الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٨

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل12%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 238217 / تحميل: 7610
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

عمّه أبا طالب فأخبرته فقال : يا آل قريش ، اتبعوا محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ترشدوا ، فإنّه لا يأمركم إلّا بمكارم الأخلاق ، وأتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال : إن كان محمّد قاله فنعم ما قال ، وإن قاله ربّه فنعم ما قال)(١) .

ونقرأ في حديث آخر أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرأ هذه الآية على الوليد بن المغيرة فقال : (يا ابن أخي(٢) أعد ، فأعادصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال الوليد : إنّ له الحلاوة ، وإنّ عليه لطلاوة ، وإنّ أعلاه لمثمر ، وإنّ أسلفه لمغدق ، وما هو قول البشر)(٣) .

وروي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «جماع التقوى في قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ) (٤) .

ونستفيد من هذه الأحاديث ـ وأحاديث أخرى أنّ الآية تعتبر دستور عمل إسلامي عام ، وتمثل أحد مواد القانون الأساسي للإسلام في كل زمان ومكان ، حتى روي عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه كان يقرأ الآية المباركة قبل الانتهاء من خطبة الجمعة ثمّ يقول بعدها : «اللهم اجعلنا ممن يذكر فتنفعه الذكرى»(٥) ثمّ ينزل من على المنبر.

فإحياء الأصول الثلاثة «العدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى» ، ومكافحة الانحرافات الثلاث «الفحشاء والمنكر ، والبغي» على صعيد العالم كفيل بأن يجعل الدنيا عامرّة بالخير ، وهادئة من كل اضطراب ، وخالية من أي سوء وفساد ، وإذا روي عن ابن مسعود (الصحابي المعروف) قوله : (هذه الآية أجمع آية في كتاب الله للخير والشر) فهو للسبب الذي ذكرناه.

ويذكرنا محتوى الآية المباركة بالحديث المروي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله :

__________________

(١) مجمع البيان ، ذيل تفسير الآية مورد البحث.

(٢) قال هذا لأنه عم أبي جهل وكلاهما من قريش.

(٣) مجمع البيان : ذيل تفسير الآية مورد البحث.

(٤) نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٧٨.

(٥) الكافي على ما نقل عنه تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٧٧.

٣٠١

«صنفان من أمّتي إذا صلحا صلحت أمتي ، وإذا فسدا فسدت أمتي ، فقيل : يا رسول الله، من هما؟ قال : الفقهاء والأمراء».

وذكر المحدّث القمّي في (سفينة البحار) حديثا بعد نقله لهذا الحديث مرويا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «تكلم النّار يوم القيامة ثلاثة : أميرا ، وقارئا ، وذا ثروة من المال ، فتقول للأمير : يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل ، فتزدرده كما تزدرد الطير حبّ السمسم ، وتقول للقارئ : يا من تزين للناس وبارز الله بالمعاصي ، فتزدرده ، وتقول للغني:يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا وسأله الحقير اليسير قرضا ، فأبى إلّا بخلا ، فتزدرده؟

وقد بحثنا موضوع العدالة باعتبارها ركنا إسلاميا مهمّا جدّا ضمن تفسيرنا للآية (٨) من سورة المائدة.

* * *

٣٠٢

الآيات

( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٩١) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٩٢) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٣) وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٩٤) )

سبب النّزول

يقول المفسّر الكبير العلّامة الطبرسي في (مجمع البيان) في شأن نزول أوّل

٣٠٣

آية من هذه الآيات أنّها نزلت في الذين بايعوا النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الإسلام (وكان من المحتمل أن ينقض بعضهم البيعة لقلّة المسلمين وكثرة الأعداء) ، فقال سبحانه مخاطبا لهم لا يحملنّكم قلّة المسلمين وكثرة المشركين على نقض البيعة.

التّفسير

الوفاء بالعهد دليل الإيمان :

بعد أن عرض القرآن الكريم في الآية السابقة بعض أصول الإسلام الأساسية (العدل، والإحسان ، وما شابههما) ، يتناول في هذه الآيات قسما آخر من تعاليم الإسلام المهمّة (الوفاء بالعهد والأيمان).

يقول أوّلا :( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ ) ، ثمّ يضيف :( وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ) .

إنّ ظاهر معنى «عهد الله» ـ مع كثرة ما قال المفسّرون فيه ـ وهو : العهود التي يبرمها الناس مع الله تعالى (وبديهي أنّ العهد مع النّبي عهد مع الله أيضا) ، وعليه فهو يشمل كل عهد إلهي وبيعة في طريق الإيمان والجهاد وغير ذلك.

بل إنّ التكاليف الشرعية التي يعلنها النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هي من نوع من العهد الإلهي الضمني ، وكذا الحال بالنسبة للتكاليف العقلية ، لأنّ إعطاء العقل والإدراك من اللهعزوجل للإنسان إنّما يرافقه عهد ضمني ، وهكذا يدخل الجميع في المفهوم الواسع لعهد الله.

أمّا مسألة «الأيمان» (جمع يمين ، أيّ : القسم) التي وردت في الآية ـ والتي عرض فيها المفسّرون آراء كثيرة ـ فلها معنى واسع ، ويتّضح ذلك عند ملاحظة مفهوم الجملة حيث أنّه يشمل العهود التي يعقدها الإنسان مع اللهعزوجل ، بالإضافة إلى ما يستعمله من أيمان في تعامله مع خلق الله.

وبعبارة أخرى : يدخل بين إطار هذه الجملة كل عهد يبرم تحت اسم الله

٣٠٤

وباستعمال صيغة القسم ، وما يؤكّد ذلك ما تبعها من عبارة تفسيرية تأكيدية( وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً ) .

ونتيجة القول : أنّ جملة( أَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ ) خاصّة ، وجملة( لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ ) عامّة.

وحيث أنّ الوفاء بالعهد أهم الأسس في ثبات أيّ مجتمع كان ، تواصل الآية التالية ذكره بأسلوب يتسم بنوع من اللوم والتوبيخ ، فتقول :( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً ) (١) .

والآية تشير إلى (رابطة) تلك المرأة التي عاشت في قريش زمن الجاهلية ، وكانت هي وعاملاتها يعملن من الصباح حتى منتصف النهار في غزل ما عندهن من الصوف والشعر ، وبعد أن ينتهين من عملهن تأمرهن بنقض ما غزلن ، ولهذا عرفت بين قومها ب (الحمقاء).

فما كانت تقوم به (رابطة) لا يمثل عملا بالا ثمر ـ فحسب ـ بل هو الحماقة بعينها ، وكذا الحال بالنسبة لمن يبرم عهدا مع الله وباسمه ، ثمّ يعمل على نقضه ، فهو ليس بعابث فقط ، وإنّما هو دليل على انحطاطه وسقوط شخصيته.

ثمّ يضيف القرآن الكريم قائلا :( تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ ) (٢) ، أي لا تنقضوا عهودكم مع الله بسبب أنّ تلك المجموعة أكبر من هذه فتقعوا في الخيانة الفساد.

وهذا دليل على ضعف شخصية الفرد ، أو نفاقه وخيانته حينما يرى كثرة أتباع

__________________

(١) «أنكاث» : جمع (نكث) على وزن (قسط) بمعنى حل خيوطه الصوف والشعر بعد برمها ، وتطلق أيضا على اللباس الذي يصنع من الصوف والشعر ، وأمّا محل إعرابها في الآية فهو (حال) للتأكيد على قول البعض ، فيما اعتبرها آخرون (مفعولا ثانيا) لفعل «نقضت» أي (جعلت غزلها أنكاثا).

(٢) «الدّخل» : (على وزن الدغل) ، بمعنى الفساد والتقلب ومنها أخذ معنى (الداخل) ، وينبغي الالتفات إلى أنّ جملة( تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ ) ـ على ما قلناه من تفسير ـ جملة حاليّة ، إلّا أنّ بعض المفسّرين اعتبرها جملة استفهامية ، والتّفسير الأوّل يوافق ظاهر الآية.

