الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 78844
تحميل: 4382


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 78844 / تحميل: 4382
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٥٢٨٢ / ٤٦٧. علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرف الرجل أن يطيب زاده(١) إذا خرج في سفره(٢) ».(٣)

١٥٢٨٣ / ٤٦٨. علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «كان علي بن الحسينعليهما‌السلام إذا سافر(٤) إلى الحج والعمرة(٥) تزود من أطيب الزاد : من اللوز والسكر والسويق(٦) المحمص(٧) والمحلى(٨) ».(٩)

١٥٢٨٤ / ٤٦٩. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الوليد بن صبيح(١٠) :

__________________

ص ٢٨٢ ، ح ٢٤٥٨ ، معلقا عن سليمان بن داود المنقري الوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٧١ ، ح ١٢١١٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٢٥ ، ذيل ح ١٥١٦٥.

(١) في شرح المازندراني : «من شرف الرجل ، أي مجده وأصالته ونجابته. أن يطيب زاده ، كما وكيفا ولا يعد ذلك إسرافا مع القدرة بشرط أن لايبلغ حد التكلف المشعر بالإدلال والتفاخر».

(٢) في «بف» : «في سفر».

(٣) المحاسن ، ص ٣٦٠ ، كتاب السفر ، ح ٨١ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٦٩ ، ح ١٢١١٢ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٢٣ ، ذيل ح ١٥١٦٠.

(٤) في الوافي : + «إلى مكة».

(٥) في الوافي والفقيه : «أو العمرة».

(٦) «السويق» : دقيق مقلو يعمل من الحنطة المشوية أو الشعير. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٧٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ١٨٩ (سوق).

(٧) في «ن ، جت» وشرح المازندراني والفقيه والمحاسن : «المحمض». والمحمص ، كمعظم : المقلو. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٣٧ (حمص).

(٨) «المحلى» : ذو الحلاوة ، يقال : حلاه تحلية ، أي جعله ذا حلاوة وحلوا. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٩٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٧٤ (حلا).

(٩) المحاسن ، ص ٣٦٠ ، كتاب السفر ، ح ٨٣ ، بسنده عن محمد بن أبي عمير ، وبسندين آخرين أيضا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ح ٢٤٥٥ ، مرسلا الوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٧٠ ، ح ١٢١١٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٢٣ ، ذيل ح ١٥١٦١.

(١٠) لم نجد رواية ابن أبي عمير عن الوليد بن صبيح في موضع. والمتكرر في الأسناد وقوع واسطة بينهما وهو ف في الأغلب إبراهيم بن عبد الحميد. فاحتمال سقوط الواسطة غير منفي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٤٥٤. ولاحظ أيضا : الكافي ، ح ٥٩٠٢ و ٦٤٥٥ و ٨٤٦٤ و ٨٥٠٧.

٦٨١

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال : دخلت عليه يوما ، فألقى إلي ثيابا ، وقال : «يا وليد ، ردها على مطاويها(١) » فقمت بين يديه ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «رحم الله المعلى بن خنيس(٢) ».

فظننت أنه شبه قيامي بين يديه بقيام المعلى(٣) بين يديه ، ثم قال : «أف للدنيا ، أف للدنيا ؛ إنما الدنيا دار بلاء يسلط الله فيها عدوه على وليه ، وإن(٤) بعدها دارا ليست هكذا».

فقلت : جعلت فداك ، وأين تلك الدار؟

فقال : «هاهنا» وأشار بيده إلى الأرض(٥) .(٦)

١٥٢٨٥ / ٤٧٠. محمد بن أحمد ، عن عبد الله بن الصلت ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن أبي بصير ، قال :

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «يا أبا محمد(٧) ، إن لله ـعزوجل ـ ملائكة يسقطون

__________________

(١) في شرح المازندراني : «مطاوي الثوب : أطواؤها ، جمع المطوي ، وهو بالفارسية : درهم پيچيده». وفي الوافي : «ردها على مطاويها ، أي مثنياتها ، كما كانت حال كونها مطوية». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٥ (طوي).

(٢) في شرح المازندراني : «المعلى بن خنيس قتله داود بن علي والي المدينة وأخذ مال الصادقعليه‌السلام ، فقامعليه‌السلام راكعا وساجدا ، فلما كان في السحر دعا عليه وهو ساجد فسمعت الصيحة في داره قبل أن يرفععليه‌السلام رأسه».

(٣) في «بح» : + «بن خنيس».

(٤) في «جت» : «فإن».

(٥) في الوافي : «ذكرعليه‌السلام معلى بن خنيس وخدمته إياه بعد قتله على يدي عدو الله فترحم عليه وتأفف للدنيا وكنى بعدو الله عن داود بن علي قاتل المعلى ، وبولي عن المعلى ، وبالأرض عن القبر بمعنى الآخرة».

وفي المرآة : «قوله : وأشار بيده إلى الأرض ، أي القبر ، أو جنة الدنيا ونارها اللتان تكون فيهما أرواح المؤمنين والكفار في البرزخ ، أو الأرض في زمن القائم ، أو أرض القيامة ، ولا يخفى بعد الأولين».

(٦) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٣ ، ح ٢١٨٠ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٠٧ ، ح ٦٠٥٦ ، إلى قوله : «ردها على مطاويها».

(٧) في «بح» : «يا محمد». وفي الوافي : «يا با محمد».

٦٨٢

الذنوب(١) عن ظهور شيعتنا كما تسقط(٢) الريح الورق من(٣) الشجر في(٤) أوان سقوطه ، وذلك قولهعزوجل :( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [...]وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) (٥) والله ما أراد(٦) غيركم».(٧)

١٥٢٨٦ / ٤٧١. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، قال : حدثني أبو الخطاب في أحسن ما يكون حالا ، قال :

سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ) (٨) ؟

فقال : «إذا(٩) ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد ، اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون بالآخرة ، وإذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم إذا هم يستبشرون».(١٠)

١٥٢٨٧ / ٤٧٢. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم صاحب الشعير ، عن كثير بن كلثمة :

__________________

(١) في «ل» : «للذنوب». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : يسقطون ، أي بالاستغفار لهم ، كما يشهد به استشهاده بالآية».

(٢) في «ع ، بح ، جت» والوافي والكافي ، ح ١٤٨٢١ : «يسقط».

(٣) في «بن» : «عن».

(٤) في البحار ، ج ٦٨ : ـ «في».

(٥) غافر (٤٠) : ٧ ، هكذا :( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) .

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بح» : + «من هذا». وفي حاشية «بح» والمطبوع والوافي : + «بهذا».

