الكافي الجزء ١٥

الكافي6%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 84146 / تحميل: 5115
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

الرابع من كتابه مقتل الحسينعليه‌السلام .

وجلال الدين السيوطي في كتابه «رسالة الأزهار».

والحافظ أبو سعيد الخرگوشي في «شرف المصطفى».

والحافظ أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية.

والحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين.

والحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي.

وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين / باب ١٢.

والحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية.

وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / ٢٠.

والعلاّمة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب الأول.

وغير هؤلاء الأعلام من علماء العامة ومؤرّخيهم ذكروا عن أبي سعيد الخدري أنه قال [أنّ حسان بن ثابت قام بعد ما فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خطابه يوم الغدير ، فقال : يا رسول الله! أتأذن لي أن أقول أبياتا؟]

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «قل على بركة الله تعالى».

فصعد على مرتفع من الأرض وارتجل بهذه الأبيات :

[يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ فاسمع بالرسول مناديا

وقال : فمن مولاكم ووليّكم؟

فقالوا : ولم يبدوا هناك التّعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولم تلف منّا في الولاية عاصيا

فقال له : قم يا علي فإنّني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

من كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا]

هناك دعا : اللهم وال وليه

وكن للذي عادى عليا معاديا

٧٠١

فيتّضح ـ لكلّ منصف ـ من هذه الأبيات : أنّ الأصحاب والحاضرين في يوم الغدير فهموا من حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخطابه وعمله أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصب علياعليه‌السلام إماما وخليفة على الناس ، وأن رسول الله لم يقصد من كلمة المولى سوى الولاية والأولوية والتصرّف في شئون العامّة. فلذا صرّح بذلك حسّان في شعره بمسمع منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومراى :

فقال له [قم يا علي فانّني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا(١) ]

__________________

(١) نجد لغير حسان أيضا من الصحابة أبياتا تتضمّن هذا المعنى منهم الصحابي الجليل سيّد الخزرج قيس بن سعد الخزرجي الأنصاري ، كما ذكر أبيات شعره سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة / ٢٠ / فقال : إنّ قيس أنشدها بين يدي عليّعليه‌السلام في صفين :

قلت لمّا بغى العدوّ علينا :

حسبنا ربّنا ونعم الوكيل

حسبنا ربنا الذي فتح البصر

ة بالأمس والحديث طويل

ويقول فيها :

وعلي إمامنا وإمام

لسوانا أتى به التنزيل

يوم قال النبي : من كنت مولا

ه فهذا مولاه خطب جليل

إنما قاله النبي على الأمة

حتم ما فيه قال وقيل

ومنهم عمرو بن العاص مع ما كان يحمله من البغضاء والعداء على أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لكنه حينما تشاجر مع معاوية حول ولاية مصر وخراجه ردّ على كتاب معاوية بقصيدة معروفة بالجلجلية ، ولكي تعرف مصادرها من كتب العامّة راجع كتاب الغدير للعلامة الكبير والحبر الخيبر الأميني قدس‌سره : ج ٢ ص ١١٤ وما بعد. قال فيها :

[نصرناك من جهلنا يا ابن هند

على النبأ الأعظم الأفضل

وحيث رفعناك فوق الرءوس

نزلنا إلى أسفل الأسفل

٧٠٢

__________________

وكم قد سمعنا من المصطفى

وصايا مخصّصة في علي؟

وفي يوم «خمّ» رقى منبرا

يبلّغ والركب لم يرحل

وفي كفّه كفّه معلنا

ينادي بأمر العزيز العلي

ألست بكم منكم في النفوس

بأولى؟ فقالوا : بلى فافعل

فأنحله إمرة المؤمنين

من الله مستخلف المنحل

وقال : فمن كنت مولى له

فهذا له اليوم نعم الولي

فوال مواليه يا ذا الجلال

وعاد معادي أخ المرسل

ولا تنقضوا العهد من عترتي

فقاطعهم بي لم يوصل

وقال وليكم فاحفظوه

فمدخله فيكم مدخلي

فبخبخ شيخك لما رأى

عرى عقد حيدر لم تحلل]

إلى آخر قصيدته التي يقول فيها مخاطبا لمعاوية :

[فأنّك في إمرة المؤمنين

ودعوى الخلافة في معزل

ومالك فيها ولا ذرّة

ولا لجدّك بالأوّل

فإن كان بينكما نسبه

فأين الحسام من المنجل؟!

وأين الحصى من نجوم السما؟

وأين معاوية من علي؟!]

أيها القارئ الكريم فكر في معنى البيتين وأنصف!

[فأنحله إمرة المؤمنين

من الله مستخلف المنحل

وقال وليكم فاحفظوه

فمدخله فيكم مدخلي]

هكذا فهم عمرو بن العاص حديث النبي وخطابه في الغدير.

«المترجم»

٧٠٣

ولو كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقصد غير ما قاله حسّان لأمر بتغير شعره ولكنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيّد شعر حسّان وقال له «لا تزال مؤيّدا بروح القدس». وفي بعض الأخبار «لقد نطق روح القدس على لسانك!». وهذا البيت يؤيّد ويصدّق ما رواه الطبري في كتابه الولاية من خطبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم الغدير فقال فيما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«اسمعوا وأطيعوا فإنّ الله مولاكم وعليّ إمامكم ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة.

معاشر الناس هذا أخي ووصيّي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربي».

الذين نقضوا العهد

على أيّ تقدير ، سواء تفسّرون حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما نفسره نحن الشيعة ، أو بتفسيركم أنتم بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد من قوله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» أي المحب والناصر ، فممّا لا شك فيه أنّ الأصحاب خالفوا علياعليه‌السلام بعد رسول الله في قضية الخلافة وخذلوه ولم ينصروه ، فنقضوا العهد الذي أخذه منهم نبيهم في الإمام عليعليه‌السلام ، وهذا ما لا ينكره أحد من أهل العلم والاطّلاع من الفريقين.

فعلى تقدير معنى المولى وتفسيره بالمحب والناصر ، وأنّ النبي يوم الغدير أمر أصحابه أن يحبوا عليا وينصروه. فهل هجومهم على باب داره وإتيانهم النار ، وتهديدهم بحرق الدّار ومن فيها ، وترويعهم أهل البيت الشريف ، وإيذاؤهم فاطمة وأبناءها ، وإخراجهم عليا من البيت

٧٠٤

كرها مصلتين سيوفهم عليه ، يهدّدونه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر ، وضربهم حبيبة رسول الله وبضعته الزهراء حتى أسقطوا جنينها المحسن!!

فهل هذه الجرائم والجنايات التي ارتكبها كثير من الصحابة كان امتثالا لأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الغدير؟! أم كان خلافا له وهل كل ما فعلوه من حين السقيفة وبعدها إلى وفاة السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، يوافق ما فسّرتموه من معنى المولى؟ أم انبعثت وكشفت عن البغضاء والشحناء؟!

وهل هذه الأعمال الوحشية ، كانت المودّة التي فرضها الله على المسلمين لقربى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ ومن أقرب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة؟!

والله سبحانه يقول :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) .

وأمرهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصلة أقربائه وأمرهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يصلوا أقرباءه ولا يقطعوهم كما جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم ، وذكره الحمويني أيضا عن عكرمة عن ابن عباس كما نقله عنهما الحافظ سليمان القندوزي في ينابيع المودة / الباب الثالث والأربعون.

ونقله عن حلية الأولياء ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٩ / ١٧٠ / الخبر الثاني عشر / ط دار إحياء التراث العربي :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتى ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ورزقوا فهما

__________________

(١) سورة الشورى ، الآية ٢٣.

٧٠٥

وعلما ، فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي».

وكلهم قد عاهدوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على مودّة أهل بيته ولكنهم نقضوا العهد ، وكأنّهم ما سمعوا ولم يقرءوا كتاب الله العزيز حيث يقول :( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (١) .

فاتركوا التعصب واتبعوا الحق تسعدوا!

الحافظ : لا نسمح لكم أن تنسبوا صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى نقض العهد والميثاق ، وهم المجاهدون في سبيل الله والصابرون في سوح القتال والمتحمّلون ضربات السيوف وطعنات الرماح!!

كيف تجيزون أنفسكم أن تنسبوا أولئك المؤمنين والمجاهدين إلى نقض العهد والميثاق؟!

إنّ تهجّمكم على الصحابة الكرام وتجرّأكم عليهم بنسبة ما لا يليق بهم سبب لتكفيركم عند أكثر أهل السنّة.

قلت : إن كان هذا الأمر سببا تكفيرنا ، فالصحابة كلهم كافرون! وعلماؤكم وأعلامكم أكثرهم كافرون! لأنّنا ننقل عنهم ، ولا نقول شيء بغير دليل ، وإنما دائما نذكر مصادر ما نقوله فيهم من كتبكم ومسانيدكم وهذا واضح للحاضرين في ما تحدثنا وناقشناه في المجالس السالفة.

ولكننا نمتاز بأننا نضع النقاط على الحروف ونلفت أنظار المسلمين إلى أعمال الصحابة وأفعالهم ، فنمدح محسنهم ونؤيّد حسناته ليرغب

__________________

(١) سورة الرعد ، الآية ٢٥.

٧٠٦

المؤمنون بالتأسّي والاقتداء بهم ، ويحبّونهم لحب الله وحبّ الخير والحق والاحسان.

ونقدح بالمسيء من الصحابة ونذمّهم لسيئاتهم ومنكراتهم وما عملوا من الباطل ، حتى يتبرّأ المؤمنون منهم ، ويستنكروا أفعالهم المنافية للإيمان والوجدان وللسنّة والقرآن!! لكي لا يرتكبوها ولا يكرّروها بحجّة الاقتداء بالصحابة ، فإنّ منهم الصالحين ومنهم الطالحين.

ملخص الكلام : نحن إنّما ننشر فضائل المحسنين وفضائح المسيئين من الصحابة ، من باب نشر المعروف وإنكار المنكر ، ولكي نعطي كل ذي حقّ حقّه.

