الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٨

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل0%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 624

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

مؤلف: آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
تصنيف:

الصفحات: 624
المشاهدات: 186205
تحميل: 4855


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 624 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 186205 / تحميل: 4855
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء 18

مؤلف:
العربية

والأمواج الصوتية التي تستطيع اذن الإنسان سماعها هي أمواج محدودة ، أمّا الأمواج الصوتية الاخرى التي لا تستطيع الاذن سماعها فتقدّر بالآلاف.

وبالنسبة للألوان التي نستطيع رؤيتها فهي سبعة ألوان معروفة ، وقد أصبح من المسلّم اليوم وجود ما لا نهاية له من الألوان الاخرى ، كلون ما وراء البنفسجي ، وما دون الأحمر ، حيث لا يمكن أن تراها أعيننا.

أمّا عدد الحيوانات المجهرية التي لا ترى بالعين المجرّدة فهي كثيرة جدّا إلى حدّ أنّها ملأت جميع العالم ، إذ توجد في قطرة الماء أحيانا آلاف الآلاف منها ، فما أضيق تفكير من يضع نفسه في إطار المحسوسات المادية فقط ، ويبقى جاهلا لأمور كثيرة لا تستطيع الحواس أن تدركها ، أو أنّه ينكرها أحيانا؟

لقد أثبتت الدلائل العقلية والتجريبية أنّ عالم الأرواح عالم أوسع بكثير من عالم أجسامنا ، فلما ذا نحبس أنفسنا وعقولنا في إطار المحسوسات؟

ثمّ تستعرض الآية اللاحقة جواب هذا القسم العظيم ، حيث يقول تعالى بأنّ هذا القرآن هو قول رسول كريم :( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) .

والمقصود من الرّسول هنا ـ بدون شكّ ـ هو الرّسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليس جبرائيل ، لأنّ الآيات اللاحقة تبيّن هذا المعنى بوضوح.

والسبب في نسبة القرآن إلى الرّسول بالرغم من أنّنا نعرف أنّه قول الله تعالى ، لأنّ الرّسول مبلّغ عنه ، وخاصّة أنّ الآية ذكرت كلمة «رسول» وهذا يعني أنّ كلّ ما يقوله الرّسول فهو قول مرسله ، بالرغم من أنّه يجري على لسان الرّسول ، ويسمع من فمه الشريف.

ثمّ يضيف تعالى :( وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ) (١) ( وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ) .

__________________

(١) (قليلا) في هذه الآية وفي الآية اللاحقة هي صفة (لمفعول مطلق) محذوف. و (ما) زائدة وفي التقدير هكذا ، (وتؤمنون إيمانا قليلا).

٦٠١

تنفي هاتان الآيتان ما نسبه المشركون والمخالفون من تهم باطلة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ كانوا يقولون أحيانا : إنّه (شاعر) وإنّ هذه الآيات من شعره ، كما كانوا يقولون أحيانا : إنّه (كاهن) وإنّ الذي يقوله هو (كهانة) لأنّ الكهنة أشخاص كانوا يتنبّئون بأسرار الغيب أحيانا ، وذلك لارتباطهم بالجنّ والشياطين ، وكانوا يطلقون عن قصد كلاما مسجعا وجملا موزونة.

ولأنّ القرآن الكريم أيضا كان يتنبّأ ويتحدّث عن امور غيبية ، وإنّ ألفاظه وعباراته لها نظام خاصّ ، لذا اتّهم الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذه التّهم ، في حين أنّ الفرق بين الإثنين كالفرق بين الأرض والسماء.

لقد نقل البعض في سبب نزول هذه الآية أنّ (أبا جهل) نسب قول الشعر إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنّ (عقبة) أو (عتبة) هو الذي نسب الكهانة إلى رسولنا الكريم وكذلك الآخرون أيضا كانوا يردّدون هذه التّهم.

وفي الحقيقة فإنّ للقرآن الكريم ألفاظا منسجمة ، وتعابير ذات نظم جميل تسحر الآذان وتبعث الاطمئنان في الأرواح. إلّا أنّ هذا ليس له أي ارتباط مع شعر الشعراء ، ولا مع سجع الكاهنين.