(٧) الاختصاص ، ص ١٠٤ ، ضمن الحديث ، بسنده عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٨٢١ ؛ وتفسير فرات الكوفي ، ص ٣٦٤ ، ضمن ح ٤٩٦ ؛ وفضائل الشيعة ، ص ٢١ ، ضمن ح ١٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨١٠ ، ح ٣٠٧٦ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٩٦ ، ح ٦١ ؛ وج ٦٨ ، ص ٧٧ ، ح ١٣٨.

(٨) الزمر (٣٩) : ٤٥.

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «وإذا».

(١٠) الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٥ ، ح ١٦٢٧ ؛ البحار ، ج ٢٣ ، ص ٣٦٨ ، ح ٣٩.

٦٨٣

عن أحدهماعليهما‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ) (١) قَالَ : «لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ اللهُمَ(٢) وَبِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً ، وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ؛ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً ، وَظَلَمْتُ نَفْسِي(٣) ، فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَنْتَ(٤) أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ؛ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً ، وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَتُبْ عَلَيَّ ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»(٥) .

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى فِي(٦) قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ) قال : «سأله بحق محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة(٧) ، صلى الله عليهم».(٨)

١٥٢٨٨ / ٤٧٣. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ؛ و(٩) علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخراز(١٠) ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «لما رأى إبراهيمعليه‌السلام ملكوت السماوات والأرض(١١) ، التفت فرأى رجلا يزني ، فدعا عليه فمات ، ثم رأى آخر ، فدعا عليه فمات حتى

__________________

(١) البقرة (٢) : ٣٧.

(٢) في «ع» : ـ «اللهم».

(٣) في «بح» : ـ «وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي».

(٤) في «بح ، بف ، جت» : «إنك أنت» بدل «وأنت».

(٥) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٢٥ ، ح ٢٥٥٠٥.

(٦) في «م ، بح ، بن» : «وفي».

(٧) في «م» : «فاطمة والحسن والحسين».

(٨) معاني الأخبار ، ص ١٢٥ ، ح ٢ ، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٢٦ ، ح ٢٥٥٠٦.

(٩) في السند تحويل بعطف «علي بن إبراهيم ، عن أبيه» على «محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى».

(١٠) هكذا في «ن ، بن ، جت ، جد». وفي «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بف» والمطبوع : «الخزاز». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدم ذيل ح ٧٥.

(١١) إشارة إلى الآية ٧٥ من سورة الأنعام :( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) .

٦٨٤

رأى ثلاثة ، فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله ـ عز ذكره ـ إليه : يا إبراهيم ، إن دعوتك مجابة(١) ، فلا تدع على عبادي ، فإني لو شئت لم أخلقهم ، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف : عبدا يعبدني لايشرك(٢) بي شيئا فأثيبه ، وعبدا يعبد(٣) غيري فلن(٤) يفوتني ، وعبدا عبد(٥) غيري فأخرج من صلبه من يعبدني ، ثم التفت فرأى جيفة(٦) على ساحل البحر ، نصفها في الماء(٧) ونصفها في البر ، تجيء(٨) سباع البحر ، فتأكل ما في الماء ، ثم ترجع ، فيشد(٩) بعضها على بعض ، فيأكل(١٠) بعضها بعضا ، وتجيء(١١) سباع البر ، فتأكل منها(١٢) ، فيشد بعضها على بعض ، فيأكل(١٣) بعضها بعضا.

فعند ذلك تعجب إبراهيمعليه‌السلام مما رأى ، وقال(١٤) :( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) ؟ قَالَ : كَيْفَ تُخْرِجُ مَا تَنَاسَلَ الَّتِي(١٥) أَكَلَ(١٦) بَعْضُهَا بَعْضاً؟( قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) يعني حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها( قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ) فقطعهن(١٧) ، واخلطهن(١٨) كما اختلطت

__________________

(١) في حاشية «جت» وتفسير القمي : «مستجابة».

(٢) في تفسير القمي : «صنف يعبدوني ولا يشركون» بدل «عبدا يعبدني لايشرك».

(٣) في تفسير القمي : «صنف يعبدون» بدل «عبدا يعبد».

(٤) في تفسير القمي : «فليس».

(٥) في «بن» وحاشية «م» : «يعبد». وفي تفسير القمي : «صنف يعبدون» بدل «عبدا عبد».

(٦) الجيفة : جثة الميت إذا أنتن. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٥ (جيف).

(٧) في حاشية «بح» : «في البحر».

(٨) في «م» : «فيجيء».

(٩) في «م» : «فتشد». و «فيشد» أي يحمل ، يقال : شد عليه في الحرب يشد شدا ، أي حمل عليه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ (شدد).

(١٠) في «بح ، بف ، جد» : «وتأكل».

(١١) في «ن» : «ويجيء». وفي «م» بالتاء والياء معا.

(١٢) في «بح» : ـ «منها».

(١٣) في «بن» : «ويأكل».

(١٤) في «بف» : «فقال».

(١٥) في «م ، ن ، جد» : «الذي».

(١٦) في «ل» : «أكله».

(١٧) في «بن» وحاشية «جد» وتفسير العياشي ، ح ٤٦٩ : «تقطعهن». وفي «بف» : «يقطعهن».

(١٨) في «بف» : «ويخلطهن». وفي حاشية «جد» وتفسير العياشي ، ح ٤٦٩ : «وتخلطهن».

٦٨٥

هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا ، فخلط(١) ،( ثُمَّ اجْعَلْ (٢) عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) (٣) فلما دعاهن أجبنه ، وكانت الجبال عشرة(٤) ».(٥)

١٥٢٨٩ / ٤٧٤. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن سليمان بن خالد ، قال :

سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحر والبرد مما يكونان؟

فقال(٦) لي : «يا أبا أيوب ، إن المريخ كوكب حار ، وزحل كوكب بارد ، فإذا بدأ المريخ في الارتفاع انحط(٧) زحل ، وذلك(٨) في الربيع ، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط(٩) زحل درجة ثلاثة أشهر حتى ينتهي المريخ في الارتفاع ، وينتهي زحل في الهبوط ، فيجلو(١٠) المريخ ، فلذلك يشتد الحر ، فإذا(١١) كان في(١٢) آخر الصيف وأول(١٣) الخريف ، بدأ زحل في الارتفاع ، وبدأ المريخ في الهبوط ، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة حتى ينتهي المريخ في الهبوط ، وينتهي زحل في الارتفاع ، فيجلو(١٤) زحل ، وذلك في أول الشتاء وآخر الخريف(١٥) ،

__________________

(١) في «م» : ـ «فخلط».

