الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٧

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل0%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 526

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

مؤلف: آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
تصنيف:

الصفحات: 526
المشاهدات: 143097
تحميل: 4754


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 526 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 143097 / تحميل: 4754
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء 17

مؤلف:
العربية

ثانيا : القرآن والطهارة

نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى :( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) وقلنا : إنّ المسّ يفسّر بالمسّ الظاهري وبالمعنوي كذلك ، ولا تضادّ بينهما ، وهما مجموعان في المفهوم الكلّي للآية.

وفي القسم الأوّل نقلت روايات لأهل البيتعليهم‌السلام عن أبي الحسن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام أنّه قال : (المصحف لا تمسّه على غير طهر ، ولا جنب ولا تمسّ خطّه ولا تعلّقه ، إنّ الله تعالى يقول :( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) (١) .

ونقل نفس المعنى في حديث آخر عن الإمام الباقرعليه‌السلام مع اختلاف مختصر(٢) .

وجاء في مصادر أهل البيتعليهم‌السلام من طرق مختلفة أنّ الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لا يمسّ القرآن إلّا الطاهر»(٣) .

وحول اللمس المعنوي نقل عن ابن عبّاس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «إنّه لقرآن كريم في كتاب مكنون» قال : «عند الله في صحف مطهّرة»( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) قال : «المقرّبون»(٤) .

وهذا المعنى يمكن الاستدلال عليه بواسطة العقل أيضا ، لأنّه رغم ، أنّ القرآن الكريم هو كتاب هداية لعموم الناس ، ولكنّنا نعلم أنّ الكثير ممّن سمعوا القرآن من فم النّبي الأكرم ، ورأوا هذا الماء الزلال في عين الوحي الصافية ، إلّا أنّهم بسبب تلوّثهم بالعصبية والعناد والغرور لم يؤثّر فيهم أي تأثير ولم ينتفعوا به أقلّ انتفاع ، وهناك أشخاص اهتدوا به لمجرّد أنّهم سعوا ولو قليلا لتطهير أنفسهم وتهذيبها

__________________

(١) وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ، الحديث (٣) وطبقا لهذا الحديث فإنّ النفي في الآية أعلاه كناية عن النهي.

(٢) وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ، الحديث ٥.

(٣) نقل هذا الحديث في الدرّ المنثور عن عبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل وابن حزم الأنصاري عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ج ٩ ، ص ١٦٢.

(٤) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٦٢.

٥٠١

وجاءوا إلى القرآن بروح باحثة عن الحقّ والحقيقة ، فعلى هذا كلّما ازدادت طهارة وتقوى الإنسان فإنّه مرشّح لاستيعاب المفاهيم القرآنية بصورة أعمق ، ومن هنا فإنّ الآية تصدق في البعدين (المادّي والمعنوي) و (الجسمي والروحي).

وممّا لا شكّ فيه أنّ شخص الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة المعصومينعليهم‌السلام والملائكة المقرّبين هم أوضح مصداق للمقرّبين الذين أدركوا حقائق القرآن الكريم بصورة متميّزة عن الجميع.

* * *

٥٠٢

الآيات

( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧) )

التّفسير

عند ما تصل الروح إلى الحلقوم :

من اللحظات الحسّاسة التي تقلق الإنسان دائما هي لحظة الاحتضار ونهاية العمر ، في تلك اللحظة يكون كلّ شيء قد انتهى ، وقد جلس أهله وأحبّاؤه ينظرون إليه بيأس كشمعة قد انتهى أمدها وستنطفئ رويدا رويدا ، حيث يودّع الحياة دون أن يستطيع أحد أن يمدّ إليه يد العون.

نعم ، إنّ الضعف التامّ للإنسان يتجسّد في تلك اللحظات الحسّاسة ليس في العصور القديمة فحسب بل حتّى في عالمنا المعاصر ، فمع توفّر جميع الإمكانات الطبيّة والفنيّة والوسائل العلاجية فإنّ الضعف يتجلّي في ساعة الاحتضار.

وتكملة لأبحاث المعاد والردّ على المنكرين والمكذّبين فإنّ القرآن الكريم يرسم لنا صورة معبّرة ومجسّدة لهذه اللحظات حيث يقول سبحانه :( فَلَوْ لا إِذا

٥٠٣

بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ) ولا تستطيعون عمل شيء من أجله(١) .

