الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٤

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل10%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 581

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 581 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 175948 / تحميل: 6532
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

ووفق ما ورد في الرّوايات ، فقد صعد يونسعليه‌السلام إلى السفينة ، ثمّ إنّ حوتا ضخما وقف أمام السفينة ، فاتحا فمه وكأنّه يطلب الطعام ، فقال ركاب السفينة أنّ هناك شخصا مذنبا معنا يجب أن يكون طعام هذا الحوت ، ولم يجدوا سبيلا سوى الاقتراع لتحديد الشخص الذي يرمى للحوت ، وعند ما اقترعوا خرج اسم يونس ، وطبقا للرواية فإنّهم اقترعوا ثلاث مرّات وفي كلّ مرّة كان يخرج اسم يونسعليه‌السلام ، فأمسكوا بيونس وقذفوه في فم الحوت العظيم ، وقد أشار القرآن المجيد في آية قصيرة إلى هذه الحادثة ، قال تعالى :( فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) .

«ساهم» في مادّة (سهم) وتعني اشتراكه في الاقتراع ، فالاقتراع تمّ على ظهر السفينة بالشكل التالي ، كتبوا اسم كلّ راكب على (سهم) ثمّ خلطوا الأسهم وسحبوا سهما واحدا ، فخرج السهم الذي يحمل اسم يونسعليه‌السلام .

(مدحض) مشتقّة من (دحض) وتعني إبطال مفعول الشيء أو إزالته أو التغلّب عليه ، والمراد هنا أنّ اسمه ظهر في عملية الاقتراع من بين بقيّة الأسماء.

وورد بهذا الشأن تفسير آخر يقول : إنّ إعصارا هبّ في البحر عرض السفينة ومن فيها من الرّكاب للخطر بسبب ثقل حمولتها ، ولم يكن لهم سبيل للنجاة سوى تخفيف وزن السفينة من خلال إلقاء بعض ركّابها في وسط البحر ، وعند ما اقترعوا على من يرمونه في الماء خرج اسم يونس ، وبعد رميه في البحر ابتلعه حوت عظيم.

وقال القرآن الكريم :( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ) أي إنّ حوتا عظيما التقمه وهو مستحقّ للملامة.

«التقم» مشتقّة من (الالتقام) وتعني (البلع).

(مليم) من مادّة (لوم) وتعني التوبيخ والعتب (وعند ما تأتي بصفة الفعل فإنّها تعطي معنى استحقاق الملامة).

ومن المسلّم أنّ هذه الملامة لم تكن بسبب ارتكابه ذنبا كبيرا أو صغيرا وإنّما

٤٠١

بسبب تركه العمل بالأولى ، واستعجاله في ترك قومه وهجرانهم.

وبعد بلعه من قبل الحوت أعطى الله سبحانه وتعالى أمرا تكوينيا إلى الحوت أن لا تلحق الأذى بيونس ، إذ أنّ عليه أن يقضي فترة في السجن الذي لم يسبق له مثيل ، كي يدرك تركه العمل بالأولى ، ويسعى لإصلاحه.

وورد في إحدى الرّوايات أنّ «أوحى الله إلى الحوت : لا تكسر منه عظما ولا تقطع له وصلا»(١) .

يونسعليه‌السلام انتبه بسرعة للحادث ، وتوجّه على الفور إلى الله سبحانه وتعالى وتكامل وجوده مستغفرا الله على تركه العمل بالأولى ، وطالبا العفو منه.

ونقلت الآية (٨٧) في سورة الأنبياء صورة توجّه يونسعليه‌السلام بالدعاء الذي يسمّيه أهل العرفان باليونسية ، قال تعالى :( فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) .

أي إنّه نادى من بطن الحوت بأن لا معبود سواك ، وأنّني كنت من الظالمين ، إذ ظلمت نفسي وابتعدت عن باب رحمتك.

اعتراف يونس الخالص بالظلم ، وتسبيحه الله المرافق للندم أدّى مفعوله ، إذ استجاب الله له وأنقذه من الغمّ ، كما جاء في الآية (٨٨) من سورة الأنبياء ،( فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) .

ونلاحظ الآن ماذا تقول الآيات بشأن يونسعليه‌السلام ، قال تعالى :( فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) أي لو لم يكن من المسبّحين لأبقيناه في بطن الحوت حتّى يوم القيامة ، ويعني تبديل سجنه المؤقّت إلى سجن دائم ، ومن ثمّ تبديل سجنه الدائم إلى مقبرة له.

وبخصوص بقاء يونس في بطن الحوت حتّى يوم القيامة (على فرض أنّه ترك

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، المجلّد ٢٦ ، الصفحة ١٦٥ ، كما ورد نفس المعنى مع اختلاف بسيط في تفسير البرهان ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٣٧.

٤٠٢

تسبيح الله والتوبة إليه) فهل أنّه يعني بقاءه حيّا أم ميّتا ، المفسّرون ذكروا بهذا الشأن احتمالات متعدّدة منها :

أوّلا : بقاء الإثنين ـ أي يونس والحوت ـ أحياء ، ويونس يبقى إلى يوم القيامة مسجونا في بطن الحوت.

ثانيا : وفاة يونس ، وبقاء الحوت حيّا باعتباره قبرا متحركا لجثّة يونس.

ثالثا : وفاة الإثنين ، وهنا يكون بطن الحوت قبرا ليونس ، والأرض قبرا للحوت ، حيث يدفن في قلب الحوت ، والحوت يدفن في باطن الأرض إلى يوم القيامة.

الآية مورد البحث لا تدلّ على أي من الاحتمالات التي ذكرناها ، فهناك آيات عديدة في القرآن الكريم تؤكّد موت الجميع في آخر الزمان ، لذا فإنّ بقاء يونس أو الحوت أحياء حتّى يوم القيامة غير ممكن ، وبهذا يعدّ الاحتمال الثالث أقرب الاحتمالات إلى الواقع(١) .

وهناك احتمال آخر يقول : إنّ هذه العبارة هي كناية عن طول المدّة ، وتعني أنّه سيبقى لمدّة طويلة في هذا السجن.

ولا ننسى أنّ هذه الأمور كان يمكن أن تتحقّق لو أنّه كان قد ترك تسبيح الله والتوبة إليه ، ولكن الذي حدث أنّ تسبيحه وتوبته جعلاه مشمولا بالعفو الإلهي.

ويضيف القرآن ، وقد ألقينا به في منطقة جرداء خالية من الأشجار والنباتا ، وهو مريض( فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ) .

فالحوت الضخم لفظ يونس ـ الذي لم يكن غذاء صالحا لذلك الحوت ـ على ساحل خال من الزرع والنبات ، والواضح أنّ ذلك السجن العجيب أثر على سلامة وصحّة جسم يونس ، إذ أنّه تحرّر من هذا السجن وهو منهار ومعتل.

__________________

(١) الملفت للنظر أنّ المفسّر الكبير العلّامة (الطبرسي) الذي غالبا ما يجمع الآراء المختلفة في ذيل الآيات ، اقتنع هنا بإيراد احتمال واحد فقط ، والذي يقول (لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة).

٤٠٣

إنّنا لا نعلم كم أمضى يونس من الوقت في بطن الحوت ، فمن المسلّم به أنّه لا يمكن تجنّب المؤثّرات هناك مهما كانت الفترة الزمينة التي قضاها في بطن الحوت ، صحيح أنّ الأمر الإلهي كان قد صدر في أن لا يهضم يونس داخل بطن الحوت ، ولكن هذا لا يعني أن لا يتأثّر بعض الشيء بمؤثّرات ذلك السجن ، لذا فقد كتب بعض المفسّرون أنّ يونس خرج من بطن الحوت وكأنّه فرخ دجاجة ضعيف وهزيل جدّا لا يمتلك القدرة على الحركة.

مرّة اخرى شمله اللطف الإلهي ، لأنّ جسمه كان مريضا ومتعبا ، وكلّ عضو من أعضاء جسمه كان مرهقا وعاجزا ، وكانت حرارة الشمس تؤذيه ، فيحتاج إلى ظلّ لطيف يظلّل جسده. والقرآن هنا يكشف عن هذا اللطف الإلهي بالقول ، إنّنا أنبتنا عليه شجرة قرع ليستظلّ بأوراقها العريضة والرطبة( وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) .

(اليقطين) تعني ـ كما قال أصحاب اللغة والتّفسير ـ كلّ نبات لا ساق له وله أوراق كبيرة ، مثل نبات البطّيخ والقرع والخيار وما يشابهها. ولكن الكثير من المفسّرين ورواة الحديث أعلنوا بأنّ المقصود من (اليقطين) هو (القرع) ، والذي يجب الالتفات إليه أنّ كلمة «الشجرة» في اللغة العربية تطلق على النباتات التي لها ساق وأغصان والتي ليس لها ساق وأغصان ، وبعبارة اخرى : تشمل كلّ الأشجار والنباتات ، ونقلوا حديثا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قالوا فيه : إنّ شخصا سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّك تحبّ القرع؟ فأجاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أجل هي شجرة أخي يونس»(١) .

وقيل : إنّ أوراق شجرة القرع ، إضافة إلى أنّها كانت كبيرة ورطبة جدّا ويمكن الاستفادة منها كظلّ جيّد ، فإنّ الذباب لا يتجمّع حول هذه الأوراق ، ولهذا فإنّ يونسعليه‌السلام التصق بتلك الأوراق كي يرتاح من حرقة الشمس ومن الحشرات في

__________________

(١) روح المعاني ، المجلّد ٧ ، الصفحة ٤٨٩.