(٢) هكذا في أكثر النسخ. وفي بعض النسخ والمطبوع : «وجعل».

(٣) البقرة (٢) : ٢٦٠.

(٤) في علل الشرائع : + «قال : وكانت الطيور الديك والحمامة والطاوس والغراب».

(٥) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، إلى قوله : «فأخرج من صلبه من يعبدني». علل الشرائع ، ص ٥٨٥ ، ح ٣١ ، بسنده عن محمد بن أبي عمير ، مع اختلاف يسير. وفي تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٤٢ ، ح ٤٦٩ ؛ وص ٣٦٤ ، ح ٣٧ ، عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخير إلى قوله : «فأخرج من صلبه من يعبدني» الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٣٥ ، ح ٢٥٤٤٤ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٤١ ، ذيل ح ١٢.

(٦) في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» : «قال». (٧) في «بح» : «انحل».

(٨) في «م» : «فذلك».

(٩) في «بح» : «انحل».

(١٠) في المرآة : «هو إما من الجلاء بمعنى الخروج والمفارقة عن المكان ، أي يأخذ في الارتفاع ، أو من الجلاءبمعنى الوضوح والانكشاف».

(١١) في «بف» : «فإن». وفي «جت» : «وإذا».

(١٢) في «جت» : ـ «في».

(١٣) في البحار : «وأوان».

(١٤) في «بف» : «فيخلو». وفي المرآة : «فيعلو».

(١٥) في البحار : «الصيف».

٦٨٦

فلذلك يشتد(١) البرد ، وكلما ارتفع هذا هبط هذا ، وكلما هبط هذا ارتفع هذا(٢) ، فإذا كان في الصيف يوم بارد ، فالفعل في ذلك للقمر ، وإذا كان في الشتاء يوم حار ، فالفعل في ذلك للشمس(٣) ، هذا تقدير العزيز العليم ، وأنا عبد رب العالمين(٤) ».(٥)

١٥٢٩٠ / ٤٧٥. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ، من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه(٦) ، ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر ، وما(٧) طلعت شمس ولا غربت إلا طلعت عليه برزق وإيمان». وفي نسخة : «نور».(٨)

١٥٢٩١ / ٤٧٦. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيأتي على أمتي(٩) زمان تخبث(١٠)

__________________

(١) في «جت» : + «الحر و».

(٢) في «ع ، ل ، بن» : ـ «وكلما هبط هذا ارتفع هذا».

(٣) في الوافي : «لاينافي هذا الحديث حدوث الحرارة في الصيف بارتفاع الشمس ، والبرودة في الشتاء بانخفاضها ؛ لجواز أن يكون لكلا الأمرين مدخل في ذلك ، أحدهما يكون سببا جليا ، والآخر خفيا ، وإنما بينعليه‌السلام الخفي لخفائه ، دون الجلي لجلائه».

(٤) في شرح المازندراني : «وأنا عبد رب العالمين ، فيه إظهار العجز والمسكنة وغاية التذلل والانقياد». في المرآة : «قولهعليه‌السلام : وأنا عبد رب العالمين ، لعله كان في المجلس من يذهب مذهب الغلاة ، أو علمعليه‌السلام أن في قلب الراوي شيئا من ذلك فنفاه وأذعن بعبودية نفسه وأن الله هو رب العالمين».

(٥) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٢٢ ، ح ٢٥٦١٤ ؛ البحار ، ج ٥٨ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٧.

(٦) في الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٩ : «قضى نحبه ، أي مات على الوفاء بالعهد ، والنحب جاء بمعنى النذر أيضا ، وبمعنى الأجل والمدة ، والكل محتمل هنا». وفيه ذيل هذا الحديث : «في هذا الحديث إشارة إلى قولهعزوجل :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) [الأحزاب (٣٣) : ٢٣] وفيه تنبيه على أن العهد المشار إليه في الآية الكريمة هو حب عليعليه‌السلام أو ما يقتضيه ، وقد مضى تأويلها به في الحديث الأول من هذا الباب».

(٧) في «جت» : «ولا».

(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨١٢ ، ح ٣٠٨١.

(٩) في الوسائل والبحار والكافي ، ح ٢٥٠٠ : «على الناس».

(١٠) في «بف» والوافي : «يخبث».

٦٨٧

فيه سرائرهم وتحسن(١) فيه علانيتهم طمعا في الدنيا(٢) ، ولا يريدون به ما عند الله(٣) ربهم(٤) ، يكون دينهم(٥) رياء ، لايخالطهم(٦) خوف ، يعمهم الله منه(٧) بعقاب ، فيدعونه دعاء الغريق ، فلا يستجيب(٨) لهم».(٩)

حديث الفقهاء والعلماء

١٥٢٩٢ / ٤٧٧. عنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كانت الفقهاء والعلماء(١٠) إذا كتب بعضهم إلى بعض ، كتبوا بثلاثة(١١) ليس معهن رابعة(١٢) : من كانت همته(١٣) آخرته ، كفاه الله همه من الدنيا ؛ ومن أصلح سريرته ، أصلح الله علانيته ؛ ومن أصلح فيما(١٤) بينه وبين اللهعزوجل ، أصلح الله ـ تبارك وتعالى ـ فيما(١٥) بينه وبين الناس».(١٦)

__________________

(١) في «بح» : «ويحسن».

(٢) في «بن» : «للدنيا».

(٣) في الوسائل والبحار والكافي ، ح ٢٥٠٠ : ـ «الله».

(٤) في ثواب الأعمال : ـ «ربهم».

(٥) في ثواب الأعمال : «أمرهم».

(٦) في «م» : «لاتخالطهم». وفي «بن» وثواب الأعمال : «لايخالطه».

(٧) في الوسائل والبحار والكافي ، ح ٢٥٠٠ وثواب الأعمال : ـ «منه».

(٨) في «ن» وثواب الاعمال : «فلا تستجاب».

(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح ٢٥٠٠. وفي ثواب الأعمال ، ص ٣٠١ ، ح ٣ ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٥٥٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ١٤١ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٤.

(١٠) في الفقيه وثواب الأعمال والخصال والأمالي للصدوق : «والحكماء».

(١١) في الوافي والوسائل والفقيه وثواب الأعمال والأمالي للصدوق : «بثلاث».

(١٢) في «بف» : «منهن رابع».

(١٣) في «جت» وحاشية «د» : «همه». وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ : «من كان همه».

