الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٠

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل10%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 550

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 215842 / تحميل: 6688
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

إنّ لفظة (العاصفة) تعني الرياح القويّة أو الهائجة ، في حين يستفاد من بعض آيات القرآن الاخرى أنّ الرياح الهادئة أيضا كانت تحت إمرة سليمان ، كما تصوّر ذلك الآية (٣٦) من سورة ص :( فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ ) .

إنّ التصريح بالعاصفة هنا يمكن أن تكون من باب بيان الفرد الأهمّ ، أي ليست الرياح الهادئة لوحدها تحت إمرته ، بل حتّى العواصف الشديدة كانت رهن إشارته أيضا ، لأنّ الثّانية أعجب.

ثمّ إنّ هذه الرياح القويّة التي في مسير الأرض المباركة (الشام) حيث كان مقرّ سليمانعليه‌السلام ، لم تكن الوحيدة ، بل إنّها كانت تتحرّك حيث أراد ، وإلى جميع الأمكنة حسب الآية (٣٦) من سورة ص ، وعلى هذا فإنّ التصريح باسم الأرض المباركة لأنّها كانت مركزا لحكومة سليمان.

أمّا كيف كانت الريح تحت إمرته وتصرّفه؟

وبأيّة سرعة كانت تتحرّك؟

وعلى أي شيء كان يجلس سليمان وأصحابه ويتحرّكون؟

وأي عامل كان يحفظ هؤلاء عند حركتهم من السقوط أو ضغط الهواء أو المصاعب الأخرى؟

والخلاصة : أيّة قوّة خفيّة كانت تعطيه القدرة على إمكانية التحرّك بمثل هذه الحركة السريعة في ذلك العصر والزمان(١) ؟

إنّ هذه مسائل لم تتّضح لنا جزئياتها ، والذي نعلمه هو أنّها كانت موهبة إلهيّة خارقة وضعت تحت تصرّف هذا النّبي العظيم ، وما أكثر المسائل التي نعلم بوجودها الإجمالي ، ونجهل تفصيلها؟! إنّ معلوماتنا في مقابل ما نجهله كالقطرة من البحر المحيط ، أو كالذرّة مقابل الجبل العظيم.

__________________

(١) يظهر من الآية ١٢ / سورة سبأ :( وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ ) بصورة مجملة أنّهم كانوا يسيرون صباحا مسافة أمدها شهر ويسيرون عصرا مسافة أمدها شهر «بمقياس الحركة في ذلك الزمان».

٢٢١

والخلاصة : فإنّ من وجهة نظر وإعتقاد إنسان موحّد يعبد الله ، لا يوجد شيء صعب ومستحيل أمام قدرة الله سبحانه ، فهو قادر على كلّ شيء ، وعالم بكلّ شيء.

لقد كتبت حول هذه الفترة من حياة سليمان ـ كالفترات الأخرى من حياته العجيبة ـ أساطير كاذبة أو مشكوكة كثيرة لا نقبلها مطلقا ، فنحن نكتفي بهذا المقدار الذي بيّنه القرآن هنا.

ويلزم ذكر هذه اللطيفة أيضا ، وهي أنّ بعض الكتّاب المتأخرين يعتقدون بأنّ القرآن ليس فيه شيء صريح عن حركة سليمان والبساط ، بل أورد الكلام عن تسخير الرياح لسليمان فقط ، فربّما كان ذلك إشارة إلى استغلال سليمان لقوّة الهواء في المسائل المرتبطة بالزراعة ، وتلقيح النباتات ، وتنقية الحنطة والشعير ، وحركة السفن ، خاصّة وأنّ أرض سليمان (الشام) كانت أرضا زراعية من جهة ، ومن جهة أخرى. فإنّ جانبا مهمّا منها كان على سواحل البحر الأبيض المتوسط ، وكان ينتفع منها في حركة الملاحة(١) .

إلّا أنّ هذا التّفسير لا يتناسب كثيرا وآيات سورة سبأ وسورة ص وبعض الرّوايات الواردة في هذا الباب.

ثمّ تذكر الآية التالية أحد المواهب الخاصّة بسليمانعليه‌السلام فتقول :( وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ ) لاستخراج الجواهر والأشياء الثمينة الأخرى( وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ ) من التمرّد والطغيان على أوامر سليمانعليه‌السلام .

إنّ ما ورد في الآية آنفة الذكر باسم «الشياطين» ، جاء في آيات سورة «سبأ» باسم الجن ـ الآية (١٢ و ١٣) من سورة سبأ ـ ومن الواضح أنّ هذين اللفظين

__________________

(١) قصص القرآن ، ١٨٥ ، أعلام القرآن ، ٣٨٦.

٢٢٢

لا منافاة بينهما ، لأنّا نعلم أنّ الشياطين من طائفة الجنّ.

وعلى كلّ حال ، فقد ذكرنا أنّ الجنّ نوع من المخلوقات التي لها عقل وشعور واستعداد ، وعليها تكليف ، وهي محجوبة عن أنظارنا نحن البشر ، ولذلك سمّيت بالجنّ ، وهم ـ كما يستفاد من آيات سورة الجنّ ـ كالبشر منهم المؤمنون الصالحون ، ومنهم الكافرون العصاة ، ولا نمتلك أي دليل على نفي مثل هذه الموجودات ، ولأنّ المخبر الصادق (القرآن) قد أخبر عنها فنحن نؤمن بها.

ويستفاد من آيات سورة سبأ وسورة ص ـ وكذلك من الآية محلّ البحث ـ جيدا أنّ هذه الجماعة من الجنّ التي سخّرت لسليمان ، كانوا أفرادا أذكياء نشيطين فنّانين صنّاعا ماهرين في مجالات مختلفة ، وجملة( وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ ) تبيّن إجمالا ما جاء تفصيله في سورة سبأ من أنّهم كانوا( يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ ) .

ويستفاد من جزء من الآيات المتعلّقة بسليمان أنّ جماعة من الشياطين العصاة كانوا موجودين أيضا ، وكان سليمانعليه‌السلام قد أوثقهم :( وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ) (١) ، وربّما كانت جملة( وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ ) إشارة إلى هذا المعنى بأنّا كنّا نحفظ تلك المجموعة التي كانت تخدم سليمان من التمرّد والعصيان. وستطالعون تفصيلا أكثر في هذا الباب في تفسير سورة سبأ وسورة ص إن شاء الله تعالى.

ونذكر مرّة أخرى أنّ هناك أساطير كاذبة أو مشكوكا فيها كثيرة حول حياة سليمان وجنوده ، يجب أن لا تمزج مع ما في متن القرآن ، لئلّا تكون حربة في يد المتصيدين في الماء العكر.

* * *

__________________

(١) سورة ص ٣٨٠.

٢٢٣

الآيتان

( وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤) )

التّفسير

أيّوب ونجاته من المصاعب :

تتحدّث الآيتان عن نبي آخر من أنبياء الله العظماء وقصّته الملهمة ، وهو «أيّوب» وهو عاشر نبي أشير إلى جانب من حياته في سورة الأنبياء.

إنّ لأيّوب قصّة حزينة ، وهي في نفس الوقت عظيمة سامية ، فقد كان صبره وتحمّله عجيبين ، خاصّة أمام الحوادث المرّة ، بحيث أنّ صبر أيّوب أصبح مضربا للمثل منذ القدم.

غير أنّ هاتين الآيتين تشيران ـ بصورة خاصّة ـ إلى مرحلة نجاته وانتصاره على المصاعب ، واستعادة ما فقده من المواهب ، ليكون درسا لكلّ المؤمنين على مرّ الدهور ليغوصوا في المشاكل ويخترقوها ، ولا سيّما لمؤمني مكّة الذين كانوا يعانون ضغوطا من أعدائهم عند نزول هذه الآيات ، فتقول :( وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ

٢٢٤

أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .

وكلمة «الضرّ». تطلق على كلّ سوء وأذى يصيب روح الإنسان أو جسمه ، وكذلك لنقص عضو ، وذهاب مال ، وموت الأعزّة وانهيار الشخصيّة وأمثال ذلك ، وكما سنقول فيما بعد ، فإنّ أيّوب قد ابتلي بكثير من هذه المصائب.

إنّ أيّوب ـ كسائر الأنبياء ـ يظهر أقصى حالات الأدب والخضوع أمام الله عند الدعاء لرفع هذه المشاكل المضنية المجهدة ، ولا يعبّر بتعبير تشمّ منه رائحة الشكوى ، بل يقول فقط : إنّي ابتليت بهذه المصائب وأنت أرحم الراحمين ، فهو حتّى لا يقول : حلّ مشكلتي ، لأنّه يعلم أنّه جليل عظيم ، وهو يعرف حقّ العظمة.

وتقول الآية التالية :( فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ ) ليعلم المسلمون أنّ المشاكل كلّما زادت ، وكلّما زادت الابتلاءات ، وكلّما زاد الأعداء من ضغوطهم وضاعفوا قواهم ، فإنّها جميعا ترفع وتحلّ بنظرة ومنحة من لطف الله ، فلا تجبر الخسارة وحسب ، بل إنّ الله سبحانه يعطي الصابرين أكثر ممّا فقدوا جزاء لصبرهم وثباتهم ، وهذا درس وعبرة لكلّ المسلمين ، وخاصة المسلمين الذين كانوا تحت محاصرة العدو الشديدة ، وتحت ضغط المشاكل عند نزول هذه الآيات.

