الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٧

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل11%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 526

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 526 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156718 / تحميل: 6141
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ولعلّ هذه الجملة إشارة إلى القيامة الوارد ذكرها آنفا ، أو أنّها إشارة إلى القرآن ، لأنّه ورد التعبير عنه بـ «الحديث» في بعض الآيات كما في الآية ٣٤ من سورة الطور ، أو أنّ المراد من «الحديث» هو ما جاء من القصص عن هلاك الأمم السابقة أو جميع هذه المعاني.

ثمّ يقول مخاطبا :( وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سامِدُونَ ) أي في غفلة مستمرّة ولهو وتكالب على الدنيا ، مع أنّه لا مجال للضحك هنا ولا الغفلة والجهل ، بل ينبغي أن يبكى على الفرص الفائتة والطاعات المتروكة ، والمعاصي المرتكبة ، وأخيرا فلا بدّ من التوبة والرجوع إلى ظلّ الله ورحمته!

وكلمة سامدون مشتقّة من سمود على وزن جمود ـ ومعناه اللهو والانشغال ورفع الرأس للأعلى تكبّرا وغرورا ، وهي في أصل استعمالها تطلق على البعير حين يرفل في سيره ويرفع رأسه غير مكترث بمن حوله.

فهؤلاء المتكبّرون المغرورون كالحيوانات همّهم الأكل والنوم ، وهم غارقون باللذائذ جاهلون عمّا يحدق بهم من الخطر والعواقب الوخيمة والجزاء الشديد الذي سينالهم.

ويقول القرآن في آخر آية من الآيات محلّ البحث ـ وهي آخر آية من سورة النجم أيضا ـ بعد أن بيّن أبحاثا متعدّدة حول إثبات التوحيد ونفي الشرك :( فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ) .

فإذا أردتم أن تسيروا في الصراط المستقيم والسبيل الحقّ فاسجدوا لذاته المقدّسة فحسب ، إذ لله وحده تنتهي الخطوط في عالم الوجود ، وإذا أردتم النجاة من العواقب الوخيمة التي أصابت الأمم السالفة لشركهم وكفرهم فوقعوا في قبضة عذاب الله ، فاعبدوا الله وحده.

الذي يجلب النظر ـ كما جاء في روايات متعدّدة ـ أنّ النّبي عند ما تلا هذه الآية وسمعها المؤمنون والكافرون سجدوا لها جميعا.

٢٨١

ووفقا لبعض الرّوايات أن الوحيد الذي لم يسجد لهذه الآية عند سماعها هو «الوليد بن المغيرة» [لعلّه لم يستطع أن ينحني للسجود] فأخذ قبضة من التراب ووضعها على جبهته فكان سجوده بهذه الصورة.

ولا مكان للتعجّب أن يسجد لهذه الآية حتى المشركون وعبدة الأصنام ، لأنّ لحن الآيات البليغ من جهة ، ومحتواها المؤثّر من جهة اخرى وما فيها من تهديد للمشركين من جهة ثالثة ، وتلاوة هذه الآيات على لسان النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المرحلة الاولى من نزول الآيات عن لسان الوحي من جهة رابعة كلّ هذه الأمور كان لها دور في التأثير والنفوذ إلى القلوب حتّى أنّه لم يبق أيّ قلب إلّا اهتزّ لجلال آيات الله وألقى عنه. ستار الضلال وحجب العناد ـ ولو مؤقتا ـ ودخله نور التوحيد المشعّ!.

وإذا تلونا الآية ـ بأنفسنا ـ وأنعمنا النظر فيها بكلّ دقّة وتأمّل وحضور قلب وتصوّرنا أنفسنا أمام النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي جوّ نزول الآيات وبقطع النظر ـ عن اعتقادنا الإسلامي ـ نجد أنفسنا ملزمين على السجود عند تلاوتنا لهذه الآية وأنّ نحني رؤوسنا إجلالا لربّ الجلال!

وليست هذه هي المرّة الاولى التي يترك القرآن بها أثره في قلوب المنكرين ويجذبهم إليه دون اختيارهم ، إذ ورد في قصّة «الوليد بن المغيرة» أنّه لمّا سمع آيات فصّلت وبلغ النّبي (في قوله) إلى الآية :( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ ) قام من مجلسه واهتزّ لها وجاء إلى البيت فظنّ جماعة من المشركين أنّه صبا إلى دين محمّد.

فبناء على هذا ، لا حاجة أن نقول بأنّ جماعة من الشياطين أو جماعة من المشركين الخبثاء حضروا عند النّبي ولمّا سمعوا النّبي يتلو الآية :( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) بسطوا ألسنتهم وقالوا : تلك الغرانيق العلى!! ولذلك انجذب المشركون لهذه الآيات فسجدوا أيضا عند تلاوة النّبي آية السجدة!

٢٨٢

لأنّنا كما أشرنا آنفا في تفسير هذه الآيات. انّ الآيات التي تلت هذه الآيات عنّفت المشركين ولم تدع مجالا للشكّ والتردّد والخطأ لأي أحد (في مفهوم الآية) [لمزيد الإيضاح يراجع تفسير الآيتين ١٩ و٢٠ من هذه السورة].

وينبغي الالتفات أيضا إلى أنّ الآية الآنفة يجب السجود عند تلاوتها ، ولحن الآية التي جاءت مبتدئة بصيغة الأمر ـ والأمر دالّ على الوجوب ـ شاهد على هذا المعنى.

وهكذا فإنّ هذه السورة ثالثة السور الوارد فيها سجود واجب ، أي هي بعد سورة الم السجدة ، وحم السجدة وإن كان بعضهم يرى بأنّ أوّل سورة فيها سجود واجب نزلت على النّبي من الناحية التاريخية ـ هي هذه السورة.

اللهمّ أنر قلوبنا بأنوار معرفتك لئلّا نعبد سواك شيئا ولا نسجد إلّا لك.

اللهمّ إنّ مفاتيح الرحمة والخير كلّها بيد قدرتك ، فارزقنا من خير مواهبك وعطاياك ، أي رضاك يا ربّ العالمين.

اللهمّ ارزقنا بصيرة في العبر ـ لنعتبر بالأمم السالفة وعاقبة ظلمها وأن نحذر الاقتفاء على آثارهم

آمين يا ربّ العالمين.

* * *

انتهت سورة النجّم

٢٨٣
٢٨٤

سورة

القمر

مكّية

وعدد آياتها خمس وخمسون آية

٢٨٥
٢٨٦

«سورة القمر»

محتوى السورة :

تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ والمعاد ، وخصوصا العقوبات التي نزلت بالأمم السالفة ، وذلك نتيجة عنادهم ولجاجتهم في طريق الكفر والظلم والفساد ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاخرى إلى الابتلاء بالعذاب الإلهي الشديد ، وسبّب لهم الدمار العظيم.

ونلاحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى :( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) وذلك بعد كلّ مشهد من مشاهد العذاب الذي يحلّ بالأمم لكي يكون درسا وعظة للمسلمين والكفّار.

ويمكن تلخيص أبحاث هذه السورة في عدّة أقسام هي :

١ ـ تبدأ السورة بالحديث عن قرب وقوع يوم القيامة ، وموضوع شقّ القمر ، وإصرار وعناد المخالفين في إنكار الآيات الإلهيّة.

٢ ـ والقسم الثاني يبحث بتركيز واختصار عن أوّل قوم تمرّدوا على الأوامر الإلهيّة ، وهم قوم نوح ، وكيفيّة نزول البلاء عليهم.

٣ ـ أمّا القسم الثالث فإنّه يتعرّض إلى قصّة قوم «عاد» وأليم العذاب الذي حلّ بهم.

٤ ـ وفي القسم الرابع تتحدّث الآيات عن قوم «ثمود» ومعارضتهم لنبيّهم صالحعليه‌السلام وبيان معجزة الناقة ، وأخيرا ابتلاؤهم بالصيحة السماوية.

٥ ـ تتطرّق الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن قوم «لوط» ضمن بيان واف

٢٨٧

لانحرافهم الأخلاقي ثمّ عن السخط الإلهي عليهم وابتلائهم بالعقاب الرّباني.

٦ ـ وفي القسم السادس تركّز الآيات الكريمة ـ بصورة موجزة ـ الحديث عن آل فرعون ، وما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم وضلالهم.

