الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٧

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل11%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 526

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 526 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 157103 / تحميل: 6159
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

فضّال إلى آخر ما مرّ عن كش. وزاد : ومحمّد بن الحسين(1) .

2283 ـ الفضل بن العبّاس :

ل (2) وفيتعق : ابن عمّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أعان أمير المؤمنينعليه‌السلام على غسله (ص) وصبّ الماء عليه (ص) بعد شدّ عينيه بالعصابة لئلاّ ينظر إليه (ص) ، كلّ ذلك بوصيّتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كذا في غير واحد من الأخبار(3) (4) .

2284 ـ الفضل بن عبد الرحمن :

بغدادي ، متكلّم جيّد الكلام ،صه (5) .

وزادجش : قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد اللهرحمه‌الله : كان عندي كتابه في الإمامة ، وهو كتاب كبير(6) .

أقول : ذكره في الحاوي في القسم الرابع(7) ، وفي الوجيزة : ممدوح(8) ، وهو الصواب.

2285 ـ الفضل بن عبد الملك :

أبو العبّاس البقباق ، مولى ، كوفي ، ثقة ، عين ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (9) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 129.

(2) رجال الشيخ : 26 / 1.

(3) كتاب فقه الرضاعليه‌السلام : 188 ، وانظر الكامل في التأريخ : 2 / 332 وتأريخ الطبري : 3 / 211 وتأريخ الإسلام ـ السيرة النبويّة ـ : 574.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني ـ النسخة الخطيّة ـ : 255.

(5) الخلاصة : 133 / 3.

(6) رجال النجاشي : 306 / 839.

(7) أي : قسم الضعاف ، حاوي الأقوال : 308 / 1872.

(8) الوجيزة : 278 / 1417.

(9) الخلاصة : 133 / 6 ، وكلمة « ثقة » وردت في النسخة الخطيّة منها.

٢٠١

جش إلاّ البقباق ، وزاد : له كتاب ، يرويه الحسين بن داود بن حصين عن أبيه عنه(1) .

وفي قي : الفضل البقباق(2) أبو العباس كوفيّ ، وفي كتاب سعد : له كتاب ، ثقة(3) .

وفيكش بعد ما مرّ في حذيفة : محمّد بن مسعود ، عن عبد الله بن محمّد ، عن أبي داود المسترق ، عن عبد الله بن راشد ، عن عبيد بن زرارة قال : دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده البقباق ، فقلت له : جعلت فداك رجل أحبّ بني أميّة أهو معهم؟ قال : نعم ،قلت : رجل أحبّكم أهو معكم؟ قال : نعم ،قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : فنظر إلى البقباق فوجد منه غفلة ، ثمّ أومى برأسه نعم(4) .

وفيتعق : لعلّ عبيدا توهّم ذلك ، أو ذلك لمصلحة.

وقال جدّي : لعلّ البقباق لا يحتمل هذا العلم وعبيد يحتمله ، وذلك لا يقدح في عدالة البقباق(5) ، انتهى.

ومرّ وثاقته عن المفيدرحمه‌الله أيضا في زياد بن المنذر(6) ، فما ذكره طسرحمه‌الله أنّ الصادقعليه‌السلام كان يتّقيه(7) ، محلّ نظر ، وتوجيه ما‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 308 / 843.

(2) في نسخة « ش » : الفضل بن البقباق.

(3) رجال البرقي : 34.

(4) رجال الكشّي : 336 / 617.

(5) روضة المتّقين : 14 / 225.

(6) الرسالة العدديّة : 41 ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9 حيث عدّه من فقهاء أصحاب الأئمةعليهما‌السلام والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(7) التحرير الطاووسي : 462 / 335.

٢٠٢

مرّ في حذيفة أيضا ظاهرا(1) (2) .

أقول : فيمشكا : أبو العباس بن عبد الملك البقباق الثقة ، عنه حريز ، وأبان بن عثمان ، وحمّاد بن عثمان الأحمر ، وعبد الله بن مسكان ، وابن أذينة ، والحسين بن داود بن الحصين(3) ، انتهى(4) .

والذي مرّ عنجش عن أبيه ، عنه(5) ، فلا تغفل.

2286 ـ الفضل بن عثمان المراديّ :

الصائغ الأنباري ، أبو محمّد الأعور ، ثقة ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (6) .

وزادجش : وهو ابن أخت عليّ بن ميمون المعروف بأبي الأكراد ، ثمّ قال : محمّد بن أبي عمير عنه بكتابه(7) .

وفيق : الفضل ـ ويقال : الفضيل ـ ابن عثمان المرادي ، كوفيّ أبو محمّد الصائغ الأعور(8) .

__________________

(1) حيث استظهر من الرواية المروية في رجال الكشّي : 336 / 615 مدح حذيفة وكذا يشمل الفضل حيث قال معلّقا على كلام الأسترآبادي « ثمّ إنّ الرواية ليست صريحة في المدح وإن إفادته بالنسبة ، وما قيل من أنّه لا يبعد استفادة التوثيق منها لا يخفى بعده ، فتدبّر » : فيه أنّها وإن لم تكن صريحة إلاّ أنّها ظاهرة فيه كما هو الظاهر ، لا أنّها تفيده بالنسبة. تعليقة الوحيد البهبهاني : 93.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 261.

(3) في نسخة « م » : الحضين.

(4) هداية المحدّثين : 129.

(5) أي الحسين بن داود بن الحصين عن أبيه عن الفضل.

(6) الخلاصة : 133 / 5.

(7) رجال النجاشي : 308 / 841 ، وزاد بعد أبو محمّد الأعور : مولى.

(8) رجال الشيخ : 270 / 1 ، ولم يرد فيه : الأعور. وفي 272 / 24 : الفضيل بن عثمان المرادي ـ ويقال : الفضل ـ الأعور الصائغ الأنباري ، ابن أخت علي بن ميمون.

٢٠٣

وفيست : الفضيل(1) ويأتي.

أقول : فيمشكا : ابن عثمان الأعور الثقة ، عنه ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وفضالة بن أيوب ، وسيف بن عميرة ، وطلحة بن زيد كما في الفقيه(2) (3) .

2287 ـ الفضل بن العلاء البجليّ :

البصري ، أصله كوفيّ ، أسند عنه ،ق (4) .

2288 ـ الفضل بن غزوان الضبّي :

أبو علي ، مولاهم كوفي ،ق (5) .

وفيتعق : أخذ معرّفا لأخيه سعيد كما مرّ ، وفيه دلالة على معروفيّته ، بل وجلالته(6) . ومرّ عنجش : أنّه فضيل(7) ، وهو الظاهر ، ويروي عنه ابن أبي عمير في الصحيح(8) .

هذا وسعيد كما مرّ أسدي وهذا ضبي(9) ، فتأمّل(10) .

__________________

(1) الفهرست : 126 / 567 الفضيل الأعور ، وبرقم 568 : فضيل بن عثمان الصيرفي ، ثمّ قال : وأظن أنّهما واحد وهو فصيل الأعور.

(2) الفقيه 4 : 123 / 428 ، وفيه : طلحة بن زيد بن فضيل بن عثمان.

(3) هداية المحدّثين : 130.

(4) رجال الشيخ : 270 / 2.

(5) رجال الشيخ : 271 / 16.

(6) حيث جعل معرّفا لأخيه سعيد الثقة ، رجال النجاشي : 181 / 479.

(7) في ترجمة أخيه سعيد بن غزوان المارة الذكر.

(8) الكافي 4 : 239 / 3.

(9) ويمكن الجمع بينهما بأن يكون نسب كل منهما إلى قبيلة بالولاء ، حيث ورد ذلك في ترجمة كل منها بأنّه مولاهم ، مضافا إلى ما ذكره السمعاني في الأنساب : 8 / 145 عند ذكره لبني ضبّة قال : والمنتسب إليهم ولاء : أبو عبد الرحمن محمّد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبّي من أهل الكوفة ، وكان مولى بني ضبّة.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 262.

٢٠٤

أقول : لعل التأمّل ليس بمكانه لأنّ أهل السير ذكروا(1) أنّ بطنا من بني أسد كان في بني ضبّة ، فتتبّع.

2289 ـ الفضل بن محمّد الأشعري :

له كتاب ، الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه به ،جش (2) .

وفي لم : الفضل وإبراهيم ابنا محمّد الأشعريان ، روى الحسن بن عليّ بن فضّال عنهما(3) .