٤٠٤

نفس الوقت ، إذ أنّ بقاءه في داخل بطن الحوت أدّى إلى أن يصبح جلده رقيقا جدّا وحسّاسا ، بحيث يتألّم إن استقرّت عليه حشرة.

ويحتمل أنّ الباريعزوجل يريد من هذه المرحلة إكمال الدرس الذي أعطاه ليونس في بطن الحوت ، إذ كان عليه أن يحسّ بتأثير حرارة الشمس على جلده الرقيق ، كي يبذل جهدا وسعيا أكثر ـ عند ما يتسلّم القيادة في المستقبل ـ لإنقاذ امّته من نار جهنّم ، وقد ورد هذا المضمون في روايات متعدّدة(١) .

نترك الحديث عن يونس ونعود إلى قومه ، فبعد أن ترك يونس قومه وهو غضبان ، ظهرت لقومه دلائل تبيّن لهم قرب موعد الغضب الإلهي ، هذه الدلائل هزّت عقولهم بقوّة وأعادتهم إلى رشدهم ، ودفعتهم إلى اللجوء للشخص (العالم) الذي كان آمن بيونس وما زال موجودا في المدينة ، واتّخاذه قائدا لهم ليرشدهم إلى طريق التوبة.

وورد في روايات اخرى أنّهم خرجوا إلى الصحراء ، وفرّقوا بين المرأة وطفلها ، وحتّى بين الحيوانات وأطفالها ، وجلسوا يبكون وينتحبون بأعلى أصواتهم ، داعين الله سبحانه وتعالى بإخلاص أن يتقبّل توبتهم ويغفر ذنوبهم وتقصيرهم بعدم اتّباعهم نبي الله يونس.

وهنا أزاح الله عنهم سحب العذاب وأنزلها على الجبال ، وهكذا نجا قوم يونس التائبون المؤمنون بلطف الله(٢) .

بعد هذا عاد يونس إلى قومه ليرى ماذا صنع بهم العذاب الإلهي؟ ولكن ما إن عاد إلى قومه حتّى فوجئ بأمر أثار عنده الدهشة والعجب ، وهو أنّه ترك قومه في ذلك اليوم يعبدون الأصنام ، وهم اليوم يوحّدون الله سبحانه.

القرآن يقول هنا :( وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) كانوا قد آمنوا بالله ،

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٤٣٦ ، الحديث ١١٦.

(٢) نقل صاحب تفسير البرهان ، وفي المجلّد ٤ ، الصفحة ٣٥ هذا الحديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام .

٤٠٥

واغدقت عليهم النعم الإلهية المادية والمعنوية لمدّة معيّنة ،( فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ ) .

وبالطبع فإنّهم بعد توبتهم كانوا يتمتّعون بإيمان بسيط ، وقد إزداد بعد عودة يونس إليهم ، أي إزداد إيمانهم بالله وبرسوله يونس ، وأخذوا ينفّذون تعليماته وأوامره.

ويتبيّن من آيات القرآن الكريم أنّ يونسعليه‌السلام بعث من جديد إلى قومه السابقين ، أمّا الذين قالوا : إنّه بعث إلى قوم آخرين ، فقولهم لا يتناسب مع ظاهر الآيات.

لأنّنا نقرأ من جهة قوله تعالى :( فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ ) يعني أنّ القوم الذين بعثنا إليهم يونس كانوا قوما مؤمنين ، وأنّنا قد أغدقنا عليهم النعم لمدّة محدودة.

ومن جهة اخرى ، فقد ورد نفس هذا التعبير في سورة يونس بشأن قومه السابقين ، وذلك في الآية (٩٨)( فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ ) .

ومن هنا يتّضح أنّ المراد من( إِلى حِينٍ ) هو لفترة معيّنة ، أي إلى نهاية حياتهم وحلول أجلهم الطبيعي.

سؤال يطرح نفسه : لماذا قالت الآية المذكورة أعلاه :( مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) ؟ وما المقصود من يزيدون أي عدد بعد المائة ألف؟ المفسّرون أعطوا تفسيرات مختلفة لها ، ولكن الظاهر أنّ مثل هذه العبارات تأتي لتأكيد شيء ما ، وإعطائه هالة من العظمة ، وليس لخلق حالة من الترديد والشكّ(١) .

* * *

__________________

(١) لهذا فإنّ (أو) هنا تأتي بمعنى ، (بل).

٤٠٦

بحوث

١ ـ عرض موجز لحياة يونسعليه‌السلام

(يونس) بن (متى) ويلقّب بـ (ذي النون) أي صاحب الحوت ، وقد اعطي هذا اللقب لأنّ قصّته ارتبطت بالحوت ، وهو من المعروفين ، وعلى الظاهر أنّه ولد بعد موسى وهارون.

وقال البعض : إنّه من أولاد (هود) وقد كلّف من قبل الباريعزوجل بهداية من تبقّى من قوم ثمود.

والمنطقة التي بعث إليها كانت إحدى مناطق العراق وتسمّى (نينوى)(١) .

وقال البعض : إنّ بعثته كانت قبل ولادة المسيحعليه‌السلام بحوالي (٨٢٥) عاما ، وحاليا هناك قبر قرب مدينة الكوفة على ضعاف النهر يعرف بقبر (يونس).

وجاء في بعض الكتب أنّ يونس كان من أبناء بني إسرائيل وبعث إلى أهل نينوى بعد سليمان. وقد شرح كتاب (يوناه) أحد كتب التوراة العهد القديم في بحوث مفصّلة حياة النّبي يونس وتحت عنوان (يوناه بن متى). وطبقا لما جاء في هذا الكتاب ، فإنّ يونس كان مكلّفا بالذهاب إلى مدينة (نينوى) الكبيرة ، ومجابهة شرور الطغاة هناك.

ثمّ تذكّر التوراة حوادث اخرى ، تشبه كثيرا ما جاء في القرآن ، مع وجود اختلاف ، وهو أنّ الروايات الإسلامية تقول : إنّ يونس دعا قومه إلى التوحيد ونفّذ ما أوكل إليه في هذا المجال ، وبعد أن رفض قومه دعوته دعا عليهم وتركهم وحصل له ما حصل في حادثة السفينة والحوت ، ولكن التوراة ذكرت عبارة غير مقبولة ، إذ قالت : إنّ يونس طلب قبل بعثه إلى قومه أن يعفى من هذه المهمّة ، ولهذا

__________________

(١) نينوى ، اسم عدّة مناطق ، الاولى : مدينة قرب الموصل ، والاخرى في ضواحي الكوفة في جهة كربلاء ، ومدينة في آسيا الصغرى ، عاصمة مملكة آشور وتقع عاى ضفاف نهر دجلة (دائرة المعارف ده خدا) والبعض الآخر قال : إنّ نينوى هي أكبر مدن مملكة آشور الواقعة في الضفّة الشرقية لنهر دجلة وقد بنيت مقابل الموصل (معجم قصص القرآن).

٤٠٧

توقّف عن الدعوة وانهزم وحصلت له حادثة السفينة والحوت.

والذي يثير العجب أكثر أنّ التوراة تقول : إنّ يونس تألّم وغضب كثيرا عند ما أزال الله سبحانه وتعالى العذاب عن قومه بعد ما أعلنوا توبتهم(١) .

وجاء في أحد فصول التوراة ـ أيضا ـ أنّ يونس بعث مرّتين ، امتنع في الاولى وابتلي بذلك المصير المؤلم ، وفي المرّة الثانية بعث أيضا إلى المدينة (نينوى) نفسها ، وكان أهلها قد تيقّظوا من غفلتهم وآمنوا بالله ، وتابوا إليه وشملهم العفو الإلهي ، ذلك العفو الذي لم يفرح قلب يونس.

وبمقارنة ما جاء في القرآن المجيد والروايات الإسلامية مع ما جاء في كتاب التوراة الحالي يتّضح إلى أي درجة تحطّ (التوراة المحرّفة) من شأن نبي الله يونس ، فأحيانا ينسب إليه عدم قبوله حمل الرسالة التي كلّف بها ، وأحيانا غضبه وسخطه على قرار الله سبحانه وتعالى بشمول قومه التائبين بالعفو والرحمة. وهذا يدلّ على أنّ التوراة الحالية كتاب لا يمكن الاعتماد عليه بأي شكل من الأشكال.

على أيّة حال ، فإنّ يونس من الأنبياء الكبار الذين ذكرهم القرآن بأحسن وأفضل الذكر.

٢ ـ كيف بقي يونس حيّا في بطن الحوت؟

قلنا : إنّه ليس هناك دليل واضح يبيّن كم أمضى يونس من الوقت في بطن الحوت؟ هل أنّها كانت عدّة ساعات أم عدّة أيّام أم عدّة أسابيع؟

فقد ورد في بعض الروايات أنّه أمضى (٩) ساعات في بطن الحوت ، فيما قالت روايات اخرى : إنّه أمضى ثلاثة أيّام ، وأكّدت اخرى أنّه أمضى أكثر ، حتّى أنّ البعض قال : إنّه أمضى (٤٠) يوما في بطن الحوت.

__________________

(١) (التوراة) كتاب (النّبي يوناه) الفصل الأوّل والثاني والثالث والرابع.

