الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٥

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل9%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 606

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 606 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 254768 / تحميل: 6686
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٥

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الثّاني من أصحاب الأعراف ، وهم السادة والأنبياء والأئمّة والصلحاء.

ونرى في بعض الرّوايات ـ أيضا ـ شاهدا واضحا وجليا على هذا الجمع مثل الحديث المنقول عن الإمام الصّادقعليه‌السلام الذي قال فيه : «الأعراف كثبان بين الجنّة والنّار ، والرجال الأئمّة يقفون على الأعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنّة بلا حساب». ويقصد من الشيعة الذي يقفون مع الأئمّة على الأعراف العصاة منهم.

ثمّ يضيف قائلا : «فيقول الأئمّة لشيعتهم من أصحاب الذنوب : انظروا إلى إخوانكم في الجنّة قد سبقوا إليها بلا حساب ، وهو قوله تبارك وتعالى :( سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ ) ثمّ يقال : انظروا إلى أعدائكم في النّار ، وهو قوله تعالى :( وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ثمّ يقولون لمن في النّار من أعدائهم : هؤلاء شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تختلفون (تحلفون) في الدنيا أن لا ينالهم الله برحمة ، ثمّ تقول الأئمّة لشيعتهم : ادخلوا الجنّة لا خوف عليكم وأنتم تحزنون(١) .

ونظير هذا المضمون روي في تفاسير أهل السنة عن حذيفة عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) .

ونكرر مرّة أخرى هنا أنّ الحديث حول تفاصيل وجزئيات القيامة وخصوصيات الحياة في العالم الآخر أشبه بما لو أننا أردنا أن نصف شبحا من بعيد ، في حين أنّ بين ذلك الشبح وبين حياتنا تفاوتا واسعا واختلافا كبيرا ، فما نفعله في هذه الصورة هو أنّنا نستطيع بألفاظنا المحدودة والقاصرة أن نشير إليه إشارة ناقصة قصيرة.

هذا ، والنقطة الجديرة بالالتفات هي أنّ الحياة في العالم الآخر مبتنية على

__________________

(١) تفسير البرهان ، المجلد الثّاني ، الصفحة ١٩ و ٢٠.

(٢) تفسير الطبري ، ج ٨ الصفحة ، ١٤٢ و ١٤٣.

٦١

أساس النماذج والعيّنات الموجودة في هذه الدنيا ، فهكذا الحال بالنسبة إلى الأعراف ، لأنّ الناس في هذه الدنيا ثلاث فرق : المؤمنون الصادقون الذين وصلوا إلى الطمأنينة الكاملة في ضوء الإيمان ، ولم يدخروا وسعا في طريق المجاهدة.

والمعاندون وأعداء الحق المتصلبون المتمادون في لجاجهم الذين لا يهتدون بأية وسيلة. والفريق الثّالث هم الذين يقفون في هذا الممر الصّعب عبوره ـ في الوسط بين الفريقين ، وأكثر عناية القادة الصادقين وأئمّة الحق موجهة إلى هؤلاء ، فهم يبقون إلى جانب هؤلاء ، ويأخذون بأيديهم لإنقاذهم وتخليصهم من مرحلة الأعراف ليستقروا في صف المؤمنين الحقيقيين.

ومن هنا يتّضح أن تدخّل الأنبياء والأئمّة في انقاذ هذا الفريق في الآخرة كتدخلهم لذلك في الدنيا لا ينافي أبدا قدرة الله وحاكميته على كل شيء ، بل كل ما يفعلونه إنّما هو بإذن الله تعالى وأمره.

* * *

٦٢

الآيتان

( وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (٥١) )

التّفسير

نعم الجنّة حرام على أهل النّار :

بعد أن استقر كل من أهل الجنّة وأهل النّار في أماكنهم ومنازلهم ، تدور بينهم حوارات نتيجتها العقوبة الروحية والمعنوية لأهل النّار.

وفي البداية يبدأ الكلام من جانب أهل النّار :( وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ) . فهم يطلبون أن يجودوا عليهم بشيء من الماء أو من نعم الجنّة.

ولكن أهل الجنّة يبادرون إلى رفض هذا المطلب( قالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ ) .

٦٣

بحوث

هنا عدّة نقاط يجب أن نتوقف عندها ونلتفت إليها :

١ ـ يبدأ القرآن الكريم بأحاديث أهل النّار مع أهل الجنّة بلفظة (ونادى) التي تستعمل عادة للتخاطب من مكان بعيد ، وهذا يفيد بأنّ بين الفريقين فاصلة كبيرة ومع ذلك يتمّ هذا الحوار ويسمع كل منهما حديث الآخر ، وهذا ليس بعجيب ، فلو أن المسافه بلغت ملايين الفراسخ لأمكن أن يسمع كل واحد منهما كلام الآخر ، بل ويرى ـ في بعض الأحيان ـ الطرف الآخر.

ولو كان القبول بهذا أمرا متعذرا أو متعسرا في الماضي ، وكانت تشكل مشكلة بالنسبة إلى السامعين ، فإنّه مع انتقال الصوت والصورة في عصرنا الحاضر من مسافات بعيدة جدا انحلّت هذه المشكلة ، ولم تعد الآية موضع تعجب وغرابة.

٢ ـ إنّ أوّل طلب يطلبه أهل النّار هو الماء ، وهذا أمر طبيعي ، لأنّ الشخص الذي يحترق في النّار المستعرة يطلب الماء قبل أي شيء حتى يبرد غليلة ويرفع به عطشه.

٣ ـ إنّ عبارة( مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ) التي هي عبارة مجملة ، وتتسم بالإبهام ، تفيد أنّه حتى أهل النّار لا يمكنهم أن يعرفوا بشيء من حقيقة النعم الموجودة في الجنّة وأنواعها. وهذا الموضوع يتفق وينسجم مع بعض الأحاديث التي تقول : (إنّ في الجنّة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر).

ثمّ إنّ عطف الجملة بـ «أو» يشير الى أنّ النعم الاخروية الأخرى وخاصّة الفواكه يمكنها أن تحلّ محل الماء وتطفئ عطش الإنسان.

٤ ـ إنّ عبارة( إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ ) إشارة إلى أهل الجنّة بأنفسهم ، ليسوا هم الذين يمتنعون عن إعطاء شيء من هذه النعم لأهل النّار ، لأنّه لا يقلّ منها شيء بسبب الإعطاء ، ولا أنّهم يحملون حقدا أو ضغينة على أحد في

٦٤

صدورهم ، حتى بالنسبة إلى أعدائهم ، ولكن وضع أهل النّار بشكل لا يسمح لهم أن يستفيدوا من نعم الجنّة.

إنّ هذا الحرمان ـ في الحقيقة ـ نوع من «الحرمان التكويني» مثل حرمان كثير من المرضى من الأطعمة اللذيذة المتنوعة.

في الآية اللاحقة يبيّن سبب حرمانهم ، ويوضح بذكر صفات أهل النّار أهل هذا المصير الأسود قد هيّئوه هم لأنفسهم ، فيقول أوّلا : إنّ هؤلاء هم الذين اتخذوا دينهم لعبا( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً ) .

وهذا إلى جانب أنّهم خدعتهم الدنيا واغتروا بها( وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا ) .

إنّ هذه الأمور سببت في أن يغرقوا في وحل الشهوات ، وينسوا كل شيء حتى الآخرة ، وينكروا أقوال الأنبياء ، ويكذبوا بالآيات الإلهية ، ولهذا أضاف قائلا :( فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا ، وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ ) .

ومن البديهي أنّ المراد من «النسيان» الذي نسب هنا إلى الله هو بمعنى أنّنا نعاملهم معاملة الناسي تماما ، مثل أن يقول شخص لصديقه : (كما أنّك نسيتني فسوف أنساك أن أيضا) أي أنني سوف أعاملك معاملة المتناسي لشيء.

كما أنّه يستفاد من هذه الآية أنّ أوّل مرحلة من مراحل الانحراف والضلال ، هو أن لا يأخذ الإنسان قضاياه المصيرية بمأخذ الجدّ ، بل يتعامل معها معاملة المتسلّي والهازل ، فتؤدي به هذه الحالة إلى الكفر المطلق ، وإنكار جميع الحقائق.

* * *

٦٥

الآيتان

( وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣) )

التّفسير

هذه الآية إشارة ـ في الدرجة الأولى ـ إلى أنّ حرمان الكفار ومصيرهم المشؤوم إنّما هو نتيجة تقصيراتهم أنفسهم ، وإلّا فليس هناك من جانب الله أي تقصير في هدايتهم وقيادتهم وإبلاغ الآيات إليهم وبيان الدروس التربوية لهم ، لهذا يقول تعالى : إنّنا لم نال جهدا ولم ندخر شيئا في مجال الهداية والإرشاد ، بل أرسلنا لهم كتابا شرحنا فيه كل شيء بحكمة ودراية( وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ ) .