٣٠٥

المخالفين فيترك دينه القويم وينخرط في المسالك الباطلة التي يتبعها الأكثرية.

واعلموا( إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ ) .

واليوم الذي تكونون فيه كثرة وأعداءكم قلة ليس بيوم اختبار وامتحان ، بل امتحانكم في ذلك اليوم الذي يقف فيه عدوكم أمامكم وهو يزيدكم عددا بأضعاف مضاعفة وأنتم قلّة.

وعلى أية حال ستتّضح النتيجة في الآخرة ليلاقي كل فرد جزاءه العادل :( وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) من هذا الأمر وغيره.

والآية التالية تجيب على توهم غالبا ما يطرق الأذهان عند الحديث عن الامتحان الإلهي والتأكيد على الالتزام بالعهود والوظائف ، وخلاصته : هل أنّ الله لا يقدر على إجبار الناس جميعا على قبول الحق؟ فتقول :( وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) .

«أمّة واحدة» من حيث الإيمان والعمل على الحق بشكل إجباري ، ولكن ذلك سوف لا يكون خطوة نحو التكامل والتسامي ولا فيه أفضلية للإنسان في قبوله الحق ، وعليه فقد جرت سنّة الله بترك الناس أحرارا ليسيروا على طريق الحق مختارين.

ولا تعني هذه الحرية بأنّ الله سيترك عباده ولا يعينهم في سيرهم ، وإنّما بقدر ما يقدمون على السير والمجاهدة سيحصلون على التوفيق والهداية والسداد منه جل شأنه ، حتى يصلوا لهدفهم ، بينما يحرم السائرون على طريق الباطل من هذه النعمة الرّبانية ، فتراهم كلما طال المقام بهم ازدادوا ضلالا.

ولهذا يواصل القرآن الكريم القول ب :( وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) .

ولكنّ الهداية الإلهية أو الإضلال لا تسلب المسؤولية عنكم ، حيث أنّ الخطوات الأولى على عواتقكم ، ولهذا يأتي النداء الرباني :( وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ

٣٠٦

تَعْمَلُونَ ) .

وتشير هذه العبارة إلى نسبة أعمال البشر إلى أنفسهم ، وتؤكّد على تحميلهم مسئولية تلك الأعمال ، وتعتبر من القرائن الواضحة في تفسير مفهوم الهداية والإضلال الإلهيين وأن أيّا منهما لا يستبطن صفة الإجبار أبدا.

وقد بحثنا هذا الموضوع سابقا (راجع تفسير الآية (٢٦) من سورة البقرة).

وتأكيدا على مسألة الوفاء بالعهد والثبات في الإيمان (باعتبار ذلك من العوامل المهمّة في ثبات المجتمع) يقول القرآن :( وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ ) أي وسيلة للخداع والنفاق ، لأنّ في ذلك خطرين كبيرين :

الأوّل :( فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها ) ، لأنّ من يبرم عهدا أو يطلق قسما ونيته أن لا يفي بذلك فسوف لا يعول عليه الناس ولا يثقون به ، ومثله كمن وضع قدمه على أرض قد بدت له أنّها صلبة ومحكمة ، إلّا أنّها زلقة في الواقع ، وستكون سببا في انزلاقه وسقوطه.

الثّاني :( وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) في هذه الدنيا( وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) في الآخرة.

من الآثار السلبية لنقض العهود والأيمان شياع سوء ظن الناس وتنفرهم من الدين الحق، وتشتت الصفوف وفقدان الثقة حتى لا يرغب الناس في الإسلام ، وإن عقدوا معكم عهدا فسوف لا يجدون أنفسهم ملزمين بالوفاء به ، وهذا ما يؤدي لمساوي ، ومفاسد كثيرة وبروز حالة التخلف في الحياة الدنيا.

وأمّا على صعيد الحياة الأخرى فإنه سيكون سببا للعقاب بالعذاب الإلهي.

* * *

٣٠٧

بحثان

١ ـ فلسفة احترام العهد

كما هو معلوم فإنّ الثقة المتبادلة بين أفراد المجتمع تمثل أهم دعائم رسوخ المجتمع ، بل من دعائم تشكيل المجتمع وإخراجه من حالة الآحاد المتفرقة وإعطائه صفة التجمع ، وبالإضافة لكون أصل الثقة المتبادلة يعتبر السند القويم للقيام بالفعاليات الاجتماعية والتعاون على مستوى واسع.

والعهد والقسم من مؤكدات حفظ هذا الارتباط وهذه الثقة ، وإذا تصورنا مجتمعا كان نقض العهد فيه هو السائد ، فمعنى ذلك انعدام الثقة بشكل عام في ذلك المجتمع ، وعندها سوف يتحول المجتمع الى آحاد متناثرة تفتقد الارتباط والقدرة والفاعلية الاجتماعية.

ولهذا نجد أنّ الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة تؤكّد باهتمام بالغ على مسألة الوفاء بالعهد والأيمان ، وتعتبر نقضها من كبائر الذنوب.

وقد أشار أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أهمية هذا الموضوع في الإسلام والجاهلية واعتبره من أهم المواضيع في قوله عند عهده لمالك الأشتر «فإنّه ليس من فرائض الله شيء الناس أشد عليه اجتماعا من تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم ، من تعظيم الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر»(١) .

ونجد في أحكام الحرب الإسلامية أنّ إعطاه الأمان من قبل فرد واحد من جيش المسلمين لشخص أو كتيبة من كتائب العدو يوجب مراعاة ذلك على كل المسلمين!

يقول المؤرخون والمفسّرون : من جملة الأمور التي جعلت الكثير من الناس

__________________

(١) نهج البلاغة ، الرسالة ٥٣.

٣٠٨

في صدر الإسلام يعتنقون هذا الدين الإلهي العظيم هو التزام المسلمين الراسخ بالعهود والمواثيق ورعايتهم لأيمانهم.

وما لهذا الأمر من أهمية بحيث دفع سلمان الفارسي لأن يقول : (تهلك هذه الأمّة بنقض مواثيقها)(١) .

أي أنّ الوفاء بالعهد والميثاق كما أنّه يوجب القدرة والنعمة والتقدم ، فنقضهما يؤدي إلى الضعف والعجز والهلاك.

ونجد في التأريخ الإسلامي أنّ المسلمين عند ما غلبوا جيش الساسانيين في عهد الخليفة الثّاني وأسروا الهرمزان قائد جيش فارس ، وجاؤوا به إلى عمر ، قال له عمر : ما حجتك وما عذرك في انتقاضك مرّة بعد أخرى؟

فقال : أخاف أن تقتلني قبل أن أخبرك.

قال : لا تخف ذلك ، واستسقى ماء فأتى به في قدح غليظ.

فقال : لو مت عطشا لم أستطع أن أشرب في مثل هذا! فأتى به في إناء يرضاه

فقال : إنّي أخاف أن أقتل وأنا أشرب.

فقال عمر : لا بأس عليك حتى تشربه ، فأكفأه

فقال عمر : أعيدوا عليه ولا تجمعوا عليه بين القتل والعطش

فقال : لا حاجة لي في الماء ، إنّما أردت أن أستأمن به.

فقال عمر له : إنّي قاتلك.

فقال : قد أمنتني.

فقال : كذبت.

قال أنس : صدق يا أمير المؤمنين قد أمنته.

فقال عمر : يا أنس ، أنا أؤمن قالت مجزأة بن ثور ، والبراء بن مالك! ولله لتأتّين

__________________

(١) مجمع البيان ، في تفسير الآية (٩٤).

٣٠٩

بمخرج أو لأعاقبنّك.

قال : قلت له : لا بأس عليك حتى تخبرني ، ولا بأس عليك حتى تشربه

وقال له من حوله مثل ذلك

فأقبل على الهرمزان وقال : خدعتني ، والله لا أنخدع إلّا أن تسلم فأسلم(١) .