٤٠٨

ولكن لا يوجد لدينا دليل ثابت على أي من هذه الأقوال.

وقد جاء في تفسير علي بن إبراهيم نقلا عن حديث لأمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنّ يونس أمضى (٩) ساعات في بطن الحوت(١) .

وقال بعض المفسّرين من أهل السنّة : إنّ المدّة التي أمضاها يونس في بطن الحوت كانت ساعة واحدة فقط(٢) .

وكم كانت المدّة؟ فإنّ مثل هذا الأمر ـ من دون أي شكّ ـ يعدّ أمرا غير عادي ، حيث إنّ الإنسان لا يستطيع أن يبقى حيّا لعدّة دقائق في محيط فارغ من الهواء ، وإذا رأينا أنّ الجنين يعيش عدّة أشهر في بطن أمّه حيّا ، فإنّما ذلك بسبب عدم عمل أجهزته التنفسيّة وحصوله على الأوكسيجين اللازم عن طريق دم والدته.

ووفقا لهذا فإنّ ما جرى ليونس إنّما هو معجزة من دون أي شكّ ، وهذه ليست المعجزة الأولى التي نصادفها في القرآن المجيد ، فالباريعزوجل ـ الذي حفظ إبراهيمعليه‌السلام في وسط النار ، وأنقذ موسى وبني إسرائيل من الغرق بعد أن أوجد لهم طريقا يابسا وسط البحر ، وخلّص نوحا من الطوفان العظيم بواسطة سفينة بسيطة ليهبط من بعد على الأرض اليابسة بسلام ـ قادر على حفظ عبد من عباده المخلصين مدّة من الزمن في بطن الحوت.

وبالطبع فإنّ وجود مثل تلك الحيتان الكبيرة في الماضي والحاضر لا يعدّ أمرا عجيبا ، إذ يوجد حاليا نوع من أنواع الحيتان يطلق عليه اسم (بالن) طوله أكثر من (٣٠) مترا ويعدّ أكبر حيوان على وجه الأرض ، وقلبه يزن طنّا واحدا.

في هذه السورة طالعنا قصص الأنبياء السابقين الذين نجوا بإعجاز من قبضة البلاء ، ويونس كان آخرهم في هذه السلسلة.

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم ، وفقا لما ورد في نور الثقلين ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٤٣٦.

(٢) تفسير القرطبي ، المجلّد ٨ ، الصفحة ٥٦٧.

٤٠٩

٣ ـ دروس وعبر كبيرة في قصص صغيرة :

وكما نعرف ، فإنّ استعراض القرآن لهذه القصص يهدف إلى تربية الإنسان ، لأنّ القرآن ليس كتاب قصص وإنّما هو كتاب هدفه بناء الإنسان وتربيته.

من هذه القصّة العجيبة يمكن استخلاص الكثير من المواعظ والعبر :

أ ـ ترك النّبي للعمل بالأولى يعدّ أمرا مهمّا عند الله ، ويؤدّي إلى مجازاة ذلك النبي ، لأنّ مرتبة الأنبياء عالية جدّا ، وأبسط غفلة منهم تعادل ذنبا كبيرا يرتكبه عوام الناس ، ولهذا السبب أطلق الله سبحانه وتعالى تسمية (الآبق) على عبده يونس في هذه الآية ، والتي تعني العبد الهارب.

وقد ورد في بعض الروايات أنّ ركّاب السفينة كانوا يقولون : هناك شخص عاص بيننا!

وعاقبة الأمر أنّ الباريعزوجل ابتلاه بسجن رهيب ، ثمّ أنقذه منه بعد أن تاب وعاد إلى الله ، وكان منهار القوى مريضا.

ذلك ليعرف الجميع أنّ التواني غير مقبول من أي أحد ، فعظمة مرتبة أنبياء وأولياء الله إنّما يحصلون عليها من طاعتهم الخالصة لأوامر الله سبحانه وتعالى ، وإلّا فالله لا تربطه صلة قربى مع أي أحد ، وإنّ الموقف الحازم الذي اتّخذه الله تجاه عبده يونس يوضّح عظمة مرتبة هذا النّبي الكبير.

ب ـ أحداث هذه القصّة (وخاصّة ما ورد في الآية (٨٧) من سورة الأنبياء) كشفت عن سبيل نجاة المؤمنين من الغمّ والحزن والابتلاءات والمشاكل ، وهو نفس السبيل الذي انتهجه يونس ، وهو اعترافه بخطئه أمام الله وتسبيحه الله وتنزيهه والعودة إليه.

ج ـ هذه القصّة توضّح كيف أنّ قوما مذنبين مستحقّين للعذاب يستطيعون في آخر اللحظات تغيير مسيرتهم التأريخية ، بعودتهم إلى أحضان الرحمة الإلهيّة ، وإنقاذ أنفسهم من العذاب ، وهذا مشروط بالصحوة من غفلتهم قبل فوات الأوان ،

٤١٠

وانتخاب شخص «عالم» قائدا لهم.

د ـ هذه الحادثة تبيّن أنّ الإيمان بالله والتوبة من الذنوب علاوة على أنّها تتسبّب في نزول الآثار والبركات المعنوية ، فهي توجد النعم والهبات الدنيوية وتجعلها في إختيار الإنسان ، وتوجد حالة من العمران والبناء ، وتطيل الأعمار ، ونظير هذا المعنى ورد أيضا في قصّة نوحعليه‌السلام والذي سنقرأ شرحه بعون الله في تفسير سورة نوح.

ه ـ أخيرا فإنّ مجريات هذه القصّة تستعرض قدرة الباريعزوجل العظيمة التي لا يقف أمامها شيء ولا يصعب عليها شيء ، إلى درجة تستطيع حفظ حياة إنسان في فم وجوف حيوان كبير وحشي ، وإخراجه سالما من هناك ، هذا الأمر يبيّن أنّ كلّ ما هو موجود في هذا الكون هو أداة بيده تعالى ومسخّر لأوامره.

٤ ـ الجواب على سؤال :

هنا يطرح هذا السؤال : عند بيان قصص الأقوام الاخرى في القرآن المجيد ، نلاحظ أنّه عند نزول العذاب عليهم (عذاب الاستئصال الذي كان ينال كلّ الأقوام الطاغية والمتجبّرة) لا تكون التوبة مقبولة والإنابة مؤثّرة ، فكيف استثني قوم يونس من هذا الأمر؟

هناك إجابتان على هذا السؤال :

الأولى : هي أنّ العذاب لم يكن قد نزل بهم ، لأنّهم بمجرّد أن شاهدوا دلائل بسيطة تنذر بالعذاب ، استغلّوا هذه الفرصة وآمنوا بالله وتابوا إليه قبل حلول البلاء.

الثانية : أنّ عذابهم لم يكن لإهلاكهم ، وإنّما كان بمثابة تنبيه وتأديب لهم قبل نزول العذاب المهلك ، وهو الأسلوب الذي كان يتّبع مع الأقوام السابقة ، أي تظهر لهم بعض دلائل العذاب كآخر فرصة لهم ، فإن آمنوا كفّ الله عنهم العذاب ، وإن بقوا على طغيانهم أنزل الله العذاب عليهم ليهلكهم عن آخرهم ، كما عذّب قوم فرعون بمختلف أنواع العذاب قبل أن يغرقهم الله في البحر.

٤١١

٥ ـ القرعة ومشروعيتها في الإسلام :

وردت أحاديث متعدّدة بشأن القرعة ومشروعيتها في الإسلام ، فعن الإمام الصادقعليه‌السلام «أي قضيّة أعدل من القرعة إذا فوّض الأمر إلى الله ، أليس اللهعزوجل يقول :( فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) (١) .

وهذا إشارة إلى أنّ القرعة هي طريق الحلّ الصحيح في حالة استعصاء أمر ما وعدم وجود طريق آخر لحلّه ، وتفويض الأمر لله كما جاء في قصّة يونس حيث انطبقت تماما مع الواقع.

وهذا المعنى ورد بصراحة في حديث لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال فيه : «ليس من قوم تنازعوا (تقارعوا) ثمّ فوّضوا أمرهم إلى الله إلّا خرج لهم المحقّ»(٢) .

ومن يريد الاطلاع أكثر على هذه المسألة فليراجع كتاب القواعد الفقهيّة (للمؤلّف).

* * *

__________________

(١) تفسير البرهان ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٣٧ الحديث ٦.

(٢) (الوسائل) كتاب القضاء ، المجلّد ١٨ ، باب الحكم بالقرعة في القضايا المشكلة في أبواب كيفية الحكم وأحكام الدعوى (الباب ١٣) الحديث (٥).

٤١٢

الآيات

( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨) سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٠) )

التّفسير

التهم القبيحة :

بعد استعراض ستّ قصص من قصص الأنبياء السابقين ، واستخلاص الدروس التربوية منها ، يغيّر القرآن موضوع الحديث ، ويتناول موضوعا آخر يرتبط بمشركي مكّة آنذاك ، ويستعرض لنا أنماطا مختلفة من شركهم ويحاكمهم بشدّة ، ثمّ يدحض بالأدلّة القاطعة أفكارهم الخرافية.

٤١٣

والقضيّة هي أنّ مجموعة من المشركين العرب وبسبب جهلهم وسطحيّة تفكيرهم كانوا يقيسون اللهعزوجل بأنفسهم ، ويقولون : إنّ للهعزوجل أولادا ، وأحيانا يقولون : إنّ له زوجة.