وفيست : بدل روى الحسن. إلى آخره : لهما كتاب مشترك بينهما ، أخبرنا به ابن أبي جيّد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنهما(4) .

وفيتعق : أخذ معرفا لأخيه إبراهيم في لم(5) ، فلاحظ ، ويروي عنهما ابن أبي عمير أيضا(6) ، فتدبّر(7) .

أقول : هذا مضافا إلى كونه إماميّا عند الشيخ والنجاشي.

وفيمشكا : ابن محمّد الأشعري ، عنه الحسن بن عليّ بن فضّال(8) .

2290 ـ الفضل بن يزيد :

مرّ في المقدّمة الثانية(9) . وهو غير مذكور في الكتابين.

__________________

(1) في نسخة « ش » : قد ذكروا.

(2) رجال النجاشي : 309 / 845.

(3) رجال الشيخ : 489 / 2.

(4) الفهرست : 125 / 565.

(5) رجال الشيخ : 451 / 77.

(6) رجال الكشّي : 181 / 315 ، وفيه : الفضيل.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 261.

(8) هداية المحدّثين : 130.

(9) نقلا عن كمال الدين : 442 / 16 حيث عدّه وابنه الحسن مع جملة من رأى الإمام الحجّةعليه‌السلام ووقف على معجزته من غير الوكلاء من اليمن.

٢٠٥

2291 ـ الفضل بن يونس الكاتب :

البغدادي ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، ثقة ، له كتاب ، عنه الحسن بن محبوب ،جش (1) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(2) .

وفيظم : مولى واقفي(3) .

وفيصه : من أصحاب موسى بن جعفرعليه‌السلام ، واقفي. وقالجش : إنّه ثقة(4) .

وفيتعق : الحكم بوقفه لا يخلو من شي‌ء وإن جزم به في المعتبر(5) (6) .

أقول : فيمشكا : ابن يونس الواقفي ، عنه الحسن بن محبوب(7) .

2292 ـ فضل الله الحسني الراوندي :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : السيد الإمام ضياء الدين فضل الله بن عليّ(8) الحسني الراوندي ، علاّمة زمانه ، جمع مع علوّ النسب كمال الفضل والحسب ، وكان‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 309 / 844.

(2) الفهرست : 125 / 563.

(3) رجال الشيخ : 357 / 2 ، وفيه بعد الكاتب زيادة : أصله كوفي تحوّل إلى بغداد.

(4) الخلاصة : 246 / 1.

(5) المعتبر 2 : / 34.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 261.

(7) هداية المحدّثين : 130.

(8) في المصدر : ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله.

٢٠٦

أستاذ أئمّة عصره ، وله تصانيف منها : ضوء الشهاب في شرح الشهاب ، ومقاربة الطيّة إلى مقارنة النيّة ، الأربعين في الأحاديث ، نظم العروض للقلب الممروض(1) ، الحماسة ذات الحواشي(2) ، الموجز الكافي في علم العروض والقوافي ، ترجمة العلوي للطب الرضوي ، التفسير ، شاهدته وقرأت بعضها عليه(3) ، انتهى.

وعن كتاب الأنساب للسمعاني في لفظة القاشاني : أدركت بها السيد الفاضل أبا الرضا فضل الله بن علي الحسني القاشاني ، وكتبت عنه أحاديث وأقطاعا من شعره ، ولمّا دخلت(4) إلى باب داره قرعت الحلقة وقعدت على الدكّة أنتظر خروجه ، فنظرت إلى الباب فرأيته(5) مكتوبا فوقه بالجصّ :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (6) .

أنشدني أبو الرضا العلوي القاشاني لنفسه وكتب لي بخطّه :

هل لك يا مغرور من زاجر

فترعوي من(7) جهلك الغامر

أمس تقضّى وغدا لم يجئ

واليوم يمضي لمحة الناظر(8)

فذلك العمر كذا ينقضي

ما أشبه الماضي بالغابر(9)

انتهى.

__________________

(1) في المصدر : المروض.

(2) في نسخة « م » : الحواس.

(3) فهرست منتجب الدين : 143 / 334.

(4) في المصدر : وصلت.

(5) في المصدر : فرأيت.

(6) الأحزاب : 33.

(7) في المصدر : عن.

(8) في المصدر : الباصر.

(9) الأنساب : 10 / 18.

٢٠٧

2293 ـ الفضيل بن الزبير الأسدي :

مولاهم كوفي الرسان ،ق (1) .

وفي قي : فضيل بن الزبير الرسان ، أخو عبد الله بن الزبير(2) .

وما في كش مرّ في أخيه(3) .

قلت : وفي إسماعيل بن محمّد الحميري(4) .

2294 ـ الفضيل بن سكرة :

كوفي ،ق (5) .

وزاد قي : في كتاب سعد : أبو محمّد(6) .

وفيتعق : روى عنه ابن أبي نصر(7) ، ويظهر من أخباره حسن حاله ، وفي أبي كهمس ما يشير إليه ، وأنّه فضيل سكرة بدون « ابن »(8) (9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 272 / 22.

(2) رجال البرقي : 34.

(3) أي : عبد الله بن الزبير الرسّان ، رجال الكشّي : 338 / 621 ، وفيه : قال محمّد بن مسعود : وسألت علي بن الحسن عن الفضيل الرسّان ، قال : هو فضيل بن الزبير وكانوا ثلاثة أخوة عبد الله وآخر.

(4) رجال الكشّي : 285 / 505 ، وفيه أنّه أنشد الصادقعليه‌السلام أبيات من شعر السيّد الحميري بعد ما أخبر بمقتل عمّه زيد.

(5) رجال الشيخ : 272 / 27.

(6) رجال البرقي : 34.

(7) الكافي 1 : 235 / 7.

(8) الفقيه 3 : 44 / 152 ، وفيه : روي عن أبي كهمس أنّه قال : تقدّمت إلى شريك في شهادة لزمتني فقال لي : كيف أجيز شهادتك وأنت تنسب إلى ما تنسب إليه ، قال أبو كهمس فقلت : وما هو؟ قال : الرفض ، قال : فبكيت ثمّ قلت : نسبتني إلى قوم أخاف ألاّ أكون منهم ، فأجاز شهادتي.

وقد وقع مثل ذلك لابن أبي يعفور ولفضيل سكرة.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 261.

٢٠٨

أقول : صرّح في الوسيط في الحاشية بل(1) والمتن أنّه في قي بدون « ابن »(2) ، وفي الحاشية : وكذا في الأخبار ، أي : بدون « ابن »(3) .

2295 ـ الفضيل بن عثمان الأعور :

المرادي الكوفي ، قر(4) .

وفيست : فضيل الأعور له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن علي بن عبد العزيز ، عن فضيل الأعور(5) .

وفيتعق : يروي عنه صفوان بلا واسطة أيضا(6) .

وفي الروضة عنه قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : أنتم والله نور الله في ظلمات الأرض(7) ، والله إنّ أهل السماء لينظرون إليكم في ظلمات الأرض كما تنظرون إلى الكوكب الدرّي في السماء ، وإنّ بعضهم ليقول لبعض : يا فلان ، عجبا لفلان كيف أصاب هذا الأمر(8) ! والظاهر وفاقا للوجيزة والنقد اتّحاده مع الفضل(9) . ومرّ في زياد بن‌

__________________

(1) بل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) الوسيط : 188.

(3) وقع بعنوان فضيل سكرة في الكافي 1 : 235 / 7 و 3 : 150 / 1 ، والتهذيب 1 : 435 / 1397 والاستبصار 1 : 196 / 688.

كما وورد بعنوان فضيل بن سكرة في الكافي 1 : 84 / 6 و 188 / 8.

(4) رجال الشيخ : 132 / 3.

(5) الفهرست : 126 / 567.

(6) كما في طريق الصدوق إليه في الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 24.

(7) في المصدر : أنتم والله نور في ظلمات الأرض.

(8) الكافي 8 : 275 / 415 ، وفيه : فضيل الصائغ.

(9) أي : الفضل بن عثمان المرادي الصائغ المتقدّم ذكره ، الوجيزة : 278 / 1419 ونقد الرجال : 267 / 16.

٢٠٩

المنذر ذكره(1) ، فلاحظ(2) .

أقول : وهو ظاهر الميرزارحمه‌الله كما سبق(3) ، وكذا المقدّس التقي في حواشي النقد ـ وصرّح بأنّ الكليني روى ما يدلّ على مدحه(4) يشير إلى ما مرّ عنتعق ـ ، بل الشيخرحمه‌الله أيضا فيق كما سبق إليه الإشارة(5) ، بل وست كما في الذي بعيدة(6) .