* * *

بحوث

١ ـ لمحة من قصّة أيّوب

في حديث عن الإمام الصّادقعليه‌السلام إنّ رجلا سأله عن بليّة أيّوب لأي علّة كانت؟ فأجابه بما ملخّصه. إنّ هذا الابتلاء لم يكن لكفران نعمة ، بل على العكس من ذلك ، فإنّه كان لشكر نعمة حسده عليها إبليس ، فقال لربّه : يا ربّ إنّ أيّوب لم يودّ إليك شكر هذه النعمة إلّا بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ما أدّى إليك

٢٢٥

شكرك ، فسلّطني على دنياه حتّى يتبيّن الأمر ، فسلّطه الله عليه ليكون هذا الحادث سندا لكلّ سالكي طريق الحقّ.

فانحدر إبليس وأهلك أموال أيّوب وأولاده الواحد تلو الآخر ، ولكن لم تزد هذه الحوادث أيّوب إلّا ثباتا على الإيمان وخضوعا لقضاء الله وقدره.

فسأل الشيطان الله سبحانه أن يسلطه على زرعه وغنمه فسلطه ، فأحرق كلّ زرعه ، وأهلك كلّ غنمه ، فلم يزدد أيّوب إلّا حمدا وشكرا.

وأخيرا طلب الشيطان من الله أن يسلطه على بدن أيّوب ليكون سبب مرضه ، وهكذا كان بحيث لم يكن قادرا على الحركة من شدّة المرض والجراحات ، لكن من دون أن يترك أدنى خلل في عقله وإدراكه.

والخلاصة ، فقد كانت النعم تسلب من أيّوب الوحدة تلو الاخرى ، ولكن شكره كان يزداد في موازاتها ، حتّى جاء جمع من الرهبان لرؤيته وعيادته ، فقالوا : قل لنا أي ذنب عظيم قد اقترفت حتّى ابتليت بمثل هذا الابتلاء؟ وهنا بدأت شماتة هذا وذاك ، وكان هذا الأمر شديدا على أيّوب ، فقال مجيبا : وعزّة ربّي انّي ما أكلت لقمة من طعام إلّا ومعي يتيم أو مسكين يأكل على مائدتي ، وما عرض لي أمران كلاهما فيه طاعة لله إلّا أخذت بأشدّهما عليّ.

عند ذاك كان أيّوب قد اجتاز جميع الامتحانات صابرا شاكرا متجمّلا : وهو يناجي ربّه بلسان مهذّب ودعا أن يكشف عنه ضرّه بتعبير صادق ليس فيه أدنى شكوى ـ وهو ما ذكرته الآية المتقدّمة :( رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ـ وفي هذه الأثناء فتحت أبواب الرحمة الإلهيّة ، ورفع البلاء بسرعة ، وانهمرت عليه النعم الإلهيّة أكثر من ذي قبل(١) .

أجل إنّ رجال الحقّ لا تتغير أفكارهم وأعمالهم بتغيّر النعم ، فهم يتوجّهون إلى الله في حريتهم وسجنهم وسلامتهم ومرضهم وقوّتهم وضعفهم ، وبكلمة واحدة

__________________

(١) تفسير القمّي ، طبقا لنقل تفسير الميزان.

٢٢٦

في كلّ الأحوال ، ولا تغيّرهم حوادث الحياة ، فإنّ أرواحهم كالمحيط العظيم لا يؤثّر في هدوئه تلاطم الرياح العاتية.

كما أنّهم لا ييأسون لهول الحوادث المرّة وكثرتها ، بل يواجهونها ويصمدون لها حتّى تفتح أبواب الرحمة الإلهيّة ، لعلمهم أنّ الحوادث والظروف الصعبة امتحانات إلهيّة يعدّها الله لخاصّة عباده ليكونوا أكثر مرانا ومراسا

٢ ـ المعروف بين المفسّرين في تفسير جملة( آتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ) أنّ الله سبحانه أرجع أولاده الهلكى إلى حياتهم الأولى ورزقه أولادا آخرين.

ونقرأ في بعض الرّوايات : إنّ الله قد ردّ عليه الأولاد الذين هلكوا في هذه الحادثة ، وأولاده الذين ماتوا قبلها(١) .

واحتمل بعضهم أنّ الله قد وهب أيّوب أولادا وأحفادا جددا ليسدّوا مسدّ الأولاد المفقودين ويملأوا الفراغ الذي تركوه.

٣ ـ نقرأ في بعض الرّوايات غير المعتبرة أنّ بدن أيّوب قد تعفّن ، نتيجة المرض الشديد ، إلى درجة أنّه لم يكن بمقدور الناس أن يقتربوا منه ، إلّا أنّ الرّوايات الواردة عن أهل البيتعليهم‌السلام تنفي هذا المعنى بصراحة ، والدليل العقلي يؤكّد هذا المعنى أيضا ، لأنّ النّبي إذا كان في حال منفّرة ، فإنّ ذلك لا يناسب منهج رسالته ، فكلّ نبي ينبغي أن يكون على حالة تمكّن الناس من الاتّصال به وملاقاته ليسمعوا كلام الحقّ ، أي إنّ للنّبي جاذبية خاصّة.

وستطالعون إن شاء الله تعالى تفصيلا أكثر حول قصّة أيّوب في الآية (٤١ ـ ٤٤) سورة ص.

* * *

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٤٤٨.

٢٢٧

الآيتان

( وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦) )

التّفسير

إسماعيل وإدريس وذو الكفلعليه‌السلام :

تعقيبا على قصّة أيّوبعليه‌السلام التربوية ، وصبره وثباته بوجه سيل الحوادث ، تشير الآيتان ـ محلّ البحث ـ إلى صبر ثلاثة من أنبياء الله الآخرين فتقول الأولى :( وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ) فكلّ واحد من هؤلاء صبر طوال عمره أمام الأعداء ، أو أمام مشاكل الحياة المجهدة المضنية ، ولم يركع أبدا في مقابل هذه الحوادث ، وكان كلّ منهم مثلا أعلى في الصبر والاستقامة.

ثمّ تبيّن الآية الاخرى موهبة إلهيّة لهؤلاء مقابل الصبر والثبات ، فتقول :

( وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ) .

ممّا يلفت النظر هنا أنّه لم يقل : وهبناهم رحمتنا ، بل قال : وأدخلناهم في رحمتنا ، فكأنّ كلّ أجسامهم وأرواحهم أصبحت غارقة في الرحمة الإلهيّة ، بعد أن كانت غارقة في بحر المشاكل.

٢٢٨

إدريس وذو الكفلعليهما‌السلام :

«إدريس» ـ نبي الله العظيم ـ وكما تقدّم ـ هو جدّ والد نوحعليه‌السلام وفقا لما رواه أغلب المفسّرين ، واسمه في التوراة (أخنوخ) وفي العربية (إدريس) ويرى بعضهم أنّ إدريس مشتق من مادّة الدرس ، لأنّه كان أوّل من كتب بالقلم ، وكان ذا إحاطة بعلم الفلك والنجوم والحساب والهيأة بالإضافة إلى كونه نبيّا ويقال أنّه أوّل من علّم الناس خياطة الثياب.

وأمّا «ذو الكفل» ، فالمشهور أنّه كان من الأنبياء(١) ، وإن كان بعضهم يعتقد أنّه كان من الصالحين. وظاهر آيات القرآن التي ذكرته في عداد الأنبياء يؤيّد أنّه من الأنبياء ، وأغلب الظنّ أنّه كان من أنبياء بني إسرائيل(٢) .

وهناك احتمالات عديدة في سبب تسميته بهذا الاسم ، مع ملاحظة أنّ كلمة «كفل» جاءت بمعنى النصيب ، وكذلك بمعنى الكفالة والضمان والتعهّد.

فقال بعضهم : إنّ الله سبحانه لمّا غمره بنصيب وافر من ثوابه ورحمته في مقابل الأعمال والعبادات الكثيرة التي كان يؤدّيها سمّي ذا الكفل ، أي صاحب الحظّ الأوفى.

وقال آخرون : إنّه لمّا تعهّد بأن يحيي الليل في العبادة ويصوم النهار ، وأن لا يغضب عند الحكم ، وأن يفي بوعده أبدا ، لذلك سمّي بذي الكفل.

ويعتقد بعضهم ـ أيضا ـ أنّ «ذا الكفل» لقب «إلياس» ، كما أنّ إسرائيل لقب يعقوب ، والمسيح لقب عيسى ، وذا النون لقب يونس(٣) . على نبيّنا وآله وعليهم الصلاة والسلام

* * *

__________________

(١) التّفسير الكبير للفخر الرازي ، ذيل الآية مورد البحث.

(٢) تفسير في ظلال القرآن ، الجلد ٥ ، ص ٥٥٦.

(٣) تفسير الفخر الرازي ، ذيل الآية مورد البحث ، ونقرأ في التأريخ الكامل : إنّ الكفل كان أحد أولاد أيّوب ، وكان اسمه الأصلي (بشر) وكان يعيش في أرض الشام. الكامل لابن الأثير ، ج ١ ، ص ١٣٦.

٢٢٩

الآيتان

( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨) )

التّفسير

نجاة يونس من السجن المرعب :

تبيّن هاتان الآيتان جانبا من قصّة النّبي الكبير يونسعليه‌السلام ، حيث تقول الأولى واذكر يونس إذ ترك قومه المشركين غاضبا عليهم :( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) .

كلمة «النون» في اللغة تعني السمكة العظيمة ، أو بتعبير آخر تعني الحوت ، وبناء على هذا فإنّ «ذا النون» معناه صاحب الحوت ، وإختيار هذا الاسم ليونس بسبب الحادثة التي سنشير إليها فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وعلى كلّ حال ، فإنّه ذهب مغاضبا( فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ (١) عَلَيْهِ ) فقد كان يظنّ

__________________

(١) «نقدر» من مادّة قدر بمعنى التعسير والتضييق ، لأنّ الإنسان عند التضييق يأخذ من كلّ شيء قدرا محدودا ، لا على نطاق واسع وبدون حساب.