الشعر في الغالب وليد الخيال ، ومعبّر عن الأحاسيس الجياشة في النفوس ، والعواطف الملتهبة ، ولهذا فإنّه يجسّد حالة عدم الاستقرار وعدم التوازن صعودا ونزولا ، شدّة وانخفاضا ، في الوقت الذي نلاحظ أنّ القرآن الكريم ، وهو يمثّل قمّة الروعة والجاذبية ، فإنّه كتاب استدلالي ومنطقي في عرضه للمفاهيم ، وعقلاني في محتواه ، وما فيه من التنبّؤ المستقبلي لا يشكّل قاعدة أساسية للقرآن الكريم ، بالإضافة إلى أنّها صادقة جميعا بخلاف ما عليه تنبّؤ الكهنة.

التعبير بـ( قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ) و( قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ) هو توبيخ ولوم للأشخاص الذين يسمعون الوحي السماوي مقرونا بدلائل واضحة ، إلّا أنّهم يعتبرونه (شعرا) أحيانا ، و (كهانة) أحيانا اخرى. وقليلا ما يؤمنون.

٦٠٢

ويقول سبحانه في آخر آية ـ مورد البحث ـ كتأكيد على هويّة القرآن الربانية :( تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (١) .

وبناء على هذا فإنّ القرآن الكريم ليس بشعر ولا كهانة ، وليس هو إنتاج فكر الرّسول ، ولا قول جبرائيل بل إنّه كلام الله سبحانه ، حيث نزل بواسطة الوحي على القلب الطاهر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجاء هذا المعنى بعبارات مختلفة إحدى عشرة مرّة في القرآن الكريم.

* * *

__________________

(١) «تنزيل» مصدر بمعنى (اسم مفعول) ، وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو منزل من ربّ العالمين).

٦٠٣

الآيات

( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢) )

التّفسير

استمرارا للأبحاث المتعلّقة بالقرآن الكريم ، تستعرض الآيات التالية دليلا واضحا يؤكّد يقينية كون القرآن من الله سبحانه ، حيث يقول :( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ) (١) .

«أقاويل» : جمع (أقوال) و (أقوال) بدورها جمع (قول) وبناء على هذا فإنّ أقاويل جمع الجمع ، والمقصود منها هنا هو الحديث الكذب.

__________________

(١) (من) في (من أحد) زائدة وللتأكيد.

٦٠٤

«وتقوّل» من مادّة (تقوّل) على وزن (تكلّف) بمعنى الحديث المصطنع الذي لا أساس له من الصحّة والحقيقة.

جملة( لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) تعني : لأخذنا من يده اليمنى ولعاقبناه وجازيناه وكلمة «اليمين» هنا كناية عن القدرة ، وذلك بلحاظ أنّ الإنسان الذي ينجز أعمالا معيّنة بيده اليمنى يتمتّع بقدرة وقوّة أفضل.

كما أورد بعض المفسّرين احتمالات اخرى أيضا في تفسير هذه الآية ، أعرضنا عن ذكرها بلحاظ كونها غير مشهورة ولا موزونة.

«وتين» بمعنى (عرق القلب) والمقصود به هو الشريان الذي عن طريقه يصل الدم إلى جميع أعضاء جسم الإنسان ، وإذا قطع فإنّ الإنسان يتعرّض للموت فورا ، وهذا تعبير عن أسرع عقوبة يمكن أن يعاقب بها الإنسان.

وفسّر البعض (الوتين) بأنّه العرق الذي يكون القلب معلّقا به ، أو العرق الذي يوصل الدم إلى الكبد ، أو أنّه عرق النخاع الذي هو في وسط العمود الفقري ، إلّا أنّ التّفسير الأوّل أصحّ من الجميع حسب الظاهر.

«حاجزين» جمع (حاجز) بمعنى المانع.

وقد يتساءل البعض قائلا : إذا كان الموت الفوري والهلاك الحتمي هو عقوبة كلّ من يكذب على الله سبحانه ، فهذا يستلزم هلاك جميع من يدّعي النبوّة كذبا وبسرعة ، وهذا ما لم يلاحظ في حياتنا العملية ، حيث بقي الكثير منهم لسنين طويلة. بل حتّى معتقداتهم الباطلة بقيت أيضا فترة زمنية من بعدهم.