وهو كتاب فيه رحمة وهداية ، لا للمعاندين الأنانيين ، بل للمؤمنين( هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) .

٦٦

الآية اللاحقة تشير إلى الطريقة الخاطئة في تفكير العصاة والمنحرفين في صعيد الهداية الإلهية فيقول :( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ) أي كأنّ هؤلاء يتوقعون أن يروا نتيجة الوعد والوعيد الإلهي بعيونهم (أي يروا أهل الجنّة وهم فيها ، وأهل النّار وهم فيها) حتى يؤمنوا.

ولكنّه توقّع سخيف ، لأنّه عند ما تترجم الوعود الإلهية على صعيد الواقع ينتهي الأمر ، ولم يعد هناك مجال للرجوع ولا طريق للعودة ، وهناك سيعترفون بأنّهم قد تناسوا كتاب الله وتجاهلوا التعاليم الإلهية التي أنزلها على رسله بالحق ، وكان قولهم حقّا أيضا :( يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ ) .

سيغرقون في هذا الوقت في قلق واضطراب ، ويفكرون في مخلص ينقذهم من هذه المشكلة ويقولون( فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا ) .

وإذا لم يكن هناك شفعاء لنا ، أو إنّنا لا نصلح أساسا للشّفاعة ، أفلا يمكن أن نرجع إلى الدنيا ونقوم بأعمال غير ما عملناه سابقا ، ونسلّم للحق والحقيقة( أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) .

ولكن هذا التنبيه جاء ـ وللأسف ـ متأخرا جدا ، فلا طريق للعودة ولا صلاحية لهم للشفاعة ، لأنّهم قد خسروا كلّ رؤوس أموالهم ، وتورطوا في خسران جميع وجودهم( قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ) .

وسوف يثبت لهم أنّ أصنامهم ومعبوداتهم ليس لها أي دور هناك ، وفي الحقيقة ضاعت ـ في نظرهم ـ جميعا( وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ) .

وكأنّ الجملتين الأخيرتين ردّ على طلبهم ، يعني إذا كانوا يريدون شفعاء يشفعون فإنّ عليهم حتما أن يتوسّلوا بأصنامهم التي كانوا يسجدون لها ، في حين أنّ تلك الأصنام ولأوثان لا تكون مؤثرة هناك مطلقا.

وأمّا عودتهم إلى الدنيا فإنّها ممكنة في ما لو بقي لديهم رأس مال ، ولكنّهم

٦٧

قد خسروا كل رؤوس أموالهم وفقدوا كل وجودهم.

من هذه الآية يستفاد أوّلا أنّ الإنسان حرّ مختار في أعماله ، وإلّا لما طلب العودة والرجوع إلى الدنيا لملافاة ما فات ، وثانيا : إنّ العالم الآخر ليس مكان العمل واكتساب الفضائل والنجاة.

* * *

٦٨

الآية

( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٥٤) )

التّفسير

في الآيات السابقة قرأنا أنّ المشركين يقفون يوم القيامة على خطأهم الكبير في صعيد انتخاب المعبود ، والآية الحاضرة تصف المعبود الحقيقي مع ذكر صفاته الخاصّة حتى يستطيع الذين يطلبون الحقيقة وينشدونها أن يعرفوه بوضوح في هذا العالم وقبل حلول يوم القيامة ، ويبدأ حديثه هذا بقوله :( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) أي أنّ المعبود لا يمكن أن يكون إلّا من كان خالقا.

هل خلق العالم في ستّة أيّام؟

لقد ورد البحث عن خلق العالم وتكوينه في ستّة أيّام ، في سبعة موارد من

٦٩

آيات القرآن الكريم(١) ، ولكنّه في ثلاثة موارد أضيف إلى السماوات والأرض لفظة «وما بينهما» أيضا. والتي هي في الحقيقة توضيح للجملة السابقة ، لأنّ جميع هذه الأشياء تدخل في معنى السماوات والأرض ، لأنّنا نعلم أنّ السماء تشمل جميع الأشياء التي توجد في الأعلى ، والأرض هي النقطة المقابلة للسماء.

وهنا يتبادر هذا السؤال فورا وهو : قبل أن تخلق السماوات والأرض لم يكن ليل ولا نهار ليقال : خلقت السماوات والأرض فيهما ، لأنّ الليل والنهار ناشئان من دوران الأرض حول نفسها في مقابل الشمس.

هذا مضافا إلى أنّ ظهور المجموعة الكونية في ستّة أيام ـ يعني أقل من أسبوع ـ يخالف العلم ، لأنّ العلم يقول : لقد استغرق تكوّن الأرض والسماء حتى وصل الى الواضع الحالي ملياردات من السنوات والأعوام.

ولكن نظرا إلى المفهوم الواسع للفظة «يوم» وما يعادلها في مختلف اللغات ، يكون جواب هذا السؤال واضحا ، لأنّه كثيرا ما يستعمل اليوم بمعنى الدورة ، سواء استغرقت مدة سنة ، أو مائة سنة ، أو مليون سنة أو ملياردات السنين ، والشواهد التي تثبت هذه الحقيقة ، وتفيد أنّ أحد معاني اليوم هو الدورة ، كثيرة :

١ ـ لقد استعملت لفظة اليوم والأيّام في القرآن الكريم مئات المرات ، وفي كثير من الموارد لم تكن بمعنى الليل والنهار ، مثلا يعبر عن عالم البعث بيوم القيامة ، وهذا يشهد بأنّ مجموع عملية القيامة التي هي دورة طويلة الأمد والمدّة ، تسمى يوم القيامة.

ويستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ يوم القيامة ومحاسبة أعمال الناس يستغرق خمسين ألف سنة (سورة المعارج الآية ٤).

__________________

(١) وهي : الآية المبحوثة هنا ، و ٣ يونس ، و ٧ هود ، و ٥٩ الفرقان و ٤ السجدة و ٣٨ ق ، و ٤ الحديد.

٧٠

٢ ـ نقرأ في كتب اللغة أيضا أنّ اليوم ربّما يطلق على الزمن بين طلوع الشمس وغروبها ، وربّما على مقدار من الزمان مهما كان قدره ، قال الراغب في المفردات : «اليوم يعبّر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها ، وقد يعبّر عن مدة من الزمان أي مدّة كانت».

٣ ـ جاء في روايات أئمّة الدين وأحاديثهم ـ كذلك ـ استعمال اليوم بمعنى الدهر ، كما روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في نهج البلاغة أنّه قال : «الدّهر يومان : يوم لك ، ويوم عليك».

ونقرأ في تفسير البرهان في تفسير هذه الآية ، عن تفسير علي بن إبراهيم الإمامعليه‌السلام قال : «في ستة أيّام ، أي في ستة أوقات» ، أي في ست دورات.

٤ ـ كثيرا ما نشاهد في المحاورات اليومية ، وأشعار الشعراء في اللغات المختلفة ، أنّ كلمة اليوم وما يعادلها قد استعملت بمعنى الدورة والعهد ، مثلا نقول يوم كانت الكرة الأرضية حارة ومشتعلة ، ويوم صارت باردة وظهرت فيها آثار الحياة ، في حين أنّ فترة سخونة الأرض واشتعالها استغرقت ملياردات من الأعوام.

أو عند ما نقول غصب آل أمية الخلافة الإسلامية يوما ، وغصبها بنو العباس يوما آخر. في حين أنّ فترة اغتصاب الأمويين للخلافة استغرقت عشرات السنين وفترة اغتصاب العباسيين لها استغرقت المئات.

من مجموع الحديث السابق نستنتج أنّ الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ست دورات متوالية ، وإن استغرقت كل دورة من هذه الدورات ملايين أو ملياردات السنين ، والعلم الحديث لم يبيّن أي أمر يخالف هذا الموضوع.

وهذه الدورات ـ احتمالا ـ هي على الترتيب :

١ ـ يوم كان الكون في شكل كتلة غازية الشكل ، فانفصلت منها أجزاء

٧١

بسبب دورانها حول نفسها ، وتشكلت من المواد المنفصلة الكرات والأنجم.

٢ ـ هذه الكرات قد تحولت تدريجا إلى هيئة كتلة من المواد الذائبة المشعة أم الباردة القابلة للسكنى.

٣ ـ في دورة أخرى تألفت المنظومة الشمسية وانفصلت الأرض عن الشمس.

٤ ـ في الدورة الرّابعة بردت الأرض وأصبحت قابلة للحياة.

٥ ـ ثمّ ظهرت النباتات والأشجار على الأرض.

٦ ـ وبالتالي ظهرت الحيوانات والإنسان فوق سطح الأرض.

وكل ما ذكرناه أعلاه من الأدوار الستة لعملية خلق وتكوين السماوات والأرض تنطبق على الآيات (٨) إلى (١١) من سورة فصلت التي سيأتي تفسيرها في المستقبل إن شاء الله.