٢٣٠

أنّه قد أدّى كلّ رسالته بين قومه العاصين ، ولم يترك حتّى «الأولى» في هذا الشأن ، فلو تركهم وشأنهم فلا شيء عليه ، مع أنّ الأولى هو بقاؤه بينهم والصبر والتحمّل والتجلّد ، فلعلّهم ينتبهون من غفلتهم ويتّجهون إلى الله سبحانه.

وأخيرا ، ونتيجة تركه الأولى هذا ، ضيّقنا عليه فابتلعه الحوت( فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) فقد ظلمت نفسي ، وظلمت قومي ، فقد كان ينبغي أن أتقبّل وأتحمّل أكثر من هذه الشدائد والمصائب ، وأواجه جميع أنواع التعذيب والآلام منهم فلعلّهم يهتدون.

وتقول الآية التالية :( فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) أجل لم يكن هذا الأمر خاصّا بيونس ، بل هو لطف الله الشامل فكلّ مؤمن يعتذر من ربّه عن تقصيره ويسأله العون والمدد والرحمة فإنّ الله سيستجيب له ويكشف عنه غمّه.

* * *

بحوث

١ ـ قصّة يونسعليه‌السلام

ستأتي تفاصيل قصّة يونس في تفسير سورة الصافات إن شاء الله تعالى ، أمّا ملخّصها فهو :

إنّ «يونس» كان لسنين طوال مشتغلا بالدعوة والتبليغ بين قومه في أرض نينوى بالعراق ، ولكن رغم كلّ ما بذله من جهود ومساع فإنّ إرشاداته وتوجيهاته لم تؤثر في قلوبهم ، فغضب وهجر تلك الأرض ، وذهب باتجاه البحر وركب السفينة ، وأثناء الطريق هاج البحر ، فكاد كلّ ركّاب السفينة أن يغرقوا.

وهنا قال ربّان السفينة : إنّي أظنّ أنّ بينكم عبدا هاربا يجب أن يلقى في البحر ـ أو إنّه قال : إنّ السفينة ثقيلة جدّا ويجب أن نلقي فردا منّا تخرجه

٢٣١

القرعة ـ فاقترعوا عدّة مرّات ، وكان اسم يونسعليه‌السلام يخرج في كلّ مرّة! فعلم أنّ في هذا الأمر سرّا خفيّا ، فسلّم للحوادث ، وعند ما ألقوه في البحر ابتلعه حوت عظيم وأبقاه الله في بطنه حيّا.

وأخيرا انتبه إلى أنّه قد ترك الأولى ، فتوجّه إلى الله واعترف بتقصيره ، فاستجاب الله دعوته وأنجاه من ذلك المكان الضيّق(١) .

من الممكن أن يتصوّر استحالة هذا الحادث من الناحية العلمية ، ولكن لا شكّ أنّ هذا الأمر خارق للعادة ، إلّا أنّه ليس بمحال عقلي ، كإحياء الموتى فإنّه يعدّ أمرا خارقا للعادة وليس محالا ، وبتعبير آخر : فإنّ وقوعه غير ممكن بالطرق العادية ، ولكنّه ليس صعبا مع الاستعانة بقدرة الله غير المحدودة.

وستقرءون تفصيلا أكثر حول هذه الحادثة في تفسير سورة الصافات إن شاء الله تعالى.

٢ ـ ما معنى الظلمات هنا؟

من الممكن أن يكون هذا التعبير إشارة إلى ظلمة البحر في أعماق الماء ، وظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل ، وتؤيّد ذلك الرّواية التي رؤيت عن الإمام الباقرعليه‌السلام (٢) .

٣ ـ أي أولى تركه يونس؟

لا شكّ أنّ تعبير «مغاضبا» إشارة إلى غضب يونس على قومه الكافرين ، وكان مثل هذا الغضب في هذه الظروف طبيعيّا تماما ، إذ تحمّل هذا النّبي المشفق المشقّة والتعب سنين طويلة من أجل هداية القوم الضّالين ، إلّا إنّهم لم يلبّوا دعوته

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، ومجمع البيان ، ونور الثقلين ، ذيل الآية محلّ البحث.

(٢) نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٣٣٦.

٢٣٢

الخيّرة

ومن جهة أخرى ، فإنّ يونس لمّا كان يعلم أنّ العذاب الإلهي سينزل بهم سريعا ، فإنّ ترك تلك المدينة لم يكن معصية ، ولكن كان الأولى لنبي عظيم كيونس ألّا يتركها حتّى آخر لحظة ـ اللحظة التي سيعقبها العذاب الإلهي ـ ولذلك آخذه الله على هذه العجلة ، واعتبر عمله تركا للأولى.

وهذا هو عين ما أشرنا إليه في قصّة آدمعليه‌السلام من أنّ المعصية ليست مطلقة ، بل نسبيّة ، أو بتعبير آخر هي مصداق «حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين». ولمزيد الاطّلاع راجع ما ذكرناه ذيل الآية (١٩) وما بعدها من سورة الأعراف.

٤ ـ درس مصيري

جملة( كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) العميقة المعنى توحي بأنّ ما أصاب يونس من البلاء والنجاة لم يكن حكما خاصّا ، بل حكم عام مع حفظ تسلسل الدرجات والمراتب.

إنّ كثيرا من الحوادث المؤلمة والابتلاءات الشديدة والمصائب نتيجة لذنوبنا ومعاصينا ، وهي سياط لتنبيه الأرواح الغافلة ، أو هي مواقد لتصفية معادن أرواح الآدميين فمتى ما تنبّه الإنسان إلى ثلاثة أمور [التي انتبه إليها يونس في مثل هذا الظرف] فإنّه سينجو حتما :

١ ـ التوجّه إلى حقيقة التوحيد ، وأنّه لا معبود ولا سند إلّا الله.

٢ ـ تنزيه الله عن كلّ عيب ونقص وظلم وجور ، وتجنّب كلّ سوء ظنّ بذاته المقدّسة.

٣ ـ الاعتراف بذنبه وتقصيره.

والشاهد على هذا الكلام الحديث المروي في الدرّ المنثور عن الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «اسم الله الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى دعوة

٢٣٣

يونس بن متّى» فقال رجل : يا رسول الله هي ليونس خاصّة أم لجماعة المسلمين؟

قال : «هي ليونس خاصّة وللمؤمنين إذا دعوا بها ، ألم تسمع قول الله( وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) ؟ فهو شرط من الله لمن دعاه»(١) .

ولا يحتاج أن نذكر بأنّ المراد ليس قراءة الألفاظ والكلمات فقط ، بل جريان حقيقتها في أعماق روح الإنسان ، أي أن ينسجم كلّ وجوده مع معنى تلك الألفاظ حين قراءتها.

ويلزم التذكير بهذه المسألة ، وهي أن العقوبات الإلهيّة على نحوين :

أحدهما : عذاب الاستيصال ، أي العقوبة النهاية التي تحلّ لمحو الأفراد الذين لا يمكن إصلاحهم ، إذ لا ينفعهم أي دعاء حينئذ ، لأنّ أعمالهم ذاتها ستكرّر بعد هدوء عاصفة البلاء.

والآخر : عذاب التنبيه ، والذي له صفة تربوية ، ويرتفع مباشرة بمجرّد أن يؤثّر أثره ويتنبّه المخطئ ويثوب إلى رشده. ومن هنا يتّضح أنّ إحدى غايات الآفات والابتلاءات والحوادث المرّة هي التوعية والتربية.

إنّ حادثة يونسعليه‌السلام تحذّر بصورة ضمنيّة جميع قادة الحقّ والمرشدين إليه بأن لا يتصوّروا انتهاء مهمتهم مطلقا ، ولا يستصغروا أي جهد وسعي في هذا الطريق ، لأنّ مسئولياتهم ثقيلة جدّا.

* * *

__________________

(١) الدرّ المنثور ، طبقا لنقل الميزان ، ذيل الآيات مورد البحث.

٢٣٤

الآيتان

( وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (٩٠) )

التّفسير

نجاة زكريا من الوحدة :

تبيّن هاتان الآيتان جانبا من قصّة شخصيتين أخريين من أنبياء الله العظماء ، وهما زكريا ويحيىعليهما‌السلام . فتقول الأولى :( وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ ) .

لقد مرّت سنين من عمر زكريا ، واشتعل رأسه شيبا ، ولم يرزق الولد حتّى ذلك الحين ، ثمّ أنّ زوجته كانت عقيما ، وقد كان يأمل أن يرزق ولدا يستطيع أن يكمل مناهجه الإلهيّة وأعماله التبليغيّة ، ولئلّا يتسلّط المنتفعون على معبد بني إسرائيل ، فينهبوا منه أمواله وهداياه التي ينبغي إنفاقها في سبيل الله.

وعندئذ توجّه إلى الله بكلّ وجوده وسأله ولدا صالحا ودعا الله دعاء يفيض تأدّبا ، فبدأ دعاءه بكلمة «ربّ» ، الربّ الذي يشمل الإنسان بلطفه من أوّل لحظة. ثمّ أكّد زكرياعليه‌السلام على هذه الحقيقة ، وهي أنّي إن بقيت وحيدا فسأنسى ـ

٢٣٥

ولا أنسى وحدي ، بل ستنسى مناهجي وسيرتي أيضا ؛ أكدّ كلّ ذلك بتعبير( لا تَذَرْنِي ) من مادّة (وذر) على وزن مرز بمعنى ترك الشيء لقلّة قيمته وعدم أهميّته. وأخيرا فإنّ جملة( وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ ) تعبّر عن حقيقة أنّه يعلم أنّ هذه الدنيا ليست دار بقاء ، ونعلم أنّ الله خير الوارثين ، ولكنّه يبحث ـ من جهة عالم الأسباب ـ عن سبب يوصله إلى هذا الهدف

فاستجاب الله هذا الدعاء الخالص المليء بعشق الحقيقة ، وحقّق أمنيته وما كان يصبوا إليه ، كما تقول الآية :( فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى ) ومن أجل الوصول إلى هذا المراد أصلحنا زوجته وجعلناها قادرة على الإنجاب( وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ ) .