٧ ـ وفي القسم الأخير تعرض مقارنة بين هذه الأمم ومشركي مكّة ومخالفي الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكّة فيما إذا استمرّوا على عنادهم وإصرارهم في رفض الدعوة الإلهيّة.

وتنتهي السورة ببيان صور ومشاهد من معاقبة المشركين ، وجزاء وأجر المؤمنين والمتّقين.

وسورة القمر تتميّز آياتها بالقصر والقوّة والحركية.

وقد سمّيت هذه السورة بـ (سورة القمر) لأنّ الآية الاولى منها تتحدّث عن شقّ القمر.

فضيلة تلاوة سورة القمر :

ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

«من قرأ سورة اقتربت الساعة في كلّ غبّ بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ، ومن قرأها كلّ ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق»(١) .

ومن الطبيعي أن تكون النورانية التي تتّسم بها هذه الوجوه تعبيرا عن الحالة الإيمانية الراسخة في قلوبهم نتيجة التأمّل والتفكّر في آيات هذه السورة المباركة والعمل بها بعيدا عن التلاوة السطحية الفارغة من التدبّر في آيات الله.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٩ (بداية سورة القمر).

٢٨٨

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) )

التّفسير

شقّ القمر!!

يتناول الحديث في الآية الاولى حادثتين مهمّتين :

أحدهما : قرب وقوع يوم القيامة ، والذي يقترن بأعظم تغيير في عالم الخلق ، وبداية لحياة جديدة في عالم آخر ، ذلك العالم الذي يقصر فكرنا عن إدراكه نتيجة محدودية علمنا واستيعابنا للمعرفة الكونية.

والحادثة الثانية التي تتحدّث الآية الكريمة عنها هي معجزة انشقاق القمر العظيمة التي تدلّل على قدرة البارئعزوجل المطلقة ، وكذلك تدلّ ـ أيضا ـ على صدق دعوة الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال تعالى :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) .

٢٨٩

وجدير بالذكر أنّ سورة النجم التي أنهت آياتها المباركة بالحديث عن يوم القيامة( أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ) تستقبل آيات سورة القمر بهذا المعنى أيضا ، ممّا يؤكّد قرب وقوع اليوم الموعود رغم أنّه عند ما يقاس بالمقياس الدنيوي فقد يستغرق آلاف السنين ويتوضّح هذا المفهوم ، حينما نتصوّر مجموع عمر عالمنا هذا من جهة ، ومن جهة اخرى عند ما نقارن جميع عمر الدنيا في مقابل عمر الآخرة فانّها لا تكون سوى لحظة واحدة.

إنّ اقتران ذكر هاتين الحادثتين في الآية الكريمة : «انشقاق القمر واقتراب الساعة» دليل على قرب وقوع يوم القيامة ، كما ذكر ذلك قسم من المفسّرين حيث أنّ ظهور الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو آخر الأنبياء ـ قرينة على قرب وقوع اليوم المشهود قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بعثت أنا والساعة كهاتين»(١) مشيرا إلى إصبعيه الكريمين.

ومن جهة اخرى ، فإنّ انشقاق القمر دليل على إمكانية اضطراب النظام الكوني ، ونموذج مصغّر للحوادث العظيمة التي تسبق وقوع يوم القيامة في هذا العالم ، حيث اندثار الكواكب والنجوم والأرض يعني حدوث عالم جديد ، استنادا إلى الرّوايات المشهورة التي ادّعى البعض تواترها.

قال ابن عبّاس : اجتمع المشركون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : إن كنت صادقا فشقّ لنا القمر فلقتين ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن فعلت تؤمنون؟» قالوا : نعم ، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله ربّه أن يعطيه ما قالوا ، فانشقّ القمر فلقتين ورسول الله ينادي : «يا فلان يا فلان ، اشهدوا»(٢) .

ولعلّ التساؤل يثار هنا عن كيفية حصول هذه الظاهرة الكونية : (انشقاق هذا الجرم السماوي العظيم) وعن مدى تأثيره على الكرة الأرضية والمنظومة

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٩.

(٢) ذكر في مجمع البيان وكتب تفسير اخرى في هامش تفسير الآية مورد البحث.

٢٩٠

الشمسية ، وكذلك عن طبيعة القوّة الجاذبة التي أعادت فلقتي القمر إلى وضعهما السابق ، وعن كيفيّة حصول مثل هذا الحدث؟ ولماذا لم يتطرّق التاريخ إلى ذكر شيء عنه؟ بالإضافة إلى مجموعة تساؤلات اخرى حول هذا الموضوع والتي سنجيب عليها بصورة تفصيليّة في هذا البحث إن شاء الله.

والنقطة الجديرة بالذكر هنا أنّ بعض المفسّرين الذين تأثّروا بوجهات نظر غير سليمة ، وأنكروا كلّ معجزة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدا القرآن الكريم ، عند ما التفتوا إلى وضوح الآية الكريمة محلّ البحث والرّوايات الكثيرة التي وردت في كتب علماء الإسلام في هذا المجال ، واجهوا عناءا في توجيه هذه المعجزة الربّانية ، وحاولوا نفي الظاهرة الإعجازية لهذا الحادث

والحقيقة أنّ مسألة «انشقاق القمر» كانت معجزة ، والآيات اللاحقة تحمل الدلائل الواضحة على صحّة هذا الأمر كما سنرى ذلك إن شاء الله.

لقد كان جديرا بهؤلاء أن يصحّحوا وجهات نظرهم تلك ، ليعلموا أنّ للرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة أيضا.

وإذا أريد الاستفادة من الآيات القرآنية لنفي المعجزات فإنّها تنفي المعجزات المقترحة من قبل المشركين المعاندين الذين لم يقصدوا قبول دعوة الحقّ من أوّل الأمر ولم يستجيبوا للرسول الأكرم بعد إنجاز المعجز ، لكن المعجزات التي تطلب من الرّسول من أجل الاطمئنان إلى الحقّ والإيمان به كانت تنجز من قبله ، ولدينا دلائل عديدة على هذا الأمر في تأريخ حياة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يقول سبحانه :( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) .

والمراد من قوله تعالى «مستمر» أنّهم شاهدوا من الرّسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة ، وشقّ القمر هو استمرار لهذه المعاجز ، وأنّهم كانوا يبرّرون إعراضهم عن الإيمان وعدم الاستسلام لدعوة الحقّ وذلك بقولهم : إنّ هذه المعاجز كانت «سحر مستمر».

٢٩١

وهنالك بعض المفسّرين من فسّر «مستمر» بمعنى «قوي» كما قالوا : (حبل مرير) أي : محكم ، والبعض فسّرها بمعنى : الطارئ وغير الثابت ، ولكن التّفسير الأنسب هو التّفسير الأوّل.

أمّا قوله تعالى :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) فإنّه يشير إلى سبب مخالفتهم وعنادهم وسوء العاقبة التي تنتظرهم نتيجة لهذا الإصرار.

إنّ مصدر خلاف هؤلاء وتكذيبهم للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو تكذيب معاجزه ودلائله ، وكذلك تكذيب يوم القيامة ، هو اتّباع هوى النفس.

إنّ حالة التعصّب والعناد وحبّ الذات لم تسمح لهم بالاستسلام للحقّ ، ومن جهة اخرى فإنّ المشركين ركنوا للملذّات الرخيصة بعيدا عن ضوابط المسؤولية ، وذلك إشباعا لرغباتهم وشهواتهم ، وكذلك فإنّ تلوّث نفوسهم بالآثام حال دون استجابتهم لدعوة الحقّ ، لأنّ قبول هذه الدعوة يفرض عليهم التزامات ومسئوليات الإيمان والاستجابة للتكاليف

نعم إنّ هوى النفس كان وسيبقى السبب الرئيسي في إبعاد الناس عن مسير الحقّ

وبالنسبة لقوله تعالى :( وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) ، يعني أنّ كلّ إنسان يجازى بعمله وفعله ، فالصالحون سيكون مستقرّهم صالحا ، والأشرار سيكون مستقرّهم الشرّ.

ويحتمل أن يكون المراد في هذا التعبير هو أنّ كلّ شيء في هذا العالم لا يفنى ولا يزول ، فالأعمال الصالحة أو السيّئة تبقى مع الإنسان حتّى يرى جزاء ما فعل.