قبائل (جهينة) و (سليم) و (خزاعة) و (بني مليح) كانوا يعتقدون أنّ الملائكة هي بنات اللهعزوجل ، ومجموعة اخرى من المشركين كانت تعتقد أنّ (الجنّ) هم أولاد اللهعزوجل ، فيما قال البعض الآخر : إنّ (الجنّ) هم زوجات اللهعزوجل .

الأوهام الخرافية هذه ، كانت السبب الرئيسي لانحرافهم عن طريق الحقّ بصورة زالت معها كلّ آثار التوحيد والإعتقاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى من قلوبهم.

وقد ورد في أحد الأحاديث أنّ النمل يتصوّر أنّ لخالقه قرنين إثنين مثلما هي تمتلك.

نعم ، العقل الناقص للإنسان يدفعه إلى المقارنة ، المقارنة بين الخالق والمخلوق ، وهذه المقارنة من أسوأ الأسباب التي تؤدّي بالإنسان إلى الضلال عن معرفة الله.

على أيّة حال ، فالقرآن الكريم يردّ على الذين يتصوّرون أنّ الملائكة هي بنات الله بثلاث طرق ، أحدها تجريبي ، والآخر عقلي ، والثالث نقلي ، وفي البداية يقول ، اسألهم هل أنّ الله تعالى خصّ نفسه بالبنات ، وخصّهم بالبنين ،( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) .

وكيف تنسبون ما لا تقبلون به لأنفسكم إلى الله ، حيث أنّهم طبق عقائدهم الباطلة كانوا يكرهون البنات بشدّة ويحبّون الأولاد كثيرا ، فالأولاد كان لهم دورا مؤثّرا خلال الحرب والإغارة على بقيّة القبائل ، في حين أنّ البنات عاجزات عن تقديم مثل هذه المساعدة.

ومن دون أي شكّ فإنّ الولد والبنت من حيث وجهة النظر الإنسانية ، ومن حيث التقييم عند الله سبحانه وتعالى متساوون ، وميزان شخصيتهم هو التقوى

٤١٤

والطهارة ، واستدلال القرآن هنا إنّما يأتي من باب (ذكر مسلّمات الخصم) ومن ثمّ ردّها عليه. وشبيه هذا المعنى ورد في سور اخرى من سور القرآن ، ومنها ما جاء في الآية (٢١ و ٢٢) من سورة النجم( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى. تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى ) !.

ثمّ ينتقل الحديث إلى عرض دليل حسّي على المسألة هذه ، وبشكل استفهام استنكاري ، قال تعالى :( أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ ) .

ومن دون أي شكّ فإنّ جوابهم في هذا المجال سلبي ، إذ لم يستطع أحدا منهم الادّعاء بأنّه كان موجودا أثناء خلق الملائكة.

مرّة اخرى يطرح القرآن الدليل العقلي المقتبس من مسلّماتهم الذهنية ويقول :( أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ. أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ ) .

هل تدركون ما تقولون وكيف تحكمون :( ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ؟

ألم يحن الوقت الذي تتركون فيه هذه الخرافات والأوهام القبيحة والتافهة؟

( أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) ؟

إذن أنّ هذا الكلام باطل من الأساس بحيث لو أنّ أي إنسان له ذرّة من عقل ودراية ، ويتفكّر في الأمر جيّدا ، لأدرك بطلان هذه المزاعم.

بعد إثبات بطلان ادّعاءاتهم الخرافية بدليل تجريبي وآخر عقلي ، ننتقل إلى الدليل الثالث وهو الدليل النقلي ، حيث يقول القرآن الكريم مخاطبا إيّاهم : لو كان ما تزعمونه صحيحا لذكرته الكتب السابقة ، فهل يوجد لديكم دليل واضح عليه ،( أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ ) .

وإذا كنتم صادقين في قولكم فأتوا بذلك الكتاب( فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .

هذا الادّعاء في أي كتاب موجود؟ وفي أي وحي مذكور؟ وعلى أي رسول نزل؟

٤١٥

هذا القول يشبه بقيّة الأقوال التي يخاطب بها القرآن عبدة الأصنام( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ. أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ) .

كلّا ، إنّها لم ترد في الكتب السماوية ، بل انّها خرافات انتقلت من جيل إلى جيل ومن جهلة إلى آخرين ، وإنّها دعاوي مرفوضة ولا أساس لها ، كما أشير إليها في نهاية الآيات المذكورة أعلاه( أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ) .

الآية اللاحقة تطرّقت إلى خرافة اخرى من خرافات مشركي العرب ، والّتي تزعم بوجود نسبة بين اللهعزوجل والجنّ ، فالآية هنا لا تخاطبهم بصورة مباشرة وإنّما تخاطبهم بضمير الغائب ، لأنّهم أناس تافهون ، ولا تتوفّر فيهم الكفاءة واللياقة للردّ على زعمهم( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً ) .

فما هي النسبة الموجودة بين الله والجنّ؟

وردت عدّة تفاسير مختلفة لهذا السؤال ، منها :

قال البعض : إنّهم كانوا ثنويين ، ويعتقدون (نعوذ بالله) أنّ الله والشيطان إخوة ، الله خالق المحبّة ، والشيطان خالق الشرور.

وهذا التّفسير مستبعد ، لأنّ المذهب الثنوي لم يكن معروفا عند العرب ، بل كان منتشرا في إيران خلال عهد الساسانيين.

واعتبر البعض الآخر الجنّ هم نفس الملائكة ، لأنّ الجنّ موجودات لا تدركها الأبصار ، والملائكة كذلك ، ولذلك أطلقوا كلمة «الجنّ» عليها. إذا ، فالمراد من النسبة هي النسبة التي كان يدّعيها عرب الجاهلية من أنّ الملائكة بنات الله.

ويرد على هذا التّفسير أنّ ظاهر آيات بحثنا انّها تبحث في موضوعين ، إضافة إلى أنّ إطلاق كلمة (الجنّ) على الملائكة غير وارد وخاصّة في القرآن الكريم.

وهناك تفسير ثالث يقول : إنّهم كانوا يعتبرون (الجنّ) زوجات الله ، فيما

٤١٦

يعتبرون الملائكة بناته.

وهذا التّفسير مستبعد أيضا ، لأنّ إطلاق كلمة «نسب» على الزوجة غير وارد.

والتّفسير الذي يعدّ أنسب من الجميع ، هو أنّ المراد من كلمة (نسب) كلّ أشكال الرابطة والعلاقة ، حتّى ولو لم يكن هناك أي صلة للقرابة فيها ، وكما نعلم فإنّ مجموعة من المشركين العرب كانوا يعبدون الجنّ ويزعمون أنّها شركاء لله ، ولهذا كانوا يقولون بوجود علاقة بينها وبين الله.

على أيّة حال ، فالقرآن المجيد ينفي هذه المعتقدات الخرافية بشدّة ، ويقول : إنّ الجنّ الذين كان المشركون يعبدونها ويقولون بوجود نسبة بينها وبين الله ، يعلمون جيّدا أنّ المشركين سيحضرون في محكمة العدل الإلهي وسيحاسبون ويجزون( وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) .

والبعض الآخر احتمل أن يكون تفسير الآية بالشكل التالي : إنّ الجنّ الذين يغوون الناس يعلمون أنّهم يوم القيامة سيحضرون في محكمة العدل الإلهي ليحاسبوا وينالوا جزاءهم.

ولكن التّفسير الأوّل يعدّ أنسب(١) .

ونزّه الله تعالى نفسه عمّا قاله أولئك الضالّون في صفاته تعالى ، قائلا :( سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) . واستثنى وصف عباده المخلصين (الذين وصفوه عن علم ومعرفة ودراية) حيث وصفوه بما يليق بذاته المقدّسة ، قال تعالى :( إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ) .

وبهذا الشكل فإنّ من النادر أن نسمع أناسا عاديين يصفون الله سبحانه وتعالى وصفا لائقا ، كما يصفه عباده المخلصون ، العباد الخالصون من كلّ أشكال الشرك وهوى النفس والجهل والضلال ، والذين لا يصفون الباريعزوجل إلّا بما سمح

__________________

(١) الضمير (هم) يعود في الحالة الاولى على المشركين ، وفي الحالة الثانية على (الجنّ).

٤١٧

لهم به(١) .

وحول عبارة( عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ) فقد كان لنا بحث في نهاية الآية (١٢٨) من هذه السورة.

نعم ، فلمعرفة الله لا ينبغي اتّباع الخرافات الواردة عن أقوام الجاهلية التي يخجل الإنسان من ذكرها ، بل يجب اتّباع العباد المخلصين الذين يتحدّثون بأحاديث تجعل روح الإنسان محلّقة في عنان السماء ، وتذيبها في أنوار الوحدانية ، وتطهّر القلب من كلّ شائبة شرك ، وتمحو كلّ تجسيم وتشبيه لله من ذهن الإنسان.

ينبغي لنا مراجعة كلمات الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وأدعية الإمام زين العابدينعليه‌السلام في صحيفته ، كي نستنير بضياء وصفهم له جلّ وعلا.

