الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٨

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل12%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 238069 / تحميل: 7602
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (٤٢) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤) )

التّفسير

خلق الإنسان :

بعد ذكر خلق نماذج من مخلوقات الله في الآيات السابقة ، تأتي هذه الآيات لتبيّن أن الهدف الأساسي من إيجاد كل الخليقة إنّما هو خلق الإنسان. وتتطرق الآيات إلى جزئيات عديدة في شأن الخلق ، زاخرة بالمعاني.

وقبل الدخول في بحوث مفصلة حول بعض المسائل التي ذكرت في الآيات المباركات نشرع بتفسير إجمالى

يقول تعالى في البداية :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) ، «الصلصال» هو التراب اليابس الذي لو اصطدم به شيء أحدث صوتا و «الحمأ المسنون» هو طين متعفن.

( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) .

«السّموم» لغة : الهواء الحارق ، وسمّي بالسموم لأنّه يخترق جميع مسامات بدن الإنسان ، وكذلك يطلق على المادة القاتلة (السم) لأنّها تنفذ في بدن الإنسان وتقتله.

ثمّ يعود القرآن الكريم إلى خلق الإنسان مرّة أخرى فيتعرض إلى كلام الله تعالى مع الملائكة قبل خلق الإنسان :( وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) وهي روح شريفة طاهرة جليلة( فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ) .

وبعد أن تمّ خلق الإنسان من الجسم والروح المناسبين( فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) .

٦١

ولم يعص هذا الأمر إلّا إبليس :( إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) .

وهنا سأل الله إبليس :( قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) .

فأجاب إبليس بعد أن كان غارقا في بحر الغرور المظلم ، وتائها في حب النفس المقتم، وبعد أن غطى حجاب الخسران عقله أجاب بوقاحة( قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) فأين النّار المضيئة من التراب الأسود المتعفن! وهل لموجود شريف مثلي أن يتواضع ويخضع لموجود أدنى منه! أيّ قانون هذا؟!

ونتيجة للغرور وحب النفس ، فقد جهل أسرار الخليقة ، ونسي بركات التراب الذي هو منبع كل خير وبركة ، والأهم من ذلك كله فقد تجاهل شرافة تلك الروح التي أودعها الرّب في آدم وكنتيجة طبيعية لهذا السلوك المنحرف فقد هوى من ذلك المقام المرموق بعد أن أصبح غير لائق لأن يكون في درجة الملائكة وبين صفوفهم ، فجاء الأمر الإلهي مقرعا :( قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) ، أي أخرج من الجنّة ، أو من السماوات أو اخرج من بين صفوف الملائكة.

واعلم يا إبليس بأنّ غرورك أصبح سببا لكفرك ، وكفرك قد أوجب طردك الأبدي( وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ ) أي ، إلى يوم القيامة.

وهنا حينما وجد إبليس نفسه مطرودا من الساحة الإلهية ، ساوره إحساس بأنّ خلق الإنسان هو سبب شقائه فاشتعلت نار الحقد والضغينة في قلبه لينتقم لنفسه من أولاد آدمعليه‌السلام .

فبالرغم من أنّ السبب الحقيقي يرجع إلى إبليس نفسه وليس لآدم دخل في ذلك ، إلّا أن غروره وحبّه لنفسه وعناده المستحكم لم يعطياه الفرصة لدرك حقيقة شقاءه ، ولهذا( قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ، ليركز عناده وعداءه!

وقبل الله تعالى طلبه :( قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) .

ولكن ليس إلى يوم يبعثون كما أراد ، بل( إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) . فما هو

٦٢

يوم الوقت المعلوم؟

قال بعض المفسّرين : هو نهاية هذا العالم وانتهاء التكليف ، لأنّ بعد ذلك (كما يفهم من ظاهر الآيات القرآنية) تحلّ نهاية حياة جميع الكائنات ، ولا يبقى حي إلّا الذات الإلهية المقدسة ، ومن هذا نفهم حصول الموافقة على بعض طلب إبليس.

وقال بعض آخر : هو زمان معين لا يعلمه إلّا الله ، لأنّه لو أظهرهعزوجل لكان لإبليس ذريعة في المزيد من التمرد والمعاصي.

وثمة من قال : إنّه يوم القيامة ، لأنّ إبليس أراد أن يكون حيا إلى ذلك اليوم ليكون بذلك من الخالدين في الحياة ، وإن يوم الوقت المعلوم قد ورد بمعنى يوم القيامة في سورة الواقعة (الآية) ، وهو ما يعزز هذا القول.

ويبدو أن هذا الاحتمال بعيد جدا لأنه يتضمن الموافقة الإلهية على كل طلب إبليس، والحال أن ظاهر الآيات المذكورة لا تعطي هذا المعنى ، فلم تبيّن الآيات أن الله استجاب لطلبه بالكامل ، بل يوم الوقت المعلوم ومن هنا يكون التّفسير الأوّل أكثر توافقا مع روح وظاهر الآية ، وكذلك ينسجم مع بعض الرّوايات عن الإمام الصّادقعليه‌السلام بهذا الخصوص(١) .

وهنا أظهر إبليس نيته الباطنية( قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي ) وكان هذا الإنسان سببا لشقائي( لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ) نعمها المادية( وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) بإلهائهم بتلك النعم.

إلّا أنّه يعلم جيدا بأن وساوسه سوف لن تؤثر في قلوب عباد الله المخلصين ، وأنّهم متحصنون من الوقوع في شباكه ، لأنّ قوة الإيمان ودرجة الإخلاص عندهم بمكان يكفي لدرء الخطر عنهم بتحطيم قيود الشيطان عن أنفسهم ولهذا نراه قد استثنى في طلبه( إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) .

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٣ ، الحديث ٤٥.

٦٣

من البديهي أنّ الله سبحانه منزّه عن تضليل خلقه ، إلّا أنّ محاولة إبليس لتبرير ضلاله وتبرئة نفسه جعلته ينسب ذلك إلى الله سبحانه وتعالى. هذا الموقف هو ديدن جميع الأبالسة والشياطين ، فهم يلقون تبعة ذنوبهم على الآخرين أوّلا ومن ثمّ يسعون لتبرير أعمالهم القبيحة بمنطق مغلوط ثانيا ، والمصيبة أن مواقفهم تلك إنّما يواجهون بها ربّ العزة والجبروت ، وكأنّهم لا يعلمون أنّه لا تخفى عليه خافية.

وينبغي ملاحظة أن «المخلصين» جمع مخلص (بفتح اللام) وهو ـ كما بيّناه في تفسير سورة يوسف ـ المؤمن الذي وصل إلى مرحلة عالية من الإيمان والعمل بعد تعلم وتربية ومجاهدة مع النفس ، فيكون ممتنعا من نفوذ وساوس الشيطان وأيّ وسواس آخر.

ثمّ قال تعالى تحقيرا للشيطان وتقوية لقلوب العباد المؤمنين السالكين درب التوحيد الخالص :( قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ) .

يعني ، يا إبليس ليس لك القدرة على إضلال الناس ، لكن الذين يتبعونك إن هم إلّا المنحرفين عن الصراط المستقيم والمستجيبين لدواعي رغباتهم وميولهم.

وبعبارة أخرى إنّ الإنسان حر الإرادة ، وإنّ إبليس وجنوده لا يقوون على أن يجبروا إنسانا واحدا على السير في طريق الفساد والضلال ، لكنّه الإنسان هو الذي يلبي دعوتهم ويفتح قلبه أمامهم ويأذن لهم في الدخول فيه!

وخلاصة القول : إنّ الوساوس الشيطانية وإن كانت لا تخلو من أثر في تضليل وانحراف الإنسان ، إلّا أنّ القرار الفعلي للانصياع للوساوس أو رفضها يرجع بالكامل إلى الإنسان ، ولا يستطيع الشيطان وجنوده مهما بلغوا من مكر أن يدخلوا قلب إنسان صاحب إرادة موجهة صوب الإيمان المخلص.

وأراد الله سبحانه بهذا القول نزع الخيال الباطل والغرور الساذج من فكر

٦٤

الشيطان من أنّه سيجد سلطة فائقة على الناس وبلا منازع ، يمكنه من خلالها إغواء من يريد.

ثمّ يهدد الله بشدّة أتباع الشيطان :( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) وأن ليس هناك وسيلة للفرار ، والكل سيحاسب في مكان واحد.

( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) .

هي أبواب للذنوب التي يدخلون جهنم بسببها ، وكل يحاسب بذنبه كما هو الحال في أبواب الجنّة التي هي عبارة عن طاعات وأعمال صالحة ومجاهدة للنفس يدخل بها المؤمنون الجنّة.

* * *

بحوث

١ ـ التكبر والغرور من المهالك العظام :

المستفاد تربويا من قصة إبليس في القرآن هو أن الكبر والغرور من الأسباب الخطيرة في عملية الانهيار والسقوط من المكانة المحترمة الوسيط المرموقة إلى مدارك الدون والخسران.

فكما هو معلوم أنّ إبليس لم يكن من الملائكة (كما تشير إلى ذلك الآية الخمسون من سورة الكهف) إلّا أنّه ارتقى الدرجات العلا ونال شرف العيش بين صفوف الملائكة نتيجة لطاعته السابقة للهعزوجل ، حتى أنّ البعض قال عنه : إنّه كان معلما للملائكة ، ويستفاد من الخطبة القاصعة في (نهج البلاغة) أنّه عبد اللهعزوجل آلاف السنين.

لكن شراك التعصب الأعمى وعبادة هوى النفس المهلك قد أدّيا الى خسرانه كل ذلك في لحظة تكبر وغرور.

بل إنّ حب الذات والغرور والتعصب والتكبر قد جعلته يستمر في موقفه

٦٥

المريض ويوغل قدمه في وحل الإصرار على الإثمّ والسير المتخبط في جادة العناد ، فنسي أو تناسى ما للتوبة والاستغفار من أثر إيجابي ، حتى دعته الحال لأن يشارك كل الظلمة والمذنبين من بني آدم في جرائمهم وذنوبهم بوسوسته لهم وبات عليه أن يتحمل نصيبه من عذاب الجميع يوم الفزع الأكبر.

وليس إبليس فحسب ، بل إنّ التأريخ يحدثنا عن أصحاب النفوس المريضة ممن ركبهم الغرور والكبر فعاثوا في الأرض فسادا بعد أن غطت العصبية رؤاهم ، وحجب الجهل بصيرتهم، وسلكوا طريق الظلم والاستبداد وسادوا على الرقاب بكل جنون فهبطوا إلى أدنى درجات الرذيلة والانحراف عن الطريق القويم.

إنّ هاتين السمتين الأخلاقيتين (التكبر والغرور) في الواقع نار رهيبة محرقة. فكما أن من صرف وطرأ من عمره في بناء وتأنيث دار ، لربّما في لحظات معدودات يتحول إلى هباء منثور بسبب شرارة صغيرة فالتكبر والغرور يفعل فعل النّار في الحطب ولا تنفع معه تلك السنين المعمورة بالطاعة والبناء.

فأيّ درس أنطق من قصة إبليس وأبلغ؟!

إنّ إبليس قد اختلطت عليه معاني الأشياء فراح يضع المعاني حسب تصوراته الخادعة المحدودة ولم يدرك أن النّار ليست أفضل وأشرف من التراب ، والتراب مصدر جميع البركات كالنباتات والحيوانات والمعادن وهو محل حفظ المياه ، وبعبارة اشمل هو منبع وأصل كل الكائنات الحية ، وما عمل النّار إلّا الإحراق وكثيرا ما تكون مخربة ومهلكة.

ويصف أمير المؤمنينعليه‌السلام إبليس بأنّه «عدو لله ، إمام المتعصبين وسلف المستكبرين» ثمّ يقول : «ألا ترون كيف صغّره الله بتكبره ووضعه بترفعه ، فجعله في الدنيا مدحورا وأعد له في الآخرة سعيرا»(١) .

__________________

(١) نهج البلاغة ، من الخطبة ١٩٢.

٦٦

وكما أشرنا سابقا أنّ إبليس كان أوّل من وضع أسس مذهب الجبر الذي ينكره وجدان أي إنسان. حيث أنّ الدافع المهم لأصحاب هذا المذهب تبرئة ساحة المذنبين من أعمالهم المخالفة لشرع الله ، وكما قرأنا في الآيات مورد البحث من أنّ إبليس تذرع بتلك الكذبة الكبيرة لأجل تبرئة نفسه ، وأنّه على حق في إضلاله لبني آدم حين قال :( رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) .

٢ ـ على من يتسلط الشيطان؟

نرى من الضروري أن نكرر القول بأنّ نفوذ الوساوس الشيطانية في قلب الإنسان لا تأتي فجأة أو إجبارا ، وإنما بوجود الرغبة الكافية عند الإنسان بفسح المجال أمام دخول الوساوس إلى دواخله ، وعلى هذا فالشيطان يعلم تماما بأن ليس له سبيل على المخلصين الذين طهّروا أنفسهم في ظل التربية الخالصة من الشوائب والأدران وغسلوا قلوبهم من صدأ الشرك والضلال. وبتعبير القرآن الكريم إنّ رابطة الشيطان مع الضالين هي رابطة التابع والمتبوع وليس رابطة المجبر والمجبور.

٣ ـ أبواب جهنم!

قرأنا في الآيات مورد البحث أن لجهنم سبعة أبواب (وليس بعيدا أن يكون ذكر العدد في هذا المورد للكثرة كما ورد هذا العدد في الآية السابعة والعشرين من سورة لقمان بهذا المعنى أيضا).

ومن الواضح أنّ تعدد أبواب جهنم (كما هو تعدد أبواب الجنّة) لم يكن لتسهيل أمر دخول الواردين نتيجة لكثرتهم ، بل هي إشارة إلى الأسباب والعوامل المتعددة التي تؤدي لدخول الناس في جهنم ، وأنّ لكل من هذه الذنوب باب معين

٦٧

يؤدي إلى مدركه.

ففي نهج البلاغة : «إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصّة أوليائه»(١) ، وفي الحديث المعروف : «إن السيوف مقاليد الجنّة» فهذه التعبيرات تبيّن لنا بوضوح ما المقصود من تعدد أبواب الجنّة والنّار.

وثمة نكتة لطيفة في ما روي عن الإمام الباقرعليه‌السلام : «إنّ للجنة ثمانية أبواب»(٢) ،في حين أن الآيات تذكر أن لجهنم سبعة أبواب ، وهذا الاختلاف في العددين إشارة إلى أنّه مع كثرة أبواب العذاب والهلاك إلّا أن أبواب الوصول إلى السعادة والنعيم أكثر ، (وقد تحدثنا عن ذلك في تفسير الآية الثّالثة والعشرين من سورة الرعد).

٤ ـ (الحمأ المسنون) و (روح الله) :

يستفاد من الآيات أن خلق الإنسان تمّ بشيئين متغايرين ، أحدهما في أعلى درجات الشرف والآخر في أدنى الدرجات (بقياس ظاهر القيمة).

فالطين المتعفن خلق منه الجانب المادي منه الإنسان ، في حين جانبه الروحي والمعنوي خلق بشيء سمي (روح الله).

وبديهي أنّ الله سبحانه منزّه عن الجسيمة وليس له روح ، وإنّما أضيف الروح إلى لفظ الجلالة لإضفاء التشريف عليها وللدلالة على أنّها روح ذات شأن جليل قد أودعت في بدن الإنسان ، بالضبط كما تسمّى الكعبة (بيت الله) لجلالة قدرها ، وشهر رمضان المبارك (شهر الله) لبركته.

ولهذا السبب نرى أن الخط التصاعدي الإنسان يتساهى في العلو حتى يصل الى أن لا يرى سوى اللهعزوجل ، وخط تسافله من الانحطاط حتى يركد في

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ٢٧.

(٢) الخصال للشيخ الصدوق ـ باب الثمانية.

٦٨

أدنى مرتبة من الحيوانات( بَلْ هُمْ أَضَلُ ) وهذا البون الشاسع بين الخطين التصاعدي والتنازلي بحد ذاته دليل على الأهمية الاستثنائية لهذا المخلوق.

إنّ شرف مقام الإنسان وتكريمه يأتي من خلال هذا التركيب الخاص ، ولكن ليس بفضل جنبته المادية لأنّه ليس سوى (حمأ مسنون) وإنّما بفضل الروح الإلهية المودعة فيه ، بما تحمل من استعدادات ولياقة لأن تكون منعكسا للأنوار الإلهية ، تلك الأنوار التي استمد منها الإنسان شرف قدره ومقامه ولا سبيل لتكامل الإنسان إلّا ببنائه الروحي ووضع بعده المادي في خدمة طريق التكامل والوصول لساحة رضوانه جل شأنه.

