الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٦

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل9%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 608

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 261322 / تحميل: 6502
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

كيساً فيه سبعمائة درهم، وقال: « استنفق هذه، فإذا نفدت فأعلمني »(١) .

[٥٤٤] الحَسَن بن محمّد الأسديّ الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٤٥] الحَسَن بن محمّد بن قطاة الصيدلاني:

وكيل الوقف بواسط، الظاهر كمال الدين جلالته، كذا في التعليقة(٣) .

[٥٤٦] الحَسَن بن محمّد بن وَجناء النَّصِيبيّ:

أبو محمّد، في كمال الدين: عن أبي عبد الله الأسدي، أنّه ممّن وقف على معجزة القائمعليه‌السلام وفيه مسنداً عنه: قال: كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجّة بعد العتمة وأنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرِّك، فقال: قم يا حسن بن وجناء، قال: فقمت، فإذا جارية صفراء إلى أن ذكر دخوله معها على الامامعليه‌السلام وساق الخبر. إلى أن قال: فقالعليه‌السلام : يا حسن الزم بالمدينة دار جعفر ابن محمّدعليهما‌السلام ولا يهمَّنَّكَ طعامك وشرابك، ولا ما يستر عورتك ». إلى أن قال: فانصرفت من جهتي، ولزمت دار جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فإنا أخرج منها فلا أعود إلاّ لثلاث خصال: لتجديد وضوءٍ. أو لنومٍ. أو لوقت الإفطار، فأدخل بيتي فأصيب رباعيا مملوءاً ماءً، ورغيفاً على رأسه عليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فأكل ذلك فهو كفاية لي. وكسوة الشتاء في وقت الشتاء، وكسوة الصيف في وقت الصيف(٤) . الخبر.

__________________

(١) الإرشاد ٢: ١٦٦.

(٢) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٥.

(٣) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١١٠، وانظر كمال الدين ٢: ٥٠٤ / ٣٥.

(٤) كمال الدين ٢: ٤٤٣ / ١٧.

٢٦١

[٥٤٧] الحَسَن بن محمّد بن يحيى بن داود الفحام السر من رأيي:

صرّح في البحار، وغيره: أنه استاد الشيخ(١) . وفي أمالي ولده أبي علي أحاديث كثيرة رواها الشيخ، عنه(٢) ، في أكثرها دلالة على تشيّعه.

[٥٤٨] الحَسَن بن محمّد بن يسار:

في أمالي الصدوق: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عنه، قال: حدثني شيخ صديق من أهل قطيعة الربيع(٣) ممّن كان يقبل قوله. إلى أن قال: قال الحسن: وكان هذا الشيخ من خيار العامة، شيخ صديق مقبول القول، ثقة جدّاً عند الناس(٤) .

قال في التعليقة: ويظهر منه مضافاً إلى تشيّعه فضله وجلالته(٥) .

[٥٤٩] الحَسَن بن المختار القلانسي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٥٠] الحَسَن بن مصعب البجلي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: ابن أبي عمير في الصحيح كما

__________________

(١) مقدمة بحار الأنوار: ٩٧ / ٩، باختلاف يسير.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي ١: ٢٨٠ و ٢٨٢ و ٢٨٣ و ٢٨٤ و ٢٨٥ و ٢٨٦ و ٢٨٧ وغيرها.

(٣) راجع تعليقتنا في الهامش في ترجمة إسماعيل بن عباد القَصْري، المتقدم برقم [١٩٢] في هذه الفائدة، إذ عرّفنا هناك قطيعة الربيع.

(٤) أمالي الصدوق: ١٢٨ / ٢٠، وفيه (بشار) بدل (يسار)

(٥) تعليقة الوحيد على منهج المقال، ورقة: ١٢٥ / أ.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٧ / ٢٢، وانظر رجال البرقي: ٤٨، والنجاشي: ٥٤ / ١٢٣ في ترجمة الحسين بن المختار.

(٧) رجال الشيخ: ١٦٧ / ٢٣.

٢٦٢

في التعليقة(١) .

[٥٥١] الحَسَن بن معاوية:

في الخلاصة، والنجاشي في ترجمة إسماعيل بن محمّد -: أبو محمّد، وجه أصحابنا المكيين، كان ثقة فيما يرويه، قدم العراق وسمع أصحابنا [منه] مثل: أيوب بن نوح، والحسن بن معاوية(٢) . إلى آخره، ويظهر منه معروفيّته، بل نباهته.

[٥٥٢] الحَسَن بن المـُغيرة:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) يروي عنه: أبان بن عُثمان، في الكافي، في باب التعقيب بعد الصلاة(٤) .

[٥٥٣] الحَسَن بن المـُنْذر:

من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٥) يروي عنه: أبان بن عثمان، في الكافي، في باب حقّ الزوج على المرأة(٦) ، وفي باب التسليم، في كتاب العشرة(٧) .

[٥٥٤] الحَسَن بن مُوسى الأزْدِي الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١٥٥.

(٢) رجال العلاّمة: ٩ / ٩، ورجال النجاشي: ٣١ / ٦٧، وما بين المعقوفتين منهما.

(٣) رجال الشيخ: ١١٦ / ٢٩.

(٤) الكافي ٣: ٣٤١ / ٤.

(٥) رجال الشيخ: ١١٥ / ٢٤، ورجال البرقي: ٢٦.

(٦) الكافي ٥: ٥٠٧ / ٥.

(٧) أُصول الكافي ٢: ٤٧١ / ٩.

(٨) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٢.

٢٦٣

[٥٥٥] الحَسَن بن مُوسى الحَنّاط الكوفي (١) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) عنه: ابن أبي عمير في الفهرست، والنجاشي(٣) . وأحمد بن محمّد بن أبي نصر في الفقيه، في باب ميراث ولد الصلب(٤) . وفي التهذيب، في باب الزيادات بعد باب الصلاة على الأموات(٥) .

[٥٥٦] الحَسَن بن مهدي السَّليقي (٦) :

في الرياض: الفاضل العالم الفقيه المعروف بالسَّيلقي(٧) ، ويقال: السَّليقي، ويقال: السَّقيفي. وكان من تلامذة الشيخ الطوسي، وينقل بعضاً من تصانيف الشيخ ممّا لم يذكره نفسه في الفِهْرس(٨) .

وهذا السيّد هو الذي كان شريكاً في غسل الشيخ الطوسي، ومعه

__________________

(١) اختلفت كتب الرجال في ضبط اسمه بين (الحسن) و (الحسين) ولقبه أيضاً بين (الحناط) و (الخياط):

ففي رجال الشيخ ١٦٨ / ٤١، ورجال ابن داود: ٧٨، ومجمع الرجال ٢ / ١٥٦، ونقد الرجال: ٥٥، وجامع الرواة ١ / ٢٢٧، وتنقيح المقال ١ / ٣١١، ومستدركات علم رجال الحديث ٣ / ٦٠، ومعجم رجال الحديث ٥ / ١٤٤: (الحسن الحنّاط).

(والحسن الخياط): في منهج المقال: ١٠٨، ومنتهى المقال: ١٠٦، ومعجم رجال الحديث ٥ / ١٤٤، وكذلك في رواية الفقيه ٤: ١٩٠ / ٦٦٠.

والحسين الحنّاط: في رجال النجاشي ٤٥ / ٩٠، وإيضاح الاشتباه ١٥٠ / ١٨٧.

(٢) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤١.

(٣) فهرست الشيخ: ٤٩ / ١٧١، رجال النجاشي: ٤٥ / ٩٠، وفيه الحسين، كما مرَّ.

(٤) الفقيه ٤: ١٩٠ / ٦٦٠، وفيه: (الخياط) بدل (الحناط)، كما مرَّ.

(٥) تهذيب الأحكام ٤: ٢٢٧ / ٦٦٥.

(٦) في (الحجرية): الشليقي.

(٧) في (الحجرية): السلقي.

(٨) فهرست الشيخ: ١٥٩ / ٧٠٩، ذكر الشيخ بعض مصنفاته في ترجمتهقدس‌سره بقوله: له مصنفات منها. إلى آخره.

٢٦٤

الشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، وغيرهما(١) ، كما في الخلاصة(٢) ويظهر منه جلالته.

[٥٥٧] الحَسَن بن واقِد:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٥٥٨] الحَسَن بن هارون بن خارجة الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٥٥٩] الحَسَن بن هارون:

روى عنه: ابن مُسْكان، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٥٦٠] الحَسَن بن هارون الكندِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٦١] الحَسَن بن هارون الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: ثعلبة ابن ميمون(٨) ، وسيف بن عميرة(٩) ، وإسماعيل الجُعْفي(١٠) .

__________________

(١) كالشيخ أبي الحسن محمّد بن عبد الواحد العين زربي، كما في رجال العلاّمة: ١٤٨ / ٤٦ في ترجمة الشيخ الطوسي.

(٢) رياض العلماء ١: ٣٣٢.

(٣) رجال الشيخ: ٢٢٥ / ٣٥، ذكره في ترجمة أخيه عبد الله بن واقد.

(٤) رجال الشيخ: ١٦٧ / ٣٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٤ / ٣٢٠.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٥٢.

(٧) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٥٣، وفيه: الحسين، ويظهر من تنقيح المقال ١ / ٣١٤ اختلاف نسخ رجال الشيخ بين (الحسن و (الحسين)

(٨) تهذيب الأحكام ٦: ١٥٤ / ٢٧١، وفيه: الحسن بن هارون بياع الأنماط، وذكرت الرواية في جامع الرواة ١: ٢٢٩ بهذا العنوان في ترجمة الحسن بن هارون الكوفي، واحتمل في معجم رجال الحديث ٥: ١٥٣ الاتحاد.

(٩) الكافي ٦: ٣٠٩ / ٨.

(١٠) تهذيب الأحكام ٥: ٣٤٠ / ١١٧٦.