(١٤) في الوسائل : «ما».

(١٥) في «جت» والوسائل : «ما».

(١٦) ثواب الأعمال ، ص ٢١٦ ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ١٢٩ ، باب الثلاثة ، ح ١٣٣ ، بسندهما عن علي بن إبراهيم

٦٨٨

١٥٢٩٣ / ٤٧٨. الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن أسباط ، عن سعدان بن مسلم ، عن بعض أصحابنا :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «كان رجل بالمدينة يدخل مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : اللهم آنس وحشتي ، وصل وحدتي ، وارزقني جليسا صالحا ، فإذا هو برجل في أقصى المسجد فسلم عليه ، وقال له : من أنت يا عبد الله؟ فقال : أنا أبو ذر ، فقال الرجل : الله أكبر الله أكبر ، فقال أبو ذر : ولم تكبر يا عبد الله؟ فقال : إني دخلت المسجد فدعوت الله ـعزوجل ـ أن يؤنس وحشتي ، وأن يصل وحدتي ، وأن يرزقني جليسا صالحا ، فقال له أبو ذر : أنا أحق بالتكبير منك إذا(١) كنت ذلك الجليس ، فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنا وأنتم على ترعة(٢) يوم القيامة حتى يفرغ الناس من الحساب ، قم يا عبد الله ، فقد نهى السلطان(٣) عن مجالستي».(٤)

١٥٢٩٤ / ٤٧٩. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيأتي على الناس زمان لايبقى من القرآن إلا رسمه ، ومن الإسلام إلا اسمه ، يسمون به

__________________

عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام . وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٦ ، ح ٥٨٤٥ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٤ ، المجلس ٩ ، ح ٦ ، بسندهما عن إسماعيل بن مسلم ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام . الجعفريات ، ص ٢٣٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . نهج البلاغة ، ص ٥٥١ ، الحكمة ٤٢٣ ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٦٧ ، ح ١٩١٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٠٥٦١.

(١) في «ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» : «إذ».

(٢) في المرآة : «قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا وأنتم على ترعة ، أي قال ذلك مخاطبا لقوم كان أبوذر فيهم ، وإنما ذكر ذلك لتأييد كلام الرجل. قال الجزري : الترعة في الأصل : الروضة على المكان المرتفع خاصة ، فإذا كانت في المطمئن فهي روضة ، وقيل : الترعة : الدرجة ، وقيل : الباب. أقول : الأول هنا أظهر ، ويحتمل الثاني».

(٣) في الوافي : «السلطان كناية عن عثمان».

(٤) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٩٣ ، ح ٢٥٤٨٠ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٠٣ ، ح ١٤.

٦٨٩

وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود».(١)

١٥٢٩٥ / ٤٨٠. الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن الحسين بن يزيد ، قال :

سمعت الرضاعليه‌السلام بخراسان وهو يقول : «إنا أهل بيت ورثنا العفو من آل يعقوب(٢) ، وورثنا الشكر من آل داود».

وزعم أنه كان كلمة أخرى ونسيها محمد ، فقلت له : لعله قال(٣) : وورثنا الصبر من آل(٤) أيوب؟ فقال : ينبغي.

قال علي بن أسباط : وإنما(٥) قلت ذلك لأني سمعت يعقوب بن يقطين يحدث عن بعض رجاله ، قال : لما قدم أبو جعفر المنصور المدينة سنة قتل محمد وإبراهيم ابني(٦) عبد الله بن الحسن ، التفت إلى عمه عيسى بن علي ، فقال له : يا أبا العباس ، إن أمير المؤمنين(٧) قد رأى أن يعضد(٨) شجر(٩) المدينة ، وأن يعور(١٠) عيونها ، وأن

__________________

(١) ثواب الأعمال ، ص ٣٠١ ، ح ٤ ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم. كفاية الأثر ، ص ١٥ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : «إلا اسمه». نهج البلاغة ، ص ٥٤٠ ، الحكمة ٣٦٩ ، مع اختلاف وزيادة في آخره. كمال الدين ، ص ٦٦ ، مرسلا من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : «إلا اسمه» الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٥٥٤٥.

(٢) في الوافي : «في بعض النسخ : ورثنا الحسد من آل يعقوب ؛ يعني إنا محسودون كما كان يوسف محسودا».

(٣) في «د ، ع ، ل ، بح ، جت» : ـ «قال».

(٤) في «ل» : ـ «آل».

(٥) في «بف» : «إنما» بدون الواو.

(٦) في «د ، جت» وحاشية «بح» : «ابنا».

(٧) في المرآة : «قوله : إن أمير المؤمنين ، يريد نفسه لعنه الله».

(٨) «يعضد» أي يقطع ، وفعله من باب ضرب. راجع : المصباح المنير ، ص ٤١٥ (عضد).

(٩) في «بح» : «شجرة».

(١٠) في «ل» : «أن تغور». وفي «بن» : «أن تعور». وفي «بف» : «أن نعور». وفي «د» بالتاء والياء معا. وفي شرح

٦٩٠

يجعل(١) أعلاها أسفلها ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، هذا ابن عمك جعفر بن محمد بالحضرة ، فابعث إليه فسله(٢) عن هذا الرأي ، قال : فبعث إليه ، فأعلمه عيسى ، فأقبل عليه(٣) ، فقال له : «يا أمير المؤمنين ، إن داودعليه‌السلام أعطي فشكر ، وإن أيوبعليه‌السلام ابتلي فصبر ، وإن يوسفعليه‌السلام عفا بعد ما قدر ، فاعف ؛ فإنك من نسل أولئك(٤) ».(٥)

١٥٢٩٦ / ٤٨١. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن زرعة بن محمد ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٦) فقال : «كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين عير(٧) وأحد ، فخرجوا يطلبون الموضع ، فمروا بجبل يسمى حدادا(٨) ، فقالوا : حداد وأحد سواء ، فتفرقوا عنده ، فنزل بعضهم بتيماء(٩) ، وبعضهم بفدك ، وبعضهم بخيبر ، فاشتاق

__________________

المازندراني : «في النهاية : هو من عورت الركية وأعرتها وعرتها ، إذا طمستها وسددت أعينها التي ينبع منها الماء. وفي القاموس : عاره يعوره ويعيره : أتلفه. وفي بعض النسخ : يغور ، بالغين المعجمة من التغوير ، وهو إذهاب الماء عن وجه الأرض». وراجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣١٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٤ (عور).

(١) في «ل» : «أن تجعل».

