الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٦

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل9%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 608

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 261283 / تحميل: 6496
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

المفرد ومسلم والنسائي وابن ماجة ، وعكرمة مولى ابن عباس في النسائي ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في البخاري ومسلم والنسائي ، وعمارة بن غزية في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ، وعمرو بن شعيب في النسائي ـ وهو أكبر منه ـ ، والقاسم بن مخيمرة في ما استشهد به البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، وقيس بن أبي حازم ، ومجاهد بن جبر في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ومحمد بن كعب القرظي في البخاري والترمذي والنسائي ، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص في البخاري ومسلم والنسائي ، ومقسم مولى ابن عباس في النسائي وابن ماجة ، وموسى بن طلحة بن عبيدالله في النسائي ، وميمون بن أبي شبيب في ابن ماجة وأبي داود والنسائي والترمذي ، وميمون بن مهران في مسلم ، ونافع مولى ابن عمر في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي الصحابي في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، ويحيى بن الجزار في مسلم وأبي داود والنسائي ، ويزيد بن شريك التيمي في النسائي ، ويزيد بن صهيب الفقير في النسائي ، وأبي بكر بن عبد الرحمان بن الحارث بن هشام في النسائي ، وأبي عمر الصيني في عمل اليوم والليلة ، وأبي محمد البصري في مسند علي ، ويقال : أبي المورع في مسند علي ، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص في خصائص أمير المؤمنين.

روى عنه : أبان بن تغلب في مسلم وأبي داود ، وأبان بن صالح في أبي داود ، وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي في الترمذي وابن ماجة ، والأجلح بن عبيدالله بن حجية بن عدي الكندي في الترمذي ، وأشعث بن سوار

١٠١

في النسائي ، وحجاج بن أرطأة في الترمذي وابن ماجة ، وحجاج بن دينار في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة وابن ماجة ، والحسن بن الحر في المراسيل ، والحسن ابن عمرو الفقيمي في أبي داود ، وحمزة بن حبيب الزيات في مسلم والنسائي ، وخالد الحذاء ، وزيد بن أبي انيسة في مسلم والنسائي ، وسعيد بن المرزبان أبو سعد البقال ، وسفيان بن حسين في البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي ، وسلمة بن تمام أبو عبد الله الشقري في النسائي ، وسليمان الأعمش في مسلم والنسائي ، وسليمان الشيباني ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وعبد الرحمان بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الملك بن حميد بن أبي غنية في البخاري والمراسيل والنسائي ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وعمرو بن قيس الملائي في مسلم والترمذي والنسائي ، والعلاء بن المسيب في النسائي ، وعيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في أبي داود إن كان محفوظا ، وقتادة بن دعامة في مسلم ، ومالك بن مغول في مسلم ، ومحمد بن جحادة في مسلم والنسائي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في النسائي وابن ماجة ، ومحمد بن قيس الأسدي في أبي داود ، ومسعر بن كدام في البخاري ومسلم ، ومطر الوراق في النسائي ، ومطرف بن طريف في مسلم والنسائي ، ومنصور بن زاذان في النسائي ، ومنصور بن المعتمر في البخاري ومسلم والنسائي ، وأبو إسرائيل الملائي في الترمذي وابن ماجة ، وأبو الحسن الكوفي في أبي داود والترمذي ومسند علي ، وأبو خالد الدلاني في أبي داود ، وأبو عوانة في مسلم(1) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 7 / 115 ـ 117.

١٠٢

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(1) ، ومسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، وابن ماجة(4) ، والنسائي(5) ، والترمذي(6) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام السجاد والباقر والصادقعليهم‌السلام (7) .

[ 26 ] حكيم بن جبير

1 ـ شخصيته ووثاقته :

حكيم بن جبير الأسدي ، وقيل : مولى آل الحكم بن أبي العاص الثقفي الكوفي(8) .

__________________

1 ـ صحيح البخاري : 1 / 37 ، باب السمر في العلم. وص 193 ، باب خدمة الرجل في أهله ، وج 7 / 17 ، باب المن شفاء للعين.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 139 ، كتاب الحيض ، الحديث 22.

3 ـ سنن أبي داود : 1 / 69 ، كتاب الطهارة ، ح 264 ، وج 4 / 67 ، كتاب اللباس ، ح 4127.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 210 ، كتاب الطهارة وسننها ، الحديث 640 ، وص 484 ، كتاب الجنائز ، الحديث 1511 ، وج 2 / 824 ، كتاب الرهون ، الحديث 2468.

5 ـ سنن النسائي : 1 / 153 ، كتاب الطهارة.

6 ـ سنن الترمذي : 2 / 352 ، أبواب الصلاة ، باب ما جاء في صفة الصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ح 483.

7 ـ رجال الشيخ الطوسي : 112 و 131 و 184 ، الأرقام 1099 و 1332 و 2245.

8 ـ تهذيب الكمال : 7 / 165 الرقم 1452.

١٠٣

قال عبد الرحمان بن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : في رأيه شيء ، قلت : ما محله؟ قال : الصدق إن شاء الله(1) .

2 ـ تشيّعه :

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : غال في التشيّع(2) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(4) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم النخعي في الترمذي ، وجميع بن عمير التيمي في الترمذي ، والحسن بن سعد مولى الحسن بن علي ، وذكوان أبي صالح السمان في الترمذي ، وسالم بن أبي الجعد ، وسعيد بن جبير ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج ، وعبد خير الهمداني ، وعلقمة بن قيس النخعي ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ومجاهد ، ومحمد بن عبد الرحمان بن يزيد النخعي في أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وموسى بن طلحة بن عبيدالله في النسائي ، وأبي جحيفة وهب ابن عبد الله السوائي ، وأبي إدريس المرهبي ، وأبي البختري الطائي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن سميع ، والحسن بن الزبير والد محمد بن الحسن الأسدي ، وحماد بن شعيب الحماني ، وحنش بن الحارث

__________________

1 و 2 ـ الجرح والتعديل : 3 / 202 الرقم 873.

3 و 4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 193.

١٠٤

النخعي ، وزائدة بن قدامة في الترمذي ، وسفيان الثوري في أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وسفيان بن عيينة في النسائي ، وسليمان الأعمش ، وشريك ابن عبد الله النخعي في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن بكير الغنوي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وعلي بن صالح بن حي في الترمذي ، والعلاء ابن المسيب ، وفطر بن خليفة ، وقيس بن الربيع ، والمنذر بن سلهب العبدي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن النسائي(2) ، وابن ماجة(3) ، وأبي داود(4) ، والترمذي(5) .

[ 27 ] حمران بن أعين

1 ـ شخصيته ووثاقته :

حمران بن أعين الكوفي ، مولى بني شيبان ، أخو : عبد الملك بن أعين ،

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 7 / 166 ـ 167.

2 ـ سنن النسائي : 7 / 196.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 589 ، كتاب الزكاة ، الحديث 1840.