ويحتمل أن يكون تفسير الآية السابقة أنّ الأكاذيب والاتّهامات لا تقوى على الاستمرار الأبدي في إطفاء نور الحقّ والتكتّم عليه ، حيث إنّ كلّ شيء (خير أو شرّ) يسير بالاتّجاه الذي يصبّ في المكان الملائم له ، حيث إنّ الحقّ سيظهر وجهه الناصح مهما حاول المغرضون إطفاءه ، كما أنّ وجه الباطل القبيح سيظهر قبحه كذلك ، وهذه سنّة إلهيّة في عالم الوجود.

٢٩٢

وهذه التفاسير لا تتنافى فيما بينها ، حيث يمكن جمعها في مفهوم هذه الآية الكريمة.

* * *

بحوث

١ ـ شقّ القمر معجزة كبيرة للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص السطحيين يصرّون على إخراج هذا الحادث من حالة الإعجاز ، حيث قالوا : إنّ الآية الكريمة تحدّثنا فقط عن المستقبل وعن أشراط الساعة ، وهي الحوادث التي تسبق وقوع يوم القيامة

لقد غاب عن هؤلاء أنّ الأدلّة العديدة الموجودة في الآية تؤكّد على حدوث هذه المعجزة ، ومن ضمنها ذكر الفعل (انشقّ) بصيغة الماضي ، وهذا يعني أنّ (أشقّ القمر) شيء قد حدث كما أنّ قرب وقوع يوم القيامة قد تحقّق ، وذلك بظهور آخر الأنبياء محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

بالإضافة إلى ذلك ، إن لم تكن الآية قد تحدّثت عن وقوع معجزة ، فلا يوجد أي تناسب أو انسجام بينها وبين ما ورد في الآية اللاحقة حول افترائهم على الرّسول بأنّه (ساحر) وكذلك قوله :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ) والتي تخبر الآية هنا عن تكذيبهم للرسالة والرّسول ومعاجزه.

إضافة إلى ذلك فإنّ الرّوايات العديدة المذكورة في الكتب الإسلامية ، والتي بلغت حدّ التواتر نقلت وقوع هذه المعجزة ، وبذلك أصبحت غير قابلة للإنكار.

ونشير هنا إلى روايتين منها :

الاولى : أوردها الفخر الرازي أحد المفسّرين السنّة ، والاخرى للعلّامة الطبرسي أحد المفسّرين الشيعة.

يقول الفخر الرازي : «والمفسّرون بأسرهم على أنّ المراد أنّ القمر انشقّ

٢٩٣

وحصل فيه الإنشقاق ، ودلّت الأخبار على حديث الإنشقاق ، وفي الصحيح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة والقرآن أدلّ دليل وأقوى مثبت له وإمكانه لا يشكّ فيه ، وقد أخبر عنه الصادق فيجب إعتقاد وقوعه»(١) .

أمّا عن نظرية بطليموس والقائلة بأنّ (الأفلاك السماوية ليس بإمكانها أن تنفصل أو تلتئم) فإنّها باطلة وليس لها أي أساس أو سند علمي ، حيث إنّه ثبت من خلال الأدلّة العقليّة أنّ انفصال الكواكب في السماء أمر ممكن.

ويقول العلّامة الطبرسي في (مجمع البيان) : لقد أجمع المفسّرون والمحدّثون سوى عطاء والحسين والبلخي الذين ذكرهم ذكرا عابرا ، أنّ معجزة شقّ القمر كانت في زمن الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ونقل أنّ حذيفة ـ وهو أحد الصحابة المعروفين ـ ذكر قصّة شقّ القمر في جمع غفير في مسجد المدائن ولم يعترض عليه أحد من الحاضرين ، مع العلم أنّ كثيرا منهم قد عاصر زمن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ونقل هذا الحديث في هامش الآية المذكورة في الدرّ المنثور والقرطبي).

وممّا تقدّم يتّضح جيّدا أنّ مسألة شقّ القمر أمر غير قابل للإنكار ، سواء من الآية نفسها والقرائن الموجودة فيها ، أو من خلال الأحاديث والرّوايات ، أو أقوال المفسّرين ، ومن الطبيعي أن تطرح أسئلة اخرى حول الموضوع سنجيب عنها إن شاء الله فيما بعد.

٢ ـ مسألة شقّ القمر والعلم الحديث :

السؤال المهمّ المطروح في هذا البحث هو : هل أنّ الأجرام السماوية يمكنها أن تنفصل وتنشقّ؟ وما موقف العلم الحديث من ذلك؟

__________________

(١) التّفسير الكبير ، الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٨ ، أوّل سورة القمر.

٢٩٤

وللإجابة على هذا السؤال وبناء على النتائج التي توصّل إليها العلماء الفلكيون ، فإنّ مثل هذا الأمر في نظرهم ليس بدرجة من التعقيد بحيث يستحيل تصوّره إنّ الاكتشافات العلمية التي توصّل إليها الباحثون تؤكّد أنّ مثل هذه الحوادث مضافا إلى أنّها ليست مستحيلة فقد لوحظت نماذج عديدة من هذا القبيل ولعدّة مرّات مع اختلاف العوامل المؤثّرة في كلّ حالة.

وبعبارة اخرى : فقد لوحظ أنّ مجموعة انفجارات وانشقاقات قد وقعت في المنظومة الشمسية ، بل في سائر الأجرام السماوية.

ويمكن ذكر بعض النماذج كشواهد على هذه الظواهر

أ ـ ظهور المنظومة الشمسية :

إنّ هذه النظرية المقبولة لدى جميع العلماء تقول : إنّ جميع كرات المنظومة الشمسية كانت في الأصل جزءا من الشمس ثمّ انفصلت عنها ، حيث أصبحت كلّ واحدة منها تدور في مدارها الخاصّ بها غاية الأمر هناك كلام في السبب لهذا الانفصال

يعتقد (لا پلاس) أنّ العامل المسبّب لانفصال القطع الصغيرة من الشمس هي : (القوّة الطاردة) التي توجد في المنطقة الإستوائية لها ، حيث أنّ الشمس كانت تعتبر ولحدّ الآن كتلة ملتهبة ، وضمن دورانها حول نفسها فإنّ السرعة الموجودة في المنطقة الإستوائية لها تسبّب تناثر بعض القطع منها في الفضاء ممّا يجعل هذه القطع تدور حول مركزها الأصلي (الشمس).

ولكن العلماء الذين جاءوا بعد (لا پلاس) توصّلوا من خلال تحقيقاتهم إلى فرضية اخرى تقول : إنّ السبب الأساس لحدوث الانفصال في الأجرام السماوية عن الشمس هو حالة المدّ والجزر الشديدين التي حدثت على سطح الشمس نتيجة عبور نجمة عظيمة بالقرب منها.

٢٩٥

الأشخاص المؤيّدون لهذه النظرية الذين يرون أنّ الحركة الوضعية للشمس في ذلك الوقت لا تستطيع أن تعطي الجواب الشافعي لأسباب هذا الانفصال ، قالوا : إنّ حالة المدّ والجزر الحاصلة في الشمس أحدثت أمواجا عظيمة على سطحها. كما في سقوط حجر كبير في مياه المحيط ، وبسبب ذلك تناثرت قطع من الشمس الواحدة تلو الاخرى إلى الخارج ، ودارت ضمن مدار الكرة الامّ (الشمس).

وعلى كلّ حال فإنّ العامل المسبّب لهذا الانفصال أيّا كان لا يمنعنا من الإعتقاد أنّ ظهور المنظومة الشمسية كان عن طريق الإنشقاق والانفصال.

ب ـ (الأستروئيدات):

الأستروئيدات : هي قطع من الصخور السماوية العظيمة تدور حول المنظومة الشمسية ، ويطلق عليها في بعض الأحيان بـ (الكرات الصغيرة) و (شبه الكواكب السيارة) يبلغ قطر كبراها (٢٥) كم ، لكن الغالبية منها أصغر من ذلك.

ويعتقد العلماء أنّ «الأستروئيدات» هي بقايا كوكب عظيم كان يدور في مدار بين مداري المريخ والمشتري تعرّض إلى عوامل غير واضحة ممّا أدّى إلى انفجاره وتناثره.

لقد ثمّ اكتشاف ومشاهدة أكثر من خمسة آلاف من (الأستروئيدات) لحدّ الآن ، وقد تمّ تسمية عدد كثير من هذه القطع الكبيرة ، وتمّ حساب حجمها ومقدار ومدّة حركتها حول الشمس ، ويعلّق علماء الفضاء أهميّة بالغه على الأستروئيدات ، حيث يعتقدون أنّ بالإمكان الاستفادة منها في بعض الأحيان كمحطّات للسفر إلى المناطق الفضائية النائية.