لماذا لم يخلق الله العالم في لحظة واحدة؟

وهنا يطرح سؤال آخر نفسه وهو : لماذا خلق الله السماوات والأرض في دورات عديدة وطويلة ، وهو القادر على خلقها في لحظة واحدة؟

إنّ جواب هذا السؤال يمكن الوقوف عليه بالالتفات إلى نقطة واحدة ، وهي أنّ الخلق لو تمّ في لحظة واحدة ، لكان ذلك أقل دلالة على عظمة الخالق وقدرته وعلمه ، ولكن لما تمّت عملية الخلق والتكوين في مراحل مختلفة وأشكال متنوعة ، وفق برنامج منظم محسوب ، كان لذلك دلالة أوضح على معرفة الخالق.

ففي المثل لو كانت النّطفة البشرية تتبدل في لحظة واحدة إلى وليد كامل ، لمّا كان ذلك يحكي عظمة الخلق والتكوين ، ولكن عند ما ظهر الوليد خلال ٩ أشهر ، وضمن برنامج دقيق واتخذ في كل يوم وشهر شكلا خاصا وصورة خاصّة ، استطاعت كل واحدة من هذه المراحل أن تقدّم آية جديدة من آيات العظمة

٧٢

الإلهية ، وتكون دليلا جديدا على قدرة الخالق.

ثمّ يقول القرآن الكريم : إنّ الله تعالى بعد خلق السماوات والأرض أخذ زمام إدارتها بيده (أي ليس الخلق منه فقط ، بل منه الإدارة والتدبير أيضا) فقال تعالى :( ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ) .

وهذا جواب لمن يعتقد أنّ الكون محتاج إلى الله تعالى في الخلق والإيجاد دون البقاء.

ما هو العرش؟

«العرش» في اللغة هو ما له سقف ، وقد يطلق العرش على نفس السقف ، مثل قوله تعالى :( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ) (١) .

وربّما يأتي بمعنى الأسرة الكبيرة المرتفعة ، مثل أسرة الملوك والسلاطين ، كما جاء في قصة سليمان :( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها ) (٢) .

وهكذا يطلق لفظ العرش على الأسقف التي يقيمها المزارعون لحفظ بعض الأشجار ، وبخاصّة المتسلقة منها ، كما نقرأ في القرآن الكريم :( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ ) (٣) .

ولكن عند ما ينسب الى الله سبحانه وتعالى ويقال : عرش الله ، يراد منه مجموعة عالم الوجود ، الذي يعدّ في الحقيقة سرير حكومة الله تعالى.

وأساسا فإنّ عبارة( اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ) كناية عن سيطرة حاكم من الحكام على أمور بلده ، كما أنّ المراد من جملة «ثلّ عرشه» هو خروج زمام الأمر من يده وفقدان السيطرة عليه ، وقد استعملت هذه الكناية في اللغة بكثرة إذ

__________________

(١) البقرة ، ٢٥٩.

(٢) النمل ، ٢٨

(٣) الأنعام ، ١٤١.

٧٣

يقال : إنّ جماعة من الناس ثارت في البلد الفلاني ، وأنزلت حاكمه من سريره وعرشه ، في حين من الممكن أن لا يكون لذلك الزعيم والحاكم تخت أصلا.

أو يقال : إنّ جماعة من الناس أيدوا فلانا ، وأجلسوه على العرش ، فكل هذه كناية عن امتلاك السلطة أو فقدانها.

وعلى هذا تكون عبارة( اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ) كناية عن الإحاطة الكاملة لله تعالى وسيطرته على تدبير أمور الكون ـ سماء وأرضا ـ بعد خلقها.

ومن هنا يتّضح أنّ الذين أخذوا هذه الجملة دليلا على «جسمانيّة الله» كأنّهم لم يلتفتوا إلى موارد استعمال هذه الجملة العديدة في هذا المعنى الكنائي.

وهناك معنى آخر للعرش ، وهو أنّه قد ورد أحيانا في قبال «الكرسي» وفي مثل هذه الموارد يمكن أن يكون الكرسي (الذي يطلق عادة على المقعد القصير القوائم) كناية عن العالم المادي ، والعرش كناية عن عالم ما فوق المادة (أي عالم الأرواح والملائكة) كما جاء في تفسير آية( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) التي مرّت في سورة البقرة.

ثمّ يقول بأنّه تعالى هو الذي يلقي بالليل ـ كغشاء ـ على النهار ، ويستر ضوء النهار بالأستار المظلمة( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ ) .

والملفت للنظر أنّ العبارة المذكورة ذكرت في مجال الليل فقط ، ولم يقل (ويغشي النهار الليل) لأنّ الغطاء والغشاء يناسب الظلمة فقط ولا يناسب النور والضوء.

ثمّ يضيف بعد ذلك قائلا : إنّ الليل يطلب النهار طلبا حثيثا (يطلبه حثيثا).

إنّ هذا التعبير ـ نظرا لوضع الليل والنهار في الكرة الأرضية ـ تعبير في غاية الروعة والجمال ، لأنّه لو نظر أحد إلى كيفية حركة الكرة الأرضية من الخارج ، وكيفية دورانها حول نفسها ووقوع ظلها المخروطي الشكل على نفسها ، مع العلم أنّ الكرة الأرضية تدور بسرعة فائقة حول نفسها (أي في حدود ٣٠ كيلومترا في

٧٤

الدقيقة) لأحس أنّ غول الظلّ المخروطي الأسود يجري بسرعة كبيرة على هذه الكرة خلف ضوء النهار.

ولكن هذا الأمر غير صادق بالنسبة إلى ضوء النهار ، لأنّ ضوء الشمس منتشر في نصف الكرة الأرضية وفي جميع الفضاء المحيط بأطراف الأرض ، ولا يتخذ لنفسه شكلا خاصا ، وإنّما ظلمة الليل فقط هي التي تدور مثل شبح غامض الأسرار حول الأرض.

ثمّ يضيف تعالى أنّه هو الذي خلق الشمس والقمر والنجوم ، وهي خاضعة لأمره بعد خلقها :( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ ) وهي( مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ ) .

(وسوف نبحث حول تسخير الشمس والقمر والنجوم ومعاني ذلك في ذيل الآيات المناسبة بإذن الله تعالى).

ثمّ بعد ذكر خلق العالم ونظام الليل والنهار ، وخلق الشمس والقمر والنجوم ، قال مؤكّدا : اعلموا أنّ خلق الكون وتدبير أموره كلّه بيده سبحانه دون سواه ،( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) .

ما هو «الخلق» و «الأمر»؟

هناك كلام كثير بين المفسّرين حول المراد من «الخلق» و «الأمر» أنّه ما هو؟

ولكن بالنظر إلى القرائن الموجودة في هذه الآية ـ والآيات القرآنية الأخرى يستفاد أنّ المراد من «الخلق» هو الخلق والإيجاد الأوّل. والمراد من «الأمر» هو السنن والقوانين الحاكمة على عالم الوجود بأسره بأمر الله تعالى ، والتي تقود الكون في مسيره المرسوم له.

إن هذا التعبير ـ في الحقيقة ـ ردّ على الذين يتصورون أنّ الله خلق الكون ثمّ تركه لحاله وأهله ، وجلس جانبا. أي إنّ العالم بحاجة إلى الله في وجوده

٧٥

وحدوثه ، دون بقائه واستمراره.

إنّ هذه الجملة تقول : كلّا ، بل إنّ العالم كما يحتاج إلى حدوثه إلى الله ، كذلك يحتاج إليه في تدبيره واستمرار حياته وإدارة شؤونه إلى الله ، ولو أنّ الله صرف عنايته ولطفه عن الكون لحظة واحدة لتبدد النظام وانهار وانهدم بصورة كاملة.

وقد مال بعض الفلاسفة إلى أن يفسّر عالم «الخلق» بعالم «المادة» وعالم «الأمر» بعالم «ما وراء المادة» لأنّ لعالم الخلق جانبا تدريجيا ، وهذه هي خاصية المادة. ولعالم الأمر جانبا دفعيا وفوريا ، وهذه هي خاصية عالم ما وراء المادة ، كما نقرأ في قوله تعالى :( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (١) .

ولكن بالنظر إلى موارد استعمال لفظة الأمر في آيات القرآن ، وحتى عبارة( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ ) الواردة في الآية المبحوثة يستفاد الأمر يعني كل أمر إلهي سواء في عالم المادة أو في عالم ما وراء المادة (تأملوا رجاء).

ثمّ في ختام الآية يقول :( تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) .

في الحقيقة إنّ هذه الجملة ـ بعد ذكر خلق السماوات والأرض والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم وتدبير عالم الوجود ـ نوع من الثناء على الذات الربوبية المقدسة ، وقد سيق لتعليم العباد.

