الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 78831
تحميل: 4382


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 78831 / تحميل: 4382
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

استأذنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام أنا والحارث بن المغيرة النصري(١) ومنصور الصيقل ، فواعدنا دار طاهر مولاه ، فصلينا العصر ، ثم رحنا(٢) إليه ، فوجدناه(٣) متكئا على سرير قريب من الأرض ، فجلسنا حوله ، ثم استوى جالسا ، ثم أرسل رجليه حتى وضع قدميه على الأرض ، ثم قال : «الحمد لله(٤) ذهب(٥) الناس يمينا وشمالا : فرقة مرجئة(٦) ، وفرقة خوارج ، وفرقة قدرية ، وسميتم أنتم الترابية».

ثم قال بيمين منه : «أما والله ، ما هو إلا الله وحده لاشريك له ورسوله وآل رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وشيعتهم كرم الله وجوههم ، وما كان سوى ذلك فلا ، كان(٧) علي والله أولى الناس بالناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » يقولها ثلاثا.(٨)

__________________

المصادر الرجالية. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٨١ ، الرقم ٤٧٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢١٩ ، الرقم ٣٢٢.

(١) في «ع ، ل ، بف ، جت» : «النضري» ، وهو سهو ، كما تقدم غير مرة. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٩ ، الرقم ٣٦١ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٦٩ ، الرقم ٢٦٥ ؛ رجال البرقي ، ص ١٥ وص ٣٩.

(٢) في «ن» وحاشية «د» : «رجعنا».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي «ع» والمطبوع : «فوجدنا».

(٤) هكذا في اكثر النسخ والوافي. وفي «ع ، بف ، جد» والمطبوع : + «الذي».

(٥) في «بف» : «أذهب».

(٦) الإرجاء على معنيين : أحدهما بمعنى التأخير ، والثاني إعطاء الرجاء ، أما إطلاق أسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول فصحيح ؛ لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد ، وأما بالمعنى الثاني فظاهر ؛ فإنهم كانوا يقولون : لا تضر مع الإيمان معصية ، كما لا تنفع مع الكفرة طاعة ، أو الإرجاء : تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة ، أو هو تأخير أميرالمؤمنينعليه‌السلام عن مرتبته. والمرجئة أربعة أصناف : مرجئة الخوارج ، ومرجئة القدرية ، ومرجئة الجبرية ، ومرجئة الخالصة. الملل والنحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ١٣٩.

(٧) في «بف» : «قد كان».

(٨) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٥١ ، من قوله : «الحمد لله الذي ذهب الناس يمينا» ؛ والمحاسن ، ص ١٥٦ ، كتاب الصفوة ، ح ٨٦ ، بسندهما عن سعيد بن يسار ، وتمام الرواية في الأخير : «دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو على سرير فقال : يا سعيد إن طائفة سميت المرجئة وطائفة سميت الخوارج وسميتم الترابية» الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٢٣ ، ح ٣٠٩٣.

٧٤١

١٥٣٣٦ / ٥٢١. عنه(١) ، عن أحمد ، عن علي بن المستورد(٢) النخعي ، عمن رواه :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن من الملائكة الذين في السماء(٣) الدنيا(٤) ليطلعون على(٥) الواحد والاثنين والثلاثة ، وهم يذكرون فضل آل محمدعليهم‌السلام ، فيقولون(٦) : أما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمدعليهم‌السلام ؟ فتقول(٧) الطائفة الأخرى من الملائكة :( ذلِكَ (٨) فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ».(٩)

١٥٣٣٧ / ٥٢٢. عنه(١٠) ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن حنظلة :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «يا عمر ، لاتحملوا على شيعتنا(١١) ، وارفقوا بهم ؛ فإن الناس لايحتملون(١٢) ما تحملون(١٣) ».(١٤)

١٥٣٣٨ / ٥٢٣. محمد بن أحمد القمي ، عن عمه عبد الله بن الصلت ، عن يونس بن عبد

__________________

(١) الضمير راجع إلى محمد بن يحيى المذكور في سند الحديث ٥١٨.

(٢) لم نجد لعلي بن المستورد ذكرا في موضع. وقد تقدم الخبر في الكافي ، ح ٢١٢٤ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن المستورد النخعي. والمستورد هذا ، هو المستورد بن نهيك النخعي المذكور في رجال الطوسي ، ص ٣١٢ ، الرقم ٤٦٢٦.

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «في سماء».

(٤) في الكافي ، ح ٢١٢٤ : «السماء» بدل «سماء الدنيا».

(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» والوافي والكافي ، ح ٢١٢٤ : «إلى».

(٦) في الوافي : «قال : فيقول».

(٧) في «م ، ن ، بح ، بف» والكافي ، ح ٢١٢٤ : «فيقول».

(٨) في «بح» : «وذلك».

(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب تذاكر الإخوان ، ح ٢١٢٤ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن المستورد النخعي الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٠ ، ح ٢٧٩١.

(١٠) الضمير راجع إلى محمد بن يحيى المذكور في سند الحديث ٥١٨.

(١١) في المرآة : «قوله ، : لا تحملوا على شيعتنا ، أي لاتكلفوا أوساط الشيعة بالتكاليف الشاقة في العلم والعمل ، بل علموهم وادعوهم إلى العمل برفق ليكملوا ؛ فإنهم لايحتملون من العلوم والأسرار وتحمل المشاق في الطاعات ما تحتملون».

(١٢) شرح المازندراني : «لايتحملون».

(١٣) في مرآة العقول عن بعض النسخ : «ما يحملون».

(١٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٤ ، ح ٢٩٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٥٩ ، ح ٢١٢٤٠.