كان هذا نموذج آخر لانشقاق الأجرام السماوية.

٢٩٦

ج ـ الشهب :

الشهب : أحجار سماوية صغيرة جدّا ، حتّى أنّ البعض منها لا يتجاوز حجم (البندقة) ، وهي تسير بسرعة فائقة في مدار خاصّ حول الشمس وقد يتقاطع مسيرها مع مدار الأرض أحيانا فتنجذب إلى الأرض ، ونظرا لسرعتها الخاطفة التي تتميّز بها ـ تصطدم بشدّة مع الهواء المحيط بالأرض ، فترتفع درجة حرارتها بشدّة فتشتعل وتتبيّن لنا كخطّ مضيء وهّاج بين طبقات الجوّ ويسمّى بالشهاب.

وأحيانا نتصوّر أنّ كلّ واحدة منها تمثّل نجمة نائية في حالة سقوط ، إلّا أنّها في الحقيقة عبارة عن شهاب صغير مشتعل على مسافة قريبة يتحوّل فيما بعد إلى رماد.

ويلتقي مداري الشهب والكرة الأرضية في نقطتين هما نقطتا تقاطع المدارين وذلك في شهري (آب وكانون الثاني) حيث يصبح بالإمكان رؤية الشهب بصورة أكثر في هذين الشهرين.

ويقول العلماء : إنّ الشهب هي بقايا نجمة مذنّبة انفجرت وتناثرت أجزاؤها بسبب جملة عوامل غير واضحة وهذا نموذج آخر من الإنشقاق في الأجرام السماوية.

وعلى كلّ حال ، فإنّ الإنفجار والإنشقاق في الكرات السماوية ليس بالأمر الجديد ، وليس بالأمر المستحيل من الناحية العلمية ، ومن هنا فلا معنى حينئذ للقول بأنّ الإعجاز لا يمكن أن يتعلّق بالحال.

هذا كلّه عن مسألة الإنشقاق.

أمّا موضوع رجوع القطعتين المنفصلتين إلى وضعهما الطبيعي السابق تحت تأثير قوى الجاذبية التي تربط القطعتين فهو الآخر أمر ممكن.

ورغم أنّ الإعتقاد السائد قديما في علم الهيئة القديم طبق نظرية (بطليموس) واعتقاده بالأفلاك التسعة التي هي بمثابة قشور البصل في تركيبها ـ الواحدة على

٢٩٧

الاخرى ـ فأيّ جسم لا يستطيع أن يخترقها صعودا أو نزولا ، ولذلك فانّ أتباع هذه النظرية ينكرون المعراج الجسماني واختراقه للأفلاك التسعد ، كما أنّه لا يمكن وفقا لهذه النظريات انشقاق القمر ، ومن ثمّ التئامه ، ولذلك أنكروا مسألة شقّ القمر ، ولكن اليوم أصبحت فرضية (بطليموس) أقرب للخيال والأساطير منها للواقع ، ولم يبق أثر للأفلاك التسعة ، وأصبحت الأجواء لا تساعد لتقبّل مثل هذه الآراء.

وغني عن القول أنّ ظاهرة شقّ القمر كانت معجزة ، ولذا فإنّها لم تتأثّر بعامل طبيعي اعتيادي ، والشيء الذي يراد توضيحه هنا هو بيان إمكانية هذه الحادثة ، لأنّ المعجزة لا تتعلّق بالأمر المحال.

٣ ـ شقّ القمر تاريخيّا :

لقد طرح البعض من غير المطّلعين إشكالا آخر على مسألة شقّ القمر ، حيث ذكروا أنّ مسألة شقّ القمر لها أهميّة بالغة ، فإذا كانت حقيقيّة فلما ذا لم تذكر في كتب التأريخ؟

ومن أجل أن تتوضّح أهميّة هذا الإشكال لا بدّ من الإلمام والدراسة الدقيقة لمختلف جوانب هذا الموضوع ، وهو كما يلي :

أ ـ يجب الالتفات إلى أنّ القمر يرى في نصف الكرة الأرضية فقط ، وليس في جميعها ، ولذا فلا بدّ من إسقاط نصف مجموع سكّان الكرة الأرضية من إمكانية رؤية حادثة شقّ القمر وقت حصولها.

ب ـ وفي نصف الكرة الأرضية التي يرى فيها القمر فإنّ أكثر الناس في حالة سبات وذلك لحدوث هذه الظاهرة بعد منتصف الليل.

ج ـ ليس هنالك ما يمنع من أن تكون الغيوم قد حجبت قسما كبيرا من السماء ، وبذلك يتعذّر رؤية القمر لسكّان تلك المناطق.

٢٩٨

د ـ إنّ الحوادث السماوية التي تلفت انتباه الناس تكون غالبا مصحوبة بصوت أو عتمة كما في الصاعقة التي تقترن بصوت شديد أو الخسوف والكسوف الكليين الذي يقترن كلّ منها بانعدام الضوء تقريبا ولمدّة طويلة.

لذلك فإنّ الحالات التي يكون فيها الخسوف جزئيا أو خفيفا نلاحظ أنّ الغالبية من الناس لم تحط به علما ، اللهمّ إلّا عن طريق التنبيه المسبق عنه من قبل المنجّمين ، بل يحدث أحيانا خسوف كلّي وقسم كبير من الناس لا يعلمون به.

لذا فإنّ علماء الفلك الذين يقومون بر صد الكواكب أو الأشخاص الذين يتّفق وقوع نظرهم في السماء وقت الحادث هم الذين يطّلعون على هذا الأمر ويخبرون الآخرين به.

وبناء على هذا ونظرا لقصر مدّة المعجزة (شقّ القمر) فلن يكون بالمقدور أن تلفت الأنظار إليها على الصعيد العالمي ، خصوصا وأنّ غالبية الناس في ذلك الوقت لم تكن مهتّمة بمتابعة الأجرام السماوية.

ه ـ وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الوسائل المستخدمة في تثبيت نشر الحوادث التأريخية في ذلك الوقت ، ومحدودية الطبقة المتعلّمة ، وكذلك طبيعة الكتب الخطيّة التي لم تكن بصورة كافية كما هو الحال في هذا العصر حيث تنشر الحوادث المهمّة بسرعة فائقة بمختلف الوسائل الإعلامية في كلّ أنحاء العالم عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحف كلّ هذه الأمور لا بدّ من أخذها بنظر الإعتبار في محدودية الاطلاع على حادثة (شقّ القمر).

ومع ملاحظة هذا الأمر والأمور الاخرى السابقة فلا عجب أبدا من عدم تثبيت هذه الحادثة في التواريخ غير الإسلامية ، ولا يمكن اعتبار ذلك دليلا على نفيها.

٢٩٩

٤ ـ تأريخ وقوع هذه المعجزة :

من الواضح أنّه لا خلاف بين المفسّرين ورواة الحديث حول حدوث ظاهرة شقّ القمر في مكّة وقبل هجرة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكن الذي يستفاد من بعض الرّوايات هو أنّ حدوث هذا الأمر كان في بداية بعثة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) . في حين يستفاد من البعض الآخر أنّ حدوث هذا الأمر قد وقع قرب هجرة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي آخر عهده بمكّة ، وكان استجابة لطلب جماعة قدموا من المدينة لمعرفة الحقّ وأتباعه ، إذ أنّهم بعد رؤيتهم لهذه المعجزة آمنوا وبايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العقبة(٢) .

ونقرأ في بعض الرّوايات أيضا أنّ سبب اقتراح شقّ القمر كان من أجل المزيد من الاطمئنان بمعاجز الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنّها لم تكن سحرا لأنّ السحر عادة يكون في الأمور الأرضية(٣) . ومع ذلك فإنّ قسما من المتعصّبين والمعاندين لم يؤمنوا برغم مشاهدتهم لهذا الإعجاز ، وتتعلّلوا بأنّهم ينتظرون قوافل الشام واليمن ، فإنّ أيّدوا هذا الحادث ورؤيتهم له آمنوا ومع إخبار المسافرين لهم بذلك ، إلّا أنّهم بقوا مصرّين على الكفر رافضين للإيمان(٤) .