و «تبارك» من مادة البركة وأصلها «برك» ومعناها صدر البعير ، حيث أنّ الإبل عند ما تستقر في مكان ما تلصق صدورها على الأرض ، لهذا اتخذت هذه الكلمة تدريجيا معنى الثبوت والاستقرار والاستتباب ، ثمّ وصفت وسمّيت كل نعمة مستقرة ودائمة ، وكل كائن طويل العمر ، ومستمر الآثار والخيرات ، بأنّه موجود مبارك ، ويقال أيضا للمكان الذي يتجمع فيه الماء «بركة» لبقائه في ذلك

__________________

(١) سورة يس ، ٨٢.

٧٦

المكان مدة طويلة.

من هنا يتّضح أنّ رأس المال «المبارك» هو الذي يتصف بالدوام ، والكائن «المبارك» هو الموجود المستديم الآثار ، ومن البديهي أنّ أليق وجود لهذه الصفة هو وجود الله تعالى ، فهو وجود مبارك أزلي أبدي ، وهو بالتالي منشأ جميع البركات والخيرات ، ومنبع الخير المستمر( تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (وسوف نتحدث في هذا المجال في تفسير الآية (٩٢) من سورة الأنعام أيضا).

* * *

٧٧

الآيتان

( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥) وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) )

التّفسير

شروط استجابة الدعاء :

لقد أثبتت الآية السابقة ـ في ضوء ما أقيم من برهان واضح ـ هذه الحقيقة ، وهي أنّ الذي يستحق للعبادة فقط هو الله ، وفي عقيب ذلك ورد الأمر هنا بالدعاء ، الذي هو مخ العبادة وروحها ، يقول أوّلا :( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ) .

و «التضرع» في الأصل من مادة «ضرع» بمعنى الثدي ، وعلى هذا يكون فعل التضرع بمعنى حلب اللبن من الضرع ، وحيث إنّه عند حلب اللبن تتحرك الأصابع على حلمة الثدي من جهاتها المختلفة استدارا للحليب ، لهذا استعملت هذه الكلمة في من يظهر حركات خاصّة إظهارا للخضوع والتواضع.

وعلى هذا فإنّ الآية المبحوثة ، وعبارة( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً ) تحثّنا على أن نقبل على الله بمنتهى الخضوع والخشوع والتواضع ، بل يجب أن تنعكس روح

٧٨

الدعاء في أعماق روحه ، وعلى جميع أبعاد وجوده ، ويكون اللسان مجرّد ترجمانها ، ويتحدث نيابة عن جميع أعضائه.

وأمره تعالى ـ في الآية الحاضرة ـ بأن يدعى الله «خفية» وفي السّر ، لأنّه أبعد عن الرياء ، وأقرب إلى الإخلاص ، ولأجل أن يكون الدعاء مقرونا بتمركز الفكر وحضور القلب.

ونحن نقرأ في حديث أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما كان في إحدى غزواته ، ووصل جنود الإسلام إلى واد رفعوا أصواتهم بالتهليل والتكبير قائلين : «لا إله إلّا الله» و «الله أكبر» فقال النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا أيّها الناس اربعوا على أنفسكم ، أمّا إنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا ، إنّكم تدعون سميعا قريبا ، إنّه معكم»(١) .

كما ويحتمل في هذه الآية أيضا أن يكون المراد من «التضرع» هو الدعاء الظاهر العلني ، والمراد من «الخفية» الدعاء الخفي السّري ، لأنّ لكل مقام اقتضاء خاصا ، فقد يقتضي أن يكون الدعاء علنا ، وربّما يقتضي خفية وسرا ، وهناك رواية وردت في ذيل هذه الآية تؤيد هذا الموضوع.

ثمّ قال تعالى في ختام الآية :( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) أي أنّ الله لا يحب المعتدين.

ولهذه العبارة معنى وسيع يشمل كل نوع من أنواع العدوان والتجاوز ، سواء الصراخ ورفع الصوت عاليا جدا حين الدعاء ، أو التظاهر وممارسة الرياء ، أو التوجه إلى غير الله حين الدعاء.

وفي الآية اللاحقة يشير تعالى إلى حكم هو في الحقيقة شرط من شروط تأثير الدعاء ، إذ قال :( وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ) .

ومن المسلم أنّ الأدعية إنّما تكون عند الله أقرب إلى الإجابة إذا تحققت فيها

__________________

(١) مجمع البيان ، المجلد الرابع ، الصفحة ٤٢٩.

٧٩

الشرائط اللازمة ، ومن جملة ذلك أن يكون الدعاء مقترنا بالجوانب البناءة والعملية في حدود المستطاع ، وأن تراعى حقوق الناس ، وأن تلقي حقيقة الدعاء بأنوارها وظلالها على وجود الإنسان الداعي بأسره ، ولهذا فلا تستجاب أدعية المفسدين والعصاة ، ولا تنتهي إلى أية نتيجة مرجوّة.

والمراد من «الفساد بعد الإصلاح» يمكن أن يكون الإصلاح من الكفر أو الظلم أو كليهما ، جاء في رواية عن الإمام الباقرعليه‌السلام : (إنّ الأرض كانت فاسدة فأصلحها نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

ومرّة أخرى يعود إلى مسألة الدعاء ويذكر شرطا آخر من شرائطه فيقول :( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ) .

أي لا تكونوا راضيين معجبين بأفعالكم بحيث تظنون أنّه لا توجد في حياتكم أية نقطة سوداء ، إذ أنّ هذا الظن هو أحد عوامل التقهقر والسقوط ، كما لا تكونوا يائسين إلى درجة أنّكم لا ترون أنفسكم لائقين للعفو الإلهي ، ولإجابة الدعاء ، إذ أنّ هذا اليأس والقنوط هو الآخر سبب لانطفاء شعلة السعي والاجتهاد ، بل لا بد أن تعرجوا نحوه تعالى بجناحي (الخوف) و (الأمل) الخوف من المسؤوليات والعثرات ، والأمل برحمته ولطفه.

وفي خاتمة الآية يقول تعالى للمزيد من التأكيد على أسباب الأمل بالرحمة الإلهية( إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) .

ويمكن أن تكون هذه العبارة إحدى شرائط إجابة الدعاء ، يعني إذا كنتم تريدون أن لا تكون أدعيتكم خاوية ، ومجرّد لقلقة لسان ، فيجب أن تقرنوها بعمل الخير والإحسان ، لتشملكم الرحمة الإلهية بمعونة ذلك وتثمر دعواتكم ، وبهذا تكون الآية قد تضمنت الإشارة إلى خمسة من شرائط قبول الدعاء

__________________

(١) مجمع البيان ، المجلد الرابع ، الصفحة ٤٢٩.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الكفارة(١) .

[٧٦٧] حُمَيْدُ أبو غَسّان الذُّهْلِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) . وهو ابن راشد المذكور في النجاشي أنَّ له كتاباً يرويه عنه: الجليل عُبَيْس بن هِشَام(٣) .

[٧٦٨] حُمَيْدُ بن حَمّاد [جُوَار(٤) ] التَّمِيمِيّ الكُوفِيّ:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) وفي الخلاصة، عن ابن عقدة: أنَّ ابن نمير وثَّقهُ(٦) .

[٧٦٩] حُمَيْدُ بن زياد:

قال أبو غالِب الزرارِيّ في رسالته إلى ولده -: وسمعت من حُمَيْدُ بن زياد وأبي عبد الله بن ثَابِت وأحمد بن رباح، وهؤلاء من رجال الواقفة، إلاّ أنَّهم كانوا فُقهاءً، ثقاتٍ في حديثهم، كثيري الرواية(٧) . إلى آخره. وهو من مشايخ ثقة الإسلام(٨) .

[٧٧٠] حُمَيْدُ بن السَّرِي العَبْدِيّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) الكافي ٤: ٢٣٨ / ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٣.

(٣) رجال الشيخ: ١٣٣ / ٣٤٣.

(٤) في الأصل والحجرية: (جوار) بالجيم، وما بين المعقوفتين هو الصحيح الموافق لما في المصدر، ورجال العلاّمة: ٥٩ / ٣، ورجال ابن داود: ٨٥ / ٥٣٥.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٦.

(٦) رجال العلاّمة: ٥٩ / ٢.

(٧) رسالة أبي غالب الزراري: ٤٠ وفيه: (أحمد بن محمّد بن رياح) بدلاً عن (أحمد ابن رباح)

(٨) الكافي ٣: ١١٢ / ٩، ٤: ٥٩ / ٥، ٥: ٣٤ / ١، ٦: ٢٧ / ١، ٧: ٨ / ٧ وغيرها.

(٩) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٧.