الجواب يتّضح جليّا بالانتباه إلى ما يلي : وهو أنّ القرآن الكريم لم يقل بأنّ الله يهلك كلّ مدّع يدّعي النبوّة بل إنّه سبحانه خصّص هذه العقوبة لشخص الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما لو انحرف عن طريق الحقّ ، فسوف لن يهمل لحظة واحدة ، لأنّه

٦٠٥

يكون سببا لضياع الرسالة وضلال الناس(١) .

أمّا الأشخاص الذين يدّعون ادّعاءات باطلة ، وليس لديهم أي دليل عليها ، فليس هنالك ضرورة لأنّ يهلكهم الله فورا ، لأنّ بطلان ادّعاءاتهم واضح لكلّ من يطلب الحقّ ، إلّا أنّ الأمر يلتبس ويصعب حينما يكون الادّعاء بالنبوّة مقترنا بأدلّة ومعاجز دامغة كما هو بالنسبة للنبي الإلهي ، فإنّ ذلك ممّا يؤدّي إلى الانحراف عن طريق الحقّ.

ومن هنا يتّضح بطلان ادّعاء بعض (الفرق الضالّة) لإثبات ما يقوله أسيادهم من خلال الاستشهاد بهذه الآية المباركة. فلو صحّ ذلك لكان (مسيلمة الكذّاب) وكلّ مدّع كاذب من أمثاله يستطيعون إثبات ادّعاءاتهم من خلال الاستدلال بهذه الآية أيضا.

ويذكّر سبحانه مرّة اخرى في الآية اللاحقة مؤكّدا ما سبق عرضه في الآيات السابقة( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) . إنّ كتاب الله هذا أنزله للأشخاص الذين يريدون أن يطهّروا أنفسهم من الذنوب ، ويسيروا في طريق الحقّ ، ويبحثوا عن الحقيقة ، ويسعوا للوصول إليها ، أمّا من لم يصل إلى هذا الحدّ من صفاء النظرة وتقوى النفس ، فمن المسلّم أنّه لن يستطيع أن يستلهم تعاليم القرآن الكريم ويتذوّق حلاوة معرفة الحقّ المبين.

إنّ التأثير العميق الفذّ للقرآن الكريم الذي يحدثه في نفوس سامعيه وقارئيه ، هو بحدّ ذاته علامة على إعجازه وحقّانيته.

ثمّ يضيف تعالى :( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) .

إنّ وجود المكذّبين المعاندين لم يكن مانعا أبدا من الدليل على عدم حقّانيتهم.

__________________

(١) وهذا هو نفس ما طرح في كتب علم الكلام بعنوان : (جعل المعجزة في يد الكاذب) وقد قبّح هذا الأمر.

٦٠٦

إنّ المتّقين وطلّاب الحقّ يتّعظون به ، ويرون فيه سمات الحقّ ، وإنّه عون لهم في الوصول إلى طريق الله سبحانه.

وبناء على هذا فكما يجدر بالإنسان ـ بل يجب عليه ـ أن يفتح عينه للاستفادة من إشعاع النور ، فإنّ عليه كذلك أن يفتح عين قلبه للاستفادة من نور القرآن العظيم.

ويضيف في الآية اللاحقة :( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ) .

إنّ هؤلاء الكفرة الذين يتحدّون القرآن الكريم اليوم ويكذّبونه ، فإنّهم غدا حيث (يوم الظهور) و (يوم البروز) وهو وفي نفس الوقت (يوم الحسرة) يدركون مدى عظمة النعمة التي فرّطوا بها بسبب لجاجتهم وعنادهم ، وما جلبوه لأنفسهم من أليم العذاب ، ذلك اليوم الذي يشاهدون فيه ما عليه المؤمنون من نعيم ونعمة ، وعندئذ تكون المقارنة بين هؤلاء وبين من غضب الله عليهم ، فعند ذلك سيعضّون أصابع الندم ، يقول تعالى :( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) (١) .

ولكي لا يتصور أحد أنّ التكذيب والتشكيك كان بلحاظ غموض وإبهام مفاهيم القرآن الكريم ، فيضيف في الآية اللاحقة :( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) .

التعبير بـ (حقّ اليقين) في إعتقاد بعض المفسّرين هو في قبيل (إضافة شيء إلى نفسه) لأنّ (الحقّ) هو (اليقين) نفسه و (اليقين) هو (عين الحقّ) وذاته ، وذلك كما يقال : (المسجد الجامع) أو (يوم الخميس) ، ويقال له باصطلاح النحاة (إضافة بيانية) إلّا أنّ الأفضل أن يقال في مثل هذه الإضافة : إضافة (الموصوف إلى الصفة).