4 ـ سنن أبي داود : 2 / 116 ، كتاب الزكاة ، الحديث 1626 ، باب من يعطى من الصدقة وحد الغني.

5 ـ سنن الترمذي : 1 / 292 ، أبواب الصلاة ، باب ( 118 ) باب ما جاء في التعجيل ، الحديث 155 ، وج 5 / 636 ، كتاب المناقب ، الحديث 3720 روى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام : " أنت أخي في الدنيا والآخرة ".

١٠٥

وعبد الأعلى بن أعين ، وبلال بن أعين(1) .

عده ابن حبان في الثقات(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالرفض(3) .

وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن حمران بن أعين ، فقال : كان رافضيا(4) .

وقال العقيلي : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا صالح بن أحمد ، قال : حدثنا عن علي بن المديني ، قال : سمعت سفيان يقول : كانوا ثلاثة إخوة : عبد الملك ابن أعين ، وحمران بن أعين ، وزرارة بن أعين ، كانوا شيعة ، وكان أشدهم في هذا الأمر حمران بن أعين(5) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(6) .

وقال المزي : روى عن : أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي في سنن ابن ماجة ، وعبيد بن نضيلة ، وقرأ عليه القرآن ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ،

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 7 / 306 الرقم 1497.

2 ـ كتاب الثقات : 4 / 179.

3 ـ تقريب التهذيب : 1 / 198 الرقم 560.

4 ـ تهذيب الكمال : 7 / 306 ، تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ( 101 ) ، ص : 349.

5 ـ الضعفاء الكبير : 1 / 286 الرقم 348.

6 ـ تقريب التهذيب : 1 / 198 الرقم 560.

١٠٦

وأبي حرب بن أبي الأسود.

روى عنه : حمزة الزيات في سنن ابن ماجة ، وسفيان الثوري في سنن ابن ماجة ، وأبو خالد القماط(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(2) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقر والصادقعليهما‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 7 / 307.

2 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 49 ، كتاب الجنائز ، الحديث 1536 ، وج 2 / 1042 ، كتاب المناسك ، الحديث 3119.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 132 الرقم 1362 ، وص 194 الرقم 2415.

١٠٧

حرف الخاء

[ 28 ] خالد بن طهمان

1 ـ شخصيته ووثاقته :

خالد بن طهمان السلولي ، أبو العلاء الخفاف الكوفي ، وهو خالد بن أبي خالد(1) .

قال ابن حجر : صدوق(2) .

وقال أبو حاتم : محله الصدق(3) .

وذكره ابن حبان في الثقات(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(5) .

وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة(6) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 8 / 94 الرقم 1622. الكاشف : 1 / 227 الرقم 1338.

2 و 5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 214.

3 و 6 ـ الجرح والتعديل : 3 / 337 الرقم 1521.

4 ـ كتاب الثقات : 6 / 257.

7 ـ تقريب التهذيب : 1 / 214 الرقم 43.

١٠٨

وقال المزي : روى عن : أنس بن مالك ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحبيب بن أبي حبيب البجلي في الترمذي ، وحصين بن عبد الرحمان ، وحصين بن مالك البجلي في الترمذي ، وعطية العوفي في الترمذي ، ونافع بن أبي نافع البزاز في الترمذي ، ونفيع أبي داود الأعمى.

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس ، والحسن بن عطية القرشي ، وسفيان الثوري ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الله بن المبارك في الترمذي ، وعبيد الله بن موسى ، وعطاء بن مسلم الخفاف ، وعلي بن قادم ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن ربيعة الكلابي ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن عباد الضبعي ، وقال في نسبه : خالد بن أبي خالد ، ويحيى بن هاشم السمسار أحد الضعفاء المتروكين(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(2) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقرعليه‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 8 / 95.

2 ـ سنن الترمذي : 2 / 8 ، باب ما جاء في افتتاح الصلاة ، ذيل ح 241.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 133 الرقم 1385 ، رجال النجاشي : 151 الرقم 397.

١٠٩

حرف الدال

[ 29 ] داود بن أبي عوف

1 ـ شخصيته ووثاقته :

داود بن أبي عوف ، واسمه سويد التميمي البرجمي ، مولاهم ، أبو الجحاف الكوفي(1) .

عن يحيى بن معين : ثقة(2) .

عن عبد الله بن داود : كان سفيان يوثقه ويعظمه(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : وهو في جملة متشيعي أهل الكوفة ، وعامة ما يرويه في فضائل أهل البيت ، له أحاديث ، وهو من غالية أهل التشيّع ، وعامة حديثه في أهل البيت ، ولم أر من تكلم في الرجال فيه كلاما ، وهو عندي ليس بالقوي ، ولا ممن يحتج به في الحديث(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 8 / 434.

2 ـ العلل ومعرفة الرجال : 1 / 487 الرقم 1121 ، وج 2 / 364 الرقم 2613.

3 ـ الجرح والتعديل : 3 / 421 الرقم 1922.

4 ـ الكامل : 3 / 950.

١١٠

وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : حدثنا أبو الجحاف ، وكان من الشيعة(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(2) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح ، مولى ام سلمة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجميع بن عمير التيمي في الترمذي ، وسعيد بن فيروز أبي البختري الطائي ، وسلمان أبي حازم الأشجعي في النسائي وابن ماجة ، وشهر بن حوشب ، وعاصم بن بهدلة ، وعامر الشعبي ، وعطية العوفي في الترمذي ، وعكرمة مولى ابن عباس في الترمذي ، وقيس الخارفي في مسند علي ، ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ومعاوية بن ثعلبة ، وموسى بن عمير الأنصاري ، وأبيه أبي عوف التميمي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وتليد بن سليمان في الترمذي ، وأبو الجارود زياد بن المنذر ، وسفيان الثوري في النسائي وسنن ابن ماجة ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن قرم ، وشريك بن عبد الله النخعي في الترمذي ، وطعمة بن عمرو الجعفري ، وعامر بن السمط ، وعبد الله بن مسلم الملائي ، وعبد السلام بن حرب الملائي في الترمذي ، وعلي بن عابس ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وأبو الحسين يونس بن أبي فاختة ، أخو ثوير بن أبي فاختة(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 8 / 436.

2 ـ تقريب التهذيب : 1 / 233 الرقم 32.

3 ـ تهذيب الكمال : 8 / 435.

١١١

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(1) ، وابن ماجة(2) عن داود بن أبي عوف ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ».

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (3) .

[ 30 ] دينار بن عمر الأسدي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

دينار بن عمر الأسدي ، أبو عمر البزار الكوفي الأعمى ، مولى بشر بن غالب(4) .

قال وكيع : ثقة(5) .

وذكره ابن حبان في الثقات(6) .

__________________

1 ـ سنن الترمذي : 5 / 616 ، كتاب المناقب ، الباب ( 17 ) ، الحديث 3680.

2 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 51 ، المقدمة ، الحديث 143. وفي ذيل الحديث : في الزوائد : إسناده صحيح ، رجاله ثقات.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 201 الرقم 2565.

