الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٥

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل9%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 607

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182202 / تحميل: 6238
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

الآيات

( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٦) وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧) )

التّفسير

الشرك محبط للأعمال :

آيات بحثنا تواصل التطرق للمسائل المتعلقة بالشرك والتوحيد والتي كانت قد استعرضت في الآيات السابقة أيضا.

الآية الأولى تتحدث بلهجة قاطعة وشديدة حول أخطار الشرك ، وتقول :( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) .

وبهذا الترتيب ، فإنّ للشرك نتيجتين خطيرتين ، تشملان حتى أنبياء الله في مالو أصبحوا مشركين ـ على فرض المحال ـ

١٤١

النتيجة الأولى : إحباط الأعمال ، والثانية : الخسران والضياع.

وإحباط الأعمال يعني محو آثار ثواب الأعمال السابقة ، وذلك بعد كفره وشركه بالله ، لأنّ شرط قبول الأعمال هو الاعتقاد بأصل التوحيد ، ولا يقبل أي عمل بدون هذا الاعتقاد.

فالشرك هو النّار التي تحرق شجرة أعمال الإنسان.

والشرك هو الصاعقة التي تهلك كلّ ما جمعه الإنسان خلال فترة حياته.

والشرك هو عاصفة هو جاء تدمر كلّ أعمال الإنسان وتأخذها معها ، كما ورد في الآية (١٨) من سورة إبراهيم( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) .

لذا ورد في حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله تعالى يحاسب كلّ خلق إلّا من أشرك بالله فإنّه لا يحاسب ويؤمر به إلى النّار»(١) .

وأمّا خسارتهم فإنّها بسبب بيعهم أكبر ثروة يمتلكونها ، ألا وهي العقل والإدراك والعمر في سوق التجارة الدنيوية ، وشراؤهم الحسرة والألم بثمنها.

وهنا يطرح هذا السؤال : هل من الممكن أن يسير الأنبياء العظام في طريق الشرك حتى تخاطبهم الآية الآنفة بهذه اللهجة؟

الجواب على هذا السؤال واضح ، وهو أنّ الأنبياء لم يشركوا قطّ ، مع أنّهم يمتلكون القدرة والإختيار الكاملين في هذا الأمر ، ومعصوميتهم لا تعني سلب القدرة والإختيار منهم ، إلّا أنّ علمهم الغزير وارتباطهم المباشر والمستمر مع البارئعزوجل يمنعهم حتى من التفكير ولو للحظة واحدة بالشرك ، فهل يمكن أن يتناول السمّ طبيب عالم وحاذق ومطلع بصورة جيدة على تأثير تلك المادة السامة والخطرة ، وهو في حالة طبيعية؟!

الهدف هو اطلاع الجميع على خطر الشرك ، فعند ما يخاطب البارئعزوجل

__________________

(١) نور الثقلين ، المجلد ٤٩ ، الصفحة ٤٩٧.

١٤٢

أنبياء العظام بهذه اللهجة الشديدة ، فعلى الأمة أن تحسب حسابها ، هذا الأسلوب من قبيل ما نصّ عليه المثل المعروف (إيّاك أعني واسمعي يا جارة).

ونفس المعنى ورد في حديث عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام أثناء إجابته على سؤال وجهه إليه المأمون ، إذ قال : يا بن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون؟ قالعليه‌السلام : «بلى» قال : فما معنى قول الله إلى أن قال : فأخبرني عن قول الله :( عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) .

قال الرضاعليه‌السلام : «هذا ممّا نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارة ، خاطب الله بذلك نبيّه وأراد به أمته» وكذلك قوله :( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) وقوله تعالى :( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) قال : صدقت يا ابن رسول الله(١) .

الآية التالية تضيف للتأكيد أكثر( بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) (٢) .

تقديم اسم الجلالة للدلالة على الحصر ، وذلك يعني أن ذات الله المنزهة يجب أن تكون معبودك الوحيد ، ثمّ تأمر الآية بالشكر ، لأن الشكر على النعم التي أغدقت على الإنسان هي سلم يؤدي إلى معرفة الله ، ونفي كلّ أشكال الشرك ، فالشكر على النعم من الأمور الفطرية عند الإنسان ، وقبل الشكر يجب معرفة المنعم ، وهنا فإن خط الشكر يؤدي إلى خط التوحيد ، وينكشف بطلان عبادة الأصنام التي لا تهب للإنسان آية نعمة.

الآية الأخيرة في بحثنا هذا تكشف عن الجذر الرئيسي لانحرافهم ، وتقول :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) . ولهذا تنزلوا باسمه المقدس حتى جعلوه رديفا للأوثان!!

نعم ، فمصدر الشرك هو عدم معرفة البارئعزوجل بصورة صحيحة ، فالذي

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) (الفاء) في (فاعبد) زائدة للتأكيد على ما قيل ، وقال البعض : إنّها (فاء) الجزاء وقد حذف شرطه والتقدير (إن كنت عابدا فاعبد الله) ، ثمّ حذف الشرط ، وقدم المفعول مكانه.

١٤٣

يعلم :

أوّلا : أنّ الله مطلق وغير محدود من جميع النواحي.

وثانيا : أنّه خالق كلّ الموجودات التي تحتاج إليه في كلّ لحظة من لحظات وجودها.

وثالثا : أنّه يدير الكون ويحل كلّ عقد المشاكل ، وأنّ الأرزاق بيده ، وحتى الشفاعة إنّما يتمّ بإذنه وأمره ، فما معنى توجه من يعلم بكلّ هذه الحقائق إلى غير الله.

وأساسا فإنّ وجود مثل هذه الصفات في موجودين اثنين أمر محال ، لأنّه من غير الممكن عقلا وجود موجودين مطلقين من جميع الجهات.

ثمّ يأتي القرآن بعبارتين كنائيتين بعد العبارة السابقة ، وذلك لبيان عظمة وقدرة البارئعزوجل ، إذ يقول كلام الله المجيد :( وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) .

«القبضة» : الشيء الذي يقبض عليه بجميع الكف ، تستخدم ـ عادة ـ للتعبير عن القدرة المطلقة والتسلط التام ، مثلما نقول في الاصطلاحات اليومية الدارجة : إن المدينة الفلانية هي بيدي ، أو الملك الفلاني هو بيدي وفي قبضتي.

«مطويات» : من مادة (طي) وتعني الثني ، والتي تستعمل أحيانا كناية عن الوفاة وانقضاء العمر ، أو عن عبور شيء ما.

والعبارة المذكورة أعلاه استخدمت بصورة واضحة بشأن السماوات في الآية (١٠٤) من سورة الأنبياء( يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) .

فالذي يثني طومارا ويحمله بيده اليمنى يسيطر بصورة كاملة على الطومار الذي يحمله بتلك اليد ، وانتخبت اليد اليمنى هنا لأن أكثر الأشخاص يؤدون أعمالهم المهمّة باليد اليمنى ويحسون بأنّها ذات قوة وقدرة أكثر.

خلاصة الكلام ، أنّ كلّ هذه التشبيهات والتعابير هي كناية عن سلطة الله

١٤٤

المطلقة على عالم الوجود في العالم الآخر ، حتى يعلم الجميع أن مفتاح النجاة وحل المشاكل يوم القيامة هو بيد القدرة الإلهية ، كي لا يعمدوا إلى عبادة الأصنام وغيرها من الآلهة بذريعة أنّها ستشفع لهم في ذلك اليوم.

ولكن هل أنّ السماء والأرض ليستا في قبضته في الحياة الدنيا؟ فلم الحديث عن الآخرة؟

الجواب : إنّ قدرة البارئعزوجل تظهر وتتجلّى في ذلك اليوم أكثر من أيّ وقت مضى ، وتصل إلى مرحلة التجلّي النهائي ، وكل إنسان يدرك ويشعر أنّ كلّ شيء هو من عند الله وتحت تصرفه. إضافة إلى أنّ البعض اتجه إلى غير الله بذريعة أنّ أولئك سينقذونه يوم القيامة ، كما فعل المسيحيون ، إذ أنّهم يعبدون عيسىعليه‌السلام متصورين أنّه سينقذهم يوم القيامة ، وطبقا لهذا فمن المناسب التحدث عن قدرة البارئعزوجل في يوم القيامة.