والنقطة الأخيرة الجديرة بالذكر أنّ هذه المعجزة العظيمة والكثير من المعاجز الاخرى ذكرت في التواريخ والرّوايات الضعيفة مقترنة ببعض الخرافات والأساطير ، ممّا أدّى إلى حصول تشويش في أذهان العلماء بشأنها ، كما في نزول قطعة من القمر إلى الأرض. لذا فإنّ من الضروري فصل هذه الخرافات وعزلها بدقّة وغربلة الصحيح من غيره ، حتّى تبقى الحقائق بعيدة عن التشويش ومحتفظة بمقوّماتها الموضوعية.

* * *

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٤ حديث (٨).

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٢ حديث (١).

(٣) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٥ حديث (١٠).

(٤) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٢٣.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

783 ـ الحسن بن عمر بن يزيد :

ضا (1) . وربما يوجد بعده بياض بقدر كلمة.

وفيد : ابن عمر بن يزيد وأخوه الحسينضا ،جخ ثقتان(2) ، انتهى.

وهذا ربما أومى إلى أنّ البياض موضع : ثقة ، والله العالم.

وفيتعق : في النقد : لم أجده فيجخ وغيره ، نعم وثّق الحسين عند ذكر أصحاب الرضاعليه‌السلام (3) .

وفي الوجيزة لم يذكر إلاّ الحسين(4) (5) .

أقول : الحسن بن عمر بن يزيد موجود في نسختين عندي منجخ فيضا إلاّ أنّه بلا توثيق ولا بياض بعده ، والحسين مذكور فيه بعد أسامي ستّة موثّقا(6) .

وفي الحاوي أيضا لم يذكر إلاّ الحسين(7) . فالرجل مجهول ، وتوثيق د لم نر له مأخذا.

784 ـ الحسن بن عنبسة الصوفي :

كوفي ، ثقة ،صه (8) .

وفيست بعد الصوفي : له نوادر ، رويناها بالإسناد الأوّل ، عن حميد ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 372 / 14 ، وفيه : الحسن بن يزيد.

(2) رجال ابن داود : 77 / 449 و 450.

(3) نقد الرجال : 96 / 123.

(4) الوجيزة : 197 / 574.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 107.

(6) رجال الشيخ : 373 / 21.

(7) حاوي الأقوال : 57 / 205.

(8) الخلاصة : 43 / 39.

٤٤١

عنه(1) .

والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن الأنباري. إلى آخره(2) .

وفيلم : ابن عنبسة العوفي ، روى عنه حميد بن زياد(3) . ولعلّ العوفي سهو من الناسخ.

وفيجش الحسين في موضعين كما رأينا ويأتي ، لكنّ الظاهر أنّ أحدهما الحسن ، حيث صرّح به في آخر السند ، فإنّه قال : الحسين بن عنبسة الصوفي كوفي ثقة ، له كتاب نوادر ، أحمد بن عبد الواحد ، عن عليّ ابن حبشي ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن عنبسة(4) .

وأمّا الثاني فقد صرّح بالحسين في الأوّل والآخر ، لكن ذكر رواية حميد عنه كتابه نوادر(5) ، فيحتمل الاتّحاد والله العالم.

أقول : الظاهر أنّ نسختهرحمه‌الله كانت مغلطة ، فإنّ في نسختين عندي منجش ، ونقله في النقد(6) والحاوي(7) بل هو نفسه في المتوسّط(8) : الحسن ـ مكبّرا ـ موثّقا كما ذكر ، والحسين بلا توثيق كما يأتي. واحتملا الاتّحاد أيضا.

وفي الوجيزة أيضا لم يذكر إلاّ الحسن مكبّرا موثّقا(9) .

__________________

(1) الفهرست : 50 / 179.

(2) الفهرست : 50 / 177.

(3) رجال الشيخ : 464 / 17.

(4) رجال النجاشي : 61 / 142 ، وفيه الحسن أوّلا وآخرا.

(5) رجال النجاشي : 67 / 158.

(6) نقد الرجال : 96 / 124.

(7) حاوي الأقوال : 47 / 163.

(8) الوسيط : 60.

(9) الوجيزة : 190 / 511.

٤٤٢

على أنّه سيصرّح في ترجمة الحسين بأنّه تقدّم عنجش الحسن ، من غير نقل مخالفة أصلا ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عنبسة الثقة ، عنه حميد بن زياد(1) .

785 ـ الحسن بن عيسى :

أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني ، له كتب ، لم(2) .

وسبق : ابن أبي عقيل ، وابن علي بن أبي عقيل.

786 ـ الحسن بن الفضل اليماني :

غير مذكور في الكتابين.

ومرّ في المقدّمة الأولى أنّه ممّن رأى القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته(3) .

وفي كمال الدين رواية طويلة تدلّ على جلالته وأنّ الإمامعليه‌السلام بعث إليه بثوبين ليحرم فيهما وأرسل له طيبا ، فنفرت ناقته وسقطت الصرّة التي فيها الطيب ، ولما وافى مكّة رآها في عيبته ؛ وفي آخرها : حدّثني الحسن أنّه وقف في هذه السنة على عشر دلالات(4) .

787 ـ الحسن بن القاسم بن العلاء :

غير مذكور في الكتابين.

وفي كتاب الغيبة للشيخرحمه‌الله : محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين ابن عبيد الله ، عن محمّد بن أحمد الصفواني. إلى أن قال : التفت القاسم إلى ابنه الحسن فقال له : إنّ الله منزّلك منزلة ومرتّبك مرتبة فأقبلها بشكر ، فقال له‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 40.

(2) رجال الشيخ : 471 / 53.

(3) مرّ في المقدّمة الثانية.

(4) كمال الدين 2 : 490 / 13.

٤٤٣

الحسن : يا أبة ، قد قبلتها. إلى أن قال : فرفع القاسم يده إلى السماء وقال : اللهمّ ألهم الحسن طاعتك وجنّبه معصيتك ، ثلاث مرّات. إلى أن قال : وكان فيما أوصى الحسن أن قال : يا بني ، إن وهّلت(1) لهذا الأمر ـ يعني الوكالة لمولانا ـ فيكون قوتك من نصف ضيعتي. إلى أن قال : فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولاناعليه‌السلام في آخره دعاء « ألهمك الله طاعته وجنّبك معصيته » وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه ، وكان آخره : قد جعلنا أباك إماما لك وفعاله لك مثالا(2) ، انتهى.

ويأتي بعضه إن شاء الله في أبيه.

788 ـ الحسن بن قدامة :

بالقاف المضمومة ، الكناني الحنفي ، يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، كان ثقة ، وتأخّر موته ،صه (3) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : محمّد بن الحسين الحضرمي ، عنه(4) .

أقول : فيمشكا : ابن قدامة الثقة ، عنه محمّد بن الحسين الحضرمي(5) .

789 ـ الحسن بن مالك القمّي :

من أصحاب أبي الحسن الثالث الهاديعليه‌السلام ، ثقة ،صه (6) .

وبخطّشه : في بعض نسخجخ : الحسين ـ بالياء(7) ـ ، واختارهد

__________________

(1) في المصدر : أهّلت.

(2) الغيبة : 314 / 263.

(3) الخلاصة : 42 / 24.

(4) رجال النجاشي : 47 / 98.

(5) هداية المحدّثين : 40.

(6) الخلاصة : 39 / 6.

(7) رجال الشيخ : 413 / 8.

٤٤٤

ونسب ما هنا إلى الاشتباه(1) . والذي وجدته بخطّطس من كتابجخ : الحسن ـ بغير الياء ـ كما ذكره المصنّف(2) ، انتهى.

والذي وجدته بالياء ، ويأتي.

وفيتعق : في الوجيزة والبلغة أيضا بالياء(3) . وفي النقد : وكذا في التهذيب في باب الوصايا(4) وفي باب الرجوع عن النكاح(5) (6) .

أقول : في نسختين عندي منجخ أيضا بالياء.

وفي الحاوي : الذي وجدناه من النسخ لكتاب الشيخ : الحسين ـ بالياء(7) ـ ، انتهى.

والظاهر أنّ نسخة العلاّمةرحمه‌الله هي نسخةطس كما يظهر لمن تدبّر.

وفيمشكا : ابن مالك الثقة القمّي ، عنه عبد الله بن جعفر الحميري(8) .

790 ـ الحسن بن متّيل :

بالميم المفتوحة والمثنّاة من فوق المشدّدة والتحتانية ، وجه من وجوه‌

__________________

(1) رجال ابن داود : 81 / 493.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 22.

(3) الوجيزة : 197 / 579 ، بلغة المحدّثين : 352 / 15.

(4) بل في باب وصايا الكافي لا التهذيب ، الكافي 7 : 60 / 13.