والمخاطبون هنا هم أقارب المحتضر الذين ينظرون إلى حالته في ساعة الاحتضار من جهة ، ويلاحظون ضعفه وعجزه من جهة ثانية ، وتتجلّى لهم قدرة الله تعالى على كلّ شيء ، حيث أنّ الموت والحياة بيده ، وأنّهم ـ أي أقاربه ـ سيلاقون نفس المصير(٢) .

ثمّ يضيف سبحانه( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ ) .

نعم ، نحن الذين نعلم بصورة جيّدة ما الذي يجول في خواطر المحتضر؟ وما هي الإزعاجات التي تعتريه؟ نحن الذين أصدرنا أمرنا بقبض روحه في وقت معيّن ، إنّكم تلاحظون ظاهر حاله فقط ، ولا تعلمون كيفية انتقال روحه من هذه الدار إلى الدار الآخرة ، وطبيعة المخاضات الصعبة التي يعيشها في هذه اللحظة.

وبناء على هذا فالمقصود من الآية هو : قرب اللهعزوجل من الشخص المحتضر ، بالرغم من أنّ البعض احتمل المقصود بالقرب (ملائكة قبض الروح) إلّا أنّ التّفسير الأوّل منسجم مع ظاهر الآية أكثر.

وعلى كلّ حال فإنّ الله سبحانه ليس في هذه اللحظات أقرب إلينا من كلّ أحد ، بل هو في كلّ وقت كذلك ، بل هو أقرب إلينا حتّى من أنفسنا ، بالرغم من أنّنا بعيدون عنه نتيجة غفلتنا وعدم وعينا ، ولكن هذا المعنى في لحظة الاحتضار يتجلّى أكثر من أي وقت آخر.

ثمّ للتأكيد الأشدّ في توضيح هذه الحقيقة يضيف تعالى :( فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .

__________________

(١) للآية محذوف تقديره (فلو لا إذا بلغت الحلقوم لا ترجعونها ولا تملكون شيئا) وهذا ما يستفاد من الآيات اللاحقة وقد لحقت تاء التأنيث بالفعل لأنّها متعلّقة بالنفس.

(٢) احتمل البعض أنّ المخاطب هنا هو الشخص المحتضر ، وهذا بعيد جدّا حسب الظاهر ، لأنّ الآية اللاحقة توضّح بصورة جيّدة أنّ المخاطب هم متعلّقوا المحتضر.

٥٠٤

إنّ ضعفكم هذا دليل أيضا على أنّ مالك الموت والحياة واحد ، وأنّ الجزاء بيده ، وهو الذي يحي ويميت.

«مدينين» : جمع (مدين) من مادّة (دين) بمعنى الجزاء ، وفسّرها البعض بمعنى المربوبين. والمعنى هو : يا أيّها العباد ، إن كنتم تحت ربوبية موجود آخر ، ومالكي نواصي أموركم ، فارجعوا أرواحكم التي قبضناها ، وهيهات تقدرون! وهذا دليل آخر على أنّكم في قبضة الحكومة الإلهية.

* * *

تعقيب

١ ـ لحظة ضعف الجبّارين

إنّ الهدف من هذه الآيات ـ في الحقيقة ـ هو بيان قدرة اللهعزوجل على مسألة الموت والحياة ، كي ينتقل منها إلى مسألة المعاد وإختيار لحظات الاحتضار والموت هنا لظهور غاية الضعف الإنساني بالرغم من كلّ القوّة التي يتصوّرها لنفسه.

ومن المفيد أن نستعرض بعض حالات الجبّارين لحظة احتضارهم بالرغم من أنّهم كانوا في أوج القدرة حتّى يتّضح المعنى العميق لهذه الآية بصورة أفضل.

حكى المسعودي في مروج الذهب في أخبار المأمون وغزاته أرض الروم ما هذا ملخّصه : وانصرف من غزاته إلى منزل على (عين البديدون) المعروفة بالقشيرة فأقام هنالك ، فوقف على العين فأعجبه برد مائها وصفاؤه وبياضه وطيب حسن الموضع ، وكثرة الخضرة فأمر بقطع خشب طويل منبسط على العين كالجسر ، وجعل فوقه كالأزج من الخشب وورق الشجر ، وجلس تحت الكنسية التي عقدت له ، والماء تحته ، وطرح في الماء درهم صحيح ، فقرأ كتابته وهو في قرار الماء لصفاء الماء ، ولم يقدر أحد أن يدخل يده من شدّة برده.