٧٤٢

الرحمن(١) ، عن عبد الله بن سنان ، عن حسين الجمال :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى :(٢) ( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) (٣) قال : «هما» ثم قال : «وكان فلان شيطانا».(٤)

١٥٣٣٩ / ٥٢٤. يونس(٥) ، عن سورة بن كليب :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى :( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) قال : «يا سورة ، هما والله هما» ثلاثا «والله يا سورة ، إنا لخزان علم الله في السماء ، وإنا لخزان علم الله في الأرض».(٦)

١٥٣٤٠ / ٥٢٥. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان الجعفري ، قال :

سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى :( إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ ) (٧) قال : «يعني فلانا وفلانا(٨) وأبا عبيدة بن الجراح».(٩)

١٥٣٤١ / ٥٢٦. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل(١٠) وغيره عن

__________________

(١) في «م» : ـ «بن عبد الرحمن».

(٢) في شرح المازندراني : +( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) .

(٣) فصلت (٤١) : ٢٩.

(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٥ ، ح ١٦٢٨ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧٠ ، ح ١٣٩.

(٥) السند معلق على سابقه. ويروي عن يونس ، محمد بن أحمد القمي عن عمه عبد الله بن الصلت.

(٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٦ ، ح ١٦٢٩ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧٠ ، ح ١٤٠.

(٧) النساء (٤) : ١٠٨. وفي شرح المازندراني : «إذ يبيتون ما أي يدبرونه ليلا ؛ لئلا يطلع عليه أحد».

(٨) في تفسير العياشي : «فلان وفلان» بدل «يعني فلانا وفلانا».

(٩) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ، ح ٢٦٧ ، عن عامر بن كثير السراج ، عن عطاء الهمداني ، عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٦ ، ح ١٦٣٠ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧١ ، ح ١٤١.

(١٠) هكذا في «م ، بح» والبحار وحاشية «د». وفي «د ، ع ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» والمطبوع : «ومحمد بن

٧٤٣

منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن عبد الله بن النجاشي(١) ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قول اللهعزوجل :( أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ) (٢) : «يعني والله فلانا وفلانا ؛( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) (٣) يعني والله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا(٤) عليه‌السلام مما(٥) صنعوا ، أي(٦) لو جاؤوك بها يا علي ، فاستغفروا الله(٧) مما صنعوا ، واستغفر لهم الرسول ، لوجدوا الله توابا رحيما».

( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «هو والله علي بعينه(٨) ( ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ) على لسانك يا رسول الله ، يعني به

__________________

إسماعيل». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنه مضافا إلى إفراد ضمير «غيره» الدال على عطفه على واحد ، المراد من محمد بن إسماعيل الراوي عن منصور بن يونس هو محمد بن إسماعيل بن بزيع ؛ فقد روى هو وعلي بن حديد وابن أبي عمير كتاب منصور بن يونس وتكررت رواية محمد بن إسماعيل [بن بزيع] عن منصور بن يونس ـ بعناوينه المختلفة ـ في الأسناد. ومحمد بن إسماعيل هذا في طبقة مشايخ إبراهيم بن هاشم ـ والد علي ـ كما يدل على ذلك طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب منصور بن يونس. ولم يثبت رواية علي بن إبراهيم عن محمد بن إسماعيل هذا في موضع. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٤٥٩ ، الرقم ٧٣١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ؛ وص ٣٥٩ ـ ٣٦٠.

(١) في «بن ، جت» وحاشية «د» : «عبد الله النجاشي». وذكره النجاشي بعنوان «عبد الله بن النجاشي بن عثيم» ، والبرقي بعنوان «عبد الله النجاشي الأسدي». راجع : رجال النجاشي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٥٥٥ ؛ رجال البرقي ، ص ٢٢ ، ولاحظ أيضا : رجال الكشي ، ص ٣٤٢ ، الرقم ٦٣٤.

(٢) النساء (٤) : ٦٣. وقوله : «فأعرض عنهم» أي عن عقابهم لمصلحة في استبقائهم ، أو عن قبول معذرتهم.

(٣) النساء (٤) : ٦٤.

(٤) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : يعني والله النبي وعليا ، أي المراد بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى :( وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمخاطب في قوله :( جاؤُكَ ) عليعليه‌السلام ، ولو كان المخاطب الرسول لكان الظاهر أن يقول : واستغفرت لهم. وفي بعض نسخ تفسير العياشي : يعني والله علياعليه‌السلام ، وهو أظهر».

(٥) في تفسير العياشي : «بما».

(٦) في «م ، ن ، بح ، جت» والبحار : «يعني».

(٧) في تفسير العياشي : ـ «الله».

(٨) في الوافي : «لعلي نفسه».

٧٤٤

من(١) ولاية علي( وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٢) لعلي».(٣)

١٥٣٤٢ / ٥٢٧. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد ، قال :

سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول : «ربما رأيت الرؤيا فأعبرها ، والرؤيا على ما تعبر(٤) ».(٥)

١٥٣٤٣ / ٥٢٨. عنه ، عن أحمد بن محمد(٦) ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم(٧) ، قال :

سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول : «الرؤيا على ما تعبر(٨) ».

فقلت له : إن بعض أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام(٩) .

فقال أبو الحسنعليه‌السلام : «إن امرأة رأت على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن جذع(١٠) بيتها قد(١١) انكسر(١٢) ، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقصت عليه الرؤيا ، فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقدم

__________________

(١) في «بف» وشرح المازندراني وتفسير العياشي : ـ «من».

(٢) النساء (٤) : ٦٥.

(٣) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٨٢ ، عن عبد الله النجاشي. راجع : الكافي ، كتاب الحجة ، باب التسليم وفضل المسلمين ، ح ١٠٢٤ ؛ وتفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٤٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٦ ، ح ١٦٣١ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٧١ ، ح ١٤٢.

(٤) في المرآة : «أي تقع مطابقة لما عبرت به».

(٥) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٤٨ ، ح ٢٥٦٧٩ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٥٠٢ ، ح ٥٨٤٩ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٧٣ ، ح ٣٢.