ثمّ أشار الله سبحانه إلى ثلاث صفات من الصفات البارزة لهذه الأسرة فقال :( إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً (١) وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ ) والخشوع هو الخضوع المقرون بالاحترام والأدب ، وكذلك الخوف المشفوع بالإحساس بالمسؤولية.

إنّ ذكر هذه الصفات الثلاث ربّما تكون إشارة إلى أنّ هؤلاء عند ما يصلون إلى النعمة فلا يبتلون بالغفلة والغرور كما في الأشخاص الماديين من ضعفاء الإيمان ، فهؤلاء لا ينسون الضعفاء المحتاجين على كلّ حال ، ويسارعون في الخيرات ، ويتوجّهون إلى الله سبحانه في حال الفقر والغنى ، والمرض والصحّة ، وأخيرا فإنّهم لا يبتلون بالكبر والغرور عند إقبال النعمة ، بل كانوا خاشعين خاضعين أبدا.

* * *

__________________

(١) «رغبا» بمعنى الرغبة والميل والعلاقة ، و «رهبا» بمعنى الخوف والرعب ، وهناك احتمالات متعدّدة في محلّها من الإعراب ، فيمكن أن تكون حالا أو تمييزا أو مفعولا مطلقا ، أو ظرفا أي في حال الرغبة وفي حال الرهبة. وبالرغم من أنّ نتائج هذه الاحتمالات الخمسة تختلف مع بعضها ، إلّا أنّ هذا التفاوت في جزئيات مفهوم الآية ، لا في أساسها ونتيجتها.

٢٣٦

الآية

( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ (٩١) )

التّفسير

مريم السيّدة الطاهرة :

أشير في هذه الآية إلى مقام مريم وعظمتها وعظمة ابنها المسيحعليهما‌السلام .

إنّ ذكر مريم في ثنايا البحوث التي تتكلّم على الأنبياء الكرام ؛ إمّا من أجل ولدها عيسىعليه‌السلام ، أو لأنّ ولادته كانت تشبه ولادة يحيى بن زكرياعليهما‌السلام من جهات متعدّدة ، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في ذيل آيات سورة مريم(١) . أو ليوضّح أنّ العظمة غير مختّصة بالرجال ، بل هناك نساء عظيمات يدلّ تاريخهنّ على عظمتهنّ ، وكنّ قدوة ومثلا أسمى لنساء العالم.

تقول الآية : واذكر مريم :( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ ) .

* * *

__________________

(١) تراجع الآيات الأولى من سورة مريم.

٢٣٧

ملاحظات

١ ـ «الفرج» معناه في اللغة الفاصلة والشقّ ، واستعمل كناية عن العضو التناسلي ، لا أنّه صريح في هذا المعنى ويرى البعض انّ كلّ ما ورد في القرآن في شأن الأمور الجنسية له طابع كنائي وغير صريح ، من قبيل «اللمس» «الدخول» «الغشيان»(١) «الإتيان»(٢) وغير ذلك.

ويلزم ذكر هذه اللطيفة أيضا ، وهي : إنّ ظاهر الآية المتقدّمة يقول : إنّ مريم قد حفظت طهارتها وعفّتها من كلّ أشكال التلوّث بما ينافي العفّة. إلّا أنّ بعض المفسّرين احتمل في معنى هذه الآية أنّها امتنعت من الاتّصال بالرجال ، سواء كان ذلك من الحلال أو الحرام(٣) ، كما تقول الآية (٢٠) من سورة مريم :( وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ) .

إنّ هذه الصفة في الحقيقة مقدّمة لإثبات إعجاز ولادة عيسى وكونه آية.

٢ ـ إنّ المراد من «روحنا» ـ كما قلنا سابقا ـ الإشارة إلى روح عظيمة متعالية ، ويقال لمثل هذه الإضافة : «الإضافة التشريفيّة» ، حيث نضيف شيئا إلى الله لبيان عظمته ، مثل بيت الله ، وشهر الله.

٣ ـ تقول الآية آنفة الذكر : إنّا جعلنا مريم وابنها آية للعالمين ، ولم تقل : آيتين وعلامتين ، لأنّ وجود مريم ووجود ابنها امتزجا في هذه الآية الإلهيّة العظيمة امتزاجا لا يمكن معه تجزئه بعضهما عن بعض ، فإنّ ولادة ولد بدون أب إعجاز بنفس المقدار الذي تحمل فيه امرأة بدون زوج. وكذلك معجزات عيسىعليه‌السلام في طفولته وكبره فإنّها تذكر بامّه.

إنّ هذه الأمور الخارقة للعادة ، والمخالفة للأسباب الطبيعيّة العادية ، يبيّن في

__________________

(١) الأعراف ، ١٨٩( فَلَمَّا تَغَشَّاها ) .

(٢) البقرة ، ٢٢٢( فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ) .

(٣) التّفسير الكبير للفخر الرازي ، وتفسير في ظلال القرآن ، ذيل الآية محل البحث.

٢٣٨

الجملة حقيقة أنّ وراء سلسلة الأسباب قدرة قادرة على تغييرها في أي وقت شاءت.

وعلى كلّ حال ، فإنّ حال السيّد المسيح وامّه مريمعليهما‌السلام لم يكن له نظير على طول تأريخ البشر ، فلم ير قبله ولا بعده شبيه له وربّما كان تنكير كلمة (آية) [في قوله تعالى :( وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ ) ] الدالّ على التعظيم هو إشارة إلى هذا المعنى

* * *

٢٣٩

الآيات

( إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤) )

التّفسير

امّة واحدة :

لمّا ورد في الآيات السابقة أسماء جمع من أنبياء الله ، وكذلك مريم ، تلك المرأة التي كانت مثلا أسمى ، وجانب من قصصهم ، فإنّ هذه الآيات تستخلص نتيجة ممّا مرّ ، فتقول :( إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) فقد كان منهجهم واحدا ، وهدفهم واحدا بالرغم من اختلافهم في الزمان والمحيط والخصائص والأساليب والطرائق ، فهم كانوا يسيرون في منهج واحد ويمضون جميعا في طريق التوحيد ومحاربة الشرك ودعوة الناس إلى الإيمان بالله والحقّ والعدالة.

إنّ توحيد ووحدة الخطط والأهداف هذه تعود إلى أنّها جميعا تصدر عن مصدر واحد ، عن إرادة الله الواحد ، ولهذا تقول الآية مباشرة :( وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) .

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

كيساً فيه سبعمائة درهم، وقال: « استنفق هذه، فإذا نفدت فأعلمني »(١) .

[٥٤٤] الحَسَن بن محمّد الأسديّ الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٤٥] الحَسَن بن محمّد بن قطاة الصيدلاني:

وكيل الوقف بواسط، الظاهر كمال الدين جلالته، كذا في التعليقة(٣) .

[٥٤٦] الحَسَن بن محمّد بن وَجناء النَّصِيبيّ:

أبو محمّد، في كمال الدين: عن أبي عبد الله الأسدي، أنّه ممّن وقف على معجزة القائمعليه‌السلام وفيه مسنداً عنه: قال: كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجّة بعد العتمة وأنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرِّك، فقال: قم يا حسن بن وجناء، قال: فقمت، فإذا جارية صفراء إلى أن ذكر دخوله معها على الامامعليه‌السلام وساق الخبر. إلى أن قال: فقالعليه‌السلام : يا حسن الزم بالمدينة دار جعفر ابن محمّدعليهما‌السلام ولا يهمَّنَّكَ طعامك وشرابك، ولا ما يستر عورتك ». إلى أن قال: فانصرفت من جهتي، ولزمت دار جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فإنا أخرج منها فلا أعود إلاّ لثلاث خصال: لتجديد وضوءٍ. أو لنومٍ. أو لوقت الإفطار، فأدخل بيتي فأصيب رباعيا مملوءاً ماءً، ورغيفاً على رأسه عليه ما تشتهي نفسي بالنهار، فأكل ذلك فهو كفاية لي. وكسوة الشتاء في وقت الشتاء، وكسوة الصيف في وقت الصيف(٤) . الخبر.

__________________

(١) الإرشاد ٢: ١٦٦.

(٢) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٥.

(٣) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١١٠، وانظر كمال الدين ٢: ٥٠٤ / ٣٥.

(٤) كمال الدين ٢: ٤٤٣ / ١٧.

٢٦١

[٥٤٧] الحَسَن بن محمّد بن يحيى بن داود الفحام السر من رأيي:

صرّح في البحار، وغيره: أنه استاد الشيخ(١) . وفي أمالي ولده أبي علي أحاديث كثيرة رواها الشيخ، عنه(٢) ، في أكثرها دلالة على تشيّعه.

[٥٤٨] الحَسَن بن محمّد بن يسار:

في أمالي الصدوق: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عنه، قال: حدثني شيخ صديق من أهل قطيعة الربيع(٣) ممّن كان يقبل قوله. إلى أن قال: قال الحسن: وكان هذا الشيخ من خيار العامة، شيخ صديق مقبول القول، ثقة جدّاً عند الناس(٤) .

