند آخر عن أبي‌جعفرعليه‌السلام .المؤمن ، ص ٢٧ ، ح ٤٧ ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفيهما : « ولايعطي الآخرة » بدل « ولا يعطي دينه » مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٣٠٠ ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٠ ، وفيه : « من يحبّ ومن لا يحبّ »الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٣٩ ، ح ٢٩٥٤ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠٣ ، ح ٢.

(٢). في « ه » : - « و » ، ولازمه رواية عمر بن حنظلة عن حمزة بن حمران ، لكن تقدّمت في الحديث الأوّل من الباب رواية حمزة بن حمران ، عن عمر بن حنظلة ، وهذا يقتضي تقدّم طبقة ابن حنظلة على ابن حمران.

يؤيّد ذلك أنّ البرقي في رجاله ، ص ١١ ، وص ١٧ وكذا الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ١٤٢ الرقم ١٥٢٩ ، وص ٢٥٢ ، الرقم ٣٥٤٢ ، عدّا عمر بن حنظلة من أصحاب أبي‌جعفر الباقر وأبي‌عبداللهعليهما‌السلام ، ووردت روايته عن أبي‌جعفرعليه‌السلام فيبصائر الدرجات ، ص ٢١٠ ، ح ١.

وأمّا حمزة بن حمران فقد تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٦٩٦ أنّه ليس من أصحاب أبي‌جعفر الباقرعليه‌السلام . فراجع. فعليه الظاهر ثبوت « و » كما عليه أكثر النسخ ، ونأخذ بظاهرها من عطف « حمزة بن حمران » على « عمر بن حنظلة » وإن كان في البين بعض احتمالات اخر.

(٣). في « ص ، ه » : - « عن حمران ».

(٤). في « ه » : « إيمانه ».

(٥).المحاسن ، ص ٢١٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٠٩ ، عن الوشّاء ، وفيه : « وإنّ هذا الدين لا يعطيها إلّا أهله خاصّة » بدل « ولا يعطي الإيمان ».وفيه ، ح ١١١ ، بسند آخر عن عمر بن حنظلة ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .كتاب سليم بن قيس ، ص ٨٢٦ ، ضمن الحديث الطويل ٣٨ ، عن أبان ، عن سليم ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٢٩٧ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٧٣٩ ، ح ٢٩٥٢ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠٣ ، ح ٣.

٥٤٤

٢٢٣٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُيَسِّرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ الدُّنْيَا يُعْطِيهَا اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مَنْ أَحَبَّ وَمَنْ أَبْغَضَ ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ لَايُعْطِيهِ(١) إِلَّا مَنْ أَحَبَّهُ(٢) ».(٣)

٩٦ - بَابُ سَلَامَةِ الدِّينِ‌

٢٢٣٧/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا ) (٤) فَقَالَ : « أَمَا(٥) لَقَدْ بَسَطُوا(٦) عَلَيْهِ وَقَتَلُوهُ ، وَلكِنْ أَتَدْرُونَ مَا وَقَاهُ؟ وَقَاهُ أَنْ يَفْتِنُوهُ(٧) فِي(٨) دِينِهِ ».(٩)

__________________

(١). في حاشية « بف » : + « الله ».

(٢). في « ب ، ص ، ض ، بر » والوافي والبحار والمحاسن ، ح ١٠٨ : « أحبّ ». وفي « ف » : « يحبّ ».

(٣).المحاسن ، ص ٢١٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٠٨ ، عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان.وفيه ، ح ١١٢ ، بسند آخر ، وتمام الرواية هكذا : « إنّ الله يعطي المال البرّ والفاجر ، ولا يعطي الإيمان إلّا من أحبّ »الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٣٩ ، ح ٢٩٥٣ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠٣ ، ح ٤.

(٤). غافر (٤٠) : ٤٥. وفي الوافي : « الآية حكاية عن مؤمن آل فرعون حيث أراد فرعون أن يفتنه عن دينه بالمكروالعذاب ». (٥). في « ب » : + « والله ».

(٦). « بسطوا عليه » ، أي بسطوا أيديهم عليه ، وبسط اليد : مدّها ، أو هو كناية عن السلطة عليه ، ومنه قوله تعالى :( وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ ) [ الأنعام (٦) : ٩٣ ] ، أي مسلّطون عليهم ، كما يقال : بُسِطَتْ يده عليه ، أي سُلِّط عليه. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٦٠ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٩٠ ( بسط ). وفي « ه » وحاشية « ب » وشرح المازندراني والوافي : « لقد قسطوا » أي جاروا. وفي الوافي ومرآة العقول عن بعض النسخ : « لقد سطوا » من السطو بمعنى القهر بالبطش. (٧). في « بر » : « أن يفتّنوا ». وفي « بس » : « أن يفشوه ».

(٨). في « بر » : « عن ».

(٩).المحاسن ، ص ٢١٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١١٩ ، عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ،=

٥٤٥

٢٢٣٨/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(١) ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَانَ فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام لِأَصْحَابِهِ(٢) : اعْلَمُوا أَنَّ(٣) الْقُرْآنَ هُدَى اللَّيْلِ وَ(٤) النَّهَارِ ، وَنُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ عَلى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ ، فَإِذَا حَضَرَتْ بَلِيَّةٌ فَاجْعَلُوا أَمْوَالَكُمْ دُونَ أَنْفُسِكُمْ ، وَإِذَا نَزَلَتْ(٥) نَازِلَةٌ(٦) فَاجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ دُونَ دِينِكُمْ ؛ وَاعْلَمُوا(٧) أَنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ دِينُهُ ، وَالْحَرِيبَ(٨) مَنْ حُرِبَ(٩) دِينَهُ(١٠) ، أَلَا وَإِنَّهُ لَافَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ ، أَلَا وَإِنَّهُ لَاغِنى بَعْدَ النَّارِ ، لَايُفَكُّ أَسِيرُهَا ، وَلَا يَبْرَأُ ضَرِيرُهَا(١١) ».(١٢)

٢٢٣٩/ ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « سَلَامَةُ الدِّينِ وَصِحَّةُ الْبَدَنِ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ؛ وَالْمَالُ زِينَةٌ‌

__________________

= مرسلاً ؛المؤمن ، ص ١٥ ، ح ٢ ، عن الصادقعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٥ ، ح ٢٩٦٤ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١١ ، ح ١.