(٦) في البحار : ـ «عن أحمد بن محمد» ، وهو سهو ؛ فإن المراد من ابن فضال هو الحسن بن علي بن فضال الراوي لكتاب الحسن بن الجهم. وقد روى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد [بن عيسى] عن [الحسن بن علي] بن فضال في كثير من الأسناد جدا. راجع : رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١٠٩ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٧٠ ـ ٤٧٦ ؛ وص ٤٩٦ ـ ٤٩٧ ؛ وص ٦٥٦ ـ ٦٥٧ ؛ وص ٦٦٥ ـ ٦٦٦.

(٧) في «بح ، جت» والوافي : «الجهم» بدل «جهم».

(٨) في الوافي : «يعبر».

(٩) في شرح المازندراني : «أن رؤيا الملك ، أي ملك مصر كانت أصغاث أحلام إلى آخره ، وهي التي لايصح تأويلها لاختلاطها ؛ من الضغث بالكسر ، وهو قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس ، وإنما فسرها يوسفعليه‌السلام فوقعت على نحو تفسيره ، والظاهر أن رؤياه كانت مطابقة لما في الواقع إلا أن اختلاط بعض أجزائها ببعض أعجز المعبرين عن الانتقال منها إلى مدلولها».

(١٠) الجذع : ساق النخلة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٥٢ (جذع).

(١١) في «د ، ع ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» : ـ «قد». (١٢) في «جت» : «انكسرت».

٧٤٥

زوجك ويأتي وهو صالح ، وقد كان زوجها غائبا ، فقدم كما قال(١) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثم غاب عنها(٢) زوجها غيبة أخرى ، فرأت في المنام كأن جذع بيتها قد انكسر ، فأتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقصت عليه الرؤيا ، فقال لها : يقدم زوجك ويأتي صالحا ، فقدم على ما قال.

ثم غاب زوجها ثالثة ، فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر ، فلقيت رجلا أعسر(٣) ، فقصت عليه الرؤيا ، فقال لها الرجل السوء : يموت زوجك» قال(٤) : «فبلغ ذلك(٥) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : ألا كان عبر لها خيرا».(٦)

١٥٣٤٤ / ٥٢٩. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا(٧) ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر بن يزيد :

عن أبي جعفرعليه‌السلام : «أن رسول الله كان يقول : إن رؤيا المؤمن ترف(٨) بين السماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها(٩) لنفسه ، أو يعبرها له مثله ، فإذا عبرت

__________________

(١) في «د ، بن» : + «لها».

(٢) في «ع ، بف» : ـ «عنها».

(٣) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : رجلا أعسر ، قال الفيروزآبادي : يوم عسر وعسير وأعسر : شديد ، أو شؤم ، وأعسر يسر : يعمل بيديه جميعا ، فإن عمل بالشمال فهو أعسر. انتهى. والمراد هنا الشؤم ، أو من يعمل باليسار ؛ فإنه أيضا مشؤوم». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦١٤ (عسر).

(٤) في «بح ، جت» والبحار : ـ «قال».

(٥) في «د ، ع ، بن ، جت» : ـ «ذلك».

(٦) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٥٦٨٠ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٥٠٢ ، ح ٨٥٥٠ ، وتمام الرواية فيه : «الرؤيا على ما تعبر» ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٦٤ ، ح ١٣.

(٧) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بن» والبحار : ـ «جميعا».

(٨) في «بح» وحاشية «د» ومرآة العقول : «ترفرف». ويقال : أرفت الدجاجة على بيضها ، أي بسطت الجناح. وجعله العلامة الفيض من الرف ، وهو شبه الطاق يجعل عليه طرائف البيت ، حيث قال في الوافي : «الرف : شبه الطاق ؛ يعنى تكون معلقة شبه الطاق». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٨٥ (رفف).

(٩) في «بف» وحاشية «د» : + «بها».

٧٤٦

لزمت الأرض ، فلا تقصوا رؤياكم(١) إلا على من يعقل».(٢)

١٥٣٤٥ / ٥٣٠. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا لاتقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي».(٣)

١٥٣٤٦ / ٥٣١. حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبان بن عثمان ، عن رجل :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «كان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل يقال له : ذو النمرة ، وكان من أقبح الناس ، وإنما سمي ذو النمرة(٤) من قبحه ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني : ما(٥) فرض الله ـعزوجل ـ علي؟

فقال له(٦) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فرض الله عليك سبعة عشر(٧) ركعة في اليوم والليلة ، وصوم شهر رمضان إذا أدركته ، والحج إذا استطعت إليه سبيلا ، والزكاة ، وفسرها له.

فقال : والذي بعثك بالحق نبيا(٨) ما أزيد ربي على ما فرض علي شيئا.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولم يا ذا النمرة؟

__________________

(١) في المرآة : «في تشبيه الرؤيا بالطير وإثبات الرفرفة له وترشيحه بالقص الذي هو قطع الجناح وبلزوم الأرض ، لطائف لاتخفى».

(٢) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٥٦٨١ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٧٣ ، ح ٣٣.

(٣) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٥٦٨٢ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ١٧٤ ، ح ٣٤.

(٤) في «د ، ع» والوافي : «ذا النمرة». والنمرة ، بالضم فالسكون : النكتة من أي لون كان ، وهكذا قرئ في الشروح. والنمرة ، كفرحة : القطعة الصغيرة من السحاب ، الحبرة ، وشملة فيها خطوط بيض وسود. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٧٥ (نمر).

(٥) في «بف» والوافي : «بما».

(٦) في «بح» : ـ «له».

(٧) في «م» : والوافي : «سبع عشرة».

(٨) في «ع» : ـ «نبيا».

٧٤٧

فقال كما خلقني قبيحا».

قال : «فهبط جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، إن ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه(١) السلام ، وتقول له : يقول لك ربك ـ تبارك وتعالى ـ أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيلعليه‌السلام يوم القيامة.

فقال له(٢) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا ذا النمرة ، هذا جبرئيل يأمرني أن أبلغك السلام ، ويقول لك ربك : أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل.