٢ ـ ما لا يقبل في نقض العهود :

إنّ قبح نقض العهد الشناعة بحيث لا أحدا على استعداد لأن يتحمل مسئولية بصراحة إلّا النادر من الناس حتى أن ناقض العهد يلتمس لذلك اعذارا وتبريرات مهما كانت واهية لتبرير فعلته. وقد ذكرت لنا الآيات أعلاه نموذجا لذلك فبعض المسلمين يتذرعون بحجج واهية ككثرة الأعداء وقلة المؤمنين للتنصل من عهودهم مع الله والنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتكون مواقفهم متزلزلة ، في حين أنّ الأكثرية من حيث العدد لا تمثل القدرة والقوة في واقع الحال، وانتصار القلّة المؤمنة على الكثرة غير المؤمنة من الشواهد المعروفة في تأريخ البشرية ، ثمّ إنّ حصول القدرة والقوة للأعداء ـ على فرض حصولها ـ لا تسوغ لأن تكون مبررا مقبولا لنقض العهد ، ولو دققنا النظر في الإمر لرأينا في واقعة أنّه نوع من الشرك والجهل باللهعزوجل .

وقد تجسّد هذا الموضوع بعينه في عصرنا الحاضر ولكن بصورة أخرى

فقسم من الدول الإسلامية الصغيرة في الظاهر قد تنصلت عن أداء وظائفها في نصرة المؤمنين لخوفها من الدول الاستعمارية الكبرى ، فتقدم في حساباتها قدرة البشر الهزيلة على قدرة الله المطلقة ، وتلتجئ إلى غير الله وتخشى غيره ، وتنقض عهدها مع بارئها ، وكل ذلك من بقايا الشرك وعبادة الأصنام.

* * *

__________________

(١) الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٥٩٤.

٣١٠

الآيات

( وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥) ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦) مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧) )

سبب النّزول

نقل المفسّر الكبير العلّامة الطبرسي عن ابن عباس قوله : إنّ رجلا من حضر موت يقال له عيدان الأشرع قال : يا رسول الله ، إنّ امرأ القيس الكندي جاورني في أرضي فاقتطع من أرضي فذهب بها منّي ، والقوم يعلمون إنّي لصادق ، ولكنّه أكرم عليهم منّي ، فسأل رسول الله أمرا القيس عنه فقال : لا أدري ما يقول ، فأمره أن يحلف. فقال عيدان : إنّه فاجر لا يبالي أن يحلف ، فقال : إن لم يكن لك شهود فخذ بيمينه ، فلما ذا قال ليحلف أنظره فانصرفا فنزل قوله :( وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ) الآيتان فلمّا قرأهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال امرؤ القيس:أمّا ما عندي فينفد وهو صادق فيما يقول ، لقد اقتطعت أرضه ولم أدركم هي، فليأخذ من أرضي ما شاء ومثلها معها بما أكلت من ثمرها ، فنزل فيه( مَنْ عَمِلَ صالِحاً ) الآية.

٣١١

التّفسير

ثمن الحياة الطيبة :

جاءت الآية الأولى من هذه الآيات لتؤكّد على قبح نقض العهد مرّة أخرى ولتبيّن عذرا آخرا من أعذار نقض العهد الواهية ، فحيث تطرقت الآيات السابقة إلى عذر الخوف من كثرة الأعداء تأتي هذه الآية لتطرح ما للمصلحة الشخصية (المادية) من أثر سلبي على حياة الإنسان.

ولهذا تقول :( وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً ) .

أي إنّ قيمة الوفاء بعهد الله لا تدانيها قيمة ، ولو استلمتم زمام ملك الدنيا بأسرها فإنّه لا يساوي قيمة لحظة واحدة من الوفاء بعهد الله.

وتضيف الآية المباركة للدلالة على هذا الأمر :( إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .

ويبيّن القرآن في الآية التالية سبب الأفضلية بقوله :( ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ ) لأنّ المنافع المادية وإن بدت كبيرة في الظاهرة ، إلّا أنّها لا تعدو أن تكون فقاعات على سطح ماء ، في حين أنّ الجزاء والثواب الإلهي النابع من ذات الله المطلقة المقدسة أعلى وأفضل من كل شيء.

ثمّ يضيف قائلا :( وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ ) ـ وعلى الأخص في الثبات على العهد والأيمان ـ( بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .

إنّ التعبير بـ «أحسن» دليل على أنّ أعمالهم الحسنة ليست بدرجة واحدة ، فبعضها حسن والبعض الآخر أحسن ، ولكنّ الله تعالى يجزي الجميع بأحسن ما كانوا يعملون ، وهو ذروة اللطف والرحمة الربانية ، كما لو مثلنا لذلك في مثل من حياتنا كأن يعرض بائع أنواعا من البضائع المتفاوتة في النوعية ، فقسم منها بضائع جيدة ، وقسم آخر بضائع رديئة ، والبقية بين الإثنين ، فيأتي مشتري ليأخذ الجميع بسعر النوعية الجيدة!

٣١٢

ولا تخلو جملة( وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا ) من الإشارة إلى أنّ الصبر والثبات في السير على طريق الطاعة ، وخصوصا حفظ العهود والإيمان هي من أفضل أعمال الإنسان.

وقد روي عن عليعليه‌السلام قوله : «الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ، ولا خير في جسد لا رأس معه ، ولا في إيمان لا صبر معه»(١) .

ثمّ يبيّن القرآن الكريم بعد ذلك ـ على صورة قانون عام ـ نتائج الأعمال الصالحة المرافقة للإيمان التي يؤديها الإنسان وبأية صورة كانت في هذه الدنيا وفي الآخرة ، فيقول :( مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .

وعليه ، فالمقياس هو الأعمال الصالحة الناتجة عن الإيمان بلا قيد أو شرط ، من حيث السن أو الجنس أو المكانة الاجتماعية أو ما شابه ذلك في هذا الأمر.

و «الحياة الطيبة» في هذه الدنيا هي النتاج الطبيعي للعمل الصالح النابع من الإيمان، أي أنّ المجتمع البشري سيعيش حينها حياة هادئة مطمئنة ملؤها الرفاه والسلم والمحبّة والتعاون ، بل وكل ما يرتبط بالمجتمع من المفاهيم الإنسانية ، وفي أمان من الآلام الناتجة عن الاستكبار والظلم والطغيان وعبادة الأهواء والأنانية التي تملأ الدنيا ظلاما وظلامات.

وعلاوة على كل ما تقدم فإنّ الله سيجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون (كما تقدم تفسيره).

* * *

__________________

(١) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، رقم ٨٢.

٣١٣

بحوث

١ ـ منابع الخلود

إنّ طبيعة الحياة في هذا العالم المادي هي الفناء والهلاك ، فأقوى الأبنية وأكثر الحكومات دواما وأشد البشر قدرة لا يعدون أن يصيروا في نهاية أمرهم إلى الضعف فالفناء ، وكل شيء معرض للتلف بلا استثناء في هذا الأمر.

أمّا لو تمكنت الكائنات من أن توجد لها ارتباطا على نحو ما مع الذات الإلهية المقدسة ، وتبقى تعمل لأجلها وفي سبيلها ، فإنّها والحال هذه ستصطبغ بصبغة الخلود ، لأنّ ذات الله المقدسة أبدية وأزلية وكل من ينتسب اليه يحصل على صبغة الأبدية.

فالأعمال الصالحة أبدية ، الشهداء لهم حياة أبدية ، والأنبياء والعلماء المخلصون والمجاهدون في سبيل الله يبقى ذكرهم خالدا في ذاكرة التاريخ لأنّهم يحملون الصبغة الإلهية.

ولهذا ، تذكّرنا الآيات أعلاه وتدعونا لأن ننفذ ذخائر وجودنا من الفناء ، ونودعها في صندوق لا تطاله يد الزمان ولا تفنيه الليالي والأيّام.

فهلموا لبذل الطاقات في سبيل الله وفي خدمة خلق الله ، وكسب رضا الباري ، لتصبح من مصاديق «عند الله» ولتكون باقية بمقتضى( ما عِنْدَ اللهِ باقٍ ) .

وروي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا عن ثلاث:صدقة جارية ، علم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له»(١) .

وعن عليعليه‌السلام أنّه قال : «شتّان ما بين عملين : عمل تذهب لذته وتبقى تبعته ، وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره»(٢) .