٣٢١

[٧٧١] حُمَيْدُ بن سعدة (١) :

يكنّى: أبا غسان(٢) ، روى عنه: جعفر بن بشير(٣) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٧٢] حُمَيْدُ بن سُوَيد الكَلْبِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٧٣] حُمَيْدُ بن سَيّار الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٧٧٤] حُمَيْدُ بن شُعَيْب السُّبَيْعِي، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: عبد الله بن جبلة، والحسن بن محمّد بن سماعة، وجعفر بن محمّد بن شريح كما في الفهرست، والنجاشيّ(٨) ، بل فيه: له كتاب يرويه عنه جماعة(٩) .

__________________

(١) في حاشية الأصل: (مسعدة، نسخة بدل)

(٢) في المصدر: (يكنى: أبا عنان)، ومثله في منتهى المقال: ١٢٥ وما في منهج المقال: ١٢٧، ونقد الرجال: ٢٢١، وجامع الرواة ١: ٣٧٩، ونسخة من المصدر كما في هامشه، موافق لما في الأصل.

(٣) قاله الشيخ في رجاله، وقد وثَّقه الوحيد بناء على ذلك في تعليقته على المنهج: ١٢٧.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٠.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٢.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥١.

(٨) لم يرو عنه في الفهرست من الثلاثة المذكورين سوى الحسن بن محمّد بن سماعة: ٦٠ / ٢٣٩، وروى عنه الآخَرَين في رجال النجاشي: ١٣٣ / ٣٤١، على أن رواية ابن سماعة (ت / ٢٦٣ ه‍) عنه، غير ممكنة لبعد طبقة السبيعي عن طبقته، ويعلم من مراجعة رجال النجاشي الواسطي الساقطة من طريق الشيخ إليه في الفهرست، فراجع.

(٩) رجال النجاشي: ١٣٣ / ٣٤١.

٣٢٢

[٧٧٥] حُمَيْدُ بن شَيْبَان:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٧٦] حُمَيْدُ الصَّيْرِفيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٧٧٧] حُمَيْدُ الضَّبيُّ، الكُوفِيُّ:

روى عنه: أبو جميلة، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٧٧٨] حُمَيْدُ بن يَزِيد البَكْرِيّ، الكُوفِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٧٩] حُمَيْدُ بن نَافِع الهَمْدَانِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٨٠] [حُميْلُ بن نَافِع الهَمْدَانِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) (٧) ].

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٠، ورجال البرقي: ٢١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٤، وفيه التصريح برواية أبي جميلة عنه.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٥.

(٥) رجال الشيخ: ٨٧ / ١٥، ذكره في أصحاب الإمام السجادعليه‌السلام فقط.

(٦) لا وجود له في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ، لكن نقله الأردبيلي في جامع الرواة ١: ٢٨٦ بهذا العنوان عن الميرزا الأسترآبادي في المنهج.

(٧) لم يرد هذا الاسم في الأصل والحجرية، وأوردناه في مكانه على طبق منهج المصنف في الاستدراك.

أما أولاً: فلكونه من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وهذا يعني اتصافه بالأمارة العامة المتقدمة في الفائدة الثامنة والتي يمكن بموجبها وعلى مبنى إثبات وثاقته.

وأما ثانياً: فلعدم ذكر هذا الاسم في الفائدة الثانية عشرة من فوائد الوسائل، المستدرك عليها في هذه الفائدة.

٣٢٣

[٧٨١] حَنانُ (١) بن أبي مُعَاوِيَة (٢) القُمِّيُ (٣) ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٨٢] حُويْرث بن زِياد الهَمْدَانِيّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٨٣] حَيّانُ الطائِيّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) في المصدر: (حيان)، ومثله في مجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونسخة من المصدر كما في نقد الرجال: ١٢١، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في منهج المقال: ١٢٧، ونقد الرجال: ١٢١، وجامع الرواة ١: ٢٨٦، ونسخة من المصدر كما في هامشه، موافق لما في الأصل.

(٢) في المصدر: (معاوية) بدلاً عن (أبي معاوية)، ومثله في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في منهج المقال: ١٢٧، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونقد الرجال: ١٢١ وجامع الرواة ١: ٢٨٦، ونسخة من المصدر كما في هامشه، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١، موافق لما في الأصل، وهو الصحيح كما سيأتي في الهامش التالي.

(٣) في جامع الرواة ١: ٢٨٦: (القميّ) بدلاً عن (القبي)، ومثله في نسخة من المصدر كما في هامشه، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في المصدر، ومنهج المقال: ١٢٧، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونقد الرجال: ١٢١، وتنقيح المقال ١: ٣٨١ موافق لما في الأصل، وهو الصحيح. قال السمعاني في الأنساب ١٠: ٥٥: « القُبِّيُّ: بضم القاف، وتشديد الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قُبّ، وهو بطن من مراد » ثم ذكر بعض من انتسب إلى قب إلى أن قال: « وحنان بن أبي معاوية القبي، من شيوخ الشيعة. ذكره ابن فضال، هكذا ذكره الدارقطني »، انتهى.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٦٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٨٣.

(٦) لا وجود له في المطبوع من رجال الشيخ، لكن أورده عنه في منهج المقال: ١٢٨، وعن الأخير في جامع الرواة ١: ٢٨٨.

٣٢٤

[٧٨٤] [حيان] بن عبد الرَّحْمن الكُوفِيّ، المـَدَنِيّ:

مولاهم، مات سنة سبع وسبعين ومائة، وهو ابن إحدى وثمانين سنة، يكنّى: أبا [العَلاء(١) ].

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٨٧، وكان في الأصل والحجرية: (حميد) بدلاً عن (حيان) و (العلاق) بدلاً عن (العلاء).

وما أثبتناه بين المعقوفات هو الصحيح الموافق لما في رجال الشيخ، ونقد الرجال: ١٢٦، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٢، وتنقيح المقال ١: ٣٨٣، ومعجم رجال الحديث ٦: ٣٠٨.

هذا وأورد في أعيان الشيعة لقبه بعنوان (العلاق) كما في الأصل والحجرية مضيفاً: « ويوشك أن يكون المدني تصحيف المزني ». راجع أعيان الشيعة ٦: ٢٥٩.

٣٢٥

باب الخاء

[٧٨٥] خارِجَةُ بن مُحَمّد بن عبد الله بن نَافِع الجُهَنِيّ:

مولاهم، الكوفيّ، صَيْرَفِي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٨٦] خارجهُ بن مصعب الخراساني التميميّ، المرْوَزِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٧٨٧] خَازِمُ بن حَبِيب بن صُهَيْب الجُعْفِيّ:

مولاهم، كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٧٨٨] خَازِمُ بن حُسين:

أبو إسْحَاق الخَمِيسيّ الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٨٩] خَالِدُ:

أبو إسْماعيل الخَيّاط، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٩٠] خَالِدُ بن أبي عَمْرُو:

مولى بني أسد، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٧٩١] خَالِدُ بن أبي كَريمَة المـَدَائِنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٢.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٧، ورجال البرقي: ٤٤.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٨.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١١.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٩.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٤، وعدّه أيضاً في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١٢٠ / ٦ ومثله في رجال البرقي: ١٥، وقال النجاشي: ١٥١ / ٣٩٦: روى عن الباقرعليه‌السلام

٣٢٦

[٧٩٢] خَالِدُ بن إسْماعيل بن أيُّوب المـَخْزُومِيّ، المـَدَنيّ:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) عنه: صَفْوانُ بن يَحْيى، في الكافي، في باب نوادر، في آخر كتاب النكاح(٢) .

[٧٩٣] خَالِدُ بن بَكَّار:

أبو العلاء الخفَّاف، الكوفيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) وهو صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه، يرويه عنه: ابن أبي عمير(٤) .

[٧٩٤] خَالِدُ بن بكير الطَّويلُ:

عنه: عبد الرَّحْمن بن الحَجَّاج، في الكافي(٥) ، والتهذيب، في كتاب الوصيّة(٦) .

[٧٩٥] خَالِدُ بن جَرِير:

كوفي، أخو إسْحاق بن جَرِير، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) ، وفي النجاشي: له كتاب، يرويه عنه الحسن بن محبوب(٨) . وفي الكشّي: عن محمّد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن عن خَالِد بن جَرِير الذي يروي عنه الحسن ابن محبوب؟ فقال: كان من بَجيلَة، وكان صالحاً(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٤.

(٢) الكافي ٥: ٥٦٩ / ٨.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٣، وأورده أيضاً في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١١٩ / ١.

(٤) الفقيه ٤: ١٠٠، من المشيخة.

(٥) الكافي ٧: ٦١ / ١٦.

(٦) تهذيب الأحكام ٩: ٢٣٦ / ٩١٩.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٧٠، ورجال البرقي: ٣١.

(٨) رجال النجاشي: ١٤٩ / ٢٨٩.

(٩) رجال الكشّي ٢: ٦٣٦ / ٦٤٢.