فأمير المؤمنينعليه‌السلام ، يقول في إحدى كلماته : «لم يطلع العقول على تحديد صفته ، ولم يحجبها عن واجب معرفته ، فهو الذي تشهد له أعلام الوجود ، على إقرار قلب ذي الجحود ، تعالى الله عمّا يقوله المشبهون والجاحدون له علوّا كبيرا»(٢) .

وفي مكان آخر يصف اللهعزوجل بالقول : «لا تناله الأوهام فتقدّره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ، ولا تدركه الحواس فتحسّه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسّه ، ولا يتغيّر بحال ، ولا يتبدّل في الأحوال ، ولا تبليه الليالي والأيّام ، ولا يغيّره الضياء والظلام ، ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية والأبعاض ، ولا يقال له حدّ ولا نهاية ، ولا انقطاع

__________________

(١) وفقا لهذا التّفسير ، فإنّ عبارة (إلّا عباد الله) استثناء منقطع من ضمير (يصفون) ، والبعض قال : إنّه استثناء منقطع من ضمير (محضرون) كما ذكروا آراء مختلفة اخرى ، ولكن الرأي الأوّل أنسب. وعلى كلّ حال فهو استثناء منقطع.

(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ٤٩.

٤١٨

ولا غاية»(١) .

وفي مكان ثالث يقول : «ومن قال فيم؟ فقد ضمنه ، ومن قال علام؟ فقد أخلى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كلّ شيء لا بمقارنة ، وغير كلّ شيء لا بمزايلة»(٢) .

أمّا الإمام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام ، فقد قال في صحيفته السجّادية : «الحمد لله الأوّل بلا أوّل كان قبله ، والآخر بلا آخر يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين وعجزت عن نعته أوهام الواصفين»(٣) .

نعم ، فلمعرفة الله جيّدا علينا مراجعة نهج هؤلاء (عباد الله المخلصين) ودراسة علوم معرفة الله في مدارسهم.

* * *

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٦.

(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ١.

(٣) الدعاء الأوّل في الصحيفة السجّادية.

٤١٩

الآيات

( فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣) وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠) )

التّفسير

الادّعاءات الكاذبة :

الآيات السابقة تحدّثت عن الآلهة المختلفة التي كان المشركون يعبدونها ، أمّا الآيات ـ التي هي مورد بحثنا الآن ـ فتتابع ذلك الموضوع ، حيث توضّح في كلّ بضع آيات موضوعا يتعلّق بهذا الأمر.

بداية البحث تؤكّد الآيات على أنّ وساوس عبدة الأصنام لا تؤثّر على الطاهرين والمحسنين ، وإنّما ـ قلوبكم المريضة وأرواحكم الخبيثة هي التي تستسلم لتلك الوساوس ، قال تعالى :( فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ) .

نعم ، أنتم وما تعبدون لا تستطيعون خداع أحد بوسائل الفتنة والفساد عن

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

حرف الباء

٢٥. بحار الأنوار: محمّد باقر المجلسي ( م ١١١٠ ه‍ ) مؤسسة الوفاء، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٢٦. بديع: حسين علي النوري.

٢٧. بصائر الدرجات: الصفار: محمد بن الحسن ( م ٢٩٠ ه‍ ) تحقيق الميرزا محسن كوچه باغي، الطبعة الثانية، إيران ـ ١٣٩١ ه‍.

٢٨. بلوغ الارب: السيد محمود الآلوسي ( م ١٢٧٠ ه‍ ).

حرف التاء

٢٩. التاج: أبو عثمان: عمرو بن بحر الجاحظ ( م ٢٥٥ ه‍ ) مطبعة تابان ـ ١٣٤٩ ه‍.

٣٠. التاج الجامع للاُصول: الشيخ منصور علي ناصف، دار الفكر، بيروت ـ ١٤٠٦ ه‍.

٣١. تاريخ ابن كثير المسمى ( البداية والنهاية ): ابن كثير الشامي ( م ٧٧٤ ه‍ ) دار الفكر، بيروت ـ ١٤٠٢ ه‍.

٣٢. تاريخ الإسلام السياسي: الدكتور حسن إبراهيم حسن، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة ـ ١٩٦٧ م.

٣٣. تاريخ بغداد: أبو بكر: أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( م ٤٦٣ ه‍ ) المكتبة السلفية، المدينة المنورة.

٣٤. تاريخ بيهق: ابن فندق ( م ٥٦٥ ه‍ ) تعليق الاُستاذ بهمنيار، ط. طهران.

٣٥. تاريخ حصر الاجتهاد: آقا بزرگ الطهراني ( ١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ ه‍ ) مدرسة الإمام المهدي ـ عج ـ خونسار، إيران ـ ١٤٠١ ه‍.

٣٦. تاريخ الخميس: الديار بكري: الشيخ حسين بن محمّد، مؤسسة شعبان، بيروت.

٣٧. تاريخ الطبري المسمّى ( تاريخ الاُمم والملوك ): أبو جعفر محمّد بن جرير ( م ٣١٠ ه‍ ) مؤسسة الأعلمي، بيروت.

٣٨. تاريخ اليعقوبي: أحمد بن أبي يعقوب ( من علماء القرن الثالث الهجري ) المكتبة

٥٢١

الحيدرية، النجف الأشرف ـ ١٣٨٤ ه‍.

٣٩. التبيان في اعراب القرآن: أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري (م ٦١٦).

٤٠. تجريد الاعتقاد: نصير الدين الطوسي ( م ٦٧٢ ه‍ ).

٤١. تحفة الزائر: العلّامة محمّد باقر المجلسي ( ١١١٠ ه‍ ) طبعة حجر، إيران.

٤٢. تذكرة الفقهاء: العلّامة الحلّي ( م ٧٢٦ ه‍ ) المكتبة الرضوية، تبريز، طبعة حجر.

٤٣. تعاليق الأسفار الأربعة: الحكيم السبزواري.

٤٤. تفسير ابو الفتوح المسمّى ( روح الجنان ): أبو الفتوح الرازي، طهران ـ ١٣٩٤ ه‍.

٤٥. تفسير أنوار التنزيل وأسرار التأويل: عبد الله بن عمر البيضاوي، طبع مصر.

٤٦. تفسير البرهان: السيد هاشم التوبلي البحراني ( م ١١٠٧ ه‍ ) قم ـ ١٣٧٥ ه‍.

٤٧. تفسير البيان: السيد أبو القاسم الخوئي ( ١٣١٧ ـ ١٤١٣ ه‍ ) مطبعة الآداب، النجف الأشرف.

٤٨. تفسير التبيان: الطوسي: محمّد بن الحسن ( ٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه‍ ) دار إحياء التراث العربي، بيروت.

٤٩. تفسير الدر المنثور: جلال الدين السيوطي ( ٨٤٩ ـ ٩١١ ه‍ ) دار الفكر، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٥٠. تفسير الرازي: الفخر محمّد بن عمر الخطيب ( ٥٤٤ ـ ٦٠٦ ه‍ ) دار إحياء التراث العربي، بيروت.

٥١. تفسير فرات: أبوالقاسم: فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ( من أعلام الغيبة الصغرى ) طهران ـ ١٤١٠ ه‍.

٥٢. تفسير الكشاف: الزمخشري: محمود بن عمر ( م ٥٣٨ ه‍ ) مكتبة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة ـ ١٣٦٧ ه‍.

٥٣. تفسير مجمع البيان: الطبرسي: الفضل بن الحسن ( ٤٧١ ـ ٥٤٨ ه‍ ) مطبعة العرفان، صيدا ـ ١٣٥٤ ه‍.

٥٤. تفسير المنار: محمد رشيد رضا ( م ١٣٥٤ ه‍ ) دار المنار، مصر ـ ١٣٧٣ ه‍.

٥٢٢

٥٥. تفسير الميزان: العلّامة محمّد حسين الطباطبائي ( ١٣٢١ ـ ١٤٠٢ ه‍ ) مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٥٦. تفسير النعماني: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم.

٥٧. تنبيه الاُمّة وتنزيه الملّة: الميرزا النائيني.

٥٨. تنقيح المقال: عبد الله المامقاني ( ١٢٩٠ ـ ١٣٥١ ه‍ ) النجف الأشرف ـ ١٣٥٠ ه‍.

٥٩. تهذيب الأحكام: الشيخ الطوسي: محمد بن الحسن ( م ٤٦٠ ه‍ ) النجف الأشرف ١٣٧٨ ه‍.

٦٠. تهذيب الوصول إلى علم الاُصول: العلّامة الحلّي ( م ٧٢٦ ه‍ ) طبعة حجر.

٦١. التيسير في علم التفسير: عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدميري المعروف بالديريني ( ٦١٢ ـ ٦٩٤ ه‍ ).

حرف الجيم

٦٢. جامع الاُصول: الترمذي.

٦٣. جامع الرواة: الأردبيلي، محمّد بن علي الغروي، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم المقدّسة ـ ١٤٠٣ ه‍.

٦٤. جامع السعادات: جلال الدين عبد الرحمان السيوطي ( ٨٤٩ ـ ٩١١ ه‍ ) دار الفكر، بيروت.

٦٥. الجامع الصغير: جلال الدين عبد الرحمان السيوطي ( ٨٤٩ ـ ٩١١ ه‍ ).

حرف الحاء

٦٦. الحجة الذاهب إلى تكفير أبي طالب: أبو علي: شمس الدين فخار بن محمد الموسوي ( م ٦٣٠ ه‍ ).