__________________

(١) إرشاد الديلمي.

(٢) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، رقم ١٢١.

٣١٤

٢ ـ التساوي بين الرجل والمرأة

ممّا لا شك فيه أنّ بين الرجل والمرأة تفاوت واختلاف من الناحيتين الجسمية والروحية، وهذا الفرق هو الذي جعلهما مختلفين في وظائفها وشؤونهما الاجتماعية ، إلّا أنّ طبيعة الاختلاف الموجود لا تنعكس على الشخصية الإنسانية ، ولا توجد اختلافا في مقامهما عند اللهعزوجل ، فهما في هذا الجانب متساويان ومتكافئان ، ويحكم شخصية أي منهما مقياس واحد ألا وهو الإيمان والعمل الصالح والتقوى ، وإمكانية تحصيل ذلك لأيّ منهما متساوية.

إنّ الآيات أعلاه قد بيّنت هذه الحقيقة بكل وضوح لتخرس الأفواه المشككة في الطبيعة الإنسانية للمرأة في الماضي والحاضر ، ولترد بقوّة أولئك الذين يعطون للمرأة مقاما أقل ورتبة أنزل من الناحية الإنسانية نسبة إلى الرجل ، وقد أعلنت الآيات المنطق الإسلامي في هذه المسألة الاجتماعية المهمّة ، فقالت : إنّ الإسلام خلافا لقاصري الفكر ليس دين الرجال ، فهو يخص المرأة بنفس القدر الذي يخص الرجل.

فمن عمل صالحا وهو مؤمن رجلا كان أو امرأة ، فله الحياة الطيبة : وسينال ثواب الله تعالى من غير تمايز في الجنس ، ولا تفاضل بينهما إلّا من خلال ما يتفوق أيّ منهما على الآخر من حيث الإيمان والعمل الصالح.

٣ ـ جذور العمل الصالح ترتوي من الإيمان

العمل الصالح : مصطلح له من سعة المفهوم ما يضم بين طياته جميع الأعمال الإيجابية والمفيدة والبناءة على كافة أصعدة الحياة العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية إلخ.

ويشمل : الاختراع الذي يبذل فيه العالم جهده سنوات طويلة من أجل خدمة الإنسانية جهاد الشهيد الذي حمل روحه على كفه وخاض ساحة الصراع بين

٣١٥

الحق والباطل فبذل دمه الشريف في سبيل الله الآلام التي تتحملها الأمّ المؤمنة عند الولادة وما تواجه من صعاب في تربية أبنائها وتشمل ما يعانيه العلماء في تحرير كتبهم الثمينة.

وتشمل أيضا : أعظم الأعمال ، كحمل رسالة النبوة وأقل وأصغر الأعمال ، كرفع حجر صغير من طريق المارة ، نعم ، فكل ما ذكره يدخل ضمن مفهوم العمل الصالح.

والحال هذه يواجهنا «السؤال» الآتي : لما ذا قيّد العمل الصالح بشرط الإيمان ، في حين يمكن أداؤه بدون هذا الشرط ، والساحة البشرية فيها كثير من الشواهد التي تحكي ذلك؟

و «الجواب» ينصب على تبيان مسألة واحدة ، ألا وهي (الباعث الإيماني) ، فإن لم يحرز هذا الباعث فغالبا ما تكون الأعمال المنجزة ملوّثة (وقد تشد عن هذه القاعدة العامّة بعض المتفرقات هنا وهناك) ، وأمّا إذا ارتوت جذور شجرة العمل الصالح من ماء التوحيد والإيمان بالله ، فنادرا ما يصيب هذا العمل آفات مثل : العجب ، والرياء ، الغرور ، التقلب ، المنّة إلخ ، ولذلك نرى القرآن الكريم غالبا ما يربط بين هذين الأمرين ، لما لارتباطهما من واقعية.

ونوضح المسألة في مثال : لو افترضنا أنّ شخصين أرادا بناء مستشفى ، أحدهما يدفعه الباعث الإلهي لخدمة خلق الله ، والآخر هدفه التظاهر بالعمل الصالح والحصول على السمعة والمكانة الاجتماعية المرموقة.

وفي النظرة الأولى وبتفكير سطحي يمكننا أن نقول ـ إنّ المستشفى ستقام ، وسيستفيد الناس من عملهما على السواء ، وصحيح أن أحدهما سيحصل على الثواب ، الإلهي والآخر لا يحصل عليه ، ولكنّ ظاهر عمليهما لا اختلاف فيه.

وكما قلنا فإنّ هذا القول ناتج عن رؤية سطحية للموضوع ، أمّا لو أمعنا النظر لرأينا أنّهما مختلفان من جهات متعددة ، فعلى سبيل المثال : إنّ الشخص الأوّل

٣١٦

سينتخب مكانا لمستشفاه يكون قريبا من أكثر طبقات المنطقة فقرا وحرمانا ، ولربّما تكون في محلة غير معروفة ومنزوية ، أمّا الشخص الثّاني فإنّه سيبحث عن منطقة أكثر شهرة حتى وإن كانت حاجتها للمستشفى قليلة جدّا.

وسيسعى الشخص الأوّل في انتخاب مواد البناء وطريقته بما يلحظ فيه المستقبل البعيد ، ويحكم أساس البناء ليصمد البناء لسنين طويلة ، أمّا الشخص الآخر فإنّه سيحاول أن يسرع في البناء وتعجيل افتتاح المستشفى ويكثر الضجيج والإعلام لينال مراده. وسيجدّ الأوّل في إحكام باطن العمل في حين أنّ الثّاني سيهتم بمظهره ورونقه. وعند انتخاب الأقسام الطبية ، الأطباء ، الممرضين وسائر احتياجات المستشفى ، فثمّة اختلاف كبير بين الشخصين ، فاختلاف النيّة يترك أثره على جميع مراحل وشؤون العمل وبعبارة أخرى : إنّ العمل يصطبغ بصبغة النيّة.

٤ ـ ما هي الحياة الطيبة؟

لقد ذكر المفسّرون في معنى الحياة الطيبة تفاسير عديدة :

فبعض فسرها ب : الرّزق الحلال.

وبعض ب : القناعة والرضا بالنصيب.

وبعض ب : الرزق اليومي.

وبعض ب : العبادة مع الرزق الحلال.

وبعض ب : التوفيق لطاعة أوامر الله وما شابه ذلك.

ولعله لا حاجة بنا للتذكير بأن مفهوم الحياة الطيبة من السعة بحيث يشمل كل ما ذكروه وغيره ، فالحياة الطيبة بجميع جهاتها ، وخالية من التلوثات والظلم والخيانة والعداوة والذل وكل ألوان الآلام والهموم ، وفيها ما يجعل حياة الإنسان صافية كماء زلال.

٣١٧

وبملاحظة تعبير الآية عن الجزاء الإلهي وفق أحسن الأعمال ، ليفهم من ذلك أنّ الحياة الطيبة ترتبط بعالم الدنيا بينما يرتبط الجزاء بالأحسن بعالم الآخرة.

وعند ما سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن قوله تعالى :( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ) ، قال:«هي القناعة»(١) .

ولا شك أنّ هذا التّفسير لا يعني حصر معنى الحياة الطيبة بالقناعة ، بل هو بيان لأحد مصاديقها الواضحة جدّا ، حيث أنّ الإنسان لو أعطيت له الدنيا بكاملها وسلبت منه روح القناعة فإنه ـ والحال هذه ـ سيعيش دائما في عذاب وألم وحسرة ، وبعكس ذلك، فإذا امتلك الإنسان القناعة وترك الحرص والطمع ، فإنّه سيعيش مطمئنا راضيا على الدوام.

وقد ورد في روايات أخرى تفسير الحياة الطيبة بمعنى الرضا بقسم الله ، وهذا المعنى قريب الأفق مع القناعة.

وينبغي أن لا نعطي لهذه المفاهيم صفة تخديرية أبدا ، وإنّما الهدف الواقعي من بيان الرضا والقناعة هو القضاء على الحرص والطمع واتباع الهوى في نفس الإنسان ، التي تعتبر من العوامل المؤثرة في إيجاد الاعتداءات والاستغلال والحروب وإراقة الدماء ، والمسببة للذل والأسر.