والمستفاد من الآيات المتعلقة بخلق آدم في أوائل سورة البقرة أنّ مسألة سجود الملائكة لآدم ، كان لما أودع فيه من العلم الإلهي الخاص.

وقد أجبنا على سؤال : كيف يصحّ السجود لغير الله؟ وهل أنّ سجود الملائكة كان في حقيقة للهعزوجل لأجل هذا الخلق العجيب؟ أم كان لآدم؟ في تفسير الآيات المتعلقة بخلق آدم سورة البقرة.

٥ ـ ما هو الجان؟

إنّ كلمة (الجن) في الأصل بمعنى : الشيء الذي يستر عن حس الإنسان ، فمثلا نقول (جنّه الليل) أو (فلما جنّ عليه الليل) أي عند ما غطته ستارة الليل السوداء ، ويقال (مجنون) لمن فقد عقله أي ستر ، و (الجنين) للطفل المستور في رحم أمّه ، و (الجنّة) للبستان الذي تغطي أشجاره أرضه ، و (الجنان) للقلب الذي ستر داخل صدر الإنسان، و (الجنّه) للدرع الذي يحمي الإنسان من ضربات الأعداد.

والمستفاد من آيات القرآن أن «الجنّ» نوع من الموجودات العاقلة قد سترت عن حس الإنسان ، وخلقت من النّار ، أو من مارج من نار ، أي من صافي

٦٩

شعلتها ، وإبليس من هذا الصنف.

وقد عبّر بعض العلماء عن الجن بأنّها : نوع من الأرواح العاقلة المجردة من المادة (وواضح أن تجردها ليس كاملا ، فما يخلق من المادة فهو مادي ، ولكن يمكن أن يكون نصف تجرد لأنه لا يدرك بحواسنا ، وبتعبير آخر : إنّه نوع من الجسم اللطيف).

ويستفاد من الآيات القرآنية أيضا أنّ الجن فيهم المؤمن المطيع والكافر العاصي ، وأنّهم مكلفون شرعا ، ومسئولون.

ومن الطبيعي أنّ شرح هذه الأمور ومسألة انسجامها مع العلم الحديث يتطلب منا بحثا مطولا ، وسنتناوله إن شاء الله في تفسير سورة الجن.

وممّا ينبغي الإشارة إليه في هذا الصدد أنّ كلمة «الجان» الواردة في الآيات مورد البحث هي من مادة (الجن) ولكن هل ترمزان إلى معنى واحد؟ فقد ذهب بعض المفسّرين إلى أن الجان نوع خاص من الجن ، ولكننا لا نرى ذلك.

فلو جمعنا الآيات القرآنية الواردة بهذا الشأن مع بعضها البعض لا تضح أن كلا المعنيين واحد ، لأن الآيات القرآنية وضعت «الجن» في قبال الإنسان تارة ، ووضعت «الجان» تارة أخرى.

فمثلا نقرأ في الآية (٨٨) من سورة الإسراء( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُ ) .

وفي بعض الآية (٥٦) من سورة الذاريات( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) .

في حين نقرأ في الآية (١٥) من سورة الرحمن( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ ) .

وفي الآية (٣٩) من نفس السورة( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ ) .

فمن مجموع الآيات أعلاه والآيات القرآنية الأخرى يستفاد بوضوح أن الجنّ والجان لفظان لمعنى واحد ، ولهذا وردت في الآيات السابقة كلمة «الجن»

٧٠

في مقابل الإنسان ، وكذا الحال بالنسبة «للجان».

وينبغي التنويه إلى أن القرآن الكريم قد ذكر «الجان» ويريد به نوعا من الأفاعي كما جاء في قصة موسىعليه‌السلام ( كَأَنَّها جَانٌ ) في سورة القصص ـ ٣١ ، إلّا أنّ ذلك خارج نطاق بحثنا.

٦ ـ القرآن وخلق الإنسان :

شاهدنا في الآيات الأنفة أن القرآن قد تناول مسألة خلق الإنسان بشكل مختصر ومكثف تقريبا ، لأنّ الهدف الأساسي من التناول هو الجانب التربوي في الخلق ، وورد نظير ذلك في أماكن أخرى من القرآن ، كما في سورة السجدة ، والمؤمنون ، وسورة ص ، وغيرها.

وبما أنّ القرآن الكريم ليس كتابا للعلوم الطبيعية بقدر ما هو كتاب حياة الإنسان يرسم له فيه أساليب التربية وأسس التكامل. فلا ينتظره منه أن يتناول جزئيات هذه العلوم من قبيل تفاصيل : النمو ، التشريح ، علم الأجنّة ، علم النبات وما شابه ذلك ، إلّا أنّه لا يمنع من أن يتطرق بإشارات مختصرة إلى قسم من هذه العلوم بما يتناسب مع البحث التربوي المراد طرحه.

بعد هذه المقدمة نشرع بالموضوع من خلال بحثين :

١ ـ التكامل النوعي من الناحية العلمية.

٢ ـ التكامل النوعي وفق المنظور القرآني.

في البدء ، نتناول البحث الأوّل وندرس المسألة وفق المقاييس الخاصة للمعلوم الطبيعية بعيدا عن الآيات والرّوايات :

ثمة فرضيتان مطروحتان في أوساط علماء الطبيعة بشأن خلق الكائنات الحية بما فيها الحيوانات والنباتات :

ألف : فرضية تطوّر الأنواع (ترانسفورميسم) والتي تقول : إنّ الكائنات الحية

٧١

لم تكن في البداية على ما هي عليه الآن ، وإنّما كانت على هيئة موجودات ذات خلية واحدة تعيش في مياه المحيطات ، وظهرت بطفرة خاصة من تعرقات طين أعماق البحار.

أيّ أنّها كانت موجودات عديمة الروح ، وقد تولدت منها أوّل خلية حية نتيجة لظروف خاصّة.

وهذه الكائنات الحية لصغرها لا ترى بالعين المجرّدة وقد مرت بمراحل التكامل التدريجي وتحولت من نوع إلى آخر.

وتمّ انتقالها من البحار إلى الصحاري ومنها إلى الهواء فتكونت بذلك أنواع النباتات والحيوانات المائية والبرية والطيور.

وإن أكمل مرحلة وأتمّ حلقه لهذا التكامل هو الإنسان الذي نراه اليوم ، الذي تحول من موجودات تشبه القرود إلى القرود التي تشبه الإنسان ثمّ وصل إلى صورته الحالية.

ب ـ فرضية ثبوت الأنواع (فيكنسيسم) ، والتي تقول : إنّ أنواع الكائنات الحية منذ بدايتها وما زالت تحمل ذات الأشكال والخواص ، ولم يتغير أيّ من الأنواع إلى نوع آخر، ومن جملتها الإنسان فكان له صورته الخاصّة به منذ بداية خلقه.

وقد كتب علماء كلا الفريقين بحوثا مطولة لإثبات عقيدتهم ، وجرت مناظرات ومنازعات كثيرة في المحافل العلمية حول هذه المسألة ، وقد اشتد النزاع عند ما عرض كل من (لامارك) العالم الفرنسي المعروف المتخصص بعلوم الأحياء والذي عاش بين أؤخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر ، و (داروين) عالم الأحياء الإنكليزي الذي عاش في القرن التاسع عشر نظراتهما في مسألة تطوّر الأنواع بأدلة جديدة.

وممّا ينبغي التنوية إليه ، هو أنّ معظم علماء اليوم يميلون إلى فريضة تطوّر أو

٧٢

تكامل الأنواع هذه خصوصا في محافل العلوم الطبيعية.

أدلة القائلين بالتكامل :

يمكننا تلخيص أدلتهم بثلاثة أقسام :

الأوّل : الأدلة المأخوذة من الهياكل العظيمة المتحجرة للكائنات الحيّة القديمة فإن الدراسات لطبقات الأرض المختلفة (حسب اعتقادهم) تظهر أن الكائنات الحيّة قد تحولت من صور بسيطة إلى أخرى أكمل وأكثر تعقيدا ، ولا يمكن تفسير ما عثر عليه من متحجرات الكائنات الحية إلّا بفرضية التكامل هذه.

