الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٧

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل11%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 526

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 526 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156605 / تحميل: 6129
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

حين يقع الكلام على المعاد وخلق الإنسان ثانية من التراب يعدّون ذلك أمرا عجيبا ولا يمكن تصوّره وقبوله ، في حين أنّ الأمرين متماثلان : «وحكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد».

وهكذا فإنّ القرآن يستدلّ على المعاد في هذه الآيات والآيات الآنفة بأربعة طرق مختلفة ، فتارة عن طريق علم الله ، وأخرى عن طريق قدرته ، ثالثة عن طريق تكرّر صور المعاد ومشاهده في عالم النباتات ، وأخيرا عن طريق الالتفات إلى الخلق الأوّل.

ومتى ما عدنا إلى آيات القرآن الاخر في مجال المعاد وجدنا هذه الأدلّة بالإضافة إلى أدلّة أخر وردت في آيات مختلفة وبصورة مستقلّة ، وقد أثبت القرآن المعاد بالمنطق القويم والتعبير السليم والأسلوب الرائع (القاطع) للمنكرين وبيّنه بأحسن وجه فلو خضعوا لمنطق العقل وتجنّبوا الأحكام المسبقة والتعصّب الأعمى والتقليد الساذج فسرعان ما يذعنوا لهذه المسألة وسيعلمون بأنّ المعاد أو يوم القيامة ليس أمرا ملتويا وعسيرا.

* * *

٢١

الآيات

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (١٧) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) )

التّفسير

كتابه جميع الأقوال :

يثار في هذه الآيات قسم آخر من المسائل المتعلّقة بالمعاد ، وهو ضبط أعمال الإنسان وإحصاؤها لتعرض على صاحبها عند يوم الحساب.

تبدأ الآيات فتتحدّث عن علم الله المطلق وإحاطته بكلّ شيء فتقول :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) .

كلمة «توسوس» مشتقّة من الوسوسة وهي ـ كما يراه الراغب في مفرداته ـ الأفكار غير المطلوبة التي تخطر بقلب الإنسان ، وأصل الكلمة «الوسواس» ومعناه الصوت الخفي وكذلك صوت أدوات الزينة وغيرها.

والمراد من الوسوسة في الآية هنا هي أنّ الله لمّا كان يعلم بما يخطر في قلب الإنسان والوساوس السابحة في أفكاره ، فمن البديهي أنّه عالم بجميع عقائده

٢٢

وأعماله وأقواله ، وسوف يحاسبه عليها يوم القيامة.

وجملة( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ ) يمكن أن تكون إشارة إلى أنّ خالق البشر محال أن لا يعلم بجزئيات خلقه؟! الخلق الدائم والمستمر ، لأنّ الفيض أو الجود منه يبلغ البشر لحظة بعد لحظة ، ولو انقطع الفيض لحظة لهلكنا ، كنور الشمس الذي ينتشر في الفضاء من منبع الفيض وهو الكرة الشمسية «بل كما سنبيّن فإنّ ارتباطنا بذاته المقدّسة أسمى ممّا مثّلنا ـ (بنور الشمس)».

أجل ، هو الخالق ، وخلقه دائم ومستمر ونحن مرتبطون به في جميع الحالات ، فمع هذه الحال كيف يمكن أن لا يعلم باطننا وظاهرنا؟!

ويضيف القرآن لمزيد الإيضاح في ذيل الآية قائلا :( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) .

ما أبلغ هذا التعبير!! فحياتنا الجسمانية متعلّقة بعصب يوصل الدم إلى القلب ويخرجه منها بصورة منتظمة وينقله إلى جميع أعضاء البدن ، ولو توقّف هذا العمل لحظة واحدة لمات الإنسان فالله أقرب إلى الإنسان من هذا العصب المسمّى بحبل الوريد.

وهذا ما أشار إليه القرآن في مكان آخر إذ قال :( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) .(١)

وبالطبع فإنّ هذا كلّه تشبيه تقريبي ، والله سبحانه أقرب من ذلك وأسمى رغم كون المثال المذكور أبلغ تصوير محسوس على شدّة القرب ، فمع هذه الإحاطة لله تعالى بمخلوقاته ، وكوننا في قبضة قدرته ، فإنّ تكليفنا واضح ، فلا شيء يخفى عليه لا الأفعال ولا الأقوال ولا الأفكار والنيّات ولا تخفى عليه حتّى الوساوس التي تخطر في القلوب!

__________________

(١) سورة الأنفال ، ٢٤.

٢٣

إنّ الالتفات إلى هذه الحقيقة يوقظ الإنسان ، ويكون على بيّنة من أمره وما هو مذخور له في صحيفة أعماله عند محكمة عدل الله فيتحوّل من إنسان غافل إلى موجود واع ملتزم ورع تقيّ ورد في حديث أنّ أبا حنيفة جاء إلى الصادقعليه‌السلام يوما فقال : رأيت ولدك موسى يصلّي والناس يعبرون من أمامه إلّا أنّه لم ينههم عن ذلك ، مع أنّ هذا العمل غير صحيح!.

فقال الصادقعليه‌السلام ادعوا لي ولدي موسى فدعي له فكرّر الإمام الصادق حديث أبي حنيفة لولده موسى بن جعفر فأجاب موسى بن جعفر قائلا : إنّ الذي كنت اصلّي له كان أقرب إليّ منهم يقول اللهعزوجل :( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) فاحتضنه الإمام الصادق وقال : بأبي أنت وأمّي يا مستودع الأسرار(١) .

وللمفسّرين آراء عديدة في معنى «الوريد» فمنهم من يعتقد بأنّ «الوريد» هو العصب المتّصل بقلب الإنسان أو كبده ، ويعتقد بعضهم بأنّ الوريد جميع الأعصاب في بدن الإنسان في حين أنّ بعضهم يعتقد بأنّه عصب الرقبة فحسب! إلّا أنّ التّفسير الأوّل يبدو أكثر تناسبا ، ولا سيّما إذا لا حظنا الآية ٢٤ من سورة الأنفال آنفة الذكر!

وكلمة «الوريد» ـ ضمنا ـ مأخوذة من الورود ، ومعناه الذهاب نحو الماء ، وحيث إنّ الدم ـ يرد من هذا العصب إلى القلب ويخرج منه إلى سائر أعضاء بدن الإنسان سمّي بالوريد.

ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ الاصطلاح المتداول في هذا العصر في شأن «الوريد والشريان» ـ يعني المجاري التي توصل الدم من سائر أعضاء الجسم إلى قلب الإنسان ، وبالعكس ـ هذا الاصطلاح خاصّ بعلم الأحياء ولا علاقة له بالمفهوم اللغوي للوريد.

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٠٨.

٢٤

ويضيف القرآن في الآية التالية قائلا :( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) (١) .

أي أنّه بالإضافة إلى إحاطة علم الله «التامّة» على ظاهر الإنسان وباطنه ، فهنالك ملكان مأموران بحفظ ما يصدر منه عن يمينه وشماله ، وهما معه دائما ولا ينفصلان عنه لتتمّ الحجّة عليه عن هذا الطريق أكثر ، ولتتأكّد مسألة الحساب (حساب الأعمال).

كلمة «تلقّى» معناها الأخذ والتسلّم ، و «المتلقّيان» هما ملكان مأموران بثبت أعمال الناس.

وكلمة «قعيد» مأخوذة من القعود ومعناها «جالس»(٢) والمراد بالقعيد هنا الرقيب والملازم للإنسان ، وبتعبير آخر أنّ الآية هذه لا تعني أنّ الملكين جالسين عن يمين الإنسان وعن شماله ، لأنّ الإنسان يكون في حال السير تارة ، واخرى في حال الجلوس ، بل التعبير هنا هو كناية عن وجودهما مع الإنسان وهما يترصّدان أعماله.

ويحتمل أيضا أنّهما قعيدان على كتفي الإنسان الأيمن والأيسر ، أو أنّهما قعيدان عند نابيه أو ناجذيه دائما ويسجّلان أعماله ، وهناك إشارة إلى هذا المعنى في بعض الرّوايات غير المعروفة «كما في بحار الأنوار ج ٥٩ ص ١٨٦ رقم الرّواية ٣٢».