٣٢٧

وعن جَعْفَر بن أحمد، عن جَعْفَر ابن بَشير(١) ، عن أبي سَلَمَة الجَمَّال، قال: دخل خَالِدُ البَجَليُّ على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده، فقال: جُعِلْتُ فداكَ، إنّي أريد أنْ أصِفَ لك ديني الذي أدين الله به، وقد قال له قبل ذلك: إني أُريد أن أسألك. فقال له: « سلني، فوالله لا تسألني عن شيء إلاّ حدثتك به على حَدهِ، لا أكْتُمُكَهُ ». قال: إنَّ أوّل ما أبدأ به: إني أشهد أنَّ لا إله إلاّ اللهُ وحَدُه لا شريك له إلى أن ذكر النبيّ والأئمة صلوات الله عليهم وقال: وأشهد أنَّك أورثك اللهُ ذلك كله.

قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « حسبك، اسكت الآن، فقد قلت حقاً »، فسكت.

فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال [عليه‌السلام ]: « ما بعث الله نبيّاً له عَقِبٌ وذريَّةٌ إلاّ أجرى لآخرهم مثل ما أجرى لأوّلهم، وإنّا نحن ذُريَّة محمّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجرى لآخرنا مثل ما اجرى لأوَّلنا، ونحن على منهاج نبيّناعليه‌السلام لنا مثل ما له من الطاعة الواجبة »(٢) . كذا فيما رأينا من نسخ الكشّي، و [مَنْ] نقله عنه أيضاً.

والسند في غاية الاعتبار: لوجود جَعْفر بن بَشِير فيه. مؤيّد بما مرّ من كلام ابن فضال(٣) . ووجوده في أصحاب الصادقعليه‌السلام من رجال الشيخ.

ومرّ في أصحاب الإجماع قول الشهيد في نُكتِهِ في سند فيه: الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي إنَّ الكشّي نقل الإجماع على تصحيح ما يصح عن الحسن، وفيه توثيق ما لأبي

__________________

(١) في حاشية الأصل: « هو الذي قالوا فيه: روى عن الثقات، ورووا عنه » منهقدس‌سره .

والقائل بهذا هو النجاشي: ١١٩ / ٣٠٤ في ترجمة جعفر بن بشير رحمه‌الله

(٢) رجال الكشّي ٢: ٧١٩ / ٧٩٦.

(٣) كما في قوله المتقدم قبل هذا: (وكان صالحاً)

٣٢٨

الربيع الشامي(١) .

وعليه: فخالد أَوْلى من أبي الربيع في الحكم بالوثاقة. ولبعض الأساطين أوهامٌ في المقام، شَرَحَ بعضَها أبو علي في المنتهى(٢) .

[٧٩٦] خَالِدُ بن الحَجّاج الكَرْخيُ (٣) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: ابن مسكان في التهذيب، في باب بيع المضمون(٥) ويعقوب بن يزيد فيه، فيه(٦) وحفص ابن البَخْتَريُّ فيه، فيه(٧) ، وفي باب السلَم في الطعام(٨) وأخوه يحيى بن الحَجّاج الثقة كثيراً(٩) ومحمّد بن حكيم(١٠) .

وفي النجاشي والخلاصة في ترجمة أخيه يحيى -: وأخوه خالد(١١) .

__________________

(١) تقدم في الفائدة السابعة من هذه الخاتمة، انظر الجزء السابع، صحيفة: ٣٦.

(٢) منتهى المقال: ١٢٦ ١٢٧.

(٣) في المصدر: (الكوفي)، ومثله في نسخة منه كما في تنقيح المقال ١: ٣٨٩. وما في منهج المقال: ١٢٩، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٧، ونقد الرجال: ١٢٢، وجامع الرواة ١: ٢٩٠، وتنقيح المقال ١: ٣٨٩ موافق لما في الأصل.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٦، ورجال البرقي: ٣١.

(٥) تهذيب الأحكام ٧: ٣٩ / ١٦٤.

(٦) تهذيب الأحكام ٧: ٣٣ / ١٣٧.

(٧) تهذيب الأحكام ٧: ٣٩ / ١٦٣.

(٨) الكافي ٥: ١٨٦ / ١١.

(٩) الكافي ٥: ٢٤٣ / ٢، وتهذيب الأحكام ٧: ٥٠ / ٢١٦، لكن الرواية الأخيرة في الكافي ٥: ٢٠١ / ٦ عن (خالد بن نجيح) بدلاً عن (خالد بن الحجاج)، وعن بعض النسخ كما في هامشه موافقاً لما في سند التهذيب، علماً بأنا لم نقف على أكثر من هذين الموردين في الكتب الأربعة.

(١٠) الكافي ٣: ٥٢٢ / ١.

(١١) رجال النجاشي: ٤٤٥ / ١٢٠٤، ورجال العلاّمة: ١٨٢ / ١٥ كلاهما في ترجمة يحيى بن الحجاج الكرخي، قالا: (ثقة، وأخوه خالد)

٣٢٩

ويظهر منه أنَّهُ من الرواة المعروفين.

[٧٩٧] خَالِدُ بن حَمّاد القَلَانِسِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادق، والكاظمعليهما‌السلام النجاشي مولى ثقة، كذا في رجال ابن داود(١) .

وأورد عليه السيدان في النقد والتلخيص؛ لعدم وجوده في رجال الشيخ والنجاشي، وأنّه اشتبه عليه بابن ماد الذي يأتي(٢) ، وزاد أبو علي، فقال: والصواب ابن ماد، وابن حمّاد لا ذكر له أصلاً(٣) .

قلت: كَثْرة اختلاف نسخ رجال الشيخ بالزيادة والنقيصة تمنع عن الحكم بالسهو، وأمَّا عدم الذكر، ففي التهذيب، في باب حدود الزنا، بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن خالد بن حمّاد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاءت امرأة(٤) . الخبر.

__________________

(١) رجال ابن داود: ٨٧ / ٥٤٧.

(٢) نقد الرجال: ١٢٢، وتلخيص المقال (الوسيط): ٨٠.

(٣) منتهى المقال: ١٢٧.

(٤) تهذيب الأحكام ١٠: ١١ / ٢٤، والرواية رواها الكلينيقدس‌سره في الكافي ٧: ١٨٨ / ٣، وفي سندها (خلف بن حماد) بدلاً عن (خالد بن حماد)، وهنا ينبغي الإشارة إلى أمور وهي:

١ - إنّ خالد بن حماد لا وجود له لا في كتب الرجال ولا الحديث أيضاً إلاّ في المورد المذكور من التهذيب، وقد علمت أنّه في الكافي روى عن خلف بن حماد لا خالد بن حماد.

٢ - مع استبعاد صحة الاسم في سند التهذيب بكون اعتراض الشيخ أبي علي الحائري قدس‌سره في عدم الذكر صحيحاً.

٣ - ظاهر سند الكافي أنّ خلف بن حماد من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام وإنْ لم يرو عنه عليه‌السلام إلاّ في هذا المورد من الكافي، وأكثر ما رواه عن الإمام الكاظم عليه‌السلام

٣٣٠

[٧٩٨] خَالِدُ بن حُمَيْد الرُّوَاسِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٩٩] خَالِدُ بن حَيّان الكَلْبِي، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٠] خَالِدُ بن دَاوُد الأسَدِيّ:

مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨٠١] خَالِدُ بن الرَّاشِد الزبيْديّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨٠٢] خَالِدُ بن زياد القَلانِسِيُّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٨٠٣] خَالِدُ بن السرِيّ، العَبْدِيّ، الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

وعن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

٤ - إنّ الشيخ لم يذكر أيّاً منهما في رجاله!!

٥ - إنّ ابن داود قدس سره ذكر خالد بن حماد القلانسي ونسب توثيقه إلى النجاشي: ٨٧ / ٥٤٧ ثم ذكر بعد فاصل قليل وبنفس الصفحة: ٨٧ / ٥٥٦ خالد بن مادّ القلانسي ووثقه ولم ينسب التوثيق للنجاشي، وقد علمت أن النجاشي ذكر ابن مادّ دون ابن حماد، وهذا ما يؤكد وقوع الاشتباه في كلام ابن داود وصحة الاعتراض الموجه إليه، فلاحظ.

(١) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٦.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٧.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٣.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٦٩، ورجال البرقي: ٣١.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٢.