٥٠٥

فبينما هو كذلك إذ لاحت سمكة نحو الذراع كأنّها سبيكة فضّة ، فجعل لمن يخرجها سيفا فبدر بعض الفراشين فأخذها وصعد فلمّا صارت على حرف العين أو على الخشب الذي عليه المأمون اضطربت وانفلتت من يد الفراش فوقعت في الماء كالحجر ، فنضح من الماء على صدر المأمون ونحره وترقوته فبلّت ثوبه ، ثمّ انحدر الفرّاش ثانية فأخذها ووضعها بين يدي المأمون في منديل تضطرب ، فقال المأمون : تقلى الساعة ثمّ أخذته رعدة من ساعته ، فلم يقدر يتحرّك من مكانه ، فغطّي باللحف والدواويج وهو يرتعد كالسعفة ويصيح : البرد البرد ، ثمّ حوّل إلى المغرب ودثّر وأوقدت النيران حوله وهو يصيح : البرد البرد ، ثمّ أتي بالسمكة وقد فرغ من قليها فلم يقدر على الذوق منها وشغله ما هو فيه عن تناول شيء منها.

ولمّا اشتدّ به الأمر سأل المعتصم بختيشوع وابن ماسوية في ذلك الوقت عن المأمون وهو في سكرات الموت ، وما الذي يدلّ عليه علم الطبّ من أمره ، وهل يمكن برؤه وشفاؤه ، فتقدّم ابن ماسوية وأخذ إحدى يديه وبختيشوع الاخرى ، وأخذا يجسّان كلتا يديه فوجدا نبضه خارجا عن الاعتدال منذرا بالفناء والانحلال ، والتزقت أيديهما ببشرته لعرق كان يظهر منه من سائر جسده كالزيت أو كلعاب بعض الأفاعي ، فأخبر المعتصم بذلك ، فسألهما عن ذلك فأنكرا معرفته ، وأنّهما لم يجداه في شيء من الكتب وأنّه دالّ على انحلال الجسد ، فأحضر المعتصم الأطباء حوله وهو يأمل خلاصة ممّا هو فيه ، فلمّا ثقل قال : أخرجوني أشرف على عسكري وأنظر إلى رحالي وأتبيّن ملكي ، وذلك في الليل ، فاخرج فأشرف على الخيم والجيش وانتشاره وكثرته وما قد وقد من النيران ، فقال : يا من لا يزول ملكه ، ارحم من زال ملكه ، ثمّ ردّ إلى مرقده وأجلس المعتصم رجلا يشهده.

ولمّا ثقل رفع الرجل صوته ليقولها (أي الشهادة) فقال له ابن ماسوية : لا تصحّ فو الله ما يفرّق بين ربّه وبين ما ني في هذا الوقت ، ففتح عينيه من ساعته

٥٠٦

وبهما من العظمة والكبر والاحمرار ما لم ير مثله قطّ. وأقبل يحاول البطش بيديه بابن ماسويه ، ورام مخاطبته فعجز عن ذلك ، وقضى عن ساعته وذلك لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وحمل إلى طرطوس فدفن بها(١) .

ويحتمل أن يكون لمرضه سابقة ، ويقول بعض المؤرخّين : إنّ كلّ شخص شرب من ماء تلك العين مرض ، أو أنّ السمكة كانت تحتوي على رشح سامّ ، وكيفما كان فإنّ الحكومة بتلك العظمة قد انهارت في بعض لحظات ، وانحنى بطل ميادين الحرب أمام شراع الموت ، ولم تكن القدرة لأي شخص أن يصنع شيئا للمأمون ، أو على الأقل ليوصله إلى مقرّه ومسكنه.

وللتاريخ خواطر وقصص كثيرة فيها دروس وعبر من هذا القبيل.

ثانيا : هل أنّ قبض الروح يكون تدريجيّا؟

إنّ التعبير بوصول الروح إلى الحلقوم كما في قوله تعالى :( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) كناية عن آخر لحظات الحياة ، كما أنّه من المحتمل أن يكون منشؤها هو أنّ غالبية أعضاء جسم الإنسان كالأيدي والأرجل تتعطّل عند الموت قبل بعض الأعضاء الاخرى ، والحلقوم هو العضو الأخير الذي يتوقّف عن العمل. قال تعالى :( كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ ) .(٢) (والترقوة) هي العظام التي تحيط بأطراف الحلق.