٢٦٥

[٥٦٢] الحَسَن بن يُونس الحميري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٥٦٣] الحُسَين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المـُكَتّب المـُؤدِّب:

من مشايخ الصدوق، يروي عنه مترضياً(٢) .

[٥٦٤] الحُسَين بن إبراهيم بن ناتانة:

ممّن أكثر [الصدوق من الرواية عنه(٣) ] في كتبه مترضياً(٤) .

[٥٦٥] الحُسَين بن [أبي (٥) ] الخضر الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٦٦] الحُسين بن أبي الخطّاب:

يروي عنه: ولده الجليل محمّد، في الكافي، في أوّل باب المواقيت، وآخره(٧) .

وفي الكشّي: ما روي في الحسين بن أبي الخطّاب.

من أصحاب الرضاعليه‌السلام ذُكر عن محمّد بن يحيى: أنَّ محمّد بن

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٨.

(٢) الفقيه ٤: ١٦، من المشيخة، وعلل الشرائع: ٦٩ باب ٦٠.

(٣) العبارة في (الأصل) و (الحجرية): (منه الصدوق الرواية)

(٤) الفقيه ٤: ٥١، من المشيخة. في طريقه إلى العباس بن هلال، و ٤: ٧٥ ٧٦ في طريقه إلى مبارك العقرقوفي.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل) و (الحجرية) سهواً ظاهراً، وما أثبتناه من المصدر، ومنهج المقال: ١٠٩، ومجمع الرجال ٢: ١٦٢، ونقد الرجال: ١٠٠، وجامع الرواة ١: ٢٣٠، وتنقيح المقال ١: ٣١٧، ومعجم رجال الحديث ٥: ١٧٧.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٧٢، وفيه: ابن أبي الخضر.

(٧) الكافي ٣: ٢٧٥ / ٩، (باب المواقيت أوّلها وآخرها وأفضلها)، وما في الاخصل يوهم بوجود موردين للابن عن أبيه في باب المواقيت، فلاحظ.

٢٦٦

الحسين ابن أبي الخطّاب ذَكَر: أنّه يحفظ مولد الحسين بن أبي الخطاب، أنّه ولد في سنة أربعين ومائة، وأهل قم يذكرون الحسين بن أبي الخطّاب، وسائر الناس يذكرون الحُسَين بن الخطّاب(١) .

ويظهر منه أنّه من الرواة المعروفين.

[٥٦٧] الحُسَين بن أبي العَرَنْدَس الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٦٨] الحُسَين بن أبي العَلاء الخفّاف:

عنه: ابن أبي عُمير في الكافي، في باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة(٣) وصفوان بن يحيى في التهذيب، في باب تفصيل ما تقدم ذكره في الصلاة(٤) ، وفي باب الزيادات، في فقه الحج(٥) وفُضالة بن أيّوب(٦) ، وعبد الله بن المـُغيرة(٧) ، وموسى بن القاسم(٨) ، وعلي بن الحكم(٩) ، وأحمد بن محمّد بن عيسى(١٠) ، والعباس بن عامر(١١) ، وعلي بن النعمان(١٢) ، وجعفر بن بشير(١٣) .

__________________

(١) رجال الكشّي ٢: ٨٧٠ / ١١٤٢، وليس فيه: (من أصحاب الرضاعليه‌السلام

(٢) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٥.

(٣) أُصول الكافي ١: ١٣٦ / ١.

(٤) تهذيب الأحكام ٢: ١٥٩ / ٦٢٣.

(٥) تهذيب الأحكام ٥: ٤٢٠ / ١٤٥٨.

(٦) تهذيب الأحكام ١: ٦٢ / ١٧٠ و ٢: ١٧٣ / ٦٩١.

(٧) تهذيب الأحكام ١: ٢٢٢ / ٦٣٥.

(٨) تهذيب الأحكام ٥: ٣٣٦ / ١١٦٠.

(٩) تهذيب الأحكام ١: ٢٥٣ / ٧٣١.

(١٠) الاستبصار ١: ٣٦٢ / ١٣٧٣.

(١١) تهذيب الأحكام ٥: ٤٧ / ١٤٠.

(١٢) تهذيب الأحكام ٢: ١٨٣ / ٧٣١.

(١٣) تهذيب الأحكام ١٠: ٨١ / ٣١٩.

٢٦٧

[٥٦٩] الحُسين بن أثير الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٥٧٠] الحُسين بن أحْمد بن إدريس الأشعري القُمي:

مرّ مدحه، بل وثاقته في (ل)(٢) .

[٥٧١] الحُسين بن أحمد الأسترآبادي:

العدل. كذا في الخصال(٣) .

[٥٧٢] الحُسين بن أحمد بن ظبيان:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: ابن أبي عمير، وصفوان، كما في الفهرست(٥) .

[٥٧٣] الحُسَين بن أحمد بن المغيرة:

يروي عنه: الشيخ المفيد في أماليه(٦) .

[٥٧٤] الحُسَين الأرجانيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) الظاهر: أنّه ابن عبد الله، وقد ذُكر في أصحاب الباقرعليه‌السلام (٨) ويروي عنه فُضالة بن أيّوب، في التهذيب، في

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٩٠.

(٢) تقدم ذلك في الفائدة الخامسة، برمز (ل) المساوي لرقم الطريق [٣٠].

(٣) الخصال ١: ٣١١ / ٨٧، وقد مرّ بيان دلالة لفظ (العدل) عند بعض المحققين بما لا يفيد التوثيق كما في هامش ترجمة أحمد بن الحسين القطان برقم [٩١] في هذه الفائدة لوصفه في أمالي الصدوق بالعدل أيضاً، فراجع.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٤ / ٣٢٤.

(٥) فهرست الشيخ: ٥٦ / ٢١٤.

(٦) أمالي الشيخ المفيد: ٢٣ / ٥.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣١٢، ورجال البرقي: ٢٧.

(٨) رجال الشيخ: ١١٥ / ٢٣، وقد استظهر هذا أيضاً في تعليقة الوحيد على منهج

٢٦٨

باب العمل في ليلة الجمعة ويومها(١) .

[٥٧٥] الحُسَين البزّاز:

عنه: عبد الله بن بكير، في التهذيب، في باب ميراث الأعمام(٢) ، وفي آخِر باب إبْطَال العَوْل(٣) .

[٥٧٦] الحُسَين بن بشِير:

عنه: عبد الله الرحمن بن أبي نجران(٤) ، وفي بعض النسخ: بشْرٌ.

[٥٧٧] الحُسَين الجُعفي:

أبو أحمد الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٥٧٨] الحُسَين بن الجمال:

عنه: عبد الله بن سِنان في الروضة، بعد حديث الفقهاء -(٦) ، وعلي ابن بلال(٧) .

[٥٧٩] الحُسَين بن الحَسَن الحسنيّ الاسْود:

فاضل، يكنّى: أبا عبد الله الرّازي في باب من لم يرو عن الأئمةعليهم‌السلام (٨)

__________________

المقال ١: ٣٣٢، وتنقيح المقال ١: ٣١٨، وأشار إليه في جامع الرواة ١: ٢٤٥، نقلاً عن المنهج، وقطع به بعد المصنف في معجم رجال الحديث ٥: ١٨٩، وقاموس الرجال ٣: ٤٢٠.

(١) تهذيب الأحكام ٣: ١٥ / ٥٢.

(٢) تهذيب الأحكام ٩: ٣٢٧ / ١١٧٦.

(٣) تهذيب الأحكام ٩: ٢٦٧ / ٩٧٢.

(٤) تهذيب الأحكام ٨: ٣٠١ / ١١١٦.

(٥) لم نجده في أصحاب الصادقعليه‌السلام في رجال الشيخ، بل وجدناه في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١١٣ / ١٠.

(٦) الكافي ٨: ٣٣٤ / ٥٢٣، من الروضة، وفيه: حسين الحجال.

(٧) تهذيب الأحكام ٧: ٢٢٧ / ٩٩٣، وفيه ما في حديث الكافي المتقدم.

(٨) رجال الشيخ: ٤٦٢ / ٥ وفيه: (الحسيني) بدل (الحسني)، وقد اختلفت أسانيد

٢٦٩

وهو من مشايخ ثقة الإسلام، روى عنه في باب الإشارة والنَّص على الحسن بن عليعليهما‌السلام (١) وفي باب النوادر، في كتاب العلم(٢) ، وفي مولد علي بن الحسينعليهما‌السلام مترحماً عليه(٣) .

والظاهر: أنّه بعينه الحُسين بن الحسن العلوي، الذي روى عنه فيه، في باب مولد الصاحبعليه‌السلام (٤) والهاشمي، الذي روى عنه، في باب شرط من أذِن لهم في أعمالهم(٥) ، وفي باب آخر من أنّ المؤمنَ كُفو المؤمن(٦) .

[٥٨٠] الحُسَين بن الحكم:

يروي عنه: يونس بن عبد الرحمن، في الكافي، في باب الشك، في كتاب الكفر والإيمان(٧) .

[٥٨١] الحُسَين بن حَمْدَة (٨) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

الكافي مع أسانيد التهذيب بين الحسيني تارة والحسني اخرى وقد أطلق عليه في أسانيد الكافي العلوي تارة، والهاشمي اخرى. انظر معجم رجال الحديث ٥: ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٠.

(١) أُصول الكافي ١: ٢٣٧ / ٦.

(٢) أُصول الكافي ١: ٤٠ / ١٤.

(٣) أُصول الكافي ١: ٣٨٨ / ١.

(٤) أُصول الكافي ١: ٤٤٠ / ٣٠.

(٥) الكافي ٥: ١٠٩ / ١.

(٦) الكافي ٥: ٣٤٥ / ٥.

(٧) أُصول الكافي ٢: ٢٩٣ / ١.