٣٣١

[٨٠٤] خَالِدُ بن سَعِيد الأسَديّ، الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٠٥] خَالِدُ بن سَعِيد الأُمَويّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٦] خَالِدُ بن سعيد بن العَاص بن أُميّة بن عبد شمس:

نجيب بني أُميّة، من السابقين الأولين، والمتمسكين بولاية(٣) أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وكان سبب إسلامه: أنَّه رأى ناراً مؤججة يريد أبوه أنْ يُلْقِيَهُ فيها، وإذا برسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد جذبه إلى نفسه وخلّصه من تلك النار، فلمّا استيقظ وعرف صدق رؤياه، أسلم، وهاجر مع جعفر إلى الحبشة، وتولّى هو تزويج أمّ حبيبة من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجع مع جعفر بعد ما فتح خيبر، فكتبت تلك غزوة لهم، واسهموا في الغنيمة، وشهد خالد غزوة الفتح والطائف وحنين، وولاّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدقات اليمن، فكان في عمله ذلك حتى بلغه وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فترك ما في يده وأتى المدينة ولزم علياًعليه‌السلام ولم يبايع أبا بكر حتى أُكْرِهَ أميرُ المؤمنينعليه‌السلام على البيعة فبايع مُكْرَهاً.

وهو من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر وحاجّوه في يوم الجمعة وهو على المنبر، في حديث شريف مروي في الخصال(٤) ،

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٠.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٩.

(٣) في الأصل: (بولاء)، وقد اخترنا ما في الحجرية وإن صح ما في الأصل أيضاً.

(٤) والاثنا عشر الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة، وتقمصها والتقدم بها على أهلها الشرعيين هم خيرة من طلائع المهاجرين والأنصاري.

٣٣٢

والاحتجاج: وفي آخره: أنّه قال لهم بعض الصحابة في يوم آخر بعد ما جمع أحزابه -: والله يا أصحاب عليّ لئن ذهب الرجل منكم يتكلّم بالذي تكلّم به بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه، فقام إليه خَالدُ بن سعد بن العاص، فقال(١) : يا ابن فلان! أفبأسيافكم تهدّدونا؟ أم بجمعكم تفزعونا؟ والله إنَّ أسيافَنا أحدُّ من أسيافِكم، وإنَّا لأكثر منكم، وإنْ كنا قليلين؛ لأنَّ حجة الله فينا، والله لولا إني أعلم أنَّ طاعة الله ورسوله، وطاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي ولجاهدتكم في الله، إلى أنْ أُبلي عذري.

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : « اجلس يا خالد، فقد عرف الله لك مقامك، وشكر لك سعيك »(٢) .

__________________

وهم:

١ خالد بن سعيد بن العاص.

٢ المقداد بن الأسود.

٣ أبي بن كعب.

٤ عمار بن ياسر.

٥ - أبو ذر الغفاري.

٦ - سلمان الفارسي.

٧ - عبد الله بن مسعود.

٨ بريدة الأسلمي.

وهؤلاء (رضي الله تعالى عنهم) من المهاجرين.

٩ - خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

١٠ - سهل بن حنيف.

١١ - أبو أيوب الأنصاري.

١٢ - أبو الهيثم بن التيهان.

وهؤلاء (رضي الله تعالى عنهم) من الأنصار.

انظر: الخصال ٢: ٤٦١ أبواب الاثني عشر.

(١) في الأصل: (وقال) واخترنا ما في الحجرية وإن صح ما في الأصل أيضاً.

(٢) الاحتجاج ١: ٧٩ من الطبقة القديمة و ١: ٢٠٠ من الطبقة المحققة.

٣٣٣

[٨٠٧] خَالِدُ بن سُفْيَان الطحَّان، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٠٨] خَالِدُ بن سُفْيَان بن عُمير الفَزَارِيّ، البُرْجُمِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٩] خَالِدُ بن السمَيْدَع الكِنَانيّ، المـَدَنِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨١٠] خَالِدُ بن سَلَمة:

أبو سَلَمة الجُهَنِيّ، الكُوفيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨١١] خَالِدُ الطويلُ:

عنه: عبد الرحمن [بن] الحجاج، في الفقيه(٥) .

[٨١٢] خَالِدُ بن الطهْمَان الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) وفي النَّجَاشي: ابن طُهْمَان، أبو العَلَاء الخَفّاف، السلُولِيّ. قال البخاري: روى عن عطيّة، وحبيب ابن [أبي] حبيب، سمع منه: وكيع، ومحمّد بن يوسف(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٧.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٨.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٥.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٥.

(٥) الفقيه ٤: ١٦٩ / ٥٩١، وما بين المعقوفتين منه، وهو الصحيح.

(٦) رجال الشيخ: ١٩٩ / ٢ وذكره في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام في باب الكنى بعنوان (أبو العلاء الخفاف): ١٤١ / ٦، ومثله في رجال البرقي: ١٥.

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٣: ١٥٧ / ٥٤٠، وما بين المعقوفتين منه، وهو الصحيح الموافق لما في رجال النجاشي وتهذيب الكمال ٨: ٩٤ وغيرهما.

٣٣٤

وقال مسلم بن الحجاج: أبو العَلَاء الخَفّاف، له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفرعليه‌السلام (١) .

كان من العامّة، أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، قال: حدثنا سعد، عن السنديّ ابن الربيع، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح، عنه بالأحاديث(٢) .

وعن المحقق الدَّاماد: أنّ عاميّة الرجل غير ثابتة عندي كيف وعلماء العامة غمزوا عليه بالتشيّع، قال عمدة محدثيهم، أبو عبد الله الذَّهبيُّ في مختصره، في أسماء الرجال -: خَالِدُ بن طُهْمَان الكُوفِيّ الخَفّاف [روى] عن أنس، وعِدَّة. صدوقٌ، شيعيٌّ، ضعّفه ابن معين(٣) . ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري(٤) .

ولعلّ شيخنا النجاشي قد رام أنّه من رجال حديث العامة، لا أنّه عاميُّ المذهب، ومن المتقرّر أنّ من آية جلالة الرجل وصحة حديثه، تضعيف العامّةِ إيّاه بالتشيّع(٥) ، مع اعترافهم

__________________

(١) لم نعثر عليه في صحيح مسلم، ولعله في كتاب آخر له غير ما يسمى بالصحيح.

(٢) رجال البخاري: ١٥١ / ٣٩٧.

(٣) الكاشف ١: ٢٠٤ / ١٣٣٩، والكشاف هو المختصر لكتاب تهذيب الكمال للمزي، فلاحظ.

(٤) الظاهر انه ليس من رجال ما يسمى بـ (صحيح البخاري)، فلم يذكره ابن حجر في مقدمة فتح الباري، ولم نجده عند ابن منجويه في رجال صحيح البخاري، كما لم نجده عند الكلاباذي في رجال صحيح البخاري أيضاً، فلاحظ.

(٥) ذكرنا مراراً ان توثيقات وتضعيفات هؤلاء ونظائرهم لا حباً بها ولا كرامة، فهي لا ترجع إلى أصل علمي، ولا إلى محصل، إذ تراهم يوثقون أعتى العتاة المردة كعمران بن حطان الذي وثقه العجلي وأضرابه لا لشيء وإنما لمدحه أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله وأنصاره ومؤيديه ومحبيه، ليصونوا من خلال ذلك

٣٣٥

بجلالته(١) ، انتهى.

ويؤيّده ما في تقريب ابن حجر: خَالِد بن طُهْمَان، وهو خالد بن أبي خالد، وهو أبو العَلَاء الخَفّاف، مشهور بكنيته، صدوق، رمي بالتشيّع(٢) ! ثم اختلط من الخامسة(٣)

وفي الكافي: عن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عُثمان، عن خالد بن طُهْمان، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إذا قهقهت، فقل حين تفرغ -: اللهم لا تمقتني »(٤) .

وفي التهذيب، في باب كيفية الصلاة: عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر(٥) ، عن علي بن الحكم، عن أبي العلاء الخَفّاف،

__________________

روايات ما يسمونه (بالصحيح) القائمة على رواية من أمثال عمران بن حطان وأشباهه من زمرة الأفاكين الكذابين أعداء العترة الطاهرة.

وتراهم أيضاً يقدحون بكل من روى فضيلة لعلي عليه‌السلام ويلمزونه بالتشيع وإن كان من إعلامهم. ناهيك عن كثرة قدحهم وتضعيفهم لمن والى علياً عليه‌السلام اقتداءً منهم بسلفهم الطالح معاوية وزبائنه المردة الذين شتموا علياً وأهل بيته عليهم‌السلام على المنابر ما يقرب من قرن من الزمان حتى هرم على ذلك كبيرهم وشاب عليه صغيرهم.

وكان الأولى الاعراض عن توثيقاتهم وتضعيفاتهم في هذا الكتاب وضربها عرض الجدار امانة لأصحابها وإضماراً لذكرهم. ولعل العذر في إيرادها هنا إنما هو للتذكير بانحرافهم عن شيعة مولى المتقين (صلوات الله وسلامه عليه)، فلاحظ.

(١) تعليقة المحقق الداماد على رجال الكشّي ٢: ٦٦٠.