يعني أنّ القرآن الكريم هو (يقين خالص) أو بتعبير آخر أنّ لليقين مراحل

__________________

(١) الفرقان ، الآية ٢٧.

٦٠٧

مختلفة ، حيث يحصل أحيانا بالدليل العقلي كما في حصول اليقين بوجود النار من خلال مشاهدة دخّان من بعيد ، لذا يقال لمثل هذا الأمر (علم اليقين).

وحينما نقترب أكثر ونرى اشتعال النار بامّ أعيننا ، فعند ذلك يصبح اليقين أقوى ويسمّى عندئذ بـ (عين اليقين).

وعند ما يكون اقترابنا أكثر فأكثر ونصبح في محاذاة النار أو في داخلها ونلمس حرارتها بأيدينا ، فإنّ من المسلّم أنّ هذه أعلى مرحلة من مراحل اليقين ، وتسمّى بـ (حقّ اليقين).

والآية أعلاه تقول : إنّ القرآن الكريم في مثل هذه المرحلة من اليقين ، ومع هذا فإنّ عديمي البصيرة ينكرونه ويشكّكون فيه.

وأخيرا يقول سبحانه في آخر آية ـ مورد البحث ، والتي هي آخر آية من سورة (الحاقّة) ـ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) .

والجدير بالملاحظة ـ هنا ـ أنّ مضمون هذه الآية والآية السابقة قد جاء بتفاوت يسير مع ما ورد في سورة الواقعة ، وهذا التفاوت هو أنّ الآية وصفت القرآن الكريم هنا بأنّه (حقّ اليقين) أمّا في نهاية سورة (الواقعة) فكان الحديث عن المجاميع المتباينة للصالحين والطالحين في يوم القيامة.

* * *

ملاحظة

وصف القرآن الكريم في هذه الآيات المباركة بأوصاف أربعة وهي «تنزيل» و «تذكرة» و «حسرة» و «حقّ اليقين». حيث يقول في البداية :( تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ، ثمّ يقول :( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) ثمّ يقول تعالى :( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ) ويضيف في آخر وصف له بقوله :( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) .

وذلك أنّ الآية الاولى موجّهة لجميع البشر ، والثانية مختصّة بالمتّقين والآية

٦٠٨

الثالثة تعني الكافرين ، والرابعة خاصّة بالمقرّبين.

اللهمّ : إنّك تعلم إنّه لا شيء أفضل من اليقين ، فارزقنا منه ما يكون معه إيماننا مصداقا لحقّ اليقين.

ربّنا : إنّ يوم القيامة هو يوم الحسرة ، فلا تجعلنا في ذلك اليوم من الذين يتحسّرون لكثرة ذنوبهم ، بل من قلّة طاعاتهم على الأقل

ربّنا : آتنا صحيفة أعمالنا بيدنا اليمنى ، وأدخلنا في جنّة عالية في عيشة راضية.

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة الحاقّة

ونهاية المجلد الثّامن عشر

* * *

٦٠٩
٦١٠

الفهرس

سورة الحديد»