* * *

__________________

(١) مروج الذهب ، طبق لنقل سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٤٤.

(٢) القيامة ، ٢٦.

٥٠٧

الآيات

( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦) )

التّفسير

مصير الصالحين والطالحين :

هذه الآيات في الحقيقة نوع من الخلاصة للآيات الاولى والأخيرة من هذه السورة ، كما أنّها تجسّد حالة التفاوت بين البشر في حالة الاحتضار ، وكيف أنّ قسما منهم يلفظون أنفسهم بهدوء وراحة في تلك اللحظات الصعبة ، وآخرين تلوح لهم من بعيد النار الحامية ، ويسيطر عليهم الخوف والاضطراب والهلع فيلفظون أنفاسهم بصعوبة بالغة.

يقول سبحانه في البداية :( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) .

٥٠٨

«روح» : على وزن (قول) ـ كما ذكر ذلك أئمّة اللغة ـ في الأصل بمعنى التنفّس.

«الريحان» : بمعنى النبات أو الشيء ذي العطر ، ثمّ اصطلح على كلّ شيء باعث للحياة والراحة ، كما أنّ الريحان يطلق على كلّ نعمة ورزق كريم.

وبناء على هذا فإنّ الروح والريحان الإلهيين يشملان كلّ وسائل الراحة والطمأنينة للإنسان ، وكلّ نعمة وبركة إلهيّة.

وبتعبير آخر : يمكن القول أنّ الروح إشارة إلى كلّ الأمور التي تخلّص الإنسان من الصعوبات ليتنفّس براحة ، وأمّا الريحان فإنّه إشارة إلى الهبات والنعم التي تعود إلى الإنسان بعد إزالة العوائق.

وقد ذكر المفسّرون الإسلاميون تفاسير متعدّدة لهذين المصطلحين قد تصل إلى عشرة تفاسير :

فقالوا : «الروح» بمعنى الرحمة ، و «الريحان» يشمل كلّ فضيلة وشرف.

وقالوا : إنّ الروح هي النجاة من نار جهنّم ، والريحان دخول الجنّة.

وذكروا أيضا أنّ الروح بمعنى الهدوء في القبر ، والريحان دخول الجنّة.

وفسّر آخرون الروح بمعنى كشف الكروب ، والريحان بمعنى غفران الذنوب.

وقال آخرون : الروح بمعنى النظر إلى وجه الله سبحانه ، والريحان الاستماع إلى كلام الله. وما إلى ذلك.

ويمكن القول أنّ جميع هذه التفاسير مصاديق لهذا المفهوم الكلّي والجامع ، والذي ذكر في تفسير الآية أعلاه.

والجدير بالملاحظة أنّ الحديث عن «جنّة النعيم» جاء بعد ذكر الروح والريحان وقد يستفاد من هذا أنّ الروح والريحان يكون من نصيب المؤمنين في الاحتضار والقبر والبرزخ ، وأمّا الجنّة ففي الآخرة ، كما نقرأ في حديث للإمام الصادقعليه‌السلام في تفسيره لهذه الآية حيث قال :( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ

٥٠٩

وَرَيْحانٌ ) يعني في قبره (وجنّة نعيم) يعني في الآخرة(١) (٢) .

ثمّ يضيف سبحانه :( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) وهم تلك الثلّة الصالحة من الرجال والنساء الذين يستلمون صحيفة أعمالهم بيدهم اليمنى كعلامة للفوز والنصر والنجاح( فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) .

وبهذا الترتيب فإنّ ملائكة الله المختصّين بقبض الروح في لحظات الانتقال من هذه الدنيا يوصلون سلام أصحاب اليمين إلى المحتضر. كما قال تعالى في وصف أهل الجنّة وكلامهم :( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً ) (٣) .

ويوجد احتمال آخر أيضا في تفسير هذه الآية وهو أنّ السلام يكون من قبل الملائكة حين يقولون له : سلام عليك أيّها العبد الصالح ، يا من هو من أصحاب اليمين ، أي يكفيك من الافتخار والوصف أن تكون في صفّ هؤلاء(٤) .

وتبيّن بعض الآيات القرآنية الاخرى أيضا أنّ المؤمنين وهم في حالة الاحتضار يتلقّون سلاما من الملائكة كما في قوله تعالى :( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٥) .