الثّاني : مجموع القرائن التي جمعت في (التشريح المقارن).

ويؤكّد هؤلاء العلماء عبر بحوثهم المطولة المفصلة : إنّنا عند ما نشرّح الهياكل العظيمة للحيوانات المختلفة ونقارنها فيما بينها ، نجد أن ثمّة تشابها كبيرا فيما بينها ، ممّا يشير إلى أنّها جاءت من أصل واحد.

الثّالث : مجموع القرائن التي حصل عليها من (علم الأجنّة).

فيقولون : إنّنا لو وضعنا جميع الحيوانات في حالتها الجنينية ـ قبل أن تأخذ شكلها الكامل ـ مع بعضها ، فسنرى أنّ الأجنّة قبل أن تتكامل في رحم أمهاتها أو في داخل البيوض تتشابه إلى حد كبير وهذا ما يؤكّد على أنّها قد جاءت في الأصل من شيء واحد.

أجوبة القائلين بثبوت الأنواع :

إلّا أن القائلين بفرضية ثبوت الأنواع لديهم جواب واحد لجميع أدلة القائلين بالتكامل وهو : أن القرائن المذكورة لا تملك قوّة الإقناع ، والذي لا يمكن إنكاره أن الأدلة الثلاثة توجد في الذهن احتمالا ظنيا لمسألة التكامل ، إلّا أنّها لا تقوى أن تصل إلى حال اليقين أبدا.

٧٣

وبعبارة أوضح : إنّ إثبات فرضية التكامل وانتقالها من صورة فرض علمي إلى قانون علمي قطعي إمّا أن يكون عن طريق الدليل العقلي ، أو عن طريق الحس والتجربة والإختيار ، ولا ثالث لها.

أمّا الأدلة العقلية والفلسفية فليس لها طريق إلى هذه المسائل كما نعلم ، وأما يد التجربة والإختيار فأقصر من أن تمتد إلى مسائل قد امتدت جذورها إلى ملايين السنين.

إنّ ما ندركه بالحس والتجربة لا يتعدى بعض الحالات السطحية ، ولفترة زمنية متباعدة ، على شكل طفرة وراثية (موتاسيون) في كل من الحيوان والنبات.

فمثلا نرى أحيانا في نسل الأغنام العادية ولادة مفاجئة لخروف ذي صوف يختلف عن صوف الخراف العادية ، فيكون أنعم وأكثر لينا من العادية بكثير ، فيكون بداية لظهور نسل جديد يسمّى (أغنام مرينوس).

أو أنّ حيوانات تحصل فيها الطفرة الوارثية فيتغير لون عيونها أو أظفارها أو شكل جلودها وما شابه ذلك لكنّه لم يشاهد لحدّ الآن طفرة تؤدي إلى حصول تغيير مهم في الأعضاء الأصلية لبدن أيّ حيوان ، أو يتبدل نوع منها إلى نوع آخر.

بناء على ذلك يمكننا أن نتخيل أنّ نوعا من الحيوان يتحول إلى نوع آخر بطريق تراكم الطفرة الوراثية ، كأن تتحول الزواحف الى طيور ولكنّ ذلك ليس سوى حدس ومجرّد تخيل لا غير ، ولم نر الطفرات الوارثية قد غيرت عضوا أصليا لحيوان ما إلى صورة أخرى.

نخلص ممّا تقدم إلى النتيجة التالية : إن الأدلة التي يطرحها أنصار فرضية (الترانسفورميسم) لا تتجاوز كونها فرضا لا غير ، لذا نرى أنصارها يعبرون عنها ب (فرضية تطوّر الأنواع) ولم يجرأ أيّ منهم من تسميتها بالقانون أو الحقيقة العلمية.

٧٤

نظرية التكامل و.. الإيمان بالله :

الكثير ممّن يحاولون تصوير نوع من التضاد بين هذه الفرضية ومسألة الإيمان بالله ، ولعل الحق يعطى لهم من جهة ، حيث أنّ العقيدة الداروينية في واقعها قد أوجدت حربا شعواء بين أصحاب الكنيسة من جانب ومؤيدي داروين من جانب آخر ، حتى وصل الصراع ذروته بين الطرفين في تلك الفترة بعد ما لعب الظرف السياسي وكذا الاجتماعي دورهما (ممّا لا يسع المجال لشرح ذلك هنا) ، فكانت النتيجة أن اتهم أصحاب الكنيسة الداروينية بأنّها لا تنسجم مع الإيمان بالله.

وقد كشفت الأيّام عن عدم وجود تضاد بين الأمرين ، فإنّنا سواء قبلنا بفرضية التكامل أو نفيناها لفقدانها الدليل ، فلا يمنع من الإيمان بالله بكلا الاحتمالين.

فإذا قبلنا بالفرضية فلكونها قانونا علميا مبنيا على العلة والمعلول ، ولا فرق في العلاقة بين العلة والمعلول في عالم الكائنات الحية وبقية الموجودات ، فهل يعتبر اكتشاف العلل الطبيعية من قبيل نزول الأمطار ، المد والجزر في البحار ، الزلازل وما شابهها ، مانعا من الإيمان بالله؟ الجواب بالنفي قطعا. إذن فاكتشاف وجود رابطة وعلاقة تكاملية بين أنواع الموجودات الحية لا يؤدي إلى تعارض مع مسألة الإيمان بالله كذلك.

إذن ، فالأشخاص الذين يتصورون أن كشف العلل الطبيعية ينافي الإيمان بوجود الله هم الذين يذهبون هذا المذهب وإلّا فإنّ كشف هذه العلل ليس ـ فقط ـ لا يتعارض مع التوحيد ، وإنّما سيعطينا أدلة جديدة من عالم الخليقة لإثبات وجوده سبحانه وتعالى.

وممّا ينبغي ذكره : أنّ داروين قد تبرأ من تهمة الإلحاد وصرح في كتابه (أصل الأنواع) قائلا : إنّني مع قبولي لتكامل الأنواع فإنّي اعتقد بوجود الله ، وأساسا فإنّه

٧٥

بدون الاعتقاد بوجود الله لا يمكن توجيه مسألة التكامل.

وقد كتب عن داروين بما نصه : (إنّه بقي مؤمنا بالله الواحد رغم قبوله بالعلل الطبيعية في ظهور الأنواع المختلفة من الأحياء ، وقد كان إحساسه بوجود قدرة ما فوق البشر يشتد في أعماقه كلما تقدم في السن ، معتبرا أن لغز الخلق يبقى لغزا محيرا للإنسان)(١) .

كان يعتقد أن توجيه هذا التكامل النوعي المعقد والعجيب ، وتحويل كائن حي بسيط جدّا إلى كل هذه الأنواع المختلفة من الأحياء لا يتمّ إلّا بوجود خطة دقيقة يضعها ويسيرها عقل كلي.

وهو كذلك إذ كيف يمكن إيجاد كل هذه الأنواع العجيبة والمحيرة والتي لكل منها تفصيلات وشؤون واسعة ، من مادة واحدة بسيطة جدا وحقيرة كيف يمكن ذلك بدون الاستناد على علم وقدرة مطلقين؟!

النتيجة : إنّ الضجّة المفتعلة في وجود تضاد بين عقيدة التكامل النوعي وبين مسألة الإيمان بالله إنّما هي بلا أساس وفاقدة للدليل (سواء قبلنا بالفرضية أو لم نقبلها).

تبقى أمامنا مسألة جديرة بالبحث وهي : هل أنّ فرضية تطور الأنواع تتعارض مع ما ذكره القرآن حول قصة خلق آدم ، أو لا؟

القرآن ومسألة التكامل :

الجدير بالذكر أن كلّا من مؤيدي ومنكري فرضية التكامل النوعي ـ نعني المسلمين منهم ـ قد استدل بآيات القرآن الكريم لإثبات مقصوده ، ولكنّهما في بعض الأحيان وتحت تأثير موقفهما قد استدلا بآيات لا ترتبط بمقصودهما إلّا من

__________________

(١) الداروينية ، تأليف محمود بهزاد ، الصفحة ٧٥ و ٧٦.

٧٦

بعيد ، ولذلك سنتطرق إلى الآيات القابلة للبحث والمناقشة.

أهم آية يتمسك بها مؤيد والفرضية ، الآية الثّالثة والثلاثون من سورة آل عمران( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ ، وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) .