(٨) في المصدر: حمزة، وفي جامع الرواة ١: ٢٣٧ كما في الأصل، والظاهر اختلاف نسخ رجال الشيخ في ضبطه بالدال تارة، وبالزاي اخرى.

(٩) رجال الشيخ: ١٨٤ / ٣٢٣.

٢٧٠

[٥٨٢] الحُسَين بن خالد الصَّيرفيّ:

من أصحاب الكاظم، والرضاعليهما‌السلام (١) ، عنه: أحمد بن محمّد بن أبي نصر في الكافي، في باب فضل الحجّ والعَمْرة(٢) ، وفي باب السنة، والمـُهور(٣) . وفي التهذيب، في باب المـُهور والأُجور(٤) ، وفي باب الوصيّة المبهمة(٥) . وفي الفقيه، في باب الوصية بالشيء والمال وغيرها(٦) وابن أبي عمير في الكافي، في باب الوصية لأُمّهات الأولاد(٧) . وفي التهذيب، في باب وصيّة الإنسان لعبده(٨) ويونس بن عبد الرحمن فيه، في باب الحدّ في نكاح البهائم(٩) . وفي الكافي، في باب النوادر، في كتاب الحدود(١٠) وجماعة من الأجلّة(١١) .

[٥٨٣] الحُسَين بن خَالَوَيْه:

أبو عبد الله النّحويّ الهمداني، في النّجاشي: سكن حلب، وكان عارفاً

__________________

(١) هذا بالبناء على الاتحاد بين الحسين بن خالد المذكور في أصحاب الكاظمعليه‌السلام في رجال الشيخ: ٣٤٧ / ٦ ورجال البرقي: ٤٨، وبين الحسين بن خالد الصيرفي المذكور في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام في رجال الشيخ: ٣ / ٢٢ وقد يناقش فيه من جهة ذكر البرقي للاثنين معاً في أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، الأول صحيفة: ٤٨ كما تقدم، والثاني صحيفة: ٥٣، فلاحظ.

(٢) الكافي ٤: ٢٥٥ / ١٠.

(٣) الكافي ٥: ٣٧٦ / ٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٧: ٣٥٦ / ١٤٥١.

(٥) تهذيب الأحكام ٩: ٢٠٩ / ٨٣١.

(٦) الفقيه ٤: ١٥٢ / ٥٢٩.

(٧) الكافي ٧: ٢٩ / ٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٩: ٢٢٤ / ٨٧٨.

(٩) تهذيب الأحكام ١٠: ٦٠ / ٢١٨.

(١٠) الكافي ٧: ٢٦٢ / ١٥.

(١١) كرواية صفوان بن يحيى عنه كما في الكافي ٥: ٣٩٩ / ٣.

٢٧١

بمذهبنا، مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر(١) . ومدحه ابن طاوس في الإقبال، ونقل عن كتابه: المناجاة المعروفة لأمير المؤمنينعليه‌السلام في شهر شعبان(٢) .

وفي تاريخ اليافعي بعد ذكر جملة من حالاته وله أيضاً كتاب لطيف سمّاه: (كتاب الآل)، وذكر في أوّله تفصيل معاني الآل، ثم ذكر فيه الأئمة الاثني عشر من آل النبيّعليهم‌السلام وتواريخ مواليدهم، ووفاتهم وآبائهم، وأُمّهاتهم(٣) ، انتهى.

والموجود في غير النجاشي: الحسين بن أحمد ابن خالويه(٤) .

[٥٨٤] الحُسَين بن الرَّمّاس العَبْدِيّ (٥) الكُوفيّ:

أسْند عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٨٥] الحُسَين بن زياد:

عنه: أبان بن عُثمان، في الكافي، في باب الصائم يذوق القِدْر(٧) .

[٥٨٦] الحُسَين بن زيد الشّهيد:

أبو عبد الله، الملقب بذي الدمعة، في النجاشي: تبنّاه أبو عبد اللهعليه‌السلام وربّاه، زوّجه بنت الأرْقط(٨) ، مرّ [ت] ترجمته في (فو)(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي: ٦٧ / ١٦١.

(٢) إقبال الأعمال: ٦٨٥.

(٣) مرآة الجنان ٢: ٣٩٤ ٣٩٥.

(٤) كما في وفيات الأعيان لابن خلكان ٢: ١٧٨.

(٥) في نسخة: (الرياش)، أي: بائع الريش، كما في تنقيح المقال ١: ٣٢٧، وفي هامش المصدر: وفي نسخة (الكندي) بدل (العبدي)

(٦) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨١.

(٧) الكافي ٤: ١١٤ / ٢.

(٨) رجال النجاشي: ٥٢ / ١١٥.

(٩) تقدمت ترجمته في الفائدة الخامسة برمز (فو) المساوي لرقم الطريق [٨٦].

٢٧٢

عنه: ابن أبي عمير(١) ، ويونس بن عبد الرحمن(٢) ، وأبان بن عثمان(٣) .

[٥٨٧] الحُسَين بن سالم:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٤) .

[٥٨٨] الحُسَين بن سلمة:

أبو عمار الهمْدَانِيّ الخَازِنيّ(٥) الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) الفقيه ٤: ١٢٣، من المشيخة.

(٢) تهذيب الأحكام ٦: ٢٨٠ / ٧٧٢.

(٣) الكافي ٤: ١٤٠ / ٣.

(٤) الفقيه ٤: ١٠٣، من المشيخة.

(٥) اختلفوا كثيراً في ضبط كنيته ولقبه واسم والده.

ففي المصدر (أبو عمارة) ومثله في نسخه كما في نقد الرجال: ١٠٥، لكن الأشره (أبو عمار)، وهو الموافق لما في مجمع الرجال ٣: ١٩٩، ومنهج المقال: ١١٣، ونقد الرجال: ١٠٥، وجامع الرواة ١: ٢٤٢، وتنقيح المقال ١: ٣٢٨، ومعجم رجال الحديث ٥: ٢٤٢، وقاموس الرجال ٣: ٤٥٧ / ٢١٦٣.

أما لقبه، ففي المصدر (المحاربي)، وورد بعنوان (المخارقي) في منهج المقال: ١١٣، وجامع الرواة ١: ٢٤٢، وتنقيح المقال ١: ٣٢٨، والمحاربي (الخارقي) في معجم رجال الحديث ٥: ٢٤٢، والحارفي بالفاء في مجمع الرجال ٣: ١٩٩.

والظاهر حصول التصحيف في الكل والصواب هو: (الخارفي) بالخاء والفاء نسبة إلى خارف وهو بطن من همدان نزل الكوفة، وإليه ينتسب جماعة من الأعلام كما في أنساب السمعاني ٥: ١٤.

إما اسم أبيه فقد اختلفوا في ضبطه بين: سالم، وسلم، وسلمة، ومسلمة، ولعل الأخير هو الأشهر في كتبنا الرجالية. فلاحظ.

(٦) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٠.

٢٧٣

[٥٨٩] الحُسَين بن سلمان (١) الكِنَانِيّ الكُوفيّ:

أبو عبد الله، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٩٠] الحُسَين بن سيف بن عميرة:

مرّ. في (قمح)(٣) ، يروي عنه الأجِلّة، ذكرناهم فيه.

[٥٩١] الحُسَين بن سَيْف الكِنْديّ العَدَويّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٥٩٢] الحُسَين بن شَدّاد بن رشيد الجُعْفِيّ الكوفي:

أسند عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٥٩٣] الحُسَين بن شِهاب بن عبْدِ ربه:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٩٤] الحُسَين بن شِهاب الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) في المصدر: الحسين بن سليمان، ومثله في نقد الرجال: ١٠٥، ونسخة من المصدر كما في هامش مجمع الرجال ٣: ١٨٠.

وما في الأصل موافق لما في مجمع الرجال ٣: ١٨٠ وجامع الرواة ١: ٢٤٢، ولم يترجح أحد الاسمين في منهج المقال: ١١٣، وتنقيح المقال ١: ٣٢١، لذكر الاسمين معاً في هذه المصادر، فلاحظ.

(٢) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٣.

(٣) تقدمت ترجمته في الفائدة الخامسة، برمز (قمح) المساوي لرقم الطريق [١٤٨].

(٤) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٦.

(٥) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٤.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣٠٦.

(٧) رجال الشيخ: ١٧١ / ٩٦.

٢٧٤

[٥٩٥] الحُسَين (١) بن شهاب الواسطي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٩٦] الحُسَين بن الشَّيباني:

يروي عنه: ابن بكير، في الكافي، في باب أداء الأمانة(٣) ، وفي التهذيب، في كتاب المكاسب(٤) .

[٥٩٧] الحُسَين بن الصباح:

نقل ابن داود، عن الكشّي أنّه ممدوح(٥) . والحكم بالوهم مع احتمال وجود نسخة الأصل عنده، كما مرّ غير مرّة(٦) وهم.

[٥٩٨] الحُسَين بن عبد الله الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٥٩٩] الحُسَين بن عبد الله البَجَليّ الكوفي:

مولى جرير بن عبد الله، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) في حاشية (الأصل) و (الحجرية): الحسن نسخة بدل.

(٢) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٠ وفيه: الحسن.

(٣) الكافي ٥: ١٣٢ / ٢، وفيه: الحسين الشيباني، ومثله في تنقيح المقال ١: ٣٣١ ومعجم رجال الحديث ٦: ١١٩، وقاموس الرجال ٣: ٤٦٧ ومستدركات علم رجال الحديث ٣: ١٣٩ / ٤٣٩٧ وما في الأصل موافق لما في جامع الرواة ١: ٢٤٤.

(٤) تهذيب الأحكام ٦: ٣٥١ / ٩٩٣، وفيه: الحسين الشيباني.

(٥) رجال ابن داود: ٨٠ / ٤٨١.