(١). في الكافي ، ح ٣٤٧٨ : « عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ». واستظهرنا في ما قدّمناه فيالكافي ، ذيل ح ١٦٦٩ ، سقوط الواسطة بين محمّد بن عيسى وأبي‌جميلة ، فراجع.

(٢). في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، بر ، بس » والوافي والبحار والكافي ، ح ٣٤٧٨ : « أصحابه ». وفي « ه » : - « لأصحابه ».

(٣). في « ض » : + « هذا ».

(٤). في الكافي ، ح ٣٤٧٨ : - « الليل و ».

(٥). في شرح المازندراني : + « بكم ».

(٦). « النازلة » : الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالقوم.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٨١ ( نزل ).

(٧). في البحار : « فاعلموا ».

(٨). حريبة الرجل : ما له الذي يعيش به ؛ تقول : حَرَبه يحربه حَرَباً ، إذا أخذ ما له وتركه بلا شي‌ء. وقد حرب ماله ، أي‌سلبَه ، فهو محروب وحريب.الصحاح ، ج ١ ، ص ١٠٨ ( حرب ).

(٩). في « د ، ز ، ه » : « والخريب من خُرب » بالخاء المعجمة. ولم أجد له معنى مناسباً.

(١٠). « دينَه » : منصوب على أنّه مفعول ثان لـ « حرب » ، والمفعول الأوّل ضمير مستتر راجع إلى الموصول.

(١١). « الضرير » : المريض المهزول ، وكلّ ما خالطه ضَرّ كالمضرور.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٠١ (ضرر).

(١٢).الكافي ، كتاب فضل القرآن ، ح ٣٤٧٨ ، إلى قوله : « على ما كان من جهد وفاقة ».تحف العقول ، ص ٢١٦ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : « فإذا حضرت بليّة » إلى قوله : « وإنّه لا غنى بعد النار »الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٥ ، ح ٢٩٦٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٢ ، ح ٢١٣٢٠ ، من قوله : « فإذا حضرت بليّة » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٢ ، ح ٢.

٥٤٦

مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ».(١)

* مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.

٢٢٤٠/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ :

كَانَ رَجُلٌ يَدْخُلُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٢) مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَغَبَرَ(٣) زَمَاناً(٤) لَايَحُجُّ(٥) ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْضُ مَعَارِفِهِ(٦) ، فَقَالَ لَهُ : « فُلَانٌ مَا فَعَلَ؟ » قَالَ : فَجَعَلَ يُضَجِّعُ(٧) الْكَلَامَ يَظُنُّ(٨) أَنَّهُ(٩) إِنَّمَا(١٠) ‌...............................................................

__________________

(١).المحاسن ، ص ٢١٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٢٠ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعيّ بن عبدالله ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « سلامة الدين وصحّة البدن خير من زينة الدنيا حسب »الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٦ ، ح ٢٩٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٢ ، ح ٢١٣١٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٣.

(٢). في المحاسن : « أبي جعفرعليه‌السلام ».

(٣). في « ب » وحاشية « ج ، د ، ص ، ض » ومرآة العقول والبحار والمحاسن : « فصبر ». وغَبَر غُبُوراً : بقي. وقد يستعمل فيما مضى أيضاً ، فيكون من الأضداد. وقال الزبيدي : غَبَر غُبُراً : مكث.المصباح المنير ، ص ٤٤٢ ( غبر ). (٤). في المحاسن : « حيناً ».

(٥). حجّ علينا فلان ، أي‌ قَدِم. والحجّ : كثرة القصد إلى من يعظّم.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٤٧ ( حجّ). وفيالوافي : « يعني به أنّه لايقدم مكّة حتّى يلقى أبا عبداللهعليه‌السلام فيتعرّف حاله ».

(٦). في المحاسن : + « ممّن كان يدخل عليه معه ».

(٧). « يضجع الكلام » ، إمّا من الإضجاع بمعنى الخفض ، يقال : أضجعته ، أي‌ خفضته ، وإمّا من التضجيع بمعنى التقصير ، يقال : ضجّع في الأمر ، أي‌ قصّر. والمعنى : يخفضه أو يقصّره ولا يصرّح بالمقصود ويشير إلى سوء حاله وكان يمجمج في بيان حاله ويخفي فقد ماله ؛ لئلّا يغتمّ الإمام بذلك. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٤ ( ضجع ) ؛شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١٠٩ ؛الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٦ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٦٤.

(٨). في مرآة العقول والبحار : « فظنّ ».

(٩). في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : - « أنّه ».

(١٠). يجوز في « إنّما » فتح الهمزة وكسرها. والأوّل على أنّ « ما » موصولة في محلّ النصب اسم « إنّ » ، والثاني على=

٥٤٧

يَعْنِي(١) الْمَيْسَرَةَ وَالدُّنْيَا ، فَقَالَ(٢) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَيْفَ(٣) دِينُهُ؟ » فَقَالَ(٤) : كَمَا تُحِبُّ ، فَقَالَ : « هُوَ وَاللهِ(٥) الْغِنى ».(٦)

٩٧ - بَابُ التَّقِيَّةِ‌

٢٢٤١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَغَيْرِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) قَالَ : « بِمَا صَبَرُوا عَلَى التَّقِيَّةِ » ،( وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) (٧) قَالَ : « الْحَسَنَةُ : التَّقِيَّةُ ، وَالسَّيِّئَةُ : الْإِذَاعَةُ(٨) ».(٩)

٢٢٤٢/ ٢. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١٠) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْأَعْجَمِيِّ(١١) ، قَالَ :

__________________

= كونها كافّة. و « الميسرة » على الأوّل مرفوع خبر « أنّ » ، وعلى الثاني منصوب على أنّه مفعول لـ : يعني. راجع :مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٦٤.

(١). في المحاسن : « عنى ». وفي شرح المازندراني : « يظن إنّما يعني الميسرة والدنيا ، يعني تقاعد عن الحجّ‌ لفقدهما ».

(٢). في المحاسن : + « له ».

(٣). في المحاسن : + « حاله في ».

(٤). في المحاسن : + « له ».