فيقولون : كما أنّ نوحا وآل إبراهيم وآل عمران كانوا يعيشون ضمن أممهم فاصطفاهم الله من بينهم فكذلك آدم ، أي ينبغي أنّه كان في عصره وزمانه أناس باسم «العالمين» فاصطفاه الله من بينهم ، وهذا يشير إلى أن آدم لم يكن أوّل إنسان على وجه الأرض ، بل كان قبله أناس آخرون ، ثمّ امتاز آدم من بينهم بالطفرة الفكرية والروحية فكانت سببا لاصطفائه من دونهم.

هذا وذكروا آيات أخر ولكنّها من حيث الأصل لا ترتبط بمسألة البحث ، ولا يعدو تفسيرها بالتكامل أن يكون تفسيرا بالرأي ، وبالبعض الآخر مع كونه ينسجم مع التكامل النوعي إلّا أنّه ينسجم مع الثبوت النوعي والخلق المستقل لآدم كذلك ، ولهذا ارتأينا صرف النظر عنها.

أمّا ما يؤخذ على هذا الاستدلال فهو أنّ كلمة «العالمين» إن كانت بمعنى الناس المعاصرين لآدمعليه‌السلام وأنّ الاصطفاء كان من بينهم ، كان ذلك مقبولا ، أمّا لو اعتبرنا «العالمين» أعم من المعاصرين لآدم ، حيث تشمل حتى غير المعاصرين ، كما روي في الحديث المعروف عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل فاطمةعليها‌السلام حيث قال : «أمّا ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين» ، ففي هذه الحال سوف لا تكون لهذه الآية دلالة على مقصودهم ، وهو شبيه بقول قائل : إنّ الله تعالى اصطفى عدّة أشخاص من بين الناس جميعا في كل القرون والأزمان ، وآدمعليه‌السلام أحدهم ، وعندها سوف لا يكون لازما وجود أناس في زمان آدم كي يطلق عليهم اسم «العالمين» أو يصطفى آدم من بينهم، وخصوصا أن الاصطفاء إلهي ، واللهعزوجل مطلع على المستقبل وعلى كافة الأجيال في كل

٧٧

الأزمان(١) .

وأمّا مؤيد وثبوت الأنواع فقد اختاروا الآيات مورد البحث وما شابهها ، حيث نقول إنّ الله تعالى خلق الإنسان من تراب من طين متعفن.

ومن الملفت للنظر أن هذا التعبير قد ورد في صفة خلق «الإنسان»( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) ـ الآية السادسة والعشرون من سورة الحجر ـ وأيضا في صفة خلق «البشر»( وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) ـ الآية الثامنة والعشرون من سورة الحجر ـ وفي مسألة سجود الملائكة بعد خلق شخص آدم أيضا (لاحظ الآيات ٢٩ ، ٣٠ ، ٣١ من سورة الحجر).

عند الملاحظة الأولى للآيات يظهر أن خلق آدم كان من الحمأ المسنون أوّلا ، ومن ثمّ اكتملت هيئته بنفخ الروح الإلهية فيه فسجد له الملائكة إلّا إبليس.

ثمّ إنّ أسلوب تتابع الآيات لا ينم عن وجود أيّ من الأنواع الأخرى منذ أن خلق آدم من تراب حتى الصورة الحالية لبنيه.

وعلى الرغم من استعمال الحرف «ثمّ» في بعض من هذه الآيات لبيان الفاصلة بين الأمرين ، إلّا أنّه لا يدل أبدا على مرور ملايين السنين ووجود آلاف الأنواع خلال تلك الفاصلة.

بل لا مانع إطلاقا من كونه إشارة إلى نفس مرحلة خلق آدم من الحمأ المسنون ، ثمّ مرحلة خلقه من الصلصال ، فخلق بدن آدم ، ونفخ الروح فيه.

وذلك ما ملاحظه في استعمال «ثمّ» في مسألة خلق الإنسان في عالم الجنين والمراحل التي يطويها( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا

__________________

(١) وهناك احتمال آخر وهو : أن اصطفاء آدم من بين أولاده بعد أن مرت عليهم مدة ليست بالطويلة فتشكل من بينهم مجتمع صغير.

٧٨

أَشُدَّكُمْ ) (١) .

فهذه الآية المباركة تدلل على أن استعمال «ثم» يعبر عن وجود فاصلة ليس من الضروري أن تكون طويلة ، فيمكن كونها فاصلة طويلة أو قصيرة.

وخلاصة ما ذكر : أن الآيات القرآنية وإن لم تتطرق مباشرة لمسألة التكامل النوعي أو ثبوت الأنواع ، لكنّ ظاهرها (في خصوص الإنسان) ينسجم مع مسألة الخلق المستقل ، وإن لم يكن بالتصريح المفصل ، لأنّ أكثر ما يدور ظاهر الآيات حول الخلق المستقل المباشر ، أمّا ما يتعلق بخلق سائر الأحياء (من غير الإنسان) فقد سكت القرآن عنه.

* * *

__________________

(١) سورة الحج ، ٥.

٧٩

الآيات

( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (٤٦) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (٤٨) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩ وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (٥٠) )

التّفسير

نعم الجنّة الثّمان :

رأينا في الآيات السابقة كيف وصف الله تعالى عاقبة أمر الشيطان وأنصاره وأتباعه ، وأنّ جهنم بأبوابها السبعة مفتحة لهم.

وجريا على أسلوب القرآن في التربية والتعليم جاءت هذه الآيات المباركات (ومن باب المقارنة) لترفع الستار عن حال الجنّة وأهلها وما ترفل به من نعم مادية ومعنوية ، جسدية وروحية.

وقد عرضت الآيات ثمانية نعم كبيرة (مادية ومعنوية) بما يساوي عدد أبواب الجنّة.

١ ـ أشارت في البدء إلى نعمة جسمانية مهمّة حيث :( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) ويلاحظ أنّ هذه الآية قد اتخذت من صفة (التقوى) أساسا لها ، وهي

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

[ 83 ] علي بن الجعد ( 133 ـ 230 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : علي بن الجعد بن عبيد ، الامام الحافظ الحجة(1) ، مسند بغداد ، أبو الحسن البغدادي الجوهري مولى بني هاشم(2) .

وقال محمد بن حماد : سألت يحيى بن معين ، عن علي بن الجعد ، فقال : ثقة ، صدوق(3)

وقال النسائي : صدوق(4) .

وقال أبو حاتم : كان متقنا صدوقا ، لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى علي بن الجعد(5) .

وقال ابن عدي : ولم أر في رواياته إذا حدث عن ثقة حديثا منكرا فيما ذكره ، والبخاري مع شدة استقصائه يروي في صحاحه(6) .

__________________

1 ـ قال التهانوي : الحجة هو الذي أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث. راجع قواعد في علوم الحديث : 29.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 459 الرقم 152.

3 ـ تاريخ بغداد : 11 / 365.

4 ـ تهذيب الكمال : 20 / 350.

5 ـ الجرح والتعديل : 6 / 178 الرقم 974.

6 ـ الكامل : 5 / 1857.

٢٨١

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : ثقة ، ثبت ، رمي بالتشيع(1) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(2) .

وقال الجوزجاني : علي بن الجعد متشبث بغير بدعة ، زائغ عن الحق(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من صغار الطبقة التاسعة(4) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن سعد ، وإسرائيل بن يونس ، وإسماعيل ابن عياش ، وأيوب بن عتبة اليمامي ، وبحر بن كنيز السقاء ، وجرير بن حازم ، وجسر بن الحسن ، وحريز بن عثمان الرحبي في أبي داود ، والحسن بن صالح بن حي ، والحسين بن زيد العلوي ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والربيع بن صبيح ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن المغيرة ، وسلام بن مسكين ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج في البخاري وأبي داود ، وشيبان بن عبد الرحمان ، وصخر بن جويرية ، وصدقة بن موسى الدقيقي ، وعاصم ابن محمد بن زيد العمري ، وأبي مسعود عبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبد الحميد ابن بهرام ، وعبد الرحمان بن أبي بكر المليكي ، وعبد الرحمان بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحمان بن عبد الله بن دينار ، وعبد الرحمان

__________________

1 و 4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 33 الرقم 303.

2 ـ المعارف : 624.

3 ـ تهذيب الكمال : 20 / 346. أقول : لا أدري كيف يروي البخاري عن رجل زائغ عن الحق اثني عشر حديثا؟ وستأتيك أحاديثه في محلها.