4 و 5 ـ تهذيب الكمال : 8 / 505 الرقم 1809.

6 ـ كتاب الثقات : 6 / 289.

١١٢

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : صالح الحديث ، رمي بالرفض(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(2) .

وقال المزي : روى عن : زيد بن أسلم ، ومحمد بن الحنفية في الأدب المفرد وابن ماجة ، ومسلم البطين.

روى عنه : إسماعيل بن سلمان الأزرق في البخاري وابن ماجة ، وسفيان الثوري ، وعلي بن الحزور(3) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(4) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقر والصادقعليهما‌السلام (5) .

__________________

1 و 2 ـ تقريب التهذيب : 1 / 237 الرقم 67.

3 ـ تهذيب الكمال : 8 / 505.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 502 ، كتاب الجنائز ، الحديث 1578 ، الأدب المفرد : 198 ، باب ان الغنم بركة ، الرقم 573.

5 ـ رجال الشيخ الطوسي : 134 الرقم 1393 ، وص 203 الرقم 2589.

١١٣

حرف الراء

[ 31 ] الربيع بن أنس ( ـ 139 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

الربيع بن أنس البكري ، ويقال : الحنفي ، البصري ثم الخراساني(1) .

قال العجلي : بصري ، صدوق(2) .

وقال أبو حاتم : صدوق(3) .

وقال النسائي : ليس به بأس(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(5) .

وعن يحيى بن معين : كان يتشيّع فيفرط(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 9 / 60 الرقم 1853.

2 ـ تاريخ الثقات : 153 الرقم 416.

3 ـ الجرح والتعديل : 3 / 454 الرقم 2054 ، وعنه سير أعلام النبلاء : 6 / 170.

4 ـ تهذيب الكمال : 9 / 61.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 243.

6 ـ تهذيب التهذيب : 3 / 238 الرقم 461.

١١٤

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(1) .

قال المزي : روى عن : أنس بن مالك في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، والحسن البصري ، ورفيع أبي العالية الرياحي في أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير ، وجديه في أبي داود وهما زياد وزيد ، وصفوان بن محرز ، وام سلمة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يدركها في أبي داود.

روى عنه : الحسين بن واقد المروزي ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن عامر البرزي في النسائي وابن ماجه في التفسير ، وسليمان التيمي في الرد على أهل القدر لأبي داود ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ، وعبيد الله بن زحر الأفريقي ، وعيسى بن عبيد الكندي في الترمذي والنسائي ، وعيسى بن يزيد المروزي الأزرق ، وليث بن أبي سليم في الترمذي ، والمغيرة بن مسلم السراج القسملي ، ومقاتل بن حيان في عمل اليوم والليلة ، ونصر ابن باب ، ونهشل بن سعيد ، ويعقوب بن القعقاع الأزدي ، وأبو جعفر الرازي في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة(2) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(3) ، وابن ماجة(4) ، والترمذي(5) .

__________________

1 ـ تقريب التهذيب : 1 / 243 الرقم 31.

2 ـ تهذيب الكمال : 9 / 60 الرقم 1853.

3 ـ سنن أبي داود : 1 / 307 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1182.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 27 ، المقدمة ، الحديث 70.

5 ـ سنن الترمذي : 5 / 29 ، كتاب العلم ، الحديث 2647.

١١٥

[ 32 ] الربيع بن حبيب ( ـ بين 50 ـ 60 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

الربيع بن حبيب بن الملاح العبسي مولاهم ، أبو هشام الكوفي الأحول(1) .

عن يحيى بن معين : الربيع بن حبيب أخو عائذ بن حبيب يقال لهما : بني الملاح وهما ثقتان(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو زرعة : كان شيعيا(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(4) .

وقال المزي : روى عن : نوفل بن عبد الملك في سنن ابن ماجة ، ويحيى بن قيس الطائفي.

روى عنه : عبيدالله بن موسى في سنن ابن ماجة ، ووكيع بن الجراح(5) .

__________________

1 و 5 ـ تهذيب الكمال : 9 / 67 الرقم 1856.

2 و 3 ـ تهذيب الكمال : 9 / 68.

4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 243 الرقم 34.

١١٦

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

قال المزي : روى له ابن ماجة حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا من روايته(1) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (2) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 9 / 69 ، راجع سنن ابن ماجة : 2 / 744 ، كتاب التجارات ، الحديث 2206.

2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 203 الرقم 2598.

١١٧

حرف الزاي

[ 33 ] زاذان أبو عبد الله الكوفي ( ـ 82 ه‍ )

شخصيّة ووثاقته :

زاذان أبو عبد الله ، ويقال : أبو عمر الكندي ، مولاهم ، الكوفي الضرير البزاز(1) .

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سمعت أبا طالب يسأل يحيى بن معين عن زاذان أبي عمر ، فقال : ثقة(2) .

وقال ابن عدي : أحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة(3) .

وقال ابن حجر : صدوق(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو بشر الدولابي : كان فارسيا من شيعة علي(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 9 / 263 الرقم 1945.

2 ـ تهذيب الكمال : 9 / 264.

3 ـ الكامل : 3 / 1091.

4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 256 الرقم 1.

5 ـ الكنى والأسماء : 2 / 42.

١١٨

وقال ابن حجر : وفيه شيعية(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثانية(2) .

وقال المزي : روى عن : البراء بن عازب في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وجرير بن عبد الله في سنن ابن ماجة ، وحذيفة بن اليمان في الترمذي ، وسلمان الفارسي في سنن أبي داود والترمذي ، وعابس ، ويقال : عبس الغفاري ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعبد الله ابن مسعود في النسائي ، وعلي بن أبي طالب في أبي داود وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب ، وأبي هريرة ، وعائشة ام المؤمنين في الأدب المفرد وعمل اليوم والليلة.

روى عنه : ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحبيب بن يسار الكندي ، وحكيم بن الديلم ، وذكوان أبو صالح السمان في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود ، وزبيد اليامي ، وسالم بن أبي حفصة ، وشريك البرجمي ، وطارق بن عبد الرحمان البجلي ، وعبد الله بن السائب في النسائي ، وأبو قيس عبد الرحمان بن ثروان الأودي ، وأبو اليقظان عثمان بن عمير في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي وابن ماجة ، وعطاء بن السائب في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة ، وعمرو بن مرة في مسلم والترمذي والنسائي ، وعياش العامري ، وعيسى المعلم ، وليث بن أبي سليم ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن سوقة ، ومحمد بن عثمان شيخ لمحمد بن فضيل ، والمنهال بن عمرو في أبي داود والنسائي وابن

__________________

1 و 2 ـ تقريب التهذيب : 1 / 256 الرقم 1.

١١٩

ماجة ، وهارون بن عنترة ، وهلال بن خباب ، وهلال بن يساف في الأدب المفرد وعمل اليوم والليلة ، وأبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي ، وأبو العنبس الملائي في المراسيل ، وأبو هاشم الرماني في أبي داود والترمذي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، والترمذي(4) ، والنسائي(5) .