(٦) راجع ترجمة الكشّي في الفائدة الثالثة، وأول الفائدة السابعة، حيث تعرض هناك إلى احتمال وصول نسخة الأصل من رجال الكشّي إلى ابن داود.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣٠٣.

(٨) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٦٠.

٢٧٥

[٦٠٠] الحُسَين بن عبد الله الرجّاني (١) :

روى عنه: صالح بن حمزة، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٦٠١] الحُسَين بن عبد الله بن ضَمِيرَة المـَدني:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٦٠٢] الحُسَين بن عبد الله بن عُبيد الله بن العبّاس بن عبد المـُطَّلب (٤) :

مدنيّ تابعيّ، سمع رَبِيعة بن عَبّاد الدَّيْلمي(٥) ، من أصحاب الصادق

__________________

(١) في المصدر: (الرجاني)، وفي نسخة: (الرجاني) كما في هامشه. وضبطه في تنقيح المقال ١: ٣٣٣ كما في الأصل وقال: « والرجاني نسبة إلى رَجّان بفتح الرّاء المهملة والجيم المشددة والألف والنون، واد عظيم بنجد. ».

(٢) رجال الشيخ: ١٧١ / ٩٤، وفيه: (البرجاني) كما تقدم.

(٣) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٤.

(٤) في جمهرة النسب: ٣٣: الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، قال: « كان فقيهاً، وأُمّه أسماء بنت عبد الله بن العباس ». ولم يَذْكُرْ لعبد الله ولداً باسم « الحسين » مصغراً.

نقول: الصحيح هو الحسين كما ذكره المصنف لا الحسن كما سيأتي، وفي رجال الشيخ في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام لم يذكر (عبد الله) في سلسلة آباء صاحب العنوان قال: ١٦٩ / ٥٧: « الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. »، لكن ذكره في أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام : ١١٣ / ٨ كما في الأصل وهو الصواب، ولعل ما ذكره أولاً من اشتباه الناسخ، إذ المنقول في كتبنا الرجالية عن رجال الشيخ من باب أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام هو: الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ومثله في معظم رجال أهل السنة.

انظر: مجمع الرجال ٢: ١٨٢، ونقد الرجال: ١٠٥ وجامع الرواة ١: ٢٤٥، وتنقيح المقال ١: ٣٣٣، ومعجم رجال الحديث ١٦٠٦ وقاموس الرجال ٣: ٤٧٤، ومستدركات علم رجال الحديث ٣: ١٤٨ / ٤٤٤٧.

وانظر: تهذيب الكمال ٦: ٣٨٣ / ١٣١٥، وميزان الاعتدال ١: ٥٣٧ / ٢٠١٢ وتهذيب التهذيب ٢: ٢٩٦.

(٥) الديلمي: كذا، ومثله في المصدر، إلاّ ان المنقول عن المصدر في كتبا الرجالية

٢٧٦

عليه‌السلام (١) .

عنه: أبو الحسن أحمد بن النضر الجُعْفيّ(٢) ، وعبد الله بن يحيى(٣) ، والحسين بن المختار(٤) .

[٦٠٣] الحُسَين بن عبد الله بن محمّد بن عيسى:

من مشايخ جعفر بن قولويه في كامل الزيارة(٥) .

[٦٠٤] الحُسَين بن عبد الملك الأحْول:

عنه: الحسين بن سعيد، في التهذيب، في باب العمل في ليلة الجمعة ويومها(٦) .

[٦٠٥] الحُسَين بن عبد الواحد القَصْري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٦٠٦] الحُسَين بن عُبَيْد الله الصَّغير:

يروي عنه: أحمد بن إدريس(٨) ، ومحمّد بن يحيى، وعبد الله بن

__________________

هو: (ربيعة الدئلي) كما في مجمع الرجال ٢: ١٨٢ وجامع الرواة ١: ٢٤٥، ومعجم رجال الحديث ٦: ١٦ ومستدركات علم رجال الحديث ٣: ١٤٨ / ٤٤٤٧، ومثل ذلك في الاستيعاب ١: ٥٠٩ قال: « من بني الدئل بن بكر بن كنانة ».

وما في منهج المقال: ١١٣ موافق للأصل والمصدر، وقال في قاموس الرجال ٣: ٤٧٤: « الديلمي، تحريف الديلمي »، انتهى.

نقول: الديلي ورد في تهذيب الكمال ٦: ٣٨٣ / ١٣١٥.

(١) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٥٧.

(٢) تهذيب الأحكام ٦: ١٤٧ / ٢٥٦.

(٣) تهذيب الأحكام ١: ٩٠ / ٢٤٠.

(٤) الفقيه ٣: ٢١١ / ٩٧٥.

(٥) كامل الزيارات: ١٠٨ / ٢ باب ٣٦ و: ١٣٢ / ١ باب ٤٩.

(٦) تهذيب الأحكام ٣: ٧ / ١٧.

(٧) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٧.

(٨) أُصول الكافي ١: ٣٦٧ / ٩ وفيه الحسين بن عبد الله الصغير، وفي الكافي أيضاً

٢٧٧

جعفر، وسعد بن عبد الله(١) . وهؤلاء عيون الطائفة.

[٦٠٧] الحُسَين بن عَطِيّة:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٦٠٨] الحُسَين بن عَطِيّة:

أبو ناب الدغشي(٣) ، أخو مالك وعلي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٦٠٩] الحُسَين بن عطيّة الحنّاط السلَميّ الكوفي (٥) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) ، عنه: ابن أبي عمير مرتين في الكافي، في باب الإلحاح في الدعاء(٧) .

__________________

١: ٣٦٧ / ٢١ روى أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله، وفي معجم رجال الحديث ٦: ٢٤ وقاموس الرجال ٣: ٤٨١ كلام مهم حول شخص الحسين في هاتين الروايتين، فراجع.

(١) تهذيب الأحكام ٦: ٤٣ / ٨٩، وفيه رواية هؤلاء عن الحسين بن عبيد الله من دون توصيفه بالصغير.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣١١، ورجال البرقي: ٢٧.

(٣) في الحجرية: الأعشى، وهو مصحف الدغشي.

(٤) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٩ وفيه: الحسين بن عطية الدغشي المحاربي الكوفي. ومنه يظهر أنه أخو الحسن بن عطية أبو ناب الدغشي الكوفي وإن لم ينص أحد على أن للحسن الدغشي أخاً باسم الحسين، إذ المعروف من إخوته هم: محمّد وعلي ومالك.

انظر: رجال الكشّي ٢: ٦٦٣ / ٦٨٤، ورجال النجاشي: ٤٦ / ٩٣، ورجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٧ في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام كلهم في ترجمة الحسن الدغشي. على أن الشيخ ذكر الحسن الدغشي في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام مرتين، إحداهما ما تقدم والأُخرى في: ١٦٧ / ٢٠ وظاهره التكرار، وقد قيل باتحاده مع الحسن بن عطية الحناط، إلاّ ان ابن داود جزم في رجاله: ٧٤ / ١١ بالتعدد.

(٥) تقدم في الهامش السابق القول باتحاده مع الدغشي المتقدم برقم [٦٥٤]، فراجع.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٧١.

(٧) أُصول الكافي ٢: ٣٤٤ / ١، وفي ذيل الحديث أورد مثله عنه أيضاً.

٢٧٨

[٦١٠] الحُسَين بن علي بن أحمد:

من مشايخ الصدوق(١) ، وفي التعليقة: الظاهر أنّه الصّائغ الذي يروي عنه مترضياً(٢) .

[٦١١] الحُسَين بن علي الزعفراني:

من مشايخ جعفر بن قولوَيْه في كامل الزيارة(٣) .

[٦١٢] الحُسَين بن علي بن الحَسَن بن الحَسَن بن الحَسَن بن علي ابن أبي طالب عليهم‌السلام :

صاحب فخ(٤) ، مدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

(١) أمالي الصدوق: ٤٤١ / ٢٢.

(٢) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٣٨٢.

(٣) كامل الزيارات: ٥٢ ب ١٤.

(٤) استشهد الحسين بن علي صاحب فخ (رضي الله تعالى عنه) في عهد موسى بن محمّد بن أبي جعفر المنصور الملقب زوراً بالهادي العباسي، ووقعة فخ هي واحدة من جرائم العباسيين بحق الطالبيين، وكان سبب استشهاده هو ما أبداه والي المدينة وهو من أحفاد عمر بن الخطاب من غلظة شديدة بحق أولاد علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيما نصت عليه سائر كتب التاريخ، إذ كان يستعرضهم دون غيرهم من أهل المدينة في كل يوم. وقد بلغ جبن هذا الوالي وذعره أنه لما اندلعت شرارة ثورة الحسين صاحب فخ بصوت المؤذن: « حي على خير العمل » دهش وصاح « أغلقوا الباب وأطعموني حبتي ماء »، حتى عرف ولده وأحفاده فيما بعد ببني حبتي ماء! قال أبو الفرج واصفاً جبنه وذعره: « قالوا: ثم اقتحم إلى دار عمر بن الخطاب وخرج في الزقاق المعروف بزقاق عاصم بن عمر، ثم مضى هارباً على وجهه يسعى ويضرط حتى نجا »، مقاتل الطالبين: ٤٤٧.

نقول: ان عنتريات الأوغاد التي ما قتلت ذبابة، سرعان ما تنكشف حقيقتها عند أول صوت هادر بالحق، وتاريخ الطغاة منذ أقدم العصور وإلى يومنا هذا مليء بالشواهد الناطقة بهذه الحقيقة، ولهذا تراهم يستميتون من أجل كم الأفواه خشية من أن يسمعوا « حي على خير العمل » ذلك الصوت الرسالي الذي يهز عروش الظالمين ويأتي على بنيانهم من القواعد.

(٥) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٥٦.