(٢) في «بف ، جت ، جد» : «فسأله». وفي الوافي : «فاسأله».

(٣) في «جت» : «إليه».

(٤) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : فإنك من نسل اولئك ، أي من نسل أضرابهم وأشباههم من الأنبياء ، أي هكذا كان فعال الأنبياء وأنت من نسل الأنبياء فينبغي أن يكون فعالك كفعالهم ؛ إذ لم يكن من نسل هؤلاء الأنبياء ، أو هكذا كان فعال الأنبياء بأعيانهم ؛ لأنه كان من ولد إسماعيل».

(٥) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٧٢ ، ح ١٢٧٧.

(٦) البقرة (٢) : ٨٩.

(٧) «عير» : جبل بالمدينة. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٣ (عير).

(٨) في الوافي : «حداد». وفي المرآة : «قال الفيروزآبادي : حدد ، محركة : جبل بتيماء ، وقال : تيماء : اسم موضع. أقول : لعله زيد ألف حداد من النساخ ، أو كان الجبل يسمى بكل منهما». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٠٦ (حدد) ؛ وج ٢ ، ص ١٤٣٠ (تيم).

(٩) قال الفيومي : «تيماء وزان حمراء : موضع قريب من بادية الحجاز يخرج منها إلى الشام على طريق البلقاء ،

٦٩١

الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه(١) ، وقال لهم : أمر بكم ما بين عير وأحد ، فقالوا له : إذا مررت بهما فآذنا(٢) بهما ، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم : ذاك عير وهذا أحد ، فنزلوا عن ظهر إبله ، وقالوا : قد أصبنا بغيتنا(٣) ، فلا حاجة لنا في إبلك ، فاذهب حيث شئت.

وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر : أنا قد أصبنا الموضع ، فهلموا(٤) إلينا ، فكتبوا إليهم : أنا قد استقرت بنا الدار ، واتخذنا(٥) الأموال ، وما أقربنا منكم ، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم ، فاتخذوا بأرض المدينة الأموال ، فلما كثرت(٦) أموالهم بلغ تبع ، فغزاهم فتحصنوا منه ، فحاصرهم(٧) وكانوا يرقون لضعفاء(٨) أصحاب تبع(٩) ، فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير ، فبلغ ذلك تبع ، فرق لهم وآمنهم فنزلوا إليه(١٠) ، فقال لهم : إني قد استطبت بلادكم(١١) ، ولا أراني(١٢) إلا مقيما فيكم ، فقالوا له(١٣) : إنه ليس ذاك(١٤) لك ،

__________________

وهي حاضرة طيئ». وقال الطريحي : «تيماء : اسم أرض على عشر مراحل من مدينة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شاميا ، وعلى خمس مراحل من خيبر شاميا». المصباح المنير ، ص ٧٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٤ (تيم).

(١) «فتكاروا منه» أي استأجروا منه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢١٨ (كرا).

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وتفسير العياشي. وفي المطبوع : «آذنا». والإيذان : الإعلام بالشيء. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٤ (أذن).

(٣) البغية ، بالكسر والضم : الحاجة التي تبغيها ، أي تطلبها. المصباح المنير ، ص ٥٧ (بغي).

(٤) «فهلموا» أي تعالوا. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٠ (هلم).

(٥) في «بف» : «فاتخذنا».

(٦) في «بف» : «كثر».

(٧) في الوافي : «فحاصروهم».

(٨) في «بف» : «بضعفاء».

(٩) قال ابن الأثير : «تبع : ملك في الزمان الأول ، قيل : اسمه أسعد أبو كرب ، والتبابعة : ملوك اليمن ، قيل : كان لايسمى تبعا حتى يملك حضرموت وسبأ وحمير». النهاية ، ج ١ ، ص ١٨٠ (تبع).

(١٠) في «د» : «له».

(١١) «استطبت بلادكم» أي وجدته طيبا. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٦٥ (طيب).

(١٢) في تفسير العياشي : «ولا أرى».

(١٣) في «د ، ن ، بح ، بف» : ـ «له».

(١٤) في «م ، بح» وتفسير العياشي : «ذلك». وفي «بس ، جد» : «أن ذلك ليس» بدل «إنه ليس ذاك». وفي «ل» وحاشية «جت» : «أن ذاك ليس» بدلها.

٦٩٢

إنها مهاجر نبي ، وليس ذلك لأحد(١) حتى يكون ذلك ، فقال لهم : إني(٢) مخلف فيكم من أسرتي(٣) من إذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلف(٤) حيين : الأوس والخزرج ، فلما كثروا بها(٥) كانوا(٦) يتناولون أموال اليهود ، وكانت اليهود تقول لهم : أما لو قد(٧) بعث(٨) محمد ليخرجنكم(٩) من ديارنا وأموالنا ، فلما بعث اللهعزوجل محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله آمنت به الأنصار ، وكفرت به اليهود ، وهو قول اللهعزوجل :( وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ ) (١٠) ».(١١)

١٥٢٩٧ / ٤٨٢. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، قال :

سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى :( وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ) قال : «كان قوم فيما بين محمد وعيسى صلى الله عليهما ، وكانوا يتوعدون(١٢) أهل الأصنام بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويقولون : ليخرجن نبي ، فليكسرن أصنامكم ، وليفعلن بكم(١٣) وليفعلن(١٤) ، فلما خرج

__________________

(١) في المرآة : «قوله : ليس ذلك لأحد ، أي السلطنة في المدينة ؛ لأن نزوله فيها كان على جهة السلطنة».

(٢) في «د ، ع ، م ، بح ، بس ، جد» وتفسير العياشي : «فإني». وفي الوافي : «فإنني».

(٣) الاسرة : عشيرة الرجل وأهل بيته ؛ لأنه يتقوى بهم. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٨ (أسر).

(٤) في تفسير العياشي : + «فيهم».

(٥) في «م» وحاشية «د» : «فيها». وفي «د ، ع ، ل ، بس» : ـ «بها».

(٦) في «بن» : «وكانوا».

(٧) في «بف» وتفسير العياشي : ـ «قد».

(٨) في «جت» والوافي : + «فيكم».

(٩) في «م ، بف» وتفسير العياشي : «لنخرجنكم».

(١٠) البقرة (٢) : ٨٩.

(١١) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٤٩ ، ح ٦٩ ، عن أبي بصير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٢٦ ، ح ٢٥٥٠٧ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ٢٢٥ ، ذيل ح ٤٩.