[ 34 ] زبيد بن الحارث ( ـ 122 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : زبيد بن الحارث اليامي الكوفي الحافظ ، أحد الأعلام(6) .

وقال أيضا : من ثقات التابعين(7)

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 9 / 263 الرقم 1954.

2 ـ صحيح مسلم : 3 / 1278 ، كتاب الايمان ، الحديث 29 ، وص 1583 ، كتاب الأشربة الحديث 57.

3 ـ سنن أبي داود : 1 / 65 ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث 249 ، وج 3 / 345 ، كتاب الأطعمة ، الحديث 3761.

4 ـ سنن الترمذي : 4 / 294 ، كتاب الأشربة ، الحديث 1868.

5 ـ سنن النسائي : 8 / 308 ، كتاب الأشربة ، باب تفسير الأوعية.

6 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 296 الرقم 141.

7 ـ ميزان الاعتدال : 2 / 66 الرقم 2829 ، راجع ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطني : 2 / 373.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

لا تفهم ممّا نقول شيئا!(١) .

وفي الآية التالية إشارة إلى واحدة من العلل الأساسية لمخالفة المشركين ، فتقول : إنّ هؤلاء لم ينكروا القرآن بسبب الإشكالات والإيرادات ، بل إن تكذيبهم وإنكارهم إنّما كان بسبب عدم اطلاعهم وعلمهم به :( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) .

في الواقع ، إنّ سبب إنكارهم هو جهلهم وعدم اطلاعهم ، لكن المفسّرين احتملوا احتمالات متعددة فيما هو المقصود من هذه الجملة وأن الجهل بأي الأمور كان ، وكان تلك الاحتمالات يمكن أن تكون مقصودة من الجملة : الجهل بالمعارف الدينية والمبدإ والمعاد ، كما ينقل القرآن قول المشركين في شأن المعبود الحقيقي (الله) ، حيث كانوا يقولون :( أجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ ) (٢) . أو أنّهم كانوا يقولون في مسألة المعاد:( أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً ) (٣) ،( هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ ) (٤) .

في الحقيقة لم يكن لهؤلاء أي دليل على نفي المبدأ والمعاد ، وكان الجهل والتخلف الناشئ من الخرافات والتعود على مذهب الأجداد هو السد الوحيد في طريقهم.

أو الجهل بأسرار الأحكام.

أو الجهل بمفهوم بعض الآيات المتشابهة.

أو الجهل بمعنى الحروف المقطعة.

__________________

(١) تفسير في ظلال القرآن ، ج ٤ ، ص ٤٢٢.

(٢) سورة ص ، ٥.

(٣) الإسراء ، ٩٧.

(٤) سورة سبأ ، ٨.

٣٦١

أو الجهل بالدروس والعبر التي هي الهدف النهائي من ذكر تاريخ الماضين.

إن مجموع هذه الجهالات والضلالات كانت تحملهم على الإنكار والتكذيب ، في حين أن تأويل وتفسير وتحقق المسائل المجهولة بالنسبة لهؤلاء لم يبيّن بعد( وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) .

«التأويل» في أصل اللغة بمعنى إرجاع الشيء وعلى هذا فإنّ كل عمل أو قول يصل إلى هدفه النهائي نقول عنه : إن تأويله قد حان وقته ، ولهذا يطلق على بيان الهدف الأصلي من إقدام معين ، أو التّفسير الواقعي لكلمة ما ، أو تفسير وإعطاء نتيجة الرؤيا ، أو تحقق فرضية في ارض الواقع ، اسم التأويل. وقد تحدثنا بصورة مفصلة حول هذا الموضوع في المجلد الثّاني ذيل الآية (٧) من سورة آل عمران.

ثمّ يضيف القرآن مبينا أن هذا المنهج الزائف لا ينحصر بمشركي عصر الجاهلية ، بل إنّ الأقوام السابقين كانوا مبتلين أيضا بهذه المسألة ، فإنّهم كانوا يكذبون الحقائق وينكرونها دون السعي لمعرفة الواقع ، أو انتظار تحققه :( كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) . وقد مرت الإشارة أيضا في الآيات (١١٣) و (١١٨) من سورة البقرة إلى وضع الأمم السابقة من هذه الناحية.

الواقع ، إنّ عذر هؤلاء جميعا كان جهلهم ورغبتهم عن التحقيق والبحث في الحقائق الواقعية ، في حين أن العقل والمنطق يحكمان بأنّه لا ينبغي للإنسان انكار ما يجهله مطلقا ، بل يبدأ بالبحث والتحقيق.

وفي النهاية وجهت الآية الخطاب إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقالت :( فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) أي إنّ هؤلاء سيلاقون أيضا نفس المصير.

وأشارت الآية الأخيرة من آيات البحث إلى فئتين عظيمتين من المشركين ، فتقول : إنّ هؤلاء لا يبقون جميعا على هذا الحال ، بل إنّ جماعة منهم لم تخمد فيهم روح البحث عن الحق وطلبه وسيؤمنون بالقرآن في النهاية. في حين أن الفئة الأخرى ستبقى في عنادها وإصرارها وجهلها ، وسوف لا تؤمن أبدا :( وَمِنْهُمْ مَنْ

٣٦٢

يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ ) .

ومن الواضح أنّ أفراد الفئة الثّانية فاسدون ومفسدون ، ولذلك قالت الآية في النهاية :( وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ) وهي إشارة إلى أن الذين لا يذعنون للحق ، هم أفراد يسعون لحل عرى المجتمع ، ولهم دور مهم في إفساده.

الجهل والإنكار :

كما يستفاد من الآيات أعلاه أنّ قسما مهمّا من مخالفة الحق ومحاربته تنبع عادة من الجهل ، ولهذا السبب قالوا : عاقبة الجهل الكفر!

إنّ أوّل مهمّة تقع على عاتق كل إنسان يطلب الحق أن يتريت في مقابل ما يجهل ، يتحرك صوب البحث ثمّ وتحقيق كل جوانب المطلب الذي يجهله ، وما لم يحصل على الدليل القاطع على بطلانه فلا ينبغي له رفضه ، كما أنّه لا ينبغي له قبوله والاعتقاد به إذا لم يحصل لديه دليل قاطع على صحته نقل العلّامة الطبرسي في مجمع البيان حديثا رائعا عن الإمام الصادقعليه‌السلام في هذا الباب ، حيث يقول «إنّ الله خص هذه الأمّة بآيتين من كتابه : أن لا يقولوا إلّا ما يعلمون ، وأن لا يردوا ما لا يعلمون ، ثمّ قرأ :( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ ) ، وقرأ :( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) .

* * *

٣٦٣

الآيات

( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (٤٣) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤) )

التّفسير

العمي والصمّ :

تتابع هذه الآيات البحث الذي مرّ في الآيات السابقة حول إنكار وتكذيب المشركين، وإصرارهم على ذلك ، فقد علّمت الآية الأولى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طريقة جديدة في المواجهة ، فقالت :( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) .