وفيمشكا : ابن عثمان الأعور ، عنه عليّ بن عبد العزيز ، وصفوان بن يحيى(7) .

2296 ـ الفضيل بن عثمان الصيرفي :

له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه.

وأظنّ أنّهما واحد وهو فضيل الأعور ،ست (8) .

أقول : فيمشكا : قد جاء في كتب الرجال : فضيل(9) بن عثمان‌

__________________

(1) عن الشيخ المفيد عدّه من أصحاب الأئمّةعليهما‌السلام ومن الفقهاء والأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الرسالة العدديّة : 40 ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 261.

(3) سبق في ترجمة الفضل بن عثمان المرادي الصائغ الأنباري.

(4) حاشية التقي المجلسي على النقد : 174.

(5) رجال الشيخ : 270 / 1 ، حيث قال : الفضل ، ويقال : الفضيل بن عثمان المرادي كوفي أبو محمّد الصائغ.

(6) أي : الآتي بعنوان : الفضيل بن عثمان الصيرفي حيث قال وأظنّ أنّهما واحد وهو فضيل الأعور.

(7) هداية المحدّثين : 130.

(8) الفهرست : 126 / 568.

(9) في نسخة « ش » : الفضل.

٢١٠

الصيرفي يروي عنه الحسن بن محمّد بن سماعة(1) ، ولا بعد في الاتّحاد ، يعني مع الأعور.

وفي المنتقى : ذكر الشيخ في رجاله ابن عثمان هذا يقال له : الفضل والفضيل(2) ، فلا ينكر اختلاف كلام الأصحاب في تسميته(3) .

وقال الميرزا محمّدرحمه‌الله : وأظن أنّهما واحد(4) ، انتهى.

فعلى هذا هو ثقة ، وجش أثبته مكبّرا وقال فيه : ثقة ثقة(5) ، ومن هذا(6) عدّ المتأخّرون رواية الفضيل(7) بن عثمان صحيحة(8) .

وفي الفقيه : وروى موسى بن بكر عن فضيل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (9) (10) .

2297 ـ الفضيل بن عياض :

بصري ، ثقة ، عامّي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (11) .

وزادجش : سليمان بن داود عنه بكتابه(12) .

__________________

(1) كما تقدّم في طريق الفهرست.

(2) في نسخة « ش » : فقال الفضل والفضيل.

(3) منتقى الجمان : 1 / 169 و 2 / 479.

(4) منهج المقال : 262 ، وتقدّم ما يظهر منه ذلك في ترجمة الفضل بن عثمان المرادي.

(5) رجال النجاشي : 308 / 841.

(6) في المصدر : هنا.

(7) في نسخة « ش » : الفضل.

(8) انظر مدارك الأحكام : 1 / 250 ، ومنتقى الجمان : 1 / 169 ، 2 / 478.

(9) الفقيه 2 : 97 / 436.

(10) هداية المحدّثين : 130.

(11) الخلاصة : 246 / 2.

(12) رجال النجاشي : 310 / 847.

٢١١

وفيق : ابن عياض بن مسعود التميمي الزاهد الكوفي(1) .

أقول : نقل في الحاشية(2) عن قب بعد الزاهد : أصله من خراسان وسكن مكّة ، ثقة عابد إمام ، من الثامنة ، مات سنة تسع(3) وثمانين ومائة ، وقيل : قبلها(4) ، انتهى.

وفي الوجيزة : ثقة غير إمامي(5) وفيمشكا : ابن عياض الثقة ، عنه سليمان بن داود(6) .

2298 ـ الفضيل بن غزوان :

يروي عنه ابن أبي عمير في الصحيح(7) ، ومضى مكبّرا(8) ،تعق (9) .

2299 ـ الفضيل بن محمّد بن راشد :

مولى الفضل البقباق ، أبو العباس كوفي له كتاب ثقة ، قاله البرقي ، صه(10) .

قلت : مرّ عنق : الفضيل(11) مولى محمّد بن راشد(12) (13) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 271 / 18.

(2) أي نقل ذلك الميرزا في حاشية المنهج ـ النسخة الخطيّة ـ : 351.

(3) في المصدر : سبع.

(4) تقريب التهذيب 2 : 113 / 67.

(5) الوجيزة : 279 / 1422.

(6) هداية المحدّثين : 131.

(7) الكافي 4 : 239 / 3.

(8) نقلا عن رجال الشيخ : 271 / 16.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 262.

(10) الخلاصة : 132 / 2.

(11) كذا في النسخ ، والصواب : الفضل.

(12) رجال الشيخ : 271 / 7.

(13) من قوله : مولى الفضل. إلى هنا لم يرد في نسخة « ش ».

٢١٢

لكنّ الّذي في قي : ابن محمّد بن راشد مولى(1) ، وقوله : الفضل إلى آخره اسم برأسه كما قدّمنا(2) .

أقول : الذي فيق : الفضل مكبّرا ، ولم نذكره لجهالته ، وذكره الميرزا أيضا مكبّرا(3) ، إلاّ أنّ في التهذيب مصغرا(4) .

وما في الوجيزة من متابعة العلاّمة في جعل الترجمتين واحدة(5) ليس بمكانه.

2300 ـ الفضيل بن يسار النهدي :

أبو القاسم ، عربي بصري صميم(6) ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله8 ومات في أيّامه ، وقال ابن نوح : يكنّى أبا سور(7) ، عنه حماد بن عيسىجش (8) .

ونحوهصه إلى قوله : مات في أيّام الصادقعليه‌السلام ، وزاد : قالكش : حدثني علي بن محمّد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان.

ومحمّد بن مسعود قال : كتب إليّ الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن عدّة من أصحابنا ، قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا نظر إلى الفضيل بن يسار مقبلا قال :( بشر المخبتين ) ، وكان يقول : إنّ فضيلا من أصحاب أبي ، وإنّي لأحبّ الرجل أن يحبّ أصحاب أبيه.

__________________

(1) رجال البرقي : 34.

(2) أي الفضل البقباق. إلى آخره الترجمة.

(3) منهج المقال : 262.

(4) التهذيب 7 : 62 / 271.

(5) الوجيزة : 279 / 1423.

(6) في نسخة « م » : صحيح.

(7) في المصدر : أبا مسور.

(8) رجال النجاشي : 309 / 846.

٢١٣

وقالكش أيضا : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصديقه والإقرار له بالفقه(1) .

وفيقر : بصري ثقة(2) .

وفيكش : ما نقلهصه (3) وغيره بطرق متعدّده(4) ، وأنّه من أهل الجنّة(5) ، ومنهم أهل البيتعليهما‌السلام (6) ، صلوات الله على روحه وضريحه.

أقول : فيمشكا : ابن يسار الثقة الجليل ، عنه هارون بن عيسى ، وحمّاد بن عيسى ، وهشام بن سالم ، وأبان بن عثمان ، وصفوان ، وفضالة بن أيوب ، والقاسم بن يزيد ، وحريز ، وربعي بن عبد الله ، وعمر بن أذينة ، وجميل بن صالح ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وأبو أيوب إبراهيم بن عثمان الخزاز ، والحسن بن موسى الحنّاط ، والحسن بن جهم(7) .

2301 ـ فطر بن خليفة :

أبو بكر المخزومي ، تابعي ، روى عنهما8 ،ق (8) .

وفيقب : صدوق رمي بالتشيّع ، من الخامسة(9) .

وفيهب : شيعي جلد ، وثّقه أحمد وابن معين(10) .

__________________

(1) الخلاصة : 132 / 1.

(2) رجال الشيخ : 132 / 1.

(3) رجال الكشّي : 213 / 380 و 238 / 431.

(4) رجال الكشّي : 213 / 378 و 379.

(5) رجال الكشّي : 212 / 377.

(6) رجال الكشّي : 213 / 381.

(7) هداية المحدّثين : 131.

(8) رجال الشيخ : 273 / 38.

(9) تقريب التهذيب 2 : 114 / 77.

(10) الكاشف 2 : 332 / 4564.

٢١٤

2302 ـ الفيض بن المختار الجعفي :

الكوفي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، ثقة ، عين ، له كتاب يرويه ابنه جعفر ،جش (1) .

ونحوهصه إلى قوله : عين. وفيه : الخثعمي(2) .

وفيق : ابن المختار الجعفي مولاهم كوفي(3) .