ويتّضح بصورة جيدة ممّا تقدم أنّ طابع الكناية يطغى على هذه العبارات ، وبسبب قصور الألفاظ المتداولة فإنّنا نجد أنفسنا مضطرين إلى صبّ تلك المعاني العميقة في قو هذه الألفاظ البسيطة ، ولا يرد إمكانية تجسيم البارئعزوجل من خلالها ، إلّا إذا كان الشخص الذي يتصور ذلك ذا تفكير ساذج وعقل بسيط جدّا ، حيث نفتقد ألفاظا تبيّن مقام عظمة البارئعزوجل بصورة واضحة ، إذن فيجب الاستفادة بأقصى ما يمكن من الكنايات التي لها مفاهيم كثيرة ومتعددة.

على أية حال ، فبعد التوضيحات التي ذكرت آنفا ، يعطي البارئعزوجل في آخر الآية نتيجة مركزة وظاهرية ، إذ يقول :( سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .

فلو لم يكن بنو آدم قد أصدروا أحكامهم على ذات الله المقدسة المنزهة وفق مقاييس تفكيرهم الصغيرة والمحدودة ، لما انجر أحد منهم إلى حبائل الشرك وعبادة الأصنام.

* * *

١٤٥

ملاحظتان

١ ـ مسألة إحباط الأعمال

هل يمكن حقّا أن تحبط الأعمال الصالحة للإنسان بسبب أعمال سيئة يرتكبها؟ وهل أنّ هذه المسألة لا تتعارض مع عدالة البارئعزوجل من جهة ، ومع ظواهر الآيات التي تقول :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ؟.

البحث في هذه المسألة طويل وعريض سواء من حيث الأدلة العقلية أو النقلية ، وقد أوردنا جزاء منه في ذيل الآية (٢١٧) من سورة البقرة ، وسندكره في نهاية بعض الآيات التي تتناسب مع الموضوع في المجلدات القادمة إن شاء الله.

وممّا تجب الإشارة إليه هنا هو : إذا كان هناك شك في مسألة (إحباط الأعمال) بسبب المعاصي ، فإنّه لا ينبغي أن يشكّ أبدا في تأثير الشرك على إحباط الأعمال ، لأن آيات كثيرة في القرآن المجيد أشير إلى بعضها آنفا ـ تقول وبصراحة (إنّ الوفاة على الإيمان) هي شرط قبول الأعمال ، وبدونها لا يقبل من الإنسان أي عمل.

فقلب المشرك كالأرض السبخة التي مهما بذرت فيها أنواع بذور الورد ، ومهما هطل عليها المطر الذي هو مصدر الحياة ، فإنّ تلك البذور سوف لن تنبت أبدا.

٢ ـ هل عرف المؤمنون الله؟

قرأنا في الآيات الآنفة أنّ المشركين لم يعرفوا الله حق معرفته ، إذ أنّهم لو عرفوه لما ساروا في طريق الشرك ومعنى هذا الكلام أن المؤمنين الموحدين هم وحدهم الذين عرفوا الله حق معرفته.

وهنا يطرح هذا السؤال وهو : كيف يتلاءم هذا الكلام مع الحديث المشهور

١٤٦

لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذي يقول فيه : «ما عرفناك حق معرفتك ، وما عبدناك حق عبادتك».

وللجواب على هذا السؤال يجب القول : إنّ للمعرفة مراحل ، أعلاها هي تلك المعرفة التي تخص ذات الله المقدسة ، والتي لا يمكن لأي أحد أن يعرفها أو يطلع عليها غير ذاته المقدسة التي تعرف كنه ذاته المقدسة ، والحديث الشريف المذكور يشير إلى هذا المعنى.

أمّا بقية المراحل التي تأتي بعد هذه المرحلة والتي يمكن للعقل البشري أن يتعرف عليها ، هي مرحلة معرفة صفات الله بصورة عامة ومعرفة أفعاله بصورة مفصلة ، وهذه المرحلة كما ذكرنا ممكنة بالنسبة للإنسان ، والمراد من معرفة الله الوصول إلى هذه المرحلة ، والآية مورد بحثنا تحدثت عن هذه المرحلة ، حيث أن المشركين يجهلون هذا المقدار من المعرفة أيضا.

* * *

١٤٧

الآية

( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) )

التّفسير

(النفخ في الصور) وموت وإحياء جميع العباد :

الآيات الأخيرة في البحث السابق تحدثت عن يوم القيامة ، وآية بحثنا الحالي تواصل الحديث عن ذلك اليوم مع ذكر إحدى الميزات المهمة له ، إذ تبدأ الحديث بنهاية الحياة في الدنيا ، وتقول :( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ) .

يتّضح بصورة جيدة من هذه الآية أنّ حادثتين تقعان مع نهاية العالم وعند البعث ، في الحادثة الأولى يموت الأحياء فورا ، وفي الحادثة الثانية ـ التي تقع بعد فترة من وقوع الحادثة الأولى ـ يعود كلّ الناس إلى الحياة مرّة اخرى ، ويقفون بانتظار الحساب.

القرآن المجيد عبّر عن هاتين الحادثتين بـ «النفخ في الصور» ، وهذا التعبير كناية عن الحوادث المفاجئة والمتزامنة التي ستقع و «الصور» بمعنى البوق الذي يتخذ من قرن الثور ويكون مجوفا عادة حيث يستخدم مثل هذا البوق في حركة

١٤٨

القوافل أو الجيش وتوقفها ، وطبعا هناك تفاوت بين النفخة للحركة والنفخة للتوقف.

كما يبيّن هذا التعبير سهولة الأمر ويوضح كيف أن البارئعزوجل ـ من خلال أمر بسيط وهو النفخ في الصور ـ يميت كلّ من في السماء والأرض ، وكيف أنّه يبعثهم من جديد بنفخة صور اخرى.

وقلنا سابقا إنّ الألفاظ التي نستخدمها في حياتنا اليومية عاجزة عن توضيح الحقائق المتعلقة بعالم ما وراء الطبيعة أو نهاية العالم وبدء عالم آخر بدقّة ، ولهذا السبب يجب الاستفادة من أوسع معاني الألفاظ الدارجة والمتداولة مع الالتفات إلى القرائن الموجودة.

توضيح : لقد وردت تعبيرات مختلفة في القرآن المجيد عن نهاية الحياة في هذا العالم وبدء حياة اخرى في عالم آخر ، حيث ورد الحديث عن (النفخ في الصور) في أكثر من عشر آيات(١) .

في إحداها استخدمت عبارة النفر في الناقور( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ) (٢) .

وفي بعضها استخدمت عبارة (القارعة) كما في الآيات (١ و ٢ و ٣ من سورة القارعة)( الْقارِعَةُ ، مَا الْقارِعَةُ ، وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ ) .

وأخيرا استخدمت في بعضها عبارة «صحيحة» والتي تعني الصوت العظيم ، كما ورد ذلك في الآية (٤٩) من سورة يس( ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) التي تتحدث عن الصيحة التي تقع في نهاية العالم وتفاجئ كل بني آدم.

__________________

(١) الآيات التي ورد فيها ما يشير إلى النفخ في الصور هي : (الكهف ـ ٩٩) و (المؤمنون ـ (١٠١) ، (يس ـ ٥١) ، (الزمر ـ ٦٨) ، (ق ـ ٢٠) ، (الحاقة ـ ١٣) ، (الأنعام ـ ٧٣) ، (طه ـ ١٠٢) ، (النمل ـ ٨٧) ، (النبأ ـ ١٨).

(٢) المدثر ، الآية ٨.

١٤٩

أمّا الآية (٥٣) من سورة يس( إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ) فإنّها تتحدث عن صيحة (الإحياء) التي تبعث الناس من جديد وتحضرهم إلى محكمة العدل الإلهية.

من مجموع هذه الآيات يمكن أن يستشف بأن نهاية أهل السموات والأرض تتمّ بعد صيحة عظيمة وهي (صيحة الموت) وأنّهم يبعثون من جديد وهم قيام بصيحة عظيمة أيضا ، وهذه هي (صيحة بعث الحياة).