إنّ لإعلان الترفع وعدم الاهتمام هذا ، والمقترن بالاعتماد والإيمان القاطع بالمذهب ، أثرا نفسيا خاصا ، وبالذات على المنكرين المعاندين ، فهو يفهمهم بعدم وجود أي إجبار وإصرار على قبولهم الدعوة الإسلامية. بل إنّهم بعدم تسليمهم

٣٦٤

أمام الحق سيحرمون أنفسهم ، ولا يضرون إلّا أنفسهم.

وقد ورد نظير هذا التعبير في آيات أخرى من القرآن ، كما نقرأ في سورة الكافرون :( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) .

ومن هذا البيان يتّضح أن محتوى مثل هذه الآيات لا ينافي مطلقا الأمر بالتبليغ أو الجهاد في مقابل المشركين كيما تعتبر مثل هذه الآيات منسوخة. بل إنّ هذا نوع من المواجهة المنطقية عن طريق عدم الاكتراث لهؤلاء الأشخاص المعاندين.

وتشير الآيتان التاليتان إلى سبب انحراف هؤلاء وعدم إذعانهم للحق ، وتبيّن أنّ التعليمات الصحيحة ، والآيات المعجزة التي تهزّ الوجدان والدلالات الأخرى الواضحة لا تكفي بمفردها لهداية الإنسان ، بل إنّ استعداد التقبل ولياقة قبول الحق لازمة أيضا ، كما أنّ البذر لوحده ليس كافيا لإنبات النبات والأوراد ، بل إنّ الأرض بدورها يجب أن تكون مستعدة. ولهذا قالت الآية :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ (١) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ ) .

وهناك فئة ثانية يشخصون بأبصارهم إليك ، وينظرون إلى أعمالك المتضمنة أحقيتك وصدق قولك ، إلّا أنّهم عمي لا يبصرون :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ (٢) أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ ) .

ولكن اعلم وليعلم هؤلاء أنّ قصور الفكر هذا ، وعدم البصيرة والعمى عن رؤية وجه الحق ، والصمم عن سماع كلام الله ليس شيئا ذاتيا لهم نشؤوا عليه منذ ولادتهم ، وإنّ الله تعالى قد ظلمهم ، بل إنّهم هم الذين ظلموا أنفسهم بأعمالهم السيئة وعدائهم وعصيانهم للحق ، وعطلوا بذلك عين بصيرتهم وأذن أفئدتهم عن

__________________

(١) في الحقيقة هناك جملة مقدرة في هذه الآية تقديرها : «كأنّهم صم لا يستمعون».

(٢) هنا أيضا جمله مقدرة هي : كأنّهم عمي لا يبصرون.

٣٦٥

سماع الحق واتباعه ، فـ( إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) .

* * *

ملاحظتان

وهنا ينبغي الالتفات لملاحظتين :

١ ـ ما نقرؤه في الآية الثّانية من أنّهم يستمعون إليك ، وفي الآية الثّالثة من أنهم ينظرن إليك ، إشارة إلى أنّ جماعة من هؤلاء يسمعون هذا الكلام المعجز ، وجماعة أخرى ينظرون إلى معجزاتك التي تدل كلها بوضوح على صدق كلامك وأحقية دعوتك ، إلّا أنّ أحدا من هاتين الفئتين لم ينتفع من استماعه أو نظره ، لأنّ نظرهم لم يكن نظر فهم وإدراك ، بل نظر انتقاد وتتبع عثرات ومخالفة.

وكذلك لا يستفيدون من استماعهم ، لأنّهم لا يستمعون لإدراك محتوى الكلام ، بل للعثور على ثغرات فيه لتكذيبه وإنكاره ، ومن المعلوم أن نيّة الإنسان ترسم شكل العمل وتغيّر من آثاره.

٢ ـ جاءت في آخر الآية الثّانية جملة :( وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ ) وفي آخر الآية الثّالثة جملة :( وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ ) وهي إشارة إلى أنّ الاستماع ـ أي إدراك الألفاظ ـ ليس كافيا بمفرده ، بل إنّ التفكر والتدبر فيها لازم أيضا لينتفع الإنسان من محتواها. وكذلك لا أثر للنظر بمفرده ، بل إنّ البصيرة ـ وهي إدراك مفهوم ما يبصره الإنسان ـ لازمة أيضا ليصل إلى عمقها ويهتدي.

* * *

٣٦٦

الآيات

( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (٤٥) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (٤٦) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٤٧) )

التّفسير

بعد بيان بعض صفات المشركين في الآيات السابقة ، أشير هنا إلى وضعهم المؤلم في القيامة. تقول الآية :( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ ) .

الإحساس بقلة مقدار الإقامة في دار الدنيا وقصره ، إمّا لأنّه بالنسبة للحياة الاخروي لا يبلغ سوى ساعة واحدة. أو لأنّ هذه الدنيا الفانية انقضت بسرعة بحيث كأنّها لم تكن أكثر من ساعة ، أو لأنّهم لما لم يستفيدوا من عمرهم الاستفادة الصحيحة ، فيتصورون أنّها لا تساوي أكثر من قيمة ساعة!.

بناء على ما قلناه في التّفسير أعلاه ، فإنّ جملة( يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ ) إشارة إلى

٣٦٧

مقدار بقائهم في الدنيا ، أي إنّهم يحسون أنّ أعمارهم كانت قصيرة إلى الحد الذي يكفي لالتقاء شخصين وتعارفهما ثمّ تفرقهما!.

وقد احتمل أيضا ـ في تفسير هذه الآية ـ أنّ المقصود هو الإحساس بقصر الزمان بالنسبة لحياة البرزخ ، أي إنّ هؤلاء يعيشون في فترة البرزخ حالة شبيهة بالنوم بحيث لا يشعرون بمرور السنين والقرون والأعصار ، ويظنون في القيامة أن مرحلة برزخهم التي استغرقت آلاف أو عشرات الآلاف من السنين ، لم تكن إلّا ساعة. والشاهد على هذا التّفسير الآيتان (٥٥) ـ (٥٦) من سورة الروم ، اللتان تقولان :( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ. وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) .

يستفاد من هاتين الآيتين أنّ مجموعة من المجرمين يقسمون في القيامة أن فترة برزخهم لم تكن أكثر من ساعة ، إلّا أنّ المؤمنين يقولون لهم : إنّ المدّة كانت طويلة ، والآن قد قامت القيامة وأنتم لا تعلمون. ونحن نعلم أن البرزخ ليس متساويا بالنسبة للجميع ، وسنذكر تفصيل ذلك في ذيل الآيات المناسبة.

وبناء على هذا التّفسير ، فإنّ معنى جملة( يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ ) سيكون : إنّ هؤلاء يحسون بأنّ زمان البرزخ كان قصيرا بحيث أنّهم لم ينسوا أي أمر من أمور الدنيا ، ويعرف بعضهم البعض الآخر جيدا. أو أنّ كلا منهم يرى أعمال الآخرين القبيحة هناك ، ويطّلع كل منهم على باطن الآخر ، وهذا بحد ذاته فضيحة كبرى بالنسبة لهؤلاء.