وممّا يجدر التنويه عليه أنّه ورد في الرّوايات الإسلامية أنّ ملك اليمين كاتب

__________________

(١) كلمة إذ في جملة (إذ يتلقّى المتلقّيان) ظرف متعلّق بمحذوف وتقديره واذكروا إذ يتلقّى المتلقّيان ولهذا المعنى ذهب إليه جماعة من المفسّرين ، إلّا أنّ جماعة اخرى يرون بأنّ إذ متعلّقة بكلمة أقرب الواردة في الآية الآنفة إلّا أنّ التّفسير الأوّل يبدو أصحّ لأنّ كلّا من الجملتين «ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» و «إذ يتلقّى المتلقّيان» إلخ تحتفظ باستقلالها دون أن يتقيّد كلّ بالأخرى ولا يتناسب الصدر والذيل في التّفسير الثاني.

(٢) كلمة قعيد مفردة مع أنّ كلمة المتلقّيان تثنية لأنّ في الآية حذفا وتقديرها إذ يتلقّى المتلقّيان عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد» وقد وقع هذا الحذف بقرينة ذكر الآخر.

٢٥

الحسنات ، وملك الشمال كاتب السيّئات ، وصاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فإذا عمل الإنسان حسنة كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها ، وإذا عمل سيّئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك فيمسك عنه سبع ساعات ، فإذا استغفر الله منها لم يكتب عليه شيء ، وإن لم يستغفر الله كتب له سيّئة واحدة.

كما يظهر من بعض الرّوايات أنّهما يقولان بعد موت المؤمن : ربّنا قبضت روح عبدك فإلى أين؟ قال : سمائي مملوءة بملائكتي يعبدونني وأرضي مملوءة من خلقي يطيعونني اذهبا إلى قبر عبدي فسبّحاني وكبّراني وهلّلاني فاكتبا ذلك في حسنات عبدي(١) .

وفي رواية اخرى عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلّا أمر الله تعالى الحفظة فقال : اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح ما دام مشدودا في وثاقي» ثمّ أضافصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مرض أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمل صحيحا مقيما»(٢) .

وهذه الرّوايات جميعها إشارة إلى لطف الله الواسع.

أمّا آخر آية من الآيات محلّ البحث فتتحدّث عن الملكين أيضا فتقول :( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٣) .

وكان الكلام في الآية الآنفة عن كتابة جميع أعمال الإنسان ، وفي هذه الآية اهتمام بخصوص ألفاظه ، وهذا الأمر هو للأهميّة القصوى للقول وأثره في حياة الناس ، حتّى أنّ جملة واحدة أو عبارة قصيرة قد تؤدّي إلى تغيير مسير المجتمع

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) روح المعاني ، ج ٢٦ ، ص ١٦٥ ذيل الآيات محل البحث ، وهذا المضمون نفسه منقول عن الإمام الصادق في كتاب الكافي وكذلك بحار الأنوار ، ج ٥٩ ، ص ١٨٧ في الرّوايتين ٣٤ و٣٥».

(٣) الضمير في لديه يرجع إلى كلمة قول كما يحتمل أن يكون عائدا على الذي يلفظ القول ، إلّا أنّ الاحتمال الأوّل أنسب.

٢٦

نحو الخير أو الشرّ!! كما أنّ بعض الناس لا يعتقدون بأنّ الكلام جزء من أعمالهم ويرون أنفسهم أحرارا في الكلام مع أنّ أكثر الأمور تأثيرا وأخطرها في حياة الناس هو الكلام!.

فبناء على ذلك فإن ذكر هذه الآية بعد الآية المتقدّمة هو من قبيل ذكر الخاص بعد العام.

كلمة «الرقيب» معناها المراقب و «العتيد» معناها المتهيئ للعمل ، لذلك يطلق على الفرس المعدّة للركض بأنّها فرس عتيد كما يطلق على من يعدّ شيئا أو يدّخره بأنّه عتيد ، وهي من مادّة العتاد على زنة الجهاد ومعناها الادّخار!.

ويعتقد أغلب المفسّرين أنّ الرقيب والعتيد اسمان للملكين المذكورين في الآية المتقدّمة وهما «المتلقيان» فاسم ملك اليمين «رقيب» واسم ملك الشمال «عتيد» ، وبالرغم من أنّ الآية محلّ البحث ليس فيها قول صريح على هذا الأمر ، إلّا أنّ هذا التّفسير وبملاحظة مجموع الآيات يبدو غير بعيد!

ولكن أيّ كلام يكتب هذان الملكان؟ هناك أقوال بين المفسّرين قال بعضهم يكتبان كلّ كلام حتّى الصرخات من الألم ، في حين أنّ بعضهم الآخر يعتقد بأنّهما يكتبان ألفاظ الخير والشرّ والواجب والمستحبّ أو الحرام والمكروه ، ولا يكتبان ما هو مباح!

إلّا أنّ عموميّة التعبير يدلّ على أّ الملكين يكتبان كلّ لفظ وقول يقوله الإنسان.

الطريف أنّنا نقرأ رواية عن الإمام الصادق يقول فيها : «إنّ المؤمنين إذا قعدا يتحدّثان قالت الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعلّ لهما سرّا وقد ستر الله عليهما!

يقول الراوي : ألم يقل الله تعالى( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

٢٧

فيجيب الإمامعليه‌السلام : إن كانت الحفظة لا تسمع فإنّ عالم السرّ يسمع ويرى»(١) .

ويستفاد من هذه الرّوايات أنّ الله سبحانه يكتم بعض أحاديث المؤمن التي فيها (جانب سرّي) احتراما وإكراما له ، إلّا أنّه حافظ لجميع هذه الأسرار.

ويستفاد من بعض الرّوايات أنّ حفظة الليل غير حفظة النهار ، كما بيّنا هذا المعنى في تفسير الآية ٧٨ من سورة الإسراء من نفس هذا التّفسير.

* * *

ملاحظة

الحبيب أقرب إلى الإنسان من نفسه!!

يقول بعض الفلاسفة : كما أنّ شدّة البعد توجب الخفاء فإنّ شدّة القرب كذلك ، فمثلا لو كانت الشمس بعيدة عنّا جدّا لما رأيناها ولو كانت قريبة منّا جدّا أو اقتربنا منها كثيرا فإنّ نورها سيذهلنا إلى درجة بحيث لا نستطيع رؤيتها.

وفي الحقيقة إنّ ذات الله المقدّسة كذلك : «يا من هو اختفى لفرط نوره»!

وفي الآيات محلّ البحث تشبيه رائع لقرب الله إلى العباد إذ قالت حاكية عنه سبحانه:( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) أي أنّ الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد.

والتشبيهات التي تقول مثلا العالم جميعه جسم والله روحه ، أو العالم كشعاع الشمس وهو قرصها وأمثال هذه لا يمكن أن توضّح العلاقة القريبة كما وصفتها الآية.

ولعلّ أفضل تعبير هو ما ورد على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبته الاولى من نهج البلاغة إذ قال عنه سبحانه : «مع كلّ شيء لا بمقارنة وغير كلّ شيء لا

__________________

(١) اصول الكافي طبقا لما نقل في نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١١٠.

٢٨

بمزايلة».

وقد شبّه بعض الفلاسفة لبيان هذا القرب تشبيها آخر ، فقالوا إنّ ذات الله المقدّسة هي المعنى الاسمي والموجودات هي المعنى الحرفي.

وتوضيح ذلك : حين نقول : توجّه إلى الكعبة ، فإنّ كلمة (إلى) لا مفهوم لها وحدها ، وما لم تضف الكعبة إليها فستبقى مبهمة ، فعلى هذا ليس للمعنى الحرفي مفهوم إلّا تبعا للمفهوم الاسمي ، فوجود جميع موجودات العالم على هذه الشاكلة ، إذ دون ارتباطها بذاته لا مفهوم لها ولا وجود ولا بقاء لها أصلا وهذا يدلّ على نهاية قرب الله إلى العباد وقربهم إليه وإن كان الجهلة غافلين عن ذلك.

* * *

٢٩

الآيات

( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) )

التّفسير

القيامة ـ والبصر الحديد ـ

تعكس الآيات أعلاه مسائل اخرى تتعلّق بيوم المعاد : «مشهد الموت» و «النفخ في الصور» و «مشهد الحضور في المحشر»!

فتقول أوّلا :( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ) .

سكرة الموت : هي حال تشبه حالة الثمل السكران إذ تظهر على الإنسان بصورة الاضطراب والانقلاب والتبدّل ، وربّما استولت هذه الحالة على عقل الإنسان وسلبت شعوره وإختياره.