(٥). في « ص » : + « هو ».

(٦).المحاسن ، ص ٢١٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١١٣ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّالالوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٦ ، ح ٢٩٦٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٤ ، ح ٤. (٧). القصص (٢٨) : ٥٤.

(٨). ذاع الحديث ذَيْعاً وذُيوعاً : انتشر وظهر ، وأذعتُه : أظهرته.المصباح المنير ، ص ٢١٢ ( ذيع ).

(٩).المحاسن ، ص ٢٥٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٩٦ ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٥ ، ح ٢٨٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٣ ، ح ٢١٣٥٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٢٢ ، ح ٨١.

(١٠). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي‌عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(١١). في حاشية « ص ، ف ، بر » : « ابن عمر الأعجمي ». والظاهر أنّ أبا عمر هذا ، هو أبوعمر العَجَمي المذكور فيرجال البرقي ، ص ٣٧ في أصحاب أبي‌عبداللهعليه‌السلام . و « الأعْجَمي » و « العَجَمي » بمعنى واحد. راجع :الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ١٨٦ ؛ وج ٤ ، ص ١٦١.

٥٤٨

قَالَ لِي(١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا أَبَا(٢) عُمَرَ ، إِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الدِّينِ فِي(٣) التَّقِيَّةِ ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ، وَالتَّقِيَّةُ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ إِلَّا فِي(٤) النَّبِيذِ(٥) وَالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ(٦) ».(٧)

٢٢٤٣/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « التَّقِيَّةُ مِنْ دِينِ اللهِ » قُلْتُ : مِنْ دِينِ اللهِ؟ قَالَ : « إِي وَاللهِ ، مِنْ دِينِ اللهِ ؛ وَلَقَدْ قَالَ يُوسُفُ :( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) (٨) وَاللهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا(٩) شَيْئاً ؛ وَلَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ :( إِنِّي سَقِيمٌ ) (١٠) وَاللهِ مَا كَانَ سَقِيماً ».(١١)

__________________

(١). في « ج ، ض ، ف ، ه » : - « لي ».

(٢). في حاشية « ف » : « ابن ».

(٣). في الوافي : - « في ».

(٤). في المحاسن والخصال : + « شُرب ».

(٥). يقال للخمر المعتصر من العنب : نبيذ ، كما يقال للنبيذ : خمر.النهاية ، ج ٥ ، ص ٧ ( نبذ ).

(٦). في شرح المازندراني : « ومسح الخُفّين ». وفيالوافي : « وذلك لعدم مسّ الحاجة إلى التقيّة فيهما إلّانادراً ». و « الخُفّ » : ما يلبس في الرِّجْل من جلد رقيق.المعجم الوسيط ، ج ١ ، ص ٢٤٧ ( خفف ). وقال بعض الشارحين : ظهر عندي من إطلاقات أهل الحَرَمين ومن تتبّع الأحاديث : إطلاق الخُفّ على ما يستر ظهر القدمين سواء كان له ساق أولم يكن.مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٩ ( خفف ).

(٧).المحاسن ، ص ٢٥٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٩ ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير ، عن هشام وعن أبي ‌عمر العجمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛الخصال ، ص ٢٢ ، باب الواحد ، ح ٧٩ ، بسنده عن ابن أبي‌عمير ، عن عبدالله بن جندب ، عن أبي‌عمر العجمي.الفقيه ، ح ٢ ، ص ١٢٨ ، ح ١٩٢٨ ، مرسلاً ، وتمام الرواية فيه : « لا دين لمن لا تقيّة له ». راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح ٢٢٧١ ؛ والمحاسن ، ص ٢٥٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٨٦ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٣ ، ح ٣ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٧٤ ؛وكمال الدين ، ص ٣٧١ ، ح ٥الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٥ ، ح ٢٨٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٤ ، ح ٢١٣٥٨ ، إلى قوله : « لا دين لمن لا تقيّة له » ؛وفيه ، ص ٢١٥ ، ح ٢١٣٩٤ ، من قوله : « لا دين لمن لا تقيّة له » ؛البحار ، ح ٧٥ ، ص ٤٢٣ ، ح ٨٢.

(٨). يوسف (١٢) : ٧٠.

(٩). في حاشية « بف » : « قد سرقوا ».

(١٠). الصافّات (٣٧) : ٨٩.

(١١).المحاسن ، ص ٢٥٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٣. وفيعلل الشرائع ، ص ٥١ ، ح ٢ ، بسنده عن عثمان بن عيسى.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٨٤ ، ح ٤٨ ، عن أبي‌بصير ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرين إلى قوله : « والله ماكانوا سرقوا شيئاً ». راجع :كتاب سليم بن قيس ، ص ٧٠٢ ، ح ١٥ ؛ وص ٨٩٥ ، ح ٥٨الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٦ ، ح ٢٨٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١٥ ، ح ٢١٣٩٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٢٥ ، ح ٨٣.

٥٤٩

٢٢٤٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ(١) ، قَالَ :

قَالَ(٢) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « سَمِعْتُ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : لَاوَاللهِ ، مَا عَلى وَجْهِ(٣) الْأَرْضِ شَيْ‌ءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ التَّقِيَّةِ(٤) ؛ يَا حَبِيبُ(٥) ، إِنَّهُ مَنْ كَانَتْ لَهُ تَقِيَّةٌ رَفَعَهُ اللهُ ؛ يَا حَبِيبُ ، مَنْ(٦) لَمْ تَكُنْ(٧) لَهُ تَقِيَّةٌ وَضَعَهُ اللهُ ؛ يَا حَبِيبُ ، إِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا(٨) هُمْ فِي هُدْنَةٍ ، فَلَوْ قَدْ كَانَ ذلِكَ(٩) ، كَانَ هذَا(١٠) ».(١١)

٢٢٤٥/ ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ جَابِرٍ الْمَكْفُوفِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اتَّقُوا(١٢) عَلى دِينِكُمْ ، فَاحْجُبُوهُ(١٣) بِالتَّقِيَّةِ ، فَإِنَّهُ‌

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، ف » وحاشية « ب ، د » والوسائل والمحاسن : « بشير ».

(٢). في «ج » : - « قال ». وفي المحاسن : + « لي ».