وفي د : الجعفي ، كذا رأيته في خطّ الشيخ أبي جعفررحمه‌الله ، وبعض أصحابنا أثبته الخثعمي ، والأول أثبت(4) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حيّان الخزّاز ، عن فيض(5) .

ووثّقه المفيد في إرشاده كما يأتي في معاذ(6) .

وفيكش : جعفر بن أحمد بن أيّوب ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي نجيح ، عن الفيض بن المختار.

وعنه ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن أبي نجيح ، عن الفيض. ثمّ ذكر أنّه زعم إمامة إسماعيل بعد الصادقعليه‌السلام ، فذكر لهعليه‌السلام أنّه ليس هو وأظهر له إمامة الكاظمعليه‌السلام وأمره بإخبار ولده وأهله ورفقائه بذلك ، فأخبرهم وحمدوا الله على ذلك ، وكان من رفقائه يونس بن ظبيان ، فقال : لا والله حتّى أسمع ذلك منهعليه‌السلام ، فخرج إليهعليه‌السلام فاتّبعه فيض ، فلمّا انتهى إلى الباب قالعليه‌السلام : الأمر كما قال لك‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 311 / 851.

(2) الخلاصة : 133 / 2.

(3) رجال الشيخ : 272 / 28.

(4) رجال ابن داود : 152 / 1207.

(5) الفهرست : 126 / 569.

(6) الإرشاد 2 : 216 و 217 ، في النصّ على إمامة الكاظم من قبل أبيه8 .

٢١٥

فيض ، قال : سمعت وأطعت(1) .

أقول : فيمشكا : ابن المختار الخثعمي الثقة ، عنه ابن جعفر ، وأبو نجيح ، وإبراهيم بن سليمان بن حيّان الخزاز.

ومن عداه لا أصل له ولا كتاب(2) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 354 / 663.

(2) هداية المحدّثين : 131.

٢١٦

باب القاف‌

2303 ـ القاسم بن إسحاق بن عبد الله‌

ابن جعفر بن أبي طالب المدني الهاشمي ، أسند عنه ،ق (1) .

2304 ـ القاسم بن إسماعيل القرشي :

يكنّى أبا محمّد المنذر ، روى عنه حميد بن زياد أصولا كثيرة ، لم(2) .

وفي تعق : قال المحقّق الشيخ سليمان : قد يستفاد من إكثار حميد الرواية عنه جلالته(3) .

قلت : ويستفاد منه كونه معتمدا موثوقا به. ويروي عن جعفر بن بشير(4) ، وفيها إشعار بوثاقته(5) .

أقول : فيمشكا : ابن إسماعيل القرشي أبو محمّد المنذر ، عنه حميد ابن زياد(6) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 274 / 9.

(2) رجال الشيخ : 490 / 2.

(3) معراج أهل الكمال : 7 ، وفيه : والقاسم بن إسماعيل غير معلوم الحال ، لكن قد استفاد بعضهم من إكثار حميد الرواية عنه جلالته ، وإنّي قد رأيت روايته عنه في أكثر من خمسين موضعا ، وهو المعبّر عنه بأبي محمّد القرشي.

(4) كما في طريق الشيخ في الفهرست إلى إبراهيم بن نصر : 9 / 18 وناصح البقّال : 172 / 773.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 262.

(6) هداية المحدّثين : 132.

٢١٧

2305 ـ القاسم بن بريد بن معاوية :

العجليق (1) ،ظم (2) .

وزادصه : ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (3) .

وزادجش : له كتاب يرويه فضالة بن أيّوب(4) .

أقول : فيمشكا : ابن بريد العجلي الثقة ، عنه فضالة بن أيّوب ، والحسن بن علي الوشّاء(5) .

2306 ـ القاسم بن الحسن بن عليّ :

ابن يقطين بن موسى ، أبو محمّد ، مولى بني أسد ، سكن قم ، وما أظنّ له كتابا ينسب إليه إلاّ زيادة في كتاب التجمّل والمروّة للحسين بن سعيد ، وكان ضعيفا على ما ذكره ابن الوليد ، وقد روى ابن الوليد عن رجاله عن القاسم بن الحسن الزيادة ،جش (6) .

وفيصه بعد نقل التضعيف المذكور : وقال غض : إنّ حديثه نعرفه وننكره ، ذكر القميّون أنّ في مذهبه ارتفاعا ، والأغلب عليه الخير. وهذا يعطي تعديله منه(7) ، انتهى.

ولا يبعد كونه اليقطيني المتقدّم مع علي بن حسكة(8) ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 276 / 50.

(2) رجال الشيخ : 358 / 2.

(3) الخلاصة : 134 / 3.

(4) رجال النجاشي : 313 / 855.

(5) هداية المحدّثين : 132.

(6) رجال النجاشي : 316 / 865.

(7) الخلاصة : 248 / 7.

(8) عن الكشّي : 516 / 994 الذي عدّه من الغلاة في زمن أبي محمّد العسكريعليه‌السلام .

٢١٨

وهو الشعراني الآتي(1) ، فتأمّل.

أقول : هذا ابن ابن علي بن يقطين الوزيررحمه‌الله .

وجزم في الوجيزة بضعفه(2) ، وفيه تأمّل ، لأنّجش لم يحكم به ، بل في نسبته ذلك إلى ابن الوليد دلالة على توقّفه فيه ، وأمّا تضعيف ابن الوليد والقمّيّين فعرفت ما فيه مرارا ، على أنّ ابن الوليد المضعّف له يروي عنه كما سبق ، وما ذاك إلاّ للاعتماد على روايته.

وفي قولغض : الأغلب عليه الخير ، مع عدم سلامة جليل من طعنة دلالة تامّة على حسن حاله وعدم صحّة ما رموه به ، ورأيت تعقّل العلاّمةرحمه‌الله منه العدالة ، فتدبّر.

2307 ـ القاسم الخزّاز :

كما في التهذيب(3) والاستبصار(4) ، والخزام كما في الأمالي والعيون ، مولى منصور ، وكان خزّاما ، روى عنه إبراهيم بن هاشم وهو عن عبد الرحمن ابن كثير(5) ، فهو(6) ابن يحيى بن الحسن الآتي لهذا الوصف ولما ذكره الصدوق في ثبت رجاله أنّ إبراهيم بن هاشم يروي عنه(7) ،تعق (8) .

__________________

(1) يأتي القاسم الشعراني عن الكشّي ورجال الشيخ والخلاصة.

(2) الوجيزة : 280 / 1432.

(3) التهذيب 1 : 53 / 153.

(4) لم نعثر عليه في الاستبصار ، نعم ورد في الكافي 3 : 70 / 6.

(5) الكافي 3 : 70 / 6 والتهذيب 1 : 53 / 153.

(6) في نسخة « ش » : وهو.

(7) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 90.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 263.

٢١٩

2308 ـ القاسم بن خليفة :

كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (1) .

وزادجش : عنه يحيى بن زكريّا اللؤلؤي(2) .

أقول : فيمشكا : ابن خليفة الكوفي الثقة ، عنه يحيى بن زكريا اللؤلؤي(3) .

2309 ـ القاسم بن الربيع الصحّاف :

كوفي ، ضعيف في حديثه ، غال في مذهبه ، لا التفات إليه ولا ارتفاع به ،صه (4) .

وفيجش : ابن الربيع ، أحمد بن علي بن إبراهيم بن هشام(5) عن أبيه عنه بكتابه ، وجعفر بن محمّد بن مالك الفزاري الكوفي قال : حدّثنا القاسم ابن الربيع ابن بنت زيد الشحّام(6) .

وفيتعق : كلامصه من غض كما في النقد(7) ، وفيجش في ترجمة ميّاح ما يشير إلى الاعتماد عليه(8) (9) .

أقول : فيمشكا : ابن الربيع ، عنه جعفر بن محمّد بن مالك ، وأحمد‌

__________________

(1) الخلاصة : 134 / 4.

(2) رجال النجاشي : 315 / 861.

(3) هداية المحدّثين : 132.

(4) الخلاصة : 248 / 8.

(5) في نسخة « ش » : هاشم.

(6) رجال النجاشي : 316 / 867.

(7) نقد الرجال : 270 / 13.

(8) حيث ضعّف الطريق إلى ميّاح بمحمّد بن سنان ، وقد ورد القاسم في الطريق ، رجال النجاشي : 425 / 1140.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 263.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ولعلّ هذه الجملة إشارة إلى القيامة الوارد ذكرها آنفا ، أو أنّها إشارة إلى القرآن ، لأنّه ورد التعبير عنه بـ «الحديث» في بعض الآيات كما في الآية ٣٤ من سورة الطور ، أو أنّ المراد من «الحديث» هو ما جاء من القصص عن هلاك الأمم السابقة أو جميع هذه المعاني.