ثمّ تضيف الآية أنّه سيثبت لكل هؤلاء في ذلك اليوم :( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ ) وأنفقوا كل ملكاتهم وطاقاتهم الحيوية دون جدوى( وَما كانُوا مُهْتَدِينَ ) بسبب هذا التكذيب والإنكار والإصرار على الذنب ، ولأنّ قلوبهم وأرواحهم كانت مظلمة.

٣٦٨

وتقول الآية التالية تهديدا للكفار ، وتسلية لخاطر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ ) .

وتبيّن الآية الأخيرة من الآيات مورد البحث قانونا كليا في شأن كل الأنبياء ، ومن جملتهم نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلّم ، وكل الأمم ومن جملتها الأمّة التي كانت تحيا في عصر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتقول :( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ) فإذا جاء رسولها وبلغ رسالته ، وآمن قسم منهم وكفر آخرون ، فإنّ الله سبحانه يقضي بينهم بعدله ، ولا يظلم ربّك أحدا ، فيبقى المؤمنون والصالحون يتمتعون بالحياة ، أمّا الكافرون فإنّهم فمصيرهم الفناء او الهزيمة :( فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .

وهذا ما حصل لنبي الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمته المعاصرة له ، فإنّ أعداءه هلكوا في الحروب ، أو انهزموا في النهاية وطردوا من ساحة المجتمع وأخذ المؤمنون زمام الأمور بأيديهم. وبناء على هذا فإنّ القضاء والحكم الذي ورد في هذه الآية هو القضاء التكويني في هذه الدنيا ، وأمّا ما احتمله بعض المفسّرين من أنّه إشارة إلى حكم الله يوم القيامة. فهو خلاف الظاهر.

* * *

٣٦٩

الآيات

( وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨) قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلاَّ ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠) أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢) )

التّفسير

العذاب الإلهي واختيارات الرّسول :

بعد التهديدات التي ذكرت في الآيات السابقة المتعلقة بعذاب وعقاب منكري الحق ، فإنّ هذه الآيات تنقل أوّلا استهزاء هؤلاء بالعذاب الإلهي وسخريتهم وانكارهم. فتقول:( وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .

هذا الكلام كان كلام مشركي عصر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتما ، لأنّ الآيات التالية التي

٣٧٠

تتضمن جواب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاهدة على هذا المطلب.

على كل حال ، فإنّ هؤلاء أرادوا بهذه الكلمات أن يظهروا عدم اهتمامهم بتهديدات النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جهة ، وتقوية قلوب الذين خافوا من هذه التهديدات وتهدئة خواطرهم ليرجعوا إلى صفوفهم.

وفي مقابل هذا السؤال ، فإنّ الله سبحانه أمر نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يجيبهم بعدّة طرق:

فيقول أوّلا :( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ ) فإنّي لست إلّا رسوله ونبيّه ، وإنّ تعيين موعد نزول العذاب بيده فقط ، وإذا كنت لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ، فمن باب الأولى أن لا أملكهما لكم.

إنّ هذه الجملة في الحقيقة إشارة إلى توحيد الأفعال حيث يرتبط كل شيء في هذا العالم بالله سبحانه ، وكل الحركات والأفعال معلولة لإرادته ومشيئته ، فهو الذي ينصر المؤمنين بحكمته ، وهو الذي يجازي المنحرفين بعدالته.

من البديهي أنّ ذلك لا ينافي أنّ الله قد أعطانا قوى وطاقات نملك بواسطتها جلب النفع ودفع الضرر ، ونستطيع أن نختار ما يتعلق بمصيرنا ، وبتعبير آخر فإنّ هذه الآية تنفي الملكية بالذات لا بالغير ، وجملة( إِلَّا ما شاءَ اللهُ ) قرينة واضحة على هذا الموضوع.

ومن هنا يعلم أنّ استدلال بعض المتعصبين ـ ككاتب تفسير المنار ـ بهذه الآية على نفي جواز التوسل بالنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضعيف جدّا ، لأنّه إذا كان المقصود من التوسل أن نعتبر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذا قدرة ذاتية ومالكا للنفع والضر ، فإنّ هذا شرك قطعا ، ولا يمكن أن يؤمن بهذا أي مسلم ، أمّا إذا كانت هذه الملكية من الله سبحانه وهي داخلة تحت عنوان : إلّا ما شاء الله ، فما المانع من ذلك؟ وهذا هو عين الإيمان والتوحيد. إلّا أنّه نتيجة الغفلة عن هذه النكتة أتلف وقته ووقت قرّاء تفسيره بالبحوث الطويلة ، وهو مع الأسف (رغم كل الامتيازات الموجودة في تفسيره) قد ارتكب كثيرا من هذه الأخطاء ، والتي يمكن اعتبار التعصب منبعها جميعا!

٣٧١

ثمّ يتطرق القرآن إلى جواب آخر ويقول :( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) وبتعبير آخر فإنّ أي أمّة إذا انحرفت عن مسير الحق ، فسوف لا تكون مصونة من العذاب الإلهي الذي هو نتيجة أعمالها ، فعند ما ينحرف الناس عن قوانين الخلقة والطبيعة فسيبددون طاقاتهم وملكاتهم في فراغ ويسقطوا في النهاية في هاوية الانحطاط ويحتفظ تاريخ العالم في ذاكرته بنماذج كثيرة من ذلك.

في الواقع إنّ القرآن الكريم يحذر المشركين الذين كانوا يتعجلون العذاب الإلهي بأن لا يعجلوا ، فعند ما يحل موعدهم فإنّ هذا العذاب سوف لن يتأخر أو يتقدم لحظة.

ويجب الالتفات إلى أنّ الساعة قد تعني أحيانا لحظة ، وأحيانا المقدار القليل من الزمن ، بالرغم من أنّ معناها المعروف اليوم هو الأربع والعشرون ساعة التي تشكل الليل والنهار.

وتطرح الآية الأخرى الجواب الثّالث ، فتقول :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ) فهل تستطيعون أن تدفعوا عن أنفسكم هذا العذاب المفاجئ غير المرتقب؟ وإذا كان الحال كذلك ف( ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ) ؟

وبتعبير آخر ، فإنّ هؤلاء المجرمين الجريئين إن لم يتيقنوا نزول العذاب فليحتملوا على الأقل أن يأتيهم فجأة ، فما الذي يضمن لهؤلاء أنّ تهديدات النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سوف لن تقع أبدا؟ إنّ الإنسان العاقل يجب أن يراعي الاحتياط على الأقل في مقابل مثل هذا الضرر المحتمل ويكون منه على حذر.

وورد نظير هذا المعنى في آيات أخرى من القرآن ، وبتعبيرات أخرى ، مثل :( أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً ) سورة الإسراء ، الآية (٦٨). وهذا هو الذي يعبر عنه في علم الكلام والأصول

٣٧٢

بقاعدة «لزوم دفع الضرر المحتمل»(١) .