(٣). في المحاسن : - « وجه ».

(٤). في « ه » : « تقيّة ».

(٥). في « ض ، ه » : + « بن بشر ».

(٦). في « ه ، بر ، بف » : « ومن ».

(٧).في«ز،ص،ف،بس» والبحار والمحاسن : «لم يكن».

(٨). في المحاسن : « إنّما الناس » بدل « إنّ الناس إنّما ».

(٩). في « بر ، بف » والوافي : « ذاك ».

(١٠). فيالوافي : « يعني أنّ مخالفينا اليوم في هدنة وصلح ومسالمة معنا لايريدون قتالنا والحرب معنا ، ولهذا نعمل معهم بالتقيّة. فلو كان ذاك ، يعني لو كان في زمن أميرالمؤمنين والحسين بن عليّعليهما‌السلام أيضاً الهدنة ، لكانت التقيّة ، فإنّ التقيّة واجبة ما أمكنت ؛ فإذا لم تمكن جاز تركها لمكان الضرورة. وفي بعض النسخ : هكذا ، بدل هذا ». وفيمرآة العقول : « فلو قد كان ذلك ، أي ظهور القائمعليه‌السلام والأمر بالجهاد معهم ومعارضتهم ، كان هذا ، أي ترك التقيّة الذي هو محبوبكم ومطلوبكم ».

(١١).المحاسن ، ص ٢٥٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٩٤ ، عن أبيه ، عن النضر بن سويدالوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٦ ، ح ٢٨٨١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٥ ، ح ٢١٣٦٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٢٦ ، ح ٨٤.

(١٢). في « ف » : + « الله ».

(١٣) في « د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « واحجبوه ».

٥٥٠

لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ، إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِي الطَّيْرِ ؛ لَوْ(١) أَنَّ الطَّيْرَ تَعْلَمُ(٢) مَا فِي أَجْوَافِ النَّحْلِ ، مَا بَقِيَ مِنْهَا(٣) شَيْ‌ءٌ إِلَّا أَكَلَتْهُ ؛ وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِي أَجْوَافِكُمْ - أَنَّكُمْ تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَيْتِ - لَأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَلَنَحَلُوكُمْ(٤) فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ؛ رَحِمَ اللهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلى وَلَايَتِنَا ».(٥)

٢٢٤٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) قَالَ : « الْحَسَنَةُ : التَّقِيَّةُ ، وَالسَّيِّئَةُ : الْإِذَاعَةُ ». وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( السَّيِّئَةَ) ) (٦) قَالَ : « الَّتِي(٧) هِيَ أَحْسَنُ(٨) : التَّقِيَّةُ ،( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (٩) ».(١٠)

__________________

(١). في الوسائل : « ولو ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « يعلم ». وفي حاشية « بف » : « لو علم الطير » بدل « لو أنّ الطير تعلم ». (٣). في المحاسن : « فيها ».

(٤). في « ب » : « ولنجلوكم » أي ‌ضربوكم بمقدّم رجلهم. وفي « بس » : « ولتحلوكم ». وفي حاشية « د » : « لتحملوكم ». وفي حاشية « ص » : « ليحملوكم ». ونحل فلان فلاناً ، أي ‌سابّه ، فهو يَنْحَله ، أي‌ يُسابّه. وتقول العرب : نَحلته القول أنْحَلُه نحْلاً : إذا أضفت إليه قولاً قاله غيره وادّعيته عليه. والنِّحلة : النسبة بالباطل.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٦٧ ؛مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٧٨ ( نحل ).

(٥).المحاسن ، ص ٢٥٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٠ ، عن عدّة من أصحابنا النهديان وغيرهما ، عن عبّاس بن عامر القصبي. راجع :الغيبة للنعماني ، ص ٢٥ ؛ وص ٢٠٩ ، ح ١٧الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٧ ، ح ٢٨٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٥ ، ح ٢١٣٦٣ ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ١١٢ ، ح ٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٢٦ ، ح ٨٥.

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٧١ : « وكأنّ الجمع بين أجزاء الآيات المختلفة من قبيل النقل بالمعنى وإرجاع‌ بعضها إلى بعض ، فإنّ في سورة حم سجدة هكذا :( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) . وفي سورة المؤمنون [ (٢٣) : ٩٦ ] :( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ ) فإلحاق السيّئة في الآية الاُولى لتوضيح المعنى ، أو لبيان أنّ دفع السيّئة في الآية الاُخرى أيضاً بمعنى التقيّة قال الطبرسي :( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) أي السيّئة ، أي ادفع بحقّك باطلهم ، وبحلمك جهلهم ».

(٧). في « ه » : « والتي ».

(٨). في « ف » : + « هي ».

(٩). فصّلت (٤١) : ٣٤.

(١٠).المحاسن ، ص ٢٥٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٩٧ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى.الاختصاص ، ص ٢٥ ،=

٥٥١

٢٢٤٧/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو(١) الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٢) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا أَبَا عَمْرٍو ، أَرَأَيْتَكَ(٣) لَوْ حَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ ، أَوْ أَفْتَيْتُكَ(٤) بِفُتْيَا(٥) ، ثُمَّ جِئْتَنِي بَعْدَ ذلِكَ ، فَسَأَلْتَنِي عَنْهُ ، فَأَخْبَرْتُكَ بِخِلَافِ مَا كُنْتُ أَخْبَرْتُكَ ، أَوْ(٦) أَفْتَيْتُكَ بِخِلَافِ ذلِكَ بِأَيِّهِمَا كُنْتَ تَأْخُذُ؟ » ‌

قُلْتُ : بِأَحْدَثِهِمَا ، وَأَدَعُ الْآخَرَ.

فَقَالَ : « قَدْ(٧) أَصَبْتَ يَا أَبَا عَمْرٍو ، أَبَى(٨) اللهُ إِلَّا أَنْ يُعْبَدَ سِرّاً(٩) ، أَمَا وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ ذلِكَ(١٠) إِنَّهُ لَخَيْرٌ(١١) لِي وَلَكُمْ ، وَ(١٢) أَبَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَنَا وَلَكُمْ(١٣) فِي دِينِهِ إِلَّا التَّقِيَّةَ».(١٤)

٢٢٤٨/ ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ ، قَالَ :

__________________

= مرسلاً عن حريز ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.تفسير فرات ، ص ٣٨٥ ، ح ٥١٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٥ ، ح ٢٨٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٦ ، ح ٢١٣٦٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٢٨ ، ح ٨٦.