(٢) انظر إلى قوله: « رمي بالتشيع »! حتى لكان التشيع والوثاقة لا يلتقيان، ومنه يعلم صحة ما ذكرناه سابقاً من ان توثيقات القوم وتجريحاتهم مبعثها الهوى والعصية، فلا اعتداد بها ولا كرامة.

(٣) تقريب التهذيب ١: ٢١٤ / ٤٣.

(٤) أُصول الكافي ٢: ١١٣ / ٤٢٢.

(٥) المراد بأبي جعفر هنا هو: أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمي الثقة الجليل.

٣٣٦

عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: « مَنْ صلَّى المغرب ثم عقّب لم يتكلّم حتى يصلّي ركعتين، كتبتا له في علّيين، فإنْ صلّى أربعاً، كتبت له حجّة مبرورة »(١) .

وَمَنْ أنِسَ بسيرتهمعليهم‌السلام يعلم أنَّ هذه طريقتهم مع شيعتهم، وأنَّ المـُخَاطب إذا كان من العامّة يسندون الحكم إلى جَدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطريق الرواية، كأنّهم أحد المحدثين(٢) .

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ١١٣ / ٤٢٢.

(٢) والسرّ في هذا أنهمعليهم‌السلام يعلمون بتفريط العامّة بحقهم (صلوات الله وسلامهم عليهم) لأن العامة لا يرون مزية لأهل بيت نبيهم على غيرهم من حملة الحديث، ولهذا كان الأئمةعليهم‌السلام يسندون أحاديثهم إليهم بطريق الرواية عن آبائهم الطاهرين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكثر ما تجد ذلك في كتب الشيخ الصدوققدس‌سره كالمال الدين ونحوه، وكثير من ذلك أيضاً في كتبنا الأربعة.

ومن ثمّ فاعلم أن أهل السنة يزعمون أنهم هم الذين اقتدوا بأهل البيتعليهم‌السلام وحدهم، قال الآلوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية صحيفة: ٥٢ بعد أن أورد حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي): « وليس المتمسك بهذين الحبلين إلاّ أهل السنة »!!

وفي حديث الطبراني بسنده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يا علي انك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم أعداؤك غضاباً مقمحين ».

وقال الشبلنجي في نور الأبصار صحيفة: ٩٨ بعد أن أورد الحديث: « وشيعته هم أهل السنة لأنهم هم الذين أحبوه كما أمر الله ورسوله، لا الوافض وأعداؤه الخوارج »!! انتهى.

ولا يخفى على ذي حج، ان من أحب الصالحين وجب عليه الاقتداء بهم ومن أبغض المذنبين وجب عليه أن لا يفعل فعلهم، وهؤلاء الزاعمون محبة أهل بيت نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنهم هم شيعتهم وحدهم! قد ردّ مزاعمهم أهل البيت أنفسهم عليهم‌السلام .

قال الامام الصادق عليه‌السلام : « كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متمسك بعروة غيرنا ».

٣٣٧

وابنه الحسين، من أصحاب الباقرعليه‌السلام أيضاً(١) ، [وهو] من أرباب الأُصول(٢) . يروي عنه أجلاّء الرواة وعيونهم(٣) .

[٨١٣] خَالِدُ العَاقُول (٤) :

وهو أبو إسماعيل الخيّاط، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

وقال الامام الكاظمعليه‌السلام : « من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا ».

قلنا: ان رواة الشيعة، بل ومن يروي فضائل أهل البيتعليهم‌السلام تجده في تراجم أهل السنة مذيلاً بعبارة: (رافضي) أو (رمي بالتشيع) ونحوه!!

وقال الامام الرضاعليه‌السلام : « شيعتنا المسلِّمون لأمرنا، والآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا ».

راجع هذه الأحاديث في صفات الشيعة للشيخ الصدوق: ٣ / ٢ و ٤ و ٥.

(١) رجال الشيخ: ١١٥ / ١٨.

(٢) فهرست الشيخ: ٥٤ / ٢٠٥.

(٣) مثل صفوان بن يحيى كما في تهذيب الأحكام ٢: ١٥٩ / ٦٢٣، وابن أبي عمير فيه أيضاً ٥: ٦٨ / ٢٢٠.

(٤) في المصدر: (العاقولي)، وما في مجمع الرجال ٢: ٢٦٢، ومنهج المقال: ١٣٠، وجامع الرواة ١: ٢٦٢، وتنقيح المقال ٢: ٢٩٢ موافق لما في الأصل والحجرية.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٦٨ وفيه: « خالد العاقولي، وهو أبو إسماعيل الخياط بن نافع البجلي » وذكر قبله في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام : ١٨٦ / ١١ « خالد أبو إسماعيل الخياط الكوفي » والظاهر انه العاقولي نفسه.

ولكن في طبعه جامعة المدرسين جعل العاقولي غير ابن نافع البجلي إذ عدّهما المحقق شخصين.

الأول: (خالد العاقولي وهو أبو إسماعيل الخياط): ٢٠١ / ٦٨. والثاني: (خالد ابن نافع البجلي): ٢٠١ / ٦٩.

نقول: ان النسخ المعتمدة في تحقيق رجال الشيخ في جامعة المدرسين هما النسخة الخطية التي يرجع تاريخ نسخها إلى سنة ٥٣٣ هجرية، مع النسخة المطبوعة من رجال الشيخ. وقد عرفت ما في النسخة المطبوعة أما الخطية فلم

٣٣٨

[٨١٤] خَالِدُ بن عَامر بن عَدّاس الأسَدِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨١٥] خَالِدُ بن عبد الله الأرْمنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨١٦] خَالِدُ بن عَبد الله السرّاج، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨١٧] خَالِدُ بن مَازِن القَلَانِسِيّ:

كوفي، مولى، روى عنه: حكم بن مسكين الأعمى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨١٨] خَالِدُ بن مُحمّد الأصَمّ، الضَّبيُّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) ، عنه: صفوان، في الكافي، في باب الرجل يحرم في قميص(٦) .

__________________

يذكر فيها أبداً سوى اثنين وهما (خالد أبو إسماعيل الحناط الكوفي) و (خالد بن نافع الأشعري، مولى كوفي) وهو غير البجلي. نعم ورد ذكر العاقولي مفصولاً عن البجلي في رجال البرقي: ٣١، ومنهج المقال: ١٣٠، ونقد الرجال: ١٢٤، وتنقيح المقال ٢: ٣٩٣، وفي بعض الأسانيد ورد بعنوان خالد بن نافع البجلي أيضاً، وكلّ هذا لم يشر إليه عند فصلهما في النسخة المحققة، مما اقتضى التنبيه عليه؛ لكي لا يظن أن التعدد أخذ من النسخ المعتمدة في التحقيق على أن بعض علمائنا قد صرح بالاتحاد، فلاحظ.

(١) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٤.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٣.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٥ / ١، وفيه التصريح برواية الحكم بن مسكين عنه.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٥.

(٦) الكافي ٤: ٣٤٨ / ٢.

٣٣٩

[٨١٩] خَالِدُ بن مَرْوان الوَاسِطيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٢٠] خَالِدُ بن مِهْرَان البَجَلِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٢١] خَالِدُ بن نَافِع الأشْعَرِيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨٢٢] خَالِدُ بن نافع البَجَليّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: الحسن بن محبوب، في الكافي، في باب البر بالوالدين(٥) ، وفي باب أصل تحريم الخمر(٦) ، وفي باب ما يجوز من الوقف(٧) ، وفي الفقيه، في باب السكنى(٨) ، وفي التهذيب، في باب الوقوف والصدقات(٩) . ومحمّد بن سنان(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٠.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٢.

(٤) لم يذكره الشيخ في رجاله بهذا العنوان، ولعله في بعض النسخ كذلك، وقد مرّ ما له علاقة بهذا في تعليقتنا على الرقم [٨٥٩]، فراجع.

(٥) أُصول الكافي ٢: ١٢٦ / ٢.

(٦) الكافي ٦: ٣٩٣ / ذيل الحديث رقم / ١.

(٧) الكافي ٧: ٣٨ / ٣٩ وفيه: (عن خالد بن رافع البجلي)، وهو مصحف، والصحيح: (بن نافع) بدلاً عن (بن رافع) وقد وردت رواية الكافي نفسها في التهذيب والاستبصار وفيها (بن رافع) كما سيأتي، فلاحظ.

(٨) الفقيه ٤: ١٨٦ / ٦٥٠.

(٩) تهذيب الأحكام ٩: ١٤٢ / ٥٩٤، والاستبصار ٤: ١٠٥ / ٣٤٠٠ وهي رواية الكافي المتقدمة قبل هامش واحد والتي وقع فها تصحيف (نافع) إلى (رافع)، فراجع.

(١٠) أُصول الكافي ٢: ١١٩ / ١٨ وفيه: (خالد بن نافع بياع السابري)

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606