٢٧٩

[٦١٣] الحُسَين بن علي بن الحُسَين بن محمّد بن يوسف:

الوزير المغربي، أبو القاسم، من ولد بلاش بن بهرام جور، وأُمّه فاطمة بنت أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، شيخنا صاحب كتاب الغيبة، له كتب، وعدّها، وقال(١) : توفيرحمه‌الله يوم النصف من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة، النجاشي(٢) .

ولا يخفى أن ذكره في المصنفين، وترحمه عليه كاشف عن استقامته وسلامته.

[٦١٤] الحُسَين بن علي السري:

عنه: عبد الله بن مُسْكان، في التهذيب، في باب النفر من منى(٣) .

[٦١٥] الحُسَين بن علي بن كَيْسَان الصَّنْعاني:

من أصحاب الهادي [عليه‌السلام (٤) ] عنه: عبد الله بن جعفر الحِمْيري، في

__________________

(١) أي: النجاشي، كما سيأتي.

(٢) رجال النجاشي: ٦٩ / ١٦٧، وفيه: بلاس بدل بلاش.

(٣) تهذيب الأحكام ٥: ٢٧٣ / ١١.

(٤) وردت روايته عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام وذلك في التهذيب (مورد واحد)، وكذلك الاستبصار (مورد واحد) أيضاً.

والظاهر اعتماد الكل على ما ذكره الأردبيلي قدس‌سره في جامع الرواة ١: ٢٤٩.

هذا وهناك استظهار للسيّد الخوئي قدس‌سره في معجم رجال الحديث ٥: ٥٣ / ٢٩٨٥، جاء فيه: اتحاد الحسين بن علي بن كيسان مع الحسن بن علي بن كيسان، الذي روى عن الصادق عليه‌السلام . وقال السيد الخوئي قدس‌سره : (الظاهر ان

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

وسألت ربّي أن يجعلك وصيي ففعل»

فقال رجلان من قريش ـ من المخالفين ـ : والله لصاع تمر في شن بال أحب إلينا ممّا سئل محمّد ربّه ، فهلا سئل ربّه ملكا يعضده على عدوه ، أو كنزا يستغني به عن فاقته؟ فنزلت الآيات السابقة لتكون جوابا لأولئك(١)

التّفسير

القرآن المعجزة الخالدة :

يبدو من هذه الآيات أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يوكل إبلاغ الآيات ـ نظرا للجاجة الأعداء ومخالفتهم ـ لآخر فرصة ، لذا فإنّ الله سبحانه ينهي نبيّه في أوّل آية نبحثها عن ذلك بقوله :( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) لئلا يطلبوا منك معاجز مقترحة كنزول كنز من السماء ، أو مجيء الملائكة لتصديقه( أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ) .

وكما يستفاد من آيات القرآن الأخرى كما في سورة الإسراء (الآيات ٩٠ ـ ٩٣) ـ إنّ هؤلاء لا يطلبون هذه المعاجز ليصدقوا دعوى النّبي ويتبعوا الحق ، بل هدفهم اللجاجة والعناد والتّحجج الواهي ، فلذلك تأتي الآية معقبة( إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ) سواء قبلوا دعواك أم لم يقبلوا ، وسخروا منك أم لم يسخروا ، فالله هو الحافظ والناظر على كل شيء( وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) أي لا تكترث بكفرهم وإيمانهم فإنّ ذلك لا يعنيك ، وإنّما وظيفتك أن تبلغهم ، والله سبحانه هو الذي يعرف كيف يحاسبهم ، وكيف يعاملهم.

وبما أنّ الذين يتذرعون بالحجج ويشكلون على النّبي كانوا أساسا منكرين لوحي الله ، ويقولون : إنّ هذه الآية ليست نازلة من قبل الله ، وإنّ هذا الكلام افتراه محمّد ـ وحاشاه من ذلك ـ على الله كذبا ، لذلك تأتي الآية التالية لتبيّن بصراحة

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٤٢ ، نقلا عن روضة الكافي.

٤٨١

تامة :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ) .

فقل لهم يا رسول الله ـ إن كانوا صادقين في دعواهم أنّ ما تقوله ليس من الله وأنّه من صنع الإنسان ـ فيأتوا بعشر سور مثل هذا الكلام مفتريات ، وليدعوا ـ سوى الله ـ ما شاؤوا( قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .

أمّا إذا لم يستجيبوا لدعوتك ولا للمسلمين ، ولم يلبوا طلبك على الإتيان بعشر سور مفتريات كسور القرآن ، فاعلموا أن ذلك الضعف وعدم القدرة دليل على أن هذه الآيات نزلت من خزانة علم الله ، ولو كانت من صنع بشر ، فهم بشر أيضا فلما ذا لا يقدرون على ذلك( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ ) واعلموا أيضا أنّه لا معبود سوى الله ، ونزول هذه الآيات دليل على هذه الحقيقة( وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) فهل يسلم المخالفون مع هذه الحالة( فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ؟

أي بعد ما دعوناكم للإتيان بمثل هذه السور ، وظهر عجزكم وعدم قدرتكم على ذلك ، فهل يبقى شك في أن هذه الآيات منزلة من قبل الله ، ومع هذه المعجزة البينة أمّا زلتم منكرين ، أم أنّكم تسلمون وتقرّون حقا؟!

* * *

بحوث

١ ـ من المعلوم أنّ كلمة «لعلّ» تأتي لإظهار الرجاء لعمل شيء ما وتحققه ، ولكن «لعل» هنا جاءت بمعنى النهي ، وهي تماما مثل ما يريد الأب مثلا أن ينهي ولده فيقول له : لعلك ترافق فلانا فأنت حينئذ غير مهتم للعاقبة ، فمعنى الكلام هنا : لا ترافق فلانا لأن صحبته تضرك.

إذا فعلى الرغم من أن «لعل» تفيد الرجاء ، إلّا أن المفهوم الالتزامي منها النهي عن عمل أيضا.

٤٨٢

في الآيات ـ محل البحث ـ يؤكّد الله سبحانه على النّبي ألّا يؤخر إبلاغه الوحي خوفا من تكذيب المخالفين أو طلبهم معجزات مقترحة من قبلهم.

٢ ـ يرد هنا سؤال هو : كيف يمكن للنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يؤخر إبلاغه الوحي ، أولا يبلغه أساسا؟ مع أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معصوم ولا يصدر منه الخطأ والذنب!

الجواب : إنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متى ما امر بتبليغ حكم فوري فمن المسلّم أنّه يبلغه فورا ودون إبطاء ، ولكن يتفق ـ أحيانا أن يكون وقت التبليغ موسعا والنّبي يؤخر البلاغ تبعا لأمور هذه الأمور ليس لها جانب شخصي بحيث تعود للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه ، بل لها جانب عام ودفاع عن الدين ، وهذا التأخير ليس ذنبا قطعا ، مثل ما ورد ـ في سورة المائدة في الآية ٦٧ ـ من أمر الله للرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتبليغ ، وأن لا يخاف من تهديدات الناس لأنّ الله سيحفظه حيث يقولعزوجل :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

وعلى هذا فلم يكن تأخير البلاغ هنا ممنوعا على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكن «الإسراع» فيه دليل على قاطعيته فالإسراع بالتبليغ يعدّ أولى من التأخير فالله سبحانه يريد أن يشدّ من معنوية نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويثبت فؤاده ويجعله صلدا أمام المخالفين بحيث يبلغ «بضرس قاطع» ولا يلتفت إلى طلبات المخالفين وحجج المستهزئين ، ولا يستوحش من صخبهم وضجيجهم!

٣ ـ احتمل المفسّرون في معنى «أم» التي في أوّل الآية الأخرى( أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ) احتمالين :

الأوّل : إنّه بمعنى «أو».

والثّاني : بأنّه بمعنى «بل».

ففي الصورة الأولى يكون المعنى على النحو التالي :

لعلك لم تتل آياتنا خوفا من حجج المخالفين ، أو أنّك تلوتها ولكنّهم كذبوك

٤٨٣

وقالوا افتريتها على الله سبحانه.

وفي الصورة الثّانية يكون المعنى على النحو التالي : لا تؤخر إبلاغ آياتنا لحجج المخالفين [ثمّ يضيف سبحانه] بل هم أساسا منكرون للوحي وللنّبوة ، ويزعمون أن الرّسول يكذب على الله.

وفي الحقيقة. إنّ الله يخبر نبيّه مع هذا البيان أن ما يطلبه هؤلاء من المعاجز المقترحة فليس لطلب «الحق» ، بل لأنّهم أساسا منكرون للنّبوة. وإنّما هي حجج وتعاليل يتذرعون بها!

وعلى كل حال ، فعند التأمل في الآيات آنفة الذكر ـ وخاصّة إذا دققنا النظر في كلماتها من الناحية الأدبية ـ نجد أن المعنى الثّاني أقرب إلى مضاد الآيات ، فتأملّوا!

٤ ـ لا شكّ أنّ على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يري معاجزه للذين يطلبون الحق لتكون سندا لحقانية نبوته ، ولا يستطيع أي نبي من الأنبياء أن يستند إلى ادعائه فحسب.

ولكن لا ريب ولا شك أن المخالفين الذين تحدثت عنهم الآيات لم يكونوا يطلبون الحقيقة ويبحثون عنها «وما كانوا يطلبونه من معاجز كانت معاجز اقتراحية على حسب ميولهم وأهوائهم ولا يقتنعون بأية معجزة أخرى».

ومن المسلّم أنّ هؤلاء محتالون وليسوا بطلّاب حقيقة. فهل كان يجب على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تكون لديه كنوز عظيمة كما كان يريده منه مشركو مكّة؟! أو أن يكون معه ملك يصدق دعوته وبلاغه؟!

وبعد هذا كلّه ألم يكن القرآن نفسه أعظم وأكبر من كل معجزة وإذا لم يكن أولئك في صدد التحجّج والتّحيّل ، فلما ذا لم يذعنوا لآيات القرآن الذي كان يتحدّاهم ويقول لهم:( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .

٥ ـ إنّ الآيات ـ المذكورة ـ توكّد إعجاز القرآن مرّة أخرى وتقول : ليس هذا

٤٨٤

كلاما عاديا يترشح من الفكر البشري ، بل هو وحي السماء الذي ينزل بعلم الله اللامحدود وقدرته الواسعة ، وعلى هذا فإنّه يتحدّى جميع البشر أن يواجهوه بمثله ـ مع ملاحظة أنّ المخالفين من معاصري النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن بعدهم إلى يومنا هذا عجزوا عن ذلك ، وفضلوا مواجهة الكثير من المشاكل على معارضة القرآن ، وهكذا يتّضح أن مثل هذا العمل لم يكن من صنع البشر ولا يكون ، فهل المعجزة شيء غير هذا؟!

هذا نداء القرآن ما زال في أسماعنا ، وهذه المعجزة الخالدة تدعو العالمين إليها وتتحدى جميع المحافل البشرية ، لا من حيث الفصاحة والبلاغة وجمال العبارات وجاذبيتها ووضوح المفاهيم فحسب. بل من حيث المحتوى والعلوم التي فيه والتي لم تكن موجودة في ذلك الزمان ، والقوانين التي تتكفل بسعادة البشرية ونجاتها ، والبيان الخالي من التناقض ، والقصص التاريخية الخالية من الخرافات ، وأمثالها. وقد بيّنا ذلك وشرحناه في تفسير الآيتين (٢٣ و ٢٤) من سورة البقرة في إعجاز القرآن.

جميع القرآن أو عشر سور منه أو سورة واحدة!

٦ ـ نحن نعلم أنّ القرآن دعا في بعض آياته المنكرين لنبوة محمّد والمخالفين له إلى الإتيان بمثل القرآن ، كما في سورة الإسراء الآية (٨٨). وفي مكان آخر إلى الإتيان بعشر سور ، كما هو في الآيات التي بين أيدينا ـ محل البحث ـ وفي مكان آخر دعا المخالفين إلى سورة مثل سور القرآن ، كما في سورة البقرة الآية (٢٣).

ولهذا السبب بحث جماعة من المفسّرين هذا «السرّ» في التفاوت في التحدّي والدعوة إلى المواجهة ، فما هو؟! ولم في مكان من القرآن يطلب الإتيان بمثله.

وفي مكان بعشر سور ، وفي مكان يطلب الإتيان بسورة واحدة؟! وقد اتبعوا طرقا مختلفة في الإجابة على هذا السؤال.

٤٨٥

ألف ـ يعتقد البعض أنّ هذا التفاوت من قبيل التنازل من مرحلة عليا إلى مرحلة أقل على سبيل المثال ، أن يقول قائل لآخر : إذا كنت ماهرا مثلي في فن الكتابة والشعر فاكتب كتابا ككتابي وهات ديوان شعر كديواني ، ثمّ يتنازل ويقول فهات فصلا مثل فصول كتابي ، إلى أن يتحدّاه بأن يأتي بصفحة مثل صفحاته.

ولكن هذا الجواب يكون صحيحا في صورة ما لو كانت سور الإسراء وهود ويونس والبقرة قد نزلت بهذا الترتيب ، كما هو منقول في كتاب «تأريخ القرآن» عن الفهرست لابن النديم ، لأنّه يقول إنّ سورة الإسراء رقمها في السور (٤٨) ، وسورة هود (٤٩) ، وسورة يونس (٥١) ، والبقرة هي السورة التسعون النازلة على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولكن هذا الكلام لا ينسجم مع ترتيب السور في التفاسير الإسلامية.

ب ـ يرى البعض أن ترتيب السور الآنفة رغم عدم توافقها مع ترتيب التحدي من الأعلى الى الأدنى ، ولكن نعلم أنّ جميع آيات السورة الواحدة لم تنزل مجموعة في آن واحد ، فبعض الآيات كانت تتأخر في النزول مدة ثمّ يلحقها النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسورة الفلانية بحسب تناسبها معها ، وفي محل كلامنا هذا يمكن أن يكون الأمر كذلك ، وعلى هذا فإنّ تاريخ السور لا يتنافى مع التنزّل ، أو التنازل من مرحلة عليا إلى مرحلة دنيا.

ج ـ هناك احتمال آخر لحل هذا الإشكال هو أنّ أجزاء «القرآن» أجزاء تطلق على الكل وعلى البعض منه ، فنحن نقرأ في الآية الأولى من سورة الجن( إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً ) وواضح أنّهم سمعوا بعض القرآن لا أنّهم سمعوا القرآن كلّه ، ولفظ القرآن في الأساس مشتق من القراءة ، ومن المعلوم أنّ القراءة والتلاوة تصدق على جميع القرآن وعلى جزء منه أيضا ، فعلى هذا يكون التحدي بـ «مثل القرآن» غير مقصود به التحدي بالإتيان بمثل جميع القرآن ، وهو ينسجم بهذا المعنى مع التحدي بعشر سور منه أو حتى بسورة واحدة.

٤٨٦

ومن جهة أخرى فإنّ السورة في الأصل تعني «المجموعة المحدودة» ، فيكون إطلاقها على مجموعة آيات صحيحا وإن لم يكن ذلك غير جار في الاصطلاح العرفي.

وبتعبير آخر فإنّ السورة تطلق على معنيين :

الأول : يراد به مجموعة الآيات التي تبحث عن هدف معين.

والثّاني : يراد به ما بدئ ببسم الله الرحمن الرحيم وينتهي قبل بسم الله الرحمن الرحيم.

والشاهد على هذا قوله تعالى في سورة التوبة الآية (٨٦) :( وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ ) فالواضح من هذه الآية أن المراد بالسورة من قوله :( وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ ) ليس إلّا الآيات التي تحمل الهدف الآنف ، وهو الإيمان بالله والجهاد مع الرّسول ، وإن كانت الآيات بعضا من سورة!

أمّا «الراغب الأصبهاني» فيقول في مفرداته في تفسير أوّل سورة النّور( سُورَةٌ أَنْزَلْناها ) أي جملة من الأحكام والحكم. فكما نلاحظ هنا أن الراغب فسّر السورة بمجموعة من الأحكام والحكم ، فلا يبقي فارق مهم بين ألفاظ «القرآن» و «عشر سور» و «سورة» من حيث المفهوم اللغوي.

والنتيجة أنّ تحدي القرآن ليس من قبيل التحدي بكلمة واحدة أو بجملة واحدة ، حتى يدعي مدع أنّه قادر على الإتيان بآية مثل آية( وَالضُّحى ) أو آية( مُدْهامَّتانِ ) ـ أو أنّه يستطيع أن يأتي بجمل بسيطة كما في القرآن ، بل التحدي في كل مكان بمجموعة من الآيات التي تحمل هدفا معينا «فتأمل».

٧ ـ من هو المخاطب بقوله تعالى :( فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ ) ؟ هناك أقوال بين المفسّرين ، فبعض يرى أنّ المخاطب بالآية هم «المسلمون» ، أي إذا لم يستجب المنكرون لكم أيّها المسلمون فيأتوا بعشر سور مفتريات فاعلموا أنّ القرآن منزل من الله سبحانه ، وهذا كاف في الدلالة على إعجاز القرآن.

٤٨٧

وقال بعض المفسّرين : المخاطب بالآية هو. «المنكرون» أي : أيّها المنكرون إذا لم يستجب الناس لكم وكل ما دعوتم من دون الله ، ولم يقدروا على الإتيان بعشر سور فاعلموا أنّ القرآن نازل من قبل الله.

ولكن من حيث النتيجة لا يوجد تفاوت مهم بين التّفسيرين ، وإنّ الاحتمال الأوّل أقرب حسب الظاهر.

* * *

٤٨٨

الآيتان

( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٦) )

التّفسير

الآيات أعلاه أكملت الحجة مع «دلائل إعجاز القرآن» على المشركين والمنكرين ، ولكن جماعة منهم امتنعوا عن القبول ـ لحفظ منافعهم الشخصيّة ـ بالرّغم من وضوح الحق ، فالآيات هذه تشير إلى مصير هؤلاء فتقول :( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها ) من رزق مادي وشهرة وتلذذ بالنعم( نُوَفِّ إِلَيْهِمْ ) نتيجة( أَعْمالَهُمْ فِيها ) في هذه الدنيا( وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ ) أي لا ينقص من حقهم شيء في الدنيا!

«البخس» في اللغة نقصان الحق ، وجملة( وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ ) إشارة إلى أنّهم سينالون نتيجة أعمالهم بدون أقل نقصان من حقوقهم.

هذه الآية سنة إلهية دائمة ، وهي أنّ الأعمال «الإيجابية» والمؤثرة لا تضيع

٤٨٩

نتائجها ، مع فارق وهو أنّه إذا كان الهدف الأصلي منها هو الوصول إلى الحياة المادية في هذه الدنيا فإنّ ثمراتها في الدنيا فحسب ، وأمّا إذا كان الهدف هو «الله» وكسب رضاه فإنّ تأثيرها ونتائجها ستكون في الدنيا وفي الآخرة أيضا حيث تكون النتائج كثيرة الثمار.

الواقع إنّ القسم الأوّل من هذه الأعمال كالبناية المؤقتة والقصيرة العمر ، فلا يستفاد منها إلّا قليلا ، ثمّ مصيرها الى الزوال والفناء.

أمّا القسم الثّاني منها فإنّها تشبه البناء المرصوص المحكم الذي يدوم قرونا وينتفع به مدّة مديدة.