محتوى السورة ٧

فضيلة تلاوة سورة الحديد ٨

تفسير الآيات : ١ ـ ٣ ١٠

آيات للمتفكّرين ١٠

بحث

جمع الأضداد في صفات الله ١٤

تفسير الآيات : ٤ ـ٦ ١٦

على عرش القدرة دائما ١٦

تعقيب ٢٣

آيات الاسم الأعظم ٢٢

تفسير الآيات : ٧ ـ ١١ ٢٥

الإيمان والإنفاق أساسان للنجاة ٢٦

بحوث

١ ـ بواعث الإنفاق ٣٢

٢ ـ شروط الإنفاق في سبيل الله ٣٣

٣ ـ السابقون في الإيمان والجهاد والإنفاق ٣٥

تفسير الآيات : ١٢ ـ ١٥ ٣٧

انظرونا نقتبس من نوركم ٣٧

ملاحظة

الإستغاثة العقيمة للمجرمين ٤٤

٦١١

تفسير الآيات : ١٦ ـ ١٨ ٤٦

سبب النزول ٤٦

إلى متى هذه الغفلة ٤٧

موعظة وتوبة ٥٠

تفسير الآيتان : ١٩ ـ ٢٠ ٥٢

الدنيا متاع الغرور ٥٢

تعقيب ٥٧

١ ـ مقام الصدّيقين والشهداء ٥٧

٢ ـ الحياة الدنيا لهو ولعب ٥٩

تفسير الآيات : ٢١ ـ ٢٤ ٦١

المسابقة المعنوية الكبرى ٦١

تفسير الآية : ٢٥ ٧٠

الهدف الأساس من بعثة الأنبياء ٧٠

تعقيب ٧٥

١ ـ الحدود بين القوّة والمنطق ٧٥

٢ ـ الحديد وإحتياجات الحياة الأساسية ٧٦

تفسير ال آیتان : ٢٦ ـ ٢٧ ٧٨

تعاقب الرسل واحداً بعد ال آخر ٧٨

بحوث

١ ـ الإسلام والرهبانية ٨٣

٢ ـ المصدر التأريخي للرهبانية ٨٦

٣ ـ المفاسد الأخلاقية والاجتماعية الناشئة من الرهبانية ٨٧

٤ ـ إنجيل أم أناجيل ٨٩

تفسیر الآيتان : ٢٨ ـ ٢٩ ٩٠

سبب النّزول ٩٠

الذين لهم سهمان من الرحمة الإلهية ٩١

بحث

التقوى والوعي ٩٥

٦١٢

«سورة المجادلة»

محتوى السورة ٩٩

فضيلة تلاوة سورة المجادلة ٩٩

تفسیر الآيات : ١ ـ ٤ ١٠١

سبب النّزول ١٠١

الظهار عمل جاهلي قبيح ١٠٣

ملاحظات

١ ـ قسم من أحكام الظهار ١٠٩

٢ ـ الظهار من كبائر الذنوب ١١٠

تفسیر الآيات : ٥ ـ ٧ ١١٢

أولئك أعداء الله ١١٢

بحث

حضور الله سبحانه في كلّ نجوى ١١٧

تفسیر الآيات : ٨ ـ ١٠ ١١٨

سبب النّزول ١١٨

النجوى من الشيطان ١١٩

بحثان

١ ـ أنواع النجوى ١٢٢

٢ ـ كيف تكون التحيّة الإلهيّة ١٢٣

تفسیر الآية : ١١ ١٢٥

سبب النّزول ١٢٦

احترام أهل السابقة والإيمان ١٢٦

بحثان

١ ـ مقام العلماء ١٢٩

٢ ـ آداب المجلس في القرآن الكريم ١٣٠

تفسیر الآيتان : ١٢ ـ ١٣ ١٣٢

٦١٣

سبب النّزول ١٣٢

الصدقة قبل النجوى (اختبار رائع) ١٣٣

بحوث

١ ـ الملتزم الوحيد بآية الصدقة قبل النجوى ١٣٥

٢ ـ فلسفة تشريع ونسخ حكم الصدقة ١٣٦

٣ ـ هل الالتزام بالصدقة فضيلة ١٣٧

٤ ـ مدّة الحكم ومقدار الصدقة ١٣٨

تفسیر الآيات : ١٤ ـ ١٩ ١٣٩

حزب الشيطان ١٤٠

تفسیر الآيات : ٢٠ ـ ٢٢ ١٤٥

حزب الله والنصر الدائم ١٤٥

بحثان

١ ـ العلامة الفارقة بين حزب الله وحزب الشيطان ١٥١

٢ ـ جزاء الحبّ في الله والبغض في الله ١٥٣

«سورة الحشر»