وعلى كلّ حال فإنّ تعبير (سلام) تعبير ذو معنى ، سواء كان من الملائكة أو من أصحاب اليمين ، فالسلام يعبّر عن الروح والريحان وكلّ أنواع الهدوء والنعمة

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٢٢٨ ، حديث ١٠٣ ، ١٠٤.

(٢) «روح» من الممكن أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره (فجزاؤه روح) ، أو مبتدأ لخبر محذوف تقديره (فله روح) ، وجملة (فروح وريحان وجنّة نعيم) تكون جزاء (أمّا) وانّ الشرطية مع وجود هذا الجزاء مستغنية من الجزاء الآخر (يرجى الانتباه).

(٣) الواقعة ، ٢٦.

(٤) وبناء على هذا فللآية تقديران ، الأوّل بلحاظ أنّ (من) بيانية ، وعندئذ تكون الصورة كما يلي : يقال له : سلام لك من أصحاب اليمين. أمّا الصورة الثانية فبلحاظ أنّ (من) ابتدائية فتكون بالشكل التالي : سلام لك انّك كنت من أصحاب اليمين. إلّا أنّه بملاحظة التّفسير الأوّل فإنّ له تقديرا واحدا وهو : (يقال له ...).

(٥) النمل ، ٣٢.

٥١٠

والسلامة(١) .

وينبغي الانتباه إلى أنّ التعبير بـ «أصحاب اليمين» سببه أنّ الإنسان في الغالب يتصدّى لإنجاز أعماله الأساسية والمهمّة بيده اليمنى ، لذلك فإنّ اليد اليمنى دلالة القدرة ، والمهارة والقابلية والنجاح.

ونقرأ في حديث للإمام الباقرعليه‌السلام في تعقيبه على نهاية هذه الآية أنّه قال : «هم شيعتنا ومحبّونا»(٢) .

ثمّ تستعرض الآيات الكريمة القسم الثالث الذين مرّ ذكرهم في أوائل هذه السورة عبر التصنيف الذي ذكر واصطلح عليهم بـ (أصحاب الشمال) حيث يقول تعالى :( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (٣) .

نعم ، إنّهم على مشارف الموت حيث يذوقون أوّل عذاب إلهي ، ويتجرّعون مرارة عقاب يوم القيامة في القبر والبرزخ ، ولأنّ الحديث عن حال المحتضر فإنّ جملة( فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) من الأنسب أن يكون المراد منها هو عذاب البرزخ ،( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) إشارة إلى عذاب يوم القيامة.

ونقل في هذا المعنى روايات عديدة لأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام (٤) .

والنقطة الجديرة بالذكر هنا أنّ كلمة (المكذّبين الضالّين) ذكرت الواحدة تلو الاخرى ، حيث أنّ الاولى تشير إلى تكذيب القيامة ووحدانية الله سبحانه ونبوّة الرّسول ، والثانية تشير إلى الأشخاص الذين انحرفوا عن طريق الحقّ.

وهذا التعبير بالإضافة إلى أنّه يؤدّي معنى التأكيد ، فإنّه يمكن أن يكون إشارة إلى أنّ قسما من الأشخاص الضالّين من فصيلة الأفراد المستضعفين أو الجهلة

__________________

(١) حول التحيّات التي تقدّم لأصحاب الجنّة ، جاء بحث مفصّل عنها في نهاية الآية (٥٨) من سورة يونس.

(٢) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٢٨٥.

(٣) نزل خبر لمبتدأ محذوف تقديره فجزاؤه نزل من حميم ، أو مبدأ لخبر محذوف تقديره ، فله نزل من حميم.

(٤) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٢٢٩.

٥١١

القاصرين الذين ليس لديهم إصرار وعناد على الباطل ، يمكن أن تشملهم الألطاف الإلهيّة. أمّا المكذّبون المعاندون فإنّهم سيبتلون بالمصير البائس والعاقبة السيّئة التي تقدّم ذكرها.

«حميم» : بمعنى الماء الحارق أو الرياح الحارة والسموم. و (تصلية) مأخوذة من مادّة (صلى) على وزن (سعى) بمعنى الاحتراق والدخول في النار.

أمّا (تصلية) المتعدية فتأتي بمعنى الإحراق فقط.

وفي نهاية هذا الحديث يضيف سبحانه :( إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) .

