الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٨

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل9%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 624

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 624 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 204329 / تحميل: 6105
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٨

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

فرحت بمالك رقِّها

فرح الخَميلة(١) بالغدير

ألقصيدة(٢)

( ألشاعر )

ألشريف الرَّضي ذو الحسبين أبو الحسن محمَّد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمَّد بن موسى بن إبراهيم إبن الإمام أبي إبراهيم موسى الكاظمعليه‌السلام .

اُمّه السيِّدة فاطمة بنت الحسين بن أبي محمَّد الحسن الاُطروش بن عليَّ بن الحسن بن عليَّ بن عمر بن عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

والده أبو أحمد كان عظيم المنزلة في الدولتين العبّاسيَّة والبويهيَّة لقَّبه أبو نصر بهاء الدين بالطاهر الأوحد، وولي نقابة الطالبييَّن خمس مرّات، ومات وهو النقيب وذهب بصره، ولولا استعظام عضد الدولة أمره ما حمله على القبض عليه و حمله إلى قلعة بفارس، فلم يزل بها حتّى مات عضد الدولة فأطلقه شرف الدولة إبن العضد واستصحبه حين قدم بغداد، وله في خدمة الملّة والمذهب خطواتٌ بعيدةٌ، ومساعي مشكورةٌ، وقَدمٌ وقَدمٌ، ولد سنة ٣٠٤ وتوفي ليلة السبت ٢٥ جمادى الأولى سنة ٤٠٠(٣) ورثته الشعراء بمراث كثيرة، وممَّن رثاه ولداه المرتضى والرَّضي ومهيار الدَّيلمي ورثاه أبو العلاء المعرّي بقصيدة توجد في كتابه سقط الزند.

وسيِّدنا الشريف الرَّضي هو مفخرةٌ من مفاخر العترة الطاهرة، وإمامٌ من أئمَّة العلم والحديث والأدب، وبطلُ من أبطال الدين والعلم والمذهب، هو أوَّلٌ في كلِّ ما ورَثه سلفه الطاهر من علمٍ متدفّق، ونفسيَّات زاكية، وأنظارٍ ثاقبة.

وإباءٍ وشممٍ، وأدبٍ بارعٍ، وحسبٍ نقيٍّ، ونسبٍ نبويٍّ، وشرفٍ علويًّ، و مجدٍ فاطميٍّ، وسوددٍ كاظميٍّ، إلى فضائل قد تدفَّق سيلها الأتّي، ومئانر قد التطمت أواذيّها الجارفة، ومهما تشدَّق الكاتب فإنَّ في البيان قصوراً عن بلوغ مداه،

____________________

١ - ألخميلة:الشجرة الكثير الملتف الموضع الكثير الشجر المنهبط من الارض.

٢ - توجد في ديوانه ١ ص ٣٢٧ يمدح بها أباه في ( يوم الغدير ) ويذكر رد أملاكه عليه في سنة ٣٩٦.

٣ - صحاح الاخبار ص ٦٠، والدرجات الرفيعة، وعدة أخرى من الكتب والمعاجم.

١٨١

وللتنقيب تقاعساً عن تحديد غايته، وللوصف انحساراً عن استكناه حقيقته، وإنَّ دون ما تحلّى به من مناقبه الجمَّة، وضرائبه الكريمة، كلّ ما سردوه في المعاجم من ثناءٍ وإطراء مثل فهرست النجاشي ص ٢٨٣، يتيمة الدهر ٣ ص ١١٦، الأنساب للمجدي، تاريخ بغداد ٣ ص ٢٤٦، كامل إبن الأثير ٩ ص ٨٩، معالم العلماء ١٣٨، دمية القصر ص ٧٣، تاريخ ابن خلكان ٢ ص ١٠٦، المنتظم لابن الجوزي ٧ ص ٢٧٩، خلاصة العلّامة ٨١، صحاح الأخبار ص ٦١، الأنساب لأبي نصر البخاري، عمدة الطالب ١٨٣، تحفة الأزهار لأبن شدقم، تاريخ ابن كثير ١٢ ص ٣، مرآة الجنان ٣ ص ١٨، ألشذرات ٣ ص ١٨٢، شرح إبن أبي الحديد ١ ص ١٠، غاية الإختصار،

ألدرجات الرفيعة للسيِّد، مجالس المؤمنين ٢١٠، جامع الأقوال

نسمة السحر لليمني، لسان الميزان ٤ ص ٢٢٣، رياض الجنَّة للزنوزي

ألروضة البهيَّة للسيِّد، ملخَّص المقال، رجال إبن أبي جامع

ألإجازة للسّماهيجي، ألإتقان ص١٢١، منهج المقال ٢٩٣

تأسيس الشيعة ١٠٧، سمير الحاضر للشيخ علي، تنقيح المقال ص ١٠٧

أليتيمة للعاملي ص ١٨، تاريخ آداب اللغة ٢ ص ٢٥٧(١) أعلام الزركلي ٣ ص ٨٨٩ دائرة المعارف للبستاني ١٠ ص ٤٥٨، دائرة المعارف لفريد وجدي ٤ ص ٢٥١، مجلّة الهدى العراقيَّة في الجزء الثالث من السنة الاولى ص ١٠٦. معجم المطبوعات.

وتجد تحليل نفسيَّة ( الشريف الرَّضي ) الكريمة في ما ألّفه العلّامة الشيخ عبد الحسين الحلّي النجفي كمقدِّمة للجزء الخامس المطبوع من تفسيره فطبع معه في ١١٢ صحيفة ١ ]

وما نضد عقد جمانه الكاتب الشهير زكي مبارك في مجلّدين ضخمين مطبوعين أسماه ( عبقريَّة الرَّضي ٢ )

وقبلهما ما كتبه العلّامة ألشيخ محمَّد رضا بن شيخنا الحجَّة الشيخ هادي كاشف الغطاء ٣ ]

وأفرد زميلنا السيِّد علي أكبر البرقعي القمي كتاباً في ترجمته أسماه [ كاخ دلاويز ٤ ]

____________________

١ - اشتبه في تأليف المترجم وبيئة نشأته وتاريخ وفاته.

١٨٢

م - قال الأميني:كان البرقعي محمود السيرة، ميمون النقيبة، من روّار الفضيلة و الأدب، غير أنَّه تحزّب في الآونة الأخيرة بفئة ضالَّة ساقطة، واُصيب - ألعياذ بالله - بمتعسة أزالته عن مكانته، وأسفّته إلى هوَّة البوار، عصمنا الله من الزَّلل، وآمننا من الخطل، وحفظنا من خاتمة سوء ].

وكتب الدكتور محفوظ ترجمته في ٢٥٠ صحيفة سمّاها بـ [ الشريف الرضي ] طبعت في بيروت بمطبعة الريحاني ٥ [ولولدنا محمَّد هادي الأميني كتابٌ في ترجمته ٦ ]

وهناك مَن كتب(١) في عبقريَّته من المتطفِّلين على موائد الكتابة من الشباب الزائف في مصر، غير أنَّه كشف عن سوئة نفسه وخلّد لها شية العار على مرَّ الدهور، فطفق ينحو فيما حسبه خدمةً للرَّضي ونشراً لعبقريَّته النيل من سلفه الطاهر، وأخذ ينشر ما في علبة عداؤه على أهل البيت النبويِّ المقدَّس بالوقيعة في سيِّدهم سيِّد الوصيِّين وأمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، هنالك أبدى ضئولة رأيه، وسخف أنظاره، وخبث عنصره، فجاء كالباحث عن حتفه بظلفه، وهب أنَّه من قومٍ حِناق على آل الرسول صلوات الله عليهم لكنَّه لم يسلم من نعراته حتّى أئمَّة مذهبه، فقد جاثاهم وسلقهم بلسانٍ حديد، أنا لا اُحاول نقد كلماته حرفيّاً فإنَّها أسقط من ذلك، وإنَّ صاحبها أقلّ مِن أن ينوَّه به في الكتب، ولكن أسفي على مصر أن يشوِّه سمعتها الذَّنابي، أسفي على جامعتها أن لا تنفي عنها ما يُدنِّس مطارف فضلها القشيبة، أسفي على مطابعها أن تنشر السفاسف المخزية، أسفي أسفي أسفي.

أساتذته ومشايخه

١ - أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان النحوي المعروف بالسيرافي المتوفّى ٣٦٨ تلمّذ عليه في النحو وهو طفلٌ لم يبلغ عمره عشر سنين، ذكره إبن خلكان، واليافعي، وصاحب ( الدَّرجات الرفيعة ) نقلاً عن أبي الفتح إبن جنّي شيخ المترجَم.

٢ - أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي المتوفّى ٣٧٧ وله منه إجازة، يروي عنه في كتابه ( ألمجازات النبويَّة).

٣ - أبو عبد الله محمَّد بن عمران المرزباني المتوفّى ٣٨٤ وقيل ٧٨.

____________________

١ - هو محمد سيد الكيلاني افرد في المترجم كتاباً في ١٥٩ صفحة وسماء ب‍ ( الشريف الرضي )

١٨٣

٤ - أبو محمَّد ألشيخ الأقدم هارون بن موسى التلعكبري المتوفّى ٣٨٥.

٥ - أبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي المتوفّى ٣٩٢ وقد أكثر النقل عنه في ( المجازات النبويَّة ).

٦ - أبو يحيى عبد الرحيم بن محمَّد المعروف بابن نباتة صاحب الخطب المتوفّى ٣٩٤.

٧ - ألشيخ الأكبر شيخنا المفيد أبو عبد الله إبن المعلّم محمَّد بن نعمان المتوفّى ٤١٣، قرأ عليه هو وأخوه علم الهدى المرتضى قال صاحب ( الدَّرجات الرفيعة ):كان المفيد رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها:ألحسن والحسين عليهما السَّلام صغيرين فسلّمتهما إليه وقالت له:علمهما الفقه. فانتبه متعجِّباً من ذلك فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها إبناها:عليّ المرتضى ومحمَّد الرّضي. صغيرين فقام إليها وسلّم عليها فقالت له:أيَّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه. فبكى الشيخ وقصَّ عليها المنام وتولَّى تعليمهما وأنعم الله تعالى وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باقٍ ما بقي الدَّهر. وذكرها إبن أبي الحديد في شرحه ج ١ ص ١٣.