(١٢) «التوعد» : التهدد بمعنى التهديد والتخويف. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٦٣ (وعد) ؛ وج ٣ ، ص ٤٣٣ (هدد).

(١٣) في «بح» : ـ «بكم».

(١٤) في الوافي : «ويفعلن».

٦٩٣

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كفروا به».(١)

١٥٢٩٨ / ٤٨٣. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب الخراز(٢) ، عن عمر بن حنظلة ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «خمس علامات قبل قيام القائم : الصيحة ، والسفياني ، والخسف(٣) ، وقتل النفس الزكية ، واليماني(٤) ».

فقلت : جعلت فداك ، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟

قال : «لا».

فلما كان من الغد ، تلوت هذه الآية( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) (٥) فقلت له : أهي الصيحة؟

فقال : «أما لو كانت(٦) ، خضعت أعناق أعداء اللهعزوجل ».(٧)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٢٧ ، ح ٢٥٥٠٨ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ٢٣١ ، ح ٥٣.

(٢) هكذا في «د ، ل ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد». وفي «ع ، م ، بف» والمطبوع والوسائل والبحار : «الخزاز». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدم ذيل ح ٧٥.

(٣) في «جت» والمرآة : «والخسفة».

(٤) في الوافي : «الصيحة : هي التي تأتي من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته ، وهي صيحتان كما يأتي. والسفياني : رجل من آل أبي سفيان يخرج بالشام يملك ثمانية أشهر. والخسف : هو ذهاب جيش السفياني إلى باطن الأرض بالبيداء ، وهو موضع في ما بين مكة والمدينة ، وفي بعض الروايات : خسف بالبيداء وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب. والنفس الزكية : غلام من آل محمد يقتل بين الركن والمقام ، اسمه محمد بن الحسن ، وزاد في بعض الأخبار قتل نفس زكية اخرى بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وقد مضى أيضا في رواية زرارة أنه لابد من قتل غلام بالمدينة. واليماني : رجل يخرج من يمن يدعو إلى المهديعليه‌السلام ». وفي شرح المازندراني : «لعل المراد بالنفس الزكية الحسني المذكور سابقا».

(٥) الشعراء (٢٦) : ٤.

(٦) في الوافي : «أما لو كانت ؛ يعني الآية ، أو الصيحة ، أو لو كانت الآية هي الصيحة». وفي المرآة : «قوله : فقلت له : أهي الصيحة؟ الظاهر أنهعليه‌السلام قرره على أن المراد بها الصيحة وبين أن الصيحة تصير سببا لخضوع أعناق أعداء الله».

(٧) الغيبة للنعماني ، ص ٢٥٢ ، ح ٩ ، بسنده عن أبي أيوب الخزاز. وفي كمال الدين ، ص ٦٥٠ ، ح ٧ ؛ والغيبة

٦٩٤

١٥٢٩٩ / ٤٨٤. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن علي الحلبي ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «اختلاف بني العباس(١) من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم».

قلت : وكيف النداء؟

قال : «ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون» قال : «وينادي(٢) مناد(٣) آخر(٤) النهار : ألا(٥) إن عثمان وشيعته هم الفائزون».(٦)

١٥٣٠٠ / ٤٨٥. عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زيد الشحام ، قال :

دخل قتادة بن دعامة(٧) على أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال : «يا قتادة ، أنت فقيه أهل

__________________

للطوسي ، ص ٤٣٦ ، بسندهما عن عمر بن حنظلة. وفي الخصال ، ص ٣٠٣ ، باب الخمسة ، ح ٨٢ ؛ وكمال الدين ، ص ٦٤٩ ، ح ١ ، بسند آخر ، وفي كل المصادر إلى قوله : «وقتل النفس الزكية واليماني» مع اختلاف يسير. وراجع : الغيبة للنعماني ، ص ٢٨٩ ، ح ٦ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٤٣ ، ح ٩٥٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٢ ، ح ١٩٩٧٠ ، إلى قوله : «أنخرج معه؟ قال : لا» ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ٧٤.

(١) في الوافي : «اختلاف بني العباس ، أي في ما بينهم في الملك والدولة ، وهو من علامات ظهورهعليه‌السلام . من المحتوم ، يعني ليس بموقوف للبداء ؛ إذ ليس مما يلحقه البداء».

(٢) في الوافي : «فينادي».

(٣) في شرح المازندراني : «المنادي الأول ملك ، والثاني شيطان ، ويفرق بينهما من كان يؤمن بولاية الصاحب قبل ومن شاء الله أن يهديه ، كما مر».

(٤) هكذا في «د ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي. وفي «ع ، ل» والمطبوع : «في آخر».

(٥) في «بف ، جد» : «وألا».

(٦) كمال الدين ، ص ٦٥٢ ، ح ١٤ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٤٣٥ ، ذيل الحديث ؛ وص ٤٥٤ ، بسند آخر ، وفي الأخير من قوله : «والنداء من المحتوم». الإرشاد ، ص ٣٧١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة ، وفي كل المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ، ح ٩٥٩ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٠٥ ، ح ٧٥.

(٧) في المرآة : «قتادة بن دعامة من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم ، روى عن أنس بن مالك وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب والحسن البصري».

٦٩٥

البصرة؟».

فقال : هكذا يزعمون.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «بلغني أنك تفسر القرآن؟».

فقال(١) له قتادة : نعم.

فقال له(٢) أبو جعفرعليه‌السلام : «بعلم تفسره أم(٣) بجهل؟».

قال : لا(٤) ، بعلم.(٥)

فقال له(٦) أبو جعفرعليه‌السلام : «فإن(٧) كنت تفسره بعلم ، فأنت أنت(٨) وأنا(٩) أسألك».

قال(١٠) قتادة : سل.

قال(١١) : «أخبرني عن قول الله ـعزوجل ـ في(١٢) سبإ :( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) (١٣) .

__________________

للطوسي ، ص ٤٣٦ ، بسندهما عن عمر بن حنظلة. وفي الخصال ، ص ٣٠٣ ، باب الخمسة ، ح ٨٢ ؛ وكمال الدين ، ص ٦٤٩ ، ح ١ ، بسند آخر ، وفي كل المصادر إلى قوله : «وقتل النفس الزكية واليماني» مع اختلاف يسير. وراجع : الغيبة للنعماني ، ص ٢٨٩ ، ح ٦ الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٤٣ ، ح ٩٥٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٢ ، ح ١٩٩٧٠ ، إلى قوله : «أنخرج معه؟ قال : لا» ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ٧٤.

(١) في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت» والوافي : «قال».

(٢) في «ل» : ـ «له».