* * *

__________________

(١) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، رقم ٢٢٩.

٣١٨

الآيات

( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠) )

التّفسير

اقرأ القرآن هكذا :

لم يفت ذاكرتنا ما ورد قبل عدّة آيات أنّ القرآن( تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) ثمّ تمّ البحث عن قسم من أهم الأوامر الإلهية في القرآن.

وتبيّن الآيات مورد البحث طريقة الاستفادة من القرآن وتتطرق إلى كيفية تلاوته ، فكثافة المحتوى القرآني لا تكفي وحدها لتوجيهنا ، ولا بد من رفع الحجب المخيمة على وجودنا وإزالتها عن محيط فكرنا وروحنا ، كي نتمكن من تحصيل هذا المحتوى الثر الغني.

ولهذا يقول القرآن :( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ) .

ولا يقصد من الاستعاذة الاكتفاء بذكر بل ينبغي لها أن تكون مقدمة لتحقيق وإيجاد الحالة الروحية المطلوبة حالة : التوجه إلى اللهعزوجل ، الانفصال عن

٣١٩

هوى النفس والعناد المانع للفهم والدرك الصحيح للإنسان ، البعد عن التعصبات والغرور وحبّ الذات ومحورية الذات التي تضغط على الإنسان ليسخر كل شيء (حتى كلام الله) في تحقيق رغباته المنحرفة.

وإن لم تتحقق للإنسان هذه الحالة فسيتعذر عليه إدراك الحقائق القرآنية ، وربّما سيجعل القرآن وسيلة لتبرير آرائه ورغباته الملوّثة بالشرك بواسطة «تفسير بالرأي».

وتأتي الآية التالية لتكون دليلا على ما جاء في الآية التي قبلها :( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) .

( إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) ، لأنّهم يعتبرون أمر الشيطان واجب الطاعة دون أمر الله!

* * *

بحوث

١ ـ موانع المعرفة

مع كل ما للحقيقة من ظهور ووضوح فإنّها لا تلحظ إلّا بعين باصرة ، وبعبارة أخرى، ثمة شرطان لمعرفة الحقائق :

الأوّل : وضوح الحقيقة.

الثّاني : وجود وسيلة للنظر إليها وإدراكها.

فهل يمكن للأعمى أن يرى قرص الشمس يوما ما مع البقاء على حالة العمى؟ وهل يمكن للأصم أن يسمع نغمات هذا العالم الجميلة؟ فكذا الحال بالنسبة لفاقد البصيرة الثاقبة والأذن السميعة ، فإنّه محروم من رؤية جلال الحق ، ومحروم من سماع آياته الرائعة.

ولكن ، لما ذا يفقد الإنسان قدرته على المعرفة؟!

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

ابن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ، وهارون بن سباع ، وهارون بن معروف ، ويحيى ابن موسى البلخي في أبي داود(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، وابن ماجة(4) .

[ 133 ] يحيى بن يعلى الأسلمي الكوفي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني ، أبو زكريا الكوفي(5) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : كوفي ، وهو في جملة شيعتهم(6) .

وقال ابن حجر : شيعي(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 31 / 489.

2 ـ صحيح مسلم : 4 / 2218 ، كتاب الفتن ، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر ، الحديث 27.

3 ـ سنن أبي داود : 2 / 310 ، كتاب الصوم ، الحديث 2379.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 34 ، المقدمة ، الحديث 87 ، وفيه : « يحيى بن عيسى الخزاز ».

5 ـ تهذيب الكمال : 32 / 50 الرقم 6951.

6 ـ الكامل : 7 / 233 الرقم 2132.

7 ـ تقريب التهذيب : 2 / 361 الرقم 208.

٤٤١

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(1) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وحرب بن صبيح ، وحمزة ابن حبيب الزيات ، وحميد بن عطاء الأعرج الكوفي ، وحيوة بن شريح المصري ، وخالد بن عبد الرحمان بن يزيد بن تميم ، وسعد بن طريف الاسكاف ، وسعيد بن أبي أيوب المصري ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن قرم ، وسليمان الأعمش ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن موسى ، وعبد الله بن المؤمل ، وعبد العزيز بن سياه ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وعثمان بن الأسود ، وعلي بن صالح بن حي ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وعمار بن رزيق ، وعمر بن موسى ، وعمران بن عمار ، والعلاء بن صالح ، وفطر بن خليفة ، والقاسم بن حبيب التمار ، وقيس بن الربيع ، وكيسان أبي عمر القصار ، ومحمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، ومختار بن نافع التيمي ، وموسى بن أيوب الغافقي المصري ، وموسى بن أبي حبيب ، وناصح بن عبد الله المحلمي في الترمذي ، وأبي فروة يزيد ابن سنان الرهاوي في الترمذي ، ويونس بن خباب في الأدب المفرد ، وأبي سعيد البقال.

روى عنه : إبراهيم بن الحسن التغلبي ، وإبراهيم بن عبد الله بن عبس التنوخي ، وأحمد بن اشكاب الصفار ، وأحمد بن صبيح الأسدي الكوفي ، وأحمد ابن النعمان الفراء المصيصي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإسماعيل بن أبان الوراق في الترمذي ، وجبارة بن مغلس ، وجندل بن والق في الأدب المفرد ، وحرب بن

__________________

1 ـ تقريب التهذيب : 2 / 361 الرقم 208.

٤٤٢

الحسن الطحان ، وحسن بن حسين العرني ، والحسن بن حماد سجادة ، والحسين بن دليل البجلي ، والحسين بن عيسى البسطامي ، وحميد بن الربيع اللخمي ، وسهل بن عامر البجلي ، وأبو نعيم ضرار بن صرد الطحان ، وعباد بن يعقوب الرواجني ، وعبد الله بن محمد بن سالم المفلوج ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، وعثمان بن سعيد بن مرة المري ، وعلي بن حسين ابن أبي بردة البجلي ، وعلي بن عبد الرحمان بن سراج ، والقاسم بن محمد بن أبي شيبة ، وقتيبة بن سعيد في الترمذي ، ومحمد بن الطفيل ، ومحمد بن عباد الخزاز ، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي ، وموسى بن هشام البجلي ، ونصر بن مزاحم ، وهشام بن يونس ، والوليد بن حماد ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويعقوب بن يوسف بن زياد الضبي(1) .

3 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(2) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 32 / 50.

2 ـ سنن الترمذي : 3 / 388 ، كتاب الجنائز ، الباب ( 75 ) الحديث 1077 ، راجع الأدب المفرد للبخاري : 215 الباب ( 278 ) الرقم 627. أقول : روى الشيخ الطوسي في أماليه : 499 ، المجلس 18 الرقم 1094 : عنه ، عن عمر بن موسى ـ يعني الوجيهي ـ عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن عليعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : « يا علي ، أما إنك المبتلى والمبتلى بك ، أما إنك الهادي من اتبعك ، ومن خالف طريقتك فقد ضل إلى يوم القيامة.

٤٤٣

[ 134 ] يحيى القطان ( 120 ـ 198 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : يحيى بن سعيد بن فروخ ، الامام الكبير ، أمير المؤمنين في الحديث ، أبو سعيد التميمي مولاهم البصري ، الأحول ، القطان ، الحافظ ، وعني بهذا الشأن أتم عناية ، ورحل فيه ، وساد الأقران ، وانتهى إليه الحفظ ، وتكلم في العلل والرجال ، وتخرج به الحفاظ(1)

وقال ابن سعد : كان ثقة ، مأمونا ، رفيعا ، حجة(2) .

وقال العجلي : بصري ، ثقة ، نقي الحديث ، وكان لا يحدث إلا عن ثقة ، وهو أثبت في سفيان من جماعة(3) .

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة في رجال الشيعة(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(5) .

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 9 / 175 الرقم 53 ، راجع تذكرة الحفاظ : 1 / 300.