(١). في الوسائل ، ح ٢١٣٦٦ : « أبي عمر ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : - « لي ».

(٣). في « د ، ص ، ف ، بر » والوافي والوسائل ، ح ٣٣٣٥٠ : « أرأيت ». وفي حاشية « ب » : « رأيت ».

(٤). في شرح المازندراني : « اُفتيك ».

(٥). في « ه » : « بفتوى ».

(٦). في « ض ، ه » : « و ».

(٧). في « بس » : - « قد ».

(٨). في « ض ، بر » : « وأبى ».

(٩). في « ز » : « أبى الله أن يعبد إلّاسرّاً ».

(١٠). في « ص ، بس » : « ذاك ».

(١١). في « ص » وحاشية « ج » والبحار : « خير ».

(١٢). في «ج ،د ،ص ،ه ،بر ،بس ،بف»:- «و».

(١٣) في الوسائل ، ح ٣٣٣٥٠ : - « ولكم ».

(١٤)الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ح ٢٠٠ ، بسند آخر ، إلى قوله : « بأحدثهما » مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٧ ، ح ٢٨٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٦ ، ح ٢١٣٦٦ ، من قوله : « يا أبا عمرو أبى الله إلّا أن يعبد سرّاً » ولم يرد فيه فقرة : « أما والله لئن فعلتم ذلك إنّه لخير لي ولكم » ؛ وج ٢٧ ، ص ١١٢ ، ح ٣٣٣٥٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٢٨ ، ح ٨٧.

٥٥٢

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا بَلَغَتْ تَقِيَّةُ أَحَدٍ تَقِيَّةَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ إِنْ(١) كَانُوا لَيَشْهَدُونَ الْأَعْيَادَ ، وَيَشُدُّونَ الزَّنَانِيرَ(٢) ، فَأَعْطَاهُمُ اللهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ ».(٣)

٢٢٤٩/ ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ اللَّحَّامِ ، قَالَ :

اسْتَقْبَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي طَرِيقٍ ، فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ بِوَجْهِي(٤) ، وَمَضَيْتُ ، فَدَخَلْتُ(٥) عَلَيْهِ بَعْدَ ذلِكَ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي لَأَلْقَاكَ(٦) ، فَأَصْرِفُ وَجْهِي كَرَاهَةَ(٧) أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ؟

فَقَالَ لِي(٨) : « رَحِمَكَ اللهُ ، وَلكِنَّ(٩) رَجُلاً(١٠) لَقِيَنِي أَمْسِ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : عَلَيْكَ السَّلَامُ(١١) يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا أَحْسَنَ وَلَا أَجْمَلَ(١٢) ».(١٣)

٢٢٥٠/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

قِيلَ(١٤) لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام قَالَ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ :

__________________

(١). في « ف ، بر » : « أن » بفتح الهمزة. وفي حاشية « ف » : « أنّهم ».

(٢). زنرالرجل : ألبسه الزُّنّار ، وهو ما على وسط النصارى والمجوس. والجمع : زنانير.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٦ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٣١٩ ( زنر ).

(٣).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ، ح ٩ ، عن درست ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٨ ، ح ٢٨٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٢١٤٠٢ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٢٨ ، ح ١٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٢٩ ، ح ٨٨.

(٤). في «ه» : «وجهي عنه » بدل « عنه بوجهي ».

(٥). في « بف » : « ودخلت ».

(٦). في « ه » : « ألقاك ».

(٧). في « ه » : « كراهية ».

(٨). في « ه ، بف » : - « لي ».

(٩). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والبحار : « لكنّ » بدون الواو.

(١٠). في «ز» : «رجلٌ» ، فلابدّ من تخفيف «لكن».

(١١). في « ب ، بر » : « السلام عليك ».

(١٢). في « بس » : « ولا أجلّ ». وفيالوافي : « أي لم يفعل حسناً ولا جميلاً ». حيث ترك التقيّة وسلّم على وجه المعرفة والإكرام بمحضر المخالفين.

(١٣)الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٨ ، ح ٢٨٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٢٩ ، ح ٨٩.

(١٤) في الوسائل : « قلت ».

٥٥٣

« أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلى سَبِّي ، فَسُبُّونِي ، ثُمَّ تُدْعَوْنَ(١) إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي ، فَلَا تَبَرَّؤُوا(٢) مِنِّي »؟

فَقَالَ(٣) : « مَا أَكْثَرَ مَا يَكْذِبُ النَّاسُ عَلى عَلِيٍّعليه‌السلام ! »

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّمَا قَالَ : إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ(٤) إِلى سَبِّي ، فَسُبُّونِي ، ثُمَّ سَتُدْعَوْنَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي(٥) ، وَإِنِّي لَعَلى دِينِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَمْ يَقُلْ : لَاتَبَرَّؤُوا(٦) مِنِّي ».

فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : أَرَأَيْتَ ، إِنِ اخْتَارَ الْقَتْلَ دُونَ الْبَرَاءَةِ؟

فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا ذلِكَ(٧) عَلَيْهِ وَمَا لَهُ إِلَّا مَا مَضى عَلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، حَيْثُ أَكْرَهَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِ(٨) :( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) (٩) فَقَالَ لَهُ(١٠) النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله عِنْدَهَا : يَا عَمَّارُ ، إِنْ عَادُوا فَعُدْ ؛ فَقَدْ(١١) أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عُذْرَكَ(١٢) ، وَأَمَرَكَ(١٣) أَنْ تَعُودَ إِنْ عَادُوا ».(١٤)

__________________

(١). في « ز » والبحار ، ج ٧٥ : « ثمّ ستدعون ».

(٢). في « ه » : « تتبرّؤوا » بدل « فلا تبرّؤوا ».

(٣). في « ض ، ف » : « قال ».

(٤). في « ج ، د ، ض ، ف ، بس » والوسائل والبحار ، ج ٣٩ : « تدعون ».