(5) التهذيب 9 : 189 / 758 و 759 ، في باب الرجوع في الوصية ، ونقد الرجال : 109 / 114.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 107.

(7) حاوي الأقوال : 50 / 176.

(8) هداية المحدّثين : 40.

٤٤٥

أصحابنا ، كثير الحديث ، له كتاب نوادر ،صه (1) ،جش إلاّ الترجمة(2) . وكذا بعض نسخست (3) .

وفي د : ابن متّيل ، بضمّ الميم(4) .

وفيلم : ابن متّيل القمّي ، روى عنه ابن الوليد(5) .

ويفهم من تصحيح العلاّمة طريق الصدوق إلى جعفر بن ناجية(6) توثيقه ، وهو الحقّ إن شاء الله.

وفيتعق : وإلى غيره أيضا(7) ، ومرّ حاله في الفوائد.

( والعجب منهرحمه‌الله ومن البلغة أنّهما ربما يرضيان بالاستفادة وربما يتأمّلان )(8) .

وفي مزار التهذيب : عن ابن الوليد ، عن الحسن بن متّيل الدقاق وغيره من الشيوخ(9) ، انتهى. وكأنّه شيخ ابن الوليد(10) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح ، وصحّح العلاّمة حديثه(11) .

وذكره في الحاوي في الحسان وقال : إنّ العلاّمة وصف حديثه‌

__________________

(1) الخلاصة : 42 / 27.

(2) رجال النجاشي : 49 / 103.

(3) الفهرست : 53 / 199.

(4) رجال ابن داود : 77 / 453.

(5) رجال الشيخ : 469 / 43.

(6) الخلاصة : 280 ، الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 121.

(7) كطريقه إلى الحسن بن السري ، الخلاصة : 278 ، ويعقوب بن شعيب : 279.

(8) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(9) التهذيب 6 : 42 / 86.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 107.

(11) الوجيزة : 190 / 515.

٤٤٦

بالصحّة في أسانيد الفقيه(1) ، انتهى.

وفيضح أيضا ضبطه بفتح الميم كما فيصه (2) .

وفيمشكا : ابن متّيل الممدوح الموثوق به ، عنه ابن الوليد(3) .

791 ـ الحسن بن محبوب :

السرّاد ـ ويقال له : الزرّاد ـ يكنّى أبا علي ، مولى بجيلة ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عن ستّين رجلا من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان جليل القدر ، يعدّ في الأركان الأربعة في عصره ،ست (4) .

صه إلاّ الرواية عن الستّين ، وزاد نقل حكاية إجماع العصابة. ثمّ قال : ومات الحسن بن محبوبرحمه‌الله في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة(5) .

وزادست على ما مرّ : له كتب كثيرة ، منها : كتاب المشيخة ، وكتاب النوادر نحو ألف ورقة ، وله كتاب العتق رواه أحمد بن محمّد بن عيسى ، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ابن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق ومعاوية بن حكيم وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه.

وأخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن عبيد الله ، عنه.

__________________

(1) حاوي الأقوال : 182 / 913.

(2) إيضاح الاشتباه : 145 / 173.

(3) هداية المحدّثين : 40.

(4) الفهرست : 46 / 161.

(5) الخلاصة : 37 / 1 ، وزاد بعد كلمة ثقة : عين.

٤٤٧

والحسين بن عبد الملك الأودي(1) ، عنه بكتاب المشيخة.

وله كتاب المزاح(2) ، يونس بن علي العطّار ، عنه به.

وفيظم : مولى ثقة(3) .

وفيضا : مولى لبجيلة ، كوفيّ ثقة(4) .

وفيكش : أحمد بن علي القمّي السلولي ، عن الحسن بن خرزاذ ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : إنّ الحسن بن محبوب الزرّاد أتانا(5) برسالة؟ قال : صدق ، لا تقل : الزرّاد ، بل قل : السرّاد ، إنّ الله تعالى يقول :( وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ) (6) .

قال نصر بن الصباح : ابن محبوب لم يكن يروي عن ابن فضّال بل هو أقدم من ابن فضّال وأسن ، وأصحابنا يتّهمون ابن محبوب في روايته عن ابن أبي حمزة ؛ وسمعت ـ أنا ـ أصحابنا : أنّ محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكلّ حديث يكتبه عن عليّ بن رئاب درهما واحدا(7) .

وفيتعق : قوله : عن الحسين بن عبد الملك ، هكذا هنا ، وربما ورد كذلك في الأخبار أيضا(8) ، والظاهر أنّه أحمد بن الحسين(9) ووقع سقط كما‌

__________________

(1) في المصدر : الأزدي ، الأودي ( خ ل ).

(2) في المصدر : المراح ، المزاح ( خ ل ).

(3) رجال الشيخ : 347 / 9.

(4) رجال الشيخ : 372 / 11 ، وفيه : مولى بجيلة.

(5) في المصدر زيادة : عنك.

(6) سبأ : 11.

(7) رجال الكشّي : 585 / 1095.

(8) التهذيب 1 : 30 / 80.

(9) ورد في التهذيب 1 : 169 / 482.

٤٤٨

يظهر من ملاحظة ترجمة أحمد(1) .

وقوله : وأصحابنا يتّهمون ، مرّ في أحمد بن محمّد بن عيسى أنّه توقّف من الرواية عنه لذلك ثمّ تاب(2) . ولعلّ سبب التهمة أنّ وفاة أبي حمزة(3) كانت سنة خمسين ومائة وبملاحظة سنّ الحسن يظهر أنّ تولّد الحسن كان قبل وفاته بسنة ، وربما يظهر من ترجمة أحمد أنّ تهمته لروايته عنه في صغر سنّه ؛ وعلى تقدير صحّة التواريخ ظاهر أنّ روايته عن كتابه ، وهذا ليس بفسق ولا منشأ للتهمة ، بل لا يجوز الاتّهام بأمثاله سيّما مثل الحسن الثقة الجليل ، وكذا الحال في الأخذ في صغر السن ، ولذلك ندم أحمد وتاب ، على أنّ الظاهر من أحوال أكثر المشايخ الرواية عن الكتاب ، وورد النصّ بذلك عن الأئمّةعليهم‌السلام (4) .

أقول : فيمشكا : ابن محبوب الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم ، ومعاوية بن حكيم ، والهيثم بن أبي مسروق ، وجعفر بن عبد الله(5) ، ويونس بن علي العطّار ، والحسين بن عبد الملك ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وعليّ بن مهزيار ، وموسى بن القاسم ، والعبّاس بن معروف ، وسهل بن زياد.

وهو عن شهاب بن عبدربّه ، وعن عليّ بن أبي حمزة البطائني كما‌

__________________

(1) راجع رجال الشيخ : 453 / 89.

(2) مرّ عن رجال النجاشي : 81 / 198.

(3) لا يخفى أنّ الذي تقدّم لروايته عن ابن أبي حمزة.

وذهب البعض إلى أنّه علي بن أبي حمزة البطائني الواقفي ، ووجه التهمة حينئذ أنّ ابن محبوب أجلّ من أن يروي عن البطائني فإنّه واقفي خبيث ردي‌ء معاند للإمام الرضا عليه‌السلام ، كما ذهب إلى هذا الرأي القهبائي وغيره ، راجع مجمع الرجال : 1 / 161.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 108.

(5) في المصدر : عبيد الله ، عبد الله ( خ ل ).

٤٤٩

أورده في الفقيه(1) (2) .

792 ـ الحسن بن محمّد :

أبو علي القطّان الكوفي ، قال ابن عقدة : قال عليّ بن الحسن بن فضّال : إنّه ثقة ، والكلام فيه كالسابق ،صه (3) . والسابق : ابن سيف.

وفيق : أسند عنه(4) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(5) . وليس ببعيد لما مرّ في الفوائد(6) .

793 ـ الحسن بن محمّد بن أحمد :

ابن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، يكنّى أبا محمّد ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثلاثمائة وأربع وثلاثين وما بعدها ، وكان ينزل بالرميلة ببغداد ، وله منه إجازة ، لم(7) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أحمد ، عنه التلعكبري(8) .

794 ـ الحسن بن محمّد بن أحمد :

الحذاء النيسابوري ، يكنّى أبا محمّد ، روى عنه التلعكبري وله منه اجازة ،لم (9) .

__________________

(1) الفقيه 4 : 107 / 360.

(2) هداية المحدّثين : 40.