٨ - أبو الحسن عليُّ بن عيسى الربعي النحوي البغدادي المتوفّى ٤٢٠ كما في ( المجازات النبويَّة ) ص ٢٥٠، وقال المترجَم في تفسير قول تعالى:ربِّ إنّي وضعتها اُنثى والله أعلم بما وضعت:قال لي شيخنا أبو الحسن عليُّ بن عيسى النحوي صاحب أبي علي الفارسي، وهذا الشيخ كنتُ بدأتُ بقرائة النحو عليه قبل شيخنا أبي الفتح عثمان، بن جنّي، فقرأتُ عليه مختصر الجرمي، وقطعة من كتاب الايضاح لأبي علي الفارسي، ومقدّمة أملاها عليَّ كالمدخل إلى النحو، وقرأت عليه العروض لأبي إسحاق الزجّاج والقوافي لأبي الحسن الأخفش.

٩ - ألقاضي عبد الجبّار أبو الحسن بن أحمد الشافعيّ المعتزلي، قرأ عليه كما في ( المجازات النبويَّة ).

١٠ - أبو بكر محمَّد بن موسى الخوارزمي، قرأ عليه في الفقه كما في ( المجازات ) ص ٩٢.

١٨٤

١١ - أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، يروي عنه الحديث كما في ( المجازات ) ص ١٥٥.

١٢ - أبو القاسم عيسى بن عليِّ بن عيسى بن داود بن الجراح، شيخه في الحديث كما في ( المجازات ) ص ١٥٣.

١٣ - أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد الأسدي الأكفاني.

١٤ - أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمَّد الطبري الفقيه المالكي، تلمّذ عليه في عنفوان شبابه كما في ( المنتظم ) لابن الجوزي وغيره.

تلامذته والرواة عنه

ويروي عنه جمعٌ من أعيان الطايفة وأعلام العامَّة منهم:

١ - شيخ الطائفة ابو جعفر محمَّد بن الحسن الطوسي المتوفّى ٤٦٠.

٢ - ألشيخ جعفر بن محمَّد الدوريستي.

٣ - ألشيخ أبو عبد الله محمَّد بن علي الحلواني كما في الإجازات.

٤ - ألقاضي أبو المعالي أحمد بن عليِّ بن قدامة المتوفّى ٤٨٦، كما في كثير من إجازات أعلام الدين.

٥ - أبو زيد السيِّد عبد الله بن علي كيابكي ابن عبد الله الحسيني الجرجاني، كما في إجازة الشهيد الثاني لوالد شيخنا البهائي العاملي، وإجازة مولانا المجلسي الأوَّل لولده العلّامة المجلسي.

٦ - أبو بكر احمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي، وهو من أجلّاء تلمذة المترجَم وأخيه الشريف المرتضى كما في ( المقابيس ) للعلّامة الحجَّة التستري.

٧ - أبو منصور محمَّد بن أبي نصر محمَّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري المعدّل كما في ( قصص الأنبياء ) للراوندي.

٨ - ألقاضي السيِّد أبو الحسن عليّ بن بندار بن محمَّد الهاشمي يروي عن المترجَم وأخيه علم الهدى المرتضى كما في إجازة الشيخ عبد الله السماهيجي الكبيرة للشيخ ياسين وإجازته للشيخ ناصر الجارودي سنة ١١٢٨

٩ - ألشيخ المفيد عبد الرَّحمن بن أحمد بن يحيى النيسابوري يروي عن المترجَم

١٨٥

وأخيه علم الهدى جميع مصنَّفاتهما بلا واسطة كما في إجازة الشيخ عبد الله السماهيجي الكبيرة المذكورة.

تآليفه وكتبه

١ - ( نهج البلاغة ) :كان يهتمّ بحفظه حملة العلم والحديث في العصور المتقادمة حتّى اليوم ويتبرَّكون بذلك كحفظ القرآن الشريف، وعُدَّ من حَفظته في قرب عهد المؤلِّف ألقاضي جمال الدين محمَّد بن الحسين بن محمَّد القاساني، فإنّه كان يكتب ( نهج البلاغة ) من حفظه كما ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته. م - ومن حُفّاظه في القرون المتقادمة الخطيب أبو عبد الله محمَّد الفارقي المتوفّى ٥٦٤ كما ذكره إبن كثير في تاريخه ١٢ ص ٢٦٠، وابن الجوزي في ( المنتظم ) ١٠ ص ٢٢٩ ].

ومن حفظة المتأخِّرين له العلّامة الورع السيِّد محمَّد اليماني المكّي الحائري المتوفّى في الحائر المقدَّس سنة ١٢٨٠ في ٢٨ ربيع الأوَّل.

ومنهم العالم المؤرِّخ الشاعر الشيخ محمَّد حسين مروَّة الحافظ العاملي، حكى سيِّدنا صدر الدين الكاظمي عن العلّامة الشيخ موسى شرارة:انَّه كان يحفظ تمام قاموس اللغة، وشرح نهج البلاغة لإبن ابي الحديد، وأربعين ألف قصيدة. ا ه‍. ونقل بعض الأعلام:انَّه كان حافظاً لكامل إبن الأثير من أوَّله إلى آخره. ذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء.

وقد توالت عليه الشروح منذ عهد قريب من عصر المترجَم له بما يربو على السبعين شرحاً وممَّن شرحه:

١ - ألسيد عليّ بن الناصر المعاصر لسيِّدنا الشريف الرَّضي شرحه وأسما شرحه ب‍ ( أعلام نهج البلاغة ) وهو أوَّل الشروح وأقدمها.

٢ - أحمد بن محمَّد الوبري من أعلام القرن الخامس.

٣ - ضياء الدين أبو الرضا فضل الله الراوندي علّق عليه سنة ٥١١.

٤ - أبو الحسن عليُّ بن أبي القاسم زيد بن أميرك محمَّد بن أبي علي الحسين إبن أبي سليمان فندق بن أيّوب بن الحسن بن أحمد بن عبد الرَّحمن بن عُبيد الله بن عمر بن الحسن بن عثمان بن أيّوب بن خُزيمة بن عمر بن خُزيمة بن ثابت ذي الشهادتين

١٨٦

صاحب رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم البيهقي النيسابوري من مشايخ ابن شهر آشوب قرأ نهج البلاغة على الشيخ الحسن بن يعقوب القارئ سنة ٥١٦ وشرحه وأسماه بـ‍ ( معارج نهج البلاغة ) ولد يوم السبت سابع وعشرين شعبان في سبزوار ومات سنة ٥٦٥(١) .

٥ - أبو الحسين سعيد بن هبة الله قطب الدين الراوندي المتوفّى ٥٧٣ أسما شرحه بـ‍ ( منهاج البراعة ).

٦ - ألشيخ أبو الحسين محمَّد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري الشهير بقطب الدين الكيدري، له شرحه الموسوم ب‍ ( حدايق الحقايق ) فرغ من تأليفه سنة ٥٧٦.

٧ - أفضل الدين الحسن بن عليّ بن أحمد الماهابادي، أحد مشايخ صاحب الفهرست ألشيخ منتجب الدين المتوفّى بعد سنة ٥٨٥(٢) .

٨ - ألقاضي عبد الجبّار المردَّد بين جمعٍ(٣) مقارنين بعصر شيخ الطائفة ذكره العلّامة النوري في ( المستدرك ).

٩ - ألفخر الرازي محمَّد بن عمر الطبري الشافعيّ المتوفّى ٦٠٦ كما صَّرح به القفطي في ( تاريخ الحكماء ).

١٠ - أبو حامد عزُّ الدين عبد الحميد الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي المدايني المتوفّى سنة ٦٥٥، له شرحه الدائر الذي إختصره المولى سلطان محمود الطبسي الآتي ذكره.

١١ - ألسيِّد رضي الدين أبو القاسم عليُّ بن موسى بن طاوس الحسيني المتوفّى سنة ٦٦٤.

____________________

١ - ترجمه الحموي في ( معجم الادباء ) ٥ ص ٢٠٨ نقلا عن كتابه ( مشارب التجارب ) وعد شرح النهج من تاليفه، فما في ( كاخ دلاويز ) ص ١١٦ من نفى صحة نسبة الشرح إليه ردا على ابن يوسف الشيرازي في غير محله، كما اشتبه عليه في قوله:ان البيهقي اول شارح الكتاب.

٢ - اسم الشارح أفضل الدين الحسن لا أبو الحسن كما في بعض المعاجم.

٣ - ألا وهم الفقهاء الافذاذ:القاضي ركن الدين عبد الجبار بن علي الطوسي، والقاضي عبد الجبّار بن فضل الله، وعبد الجبار بن منصور، والشيخ عبد الجبار بن احمد، والشيخ عبد الجبار بن عبد الله المقري الرازي، وعبد الجبار بن محمد الطوسي، وابو علي عبد الجبار بن الحسين.

١٨٧

١٢ - أبو طالب تاج الدين المعروف بابن الساعي علّي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله البغدادي المتوفّى ٦٧٤، صاحب التآليف الكثيرة منها شرح نهج البلاغة كما في ( منتخب المختار ) ص ١٣٨.

١٣ - كمال الدين الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني المتوفّى ٦٧٩، له شرحه الكبير والمتوسط والصغير.

١٤ - ألشيخ أحمد بن الحسن الناوندي، من أعلام القرن السابع تلميذ الشيخ جمال الدين الوراميني، له حواش كثيرة على ( نهج البلاغة ) من تقريرات استاده المذكور.

١٥ - ألعلّامة الحلّي جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهَّر المتوفّى ٧٢٦.

١٦ - ألشيخ كمال الدين إبن عبد الرَّحمن بن محمَّد بن إبراهيم العتائقي الجلّي أحد أعلام القرن الثامن له شرحه الكبير في أربع مجلّدات.

١٧ - يحيى بن حمزة العلوي اليمني من أئمَّة الزيديَّة المتوفّى ٧٤٩، إقتصر في شرحه على حلِّ عويصاته اللغويَّة.

١٨ - سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني الشافعيّ المتوفّى ٧٩١ / ٢ / ٣.

١٩ - ألسيِّد أفصح الدين محمّد بن حبيب الله بن أحمد الحسيني، فرغ من شرحه شهر صفر سنة ٨٨١(١)

٢٠ - ألمولى قوام الدين يوسف بن حسن الشهير بقاضي بغداد المتوفّى حدود سنة ٩٢٧.

٢١ - أبو الحسن عليُّ بن الحسن الزواري، من تلمذة المحقِّق الكركي شرحه بالفارسيَّة وأسماه ب‍ ( روضة الأبرار ) فرغ منه سنة ٩٤٧.

٢٢ - ألمولى جلال الدين الحسين بن خواجة شرف الدين عبد الحقّ الأردبيلي المعروف بالإ~لهي المتوفّى ٩٥٠، شرحه بالفارسيّة ويسمّى بـ ( منهج الفصاحة ).

____________________

١ - ذكر البحاثة ابن يوسف الشيرازي في ترجمته ( ما هو نهج البلاغة ) شرحين أحدهما ص ١٧ للسيد أفصح الدين المذكور والاخر في ص ٢٦ للسيد أفصح الدين الاخر ولم يعرف مؤلفه، وهو اشتباه واضح وليس هناك الا شرح واحد لرجل واحد.