٢٨٢

ابن عبد الله المسعودي ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وعبد الواحد بن سليم ، وعدي بن الفضل ، وعلي بن عاصم الواسطي ، وعلي بن علي الرفاعي ، وعمر بن راشد اليمامي ، وعمران بن زيد التغلبي ، والفرج بن فضالة ، وفضيل بن مرزوق ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقيس بن الربيع ، ومالك بن أنس ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد ابن راشد المكحولي ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، ومسلم بن خالد الزنجي ، ومعروف بن واصل ، وأبي جزء نصر بن طريف الباهلي ، وهمام بن يحيى ، والهيثم ابن جماز ، وورقاء بن عمر اليشكري ، وأبي عوانة الوضاح ابن عبد الله ، وأبي عقيل يحيى بن المتوكل ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ويزيد بن عياض بن جعدبة الليثي ، وأبي إسحاق الفزاري ، وأبي الأشهب العطاردي ، وأبي جعفر الرازي ، وأبي كرز القرشي ، وأبي معاوية العباداني ، يقال : إنه سعيد بن زربي ، وأبي هلال الراسبي.

روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن هاشم البغوي ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن بشر المرثدي ، وأحمد بن الحسن بن مكرم بن حسان البغدادي البزاز ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي ، وأبو جعفر أحمد بن علي بن الفضيل الخزاز المقرئ ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن خالد بن غزوان البراثي ، وأحمد ابن يحيى الحلواني ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، والحارث بن محمد ابن أبي اسامة ، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، وحمدان بن علي الوراق ، وخلف بن سالم المخرمي ، وزياد بن أيوب الطوسي ، وصالح بن محمد الأسدي ،

٢٨٣

وصالح بن محمد الرازي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن مالك بن هانئ النيسابوري عبدوس ، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي ، وأبو حاتم محمد ابن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج ، وأبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، وموسى بن الحسن السقلي ، وموسى بن هارون الحمال ، وهارون بن سفيان المستملي المعروف بالديك ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويعقوب بن يوسف المطوعي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، وسنن أبي داود(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 342 ـ 344 الرقم 4034.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 19 ، باب أداء الخمس من الايمان ، وص 35 ، كتاب العلم ، باب إثم من كذب على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وج 2 / 54 ، باب صلاة الضحى في الحضر ، وص 108 ، باب ما ينهى من سب الأموات ، وج 3 / 235 ، باب دعوة اليهودي والنصراني ، وج 4 / 167 ، باب صفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وص 208 ، باب مناقب علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وج 7 / 44 ، باب لبس الحرير ، وص 100 ، باب الحياء ، وص 131 ، باب التسليم على الصبيان ، وص 193 ، باب سكرات الموت ، وج 8 / 137 ، باب وصاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

3 ـ سنن أبي داود : 1 / 231 ، كتاب الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، الحديث 874.

٢٨٤

[ 84 ] علي بن الحزور الغنوي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن الحزور الغنوي الكوفي(1) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : هو في جملة متشيعة الكوفة(2) .

وقال ابن حجر : شديد التشيّع(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(4) .

وقال المزي : روى عن : الأصبغ بن نباتة ، ودينار أبي عمر البزار ، والقاسم ابن عوف الشيباني ، ومحمد بن نشر الهمداني ، ونفيع أبي داود الأعمى في ابن ماجة ، وأبي مريم الأسدي ، وأبي مريم الثقفي.

روى عنه : إسماعيل بن أبان الغنوي ، وأيوب بن سليمان الفزاري الحناط ،

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 366 الرقم 4039.

2 ـ الكامل : 20 / 366 الرقم 4039. أقول : وروى ابن عدي عنه ، عن أبي مريم ، عن عمار ابن ياسر قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك.

3 و 4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 33 الرقم 308.

٢٨٥

وسعيد بن محمد الوراق ، وعبد الصمد بن النعمان ، وعبد العزيز بن أبان القرشي ، وعمرو بن بزيع ، وعمرو بن جميع الطيالسي ، وعمرو بن النعمان الباهلي في ابن ماجة ، ومخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي ، ويحيى بن هاشم الغساني السمسار ، ويونس بن بكير الشيباني ، وأبو إسحاق الشيباني ـ وهو من أقرانه ـ(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له ابن ماجة حديثا واحدا فقط(2) .

[ 85 ] علي بن زيد التيمي البصري ( ـ 129 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : علي بن زيد بن جدعان ، الامام العالم الكبير ، أبو الحسن القرشي ، التيمي البصري الأعمى(3) .

قال : خالد بن خداش ، عن حماد بن زيد : سمعت سعيد الجريري يقول : أصبح فقهاء البصرة عميانا ثلاثة : قتادة ، وعلي بن زيد ، والأشعث الحداني(4) .

وقال يعقوب بن شيبة : ثقة ، صالح الحديث(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 366.

2 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 476 ، كتاب الجنائز ، الحديث 1485.

3 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 206 الرقم 82 ، راجع الكاشف : 2 / 278 الرقم 3963.

4 ـ تهذيب الكمال : 20 / 443.

5 ـ تهذيب الكمال : 20 / 438.

٢٨٦

2 ـ تشيّعه :

قال محمد بن المنهال : سمعت يزيد بن زريع يقول : رأيت علي بن زيد ولم أحمل عنه فإنه كان رافضيا(1) .

وقال العجلي : كان يتشيّع ، لا بأس به(2) .

وقال ابن عدي : لم أر أحدا من البصريين وغيرهم امتنعوا من الرواية عنه ، وكان يغالي في التشيّع(3) .

وقال الذهبي : من أوعية العلم على تشيع قليل فيه(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(5) .

وقال المزي : روى عن : إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل في أبي داود ، وأنس بن حكيم الضبي في ابن ماجة ، وأنس بن مالك الأنصاري في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي وفي كتاب عمل اليوم والليلة وابن ماجة ، وأوس بن خالد في الترمذي وابن ماجة ، وهو أوس بن أبي أوس ، وبلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، والحسن البصري في الترمذي والنسائي ، والحكم بن

__________________

1 ـ الكامل : 5 / 1840.

2 ـ تاريخ الثقات : 346 الرقم 1186.

3 ـ الكامل : 5 / 1845. أقول : فعلى هذا لا قيمة لكلام ابن حجر حيث قال : لا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة. راجع تهذيب التهذيب : 1 / 94.

4 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 207.

5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 37 ، راجع الطبقات الكبرى : 7 / 252 ، وذكره خليفة في الطبقة الخامسة ، راجع طبقاته : 215.

٢٨٧

عبد الله الثقفي ، وزرارة بن أوفى ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيب في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجة ، وسلمة بن محمد بن عمار بن ياسر في أبي داود وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي بكرة الثقفي في الأدب المفرد والترمذي وأبي داود ، وعدي بن ثابت الأنصاري في ابن ماجة ، وعروة بن الزبير ، وعقبة بن صهبان ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ، وعمارة القرشي البصري ، وعمر بن حرملة في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، وعمر بن عبد العزيز ، وعمرو بن دينار ، والقاسم بن ربيعة في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومحمد بن المنكدر في الأدب المفرد ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير ، والنضر بن أنس بن مالك في الترمذي ، ويحيى بن جعدة بن هبيرة ، ويوسف بن ماهك ، ويوسف بن مهران في الأدب المفرد والترمذي ، وأبي بكر بن أنس بن مالك ، وأبي حرة الرقاشي في أبي داود ، وأبي رافع الصائغ في كتاب الرد على أهل القدر ، وأبي الصلت في ابن ماجة ـ صاحب أبي هريرة ـ ، وأبي طالب الضبعي ، وأبي عثمان النهدي في أبي داود وابن ماجة ، وأبي المتوكل الناجي ، وأبي نضرة العبدي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وامية بنت عبد الله في الترمذي ، وخيرة ام الحسن البصري في الترمذي ، وامرأة أبيه ام محمد في ابن ماجة وأبي داود.