وكيف لا تكون كذلك مع أنّ الموت مرحلة انتقالية مهمّة ينبغي أن يقطع الإنسان فيها جميع علائقه بالدنيا التي تعلّق بها خلال سنين طويلة ، وأن يخطو في

٣٠

عالم جديد عليه مليء بالأسرار ، خاصّة أنّ الإنسان ـ لحظة الموت ـ يكون عنده إدراك جديد وبصر حديد ـ فهو يلاحظ عدم استقرار هذا العالم بعينيه ويرى الحوادث التي بعد الموت ، وهنا تتملّكه حالة الرعب والاستيحاش من قرنه إلى قدمه فتراه سكرا وليس بسكر(١) .

حتّى الأنبياء وأولياء الله الذين يواجهون حالة النزع والموت باطمئنان كامل ينالهم من شدائد هذه الحالة نصيب ، ويصابون ببعض العقبات في حالة الانتقال ، كما قد ورد في حالات انتقال روح النّبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بارئها عند اللحظات الأخيرة من عمره الشريف المبارك أنّه كان يدخل يده في إناء فيه ماء ويضعها على وجهه ويقول :( لا إِلهَ إِلَّا اللهُ ) ثمّ يقول : إن للموت سكرات(٢) .

وللإمام علي كلام بليغ يرسم لحظة الموت وسكراتها بعبارات حيّة بليغة إذ يقول : «اجتمعت عليهم سكرت الموت وحسرت الفوت ففترت لها أطرافهم وتغيّرت لها ألوانهم ثمّ إزداد الموت فيهم ولوجا فحيل بين أحدهم ومنطقه وانّه لبيّن أهله ينظر ببصره ويسمع باذنه على صحّة من عقله وبقاء من لبّه يفكّر فيم أفنى عمره؟ وفيم أذهب دهره؟ ويتذكّر أموالا جمعها أغمض في مطالبها وأخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ويتمتّعون بها»(٣) .

كما أنّ هذا المعلّم الكبير ينذر في مكان آخر البشرية فيقول : «إنّكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريب ما يطرح الحجاب»(٤) .

__________________

(١) السّكر ـ على زنة المكر ـ معناه في الأصل سدّ طريق الماء ، والسكر ـ على زنة الفكر ـ معناه المحلّ المسدود ، وحيث أنّ حالة الثمل تقع حاجزا وسدّا بين الإنسان وعقله فقد سمّيت بالسكر على زنة الشكر.

(٢) روح المعاني ، ج ٩ ، ص ١١٨

(٣) نهج البلاغة ، الخطبة ١٠٩.

(٤) نهج البلاغة ، الخطبة ٢٠٠.

٣١

ثمّ يضيف القرآن في ذيل الآية قائلا :( ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) (١) أجل إنّ الموت حقيقة يهرب منها أغلب الناس لأنّهم يحسبونه فناء لا نافذة إلى عالم البقاء ، أو أنّهم لعلائقهم وارتباطاتهم الشديدة بالدنيا والمواهب المادية التي لهم فيها لا يستطيعون أن يصرفوا قلوبهم عنها ، أو لسواد صحيفة أعمالهم.

أيّا كان فهم منه يهربون ولكن ما ينفعهم ومصيرهم المحتوم في انتظار الجميع ولا مفرّ لأحد منه ، ولا بدّ أن ينزلوا إلى حفرة الموت ويقال لهم هذا ما كنتم منه تفرّون!!.

وقائل هذا الكلام ربّما هو الله أو الملائكة أو الضمائر اليقظة أو الجميع!.

والقرآن بيّن هذه الحقيقة في آيات أخر كما هو في الآية (٧٨) من سورة النساء إذ يقول :( أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) !.

وقد ينسى الإنسان المغرور جميع الحقائق التي يراها بامّ عينيه على أثر حبّ الدنيا وحبّ الذات حتّى يبلغ درجة يقسم فيها أنّه خالد كما يقول القرآن في هذا الصدد :( أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ ) .

ولكن سواء أقسم أم لم يقسم ، وصدّق أم لم يصدّق فإنّ الموت حقيقة تحدق بالجميع وتحيق بهم ولا مفرّ لهم منها.

ثمّ يتحدّث القرآن عن النفخ في الصور فيقول :( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ) .

والمراد من «النفخ في الصور» هنا هو النفخة الثانية ، لأنّه كما نوّهنا آنفا فإنّ الصور ينفخ فيه مرّتين : فالنفخة الاولى تدعى بنفخة الفزع أو الصعق وهي التي تكون في نهاية الدنيا ويموت عند سماعها جميع الخلق ويتلاشى نظام العالم الدنيوي ، والنفخة الثانية هي نفخة «القيام والجمع والحضور» وتكون في بداية

__________________

(١) كلمة تحيد مشتقّة من مادّة حيد ـ على وزن صيد ـ ومعناها العدول عن الشيء والفرار منه.

٣٢

البعث والنشور والقيامة وبها يحيى الناس جميعهم ويخرجون «وينسلون» من الأجداث والقبور إلى ربّهم وحساب «عدله» وجزائه.

«النفخ» معناه معروف ، و «النفخة» بمعنى المرّة منه ، و «الصور» هو المزمار أو «البوق» والذي يستعمل في القضايا العسكرية عادة لجمع الجنود أو تفريقهم أو الاستعداد أو الذهاب للراحة والنوم ، واستعماله في صور إسرافيل نوع من الكناية والتشبيه «وقد بيّنا تفصيل هذا الموضوع في ذيل الآية ٦٨ من سورة الزمر».

وعلى كلّ حال ، فمع الالتفات وملاحظة جملة «ذلك يوم الوعيد» يتّضح أنّ المراد من نفخة الصور هنا هو النفخة الثانية ويوم النشور والقيامة.

وفي الآية التالية بيان لحال الناس يوم المحشر بهذه الصورة :( وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) .

فالسائق يسوقه نحو محكمة عدل الله ، والشهيد يشهد على أعماله! وهي كمحاكم هذا العالم إذ يسوق المأمورون المتّهمين ويأتون معهم للمحكمة ويشهد عليهم الشهود.

واحتمل بعض المفسّرين أنّ السائق هو من يسوق الصالحين نحو الجنّة والصالحين نحو جهنّم ، ولكن مع ملاحظة كلمة «الشهيد» معها يكون المعنى الأوّل وهو السوق نحو محكمة عدل الله أنسب.

ولكن من هما السائق والشهيد؟ أهما «ملكان» من الملائكة أو سواهما ، هناك تفاسير متعدّدة.

قال بعضهم : إنّ «السائق» هو الملك الذي يكتب الحسنات ، و «الشهيد» هو الملك الذي يكتب السيّئات ، فيكون المراد بهما الملكين الوارد ذكرهما في الآيات المتقدّمة.

ويستفاد من بعض الرّوايات أنّ «السائق» ملك الموت و «الشهيد» رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولكن هذه الرّواية مع ملاحظة لحن الآيات تبدو ضعيفة.

٣٣

وقال بعضهم : «السائق» الملك الذي يسوق كلّ إنسان و «الشهيد» عمل الإنسان.

كما قيل أنّ «السائق» ملك و «الشهيد» أعضاء جسم الإنسان أو صحيفة أعماله أو الكتاب الذي في عنقه.

ويحتمل أنّ السائق والشهيد ملك واحد ، وعطف اللفظين بعضهما على الآخر هو لاختلاف الوصفين ، أي أنّ مع الإنسان ملكا يسوقه إلى محكمة عدل الله ويشهد عليه أيضا.

إلّا أنّ أغلب هذه التفاسير مخالف لظاهر الآية ، وظاهر الآية كما فهم منه أغلب المفسّرين أنّ ملكين يأتيان مع كلّ إنسان ، فواحد يسوقه والآخر يشهد على أعماله.

ومن الواضح أنّ شهادة بعض الملائكة لا تنفي وجود شهادة اخرى لبعض الشهود في يوم القيامة ، الشهود الذين هم من قبيل الأنبياء وأعضاء البدن ، وصحائف الأعمال والزمان والمكان الذين وقع عمل الإنسان فيهما أو أثم فيهما.

وعلى كلّ حال فالملك الأوّل يمنع الإنسان عن الفرار ، والملك الثاني يمنع عن الإنكار ، وهكذا فإنّ كلّ إنسان في ذلك اليوم مبتلى بأعماله ولا مفرّ له من جزاء أعماله أبدا.

وهنا يخاطب المجرمون أو جميع الناس (فردا فردا) فيقال :( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) .