فإن تنكرون علينا هذا الأمر وتكفّرونا من أجله ، فالأحرى أن تنكروا على صحابة الرسول وتكفّروهم حتى الشيخين! لأنهم كانوا ينتقدون بعضهم بعضا ويطعن بعضهم في بعض وكانوا يتساببون ويتقاتلون!! وإنّ أحداث السقيفة وهجوم القوم على دار فاطمةعليها‌السلام وأحداث قتل عثمان وحرب الجمل وصفّين أدلّ دليل على ذلك.

وأنتم إمّا تجهلون الحقائق أو تتجاهلون ، أو أنّ محبّتكم للصحابة وصلت إلى حدّ المثل الشائع :

«حبّ الشيء يعمي ويصم» ، لذلك حينما تسمع مني بأنّ الصحابة بعضهم نقضوا عهد الله وميثاقه الذي أخذه عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتغضب وتتعصّب للصحابة وتنكر الخبر!! ومقتضى الحال أن تطالبني بالدليل قبل أن تغضب وتتعصب.

الحافظ : الآن أطالبك بدليلك ، فات به إن كنت من الصادقين!

٧٠٧

أكثرهم نقضوا العهد

أولا : ثبت عند كل عالم ذي وجدان وصاحب ضمير ، أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الغدير أخذ العهد والميثاق من أصحابه على حب عليّ ونصرته وموالاته وطاعته ، فيا ترى هل نصروه في أحداث السقيفة وما بعدها أم خذلوه؟ ونقضوا عهد الله وميثاقه الذي أخذه عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الغدير وخالفوه؟!

ثانيا : قد صدر منهم في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقض العهد أيضا ، فإنهم بايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعاهدوه على أن يقاتلوا دونه ولا يتركوه في المعركة ولا يولّوا الدّبر للأعداء ، بل يقابلوهم وجها لوجه حتى ينالوا إحدى الحسنيين. ولقد حذّرهم الله سبحانه من الفرار والهزيمة في القتال والجهاد فقال :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ* وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (١) .

وقد ذكر كثير من محدثيكم ومؤرخيكم أنّ كثيرا من الأصحاب انهزموا وفرّوا يوم حنين ، وأجمعوا أنّ جلهم فروا يوم أحد وفي خيبر ومنهم الشيخان وعثمان :

أخرج ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ١٥ / ٢٤ / طبع دار إحياء التراث العربي عن الواقدي قال [.. وكان ممن ولى : عمر وعثمان والحارث بن حاطب وثعلبة بن حاطب وسواد بن غزية وسعد

__________________

(١) سورة الأنفال ، الآية ١٥ و ١٦.

٧٠٨

ابن عثمان وعقبة بن عثمان وخارجة بن عمر ولقيتهم أم أيمن تحثى في وجوههم التراب وتقول لبعضهم : هاك المغزل فاغزل به!!]

واحتجّ من قال بفرار عمر بما رواه الواقدي في كتاب المغازي في قصة الحديبية ، قال [قال عمر يومئذ : يا رسول الله ، ألم تكن حدّثتنا أنك ستدخل المسجد الحرام وتأخذ مفتاح الكعبة وتعرّف مع المعرّفين وهدينا لم يصل إلى البيت ولا نحر؟!! فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أقلت لكم في سفركم هذا؟». قال عمر : لا.

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أما إنكم ستدخلونه وآخذ مفتاح الكعبة وأحلق رأسي ورءوسكم ببطن مكة وأعرّف مع المعرّفين ؛ ثم أقبلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على عمر وقال : أنسيتم يوم احد( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ ) (١) وأنا أدعوكم في أخراكم!

أنسيتم يوم الأحزاب( إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) (٢) !».

أنسيتم يوم كذا! وجعلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يذكّرهم أمورا.

أنسيتم يوم كذا!

فقال المسلمون : صدق الله وصدق رسوله ، أنت يا رسول الله أعلم بالله منا.

فلمّا دخل عام القضيّة وحلق رأسه قال «هذا الذي كنت وعدتكم به». فلما كان يوم الفتح وأخذ مفتاح الكعبة قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أدعوا إليّ عمر بن الخطاب ، فجاء فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذا الذي كنت قلت لكم».

قالوا : فلو لم يكن فرّ يوم أحد لما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له : أنسيتم يوم أحد

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ١٥٣.

(٢) سورة الأحزاب ، الآية ١٠.

٧٠٩

( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ ) (١) (٢) ]

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ١٥٣.

(٢) قال الله سبحانه في سورة التوبة الآية ٢٥ :( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ) .

فيا ترى من هؤلاء الذين ولّوا مدبرين؟

أخرج البخاري في : ج ٣ / ٦٧ / طبع عيسى البابي الحلبي بمصر : عن أبي محمد مولى أبي قتادة قال [لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين ، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله ، فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني فضربت يده فقطعتها وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطّاب في الناس! فقلت له : ما شأن الناس؟ قال : أمر الله

وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا ) آل عمران / ١٥٥.

اتفق المفسرون أنّ الآية تشير إلى الفارّين يوم أحد وكان منهم عمر وعثمان.]

ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٥ / ٢٠ / طبعة دار إحياء التراث العربي عن الواقدي قال : وبايعه يومئذ على الموت ثمانية : ثلاثة من المهاجرين ، وخمسة من الأنصار ، فأمّا المهاجرون فعليّ عليه‌السلام وطلحة والزبير ؛ وأمّا الأنصار فأبو دجانة والحارث بن الصمّة والحباب بن المنذر وعاصم بن ثابت وسهل بن حنيف ، ولم يقتل منهم ذلك اليوم أحد ؛ وأمّا باقي المسلمين ففرّوا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوهم في أخراهم.]

قال ابن أبي الحديد : قلت قد اختلف في عمر بن الخطاب هل ثبت يومئذ أم لا؟ مع اتفاق الرواة كافّة على أنّ عثمان لم يثبت ، فالواقدي ذكر أنّه [أي عمر] لم يثبت الخ] وقال الفخر الرازي في مفاتيح الغيب : ج ٩ / ٥٢ : ومن المنهزمين [عمر ، إلا أنّه لم يكن في أوائل المنهزمين ومنهم عثمان انهزم مع رجلين من الأنصار يقال

٧١٠

__________________

لهما : سعد وعقبة انهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا ، ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام]

وقال الآلوسي في تفسيره روح المعاني : ج ٤ / ٩٩ [فقد ذكر أبو القاسم البلخي أنّه لم يبق مع النبي (صلى الله عليه وسلّم) يوم أحد إلا ثلاثة عشر نفسا ، خمسة من المهاجرين : أبو بكر وعليّ وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص ، والباقون من الأنصار وأمّا سائر المنهزمين فقد اجتمعوا على الجبل ، وعمر بن الخطاب (رض) كان من هذا الصنف كما في خبر ابن جرير.]

وقال النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن : ج ٤ / ١١٢ ـ ١١٣ بهامش تفسير الطبري [الذي تدل عليه الأخبار في الجملة أنّ نفرا قليلا تولّوا ، وابعدوا فمنهم من دخل المدينة ومنهم من ذهب إلى سائر الجوانب ومن المنهزمين عمر.]

وقال السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور : ج ٢ / ٨٨ ـ ٨٩ : قال [أي عمر] [لما كان يوم أحد هزمناهم ، ففررت حتى صعدت الجبل ، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى.]

ثم قال السيوطي : أخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال [كان الذين ولوا الدبر يومئذ : عثمان بن عفّان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان من الأنصار من بني زريق.]

أقول : وأخرجه الطبري أيضا في تفسيره جامع البيان : ج ٤ / ٩٥ ـ ٩٦.

قال الزمخشري : استزلّهم ، طلب منهم الزلل ، ودعاهم إليه ببعض ما كسبوا من ذنوبهم.

فمعناه ، الذين فرّوا يوم أحد إنما أطاعوا الشيطان إذ دعاهم إلى نفسه بالفرار من الجهاد في سبيل الله ، ففرّوا من الله سبحانه إلى حيث أمرهم الشيطان!!

وقال السيوطي في الدر المنثور : ج ٢ / ٨٨ ـ ٨٩ : عن سعيد بن جبير [إن الذين تولّوا منكم ، يعني : انصرفوا عن القتال منهزمين يوم التقى الجمعان ، يوم أحد حين التقى جمع المسلمين وجمع المشركين ، فانهزم المسلمون عن النبي (صلّى الله عليه

٧١١

__________________

[وآله] وسلّم) وبقي في ثمانية عشر رجلا ، إنّما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ، يعني : تركوا المركز.]

أقول : وقد اشتهر بين المحدثين والمؤرخين فرار الشيخين في أحد ، فكما قرأت أقوالهم عن فرار عمر وعثمان هلمّ معي إلى ما نقلوه عن أبي بكر.

قال المتقي الهندي في كنز العمال : ج ٥ / ٢٧٤ : عن عائشة قالت : كان أبو بكر اذا ذكر أحد بكى ـ إلى أن قالت ـ ثم أنشأ ـ يحدّث ، قال [كنت أوّل من فاء يوم أحد.]. (الحديث).

أقول : الفيء الرجوع ، ومع الواضح أنه لا رجوع الاّ بعد الهزيمة والفرار.

قال في كنز العمال : أخرجه الطيالسي وابن سعد وابن السني والشاشي والبزّار والطبراني في الأوسط وابن حبّان والدارقطني في الإفراد وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر والضياء المقدسي ، انتهى.

أقول : ونقل كثير من أعلام السنة روايات في فرار أبي بكر وعمر يوم خيبر ، فقد أخرج علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ / ١٢٤ / عن ابن عباس أنه قال [بعث رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) إلى خيبر ، أحسبه قال : أبا بكر ، فرجع منهزما ومن معه ، فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه الخ.]

وفي كنز العمال : ج ٦ / ٣٩٤ / أخرج بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال :

[فإنّ رسول الله (ص) بعث أبا بكر ـ يعني يوم خيبر ـ فسار بالناس ، فانهزم حتى رجع عليه وبعث عمر فانهزم بالناس ، حتى انتهى إليه الخ] قال في كنز العمال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن ماجه والبزار وابن جرير وصححه والطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل والضياء المقدسي.