وأمّا كيف تكون هاتان الصيحتان؟

وما هي آثار الصيحة الأولى وتأثير الصيحة الثانية؟ فلا علم لأحد بهما إلّا الله سبحانه وتعالى ، ولذا ورد في بعض الرّوايات التي تصف (الصور) الذي ينفخ فيه «إسرافيل» في نهاية العالم ، عن علي بن الحسينعليه‌السلام : ـ «وللصور رأس واحد وطرفان ، وبين طرف رأس كلّ منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء إلى الأرض» قال : فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي بلي الأرض فلا يبقى في الأرض ذو روح إلّا صعق ومات ، ويخرج الصوت من الطرف الذي بلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلّا صعق ومات إلّا إسرافيل ، قال : فيقول الله لإسرافيل : يا إسرافيل ، مت ، فيموت إسرافيل ...»(١) .

على أية حال ، فإنّ أكثر المفسّرين اعتبروا (النفخ في الصور) كناية لطيفة عن كيفية نهاية العالم وبدء البعث ، ولكن مجموعة قليلة من المفسّرين قالوا : إن (صور) هي جمع (صورة) وطبقا لهذا القول ، فقد اعتبروا النفخ في الصور يعني النفخ في الوجه ، مثل نفخ الروح في بدون الإنسان ، ووفق هذا التّفسير ينفخ مرّة واحدة في وجوه بني آدم فيموتون جميعا ، وينفخ مرة اخرى فيبعثون جميعا(٢) .

هذا التّفسير إضافة إلى كونه لا يتطابق مع ما جاء في الروايات ، فإنّه

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، المجلد ٤ ، الصفحة ٥٠٢.

(٢) يرجى الانتباه إلى أنّ (صور) هي على وزن (نور) ، و (صور) هي على وزن (زحل) هما جمع (الصورة).

١٥٠

لا يتطابق أيضا مع الآية مورد بحثنا ، لأنّ الضمير في عبارة( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى ) مفرد مذكر يعود على الصور ، في حين لو كان يراد منه المعنى الثّاني لكان يجب استعمال ضمير المفرد المؤنث في العبارة لتصبح (نفخ فيها).

إنّ النفخ في الوجه في مجال إحياء الأموات يعد أمرا مناسبا (كما في معجزات عيسىعليه‌السلام ) إلّا أنّ هذا التعبير لا يمكن استخدامه في مجال قبض الأرواح.

* * *

بحوث

١ ـ هل أنّ النفخ في الصور يتمّ مرتين ، أو أكثر؟

المشهور بين علماء المسلمين أنّه يتمّ مرّتين فقط ، وظاهر الآية يوضّح هذا أيضا ، كما أنّ مراجعة آيات القرآن الأخرى تبيّن أنّ هناك نفختين فقط ، لكن البعض قال : إنّها ثلاث نفخات ، والبعض الآخرة قال : إنّه أربع.

وبهذا الشكل فالنفخة الأولى يقال لها نفخة (الفزع) ، وهذه العبارة وردت في الآية (٨٧) من سورة النمل( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ) .

والنفختان الثانية والثّالثة يعتبرونها للإماتة والإحياء ، والتي أشير إليها في آيات بحثنا وفي آيات قرآنية اخرى ، أولاهما يطلقون عليها نفخة (الصعق) (الصعق تعني فقدان الإنسان حالة الشعور ، أي يغشى عليه ، وتعني أيضا الموت) والثانية يطلق عليها نفخة (القيام).

أمّا الذين احتملوا أن النفخات أربع ، فيبدو أنّهم استشفوا ذلك من الآية (٥٣) من سورة يس والتي تقول بعد نفخة الإحياء( إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ) وهذه النفخة هي (لجمعهم وإحضارهم).

١٥١

والحقيقة أنّه ليس هناك أكثر من نفختين ، ومسألة الفزع والرعب العام في الواقع هي مقدمة لموت جميع البشر والذي يتم بعد النفخة الأولى أو الصيحة الأولى ، كما أن نفخة الجميع هي تتمة لنفخة الإحياء والبعث ، وبهذا الشكل فلا يوجد أكثر من نفختين (نفخة الموت) و (نفخة الإحياء) ، وهناك شاهد آخر على هذا القول وهو الآيتان (٦ و ٧) من سورة النازعات ، اللتان تقولان :( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) .

٢ ـ ما هو صور إسرافيل :

هناك سؤال يتبادر إلى الذهن ، وهو : كيف تملأه أمواج الصور الصوتية كلّ العالم في نفس اللحظة؟ رغم أنّنا نعلم أنّ سرعة الأمواج الصوتية بطيئة ولا تتجاوز ال (٢٤٠) مترا في الثانية ، في حين أنّ سرعة الضوء هي أكثر بمليون مرة من هذه السرعة إذ تبلغ (٣٠٠) ألف كيلومتر في الثانية.

يجب الاعتراف في البداية بأنّ معلوماتنا بشأن هذا الموضوع هي كمعلوماتنا بشأن الكثير من المسائل المتعلقة بيوم القيامة ، فهي معلومات عامة لا أكثر ، إذ نجهل الكثير من تفاصيل ذلك اليوم كما قلنا.

والتدقيق في الروايات الواردة في المصادر الإسلامية بشأن تفسير كلمة (الصور) تبيّن عكس ما يتصور البعض من أنّ (الصور) هو (زمارة) أو (مزمار) أو (بوق) اعتيادي.

وقد جاء في رواية عن الإمام زين العابدينعليه‌السلام أنّه قال : «إنّ الصور قرن عظيم له رأس واحد وطرفان ، وبين الطرف الأسفل الذي يلي الأرض إلى الطرف الأعلى الذي يلي السماء مثل تخوم الأرضين إلى فوق السماء السابعة ، فيه أثقاب بعدد أرواح الخلائق»(١) .

__________________

(١) لئالي الأخبار ، الصفحة ٤٥٣.

١٥٢

وفي حديث ورد عن رسول الله ، جاء فيه : «الصور قرن من نور فيه أثقاب على عدد أرواح العباد»(١) .

طرح مسألة النور هنا بمثابة جواب على السؤال الثّاني المذكور أعلاه ، ويوضح أن الصيحة العظيمة ليست من قبيل الأمواج الصوتية الاعتيادية ، وإنّما هي صيحة أعظم وأعظم ، وتكون أمواجها ذات سرعة فائقة وغير طبيعية حتى أنّها أسرع من الضوء الذي يجتاز السماء والأرض بفترة زمنية قصيرة جدّا ، ففي المرّة الأولى تكون مميتة ، في المرة الثانية تكون باعثة للأموات.

أمّا كيف يتسبب مثل هذا الصوت في إماتة العالمين ، فإنّ كان هذا الأمر عجيبا في السابق ، فإنه غير عجيب اليوم ، لأننا سمعنا كثيرا بأن الأمواج الانفجارية تسببت في تمزق أجساد البعض وإصابة آخرين بالصميم ، ورمي آخرين إلى مسافة بعيدة عن مكانهم ، وتسببت في تدمير البيوت أيضا ، كما شاهد الكثير منّا كيف أنّ زيادة سرعة الطائرة وبعبارة اخرى (اختراق حاجز الصوت) يولّد صوتا مرعبا وأمواجا مدمّرة ، قد تحطم زجاج نوافذ الكثير من العمارات والبيوت.

فإذا كانت الأمواج الصوتية الصغيرة التي هي من صنع الإنسان تحدث مثل هذا التأثير ، فما هي الآثار التي تتركها الصيحة الإلهية العظيمة ، هي بلا شكّ انفجار عالمي كبير.

ولهذا السبب لا عجب أيضا إن قلنا بوجود أمواج تقابل تلك الأمواج ، وأنّها تهز الإنسان وتوقظه وتحييه ، رغم أنّه من العسير علينا تصور هذا المعنى ، ولكننا نرى دائما كيف يوقظ النائم من نومه بواسطة الصوت ، وكيف يعود الإنسان المغمى عليه إلى حالته الطبيعية بواسطة عدّة صعقات شديدة ، ونكرر القول مرّة اخرى ، ونقول : إنّ علمنا المحدود لا يمكنه إدراك سوى ظلّ هذه الأمور ومن بعيد.

__________________

(١) علم اليقين ، الصفحة ٨٩٢.

١٥٣

٣ ـ من هم المستثنون؟

كما مرّ علينا في الآية المبحوثة عنها فإنّ كلّ أهل السموات والأرض يموتون سوى مجموعة واحدة( إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ) فمن هي هذه المجموعة؟ هناك اختلاف بين المفسّرين بشأن هذا الأمر :

فمجموعة من المفسّرين قالوا : إنّهم ملائكة الله الكبار ، كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ، وقد أشارت رواية إلى هذا المعنى(١) .