٦٧. حق اليقين: السيد عبد الله شبر ( م ١١٨٨ ـ ١٢٤٢ ه‍ ) المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف.

٥٢٣

٦٨. حلية الأولياء: أبو نعيم: أحمد بن عبد الله الإصبهاني ( م ٤٣٠ ه‍ ) دار الكتاب العربي، بيروت ـ ١٣٨٧ ه‍.

حرف الخاء

٦٩. الخاتمية: علي أمير پور، منظمة مرجان للمطبوعات، طهران ـ ١٣٨٥ ه‍.

٧٠. الخرائج والجرائح: قطب الدين الرواندي ( م ٥٧٣ ه‍ ) مؤسسة الإمام المهدي، قم ـ ١٤٠٩ ه‍.

٧١. الخصال: الصدوق: محمد بن بابويه القمي ( م ٣٨١ ه‍ ) مؤسسة النشر الإسلامي، قم ـ ١٤٠٣ ه‍.

٧٢. الخطط المقريزية: تقي الدين المقريزي ( م ٨٤٥ ه‍ ) دار صادر، بيروت.

حرف الدال

٧٣. الدرجات الرفيعة: صدر الدين السيد علي خان المدني الحسيني ( م ١١٢٠ ه‍ ) منشورات المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف ـ ١٣٨١ ه‍.

٧٤. الدعوة إلى الإسلام: السير توماس ارنولد.

٧٥. ديوان أبي طالب: الجامع علي بن حمزة البصري التميمي المكنّي بأبي نعيم ( م ٣٧٥ ه‍ ).

حرف الذال

٧٦. الذريعة: آقا بزرگ الطهراني ( ١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ ه‍ ) دار الأضواء، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

حرف الراء

٧٧. الرجال: الكشي: أبو عمرو ( من علماء القرن الرابع الهجري ) مؤسسة اللأعلمي، كربلاء، العراق.

٥٢٤

حرف الزاي

٧٨. زاد المعاد: العلّامة محمد باقر المجلسي ( ١١١٠ ه‍ ) طبعة حجر، إيران.

حرف السين

٧٩. السرائر: ابن إدريس الحلي ( م ٥٩٨ ه‍ ) مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم ـ ١٤١٠ ه‍.

٨٠. سفينة البحار: الشيخ عباس القمي ( ١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه‍ ) طبعة حجر، النجف الأشرف.

٨١. السنن: ابن ماجة: أبو عبد الله: محمد بن يزيد القزويني ( ٢٠٧ ـ ٢٧٥ ه‍ ) دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ ١٣٩٥ ه‍.

٨٢. السنن: الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمان ( ١٨١ ـ ٢٥٥ ه‍ ) دار إحياء السنة النبويّة.

٨٣. السيرة النبويّة: ابن هشام: أبو محمد: عبد الملك بن أيوب الحميري ( م ٢١٣ أو ٢١٨ ه‍ ) دار التراث العربي، بيروت.

٨٤. السيرة الحلبيّة: الحلبي: برهان الدين علي بن إبراهيم ( م ١٠٤٤ ه‍ ) المكتبة الإسلامية، بيروت.

٨٥. السيرة الدحلانية على هامش السيرة: السيد أحمد زيني دحلان، المكتبة الإسلامية، بيروت.

حرف الشين

٨٦. الشرائع: المحقق الحلّي: أبو القاسم: جعفر بن الحسن ( ٦٠٢ ـ ٦٧٦ ه‍ ) دار الأضواء، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٥٢٥

٨٧. شرح ابن عقيل: عبد الله بن عقيل الهمداني المصري ( ٦٩٨ ـ ٧٦٩ ه‍ ) المكتبة التجاريّة الكبرى، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٨٨. شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد ( م ٦٥٥ ه‍ ) دار إحياء الكتب العربية، القاهرة ـ ١٣٧٨ ه‍.

٨٩. شرح المواهب: الزرقاني.

٩٠. الشفاء: الشيخ الرئيس ابن سينا ( م ٤٢٨ ه‍ ) منشورات بيدار، إيران.

حرف الصاد

٩١. الصحيح: البخاري: محمد بن إسماعيل ( م ٢٥٦ ه‍ ) مكتبة عبد الحميد أحمد حنفي، مصر ـ ١٣١٤ ه‍.

٩٢. الصحيح: مسلم بن الحجاج القشيري ( م ٢٦١ ه‍ ) دار إحياء التراث العربي، بيروت.

٩٣. الصحيفة السجادية الجامعة: الإمام زين العابدين: علي بن الحسينعليهما‌السلام مؤسسة الإمام المهدي ـ عج ـ قم المقدّسة ـ ١٤١١ ه‍.

٩٤. الصحيفة الهادية والتحفة المهدية: الشيخ إبراهيم بن محسن الكاشاني.

٩٥. الصراع بين الإسلام والوثينة: عبد الله القصيمي.

٩٦. الصواعق المحرقة: أحمد بن حجر الهيتمي ( م ٩٧٤ ه‍ ) مكتبة القاهرة، مصر ـ ١٣٨٥ ه‍.

حرف الطاء

٩٧. الطبقات الكبرى: محمد بن سعد ( م ٢٣٠ ه‍ ) دار صادر، بيروت ـ ١٣٨٠ ه‍.

حرف العين

٩٨. العرب: الاُستاذ عمر أبو النصر.

٥٢٦

٩٩. عقائد الإمامية: الشيخ محمد رضا المظفر.

١٠٠. العقد الفريد: ابن عبد ربه الأندلسي ( ٢٤٦ ـ ٣٢٨ ه‍ ) دار الكتب العلمية، بيروت ـ ١٤٠٤ ه‍.

١٠١. علل الشرائع: الصدوق: محمد بن بابويه القمي ( م ٣٨١ ه‍ ) مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ ١٤٠٨ ه‍.

١٠٢. علم الإمام: الشيخ محمد حسين المظفر: النجف الأشرف ـ ١٣٨٠ ه‍.

١٠٣. عيون أخبار الرضا: الشيخ الصدوق ( م ٣٨١ ه‍ ) مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ ١٤٠٤ ه‍.

حرف الغين

١٠٤. غاية المرام: السيد هاشم البحراني ( م ١١٠٧ ه‍ ) طبعة حجر، إيران.

١٠٥. الغدير: العلّامة الأميني: عبد الحسين أحمد النجفي ( ١٣٢٠ ـ ١٣٩٠ ه‍ ) دار الكتاب العربي، بيروت ـ ١٣٨٧ ه‍.

حرف الفاء

١٠٦. فتح الباري: ابن حجر: شهاب الدين أحمد العسقلاني ( م ٨٥٢ ه‍ ) دار إحياء التراث العربي، بيروت.

١٠٧. فتوح البلدان: البلاذري: أبو الحسن ( م ٢٧٩ ه‍ ) المكتبة التجارية، مصر ـ ١٩٥٩ م.

١٠٨. الفرائد: الشيخ الأنصاري ( ١٢١٢ ـ ١٢٨١ ه‍ ) طبعة حجر، إيران.

١٠٩. فرحة الغري: عبد الكريم بن طاووس، النجف الأشرف ـ ١٣٦٨ ه‍.

١١٠. فلا السائل: علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ( م ٦٦٤ ه‍ ) منشورات دفتر تبليغات إسلامي التابع للحوزة العلمية، قم المقدّسة.

١١١. الفهرست: النجاشي: أبو العباس ( م ٤٥٠ ه‍ ) طبع بومبي.

٥٢٧

حرف القاف

١١٢. قاموس الرجال: محمد تقي التستري ( المعاصر، تولد ١٣٢٠ ه‍ ) طهران ـ ١٣٩٧ ه‍.

١١٣. القرآن والكتاب: الحداد.

١١٤. قرب الإسناد: الحميري القمي: عبد الله بن جعفر ( من أعلام القرن الثالث الهجري ) مكتبة نينوى الحديثة، طهران.

حرف الكاف

١١٥. الكافي: الكليني: محمد بن يعقوب ( م ٣٢٩ ه‍ ) دار الكتب الإسلامية، طهران ـ ١٣٨٨ ه‍.

١١٦. كامل الزيارات: ابن قولويه: جعفر بن محمد ( ٣٦٧ ه‍ ) منشورات ميقات، طهران ـ ١٤٠٦ ه‍.

١١٧. الكامل في الأدب: المبرد النحوي: أبو العباس: محمد بن يزيد ( م ٢٨٥ ه‍ ) مكتبة المعارف، بيروت.

١١٨. الكامل في التاريخ: ابن الأثير الجزري: محمد بن محمد ( م ٦٣٠ ه‍ ) دار الكتاب العربي، بيروت.

١١٩. كتاب سليم بن قيس: سليم بن قيس الهلالي ( م ٩٠ ه‍ ) مؤسسة البعثة، طهران ـ ١٤٠٧ ه‍.

١٢٠. كشف الغمّة: الأربلي: علي بن عيسى ( م ٦٩٣ ه‍ ) دار الأضواء، بيروت ـ ١٤٠٥ ه‍.

١٢١. كشف المراد: العلّامة الحلّي: الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر ( م ٧٢٦ ه‍ ) مطبعة العرفان، صيدا ـ ١٣٥٣ ه‍.

١٢٢. كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين: العلّامة الحلّي ( م ٧٢٦ ه‍ ) طهران ـ

٥٢٨

١٤١١ ه‍.