٧١٢

__________________

وفي مستدرك الصحيحين : ج ٣ / ٣٨ [روى بسنده عن جابر أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دفع الراية يوم خيبر إلى عمر فانطلق فرجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه. قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم.]

أقول : لقد أفتى كثير من العلماء وفقهاء الفريقين ، أنّ الفرار من الزحف ، من الذنوب الكبيرة التي لا كفّارة لها. كالشرك. مستندين إلى ما رواه المحدثون : «خمس ليس لهنّ كفّارة : الشرك بالله ، وقتل النفس بغير حق ـ إلى أن قال ـ والفرار من الزحف. أخرجه المناوي في فيض القدير : ج ٣ ص ٤٥٨ في شرح الجامع الصغير للسيوطي.

قال : أخرجه أحمد بن حنبل في المسند وأبو الشيخ في التوبيخ عن أبي هريرة (وقال في الشرح) ورواه عنه الديلمي.

أقول : أيها القارئ الكريم بالله عليك! أنصف!! أين هؤلاء الفارون من حيدرة الكرّار؟ الذي روى في حقه ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٤ ص ٢٥٠ ـ ٢٥١ / طبع دار إحياء التراث العربي قال : [وسمع ذلك اليوم ـ أي يوم أحد ـ صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مرارا :

لا سيف إلاّ ذو الفقار

ولا فتى إلاّ علي

فسئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنه ، فقال «هذا جبرائيل»].

وبعد نقله الخبر قال ابن أبي الحديد : وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدّثين وهو من الأخبار المشهورة ، ووقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن إسحاق ، ورأيت بعضها خاليا عنه ، وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة رحمه‌الله عن هذا الخبر ، فقال : خبر صحيح ، فقلت : فما بال الصحاح لم تشتمل عليه؟ قال : أو كلّ ما كان صحيحا ، تشتمل عليه كتب الصحاح؟ كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة!

٧١٣

هذا الخبر حينما ينقله ابن أبي الحديد وغيره فلا بأس عليه ، ولكن نحن الشيعة إذا نقلناه ، فأنتم علماء العامّة تتعصّبون وتتهجّمون علينا وتحرّكون الجهلة والعوام وتقولون بأنّ الرافضة يهينون الصحابة وينالون من الشيخين!! هذا لأنكم تسيئون بنا الظنون وعلى حدّ قول الشاعر :

وعين الرضا عن كل عيب كليله

ولكنّ عين السخط تبدي المساويا

ولذلك فلنا معكم موقف عسير في يوم القيامة إذا شكوناكم إلى الله العدل الحكيم ليحكم بيننا ويأخذ منكم حقّنا ويعاقبكم على ظلمكم إذ تفتون علينا بالكفر! وتؤيّدون الذين ظلموا ؛ ومن رضي بعمل قوم حشر معهم ،( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (١) .

الحافظ : نحن ما ظلمناكم ولا نؤيد الظالمين وهذا افتراء علينا.

قلت : الظلم الذي جرى علينا كثير ، ولو تغاضينا وعفونا عن بعضها فلا نعفو عن هجومهم على بيت أمّي فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، وإيذائها وغصبهم حقها ، فإنّي من ذراريها ويحقّ لي أن أقيم الدعوى

__________________

أقول : وأما فتح خيبر على يد الإمام عليعليه‌السلام فهو «نار على علم» وليس له منكر في العالمين.

فأين هذا المجاهد الفاتح والصابر الناجح عن أولئك المنهزمين الجبناء.

[فإن يك بينهما نسبة

فأين الحسام من المنجل؟]

وأين الحصى من نجوم السماء؟ وأين أولئكم من علي عليه‌السلام ؟

(١) سورة الشعراء ، الآية ٢٢٧. «المترجم»

٧١٤

على من ظلمها وضربها وأسقط جنينها واغتصب فدكها!!

الحافظ : نحن ما كنّا في ذلك الزمان حتى نعرف الحقائق وهذه الدعاوى تحتاج إلى الإثبات.

قلت : نعم نحن ما كنّا في ذلك الزمان ، ولكن الروايات والأحاديث التي نقلها المؤرخون والمحدثون تكون بمثابة شهود القضية والواقعة ، لا سيما إذا كان الرواة والمؤرخون من أعلامكم.

فدك وما يدور حولها

فدك وعوالي سبع قرى زراعيّة حوالي المدينة المنورة كانت تمتد من سفح الجبال إلى سيف البحر ومن العريش إلى دومة الجندل.

قال ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان في كتابه الآخر فتوح البلدان : ج ٦ / ٣٤٣.

وأحمد بن يحيى البلاذري في تاريخه.

وابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٦ / ٢١٠ / واللفظ للأخير : عن كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري بسنده عن الزهري قال [بقيت بقيّة من أهل خيبر تحصّنوا ، فسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يحقن دماءهم ويسيّرهم ، ففعل ، فسمع ذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك ، وكانت للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاصّة ، لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.

قال أبو بكر : وروى محمد بن إسحاق أيضا ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا فرغ من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك ، فبعثوا إلى

٧١٥

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصالحوه على النصف من فدك ، فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطريق ، أو بعد ما أقام بالمدينة فقبل ذلك منهم ، وكانت فدك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خالصة له ، لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. قال : وقد روى أنّه صالحهم عليها كلها ، الله أعلم أيّ الامرين كان! انتهى كلام الجوهري.]

وما نقله الطبري في تاريخه قريب من كلام الجوهري بل كلام كل المؤرخين والمحدثين عن فدك يقارب كلام الجوهري.

فدك حق فاطمةعليها‌السلام

بعد ما رجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة المنوّرة نزل جبرئيل من عند الرب الجليل بالآية الكريمة :( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) (١) .

فانشغل فكر النبي بذي القربى ، من هم؟ وما حقهم؟ فنزل جبرئيل ثانيا عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : إنّ الله سبحانه يأمرك أن تعطي فدكا لفاطمةعليها‌السلام فطلب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته فاطمةعليها‌السلام وقال : إنّ الله تعالى أمرني أن أدفع إليك فدكا ، فمنحها وتصرّفت هي فيها وأخذت حاصلها فكانت تنفقها على المساكين.

الحافظ : هل هذا الحديث في تفسير الآية الكريمة موجود في كتب علمائنا أيضا؟ أم يخصّ تفاسيركم؟

قلت : لقد صرّح بهذا التفسير كبار مفسريكم وأعلامهم منهم :

__________________

(١) سورة الأسراء ، الآية ٢٦.

٧١٦

الثعلبي في تفسير كشف البيان ، وجلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور : ج ٤ رواه عن الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المتوفى عام ٣٥٢ ، وأبو القاسم الحاكم الحسكاني والمتقي الهندي في كنز العمّال وابن كثير الدّمشقي الفقيه الشافعي في تاريخه والشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودة / باب ٣٩ نقلا عن الثعلبي وعن جمع الفوائد وعيون الأخبار أنّه لما نزلت :( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة فأعطاها فدك الكبير.

فكانت فدك في يد فاطمةعليها‌السلام يعمل عليها عمّالها ، ويأتون إليها بحاصلها في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي كانت تتصرّف فيها كيفما شاءت ، تنفق على نفسها وعيالها أو تتصدق بها على الفقراء والمعوزين.

ولكن بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسل أبو بكر جماعة فأخرجوا عمّال فاطمة من فدك وغصبوها وتصرّفوا فيها تصرّفا عدوانيا!

الحافظ : حاشا أبو بكر أن يتصرّف في ملك فاطمة تصرّفا عدوانيا ، وإنما كان سمع من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله : «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ، ما تركناه صدقة». وقد استند إلى هذا الحديث الشريف وأخذ فدكا.

هل الأنبياء لا يورّثون؟

قلت : أولا : نحن نقول : بأنّ فدك كانت نحلة وهبة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمةعليها‌السلام وهي استلمتها وتصرّفت فيها فهيعليها‌السلام كانت متصرّفة في فدك حين أخذها أبو بكر. وما كانت إرثا.

٧١٧

ثانيا : الحديث الذي استند إليه أبو بكر مردود غير مقبول لأنه حديث موضوع لوجود اشكالات فيه.

الحافظ : ما هي إشكالاتكم؟ ولما ذا يكون مردودا؟

قلت : أولا : واضع الحديث عند ما وضع على لسانه بأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» قد غفل عن آيات المواريث التي جاءت في القرآن الحكيم ، في توريث الأنبياء ، ولو كان يقول : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : أنا لا أورّث لكان له مخلص من آيات توريث الأنبياء في القرآن فالصيغة الأولى : نحن معاشر الأنبياء لا نورث تعارض نصّ القرآن الحكيم ، فتكذيب أبي بكر وردّه أولى من نسبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى ما يخالف كتاب الله عزّ وجلّ.

كما أنّ فاطمة الزهراءعليها‌السلام أيضا احتجّت على أبي بكر وردّته وردّت حديثه بالاستناد إلى القرآن الحكيم فإنه أقوى حجة وأدلّ دليل وأكبر برهان.

استدلال الزهراءعليها‌السلام وخطبتها

نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٦ / ٢١١ / طبع دار إحياء التراث العربي ، عن أبي بكر الجوهري بإسناده عن طرق مختلفة تنتهي إلى زينب الكبرى بنت فاطمة الزهراء وإلى الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيهعليه‌السلام وإلى الإمام الباقر بن جعفر ـ محمد بن علي ـ عليهما السّلام وإلى عبد الله بن الحسن المثنى ابن الامام الحسن السبطعليه‌السلام قالوا جميعا [لمّا بلغ فاطمةعليها‌السلام إجماع أبي بكر على منعها فدكا ، لاثت خمارها ، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ في ذيولها ،

٧١٨

ما تخرم مشيتها مشيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتى دخلت على أبي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار ، فضرب بينها وبينهم ريطة بيضاء ، ـ وقال بعضهم : قبطيّة ، وقالوا : قبطية بالكسر والضم ـ ثم أنت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم ، ثم قالت : ابتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطّول والمجد ، الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم.]