أجل ، إنّ أستار عالم المادّة من الآمال والعلاقة بالدنيا والأولاد والمرأة والأنانية والغرور والعصبية والجهل والعناد وحبّ الذات لم تكن تسمح أن تنظر إلى هذا اليوم مع وضوح دلائل المعاد والنشور ، فهذا اليوم ينفض عنك غبار الغفلة ، وتماط عنك حجب الجهل والتعصّب واللجاجة ، وتنشقّ أستار الشهوات والآمال ، وما كان مستورا وراء حجاب الغيب يبدو ظاهرا اليوم ، لأنّ هذا اليوم يوم البروز

٣٤

ويوم الشهود ويوم تبلى السرائر!

ولذلك فقد وجدت عينا حادّة البصر ويمكن أن تدرك جميع الحقائق بصورة جيّدة.

أجل ، إنّ وجه الحقيقة لم يكن مخفيا ولا لثام على جمال الحبيب ، ولكن ينبغي أن ينفض غبار الطريق ليمكن رؤيته.

إلّا أنّ الغرق في بحر الطبيعة والابتلاء بأنواع الحجب لا يسمحان للإنسان أن يرى الحقائق بصورة واضحة ، لكنّه في يوم القيامة حيث تنقطع كلّ هذه العلائق فمن البديهي أن يحصل للإنسان إدراك جديد ونظرة ثاقبة ، وأساسا فإنّ يوم القيامة يوم الظهور وبروز الحقائق!

حتّى في هذه الدنيا استطاع البعض تخليص أنفسهم من قبضة الأهواء واتّباع الشهوات وأن يلقوا الحجب عن عيون قلوبهم لرزقوا بصرا حديدا يرون به الحقائق ، أمّا أبناء الدنيا فمحرومين منه.

وينبغي الالتفات إلى أنّ الحديد نوع من المعدن كما يطلق على السيف والمدية ، ثمّ توسّعوا فيه فأطلقوه على حدّة البصر وحدّة الذكاء ، ومن هنا يظهر أنّ المراد بالبصر ليس العين الحقيقية الظاهرة ، بل بصر العقل والقلب.

يقول الإمام عليعليه‌السلام في أولياء الله في أرضه : «هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استعوره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه»(١) .

* * *

__________________

(١) نهج البلاغة ـ الكلمات القصار ـ الكلمة ١٤٧.

٣٥

بحوث

١ ـ حقيقة الموت

يتصوّر أغلب الناس أنّ الموت أمر عدمي ومعناه الفناء ، إلّا أنّ هذه النظرة لا تنسجم مع ما ورد في القرآن المجيد وما تدلّ عليه الدلائل العقلية ولا توافقها أبدا.

فالموت في نظر القرآن أمر وجودي ، وهو انتقال وعبور من عالم إلى آخر ، ولذلك عبّر عن الموت في كثير من الآيات بـ «توفّي» ويعني تسلّم الروح واستعادتها من الجسد بواسطة الملائكة.

والتعبير في الآيات المتقدّمة( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ) هو إشارة إلى هذا المعنى(١) أيضا ، وقد جاء في بعض الآيات التعبير عن الموت بالخلق :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ ) (الملك ـ ٢).

وهناك تعبيرات متعدّدة عن حقيقة الموت في الرّوايات الإسلامية ، ففي رواية أنّ الإمام علي بن الحسين سئل : ما الموت؟ فقال :عليه‌السلام : «للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفكّ قيود وأغلال ثقيلة والاستبدال بأفخر ثياب وأطيبها روائح وأوطئ المراكب وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب».

وسئل الإمام محمّد بن عليّعليه‌السلام السؤال الآنف ذاته فقال : «هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلّا أنّه طويل مدّته لا ينتبه منه إلّا يوم القيامة»(٢) .

وقد قلنا في المباحث المتعلّقة بالبرزخ أنّ حالات الأشخاص متفاوتة في البرزخ ، فبعضهم كأنّهم يغطّون في نوم عميق ، وبعضهم «كالشهداء في سبيل الله

__________________

(١) في المراد من الباء في كلمة بالحقّ هناك احتمالات عديدة ، فمنهم قال معناه التعدية والحقّ معناه الموت ، ويكون معنى الجملة إنّ سكرات الموت لها واقعية أي أنّ السكرات تصحب معها الموت ، وقيل أنّ الباء للملابسة ، أي أنّ سكرات الموت تأتي مع الحقّ.

(٢) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١٥٥ [ويظهر أنّ المراد من الإمام محمّد بن علي هو الإمام التاسع محمّد الجوادعليه‌السلام ].

٣٦

والمؤمنين الراسخين» ينعّمون بأنواع النعم بينما يعذّب الأشقياء والجبابرة بعذاب الله الأليم!

وقد بيّن الإمام الحسينعليه‌السلام لأصحابه حقيقة الموت يوم عاشوراء عند اشتداد المأزق والقتال بتعبير لطيف بليغ فقال : «صبرا بني الكرام ، فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة ، والنعم الدائمة ، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب إنّ أبي حدّثني عن رسول الله إنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم»(١) .

ونقرأ في حديث آخر أنّ الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام دخل على رجل يعاني سكرات الموت ولم يكلّم أحدا ، فسأل الحاضرون الإمام موسى بن جعفر : يا بن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف هو حال صاحبنا؟

فقالعليه‌السلام : «الموت هو المصفاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفّارة آخر وزر بقي عليهم ويصفّي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذّة أو راحة تلحقهم وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم ، وأمّا صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلا وصفّي من الآثام تصفية وخلص حتّى نقي كما ينقّى الثوب من الوسخ وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد»(٢) .

٢ ـ سكرات الموت

كان الكلام في الآيات الآنفة على سكرات الموت ، وقلنا أنّ «السكرات» جمع سكرة ، ومعناها الحالة التي تشبه حالة الثمل على أثر اشتداد حالة الإنسان اضطرب منها فيرى سكرا وليس بسكر!

صحيح أنّ الموت هو للمؤمنين بداية انتقال إلى عالم أوسع مليء بمواهب

__________________

(١) معاني الأخبار ص ٢٨٩ باب معنى الموت الحديث ٣.

(٢) المصدر السابق.

٣٧

الله ، إلّا أنّه مع ذلك فإنّ هذه الحالة الانتقالية ليست سهلة لأي إنسان ، لأنّ روحه تطبّعت مع البدن سنين طوالا وارتبطت به.

ولذلك فإنّه حين يسأل الإمام الصادقعليه‌السلام عن سبب اضطراب الجسد حين خروج الروح منه يجيب : لأنّه نما عليها البدن(١) .

وهذا يشبه تماما حالة قلع السنّ الفاسد من اللثّة ، فإنّه عند قلعه يحسّ الإنسان بالألم إلّا أنّه يشعر بالراحة بعدئذ.

ونقرأ في الرّوايات الإسلامية أنّ الإنسان يستوحش من ثلاثة أيّام ، يوم يولد فيه فيرى هذا العالم الذي لم يعرفه ، ويوم يموت ويرى عالم ما بعد الموت ، ويوم القرآن يقول في شأن يحيى بن زكريا :( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) (٢) ويحكى على لسان عيسى بن مريم مثل هذا الكلام ، فهذان النبيّان مشمولان بعناية الله في هذه الأيّام الثلاثة!.

وبالطبع فإنّه من المسلّم به أنّ المرتبطين بهذه الدنيا يكون انتقالهم منها أصعب وقطع القلوب منها أشدّ ، كما أنّ الآثمين وأصحاب الذنوب تكون عليهم سكرات الموت أكثر ألما ومرارة!.

٣ ـ الموت حقّ

ليست الآيات محلّ البحث وحدها تتحدّث عن الموت بأنّه حقّ ، بل هناك آيات كثيرة في القرآن تصرّح بأنّ الموت حقّ ويقين ، إذ نقرأ في الآية (٩٩) من

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١٥٦.

(٢) المصدر نفسه مع شيء من التلخيص : نقرأ في سورة مريم الآية ١٥ في شأن يحيى :( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) كما نقرأ في شأن عيسى بن مريم في السورة ذاتها( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) .

٣٨

سورة الحجر( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) . وفي الآية (٤٧) من سورة المدثر نقرأ ما يشبه هذا التعبير أيضا.

كلّ ذلك لأنّ الإنسان إذا أنكر كلّ شيء فليس بوسعه أن ينكر أنّ الموت حقّ وأنّه لا بدّ أن يطرق بابه ، فالموت يطرق أبواب الجميع ويأخذهم معه أخيرا.