١٨٨

٢٣ - ألمولى فتح الله بن المولى شكر الله القاشاني المتوفّى ٩٨٨، له شرحه الفارسي المطبوع الموسوم به [ تنبيه الغافلين وتذكرة العارفين]

٢٤ - عزُّ الدين عليُّ بن جعفر شمس الدين الآملي من تلمذة الشيخ عليّ بن هلال الجزائري له شرحه بالفارسيَّة.

٢٥ - ألمولى عماد الدين علي القاري الاسترابادي أحد أعلام القرن العاشر له تعليق على الكتاب.

٢٦ - ألمولى شمس بن محمَّد بن مراد ترجم شرح إبن أبي الحديد المعتزلي سنة ١٠١٣.

٢٧ - شيخنا البهائي العاملي المتوفّى ١٠٣١، له شرح نهج البلاغة ولم يتم، ذكره البرقعي فيما كتبه إلينا.

٢٨ - ألشيخ الرئيس أبو الحسن ميرزا القاجاري، له شرحه لم يتمّ، كتبه إلينا ألسيِّد البرقعي.

٢٩ - ألشيخ نور محمَّد بن القاضي عبد العزيز بن القاضي طاهر محمَّد المحلّي شرحه فارسيّاً سنة ١٠٢٨.

٣٠ - ألمولى عبد الباقي الخطّاط الصوفي التبريزي المتوفّى ١٠٣٩ شرحه بالفارسيَّة وسمّاه بـ‍ [ منهاج الولاية ](١)

٣١ - ألمولى نظام الدين عليّ بن الحسن الجيلاني يسمّى شرحه بـ‍ [ أنوار الفصاحة ] فرغ من أوَّل مجلّداته الثلاث ٤ ربيع الأوَّل سنة ١٠٥٣.

٣٢ - ألشيخ حسين بن شهاب الدين بن الحسين العاملي الكركي المتوفّى ١٠٧٦ عن ٦٨ سنة.

٣٣ - فخر الدين عبد الله بن المؤيّد بالله لخّص شرح إبن أبي الحديد وأسماه [ ألعقد النضيد المستخرج من شرح إبن أبي الحديد ] توجد منه نسخةٌ مؤرَّخةٌ بسنة ١٠٨٠.

____________________

١ - ذكر البحاثة ابن يوسف الشيرازي في ترجمة ( ما هو نهج البلاغة ) ص ١٩ شرحاً للمولى عبد الباقي ولم يسمه. وذكر في ص ٢٥ الشرح ( منهاج الولاية ) ولم يعرف مؤلفه،

١٨٩

٣٤ - ألسيَّد ماجد بن محمَّد البحراني المتوفّى ١٠٩٧ لم يتمّ شرحه.

٣٥ - ألشيخ محمّد مهدي بن أبي تراب السهندي شرحه باللغة الفارسيَّة وفرغ منه شهر رمضان سنة ١٠٩٧.

٣٦ - ميرزا علاء الدين محمَّد گلستانه المتوفّى ١١٠٠ يُسمّى شرحه بـ [ حدائق الحقائق ] وشرحه الآخر الصغير ب‍ [بهجة الحدائق ].

٣٧ - ألسيِّد حسن بن مطهر بن محمَّد اليمني الجرموزي الحسني المولود ١٠٤٤ والمتوفّى ١١١٠، له شرحه ذكره له الشوكاني في ( البدر الطالع ) ١ ص ٣١١.

٣٨ - ألمولى تاج الدين حسن المعروف بملّا تاجا والد شيخنا الفاضل الهندي المتوفّى ١١٣٧ له شرحٌ فارسيُّ يوجد في إصبهان.

٣٩ - ألمولى محمَّد صالح بن محمَّد باقر الروغني القزويني من أعلام القرن الحادي عشر شرحه فارسيّاً طبع بايران(١) .

٤٠ - ألسيِّد نعمة الله بن عبد الله الجزائري التستري المتوفّى ١١١٢ له شرحه في ثلاث مجلّدات.

٤١ - ألمولى سلطان محمود بن غلام علي الطبسي القاضي من تلمذة العلّامة المجلسي.

٤٢ - ألمولى محمَّد رفيع بن فرج الجيلاني المتوفَّى بالمشهد الرضوي حدود ١١٦٠.

٤٣ - ألشيخ محمَّد علي بن ألشيخ أبي طالب الزاهدي الجيلاني الإصبهاني المتوفّى في الهند ١١٨١ له شرح بعض خطبه.

٤٤ - ألسيِّد عبد الله بن محمَّد رضا الشبَّر الحسيني الكاظمي المتوفّى ١٢٤٢، له شرحان.

٤٥ - ألأمير محمَّد مهدي الخاتون آبادى الإصبهاني المتوفَّى ١٢٦٣، له شرحه بالفارسيَّة.

٤٦ - ألحاج ألسيِّد محمَّد تقي بن الأمير محمَّد مؤمن الحسيني القزويني المتوفّى

____________________

١ - خفى مؤلف هذا الشرح على صاحب ( وقايع الايام ) وذكره للحاج المولى صالح البرغاني القزويني، وتبعه البرقعي في ( كاخ دلاويز ) والبحاثة ابن يوسف الشيرازي في ترجمة ( ما هو نهج البلاغة ).

١٩٠

١٢٧٠، له شرحه بالفارسيَّة.

٤٧ - ميرزا باقر النوّاب بن محمَّد بن محمَّد اللاهجي الإصبهاني، كتب له شرحاً بالفارسيَّة بأمر السلطان فتحعلي شاه القاجار وطبع بايران.

٤٨ - ألحاج نصر الله بن فتح الله الدزفولي، ترجم شرح إبن أبي الحديد بالفارسيَّة وزاد عليه تحقيقاته بأمر السلطان ناصر الدين شاه القاجار وفرغ منه سنة ١٢٩٢.

٤٩ - ألسيِّد صدر الدين بن محمَّد باقر الموسوي الدزفولي، من تلمذة آقا محمّد البيد آبادي.

٥٠ - ألسيِّد مفتي عبّاس المتوفّى ١٣٠٦ ( أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر ) عدَّه البرقعي فيما كتبه إلينا من شرّاحه.

٥١ - ألمولى أحمد بن علي أكبر المراغي نزيل تبريز والمتوفّى ٥ محرَّم سنة ١٣١٠ علَّق على مشكلاته.

٥٢ - ألشيخ بهاء الدين محمّد ( أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر ) له شرحه ذكره البرقعي فيما كتبه إلينا.

٥٣ - ألاُستاذ محمّد حسن نائل المرصفي، شرح مشكلات لغاته طبع بمصر تعليقاً عليه سنة ١٣٢٨

٥٤ - ألشيخ محمّد عبده المتوفّى سنة ١٣٢٣.

٥٥ - ألحاج ميرزا حبيب الله الموسوي الخوئي المتوفّى حدود ١٣٢٦، له شرحه الكبير الموسوم بـ‍ ( منهاج البراعة).

٥٦ - ألشيخ جواد الطارمي بن الحاج المولى محَّرم علي الزنجاني المتوفّى سنة ١٣٢٥، له شرحه الموسوم ب‍ـ ( شرح الإحتشام على نهج بلاغة الإمام ).

٥٧ - ألحاج ميرزا إبراهيم الخوئي الشهيد سنة ١٣٢٥، له شرحه المسمّى بـ‍ ( الدرَّة النجفيَّة ) طبع في تبريز سنة ١٢٩٣.

٥٨ - جهانگيرخان القشقائي المتوفّى بإصبهان سنة ١٣٢٨.

٥٩ - ألسيد أولاد حسن بن محمّد حسن الهندي المتوفّى سنة ١٣٣٨، يُسمّى شرحه ب‍ـ [ الإشاعة ].

١٩١

٦٠ - ألشيخ محمّد حسين بن محمّد خليل الشيرازي المتوفّى ١٣٤٠.

٦١ - ألسيِّد علي أطهر الكهجوي الهندي المتوفّى في شعبان سنة ١٣٥٢.

٦٢ - ألاُستاذ محيي الدين الخيّاط نزيل بيروت طبع شرحه في ثلث مجلّدات.

٦٣ - ألسيِّد ذإكر حسين أختر الدهلوي المعاصر شرحه بلغة اردو.

٦٤ - ألاُستاذ محمّد بن عبد الحميد المصري زاد على شرح الشيخ محمّد عبده بعض إفاداته وطبع.

٦٥ - ألسيِّد ظفر مهدي اللكهنوي له شرحه بلغة اردو.

٦٦ - ألسيِّد هبة الدين محمّد علي الشهرستاني، له شرحه الموسوم بـ‍ [ بلاغ المنج ]

٦٧ - ألشيخ محمّد علي بن بشارة الخيقاني، له شرحه ذكره له ألشيخ أحمد النحوي في قصيدة يمدحه بها فقال:

ولقد كسى نهج البلاغة فكره

شرحاً فأظهر كلّ خافٍ مضمرِ

وكتب إلينا البرقعي من شُرّاحه.

٦٨ - ميرزا محمّد تقي الألماسي حفيد العلّامة المجلسي قال:له شرحه بالفارسيَّة لم يتمّ.

٦٩ - ألشيخ عبد الله البحراني صاحب العوالم.

٧٠ - ألشيخ عبد الله بن سليمان البحراني السماهيجي.

٧١ - ألحاج المولى علي العلياري التبريزي.

٧٢ - ألشيخ ملّا حبيب الله الكاشاني صاحب التآليف القيِّمة.

٧٣ - ألسيَد عبد الحسين الحسيني آل كمّونة البروجردي.

٧٤ - ميرزا محمّد علي بن محمّد نصير چهاردهي الگيلاني، له شرحه في ثلاث مجلّدات.

٧٥ - ميرزا محمّد علي قراجه داغي التبريزي.

٧٦ - ألأستاذ محمّد محيي الدين عبد الحميد المدرِّس في كلّية اللغة العربيَّة بالأزهر، زاد على شرح ألشيخ محمّد عبده زيادات هامّة طبعت مع الأصل والشرح بمصر في مطبعة الإستقامة.

م - ووقفنا على آثار قيِّمة أو مآثر خالدة حول ( نهج البلاغة ) لجمع ممّن عاصرناهم ألاوهم:

١٩٢

٧٧ - ألحاج ميرزا خليل الصيمري الكمرئي الطهراني، شرح النهج وأطنب في أربع وعشرين مجلّدا، طبع بعض تلكم الأجزاء الضخمة الفخمة القيِّمة بطهران.