وذكر خطبة طويلة جيدة قالت في آخرها : فاتّقوا الله حقّ تقاته ، وأطيعوه فيما أمركم به ، فإنّما يخشى الله من عباده العلماء ، واحمدوا الله الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة.

ونحن وسيلته في خلقه ، ونحن خاصّته ومحل قدسه ، ونحن حجّته في غيبه ، ونحن ورثة أنبيائه.

ثم قالت : أنا فاطمة ابنة محمد ، أقول عودا على بدء ، وما أقول ذلك سرفا ولا شططا ، فاسمعوا باسماع واعية وقلوب راعية! ثم قالت :( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) (١) فان تعزوه ابي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ثم ذكرت كلاما طويلا تقول في آخره : ثم أنتم الآن تزعمون ان لا إرث لي!( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) ؟(٢) إيها معاشر المسلمين! أبتزّ إرث أبي!

يا ابن أبي قحافة! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي!! لقد جئت شيئا فريّا!! إلى آخر خطبتها(٣) .

__________________

(١) سورة التوبة ، الآية ١٢٨.

(٢) سورة المائدة ، الآية ٥٠.

(٣) أقول : وروى ابن أبي الحديد هذه الخطبة عن طريق عروة عن عائشة ، في شرح

٧١٩

وجاء في بعض الروايات كما في كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري وغيره ، أنها قالت في خطبتها :

[أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم!

إذ يقول الله جلّ ثناؤه :( وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ ) (١) .

واختص من خبر يحيى وزكريّا إذ قال : ربّ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) (٢) .

وقال تبارك وتعالى :( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ

__________________

النهج ١٦ / ٢٥١ / طبع دار إحياء التراث العربي ، فقد روت عائشة خطبة فاطمة مشابهة لما مرّ وفيها قالت فاطمة. [.. حتى إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ، ظهرت حسيكة النّفاق وشمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين واطلع الشيطان رأسه صارخا بكم ، فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين ، ولقربه متلاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، وأحمشكم* فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا يندمل ، إنما زعمتم ذلك خوف الفتنة( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) فهيهات! وأنّى بكم وأنّى تؤفكون!! وكتاب الله بين أظهركم ، زواجره بيّنة وشواهده لائحة وأوامره واضحة ، أرغبة عنه تريدون ، أم لغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلا!( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ ) ثم لم تلبثوا إلاّ ريث أن تسكن نفرتها ، تسرّون حسوا في ارتغاء ، ونحن نصبر منكم على مثل حزّ المدى ، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا ،( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) .

يا ابن أبي قحافة! أترث أباك ولا أرث أبي؟! لقد جئت شيئا فريّا! فدونكها مخطومة مرحولة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون! إلى آخر الخبر.] «المترجم»

(١) سورة النمل ، الآية ١٦.

(٢) سورة مريم ، الآية ٦.

٧٢٠

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

استأذنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام أنا والحارث بن المغيرة النصري(١) ومنصور الصيقل ، فواعدنا دار طاهر مولاه ، فصلينا العصر ، ثم رحنا(٢) إليه ، فوجدناه(٣) متكئا على سرير قريب من الأرض ، فجلسنا حوله ، ثم استوى جالسا ، ثم أرسل رجليه حتى وضع قدميه على الأرض ، ثم قال : «الحمد لله(٤) ذهب(٥) الناس يمينا وشمالا : فرقة مرجئة(٦) ، وفرقة خوارج ، وفرقة قدرية ، وسميتم أنتم الترابية».

ثم قال بيمين منه : «أما والله ، ما هو إلا الله وحده لاشريك له ورسوله وآل رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وشيعتهم كرم الله وجوههم ، وما كان سوى ذلك فلا ، كان(٧) علي والله أولى الناس بالناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » يقولها ثلاثا.(٨)

__________________

المصادر الرجالية. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٨١ ، الرقم ٤٧٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢١٩ ، الرقم ٣٢٢.

(١) في «ع ، ل ، بف ، جت» : «النضري» ، وهو سهو ، كما تقدم غير مرة. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٩ ، الرقم ٣٦١ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٦٩ ، الرقم ٢٦٥ ؛ رجال البرقي ، ص ١٥ وص ٣٩.

(٢) في «ن» وحاشية «د» : «رجعنا».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي «ع» والمطبوع : «فوجدنا».

(٤) هكذا في اكثر النسخ والوافي. وفي «ع ، بف ، جد» والمطبوع : + «الذي».

(٥) في «بف» : «أذهب».

(٦) الإرجاء على معنيين : أحدهما بمعنى التأخير ، والثاني إعطاء الرجاء ، أما إطلاق أسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول فصحيح ؛ لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد ، وأما بالمعنى الثاني فظاهر ؛ فإنهم كانوا يقولون : لا تضر مع الإيمان معصية ، كما لا تنفع مع الكفرة طاعة ، أو الإرجاء : تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة ، أو هو تأخير أميرالمؤمنينعليه‌السلام عن مرتبته. والمرجئة أربعة أصناف : مرجئة الخوارج ، ومرجئة القدرية ، ومرجئة الجبرية ، ومرجئة الخالصة. الملل والنحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ١٣٩.

(٧) في «بف» : «قد كان».

(٨) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٥١ ، من قوله : «الحمد لله الذي ذهب الناس يمينا» ؛ والمحاسن ، ص ١٥٦ ، كتاب الصفوة ، ح ٨٦ ، بسندهما عن سعيد بن يسار ، وتمام الرواية في الأخير : «دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو على سرير فقال : يا سعيد إن طائفة سميت المرجئة وطائفة سميت الخوارج وسميتم الترابية» الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٢٣ ، ح ٣٠٩٣.

٧٤١

١٥٣٣٦ / ٥٢١. عنه(١) ، عن أحمد ، عن علي بن المستورد(٢) النخعي ، عمن رواه :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن من الملائكة الذين في السماء(٣) الدنيا(٤) ليطلعون على(٥) الواحد والاثنين والثلاثة ، وهم يذكرون فضل آل محمدعليهم‌السلام ، فيقولون(٦) : أما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمدعليهم‌السلام ؟ فتقول(٧) الطائفة الأخرى من الملائكة :( ذلِكَ (٨) فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ».(٩)

١٥٣٣٧ / ٥٢٢. عنه(١٠) ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن حنظلة :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «يا عمر ، لاتحملوا على شيعتنا(١١) ، وارفقوا بهم ؛ فإن الناس لايحتملون(١٢) ما تحملون(١٣) ».(١٤)

١٥٣٣٨ / ٥٢٣. محمد بن أحمد القمي ، عن عمه عبد الله بن الصلت ، عن يونس بن عبد

__________________

(١) الضمير راجع إلى محمد بن يحيى المذكور في سند الحديث ٥١٨.

(٢) لم نجد لعلي بن المستورد ذكرا في موضع. وقد تقدم الخبر في الكافي ، ح ٢١٢٤ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن المستورد النخعي. والمستورد هذا ، هو المستورد بن نهيك النخعي المذكور في رجال الطوسي ، ص ٣١٢ ، الرقم ٤٦٢٦.

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «في سماء».

(٤) في الكافي ، ح ٢١٢٤ : «السماء» بدل «سماء الدنيا».

(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» والوافي والكافي ، ح ٢١٢٤ : «إلى».

(٦) في الوافي : «قال : فيقول».

(٧) في «م ، ن ، بح ، بف» والكافي ، ح ٢١٢٤ : «فيقول».

(٨) في «بح» : «وذلك».

(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب تذاكر الإخوان ، ح ٢١٢٤ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن المستورد النخعي الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٠ ، ح ٢٧٩١.

(١٠) الضمير راجع إلى محمد بن يحيى المذكور في سند الحديث ٥١٨.

(١١) في المرآة : «قوله ، : لا تحملوا على شيعتنا ، أي لاتكلفوا أوساط الشيعة بالتكاليف الشاقة في العلم والعمل ، بل علموهم وادعوهم إلى العمل برفق ليكملوا ؛ فإنهم لايحتملون من العلوم والأسرار وتحمل المشاق في الطاعات ما تحتملون».

(١٢) شرح المازندراني : «لايتحملون».

(١٣) في مرآة العقول عن بعض النسخ : «ما يحملون».

(١٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٤ ، ح ٢٩٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٥٩ ، ح ٢١٢٤٠.

٧٤٢

الرحمن(١) ، عن عبد الله بن سنان ، عن حسين الجمال :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى :(٢) ( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) (٣) قال : «هما» ثم قال : «وكان فلان شيطانا».(٤)

١٥٣٣٩ / ٥٢٤. يونس(٥) ، عن سورة بن كليب :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى :( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) قال : «يا سورة ، هما والله هما» ثلاثا «والله يا سورة ، إنا لخزان علم الله في السماء ، وإنا لخزان علم الله في الأرض».(٦)

١٥٣٤٠ / ٥٢٥. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان الجعفري ، قال :

سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى :( إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ ) (٧) قال : «يعني فلانا وفلانا(٨) وأبا عبيدة بن الجراح».(٩)

١٥٣٤١ / ٥٢٦. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل(١٠) وغيره عن

__________________

(١) في «م» : ـ «بن عبد الرحمن».

(٢) في شرح المازندراني : +( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) .

(٣) فصلت (٤١) : ٢٩.

(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٥ ، ح ١٦٢٨ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧٠ ، ح ١٣٩.

(٥) السند معلق على سابقه. ويروي عن يونس ، محمد بن أحمد القمي عن عمه عبد الله بن الصلت.

(٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٦ ، ح ١٦٢٩ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧٠ ، ح ١٤٠.

(٧) النساء (٤) : ١٠٨. وفي شرح المازندراني : «إذ يبيتون ما أي يدبرونه ليلا ؛ لئلا يطلع عليه أحد».