والالتفات ـ إلى حقيقة الموت ـ يعدّ إنذارا لجميع الناس ليفكّروا أكثر وأحسن ويعرفوا طريقهم المقدمين عليه وما هو أمامهم ويستعدّوا له!

الطريف أنّنا نقرأ في بعض الرّوايات أنّ رجلا جاء إلى عمر فقال : إنّي أحبّ الفتنة وأكره الحقّ وأشهد على ما لم أره ، فأمر عمر به فحبس ، فبلغ ذلك علياعليه‌السلام فقال : يا عمر إنّ حبسه ظلم وقد أثمت على ذلك. فقال : ولم؟ فقال علي : إنّه ـ يحبّ أمواله وأولاده وقد قال الله عنهما في بعض آياته أنّهما فتنة( إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (١) ويكره الموت والقرآن يعبّر عنه بأنّه حقّ( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ) (٢) ويشهد بوحدانية الله وهو لم يره. فقال عمر : لو لا علي لهلك عمر(٣) .

* * *

__________________

(١) التغابن ، الآية ١٥.

(٢) سورة ق ، الآية ١٩.

(٣) تفسير روح البيان ، ج ٩ ، ص ١١٨.

٣٩

الآيات

( وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) )

التّفسير

قرناء الإنسان من الملائكة والشياطين :

مرّة اخرى ترتسم في هذه الآيات صورة اخرى عن المعاد ، صورة مثيرة مذهلة حيث أنّ الملك ـ قرين الإنسان ـ يبيّن محكومية الإنسان بين الملأ ويصدر حكم الله لمعاقبته وجزائه.

تقول الآية الاولى من هذه الآيات : يقول صاحبه وقرينه هذا كتاب أعمال

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

المؤمنينعليه‌السلام من القرآن. قرأت عليه فوائد كثيرة ، وقرئ عليه وأنا أسمع. ومات(1) .

وفيتعق : ترحّم عليهجش ، وسيأتي في عليّ بن أحمد بن أبي القاسم(2) .

والظاهر جلالته ، والغمز عليه في بعض رواياته غير ظاهر في الغمز عليه في نفسه ، نعم(3) ، هذا عند القدماء لعلّه من أسباب الضعف كما أشرنا إليه وإلى حاله في الفوائد(4) .

أقول : الأمر كما ذكره سلمه الله ، فإنّ قولجش : سيّد في هذه الطائفة ، مدح معتدّ به ، والغامز غير معروف ، مع أنّ ظاهرجش عدم الاعتناء به ، للسماع منه إلى أن مات.

فذكر الحاوي إيّاه في القسم الرابع(5) لا وجه له ، وكذا ما في الوجيزة : ممدوح وفيه ذمّ(6) . ولذا ذكره فيصه في القسم الأوّل.

704 ـ الحسن بن أحمد بن محمّد :

ابن الهيثم ، العجلي ، أبو محمّد ، ثقة ، من وجوه أصحابنا ، وأبوه وجدّه ثقتان ، وهم من أهل الرّي ،صه (7) .

وزادجش : جاور في آخر عمره بالكوفة ، ورأيته بها ، وله كتب ، منها :

__________________

(1) رجال النجاشي : 65 / 152.

(2) رجال النجاشي : 265 / 691.

(3) في نسخة « ش » بدل نعم : و.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 94.

(5) حاوي الأقوال : 243 / 1338.

(6) الوجيزة : 185 / 461.

(7) الخلاصة : 44 / 46.

٣٦١

كتاب المثاني ، وكتاب الجامع(1) .

705 ـ الحسن بن أسد :

بصري ،ضا (2) .

وفيدي : الحسين بن أسد البصري(3) .

وفيج : الحسين بن أسد ، ثقة صحيح(4) .

فالظاهر الاتّحاد وأنّه الحسين ، ويأتي.

وفيتعق : يحتمل كونه الطفاوي كما يأتي عنغض (5) وطس(6) في الحسن بن راشد(7) .

706 ـ الحسن بن أيّوب :

ابن نوح. في آخر الكتاب ما يظهر منه كونه من رؤساء الشيعة(8) ،تعق (9) .

707 ـ الحسن بن أيّوب :

ظم (10) . وزادجش : له كتاب(11) ، قال ابن الجنيد : حدّثنا حميد بن‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 65 / 151.

(2) رجال الشيخ : 375 / 45.

(3) رجال الشيخ : 413 / 7.

(4) رجال الشيخ : 400 / 4.

(5) مجمع الرجال : 2 / 98.

(6) التحرير الطاووسي : 626.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 94.

(8) منهج المقال : 403 ، الفائدة الخامسة.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 94.

(10) رجال الشيخ : 348 / 20.

(11) في المصدر : له كتاب أصل ، كما سيشير إليها في التعليقة.

٣٦٢

زياد ، عن محمّد بن عبد الله بن غالب ، عنه(1) .

وفيست : له كتاب رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم بن الفضل بن دكين ، عنه(2) .

والإسناد : ابن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد(3) .

وفيست أيضا : ابن أيّوب بن أبي عقيلة(4) ، له كتاب النوادر ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن عليّ الصيدي الحموي ، عنه(5) ، انتهى. والإسناد الإسناد.

وفيتعق : في النقد عنجش : له كتاب أصل(6) ، وكذا عن خالي(7) .

وفي البلغة : له أصل ، وقد يستفاد منه مدحه لكنّه غير صريح فيه ، ولذا تركنا التعرّض له(8) . يعني : لم يجعله من الممدوحين.

وفيه ما أشرنا إليه في الفوائد ، على أنّه لا وجه لعدم التعرّض لعدم الصراحة ، كيف! وربما كان كثير من الممدوحين لا تصريح بالنسبة إليهم.

وقوله : الحسن بن أيّوب بن أبي عقيلة ، في الكافي في باب طلب الرئاسة : عن الحسن بن أيّوب ، عن أبي عقيلة الصيرفي(9) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 51 / 113.

(2) الفهرست : 51 / 183.

(3) الفهرست : 50 / 177.

(4) في نسخة « ش » : غفيلة ، في جميع الموارد الآتية.

(5) الفهرست : 50 / 178.

(6) نقد الرجال : 86 / 19.

(7) الوجيزة : 185 / 463 ، وفيه : له أصل ، كما سينبه عليه المصنف.

(8) بلغة المحدّثين : 344 ، هامش رقم : 3.

(9) الكافي 2 : 225 / 5.

٣٦٣

وفي الحاشية عن خاليرحمه‌الله : وفي(1) ست : الحسن بن أيّوب ابن(2) أبي عقيلة(3) . ولعلّه كان هكذا فصحّف.

وقالجش : له كتاب أصل ، وفيه مدح(4) ، انتهى ، فتأمّل(5) .

أقول : فيجش كما ذكراه ، والسقط من نسخة الميرزارحمه‌الله .

وهو عنده وعند الشيخ إمامي.

وذكره في الوجيزة وقال : له أصل ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن أيّوب ، عنه محمّد بن عبد الله بن غالب ، وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمرو دكين(6) .

708 ـ الحسن البصري :

غير مذكور في الكتابين. ومرّ في أويس ذكره(7) .

ونقل عن(8) أبي المعالي الجويني أنّه نقل عن الشافعي أنّه قال : فيه كلام.

وفي شرح ابن أبي الحديد : وممّن قيل عنه : إنّه كان يبغض عليّاعليه‌السلام ويذمّه الحسن البصري. روى عنه حمّاد بن سلمة أنّه قال : لو كان عليّ يأكل الحشف(9) في المدينة لكان خيرا له ممّا دخل فيه. وروي عنه أنّه‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : في.

(2) في نسخة « ش » : عن.

(3) في المصدر والتعليقة : عفيلة.

(4) مرآة العقول 10 : 123 / 5.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 94.

(6) هداية المحدّثين : 38 ، وفيها : وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين.

(7) عن الكشّي : 97 / 154.

(8) في نسخة « م » : وعن.

(9) الحشف : أردأ التمر ، لسان العرب : 9 / 47.

٣٦٤

كان من المخذلين عن نصرته.

ورووا عنه أنّ عليّاعليه‌السلام رآه وهو يتوضّأ للصلاة ـ وكان ذو وسوسة ـ فصبّ على أعضائه ماء كثيرا ، فقال له : أرقت ماء كثيرا يا حسن ، فقال : ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر ، فقال : أو ساءك ذلك؟

قال : نعم ، قال : فلا زلت مسوءا.

فما زال الحسن عابسا قاطبا مهموما إلى أن مات(1) ، انتهى.