فقال ذو النمرة : فإني قد رضيت يا رب ، فو عزتك لأزيدنك حتى ترضى».(٣)

حديث الذي أحياه عيسىعليه‌السلام

١٥٣٤٧ / ٥٣٢. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل : هل كان عيسى بن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد؟

فقال : «نعم ، إنه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وتعالى ، وكان عيسىعليه‌السلام يمر به وينزل عليه ، وإن عيسى غاب عنه حينا(٤) ، ثم مر به ليسلم عليه ، فخرجت إليه أمه فسألها عنه ، فقالت(٥) : مات يا رسول الله ، فقال : أفتحبين(٦) أن تريه(٧) ؟ قالت :

__________________

(١) في «بف» : ـ «عنه».

(٢) في «بن» : ـ «له».

(٣) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤١١ ، ح ٢٥٤٨٦ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٤٠ ، ح ١٢٢.

(٤) في «بح» : «حيا».

(٥) في الوافي : + «له».

(٦) في «د» وتفسير العياشي : «أتحبين».

(٧) في تفسير العياشي : «أن ترينه». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : أن تريه ، بفتح الراء ، حذفت النون من الواحدة المخاطبة للناصب ، وفي المشهور لايشبع الضمير كإليه وعليه ، والإشباع طريق ابن كثير».

٧٤٨

نعم ، فقال لها : فإذا(١) كان غدا آتيك(٢) حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى ، فلما كان من الغد أتاها ، فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره ، فوقف عليه عيسىعليه‌السلام ، ثم دعا اللهعزوجل ، فانفرج القبر وخرج ابنها حيا ، فلما رأته أمه ورآها بكيا ، فرحمهما عيسىعليه‌السلام ، فقال له(٣) عيسى : أتحب(٤) أن تبقى مع أمك في الدنيا؟

فقال : يا نبي الله(٥) ، بأكل ورزق ومدة ، أم(٦) بغير أكل ولا(٧) رزق ولا مدة؟ فقال له عيسىعليه‌السلام :(٨) بأكل ورزق ومدة ، وتعمر(٩) عشرين سنة ، وتزوج ويولد لك ، قال : نعم إذا».

قال : «فدفعه عيسى إلى أمه ، فعاش عشرين سنة ، وتزوج(١٠) وولد له».(١١)

١٥٣٤٨ / ٥٣٣. ابن محبوب(١٢) ، عن أبي ولاد وغيره من أصحابنا :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) (١٣) فقال : «من عبد فيه غير اللهعزوجل ، أو تولى فيه غير أولياء الله ، فهو ملحد بظلم(١٤) ، وعلى الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يذيقه من عذاب أليم».(١٥)

__________________

(١) في «بح ، بن» وتفسير العياشي : «إذا».

(٢) في «بن ، جد» وحاشية «جت» وتفسير العياشي : «أتيتك». في «د» وحاشية «بح» والمطبوع : «فآتيك». وفي حاشية «د» : «فآتينك».

(٣) في «ع ، بف» : ـ «له».

(٤) في «م» : «أفتحب». وفي «بح» : «تحب».

(٥) في «بن» وتفسير العياشي : «يا رسول الله».

(٦) في «جد» وتفسير العياشي : «أو».

(٧) في «د» : ـ «لا».

(٨) في «م» : + «بل».

(٩) في «د ، ع ، م ، ن ، بح» وتفسير العياشي : «تعمر» بدون الواو.

(١٠) في «بن» : «فتزوج». وفي «د ، ع ، جت» : ـ «وتزوج».

(١١) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٧٤ ، ح ٥١ ، عن أبان بن تغلب الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢٥٤٥٠ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ٣.

(١٢) السند معلق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى.

(١٣) الحج (٢٢) : ٤٠.

(١٤) في «د» : «يظلم».

(١٥) الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٧ ، ح ١٦٣٢.

٧٤٩

١٥٣٤٩ / ٥٣٤. ابن محبوب(١) ، عن أبي جعفر الأحول ، عن سلام بن المستنير :

عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى :( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ) (٢) قال : «نزلت في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وحمزة وجعفر وجرت في الحسينعليهم‌السلام أجمعين».(٣)

١٥٣٥٠ / ٥٣٥. ابن محبوب(٤) ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي(٥) ، قال :

سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا ) (٦) ؟

قال(٧) : فقال : «إن لهذا تأويلا يقول : ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم؟ قال : فيقولون : لاعلم لنا بما فعلوا من(٨) بعدنا».(٩)

حديث إسلام عليعليه‌السلام

١٥٣٥١ / ٥٣٦. ابن محبوب(١٠) ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن

__________________

(١) السند معلق كسابقه.

(٢) الحج (٢٢) : ٤٠.

(٣) تفسير فرات ، ص ٢٧٣ ، ح ٣٦٧ و ٣٦٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٠٦ ، ح ١٥٧٨ ؛ البحار ، ج ٣٦ ، ص ١٤٦ ، ح ١١٨.

(٤) السند معلق كسابقيه.

(٥) هكذا في «ن ، جد» والبحار. وفي «د ، ع ، بن ، جت» والمطبوع : «بريد الكناسي». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدم تفصيل الكلام ذيل الحديث ١١٠٧٣ ، فلاحظ.

(٦) المائدة (٥) : ١٠٩.

(٧) في «بح» : ـ «قال».

(٨) في البحار : ـ «من».

(٩) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، بسند آخر. تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢٢٠ ، عن يزيد الكناسي ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٠٥ ، ح ١٥٧٧ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٣ ، ح ٥.

(١٠) السند معلق كالأسناد الثلاثة المتقدمة.