البعض أضاف إلى أولئك الملائكة الكبار حملة عرش الله (كما وردت في رواية اخرى)(٢) .

ومجموعة اخرى قالت : إنّ أرواح الشهداء مستثناة من الموت ، وفقا لما جاء في آيات القرآن المجيد( أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) كما ورد في رواية تشير إلى هذا المعنى(٣) .

وبالطبع فإنّ هذه الروايات لا تتعارض مع بعضها البعض ، ولكن في كلّ الصور فإنّ هذه المجموعة المتبقية تموت في نهاية الأمر ، كما أوضحته تلك الرّوايات ، ولا يبقى أحد حيا في هذا العالم سوى البارئعزوجل إذ هو( الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) .

وعن كيفية موت الملائكة وأرواح الشهداء والأنبياء والأولياء ، فيحتمل أنّ المراد من موت أولئك هو قطع ارتباط الروح عن قالبها المثالي ، أو تعطيل نشاط الروح المستمر.

__________________

(١) مجمع البيان ذيل آيات البحث.

(٢) بحار الأنوار ، المجلد ٦ ، الصفحة ٣٢٩.

(٣) نور الثقلين ، المجلد ٤ ، الصفحة ٥٠٣ ، الحديث ١١٩.

١٥٤

٤ ـ فجائية النفختين :

آيات القرآن الكريم توضح بصورة جيدة أنّ النفختين تقعان بصورة مفاجئة ، والنفخة الأولى تكون فجائية بحيث أنّ مجموعة كبيرة من الناس تكون منشغلة بالتجارة والجدال والنقاش في أموالهم وبيعهم وشرائهم ، وفجأة يسمعون الصيحة ، فيسقطون في أماكنهم ميتين ، كما صرحت بذلك الآية (٢٩) في سورة يس( إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ ) .

وأمّا (الصيحة الثانية) فإنّ آيات القرآن الكريم ـ ومنها الآية التي هي مورد بحثنا ـ تبيّن بأنّها تقع فجأة أيضا.

٥ ـ ما هي الفاصلة الزمنية بين النفختين؟

الآيات القرآنية لم تذكر توضيحا حول هذا الأمر ، سوى كلمة (ثم) التي وردت ضمن آية بحثنا والتي تدل على وجود فاصل زمني بين النفختين ، إلّا أنّ بعض الرّوايات ذكرت بأن هذه الفاصلة مقدارها (٤٠) عاما(١) . والمجهول بالنسبة لنا هو معيار هذه السنين ، فهل هي سنوات اعتيادية كالتي نعيشها نحن ، أم أنّها سنوات وأيّام كسنوات وأيّام القيامة.

على أية حال فالتفكر في نفخة الصور ونهاية العالم ، وكذلك بالنفخة الثانية وبدء عالم جديد ، ومع ملاحظة الإشارات التي وردت في القرآن المجيد ، والتفاصيل الأخرى في الرّوايات الإسلامية بهذا الشأن ، يعطي دروسا تربوبة عميقة للإنسان ، وخاصة أنّها توضح هذه الحقيقة ، وهي البقاء على استعداد دائم لاستقبال مثل هذا الحادث العظيم والرهيب في كلّ لحظة ، لأنّه لم يحدد لوقوعها تاريخ معين ، إذ يحتمل وقوعها في أية لحظة ، إضافة إلى أنّها تقع من دون مقدمات ، لذا ورد في ذيل إحدى الرّوايات الخاصة بنفخ الصور والمذكورة آنفا أنّ

__________________

(١) نور الثقلين ، المجلد ٤ ، الصفحة ٥٠٣ ، الحديث ١١٩.

١٥٥

الراوي قال ، عند ما وصل الكلام إلى هذا الأمر «رأيت علي بن الحسين يبكي عند ذلك «بكاء شديدا» ، إذ كان قلقا جدّا من مسألة نهاية العالم ويوم القيامة ، وإحضار الناس للحساب في محكمة العدل الإلهية»(١) .

* * *

__________________

(١) تفسير الصافي ذيل آية البحث.

١٥٦

الآيتان

( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) )

التّفسير

ذلك اليوم الذي تشرق الأرض بنور ربّها :

آيتا بحثنا تواصلان استعراض الحديث عن القيامة والذي بدأ قبل عدّة آيات ، وهاتان الآيتان تضمان سبع عبارات منسجمة ، كلّ واحدة تتناول أمرا من أمور المعاد ، لتكمل بعضها البعض ، أو أنّها تقيم دليلا على ذلك.

في البداية تقول :( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ) .

وقد اختلف المفسّرون في معنى إشراق الأرض بنور ربها ، إذ ذكروا تفسيرات عديدة ، اخترنا ثلاثا منها ، وهي :

١ ـ قالت مجموعة : إنّ المراد من نور الرب هما الحق والعدالة ، الذي ينير بهما ربّ العالمين الأرض في ذلك اليوم ، حيث قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار : «أي أضاءت الأرض بعدل ربها يوم القيامة ، لأن نور الأرض

١٥٧

بالعدل»(١) .

والبعض الآخر اعتبر الحديث النبوي (الظلم ظلمات يوم القيامة) شاهدا على هذا المعنى(٢) .

فيما قال «الزمخشري» في تفسير الكشاف : (وأشرقت الأرض بما يقيمه فيها من الحق والعدل ويبسطه من القسط في الحساب ووزن الحسنات والسيئات).

٢ ـ البعض الآخر يعتقد أنّه إشارة إلى نور غير نور الشمس والقمر ، يخلقه الله في ذلك اليوم خاصة.

٣ ـ أمّا المفسّر الكبير العلّامة الطباطبائي أعلى الله مقامه الشريف صاحب تفسير الميزان فقد قال : إنّ المراد من إشراق الأرض بنور ربّها هو ما يخصّ يوم القيامة من انكشاف الغطاء وظهور الأشياء بحقائقها وبدو الأعمال من خير أو طاعة أو معصية أو حق أو باطل للناظرين. وقد استدل العلّامة الطباطبائي على هذا الرأي بالآية (٢٢) من سورة (ق)( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) . وهذا الإشراق ـ وإن كان عاما لكل شيء يسعه النور ـ لكن لما كان الغرض بيان ما للأرض وأهلها يومئذ من الشأن خصها بالبيان.

وبالطبع فإن هذه التفاسير لا تتعارض فيما بينها ، ويمكن القول بصحتها جميعا ، مع أن التّفسيرين الأوّل والثّالث أنسب من غيرهما.

ومن دون شك فإنّ هذه الآية تتعلق بيوم القيامة ، وإن وجدنا بعض روايات أهل البيت الأطهار (عليهم‌السلام) تفسّرها على أنّها تعود إلى ظهور القائم المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فهي في الواقع نوع من التطبيق والتشبيه ،

__________________

(١) بحار الأنوار ، المجلد ٦ ، الصفحة ٣٢١.

(٢) روح المعاني وروح البيان ذيل آية البحث.

١٥٨

وتأكيد لهذا المعنى ، وهو عند ظهور المهدي (عج) تصبح الدنيا نموذجا حيا من مشاهد القيامة ، إذ يملأ هذا الإمام بالحق ونائب الرّسول الأكرم وخليفة الله الأرض بالعدل إلى الحد الذي ترتضيه الحياة الدنيا.

ونقل (المفضل بن عمر) عن الإمام الصادقعليه‌السلام «إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة»(١) .

العبارة الثّانية في هذه الآية تتحدث عن صحائف الأعمال ، إذ تقول :( وَوُضِعَ الْكِتابُ ) .

الصحائف التي تتضمن جميع صغائر وكبائر أعمال الإنسان ، وكما يقول القرآن المجيد في الآية (٤٩) من سورة الكهف( لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ) .

وتضيف العبارات التي تتحدث عن الشهود( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ ) .

فالأنبياء يحضرون ليسألوا عن أدائهم لمهام الرسالة ، كما ورد في الآية (٦) من سورة الأعراف( وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) .

كما يحضر شهداء الأعمال في محكمة العدل الإلهية ليدلوا بشهاداتهم ، صحيح أن البارئعزوجل مطلع على كلّ الأمور ، ولكن للتأكيد على مقام العدالة يدعو شهداء الأعمال للحضور في تلك المحكمة.