وذكر هذا الخبر بتفاوت يسير في الألفاظ في أصولنا(2) ، على أنّ ذمّه من طرقنا متواتر.

709 ـ الحسن بن جعفر بن الحسين :

ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو محمّد المدني ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، وحدّث عن الأعمش ، وكان ثقة ،صه (3) .

وزادجش : عنه محمّد بن أعين الهمداني الصائغ(4) . وفيه : المديني.

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن الحسين الثقة ، عنه محمّد بن أعين الهمداني(5) .

710 ـ الحسن بن الجهم بن بكير :

ابن أعين ، أبو محمّد الشيباني ؛ ثقة ؛ روى عن أبي الحسن موسى‌

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 95.

(2) الخرائج والجرائح 2 : 547 / 8.

(3) الخلاصة : 42 / 20 ، وفيها : الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن.

(4) رجال النجاشي : 46 / 92 ، وفيه : الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن.

(5) هداية المحدّثين : 38 ، وفيها : وأنّه الحسن بن جعفر الثقة.

٣٦٥

عليه‌السلام والرضاعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب ، الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه به(2) .

وفيست : له مسائل ، أخبرنا بها(3) ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن الحسن بن عليّ بن يوسف ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه(4) .

وفيضا : ابن الجهم الرازيرحمه‌الله (5) .

والظاهر الاتّحاد.

وفيتعق : هو الظاهر. وفي المعراج عن رسالة أبي غالب الزراري : كان جدّنا الأدنى الحسن بن جهم من خواصّ سيّدنا أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وله كتاب معروف قد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمّد العاصمي ، وقيل له : العاصمي ، أنّه كان(6) ابن أخت عليّ بن عاصم(7) ، انتهى(8) .

أقول : فيمشكا : ابن الجهم الثقة ، عنه الحسن بن عليّ بن فضّال ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع(9) .

__________________

(1) الخلاصة : 43 / 30.

(2) رجال النجاشي : 50 / 109.

(3) بها ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) الفهرست : 47 / 162.

(5) رجال الشيخ : 373 / 28 ، وفيه : الحسين. ولم يرد فيه الترحّم ، إلاّ أن في مجمع الرجال ذكره بكلا العنوانين.

(6) في المصدر : قد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمّد العاصمي ، لأنّه كان.

(7) رسالة أبي غالب الزراري : 115.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 95.

(9) هداية المحدّثين : 38.

٣٦٦

711 ـ الحسن بن حبيش :

الأسدي ، الكوفي ،ق (1) .

وفيقر بدل الكوفي : روى عنه إبراهيم بن عبد الحميد(2) .

وفيصه : ابن حبيش : بالمهملة المضمومة والموحّدة والمثنّاة من تحت والشين المعجمة. روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن جعفر بن محمّد الخثعمي ، عن إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني ، عن أبي أسامة زيد الشحّام ، قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ مرّ الحسن بن حبيش ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تحبّ هذا؟ هذا من أصحاب أبيعليه‌السلام .

وروى السيّد عليّ بن أحمد العقيقي العلوي عن أبيه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثل ما روىكش (3) .

وبخطّشه : في طريقهما إبراهيم بن عبد الحميد ، وهو واقفي. وفي الأولى جعفر بن محمّد الخثعمي ، وهو مجهول. وفي الثانية عليّ بن أحمد العقيقي ، وهو ضعيف ، مع أنّ مضمونهما لا يقتضي مدحا معتبرا في هذا الباب. فإدخاله في هذا القسم ليس بجيّد(4) .

وفيكش ما ذكره ، إلاّ أنّ فيه : ابن خنيس(5) ، بالمعجمة والنون(6) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 167 / 38.

(2) رجال الشيخ : 112 / 3.

(3) الخلاصة : 41 / 12.

(4) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 23.

(5) في نسخة « م » : خنيش.

(6) رجال الكشّي : 403 / 753.

٣٦٧

ود جعلهما اثنين(1) . والظاهر الاتّحاد.

وفي الكافي في باب تحليل الميّت من الدين : إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الحسن بن خنيس(2) .

وفيتعق : في كلامشه ما مرّ في إبراهيم ، ويأتي في عليّ بن أحمد العقيقي ، وما أشرنا إليه في إبراهيم بن صالح ، وابن عمر اليماني ، فلاحظ.

وفي الوجيزة لم يذكر إلاّ ابن خنيس ، بالخاء المعجمة والنون(3) .

قلت : وذكر أنّه ممدوح(4) .

وفي نسختي من الاختيار : ابن حنيس ، بالنون والمهملة أوّلا وآخرا.

وفيطس : حبيس ، بالموحّدة(5) .

وقوله سلّمه الله : ويأتي في عليّ بن أحمد العقيقي ، أي عدم ضعفه.

ولم يذكر هناك شيئا من ذاك ، فلاحظ ، إلاّ أنّا نذكر جلالته إن شاء الله تعالى. وفيمشكا : ابن حبيش ، عنه إبراهيم بن عبد الحميد(6) .

712 ـ الحسن بن حذيفة بن منصور :

الكوفي ، من همدان ، بيّاع السابري ، مولى سبيع ،ق (7) .

وفيصه بعد منصور : ابن كثير بن سلمة الخزاعي.

__________________

(1) رجال ابن داود : 73 / 411.

(2) الكافي 4 : 36 / 1.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 95.

(4) الوجيزة : 186 / 472.

(5) التحرير الطاووسي : 122 / 8 ، وفيه : خنيس.

(6) هداية المحدّثين : 38.

(7) رجال الشيخ : 167 / 18.

٣٦٨

قالغض : إنّه ضعيف جدّا ، لا يرتفع(1) به.

والأقوى عندي ردّ قوله لطعن هذا الشيخ فيه ، مع أنّي لم أقف له على مدح من غيره(2) .

وفيتعق : في التهذيب والاستبصار في كتاب الخلع : الذي أعتمده وأفتي به أنّ المختلعة لا بدّ فيها من أن تتبع(3) بالطلاق ، وهو مذهب جعفر ابن سماعة والحسن بن محمّد بن سماعة(4) وعليّ بن رباط وابن حذيفة من المتقدّمين ، ومذهب عليّ بن الحسين من المتأخّرين(5) .

والظاهر أنّ ابن حذيفة هو هذا. ولا يخفى دلالته على جلالته وكونه من الفقهاء الأعاظم. وتضعيفغض أشير إلى ما فيه غير مرّة(6) .

713 ـ الحسن بن الحسن :

ابن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . غير مذكور في الكتابين.

وفي الإرشاد : أمّا الحسن بن الحسن بن عليّعليه‌السلام فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام في وقته ، وله مع الحجّاج ـ لعنه الله ـ خبر ذكره الزبير بن بكّار ، وكان حضر مع عمّه الحسينعليه‌السلام الطّف ، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام وأسر الباقون من‌

__________________

(1) في المصدر : لا ينتفع. وفي هامشه : في كثير من نسخ الكتاب : لا يرتفع.

(2) الخلاصة : 215 / 15.

(3) في النسخ الخطّية : يتبع.

(4) في التهذيب : الحسن بن سماعة ، ولم يرد في الاستبصار.

(5) التهذيب 8 : 97 / 328 ، الاستبصار 3 : 317 / 1128.

وزاد في حاشية النسخ الخطيّة عن التهذيبين : بعد ما ذكره سلمه الله : فأمّا الباقون من فقهاء أصحابنا المتقدمين فلست أعرف لهم فتيا ( منه. قده ).

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 95.

٣٦٩

أهله جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسراء(1) .

714 ـ الحسن بن الحسين بن بابويه :

جدّ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست المشهور. غير مذكور في الكتابين.

وقال في الفهرست المذكور : الشيخ الإمام الجد شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي نزيل الري المدعو : حسكا. فقيه ثقة وجه.

قرأ على شيخنا الموفّق أبي جعفر قدّس الله روحه جميع تصانيفه بالغري ـ على ساكنه السلام ـ وقرأ على الشيخين سالار(2) بن عبد العزيز وابن البرّاج جميع تصانيفهما.

وله تصانيف في الفقه ، منها : كتاب العبادات ، وكتاب الأعمال الصالحة ، وكتاب سير الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام ، أخبرنا بها الوالد عنهرحمه‌الله (3) .

715 ـ الحسن بن الحسين بن الحسن :

الكندي الجحدري ،ق (4) .

وزادصه عربي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (5) .