٧٥٠

المسيب(١) ، قال :

سألت علي بن الحسينعليهما‌السلام : ابن كم كان علي بن أبي طالبعليه‌السلام يوم أسلم؟

فقال : «أو كان كافرا قط(٢) ؟ إنما كان لعليعليه‌السلام حيث بعث الله ـعزوجل ـ رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر سنين ، ولم يكن يومئذ كافرا ، ولقد آمن بالله ـ تبارك وتعالى ـ وبرسوله(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسبق الناس كلهم إلى الإيمان بالله وبرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى الصلاة بثلاث سنين ، وكانت(٤) أول صلاة صلاها مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر ركعتين(٥) ، وكذلك فرضها الله ـ تبارك وتعالى ـ على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين(٦) ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصليها بمكة ركعتين ، ويصليها عليعليه‌السلام معه بمكة(٧) ركعتين(٨) مدة عشر سنين ، حتى هاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة ، وخلف علياعليه‌السلام في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره ، وكان خروج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من مكة في أول يوم من ربيع الأول ، وذلك يوم الخميس من سنة

__________________

(١) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بف» : «مسيب».

(٢) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٤٥٦ : «أو كان كافرا قط؟ إلى آخره ، أفادعليه‌السلام أن إيمانه التكليفي كان متصلابإيمانه الفطري ولم يكن مسبوقا بالكفر أصلا ، واندفع به ما ذهب إليه بعض النواصب من أن إسلامه لم يكن معتبرا ؛ لكونه دون البلوغ ، وتوضيح الدفع أنهعليه‌السلام إن كان بالغا حين آمن ـ وهو يمكن في عشر سنين سيما في البلاد الحارة ـ فقد حصل الغرض واندفع ما ذكر ، وإن لم يكن بالغا فلا يتصور الكفر في حقهعليه‌السلام ؛ لكونه مولودا على الفطرة المستقيمة ، داخلا في طاعة الله وطاعة رسوله ، مستمرا عليها على وجه الكمال ، فإيمانه التكليفي وارد على نفس قدسية غير متدنسة بأدناس الجاهلية وعبادة الأصنام والعقائد الباطلة ، ولا ريب في أن هذا الإيمان أكمل من إيمان من آمن عند البلوغ بلا سابقة خيرات ، فضلا عن إيمان من آمن بعد علو السن وعبادة الأصنام وشرب المسكرات ، ولا يقدم إلى إنكار ذلك إلاجاهل متعصب».

(٣) في «د ، بح» : «ورسوله».

(٤) في «جت» : «وكان».

(٥) في الوافي ، ج ٣ : + «وكانت ركعتين».

(٦) في «م» : ـ «ركعتين». وفي الوافي ، ج ٣ : + «في الخمس صلوات».

(٧) في «بن» : «بمكة معه».

(٨) في «بح» : ـ «بمكة ركعتين». وفي الوافي ، ج ٣ : + «وعلي يصليها معه».

٧٥١

ثلاث عشرة من المبعث(١) ، وقدم المدينة لاثنتي عشرة(٢) ليلة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس ، فنزل بقبا ، فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ، ثم لم يزل مقيما ينتظر علياعليه‌السلام يصلي الخمس صلوات(٣) ركعتين ركعتين ، وكان نازلا على عمرو بن عوف ، فأقام عندهم بضعة(٤) عشر يوما يقولون(٥) له(٦) : أتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا و(٧) مسجدا؟ فيقول : لا ، إني أنتظر(٨) علي بن أبي طالب وقد أمرته أن يلحقني ، ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي ، وما أسرعه إن شاء الله ، فقدم عليعليه‌السلام والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت عمرو بن عوف ، فنزل معه.

ثم إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما قدم عليه(٩) عليعليه‌السلام تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف وعليعليه‌السلام معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس ، فخط لهم مسجدا ، ونصب قبلته ، فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين وخطب خطبتين ، ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعليعليه‌السلام معه لايفارقه ، يمشي بمشيه ، وليس يمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم ، فيقول لهم :! خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة ، فانطلقت به ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضع لها زمامها ، حتى(١٠) انتهت إلى الموضع الذي ترى ـ وأشار بيده إلى باب مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي

__________________

(١) في «م» : «من البعث».

(٢) في «ن ، بح» : «لاثني عشر». وفي «د ، جت» : «لاثني عشرة».

(٣) في «بح» : «الصلوات».

(٤) البضع والبضعة : ما بين الثلاث إلى التسع ، أو ما بين الواحد إلى العشرة ؛ لأنه قطعة من العدد. أو هي قطعة من العدد مبهمة غير محدودة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٥١ (بضع).

(٥) في «بح» : «يقول».

(٦) في الوافي ، ج ٣ : ـ «وكان نازلا ـ إلى ـ يقولون له».

(٧) في البحار ، ج ١٩ : ـ «منزلا و».

(٨) في «بح» : + «قدوم».

(٩) في «م ، ن ، بح» والبحار ، ج ١٩ : ـ «عليه».

(١٠) في حاشية «د» : والوافي ، ج ٣ : + «إذا».

٧٥٢

يصلى عنده بالجنائز ـ فوقفت عنده ، وبركت(١) ووضعت جرانها(٢) على الأرض ، فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله ، فأدخله منزله ، ونزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام معه حتى بني له مسجده ، وبنيت(٣) له مساكنه ومنزل عليعليه‌السلام ، فتحولا إلى منازلهما».

فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسينعليهما‌السلام : جعلت فداك ، كان أبو بكر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أقبل إلى المدينة ، فأين فارقه؟

فقال(٤) : «إن أبا بكر لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قبا ، فنزل بهم ينتظر(٥) قدوم عليعليه‌السلام ، فقال له أبو بكر : انهض بنا إلى المدينة ، فإن القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون(٦) إقبالك إليهم ، فانطلق بنا ، ولا تقم هاهنا تنتظر عليا ، فما أظنه يقدم عليك(٧) إلى شهر. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلا ما أسرعه ، ولست أريم(٨) حتى يقدم ابن عمي وأخي في الله ـعزوجل ـ وأحب أهل بيتي إلي ، فقد وقاني بنفسه من المشركين».

قال : «فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز(٩) ، وداخله من ذلك حسد لعليعليه‌السلام ، وكان

__________________

(١) «بركت» أي ألقت بركها بالأرض ، وهو صدرها ، وبروك البعير : استناخه ، وهو أن يلصق صدره بالأرض. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٩٦ (برك).