٧٨ - ألسيِّد محمود الطالقاني، شرحه في عدَّة مجلّدات طبع غير واحد منها.

٧٩ - ألحاج السيِّد علي النقيّ فيض الاسلام الإصبهاني، ترجمه في ست مجلّدات، طبعت في طهران بأجود خطّ وأحسن ورق.

٨٠ - ألحاج ميرزا محمّد علي الأنصاري القميّ ترجمه نظماً ونثراً بالفارسيَّة في عدَّة مجلّدات وقفت على ثلاث منها مطبوعة بأجمل هيئة وأبهى صورة.

٨١ - جواد فاضل ترجم جملة من خطبه بالفارسية بأسلوب بديع وبيان مليح ].

مؤلف نهج البلاغة

كلُّ هؤلاء الأعلام لا يشكّون في أنَّ الكتاب من تآليف الشريف الرَّضي، و تصافقهم على ذلك معاجم الشيعة جمعاء، فلن تجد من ترجمة من أربابها إلّا ناصّاً على صحَّة النسبة وجازماً باستقامة النسب منذ عصر المؤلِّف وإلى اليوم الحاضر، اُنظر فهرست أبي العبّاس النجاشي المتوفّى ٤٥٠، وفهرست الشيخ منتجب الدين المتوفّى ٥٨٥ و و و.

وتُنبئ القارئ عن صحَّة النسبة إجازات حملة العلم والحديث لأصحابهم منها:

١ - إجازة الشيخ محمّد بن علي بن أحمد بن بندار للشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين برواية الكتاب [ نهج البلاغة ] في جمادى الاُخرى سنة ٤٩٩.

٢ - إجازة الشيخ عليّ بن فضل الله الحسيني لعليِّ بن محمّد بن الحسين المتطبِّب برواية الكتاب في رجب سنة ٥٨٩.

٣ - إجازة الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى الحلّي للسيِّد عزّ الدين الحسن بن عليّ المعروف بابن الأبرز برواية الكتاب في شعبان سنة ٦٥٥.

٤ - إجازة العلّامة الحلّي لبني زهرة في سنة ٧٢٣.

٥ - إجازة السيِّد محمّد بن الحسن بن أبي الرِّضا العلوي لجمال الدين إبن أبي المعالي سنة ٧٣٠.

٦ - إجازة فخر الدين محمّد بن العلّامة الحلّي لابن مظاهر في سنة ٧٤١.

١٩٣

٧ - إجازة شيخنا الشهيد الأوَّل للشيخ إبن نجدة سنة ٧٧٠.

٨ - إجازة الشيخ عليِّ بن محمّد بن يونس البياضي صاحب [ الصِّراط المستقيم ] للشيخ ناصر بن إبراهيم البُويهي الحساوي سنة ٨٥٢.

٩ - إجازة الشيخ عليِّ المحقِّق الكركيِ للمولى حسين الأسترابادي في سنة ٩٠٧.

١٠ - إجازة الشيخ المحقِّق الكركي للشيخ إبراهيم سنة ٩٣٤.

١١ - إجازة المحقِّق الكركي للقاضي صفيِّ الدين عيسى سنة ٩٣٧.

١٢ - إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي في سنة ٩٤١.

١٣ - إجازة الشيخ حسن بن الشهيد الثاني الكبيرة.

١٤ - إجازة الشيخ أحمد بن نعمة الله بن خاتون للمولى عبد الله التستري في سنة ٩٨٨.

١٥ - إجازة الشيخ محمَّد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون للسيِّد ظهير الدين الهمداني في سنة ١٠٠٨.

١٦ - إجازة العلّامة المجلسي الأوَّل لتلميذه آقا حسين الخونساري سنة ١٠٦٢

١٧ - إجازة العلّامة المجلسي الأوّل الكبيرة لولده العلّامة المجلسي المؤرَّخة بسنة ١٠٦٨.

١٨ - إجازة الشيخ صالح بن عبد الكريم للمولى محمَّد هادي بن محمَّد تقي الشولستاني سنة ١٠٨٠.

١٩ - إجازة المجلسي الثاني للسيد ميرزا إبراهيم النيسابوري سنة ١٠٨٨.

٢٠ - إجازة العلامة المجلسي للسيِّد نعمة الله الجزائري سنة ١٠٩٦. وغيرها من الإجازات.

وقبل هذه كلّها نصوص الشريف الرَّضي نفسه في كتبه بذلك فقال في الجزء الخامس من تفسيره ص ١٦٧:ومن أراد أن يعلم زمان ما أشرنا إليه من ذلك فليمعن النظر في كتابنا الذي ألَّفناه ووسمناه [ بنهج البلاغة ] وجعلناه يشتمل على مختار جميع الواقع إلينا من كلّام أمير المؤمنينعليه‌السلام في جميع الأنحاء والأغراض والأجناس والأنواع من خطب وكتب ومواعظ وحكم وبوَّبناه أبواباً ثلاثة. إلخ.

١٩٤

وقال في كتابه [ المجازات النبويّة ](١) ص ٢٢٣:وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الموسوم، [ نهج البلاغة ] الذي أوردنا فيه مختار جميع كلامه.

وقال في ص ٤١ من المجازات:وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الموسوم بـ [ نهج البلاغة ]

وقال في ص ١٦١:قد ذكرنا الكلام في كتابنا الموسوم بـ‍ [ نهج البلاغة ].

وقال في ص ٢٥٢:قد ذكرناه في جملة كلامهعليه‌السلام لكميل بن زياد النخعي في كتاب ( نهج البلاغة ).

وقال في أواخر ( نهج البلاغة ) في شرح قولهعليه‌السلام : ألعين وكاء السنة:قال الرَّضي وقد تكلّمنا في هذه الإستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبويَّة.

وقال في ديباجة ( نهج البلاغة ):فإنِّي كنت في عنفوان السنّ، وغضاضة الغصن إبتدأت بتأليف كتاب في خصائص الائمَّة عليهم السَّلام يشتمل على محاسن أخبارهم و جواهر كلامهم. إلخ. وكتاب الخصايص المذكور موجودٌ بين أيدينا ولم يختلف فيه اثنان انَّه للشريف الرَّضي.

فما تورَّط به بعض الكتبة من نسبة الكتاب إلى أخيه علم الهدى وإتَّهامه بوضعه(٢) أو وضع بعض ما فيه على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام والدَّعوى المجرَّدة ببطلان أكثر ما فيه وعزو ذلك إلى سيَدنا الشريف الرَّضي(٣) الذي عرفت موقفه العظيم من الثقة و العلم والجلالة، أو الترديد فيمن وضعه وجمعه بينهما(٤) ممّا لا يُقام له في سوق الحقايق وزن، وليس له مناخٌ إلّا حيث تربض فيه العصبيَّة العمياء، ويكشف عن جهل اولئك المؤلِّفين برجال الشيعة وتآليفهم، وأعجب ما رأيت كلمة الذهبي في طبقاته ج ٣ ص ٢٨٩ وفيها [ يعني سنة ٤٣٦ ] تُوفّي شيخ الحنفيِّة العلّامة المحدِّث أبو عبد الله الحسين بن موسى الحسيني الشريف الرَّضي واضع كتاب [ نهج البلاغة ].

قال إبن أبي الحديد ج ٢ ص ٥٤٦ بعد ذكر خطبة إبن أبي الشحماء العسقلاني

____________________

١ - كون المجازات النبوية للشريف الرضي من المتسالم عليه لم يختلف فيه اثنان.

٢ - ميزان الاعتدال ٢ ص ٢٢٣، ودائرة المعارف للبستاني ١٠ ص ٤٥٩، تاريخ آداب اللغة ٢ ص ٢٨٨.

٣ - كما في ميزان الاعتدال، ولسان الميزان ٤ ص ٢٢٣.

٤ - تاريخ ابن خلكان ١ ص ٣٦٥، مرآة الجنان لليافعي ج ٣ ص ٥٥.

١٩٥

الكاتب:هذه أحسن خطبة خطبها هذا الكاتب وهي كما تراها ظاهرة التكلّف بيِّنة التوليد، تخطب على نفسها، وإنَّما ذكرت هذا لأنَّ كثيراً من ارباب الهوى يقولون:إنَّ كثيراً من ( نهج البلاغة ) كلامٌ محدثٌ صنعه قومٌ من فصحاء الشيعة، وربّما عزوا بعضه إلى الرَّضي أبي الحسن وغيره، وهؤلاء قومُ أعمت العصبيَّة أعينهم فضلّوا عن النهج الواضح، وركبوا بيِّنات الطريق ضلالا، وقلّة معرفة بأساليب الكلام، وأنا أوضح لك بكلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط فأقول:لا يخلو إمّا أن يكون كلّ ( نهج البلاغة ) مصنوعاً منحولاً أو بعضه، والأوَّل باطلٌ بالضَّرورة لأنّا نعلم بالتواتر صحَّة إسناد بعضه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وقد نقل المحدِّثون كلّهم أو جلّهم والمؤرِّخون كثيراً منه وليسوا من الشيعة لينسبوا إلى غرضٍ في ذلك، والثاني يدلُّ علي ما قلناه لأنّ من قد أنس بالكلام والخطابة وشدا طرفاً من علم البيان وصار له ذوقٌ في هذا الباب لا بدَّ أن يفرِّق بين الكلام الركيك والفصيح، وبين الأصيل والمولّد، وإذا وقف علي كرّاسٍ واحدٍ يتضمَّن كلاماً لجماعة من الخطباء أو لاءثنين منهم فقط فلا بدَّ أن يفرِّق بين الكلامين ويميِّز بين الطريقين، ألا ترى ؟ إنّا مع معرفتنا بالشعر ونقده لو تصفَّحنا ديوان أبي تمام فوجدناه قد كتب في أثنائه قصايد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمام ونَفَسه وطريقته ومذهبه في القريض، ألا ترى ؟ أنَّ العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصايد كثيرة منحولة إليه لمباينتها لمذهبه في الشعر، وكذلك حذفوا من شعر أبي نواس شيئاً كثيراً لما ظهر لهم انَّه ليس من ألفاظه ولا من شعره، وكذلك غيرهما من الشعراء، ولم يعتمدوا في ذلك إلّا على الذوق خاصَّة، وأنت إذا تأمّلت ( نهج البلاغة ) وجدته كلّه ماءً واحداً ونفساً واحداً واُسلوباً واحداً كالجسم البسيط الذي ليس بعضٌ من أبعاضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهيَّة، وكالقرآن العزيز أوَّله كأوسطه وأوسطه كآخره، وكلُّ سورة منه و كلّ آية مماثلةٌ في المأخذ والمذهب والفنّ والطريق والنظم لباقي الآيات والسّور، ولو كان بعض ( نهج البلاغة ) منحولاً وبعضه صحيحاً لم يكن ذلك كذلك، فقد ظهر لك بهذا البرهان الواضح ضلال من زعم أن الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام

واعلم أنَّ قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قَبل له به لأنّا متى فتحنا

١٩٦

هذا الباب وسلّطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو لم نثق بصحَّة كلام منقول عن رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم أبداً وساغ لطاعنٍ أن يطعن ويقول:هذا الخبر منحولٌ، وهذا الكلام مصنوعٌ، وكذلك ما نُقل عن أبي بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والأدب وغير ذلك، وكلّ أمر جعله هذا الطاعن مستنداً له فيما يرويه عن النبيَّصلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمَّة الراشدين والصحابة والتابعين والشعراء والمترسِّلين والخطباء، فلنا صري أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يستعدَّ إلى مثله فيما يروونه عنه من (نهج البلاغة ) وغيره وهذا واضحٌ. ا ه‍.