وزادجش : له كتب ، منها : رواية الحسين بن محمّد بن عليّ الأزدي.

__________________

(1) الإرشاد : 2 / 23.

(2) في المصدر : سلاّر.

(3) فهرست منتجب الدين : 42 / 72.

(4) رجال الشيخ : 166 / 8 ، وفيه زيادة : الكوفي.

(5) الخلاصة : 42 / 22.

٣٧٠

وليس فيه : ابن الحسن(1) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين الجحدري الثقة ، عنه الحسين بن محمّد الأزدي ، وعليّ بن الحكم الثقة(2) .

716 ـ الحسن بن الحسين السكوني :

عربي ، كوفي ، ثقة ،صه (3) .

وزادجش : كتابه عن الرجال ، جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عنه به(4) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين السكوني الثقة ، عنه جعفر بن عبد الله(5) .

717 ـ الحسن بن الحسين اللؤلؤي :

كوفي ، ثقة ، كثير الرواية ، له كتاب مجموع نوادر ،جش (6) .

وفيلم : يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ضعّفه ابن بابويه(7) .

وفيصه بعد ذكر التوثيق والتضعيف المذكورين : وقالجش : كان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن جماعة ـ وعدّ من جملتهم ما تفرّد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي ـ وتبعه أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله على ذلك(8) ، انتهى.

__________________

(1) رجال النجاشي : 46 / 95 ، وقد ذكر فيه : ابن الحسن.

(2) هداية المحدّثين : 187.

(3) الخلاصة : 43 / 32.

(4) رجال النجاشي : 51 / 114.

(5) هداية المحدّثين : 187.

(6) رجال النجاشي : 40 / 83.

(7) رجال الشيخ : 469 / 45.

(8) الخلاصة : 40 / 11.

٣٧١

والاستثناء المذكور يأتي في محمّد بن أحمد(1) .

وفيتعق : ونذكر فيه وفي محمّد بن إسماعيل وابن عيسى بن عبيد ما فيه(2) .

قلت : في الوجيزة : ثقة ، وفيه كلام(3) .

وذكره العلاّمة في القسم الأوّل.

وفي الحاوي في الثقات ، وقال : لعلّ مجرّد الاستثناء لا يدلّ على القدح فيه بعد شهادته أوّلا بتوثيقه ، والظاهر أنّ تضعيف ابن بابويه المحكي مرجعه إلى ذلك كما يدلّ عليه كلامجش ، فهو أعم من القدح كما لا يخفى(4) ، انتهى.

ثمّ ذكره في الضعاف ، وقال : مضى الكلام في الفصل الأوّل في شأن هذا الرجل ، وذكرناه هنا لنقل الشيخ عن ابن بابويه تضعيفه(5) .

وفيمشكا : ابن الحسين اللؤلؤي الثقة ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، وإبراهيم بن سليمان(6) .

718 ـ الحسن بن حمزة بن علي :

ابن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو محمّد الطبري ، يعرف بالمرعشي ،

__________________

(1) ذكر الاستثناء نقلا عن النجاشي في رجاله : 348 / 939 ، والشيخ في الفهرست :144 / 621.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 95.

(3) الوجيزة : 186 / 468.

(4) حاوي الأقوال : 44 / 148.

(5) حاوي الأقوال : 243 / 1343.

(6) هداية المحدّثين : 187.

٣٧٢

كان من أجلاّء هذه الطائفة وفقهائها.

قدم بغداد ولقيه شيوخنا في سنةستّ وخمسين وثلاثمائة ، ومات في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

له كتب ، منها كتاب المبسوط في عمل يوم وليلة ،جش (1) .

صه إلى قوله : وفقهائها. وزاد : كان فاضلا ديّنا عارفا فقيها زاهدا ورعا كثير المحاسن أديبا ، روى عنه التلعكبري وكان سماعه منه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة بجميع كتبه ورواياته.

قال الشيخ : أخبرنا جماعة ، منهم : الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمّد بن محمّد بن النعمان ، وكان سماعهم منه سنة أربع وستّين وثلاثمائة.

وقال النجاشي : ماترحمه‌الله سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. وهذا لا يجامع قول الشيخ الطوسي(2) ، انتهى.

وفيست : كان فاضلا أديبا عارفا فقيها زاهدا ورعا كثير المحاسن ، له كتب كثيرة ، منها : المبسوط ، وكتاب المفتخر ، أخبرنا جماعة ، منهم : الشيخ(3) والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون عنه سماعا وإجازة في سنةستّ وخمسين وثلاثمائة(4) .

ونحوه في لم إلاّ الكتابين ، وفيه : ابن محمّد بن حمزة. وفيما زاد : روى عنه التلعكبري ، وكان سماعه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وفيه بعد ذكر مشايخه المذكورين : كان سماعهم منه سنة أربع وخمسين‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 64 / 150.

(2) الخلاصة : 39 / 8.

(3) في المصدر : الشيخ المفيد.

(4) الفهرست : 52 / 194.

٣٧٣

وثلاثمائة(1) .

وبخطّشه علىصه : ما نقله المصنّف عن الشيخ وجدناه بخطّطس في كتاب الشيخ ؛ وفيجخ بنسخة معتبرة أنّ سماعة منه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، وفيست أنّه كان سنةستّ وخمسين ، وعليهما يرتفع التناقض بين التأريخين(2) .

وفيتعق : ما مدح به فوق التوثيق ، سيّما الزهد والورع. وعدّ من الحسان.

وفي الوجيزة : ممدوح كالصحيح(3) . وفيه ما أشرنا إليه في ثعلبة بن ميمون ، وذكرنا في الفوائد أنّ الفقاهة تشير إلى الوثاقة ، وكذا شيخيّة الإجازة ، وكذا كونه فاضلا ديّنا(4) .

أقول : ذكرنا في ثعلبة وغيره أنّ كلّ ذلك لا يتعدّى العدالة ، والوثاقة غير العدالة مأخوذ فيها الضبط. إلاّ أن الفاضل عبد النبي الجزائري مع درجه كثيرا من الحسان في الضعاف ذكره في الثقات(5) .

هذا ، والظاهر أنّجخ الذي كان عند العلاّمة كان مغلّطا ، لاتّفاق النسخ على الخمسين ، وكذا نقل عنه سائر الجامعين.

وفيمشكا : ابن حمزة الثقة الجليل الزاهد ، عنه التلعكبري ، والحسين ابن عبيد(6) الله ، وأحمد بن عبدون ، ومحمّد بن محمّد بن النعمان(7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 465 / 24.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 23.

(3) الوجيزة : 186 / 469.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 96.

(5) حاوي الأقوال : 44 / 152.

(6) في نسخة « ش » : عبد.

(7) هداية المحدّثين : 38 ، وفيها : الجليل الفقيه الفاضل الزاهد ، ولم يرد فيه التوثيق.

٣٧٤

719 ـ الحسن بن خالد بن محمّد :

ابن علي البرقي ، أبو علي ، أخو محمّد بن خالد ، كان ثقة ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب نوادر(2) .

وفي لم : ابن خالد البرقي ، أخو محمّد بن خالد ، أبو علي(3) .

وزادست : له كتب أخبرنا بها عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عمّه الحسن بن خالد(4) .

أقول : في ب : الحسن بن خالد البرقي أخو محمّد بن خالد ، من كتبه : تفسير العسكريعليه‌السلام ، من إملاء الإمامعليه‌السلام ، مائة وعشرون مجلدة(5) .

وفيمشكا : ابن خالد الثقة ، أحمد بن أبي عبد الله عن عمّه الحسن ابن خالد(6) .

720 ـ الحسن بن خرّزاذ :

بالمعجمة المضمومة والراء المشدّدة والزاي والذال المعجمة بعد الألف ، قمّي ، كثير الحديث ، وقيل : إنّه غلا في آخر عمره ،صه (7) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب أسماء رسول الله صلّى الله عليه‌

__________________

(1) الخلاصة : 43 / 37.

(2) رجال النجاشي : 61 / 139.

(3) رجال الشيخ : 462 / 1.

(4) الفهرست : 49 / 168.

(5) معالم العلماء : 34 / 189.

(6) هداية المحدّثين : 39.

(7) الخلاصة : 214 / 11.

٣٧٥

وآله ، وكتاب(1) المتعة ؛ أبو علي الحسن بن علي القمّي(2) ، عنه بكتابه(3) .

وفيدي : قمّي(4) .

وفي لم : من أهلكش (5) .