قال في التعليقة: ويظهر منه مضافاً إلى تشيّعه فضله وجلالته(٥) .

[٥٤٩] الحَسَن بن المختار القلانسي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٥٠] الحَسَن بن مصعب البجلي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: ابن أبي عمير في الصحيح كما

__________________

(١) مقدمة بحار الأنوار: ٩٧ / ٩، باختلاف يسير.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي ١: ٢٨٠ و ٢٨٢ و ٢٨٣ و ٢٨٤ و ٢٨٥ و ٢٨٦ و ٢٨٧ وغيرها.

(٣) راجع تعليقتنا في الهامش في ترجمة إسماعيل بن عباد القَصْري، المتقدم برقم [١٩٢] في هذه الفائدة، إذ عرّفنا هناك قطيعة الربيع.

(٤) أمالي الصدوق: ١٢٨ / ٢٠، وفيه (بشار) بدل (يسار)

(٥) تعليقة الوحيد على منهج المقال، ورقة: ١٢٥ / أ.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٧ / ٢٢، وانظر رجال البرقي: ٤٨، والنجاشي: ٥٤ / ١٢٣ في ترجمة الحسين بن المختار.

(٧) رجال الشيخ: ١٦٧ / ٢٣.

٢٦٢

في التعليقة(١) .

[٥٥١] الحَسَن بن معاوية:

في الخلاصة، والنجاشي في ترجمة إسماعيل بن محمّد -: أبو محمّد، وجه أصحابنا المكيين، كان ثقة فيما يرويه، قدم العراق وسمع أصحابنا [منه] مثل: أيوب بن نوح، والحسن بن معاوية(٢) . إلى آخره، ويظهر منه معروفيّته، بل نباهته.

[٥٥٢] الحَسَن بن المـُغيرة:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) يروي عنه: أبان بن عُثمان، في الكافي، في باب التعقيب بعد الصلاة(٤) .

[٥٥٣] الحَسَن بن المـُنْذر:

من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٥) يروي عنه: أبان بن عثمان، في الكافي، في باب حقّ الزوج على المرأة(٦) ، وفي باب التسليم، في كتاب العشرة(٧) .

[٥٥٤] الحَسَن بن مُوسى الأزْدِي الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١٥٥.

(٢) رجال العلاّمة: ٩ / ٩، ورجال النجاشي: ٣١ / ٦٧، وما بين المعقوفتين منهما.

(٣) رجال الشيخ: ١١٦ / ٢٩.

(٤) الكافي ٣: ٣٤١ / ٤.

(٥) رجال الشيخ: ١١٥ / ٢٤، ورجال البرقي: ٢٦.

(٦) الكافي ٥: ٥٠٧ / ٥.

(٧) أُصول الكافي ٢: ٤٧١ / ٩.

(٨) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٢.

٢٦٣

[٥٥٥] الحَسَن بن مُوسى الحَنّاط الكوفي (١) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) عنه: ابن أبي عمير في الفهرست، والنجاشي(٣) . وأحمد بن محمّد بن أبي نصر في الفقيه، في باب ميراث ولد الصلب(٤) . وفي التهذيب، في باب الزيادات بعد باب الصلاة على الأموات(٥) .

[٥٥٦] الحَسَن بن مهدي السَّليقي (٦) :

في الرياض: الفاضل العالم الفقيه المعروف بالسَّيلقي(٧) ، ويقال: السَّليقي، ويقال: السَّقيفي. وكان من تلامذة الشيخ الطوسي، وينقل بعضاً من تصانيف الشيخ ممّا لم يذكره نفسه في الفِهْرس(٨) .

وهذا السيّد هو الذي كان شريكاً في غسل الشيخ الطوسي، ومعه

__________________

(١) اختلفت كتب الرجال في ضبط اسمه بين (الحسن) و (الحسين) ولقبه أيضاً بين (الحناط) و (الخياط):

ففي رجال الشيخ ١٦٨ / ٤١، ورجال ابن داود: ٧٨، ومجمع الرجال ٢ / ١٥٦، ونقد الرجال: ٥٥، وجامع الرواة ١ / ٢٢٧، وتنقيح المقال ١ / ٣١١، ومستدركات علم رجال الحديث ٣ / ٦٠، ومعجم رجال الحديث ٥ / ١٤٤: (الحسن الحنّاط).

(والحسن الخياط): في منهج المقال: ١٠٨، ومنتهى المقال: ١٠٦، ومعجم رجال الحديث ٥ / ١٤٤، وكذلك في رواية الفقيه ٤: ١٩٠ / ٦٦٠.

والحسين الحنّاط: في رجال النجاشي ٤٥ / ٩٠، وإيضاح الاشتباه ١٥٠ / ١٨٧.

(٢) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤١.

(٣) فهرست الشيخ: ٤٩ / ١٧١، رجال النجاشي: ٤٥ / ٩٠، وفيه الحسين، كما مرَّ.

(٤) الفقيه ٤: ١٩٠ / ٦٦٠، وفيه: (الخياط) بدل (الحناط)، كما مرَّ.

(٥) تهذيب الأحكام ٤: ٢٢٧ / ٦٦٥.

(٦) في (الحجرية): الشليقي.

(٧) في (الحجرية): السلقي.

(٨) فهرست الشيخ: ١٥٩ / ٧٠٩، ذكر الشيخ بعض مصنفاته في ترجمتهقدس‌سره بقوله: له مصنفات منها. إلى آخره.

٢٦٤

الشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، وغيرهما(١) ، كما في الخلاصة(٢) ويظهر منه جلالته.

[٥٥٧] الحَسَن بن واقِد:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٥٥٨] الحَسَن بن هارون بن خارجة الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٥٥٩] الحَسَن بن هارون:

روى عنه: ابن مُسْكان، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٥٦٠] الحَسَن بن هارون الكندِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٦١] الحَسَن بن هارون الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: ثعلبة ابن ميمون(٨) ، وسيف بن عميرة(٩) ، وإسماعيل الجُعْفي(١٠) .

__________________

(١) كالشيخ أبي الحسن محمّد بن عبد الواحد العين زربي، كما في رجال العلاّمة: ١٤٨ / ٤٦ في ترجمة الشيخ الطوسي.

(٢) رياض العلماء ١: ٣٣٢.

(٣) رجال الشيخ: ٢٢٥ / ٣٥، ذكره في ترجمة أخيه عبد الله بن واقد.

(٤) رجال الشيخ: ١٦٧ / ٣٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٤ / ٣٢٠.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٥٢.

(٧) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٥٣، وفيه: الحسين، ويظهر من تنقيح المقال ١ / ٣١٤ اختلاف نسخ رجال الشيخ بين (الحسن و (الحسين)

(٨) تهذيب الأحكام ٦: ١٥٤ / ٢٧١، وفيه: الحسن بن هارون بياع الأنماط، وذكرت الرواية في جامع الرواة ١: ٢٢٩ بهذا العنوان في ترجمة الحسن بن هارون الكوفي، واحتمل في معجم رجال الحديث ٥: ١٥٣ الاتحاد.

(٩) الكافي ٦: ٣٠٩ / ٨.

(١٠) تهذيب الأحكام ٥: ٣٤٠ / ١١٧٦.

٢٦٥

[٥٦٢] الحَسَن بن يُونس الحميري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٥٦٣] الحُسَين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المـُكَتّب المـُؤدِّب:

من مشايخ الصدوق، يروي عنه مترضياً(٢) .

[٥٦٤] الحُسَين بن إبراهيم بن ناتانة:

ممّن أكثر [الصدوق من الرواية عنه(٣) ] في كتبه مترضياً(٤) .

[٥٦٥] الحُسَين بن [أبي (٥) ] الخضر الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٦٦] الحُسين بن أبي الخطّاب:

يروي عنه: ولده الجليل محمّد، في الكافي، في أوّل باب المواقيت، وآخره(٧) .

وفي الكشّي: ما روي في الحسين بن أبي الخطّاب.

من أصحاب الرضاعليه‌السلام ذُكر عن محمّد بن يحيى: أنَّ محمّد بن

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٨.

(٢) الفقيه ٤: ١٦، من المشيخة، وعلل الشرائع: ٦٩ باب ٦٠.

(٣) العبارة في (الأصل) و (الحجرية): (منه الصدوق الرواية)

(٤) الفقيه ٤: ٥١، من المشيخة. في طريقه إلى العباس بن هلال، و ٤: ٧٥ ٧٦ في طريقه إلى مبارك العقرقوفي.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل) و (الحجرية) سهواً ظاهراً، وما أثبتناه من المصدر، ومنهج المقال: ١٠٩، ومجمع الرجال ٢: ١٦٢، ونقد الرجال: ١٠٠، وجامع الرواة ١: ٢٣٠، وتنقيح المقال ١: ٣١٧، ومعجم رجال الحديث ٥: ١٧٧.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٧٢، وفيه: ابن أبي الخضر.

(٧) الكافي ٣: ٢٧٥ / ٩، (باب المواقيت أوّلها وآخرها وأفضلها)، وما في الاخصل يوهم بوجود موردين للابن عن أبيه في باب المواقيت، فلاحظ.

٢٦٦

الحسين ابن أبي الخطّاب ذَكَر: أنّه يحفظ مولد الحسين بن أبي الخطاب، أنّه ولد في سنة أربعين ومائة، وأهل قم يذكرون الحسين بن أبي الخطّاب، وسائر الناس يذكرون الحُسَين بن الخطّاب(١) .

ويظهر منه أنّه من الرواة المعروفين.