(٢) جران البعير ، بالكسر : مقدم عنقه من مذبحه إلى منخره. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٥٩ (جرن).

(٣) هكذا في «د ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي ، ج ٣ : وفي سائر النسخ والمطبوع : «بنيت» بدون الواو.

(٤) في «بح» : + «له».

(٥) في الوافي ، ج ٣ : «انتظر».

(٦) يقال : راث ريثا ، من باب باع : أبطأ ، واسترثته : استبطأته وأمهلته. المصباح المنير ، ص ٢٤٧ (ريث).

(٧) في البحار ، ج ١٩ : «إليك».

(٨) «لست أريم» أي لا أبرح ولا أزول من مقامي ، يقال : رام يريم ، إذا برح وزال من مكانه ، وأكثر ما يستعمل في النفي. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ (ريم).

(٩) يقال : اشمأز ، أي انقبض ، واقشعر ، واستكبر ، ونفر. والمشمئز : النافر الكاره للشيء ، من الشمز ، وهو التقبض ، ونفور النفس من الشيء تكرهه. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٦٢ (شمز).

٧٥٣

ذلك أول عداوة بدت منه لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليعليه‌السلام ، وأول خلاف على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانطلق حتى دخل المدينة ، وتخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقبا(١) ينتظر علياعليه‌السلام ».

قال : فقلت لعلي بن الحسينعليهما‌السلام : فمتى زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة من عليعليهما‌السلام ؟

فقال : «بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين».

قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : «ولم يولد لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من خديجةعليها‌السلام على فطرة الإسلام(٢) إلا فاطمةعليه‌السلام ، وقد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة ، فلما فقدهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئم المقام(٣) بمكة ، ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفار قريش ، فشكا إلى جبرئيلعليه‌السلام ذلك ، فأوحى الله ـعزوجل ـ إليه : اخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة ، فليس لك اليوم بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حربا ، فعند ذلك توجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة».

فقلت له : فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم؟

فقال : «بالمدينة حين ظهرت الدعوة ، وقوي الإسلام ، وكتب الله ـعزوجل ـ على المسلمين الجهاد ، وزاد(٤) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الصلاة سبع ركعات : في الظهر ركعتين ، وفي العصر ركعتين ، وفي المغرب ركعة ، وفي العشاء الآخرة ركعتين ، وأقر الفجر على ما فرضت ؛ لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء ، ولتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ، وكان ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الفجر ، فلذلك قال اللهعزوجل :( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) (٥) يشهده(٦)

__________________

(١) في البحار ، ج ١٩ : + «حتى».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : على فطرة الإسلام ، أي بعد بعثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٣) «سئم المقام» أي مله وضجر منه. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٨٠ (سأم).

(٤) في «م ، ن ، بف ، جت ، جد» : والوافي «زاد» بدون الواو. وفي «بح» : «فزاد».

(٥) الإسراء (١٧) : ٧٨.

(٦) في البحار ، ج ١٩ : «تشهده».

٧٥٤

المسلمون(١) ، ويشهده(٢) ملائكة النهار وملائكة الليل».(٣)

١٥٣٥٢ / ٥٣٧. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ما أيسر ما رضي به الناس عنكم(٤) ، كفوا ألسنتكم عنهم».(٥)

١٥٣٥٣ / ٥٣٨. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن علي بن حديد ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، قال :

كان أبو جعفرعليه‌السلام في المسجد الحرام ، فذكر بني أمية ودولتهم ، فقال(٦) له بعض أصحابه : إنما نرجو أن تكون صاحبهم ، وأن يظهر الله ـعزوجل ـ هذا الأمر على يديك(٧) .

فقال : «ما أنا بصاحبهم ، ولا يسرني أن أكون صاحبهم ، إن(٨) أصحابهم أولاد الزنى(٩) ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ لم يخلق منذ خلق السماوات والأرض سنين ولا أياما أقصر من سنينهم(١٠) وأيامهم ، إن الله ـعزوجل ـ يأمر الملك الذي في يده الفلك ،

__________________

(١) في «بح» : «المقربون».

(٢) في «بن ، جت» : «وتشهده».

(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٢٦ ، ح ١٣٣٩ ؛ وفيه ، ج ٢٦ ، ص ٣٨٥ ، ح ٢٥٤٧٦ ، إلى قوله : «الإيمان بالله وبرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى صلاة بثلاث سنين» ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١١٥ ، ح ٢ ؛ وفيه ، ج ٥٨ ، ص ٣٦٧ ، قطعة منه.

(٤) في الوسائل : «الناس به منكم» بدل «به الناس عنكم». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : ما رضي به الناس عنكم ، يفسره ماذكره بعده».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٢٥ ، ح ٢٤٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٤ ، ح ٢١٤٩٩.

(٦) في البحار ، ج ٤٦ : «وقال».

(٧) في «د ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» والوافي والبحار : «يدك».

(٨) في «بف» : «وإن».

(٩) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : إن أصحابهم ، أي من يستأصلهم ويقتلهم أولاد الزنى ؛ يعني بني العباس وأتباعهم».

(١٠) في الوافي : «سنيهم».

٧٥٥

فيطويه طيا».(١)

١٥٣٥٤ / ٥٣٩. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ولد المرداس(٢) من تقرب منهم أكفروه ، ومن تباعد منهم أفقروه ، ومن ناواهم(٣) قتلوه ، ومن تحصن منهم أنزلوه ، ومن هرب منهم أدركوه حتى تنقضي(٤) دولتهم».(٥)

١٥٣٥٥ / ٥٤٠. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ وأحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن عمر(٦) بن أيمن(٧) جميعا ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبال :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا(٨)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٧٢٢ ؛ البحار ، ج ٣١ ، ص ٥٣٣ ، ح ٤١ ؛ وج ٤٦ ، ص ٢٨١ ، ح ٨٣.