ثمّ يقول مخاطبا :( وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سامِدُونَ ) أي في غفلة مستمرّة ولهو وتكالب على الدنيا ، مع أنّه لا مجال للضحك هنا ولا الغفلة والجهل ، بل ينبغي أن يبكى على الفرص الفائتة والطاعات المتروكة ، والمعاصي المرتكبة ، وأخيرا فلا بدّ من التوبة والرجوع إلى ظلّ الله ورحمته!

وكلمة سامدون مشتقّة من سمود على وزن جمود ـ ومعناه اللهو والانشغال ورفع الرأس للأعلى تكبّرا وغرورا ، وهي في أصل استعمالها تطلق على البعير حين يرفل في سيره ويرفع رأسه غير مكترث بمن حوله.

فهؤلاء المتكبّرون المغرورون كالحيوانات همّهم الأكل والنوم ، وهم غارقون باللذائذ جاهلون عمّا يحدق بهم من الخطر والعواقب الوخيمة والجزاء الشديد الذي سينالهم.

ويقول القرآن في آخر آية من الآيات محلّ البحث ـ وهي آخر آية من سورة النجم أيضا ـ بعد أن بيّن أبحاثا متعدّدة حول إثبات التوحيد ونفي الشرك :( فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ) .

فإذا أردتم أن تسيروا في الصراط المستقيم والسبيل الحقّ فاسجدوا لذاته المقدّسة فحسب ، إذ لله وحده تنتهي الخطوط في عالم الوجود ، وإذا أردتم النجاة من العواقب الوخيمة التي أصابت الأمم السالفة لشركهم وكفرهم فوقعوا في قبضة عذاب الله ، فاعبدوا الله وحده.

الذي يجلب النظر ـ كما جاء في روايات متعدّدة ـ أنّ النّبي عند ما تلا هذه الآية وسمعها المؤمنون والكافرون سجدوا لها جميعا.

٢٨١

ووفقا لبعض الرّوايات أن الوحيد الذي لم يسجد لهذه الآية عند سماعها هو «الوليد بن المغيرة» [لعلّه لم يستطع أن ينحني للسجود] فأخذ قبضة من التراب ووضعها على جبهته فكان سجوده بهذه الصورة.

ولا مكان للتعجّب أن يسجد لهذه الآية حتى المشركون وعبدة الأصنام ، لأنّ لحن الآيات البليغ من جهة ، ومحتواها المؤثّر من جهة اخرى وما فيها من تهديد للمشركين من جهة ثالثة ، وتلاوة هذه الآيات على لسان النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المرحلة الاولى من نزول الآيات عن لسان الوحي من جهة رابعة كلّ هذه الأمور كان لها دور في التأثير والنفوذ إلى القلوب حتّى أنّه لم يبق أيّ قلب إلّا اهتزّ لجلال آيات الله وألقى عنه. ستار الضلال وحجب العناد ـ ولو مؤقتا ـ ودخله نور التوحيد المشعّ!.

وإذا تلونا الآية ـ بأنفسنا ـ وأنعمنا النظر فيها بكلّ دقّة وتأمّل وحضور قلب وتصوّرنا أنفسنا أمام النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي جوّ نزول الآيات وبقطع النظر ـ عن اعتقادنا الإسلامي ـ نجد أنفسنا ملزمين على السجود عند تلاوتنا لهذه الآية وأنّ نحني رؤوسنا إجلالا لربّ الجلال!

وليست هذه هي المرّة الاولى التي يترك القرآن بها أثره في قلوب المنكرين ويجذبهم إليه دون اختيارهم ، إذ ورد في قصّة «الوليد بن المغيرة» أنّه لمّا سمع آيات فصّلت وبلغ النّبي (في قوله) إلى الآية :( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ ) قام من مجلسه واهتزّ لها وجاء إلى البيت فظنّ جماعة من المشركين أنّه صبا إلى دين محمّد.

فبناء على هذا ، لا حاجة أن نقول بأنّ جماعة من الشياطين أو جماعة من المشركين الخبثاء حضروا عند النّبي ولمّا سمعوا النّبي يتلو الآية :( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) بسطوا ألسنتهم وقالوا : تلك الغرانيق العلى!! ولذلك انجذب المشركون لهذه الآيات فسجدوا أيضا عند تلاوة النّبي آية السجدة!

٢٨٢

لأنّنا كما أشرنا آنفا في تفسير هذه الآيات. انّ الآيات التي تلت هذه الآيات عنّفت المشركين ولم تدع مجالا للشكّ والتردّد والخطأ لأي أحد (في مفهوم الآية) [لمزيد الإيضاح يراجع تفسير الآيتين ١٩ و٢٠ من هذه السورة].

وينبغي الالتفات أيضا إلى أنّ الآية الآنفة يجب السجود عند تلاوتها ، ولحن الآية التي جاءت مبتدئة بصيغة الأمر ـ والأمر دالّ على الوجوب ـ شاهد على هذا المعنى.

وهكذا فإنّ هذه السورة ثالثة السور الوارد فيها سجود واجب ، أي هي بعد سورة الم السجدة ، وحم السجدة وإن كان بعضهم يرى بأنّ أوّل سورة فيها سجود واجب نزلت على النّبي من الناحية التاريخية ـ هي هذه السورة.

اللهمّ أنر قلوبنا بأنوار معرفتك لئلّا نعبد سواك شيئا ولا نسجد إلّا لك.

اللهمّ إنّ مفاتيح الرحمة والخير كلّها بيد قدرتك ، فارزقنا من خير مواهبك وعطاياك ، أي رضاك يا ربّ العالمين.

اللهمّ ارزقنا بصيرة في العبر ـ لنعتبر بالأمم السالفة وعاقبة ظلمها وأن نحذر الاقتفاء على آثارهم

آمين يا ربّ العالمين.

* * *

انتهت سورة النجّم

٢٨٣
٢٨٤

سورة

القمر

مكّية

وعدد آياتها خمس وخمسون آية

٢٨٥
٢٨٦

«سورة القمر»

محتوى السورة :

تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ والمعاد ، وخصوصا العقوبات التي نزلت بالأمم السالفة ، وذلك نتيجة عنادهم ولجاجتهم في طريق الكفر والظلم والفساد ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاخرى إلى الابتلاء بالعذاب الإلهي الشديد ، وسبّب لهم الدمار العظيم.

ونلاحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى :( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) وذلك بعد كلّ مشهد من مشاهد العذاب الذي يحلّ بالأمم لكي يكون درسا وعظة للمسلمين والكفّار.

ويمكن تلخيص أبحاث هذه السورة في عدّة أقسام هي :

١ ـ تبدأ السورة بالحديث عن قرب وقوع يوم القيامة ، وموضوع شقّ القمر ، وإصرار وعناد المخالفين في إنكار الآيات الإلهيّة.

٢ ـ والقسم الثاني يبحث بتركيز واختصار عن أوّل قوم تمرّدوا على الأوامر الإلهيّة ، وهم قوم نوح ، وكيفيّة نزول البلاء عليهم.

٣ ـ أمّا القسم الثالث فإنّه يتعرّض إلى قصّة قوم «عاد» وأليم العذاب الذي حلّ بهم.

٤ ـ وفي القسم الرابع تتحدّث الآيات عن قوم «ثمود» ومعارضتهم لنبيّهم صالحعليه‌السلام وبيان معجزة الناقة ، وأخيرا ابتلاؤهم بالصيحة السماوية.

٥ ـ تتطرّق الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن قوم «لوط» ضمن بيان واف

٢٨٧

لانحرافهم الأخلاقي ثمّ عن السخط الإلهي عليهم وابتلائهم بالعقاب الرّباني.

٦ ـ وفي القسم السادس تركّز الآيات الكريمة ـ بصورة موجزة ـ الحديث عن آل فرعون ، وما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم وضلالهم.

٧ ـ وفي القسم الأخير تعرض مقارنة بين هذه الأمم ومشركي مكّة ومخالفي الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكّة فيما إذا استمرّوا على عنادهم وإصرارهم في رفض الدعوة الإلهيّة.

وتنتهي السورة ببيان صور ومشاهد من معاقبة المشركين ، وجزاء وأجر المؤمنين والمتّقين.

وسورة القمر تتميّز آياتها بالقصر والقوّة والحركية.