محتوى السورة ١٥٧

فضيلة تلاوة هذه السورة ١٥٨

تفسیر الآيات : ١ ـ ٥ ١٦٠

سبب النّزول ١٦١

نهاية مؤامرة يهود بني النضير ١٦٣

بحثان

١ ـ الجيوش الإلهيّة اللامرئية ١٧٢

٢ ـ مؤامرات اليهود المعاصرة ١٧٣

تفسیر الآيتان : ٦ ـ ٧ ١٧٥

سبب النّزول ١٧٥

حكم الغنائم بغير الحرب ١٧٦

٦١٤

بحوث

١ ـ مصارف الفيء ١٨١

٢ ـ جواب على سؤال ١٨٣

٣ ـ القصّة المؤلمة لـ (فدك) ١٨٤

تفسیر الآيات : ٨ ـ ١٠ ١٨٧

السمات الأساسية للأنصار والمهاجرين والتابعين ١٨٧

بحث

الصحابة في ميزان القرآن والتاريخ ١٩٥

تفسیر الآيات : ١١ـ١٤ ١٩٧

سبب النّزول ١٩٧

دور المنافقين في فتن اليهود ١٩٩

تفسیر الآيات : ١٥ ـ ٢٠ ٢٠٤

حيل الشيطان والمهالك ٢٠٤

بحوث

١ ـ التعاون العقيم مع أهل النفاق ٢١١

٢ ـ قصّة العابد (برصيصا) ٢١٢

٣ ـ ما ينبغي عمله ٢١٣

تفسیر الآيات : ٢١ ـ ٢٤ ٢١٥

لو نزل القرآن على جبل ٢١٥

ملاحظتان

١ ـ التأثير الخارق للقرآن الكريم ٢٢٣

٢ ـ عظمة الآيات الأخيرة لسورة الحشر ٢٢٣

«سورة الممتحنة»

«سورة الممتحنة» ٢٢٩

محتوى السورة ٢٢٩

٦١٥

فضيلة تلاوة سورة الممتحنة ٢٢٩

تفسير الآيات : ١ ـ ٣ ٢٣١

سبب النّزول ٢٣١

نتيجة الولاء لأعداء الله ٢٣٣

تفسير الآيات : ٤ ـ ٦ ٢٣٨

أسوة للجميع ٢٣٨

بحوث

١ ـ نماذج خالدة ٢٤٤

٢ ـ الله غني عن الجميع ٢٤٥

٣ ـ الأصل في العلاقات الرسالية : (الحبّ في الله والبغض في الله) ٢٤٦

تفسير الآيات : ٧ ـ ٩ ٢٤٨

مودّة الكفّار غير الحربيين ٢٤٨

تفسير الآيتان : ١٠ ـ ١١ ٢٥٣

سبب النّزول ٢٥٣

تعويض خسائر المسلمين والكفّار ٢٥٤

العدل حتّى مع الأعداء ٢٦١

تفسير الآية : ١٢ ٢٦٢

شروط بيعة النساء ٢٦٢

بحوث

١ ـ ارتباط بيعة النساء ببناء شخصيتهنّ الإسلامية ٢٦٤

٢ ـ قصّة بيعة (هند) زوجة أبي سفيان ٢٦٥

٣ ـ الطاعة بالمعروف ٢٦٦

تفسير الآية : ١٣ ٢٦٨

«سورة الصّف»

محتوى سورة الصّف ٢٧٣

فضيلة تلاوة سورة الصّف ٢٧٤

تفسير الآيات : ١ ـ ٤ ٢٧٥

٦١٦

سبب النّزول ٢٧٥

المقاتلون المؤمنون صفّ حديدي منيع ٢٧٦

بحثان

١ ـ ضرورة وحدة الصفوف ٢٧٩

٢ ـ الأقوال المجرّدة عن العمل ٢٨١

تفسير الآيتان : ٥ ـ ٦ ٢٨٣

البشارة بظهور النّبي (أحمد) ٢٨٣

بحوث

١ ـ الصلة بين البشارة وتكامل الدين ٢٨٦

٢ ـ بشارة العهدين وتعبير (فارقليطا) ٢٨٧

٣ ـ هل أنّ اسم رسول الإسلام كان (أحمد) ٢٩٠

تفسير الآيات : ٧ ـ ٩ ٢٩٢

يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ٢٩٢

تفسير الآيات : ١٠ ـ ١٣ ٢٩٨

التجارة الرّابحة ٢٩٨

بحوث

١ ـ أي فتح هو «الفتح القريب» ٣٠٢

٢ ـ ما هي خصائص المساكين الطيّبة ٣٠٣

٣ ـ الدنيا موضع تجارة أولياء الله ٣٠٣

تفسير الآية : ١٤ ٣٠٥

كونوا كالحواريين ٣٠٥

تعقيب ٣٠٧

من هم الحواريون ٣٠٧

«سورة الجمعة»