(3) الخلاصة : 45 / 50.

(4) رجال الشيخ : 167 / 35.

(5) الوجيزة : 191 / 517.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 108.

(7) رجال الشيخ : 464 / 22 ، وفيه : وسمع منه سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

(8) هداية المحدّثين : 192.

(9) رجال الشيخ : 468 / 36.

٤٥٠

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أحمد الحذاء ، عنه التلعكبري(1) .

795 ـ الحسن بن محمّد بن أحمد :

الصفّار البصري ، أبو علي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن الحسن بن سماعة ، ومحمّد بن تسنيم وعبّاد الرواجني ومحمّد بن الحسين ومعاوية بن حكيم ، له كتاب دلائل خروج القائمعليه‌السلام وملاحم ،صه (2) ،جش (3) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أحمد الصفّار الثقة ، يروي عن الحسن بن سماعة ، ومحمّد بن تسنيم ، وعبّاد الرواجني ، ومحمّد بن الحسين(4) .

796 ـ الحسن بن محمّد بن بابا :

غال ،كر (5) . وزاددي : القمّي(6) .

وزادصه : ذكر أبو محمّد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذّابين المشهورين ابن بابا القمّي(7) .

وفيكش : قال نصر بن الصباح : الحسن بن محمّد المعروف بابن بابا ومحمّد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة عليّ بن محمّد العسكريعليه‌السلام .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 192.

(2) الخلاصة : 42 / 25.

(3) رجال النجاشي : 48 / 101.

(4) هداية المحدّثين : 192.

(5) رجال الشيخ : 430 / 10.

(6) رجال الشيخ : 414 / 21.

(7) الخلاصة : 212 / 6.

٤٥١

وذكر أبو محمّد الفضل بن شاذان إليّ(1) في بعض كتبه أنّ من الكذّابين المشهورين ابن بابا القمّي(2) .

وفي فارس بن حاتم(3) ومحمّد بن نصير له ذكر ، فلاحظ.

797 ـ الحسن بن محمّد بن بندار :

غير مذكور في الكتابين.

وفي المجمع في ترجمة محمّد بن أورمة هكذا : قد حدّثني الحسن ابن محمّد بن بندار القمّيرحمه‌الله (4) . وناهيك مدحا استنادغض إلى قوله وترحّمه عليه. قال :

ويظهر منجش أيضا أنّه من الشيوخ المعتبرين من بلدة قم(5) ، انتهى.

والظاهر أنّه والد الحسين بن الحسن بن بندار(6) الآتي ، فلاحظ.

798 ـ الحسن بن محمّد بن جمهور :

العمّي ، أبو محمّد ، بصري ، ثقة في نفسه ، ينسب إلى بني العم من تميم ، يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، ذكره أصحابنا بذلك وقالوا : كان أوثق من أبيه ،صه (7) .

وزادجش : وأصلح ، له كتاب الواحدة ، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد‌

__________________

(1) إليّ ، لم ترد في المصدر.

(2) رجال الكشّي : 520 / 999.

(3) رجال الكشّي : 528 / 1011.

(4) مجمع الرجال : 5 / 160 ، نقلا عن غض.

(5) مجمع الرجال : 2 / 147.

(6) في نسخة « م » : البندار.

(7) الخلاصة : 43 / 40.

٤٥٢

وغيره ، عن أبي طالب الأنباري ، عن الحسن بالواحدة(1) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن جمهور ، عنه أبو طالب الأنباري(2) .

799 ـ الحسن بن محمّد بن الحسن :

الطوسيرحمه‌الله ، غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : الشيخ الجليل أبو علي الحسن ابن الشيخ الجليل الموفق أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، فقيه ثقة عين ، قرأ على والده جميع تصانيفه ، أخبرني الوالد عنهرحمهم‌الله (3) .

وقال المقدّس التقيرحمه‌الله : الحسن بن محمّد بن الحسن أبو علي نجل شيخ الطائفة ، كان ثقة فقيها عارفا بالأخبار والرجال ، وإليه تنتهي أكثر إجازاتنا عن شيخ الطائفة ، انتهى.

وفيمل : الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، كان عالما فاضلا فقيها محدّثا جليلا ثقة ؛ له كتب ، منها : كتاب الأمالي ، وشرح النهاية ، وغير ذلك(4) .

800 ـ الحسن بن محمّد بن الحسن :

السكوني الكوفي ، يكنّى أبا القاسم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه في داره بالكوفة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وليس له منه إجازة ، لم(5) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن الحسن السكوني ، عنه‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 62 / 144.

(2) هداية المحدّثين : 192.

(3) فهرست منتجب الدين : 42 / 71.

(4) أمل الآمل 2 : 76 / 208.

(5) رجال الشيخ : 468 / 34.

٤٥٣

التلعكبري(1) .

801 ـ الحسن بن محمّد الحضرمي :

ابن أخت أبي مالك الحضرمي ، ثقة ، له كتب ، منها رواية هارون بن مسلم بن سعدان ،جش (2) .

أقول : فيمشكا : ابن محمد الحضرمي ، عنه هارون بن مسلم(3) .

802 ـ الحسن بن محمّد بن حمزة :

ابن عليّ بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، المرعشي الطبري ، يكنّى أبا محمّد ؛ زاهد عالم أديب فاضل ، روى عنه التلعكبري وكان سماعه منه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة. أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمّد بن محمّد بن النعمان وكان سماعهم منه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، لم(4) .

وقالشه : كذا فيجخ ، والموجود في كتب الرجال : ابن حمزة ، بغير توسّط محمّد(5) ، وهو الموافق لما في كتب النسب(6) .

والظاهر أنّ توسّط محمّد مشهور ، ولعلّ منشأه أنّ كنيته أبو محمّد فصحّف : ابن محمّد(7) ، انتهى.

__________________

(1) هداية المحدّثين : 192.

(2) رجال النجاشي : 49 / 105.

(3) هداية المحدّثين : 192.

(4) رجال الشيخ : 465 / 24.

(5) الفهرست : 52 / 194 ، رجال النجاشي : 64 / 150.

(6) قال في عمدة الطالب : 314 : ومن ولد علي المرعش ، أبو القاسم حمزة بن المرعش له عقب ، منهم أبو محمّد الحسن النسّابة المحدّث ابن حمزة المذكور. إلى آخره.

(7) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 22 باختلاف.

٤٥٤

ومضى الكلام في ابن حمزة.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن حمزة ، عنه التلعكبري ، والحسين(1) ابن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والمفيدرحمه‌الله (2) ، انتهى فتأمّل.

803 ـ الحسن بن محمّد بن خالد :

ابن عمر الطيالسي ، أبو محمّد ، ثقة ، سليم الجنبة ،صه (3) ،جش (4) كما في ترجمة أخيه عبد الله.

والمصنّف ذكره بعنوان ابن أبي عبد الله عنصه (5) ، والأولى ما ذكرناه.

وحكم خالي بتوثيقه(6) ، وكذا في البلغة(7) .

واعترضه تلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي بأنّه وثّقه شيخنا تبعا لشيخنا المجلسي ، وفيه نظر ، لأنّ كتب الرجال المعتمدة خالية عنه غير د ، فإنّه ذكره ونقل توثيقه عن لم(8) وليس في لم ، وكم له من أمثال هذه المنقولات(9) غير الثابتة ، انتهى.

وإذا لاحظت ما ذكرناه علمت أنّه غفل عن حقيقة الحال ، والله العاصم في كلّ حال ،تعق (10) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : عنه الحسين.

(2) هداية المحدثين : 192.

(3) الخلاصة : 110 / 35.

(4) رجال النجاشي : 219 / 572.

(5) منهج المقال : 96.

(6) الوجيزة : 191 / 520.

(7) بلغة المحدّثين : 348.

(8) رجال ابن داود : 77 / 458.

(9) في نسخة « ش » : النقولات.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 108.

٤٥٥

804 ـ الحسن بن محمّد بن سماعة :

الكوفي ، واقفي المذهب إلاّ أنّه جيّد التصانيف نقيّ الفقه حسن الانتقاء ،ست (1) .

وزادصه : أبو محمّد الكندي الصيرفي ، قبل الكوفي. وبعد الانتقاء : كثير الحديث ، فقيه ، ثقة ، وكان من شيوخ الواقفة يعاند في الوقف ويتعصّب ، وليس محمّد بن سماعة أبوه من ولد سماعة بن مهران ؛ مات الحسن بن محمّد بن سماعة ليلة الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وستّين ومائتين بالكوفة ، وصلّى عليه إبراهيم بن محمّد العلوي ، ودفن في جعفي(2) .