١٢٣. كنز الفوائد: الكراجكي: محمد بن علي بن عثمان ( م ٤٤٩ ه‍ ) دار الأضواء، بيروت ـ ١٤٠٥ ه‍.

حرف اللام

١٢٤. لباب المنفول في أسباب النزول: جلال الدين عبد الرحمان السيوطي ( ٨٤٩ ـ ٩١١ ه‍ ) دار إحياء العلوم، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

١٢٥. اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية: جمال الدين مقداد بن عبد الله الأسدي السيوري الحلّي ( م ٨٢٦ ه‍ ) مطبعة شفق، تبريز ـ ١٣٩٧ ه‍.

حرف الميم

١٢٦. المبسوط: الشيخ الطوسي ( م ٤٦٠ ه‍ ) طبع طهران ـ ١٣٨٧ ه‍.

١٢٧. متشابهات القرآن ومختلفه: ابن شهر آشوب ( ٤٨٨ ـ ٥٨٨ ه‍ ) مطبعة شركت سهامي طبع كتاب، ايران.

١٢٨. مجموعة الرسائل الكبرى: ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم ( ٦٦١ ـ ٧٢٨ ه‍ ) مصر ـ ١٣٨٥ ه‍.

١٢٩. المحاسن: البرقي: أحمد بن محمد ( م ٢٧٤ ه‍ ) طبع طهران ـ ١٣٧٠ ه‍.

١٣٠. المدخل إلى دراسة التشريع الإسلامي: الدكتور عبد الرحمان الصابوني، المطبعة الجديدة، دمشق ـ ١٣٩٩ ه‍.

١٣١. مروج الذهب: المسعودي: علي بن الحسين ( م ٣٤٥ ه‍ ) منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت ـ ١٩٦٥ م.

١٣٢. المزار الكبير: ابن المشهدي، مخطوط، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم المشرّفة.

١٣٣. المستدرك: الحاكم النيسابوري: محمد بن عبد الله ( م ٤٠٥ ه‍ ) دار المعرفة، بيروت.

٥٢٩

١٣٤. مستدرك الوسائل: النوري الطبرسي: الحسين بن محمد تقي ( ١٢٥٤ ـ ١٣٢٠ ه‍ ) مؤسسة آل البيت، قم ـ ١٤٠٧ ه‍.

١٣٥. المسند: أحمد بن حنبل ( م ٢٤١ ه‍ ) دار الفكر، بيروت.

١٣٦. المسند: الشافعي.

١٣٧. مصباح المتهجد: الشيخ الطوسي: محمد بن الحسن ( م ٤٦٠ ه‍ ) بإشراف إسماعيل الزنجاني، إيران.

١٣٨. معاني الأخبار: الصدوق: محمد بن بابويه القمي ( م ٣٨١ ه‍ ) دار المعرفة، بيروت ١٣٩٩ ه‍.

١٣٩. المعجزة الخالدة: العلّامة الشهرستاني.

١٤٠. المغازي: الواقدي: محمد بن عمر بن واقد ( ١٣٠ ـ ٢٠٧ ه‍ ) مؤسسة الأعلمي، بيروت، لبنان.

١٤١. مفاتيح الغيب: صدر المتألّهين.

١٤٢. المفردات: الراغب الأصفهاني: أبو القاسم: الحسين بن محمد ( م ٥٠٢ ه‍ ) مطبعة الميمنية، القاهرة ـ ١٣٢٤ ه‍.

١٤٣. مقاييس اللغة: أبو الحسين: أحمد بن فارس بن زكريا ( م ٣٩٥ ه‍ ) دار إحياء الكتب العربية، القاهرة ـ ١٣٦٦ ه‍.

١٤٤. مقباس المصابيح: العلّامة محمد باقر المجلسي ( م ١١١٠ ه‍ ).

١٤٥. المقتل: الخوارزمي: موفق بن أحمد المكي ( م ٥٦٨ ه‍ ) مطبعة الزهراء، النجف الأشرف ـ ١٣٦٧ ه‍.

١٤٦. المقدّمة: ابن خلدون: عبد الرحمان بن محمد ( م ٨٠٨ ه‍ ) دار الكتب العلمية، بيروت ـ ١٣٩٨ ه‍.

١٤٧. مكاتيب الأئمة: العلّامة محمد بن المحسن بن المرتضى الكاشاني ( ١٠٣٩ ـ ١١١٥ ه‍ ) مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ١٤٠٧ ه‍.

١٤٨. مكاتيب الرسول: علي بن حسين علي الأحمدي ( المعاصر ) المطبعة العلمية، قم ـ

٥٣٠

١٣٧٩ ه‍.

١٤٩. مكارم الأخلاق: الطبرسي: الحسن بن الفضل ( من أعلام القرن السادس الهجري ) منشورات الشريف الرضي، قم ـ ١٤٠٨ ه‍.

١٥٠. المكاسب: الشيخ مرتضى الأنصاري، منشورات علاّمة، قم ـ ١٤٠٨ ه‍.

١٥١. ملحقات العروة الوثقى: السيد الطباطبائي.

١٥٢. مناقب آل أبي طالب: ابن شهر آشوب: أبو جعفر: رشيد الدين محمد بن علي السروي المازندراني ( ٤٨٨ ـ ٥٨٨ ه‍ ) المطبعة العلمية، قم، إيران.

١٥٣. مناهل العرفان: محمد عبد العظيم الزرقاني، دار الفكر، بيروت ـ ١٤٠٨ ه‍.

١٥٤. من لا يحضره الفقيه: الشيخ الصدوق: محمد بن علي بن بابويه القمي ( م ٣٨١ ه‍ ) دار الكتب الإسلامية، طهران ـ ١٣٩٠ ه‍.

١٥٥. من هنا وهناك: محمد جواد مغنية، مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ ١٣٨٨ ه‍.

١٥٦. الموطأ: مالك بن أنس ( م ١٧٩ ه‍ ) دار الآفاق الجديدة، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

حرف النون

١٥٧. نظرية السياسة والحكم في الإسلام: العلّامة الطباطبائي ( م ١٤٠٢ ه‍ ) طهران ـ ١٤٠٢ ه‍.

١٥٨. نهاية الدراية: السيد حسن الصدر ( ١٢٧٢ ـ ١٣٥٤ ه‍ ) الهند، لكهنو ـ ١٣٢٤ ه‍.

١٥٩. نهج البلاغة: جمع الشريف الرضي ( ٣٥٩ ـ ٤٠٤ ه‍ ) بيروت ـ ١٣٨٧ ه‍.

١٦٠. نهج السعادة: العروسي الحويزي: عبد علي بن جمعة ( م ١١١٢ ه‍ ) مطبعة الحكمة، قم المقدّسة، إيران.

١٦١. نور الثقلين: العروسي الحويزي: عبد علي بن جمعة ( م ١١١٢ ه‍ ) مطبعة الحكمة قم المقدّسة، إيران.

٥٣١

حرف الهاء

١٦٢. هدية الزائرين: الشيخ عباس القمي ( ١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه‍ ) طبعة حجر.

حرف الواو

١٦٣. الوافي: الفيض الكاشاني ( م ١٠٩١ ه‍ ) منشورات مكتبة الإمام أمير المؤمنين، اصفهان ـ ١٤٠٦ ه‍.

١٦٤. الوحي المحمدي: محمد رشيد رضا ( م ١٣٥٤ ه‍ ) طبع مصر.

١٦٥. وسائل الشيعة: الحرّ العاملي: محمد بن الحسن ( ١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه‍ ) دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

١٦٦. ولاية الفقيه: الإمام روح الله الخميني ( م ١٤٠٩ ه‍ ) منشورات ناس، طهران.

حرف الياء

١٦٧. اليهود في القرآن: عفيف عبد الفتاح طبارة، دار العلم للملايين، بيروت ـ ١٣٨٦ ه‍.

١٦٨. ينابيع المودة: القندوزي: سليمان بن إبراهيم البلخي ( م ١٢٩٤ ه‍ ) مطبعة اختر، اسلامبول ـ ١٣٠١ ه‍.