[٥٦٧] الحُسَين بن أبي العَرَنْدَس الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٦٨] الحُسَين بن أبي العَلاء الخفّاف:

عنه: ابن أبي عُمير في الكافي، في باب أنّ الأرض لا تخلو من حجّة(٣) وصفوان بن يحيى في التهذيب، في باب تفصيل ما تقدم ذكره في الصلاة(٤) ، وفي باب الزيادات، في فقه الحج(٥) وفُضالة بن أيّوب(٦) ، وعبد الله بن المـُغيرة(٧) ، وموسى بن القاسم(٨) ، وعلي بن الحكم(٩) ، وأحمد بن محمّد بن عيسى(١٠) ، والعباس بن عامر(١١) ، وعلي بن النعمان(١٢) ، وجعفر بن بشير(١٣) .

__________________

(١) رجال الكشّي ٢: ٨٧٠ / ١١٤٢، وليس فيه: (من أصحاب الرضاعليه‌السلام

(٢) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٥.

(٣) أُصول الكافي ١: ١٣٦ / ١.

(٤) تهذيب الأحكام ٢: ١٥٩ / ٦٢٣.

(٥) تهذيب الأحكام ٥: ٤٢٠ / ١٤٥٨.

(٦) تهذيب الأحكام ١: ٦٢ / ١٧٠ و ٢: ١٧٣ / ٦٩١.

(٧) تهذيب الأحكام ١: ٢٢٢ / ٦٣٥.

(٨) تهذيب الأحكام ٥: ٣٣٦ / ١١٦٠.

(٩) تهذيب الأحكام ١: ٢٥٣ / ٧٣١.

(١٠) الاستبصار ١: ٣٦٢ / ١٣٧٣.

(١١) تهذيب الأحكام ٥: ٤٧ / ١٤٠.

(١٢) تهذيب الأحكام ٢: ١٨٣ / ٧٣١.

(١٣) تهذيب الأحكام ١٠: ٨١ / ٣١٩.

٢٦٧

[٥٦٩] الحُسين بن أثير الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٥٧٠] الحُسين بن أحْمد بن إدريس الأشعري القُمي:

مرّ مدحه، بل وثاقته في (ل)(٢) .

[٥٧١] الحُسين بن أحمد الأسترآبادي:

العدل. كذا في الخصال(٣) .

[٥٧٢] الحُسين بن أحمد بن ظبيان:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: ابن أبي عمير، وصفوان، كما في الفهرست(٥) .

[٥٧٣] الحُسَين بن أحمد بن المغيرة:

يروي عنه: الشيخ المفيد في أماليه(٦) .

[٥٧٤] الحُسَين الأرجانيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) الظاهر: أنّه ابن عبد الله، وقد ذُكر في أصحاب الباقرعليه‌السلام (٨) ويروي عنه فُضالة بن أيّوب، في التهذيب، في

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٩٠.

(٢) تقدم ذلك في الفائدة الخامسة، برمز (ل) المساوي لرقم الطريق [٣٠].

(٣) الخصال ١: ٣١١ / ٨٧، وقد مرّ بيان دلالة لفظ (العدل) عند بعض المحققين بما لا يفيد التوثيق كما في هامش ترجمة أحمد بن الحسين القطان برقم [٩١] في هذه الفائدة لوصفه في أمالي الصدوق بالعدل أيضاً، فراجع.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٤ / ٣٢٤.

(٥) فهرست الشيخ: ٥٦ / ٢١٤.

(٦) أمالي الشيخ المفيد: ٢٣ / ٥.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣١٢، ورجال البرقي: ٢٧.

(٨) رجال الشيخ: ١١٥ / ٢٣، وقد استظهر هذا أيضاً في تعليقة الوحيد على منهج

٢٦٨

باب العمل في ليلة الجمعة ويومها(١) .

[٥٧٥] الحُسَين البزّاز:

عنه: عبد الله بن بكير، في التهذيب، في باب ميراث الأعمام(٢) ، وفي آخِر باب إبْطَال العَوْل(٣) .

[٥٧٦] الحُسَين بن بشِير:

عنه: عبد الله الرحمن بن أبي نجران(٤) ، وفي بعض النسخ: بشْرٌ.

[٥٧٧] الحُسَين الجُعفي:

أبو أحمد الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٥٧٨] الحُسَين بن الجمال:

عنه: عبد الله بن سِنان في الروضة، بعد حديث الفقهاء -(٦) ، وعلي ابن بلال(٧) .

[٥٧٩] الحُسَين بن الحَسَن الحسنيّ الاسْود:

فاضل، يكنّى: أبا عبد الله الرّازي في باب من لم يرو عن الأئمةعليهم‌السلام (٨)

__________________

المقال ١: ٣٣٢، وتنقيح المقال ١: ٣١٨، وأشار إليه في جامع الرواة ١: ٢٤٥، نقلاً عن المنهج، وقطع به بعد المصنف في معجم رجال الحديث ٥: ١٨٩، وقاموس الرجال ٣: ٤٢٠.

(١) تهذيب الأحكام ٣: ١٥ / ٥٢.

(٢) تهذيب الأحكام ٩: ٣٢٧ / ١١٧٦.

(٣) تهذيب الأحكام ٩: ٢٦٧ / ٩٧٢.

(٤) تهذيب الأحكام ٨: ٣٠١ / ١١١٦.

(٥) لم نجده في أصحاب الصادقعليه‌السلام في رجال الشيخ، بل وجدناه في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١١٣ / ١٠.

(٦) الكافي ٨: ٣٣٤ / ٥٢٣، من الروضة، وفيه: حسين الحجال.

(٧) تهذيب الأحكام ٧: ٢٢٧ / ٩٩٣، وفيه ما في حديث الكافي المتقدم.

(٨) رجال الشيخ: ٤٦٢ / ٥ وفيه: (الحسيني) بدل (الحسني)، وقد اختلفت أسانيد

٢٦٩

وهو من مشايخ ثقة الإسلام، روى عنه في باب الإشارة والنَّص على الحسن بن عليعليهما‌السلام (١) وفي باب النوادر، في كتاب العلم(٢) ، وفي مولد علي بن الحسينعليهما‌السلام مترحماً عليه(٣) .

والظاهر: أنّه بعينه الحُسين بن الحسن العلوي، الذي روى عنه فيه، في باب مولد الصاحبعليه‌السلام (٤) والهاشمي، الذي روى عنه، في باب شرط من أذِن لهم في أعمالهم(٥) ، وفي باب آخر من أنّ المؤمنَ كُفو المؤمن(٦) .

[٥٨٠] الحُسَين بن الحكم:

يروي عنه: يونس بن عبد الرحمن، في الكافي، في باب الشك، في كتاب الكفر والإيمان(٧) .

[٥٨١] الحُسَين بن حَمْدَة (٨) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

الكافي مع أسانيد التهذيب بين الحسيني تارة والحسني اخرى وقد أطلق عليه في أسانيد الكافي العلوي تارة، والهاشمي اخرى. انظر معجم رجال الحديث ٥: ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٠.

(١) أُصول الكافي ١: ٢٣٧ / ٦.

(٢) أُصول الكافي ١: ٤٠ / ١٤.

(٣) أُصول الكافي ١: ٣٨٨ / ١.

(٤) أُصول الكافي ١: ٤٤٠ / ٣٠.

(٥) الكافي ٥: ١٠٩ / ١.

(٦) الكافي ٥: ٣٤٥ / ٥.

(٧) أُصول الكافي ٢: ٢٩٣ / ١.

(٨) في المصدر: حمزة، وفي جامع الرواة ١: ٢٣٧ كما في الأصل، والظاهر اختلاف نسخ رجال الشيخ في ضبطه بالدال تارة، وبالزاي اخرى.

(٩) رجال الشيخ: ١٨٤ / ٣٢٣.

٢٧٠

[٥٨٢] الحُسَين بن خالد الصَّيرفيّ:

من أصحاب الكاظم، والرضاعليهما‌السلام (١) ، عنه: أحمد بن محمّد بن أبي نصر في الكافي، في باب فضل الحجّ والعَمْرة(٢) ، وفي باب السنة، والمـُهور(٣) . وفي التهذيب، في باب المـُهور والأُجور(٤) ، وفي باب الوصيّة المبهمة(٥) . وفي الفقيه، في باب الوصية بالشيء والمال وغيرها(٦) وابن أبي عمير في الكافي، في باب الوصية لأُمّهات الأولاد(٧) . وفي التهذيب، في باب وصيّة الإنسان لعبده(٨) ويونس بن عبد الرحمن فيه، في باب الحدّ في نكاح البهائم(٩) . وفي الكافي، في باب النوادر، في كتاب الحدود(١٠) وجماعة من الأجلّة(١١) .

[٥٨٣] الحُسَين بن خَالَوَيْه:

أبو عبد الله النّحويّ الهمداني، في النّجاشي: سكن حلب، وكان عارفاً

__________________

(١) هذا بالبناء على الاتحاد بين الحسين بن خالد المذكور في أصحاب الكاظمعليه‌السلام في رجال الشيخ: ٣٤٧ / ٦ ورجال البرقي: ٤٨، وبين الحسين بن خالد الصيرفي المذكور في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام في رجال الشيخ: ٣ / ٢٢ وقد يناقش فيه من جهة ذكر البرقي للاثنين معاً في أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، الأول صحيفة: ٤٨ كما تقدم، والثاني صحيفة: ٥٣، فلاحظ.

(٢) الكافي ٤: ٢٥٥ / ١٠.

(٣) الكافي ٥: ٣٧٦ / ٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٧: ٣٥٦ / ١٤٥١.

(٥) تهذيب الأحكام ٩: ٢٠٩ / ٨٣١.

(٦) الفقيه ٤: ١٥٢ / ٥٢٩.