(٥). في « ج » : + « فلا تبرّؤوا منّي ». وفي قرب الإسناد : - « فلا تبرّؤوا منّي - إلى - البراءة منّي ».

(٦). في « ج » : « فلا تبرّؤوا ». وفي « ض ، بر » وشرح المازندراني والوسائل والبحار : « ولا تبرّؤوا ». وفي قرب الإسناد : « وتبرّؤوا ». (٧). في الوافي : « ذاك ».

(٨). في « ض ، ف » : - « فيه ».

(٩). النحل (١٦) : ١٠٦. وفي « بس ، بف » : - « فأنزل الله - إلى –( بِالْإِيمانِ ) ».

(١٠). في « ه » : - « له ».

(١١). في « بف » : - « فقد ».

(١٢). في قرب الإسناد : + « بالكتاب ».

(١٣) فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٧٩ : « قولهعليه‌السلام : وأمرك ، يمكن أن يكون بصيغة المضارع المتكلّم ».

(١٤)قرب الإسناد ، ص ١٢ ، ح ٣٨ ، عن هارون بن مسلم.الأمالي للطوسي ، ص ٢١٠ ، المجلس ٨ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « ستدعون إلى سبّي فسبّوني ، وتدعون إلى البراءة منّي فمدّوا الرقاب ، فإنّي على الفطرة ».تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٧١ ، ح ٧٣ ، عن معمّر بن يحيى بن سالم ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٨ ، ح ٢٨٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٢٥ ، ح ٢١٤٢٣ ؛البحار ، ج ٣٩ ، ص ٣١٦ ، ح ١٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٣٠ ، ح ٩٠.

٥٥٤

٢٢٥١/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامٍ الْكِنْدِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا عَمَلاً يُعَيِّرُونَّا(١) بِهِ(٢) ؛ فَإِنَّ وَلَدَ السَّوْءِ يُعَيَّرُ وَالِدُهُ بِعَمَلِهِ ، كُونُوا لِمَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَيْهِ زَيْناً ، وَلَا تَكُونُوا عَلَيْهِ شَيْناً ، صَلُّوا(٣) فِي عَشَائِرِهِمْ(٤) ، وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ ، وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ ، وَلَا يَسْبِقُونَكُمْ(٥) إِلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَيْرِ ، فَأَنْتُمْ أَوْلى بِهِ مِنْهُمْ ، وَاللهِ مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْ‌ءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْخَبْ‌ءِ ». قُلْتُ(٦) : وَمَا الْخَبْ‌ءُ؟ قَالَ : « التَّقِيَّةُ ».(٧)

٢٢٥٢/ ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنِ الْقِيَامِ لِلْوُلَاةِ(٨) ، فَقَالَ : « قَالَ(٩) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : التَّقِيَّةُ مِنْ دِينِي وَدِينِ آبَائِي ، وَلَا إِيمَانَ(١٠) لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ».(١١)

__________________

(١). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف » والوسائل والبحار : « نعيّر ».

(٢). في « بس » : - « به ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٧٩ : « يمكن أن يقرأ : صلّوا ، بالتشديد من الصلاة ، أو بالتخفيف من الصلة ، أي‌صلوا المخالفين مع عشائرهم ، أي‌كما يصلهم عن عشائرهم ».

(٤). في « ب ، ص ، ف ، بس ، بف » والوافي : « عشائركم ». وقال فيالوافي : « عشائركم ، يعني عشائركم المخالفين‌لكم في الدين ». (٥). في الوافي : « ولا يسبقوكم ». وهو الأنسب بالمقام.

(٦). في « ض ، ه » والبحار : « فقلت ».

(٧).معاني الأخبار ، ص ١٦٢ ، ح ١ ، بسنده عن هشام بن سالم ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « ما عبدالله بشي‌ء ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٩ ، ح ٢٨٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٢١٤٠٣ ؛البحار ، ح ٧٥ ، ص ٤٣١ ، ح ٩١.

(٨). في « بف » : « للولاية ». وفيالوافي : « القيام للولاة يحتمل معنيين : أحدهما : القيام لهم عند اللقاء إكراماً لهم‌و تواضعاً. والثاني : القيام باُمورهم والائتمار بما يأمرون به ، فيكون معنى الجواب الرخصة في ذلك دفعاً لشرّهم ».

(٩). في « ج ، ه » : « قال : فقال ».

(١٠). في حاشية « ب » والكافي ، ح ٢٢٧١ والمحاسن : « دين ».

(١١).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ضمن ح ٢٢٧١ ؛المحاسن ، ص ٢٥٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، =

٥٥٥

٢٢٥٣/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « التَّقِيَّةُ فِي كُلِّ ضَرُورَةٍ ، وَصَاحِبُهَا أَعْلَمُ بِهَا(١) حِينَ تَنْزِلُ بِهِ».(٢)

٢٢٥٤/ ١٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : وَأَيُّ شَيْ‌ءٍ أَقَرُّ لِعَيْنِي مِنَ التَّقِيَّةِ؟ إِنَّ جُنَّةُ(٣) الْمُؤْمِنِ(٤) ».(٥)

٢٢٥٥/ ١٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ:

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا مُنِعَ مِيثَمٌ(٧) - رَحِمَهُ اللهُ -...................

__________________

= ضمن ح ٢٨٦ ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « التقيّة من ديني ».الجعفريّات ، ص ١٨٠ ، بسنده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي‌طالبعليهم‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « التقيّة ديني ودين أهل بيتي ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٠ ، ح ٢٨٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٤ ، ح ٢١٣٥٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣١ ، ح ٩٢.

(١). في « ه » : - « بها ».

(٢).المحاسن ، ص ٢٥٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٧ ، بثلاثة أسانيد اُخر ، وتمام الرواية : « التقيّة في كلّ ضرورة ».تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٧١ ، ذيل ح ٧٣ ، عن معمّر بن يحيى بن سالم ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفيه : « التقيّة في كلّ ضرورة » مع زيادة في أوّله.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٦٣ ، ح ٤٢٨٧ ، مرسلاً عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٠ ، ح ٢٨٩١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١٤ ، ح ٢١٣٩٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٢ ، ح ٩٣.

(٣). « الجُنَّة » : الدِّرْع وكلّ ما وقاك فهو جُنّتك.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ( جنّ ).