والمعروف بين المفسّرين أنّ «حقّ اليقين» من قبيل الإضافة البيانية ، يعني أنّ الذي تقدّم ذكره حول الأقسام الثلاثة وهم (المقرّبون وأصحاب اليمين والمكذّبون) فهو عين الحقيقة والحقّ واليقين.

وهنا يوجد احتمال أيضا وهو : بما أنّ لليقين درجات متعدّدة ، فإنّ أعلى مرحلة له هي (حقّ اليقين) أي يقين واقعي كامل وخال من كلّ شكّ وشبهة وريب(١) .

وممّا قلنا يتّضح أنّ (هذا) في هذه الآية إشارة إلى أحوال الأقسام الثلاثة الآنفة الذكر ، كما احتمل البعض أيضا أنّها إشارة إلى كلّ محتويات سورة الواقعة أو القرآن أجمع ، إلّا أنّ التّفسير الأوّل هو الأنسب.

وهنا نقطة جديرة بالذكر أيضا وهي أنّ التعبير بـ (فسبّح) ـ الفاء تفريعيّة ـ هو إشارة إلى أنّ ما قيل حول الأقسام الثلاثة هو عين العدالة ، وبناء على هذا اعتبر (ربّك) منزّها من كلّ ظلم ، وإذا ما أريد الابتعاد عن مصير أصحاب الشمال فعلينا أن نتنزّه من كلّ شرك وظلم المتلازمان مع إنكار القيامة.

__________________

(١) طبقا لهذا التّفسير فإنّ إضافه حقّ إلى كلمة (يقين) جاءت للاختصاص والتقييد ، واعتبرها البعض ـ أيضا ـ من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة وقالوا بمعنى (اليقين) الحقّ.

٥١٢

ونقل كثير من المفسّرين حول نهاية آخر الآية بعد ما نزلت على الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «اجعلوها في ركوعكم» (أي قولوا : سبحان ربّي العظيم) وعند ما نزلت : سبّح( اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اجعلوها في سجودكم» ، أي قولوا : سبحان ربّي الأعلى(١) .

وفي تفسير الآية ٧٤ من نفس السورة نقلنا ما هو شبيه بهذه الرّواية عن بعض المفسّرين.

* * *

تعقيب

عالم البرزخ :

أشارت الآيات أعلاه إلى عالم البرزخ ، وقد بيّنا عند تفسيرها أنّ الإنسان ـ في حالة احتضاره وهو على مشارف الموت يتهيّأ للانتقال من دار الدنيا إلى عالم الآخرة ـ سيواجه واحدة من هذه الحالات ، أمّا النعم والهبات الإلهيّة والجزاء الربّاني بالروح والريحان ، أو العقاب والجزاء المؤلم ، والعاقبة البائسة.

كما أنّ القرائن الموجودة في الآيات ترينا أنّ قسما ممّا يثاب به أو يعاقب عليه مرتبط بيوم القيامة ، والقسم الآخر مرتبط بالقبر والبرزخ ، ويعدّ هذا دليلا على وجود عالم البرزخ.

وفي حديث لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقرأ ما يلي : «إنّ أوّل ما يبشّر به المؤمن عند الوفاة بروح وريحان وجنّة نعيم ، وإنّ أوّل ما يبشّر به المؤمن في قبره أن يقال له :

أبشر برضا الله تعالى والجنّة قدمت خير مقدم ، وقد غفر الله لمن يشيّعك إلى قبرك ،

__________________

(١) تفسير أبو الفتوح الرازي ، وروح المعاني ، وروح البيان ، القرطبي ، والدرّ المنثور ، وتفسير المراغي ، في نهاية الآيات مصدر البحث.

٥١٣

وصدّق من شهد لك ، واستجاب لمن استغفر لك»(١) .

وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين أنّه قال : «إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة ، مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إنّي كنت فيك لزاهد ، وإن كنت عليّ لثقيلا ، فما ذا عندك؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ، ويوم نشرك حتّى أعرض أنا وأنت على ربّك ، قال : فإنّ كان لله وليّا أتاه أطيب الناس ريحا ، وأحسنهم منظرا ، وأحسنهم رياشا ، فيقول : أبشر بروح وريحان ، وجنّة نعيم ، ومقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنّة»(٢) .

وقد سبق لنا بحث مفصّل حول عالم البرزخ في نهاية الآية (١٠٠) من سورة (المؤمنون).