وفيتعق : مرّ في أحمد بن محمّد بن عيسى عدم روايته عنه ، والظاهر أنّه لحكاية الغلو ، وفيه ما فيه.

ويروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن ، ففيه شهادة على الاعتماد بل الوثاقة كما أشرنا إليه في الفوائد.

وذكرنا ما في حكاية غلوّهم ، سيّما وكونه آخر العمر(6) .

أقول : في الوجيزة : فيه مدح وذمّ(7) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن خرّزاذ ، عنه أبو علي الحسن بن علي القمّي(8) .

721 ـ الحسن بن خنيس :

الكوفي ،ق (9) . وسبق : ابن حبيش.

722 ـ الحسن بن دندان :

هو ابن سعيد الجليل الأهوازي ،تعق (10) .

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : في.

(2) في نسخة « م » و « ش » : القتيبي ( خ ل ).

(3) رجال النجاشي : 44 / 87.

(4) رجال الشيخ : 413 / 20.

(5) رجال الشيخ : 463 / 10.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 96.

(7) الوجيزة : 186 / 471.

(8) هداية المحدّثين : 39.

(9) رجال الشيخ : 166 / 16 ، وفيه : حبيش ، خنيس ( خ ل ).

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 96.

٣٧٦

723 ـ الحسن بن راشد :

يكنّى أبا علي ، بغدادي ،دي (1) .

وزادج : مولى لآل المهلّب ، ثقة(2) .

وزادصه : روى عن أبي جعفر الجوادعليه‌السلام (3) .

ونحوه د في القسم الأوّل(4) .

وفي القسم الثاني : الحسن بن راشد مولى بني العبّاسق ،غض : ضعيف جدّا ، البرقي : كان وزير المهدي.

أقول : إنّي رأيته بخطّ الشيخ أبي جعفررحمه‌الله في كتاب الرجال : حسين بن راشد مولى بني العبّاس. وأمّا الحسن بن راشد أبو علي مولى آل المهلّب فمن رجال الجوادعليه‌السلام ، وهو بغدادي ثقة. فربما التبس الحسين بن راشد بالحسن ، ذاك مولى بني العبّاس وهذا مولى آل المهلّب ، وذاكق وهذا ج(5) ، انتهى.

والذي وجدته فيق (6) : الحسن بن راشد مولى بني العبّاس كوفي(7) .

نعم فيظم : حسين بن راشد مولى بني العبّاس بغدادي(8) .

وكيف كان ، فلا ريب أنّ الذيق : الحسن بن راشد ، معلوم ذاك من كتب الحديث والرجال من سند الروايات ، ومعلوم في خصوص القاسم بن‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 413 / 10.

(2) رجال الشيخ : 400 / 8.

(3) الخلاصة : 39 / 5.

(4) رجال ابن داود : 73 / 412.

(5) رجال ابن داود : 238 / 120.

(6) فيق ، لم ترد في نسخة « ش ».

(7) رجال الشيخ : 167 / 29.

(8) رجال الشيخ : 346 / 4.

٣٧٧

يحيى بن الحسن بن راشد مع التصريح أنّه مولى المنصور ، والظاهر أنّه الذي ذكره الشيخ أنّه مولى بني العبّاس ، وأنّه الذي يروي عن الكاظمعليه‌السلام . فالحقّ حمل ما فيظم على السهو ، وهو أقرب من وقوع السهو عنه وعن غيره في مواضع.

فالفرق بين الثقة والضعيف بالمرتبة وبالكنية وبالمروي عنه ، فالراوي عنق وظم ضعيف ، وعن ج ودي ثقة ، والحسين في المقامين سهو كما فيظم والتهذيب في آخر باب الأذان(1) .

وفيست : الحسن(2) بن راشد ، له كتاب الراهب والراهبة ، ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن(3) ، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد(4) ، انتهى.

فالظاهر أنّه الذي من رجالهما.

وفيتعق : الظاهر أنّ الحسن بن راشد أبو علي بن راشد الوكيل الجليل ، وسيشير إليه المصنّف(5) .

وقوله : فالراوي عنق إلى آخره. في الكافي والتهذيب في الحسن بإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد ، عن‌

__________________

(1) التهذيب 2 : 64 / 230.

(2) في نسخة « م » : الحسين.

(3) في المصدر زيادة : ابن الوليد.

(4) الفهرست : 53 / 200.

(5) منهج المقال باب الكنى : 391 نقلا عن رجال الكشّي : 513 / 991 و 992 ، وغيبة الشيخ الطوسي : 350 / 309 و 310 ، والخلاصة : 190 / 29.

٣٧٨

الصادقعليه‌السلام (1) . وقد أكثر من الرواية عنه ، وهو يشعر(2) بوثاقته.

وهو كثير الرواية ، وأكثرها مقبولة.

وتضعيفغض فيه ما فيه. والوزارة لو صحّت أشرنا إلى ما فيها في الفوائد ، فتأمّل.

وطبقة الحسن بن راشد الثقة والطفاوي(3) واحدة أو متقاربة بحيث يشكل التمييز من جهة الطبقة ، إلاّ أنّ المطلق ينصرف إلى الجليل المشهور. هذا على تقدير كون الطفاوي ابن راشد ، وإن كان ابن أسد فلا التباس.

وفي كشف الغمّة : عن الحسين بن راشد ، قال : ذكرت زيد بن عليّعليه‌السلام فتنقّصته عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : لا تفعل ، رحم الله زيدا ، الحديث(4) .

وفيه الحسين مكرّرا ، فلا داعي لحمل ما فيظم على السهو ، سيّما بعد وجدان الحسين في كتب الحديث. ولا يبعد كونه أخا الحسن.

وربما يومئ إلى التغاير كون ما فيق كوفيّا وما فيظم بغداديّا ، فتأمّل(5) .

أقول : فيمشكا : ابن راشد أبو علي الثقة مولى المهلّب ، عنه عليّ ابن مهزيار ، والقاسم بن يحيى ـ وهو جدّه ـ. وهو عن الجوادعليه‌السلام (6) .

__________________

(1) الكافي 4 : 113 / 5 ، التهذيب 4 : 267 / 807.

(2) في نسخة « ش » : يشير.

(3) في نسخة « ش » بدل الطفاوي : الطغاوي ، في الموارد الآتية كلها.

(4) كشف : 2 / 144 ، وفيه : رحم الله عمّي زيدا.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 96.

(6) هداية المحدّثين : 188 ، وفيها : أنّه ابن علي مولى آل المهلّب الثقة برواية علي.

٣٧٩

724 ـ الحسن بن راشد الطفاوي :

له كتاب نوادر ، حسن ، كثير العلم ، عنه عليّ بن السندي ،جش (1) .

وفيست : ابن راشد ، له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن عليّ بن السندي ، عنه(2) .

وفيصه : ابن راشد الطفاوي ، والطفاويّون(3) منسوبون إلى جبال بن منبّه ، ومسكنهم(4) البصرة. إلى أن قال : كان الحسن ضعيفا في الرواية.

وقالغض : الحسن بن أسد الطفاوي البصري(5) أبو محمّد يروي عن الضعفاء ويروون عنه ، وهو فاسد المذهب ، وما أعرف له شيئا أصلح فيه إلاّ روايته كتاب عليّ بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم ، وقد رواه عنه غيره.

والظاهر أنّ هذا هو الذي ذكرناه وأنّ الناسخ أسقط الراء من أوّل اسم أبيه ، وليس هو الذي ذكرناه في القسم الأوّل من كتابنا عن الشيخ(6) .

وفيتعق : فيه ما مرّ في الذي قبيله.

وقالطس في ترجمة يونس بن عبد الرحمن عند ذكر رواية عن الحسن : رأيت في بعض النسخ : الحسن بن راشد ، وفي نسختين أثبت منها(7) : ابن أسد. إلى أن قال : وإن يكن(8) الحسن بن أسد ـ وهو‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 38 / 76 ، وفيه بعد الطفاوي زيادة : ضعيف.

(2) الفهرست : 53 / 195.

(3) في نسخة « ش » : والطغاويّون.

(4) في المصدر : منسوبون إلى حبّال بن منبّه ، ومنبّه هو أعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، ومسكنهم.

(5) البصري ، لم ترد في المصدر.

(6) الخلاصة : 213 / 9.

(7) كذا في النسخة الحجرية والتعليقة والمصدر ، وفي النسخ الخطّية : منهما.

(8) كذا في النسخة الحجرية والتعليقة والمصدر ، وفي النسخ الخطّية : يكنّى.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526