(٤). في مرآة العقول : « للمؤمن ».

(٥).المحاسن ، ص ٢٥٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ذيل ح ٣٠١ ، عن الحسن بن محبوب ؛وفيه ، صدر ح ٣٠١ ، بسند آخر عن جميل بن صالح ، إلى قوله : « أقرّ لعيني من التقيّة » وفيهما مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٣٠٧ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، ضمن وصيّته لأبي‌جعفر محمّد بن النعمان الأحول.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٠ ، ح ٢٨٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٤ ، ح ٢١٣٦٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٢ ، ح ٩٤.

(٦). في « ج ، ض » : + « بن صالح ».

(٧). استظهر في حاشية « د » نصب ميثم ، وهو يبتني على قراءة « منع » معلوماً. قال فيمرآة العقول : « كأنّه ميثماً ، =

٥٥٦

مِنَ(١) التَّقِيَّةِ ، فَوَ اللهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هذِهِ(٢) الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي عَمَّارٍ وَأَصْحَابِهِ :( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) (٣) ».(٤)

٢٢٥٦/ ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ شُعَيْبٍ الْحَدَّادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِيَّةُ لِيُحْقَنَ بِهَا الدَّمُ ، فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَيْسَ(٥) تَقِيَّةٌ ».(٦)

٢٢٥٧/ ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُلَّمَا تَقَارَبَ(٧) هذَا الْأَمْرُ(٨) ، كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِيَّةِ ».(٩)

٢٢٥٨/ ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ‌

__________________

= فصحّف ». ثمّ قال في تفسير ما في المتن : « أي لم يكن ميثم ممنوعاً من التقيّة في هذا الأمر فَلِمَ لم يتّق؟ فيكون الكلام مسوقاً للإشفاق لا الذمّ والاعتراض ، كما هو الظاهر على تقدير النصب. ويحتمل أن يكون على الرفع مدحاً بأنّه مع جواز التقيّة تركه لشدّة حبّه لأميرالمؤمنينعليه‌السلام ... ويمكن أن يقرأ : مَنَع ، على بناء المعلوم. أي‌ليس فعله مانعاً للغير عن التقيّة ؛ لأنّه اختار أحد الفردين المخيّر فيهما ، أو لاختصاص الترك به ».

(١). في « ض » : « في ».

(٢). في « ه » : - « هذه ».

(٣). النحل (١٦) : ١٠٦.

(٤).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٧١ ، ح ٧٢ ، عن محمّد بن مروان.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩١ ، ح ٢٨٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٢٦ ، ح ٢١٤٢٤ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ٩١ ، ح ٤٧ ؛ وج ٤٢ ، ص ١٢٦ ، ذيل ح ٨ ؛ وص ١٣٩ ، ح ٢١ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٣٢ ، ح ٩٥. (٥). في « بس » : « فلا ».

(٦).المحاسن ، ص ٢٥٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣١٠ ، عن أبيه ومحمّد بن عيسى اليقطيني ، عن صفوان بن يحيى ، عن شعيب الحدّاد.التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٢ ، ضمن ح ٣٣٥ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام. الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٥ ، ح ٢٨٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢١٤٤٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٤ ، ح٩٦.

(٧). في الوافي : « يقارب ».

(٨). المراد هنا : خروج القائمعليه‌السلام .

(٩).المحاسن ، ص ٢٥٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣١١ ، عن عليّ بن فضّال.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٣ ، ح ٢٨٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٦ ، ح ٢١٣٦٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٤ ، ح ٩٧.

٥٥٧

الْجُعْفِيِّ وَمُعَمَّرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَامٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَزُرَارَةَ ، قَالُوا :

سَمِعْنَا أَبَا جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام يَقُولُ : « التَّقِيَّةُ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ يُضْطَرُّ(٢) إِلَيْهِ ابْنُ آدَمَ فَقَدْ أَحَلَّهُ(٣) اللهُ لَهُ ».(٤)

٢٢٥٩/ ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ حَرِيزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٥) : « التَّقِيَّةُ تُرْسُ(٦) اللهِ(٧) بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ».(٨)

٢٢٦٠/ ٢٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « خَالِطُوهُمْ(٩) بِالْبَرَّانِيَّةِ ، وَخَالِفُوهُمْ بِالْجَوَّانِيَّةِ(١٠) ، إِذَا كَانَتِ‌

__________________

(١). في « ه » : « جعفراً » بدل « أبا جعفر ».

(٢). في المحاسن : « التقيّة في كلّ شي‌ء ، وكلّ شي‌ء اضطرّ ».

(٣). في الوافي : « أحلّ ».

(٤).المحاسن ، ص ٢٥٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٨ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن محمّد بن مسلم وإسماعيل الجعفي وعدّة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام. الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩١ ، ح ٢٨٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١٤ ، ح ٢١٣٩٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٥ ، ح ٩٨.

(٥). في الوافي : - « قال ».

(٦). التُّرس من السلاح : المتوقّى بها. وجمعه : أتراس وتِراس وتِرَسَة وتُروس. وفيالمرآة : « أي ترس يمنع الخلق من عذاب الله أو من البلايا النازلة من عنده ». راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٢ ( ترس ).

(٧). في حاشية « ه » : « ترس من الله عزّ وجلّ ».

(٨).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٠ ، ح ٢٨٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٧ ، ح ٢١٣٦٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٥ ، ح ٩٩.

(٩). في « ف » : « خالطوا ».

(١٠). فيالنهاية ، ج ١ ، ص ١١٧ ( برر ) : « في حديث سلمان : من أصلح جوّانيّه أصلح الله برّانيّه. أراد بالبرّاني العلانية ، والألف والنون من زيادات النسب ، كما قالوا في صنعاء : صنعاني. وأصله من خرج فلان برّاً ، أي خرج إلى البرّ والصحراء ، وليس من قديم الكلام وفصيحه. وقال أيضاً فيه ، ص ٣١٩ ( جوا ) : « في حديث سلمانرضي‌الله‌عنه : إنّ لكلّ امرئ جوّانيّاً وبرّانيّاً ، أي باطناً وظاهراً ، وسرّاً وعلانية ، وهو منسوب إلى جوّ البيت وهو داخله ، وزيادة الألف والنون للتأكيد ».