٥٣٢

فهرس المواضيع

كليمة قيّمة للعلّامة الطباطبائي ١ ٣

إكبار وتقدير من الشيخ محمد تقي التستري ٤

التفاتة كريمة من الشيخ محمد الكرمي ٥

عواطف خالصة من فضيلة الشيخ حسن طراد العاملي ٧

مقدّمة الطبعة الثالثة ٩

مقدمة الطبعة الثانية: القرآن كتاب القرون والأجيال ١١

القرآن معجزة خالدة ١١

أوجه الإعجاز القرآني ١٢

لزوم الاهتمام بالمعارف الإلهية ١٤

تقديم مباحث النبوّة على الصفات ١٦

مباحث النبوّة ١٨

مقدمة الطبعة الاُولى: منهج متكامل في علام التفسير ٢١

القرآن وآفاقه اللامتناهية ٢٢

٥٣٣

التفسير في مختلف الاتجاهات ٢٤

المنهج الصحيح في التفسير ٢٥

١. تفسير القرآن بالقرآن: ٢٦

٢. على ضوء الأحاديث الإسلامية الصحيحة: ٢٨

تأثير الحضارة الغربية في المنهج التفسيري ٢٩

نزول القرآن نجوماً ٣٠

الجمود فى التفسير ٣٣

التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ٣٤

أوّليات الطريقة الموضوعية في التفسير ٣٥

منهجنا في هذا الكتاب ٣٧

الفصل الأوّل

عالمية الإسلام على ضوء القرآن الكريم

تأثير تلكم الكتب: ٤٤

النصوص القرآنية في عالمية رسالته: ٤٥

البرهان على عمومية رسالته بوجه آخر: ٤٩

الدعوة إلى الفطرة، أساس الأحكام الإسلامية: ٥٤

الإسلام يكافح المبادئ الرجعية: ٥٥

نظرة في الآيات المشعرة بعدم العمومية ٥٩

١. آيات الانذار: ٥٩

٢. عد بعض أهل الكتاب من الصالحين: ٦١

٣. تخصيص الانذار باُمّ القرى ومن حولها: ٦٣

٤. كلّ نبي مبعوث بلسان قومه ٧٠

٥٣٤

مغالطة اُخرى حول الآية ٧١

هل كانت نبوّة نوح والكليم والمسيح عالمية ؟ ٧٣

هل رسالة نوح كانت مختصّة بقومه ؟ ٧٤

هل كانت نبوّة الكليم عالمية ؟ ٧٨

موقف دعوة الكليم من القبطيين ٧٩

موقف دعوة الكليم من غير القبطيين ٨٣

المقام الثاني في عموم شريعته ٨٦

أسئلة وأجوبة ٩٠

هل كانت نبوّة المسيح عالمية ؟ ٩٧

ما المراد باُولي العزم من الرسل ١٠٢

من هم اُولي العزم من الرسل ؟ ١٠٥

شبهة واهية في المقام: ١١٠

الفصل الثاني

الخاتمية في الذكر الحكيم

النصوص القرآنية الدالّة على ختم النبوّة ١١٧

الخاتم وما يراد منه ١١٨

تشكيكان حول دلالة الآية على كون نبي الإسلام خاتماً ١٢٣

التشكيك الأوّل ١٢٤

التشكيك الثاني ١٢٧

التنصيص الثاني على الخاتمية: ١٢٩

٥٣٥

النص الثالث من القرآن على الخاتمية: ١٣٣

النص الرابع من القرآن على خاتمية الرسول ٦: ١٣٥

النص الخامس على الخاتمية: ١٣٥

النص السادس على الخاتمية: ١٣٦

اشارات قرآنية إلى الخاتمية: ١٣٧

الخاتمية في الأحاديث الإسلامية ١٤٠

تنصيص الرسول الأكرم ٦ على الخاتمية ١٤٠

تنصيص الإمام أمير المؤمنين ٧ على الخاتمية ١٤٨

تنصيص فاطمة الزهراء ٣ على الخاتمية: ١٥٢

تنصيص السبط المجتبى على الخاتمية: ١٥٢

تنصيص الإمام سيد الشهداء ٧ على الخاتمية ١٥٣

تنصيص الإمام زين العابدين ٧ على الخاتمية ١٥٣

تنصيص الإمام الباقر ٧ على الخاتمية ١٥٤

تنصيص الإمام الصادق ٧ على الخاتمية ١٥٥

تنصيص الإمام موسى بن جعفر ٨ على الخاتمية ١٥٩

تنصيص الإمام الرضا ٧ على الخاتمية ١٥٩

ابهام وايضاح: ١٦٠

تنصيص الإمام أبي محمد الجواد ٧ على الخاتمية ١٦٢

تنصيص الإمام الهادي ٧ على الخاتمية ١٦٢

تنصيص الإمام العسكري ٧ على الخاتمية ١٦٣

تنصيص الإمام الحجة المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) على الخاتمية ١٦٣

روايات اُخرى ١٦٤

٥٣٦

الفصل الثالث

شبهات حول الخاتمية

الشبهة الاُولى: الاستدلال بلآية: ( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ ) لنفي الخاتميـة ١٧١

الجواب عن الشبهة: ١٧١

دحض الشبهة بوجه آخر: ١٧٦

نقل كلام عن العلمين: ١٧٨

الشبهة الثانية: الاستدلال بالآية: ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ) لنفي الخاتمية ١٨١

الجواب: ١٨١

الشبهة الثالثة: بالآيتان: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ) و ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا ) لنفي الخاتمية ١٨٤

الجواب: ١٨٤

القرآن يتوسّع في استعمال الاُمّة: ١٨٦

الاُمّة: الطريقة والدين: ١٨٧

نظرة في موارد استعمال الأجل في القرآن: ١٨٩

سؤال من المستدل: ١٩٠

الاكذوبة التي نسبها إلى رسول الله: ١٩١

الشبهة الرابعة: الاستدلال بالآية: ( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ ) لنفي الخاتمية ١٩٣

الجواب: ١٩٣

الشبهة الخامسـة: الاستدلال بالآيـة: ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ ) لنفي الخاتمية ١٩٤

الجواب: ١٩٥

حصيلة البحث: ١٩٧

مشكلة المفتتح والمختتم: ١٩٩

٥٣٧

الشبهة السادسة: استدلالهم بأن القرآن أقرّ استمرار جميع الشرائع السماوية واحتفاطها بشرعيتها ٢٠٠

الحديث يبيّن هدف الآية: ٢٠٣

جواب آخر: ٢٠٤

١. فكرة الشعب المختار: ٢٠٤

٢. الأسماء لا تنقذ انساناً: ٢٠٥

٣. ليست الهداية في اعتناق اليهودية والمسيحية: ٢٠٦

خاتمة المطاف: ٢١٤

الفصل الرابع

أسئلة حول الخاتمية ٢١٧

السؤال الأول: إذا اختمت النبوة التشريعية، فلماذا ختمت التبليغية منها ؟ ٢١٧

دور أهل البيت في إكمال الدين وختم الرسالة: ٢٢١

السؤال الثاني: لماذا حرم الخلف من الاٌمم من المكاشفة الغيبية ؟ ٢٢٦

الاسفار المعنوية الأربعة: ٢٣٤

مثل الفضيلة والأخلاق ٢٣٧

السؤال الثالث: لاتجد في الكون المادي أمراً خالداً عبر الأجيال، فكيف يكون الإسلام أمراً ثابتاً ؟ ٢٤١

السؤال الرابع: لزوم اختلاف القوانين والمقتضيات باختلاف ألوان الحياة ٢٤٦

المقررات المتطوّرة في الإسلام: ٢٤٩

الإسلام والتطوّر الزمني: ٢٥٧

بين الجمود والجهل: ٢٥٨

النسخ غير المرونة: ٢٥٨

٥٣٨

السؤال الخامس: ادعاء النقص في التشريع الإسلامي ٢٦٠

الأمر الأوّل: التشريع ذو مادة حيوية خلاقة للنفاصيل ٢٦٢

الاعتراف بحجية العقل في مجالات خاصة ٢٦٢

إنّ الأحكام تابعة للمصالح والمفاسد: ٢٦٧

التشريع الإسلامي ذو مادة حيوية ٢٦٩

تشريع الاجتهاد ٢٧١

الحقيقة بنت البحث: ٢٨١

شبهة حول الاجتهاد الدارج في عصرنا: ٢٨٣

الجواب عن الشبهة: ٢٨٣

حقوق الحاكم الإسلامي: ٢٨٨

الأمر الثاني: مرونة أحكامه ٢٩٠

١. الإسلام دين جامع والاُمّة الإسلامية اُمة وسط: ٢٩٠

٢. النظر إلى المعاني، لا المظاهر: ٢٩٢

٣. الأحكام التي لها دور التحديد: ٢٩٤

خاتمة المطاف: ٢٩٤

الفصل الخامس

النبي الاُمّي في الذكر الحكيم

النص الأوّل: قوله سبحانه: ( وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ ) ٢٩٧

نظريات شاذة للدكتور الهندي ٣٠٠

النص الثاني: من القرآن على كونه اُمّياً: ٣٠٢

الآراء الشاذة في تفسير الاُمي: ٣٠٥

٥٣٩

الرأي الأول: الأٌمّي منسوب إلى اُم القرى ٣٠٥

الرأي الثاني: الأُمي من لم يعرف المتون السامية ٣٠٨

بحث وتنقيب ٣١١

أمر النبي ٦ بعد بزوغ دعوته ٣١٦

١. الوجوه التي اعتمد عليها شيخنا المفيد: ٣١٧

٢. الاستدلال بمفهوم الآية: ( وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ ) ٣٢٠

تأملات وملاحظات ٣٢١

٣. الاستدلال بقوله سبحانه: ( يَتْلُوا صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ) ٣٢٣

٤. الاستدلال بقوله سبحانه: ( اكْتَتَبَهَا ) ٣٢٤

٥. الاستدلال بالأولوية: ٣٢٦

٦. التجارة تتوقّف على الكتابة: ٣٢٦

اُمّية النبي في الأحاديث: ٣٢٨

منها: حديث بدء الوحي ٣٢٨

كلمة حول سند الحديث: ٣٢٩

توضيح مفاد الرواية: ٣٣٠

منها: حديث المطالبة بالقلم والدواة: ٣٣٣

منها قصة الحديبية: ٣٣٣

الجواب عن الاستدلال بالرواية: ٣٣٤

منها كتاب النبي إلى العذار: ٣٤٠

فذلكة البحث: ٣٤٠

عرض وتحقيق: ٣٤١

حصيلة الكلام في اُمّية النبي ٦: ٣٤٥

نحن وقساوسة الغرب والمستغربة: ٣٤٥

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581