محتوى السورة ٣١١

فضيلة تلاوة سورة الجمعة ٣١١

٦١٧

تفسير الآيات : ١ ـ ٤ ٣١٣

الهدف من بعثة الرّسول ٣١٣

ملاحظة

الفضل الإلهي له حساب ٣١٨

تفسير الآيات : ٥ ـ ٨ ٣٢٠

الحمار الذي يحمل الأسفار ٣٢٠

بحثان

١ ـ العالم بلا عمل ٣٢٤

٢ ـ لماذا أخاف الموت ٣٢٥

تفسير الآيات : ٩ ـ ١١ ٣٢٨

سبب النّزول ٣٢٨

أكبر تجمّع عبادي سياسي اسبوعي ٣٢٩

بحوث

١ ـ أوّل صلاة جمعة في الإسلام ٣٣٣

٢ ـ أهميّة صلاة الجمعة ٣٣٤

٣ ـ فلسفة صلاة الجمعة العبادية والسياسيّة ٣٣٥

٤ ـ آداب صلاة الجمعة ومضمون الخطبتين ٣٣٨

٥ ـ شرائط وجوب صلاة الجمعة ٣٤٠

نهاية سورة الجمعة ٣٤١

«سورة المنافقون»

محتوى السورة ٣٤٥

فضيلة تلاوة سورة المنافقين ٣٤٦

تفسير الآيات : ١ ـ ٤ ٣٤٧

مصدر النفاق وعلامات المنافقين ٣٤٧

٦١٨

تفسير الآيات : ٥ ـ ٨ ٣٥٥

سبب النّزول ٣٥٥

علامات اخرى للمنافقين ٣٥٧

بحوث

١ ـ للمنافقين علامات عشر ٣٦٠

٢ ـ خطر المنافقين ٣٦١

٣ ـ المنافق فارغ ومنخور ٣٦٢

تفسير الآيات : ٩ ـ ١١ ٣٦٥

لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم ٣٦٥

تعقيب ٣٦٧

١ ـ طريقة التغلّب على الاضطرابات والقلق ٣٦٧

٢ ـ النفاق العقائدي والنفاق العملي ٣٦٨

نهاية سورة المنافقين ٣٦٩

سورة التغابن

محتوى السورة ٣٧٣

فضيلة تلاوة السورة ٣٧٤

تفسير الآيات : ١ ـ ٦ ٣٧٥

يعلم ما تخفي الصدور ٣٧٥

تفسير الآيات : ٧ ـ ١٠ ٣٧٩

يوم التغابن وظهور الغبن ٣٨٤

تفسير الآيات : ١١ ـ ١٣ ٣٨٤

كلّ ما يصيبنا بإذنه وعلمه ٣٨٤

تفسير الآيات : ١٤ ـ ١٨ ٣٨٧

سبب النّزول ٣٨٧

أولادكم وأموالكم وسيلة لامتحانكم ٣٨٨

ملاحظة

حديث مهمّ ٣٩٣

٦١٩

سورة الطّلاق

«سورة الطلاق» ٣٩٧

محتوى السورة ٣٩٧

فضيلة تلاوة السورة ٣٩٧

تفسير الآية : ١ ٣٩٨

شرائط الطلاق والانفصال ٣٩٨

ملاحظات

١ ـ أبغض الحلال إلى الله الطلاق ٤٠٢

٢ ـ أسباب الطلاق ٤٠٥

٣ ـ فلسفة ضبط وإحصاء العدّة ٤٠٧

تفسير الآيات : ٢ ـ ٣ ٤٠٨

فأمسكوهنّ بمعروف أو فارقوهنّ بمعروف ٤٠٨

بحثان

١ ـ التقوى والنجاة من المشاكل ٤١٢

٢ ـ روح التوكّل ٤١٣

تفسير الآيات : ٤ ـ ٧ ٤١٥

أحكام النساء المطلّقات وحقوقهنّ ٤١٦

بحوث

١ ـ أحكام الطلاق الرجعي ٤٢١

٢ ـ لا يكلّف الله نفسا إلّا وسعها ٤٢٢

٣ ـ أهميّة النظام العائلي ٤٢٢

تفسير الآيات : ٨ ـ ١١ ٤٢٤

العاقبة المؤلمة للعاصين ٤٢٤

تفسير الآية : ١٢ ٤٢٩

الهدف من خلق العالم ٤٢٩

سورة التّحريم

محتوى السورة ٤٣٧

٦٢٠