(٨) في تفسير العياشي : «فلان وفلان» بدل «يعني فلانا وفلانا».

(٩) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ، ح ٢٦٧ ، عن عامر بن كثير السراج ، عن عطاء الهمداني ، عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٦ ، ح ١٦٣٠ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧١ ، ح ١٤١.

(١٠) هكذا في «م ، بح» والبحار وحاشية «د». وفي «د ، ع ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» والمطبوع : «ومحمد بن

٧٤٣

منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن عبد الله بن النجاشي(١) ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قول اللهعزوجل :( أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ) (٢) : «يعني والله فلانا وفلانا ؛( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) (٣) يعني والله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا(٤) عليه‌السلام مما(٥) صنعوا ، أي(٦) لو جاؤوك بها يا علي ، فاستغفروا الله(٧) مما صنعوا ، واستغفر لهم الرسول ، لوجدوا الله توابا رحيما».

( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «هو والله علي بعينه(٨) ( ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ) على لسانك يا رسول الله ، يعني به

__________________

إسماعيل». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنه مضافا إلى إفراد ضمير «غيره» الدال على عطفه على واحد ، المراد من محمد بن إسماعيل الراوي عن منصور بن يونس هو محمد بن إسماعيل بن بزيع ؛ فقد روى هو وعلي بن حديد وابن أبي عمير كتاب منصور بن يونس وتكررت رواية محمد بن إسماعيل [بن بزيع] عن منصور بن يونس ـ بعناوينه المختلفة ـ في الأسناد. ومحمد بن إسماعيل هذا في طبقة مشايخ إبراهيم بن هاشم ـ والد علي ـ كما يدل على ذلك طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب منصور بن يونس. ولم يثبت رواية علي بن إبراهيم عن محمد بن إسماعيل هذا في موضع. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٤٥٩ ، الرقم ٧٣١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ؛ وص ٣٥٩ ـ ٣٦٠.

(١) في «بن ، جت» وحاشية «د» : «عبد الله النجاشي». وذكره النجاشي بعنوان «عبد الله بن النجاشي بن عثيم» ، والبرقي بعنوان «عبد الله النجاشي الأسدي». راجع : رجال النجاشي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٥٥٥ ؛ رجال البرقي ، ص ٢٢ ، ولاحظ أيضا : رجال الكشي ، ص ٣٤٢ ، الرقم ٦٣٤.

(٢) النساء (٤) : ٦٣. وقوله : «فأعرض عنهم» أي عن عقابهم لمصلحة في استبقائهم ، أو عن قبول معذرتهم.

(٣) النساء (٤) : ٦٤.

(٤) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : يعني والله النبي وعليا ، أي المراد بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى :( وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمخاطب في قوله :( جاؤُكَ ) عليعليه‌السلام ، ولو كان المخاطب الرسول لكان الظاهر أن يقول : واستغفرت لهم. وفي بعض نسخ تفسير العياشي : يعني والله علياعليه‌السلام ، وهو أظهر».

(٥) في تفسير العياشي : «بما».

(٦) في «م ، ن ، بح ، جت» والبحار : «يعني».

(٧) في تفسير العياشي : ـ «الله».

(٨) في الوافي : «لعلي نفسه».

٧٤٤

من(١) ولاية علي( وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٢) لعلي».(٣)

١٥٣٤٢ / ٥٢٧. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد ، قال :

سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول : «ربما رأيت الرؤيا فأعبرها ، والرؤيا على ما تعبر(٤) ».(٥)

١٥٣٤٣ / ٥٢٨. عنه ، عن أحمد بن محمد(٦) ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم(٧) ، قال :

سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول : «الرؤيا على ما تعبر(٨) ».

فقلت له : إن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام(٩) .

فقال أبو الحسنعليه‌السلام : «إن امرأة رأت على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن جذع(١٠) بيتها قد(١١) انكسر(١٢) ، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقصت عليه الرؤيا ، فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقدم

__________________

(١) في «بف» وشرح المازندراني وتفسير العياشي : ـ «من».

(٢) النساء (٤) : ٦٥.

(٣) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٨٢ ، عن عبد الله النجاشي. راجع : الكافي ، كتاب الحجة ، باب التسليم وفضل المسلمين ، ح ١٠٢٤ ؛ وتفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٤٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٦ ، ح ١٦٣١ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧١ ، ح ١٤٢.

(٤) في المرآة : «أي تقع مطابقة لما عبرت به».

(٥) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٤٨ ، ح ٢٥٦٧٩ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٥٠٢ ، ح ٥٨٤٩ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٧٣ ، ح ٣٢.

(٦) في البحار : ـ «عن أحمد بن محمد» ، وهو سهو ؛ فإن المراد من ابن فضال هو الحسن بن علي بن فضال الراوي لكتاب الحسن بن الجهم. وقد روى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد [بن عيسى] عن [الحسن بن علي] بن فضال في كثير من الأسناد جدا. راجع : رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١٠٩ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٧٠ ـ ٤٧٦ ؛ وص ٤٩٦ ـ ٤٩٧ ؛ وص ٦٥٦ ـ ٦٥٧ ؛ وص ٦٦٥ ـ ٦٦٦.

(٧) في «بح ، جت» والوافي : «الجهم» بدل «جهم».

(٨) في الوافي : «يعبر».

(٩) في شرح المازندراني : «أن رؤيا الملك ، أي ملك مصر كانت أصغاث أحلام إلى آخره ، وهي التي لايصح تأويلها لاختلاطها ؛ من الضغث بالكسر ، وهو قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس ، وإنما فسرها يوسفعليه‌السلام فوقعت على نحو تفسيره ، والظاهر أن رؤياه كانت مطابقة لما في الواقع إلا أن اختلاط بعض أجزائها ببعض أعجز المعبرين عن الانتقال منها إلى مدلولها».

(١٠) الجذع : ساق النخلة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٥٢ (جذع).

(١١) في «د ، ع ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» : ـ «قد». (١٢) في «جت» : «انكسرت».

٧٤٥

زوجك ويأتي وهو صالح ، وقد كان زوجها غائبا ، فقدم كما قال(١) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثم غاب عنها(٢) زوجها غيبة أخرى ، فرأت في المنام كأن جذع بيتها قد انكسر ، فأتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقصت عليه الرؤيا ، فقال لها : يقدم زوجك ويأتي صالحا ، فقدم على ما قال.

ثم غاب زوجها ثالثة ، فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر ، فلقيت رجلا أعسر(٣) ، فقصت عليه الرؤيا ، فقال لها الرجل السوء : يموت زوجك» قال(٤) : «فبلغ ذلك(٥) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : ألا كان عبر لها خيرا».(٦)

١٥٣٤٤ / ٥٢٩. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا(٧) ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر بن يزيد :

عن أبي جعفرعليه‌السلام : «أن رسول الله كان يقول : إن رؤيا المؤمن ترف(٨) بين السماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها(٩) لنفسه ، أو يعبرها له مثله ، فإذا عبرت

__________________

(١) في «د ، بن» : + «لها».

(٢) في «ع ، بف» : ـ «عنها».

(٣) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : رجلا أعسر ، قال الفيروزآبادي : يوم عسر وعسير وأعسر : شديد ، أو شؤم ، وأعسر يسر : يعمل بيديه جميعا ، فإن عمل بالشمال فهو أعسر. انتهى. والمراد هنا الشؤم ، أو من يعمل باليسار ؛ فإنه أيضا مشؤوم». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦١٤ (عسر).

(٤) في «بح ، جت» والبحار : ـ «قال».

(٥) في «د ، ع ، بن ، جت» : ـ «ذلك».

(٦) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٥٦٨٠ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٥٠٢ ، ح ٨٥٥٠ ، وتمام الرواية فيه : «الرؤيا على ما تعبر» ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٦٤ ، ح ١٣.

(٧) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بن» والبحار : ـ «جميعا».

(٨) في «بح» وحاشية «د» ومرآة العقول : «ترفرف». ويقال : أرفت الدجاجة على بيضها ، أي بسطت الجناح. وجعله العلامة الفيض من الرف ، وهو شبه الطاق يجعل عليه طرائف البيت ، حيث قال في الوافي : «الرف : شبه الطاق ؛ يعنى تكون معلقة شبه الطاق». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٨٥ (رفف).

(٩) في «بف» وحاشية «د» : + «بها».

٧٤٦

لزمت الأرض ، فلا تقصوا رؤياكم(١) إلا على من يعقل».(٢)

١٥٣٤٥ / ٥٣٠. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا لاتقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي».(٣)

١٥٣٤٦ / ٥٣١. حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن رجل :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «كان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل يقال له : ذو النمرة ، وكان من أقبح الناس ، وإنما سمي ذو النمرة(٤) من قبحه ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني : ما(٥) فرض الله ـعزوجل ـ علي؟

فقال له(٦) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فرض الله عليك سبعة عشر(٧) ركعة في اليوم والليلة ، وصوم شهر رمضان إذا أدركته ، والحج إذا استطعت إليه سبيلا ، والزكاة ، وفسرها له.

فقال : والذي بعثك بالحق نبيا(٨) ما أزيد ربي على ما فرض علي شيئا.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولم يا ذا النمرة؟

__________________

(١) في المرآة : «في تشبيه الرؤيا بالطير وإثبات الرفرفة له وترشيحه بالقص الذي هو قطع الجناح وبلزوم الأرض ، لطائف لاتخفى».

(٢) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٥٦٨١ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٧٣ ، ح ٣٣.

(٣) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٥٦٨٢ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٧٤ ، ح ٣٤.

(٤) في «د ، ع» والوافي : «ذا النمرة». والنمرة ، بالضم فالسكون : النكتة من أي لون كان ، وهكذا قرئ في الشروح. والنمرة ، كفرحة : القطعة الصغيرة من السحاب ، الحبرة ، وشملة فيها خطوط بيض وسود. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٧٥ (نمر).

(٥) في «بف» والوافي : «بما».

(٦) في «بح» : ـ «له».

(٧) في «م» : والوافي : «سبع عشرة».