(٣) في «م» : «أو».

(٤) في «ن» والوافي : + «بل».

(٥) في «د ، ل ، بن» : ـ «فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : بعلم تفسره أم بجهل؟ قال : لا ، بعلم».

(٦) في «بف» : ـ «له».

(٧) في «ن» : «إن».

(٨) في شرح المازندراني : «أي أنت المفسر الذي يجوز له التفسير والرجوع إليه ، والحاصل : أنت كامل في العلم. وفي هذا الخبر دلالة على أن متشابهات القرآن ، بل متشابهات الأحاديث أيضا وجب ردها إلى أهل الذكرعليهم‌السلام ولا يجوز التفسير بما استحسنه الرأي. واختلف مخالفونا فبعضهم قال : وجب الرد إلى الله سبحانه ، وذهب معظم المتكلمين إلى أنها تصرف عن ظاهرها المحال ، ثم تؤول على ما يليق ويقتضيه الحال».

وفي المرآة : «قوله : فأنت أنت ، أي فأنت العالم المتوحد الذي لايحتاج إلى المدح والوصف ، وينبغي أن يرجع إليك في العلوم».

(٩) في «بف» : «فأنا».

(١٠) في «ل ، بن» : «فقال». (١١) في «ل ، بن» : «فقال».

(١٢) في «بن» : + «سورة».

(١٣) سبأ (٣٤) : ١٨.

٦٩٦

فقال قتادة : ذلك(١) من خرج من بيته بزاد(٢) حلال(٣) ، وراحلة(٤) وكراء(٥) حلال يريد هذا البيت ، كان آمنا حتى يرجع إلى أهله.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «نشدتك الله(٦) يا قتادة ، هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال(٧) وراحلة(٨) وكراء حلال يريد هذا البيت ، فيقطع عليه الطريق ، فتذهب نفقته ، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه(٩) ».

قال قتادة : اللهم نعم.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «ويحك يا قتادة ، إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك ، فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال ، فقد هلكت وأهلكت.

ويحك يا قتادة ، ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم(١٠) هذا البيت عارفا بحقنا ، يهوانا قلبه ، كما قال اللهعزوجل :( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي

__________________

(١) في «د ، ل ، م ، ن ، جت ، جد» : «ذاك». وفي «بح» : «وذاك».

(٢) زاد المسافر : طعامه المتخذ لسفره. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٥٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٥٩ (زود).

(٣) في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والبحار ، ج ٢٤ : ـ «حلال».

(٤) الراحلة : البعير القوي على الأسفار والأحمال ، والذكر والانثى فيه سواء ، والهاء للمبالغة ، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر ، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ (رحل).

(٥) في «د ، ل ، ن ، بح ، جد» : «أو كراء». والكراء : بالكسر : اجرة المستأجر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٧٤٠ (كري).

(٦) يقال : نشدتك الله ، وانشدك الله وبالله ، ناشدتك الله وبالله ، أي سألتك وأقسمت عليك ، أي سألتك به مقسماعليك. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٣ (نشد).

(٧) في «م ، بح» والبحار ، ج ٢٤ : ـ «حلال».

(٨) في «د ، ل ، ن ، بف ، بن ، جد» والبحار ، ج ٤٦ : ـ «وراحلة».

(٩) في الوافي : «احتياجه». والاجتياح : الإهلاك والاستئصال ؛ من الجائحة ، وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها. النهاية ، ج ١ ، ص ٣١١ (جوح).

(١٠) في الوافي : «يؤم».

٦٩٧

إِلَيْهِمْ ) (١) ولم يعن البيت(٢) فيقول : إليه(٣) ، فنحن والله دعوة إبراهيمعليه‌السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته ، وإلا فلا.

يا قتادة ، فإذا(٤) كان كذلك ، كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة».

قال(٥) قتادة : لاجرم والله لافسرتها(٦) إلا هكذا(٧) .

__________________

(١) إبراهيم (١٤) : ٣٧.

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : ولم يعن البيت ، أي لايتوهم أن المراد ميل القلوب إلى البيت ، وإلا لقال : إليه ، بل كان مراد إبراهيم أن يجعل الله ذريته الذين أسكنهم عند البيت أنبياء وخلفاء يهوي إليهم قلوب الناس ، فالحج وسيلة للوصول إليهم وقد استجاب الله هذا الدعاء في النبي وأهل بيته ، فهم دعوة إبراهيم».

(٣) في «ن» : ـ «إليه».

(٤) في «بن» : «فإن».

(٥) في «بف ، بن» : «فقال».

(٦) في «م» : «لا افسرها».

(٧) في الوافي : «هكذا وجد هذا الحديث في نسخ الكافي ويشبه أن يكون قد سقط منه شيء ، وذلك لأن ما ذكره قتادة لا تعلق له بقوله تعالى :( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) [سبأ (٣٤) : ١٨] ، وانما يتعلق بقوله :( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) [آل عمران (٣) : ٩٧] ، وكذلك ما قاله الامامعليه‌السلام . وفيما ورد عن الصادقعليه‌السلام من سؤال تفسير الآيتين عن أبي حنيفة دلالة أيضا على ما ذكرناه من السقوط ، وهو ما رواه في علل الشرائع بإسناده عنهعليه‌السلام أنه قال لأبي حنيفة : «أنت فقيه أهل العراق؟» فقال : نعم ، قال : «فبم تفتيهم؟» قال : فبكتاب الله وسنة نبيه ، قال : «يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ من المنسوخ؟» فقال : نعم ، فقال : «يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ، ويلك ما جعل الله ذلك إلاعند أهل الكتاب الذي أنزله عليهم ، ويلك ولا هو إلاعند الحاضر من ذرية نبينا وما أراك تعرف من كتابه حرفا ، فإن كنت لما تقول ـ ولست كما تقول ـ فأخبرني عن قول الله تعالى :( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) أين ذلك من الأرض؟» قال : أحسبه ما بين مكة والمدينة ، فالتفت أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه فقال : «أتعلمون أن الناس يقطع عليهم ما بين المدينة ومكة فيؤخذ أموالهم ولا يأمنون على أنفسهم ويقتلون؟» قالوا : نعم ، فسكت أبوحنيفة فقال : «يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله تعالى :( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) أين ذلك من الأرض؟» قال : الكعبة ، قال : «أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟» فسكت ، الحديث». وراجع : علل الشرائع ، ص ٨٩ ، ح ٥.