٥٥٨

الْإِمْرَةُ صِبْيَانِيَّةً(١) ».(٢)

٢٢٦١/ ٢١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٣) ، عَنْ زَكَرِيَّا الْمُؤْمِنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسَدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أُخِذَا ، فَقِيلَ لَهُمَا : ابْرَءَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَبَرِئَ(٤) وَاحِدٌ مِنْهُمَا ، وَأَبَى الْآخَرُ ، فَخُلِّيَ سَبِيلُ الَّذِي بَرِئَ ، وَقُتِلَ الْآخَرُ؟ فَقَالَ : « أَمَّا الَّذِي بَرِئَ فَرَجُلٌ فَقِيهٌ فِي دِينِهِ ، وَأَمَّا(٥) الَّذِي لَمْ يَبْرَأْ فَرَجُلٌ تَعَجَّلَ إِلَى الْجَنَّةِ».(٦)

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٨٤ : « الإمرة - بالكسر - : الإمارة ، والمراد بكونها صبيانيّة كون الأمير صبيّاً أو مثله في العقل والسفاهة ؛ أو المعنى أنّه لم تكن بناء الإمارة على أمر حقّ ، بل كانت مبنيّة على الأهواء الباطلة كلعب الأطفال. والنسبة إلى الجمع تكون على وجهين : أحدهما : أن يكون المراد النسبة إلى الجنس فيردّ إلى المفرد. الثاني : أن تكون الجمعيّة ملحوظة ، فلا يردّ. وهذا من الثاني ؛ إذ المراد التشبيه بإمارة يجتمع عليها الصبيان ».

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٣ ، ح ٢٨٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٢١٤٠٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٦ ، ح ١٠٠.

(٣). هكذا في « ض ، ه ». وفي « ب ، ف ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن‌عيسى ». وفي « ج ، د ، ز ، ص ، بر » وحاشية « بف » والبحار : « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى محمّد بن عيسى بن عبيد كتاب زكريّا بن محمّد المؤمن ، كما فيرجال النجاشي ، ص ١٧٢ ، الرقم ٤٥٣ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ٢٠٦ ، الرقم ٣٠٦. ولم نجد رواية أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن المؤمن في غير هذا المورد.

وأمّا توسّط أحمد بن محمّد بين محمّد بن يحيى ومحمّد بن عيسى في ما يروي محمّد بن عيسى عن زكريّا المؤمن ، فهو منحصر بهذا المورد وماورد في مطبوعالكافي ، ح ٦٨٨٠ ، وقد توسّط في كلا الموضعين في بعض النسخ المعتبرة « محمّد بن أحمد » بينهما. وقد روى محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن زكريّا المؤمن - بعناوينه المختلفة - فيالكافي ، ح ٦٦٢٦ و ٦٨٧٦ و ٦٨٧٧ و ٦٨٧٨.

ولا يخفى عليك أنّ كثرة روايات محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، بحيث يوجب وقوع التحريف في « محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد » ، لوجود الاُنس الذهني عند النسّاخ والاستعجال حين الاستنساخ ، بخلاف العكس. فافهم جيّداً. (٤). في « ه » : « فتبرّأ ».

(٥). في « ض ، ه » : + « الآخر ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٤ ، ح ٢٨٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٢٦ ، ح ٢١٤٢٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٦ ، ح ١٠١.

٥٥٩

٢٢٦٢/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « احْذَرُوا عَوَاقِبَ الْعَثَرَاتِ(١) ».(٢)

٢٢٦٣‌/ ٢٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « التَّقِيَّةُ تُرْسُ الْمُؤْمِنِ ، وَ(٣) التَّقِيَّةُ حِرْزُ الْمُؤْمِنِ ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ؛ إِنَّ(٤) الْعَبْدَ لَيَقَعُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِنَا ، فَيَدِينُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(٥) فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَيَكُونُ لَهُ عِزّاً(٦) فِي الدُّنْيَا ، وَنُوراً فِي الْآخِرَةِ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَقَعُ إِلَيْهِ(٧) الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِنَا(٨) ، فَيُذِيعُهُ(٩) ، فَيَكُونُ لَهُ ذُلًّا فِي الدُّنْيَا ، وَيَنْزِعُ(١٠) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ذلِكَ النُّورَ مِنْهُ(١١) ».(١٢)

__________________

(١). فيالوافي : « يعني كلّ ما تقولونه أو تفعلونه فانظروا أوّلاً في عاقبته ومآله ، ثمّ قولوه أو افعلوه ، فإنّ العثرة قلّما تفارق القول والفعل ، ولا سيّما إذا كثرا ؛ أو المراد أنّه كلّما عثرتم عثرة في قول أو فعل فاشتغلوا بإصلاحها وتداركها كيلا تؤدّي في العاقبة إلى فساد لايقبل الصلاح ». وفي المرآة : « احذروا عواقب العثرات ، أي في ترك التقيّة ، كما فهمه الكلينيرحمه‌الله ظاهراً ، أو الأعمّ فيشمل تركها ».

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٤ ، ح ٢٨٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٥ ، ح ٢١٣٦١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٠٢.

(٣). في « ه » : - « و ».

(٤). في « ض ، ه » وشرح المازندراني : « وإنّ ».

(٥). في « ه » : - « عزّ وجلّ به ». وفي الوسائل ، ح ٣٣٢٨٦ والبحار : - « به ».

(٦). في « ه » : « عزّاً له ».

(٧). في « ب » : « فيه ». وفي حاشية « بف » : « له ».

(٨). في « بس » : + « أهل البيت ».

(٩). في « بس » : - « فيذيعه ».

(١٠). في « ه » : « فنزع ».

(١١). في « ب ، بر » : « عنه ». وفي « ف » : + « في الآخرة ».

(١٢).قرب الإسناد ، ص ٣٥ ، ح ١١٤ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، وفيه : « إنّ التقيّة ترس المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له » مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٩٤ ، ح ٢٨٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٥ ، ح ٢١٣٦٢ ، إلى قوله : « ولا إيمان لمن لا تقيّة له » ؛وفيه ، ج ٢٧ ، ص ٨٨ ، ح ٣٣٢٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٠٣.

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909