(٢) في شرح المازندراني : «اريد بالمرداس السفاح ، وهو أول خليفة من ولد العباس ؛ من ردس القوم : رماهم بحجر ، والمرداس : شيء صلب يدرك به الحائط والجبل ونحو هما ، وإطلاقه عليه من باب الاستعارة». وفي الوافي : «لعل المرداس كناية عن العباس». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : ولد المرداس كناية عن ولد العباس ، ولعل الوجه فيه أن عباس بن مرداس السلمي صحابي شاعر ، فالمراد ولد سمي ابن المرداس». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٥٣ (ردس).

(٣) «ناواهم» أي عاداهم ، وأصله الهمز. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ (نوأ) ، وص ١٣٢ (نوا).

(٤) في «ن ، بح» : «ينقضي».

(٥) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٧٣٢ ؛ البحار ، ج ٣١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٤٢.

(٦) هكذا في «ع ، بف» والوافي. وفي «د ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد» والبحار والمطبوع : «عمرو». والمراد من علي بن عمر بن أيمن ، هو علي بن الحسن بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن ؛ فقد روى أحمد بن محمد الكوفي شيخ المصنف بعنوانه هذا وبعنوان أحمد بن محمد العاصمي ، وأحمد بن محمد بن أحمد ، وأحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن هذا بعناوينه المختلفة من علي بن الحسن بن فضال وعلي بن الحسن بن علي وعلي بن الحسن بن علي بن فضال وعلي بن الحسن التيمي وعلي بن الحسن التيملي وعلي بن الحسن. راجع : رجال النجاشى ، ص ٢٥٧ ، الرقم ٦٧٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٣٥ ـ ٥٣٦ ؛ ص ٧٠٦ ـ ٧٠٨.

فعليه ، يكون عنوان علي بن عمر بن أيمن منسوبا إلى بعض أجداده.

(٧) في البحار : «أعين». وهو سهو ، كما تقدم آنفا.

(٨) في «بف» والوافي : «جالس».

٧٥٦

إذ(١) جاءته امرأة ، فرحب بها ، وأخذ بيدها وأقعدها ، ثم قال : ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان(٢) ، دعاهم فأبوا أن يؤمنوا(٣) ، وكانت نار يقال لها : نار الحدثان(٤) ، تأتيهم كل سنة ، فتأكل بعضهم ، وكانت تخرج في وقت معلوم ، فقال لهم : إن رددتها عنكم تؤمنون(٥) ؟ قالوا : نعم».

قال : «فجاءت فاستقبلها بثوبه فردها ، ثم تبعها حتى دخلت كهفها ، ودخل معها ، وجلسوا على باب الكهف وهم يرون ألا يخرج أبدا ، فخرج وهو يقول : هذا هذا(٦) ، وكل هذا من ذا(٧) ، زعمت(٨) بنو عبس(٩) أني لا أخرج وجبيني يندى(١٠) ، ثم قال : تؤمنون

__________________

(١) في «ن» : «إذا».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : خالد بن سنان ، ذكروا أنه كان في الفترة ، اختلفوا في نبوته ، وهذا الخبر يدل على أنه كان نبيا».

(٣) في «بن» : + «به».

(٤) في المرآة : «قال السيوطي في شرح شواهد المغني ناقلا عن العسكري في ذكر أقسام النار : نار الحرتين كانت في بلاد عبس ، تخرج من الأرض فتؤذي من مربها ، وهي التي دفنها خالد بن سنان النبيعليه‌السلام ، قال خليد :

كنار الحرتين لها زفير

تصم مسامع الرجل السميع

أقول : لعل الحدثان تصحيف الحرتين».

(٥) في «بن» : «أتؤمنون».

(٦) في شرح المازندراني : «فخرج وهو يقول : هذا هذا ، الظاهر أنهما مبتدأ ، وخبر الأول إشارة إلى الرد ، والثاني إلى الدخول ، أي ردها الذي ضمنت لكم دخولها في الكهف. ويحتمل أن يكون كل منهما مبتدأ خبره محذوف بقرينة المقام ، أي هذا صنعي أو شأني أو خروجي ، والتكرير للتأكيد ورفع الاستبعاد».

(٧) في «د ، م ، ن ، جد» وشرح المازندراني والوافي : «من موذ». وفي شرح المازندراني : «وكل هذا موذ ، إشارة إلى كل واحد من الجالسين على باب الكهف وحكم عليه بأنه موذ مثل هذه النار. وفي بعض النسخ : من ذا ، بدل موذ ، أي كل واحد من مجيء النار وردها ودخولها في الكهف ودخولي فيه وخروجي منه من اللهعزوجل ».

(٨) في «د ، م ، ن ، جد» وشرح المازندراني : «أزعمت».

(٩) في «بح» وحاشية «م» : «بنو عيس». وفي حاشية «م» : «بنو عبيس». وفي شرح المازندراني «عبس ، بفتح العين وسكون الباء الموحدة : اسم لجدهم ، أو مخفف عبد قيس». وفي المرآة : «عبس بالفتح وسكون الباء : أبو قبيلة من قيس».

(١٠) في المرآة : «قوله : وجبيني يندى ، كيرضى ، أي يبتل من العرق».

٧٥٧

بي؟ قالوا : لا ، قال : فإني ميت يوم كذا وكذا ، فإذا أنا مت ، فادفنوني ؛ فإنه(١) ستجيء عانة(٢) من حمر يقدمها عير(٣) أبتر(٤) حتى يقف(٥) على قبري ، فانبشوني وسلوني عما شئتم.

فلما مات دفنوه ، وكان ذلك اليوم إذ(٦) جاءت العانة اجتمعوا ، وجاءوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته ، فكيف تؤمنون به بعد موته(٧) ؟ ولئن نبشتموه ليكونن(٨) سبة عليكم ،(٩) فاتركوه ، فتركوه».(١٠)

١٥٣٥٦ / ٥٤١. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي(١١) ، قال :

سمعت سلمان الفارسي ـرضي‌الله‌عنه ـ يقول : لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصنع الناس ما صنعوا ، وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار ، فخصموهم

__________________

(١) هكذا في «ع ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : «فإنها».