2 ـ الطبقات الكبرى : 7 / 293 ، تذهيب تهذيب الكمال : 3 / 149 الرقم 7958.

3 ـ تاريخ الثقات : 472 الرقم 1807 ، راجع العلل ومعرفة الرجال : 1 / 174 الرقم 118 ، رجال صحيح مسلم : 2 / 338 الرقم 1827 ، تهذيب التهذيب : 11 / 191 ، تذكرة الحفاظ : 1 / 298.

4 ـ المعارف : 624.

5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 348 الرقم 72.

٤٤٤

وقال المزي : روى عن : أبان بن صمعة في مسلم ، والأجلح بن عبد الله الكندي في أبي داود والنسائي ، واسامة بن زيد الليثي في النسائي ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ومسلم ، وأشعث بن عبد الملك في النسائي ، وبهز بن حكيم في أبي داود والترمذي والنسائي ، وثابت بن عمارة في أبي داود والترمذي ، وثور ابن يزيد الرحبي في الأدب المفرد وأبي داود وابن ماجة والنسائي والترمذي ، وجابر بن صبح في أبي داود والنسائي ، وجامع بن مطر في أبي داود والنسائي ، وجعفر بن محمد بن علي في أبي داود والنسائي ، وجعفر بن ميمون بياع الأنماط في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري وسنن أبي داود ، والجعيد بن عبد الرحمان في النسائي ، وحاتم بن أبي صغيرة في البخاري ومسلم والنسائي ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، والحسن بن ذكوان في البخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وحسين المعلم في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وحماد بن سلمة في مسلم ، وأبي صخر حميد بن زياد المدني في مسلم ، وحميد الطويل في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ، وخالد الحذاء ، وخثيم بن عراك بن مالك في البخاري والنسائي ، وداود بن قيس الفراء في النسائي ، وزكريا بن أبي زائدة في أبي داود والنسائي ، والسائب بن عمر المخزومي في أبي داود والنسائي ، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة في الترمذي والنسائي ، وسعيد بن أبي عروبة في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وسفيان الثوري في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وسفيان بن عيينة ، وسليم بن حيان في البخاري وأبي داود ، وسليمان الأعمش ، وسليمان التيمي في البخاري ومسلم والنسائي ، وسيف بن سليمان المكي في البخاري والنسائي ، وشعبة بن الحجاج في الكتب الستة ، وصالح بن رستم أبي عامر

٤٤٥

الخزاز في أبي داود ، وصدقة بن المثنى النخعي في النسائي ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله في مسلم والنسائي ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري في كتاب رفع اليدين في الصلاة ومسلم وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وعبد الرحمان بن حرملة في الكتاب المراسيل والنسائي ، وعبد الرحمان بن حميد بن عبد الرحمان بن عوف في النسائي ، وعبد الرحمان بن عمار بن أبي ذئب في النسائي ، وعبد الرحمان ابن عمرو الأوزاعي في مسلم ، وعبد العزيز بن أبي رواد في أبي داود ، وعبد الملك ابن جريج في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعبد الملك بن أبي سليمان في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والنسائي ، وعبد الواحد بن صفوان بن أبي عياش مولى عثمان بن عفان في كتاب التفسير لابن ماجة ، وأبي مالك عبيدالله ابن الأخنس في البخاري وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعبيد الله بن عمر العمري في الكتب الستة ، وعثمان بن الأسود في البخاري ومسلم ، وعثمان بن غياث في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وعثمان الشحام في النسائي ، وعطاء بن السائب في أبي داود ، وعكرمة بن عمار اليمامي في الترمذي والنسائي ، وعلي بن المبارك اليمامي في أبي داود والنسائي ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي في البخاري ، وعمر بن نبيه الكعبي في النسائي ، وعمرو بن عثمان بن عبد الله ابن موهب في مسلم والنسائي ، وعمران بن مسلم القصير في البخاري ومسلم والنسائي ، والعوام بن حمزة المازني في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري ، وعوف الأعرابي في البخاري وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب في البخاري والنسائي ، وفضيل بن عياض في الترمذي والنسائي ، وفضيل بن غزوان في البخاري والترمذي ، وفطر بن خليفة في

٤٤٦

أبي داود والترمذي والنسائي ، وأبي روح قدامة بن عبد الله الكوفي في النسائي وابن ماجة ، وقرة بن خالد السدوسي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وكهمس بن الحسن في النسائي ، ومالك بن أنس في البخاري ، ومالك بن مغول في أبي داود والنسائي ، والمثنى بن سعيد الضبعي في أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وأبي غفار المثنى بن سعيد الطائي في أبي داود ، ومجالد بن سعيد في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي في مسلم والنسائي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ذئب في مسلم والنسائي ، ومحمد بن عجلان في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي في أبي داود والنسائي ، ومحمد بن يوسف ابن اخت نمر في مسلم والنسائي ، ومسعر بن كدام في مسلم ، ومعاوية بن عمرو بن غلاب في مسلم وأبي داود والنسائي ، ومغيرة بن أبي قرة السدوسي في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي ، والمهلب بن أبي حبيبة في أبي داود والنسائي ، وموسى ابن أبي عيسى الطحان في ابن ماجة ، وموسى الجهني في الترمذي والنسائي ، ونوفل بن مسعود صاحب أنس بن مالك ، وهشام بن حسان في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وهشام بن عروة في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وهشام الدستوائي في البخاري ومسلم وأبي داود ، والوليد بن عبد الله بن جميع في النسائي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري في البخاري ومسلم والنسائي ، ويزيد بن أبي عبيد في البخاري والنسائي ، ويزيد بن كيسان في مسلم والترمذي والنسائي ، وأبي حزرة يعقوب بن مجاهد في أبي داود ، ويوسف بن صهيب الكندي في الترمذي ، وأبي جعفر الخطمي في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي حيان التيمي في البخاري والنسائي

٤٤٧

وابن ماجة.

روى عنه : إبراهيم بن محمد بن عرعرة في النسائي ، وإبراهيم بن محمد التيمي القاضي في أبي داود والنسائي ، وأحمد بن ثابت الجحدري في ابن ماجة ، وأحمد بن حنبل في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأحمد بن أبي رجاء الهروي في البخاري ، وأحمد بن سنان القطان في ابن ماجة ، وأحمد بن عبد الله بن الحكم بن الكردي في النسائي ، وأحمد بن عبدة الضبي في مسلم ، وإسحاق بن راهويه ، وإسحاق بن منصور الكوسج في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وإسماعيل بن مسعود الجحدري في النسائي ، وبشر بن الحكم النيسابوري في مقدمة كتاب مسلم ، وبشر بن هلال الصواف في النسائي ، وأبو بشر بكر بن خلف في ابن ماجة ، وبيان ابن عمرو البخاري في البخاري ، وحفص بن عمرو الربالي ، وحوثرة بن محمد المنقري في ابن ماجة ، وأبو خيثمة زهير بن حرب في مسلم وأبي داود ، وزيد بن أخزم الطائي في ابن ماجة ، وسفيان الثوري ـ وهو من شيوخه ـ ، وسفيان بن عيينة ـ كذلك ـ ، وسفيان بن وكيع بن الجراح في الترمذي ، وسهل بن زنجلة الرازي في ابن ماجة ، وسهل بن صالح الأنطاكي في النسائي ، وسوار بن عبد الله العنبري في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج ـ وهو من شيوخه ـ ، وشعيب بن يوسف النسائي في النسائي ، وصدقة بن الفضل المروزي في البخاري ، وعباس بن عبد العظيم العنبري في كتاب الشمائل وابن ماجة ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود في البخاري ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في البخاري ومسلم وابن ماجة ، وعبد الله بن هاشم الطوسي في مسلم ، وعبد الرحمان بن بشر بن الحكم النيسابوري في البخاري ومسلم ، وعبد الرحمان بن عمر الاصبهاني رستة في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن المبارك العيشي في كتاب الأدب المفرد ، وعبد الرحمان بن محمد