ذكر المفسّرون آراء عديدة بشأن أولئك الشهداء على الأعمال ، حيث قال البعض : إنّهم الصالحون والطاهرون والعادلون في الأمّة ، الذين يشهدون على أداء الأنبياء لرسالتهم ، وعلى أعمال الناس الذين كانوا يعاصرونهم ، و (الأئمة المعصومون) هم في طليعة شهداء الأعمال.

__________________

(١) إرشاد المفيد والخبر ذاته في تفسير الصافي ونور الثقلين في ذيل آيات البحث ، ونفس المعنى ، ورد في المجلد الثّاني والخمسين الصفحة ٣٣٠ من بحار الأنوار للمرحوم العلّامة المجلسي ، مع شيء من الاختصار.

١٥٩

في حين يعتقد البعض الآخر بأنّ الملائكة هم الشهداء على أعمال الإنسان ، والآية (٢١) في سورة (ق) تعطي الدليل على هذا المعنى( وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) .

وقال البعض : إن أعضاء بدن الإنسان ومكان وزمان الطاعة والمعصية هم الذين يشهدون على الإنسان يوم القيامة.

ويبدو أن كلمة (شهداء) لها معان واسعة ، أشار كلّ مفسر إلى جانب منها في تفسيره.

واحتمل البعض أنّها تخص «الشهداء» الذين قتلوا في سبيل الله ، ولكن هذا الاحتمال غير وارد وبعيد ، لأن الحديث هو عن شهداء محكمة العدل الإلهي ، وليس عن شهداء طريق الحق ، مع إمكانية انضمامهم إلى صفوف الشهود.

العبارة الرّابعة تقول :( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ ) .

والخامسة تضيف :( وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .

فمن البديهيات ، عند ما يكون الحاكم هو البارئعزوجل ، وتشرق الأرض بنور عدالته ، وتعرض صحائف أعمال الإنسان التي تبيّن كلّ صغيرة وكبيرة بدقّة ، ويحضر الأنبياء والشهود والعدول ، فلا يحكم البارئعزوجل إلا بالحق ، وفي مثل هذا المحاكم لا وجود للظالم والاستبداد مطلقا.

العبارة السادسة في الآية التالية أكملت الحديث بالقول :( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ ) .

إنّ جزاء الأعمال وعواقبها سترد إليهم ، وهل هناك مكافأة ومجازاة أعلى من أن يريد عمل الإنسان بصورة كاملة إلى الإنسان نفسه (نلفت الانتباه إلى أن كلمة (وفيت) تعني الأداء بصورة كاملة) ويبقى مرافقا له إلى الأبد.

فالذي يتمكن من تنفيذ مثل هذه المناهج العادلة بدقّة ، هو الذي أحاط علمه

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

١٣ -( باب أن المرأة إذا نسيت الشهادة، فذكرتها الأخرى فذكرت، وجب عليها اقامتها، وقبلت)

[ ٢١٧٢٨ ] ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ ) (١) الآية، فقد روي أن في [ سورة ](٢) البقرة خمسمائة آية حكم، وفي هذه الآية خمسة عشرة حكما - وعدها إلى أن قال -( فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَ‌جُلَيْنِ فَرَ‌جُلٌ وَامْرَ‌أَتَانِ مِمَّن تَرْ‌ضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ‌ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَ‌ىٰ ) (٣) يعني أن تنسى إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، تسعة أحكام الخبر.

١٤ -( باب عدم جواز إحياء الحق بشهادة الزور، وجواز دفع الضرر بها عن النفس، وعن المؤمن، وعن العرض)

[ ٢١٧٢٩ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تأسروا أنفسكم وتذهبوا أموالكم بشهادة الزور، فما على امرئ من وكف(١) في دينه، ولا مأثم من ربه، أن يدفع ذلك عنه بما قدر عليه ».

[ ٢١٧٣٠ ] ٢ - عوالي اللآلي: نقلا عن كتاب التكليف لابن أبي العزاقر، عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: « من شهد على مؤمن بما يثلمه أو يثلم ماله

__________________

الباب ١٣

١ - تفسير القمي ج ١ ص ٩٤.

(١) البقرة ٢: ٢٨٢.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) البقرة ٢: ٢٨٢.

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٠٩ ح ١٨١٩ عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام .

(١) الوكف: النقص والاثم والعيب ( النهاية ج ٥ ص ٢٢٠ ).

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣١٤ ح ٣٥.

٤٢١

أو مروءته، سماه الله كاذبا وإن كان صادقا، ومن شهد لمؤمن بما يحيي به ماله، أو يعينه على عدوه، أو يحفظ دمه، سماه الله صادقا وإن كان كاذبا ».

[ ٢١٧٣١ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « عن العالمعليه‌السلام ، مثله، وزاد في آخره: « ومعنى ذلك أن يشهد له أو(١) يشهد عليه، فيما بينه وبين مخالف، فاما بينه وبين موافق فليشهد(٢) له وعليه بالحق ».

١٥ -( باب أنه لا يجوز الشهادة إلا بعلم)

[ ٢١٧٣٢ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : ( أنه قال لرجل سأله: أن جيرانه زعموا أنهم أشهدوه على ما في كتاب )(١) ولست أذكر الشهادة فما ترى؟ قال: « لا تشهد حتى تعلم أنك قد أشهدت، قال الله عز وجل:( إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٢) ».

[ ٢١٧٣٣ ] ٢ - عوالي اللآلي: عن ابن عباس: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سئل عن الشهادة فقال: « ترى الشمس، على مثلها فاشهد أو دع ».

[ ٢١٧٣٤ ] ٣ - زيد الزراد في أصله: قال: سمعت أبا عبد الله

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤١.

(١) في المصدر: و.

(٢) في المخطوط: « يشهد » وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٥ ح ١٨٤٧.

(١) في المصدر: « أن رجلا سأله، فقال: يا بن رسول الله، جاءني جيران لنا بكتاب زعموا أنهم أشهدوني على ما فيه، وفي الكتاب اسمي بخط يدي قد عرفته، ولا أشك فيه ».

(٢) الزخرف ٤٣: ٨٦.

٢ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٢٨ ح ١.

٣ - أصل زيد الزراد ص ٢.

٤٢٢

عليه‌السلام ، يقول: « لا تشهد على ما لا تعلم - إلى أن قال - لا تشهد إلا على ما تعلم وأنت له ذاكر، فإنك إن شهدت على ما لا تعلم، يتبوأ مقعدك من النار [ يوم القيمة ](١) ، وإن شهدت على ما لم تذكره، سلبك الله الرأي، وأعقبك النفاق إلى يوم الدين ».

١٦ -( باب أن الصبي إذا تحمل الشهادة قبل البلوغ، وشهد بها بعده قبلت)

[ ٢١٧٣٥ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: أن علياعليهم‌السلام ، قال في شهادة الصبيان: « إذا شهدوا وهم صغار، جازت إذا كبروا ولم ينسوها ».

١٧ -( باب ما تقبل فيه شهادة الصبيان قبل البلوغ)

[ ٢١٧٣٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه كان يقول: « شهادة الصبيان جائزة فيما بينهم في الجراح، ما لم يتفرقوا وينقلبوا إلى أهاليهم، أو يلقاهم أحد » يعني ممن يلقنهم القول.

١٨ -( باب قبول شهادة المملوك والمكاتب لغير مواليهما)

[ ٢١٧٣٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « شهادة العبد لغير مواليه جائزة إذا كان

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٦

١ - الجعفريات ص ١٤٣.

الباب ١٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٠٨ ح ١٤٢١.

الباب ١٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٠ ح ١٨٢٥.

٤٢٣

عدلا، قال الله عز وجل:( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّ‌جَالِكُمْ ) (١) فالعبد من الرجال ».

[ ٢١٧٣٨ ] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل هلك وترك أخاه، فورث عنه جارية وغلامين، فأعتق الغلامين فشهدا بعد العتق أن المتوفى كان ينزل هذه الجارية، وأنها ولدت غلاما مات بعده، قال: « تجوز شهادتهما إن كانا عدلين للجارية، ويردان عبدين بحسب ما كانا ».

[ ٢١٧٣٩ ] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام ، قال في العبد إذا شهد بشهادة ثم أعتق: جازت شهادته إذا كان لم يردها الحاكم قبل أن يعتق، وإن كان العبد إنما أعتق لموضع الشهادة، لم تجز شهادته ».