وقال المحقق الشعراني في هامش الوافي : «قوله : قال : أحسبه ما بين مكة ومدينة ، ما ذكره أبوحنيفة أيضا لايرتبط مع الآية ؛ لأن خطاب ( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) إنما هو إلى أهل سبأ في الزمان الغابر ، لا إلى جميع الناس إلى يوم القيامة ، والظاهر أنه لم ينظر أبوحنيفة إلى صدر الآية وذيلها ، وانما يستشكل إن كان الصادق عليه‌السلام قررة على تفسيره ولم يقرره ، وكذلك في حديث قتادة ، ولا يبعد أن يغفل قتادة في تفسيره ، ولكن

٦٩٨

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «ويحك يا قتادة ، إنما يعرف القرآن من خوطب به».(١)

١٥٣٠١ / ٤٨٦. علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن مفضل بن صالح ، عن جابر :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : «قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني الروح الأمين أن الله لا إله غيره إذا وقف(٢) الخلائق وجمع الأولين والآخرين ، أتي بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد(٣) ، ولها هدة(٤) وتحطم(٥) وزفير وشهيق(٦) ، وإنها(٧)

__________________

الإشكال في تقرير الصادق عليه‌السلام إياه في الجملة ، حيث قال : «ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وكراء حلال يؤم هذا البيت عارفا بحقنايهوانا قلبه» ، وجه الاشكال أن هذا التفسير لايخالف ما نقل عن قتادة في عدم ارتباطه بالآية ، لكن محمد بن سنان راوي الخبر ضعيف لايعتد بما ينفرد به ، ثم إن الأمن المذكور في الآية : ( لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) إن كان المراد به الأمن في الدنيا لم يكن الشيعة أيضا آمنين في طريق الحج وزيارة الأئمة عليهم‌السلام ، وإن كان المراد الأمن في الآخرة لم يتم الحجة على قتادة ؛ إذ له أن يدعي أمن الحجاج فيها ، وأما قوله تعالى : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) فيصح أن يكون المراد به حكما تكليفيا ، أي يجب على المسلين والامراء أن لايتعرضوا لمن دخله بوجه ، وإن كان قاتلا وجانيا ، بل يضيق عليه حتى يخرج ، ويجوز أن يكون حكما تكوينيا بحسب الأغلب ، والأول أظهر وقد مر في كتاب الحج».

(١) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٤٢ ، ح ٢٥٥٣٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨٥ ، ح ٣٣٥٥٦ ، ملخصا ؛ البحار ، ج ٢٤ ، ص ٢٣٧ ، ح ٦ ؛ وج ٤٦ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢.

(٢) في تفسير القمي : «أبرز».

(٣) في الوافي : «جهنم عبارة عن باطن هذه النشأة إذا ظهرت في النشأة الاخرى وبرزت ، وإنما تقاد بألف زمام لأنها عالم التضاد ، فلا يجتمع أجزاؤها إلابأزمة التسخير بأيدي ملائكة غلاظ شداد».

(٤) قال الجوهري : «الهدة : صوت وقع الحائط ونحوه». وقال ابن الأثير : «الهدة : صوت ما يقع من السحاب». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٥ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٠ (هدد).

(٥) في تفسير القمي والأمالي للصدوق : «وغضب». والتحطم : التكسر ، والتلظي والتوقد ؛ مأخوذ من الحطمة ، هي النار ، أو الشديدة من النيران. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٤٣ (حطم).

(٦) الشهيق : مد النفس ورده ، والزفير : إخراجه بعد مده ، والشهيق : تردد البكاء في الصدر ، والزفير : صوت النار إذا توقدت. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٧٥٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٤ (زفر) ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٩١ (شهق).

(٧) في «د ، ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» : «إنها». بدون الواو.

٦٩٩

لتزفر الزفرة ، فلو لا أن الله ـعزوجل ـ أخرها(١) إلى الحساب لأهلكت الجميع ، ثم(٢) يخرج منها عنق يحيط(٣) بالخلائق : البر منهم والفاجر ، فما خلق الله عبدا من عباده ملك ولا نبي إلا وينادي(٤) : يا رب ، نفسي نفسي ، وأنت تقول : يا رب أمتي أمتي ، ثم يوضع(٥) عليها صراط(٦) أدق من الشعر(٧) ، وأحد من السيف(٨) ، عليه ثلاث قناطر(٩) : الأولى عليها الأمانة والرحمة(١٠) ، والثانية عليها الصلاة ، والثالثة عليها(١١) رب العالمين لا إله غيره ، فيكلفون(١٢) الممر عليها ، فتحبسهم الرحمة(١٣) والأمانة ، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة ، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره ، وهو قول الله تبارك وتعالى :( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) (١٤) والناس على الصراط ، فمتعلق(١٥) تزل قدمه ، وتثبت(١٦) قدمه والملائكة حولها ينادون : يا حليم يا كريم(١٧) ، اعف(١٨) واصفح ، وعد بفضلك

__________________

(١) في «بن» وتفسير القمي والأمالي للصدوق : «أخرهم».

(٢) في حاشية «د» : «لم».

(٣) في «د» : «تحيط».

(٤) في «د ، ع ، ل ، بف ، بن ، جد» وتفسير القمي : «ينادي» بدون الواو.

(٥) في «د ، ع ، ل ، بح ، بن ، جت ، جد» : «وضع».

(٦) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٤١٦ : «الصراط لغة : الطريق ، وعرفا : جسر يضرب على ظهر جهنم يمر الناس عليه إلى الجنة فينجوا المؤمنون على كيفيات مختلفة وهيئات متفاوتة». وفي الوافي : «الصراط : هو الطريق إلى الآخرة».

(٧) في «ن ، بف» : «الشعرة».

(٨) في تفسير العياشي والأمالي للصدوق : «أدق من حد السيف» بدل «أدق من الشعر وأحد من السيف».

(٩) القناطر : جمع القنطرة ، والقنطرة : الجسر. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٦ (قطر).

(١٠) في تفسير القمي والأمالي للصدوق : «والرحم».

(١١) في تفسير القمي والأمالي للصدوق : + «عدل».

(١٢) في «بف» : «فيتكلفون».

(١٣) في تفسير القمي : «الرحم».

(١٤) الفجر (٨٩) : ١٤. والمرصاد : الطريق والمكان يرصد فيه العدو. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٧٨ (رصد).

(١٥) في تفسير القمي : + «بيد».

(١٦) في الوافي : «ويثبت».

(١٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «م» والمطبوع : «يا كريم يا حليم».

(١٨) في الأمالي للصدوق : «اغفر».

٧٠٠