وقد سمّيت هذه السورة بـ (سورة القمر) لأنّ الآية الاولى منها تتحدّث عن شقّ القمر.

فضيلة تلاوة سورة القمر :

ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

«من قرأ سورة اقتربت الساعة في كلّ غبّ بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ، ومن قرأها كلّ ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق»(١) .

ومن الطبيعي أن تكون النورانية التي تتّسم بها هذه الوجوه تعبيرا عن الحالة الإيمانية الراسخة في قلوبهم نتيجة التأمّل والتفكّر في آيات هذه السورة المباركة والعمل بها بعيدا عن التلاوة السطحية الفارغة من التدبّر في آيات الله.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٩ (بداية سورة القمر).

٢٨٨

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) )

التّفسير

شقّ القمر!!

يتناول الحديث في الآية الاولى حادثتين مهمّتين :

أحدهما : قرب وقوع يوم القيامة ، والذي يقترن بأعظم تغيير في عالم الخلق ، وبداية لحياة جديدة في عالم آخر ، ذلك العالم الذي يقصر فكرنا عن إدراكه نتيجة محدودية علمنا واستيعابنا للمعرفة الكونية.

والحادثة الثانية التي تتحدّث الآية الكريمة عنها هي معجزة انشقاق القمر العظيمة التي تدلّل على قدرة البارئعزوجل المطلقة ، وكذلك تدلّ ـ أيضا ـ على صدق دعوة الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال تعالى :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) .

٢٨٩

وجدير بالذكر أنّ سورة النجم التي أنهت آياتها المباركة بالحديث عن يوم القيامة( أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ) تستقبل آيات سورة القمر بهذا المعنى أيضا ، ممّا يؤكّد قرب وقوع اليوم الموعود رغم أنّه عند ما يقاس بالمقياس الدنيوي فقد يستغرق آلاف السنين ويتوضّح هذا المفهوم ، حينما نتصوّر مجموع عمر عالمنا هذا من جهة ، ومن جهة اخرى عند ما نقارن جميع عمر الدنيا في مقابل عمر الآخرة فانّها لا تكون سوى لحظة واحدة.

إنّ اقتران ذكر هاتين الحادثتين في الآية الكريمة : «انشقاق القمر واقتراب الساعة» دليل على قرب وقوع يوم القيامة ، كما ذكر ذلك قسم من المفسّرين حيث أنّ ظهور الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو آخر الأنبياء ـ قرينة على قرب وقوع اليوم المشهود قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بعثت أنا والساعة كهاتين»(١) مشيرا إلى إصبعيه الكريمين.

ومن جهة اخرى ، فإنّ انشقاق القمر دليل على إمكانية اضطراب النظام الكوني ، ونموذج مصغّر للحوادث العظيمة التي تسبق وقوع يوم القيامة في هذا العالم ، حيث اندثار الكواكب والنجوم والأرض يعني حدوث عالم جديد ، استنادا إلى الرّوايات المشهورة التي ادّعى البعض تواترها.

قال ابن عبّاس : اجتمع المشركون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : إن كنت صادقا فشقّ لنا القمر فلقتين ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن فعلت تؤمنون؟» قالوا : نعم ، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله ربّه أن يعطيه ما قالوا ، فانشقّ القمر فلقتين ورسول الله ينادي : «يا فلان يا فلان ، اشهدوا»(٢) .

ولعلّ التساؤل يثار هنا عن كيفية حصول هذه الظاهرة الكونية : (انشقاق هذا الجرم السماوي العظيم) وعن مدى تأثيره على الكرة الأرضية والمنظومة

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٩.

(٢) ذكر في مجمع البيان وكتب تفسير اخرى في هامش تفسير الآية مورد البحث.

٢٩٠

الشمسية ، وكذلك عن طبيعة القوّة الجاذبة التي أعادت فلقتي القمر إلى وضعهما السابق ، وعن كيفيّة حصول مثل هذا الحدث؟ ولماذا لم يتطرّق التاريخ إلى ذكر شيء عنه؟ بالإضافة إلى مجموعة تساؤلات اخرى حول هذا الموضوع والتي سنجيب عليها بصورة تفصيليّة في هذا البحث إن شاء الله.

والنقطة الجديرة بالذكر هنا أنّ بعض المفسّرين الذين تأثّروا بوجهات نظر غير سليمة ، وأنكروا كلّ معجزة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدا القرآن الكريم ، عند ما التفتوا إلى وضوح الآية الكريمة محلّ البحث والرّوايات الكثيرة التي وردت في كتب علماء الإسلام في هذا المجال ، واجهوا عناءا في توجيه هذه المعجزة الربّانية ، وحاولوا نفي الظاهرة الإعجازية لهذا الحادث

والحقيقة أنّ مسألة «انشقاق القمر» كانت معجزة ، والآيات اللاحقة تحمل الدلائل الواضحة على صحّة هذا الأمر كما سنرى ذلك إن شاء الله.

لقد كان جديرا بهؤلاء أن يصحّحوا وجهات نظرهم تلك ، ليعلموا أنّ للرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة أيضا.

وإذا أريد الاستفادة من الآيات القرآنية لنفي المعجزات فإنّها تنفي المعجزات المقترحة من قبل المشركين المعاندين الذين لم يقصدوا قبول دعوة الحقّ من أوّل الأمر ولم يستجيبوا للرسول الأكرم بعد إنجاز المعجز ، لكن المعجزات التي تطلب من الرّسول من أجل الاطمئنان إلى الحقّ والإيمان به كانت تنجز من قبله ، ولدينا دلائل عديدة على هذا الأمر في تأريخ حياة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يقول سبحانه :( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) .

والمراد من قوله تعالى «مستمر» أنّهم شاهدوا من الرّسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة ، وشقّ القمر هو استمرار لهذه المعاجز ، وأنّهم كانوا يبرّرون إعراضهم عن الإيمان وعدم الاستسلام لدعوة الحقّ وذلك بقولهم : إنّ هذه المعاجز كانت «سحر مستمر».

٢٩١

وهنالك بعض المفسّرين من فسّر «مستمر» بمعنى «قوي» كما قالوا : (حبل مرير) أي : محكم ، والبعض فسّرها بمعنى : الطارئ وغير الثابت ، ولكن التّفسير الأنسب هو التّفسير الأوّل.

أمّا قوله تعالى :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) فإنّه يشير إلى سبب مخالفتهم وعنادهم وسوء العاقبة التي تنتظرهم نتيجة لهذا الإصرار.

إنّ مصدر خلاف هؤلاء وتكذيبهم للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو تكذيب معاجزه ودلائله ، وكذلك تكذيب يوم القيامة ، هو اتّباع هوى النفس.

إنّ حالة التعصّب والعناد وحبّ الذات لم تسمح لهم بالاستسلام للحقّ ، ومن جهة اخرى فإنّ المشركين ركنوا للملذّات الرخيصة بعيدا عن ضوابط المسؤولية ، وذلك إشباعا لرغباتهم وشهواتهم ، وكذلك فإنّ تلوّث نفوسهم بالآثام حال دون استجابتهم لدعوة الحقّ ، لأنّ قبول هذه الدعوة يفرض عليهم التزامات ومسئوليات الإيمان والاستجابة للتكاليف

نعم إنّ هوى النفس كان وسيبقى السبب الرئيسي في إبعاد الناس عن مسير الحقّ

وبالنسبة لقوله تعالى :( وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) ، يعني أنّ كلّ إنسان يجازى بعمله وفعله ، فالصالحون سيكون مستقرّهم صالحا ، والأشرار سيكون مستقرّهم الشرّ.

ويحتمل أن يكون المراد في هذا التعبير هو أنّ كلّ شيء في هذا العالم لا يفنى ولا يزول ، فالأعمال الصالحة أو السيّئة تبقى مع الإنسان حتّى يرى جزاء ما فعل.

ويحتمل أن يكون تفسير الآية السابقة أنّ الأكاذيب والاتّهامات لا تقوى على الاستمرار الأبدي في إطفاء نور الحقّ والتكتّم عليه ، حيث إنّ كلّ شيء (خير أو شرّ) يسير بالاتّجاه الذي يصبّ في المكان الملائم له ، حيث إنّ الحقّ سيظهر وجهه الناصح مهما حاول المغرضون إطفاءه ، كما أنّ وجه الباطل القبيح سيظهر قبحه كذلك ، وهذه سنّة إلهيّة في عالم الوجود.