اللهمّ ، اجعلنا في صفّ المقرّبين وأصحاب اليمين ، وخاصّة أوليائك وأحبّتك ، واشملنا بروح وريحان وجنّة نعيم عند مشارف الموت.

اللهمّ ، إنّ عذاب الحشر عذاب أليم لا يطيقه أحد ، وثوابك الاخروي عظيم لا يستوجبه أي شخص بأعماله ، وإنّ رأسمالنا في ذلك اليوم هو لطفك وكرمك يا كريم.

إلهي ، أيقظنا قبل وصول القيامة الكبرى والقيامة الصغرى ـ والذي هو الموت ـ لنعدّ أنفسنا للسفر العظيم الذي يواجهنا

آمين يا ربّ العالمين.

نهاية سورة الواقعة

* * *

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ١٦٦.

(٢) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٢٢٨ ، حديث ١٠٦.

٥١٤

الفهرس

سورة ق

محتوى السورة ٧

فضيلة تلاوة سورة «ق» ٨

تفسير الآيات : ١ ـ ٥ ٩

المنكرون المعاندون في أمر مريج ٩

تفسير الآيات : ٦ ـ ١١ ١٤

انظروا إلى السماء لحظة ١٤

تفسير الآيات : ١٢ ـ ١٥ ١٨

لست وحدك المبتلى بالعدو ١٨

تفسير الآيات : ١٦ ـ ١٨ ٢٢

كتابه جميع الأقوال ٢٢

ملاحظة ٢٨

الحبيب أقرب إلى الإنسان من نفسه ٢٨

تفسير الآيات : ١٩ ـ ٢٢ ٣٠

القيامة ـ والبصر الحديد ٣٠

بحوث

١ ـ حقيقة الموت ٣٦

٢ ـ سكرات الموت ٣٧

٥١٥

٣ ـ الموت حقّ ٣٨

تفسير الآيات : ٢٣ ـ ٣٠ ٤٠

قرناء الإنسان من الملائكة والشياطين ٤٠

تفسير الآيات : ٣١ ـ ٣٧ ٤٨

ادخلوا الجنّة أيّها المتّقون ٤٨

تفسير الآيات : ٣٨ ـ ٤٠ ٥٥

خالق السموات والأرض قادر على إحياء الموتى ٥٥

ملاحظة ٥٩

الصبر مفتاح لكلّ فلاح ٥٩

تفسير الآيات : ٤١ ـ ٤٥ ٦١

يخرج الجميع أحياء عند صيحة القيامة ٦١

انتهاء سورة ق ٦٤

«سورة الذّاريات»