(٨) في «ع» : ـ «نبيا».

٧٤٧

فقال كما خلقني قبيحا».

قال : «فهبط جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، إن ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه(١) السلام ، وتقول له : يقول لك ربك ـ تبارك وتعالى ـ أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيلعليه‌السلام يوم القيامة.

فقال له(٢) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا ذا النمرة ، هذا جبرئيل يأمرني أن أبلغك السلام ، ويقول لك ربك : أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل.

فقال ذو النمرة : فإني قد رضيت يا رب ، فو عزتك لأزيدنك حتى ترضى».(٣)

حديث الذي أحياه عيسىعليه‌السلام

١٥٣٤٧ / ٥٣٢. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل : هل كان عيسى بن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد؟

فقال : «نعم ، إنه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وتعالى ، وكان عيسىعليه‌السلام يمر به وينزل عليه ، وإن عيسى غاب عنه حينا(٤) ، ثم مر به ليسلم عليه ، فخرجت إليه أمه فسألها عنه ، فقالت(٥) : مات يا رسول الله ، فقال : أفتحبين(٦) أن تريه(٧) ؟ قالت :

__________________

(١) في «بف» : ـ «عنه».

(٢) في «بن» : ـ «له».

(٣) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤١١ ، ح ٢٥٤٨٦ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٤٠ ، ح ١٢٢.

(٤) في «بح» : «حيا».

(٥) في الوافي : + «له».

(٦) في «د» وتفسير العياشي : «أتحبين».

(٧) في تفسير العياشي : «أن ترينه». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : أن تريه ، بفتح الراء ، حذفت النون من الواحدة المخاطبة للناصب ، وفي المشهور لايشبع الضمير كإليه وعليه ، والإشباع طريق ابن كثير».

٧٤٨

نعم ، فقال لها : فإذا(١) كان غدا آتيك(٢) حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى ، فلما كان من الغد أتاها ، فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره ، فوقف عليه عيسىعليه‌السلام ، ثم دعا اللهعزوجل ، فانفرج القبر وخرج ابنها حيا ، فلما رأته أمه ورآها بكيا ، فرحمهما عيسىعليه‌السلام ، فقال له(٣) عيسى : أتحب(٤) أن تبقى مع أمك في الدنيا؟

فقال : يا نبي الله(٥) ، بأكل ورزق ومدة ، أم(٦) بغير أكل ولا(٧) رزق ولا مدة؟ فقال له عيسىعليه‌السلام :(٨) بأكل ورزق ومدة ، وتعمر(٩) عشرين سنة ، وتزوج ويولد لك ، قال : نعم إذا».

قال : «فدفعه عيسى إلى أمه ، فعاش عشرين سنة ، وتزوج(١٠) وولد له».(١١)

١٥٣٤٨ / ٥٣٣. ابن محبوب(١٢) ، عن أبي ولاد وغيره من أصحابنا :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) (١٣) فقال : «من عبد فيه غير اللهعزوجل ، أو تولى فيه غير أولياء الله ، فهو ملحد بظلم(١٤) ، وعلى الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يذيقه من عذاب أليم».(١٥)

__________________

(١) في «بح ، بن» وتفسير العياشي : «إذا».

(٢) في «بن ، جد» وحاشية «جت» وتفسير العياشي : «أتيتك». في «د» وحاشية «بح» والمطبوع : «فآتيك». وفي حاشية «د» : «فآتينك».

(٣) في «ع ، بف» : ـ «له».

(٤) في «م» : «أفتحب». وفي «بح» : «تحب».

(٥) في «بن» وتفسير العياشي : «يا رسول الله».

(٦) في «جد» وتفسير العياشي : «أو».

(٧) في «د» : ـ «لا».

(٨) في «م» : + «بل».

(٩) في «د ، ع ، م ، ن ، بح» وتفسير العياشي : «تعمر» بدون الواو.

(١٠) في «بن» : «فتزوج». وفي «د ، ع ، جت» : ـ «وتزوج».

(١١) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٧٤ ، ح ٥١ ، عن أبان بن تغلب الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢٥٤٥٠ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ٣.

(١٢) السند معلق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى.

(١٣) الحج (٢٢) : ٤٠.

(١٤) في «د» : «يظلم».

(١٥) الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٧ ، ح ١٦٣٢.

٧٤٩

١٥٣٤٩ / ٥٣٤. ابن محبوب(١) ، عن أبي جعفر الأحول ، عن سلام بن المستنير :

عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى :( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ) (٢) قال : «نزلت في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وحمزة وجعفر وجرت في الحسينعليهم‌السلام أجمعين».(٣)

١٥٣٥٠ / ٥٣٥. ابن محبوب(٤) ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي(٥) ، قال :

سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا ) (٦) ؟

قال(٧) : فقال : «إن لهذا تأويلا يقول : ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم؟ قال : فيقولون : لاعلم لنا بما فعلوا من(٨) بعدنا».(٩)

حديث إسلام عليعليه‌السلام

١٥٣٥١ / ٥٣٦. ابن محبوب(١٠) ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن

__________________

(١) السند معلق كسابقه.

(٢) الحج (٢٢) : ٤٠.

(٣) تفسير فرات ، ص ٢٧٣ ، ح ٣٦٧ و ٣٦٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٠٦ ، ح ١٥٧٨ ؛ البحار ، ج ٣٦ ، ص ١٤٦ ، ح ١١٨.

(٤) السند معلق كسابقيه.

(٥) هكذا في «ن ، جد» والبحار. وفي «د ، ع ، بن ، جت» والمطبوع : «بريد الكناسي». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدم تفصيل الكلام ذيل الحديث ١١٠٧٣ ، فلاحظ.

(٦) المائدة (٥) : ١٠٩.

(٧) في «بح» : ـ «قال».

(٨) في البحار : ـ «من».

(٩) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، بسند آخر. تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢٢٠ ، عن يزيد الكناسي ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٠٥ ، ح ١٥٧٧ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٣ ، ح ٥.

(١٠) السند معلق كالأسناد الثلاثة المتقدمة.

٧٥٠

المسيب(١) ، قال :

سألت علي بن الحسينعليهما‌السلام : ابن كم كان علي بن أبي طالبعليه‌السلام يوم أسلم؟

فقال : «أو كان كافرا قط(٢) ؟ إنما كان لعليعليه‌السلام حيث بعث الله ـعزوجل ـ رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر سنين ، ولم يكن يومئذ كافرا ، ولقد آمن بالله ـ تبارك وتعالى ـ وبرسوله(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسبق الناس كلهم إلى الإيمان بالله وبرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى الصلاة بثلاث سنين ، وكانت(٤) أول صلاة صلاها مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر ركعتين(٥) ، وكذلك فرضها الله ـ تبارك وتعالى ـ على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين(٦) ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصليها بمكة ركعتين ، ويصليها عليعليه‌السلام معه بمكة(٧) ركعتين(٨) مدة عشر سنين ، حتى هاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة ، وخلف علياعليه‌السلام في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره ، وكان خروج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من مكة في أول يوم من ربيع الأول ، وذلك يوم الخميس من سنة

__________________

(١) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بف» : «مسيب».

(٢) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٤٥٦ : «أو كان كافرا قط؟ إلى آخره ، أفادعليه‌السلام أن إيمانه التكليفي كان متصلابإيمانه الفطري ولم يكن مسبوقا بالكفر أصلا ، واندفع به ما ذهب إليه بعض النواصب من أن إسلامه لم يكن معتبرا ؛ لكونه دون البلوغ ، وتوضيح الدفع أنهعليه‌السلام إن كان بالغا حين آمن ـ وهو يمكن في عشر سنين سيما في البلاد الحارة ـ فقد حصل الغرض واندفع ما ذكر ، وإن لم يكن بالغا فلا يتصور الكفر في حقهعليه‌السلام ؛ لكونه مولودا على الفطرة المستقيمة ، داخلا في طاعة الله وطاعة رسوله ، مستمرا عليها على وجه الكمال ، فإيمانه التكليفي وارد على نفس قدسية غير متدنسة بأدناس الجاهلية وعبادة الأصنام والعقائد الباطلة ، ولا ريب في أن هذا الإيمان أكمل من إيمان من آمن عند البلوغ بلا سابقة خيرات ، فضلا عن إيمان من آمن بعد علو السن وعبادة الأصنام وشرب المسكرات ، ولا يقدم إلى إنكار ذلك إلاجاهل متعصب».

(٣) في «د ، بح» : «ورسوله».

(٤) في «جت» : «وكان».

(٥) في الوافي ، ج ٣ : + «وكانت ركعتين».

(٦) في «م» : ـ «ركعتين». وفي الوافي ، ج ٣ : + «في الخمس صلوات».

(٧) في «بن» : «بمكة معه».

(٨) في «بح» : ـ «بمكة ركعتين». وفي الوافي ، ج ٣ : + «وعلي يصليها معه».

٧٥١

ثلاث عشرة من المبعث(١) ، وقدم المدينة لاثنتي عشرة(٢) ليلة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس ، فنزل بقبا ، فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ، ثم لم يزل مقيما ينتظر علياعليه‌السلام يصلي الخمس صلوات(٣) ركعتين ركعتين ، وكان نازلا على عمرو بن عوف ، فأقام عندهم بضعة(٤) عشر يوما يقولون(٥) له(٦) : أتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا و(٧) مسجدا؟ فيقول : لا ، إني أنتظر(٨) علي بن أبي طالب وقد أمرته أن يلحقني ، ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي ، وما أسرعه إن شاء الله ، فقدم عليعليه‌السلام والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت عمرو بن عوف ، فنزل معه.

ثم إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما قدم عليه(٩) عليعليه‌السلام تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف وعليعليه‌السلام معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس ، فخط لهم مسجدا ، ونصب قبلته ، فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين وخطب خطبتين ، ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعليعليه‌السلام معه لايفارقه ، يمشي بمشيه ، وليس يمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم ، فيقول لهم :! خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة ، فانطلقت به ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضع لها زمامها ، حتى(١٠) انتهت إلى الموضع الذي ترى ـ وأشار بيده إلى باب مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي

__________________

(١) في «م» : «من البعث».