وقال في ج ١ ص ٦٩ في آخر الخطبة الشقشقيَّة:حدَّثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة قال:قرأت على الشيخ أبي محمَّد عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشّاب ( المتوفّى ٥٦٨ ) هذه الخطبة ( يعني الشقشقية ) فلمّا انتهيت إلى هذا الموضع ( يعني قول إبن عبّاس:فوالله ما أسفت. إلخ ) قال لي:لو سمعت إبن عبّاس يقول هذا لقلت له:وهل بقي في نفس إبن عمِّك أمرٌ لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسَّف أن لا يكون بلّغ من كلامه ما أراد؟! والله ما رجع عن الأوَّلين ولا عن آخرين ولا بقي في نفسه أحدٌ لم يذكره إلّا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال مصدق:وكان إبن الخشّاب صاحب دعابة وهزل قال:فقلت له:أتقول إنّها منحولةٌ ؟! فقال:لا والله وانّي لأعلم أنَّها كلامه كما أعلم انَّك مصدق:قال:فقلت له:إنَّ كثيراً من الناس يقولون:إنَّها من كلّام الرَّضي رحمه الله تعالى، فقال:أنّى للرَّضي ولغير الرضي هذا النَفَس وهذا الاُسلوب ؟! قد وقفنا على رسائل الرَّضي وعرفنا طريقته وفنَّه في الكلام المنثور وما يقع من هذا الكلام في خلّ ولا خمر. قال:والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتبٍ صُنّفت قبل أن يُخلق الرَّضي بمائتي سنة ولقد وجدتها مسطورةً بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يُخلق النقيب أبو أحمد والد الرَّضي، قلت:وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديِّين من المعتزلة وكان في دولة المقتدر قبل أن يُخلق الرَّضي بمدّة طويلة، ووجدت ايضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلّمي الإماميَّة وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب ( الإنصاف ) وكان أبو جعفر

١٩٧

هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرَّضي رحمه الله تعالى موجوداً. ا ه‍.

وقد أفرد العلّامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء كتاباً في ٦٦ صحيفة حول الكتاب ودفع الشبهات عنه بعد نقلها، وقد جمع فأوعى وتبسَّط فأجاد(١) وألقي الشيخ محمّد عبده حول الكتاب كلمات ضافية في شرحه، وأطال البحث عنه وعن إعتباره الأستاذ حسين بستانه اُستاذ الأدب العربي في الثانويَّة المركزيَّة [ سابقاً ] تحت عنوان ( أدب الإمام عليّ ونهج البلاغة ) وتعرّض الأوهام الحائمة حول النهج، نشر في العدد الرابع من أعداد السنة الخامسة من مجلّة ( الاعتدال ) النجفيَّة الغرّاء، وللعلّامة السيِّد هبة الدين الشهرستاني تأليفٌ حول إعتبار ما في النهج ومحلّه من الرفعة والبذخ عند العالمين تحت عنوان ( ما هو نهج البلاغة ) طبع في صيدا، وترجمه إلى الفارسيَّة أحد فضلاء ايران في عاصمتها ( طهران ) وزاد عليه بعض الفوايد.

ومن تآليف سيدنا الرضي

٢ - خصائص الأئمَّة ذكره مؤلِّفه في صدر ( نهج البلاغة ) وأطراه، وعندنا منه نسخة وقد شرح فيه بعض كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام وذكر اسمه في غير موضع واحد، والعجب عن العلّامة الحلّي وكلامه حوله قال:توجد في العراق نسخٌ باسمه تشبهه في المنهج لكن لم تصحّ نسبتها.

٣ - مجازات الآثار النبويَّة طبع ببغداد سنة ١٣٢٨.

٤ - تلخيص البيان عن مجاز القرآن، ذكره في مواضع من كتابه المجازات النبويَّة ص ٢، ٣، ٩، ١٤٥.

٥ - حقايق التأويل في متشابه التنزيل، وهو تفسيره ذكره في كتابه ( المجازات النبويَّة ) يعبِّر عنه تارةً بحقايق التأويل. واُخرى بالكتاب الكبير في متشابه القرآن، وعبَّر عنه النجاشي بحقايق التنزيل، وصاحب عمدة الطالب بكتاب المتشابه في القرآن.

٦ - معاني القرآن، وهو كتابه الثالث في القرآن ذكره له إبن شهر اشوب في ( المعالم ) ص ٤٤ وقال يتعذَّر وجود مثله، وقال النسّابة العمري في ( المجدي ) شاهدت

____________________

١ - طبع مع كتابه ( مستدرك نهج البلاغة ) في النجف الاشرف.

١٩٨

له جزؤا مجلّداً من تفسير منسوب إليه في القرآن مليح حسن، يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر، وقال إبن خلكان:يتعذَّر وجود مثله دلّ على توسّعه في علم النحو واللغة. ولعلَّ الممدوح هو تفسيره السابق.

٧ - تعليق خلاف الفقهاء.

٨ - تعليقه على ايضاح أبي علي الفارسي.

٩ - ألحسن من شعر الحسين إنتخب فيه شعر إبن الحجّاج المترجَم له في شعراء القرن الرابع.

١٠ - ألزيادات في شعر إبن الحجّاج المذكور.

١١ - ألزيادات في شعر أبي تمام المترجَم له في شعراء القرن الثالث.

١٢ - مختار شعر أبي إسحاق الصّابي.

١٣ - ما دار بينه وبين أبي إسحاق من الرَّسائل شعراً(١) .

( وذكر له في عمدة الطالب )

١٤ - كتاب رسائله في ثلاث مجلّدات، ولأبي اسحاق الصّابي المتوفّى قبل سنة ٣٨٠ كتاب مراسلات الشريف الرَّضي كما ذكره إبن النديم في الفهرست ص ١٩٤.

١٥ - أخبار قُضاة بغداد.

١٦ - سيرة والده الطاهر ألَّفه سنة ٣٧٩ وذلك قبل وفاة والده بإحدى و عشرين سنة.

( وذكر له في تاريخ آداب اللغة )

١٧ - كتاب إنشراح الصدر في مختارات من الشعر. أقول:هو لبعض الاُدباء إختاره من ديوان المترجَم له كما في (كشف الظنون ) ج ١ ص ٥١٣.

١٨ - طيف الخيال:مجموعةٌ تنسب إليه. أقول:هو من تآليف أخيه الشَّريف المرتضى لا له.

١٩ - وله ديوان شعره الساير المطبوع، قال إبن خلكان:وقد عني بجمع ديوان الرَّضي جماعةٌ وآخر ما جُمع الذي جمعه أبو حكيم الخَبري(١) ا ه‍. وأنفذ الصاحب

____________________

١ - ذكرت هذه الكتب له في فهرست النجاشي.

١٩٩

إبن عبُاد ( المترجَم له في شعراء القرن الرابع من كتابنا ) إلى بغداد من ينسخ له ديوانه وكتب إليه بذلك سنة ٣٨٥ ( وهي سنة وفاته ) وعندما سمع المترجَم له به وأنفذه مدحه بقصيدة منها قوله:

بيني وبينك حرمتان تلاقتا

نثري الذي بك يقتدي وقصيدي

ووصائل الأدب التي تصل الفتى

لا باتِّصال قبائل وجدودٍ

إن أهدِ أشعاري إليك فإنَّها

كالسَّرد أعرضه علي داوُدِ

وأنفذَت ( تقيَّه ) بنت سيف الدولة التي توفيت سنة ٣٩٩ من مصر مَن ينسخ ديوان الشريف الرَّضي لها وهي لا ترى هديَّة أنفس منه يوم حُمل إليها، ويُعرب ذلك عن عناية الشريف بشعره وجمعه في حياته ولعلَّ جمعه كجمع أخيه الشريف المرتضى لديوان كان على ترتيب سني نظمه المتمادية.

شعره وشاعريته

من الواضح انَّ الواقف على نفسيَّات سيِّدنا الشريف ( المترجَم ) ومواقفه العظيمة من العلم والسودد والمكانة الرفيعة يرى الشعر دون قدر الشريف، ويجد نفسه أعلا من أنفس الشعراء وأرفع، ويرى الشعر لا يمهِّد لشريف كياناً على كيانه، و لا يأثِّر في ترفّعه وشممه، ولا يولِّد له العظمة، ولا يأخذ بضبعه إلى التطوُّل، وقد نظم وشعر في صباه وهو لم يبلغ عمره عشر سنين، ومن شعره في صباه وله عشر سنين قوله من قصيدة:

____________________

١ - قال الاميني:قال العلامة الشيخ عبد الحسين الحلي في ترجمة الشريف الرضي في مقدمة الجزو الخامس من ( حقائق التأويل ) المطبوع:لا نعرف من هو أبو الحكيم ومتى كان وما اسمه. ا ه‍. وهذا مما يقضى منه العجب، فان أبا حكيم أعرف من أن يخفى على أي مترجم، فهو أبو الحكيم المعلم عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن حكيم الخبري ( بفتح الخاء وسكون الموحدة ) أحد أساتذة العلوم العربية كن معلما ببغداد حسن الخط تفقه على الشيخ أبي اسحاق الشيرازي وبرع في الفرايض والحساب:وصنف فيهما، وشرح الحماسة وديوان البحتري وعدة دواوين، وسمع الحديث من ابي محمَّد الجوهري وجماعة، توفي يوم الثلاثا الثاني والعشرين ذي الحجة سنة ٤٧٦. وكانت له بنتان محدثتان:الكبرى ( رابعة ) سمعت أبا محمد الجوهري شيخ والدها، والصغرى ( ام الخير فاطمة ) سمعت أبا جعفر محمَّد بن احمد المعدل وجمع آخر وقرأ عليها السمعاني صاحب الأنساب ) ببغداد أكثر كتاب الموفقيات للزبير بن بكار ماتت في رجب سنة ٥٣٤، وسبط أبي الحكيم من كريمته الكبرى أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي الحافظ يروي عن أبي محمد الجوهري. راجع أنساب السمعاني، ومعجم الادباء، وبغية الوعاة.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

الآيات

( وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٦) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (١١) )

التّفسير

لو كنّا نسمع أو نعقل :

كان الحديث في الآيات السابقة عن معالم العظمة والقدرة الإلهية ودلائلها في عالم الوجود ، أمّا في الآيات مورد البحث فإنّه تعالى يتحدّث عن الأشخاص الذين يعرضون ويتنكّبون عن أدلّة الحقّ ، ويكابرون في تحدّي البراهين الدامغة ،

٤٨١

ويسلكون طريق الكفر والشرك ، ويقذفون أنفسهم كالشياطين في اتون العذاب الإلهي.