محتوى السورة ٦٧

فضيلة تلاوة هذه السورة ٦٨

تفسير الآيات : ١ـ ٦ ٦٩

قسما بالأعاصير والسحب الذاريات ٦٩

تفسير الآيات : ٧ ـ ١٤ ٧٣

والسّماء ذات الحبك ٧٣

تفسير الآيات : ١٥ ـ ١٩ ٧٩

ثواب المستغفرين بالأسحار ٧٩

بحوث

١ ـ التوجّه نحو الله وخلق الله ٨٤

٢ ـ السهر ديدن العشّاق ٨٤

٥١٦

٣ ـ حقّ السائل والمحروم ٨٦

تفسير الآيات : ٢٠ ـ ٢٣ ٨٧

آيات الله وآثاره في أنفسكم ٨٧

بحوث

١ ـ قصّة الأصمعي المثيرة ٩٣

٢ ـ أين الجنّة ٩٤

٣ ـ الاستفادة من آيات الله تحتاج إلى قابلية ٩٥

٤ ـ الرزق حقّ ٩٥

تفسير الآيات : ٢٤ ـ ٣٠ ٩٧

ضيوف إبراهيمعليه‌السلام ٩٧

ملاحظة ١٠٢

كرم الأنبياء ١٠٢

بداية الجزء السابع والعشرون من القرآن الكريم

تفسير الآيات : ٣١ ـ ٣٧ ١٠٧

مدن قوم لوط المدمرة آية وعبرة ١٠٧

بحث

أين تقع مدن قوم لوط ١١١

تفسير الآيات : ٣٨ ـ ٤٦ ١١٣

دروس العبرة من الأقوام السالفة ١١٣

تعقيب ١١٨

١ ـ أوجه عذاب الله ١١٨

٢ ـ الرياح اللواقح والرياح العقيم ١١٩

تفسير الآيات : ٤٧ ـ ٥١ ١٢٠

٥١٧

والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ١٢٠

تفسير الآيات : ٥٢ ـ ٥٥ ١٢٧

إنّ الذكرى تنفع المؤمنين ١٢٧

ملاحظة ١٢٩

لا بدّ من قلوب مهيّأة لقبول الحقّ ١٢٩

تفسير الآيات : ٥٦ ـ ٥٨ ١٣١

هدف خلق الإنسان من وجهة نظر القرآن ١٣١

توضيح ذلك ١٣١

بحوث

١ ـ الله غني على الإطلاق ١٣٤

٢ ـ الله ذو القوّة المتين ١٣٥

٣ ـ لم قدّم ذكر الجنّ ١٣٥

٤ ـ الحكمة من الخلق في نظر الفلسفة ١٣٦

٥ ـ الرّوايات الإسلامية وفلسفة خلق الإنسان ١٤١

٦ ـ الإجابة على سؤال ٤١٢

تفسير الآيتان : ٥٩ ـ ٦٠ ١٤٤

هؤلاء يشاركون أصحابهم في عذاب الله ١٤٤

«سورة الطور»

محتوى السورة ١٥١

فضيلة تلاوة هذه السورة ١٥٢

تفسير الآيات : ١ ـ ٨ ١٥٣

تفسير الآيات : ٩ ـ ١٦ ١٥٩

١ ـ كيف يساق المجرمون إلى جهنّم ١٦٢

٥١٨

٢ ـ الخائضون في الأباطيل ١٦٣

تفسير الآيات : ١٧ ـ ٢١ ١٦٤

مواهب الله للمتّقين ١٦٤

تفسير الآيات : ٢٢ ـ ٢٨ ١٧١

مواهب اخرى لأهل الجنّة ١٧١

ملاحظات ١٧٥

٦ ـ ارتباط الآيات ومضامينها ١٧٦

تفسير الآيات : ٢٩ ـ ٣٤ ١٧٨

سبب النّزول ١٧٨

أمنيات المشركين وتحدّي القرآن ١٧٩

تفسير الآيات : ٣٥ ـ ٤٣ ١٨٦

ما هو كلامكم الحقّ ١٨٦

تفسير الآيات : ٤٤ ـ ٤٩ ١٩٤

إنّك بأعيننا ١٩٤

سورة النّجم

محتوى السّورة ٢٠٣

فضيلة تلاوة هذه السورة ٢٠٤

تفسير الآيات : ١ ـ ٤ ٢٠٦

تفسير الآيات : ٥ ـ ١٢ ٢١١

أوّل لقاء مع الحبيب ٢١١

تفسير الآيات : ١٣ ـ ١٨ ٢٢٠

الرّؤية الثّانية ٢٢٠

بحوث

١ ـ المعراج حقيقة مقطوع بها ٢٢٠

٥١٩

٢ ـ ما هو الهدف من المعراج ٢٢٥

٣ ـ المعراج والجنّة ٢٢٥

٤ـالمعراج في الرّوايات الإسلامية ٢٢٦

٥ ـ جانب من إيحاءات الله وكلماته لرسوله في ليلة المعراج ٢٢٩

تفسير الآيات : ١٩ ـ ٢٣ ٢٣٣

هذه الأصنام وليدة أهوائكم ٢٣٣

بحوث

١ ـ أصنام العرب الثلاثة المشهورة ٢٣٥

٢ ـ أسماء دون مسميّات ٢٣٧

٣ ـ الدافع النفسي لعبادة الأصنام ٢٣٨

٤ ـ اسطورة الغرانيق مرّة اخرى ٢٣٨

تفسير الآيات : ٢٤ ـ ٢٦ ٢٤١

الشفاعة أيضا بإذنه ٢٤١

تعقيب ٢٤٣

١ ـ سعة الأماني ٢٤٣

٢ ـ كلام في شأن الشفاعة ٢٤٤

تفسير الآيات : ٢٧ ـ ٣٠ ٢٤٥

إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئا ٢٤٥

ملاحظة ٢٤٩

رأس مال عبدة الدنيا ٢٤٩

تفسير الآيتان : ٣١ ـ ٣٢ ٢٥٠

لا تزكّوا أنفسكم ٢٥٠

بحوث

١ ـ علم الله المطلق ٢٥٤

٥٢٠