وهذا من قبيل ما نراه بوضوح على أرض الواقع المعاش ، فالعالم الغربي فتح أسرارا كثيرة من العلم بسعيه المتواصل والمنسّق ، وأصبح متسلطا على قوى الطبيعة وحصل على مواهب كثيرة لتصديه الدائب لمشاكل الحياة الدنيوية بصبر واستقامة وجد. فلا كلام في نيل العالم الغربي جزاء أعماله وتحقيقه انتصارات مشرقة ، ولكن لأنّ هدفه الحياة الماديّة فحسب ، فإنّ أعماله لا تثمر غير توفر الإمكانات المادية ، حتى الأعمال الإنسانية كبناء المستشفيات والمراكز الصحية والمراكز الثقافية وإعانة بعض الأمم الفقيرة وأمثال ذلك ، «مصيدة» لاستعمارهم واستثمارهم للآخرين فلأنّها تحمل هدفا ماديا فقط ومن أجل حفظ المنافع المادية فإنّ أثرها يكون ماديّا فحسب. كذلك الحال بالنسبة لمن يعمل رياء.

فلذلك يقول سبحانه عنهم في الآية التالية :( أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ) ليزول كل أثر أخروي لما عملوا في هذه الدنيا ولا ينالون عليه أي ثواب( وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها ) وكل ما كان لغير الله فسيزول أثره( وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .

«الحبط» في الأصل يطلق على حالة خاصّة من أكل الحيوانات للعلف بشكل غير طبيعي ، فتنتفخ بطونها ويتعطل الجهاز الهضمي عندها فتبدو وكأنّها قد سمنت

٤٩٠

ولكنّها في الباطن وفي الحقيقة مريضة.

هذا التعبير الطريف يقال للأعمال التي تبدو في الظاهر مفيدة وإنسانية ، إلّا أنّها في الباطن مقرونة بنية ذميمة وخبيثة!

* * *

ملاحظات

١ ـ من الممكن أن يتصور في البداية أنّ الآيتين محل البحث متعارضتان ، فالآية الأولى تقول : إن من كان هدفه الحياة الدنيا فإنّه سينال جزاءه فيها كاملا غير منقوص( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ ) أمّا الآية الثّانية فتقول إن أعماله تكون بلا أثر وباطلة :( وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .

ولكن مع الالتفات إلى أن إحدى الآيتين تشير إلى ما يجري في الدنيا والثّانية تشير إلى الدار الآخرة ، يتّضح الجواب على هذا الإشكال ، وهو أنّهم ينالون جزاء أعمالهم في هذه الدنيا ، ولكن لا قيمة لهذا العمل حتى ولو كان من أهم الأعمال ـ إذا لم يكن لها في الآخرة أيّ أثر. لأنّ هدفهم لم يكن نقيّا ونيّتهم غير خالصة ، حيث كانوا يسعون لتحصيل سلسلة من المنافع المادية ، وقد تحققت لهم في الدنيا.

٢ ـ ذكر كلمة «الزينة» بعد «الحياة الدنيا» تدلّ ذم عبادة الدنيا وزخرفها وزبرجها ، وليس المقصود من ذلك الاستفادة باعتدال من مواهب هذا العالم!

فكلمة «الزينة» التي جاءت هنا ببيان مغلق ، إلّا أنّها في آيات أخرى فسرت بالنساء الجميلات والكنوز والمراكب والزخارف إلخ.

( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ) (١) (٢) .

__________________

(١) آل عمران ، ١٤.

(٢) لمزيد من الإيضاح يراجع التّفسير الأمثل ذيل الآية ١٤ من سورة آل عمران.

٤٩١

٣ ـ ذكر كلمة «الباطل» بعد كلمة «الحبط» يمكن أن تكون إشارة إلى أن أعمالهم لها ظاهر بدون محتوى ، ولذلك تذهب نتيجتها أدراج الرياح.

ثمّ يضيف أن أعمالهم أساسا باطلة من البداية ولا خاصية لها ، غاية ما في الأمر إنّ كثيرا من حقائق الأمور لما كانت في الدنيا غير معروفة فإنّها تنكشف في الدار الآخرة التي هي محل كشف الأسرار ، فيتّضح أنّ هذه الأعمال لم يكن لها قيمة منذ البداية!.

٤ ـ في كتاب «الدر المنثور» حديث منقول عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تفسير هذه الآيات يبيّن مفاد هذه الآيات بجلاء «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا كان يوم القيامة صارت أمتي على ثلاث فرق : فرقة يعبدون الله خالصا ، وفرقة يعبدون الله رياء. فرقة يعبدون الله يصيبون به دنيا».

فيقول للذي كان يعبد الله للدنيا : بعزّتي وجلالي ، ما أردت بعبادتي؟ فيقول : الدنيا ، فيقول : لا جرم لا ينفعك ما جمعت ولا ترجع إليه. انطلقوا به إلى النّار.

ويقول للذي يعبد الله رياء : بعزّتي وجلالي ، ما أردت بعبادتي؟ قال : الرياء ، فيقول: إنّما كانت عبادتك التي كنت ترائي بها لا يصعد إلي منها شيء ولا ينفعك اليوم ، انطلقوا به إلى النّار.

ويقول للذي كان يعبد الله خالصا : بعزّتي وجلالي ، ما أردت بعبادتي؟ فيقول : بعزّتك وجلالك لأنت أعلم منّي ، كنت أعبدك لوجهك ولدارك ، قال : صدق عبدي ، انطلقوا به إلى الجنّة»(٢) .

* * *

__________________

(٢) نقلا عن تفسير الميزان ، ج ١٠ ، ص ١٨٦.

٤٩٢

الآية

( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧) )

التّفسير

هناك أقوال كثيرة ـ في تفسير الآية أعلاه ـ بين المفسّرين ، ولهم نظرات مختلفة في جزئيات الآية وكلماتها وضمائرها والأسماء الموصولة فيها وأسماء الإشارة ، وما نقل عنهم يخالف طريقتنا في هذا التّفسير ، ولكنّ تفسيرين منها أشد وضوحا من غيرهما ننقلهما هنا على حسب الأهميّة :

١ ـ في بداية الآية يقول الحق سبحانه :

( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) أي من الله تعالى( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً ) .أي التوراة التي تؤيّد صدقه وعظمته ، مثل هذا الشخص هل يستوي ومن لا يتمتع بهذه الخصال والدلائل البينة.

هذا الشخص هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، «البيّنة» ودليله الواضح هو القرآن المجيد ،

٤٩٣

والشاهد المصدق بنبوّته كلّ مؤمن حق أمثال عليعليه‌السلام ، ومن قبل وردت صفاته وعلائمه في التوراة ، فعلى هذا ثبتت دعوته عن طرق ثلاثة حقّة واضحة.

الأوّل : القرآن الكريم الذي هو بيّنة ودليل واضح في يده.

الثّاني : الكتب السماوية التي سبقت نبوّته وأشارت إلى صفاته بدقّة ، وأتباع هذه الكتب السماوية في عصر النّبي كانوا يعرفونه حقا ، ولهذا السبب كانوا ينتظرونه.

والثّالث : أتباعه وأنصاره المؤمنون المضحّون الذين كانوا يبيّنون دعوته ويتحدثون عنه، لأن واحدا من علائم حقانيّة مذهب ما هو إخلاص اتباعه وتضحيتهم ودرايتهم وإيمانهم وعقلهم ، إذ أن كلّ مذهب يعرف بأتباعه وأنصاره.

ومع وجود هذه الدلائل الحيّة ، هل يمكن أن يقاس مع غيره من المدعين ، أم هل ينبغي التردّد في صدق دعوته؟!(١) .

ثمّ يشير بعد هذا الكلام إلى طلاب الحقّ والباحثين عن الحقيقة ، يدعوهم إلى الإيمان دعوة ضمنية فيقول :( أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) أي النّبي الذي لديه هذه الدلائل الواضحة.

وبالرغم من أنّ مثل هؤلاء الذين أشير إليهم بكلمة «أولئك» في الآية لم يذكروا في الآية نفسها ، ولكن مع ملاحظة الآيات السابقة يمكن استحضارهم في جوّ هذه الآية والإشارة إليهم.

ثمّ يعقب بعد ذلك ببيان عاقبة المنكرين ومصيرهم بقوله تعالى :( وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ) .

__________________

(١) طبقا لهذا التّفسير يكون المقصود بـ «من» هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والبيّنة هي القرآن ، والشاهد ويراد به معنى «الجنس» من كل مؤمن صادق وفي مقدمتهم الإمام علي أمير المؤمنينعليه‌السلام ويعود الضمير في كلمة «منه» إلى الله سبحانه ، ويعود الضمير في كلمة «من قبله» إلى القرآن أو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومجموع الجملة مبتدأ وخبره محذوف تقديره : كمن ليس كذلك ، أو كمن يريد الحياة الدنيا.

٤٩٤

وفي ختام الآية ـ كما هي الحال في كثير من آيات القرآن ـ يوجه الخطاب إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويبيّن درسا عاما لجميع الناس ، ويقول : بعد هذا كلّه من وجود الشاهد والبيّنة والمصدق بدعوتك ، فلا تتردد في الطريق ذاته( فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ) لأنّه من قبل الله سبحانه( إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) ولكن كثيرا من الناس ونتيجة لجهلهم وأنانيتهم لا يؤمنون( وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) .

٢ ـ التّفسير الثّاني لهذه الآية هو أنّ هدفها الأصل بيان حال المؤمنين الصادقين الذين يؤمنون بالنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع وجود الدلائل الواضحة والشواهد على صدق دعوة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما جاء في الكتب السماوية السابقة في شأنه ، فأولئك هم المؤمنون ، واستنادا إلى هذه الدلائل جميعا يؤمنون بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعلى هذا يكون المقصود من قوله :( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ) جميع الذين لديهم دلائل مقنعة ، حيث سارعوا إلى الإيمان بالقرآن ومن جاء به ، وليس المقصود بكلمة «من» في الآية هو النّبي.