[ ٢١٧٤٠ ] ٤ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال في المكاتب إذا شهد في الطلاق وقد أعتق نصفه: « إن كان معه رجل وامرأة، جازت شهادته ».

[ ٢١٧٤١ ] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتجوز شهادة الأعمى إذا أثبت، وشهادة العبد لغير صاحبه ».

١٩ -( باب ما تجوز فيه شهادة النساء، وما لا تجوز)

[ ٢١٧٤٢ ] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم: « أن علياعليه‌السلام ، كان

__________________

(١) البقرة ٢: ٢٨٢.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٠.

٣ - الجعفريات ص ١٤٥.

٤ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

الباب ١٩

١ - الجعفريات ص ١٤٥.

٤٢٤

يجيز شهادة القابلة على استهلال الصبي، إذا كانت مرضية ».

[ ٢١٧٤٣ ] ٢ - وبهذا الاسناد: قال: « كان عليعليه‌السلام ، يقول: لا تجوز شهادة النساء في الحدود ولا في القود ».

[ ٢١٧٤٤ ] ٣ - وبهذا الاسناد: « ان علياعليه‌السلام اتي بجارية بكر زعموا أنها زنت، فأمر النساء فنظرن إليها، فقلن: يا أمير المؤمنين هي بكر، فقالعليه‌السلام : ما كنت لأضرب من عليها خاتم الرحمن ».

[ ٢١٧٤٥ ] ٤ - وبهذا الاسناد: « ان علياعليه‌السلام ، كان يجيز شهادة النساء في مثل هذا ».

[ ٢١٧٤٦ ] ٥ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين، وأبي جعفر، وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « يجوز في النكاح من الشهود ما يجوز في الأموال من شهادة النساء والعبيد، ولا تجوز شهادة النساء في الطلاق ولا في الحدود، ويجوز في الأموال، وفيما لا يطلع عليه إلا النساء، من النظر إلى النساء، والاستهلال، والنفاس، والولادة، والحيض، وأشباه ذلك، تجوز فيه شهادة القابلة إذا كانت مرضية، وشهادة النساء في القتل لطخ(١) يكون مع القسامة ».

[ ٢١٧٤٧ ] ٦ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « لا تجوز شهادة النساء في الحدود، ولا شهادة السماع - إلى أن قال - فإن شهد ثلاثة رجال وامرأتان وجب بهم الحد، ولا يجب برجلين وأربعة نسوة ويضربون حد

__________________

٢ - الجعفريات ص ١١٨.

٣ - الجعفريات ص ١٣٧.

٤ - الجعفريات ص ١٣٧.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٤ ح ١٨٤٣.

(١) اللطخ: الشئ اليسير ( لسان العرب ج ٣ ص ٥١ ).

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥١ ح ١٥٧٨.

٤٢٥

القاذف ».

[ ٢١٧٤٨ ] ٧ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ولا تقبل شهادة النساء في الطلاق، ولا في رؤية الهلال ».

[ ٢١٧٤٩ ] ٨ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتقبل شهادة النساء في النكاح والدين، وفي كل ما لا يتهيأ للرجال أن ينظروا إليه، ( ولا تقبل في )(١) الطلاق، ولا في رؤية الهلال، و ( لا )(٢) تقبل في الحدود، وإذا شهد امرأتان وثلاثة رجال فلا تقبل شهادتهن، وكذا(٣) إذا كن أربع نسوة ورجلين، وتجوز شهادة امرأة في ربع الوصية إذا لم يكن معها غيرها، وتجوز شهادة المرأة وحدها في مولود يولد ويموت من ساعته، وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه تجوز شهادة النساء في الدم والقسامة والتدبير، وروي أنه تجوز شهادة امرأتين في استهلال الصبي، ونروي أنه تجوز شهادة القابلة وحدها ».

[ ٢١٧٥٠ ] ٩ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وتجوز شهادة النساء في كل ما لم يجز للرجال النظر إليه ».

[ ٢١٧٥١ ] ١٠ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : باسناده قال: « حدثني أبي علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: سئل النبي ( صلى الله عليه

__________________

٧ - الهداية ص ٤٥، وفي المقنع ص ١٣٥.

٨ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥ و ٤١.

(١) في المصدر « وفي ».

(٢) ليس في المصدر.

(٣) ليس في المصدر.

٩ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

١٠ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٣ ح ١٣٤.

٤٢٦

وآله )، عن امرأة زنت، فذكرت المرأة انها بكر، فأمرني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن آمر النساء ينظرن إليها، فنظرن إليها(١) فوجدنها بكرا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لأضرب من عليه خاتم من الله عز وجل، وكان يجيز شهادة النساء في مثل هذا ».

[ ٢١٧٥٢ ] ١١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن عيسى، عن موسى بن محمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام ، عن أخيه علي بن محمدعليهما‌السلام ، - في حديث طويل - قال: « وأما شهادة المرأة التي جازت وحدها فهي القابلة، جازت(١) شهادتها مع الرضى، وإن لم يكن رضى فلا أقل من امرأتين، تقوم المرأتان(٢) بدل الرجل للضرورة، لان الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها، فان كانت وحدها قبلت مع يمينها » الخبر.

ورواه ابن شهرآشوب في المناقب: عنهعليه‌السلام مثله، وأنه أملاه علي ابن السكيت، في جواب يحيى بن أكتم في مجلس المتوكل(٣) .

٢٠ -( باب جواز شهادة المرأة لزوجها، والرجل لزوجته)

[ ٢١٧٥٣ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام ، كان لا يجيز شهادة الزوج لزوجته، وكان يجيز شهادة الزوج على زوجته ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

١١ - الاختصاص ص ٩٥.

(١) في المصدر: جائز.

(٢) في المصدر: مقامها.

(٣) المناقب ج ٤ ص ٤٠٤.

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ١٤٣.

٤٢٧

[ ٢١٧٥٤ ] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن شهادة الولد لوالده، والوالد لولده، والاخوة والقرابات والزوجين بعضهم لبعض، فقال: « تجوز شهادة العدول منهم، بعضهم لبعض، وروينا ذلك عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وليس عندنا فيه اختلاف ».

[ ٢١٧٥٥ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واعلم أنه لا تجوز شهادة شارب الخبر - إلى أن قال - ولا امرأة لزوجها، وتجوز شهادة الرجل لامرأته ».

قلت: البناء على ما في خبر الدعائم، ولا بد من صرف الخبرين الآخرين عن ظاهرهما، وحملهما على بعض المحامل، كالاتهام، وعدم العدالة فيهما، وكونها في محل لا تجوز شهادة النساء فيه في الأخير، وغير ذلك.

٢١ -( باب جواز شهادة الولد لوالده، وبالعكس، والأخ لأخيه، لا الولد على والده)

[ ٢١٧٥٦ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن الحسين بن عليعليهم‌السلام ، شهد لأبيه عليعليه‌السلام شهادة قد سرع بشهادته(١) ، فقال عليعليه‌السلام : قالون(٢) » وقالون بالرومية أي جيد.

[ ٢١٧٥٧ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن جده، عن علي بن أبي طالب

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٠٩ ح ١٨٢١.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ح ٣٥.

الباب ٢١

١ - الجعفريات ص ١٤٢.

(١) في المصدر: شهادته.

(٢) في المصدر: تالون.

٢ - الجعفريات ص ١٤٢.

٤٢٨

عليهم‌السلام : أنه كان لا يجيز شهادة الابن لأبيه، وكان يجيز شهادة الابن على أبيه. كذا في نسختي، والظاهر أنه اشتباه من بعض الرواة أو النساخ.

[ ٢١٧٥٨ ] ٣ - وبهذا الاسناد: عن جده، عن عليعليهم‌السلام : أنه قال: « شهادة الأخ لأخيه جائزة، إذا كان مرضيا، معه رجل آخر ».

[ ٢١٧٥٩ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتجوز شهادة الرجل لامرأته.

وشهادة الولد لوالده، ( ويجوز شهادة الولد لوالده )(١) وتجوز شهادة الولد على والده ».

٢٢ -( باب عدم قبول شهادة الشريك لشريكه، فيما هو شريك فيه، وقبولها في غيره)

[ ٢١٧٦٠ ] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم: « أن علياعليه‌السلام كان لا يجيز شهادة الشريك لشريكه، وكان يجيز شهادة الشريك على شريكه ».