٤٤٨

ابن منصور الحارثي ، وعبد الرحمان بن مهدي ، وأبو قدامة عبيدالله بن سعيد السرخسي في مسلم والنسائي ، وعبيد الله بن عمر القواريري في مسلم وأبي داود ، وعبيد الله بن معاذ العنبري في أبي داود ، وعفان بن مسلم ، وعقبة بن مكرم العمي في أبي داود ، وعلي ابن المديني في البخاري وأبي داود ، وعمار بن خالد الواسطي في ابن ماجه ، وعمرو بن علي الصيرفي في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري في مسلم ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ومحمد بن بشار بندار في الكتب الستة ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي في مسلم ، ومحمد بن حاتم بن ميمون السمين في مسلم ، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي في مسلم وأبي داود وابن ماجة ، وأبو يعلى محمد بن شداد المسمعي ـ وهو آخر من حدث عنه ـ ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي في النسائي ، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي في النسائي ، وأبو موسى محمد بن المثنى في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن الوزير الواسطي في الترمذي ، وأبو يحيى محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي المروزي القصري في الترمذي ، وابنه محمد بن يحيى بن سعيد القطان في ما استشهد به البخاري في الصحيح ومقدمة كتاب مسلم ، ومسدد بن مسرهد في البخاري وأبي داود ، ومعتمر بن سليمان ـ وهو أكبر منه ـ ، ونصر بن عاصم الأنطاكي ، ونصر بن علي الجهضمي في أبي داود ، وفرج بن حبيب القومسي في النسائي ، ويحيى بن حكيم المقوم في النسائي وابن ماجة ، ويحيى بن معين في أبي داود ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي في مسلم والنسائي ، ويوسف بن سلمان البصري في مسند عليعليه‌السلام (1) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 31 / 329 الرقم 6834.

٤٤٩

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(1) ، ومسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، والترمذي(4) ، والنسائي(5) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام وقال : « كان من أئمة الحديث »(6) .

[ 135 ] يزيد بن أبي زياد الكوفي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : يزيد بن أبي زياد ، الامام المحدث أبو عبد الله الهاشمي ، مولاهم الكوفي ، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، معدود في صغار التابعين وعاش نحوا من إحدى وتسعين سنة(7) .

__________________

1 ـ صحيح البخاري : 6 / 52 ، باب غزوة ذات الرقاع.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 17 ، المقدمة.

3 ـ سنن أبي داود : 3 / 68 ، كتاب الجهاد الرقم 2710.

4 ـ سنن الترمذي : 1 / 87 ـ 88 ، أبواب الطهارة ، ذيل الحديث 59.

5 ـ سنن النسائي : 6 / 32 ، كتاب الجهاد.

6 ـ رجال الشيخ الطوسي : 321 الرقم 4789 ، راجع رجال النجاشي : 443 الرقم 1196.

7 ـ سير أعلام النبلاء : 6 / 129 الرقم 41.

٤٥٠

وقال أبو داود : لا أعلم أحدا ترك حديثه(1)

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : يزيد من شيعة أهل الكوفة ، ومع ضعفه يكتب حديثه(2) .

وقال ابن حجر : كان شيعيا(3) .

وقال محمد بن فضيل : كان يزيد بن أبي زياد من أئمة الشيعة الكبار(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(5) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم النخعي في ابن ماجة ، وثابت البناني في كتاب فضائل الانصار وكتاب عمل اليوم والليلة ، وثعلبة بن الحكم الليثي ، والحسن ابن سهل بن عبد الرحمان بن عوف في ابن ماجة ، وداود بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي ، وذكوان أبي صالح السمان في النسائي ، وسالم بن أبي الجعد في أبي داود والنسائي ، وأبي فاختة سعيد بن علاقة في ابن ماجة ، وسليمان بن عمرو بن الأحوص في أبي داود وابن ماجة ، ومولاه عبد الله بن الحارث بن نوفل في الأدب المفرد وسنن أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وعبد الله بن محمد بن عقيل في ابن ماجة ، وعبد الله بن معقل بن مقرن المزني في

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 6 / 130. أقول : وقد نقل الذهبي عن يزيد بن أبي زياد ، عن سليمان ابن عمرو الأحوص ، عن أبي برزة قال : تغنى معاوية وعمرو بن العاص ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ، ودعهما في النار دعا ».

2 و 4 ـ الكامل : 7 / 2730.

3 و 5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 365 الرقم 254.

٤٥١

مسند علي ، وعبد الرحمان بن سابط الجمحي في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي ليلى في كتاب رفع اليدين في الصلاة ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي نعم البجلي في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام للنسائي وسنن ابن ماجة ، وعبيد الله بن جرير بن عبد الله البجلي ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس في أبي داود ، وعمرو بن سلمة الهمداني في الأدب المفرد ، وعيسى بن فائد في أبي داود ، ويقال : ابن لقيط ، وقيس ابن الأحنف الثقفي ، ومجاهد بن جبر المكي في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس في أبي داود والترمذي ، ومقسم في أبي داود وابن ماجة والنسائي والترمذي ، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي ، وأبي الحسن يزيد بن يحنس الكوفي.

روى عنه : أسباط بن محمد القرشي ، وأبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي في الترمذي ، وإسماعيل بن أبي خالد في الترمذي ـ وهو من أقرانه ـ ، وإسماعيل بن زكريا ، وجرير بن عبد الحميد في ما استشهد به البخاري في الصحيح وسنن أبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وجعفر بن زياد الأحمر في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحبان بن علي في ابن ماجة ، وخالد بن عبد الله الواسطي في أبي داود ، وزائدة بن قدامة في الترمذي وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وزهير بن معاوية في أبي داود ، وزياد بن عبد الله البكائي في الترمذي ، وسفيان الثوري في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري وسنن أبي داود والترمذي ، وسفيان بن عيينة في كتاب رفع اليدين للبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وشريك بن عبد الله في أبي داود ، وشعبة بن الحجاج في أبي داود والنسائي ، وصالح بن عمر الواسطي ، وعبد الله بن الأجلح ، وعبد الله بن ادريس في أبي داود والترمذي وابن ماجة ،

٤٥٢

وعبد الله بن نمير في ابن ماجة ، وعبد الرحيم بن سليمان في النسائي وابن ماجة ، وعبد العزيز بن مسلم في فضائل الأنصار وعمل اليوم والليلة ، وعبيدة بن حميد في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي ، وعلي بن صالح بن حي في ابن ماجة ، وعلي ابن عاصم الواسطي ، وعلي بن مسهر في أبي داود وابن ماجة ، وعمران بن عيينة ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن فصيل بن غزوان في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، ومنصور بن أبي الأسود في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهشيم بن بشير في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله في الأدب المفرد والترمذي والنسائي ، ويحيى بن سلمة بن كهيل ، وأبو بكر بن عياش في الأدب المفرد وابن ماجة ، وأبو حمزة السكري في النسائي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، والترمذي(3) ، والنسائي(4) وابن ماجة(5) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقرعليه‌السلام (6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 32 / 136 ـ 137.

2 ـ سنن أبي داود : 3 / 46 ، كتاب الجهاد ، الحديث 2647.

3 ـ سنن الترمذي : 3 / 198 ، كتاب الحج ، الحديث 838.

4 ـ سنن النسائي : 8 / 65 ، كتاب قطع السارق.

5 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 1366 ، كتاب الفتن ، الحديث 4082.

6 ـ رجال الشيخ الطوسي : 149 الرقم 1658 ، وفيه : « يزيد بن زياد ».

٤٥٣

[ 136 ] يونس بن أبي يعفور العبدي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

يونس بن أبي يعفور ، واسمه وقدان. وقيل : واقد العبدي الكوفي(1) .

قال أبو حاتم: صدوق(2) .

وعده ابن حبان في الثقات(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال الساجي : وكان يفرط في التشيّع(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(5) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن كثير السلمي ، والأسود بن قيس ، وحماد بن عبد الرحمان الأنصاري ، وسفيان الثوري ، وأخيه عبد الله بن أبي يعفور العبدي ، وعلي بن نزار بن حيان ، وعمار الدهني ، وعون بن أبي جحيفة ، وليث بن

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 32 / 558 الرقم 7189.