(٧) الكافي ٧: ٢٩ / ٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٩: ٢٢٤ / ٨٧٨.

(٩) تهذيب الأحكام ١٠: ٦٠ / ٢١٨.

(١٠) الكافي ٧: ٢٦٢ / ١٥.

(١١) كرواية صفوان بن يحيى عنه كما في الكافي ٥: ٣٩٩ / ٣.

٢٧١

بمذهبنا، مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر(١) . ومدحه ابن طاوس في الإقبال، ونقل عن كتابه: المناجاة المعروفة لأمير المؤمنينعليه‌السلام في شهر شعبان(٢) .

وفي تاريخ اليافعي بعد ذكر جملة من حالاته وله أيضاً كتاب لطيف سمّاه: (كتاب الآل)، وذكر في أوّله تفصيل معاني الآل، ثم ذكر فيه الأئمة الاثني عشر من آل النبيّعليهم‌السلام وتواريخ مواليدهم، ووفاتهم وآبائهم، وأُمّهاتهم(٣) ، انتهى.

والموجود في غير النجاشي: الحسين بن أحمد ابن خالويه(٤) .

[٥٨٤] الحُسَين بن الرَّمّاس العَبْدِيّ (٥) الكُوفيّ:

أسْند عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٨٥] الحُسَين بن زياد:

عنه: أبان بن عُثمان، في الكافي، في باب الصائم يذوق القِدْر(٧) .

[٥٨٦] الحُسَين بن زيد الشّهيد:

أبو عبد الله، الملقب بذي الدمعة، في النجاشي: تبنّاه أبو عبد اللهعليه‌السلام وربّاه، زوّجه بنت الأرْقط(٨) ، مرّ [ت] ترجمته في (فو)(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي: ٦٧ / ١٦١.

(٢) إقبال الأعمال: ٦٨٥.

(٣) مرآة الجنان ٢: ٣٩٤ ٣٩٥.

(٤) كما في وفيات الأعيان لابن خلكان ٢: ١٧٨.

(٥) في نسخة: (الرياش)، أي: بائع الريش، كما في تنقيح المقال ١: ٣٢٧، وفي هامش المصدر: وفي نسخة (الكندي) بدل (العبدي)

(٦) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨١.

(٧) الكافي ٤: ١١٤ / ٢.

(٨) رجال النجاشي: ٥٢ / ١١٥.

(٩) تقدمت ترجمته في الفائدة الخامسة برمز (فو) المساوي لرقم الطريق [٨٦].

٢٧٢

عنه: ابن أبي عمير(١) ، ويونس بن عبد الرحمن(٢) ، وأبان بن عثمان(٣) .

[٥٨٧] الحُسَين بن سالم:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٤) .

[٥٨٨] الحُسَين بن سلمة:

أبو عمار الهمْدَانِيّ الخَازِنيّ(٥) الكوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) الفقيه ٤: ١٢٣، من المشيخة.

(٢) تهذيب الأحكام ٦: ٢٨٠ / ٧٧٢.

(٣) الكافي ٤: ١٤٠ / ٣.

(٤) الفقيه ٤: ١٠٣، من المشيخة.

(٥) اختلفوا كثيراً في ضبط كنيته ولقبه واسم والده.

ففي المصدر (أبو عمارة) ومثله في نسخه كما في نقد الرجال: ١٠٥، لكن الأشره (أبو عمار)، وهو الموافق لما في مجمع الرجال ٣: ١٩٩، ومنهج المقال: ١١٣، ونقد الرجال: ١٠٥، وجامع الرواة ١: ٢٤٢، وتنقيح المقال ١: ٣٢٨، ومعجم رجال الحديث ٥: ٢٤٢، وقاموس الرجال ٣: ٤٥٧ / ٢١٦٣.

أما لقبه، ففي المصدر (المحاربي)، وورد بعنوان (المخارقي) في منهج المقال: ١١٣، وجامع الرواة ١: ٢٤٢، وتنقيح المقال ١: ٣٢٨، والمحاربي (الخارقي) في معجم رجال الحديث ٥: ٢٤٢، والحارفي بالفاء في مجمع الرجال ٣: ١٩٩.

والظاهر حصول التصحيف في الكل والصواب هو: (الخارفي) بالخاء والفاء نسبة إلى خارف وهو بطن من همدان نزل الكوفة، وإليه ينتسب جماعة من الأعلام كما في أنساب السمعاني ٥: ١٤.

إما اسم أبيه فقد اختلفوا في ضبطه بين: سالم، وسلم، وسلمة، ومسلمة، ولعل الأخير هو الأشهر في كتبنا الرجالية. فلاحظ.

(٦) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٠.

٢٧٣

[٥٨٩] الحُسَين بن سلمان (١) الكِنَانِيّ الكُوفيّ:

أبو عبد الله، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٩٠] الحُسَين بن سيف بن عميرة:

مرّ. في (قمح)(٣) ، يروي عنه الأجِلّة، ذكرناهم فيه.

[٥٩١] الحُسَين بن سَيْف الكِنْديّ العَدَويّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٥٩٢] الحُسَين بن شَدّاد بن رشيد الجُعْفِيّ الكوفي:

أسند عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٥٩٣] الحُسَين بن شِهاب بن عبْدِ ربه:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٥٩٤] الحُسَين بن شِهاب الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) في المصدر: الحسين بن سليمان، ومثله في نقد الرجال: ١٠٥، ونسخة من المصدر كما في هامش مجمع الرجال ٣: ١٨٠.

وما في الأصل موافق لما في مجمع الرجال ٣: ١٨٠ وجامع الرواة ١: ٢٤٢، ولم يترجح أحد الاسمين في منهج المقال: ١١٣، وتنقيح المقال ١: ٣٢١، لذكر الاسمين معاً في هذه المصادر، فلاحظ.

(٢) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٣.

(٣) تقدمت ترجمته في الفائدة الخامسة، برمز (قمح) المساوي لرقم الطريق [١٤٨].

(٤) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٦.

(٥) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٤.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣٠٦.

(٧) رجال الشيخ: ١٧١ / ٩٦.

٢٧٤

[٥٩٥] الحُسَين (١) بن شهاب الواسطي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٥٩٦] الحُسَين بن الشَّيباني:

يروي عنه: ابن بكير، في الكافي، في باب أداء الأمانة(٣) ، وفي التهذيب، في كتاب المكاسب(٤) .

[٥٩٧] الحُسَين بن الصباح:

نقل ابن داود، عن الكشّي أنّه ممدوح(٥) . والحكم بالوهم مع احتمال وجود نسخة الأصل عنده، كما مرّ غير مرّة(٦) وهم.

[٥٩٨] الحُسَين بن عبد الله الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٥٩٩] الحُسَين بن عبد الله البَجَليّ الكوفي:

مولى جرير بن عبد الله، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) في حاشية (الأصل) و (الحجرية): الحسن نسخة بدل.

(٢) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٤٠ وفيه: الحسن.

(٣) الكافي ٥: ١٣٢ / ٢، وفيه: الحسين الشيباني، ومثله في تنقيح المقال ١: ٣٣١ ومعجم رجال الحديث ٦: ١١٩، وقاموس الرجال ٣: ٤٦٧ ومستدركات علم رجال الحديث ٣: ١٣٩ / ٤٣٩٧ وما في الأصل موافق لما في جامع الرواة ١: ٢٤٤.

(٤) تهذيب الأحكام ٦: ٣٥١ / ٩٩٣، وفيه: الحسين الشيباني.

(٥) رجال ابن داود: ٨٠ / ٤٨١.

(٦) راجع ترجمة الكشّي في الفائدة الثالثة، وأول الفائدة السابعة، حيث تعرض هناك إلى احتمال وصول نسخة الأصل من رجال الكشّي إلى ابن داود.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣٠٣.

(٨) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٦٠.

٢٧٥

[٦٠٠] الحُسَين بن عبد الله الرجّاني (١) :

روى عنه: صالح بن حمزة، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٦٠١] الحُسَين بن عبد الله بن ضَمِيرَة المـَدني:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٦٠٢] الحُسَين بن عبد الله بن عُبيد الله بن العبّاس بن عبد المـُطَّلب (٤) :

مدنيّ تابعيّ، سمع رَبِيعة بن عَبّاد الدَّيْلمي(٥) ، من أصحاب الصادق

__________________

(١) في المصدر: (الرجاني)، وفي نسخة: (الرجاني) كما في هامشه. وضبطه في تنقيح المقال ١: ٣٣٣ كما في الأصل وقال: « والرجاني نسبة إلى رَجّان بفتح الرّاء المهملة والجيم المشددة والألف والنون، واد عظيم بنجد. ».

(٢) رجال الشيخ: ١٧١ / ٩٤، وفيه: (البرجاني) كما تقدم.

(٣) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٤.

(٤) في جمهرة النسب: ٣٣: الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، قال: « كان فقيهاً، وأُمّه أسماء بنت عبد الله بن العباس ». ولم يَذْكُرْ لعبد الله ولداً باسم « الحسين » مصغراً.

نقول: الصحيح هو الحسين كما ذكره المصنف لا الحسن كما سيأتي، وفي رجال الشيخ في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام لم يذكر (عبد الله) في سلسلة آباء صاحب العنوان قال: ١٦٩ / ٥٧: « الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. »، لكن ذكره في أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام : ١١٣ / ٨ كما في الأصل وهو الصواب، ولعل ما ذكره أولاً من اشتباه الناسخ، إذ المنقول في كتبنا الرجالية عن رجال الشيخ من باب أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام هو: الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ومثله في معظم رجال أهل السنة.