يقول تعالى في البداية :( وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) .

ثمّ يستعرض توضيحا لهذا اللون من العذاب الرهيب فيقول تعالى :( إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ ) .

نعم ، إنّهم عند ما يلقون فيها بمنتهى الذلّ والحقارة تقترن حالة إلقائهم بصدور صوت مرعب وشديد من جهنّم ، حيث يسيطر الرعب والخوف على جميع وجودهم.

«شهيق» في الأصل بمعنى صوت قبيح ومنكر كصوت الحمار ، ويقال أنّه مأخوذ من مادّة (شهوق) بمعنى كونه طويلا (لذا يطلق على الجبل العالي بأنّه شاهق) ومن هنا فإنّه (شهيق) جاءت بمعنى الأنين الطويل.

وقال البعض : إنّ (الزفير) هو الصوت الذي يتردّد في الحلق ، أمّا (الشهيق) فهو الصوت الذي يتردّد في الصدر ، وفي كلّ الأحوال فإنّها إشارة إلى الأصوات المرعبة والمؤلمة.

ثمّ يضيف تعالى مستعرضا شدّة غضب (جهنّم) وشدّة هيجانها وانزعاجها بقوله تعالى :( تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ) (١) .

إنّها حرارة هائلة جدّا ونار حارقة مزمجرة كما لو وضعنا إناء كبير على نار محتدمة فانّه لا يلبث أن يفور ويغلي بشكل يكاد فيه أن يتلاشى ويذوب ، أو كإنسان يكاد أن يتفجّر من شدّة الغضب والثورة والانفعال ، هكذا هو منظر جهنّم ، مركز الغضب الإلهي.

ثمّ يستمرّ تعالى بقوله :( كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ) .

__________________

(١) (تميّز) بمعنى التلاشي والتشتّت وكانت في الأصل (تتميّز).

٤٨٢

فلما ذا إذن أوقعتم أنفسكم في هذا المصير البائس ، وهذا البلاء العظيم والساعة الرهيبة ، إنّ الملائكة (خزنة جهنّم) يستغربون ويكادون أن يصعقوا لما أصابكم وما أوقعتم به أنفسكم ، في مثل هذه الداهية مع الوعي الذي حباكم به الله سبحانه وما تفضّل به عليكم من نعمة الرسل الإلهيين والقادة من الأنبياء والمرسلين فكيف اخترتم لأنفسكم مقرّا كهذا؟

( قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ ، فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ ) .

وهكذا يأتي الاعتراف : نعم قد جاءنا الرسل إلّا أنّنا كذّبناهم ولم نسمع نداءهم المحيي للنفوس بل خالفناهم وعارضناهم واعتبرناهم ضالّين ، وأخرجناهم من بين صفوفنا ، وأبعدناهم عنّا

ثمّ يذكر القرآن الدليل الأصلي على شقائهم وتعاستهم ولكن على لسانهم فيقول :( وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ ) ، أجل هكذا يأتي اعترافهم بذنوبهم بعد فوات الأوان( فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ ) .

وفي هذه الآيات وضمن بيان المصير المرعب لهؤلاء يشير إلى السبب الحقيقي لذلك ، فمن جهة أعطاهم الله تعالى الاذن السامعة والعقل ، ومن جهة اخرى بعث إليهم الرسل والأنبياء بالدلائل الواضحة فلو اقترن هذان الأمران فالنتيجة هي ضمان سعادة الإنسان ، أمّا لو كان للإنسان اذن لا يسمع بها ، وعين لا يبصر بها ، وعقل لا يفكّر به ، فلو جاءه جميع الأنبياء والمرسلين بكافّة معاجزهم وكتبهم ، لم ينتفع بشيء. وقد ورد في الحديث الشريف ، أنّ بعض المسلمين ذكروا شخصا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأثنوا عليه ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كيف عقل الرجل» فقيل : يا رسول الله نحن نسأل عن سعيه وعبادته وخيراته وأنت تسأل عن عقله؟! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر ، وإنّما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربّهم على قدر عقولهم!».

٤٨٣

«سحق» على وزن (قفل) وهي في الأصل بمعنى طحن الشيء وجعله ناعما كما تطلق على الملابس القديمة ، إلّا أنّها هنا بمعنى البعد عن رحمة الله ، وبناء على هذا فإنّ مفهوم قوله تعالى :( فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ ) هو : فبعدا لأصحاب النار عن رحمة الله ، ولأنّ لعنة وغضب الله تعالى يكون توأما مع التجسيد الخارجي له ، فإنّ هذه الجملة بمثابة الدليل على أنّ هذه المجموعة بعيدة عن رحمة الله بشكل كلّي.

* * *

ملاحظة

المقام السامي للعقل :

ليست هذه هي المرّة الاولى التي يشير فيها القرآن الكريم إلى مقام العقل السامي ، كما أنّها ليست المرّة الاولى التي يصرّح فيها بأنّ العامل الأساسي لتعاسة الإنسان ودخوله عوالم الخسران والضياع والعاقبة التعيسة ، وسقوطه وفي وحل الذنوب وجهنّم هو عدم الاستفادة من هذه القوّة الإلهيّة العظيمة ، وإغفال هذه القدرة الجبّارة ، وعدم استثمار هذه الجوهرة والنعمة الربّانية ، وذلك واضح وبيّن لكل من قرأ القرآن وتدبّر آياته ، حيث يلاحظ أنّ هذا الأمر مؤكّد عليه في مناسبات شتّى

وعلى الرغم من الأكاذيب التي يطلقها البعض بأنّ الدين هو وسيلة لتخدير العقول والإعراض عن أوامرها ومتطلّباتها ، فإنّ الإسلام قد وضع أساس معرفة الله تعالى وسلوك طريق السعادة والنجاة ، ضمن مسئولية العقل.

لذا فإنّ القرآن الكريم يوجّه نداءاته بصورة مستمرّة وفي كلّ مكان إلى (أولو الألباب) و (أولو الأبصار) وأصحاب الفكر من العلماء والمتعمّقين في شؤون المعرفة.

٤٨٤

ولقد وردت في المصادر الإسلامية روايات كثيرة في هذا الصدد ، بشكل لا يمكن إحصاؤه ، والطريف أنّ كتاب الكافي المعروف ، والذي هو أكثر الكتب اعتبارا في مجال الحديث يحتوي على (أبواب) أو (كتب) أوّلها كتاب باسم كتاب (العقل والجهل) وكلّ من يلاحظ الروايات التي وردت بهذا الخصوص يدرك عمق النظرة الإسلامية إلى هذه المسألة.

ونحن هنا نقتطف منها روايتين :

جاء في حديث عن الإمام عليعليه‌السلام أنّه قال : «هبط جبرائيل على آدم ، فقال : يا آدم ، إنّي أمرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع إثنين ، فقال له آدم : يا جبرائيل وما الثلاث؟ فقال : العقل والحياء والدين ، فقال آدم إنّي قد اخترت العقل ، فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه. فقالا : يا جبرئيل ، إنّا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان ، قال : فشأنكما وعرج»(١) .

وهذا من أجمل ما يمكن أن يقال في العقل ، وطبيعة علاقته مع الحياء والدين ، إذ أنّ العقل إذا ما انفصل عن الدين فإنّ الدين سيكون في مهبّ الرياح ويتعرّض إلى الانحراف بسبب الأهواء وفقدان الموازن الموضوعية الأساسية.

أمّا «الحياء» الذي هو المانع والرادع للإنسان عن ارتكاب القبائح والذنوب ، فهو الآخر من ثمار شجرة العقل والمعرفة.

وهكذا نرى أنّ آدمعليه‌السلام كان يتمتّع بدرجة عالية من العقل ، حيث أنّهعليه‌السلام اختار العقل ممّا خيّر به من الأمور الثلاث ، وبذلك اصطحب الدين والحياء أيضا.

ونقرأ في حديث للإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «من كان عاقلا كان له دين ومن كان له دين دخل الجنّة»(٢) .

وبناء على هذا فإنّ الجنّة هي مكان اولي الألباب ، ومن الطبيعي أنّ المقصود

__________________

(١) اصول الكافي طبقا لنقل نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٢.

(٢) اصول الكافي طبقا لنور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٢.

٤٨٥

من العقل هنا : هو المعرفة الحقيقيّة الراسخة وليس ألاعيب الشياطين التي تلاحظ في أعمال وممارسات السياسيين والظالمين والمستكبرين في عالمنا المعاصر.

حيث أنّ ذلك كما يقول الإمام الصادق هو (شبيهة بالعقل ، وليست بالعقل)(١) .

* * *

__________________

(١) نفس المصدر أعلاه.

٤٨٦

الآيات

( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤) )

التّفسير

خالق الوجود عليم بأسراره :

بعد ما بيّنا ـ في الأبحاث التي تناولتها الآيات السابقة ـ مصير الكفّار يوم القيامة ، فإنّ القرآن الكريم يتناول في الآيات مورد البحث حالة المؤمنين وجزاءهم العظيم عند الله سبحانه

يقول في البداية :( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) .

«الغيب» هنا إشارة لمعرفة الله تعالى غير المرئية ، أو الإشارة إلى المعاد غير المشاهد ، أو يقصد به الأمران معا.

كما يحتمل أن يكون إشارة إلى الخوف من الله تعالى بسبب ما عمل الإنسان من خطايا وذنوب في السرّ ، ذلك أنّ الإنسان إذا لم يقترف ذنوبا في السرّ ، فإنّه لن يجرأ عليها في العلانية.

٤٨٧

ويحتمل أن يكون هذا التعبير إشارة إلى خلوص النيّة في الابتعاد عن الذنوب والمعاصي ، والالتزام بالأوامر الإلهية ، إذ أنّ العمل السرّي يكون أبعد عن الرياء.

كما لا مانع من الجمع بين هذه الآراء.