وفي الآية التالية ورد جواب رابع لهؤلاء ، فهي تقول : إذا كنتم تفكرون أن تؤمنوا حين نزول العذاب ، وأنّ إيمانكم سيقبل منكم ، فإنّ ظنّكم هذا باطل لا صحّة له :( أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ ) ، لأنّ أبواب التوبة ستغلق بوجوهكم بعد نزول العذاب ، وليس للإيمان حينئذ أدنى أثر ، بل يقال لكم :( آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) .

هذا بالنسبة لعقاب هؤلاء الدنيوي ، وفي الآخرة :( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ) ، فإنّ أعمالكم في الواقع هي التي أخذت بأطرافكم ، وهي التي تتجسد أمامكم وتؤذيكم على الدوام.

* * *

ملاحظات

١ ـ كما قلنا في ذيل الآية (٣٤) من سورة الأعراف ، فإنّ بعض أهل البدع والأديان المختلقة في عصرنا استدلوا بآيات. مثل :( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ) التي وردت مرّتين في القرآن ، على نفي خاتمية نبي الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتوصلوا إلى أن كل دين ومذهب ينتهي في النهاية ويخلي مكانه لمذهب آخر. في حين أن الأمّة تعني القوم والجماعة. لا المذهب.

إنّ هدف هذه الآيات هو أنّ قانون الحياة والموت لا يختص بالأفراد ، بل إنّه يشمل الأقوام والأمم أيضا ، فإذا سلكوا طريق الظلم والفساد فإنّهم سينقرضون لا

__________________

(١) يتّضح ممّا قلناه أعلاه ، أنّ الآية المذكورة تشتمل على قضية شرطية ، ذكر شرطها ، إلّا أنّ جزاءها مقدر ، وجملة :( ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ) جملة مستقلة. وتقدير الآية هكذا : أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا كنتم تقدرون على دفعه أو تعدونه أمرا محالا فإذا كان الأمر كذلك (ماذا يستعجل منه المجرمون). وما احتمله البعض من أن جملة : ماذا يستعجل هي جزاء الشرط بعيدا جدا. دققوا ذلك.

٣٧٣

محالة ، خاصّة إذا لا حظنا في هذا البحث الآية التي قبلها والتي بعدها ، فستثبت هذه الحقيقة بوضوح ، وهي أنّ الكلام ليس عن نسخ المذهب ، بل عن نزول العذاب وفناء قوم أو أمّة ، لأنّ الآية السابقة واللاحقة تتحدثان عن نزول العذاب والعقاب الدنيوي.

٢ ـ إذا لا حظنا الآيات أعلاه سيأتي هذا السؤال ، وهو : هل ستبتلي المجتمعات الإسلامية أيضا بهذا العقاب والعذاب في هذا العالم؟

والجواب عن هذا السؤال بالإيجاب ، إذ لا دليل لدينا على أنّ هذه الأمّة مستثناة ، بل إنّ هذا القانون في حق كل الأمم والملل ، وما قرأناه في بعض آيات القرآن ـ الأنفال ـ من أنّ الله سبحانه سوف لا يعذب هذه الأمّة ، فهو مشروط بواحد من شرطين : إمّا وجود النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أولئك ، أو الاستغفار والتوبة من الذنوب ، لا أنّه بدون قيد أو شرط.

٣ ـ توكّد الآيات أعلاه مرّة أخرى على هذه الحقيقة ، وهي أنّ أبواب التوبة تغلق حين نزول العذاب فلا ينفع الندم حينئذ ، وسبب ذلك واضح ، لأنّ التوبة في مثل هذه الأحوال تكون عن إكراه وإجبار ، ومثل هذه التوبة لا قيمة لها.

* * *

٣٧٤

الآيات

( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣) وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٥٤) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥) هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٥٦) )

التّفسير

لا معنى للشك في العذاب الإلهي :

كان البحث في الآيات السابقة عن جزاء وعقاب المجرمين في هذه الدنيا والعالم الآخر ، وتكمل هذه الآيات هذا البحث أيضا.

فالآية الأولى تقول : إنّ هؤلاء يسألونك بتعجب واستفهام عن حقيقة هذا الوعيد بالعذاب الإلهي في هذا العالم والعالم الآخر :( وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ) ومن المعلوم أنّ «الحق» هنا ليس في مقابل الباطل ، بل المراد منه هو : هل إنّ لهذه العقوبة حقيقة وواقعا وأنّها ستتحقق؟ لأنّ الحق والتحقق مشتقان من مادة واحدة ، ومن البديهي

٣٧٥

أنّ الحق في مقابل الباطل بهذا المعنى الواسع سيشمل كل واقع موجود ، وستكون النقطة المقابلة له كل معدوم وباطل.

ويأمر الله سبحانه نبيّه أن يجيبهم على هذا السؤال بما أوتي من التأكيد :( قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ ) وإذا ظننتم أنّكم تستطيعون أن تفلتوا من قبضة العقاب الإلهي فأنتم على خطأ كبير :( وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) .

الواقع إنّ هذه الجملة مع الجملة السابقة من قبيل بيان المقتضي والمانع ، ففي الجملة الأولى يقول : إن عذاب المجرمين امر واقعي ، ويضيف في الجملة الثّانية أن أية قدرة لا تستطيع أن تقف أمامه ، تماما كالآيات (٨) ـ (٩) من سورة الطور :( إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ ) .

إنّ التأكيدات التي تلاحظ في الآية تستحق الانتباه ، فمن جهة القسم ، ومن جهة أخرى إنّ ولام التأكيد ، ومن جهة ثالثة جملة( وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) وكل هذه توكّد على أنّ العقاب الإلهي حتمي عند ارتكاب الكبائر.

وتوكّد الآية الأخرى على عظمة هذه العقوبة ، وخاصّة في القيامة ، فتقول :( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ ) (١) . في الواقع ، إنّ هؤلاء مستعدون لأن يدفعوا أكبر رشوة يمكن تصورها من أجل الخلاص من قبضة العذاب الإلهي ، لكن لا أحد يقبل من هؤلاء شيئا ، ولا ينقص من عذابهم مقدار رأس ابرة ، خاصّة وأنّ لبعض هذه العقوبات صبغة معنوية ، وهي أنّهم : يرون العذاب والفضيحة في مقابل أتباعهم ممّا يوجب لهم اظهار الندم مزيدا من الخزي والعذاب النفسي فلذلك يحاولون عدم إبراز الندم :( وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ ) .

ثمّ توكّد الآية على أنّه بالرغم من كل ذلك ، فإنّ الحكم بين هؤلاء يجري بالعدل ، ولا يظلم أحد منهم :( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) . إنّ هذه الجملة تأكيد على طريقة القرآن دائما في مسأله العقوبة والعدالة ، لأنّ تأكيدات

__________________

(١) في الواقع ، إن في الجملة أعلاه جملة مقدرة ، وهي : (من هول القيامة والعذاب).