٢٩٢

وهذه التفاسير لا تتنافى فيما بينها ، حيث يمكن جمعها في مفهوم هذه الآية الكريمة.

* * *

بحوث

١ ـ شقّ القمر معجزة كبيرة للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص السطحيين يصرّون على إخراج هذا الحادث من حالة الإعجاز ، حيث قالوا : إنّ الآية الكريمة تحدّثنا فقط عن المستقبل وعن أشراط الساعة ، وهي الحوادث التي تسبق وقوع يوم القيامة

لقد غاب عن هؤلاء أنّ الأدلّة العديدة الموجودة في الآية تؤكّد على حدوث هذه المعجزة ، ومن ضمنها ذكر الفعل (انشقّ) بصيغة الماضي ، وهذا يعني أنّ (أشقّ القمر) شيء قد حدث كما أنّ قرب وقوع يوم القيامة قد تحقّق ، وذلك بظهور آخر الأنبياء محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

بالإضافة إلى ذلك ، إن لم تكن الآية قد تحدّثت عن وقوع معجزة ، فلا يوجد أي تناسب أو انسجام بينها وبين ما ورد في الآية اللاحقة حول افترائهم على الرّسول بأنّه (ساحر) وكذلك قوله :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ) والتي تخبر الآية هنا عن تكذيبهم للرسالة والرّسول ومعاجزه.

إضافة إلى ذلك فإنّ الرّوايات العديدة المذكورة في الكتب الإسلامية ، والتي بلغت حدّ التواتر نقلت وقوع هذه المعجزة ، وبذلك أصبحت غير قابلة للإنكار.

ونشير هنا إلى روايتين منها :

الاولى : أوردها الفخر الرازي أحد المفسّرين السنّة ، والاخرى للعلّامة الطبرسي أحد المفسّرين الشيعة.

يقول الفخر الرازي : «والمفسّرون بأسرهم على أنّ المراد أنّ القمر انشقّ

٢٩٣

وحصل فيه الإنشقاق ، ودلّت الأخبار على حديث الإنشقاق ، وفي الصحيح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة والقرآن أدلّ دليل وأقوى مثبت له وإمكانه لا يشكّ فيه ، وقد أخبر عنه الصادق فيجب إعتقاد وقوعه»(١) .

أمّا عن نظرية بطليموس والقائلة بأنّ (الأفلاك السماوية ليس بإمكانها أن تنفصل أو تلتئم) فإنّها باطلة وليس لها أي أساس أو سند علمي ، حيث إنّه ثبت من خلال الأدلّة العقليّة أنّ انفصال الكواكب في السماء أمر ممكن.

ويقول العلّامة الطبرسي في (مجمع البيان) : لقد أجمع المفسّرون والمحدّثون سوى عطاء والحسين والبلخي الذين ذكرهم ذكرا عابرا ، أنّ معجزة شقّ القمر كانت في زمن الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ونقل أنّ حذيفة ـ وهو أحد الصحابة المعروفين ـ ذكر قصّة شقّ القمر في جمع غفير في مسجد المدائن ولم يعترض عليه أحد من الحاضرين ، مع العلم أنّ كثيرا منهم قد عاصر زمن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ونقل هذا الحديث في هامش الآية المذكورة في الدرّ المنثور والقرطبي).

وممّا تقدّم يتّضح جيّدا أنّ مسألة شقّ القمر أمر غير قابل للإنكار ، سواء من الآية نفسها والقرائن الموجودة فيها ، أو من خلال الأحاديث والرّوايات ، أو أقوال المفسّرين ، ومن الطبيعي أن تطرح أسئلة اخرى حول الموضوع سنجيب عنها إن شاء الله فيما بعد.

٢ ـ مسألة شقّ القمر والعلم الحديث :

السؤال المهمّ المطروح في هذا البحث هو : هل أنّ الأجرام السماوية يمكنها أن تنفصل وتنشقّ؟ وما موقف العلم الحديث من ذلك؟

__________________

(١) التّفسير الكبير ، الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٨ ، أوّل سورة القمر.

٢٩٤

وللإجابة على هذا السؤال وبناء على النتائج التي توصّل إليها العلماء الفلكيون ، فإنّ مثل هذا الأمر في نظرهم ليس بدرجة من التعقيد بحيث يستحيل تصوّره إنّ الاكتشافات العلمية التي توصّل إليها الباحثون تؤكّد أنّ مثل هذه الحوادث مضافا إلى أنّها ليست مستحيلة فقد لوحظت نماذج عديدة من هذا القبيل ولعدّة مرّات مع اختلاف العوامل المؤثّرة في كلّ حالة.

وبعبارة اخرى : فقد لوحظ أنّ مجموعة انفجارات وانشقاقات قد وقعت في المنظومة الشمسية ، بل في سائر الأجرام السماوية.

ويمكن ذكر بعض النماذج كشواهد على هذه الظواهر

أ ـ ظهور المنظومة الشمسية :

إنّ هذه النظرية المقبولة لدى جميع العلماء تقول : إنّ جميع كرات المنظومة الشمسية كانت في الأصل جزءا من الشمس ثمّ انفصلت عنها ، حيث أصبحت كلّ واحدة منها تدور في مدارها الخاصّ بها غاية الأمر هناك كلام في السبب لهذا الانفصال

يعتقد (لا پلاس) أنّ العامل المسبّب لانفصال القطع الصغيرة من الشمس هي : (القوّة الطاردة) التي توجد في المنطقة الإستوائية لها ، حيث أنّ الشمس كانت تعتبر ولحدّ الآن كتلة ملتهبة ، وضمن دورانها حول نفسها فإنّ السرعة الموجودة في المنطقة الإستوائية لها تسبّب تناثر بعض القطع منها في الفضاء ممّا يجعل هذه القطع تدور حول مركزها الأصلي (الشمس).

ولكن العلماء الذين جاءوا بعد (لا پلاس) توصّلوا من خلال تحقيقاتهم إلى فرضية اخرى تقول : إنّ السبب الأساس لحدوث الانفصال في الأجرام السماوية عن الشمس هو حالة المدّ والجزر الشديدين التي حدثت على سطح الشمس نتيجة عبور نجمة عظيمة بالقرب منها.

٢٩٥

الأشخاص المؤيّدون لهذه النظرية الذين يرون أنّ الحركة الوضعية للشمس في ذلك الوقت لا تستطيع أن تعطي الجواب الشافعي لأسباب هذا الانفصال ، قالوا : إنّ حالة المدّ والجزر الحاصلة في الشمس أحدثت أمواجا عظيمة على سطحها. كما في سقوط حجر كبير في مياه المحيط ، وبسبب ذلك تناثرت قطع من الشمس الواحدة تلو الاخرى إلى الخارج ، ودارت ضمن مدار الكرة الامّ (الشمس).

وعلى كلّ حال فإنّ العامل المسبّب لهذا الانفصال أيّا كان لا يمنعنا من الإعتقاد أنّ ظهور المنظومة الشمسية كان عن طريق الإنشقاق والانفصال.

ب ـ (الأستروئيدات):

الأستروئيدات : هي قطع من الصخور السماوية العظيمة تدور حول المنظومة الشمسية ، ويطلق عليها في بعض الأحيان بـ (الكرات الصغيرة) و (شبه الكواكب السيارة) يبلغ قطر كبراها (٢٥) كم ، لكن الغالبية منها أصغر من ذلك.

ويعتقد العلماء أنّ «الأستروئيدات» هي بقايا كوكب عظيم كان يدور في مدار بين مداري المريخ والمشتري تعرّض إلى عوامل غير واضحة ممّا أدّى إلى انفجاره وتناثره.

لقد ثمّ اكتشاف ومشاهدة أكثر من خمسة آلاف من (الأستروئيدات) لحدّ الآن ، وقد تمّ تسمية عدد كثير من هذه القطع الكبيرة ، وتمّ حساب حجمها ومقدار ومدّة حركتها حول الشمس ، ويعلّق علماء الفضاء أهميّة بالغه على الأستروئيدات ، حيث يعتقدون أنّ بالإمكان الاستفادة منها في بعض الأحيان كمحطّات للسفر إلى المناطق الفضائية النائية.

كان هذا نموذج آخر لانشقاق الأجرام السماوية.