والذي يرجع هذا التّفسير على التّفسير السابق هو وجود الخبر في الآية صريحا وليس محذوفا ، والمشار إليه «أولئك» مذكور في الآية نفسها ، والقسم الأوّل من الآية يبدأ بقوله:( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ) إلى قوله :( أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) ويشكل جملة كاملة من دون أي حذف وتقدير ولكن من دون شك فإنّ التعبيرات الأخرى في هذه الآية لا تنسجم مع هذا التّفسير كثيرا ، ولهذا جعلنا هذا التفسير في المرحلة الثّانية «فتأمل»!

وعلى كل حال ، فالآية تشير إلى امتيازات الإسلام والمسلمين الصادقين واستنادهم إلى الدلائل المحكمة في اختيار مذهبهم هذا وفي قبال ذلك تذكر ما بصير إليه المنكرون والمستكبرون من مآل مشؤوم أيضا

* * *

٤٩٥

بحوث

١ ـ ما المقصود «بالشاهد» في الآية؟!

قال بعض المفسّرين : إن المقصود بالشاهد هو جبرئيلعليه‌السلام أمين وحي الله ، ومنهم من فسّره بالنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومنهم من قال : إنّ معناه لسان النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حالة فهم معنى «يتلو» من التلاوة أي القراءة ، لا بمعنى التلّو الذي معناه مجيء شخص بعد آخر.

ولكن كثيرا من كبار المفسّرين فسروا «شاهد» بالإمام عليعليه‌السلام ، ففي روايات كثيرة وصلتنا عن الأئمّة المعصومين ، وفي بعض كتب تفسير أهل السنة ـ أيضا ـ هناك تأكيد على أنّ المقصود من «الشاهد» في الآية هو الإمام عليعليه‌السلام أوّل من آمن بالنّبي والقرآن الكريم ، وكان معه في جميع المراحل ولم يقصر لحظة في التضحية دونه وحمايته إلى آخر نفس(١) .

وفي حديث منقول عن الإمام عليعليه‌السلام أنّه قال : «ما من رجل من قريش إلّا وقد أنزل فيه آية أو آيتان من كتاب الله ، فقال له رجل من القوم : وماذا أنزل فيك يا أمير المؤمنين؟ فقال : أما تقرا الآية التي في هود( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على بيّنة من ربّه وكنت أنا الشاهد»(٢) .

وفي آخر سورة الرعد عبارة تؤيد هذا المعنى ، حيث يقول سبحانه :( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) .

هناك روايات كثيرة عن طرق الشيعة وأهل السنة تبيّن أنّ المراد بقوله :( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) هو الإمام عليعليه‌السلام .

وممّا يجدر ذكره ـ كما أشرنا سابقا ـ أن واحدا من أفضل طرق حقانية أيّ مذهب هو مطالعة شخصية أتباعه والمدافعين عنه وحماته. فحين نلاحظ جماعة

__________________

(١) راجع تفسير البرهان ، ونور الثقلين ، والقرطبي ، ومجمع البيان ، وسائر التفاسير.

(٢) تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ونور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٤٦.

٤٩٦

أتقياء ، أذكياء ، مؤمنين مخلصين اجتمعوا حول أحد القادة ، أو مذهب معين فسيتّضح جيدا أنّ هذا القائد وهذا المذهب على درجة عالية من الحق والصدق.

ولكن حين نرى جماعة انتهازيين محتالين غير مؤمنين ولا متقين تجمعوا حول مذهب مّا أو قائد مّا ، فقلّ أن نصدّق أن ذلك المذهب أو القائد على حق.

وينبغي الإشارة إلى هذا الأمر ، وهو أنّه لا منافاة بين تفسير كلمة الشاهد بالإمام على ، وبين شمولها لجميع المؤمنين من أمثال أبي ذرّ وسلمان وعمّار واضرابهم ، لأنّ هذه التفاسير تشير إلى الشخص البارز والشاخص في هؤلاء المؤمنين ، أي إنّ المقصود هو جماعة المؤمنين الذين في طليعتهم الإمام عليعليه‌السلام .

والدليل على هذا الكلام رواية منقولة عن الإمام الباقرعليه‌السلام : قال : «الذي على بينّة من ربّه رسول الله الذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين ثمّ أوصياؤه واحد بعد واحد»(١) .

وعلى الرغم من أنّ هذه الرّواية تذكر المعصومين فحسب ، ولكنّها تدل على أن الرّوايات التي تفسر الشاهد بالإمام علي لا تعني شخصه فحسب ، بل كونه مصداقا وشاخصا للمؤمنين!

٢ ـ لماذا أشير إلى التوراة فحسب؟!

إن واحدا من دلائل حقانية النّبي كما ذكر في الآية الآنفة ـ الكتب السابقة على نبوة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن لم تذكر الآية من بينها سوى التوراة ، ونحن نعرف أن الإنجيل بشّر بظهور نبي الإسلام أيضا.

ويمكن أن يكون السبب هو أنّ المحيط الذي نزل فيه القرآن وظهر الإسلام فيه (أي مكّة والمدينة) متشبعا بأفكار اليهود أكثر من غيرهم من أهل الكتاب ، وكان المسيحيون يعيشون في أماكن أبعد من اليهود كاليمن والشامات ونجران والجبال

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٢١٣.

٤٩٧

الشمالية في اليمن التي تقع على فاصلة عشرة منازل من صنعاء!

أو لأن أوصاف النّبي وردت في التوراة بشكل أوسع وأجمع.

وعلى كل حال ، فالتعبير عن التوراة بـ «إماما» قد يكون لأجل أحكام شريعة موسىعليه‌السلام كانت موجودة فيه بشكل أكمل ، حتى أنّ المسيحيين يرجعون إلى تعليمات التوراة!

٣ ـ من هو المخاطب في قوله :( فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ) ؟

هناك احتمالان في من هو المخاطب بهذه الآية :

الاحتمال الأوّل : النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه ، أي : يا رسول الله لا تتردد في حقانيّة القرآن وشريعة الإسلام أقلّ تردد!

وبالطبع فإنّ النّبي بحكم كونه يدرك الوحي شهودا ، ويدرك بالحواس أنّ القرآن نازل من قبل الله ، بل كان في درجة أعلى من الإحساس ، فلم يكن لدية تردد في حقانية هذه الدعوة ، ولكن ليس هذه أوّل خطاب يوجه إلى النّبي ويكون المقصود به عموم الناس ، وكما يقول المثل العربي «إيّاك أعني واسمعي يا جارة».

وهذا التعبير أساسا هو ضرب من البلاغة ، حيث يوضع المخاطب غير الحقيقي مكان المخاطب الحقيقي لأهميته ولأغراض أخرى.

والاحتمال الثّاني : إنّه المخاطب بهذه الآية كل مكلّف عاقل ، أي «فلا تك أيّها المكلف العاقل في مرية وتردد». وهذا وارد إذا لم يكن المقصود بالآية( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ) هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل جميع المؤمنين الصادقين (فتدبّر).

ولكن التّفسير الأوّل أكثر انسجاما مع ظاهر الآية

* * *

٤٩٨

الآيات

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (١٩) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠) أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢١) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٢٢) )

التّفسير

أخسر النّاس أعمالا :

بعد الآية المتقدمة التي كانت تتحدث عن القرآن ورسالة النّبي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تأتي آيات أخر تشرح عاقبة المنكرين وعلاماتهم ومآل أعمالهم.

ففي أوّل آية من هذه الآيات يقول سبحانه :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ

٤٩٩

كَذِباً ) ويعني أن تكذيب دعوة النّبي الصادقصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الواقع هو تكذيب لكلام الله وافتراء عليه بالكذب وتكذيب من لا يتحدث عن أحد سوى الله يعدّ تكذيبا لله(١) .

وكما تقدم في عدّة مواضع ، فالقرآن المجيد يعبر في عديد من الآيات عن جماعة من الناس بقوله : «أظلم» في حين أنّ أعمالهم ـ كما يبدو ـ مختلفة ، ولا يمكن أن نعدّ جماعات كثيرة مع وجود أعمال مختلفة بأنّهم أظلم الناس! بل ينبغي أن يعدّ البعض ظالمين ، والبعض الآخر أظلم منهم ، وسواهما أشدّ ظلما منهما جميعا

ولكن ـ كما أجبنا عن هذا السؤال عدّة مرات ـ جذر جميع هذه الأعمال يعود لشيء واحد ، وهو الشرك وتكذيب الآيات الإلهية ، وهو أعظم البهتان «ولمزيد من الإيضاح يراجع ذيل الآية (٣١) من سورة الأنعام».

ثمّ يبيّن ما ينتظرهم من مستقبل مشؤوم يوم القيامة حين يعرضون على محكمة العدل الإلهي( أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ ) حينئذ يشهد «الأشهاد» على أعمالهم وأنّ هؤلاء هم الذين كذبوا على الله العظيم الرحيم وولي النعمة

( وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ ) ثمّ ينادون بصوت عال( أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) .

ولكن من هم الأشهاد؟ أهم الملائكة ، أم الحفظة على الأعمال ، أم الأنبياء؟

للمفسّرين احتمالات وآراء ، ولكن مع ملاحظة أن آيات أخرى من القرآن تشير إلى أنّ الأنبياء هم الأشهاد ، فالظاهر أنّ المراد بالأشهاد هنا هم الأنبياء أيضا أو المفهوم الأوسع وهو أنّ الأنبياء وسائر الأشهاد يشهدون على «الأعمال» يوم القيامة!

__________________

(١) ما يقوله المفسّرون من أنّ المراد من هذه الجملة هو الردّ على من كان يقول : إنّ النّبي يكذب على الله ، بعيد جدّا ، لأنّ الآيات السابقة واللاحقة لا تناسب هذا التّفسير ، بل المناسب أنّها تشير إلى الكفار.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608