(٢) في «ن ، بح» : «لاثني عشر». وفي «د ، جت» : «لاثني عشرة».

(٣) في «بح» : «الصلوات».

(٤) البضع والبضعة : ما بين الثلاث إلى التسع ، أو ما بين الواحد إلى العشرة ؛ لأنه قطعة من العدد. أو هي قطعة من العدد مبهمة غير محدودة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٥١ (بضع).

(٥) في «بح» : «يقول».

(٦) في الوافي ، ج ٣ : ـ «وكان نازلا ـ إلى ـ يقولون له».

(٧) في البحار ، ج ١٩ : ـ «منزلا و».

(٨) في «بح» : + «قدوم».

(٩) في «م ، ن ، بح» والبحار ، ج ١٩ : ـ «عليه».

(١٠) في حاشية «د» : والوافي ، ج ٣ : + «إذا».

٧٥٢

يصلى عنده بالجنائز ـ فوقفت عنده ، وبركت(١) ووضعت جرانها(٢) على الأرض ، فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله ، فأدخله منزله ، ونزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام معه حتى بني له مسجده ، وبنيت(٣) له مساكنه ومنزل عليعليه‌السلام ، فتحولا إلى منازلهما».

فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسينعليهما‌السلام : جعلت فداك ، كان أبو بكر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أقبل إلى المدينة ، فأين فارقه؟

فقال(٤) : «إن أبا بكر لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قبا ، فنزل بهم ينتظر(٥) قدوم عليعليه‌السلام ، فقال له أبو بكر : انهض بنا إلى المدينة ، فإن القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون(٦) إقبالك إليهم ، فانطلق بنا ، ولا تقم هاهنا تنتظر عليا ، فما أظنه يقدم عليك(٧) إلى شهر. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلا ما أسرعه ، ولست أريم(٨) حتى يقدم ابن عمي وأخي في الله ـعزوجل ـ وأحب أهل بيتي إلي ، فقد وقاني بنفسه من المشركين».

قال : «فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز(٩) ، وداخله من ذلك حسد لعليعليه‌السلام ، وكان

__________________

(١) «بركت» أي ألقت بركها بالأرض ، وهو صدرها ، وبروك البعير : استناخه ، وهو أن يلصق صدره بالأرض. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٩٦ (برك).

(٢) جران البعير ، بالكسر : مقدم عنقه من مذبحه إلى منخره. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٥٩ (جرن).

(٣) هكذا في «د ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي ، ج ٣ : وفي سائر النسخ والمطبوع : «بنيت» بدون الواو.

(٤) في «بح» : + «له».

(٥) في الوافي ، ج ٣ : «انتظر».

(٦) يقال : راث ريثا ، من باب باع : أبطأ ، واسترثته : استبطأته وأمهلته. المصباح المنير ، ص ٢٤٧ (ريث).

(٧) في البحار ، ج ١٩ : «إليك».

(٨) «لست أريم» أي لا أبرح ولا أزول من مقامي ، يقال : رام يريم ، إذا برح وزال من مكانه ، وأكثر ما يستعمل في النفي. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ (ريم).

(٩) يقال : اشمأز ، أي انقبض ، واقشعر ، واستكبر ، ونفر. والمشمئز : النافر الكاره للشيء ، من الشمز ، وهو التقبض ، ونفور النفس من الشيء تكرهه. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٦٢ (شمز).

٧٥٣

ذلك أول عداوة بدت منه لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليعليه‌السلام ، وأول خلاف على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانطلق حتى دخل المدينة ، وتخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقبا(١) ينتظر علياعليه‌السلام ».

قال : فقلت لعلي بن الحسينعليهما‌السلام : فمتى زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة من عليعليهما‌السلام ؟

فقال : «بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين».

قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : «ولم يولد لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من خديجةعليها‌السلام على فطرة الإسلام(٢) إلا فاطمةعليه‌السلام ، وقد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة ، فلما فقدهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئم المقام(٣) بمكة ، ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش ، فشكا إلى جبرئيلعليه‌السلام ذلك ، فأوحى الله ـعزوجل ـ إليه : اخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة ، فليس لك اليوم بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حربا ، فعند ذلك توجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة».

فقلت له : فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم؟

فقال : «بالمدينة حين ظهرت الدعوة ، وقوي الإسلام ، وكتب الله ـعزوجل ـ على المسلمين الجهاد ، وزاد(٤) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الصلاة سبع ركعات : في الظهر ركعتين ، وفي العصر ركعتين ، وفي المغرب ركعة ، وفي العشاء الآخرة ركعتين ، وأقر الفجر على ما فرضت ؛ لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء ، ولتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ، وكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الفجر ، فلذلك قال اللهعزوجل :( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) (٥) يشهده(٦)

__________________

(١) في البحار ، ج ١٩ : + «حتى».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : على فطرة الإسلام ، أي بعد بعثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٣) «سئم المقام» أي مله وضجر منه. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٨٠ (سأم).

(٤) في «م ، ن ، بف ، جت ، جد» : والوافي «زاد» بدون الواو. وفي «بح» : «فزاد».

(٥) الإسراء (١٧) : ٧٨.

(٦) في البحار ، ج ١٩ : «تشهده».

٧٥٤

المسلمون(١) ، ويشهده(٢) ملائكة النهار وملائكة الليل».(٣)

١٥٣٥٢ / ٥٣٧. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ما أيسر ما رضي به الناس عنكم(٤) ، كفوا ألسنتكم عنهم».(٥)

١٥٣٥٣ / ٥٣٨. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن علي بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، قال :

كان أبو جعفرعليه‌السلام في المسجد الحرام ، فذكر بني أمية ودولتهم ، فقال(٦) له بعض أصحابه : إنما نرجو أن تكون صاحبهم ، وأن يظهر الله ـعزوجل ـ هذا الأمر على يديك(٧) .

فقال : «ما أنا بصاحبهم ، ولا يسرني أن أكون صاحبهم ، إن(٨) أصحابهم أولاد الزنى(٩) ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ لم يخلق منذ خلق السماوات والأرض سنين ولا أياما أقصر من سنينهم(١٠) وأيامهم ، إن الله ـعزوجل ـ يأمر الملك الذي في يده الفلك ،

__________________

(١) في «بح» : «المقربون».

(٢) في «بن ، جت» : «وتشهده».

(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٢٦ ، ح ١٣٣٩ ؛ وفيه ، ج ٢٦ ، ص ٣٨٥ ، ح ٢٥٤٧٦ ، إلى قوله : «الإيمان بالله وبرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى صلاة بثلاث سنين» ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١١٥ ، ح ٢ ؛ وفيه ، ج ٥٨ ، ص ٣٦٧ ، قطعة منه.

(٤) في الوسائل : «الناس به منكم» بدل «به الناس عنكم». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : ما رضي به الناس عنكم ، يفسره ماذكره بعده».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٢٥ ، ح ٢٤٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٤ ، ح ٢١٤٩٩.

(٦) في البحار ، ج ٤٦ : «وقال».

(٧) في «د ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» والوافي والبحار : «يدك».

(٨) في «بف» : «وإن».

(٩) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : إن أصحابهم ، أي من يستأصلهم ويقتلهم أولاد الزنى ؛ يعني بني العباس وأتباعهم».

(١٠) في الوافي : «سنيهم».

٧٥٥

فيطويه طيا».(١)

١٥٣٥٤ / ٥٣٩. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ولد المرداس(٢) من تقرب منهم أكفروه ، ومن تباعد منهم أفقروه ، ومن ناواهم(٣) قتلوه ، ومن تحصن منهم أنزلوه ، ومن هرب منهم أدركوه حتى تنقضي(٤) دولتهم».(٥)

١٥٣٥٥ / ٥٤٠. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن عمر(٦) بن أيمن(٧) جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبال :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا(٨)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٧٢٢ ؛ البحار ، ج ٣١ ، ص ٥٣٣ ، ح ٤١ ؛ وج ٤٦ ، ص ٢٨١ ، ح ٨٣.

(٢) في شرح المازندراني : «اريد بالمرداس السفاح ، وهو أول خليفة من ولد العباس ؛ من ردس القوم : رماهم بحجر ، والمرداس : شيء صلب يدرك به الحائط والجبل ونحو هما ، وإطلاقه عليه من باب الاستعارة». وفي الوافي : «لعل المرداس كناية عن العباس». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : ولد المرداس كناية عن ولد العباس ، ولعل الوجه فيه أن عباس بن مرداس السلمي صحابي شاعر ، فالمراد ولد سمي ابن المرداس». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٥٣ (ردس).

(٣) «ناواهم» أي عاداهم ، وأصله الهمز. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ (نوأ) ، وص ١٣٢ (نوا).

(٤) في «ن ، بح» : «ينقضي».

(٥) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٧٣٢ ؛ البحار ، ج ٣١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٤٢.

(٦) هكذا في «ع ، بف» والوافي. وفي «د ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد» والبحار والمطبوع : «عمرو». والمراد من علي بن عمر بن أيمن ، هو علي بن الحسن بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن ؛ فقد روى أحمد بن محمد الكوفي شيخ المصنف بعنوانه هذا وبعنوان أحمد بن محمد العاصمي ، وأحمد بن محمد بن أحمد ، وأحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن هذا بعناوينه المختلفة من علي بن الحسن بن فضال وعلي بن الحسن بن علي وعلي بن الحسن بن علي بن فضال وعلي بن الحسن التيمي وعلي بن الحسن التيملي وعلي بن الحسن. راجع : رجال النجاشى ، ص ٢٥٧ ، الرقم ٦٧٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٣٥ ـ ٥٣٦ ؛ ص ٧٠٦ ـ ٧٠٨.

فعليه ، يكون عنوان علي بن عمر بن أيمن منسوبا إلى بعض أجداده.