التعبير بـ (مغفرة) بصورة (نكرة) ، وكذلك (أجر كبير) إشارة إلى عظمته وأهميّته ، إذ أنّ هذه المغفرة وهذا الأجر من العظمة أنّه غير معروف ولا واضح للجميع.

ثمّ يضيف للتأكيد :( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) .

نقل بعض المفسّرين عن (ابن عبّاس) قوله في سبب نزول هذه الآية : (إنّ جماعة من الكفّار ـ أو المنافقين ـ كانوا يذكرون الرّسول بالسوء بدون علمه ، وكان جبرئيلعليه‌السلام يخبر الرّسول بذلك ، وكان بعضهم يقول للآخر (أسرّوا قولكم) فنزلت الآية أعلاه موضّحة أنّ جهرهم أو إخفاءهم لأقوالهم هو ممّا يعلمه الله تعالى)(١) .

وتأتي الآية اللاحقة دليلا وتأكيدا على ما ورد في الآية السابقة ، حيث يقول تعالى :( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .

ذكرت احتمالات متعدّدة في تفسير عبارة :( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ) فقال البعض : إنّ القصد منها هو أنّ الذي خلق القلوب يعلم ما تكنّ فيها من أسرار.

أو أنّ الربّ الذي خلق العباد هل يجهل أسرارهم.

أو أنّه تعالى الذي خلق عالم الوجود جميعا عارف ومطلع بجميع أسراره ، وعندئذ هل تكون أسرار الإنسان ـ الذي هو جزء من هذا العالم العظيم ـ خافية على الله تعالى؟

ولإدراك هذه الحقيقة لا بدّ من الالتفات إلى أنّ مخلوقات الله تعالى دائما تحت رعايته ، وذلك يعني أنّ فيض وجوده يصل كلّ لحظة إلى مخلوقاته ، فإنّه

__________________

(١) الفخر الرازي ، ج ٣ ، ص ٦٦ ، وروح البيان ، ج ١٠ ، ص ٨٦ ، تفسير الآيات مورد البحث.

٤٨٨

سبحانه لم يخلقهم ليتركهم بدون رعاية. وفي الأصل فإنّ جميع الممكنات مرتبطة دائما بوجوده تعالى ، وإذا ما فقدت تعلّقها بذاته المقدّسة لحظة واحدة فإنّها ستسلك طريق الفناء ، إنّ الانتباه وإدراك طبيعة هذه العلاقة القائمة والخلقة والأواصر الثابتة ، هي أفضل دليل على علم الله بأسرار جميع الموجودات في كلّ زمان ومكان.

«اللطيف» مأخوذ في الأصل من (اللطف) ويعني كلّ موضوع دقيق وظريف ، وكلّ حركة سريعة وجسم لطيف ، وبناء على هذا فإنّ وصف الله تعالى بـ (اللطيف) إشارة إلى علمهعزوجل بالأسرار الدقيقة للخلق ، كما جاءت أحيانا بمعنى خلق الأجسام اللطيفة والصغيرة والمجهرية وما فوق المجهرية.

إنّ جميع ما ذكرنا سابقا إشارة إلى أنّ الله اللطيف عارف ومطّلع على جميع النوايا القلبية الخفية ، وكذلك أحاديث السرّ ، والأعمال القبيحة التي تنجز في الخفاء والخلوة فهو تعالى يعلم بها جميعا.

قال بعض المفسّرين في تفسير (اللطيف) : (هو الذي يكلّف باليسير ويعطي الكثير).

وفي الحقيقة فإنّ هذا نوع من الدقّة في الرحمة.

وقال البعض أيضا : إنّ وصفه تعالى بـ (اللطيف) بلحاظ نفوذه سبحانه في أعماق كلّ شيء ، ولا يوجد مكان خال منه تعالى في العالم أجمع ، فهو في كلّ مكان وكلّ شيء.

إنّ جميع هذه الأمور ترجع إلى حقيقة واحدة ، وهي التأكيد على عمق معرفة الله سبحانه وعلمه بالأسرار الظاهرة والباطنة لجميع ما في الوجود

* * *

٤٨٩

الآيات

( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (١٨) )

التّفسير

لا أمان للعاصين من عقاب الله :

بعد الأبحاث التي استعرضناها في الآيات السابقة بالنسبة لأصحاب النار وأصحاب الجنّة ، والكافرين والمؤمنين ، يشير تعالى في الآيات مورد البحث إلى بعض النعم الإلهية ، ثمّ إلى أنواع من عذابه ، وذلك للترغيب والتشويق بالجنّة لأهل الطاعة ، والإنذار بالنار لأهل المعصية ، يقول تعالى :( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً ) .

( فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) .

٤٩٠

«ذلول» بمعنى (مطيع) وهو أجمل تعبير يمكن أن يطلق على الأرض ، لأنّ هذا المركب السريع السير جدّا ، مع حركته المتعدّدة ، يلاحظ هادئا إلى حدّ يبدو وكأنّه ساكنا بصورة مطلقة.

يقول بعض العلماء : إنّ للأرض أربع عشرة حركة مختلفة ، ثلاث منها هي :

الاولى : حركتها حول نفسها.

والثانية : حول الشمس.

والثالثة : مع مجموعة المنظومة الشمسية في وسط المجرّة.

هذه الحركات التي تكون سرعتها عظيمة ، هي من التناسب والانسجام إلى حدّ لم يكن ليصدق أحد أنّ للأرض حركة لو لا إقامة البراهين القطعية على حركتها.

هذا من جهة ، ومن جهة اخرى. فإنّ قشرة الأرض ليست قويّة وقاسية إلى حدّ لا يمكن معه العيش فوقها ، ولا ضعيفة ليّنة لا قرار لها ولا هدوء ، وبذلك فإنّها مناسبة لحياة البشر تماما ، فلو كان معظم سطح الكرة الأرضية مغمورا بالوحل ، والمستنقعات ـ مثلا ـ فعندئذ تتعذّر الاستفادة منها ، وكذلك لو كانت الرمال الناعمة تغمرها فإن قدم الإنسان تغور فيها حتّى الركب ، وكذا لو كانت مكوّناتها من الصخور الحادّة القاسية فعندئذ يتعذّر المشيء عليها ، ومن هنا يتّضح معنى استقرار الأرض وهدوئها.

ومن جهة ثالثة فإنّ بعدها عن الشمس ليس هو بالقريب منها إلى حدّ يؤدّي بحرارة الشمس إلى أن تحرق كلّ شيء على وجهها ، ولا هو ببعيد عنها بحيث يتجمّد كلّ شيء على سطحها.

وكذلك بالنسبة لضغط الهواء على الكرة الأرضية ، فإنّه متناسب بما يؤدّي إلى هدوء الإنسان وراحته ، فهو ليس بالشديد بالصورة التي يسبّب له الاختناق ، ولا بالمنخفض بالشكل الذي يتلاشى فيه معه.

٤٩١

والأمر نفسه يقال في الجاذبية الأرضية ، هي ليست شديدة إلى حدّ تتهشّم فيها عظام الإنسان ، ولا بالضعيفة التي يكون فيها معلّقا لا يستطيع الاستقرار في مكان.

والخلاصة : إنّ الأرض (ذلول) ومطيعة ومسخّرة لخدمة الإنسان في جميع المجالات ، والظريف هنا بعد وصفه تعالى للأرض بأنّها (ذلول) أمره لعباده بأن يسيروا في (مناكبها).

و «مناكب» جمع (منكب) على وزن (مغرب) بمعنى الكتف ، وبذلك تسخر الأرض للإنسان ويضع قدميه عليها سائرا على كتفها وهي هادئة ومتوازية ومحتفظة بتعادلها.

كما تحمل في نفس الوقت إشارة إلى ضرورة السعي في الأرض في طلب الرزق والحصل عليه ، وإلّا فسيكون الحرمان نصيب القاعدين والمتخلّفين عن السعي.

إنّ التعبير بـ (الرزق) ـ هنا ـ تعبير جامع وشامل ، حيث يعني كافّة الموارد الأرضية ، وهو أعمّ من النعم الحيوانية والنباتية والمعدنية التي فيها.

ويجب الالتفات إلى أنّ هذا ليس هو الهدف الأساس لخلقكم ، إذ أنّ كلّ ذلك وسائل في طريق (نشوركم) وبعثكم وحياتكم الأبدية.

وبعد هذا الترغيب والتشويق يستعرض تعالى أسلوب التهديد والإنذار فيقول سبحانه :( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ ) .

نعم ، إنّ البارئ تعالى إذا أمر أو أراد فإنّ هذه الأرض الذلول الهادئة تكون في حالة هيجان وطغيان كدابة جموح ، تبدأ بالزلازل ، وتتشقّق وتدفنكم وبيوتكم ومدنكم تحت ترابها وحجرها ، وتبقى راجفة مضطربة مزمجرة بعد أن تقضي عليكم وعلى مساكنكم التي متّعتم فيها برهة من الزمن.

جملة (فإذا هي تمور) يمكن أن تكون إشارة إلى قدرة الله سبحانه على أن

٤٩٢

يأمر الأرض أن تبتلعكم ، وتنقلكم باستمرار ـ وأنتم في داخلها ـ من مكان إلى آخر بحيث أنّ الهدوء لا يشملكم حتّى وأنتم في قبوركم.

وهكذا تفقد الأرض استقرارها وهدوأها إلى الأبد ، وتسيطر الزلازل عليها ، وهذا الأمر سهل الإدراك والتصوّر للذين عاشوا في المناطق الزلزالية ، وشاهدوا كيف أنّ الزلازل تستمر عدّة أيّام أحيانا وتبقى الأرض غير مستقرّة وتسلب من سكّان تلك المناطق لذّة النوم والأكل والراحة ، غير أنّ تصوّر هذا الأمر بالنسبة إلى عامّة الناس الذين ألّفوا هدوء الأرض أمر صعب.

التعبير بـ (من في السماء) إشارة إلى ذات الله المقدّسة ، ولمّا كانت حاكميته على جميع السماوات ومن فيها من الأمور المسلّمة ، فما بالك بحاكميته على الأرض ، إنّها من الأمور التي لا شكّ فيها ـ أيضا ـ بل هي من باب الاولى.

قال البعض : إنّ العبارة السابقة إشارة إلى ملائكة الله سبحانه في السماء المكلّفين بتنفيذ أوامره تعالى.

ثمّ يضيف سبحانه :( أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ) فلا يلزم حتما حدوث زلزلة لتدميركم ، بل يكفي أن نأمر عاصفة رملية لتدفنكم تحت رمالها وحينئذ ستعلمون حقيقة إنذاري وتهديدي :( فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ) .