(٢) العانة : القطيع من حمر الوحش. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٠٠ (عون).

(٣) العير : الحمار ، وغلب على الوحشي. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٤ (عير).

(٤) الأبتر : المقطوع الذنب. المصباح المنير ، ص ٣٥ (بتر).

(٥) في «جد» : «حتى تقف». وفي «ن» بالتاء والياء معا.

(٦) في البحار : «إذا».

(٧) في «م ، بح ، جت» وحاشية «د» والبحار : «وفاته».

(٨) في «د ، ع ، بح ، بن» : «ليكون».

(٩) في المرآة : «قال الجوهري : يقال : هذا الأمر صار سبة عليه ـ بالضم ـ أي عارا يسب به ، انتهى. أي هذا عار عليكم أن تحبوه ولا تؤمنوا به ، أو هو يسبكم بترك الإيمان والكفر ، أو يكون هذا النبش عارا لكم عند العرب فيقولون : نبشوا قبر نبيهم ويؤيده ما ذكره ابن الأثير قال : فأرادوا نبشه ، فكره ذلك بعضهم قالوا : نخاف إن نبشناه أن يسبنا العرب بأنا نبشنا نبيا لنا فتركوه». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٤٥ (سبب) ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٣٧٦.

(١٠) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢٥٤٥١ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٤٨ ، ح ١.

(١١) تقدم في الكافي ذيل الحديث ١٤٨٣٦ ، أن الطريق السليم إلى سليم بن قيس الهلالي هو طريق «علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس» ، فلا يبعد سقوط «عن أبان بن أبي عياش» من السند.

٧٥٨

بحجة عليعليه‌السلام (١) قالوا : يا معشر(٢) الأنصار ، قريش أحق بالأمر منكم ؛ لأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من قريش ، والمهاجرين منهم ، إن الله ـ عز ذكره ـ بدأ بهم في كتابه وفضلهم ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة من قريش».

قال سلمان ـرضي‌الله‌عنه ـ : فأتيت علياعليه‌السلام وهو يغسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخبرته بما صنع الناس ، وقلت(٣) : إن أبا بكر الساعة على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة ، إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه(٤) وشماله.

فقال لي : «يا سلمان ، هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟».

قلت : لا أدري ، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار ، وكان أول من بايعه بشير بن سعد(٥) وأبو عبيدة بن الجراح ، ثم عمر ، ثم سالم.

قال : «لست أسألك عن هذا ، ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟».

قلت : لا ، ولكني(٦) رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه ، بين عينيه سجادة(٧) شديد التشمير(٨) ، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ، ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من

__________________

(١) في المرآة : «قوله : فخصموهم بحجة عليعليه‌السلام ، أي غلب هؤلاء الثلاثة على الأنصار في المخاصمة بحجة هي تدل على كون الأمر لعليعليه‌السلام دونهم ؛ لأنهم احتجوا عليهم بقرابة الرسول ، وأمير المؤمنين كان أقرب منهم أجمعين ، وقد احتجعليه‌السلام عليهم بذلك في مواطن».

(٢) في «بن» وحاشية «د» : «يا معاشر».

(٣) في «بن» : + «له».

(٤) في «جت» : «يمينه».

(٥) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» وحاشية «جت» والوافي : «بشر بن سعد» وابن سعد هذا ، هو بشير بن سعد بن ثعلبة. راجع : اسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ، الرقم ٤٥٩ ؛ الإصابة في تمييز الصحابة ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ، الرقم ٦٩٤.

(٦) في «جد» : «ولكن». وفي «د» : ـ «لكني».

(٧) السجادة : أثر السجود في الجبهة ، وبها سمي سجادة. المغرب ، ص ٢١٨ (سجد).

(٨) «شديد التشمير» أي شديد الجد والاجتهاد في العبادة. وفي الوافي : «التشمير : رفع الثوب وإظهار التقشف». راجع : المصباح المنير ، ص ٣٢٢ (شمر).

٧٥٩

الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، ابسط يدك(١) ، فبسط يده فبايعه ، ثم نزل فخرج(٢) من المسجد.

فقال عليعليه‌السلام : «هل تدري(٣) من هو؟».

قلت : لا ، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت(٤) بموت النبي(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال : «ذاك إبليس لعنه الله ، أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إياي للناس بغدير خم بأمر اللهعزوجل ، فأخبرهم أني أولى(٦) بهم من أنفسهم ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ، فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه ، فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ، وما لك ولا(٧) لنا عليهم(٨) سبيل ، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فانطلق(٩) إبليس لعنه الله كئيبا(١٠) حزينا.

وأخبرني(١١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد(١٢) ، فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس ـ لعنه الله(١٣) ـ في صورة رجل شيخ مشمر(١٤) يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع(١٥) شياطينه وأبالسته ، فينخر(١٦)

__________________

(١) في «ن» : «يديك». وفي «بح» : + «حتى ابايعك».

(٢) في «بف» : «وخرج».

(٣) في «بح ، جت» : «أتدري».

(٤) الشماتة : فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٩ (شمت).

(٥) في «م ، بح» : «رسول الله».

(٦) في «بح» : + «الناس».

(٧) في الوافي : «وما».

(٨) في «م» وحاشية «جت» : «عليها». وفي «د» : «لها».

(٩) في «م» : «وانطلق».

(١٠) الكئيب ، من الكأب ، وهو الغم ، وسوء الحال ، والانكسار من حزن. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٧ (كأب).

(١١) في «بف» : «فأخبرني».

(١٢) في «بن» : «مسجدي».

(١٣) في «ن ، بف» والوافي : ـ «لعنه الله».

(١٤) في «د ، جت ، جد» : «مشتمر».

(١٥) في «بن» : «فيجتمع». وفي «م» : «فيخرج».

(١٦) «فينخر» أي يمد الصوت في خياشيمه. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٦٦ (نخر).

٧٦٠