(٧) في البحار : «أعين». وهو سهو ، كما تقدم آنفا.

(٨) في «بف» والوافي : «جالس».

٧٥٦

إذ(١) جاءته امرأة ، فرحب بها ، وأخذ بيدها وأقعدها ، ثم قال : ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان(٢) ، دعاهم فأبوا أن يؤمنوا(٣) ، وكانت نار يقال لها : نار الحدثان(٤) ، تأتيهم كل سنة ، فتأكل بعضهم ، وكانت تخرج في وقت معلوم ، فقال لهم : إن رددتها عنكم تؤمنون(٥) ؟ قالوا : نعم».

قال : «فجاءت فاستقبلها بثوبه فردها ، ثم تبعها حتى دخلت كهفها ، ودخل معها ، وجلسوا على باب الكهف وهم يرون ألا يخرج أبدا ، فخرج وهو يقول : هذا هذا(٦) ، وكل هذا من ذا(٧) ، زعمت(٨) بنو عبس(٩) أني لا أخرج وجبيني يندى(١٠) ، ثم قال : تؤمنون

__________________

(١) في «ن» : «إذا».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : خالد بن سنان ، ذكروا أنه كان في الفترة ، اختلفوا في نبوته ، وهذا الخبر يدل على أنه كان نبيا».

(٣) في «بن» : + «به».

(٤) في المرآة : «قال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلا عن العسكري في ذكر أقسام النار : نار الحرتين كانت في بلاد عبس ، تخرج من الأرض فتؤذي من مربها ، وهي التي دفنها خالد بن سنان النبيعليه‌السلام ، قال خليد :

كنار الحرتين لها زفير

تصم مسامع الرجل السميع

أقول : لعل الحدثان تصحيف الحرتين».

(٥) في «بن» : «أتؤمنون».

(٦) في شرح المازندراني : «فخرج وهو يقول : هذا هذا ، الظاهر أنهما مبتدأ ، وخبر الأول إشارة إلى الرد ، والثاني إلى الدخول ، أي ردها الذي ضمنت لكم دخولها في الكهف. ويحتمل أن يكون كل منهما مبتدأ خبره محذوف بقرينة المقام ، أي هذا صنعي أو شأني أو خروجي ، والتكرير للتأكيد ورفع الاستبعاد».

(٧) في «د ، م ، ن ، جد» وشرح المازندراني والوافي : «من موذ». وفي شرح المازندراني : «وكل هذا موذ ، إشارة إلى كل واحد من الجالسين على باب الكهف وحكم عليه بأنه موذ مثل هذه النار. وفي بعض النسخ : من ذا ، بدل موذ ، أي كل واحد من مجيء النار وردها ودخولها في الكهف ودخولي فيه وخروجي منه من اللهعزوجل ».

(٨) في «د ، م ، ن ، جد» وشرح المازندراني : «أزعمت».

(٩) في «بح» وحاشية «م» : «بنو عيس». وفي حاشية «م» : «بنو عبيس». وفي شرح المازندراني «عبس ، بفتح العين وسكون الباء الموحدة : اسم لجدهم ، أو مخفف عبد قيس». وفي المرآة : «عبس بالفتح وسكون الباء : أبو قبيلة من قيس».

(١٠) في المرآة : «قوله : وجبيني يندى ، كيرضى ، أي يبتل من العرق».

٧٥٧

بي؟ قالوا : لا ، قال : فإني ميت يوم كذا وكذا ، فإذا أنا مت ، فادفنوني ؛ فإنه(١) ستجيء عانة(٢) من حمر يقدمها عير(٣) أبتر(٤) حتى يقف(٥) على قبري ، فانبشوني وسلوني عما شئتم.

فلما مات دفنوه ، وكان ذلك اليوم إذ(٦) جاءت العانة اجتمعوا ، وجاءوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته ، فكيف تؤمنون به بعد موته(٧) ؟ ولئن نبشتموه ليكونن(٨) سبة عليكم ،(٩) فاتركوه ، فتركوه».(١٠)

١٥٣٥٦ / ٥٤١. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي(١١) ، قال :

سمعت سلمان الفارسي ـرضي‌الله‌عنه ـ يقول : لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصنع الناس ما صنعوا ، وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار ، فخصموهم

__________________

(١) هكذا في «ع ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : «فإنها».

(٢) العانة : القطيع من حمر الوحش. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٠٠ (عون).

(٣) العير : الحمار ، وغلب على الوحشي. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٤ (عير).

(٤) الأبتر : المقطوع الذنب. المصباح المنير ، ص ٣٥ (بتر).

(٥) في «جد» : «حتى تقف». وفي «ن» بالتاء والياء معا.

(٦) في البحار : «إذا».

(٧) في «م ، بح ، جت» وحاشية «د» والبحار : «وفاته».

(٨) في «د ، ع ، بح ، بن» : «ليكون».

(٩) في المرآة : «قال الجوهري : يقال : هذا الأمر صار سبة عليه ـ بالضم ـ أي عارا يسب به ، انتهى. أي هذا عار عليكم أن تحبوه ولا تؤمنوا به ، أو هو يسبكم بترك الإيمان والكفر ، أو يكون هذا النبش عارا لكم عند العرب فيقولون : نبشوا قبر نبيهم ويؤيده ما ذكره ابن الأثير قال : فأرادوا نبشه ، فكره ذلك بعضهم قالوا : نخاف إن نبشناه أن يسبنا العرب بأنا نبشنا نبيا لنا فتركوه». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٤٥ (سبب) ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٣٧٦.

(١٠) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢٥٤٥١ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٤٨ ، ح ١.

(١١) تقدم في الكافي ذيل الحديث ١٤٨٣٦ ، أن الطريق السليم إلى سليم بن قيس الهلالي هو طريق «علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس» ، فلا يبعد سقوط «عن أبان بن أبي عياش» من السند.

٧٥٨

بحجة عليعليه‌السلام (١) قالوا : يا معشر(٢) الأنصار ، قريش أحق بالأمر منكم ؛ لأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من قريش ، والمهاجرين منهم ، إن الله ـ عز ذكره ـ بدأ بهم في كتابه وفضلهم ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة من قريش».

قال سلمان ـرضي‌الله‌عنه ـ : فأتيت علياعليه‌السلام وهو يغسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخبرته بما صنع الناس ، وقلت(٣) : إن أبا بكر الساعة على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة ، إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه(٤) وشماله.

فقال لي : «يا سلمان ، هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟».

قلت : لا أدري ، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار ، وكان أول من بايعه بشير بن سعد(٥) وأبو عبيدة بن الجراح ، ثم عمر ، ثم سالم.

قال : «لست أسألك عن هذا ، ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟».

قلت : لا ، ولكني(٦) رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه ، بين عينيه سجادة(٧) شديد التشمير(٨) ، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ، ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من

__________________

(١) في المرآة : «قوله : فخصموهم بحجة عليعليه‌السلام ، أي غلب هؤلاء الثلاثة على الأنصار في المخاصمة بحجة هي تدل على كون الأمر لعليعليه‌السلام دونهم ؛ لأنهم احتجوا عليهم بقرابة الرسول ، وأمير المؤمنين كان أقرب منهم أجمعين ، وقد احتجعليه‌السلام عليهم بذلك في مواطن».

(٢) في «بن» وحاشية «د» : «يا معاشر».

(٣) في «بن» : + «له».

(٤) في «جت» : «يمينه».

(٥) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» وحاشية «جت» والوافي : «بشر بن سعد» وابن سعد هذا ، هو بشير بن سعد بن ثعلبة. راجع : اسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ، الرقم ٤٥٩ ؛ الإصابة في تمييز الصحابة ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ، الرقم ٦٩٤.

(٦) في «جد» : «ولكن». وفي «د» : ـ «لكني».

(٧) السجادة : أثر السجود في الجبهة ، وبها سمي سجادة. المغرب ، ص ٢١٨ (سجد).

(٨) «شديد التشمير» أي شديد الجد والاجتهاد في العبادة. وفي الوافي : «التشمير : رفع الثوب وإظهار التقشف». راجع : المصباح المنير ، ص ٣٢٢ (شمر).

٧٥٩

الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، ابسط يدك(١) ، فبسط يده فبايعه ، ثم نزل فخرج(٢) من المسجد.

فقال عليعليه‌السلام : «هل تدري(٣) من هو؟».

قلت : لا ، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت(٤) بموت النبي(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال : «ذاك إبليس لعنه الله ، أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إياي للناس بغدير خم بأمر اللهعزوجل ، فأخبرهم أني أولى(٦) بهم من أنفسهم ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ، فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه ، فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ، وما لك ولا(٧) لنا عليهم(٨) سبيل ، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فانطلق(٩) إبليس لعنه الله كئيبا(١٠) حزينا.

وأخبرني(١١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد(١٢) ، فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس ـ لعنه الله(١٣) ـ في صورة رجل شيخ مشمر(١٤) يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع(١٥) شياطينه وأبالسته ، فينخر(١٦)

__________________

(١) في «ن» : «يديك». وفي «بح» : + «حتى ابايعك».

(٢) في «بف» : «وخرج».

(٣) في «بح ، جت» : «أتدري».

(٤) الشماتة : فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٩ (شمت).

(٥) في «م ، بح» : «رسول الله».

(٦) في «بح» : + «الناس».

(٧) في الوافي : «وما».

(٨) في «م» وحاشية «جت» : «عليها». وفي «د» : «لها».

(٩) في «م» : «وانطلق».

(١٠) الكئيب ، من الكأب ، وهو الغم ، وسوء الحال ، والانكسار من حزن. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٧ (كأب).

(١١) في «بف» : «فأخبرني».

(١٢) في «بن» : «مسجدي».

(١٣) في «ن ، بف» والوافي : ـ «لعنه الله».

(١٤) في «د ، جت ، جد» : «مشتمر».

(١٥) في «بن» : «فيجتمع». وفي «م» : «فيخرج».

(١٦) «فينخر» أي يمد الصوت في خياشيمه. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٦٦ (نخر).

٧٦٠

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909