إنّ إدراك طبيعة هذا التساؤل سهل بالنسبة إلى الأشخاص الذين عاشوا في المناطق الرملية المتحرّكة والرياح (الحاصبة) ، (وهي الرياح التي تحرّك كميّات الحصى المتراكمة وتنقلها من مكان إلى آخر) فهؤلاء يدركون إمكانية دفن البيوت أو القرى في لحظات تحت تلال من الحصى والرمال المتحرّكة ، وكذلك القوافل السائرة في وسط الصحراء.

وفي الحقيقة فإنّ الآيات أعلاه تؤكّد أنّ عذاب العاصين والمجرمين لا ينحصر في يوم القيامة فقط ، حيث يستطيع البارئعزوجل أن يقضي على حياتهم في هذه الدنيا بحركة بسيطة للأرض ، أو بحركة الرياح ، وإن أفضل دليل

٤٩٣

على هذه الإمكانية الإلهية هو وقوع مثل هذه الأمور في الأمم السابقة.

لذا فإنّ الله تعالى يقول في آخر آية من هذه الآيات :( وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ) (١) .

نعم فلقد عاقبنا قسما من هؤلاء بالزلازل المدمّرة ، وأقواما آخرين بالصواعق ، وبالطوفان ، وبالرياح وبقيت مدنهم المدمّرة موضع درس واعتبار لمن كان له قلب واع.

* * *

__________________

(١) «نكير» بمعنى (الإنكار) وجاءت هنا كناية عن العقوبة ، لأنّ إنكار الله تعالى مقابل أفعال هؤلاء القوم جاءت عن طريق مجازاتهم ، وممّا يجب الانتباه له أنّ هذه الكلمة كانت في الأصل (نكيري) ، كما أنّ (نذير) في الآية السابقة أصلها (نذيري) ، فحذفت ياء المتكلّم وبقيت الكسرة تدلّ عليها.

٤٩٤

الآيات

( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) )

التّفسير

انظروا إلى الطير فوقكم :

في الآيات الاولى لهذه السورة كان البحث عن قدرة الله سبحانه ومالكيته ، وعن السموات السبع والنجوم والكواكب ويستمرّ هذا اللون من الحديث في أوّل آية ـ مورد البحث ـ وذلك بذكر مفردة اخرى من كائنات هذا الوجود ، والتي تبدو في ظاهرها صغيرة ويقول تعالى :( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ) (١) .

__________________

(١) «الطير» : جمع (طائر).

٤٩٥

هذه الأجسام بالرغم من قانون الجاذبية الأرضية تنطلق من الأرض وتحلّق ساعات في السماء بكلّ راحة ، وأحيانا أيّاما وأسابيع وشهورا ، وتستمر بحركتها السريعة المرنة وبدون أي مشاكل.

فالبعض منها يفتح جناحية عند الطيران (صافات) وكأنّ هنالك قوّة خفيّة تحرّكه ، والاخرى ترفرف بأجنحتها عند الطيران بصورة مستمرة وقد تكون (يقبضن) إشارة إلى هذا المعنى.

وتطير مجاميع اخرى بتحريك أجنحتها تارة وفتحها اخرى. كما أنّ هنالك قسما آخر يحرّك أجنحته لفترة عند الطيران ، وعند ما يحقّق سرعة معيّنة يجمعها بصورة كلية كـ (العصفور).

وخلاصة القول : فإنّ الطيران واحد ، إلّا أنّ صوره مختلفة ولكلّ طريقته وبرنامجه الخاصّ به.

فمن يا ترى خلق أجسام هذه الطيور بهذه الصورة التي جعلها تستطيع السير في الهواء بكلّ سهولة وراحة؟. ومن ذا الذي وهبها هذه القدرة وعلّمها الطيران ، خصوصا حالات الطيران الجماعي المعقد للطيور المهاجرة ، التي تستمرّ ـ أحيانا ـ شهورا عديدة ، وتقطع في رحلتها هذه الاف الكيلومترات ، وتمرّ بأجواء بلدان كثيرة ، وتجتاز الجبال والوديان والغابات والبحار حتّى تصل إلى مقصدها؟ فمن يا ترى علم وأعطى هذه الطيور كلّ هذه القوّة ، وهذا الوعي والمعرفة؟

لذا يقول في ختام الآية( ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) .

إنّه الله تعالى الذي وضع باختيارها الوسائل والقوى والإمكانات المختلفة للطيران ، نعم ، إنّ الله الرحمن الذي شملت رحمته الواسعة جميع الكائنات ، وأعطى للطيور ما هو موضع حاجتها في الطيران ، وحافظ عليها في السماء ، هو بذاته المقدّسة يحفظ الأرض والكائنات الاخرى. وعند ما يشاء غير ذلك فلن يكون عندئذ للطيور قدرة الطيران ولا للأرض حالة الهدوء والاستقرار.

٤٩٦

التعبير بـ (الصافات ويقبضن) لعلّه إشارة إلى طيور مختلفة أو لحالات متنوّعة من الطيران(١) .

ولقد بحثنا بشكل تفصيلي عجائب عالم الطيور وغرائب مسألة الطيران في تفسير الآية (٧٩) من سورة النحل.

ثمّ يشير تعالى في الآية اللاحقة إلى أنّ الكافرين ليس لهم أي عون أو مدد مقابل قدرة اللهعزوجل حيث يقول :( أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ ) (٢) .

إنّ هؤلاء الذين هم (جند لكم) ليسوا عاجزين عن مساعدتكم ونصرتكم فحسب ، بل إذا شاء الرحمن جعلها سبب عذابكم ودماركم ، وحتّى هذه النعم المسخّرة لسعادتكم كالماء والهواء والتراب والنار والتي تمثّل ركنا أساسيا من أركان حياتكم لا يمكنها أن تنقذكم من البلاء ، بل إنّها نفسها إذا أمرت فإنّها ستكون موضع عذابكم وموتكم ونقمة عليكم.

نعم لقد كانت هذه النعم سببا لهلاك ودمار كثير من الأقوام العاصين ويحدّثنا التاريخ أنّ الكثير من الجبابرة والطغاة والمتمرّدين على أوامر الله كان هلاكهم على يد أقرب الناس إليهم ، وهذا ما يلاحظ كذلك في عصرنا أيضا ، حيث أنّ أكثر المجاميع وفاء للسلطة تثور ضدّهم وينتقم الله من هؤلاء الظالمين بالظالمين الذين كانوا عونا لهم.

ألا( إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ) فلقد أعمت عقولهم حجب الجهل والغرور ، ولا يعتبرون أو يتّعظون بما حصل للأقوام البائدة السابقة ، ولا لما يصيب الآخرين

__________________

(١) سبب ذكر (الصافات) بصورة صفة و (يقبضن) بصورة فعل مضارع ، لأنّ انفتاح أجنحة الطيور برنامج على نمط واحد ولا يحصل فيه تغيير ، في الوقت الذي نلاحظ فيه أنّ انفتاح وانقباض الأجنحة يكون عملا مكرّرا (فتأمّل).

(٢) (أم) في هذه الجملة حرف عطف ، و (من) مبتدأ و (هذا) مبتدأ (ثان) و (الذي) خبرها و (هو جند لكم) صلتها ، و (ينصركم) يكون وصفا لل (جند) ، والجملة هي خبر للمبتدأ الأوّل. (البيان في غريب إعراب القرآن ج ٢ ص ٤٥٩) إلّا أنّ المناسب هو أن يكون (الذي) عطف بيان و (ينصركم) خبر ، لأنّ الجملة بدونه ناقصة. (فتأمّل).

٤٩٧

في حياتنا المعاصرة.

«جند» في الأصل بمعنى الأرض غير المستوية والقويّة ، والتي تتجمّع فيها الصخور الكثيرة ، ولهذا السبب فإنّ هذه الكلمة (جند) تطلق على العدد الكثير من الجيش.

وقد اعتبر بعض المفسّرين كلمة (جند) في الآية ـ مورد البحث ـ إشارة إلى الأصنام ، التي لا تستطيع مطلقا تقديم العون للمشركين في يوم القيامة ، إلّا أنّ للآية في الظاهر مفهوما واسعا والأصنام أحد مصاديقها.

ثمّ يضيف سبحانه مؤكّدا ما سبق :( أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ) (١) .

فإذا أمر الله السماء أن تمتنع عن المطر ، والأرض عن الإنبات ، وأمر الآفات الزراعية بالفتك بالمحاصيل فمن القادر غيره أن يطعمكم الطعام؟

وإذا ما قطع الله الرزق المعنوي عنكم والوحي السماوي من الوصول إليكم ، فمن القادر غيره على إرشادكم وإنقاذكم من براثن الضلال؟ إنّها لحقائق واضحة وأدلّة دامغة ، إلّا أنّ العناد هو الذي يشكّل حجابا للإدراك وللشعور الحقّ :( بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ) .

وحتّى في حياتنا المعاصرة ومع كلّ ألوان التقدّم العلمي في الجوانب المختلفة ، خصوصا في مجال الصناعة الغذائية. فإذا ما منع الله المطر عن الأرض سنة واحدة فيا لها من فاجعة عظمى تحلّ بالعلم ، وإذا ما أصيبت النباتات بالجراد والآفات سنة واحدة فيا لها من كارثة كبرى تحلّ بالبشرية.

* * *

__________________

(١) نلاحظ أنّ جزاء الشرط في الآية محذوف تقديره (إن أمسك رزقه من يرزقكم غيره).

٤٩٨

ملاحظة

العوامل الأربعة في محرومية البشر :

استعرضت الآيات السابقة أهمّ العوامل التي أدّت بالعصاة والمتمرّدين على أوامر البارئعزوجل إلى المصير البائس والعاقبة الخائبة. وكانت أهمّ هذه العوامل : إعراض آذانهم عن الإصغاء ، وعقولهم عن الفهم ، وقلوبهم عن الوعي

كما كانت في الآيات مورد البحث أربعة عوامل اخرى ساهمت في العاقبة السيّئة لهؤلاء التي هي : بؤس الإنسان وضلاله ، هذه العوامل هي : (الغرور) و (اللجاجة) و (العتوّ) و (النفور).

وإذا ما أمعنا النظر جيّدا في هذه العوامل فإنّنا نلاحظ أنّ لها ارتباطا مع العوامل السابقة ، حيث أنّ هذه الصفات الرديئة تولّد حجابا على الآذان والعيون والبصائر ، وتمنع الإنسان من إدراك الحقائق.

* * *

٤٩٩

الآيات

( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) )

التّفسير

السائر سويّا على جادّة التوحيد :

تعقيبا لما ورد في الآيات السابقة بالنسبة إلى الكافرين والمؤمنين ، فإنّ الله تعالى يصوّر لنا ـ في أوّل آية من هذه الآيات ـ حالة هاتين المجموعتين ضمن تصوير رائع ولطيف ، حيث يقول تعالى :( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624