روى عنه : إسماعيل بن علية في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، وجعفر بن سليمان الضبعي في الترمذي ، وحماد بن زيد في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وحماد بن سلمة في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وزائدة بن قدامة في النسائي ، وزهير بن

٢٨٨

مرزوق في ابن ماجة ، وسعيد بن زيد في الأدب المفرد ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان بن حسين في ابن ماجة ، وسفيان الثوري في الترمذي وابن ماجة ، وسفيان بن عيينة في الأدب المفرد وابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود ، وسليمان بن المغيرة ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج في النسائي وابن ماجة ، وعبد الله بن زياد البحراني في ابن ماجة ، وعبد الله بن شوذب ، وعبد الله بن عون في أبي داود ، وعبد الله بن المثنى ابن عبد الله بن أنس بن مالك في الترمذي ، وعبد الله بن محمد العدوي في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن ثابت بن ثوبان الدمشقي ، وعبد الوارث بن سعيد في الأدب المفرد ، وعبيد الله بن عمر ، وعدي بن الفضل ، وعلي بن سالم بن شوال في ابن ماجة ، وعمر بن أبي خليفة العبدي ، وقتادة ـ ومات قبله ـ ، ومبارك بن فضالة في ابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن الأوقص المخزومي ، ومعتمر بن سليمان ، وهشيم بن بشير في الترمذي وابن ماجة ، وهمام بن يحيى في أبي داود ، وأبو أيوب يحيى بن ميمون بن عطاء التمار ، وأبو حمزة السكري(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، والترمذي(4) ، وابن ماجة(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 435.

2 ـ صحيح مسلم : 3 / 1415 ، كتاب الجهاد والسير ، الحديث 1789.

3 ـ سنن أبي داود : 2 / 245 ، كتاب النكاح ، باب في ضرب النساء ، الحديث 2145.

4 ـ سنن الترمذي : 5 / 46 ، كتاب العلم ، الباب ( 16 ).

5 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 43 ، المقدمة ، الحديث 116.

٢٨٩

[ 86 ] علي بن عاصم ( 105 ـ 201 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : علي بن عاصم بن صهيب ، الامام العالم ، شيخ المحدثين ، مسند العراق ، أبو الحسن القرشي التيمي(1)

عن زكريا بن يحيى الساجي ، قال : علي بن عاصم كان من أهل الصدق(2)

وقال أحمد بن حنبل : أما أنا فأخذت عنه(3)

وقال يعقوب بن شيبة : كان من أهل الدين والصلاح والخير البارع ، وكان شديد التوقي(4)

وعن أبي نصر أحمد بن سهل بن حمدويه ، قال : سمعت أبا نصر الليث بن حبرويه يقول : سمعت يحيى بن جعفر وهو البيكندي يقول : كان يجتمع عند علي ابن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا ، وكان يجلس على سطح ، وكان له ثلاثة مستملين(5) .

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 9 / 249 الرقم 72.

2 ـ تهذيب الكمال : 20 / 514.

3 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 136 الرقم 5873.

4 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 135 ، راجع سير أعلام النبلاء : 9 / 250 ، تاريخ بغداد : 11 / 447.

5 ـ تهذيب الكمال : 20 / 518.

٢٩٠

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(2) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وبهز بن حكيم ، وبيان بن بشر الأحمسي ، وحبيب بن الشهيد ، وأبي علي حسين بن قيس الرحبي الحذاء ، وداود بن أبي هند ، وسعيد الجريري ، وسليمان التيمي في التفسير ، وسهيل بن أبي صالح ، وعاصم بن كليب ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، وعبد الملك بن جريج ، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وعطاء بن السائب في أبي داود وابن ماجة ، وعمارة بن أبي حفصة ، وعوف الأعرابي ، وغالب التمار ، وليث بن أبي سليم ، ومحمد بن سوقة في الترمذي وابن ماجة ، ومسلم الملائي ، ومطرف بن طريف ، ومغيرة بن مسلم السراج ، وهشام بن حسان ، ويحيى البكاء في الترمذي ، ويزيد بن أبي زياد ، وأبي هارون العبدي.

روى عنه : إبراهيم بن سعيد الجوهري ، وأحمد بن إبراهيم بن حرب النيسابوري ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع في التفسير ، وأحمد بن أعين المصيصي ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي ، وتميم بن المنتصر ، والحارث بن محمد بن أبي اسامة ، والحسن بن صالح العباداني ، والحسن ابن مكرم البزاز ، والحسين بن أبي زيد الدباغ ، وحمدون بن عباد الفرغاني ، وخلف

__________________

1 و 2 ـ تقريب التهذيب : 2 / 39 الرقم 366.

٢٩١

ابن سالم المخرمي ، وزياد بن أيوب الطوسي في أبي داود ، وسعدان بن نصر بن منصور البزاز ، وعبد الله بن أيوب المخرمي ، وأبو شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر الباجدائي ، وعبد بن حميد في الترمذي ، وعفان بن مسلم ، وعلي بن الجعد ، وعلي ابن الحسين بن إشكاب ، وعلي بن شعيب السمسار ، وعلي بن المديني ، وعمرو بن رافع القزويني في ابن ماجة ، والعلاء بن مسلمة الرواسي ، وعيسى بن يونس الطرسوسي في أبي داود ، ومحمد بن حرب النشائي ، ومحمد بن زياد الزيادي في ابن ماجة ، ومحمد بن سعد العوفي ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، ومحمد بن عبيدالله ابن المنادي ، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني ، ومحمد بن المعافى العابد ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمود بن خداش ، وموسى بن سهل بن كثير الوشاء ، وهارون بن حاتم ، ويحيى بن جعفر بن أعين البيكندي ، ويحيى بن أبي طالب وهو ابن جعفر بن الزبرقان ، ويزيد بن زريع ومات قبله ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن عيسى المروزي في الترمذي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، والترمذي(3) ، وابن ماجة(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 504.

2 ـ سنن أبي داود : 3 / 195 ، كتاب الجنائز ، الحديث 3134.

3 ـ سنن الترمذي : 3 / 385 ، كتاب الجنائز ، الحديث 1073.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 511 الرقم 1602 ، كتاب الجنائز.

٢٩٢

[ 87 ] علي بن غراب ( ـ 184 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن غراب الفزاري ، أبو الحسن ، ويقال : أبو الوليد الكوفي القاضي ، ويقال : هو علي بن عبد العزيز ، وعلي بن أبي الوليد(1) .

قال أبو بكر المروذي : وسئل ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن علي بن غراب ، فقال : كان حديثه حديث أهل الصدق(2) .

عن عبد الرحمان بن أبي حاتم قال : سألت أبي عن علي بن غراب ، قال : لا بأس به ، وحكي عن يحيى بن معين أنه قال : ظلمه الناس حين تكلموا فيه(3) .

وقال ابن حجر : صدوق وأفرط ابن حبان في تضعيفه(4) .

2 ـ تشيّعه :

عن الحسين بن إدريس وسألته ـ يعني محمد بن عبد الله بن حماد الموصلي ـ عن علي بن غراب ، فقال : كان صاحب حديث بصيرا به ، قلت : أليس هو ضعيف؟ قال : إنه كان يتشيّع ، ولست أنا بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 90 الرقم 4120.

2 ـ تاريخ بغداد : 12 / 46.

3 ـ الجرح والتعديل : 6 / 200 الرقم 1099.

4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 42.

٢٩٣

الحديث بعد أن لا يكون كذوبا للتشيع أو القدر ، ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ، ولو كان أفضل من فتح ـ يعني الموصلي.(1)

وقال أحمد بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : لم يكن بعلي بن غراب بأس ولكنه يتشيّع(2) .

وقال الحافظ أبو بكر الخطيب قلت : أحسب إبراهيم طعن عليه لأجل مذهبه ، فإنه كان يتشيّع ، وأما روايته ، فقد وصفوه بالصدق(3) .

وقال ابن حبان : كان غاليا في التشيّع(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة الثامنة(5) .

وقال المزي : روى عن : الأحوص بن حكيم الشامي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وإسماعيل بن مسلم المكي ، وأشعث بن عبد الملك ، وبهز بن حكيم ، وبيهس ابن فهدان في النسائي ، وجويبر بن سعيد ، وخالد بن مخدوج ، وزمعة ابن صالح ، وزهير بن مرزوق في ابن ماجة ، وسعد بن أوس العبسي ، وسعد بن طريف الإسكاف ، وسفيان الثوري ، وسليمان الأعمش ، وصالح بن أبي الأخضر في ابن ماجة ، وصالح بن حيان القرشي ، وعبد الله بن مسلم بن هرمز ، وعبد الحميد

__________________

1 ـ الكفاية في علم الرواية : 130.