٢٩٦

ج ـ الشهب :

الشهب : أحجار سماوية صغيرة جدّا ، حتّى أنّ البعض منها لا يتجاوز حجم (البندقة) ، وهي تسير بسرعة فائقة في مدار خاصّ حول الشمس وقد يتقاطع مسيرها مع مدار الأرض أحيانا فتنجذب إلى الأرض ، ونظرا لسرعتها الخاطفة التي تتميّز بها ـ تصطدم بشدّة مع الهواء المحيط بالأرض ، فترتفع درجة حرارتها بشدّة فتشتعل وتتبيّن لنا كخطّ مضيء وهّاج بين طبقات الجوّ ويسمّى بالشهاب.

وأحيانا نتصوّر أنّ كلّ واحدة منها تمثّل نجمة نائية في حالة سقوط ، إلّا أنّها في الحقيقة عبارة عن شهاب صغير مشتعل على مسافة قريبة يتحوّل فيما بعد إلى رماد.

ويلتقي مداري الشهب والكرة الأرضية في نقطتين هما نقطتا تقاطع المدارين وذلك في شهري (آب وكانون الثاني) حيث يصبح بالإمكان رؤية الشهب بصورة أكثر في هذين الشهرين.

ويقول العلماء : إنّ الشهب هي بقايا نجمة مذنّبة انفجرت وتناثرت أجزاؤها بسبب جملة عوامل غير واضحة وهذا نموذج آخر من الإنشقاق في الأجرام السماوية.

وعلى كلّ حال ، فإنّ الإنفجار والإنشقاق في الكرات السماوية ليس بالأمر الجديد ، وليس بالأمر المستحيل من الناحية العلمية ، ومن هنا فلا معنى حينئذ للقول بأنّ الإعجاز لا يمكن أن يتعلّق بالحال.

هذا كلّه عن مسألة الإنشقاق.

أمّا موضوع رجوع القطعتين المنفصلتين إلى وضعهما الطبيعي السابق تحت تأثير قوى الجاذبية التي تربط القطعتين فهو الآخر أمر ممكن.

ورغم أنّ الإعتقاد السائد قديما في علم الهيئة القديم طبق نظرية (بطليموس) واعتقاده بالأفلاك التسعة التي هي بمثابة قشور البصل في تركيبها ـ الواحدة على

٢٩٧

الاخرى ـ فأيّ جسم لا يستطيع أن يخترقها صعودا أو نزولا ، ولذلك فانّ أتباع هذه النظرية ينكرون المعراج الجسماني واختراقه للأفلاك التسعد ، كما أنّه لا يمكن وفقا لهذه النظريات انشقاق القمر ، ومن ثمّ التئامه ، ولذلك أنكروا مسألة شقّ القمر ، ولكن اليوم أصبحت فرضية (بطليموس) أقرب للخيال والأساطير منها للواقع ، ولم يبق أثر للأفلاك التسعة ، وأصبحت الأجواء لا تساعد لتقبّل مثل هذه الآراء.

وغني عن القول أنّ ظاهرة شقّ القمر كانت معجزة ، ولذا فإنّها لم تتأثّر بعامل طبيعي اعتيادي ، والشيء الذي يراد توضيحه هنا هو بيان إمكانية هذه الحادثة ، لأنّ المعجزة لا تتعلّق بالأمر المحال.

٣ ـ شقّ القمر تاريخيّا :

لقد طرح البعض من غير المطّلعين إشكالا آخر على مسألة شقّ القمر ، حيث ذكروا أنّ مسألة شقّ القمر لها أهميّة بالغة ، فإذا كانت حقيقيّة فلما ذا لم تذكر في كتب التأريخ؟

ومن أجل أن تتوضّح أهميّة هذا الإشكال لا بدّ من الإلمام والدراسة الدقيقة لمختلف جوانب هذا الموضوع ، وهو كما يلي :

أ ـ يجب الالتفات إلى أنّ القمر يرى في نصف الكرة الأرضية فقط ، وليس في جميعها ، ولذا فلا بدّ من إسقاط نصف مجموع سكّان الكرة الأرضية من إمكانية رؤية حادثة شقّ القمر وقت حصولها.

ب ـ وفي نصف الكرة الأرضية التي يرى فيها القمر فإنّ أكثر الناس في حالة سبات وذلك لحدوث هذه الظاهرة بعد منتصف الليل.

ج ـ ليس هنالك ما يمنع من أن تكون الغيوم قد حجبت قسما كبيرا من السماء ، وبذلك يتعذّر رؤية القمر لسكّان تلك المناطق.

٢٩٨

د ـ إنّ الحوادث السماوية التي تلفت انتباه الناس تكون غالبا مصحوبة بصوت أو عتمة كما في الصاعقة التي تقترن بصوت شديد أو الخسوف والكسوف الكليين الذي يقترن كلّ منها بانعدام الضوء تقريبا ولمدّة طويلة.

لذلك فإنّ الحالات التي يكون فيها الخسوف جزئيا أو خفيفا نلاحظ أنّ الغالبية من الناس لم تحط به علما ، اللهمّ إلّا عن طريق التنبيه المسبق عنه من قبل المنجّمين ، بل يحدث أحيانا خسوف كلّي وقسم كبير من الناس لا يعلمون به.

لذا فإنّ علماء الفلك الذين يقومون بر صد الكواكب أو الأشخاص الذين يتّفق وقوع نظرهم في السماء وقت الحادث هم الذين يطّلعون على هذا الأمر ويخبرون الآخرين به.

وبناء على هذا ونظرا لقصر مدّة المعجزة (شقّ القمر) فلن يكون بالمقدور أن تلفت الأنظار إليها على الصعيد العالمي ، خصوصا وأنّ غالبية الناس في ذلك الوقت لم تكن مهتّمة بمتابعة الأجرام السماوية.

ه ـ وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الوسائل المستخدمة في تثبيت نشر الحوادث التأريخية في ذلك الوقت ، ومحدودية الطبقة المتعلّمة ، وكذلك طبيعة الكتب الخطيّة التي لم تكن بصورة كافية كما هو الحال في هذا العصر حيث تنشر الحوادث المهمّة بسرعة فائقة بمختلف الوسائل الإعلامية في كلّ أنحاء العالم عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحف كلّ هذه الأمور لا بدّ من أخذها بنظر الإعتبار في محدودية الاطلاع على حادثة (شقّ القمر).

ومع ملاحظة هذا الأمر والأمور الاخرى السابقة فلا عجب أبدا من عدم تثبيت هذه الحادثة في التواريخ غير الإسلامية ، ولا يمكن اعتبار ذلك دليلا على نفيها.

٢٩٩

٤ ـ تأريخ وقوع هذه المعجزة :

من الواضح أنّه لا خلاف بين المفسّرين ورواة الحديث حول حدوث ظاهرة شقّ القمر في مكّة وقبل هجرة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكن الذي يستفاد من بعض الرّوايات هو أنّ حدوث هذا الأمر كان في بداية بعثة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) . في حين يستفاد من البعض الآخر أنّ حدوث هذا الأمر قد وقع قرب هجرة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي آخر عهده بمكّة ، وكان استجابة لطلب جماعة قدموا من المدينة لمعرفة الحقّ وأتباعه ، إذ أنّهم بعد رؤيتهم لهذه المعجزة آمنوا وبايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العقبة(٢) .

ونقرأ في بعض الرّوايات أيضا أنّ سبب اقتراح شقّ القمر كان من أجل المزيد من الاطمئنان بمعاجز الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنّها لم تكن سحرا لأنّ السحر عادة يكون في الأمور الأرضية(٣) . ومع ذلك فإنّ قسما من المتعصّبين والمعاندين لم يؤمنوا برغم مشاهدتهم لهذا الإعجاز ، وتتعلّلوا بأنّهم ينتظرون قوافل الشام واليمن ، فإنّ أيّدوا هذا الحادث ورؤيتهم له آمنوا ومع إخبار المسافرين لهم بذلك ، إلّا أنّهم بقوا مصرّين على الكفر رافضين للإيمان(٤) .

والنقطة الأخيرة الجديرة بالذكر أنّ هذه المعجزة العظيمة والكثير من المعاجز الاخرى ذكرت في التواريخ والرّوايات الضعيفة مقترنة ببعض الخرافات والأساطير ، ممّا أدّى إلى حصول تشويش في أذهان العلماء بشأنها ، كما في نزول قطعة من القمر إلى الأرض. لذا فإنّ من الضروري فصل هذه الخرافات وعزلها بدقّة وغربلة الصحيح من غيره ، حتّى تبقى الحقائق بعيدة عن التشويش ومحتفظة بمقوّماتها الموضوعية.

* * *

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٤ حديث (٨).

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٢ حديث (١).

(٣) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٥ حديث (١٠).

(٤) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٢٣.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526