[ ٢١٧٦١ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تجوز شهادة الشريك لشريكه فيما هو بينهما، وتجوز في غير ذلك مما ليس فيه شركة، وفي المواريث، والعتق، والدماء، والطلاق، والنكاح، والجنايات [ وأشباه ذلك ](١) ».

[ ٢١٧٦٢ ] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من شهد شهادة

__________________

٣ - الجعفريات ص ١٤٣.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٢٢

١ - الجعفريات ص ١٤٣.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١١ ح ١٨٣٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٠٩ ح ١٨٢٢.

٤٢٩

فيما له حظ ( أو حق )(١) ، لم تجز شهادة له، ولا لغيره، ممن شهد له معه ».

[ ٢١٧٦٣ ] ٤ - وتقدم عن كتاب الاستغاثة: قول أمير المؤمنينعليه‌السلام لأبي بكر، في قصة فدك: « أفتحكم فينا بغير ما تحكم به في المسلمين؟ » قال: وكيف ذلك؟ قال: « إن الذين يزعمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ما تركناه صدقة، وأنت ممن له في هذه الصدقة نصيب، ولا تجوز شهادة الشريك لشريكه، وتركة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على حكم الاسلام في يد ورثته، إلى أن تقوم البينة العادلة بأنه لغيره، فعلى من ادعى ذلك إقامة البينة العادلة ممن لا نصيب له فيما يشهد به عليه » إلى آخر ما تقدم.

[ ٢١٧٦٤ ] ٥ - الصدوق في المقنع: ولا تجوز شهادة الرجل لشريكه إلا فيما لا يعود نفعه عليه.

فقه الرضاعليه‌السلام : مثله(١) .

٢٣ -( باب عدم جواز شهادة الأجير للمستأجر، وجوازها لغيره، وله بعد مفارقته، وجواز شهادة الضيف)

[ ٢١٧٦٥ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن شهادة الأجير والتابع، فقال: « هذا ظنين(١) لا تجوز شهادته ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

٤ - تقدم في الحديث ١ من الباب ١٨ من أبواب كيفية الحكم واحكام الدعوى من كتاب القضاء.

٥ - المقنع ص ١٣٣.

(١) فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

الباب ٢٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١١ ح ١٨٣١.

(١) الظنين: المتهم في دينه ( النهاية ج ٣ ص ١٦٣ ).

٤٣٠

[ ٢١٧٦٦ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واعلم أنه لا تجوز شهادة شارب الخمر - إلى أن قال - ولا تابع لمتبوع، ولا أجير لصاحبه ».

٢٤ -( باب عدم قبول شهادة الفاسق والمتهم والخصم)

[ ٢١٧٦٧ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « يرد شهادة الظنين والمتهم ».

[ ٢١٧٦٨ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى ان تجاز شهادة الخصم، والظنين، والجار إلى نفسه ».

[ ٢١٧٦٩ ] ٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تجوز شهادة المتهم ».

[ ٢١٧٧٠ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : في عداد من لا تجوز شهادته: « ولا متهم، ولا المشهور بالفسق، ولا الفجور والزنى، وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: لا تجوز شهادة ظنين، ولا حاسد، ولا باغ، ولا متهم، ولا خصم، ولا متهتك، ولا مشهور ».

[ ٢١٧٧١ ] ٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يجوز شهادة خصم، ولا الظنين » والظنين: المتهم.

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

الباب ٢٤

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١١ ح ١٨٣٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١١ ح ١٨٣٣.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤١.

٥ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٣٥ ح ٢٦.

٤٣١

[ ٢١٧٧٢ ] ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه أمر مناديه أن ينادي: « لا تقبل شهادة خصم ولا ظنين ».

٢٥ -( باب عدم قبول شهادة ولد الزنى)

[ ٢١٧٧٣ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تجوز شهادة ولد الزنى ».

وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، مثله(١) .

[ ٢١٧٧٤ ] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ولا تجوز شهادة ولد الزنى ».

[ ٢١٧٧٥ ] ٣ - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن هاشم أبي سعيد الأنصاري، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن نوحا حمل في السفينة الكلب، والخنزير، ولم يحمل فيها ولد الزنى، وإن الناصب شر من ولد الزنى ».

[ ٢١٧٧٦ ] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ولد الزنى شر الثلاثة ».

[ ٢١٧٧٧ ] ٥ - وروي أن أبا عزة الهذلي(١) كان يهجو النبي ( صلى الله عليه

__________________

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٤٣ ح ١٦٤.

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١١ ح ١٨٢٩.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥١٢ ح ١٨٣٦.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٣ - المحاسن ص ١٨٥ ح ١٩٦.

٤ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٣٣ ح ٢٢.

٥ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٣٤ ح ٢٤ و ٢٥.

(١) في المخطوط: « الحجمي »وما أثبتناه هو الصواب ( راجع أسد الغابة ج ٥ ص ٢٥٣ وتهذيب التهذيب ج ١١ ص ٤٧٦ ).

٤٣٢

وآله )، فذكر عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل فيه: ولد زنية، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولد الزنى لا يدخل الجنة ».

وفي حديث آخر: « ولد الزنى لا يفلح أبدا ».

٢٦ -( باب جملة ممن لا تقبل شهادتهم)

[ ٢١٧٧٨ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تجوز شهادة حروري، ولا قدري، ولا مرجئ، ولا أموي، ولا ناصب، ولا فاسق ».

[ ٢١٧٧٩ ] ٢ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يجوز شهادة المتهم، ولا ولد الزنى، ولا الأبرص، ولا شارب المسكر، و [ لا ](١) الذين يجلسون مع البطالين والمغنين وأهل المنكر، في مجلس المنكر مع العواهر والاحداث في الريبة، ويكشفون عوراتهم في الحمام وغيره، وينامون جماعة في لحاف، ولا الذين يطففون الكيل والوزن، ولا الذين يختلفون إلى الكهان، ولا الذين ينكرون السنن، ولا من مطل غريما وهو واجد، ولا من ضيع صلاة، ولا من منع زكاة، ولا من أتى ما يوجب الحد والتعزير، ولا من آذى جيرانه، ولا الذين يلعبون بالكلاب والحمام والديوك، ما كان أحد من هؤلاء مقيما على ما هو عليه ».

[ ٢١٧٨٠ ] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا شهد أهل البادية في حق فيما بينهم جازت شهادتهم، إذا كانوا عدولا، وإذا شهدوا على

__________________

الباب ٢٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١١ ح ١٨٣٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٢ ح ١٨٣٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٠ ح ١٨٢٨.

٤٣٣

أهل قرية فيما يتباعدان تكون شهادتهم [ فيه ](١) دون غيرهم من أهل القرية، مما ينبغي في مثله، فيكونون في حال من يتهم ».

[ ٢١٧٨١ ] ٤ - وقد روي: انه لا تجوز شهادة خصم ولا ظنين، وفي ترك شهادة العدول من أهل المصر وجيرة المكان، وأهل العدالة فيه، واستشهاد من يبعد عنه من أهل البوادي، ما يوجب الشهبة والظنة التي تسقط الشهادة.

[ ٢١٧٨٢ ] ٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا تقبل شهادة الخائن، ولا الخائنة، ولا الزاني، ولا الزانية، ولا ذي غمز على أخيه » والغمز الحقد.

[ ٢١٧٨٣ ] ٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا خير في شهادة الخائن ».

[ ٢١٧٨٤ ] ٧ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا تجوز شهادة خائن، ولا خائنة، ولا محدود، ولا ذي حقد على أخيه، ولا مجرب عليه شهادة زور، ولا القانع مع أهل البيت » يعني الخادم لهم.

٢٧ -( باب عدم قبول شهادة اللاعب بالنرد والشطرنج وكل مقامر، وفاعل الغناء ومستمعه)

[ ٢١٧٨٥ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واعلم أنه لا تجوز شهادة شارب

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٠ ح ١٨٢٨.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٤٢ ح ١٦٣.

٦ - غرر الحكم ج ٢ ص ٨٤٣ ح ٢٧٧.

٧ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٩٢.

الباب ٢٧

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

٤٣٤

الخمر، ولا اللاعب بالشطرنج والنرد، ولا مقامر ».

٢٨ -( باب عدم قبول شهادة سائق الحاج إذا ظلم دابته واستخف بصلاته، وقبول شهادة المكاري والجمال والملاح مع الصلاح)

[ ٢١٧٨٦ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام ، كان لا يجيز شهادة سائق الحاج ».