وفيما زادست على ما مر : ومات ابن سماعة سنة ثلاث وستّين ومائتين في جمادى الأولى ، وصلّى عليه إبراهيم العلوي ابن محمّد(3) ، ودفن في جعفي. أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد النينوي ، عنه.

وأحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عنه.

وفيظم : ابن محمّد بن سماعة واقفي ، مات سنة ثلاث وستّين ومائتين ، يكنّى أبا علي(4) .

وفيجش بعد الصيرفي : من شيوخ الواقفة ، كثير الحديث ، فقيه ، ثقة ، وكان يعاند في الوقف ويتعصّب.

__________________

(1) الفهرست : 51 / 192.

(2) الخلاصة : 212 / 2.

(3) في المصدر : إبراهيم بن محمّد العلوي.

(4) رجال الشيخ : 348 / 24.

٤٥٦

أخبرنا محمّد بن جعفر المؤدّب ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي جعفر أحمد بن يحيى الأودي ، قال : دخلت مسجد الجامع لأصلّي الظهر ، فلمّا صلّيت رأيت حرب بن الحسن الطحّان وجماعة من أصحابنا جلوسا ، فملت إليهم وسلّمت عليهم وجلست ، وكان فيهم الحسن بن سماعة.

ثمّ ذكر ما ملخّصه أنّه كان مع الجماعة رجل غريب لا يعرفونه ، نسب عليّ بن محمّد الهاديعليه‌السلام إلى السحر والكهانة لأنّه أخبر بموت قائد من قوّاد الخليفة ، وتعاهد ثلاثة على أن يقتلوهعليه‌السلام إن لم يكن ما قال ، ومات كما أخبرعليه‌السلام ، فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده.

ثمّ قال : قال حميد : توفّي أبو علي ليلة الخميس. إلى آخر ما مرّ عنصه (1) .

وفيكش : حمدويه ، قال : حدّثني الحسن بن موسى ، قال : كان ابن سماعة واقفا(2) ، وذكر أنّ محمّد بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران ، له ابن يقال له : الحسن بن سماعة ، واقفي(3) ، انتهى.

وفي كتاب الحج من التهذيب في باب نزول المزدلفة في طريق صحيح عن محمّد بن سماعة بن مهران(4) ، فتأمّل.

وفيتعق : يأتي في عليّ بن الحسن الطاطري وصفه بالحضرمي(5) .

وهو من ولد سماعة بن موسى بن رويد(6) بن نشيط الحضرمي كما يأتي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 40 / 84.

(2) في المصدر : واقفيا.

(3) رجال الكشّي : 469 / 894.

(4) التهذيب 5 : 189 / 627.

(5) رجال النجاشي : 254 / 667.

(6) كذا في المصدر ، وفي النسخ : زويد.

٤٥٧

في ترجمة محمّد بن سماعة(1) ومضى في أخيه جعفر(2) ، وله أخ آخر إبراهيم(3) .

وفي النقد : ربما يفهم منجش عند ترجمة سماعة بن مهران(4) ومحمّد بن سماعة أنّ محمّد بن سماعة كان من ولد سماعة بن مهران كما روى الشيخ في التهذيب في باب نزول المزدلفة ، وفيه محمّد بن سماعة بن مهران ، انتهى(5) .

والظاهر أنّه غفلة ، وكلامجش فيهما ظاهر فيما قالهصه لا تأمّل فيه ، ورواية التهذيب على تقدير سلامتها عن الاشتباه لا تفيد أنّه والد الحسن ، على أنّه يظهر من كلام الحسن بن موسى ما فيه أيضا.

هذا ، ومرّ في الحسن بن حذيفة مدحه(6) (7) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن سماعة الموثّق ، عنه محمّد بن أحمد ابن ثابت ، وحميد بن زياد ، وعليّ بن الحسن بن فضّال(8) .

805 ـ الحسن بن محمّد بن سهل :

النوفلي ، ضعيف ،صه (9) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 329 / 890.

(2) رجال النجاشي : 119 / 305.

(3) ذكره النجاشي ضمن ترجمة أبيه محمّد وأخيه جعفر.

(4) رجال النجاشي : 193 / 517.

(5) نقد الرجال : 98 / 149.

(6) حيث استفاد الوحيد المدح من كلام الشيخ في التهذيب والاستبصار في كتاب الخلع حينما قال : الذي اعتمده وأفتي به أنّ المختلعة لا بدّ فيها من أن تتبع بالطلاق وهو مذهب جعفر ابن سماعة والحسن بن محمّد بن سماعة. من المتقدمين.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 109.

(8) هداية المحدّثين : 192.

(9) الخلاصة : 213 / 8 ، وفيها : الحسن بن سهل.

٤٥٨

وزادجش : لكن له كتاب حسن كثير الفوائد ، جمعه وقال : ذكر مجالس الرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان ، الحسن بن محمّد بن جمهور العمّي ، عنه به(1) .

وفيتعق : سنذكر في ابن محمّد النوفلي الهاشمي أنّه المصنّف لمجلسهعليه‌السلام مع أهل الأديان(2) ، وسيذكر المصنّف عنجش ذلك في الحسين(3) ، ونذكر هناك أنّه مكبّر(4) ، فيظهر أنّ المصنّف ابن محمّد بن الفضل الثقة الجليل الآتي ، ويشير إليه قوله(5) : روى عن الرضاعليه‌السلام نسخة ، وأنّه رواها عنه الحسن بن محمّد بن جمهور العمّي ؛ فالظاهر اتّحاد ابن محمّد بن سهل مع ابن محمّد بن الفضل ، ويشير إليه مضافا إلى ما مرّ النسبة إلى نوفل ، ولعلّ سهل مصحّف سعيد ، أو يكون أحد أجداده ولم يذكر في نسبه الآتي ، أو يكون جدّه الأمّي(6) . وأمّا التضعيف فلعلّه لما وجد في كتابه ممّا لا يلائم مذاقه ، ولعلّه لا ضرر فيه.

وبالجملة : المقام لا يخلو من(7) غرابة واحتياج إلى زيادة تثبّت ، فتثبّت(8) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 37 / 75.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطّيّة : 125.

(3) أي الحسين بن محمّد بن الفضل كما في المصدر ، منهج المقال : 116 ، رجال النجاشي : 56 / 131.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(5) أي : النجاشي في ترجمة الحسن بن محمّد بن الفضل : 51 / 112.

(6) في نسخة « ش » : الآتي.

(7) في نسخة « م » : عن.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 109.

٤٥٩

806 ـ الحسن بن محمّد بن عمران :

قد يستفاد منكش أنّه كان وصيّ زكريّا بن آدم(1) ، ويأتي في ترجمته إن شاء الله.

وفيتعق : هذا هو الظاهر ؛ وربما يستفاد منها وثاقته ، إذ الظاهر أنّ وصيّة زكريا كانت متعلّقة بأمور وكالتهعليه‌السلام وبالنسبة إلى ما كان بيده من أموالهمعليهم‌السلام كما هو ظاهر ، ويشير إليه أيضا إخبارهعليه‌السلام بوصايته ، ومدحه الوصيّ لهعليه‌السلام ، وقولهعليه‌السلام في الجواب :

ولم نعد فيه ما رأينا(2) ، فلاحظ.

وفي البلغة : ممدوح(3) .

وفي الوجيزة : ممدوح ، وقيل : مجهول(4) (5) .

هذا ، والظاهر أنّه أخو الحسين بن محمّد بن عمران الأشعري القمّي ، ووالد موسى بن الحسن بن محمّد بن عمران الثقتين الجليلين.

807 ـ الحسن بن محمّد بن الفضل :

ابن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب أبو محمّد ، ثقة جليل ، روى عن الرضاعليه‌السلام نسخة ، وعن أبيه عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ؛ وله كتاب كبير ، قال ابن عيّاش : حدّثنا عبيد الله بن أبي زيد ، عن الحسن بن محمّد بن جمهور ، عنه به ،جش (6) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 595 / 1114.

(2) في المصدر : ولم تعرف فيه رأينا ، وفي التعليقة : ولم نعد فيه رأينا.

(3) بلغة المحدّثين : 348.

(4) الوجيزة : 191 / 524.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 110.

(6) رجال النجاشي : 51 / 112.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526