انظر: مجمع الرجال ٢: ١٨٢، ونقد الرجال: ١٠٥ وجامع الرواة ١: ٢٤٥، وتنقيح المقال ١: ٣٣٣، ومعجم رجال الحديث ١٦٠٦ وقاموس الرجال ٣: ٤٧٤، ومستدركات علم رجال الحديث ٣: ١٤٨ / ٤٤٤٧.

وانظر: تهذيب الكمال ٦: ٣٨٣ / ١٣١٥، وميزان الاعتدال ١: ٥٣٧ / ٢٠١٢ وتهذيب التهذيب ٢: ٢٩٦.

(٥) الديلمي: كذا، ومثله في المصدر، إلاّ ان المنقول عن المصدر في كتبا الرجالية

٢٧٦

عليه‌السلام (١) .

عنه: أبو الحسن أحمد بن النضر الجُعْفيّ(٢) ، وعبد الله بن يحيى(٣) ، والحسين بن المختار(٤) .

[٦٠٣] الحُسَين بن عبد الله بن محمّد بن عيسى:

من مشايخ جعفر بن قولويه في كامل الزيارة(٥) .

[٦٠٤] الحُسَين بن عبد الملك الأحْول:

عنه: الحسين بن سعيد، في التهذيب، في باب العمل في ليلة الجمعة ويومها(٦) .

[٦٠٥] الحُسَين بن عبد الواحد القَصْري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٦٠٦] الحُسَين بن عُبَيْد الله الصَّغير:

يروي عنه: أحمد بن إدريس(٨) ، ومحمّد بن يحيى، وعبد الله بن

__________________

هو: (ربيعة الدئلي) كما في مجمع الرجال ٢: ١٨٢ وجامع الرواة ١: ٢٤٥، ومعجم رجال الحديث ٦: ١٦ ومستدركات علم رجال الحديث ٣: ١٤٨ / ٤٤٤٧، ومثل ذلك في الاستيعاب ١: ٥٠٩ قال: « من بني الدئل بن بكر بن كنانة ».

وما في منهج المقال: ١١٣ موافق للأصل والمصدر، وقال في قاموس الرجال ٣: ٤٧٤: « الديلمي، تحريف الديلمي »، انتهى.

نقول: الديلي ورد في تهذيب الكمال ٦: ٣٨٣ / ١٣١٥.

(١) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٥٧.

(٢) تهذيب الأحكام ٦: ١٤٧ / ٢٥٦.

(٣) تهذيب الأحكام ١: ٩٠ / ٢٤٠.

(٤) الفقيه ٣: ٢١١ / ٩٧٥.

(٥) كامل الزيارات: ١٠٨ / ٢ باب ٣٦ و: ١٣٢ / ١ باب ٤٩.

(٦) تهذيب الأحكام ٣: ٧ / ١٧.

(٧) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٨٧.

(٨) أُصول الكافي ١: ٣٦٧ / ٩ وفيه الحسين بن عبد الله الصغير، وفي الكافي أيضاً

٢٧٧

جعفر، وسعد بن عبد الله(١) . وهؤلاء عيون الطائفة.

[٦٠٧] الحُسَين بن عَطِيّة:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٦٠٨] الحُسَين بن عَطِيّة:

أبو ناب الدغشي(٣) ، أخو مالك وعلي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٦٠٩] الحُسَين بن عطيّة الحنّاط السلَميّ الكوفي (٥) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) ، عنه: ابن أبي عمير مرتين في الكافي، في باب الإلحاح في الدعاء(٧) .

__________________

١: ٣٦٧ / ٢١ روى أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله، وفي معجم رجال الحديث ٦: ٢٤ وقاموس الرجال ٣: ٤٨١ كلام مهم حول شخص الحسين في هاتين الروايتين، فراجع.

(١) تهذيب الأحكام ٦: ٤٣ / ٨٩، وفيه رواية هؤلاء عن الحسين بن عبيد الله من دون توصيفه بالصغير.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٣ / ٣١١، ورجال البرقي: ٢٧.

(٣) في الحجرية: الأعشى، وهو مصحف الدغشي.

(٤) رجال الشيخ: ١٧٠ / ٧٩ وفيه: الحسين بن عطية الدغشي المحاربي الكوفي. ومنه يظهر أنه أخو الحسن بن عطية أبو ناب الدغشي الكوفي وإن لم ينص أحد على أن للحسن الدغشي أخاً باسم الحسين، إذ المعروف من إخوته هم: محمّد وعلي ومالك.

انظر: رجال الكشّي ٢: ٦٦٣ / ٦٨٤، ورجال النجاشي: ٤٦ / ٩٣، ورجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٧ في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام كلهم في ترجمة الحسن الدغشي. على أن الشيخ ذكر الحسن الدغشي في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام مرتين، إحداهما ما تقدم والأُخرى في: ١٦٧ / ٢٠ وظاهره التكرار، وقد قيل باتحاده مع الحسن بن عطية الحناط، إلاّ ان ابن داود جزم في رجاله: ٧٤ / ١١ بالتعدد.

(٥) تقدم في الهامش السابق القول باتحاده مع الدغشي المتقدم برقم [٦٥٤]، فراجع.

(٦) رجال الشيخ: ١٦٩ / ٧١.

(٧) أُصول الكافي ٢: ٣٤٤ / ١، وفي ذيل الحديث أورد مثله عنه أيضاً.

٢٧٨

[٦١٠] الحُسَين بن علي بن أحمد:

من مشايخ الصدوق(١) ، وفي التعليقة: الظاهر أنّه الصّائغ الذي يروي عنه مترضياً(٢) .

[٦١١] الحُسَين بن علي الزعفراني:

من مشايخ جعفر بن قولوَيْه في كامل الزيارة(٣) .

[٦١٢] الحُسَين بن علي بن الحَسَن بن الحَسَن بن الحَسَن بن علي ابن أبي طالب عليهم‌السلام :

صاحب فخ(٤) ، مدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

(١) أمالي الصدوق: ٤٤١ / ٢٢.

(٢) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٣٨٢.

(٣) كامل الزيارات: ٥٢ ب ١٤.

(٤) استشهد الحسين بن علي صاحب فخ (رضي الله تعالى عنه) في عهد موسى بن محمّد بن أبي جعفر المنصور الملقب زوراً بالهادي العباسي، ووقعة فخ هي واحدة من جرائم العباسيين بحق الطالبيين، وكان سبب استشهاده هو ما أبداه والي المدينة وهو من أحفاد عمر بن الخطاب من غلظة شديدة بحق أولاد علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيما نصت عليه سائر كتب التاريخ، إذ كان يستعرضهم دون غيرهم من أهل المدينة في كل يوم. وقد بلغ جبن هذا الوالي وذعره أنه لما اندلعت شرارة ثورة الحسين صاحب فخ بصوت المؤذن: « حي على خير العمل » دهش وصاح « أغلقوا الباب وأطعموني حبتي ماء »، حتى عرف ولده وأحفاده فيما بعد ببني حبتي ماء! قال أبو الفرج واصفاً جبنه وذعره: « قالوا: ثم اقتحم إلى دار عمر بن الخطاب وخرج في الزقاق المعروف بزقاق عاصم بن عمر، ثم مضى هارباً على وجهه يسعى ويضرط حتى نجا »، مقاتل الطالبين: ٤٤٧.

نقول: ان عنتريات الأوغاد التي ما قتلت ذبابة، سرعان ما تنكشف حقيقتها عند أول صوت هادر بالحق، وتاريخ الطغاة منذ أقدم العصور وإلى يومنا هذا مليء بالشواهد الناطقة بهذه الحقيقة، ولهذا تراهم يستميتون من أجل كم الأفواه خشية من أن يسمعوا « حي على خير العمل » ذلك الصوت الرسالي الذي يهز عروش الظالمين ويأتي على بنيانهم من القواعد.

(٥) رجال الشيخ: ١٦٨ / ٥٦.

٢٧٩

[٦١٣] الحُسَين بن علي بن الحُسَين بن محمّد بن يوسف:

الوزير المغربي، أبو القاسم، من ولد بلاش بن بهرام جور، وأُمّه فاطمة بنت أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، شيخنا صاحب كتاب الغيبة، له كتب، وعدّها، وقال(١) : توفيرحمه‌الله يوم النصف من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة، النجاشي(٢) .

ولا يخفى أن ذكره في المصنفين، وترحمه عليه كاشف عن استقامته وسلامته.

[٦١٤] الحُسَين بن علي السري:

عنه: عبد الله بن مُسْكان، في التهذيب، في باب النفر من منى(٣) .

[٦١٥] الحُسَين بن علي بن كَيْسَان الصَّنْعاني:

من أصحاب الهادي [عليه‌السلام (٤) ] عنه: عبد الله بن جعفر الحِمْيري، في

__________________

(١) أي: النجاشي، كما سيأتي.

(٢) رجال النجاشي: ٦٩ / ١٦٧، وفيه: بلاس بدل بلاش.

(٣) تهذيب الأحكام ٥: ٢٧٣ / ١١.

(٤) وردت روايته عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام وذلك في التهذيب (مورد واحد)، وكذلك الاستبصار (مورد واحد) أيضاً.

والظاهر اعتماد الكل على ما ذكره الأردبيلي قدس‌سره في جامع الرواة ١: ٢٤٩.

هذا وهناك استظهار للسيّد الخوئي قدس‌سره في معجم رجال الحديث ٥: ٥٣ / ٢٩٨٥، جاء فيه: اتحاد الحسين بن علي بن كيسان مع الحسن بن علي بن كيسان، الذي روى عن الصادق عليه‌السلام . وقال السيد الخوئي قدس‌سره : (الظاهر ان

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550