٣٧٦

الآية السابقة في عقاب المذنبين يمكن أن توجد لدى الأفراد الغافلين توهّم أنّ المسألة مسألة انتقام ، ولذا فإنّ القرآن يقول أوّلا إنّ الحكم بين هؤلاء يجري بالقسط ، ثمّ يؤكّد على أنّ أي أحد من هؤلاء سوف لا يظلم.

ثم ، ومن أجل أن لا يأخذ الناس هذه الوعود والتهديدات الإلهية مأخذ الهزل ، ولكي لا يظنوا أنّ الله عاجز عن تنفيذ هذه الوعود ، تضيف الآية :( أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) لأنّ جهلهم قد حجب بصيرتهم وجعل عليها غشاوة فلم يعوا الحقيقة.

وتوكّد آخر آية على هذه المسألة الحياتية مرّة أخرى ، حيث تقول :( هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ ) وبناء على ذلك فإن له القدرة على إماتة العباد ، كما أن له القدرة على إحيائهم لمحكمة الآخرة ، وفي النهاية :( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) وستلاقون جزاء كل أعمالكم هناك.

* * *

ملاحظتان

١ ـ من جملة الأسئلة التي تطرح في مورد الآيات أعلاه : هل أنّ لسؤال المشركين عن واقعية العقاب الإلهي صفة الاستهزاء ، أم أنّه كان سؤالا حقيقيا؟

ذهب البعض الى أنّ السؤال الحقيقي علامة الشك ، وهو لا يناسب وضع المشركين ، إلّا أنّه بملاحظة أنّ كثيرا من المشركين كانوا في حالة تردد ، وجماعة منهم أيضا كانوا على علم بأحقية النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد وقفوا ضده نتيجة التعصب والعناد وأمثال ذلك ، فسيبدو واضحا أن كون سؤال هؤلاء حقيقيا ليس بعيدا أبدا.

٢ ـ إن حقيقة الندامة هي الندم على ارتكاب عمل اتّضحت آثاره السلبية سواء استطاع الإنسان أن يجبر ذلك أم لا ، وندم المجرمين في القيامة من النوع الثّاني ، وإنّما كتموه لأنّ إظهاره سيزيد من فضيحتهم.

* * *

٣٧٧

الآيتان

( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧) قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨) )

التّفسير

القرآن رحمة إلهية كبرى :

لقد جاءت في بعض الآيات السابقة بحوث في شأن القرآن عكست جوانب من مخالفات المشركين. وفي هذه الآيات تجدد الكلام عن القرآن بهذه المناسبة أيضا ، ففي البداية تخاطب جميع البشرية خطابا عالميا وشموليا وتقول :( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

لقد بيّنت هذه الآية أربع صفات للقرآن ، ولإدراك مدلولاتها ومحتواها لا بدّ أن نعتمد أوّلا على لغاتها ومعناها.

٣٧٨

«الوعظ» و «الموعظة» ، كما جاء في المفردات : هو النهي الممتزج بالتهديد ، أنّ معنى الموعظة أوسع من هذا ظاهرا ، كما نقل عن الخليل بن أحمد الفراهيدي في نفس كتاب المفردات ، أنّ الموعظة عبارة عن التذكير بالنعم والطيبات المقترن برقة القلب. وفي الحقيقة فإنّ كل نصح وإرشاد يترك أثرا في المخاطب ، ويخوفه من السيئات ويرغّبه في الصالحات يسمى وعظا وموعظة. وطبعا ليس معنى هذا أن كل موعظة يجب أن يكون لها تأثير ، بل المراد أنّها تؤثر في القلوب المستعدة.

والمقصود من شفاء أمراض القلوب ، وبتعبير القرآن شفاء ما في الصدور ، هي تلك التلوّثات المعنوية والروحية ، كالبخل والحقد والحسد والجبن والشرك والنفاق وأمثال ذلك ، وكلها من الأمراض الروحية والمعنوية.

والمقصود من «الهداية» هو الهداية نحو المقصود ، أي تكامل ورقي الإنسان في كافة الجوانب الإيجابية.

والمراد من «الرحمة» هي النعم المادية والمعنوية الإلهية التي تشمل حال الأفراد اللائقين، كما نقرا في كتاب المفردات أنّ الرحمة متى ما نسبت إلى الله فإنّها تعني بذله وهبته للنعم ، وإذا ما نسبت إلى البشر فإنّها تعني العطف ورقة القلب.

في الواقع ، إنّ الآية أعلاه تشرح وتبيّن أربع مراحل من مراحل تربية وتكامل الإنسان في ظل القرآن.

المرحلة الأولى : مرحلة الموعظة والنصيحة.

المرحلة الثّانية : مرحلة تطهير روح الإنسان من مختلف أنواع الرذائل الأخلاقية.

المرحلة الثّالثة : مرحلة الهداية التي تجري بعد مرحلة التطهير.

المرحلة الرّابعة : هي المرحلة التي يصل فيها الإنسان إلى أن يكون لائقا لأن تشمله رحمة الله ونعمته.

٣٧٩

وكل مرحلة من هذه المراحل تأتي بعد المرحلة السابقة لها ، والجميل في الأمر أنّها تتمّ جميعا في ظل نور القرآن وتوجيهاته.

القرآن هو الذي يعظ البشر ، والقرآن هو الذي يغسل قلوبهم من تبعات الذنوب والصفات القبيحة ، والقرآن هو الذي يوقد نور الهداية في القلوب ليضيئها ، والقرآن أيضا هو الذي ينزل النعم الإلهية على الفرد والمجتمع.

ويوضح أمير المؤمنين عليعليه‌السلام في كلامه الجامع في نهج البلاغة هذه الحقيقة بأبلغ تعبير ، حيث يقول : «فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على ولائكم ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق ، والغي والضلال»(١) .

وهذا بنفسه يبيّن أنّ القرآن وصفة لتحسين حال الفرد والمجتمع ، وصيانتهم من أنواع الأمراض الأخلاقية والاجتماعية ، وهذه الحقيقة أودعها المسلمون في كف النسيان ، وبدل أن يستفيدوا من هذا الدواء الشافي ، فإنّهم يبحثون عن دوائهم وعلاجهم في المذاهب الأخرى ، وجعلوا هذا الكتاب السماوي الكبير كتاب قراءة فقط ، لا كتاب تفكر وعمل!

وتقول الآية الأخرى من أجل تكميل هذا البحث والتأكيد على هذه النعمة الإلهية الكبرى ـ أي القرآن المجيد ـ :( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) ولا يفرحوا بمقدار الثروات ، وعظم المراكز ، وعزة القوم والقبيلة ، لأنّ رأس المال الحقيقي والأساس للسعادة الحقيقية هو هذا القرآن ، فهو أفضل من كل ما جمعوه ، ولا يمكن قياسه بذلك المجموع ، إذا( هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) .

* * *

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٧٦.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608