2 ـ تهذيب الكمال : 21 / 93.

3 ـ تاريخ بغداد : 12 / 46.

4 ـ المجروحين : 2 / 105.

5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 42 الرقم 394.

٢٩٤

ابن جعفر الأنصاري ، وعبد الملك بن جريج ، وعبيد الله بن عمر ، وعبيد الله بن الوليد الوصافي ، وعثمان البتي ، وعمر بن عبد الله مولى غفرة ، وعمرو بن عبد الله ابن يعلى ابن مرة ، وكهمس بن الحسن في النسائي ، ومحمد بن سوقة ، ومحمد ابن عبيدالله بن أبي رافع ، والمغيرة بن أبي قرة ، وهشام بن عروة ، ويوسف بن صهيب.

روى عنه : إبراهيم بن موسى الرازي ، وأحمد بن حنبل ، وإدريس بن الحكم الغنوي ، وجبارة بن مغلس ، وجعفر بن محمد بن جعفر المدائني ، والحسن بن عنبسة النهشلي ، والحسين بن الحسن المروزي ، وزياد بن أيوب الطوسي في النسائي ، وسعيد بن محمد الجرمي ، وسهل بن عثمان العسكري ، والصلت بن محمد الخاركي ، وعامر بن سيار الحلبي ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، وعبد العزيز بن الخطاب ، وعبد الغفار بن الحكم الحراني ، وعثمان بن سعيد الأحول ، وأبو الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان ، وعلي بن الحسن الحكمي المقرئ ، وعلي بن هاشم ابن مرزوق ، وعمار بن خالد الواسطي في ابن ماجة ، والفضل بن إسحاق الدوري ، ومحمد بن عبد الله بن سابور الرقي ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، ومروان ابن معاوية الفزاري ـ وهو من أقرانه ـ ، ويحيى بن أيوب المقابري(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن النسائي(2) ، وابن ماجة(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 91 ـ 92.

2 ـ سنن النسائي : 6 / 86 ، كتاب النكاح.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 349 ، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، الحديث 1098.

٢٩٥

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (1) .

[ 88 ] علي بن قادم ( ـ 212 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن قادم الخزاعي أبو الحسن الكوفي(2) .

قال العجلي : كوفي ، ثقة(3) .

وقال ابن حجر : صدوق(4) .

وقال أبو حاتم : محله الصدق(5) .

وذكره ابن حبان في الثقات(6) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : شديد التشيّع(7) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 266 الرقم 382.

2 ـ تهذيب الكمال : 21 / 107.

3 ـ تاريخ الثقات : 349 الرقم 1195.

4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 42.

5 ـ الجرح والتعديل : 6 / 201 الرقم 1107.

6 ـ كتاب الثقات : 7 / 214.

7 ـ الطبقات الكبرى : 6 / 404.

٢٩٦

وقال ابن حجر : يتشيّع(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(2) .

وقال المزي : روى عن : أسباط بن نصر الهمداني في الترمذي ، وجعفر بن زياد الأحمر في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والحسن بن عمارة ، وخالد بن إلياس ، وخالد بن طهمان أبي العلاء الخفاف ، وزافر بن سليمان ، وزمعة بن صالح ، وسعيد ابن أبي عروبة ، وسفيان الثوري في أبي داود ، وسليمان الأعمش ، وشريك بن عبد الله في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد السلام بن حرب ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، وعبيد الله بن عبد الرحمان بن موهب ، وعلي بن صالح بن حي في الترمذي ، وفطر بن خليفة في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي ، ومسعر بن كدام ، وورقاء بن عمر اليشكري ، ويونس بن أبي إسحاق.

روى عنه : أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري ، وأحمد بن شداد ، وأحمد ابن عبد الحميد الحارثي ، وأحمد بن عبيد بن سعيد ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل ابن دكين ، وأحمد بن يحيى الصوفي في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأيوب بن إسحاق بن سافري ، والحسن بن سلام السواق ، والحسن بن معاوية بن هشام ، وسليمان بن عبد الجبار البغدادي في الترمذي ، وسهل بن صالح الأنطاكي في أبي داود ، وعباس بن محمد الدوري ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وأبو

__________________

1 و 2 ـ تقريب التهذيب : 2 / 42 الرقم 397.

٢٩٧

عوف عبد الرحمان بن مرزوق البزوري ، وعبيد الله بن فضالة النسائي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن الحسن بن أبي مريم ، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز العفاني ، والقاسم بن زكريا بن دينار الكوفي في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأبو امية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، وأبو بكر محمد بن جعفر الزهيري ، ومحمد ابن خشيش بن عمار الشيباني ، ومحمد بن عبد الله بن أبي الثلج ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء ، ومحمد بن عثمان بن الوليد ، ومحمد بن عوف الطائي ، وأبو كريب محمد بن العلاء ، ومحمد بن معدان ، والمنذر ابن شاذان ، وهارون بن يزيد الجمال الرازي ، ووهب بن إبراهيم الفامي ، ويحيى بن إسحاق بن سافري ، ويحيى بن زكريا بن شيبان ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، ويوسف بن موسى القطان في الترمذي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، والترمذي(3) .

[ 89 ] علي بن المنذر ( ـ 256 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن المنذر بن زيد الأودي ، ويقال : الأسدي ، أبو الحسن الكوفي

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 107 ـ 108.

2 ـ سنن أبي داود : 1 / 305 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1176.

3 ـ سنن الترمذي : 1 / 89 ، الباب ( 45 ) من أبواب الطهارة ، الحديث 61.

٢٩٨

المعروف بالطريقي(1) .

وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي وهو صدوق ، ثقة. سئل أبي عنه ، فقال : حج خمسين أو خمسا وخمسين حجة ، ومحله الصدق(2) .

وقال النسائي : ثقة(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال النسائي : شيعي محض(4) .

وقال ابن حجر : صدوق ، يتشيّع(5) .

وقال الذهبي : شيعي ، محض ، ثقة(6) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(7) .

وقال المزي : روى عن : أحمد بن المفضل الحفري ، وإسحاق بن منصور

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 145 الرقم 4140.

2 ـ الجرح والتعديل : 6 / 206 الرقم 1128.

3 و 4 ـ تهذيب الكمال : 21 / 147.

5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 44. أقول : في هامش تهذيب الكمال ادعى بشار عواد بأنه ليس له ذكر ولا رواية في كتب الشيعة ، غير أن الأمر بالعكس تماما ، فله ذكر في أمالي الشيخ الصدوق ومعاني الأخبار. راجع مستدركات علم رجال الحديث للمرحوم النمازي : 5 / 483 الرقم 10550 ، والارشاد للشيخ المفيد : 1 / 11.

6 ـ الكاشف : 2 / 287 الرقم 4019.

7 ـ تقريب التهذيب : 2 / 44.

٢٩٩

السلولي في ابن ماجة ، وسفيان بن عيينة في ابن ماجة ، وعبد الله بن نمير ، وعبيد الله ابن موسى ، وعثمان بن سعيد الزيات ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، وأبي غسان مالك ابن إسماعيل النهدي في ابن ماجة ، ومحمد بن علي بن صالح بن حي ، ومحمد بن فضيل بن غزوان في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبيه المنذر بن زيد ، ووكيع بن الجراح ، والوليد بن مسلم.

روى عنه : الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وأبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن أصرم البجلي ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير ، وأبو علي أحمد بن محمد بن مصقلة الأصبهاني ، وإسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي ، وأبو القاسم بدر بن الهيثم بن خلف القاضي الحضرمي ، وجعفر بن أحمد بن سنان القطان الواسطي ، والحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري ، والحسين بن إسحاق التستري ، وزكريا بن يحيى السجزي ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعبد الله بن عروة الهروي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني ، وعبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي ، وعبد الرحمان بن محمد بن حماد الطهراني ، وعبيد الله بن ثابت بن أحمد الجريري ، وعلي بن الحسين بن بشير الدهقان ، وعمر ابن محمد بن بجير البجيري ، ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد القماط الكوفي ، ومحمد بن جعفر بن رياح الأشجعي ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، وأبو جعفر محمد بن منصور المرادي الكوفي ، ومحمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني ، والهيثم بن خلف الدوري ، ويحيى ابن محمد بن صاعد(1) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 146 ـ 147.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496