2 ـ الجرح والتعديل : 9 / 247 الرقم 1040 ، راجع ميزان الاعتدال : 4 / 485.

3 ـ كتاب الثقات : 7 / 651.

4 ـ تهذيب التهذيب : 11 / 452 الرقم 870.

5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 386 الرقم 497.

٤٥٤

أبي سليم ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وناجية بن خالد ، وأبيه أبي يعفور العبدي في مسلم وابن ماجة.

روى عنه : إسماعيل بن أبان الوراق ، وبشر بن أبي الأزهر ، وجعفر بن حميد الكوفي ، وسعيد بن منصور ، وسويد بن سعيد الحدثاني ، وعباد بن زياد الأسدي الساجي ، وعباد بن يعقوب الأسدي الرواجني ، وعبادة بن زياد الأسدي ، والعباس ابن حماد المدائني ، وعبد الله بن يزيد بن أبي الضبار العبدي ، وأبو يزيد عبد الرحمان ابن مصعب القطان ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة في مسلم ، وفضيل بن عبد الوهاب السكري ، ومحمد بن بكير الحضرمي ، ومحمد بن الحسن التميمي ، ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني ، ومختار بن غسان التمار ، ويحيى بن عبد الله الرقي ، ويحيى بن عبد الرحمان الأرحبي في ابن ماجة(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن ابن ماجة(3) .

5 ـ ترجمته في كتب الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقر والصادقعليهما‌السلام (4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 32 / 558 ـ 559.

2 ـ صحيح مسلم: 3 / 1480 ، كتاب الامارة ، الحديث 60.

3 ـ أشار لذلك المزي في تهذيب الكمال : 32 / 560.

4 ـ رجال الشيخ الطوسي : 150 الرقم 1664 ، وص 324 الرقم 4854.

٤٥٥

[ 137 ] يونس بن خباب الاسيدي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

يونس بن خباب الأسيدي ، أبو حمزة ، ويقال : أبو الجهم الكوفي ، مولى بني اسيد(1) .

قال ابن شاهين : ثقة ، صدوق(2) .

وقال ابن حجر : صدوق(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال العقيلي : كان ممن يغلو في الرفض(4) .

وقال ابن حجر : رمي بالرفض(5) .

وقال الدارقطني : كان يغلو في التشيّع(6) .

وقال الذهبي : كان رافضيا(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 32 / 503 الرقم 7174.

2 ـ تاريخ أسماء الثقات : 357 الرقم 1550.

3 و 5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 384.

4 ـ الضعفاء الكبير : 4 / 458 الرقم 2089.

6 ـ المؤتلف والمختلف: 1 / 471.

7 ـ ميزان الاعتدال : 4 / 479 الرقم 9903.

٤٥٦

وقال يحيى بن سعيد : كان كذابا(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(2) .

وقال المزي : روى عن : جرير بن أبي الهياج الأسدي في مسند علي ، والحسن البصري ، وأبيه خباب الأسيدي ، وشقيق الأزدي ، وطاوس بن كيسان اليماني ، وطلق بن حبيب العنزي في عمل اليوم والليلة ، وعبد الله بن بريدة ، وعبد الرحمان بن سابط الجمحي ، وعثمان بن حاضر ، ومجاهد بن جبر المكي في الادب المفرد والنسائي ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري ، والمسيب بن عبد خير ، والمنهال بن عمرو الأسدي في ابن ماجة ، ونافع بن جبير بن مطعم في الأدب المفرد ، ويعلى بن مرة في ابن ماجة مرسل ، وأبي البختري الطائي في الترمذي ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان بن عوف ، وأبي عبيدالله مولى ابن عباس ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن

__________________

1 ـ ميزان الاعتدال : 4 / 479. أقول : فمن الغريب جدا رواية البخاري في الأدب المفرد : 215 الرقم 627 عن كذاب ، ورواية شعبة بن الحجاج الذي قيل في حقه انه كان امة وحده في هذا الشأن يعني في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيه للرجال. راجع العلل ومعرفة الرجال : 2 / 539. وذنب الرجل ليس إلا نقله روايات في فضائل أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن جملة تلك الروايات ما رواه الذهبي عن إبراهيم بن زياد سبلان ، عن عباد بن عباد قال : أتيت يونس ابن خباب فسألته عن حديث عذاب القبر فحدثني به ، فقال : هنا كلمة أخفوها الناصبة. قلت : ما هي؟ قال : إنه ليسأل في قبره : من وليك؟ فإن قال علي نجا راجع ميزان الاعتدال : 4 / 479.

2 ـ تقريب التهذيب : 2 / 384 الرقم 476.

٤٥٧

مسعود ، وأبي علقمة مولى بني هاشم ، وأبي عمر الصيني ، وأبي الفضل في عمل اليوم والليلة.

روى عنه : إبراهيم بن عطية الثقفي الواسطي ، وأبو عقبة بشر بن عقبة الكوفي ، وحماد بن زيد في مسند علي وابن ماجة ، وزيد بن أبي أنيسة في الأدب المفرد والنسائي ، وسفيان الثوري ، وسلام بن أبي مطيع ، وشعبة بن الحجاج في عمل اليوم والليلة ، وشعيب بن صفوان ، وشهاب بن خراش الحوشبي ، وعباد بن عباد المهلبي في أبي داود ، وعبادة بن مسلم الفزاري في الترمذي ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم في ابن ماجة ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد ، وأبو المنذر عمرو بن مجمع الكندي ، وعنبسة بن سعيد الرازي ، وليث ابن أبي سليم ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي ، وابنه محمد بن يونس بن خباب ، ومعاوية بن صالح الحضرمي ، ومعتمر بن سليمان ، ومعمر بن راشد ، ومنصور بن المعتمر ـ وهو من أقرانه ـ ، ومهدي بن ميمون ، ويحيى بن يعلى الأسلمي في الادب المفرد ، وأبو الزبير المكي ـ وهو من أقرانه ـ(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن النسائي(2) ، وابن ماجة(3) ، والترمذي(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 32 / 503 الرقم 7174.

2 ـ سنن النسائي ، منقول عن المزي في تهذيب الكمال : 32 / 507.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 120 ، كتاب الطهارة وسننها ، باب التباعد للبراز في الفضاء ، الحديث 333.

4 ـ سنن الترمذي : 4 / 562 ، كتاب الزهد ، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة ، الحديث 2325.

٤٥٨

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام (1) .

[ 138 ] أبو إدريس الكوفي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

أبو إدريس الهمداني المرهبي الكوفي ، اسمه : سوار ، وقيل : مساور(2) .

قال أبو عمر بن عبد البر : كان من ثقات الكوفيين(3) .

وعده ابن حبان في الثقات(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عبد البر : وفيه تشيع ، وذلك غير معدوم في أهل الكوفة(5) .

3 ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : مسلم بن صفوان في الترمذي وابن ماجة ، والمسيب ابن نجبة.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحكيم بن

____________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 150 الرقم 1666 ، وص 323 الرقم 4828.

2 و 3 و 5 ـ تهذيب الكمال : 33 / 21 الرقم 7198.

4 ـ تهذيب الكمال : 33 / 21.

٤٥٩

جبير ، وسلمة بن كهيل في الترمذي وابن ماجة ، وكثير النواء(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(2) ، وابن ماجة(3) .

[ 139 ] أبو حمزة الثمالي ( ـ 150 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

ثابت بن أبي صفية ، واسمه دينار ، ويقال : سعيد ، أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رافضي(5) .

وقال علي بن المديني : أخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول : سمعت أبا حمزة يؤمن بالرجعة(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 33 / 21 الرقم 7198.

2 ـ سنن الترمذي : 4 / 478 ، كتاب الفتن ، باب ما جاء في الخسف ، الحديث 2183.

3 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 1351 ، كتاب الفتن ، باب ما جاء في جيش البيداء ، الحديث 4064.

4 ـ تهذيب الكمال : 4 / 357 الرقم 819.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 116 الرقم 9.

6 ـ الضعفاء الكبير : 1 / 172 الرقم 214.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496