٢٩ -( باب عدم قبول شهادة السائل بكفه)

[ ٢١٧٨٧ ] ١ - أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « شهادة الذي يسأل في كفه ترد ».

٣٠ -( باب قبول شهادة القاذف بعد التوبة، وعدم قبولها قبلها)

[ ٢١٧٨٨ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أن قال: « القاذف إذا تاب وكان عدلا جازت شهادته، وقد قال الله عز وجل:( إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِ‌ينَ ) (١) ولا وجه لرد شهادة من أحبه الله وكان عدلا، وقد استثنى الله عز وجل في ذكر رد شهادة القاذف من تاب فقال:( وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ) (٢) ثم استثنى فقال:( إِلَّا الَّذِينَ

__________________

الباب ٢٨

١ - الجعفريات ص ١٤٣.

الباب ٢٩

١ - عدة الداعي ص ٨٩.

الباب ٣٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٢ ح ١٨٣٥.

(١) البقرة ٢: ٢٢٢.

(٢) النور ٢٤: ٤.

٤٣٥

تَابُوا ) (٣) ».

[ ٢١٧٨٩ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تجوز شهادة المفتري حتى يتوب من الفرية، وتوبته أن يقف في الموضع الذي قال فيه ما قال، يكذب نفسه ».

الصدوق في المقنع، مثله(١) .

[ ٢١٧٩٠ ] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « المجلود في الفرية لا تقبل شهادته، ولا يلاعن، لان الله تعالى قال في كتابه:( وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ) (١) ».

[ ٢١٧٩١ ] ٤ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن الصادقعليه‌السلام - في حديث - قال: سألته عن القاذف، أتقبل شهادته بعد الحد إذا تاب؟ قال: « نعم » قال: وما توبته؟ قال: « يكذب نفسه عند الامام فيما افتراه، ويندم مما قال ».

٣١ -( باب قبول شهادة المحدود بعد توبته لا قبلها)

[ ٢١٧٩٢ ] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن جعفر بن محمد، عن أبيه،

__________________

(٣) النور ٢٤: ٥.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٥.

(١) المقنع ص ١٣٣.

٣ - الجعفريات ص ١٤٣.

(١) النور ٢٤: ٤.

٤ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

الباب ٣١

١ - الجعفريات ص ١٤٣.

٤٣٦

عن جدهعليهم‌السلام : « أن رجلا قطع في قطع الطريق، فشهد عند عليعليه‌السلام شهادة، فسأل عنه قومه، فقالوا فيه خيرا، فأجاز عليعليه‌السلام شهادته، حين تاب وعلمت منه التوبة ».

٣٢ -( باب قبول شهادة المسلم على الكافر، وعدم جواز قبول شهادة الكافر عليه ولو ذميا، عدا ما استثني)

[ ٢١٧٩٣ ] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه نهى أن تقبل شهادة كافر على مسلم.

[ ٢١٧٩٤ ] ٢ - وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام : أن عبد الملك بن مروان كتب إليه يسأله عن شهادة أهل الذمة بعضهم لبعض، فكتب إليه: « حدثني أبي، عن جدي: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتاه اليهود برجل وامرأة قد زنيا، فشهدوا عليهما بالزنى والاحصان، فرجمهما وقال: شهادة بعضهم على بعض جائزة إذا عدلوا عندهم، ولا تجوز شهادتهم على مسلم، إلا فيما ذكر الله عز وجل » يعني من أمر الوصية.

[ ٢١٧٩٥ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتجوز شهادة المسلمين في جميع أهل الملل، ولا تجوز شهادة أهل الذمة على المسلمين ».

[ ٢١٧٩٦ ] ٤ - عوالي اللآلي: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تقبل شهادة أهل دين على غير أهل دينهم، إلا المسلمين فإنهم عدول عليهم وعلى غيرهم ».

__________________

الباب ٣٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٣ ح ١٨٣٩.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٤ ح ١٨٤٢.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٥٤ ح ١٩٢.

٤٣٧

٣٣ -( باب أن الكافر إذا اشهد على شهادة، ثم أسلم فشهد بها قبلت)

[ ٢١٧٩٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: « أن علياعليهم‌السلام قال: اليهودي والنصراني إذا أسلما جازت شهادتهما، ما لم يكن ردها الحاكم وأسلما من اجلها ».

[ ٢١٧٩٨ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين، وأبي جعفر، وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « إذا استشهد الكافر في حال كفره، والطفل الصغير في حال صغره، على شهادة، فشهد بها المشرك بعد أن أسلم، والطفل الصغير بعد أن يبلغ - وكانا مقبولين - جازت شهادتهما ».

٣٤ -( باب قبول شهادة اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم على الوصية في الضرورة)

[ ٢١٧٩٩ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( أو آخران من غيركم ) (١) قال: « من أهل الكتاب ».

قال أبو جعفرعليه‌السلام : « من كان في سفر فحضرته الوفاة، فلم يجد مسلما يشهده، فاشهد ذميين، جازت شهادتهما في الوصية، كما قال الله عز وجل ».

__________________

الباب ٣٣

١ - الجعفريات ص ١٤٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٤ ح ١٨٤١.

الباب ٣٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٣ ح ١٨٤٠.

(١) المائدة ٥: ١٠٦.

٤٣٨

قال أبو جعفرعليه‌السلام : « إذا كان الرجل بأرض [ غربة ](٢) ليس بها مسلم، فحضره الموت، فاشهد شهودا من غير أهل القبلة على وصيته، حلف الشاهدان بالله: ما شهدنا إلا بالحق، وإن فلانا أوصى بكذا وكذا، وهو قول الله عز وجل:( اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ - إلى قوله -فَيُقْسِمَانِ بِاللَّـهِ ) (٣) » الآية.

وباقي الاخبار تقدم في كتاب الوصية(٤) .

٣٥ -( باب ما يعتبر في الشاهد من العدالة)

[ ٢١٨٠٠ ] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من صلى الصلوات الخمس في جماعة، فظنوا به كل خير، وأجيزوا شهادته ».

[ ٢١٨٠١ ] ٢ - وعنه، وأبي جعفر، وأبي عبد اللهعليهم‌السلام أنهم قالوا: « شهادة العبد لغير مواليه جائزة، إذا كان عدلا ».

[ ٢١٨٠٢ ] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « القاذف إذا تاب وكان عدلا، جازت شهادته ».

[ ٢١٨٠٣ ] ٤ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن شهادة الولد لوالده، والوالد لولده، والاخوة والقرابات والزوجين بعضهم لبعض فقال:

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) المائدة ٥: ١٠٦.

(٤) تقدم في الباب ١٩ من كتاب الوصايا.

الباب ٣٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٣ ح ١٨٣٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٠ ح ١٨٢٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٢ ح ١٨٣٥.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٠٩ ح ١٨٢١.

٤٣٩

« تجوز شهادة العدول منهم، بعضهم لبعض ».

[ ٢١٨٠٤ ] ٥ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من تشبه بقوم عد منهم ».

[ ٢١٨٠٥ ] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: أنه من ولد على الفطرة، ولم يعرف منه جرم، فهو عدل وشهادته جائزة ».

وقال: « ولا تقبل شهادة الشهود في الزنى، إلا العدول »(١) .

[ ٢١٨٠٦ ] ٧ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، أنه قال: « شهادة الأخ لأخيه جائزة، إذا كان مرضيا، معه رجل آخر ».

[ ٢١٨٠٧ ] ٨ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه قال: « تقبل شهادة الغلام إذا احتلم، وكان مرضيا ».

[ ٢١٨٠٨ ] ٩ - السيد أبو حامد محمد بن عبد الله بن زهرة في أربعينه: أخبرني عمي الشريف الطاهر - قراءة عليه - قال: أخبرني الشيخ أبو علي، قال: أخبرني الشريف أبو الرضا، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال - قراءة عليه - قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد العيار، قال: حدثنا أبو الحسن الحافظ التميمي، قال: حدثنا ابن مهرويه القزويني - بقزوين في دار أبي يعلى - قال: حدثنا داود بن سليمان، قال:

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٣ ح ١٨٣٨.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤١.

(١) نفس المصدر ص ٣٥.

٧ - الجعفريات ص ١٤٣.

٨ - الجعفريات ص ١٤٣.

٩ - الأربعون لابن زهرة ص ١٢.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607